الأربعاء، 26 أغسطس 2009

                       

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3382 du 26.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:عيّنة  » سوريالية « معوّقون ذهنياً في .. » مضافة « …سجن المرناقية..!

السبيل أونلاين:فيديو..الناشط الحقوقي شادي بوزويتة ومكيدة البوليس السياسي

الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:الشاب طارق الحرزي في سجل حقوق الإنسان… لدولة العراق

د ب أ:الرئيس التونسي يتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة

حزب العمّال الشيوعي التونسي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات (إعادة نشر)

النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم :رفض قرار التزكية لممثل الحزب الحاكم :بيـــــــان

زياد الهاني: المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي يطالب بتسلم مقر النقابة من المكتب الشرعي

عبدالسلام الككلي:إلى صنّاع الربيع

معزّ الجماعي:السلط الجهويّة بقابس تشغّل المعطّلين في لجان التنسيق

كلمة:تجمّع نقابي ضدّ إحالة نقابيّين على لجنة النظام في اتحاد الشغل بصفاقس

النقابي محمد عاطف الزائري يروي وقائع الاعتداء عليه وحيثيات ما بعد الاعتداء

الخبر:السفارة والقنصلية تتهربان من المسؤولية: الأمن التونسي يهين مئات الجزائريين بعد تعرّضهم للسرقة

ق.الحرة:تونس تهنئ ليبيا بعودة المقرحي وبراون يعرب عن غضبه إزاء طريقة استقباله

كلمة:بحّارة قرقنة يغلقون مرفأ سيدي يوسف

الصباح:بسبب تسعيرة «السبارس»:«الملالتة» يعزلون جزيرة قرقنة

سليم بوخذير:لملاقاة نادي حيفا في دوري أبطال أوروبا التونسي تراوي يرفض السفر مع ناديه النمساوي لإسرائيل

صـابر التونسي: الجواز ملك الدولة

محمد العروسي الهاني: الذاكرة الوطنية تروي الأحداث بوفاء بعيدا عن الحسابات و الخلفيات السياسية و الإساءة للماضي

توفيق المديني :مستقبل الصراع بين حزب العمال الكردستاني و تركيا

سمير أمين :الإسلام السياسي، الوجه الآخر للرأسمالية المتوحشة

فهمي هويدي:مصر لاعب أم ملعوب به؟

عبد الباري عطوان:نعم.. النفط أطلق سراح المقرحي

جهاد الخازن:عيون وآذان (الشارع العربي نائم والشارع الإيراني حيّ)

إسلام أون لاين:وفاة الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم

رويترز:بيلاي: لا حصانة في وقائع انتهاكات وكالة المخابرات المركزية الامريكية

 القدس العربي:خلية زاورلاند كانت تخطط لهجمات في ألمانيا تشبه 11 سبتمبر

المصريون:أمريكا توصي بختان الذكور حسب الشريعة الإسلامية


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في  23 أوت  2009

عيّنة  » سوريالية  » معوّقون ذهنياً في .. » مضافة « …سجن المرناقية..!


لاحظت عائلة الجازي آثار التعنيف الذي تعرض له إبنها مدة إحتجازه  بأقبية وزارة الداخلية ، كما  لاحظوا حالة الإرهاق البادية عليه،و كان الشاب بديل( يعاني حالة إنفصام بالشخصية) أفاد عائلته خلال الزيارة التي أدتها إليه يوم 24 أوت 2009 بسجن المرناقية، أنه تعرض للتعنيف بوزارة الداخلية و تـُرك بسجن المرناقية بدون دواء منذ الجمعة 21 أوت 2009، تاريخ إيداعه، ولا تقل حال رفيقيه المعوّقين ذهنياً إلياس سلام( إعاقة ذهنية ) وصحبي الحوّات( إعاقة ذهنية )،الذين تعرضا بدورهما للضرب والتعنيف بأقبية وزارة الداخلية و بخاصة صحبي الحوات الذي كان نصيبه الأوفر من العنف الذي نال الجميع ،  ونشير أيضاً إلى أن بديل أعطيَ خلال احتجازه بمقر وزارة الداخلية دواء(Lysanxi)وهو دواء يُعطى لمن يُعاني من حالات الإكتآب بينما لا يَنصح طبيب بديل الجازي بغير(Risperdal /2mg) لكونه دواء يوافق إنفصام الشخصية وهي الحالة  عينها شخّصها طبيبه.  وستنظر المحكمة الإبتدائية بتونس بتاريخ 03 سبتمبر 2009 في القضية عدد 17766، التي سيُحال فيها الشبان الثلاثة المعوّقين ذهنياً بتهمة عقد إجتماع بدون رخصة، والجمعية إذ تتابع قضية الشبان الثلاث المعوّقين ذهنياً، في أطوارها الثلاث ، الإختطاف من قبل أعوان أمن مدينة نابل ، ثم الإحتجاز بأقبية الداخلية ثم الإيداع بالسجن بعد التحقيق، تحمّل وزير الداخلية بشخصه ووصفه ووزير العدل بشخصه ووصفه ، ما يمكن أن يترتب عن سلسلة الاعتداءات النفسية والجسدية التي لحقت الشبان الثلاث ، وتدعوهما إلى تدارك ما قد يفوت أوانه، بالتدخل و تخلية سبيلهم فوراً. عن الجمعية لجنة متابعة أوضاع السجون مـلحـــق وثيقة أولى  

 

اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة

اعتمدتها الجمعية العامة وفتحت باب التوقيع والتصديق عليها والانضمام اليها في القرار 39/46 المؤرخ في 10 كانون الأول / ديسمبر 1984 تاريخ بدء النفاذ: 26 حزيران/ يونيه 1987،وفقا للمادة 27 (1)  

 

الجزء الأول/ المادة 1  1- لأغراض هذه الاتفاقية، يقصد ‘بالتعذيب ‘ أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص،أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أوتخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث – أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب يقوم على التمييز ايا كان نوعه،أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها. 2- لا تخل هذه المادة باْي صك دولي أو تشريع وطني يتضمن أو يمكن أن يتضمن أحكاما ذات تطبيق أشمل……/ وثيقة ثانية القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أوصي باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف عام 1955 وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه 663 جيم (د-24) المؤرخ في 31 تموز/يوليو 1957 و 2076 (د-62) المؤرخ في 13 أيار/مايو 1977 الخدمات الطبية 22. (1) يجب أن توفر في كل سجن خدمات طبيب مؤهل واحد على الأقل، يكون على بعض الإلمام بالطب النفسي. وينبغي أن يتم تنظيم الخدمات الطبية على نحو وثيق الصلة بإدارة الصحة العامة المحلية أو الوطنية. كما يجب أن تشتمل على فرع للطب النفسي تشخيص بغية حالات الشذوذ العقلي وعلاجها عند الضرورة. (2) أما السجناء الذين يتطلبون عناية متخصصة فينقلون إلى سجون متخصصة أو إلى مستشفيات مدنية. ومن الواجب، حين تتوفر في السجن خدمات العلاج التي تقدمها المستشفيات، أن تكون معداتها وأدواتها والمنتجات الصيدلانية التي تزود بها وافية بغرض توفير الرعاية والمعالجة الطبية اللازمة للسجناء المرضي، وأن تضم جهازا من الموظفين ذوى التأهيل المهني المناسب. متخصصين. 24. يقوم الطبيب بفحص كل سجين في أقرب وقت ممكن بعد دخوله السجن، ثم بفحصه بعد ذلك كلما اقتضت الضرورة، وخصوصا بغية اكتشاف أي مرض جسدي أو عقلي يمكن أن يكون مصابا به واتخاذ جميع التدابير الضرورية لعلاجه، وعزل السجناء الذين يشك في كونهم مصابين بأمراض معدية أو سارية، واستبانه جوانب القصور الجسدية أو العقلية التي يمكن أن تشكل عائقا دون إعادة التأهيل، والبت في الطاقة البدنية على العمل لدى كل سجين. 25.(1) يكلف الطبيب بمراقبة الصحة البدنية والعقلية للمرضي، وعليه أن يقابل يوميا جميع السجناء المرضي. وجميع أولئك الذين يشكون من اعتلال، وأي سجين استرعى انتباهه إليه على وجه خاص. (2) على الطبيب أن يقدم تقريرا إلى المدير كلما بدا له أن الصحة الجسدية أو العقلية لسجين ما قد تضررت أو ستتضرر من جراء استمرار سجنه أو من جراء أي ظرف من ظروف هذا السجن. 26. (1) على الطبيب أن يقوم بصورة منتظمة بمعاينة الجوانب التالية وأن يقدم النصح إلى المدير بشأنها: […]. (3) يضع المدير في اعتباره التقارير والنصائح التي يقدمها له الطبيب عملا بأحكام المادتين 25 (2) و 26، فإذا التقى معه في الرأي عمد فورا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوضع هذه التوصيات موضع التنفيذ. أما إذا لم يوافقه على رأيه أو كانت التوصيات المقترحة خارج نطاق اختصاصه فعليه أن يقدم فورا تقريرا برأيه الشخصي، مرفقا بآراء الطبيب، إلى سلطة أعلى…../ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  


فيديو..الناشط الحقوقي شادي بوزويتة ومكيدة البوليس السياسي


السبيل أونلاين – تونس – خاص لمشاهدة مداخلة الناشط الحقوقي شادي بوزويتة – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=MrUbL6edroY أعتقل الناشط الحقوقي شادي بوزويتة يوم 13 أوت 2009 ، في عملية كيدية للمرة الثانية ، من قبل البوليس السياسي ، وأحيل على محكمة الناحية بنابل التى حكمت عليه بخطية مالية وأطلقت سراحه . وقد إتصل به السبيل أونلاين بعد إطلاق سراحه ، وكانت له معنا مقابلة . نشير الى أن بوزويتة تعرض للتعذيب والإهانة أثناء إيقافه من طرف أعوان أمن الدولة بنابل ، كما تعرض إثنين من رفاقه (عاطف ونصر الدين) الى التعذيب القاسي والإهانة والجبر على الإدلاء بشهادة زور ضده، من أجل توريطه بتهمة خطيرة والحكم عليه بالسجن المطوّل . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 26 أوت 2009)  


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 26 أوت  2009

الشاب طارق الحرزي في سجل حقوق الإنسان… لدولة العراق

 


تـَسلمت السلطات العراقية يوم الخميس 13 أوت 2009 الشاب طارق بن الطاهر العوني الحرزي المحتجز منذ يوم 18 ماي 2008 بسجن » كروبر » في مطار بغداد من القوات الاحتلال الأمريكية ويَحمِل الشاب طارق الحرزي في سجلات الإعتقال الرمز009654، وكان الشاب طارق، خلال مخابرة عبر الهاتف سُمح له بها، أفاد عائلته أنها ستكون أخر مخابرة قبل تسليمه هو والمحتجزين معه إلى العراقيين . وتجدد الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، تنبيهها إلى أن سلامة الشاب طارق الحرزي الجسدية ربما تعرّض للإنتهاك في حال تسليمه إلى السلطات التونسية، وهي تنصح السلطات العراقية بعدم تسليم السيد طارق الحرزي الحامل في سجلات الإعتقال للرمز 009654… ، وتذكرأن سجل دولة العراق في مجال حقوق الإنسان سيظل رهين قراراتها المتعلقة بمصير المحتجزين لديها، ومدى إلتزامها بالعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، لجنة متابعة المحاكمات السياسية

 

ملحق…../ اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة

اعتمدتها الجمعية العامة وفتحت باب التوقيع والتصديق عليها والانضمام اليها في القرار 39/46 المؤرخ في 10 كانون الأول / ديسمبر 1984 تاريخ بدء النفاذ: 26 حزيران/ يونيه 1987،وفقا للمادة 27 (1)  

 

المادة  2 1- لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده(« ان ترده ») أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب. 2- تراعى السلطات المختصة لتحديد ما إذا كانت هذه الأسباب متوافرة، جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك ، في حالة الانطباق ، وجود نمط ثابت من الانتهاكات الفادحة أو الصارخة أو الجماعية لحقوق الإنسان في الدولة المعنية…….. / الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  


الرئيس التونسي يتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة


(تونس- د ب أ )قدم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي /72 عاما/ وبشكل رسمي ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 25 تشرين أول القادم من أجل الفوز بولاية خامسة من خمس سنوات تنتهي سنة 2014. وسلم الرئيس التونسي، وهو رئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ومرشحه إلى هذه الانتخابات، ملف ترشح رسمي إلى المجلس الدستوري الذي ينظر في مدى شرعية الترشحات إلى الانتخابات ومطابقتها لأحكام القانون الانتخابي التونسي. وخاطب بن علي آلافا من أنصاره تجمعوا في ساحة المجلس للتعبير عن مساندتهم له ، قائلا « سأجدد العهد معكم تكريسا للثقة التي غمرتموني بها منذ تحول السابع من تشرين ثان/نوفمبر1987. وتعهد بـتحقيق مزيد من « المكاسب » و »النجاحات » لبلاده و »تأمين أكثر ما يمكن من مقومات التطور والنماء لكل الفئات والجهات والأجيال ». وأكد الرئيس التونسي، الذي يحظى بدعم غربي وتعتبره واشنطن حليفها الوثيق في مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا، أنه سيعمل من أجل أن تبقى تونس وطنا لـ »الاجتهاد والوسطية والاعتدال والحوار والتسامح والتضامن والوفاق ». وقد أصدر الديوان السياسي للحزب الحاكم بهذه المناسبة بيانا اعتبر فيه بن علي « خيارنا الأوحد للحاضر والمستقبل ». وقال الديوان « في مواصلة الرئيس زين العابدين بن علي الاضطلاع بقيادة البلاد خير ضمان لرفع التحديات وكسب مزيد من الرهانات والسير بتونس على درب المناعة بما يعزز المكاسب ويحقق المزيد من الانجازات ويعلي من شأن بلادنا بين الأمم ». وأصبح بن علي أول متنافس يقدم بشكل رسمي ملف ترشحه إلى انتخابات الرئاسة. وحدد المجلس الدستوري تاريخ 24 أيلول/سبتمبر القادم آخر موعد لقبول ملفات الترشح إلى الانتخابات الرئاسية. ويتوقع مراقبون أن يفوز بن علي بغالبية الأصوات في الانتخابات المرتقبة. وتصف بعض أحزاب المعارضة حزب التجمع الذي يرأسه بن علي بـ »الغول » لأنه يضم في عضويته نحو مليونين ونصف المليون من الأنصار في بلد يتجاوز عدد سكانه 10 ملايين نسمة في حين لا يتعدى أنصار بقية الأحزاب بضعة آلاف في أحسن الأحوال كما يسيطر على نحو 80% من مقاعد البرلمان ومجموعها 189مقعدا. وأعلن المحامي أحمد نجيب الشابي (65 عاما) زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي ( يساري معارض غير ممثل في الانتخابات) وأبرز معارض في تونس لبن علي أمس الثلاثاء »إنسحابه » من الانتخابات متهما السلطات بـ »الإمعان في إغلاق الحياة السياسية ». وكان الشابي أعلن في شباط/فبراير2008 ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية إلا أن تعديلا دستوريا استثنائيا أقره الرئيس التونسي في تموز/يوليو 2008 أبطل ترشحه قانونيا لتخليه سنة 2006 عن خطة الأمانة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي لزميلته مية الجريبي. ويتيح التعديل بشكل استثنائي لرؤساء أحزاب المعارضة وأمنائها العامين المنتخبين والمباشرين لمهامهم لمدة لا تقل عن سنتين متتاليتين (عوضا عن خمسة) الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وألغى شرطا بضرورة أن يكون الحزب ممثلا في البرلمان التونسي. وقال الشابي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه، « أعلن انسحابي من الانتخابات الرئاسية لأن ترشحي أصبح مستحيلا من الناحية القانونية »، مشيرا إلى أن حزبه سيكتفي بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نفس الشهر. وأعلنت حتى الآن أربعة أحزاب معارضة من جملة 8 معترف بها ترشيح أمنائها العامين إلى الانتخابات الرئاسية. وتنظم تونس انتخابات رئاسية كل خمس سنوات وأعيد انتخاب بن علي في انتخابات 2004 بعد فوزه بنسبة 4،94% من أصوات الناخبين. (المصدر: وكالة  (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 26 أوت 2009)  


لحصول نقص في البيان المنشور يوم امس على صفحاتنا ونزولا عند طلب زملائنا بإدارة البديل العاجل نعيد نشر البيان كاملا
__________________________________________

حزب العمّال الشيوعي التونسي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات

وتعبئة الشعب التونسي من أجل افتكاك حقوقه ووضع حدّ للدكتاتورية

 


تقديم لم تعد تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبرمجة للخريف القادم سوى مدة قصيرة، ومع ذلك فإن الشروط الدنيا التي من شأنها أن تجعل هذه الانتخابات حرة ونزيهة، منعدمة. ومن الواضح أن هذا الوضع لن يتغير في ما تبقى من وقت. إن كل القوى السياسية المعارضة تـُجمع على أن الظروف التي ستجري فيها الانتخابات هذه المرة أسوأ من المرات السابقة وبالتالي لا توجد أية إمكانية لتكريس إرادة الشعب التونسي الذي يتعامل مع هذه الانتخابات بلا مبالاة تامة لاقتناعه بغياب أي رهان فيها. وقد بات من الضروري بالنسبة إلى حزبنا أن يحدّد موقفه من هذه الانتخابات بعد أن سعى خلال المدة الفارطة إلى إقناع كافة مكونات المعارضة بتبني تمشّ مشترك تعطى فيه الأولوية للنضال من أجل توفير الشروط الدنيا لانتخابات حرّة ونزيهة قبل اتخاذ موقف عملي منها مشاركة أو مقاطعة، ولكنّ التقديرات وفي بعض الأحيان الحسابات المختلفة حالت دون تحقيق ذلك الهدف. وكان من نتائج ذلك أن المعارضة تواجه اليوم نظام الحكم مشتتة الصفوف، عاجزة عن الاتفاق على موقف موحّد من الانتخابات يعزز موقعها في الواقع السياسي وينمّي تأثيرها في صفوف الشعب ويعبّد الطريق نحو الخلاص من الاستبداد والدكتاتورية. وسنحاول في ما يلي تحليل الظروف التي ستجري فيها الانتخابات القادمة وتحديد الموقف منها والردّ على بعض الأفكار التي أفرزتها إلى حدّ الآن النقاشات في الساحة السياسية.   1) مناخ سياسي قائم على القمع والانغلاق: إن المناخ السياسي السائد حاليا هو مناخ يتسم بالقمع المنهجي للحريات الفردية والعامّة. وهو قمع لا يستثني أيّ طبقة أو فئة من الشعب أو أيّ تيار فكري أو سياسي سواء كان معترفا أو غير معترف به. فالشعب التونسي بمختلف طبقاته وفئاته التي تئنّ تحت وطأة البطالة والفقر والتهميش والمرض والجهل التي اشتدت بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية، يتعرّض لقمع شامل ومنهجي، فهو لا يتمتع بحقه في التعبير عن رأيه في مختلف القضايا التي تهمّه، داخلية كانت أو خارجية، ويُحرم من الاحتجاج على المظالم المسلطة عليه ومن الدفاع عن مطالبه وطموحاته. وقد كانت الأحداث التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي خلال العام الماضي والوحشية التي تعامل معها نظام بن علي البوليسي مع الأهالي دليلا واضحا على طبيعة علاقة هذا النظام بعموم الشعب. فهو لم يتردّد في استعمال السلاح ضدّ متظاهرين عزّل يطالبون بطريقة سلمية وبحقهم في الشغل وفي العيش الكريم. أما الأحزاب المعترف فهي غير قادرة على تنظيم اجتماع بفضاء عمومي وحتى بمقراتها أحيانا. كما أنها غير قادرة حتى على ضمان توزيع صحفها كلّ أسبوع. فالبوليس السياسي، هو الذي يحدّد لها، بالقوة الغاشمة، وخارج أيّ مراقبة أو محاسبة، متى تجتمع ومتى لا تجتمع، ومع من تجتمع و مع من لا تجتمع، ومتى توزّع صحفها ومتى لا توزّع، هذا عدا الاعتداءات على قادتها وكوادرها والملاحقات القضائية المستمرّة ضدهم بناءً على تـُهَم مفتعلة، وإثارة « القلاقل » في صفوفها لإرباكها وتلهيتها عن النشاط. وتتعرّض الأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية غير المعترف بها للقمع والمنع والملاحقة. إن مناضليها غير أحرار حتى في تنقلاتهم. وهم عرضة للمراقبة المستمرّة والاعتداءات والمحاكمات، كما أن الآلاف منهم محرومون من حقوقهم المدنية والسياسية، ويبلغ التعسّف حدّ منعهم من حضور أنشطة وتظاهرات قانونية. وبالطبع فلا حق لهؤلاء المساجين السياسيين القدامى في الترشح وفي الانتخاب. ويعيش المئات من التونسيين من تيارات فكرية وسياسية مختلفة في المنفى منذ حوالي عشرين سنة، ولا حق لهم في العودة ولا في الحصول على جواز سفر، وتمارس عليهم ضغوط كبيرة للتبرّؤ علنا من الانتماء لهذه الحركة أو تلك والتعبير عن « التوبة » وإعلان الموالاة للنظام بل تزكية ترشح بن علي في المهزلة الانتخابية القادمة حتى يسمح لهم بالعودة ذالّين مقهورين. وما تزال الاعتقالات في صفوف الشباب مستمرّة بعنوان « مقاومة الإرهاب ». ويتعرّض الموقوفون المنسوبون إلى « التيارات السلفية » للتعذيب الوحشي ويحالون على المحاكم بتهم ملفقة وتداس حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم. وهم يتعرضون في السجن مثلهم مثل سائر المساجين السياسيين لشتى أنواع التعذيب كما تتعرّض عائلاتهم للضغط والتنكيل. ولا تختلف وضعيّة الجمعيات والمنظمات والهيئات النقابية والمهنية والحقوقية والنسائية والشبابية والثقافية المستقلّة، سواء كان معترفا أو غير معترف بها، عن وضعيّة الأحزاب. فهي تعاني من الحصار الإعلامي والأمني ويتعرّض أعضاؤها للاعتداءات والمحاكمات الجائرة والطرد من العمل أو الدراسة. فالرابطة تمنع بالقوة للعام الرابع على التوالي من عقد مؤتمرها الوطني السادس ومن القيام بأيّ نشاط في مقراتها. كما يُمنع الاتحاد العام لطلبة تونس من عقد مؤتمره التوحيدي. وتعرضت جمعيّة القضاة التونسيين لانقلاب أطاح بقيادتها الشرعية التي عوّضت بعناصر موالية للسلطة بينما يحاصر الشرعيون وينكّل بهم. وتواجه اليوم النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين نفس المصير بعد أن نظمت السلطة انقلابا على مكتبها الشرعي ونصّبت على رأسها، إثر مؤتمر مهزلة، « ميليشياتها » لطمس الواقع المتردي والمتخلف للإعلام وفرض الاصطفاف وراء بن علي في المهزلة الانتخابية القادمة. وتتعرّض الجمعيّات غير المعترف بها (الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، الرابطة التونسية للكتاب الأحرار، المجلس الوطني للحريات، جمعية حرية وإنصاف…) لهرسلة يوميّة واعتداءات على أعضائها وعلى أملاكهم الخاصّة لمنعهم من القيام بأيّ نشاط حقوقي أو ثقافي. إن نظام الحكم يضيق ذرعا بوجود أيّ جمعيّة أو منظمة مستقلّة ويحاول خنقها وتهميشها مستعملا أجهزته الأمنية والقضائية والإدارية. وتعاني النقابات العمالية من نفس القمع الذي تعاني منه الجمعيات والهيئات المهنية الأخرى، إذ هي ترزح تحت كلكل بيروقراطية فاسدة، تعمل لفائدة نظام الحكم وتفرض على العمال والكادحين مخططاته المعادية لهم. وهي تتعامل مع البوليس السياسي لمحاصرة النقابيين الديمقراطيين وقمعهم وتهميشهم. ومقابل ذلك كله يحتكر بن علي وطغمته وسائل الإعلام العمومية وشبه العمومية والخاصة التي يستعملها على مدار السنة بشكل دائم للدعاية له ولنظامه. كما أنه يسيطر على كافة الفضاءات العمومية ويتحكم في أصحاب الفضاءات الخاصة ويمنعهم من كرائها لأحزاب المعارضة أو الجمعيات والمنظمات المستقلة. إن مثل هذا المناخ السياسي لا يتيح بالمرّة إمكانية قيام انتخابات حرّة ونزيهة تفتح الباب للتداول الديمقراطي على السلطة. إن انتخابات لا تتوفر فيها حرية التعبير والإعلام والتنظم والاجتماع لا يمكن أن تكون بأيّ شكل من الأشكال انتخابات حرّة تعبّر عن إرادة الشعب. ولا يوجد اليوم ما يدل على أن نظام الحكم ينوي تغيير سلوكه من هنا إلى الخريف القادم، بل على العكس من ذلك، فكلّما اقترب هذا الموعد إلا وازداد القمع حدّة، ولا أدلّ على ذلك من الاعتداءات الأخيرة على قيادات الحزب الديمقراطي التقدمي المعترف به بسيدي بوزيد وعلى العديد من الناشطات والناشطين الحقوقيين والسياسيين والأحكام الجائرة المسلطة على عدد من رموز الحركة الطلابية وحرمان أحزاب تنوي المشاركة في « الانتخابات »، من فضاءات عمومية للقيام بأنشطة (حركة التجديد) وحملات التشويه عبر الأنترنيت وصحافة العار المموّلة من السلطة ضد العديد من الوجوه الحقوقية والسياسية البارزة، والحجز المقنع لصحف المعارضة (الموقف، الطريق الجديد، مواطنون…) وقطع الأنترنيت… كل ذلك لفرض الصمت المطبق على المجتمع والإيهام بوجود إجماع حول بن علي ونظامه القمعي والفاسد.    2) منظومة انتخابية غير ديمقراطية: ومن ناحية ثانية فإن القانون الانتخابي لم يتغير وهو لا يسمح بأيّ شكل من الأشكال بإجراء انتخابات حرّة ونزيهة. فبالنسبة إلى الرئاسية فإن أحكام الدستور المحافظ عليها منذ عهد بورقيبة لا تسمح واقعيا إلا لمرشح الحزب الحاكم بالترشح. وقد مكّن التلاعب بالدستور في استفتاء 2002 بن علي من إلغاء البند المحدّد لعدد ولايات رئيس الدولة معيدا بذلك فتح الباب للرئاسة مدى الحياة بشكل مقنّع. وهو يترشح اليوم للمرّة الخامسة على التوالي، في الوقت الذي انتهت فيه ولايته الأخيرة عام 2004. وحتى القانون الدستوري الخاص بالانتخابات الرئاسية الذي سنّه بن علي هذا العام بدعوى « إضفاء طابع تعدّدي »على هذه الانتخابات فإنه صيغ على قياسه بما يضمن له « فوزا ساحقا ». فقد عيّن هذا القانون، كما هو الحال في عام 1999 و2004 من ينافس بن علي سادّا بذلك باب حريّة الترشح أمام الكفاءات الوطنية سواء كانت منظمة في أحزاب وجمعيات ومنظمات نقابية وحقوقية وثقافية أو مستقلّة، بل إن هذا القانون لم يمنح حتى الأحزاب القانونية حرية تعيين مرشحها إذ حصر الترشح مسبقا في الأمين العام واشترط أن يكون منتخبا على رأس حزبه منذ أكثر من عامين لسدّ الباب أمام ترشح بعض قادة الأحزاب غير المرغوب فيهم. أما بالنسبة إلى التشريعية فقد حافظ بن علي على نفس المنظومة الانتخابية سواء ما تعلّق منها بنظام الاقتراع (نظام القائمات) أو التسجيل في القائمات (تسجيل غير آلي) أو تقسيم الدوائر (دوائر كبيرة على عدد الولايات تقريبا) أو عدد مكاتب الاقتراع (آلاف المكاتب حتى لا تقدر أحزاب المعارضة على المراقبة) أو الإشراف على تنظيم الانتخابات (وزير الداخلية). وسواء تعلّق الأمر بالرئاسية أو التشريعية  فإن القانون لا يجرّم التزوير، ولا يحاسب المزوّرين ولا توجد هيئة مستقلة وذات مصداقية يقع التظلّم لها طوال العملية الانتخابية. وإضافة إلى ذلك فإن الإدارة خاضعة بالكامل للسلطة التنفيذية وهي تستعملها للتحكم في العملية الانتخابية من أولها إلى آخرها. كما أن القضاء لا يتمتع بأيّ استقلالية وهو أداة بيد السلطة التنفيذية تستخدمه لقمع خصومها ولحماية المجرمين الحقيقيين الذين ينهبون البلاد ويبيعونها للشركات والمؤسسات الأجنبية ويحكمون على شعبها بالبطالة والفقر والتهميش. وقد رفض نظام بن علي الاستجابة لكافة مطالب المعارضة التي من شأنها أن تعطي مصداقية للانتخابات (سن عفو تشريعي عام، ضمان حرية التعبير والتنظم وبالخصوص الاعتراف بحزب العمال الشيوعي التونسي وغيره من الأحزاب المحظورة مثل المؤتمر من أجل الجمهورية، حركة النهضة، حزب العمل الوطني الديمقراطي وغيرها حتى تمارس حقها في النشاط السياسي بشكل عادي، مراجعة الدستور لتحديد عدد ولايات رئيس الدولة وإلغاء الرئاسة مدى الحياة، إقرار نظام النسبية، التسجيل الآلي في القائمات الانتخابية، الزيادة في الدوائر الانتخابية والتخفيض في عدد مكاتب الاقتراع، تكليف هيئة مستقلة لمراقبة العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، تجريم التزوير، تحييد الإدارة، ضمان استقلالية القضاء…) بل إنه عمد في الآونة الأخيرة إلى مراجعة القانون الانتخابي لمزيد مراقبة الحملة الانتخابية (الإخضاع المسبق للمداخلات لمراقبة المجلس الأعلى للاتصال المتركّب من عناصر معينة من بن علي). كما أن وزير الداخلية الذي يخوّل له القانون الإشراف على الانتخابات عُيّن في نفس الوقت للإشراف على الحملة الانتخابية للحزب الحاكم. وهكذا فإنه لا المناخ السياسي ولا المنظومة القانونية المعتمدة يسمحان بإجراء انتخابات حرّة. وبالتالي فإن نتائج الانتخابات القادمة معلومة من الآن: « فوز ساحق » لبن علي على مرشحين صوريّين يُوَظـَّفون لتشريع هذا « الفوز » ولحزبه الذي سيضمن كالعادة كافّة المقاعد الخاصّة بالدّوائر والتي تمثّل هذه المرة 75 بالمائة من مجمل المقاعد، مقابل 25 بالمائة منها ستسند إلى الأحزاب الإدارية لا بمقتضى ما تفرزه صناديق الاقتراع بل في شكل رشوة سياسية تُوزّع على تلك الأحزاب بل على عناصر تختارها وزارة الداخلية من تلك الأحزاب حسب درجة ولائها، وهو أمر معلوم منذ مهزلة 1994 الانتخابية التي ابتدع فيها بن علي هذا « النّظام الانتخابي » بدعوى « مساعدة المعارضة العاجزة عن الوصول إلى البرلمان عن طريق صندوق الاقتراع » والحال أن الهدف من ذلك هو تجميل الدكتاتورية وإعطائها واجهة تعددية.   3) نظام معاد للديمقراطية وهكذا فإن مسلسل الانتخابات الصورية سيستمر ليفضي إلى نفس النتائج: رئاسة مدى الحياة وحكم فردي مطلق ومؤسسات صورية وفاسدة. وليس من سبب لذلك غير طبيعة النظام الدكتاتورية والبوليسية التي تجعله يعمل باستمرار وبلا هوادة على احتكار الحياة العامة وسد الباب عن طريق القمع أمام تطور أية معارضة اجتماعية أو سياسية تهدد ذلك الاحتكار وتفتح الباب أمام الشعب لممارسة سيادته. ولا يمكن عزل طبيعة النظام الاستبدادية الدكتاتورية عن قاعدته الطبقية، أي الفئات الاجتماعية المحلية والأجنبية التي يُعبّر عن مصالحها ويعمل على الحفاظ عليها. إن هذه الفئات لا مصلحة لها في الديمقراطية، لأنها تمثل أكبر خطر عليها. فعلى المستوى المحلي ينبغي أن يكون المرء ساذجا أو انتهازيا حتى يعتقد أن بن علي والعائلات القريبة والمقربة منه (الطرابلسية، الماطري، الوكيل، المبروك، المهيري…) الذين وضعوا أيديهم على خيرات البلاد وثرواتها (أراضي، مؤسسات، بنوك، تجارة…) لهم مصلحة في حرية التعبير والصحافة أو في وجود قضاء مستقل أو في إجراء انتخابات حرّة من شأنها أن تؤدي إلى التداول على السلطة. إن الحرية والديمقراطية هما العدوان اللدودان لهؤلاء النهّابين، لأنهما يؤديان في كل الحالات إلى افتضاحهم وتعبئة الشعب ضدهم ومحاسبتهم عن جرائمهم ومصادرة الثروة التي كدّسوها بطرق غير مشروعة. لذلك فإن كل مصلحتهم في قمع الشعب وفي تشديد القبضة الأمنية على المجتمع وفي بقاء بن علي رئيسا مدى الحياة حتى يستمرُّوا في نهب خيرات البلاد وثرواتها. كما أن بن علي الذي جمع ثروة طائلة (5 مليار دولار عام 2007 حسب مجلة « فوربز » المختصة الأمريكية) وارتكب جرائم كثيرة على حساب الشعب التونسي لا مصلحة له إلا في البقاء في السلطة حتى لا يتعرّض هو والمقرّبون منه للمحاسبة والتتبع القضائي، علما وأنه راجع الدستور سنة 2002 ليضمن لنفسه الحصانة القضائية مدى الحياة، كما سنّ قانونا في وقت لاحق يمنح أفراد عائلته، بعد موته، نفس الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في حياته وهو على رأس السلطة. أما الشركات والمؤسسات والدول الأجنبية التي تنهب تونس بتواطؤ مباشر مع الأقليات المافيوزية المحلية، فهي بدورها لا مصلحة لها في تحرّر الشعب التونسي ومسك مصيره بيده. إن الشركات والمؤسسات الأجنبية التي يصل عددها اليوم إلى حوالي 3 آلاف شركة، ومعظمها أوروبية (فرنسية، ألمانية، إيطالية…) تستغل العمال والكادحين التونسيين (حوالي 300 ألف أجير) استغلالا فاحشا. وهي تحرمهم حتى من تكوين النقابات أو الانتماء إليها وتريدهم أن يبقوا عزلا حتى تحقق الأرباح الطائلة على حسابهم. إن هذه الشركات لها كل المصلحة في استمرار نظام بن علي الدكتاتوري ليوفر لها المناخ المناسب أو ما يسمى زورا وبهتانا « السلم الاجتماعية » لتواصل النهب. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدول الامبريالية التي تتحكم في مصائر تونس وتملي عليها سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا، فهي تدعم نظام بن علي اقتصاديا وماليا وعسكريا وأمنيا، رغم كثرة تشدقها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي في حاجة إليه لأنه يفتح أبواب البلاد على مصراعيها لرساميلها وسلعها ويحمي شركاتها وينخرط في استراتيجيتها الشرق أوسطية المعادية لمصالح العرب بمن فيهم الفلسطينيون والعراقيون ويساعدها على مقاومة ما يسمى بـ »الإرهاب » ومحاربة الهجرة السريّة والتطبيع مع الكيان الصهيوني. فالمسألة واضحة تمام الوضوح، فنظام بن علي يخدم مصالح الدول الامبريالية ويقدم إليها التنازلات على حساب تونس وشعبها، وهي تدعمه وتحميه وتغض الطرف عن الرئاسة مدى الحياة وعن انتهاك الحريات وحقوق الإنسان. إن الديمقراطية في تونس تمثل العدو الأكبر للدول الامبريالية أيضا، لأن نتيجتها الحتمية مَسْكُ الشعب مصيره وبسط سيادته على خيرات وطنه وثرواته وتحقيق استقلاله وانخراطه في مقاومة المشاريع الامبريالية في المنطقة ودعم حركات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان، وغيرها من مناطق العالم… إن الدكتاتورية تمثل الإطار السياسي الذي يتحقق فيه استغلال الشعب التونسي ونهب خيرات وطنه وثرواته. لذلك فإنه لمن الوهم الاعتقاد، كما يفعل البعض، أن بن علي يمكن أن يغيّر سلوكه من هنا إلى الخريف القادم ويوفـّر الظروف الملائمة لانتخابات حرة، كما أنّه من باب المغالطة الترويج أن نظام الحكم، مثله مثل الشعب والوطن والمعارضة، له مصلحة في انتخابات حرّة ونزيهة وفي الديمقراطية. إن مصلحة نظام بن علي هي على العكس من ذلك في تزوير الانتخابات وفي الحكم الفردي المطلق لأن ذلك هو الذي يمكنه من الحفاظ على مصالحه ومصالح الفئات التي يمثـّلها وهو ما يفسّر اليوم اشتداد قبضته على المجتمع وقمع القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها تمهيدا لفبركة أغلبية عبر المهزلة الانتخابية.      4) مقاطعة الانتخابات: موقف سليم يمليه الواقع ولهذه الأسباب فإن المشاركة في الانتخابات القادمة في ظلّ الظروف الحالية موقف خاطئ، لن يخدم إلا الدكتاتورية التي ستستغلّ هذه المشاركة لمواصلة دوس السيادة الشعبية مدّعية أن المهزلة التي نظمتها تعدّدية وديمقراطيه. وممّا سيحكم على هذه المشاركة بأن تكون شكلية وفي خدمة الديكور الديمقراطي هو أن الشعب التونسي ذاته الذي يصرّح الداعون إلى المشاركة بأنهم يشاركون « خدمة لمصالحه » لا يتمتع بحرية الاختيار بالنظر إلى القمع المسلط عليه وعلى قوى المعارضة السياسية والمدنية التي لا يمكنها الترشح والقيام بالدعاية بحرية. إن المواطن يعرف جيدا أن مجرد حضوره اجتماع حزب معارض أو التصويت لأحد مرشحيه قد يجعله عرضة للقمع والتنكيل. ولقد قاطع الشعب التونسي معظم المواعيد الانتخابية منذ 1994 بالخصوص لعلمه أن نتائجها مقررة مسبقا وبأن لا قيمة ولا وزن لصوته. وهو أمر تدركه القوى السياسية في بلادنا بما فيها التي شاركت في تلك المواعيد، فنسب المشاركة في الاقتراع كانت ضعيفة للغاية ولا تشمل حتى المليوني عضو الذين يدّعي الحزب الحاكم أنهم ينتمون إلى صفوفه. ولا نعتقد أن موقف غالبية الشعب التونسي سيتغيّر هذه المرّة. فالمناخ السياسي هو هو، والمنظومة القانونية هي هي. والنتائج معلومة من الآن ولن تأتي بجديد يذكر في حياة المواطن المعيشية إن لم يكن مزيد تدهورها في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي يلقي نظام بن علي بتبعاتها على العمال والكادحين. وهكذا فإنه لا معنى للمشاركة في انتخابات معلومة النتائج مسبقا والشعب يقاطعها، ولا يثق بمن ينظمها ولا حتى بمن يشارك فيها. إن هذه الأسباب من شأنها أن تدعو أي حزب سياسي جدّي ومسؤول إلى مقاطعة هذه الانتخابات. إن حزب العمال الشيوعي التونسي إضافة إلى كل ما سبق هو حزب غير معترف به، بسبب انعدام حرية التنظم، ولأنه غير معترف به فهو لا يمكنه أن يقدم مرشحا إلى الرئاسة ولا قائمات إلى التشريعية. فالقانون الاستثنائي الخاص بالانتخابات الرئاسية لا يسمح إلا بترشح مسؤولي بعض الأحزاب القانونية. كما أن المجلة الانتخابية تمنع الأحزاب غير المعترف بها من تقديم مرشحين للانتخابات التشريعية يحملون ألوانها ويدافعون عن برامجها ومواقفها وآرائها. وقد صرّح وزير العدل منذ مدة في إحدى الفضائيات (بي بي سي بالعربية) بأن الأحزاب غير المعترف بها لا يحقّ لها حتى تقديم قائمات مستقلة. وبالإضافة إلى ذلك فإن حزب العمال الشيوعي التونسي محروم من حقه في إصدار صحيفة وفي تنظيم الاجتماعات، وفي كلمة فهو محروم من حقه في التوجه إلى الشعب التونسي مباشرة. ويتعرّض مناضلوه للقمع ومن بينهم عدد كبير لا يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية بسبب الأحكام الصادرة ضدهم في قضايا سياسية. فكيف يمكن لحزب العمال (وكذلك الأحزاب الأخرى غير المعترف بها مثل المؤتمر من أجل الجمهورية أو حركة النهضة) أن يدعو للمشاركة في انتخابات لا حق له قانونيا وعمليا في المشاركة فيها؟ إن هذا السبب يضاف إلى بقية الأسباب المذكورة أعلاه ليجعل حزب العمال الشيوعي التونسي يدعو إلى مقاطعة المهزلة الانتخابية القادمة إذ أيُّ معنى لانتخابات تـُمنع أهمّ التيارات الفكرية والسياسية من المشاركة فيها؟ أليس ذلك دليلا قطعيا على صوريتها؟ إن حزب العمّال يعتبر أنه لا معنى للحديث عن انعدام الشروط الدنيا لانتخابات حرة ونزيهة وعن المعرفة المسبقة لنتائج الانتخابات، رئاسية وتشريعية من جهة والدعوة إلى المشاركة فيها من جهة ثانية. إن معارضة جديرة بهذا الاسم مطالبة بتحديد شروط دنيا لمشاركتها في أيّ انتخابات وإذا لم تتوفر هذه الشروط فهي تقاطعها. أمّا أن تقول أنها ستشارك في كلّ الظروف وبقطع النظر عمّا إذا كانت الشروط الدنيا لانتخابات حرة متوفرة أو غير متوفرة، بدعوى « الاتصال » بالشعب في غياب تام للحريات، فهي تحوّل المشاركة إلى موقف جامد لا يخدم في نهاية الأمر سوى الدكتاتورية ويشجعها على مزيد انتهاك الحريات ودوس الإرادة الشعبية ما دامت مطمئنة إلى أن أحزابا من المعارضة ستشارك في المهزلة التي تنظمها وتضفي عليها طابعا تعدّديا زائفا.   5) المقاطعة ليست فرجة بل هي معركة سياسية إن المشاركة مثلها مثل المقاطعة ليست قالبا جامدا، بل هي موقف سياسي تكتيكي تمليه الظروف، ولا تتحدّد صحته من عدمها إلا بتحليل هذه الظروف لمعرفة أيّ الموقفين، المشاركة أو المقاطعة، يقدّم بنضال الشعب من أجل كسب حقوقه الأساسية، لذلك فإننا كثيرا ما رأينا قوى ثورية تشارك في انتخابات لأنها رأت فيها فرصة جدية للتوجه إلى الشعب ببرامجها ومقترحاتها، كما رأينا قوى إصلاحية وليبرالية في أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا وآسيا تقاطع انتخابات لأنها اعتبرتها مهازل لا تتوفر فيها الشروط الدنيا لانتخابات حرّة. إن انتخابات حرّة ونزيهة، ومعبّرة عن إرادة الشعب، تقتضي وجود مناخ سياسي يتمتع فيه المواطنات والمواطنون بحقوقهم السياسية، وتتوفر فيه تعددية فكرية وسياسية حقيقية. كما تقتضي وجود منظومة قانونية ديمقراطية تسمح لإرادة الشعب بالتعبير عن نفسها. إن الاستهانة بضرورة توفر شروط دنيا سياسية وقانونية للانتخابات والاكتفاء بمجرد الكلام عنها والقبول عمليا بما يتنافى  معها بدعوى « استغلال الإمكانات المتاحة »، وهي إمكانيات تكاد تكون منعدمة، إنما توقع عمليا في مهادنة الدكتاتورية وقبول أحكامها وإدامة سيطرتها على المجتمع. وهو ما يعطي المقاطعة مشروعيتها في مثل هذا الوضع. ومن البديهي أن المقاطعة ليست « فرجة » ولا « جلوسا على الربوة » كما تزعم بعض الأطراف لتبرير مشاركتها في المهزلة والإيهام بأنه لا خيار غير المشاركة وقبول الحدود التي تفرضها الدكتاتورية، بل هي موقف جدّي ومسؤول مؤسس على تحليل موضوعي للوضع، وعلى ميول عامة الشعب للمقاطعة، وهو يهدف إلى إفشال رهان الدكتاتورية النوفمبرية وتعرية أهدافها الرجعية وتعبيد الطريق نحو تغيير ديمقراطي حقيقي. إنّ رهان بن علي من وراء المهزلة الانتخابية القادمة هو الاستمرار في فبركة شرعية لنظامه البوليسي عن طريق التزوير وعبر تجديد الديكور الديمقراطي. ومن هذا المنطلق فإن الهدف من المقاطعة هو العمل من خلال حملة إعلامية سياسية ميدانية على إفشال هذا الرهان وفضح الدكتاتورية وإبراز عدم شرعيتها وتعميق عزلتها وعدم تمكينها من فرصة لتشريع التزوير والادعاء بأن الانتخابات « تعددية » كل ذلك في أفق إعداد الشروط اللازمة لإسقاط الاستبداد عبر سلسلة من المراكمات. إن التغيير الديمقراطي الحقيقي لصالح الطبقات والفئات الكادحة والشعب التونسي عامة لن يتحقق عن طريق نظام بن علي البوليسي أو بالتعاون معه ومهادنته و »اللعب » في دائرة منظومته وبالتالي المشاركة في مهازله الانتخابية ومؤسساته الصورية بل بالنضال ضده بالاعتماد على الجماهير الشعبية الواعية والمنظمة للدفاع عن حقوقها المادية والمعنوية، وهو ما يتطلب التوجه إليها والعمل في صفوفها باستمرار حتى تنخرط بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين في الشأن العام فتنتفض ضد الاستبداد وتفرض إرادتها وتحقق التحول الديمقراطي والوطني وتكرسه عبر الدعوة إلى مجلس تأسيسي يسنّ دستورا جديدا يضع مقومات نظام جمهوري ديمقراطي وعصري. إن الانتفاضة الشعبية التي حصلت في الحوض المنجمي خلال المنتصف الأول من عام 2008 تمثل على ما فيها من نقائص منارة للنضال من أجل التخلص من الدكتاتورية النوفمبرية، بما أكدته من تلازم النضال ضد الاستبداد مع النضال ضد الاستغلال والفساد والمحسوبية وبالتالي تلازما لنضال من أجل الديمقراطية مع النضال من أجل العدالة الاجتماعية. وبما أكدته أيضا من قدرة فائقة للجماهير الشعبية على ابتكار أشكال النضال والتنظيم المستقلة والملائمة، وعلى الصمود في وجه القمع البوليسي. ومن البديهي أن أية معارضة جادة من واجبها أن تلتحم بمثل هذه الحركات الاجتماعية وتطوّرها وتوسّعها وتحوّلها إلى حركات سياسية ضد الاستبداد بما يخلق موازين قوى جديدة لصالح الشعب، تمكنه من فرض إرادته. إن الانتخابات الحرّة تأتي لتتويج مثل هذا التغيير في موازين القوى وليس العكس، فالانتخابات الصورية التي جرت في تونس على مدى ما يزيد على نصف قرن لم تؤدّ المشاركة فيها إلى التقدم بالشعب التونسي ولو خطوة واحدة على درب التغيير الديمقراطي بل ساعدت دائما الدكتاتورية على إضفاء صبغة تعددية زائفة على المهازل التي نظمتها.   6) مشاركة ومشاركة إن حزب العمال إذ يدعو إلى مقاطعة الانتخابات القادمة فإنه لا يضع كافة القوى التي تدعو اليوم إلى المشاركة في نفس « الخانة ». فالمتمعّن في الواقع السياسي يلاحظ وجود تباينات بين هذه القوى التي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف: 1 – صنف أول تمثله أحزاب الديكور وهي تشارك في الانتخابات تحت مظلة بن علي الذي يستعملها للإيهام بوجود تعددية سياسة وديمقراطية في بلادنا، وهي تتلقى مقابل ذلك « رشاوي » تتمثل في مقاعد في البرلمان ومجلس المستشارين ومناصب في شركات وإدارات عمومية. وهذه الأحزاب تدافع بشراسة عن نظام بن علي وتقوم بكل الأدوار التي يطلبها منها، لارتباط وجودها بوجوده، ومن المؤكد أنها ستزول تلقائيا بزوال الدكتاتورية وقيام نظام ديمقراطي. وقد التحقت في الآونة الأخيرة بجوقة قيادات أحزاب الديكور، القيادات الأكثر رجعية وفسادا في الاتحاد العام التونسي للشغل. فقد عمدت هذه القيادات إلى الانقلاب على الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 15 جويلية الماضي بإعلان تزكية ترشح بن علي للرئاسية دون فسح المجال لأعضاء الهيئة الإدارية لمناقشة هذه المسألة واتخاذ قرار بشأنها عن طريق التصويت. وهو ما جعل الاتحاد الذي بناه حشاد ورفاقه يقف إلى جانب الحكم الفردي المطلق والرئاسة مدى الحياة وقمع الحريات الفردية والعامة وكذلك إلى جانب العصابات التي تنهب البلاد بحماية من بن علي نفسه، وتشعل الأسعار وتفاقم البطالة وتحكم على الشباب بـ »الحرقة » أو اللجوء إلى الجريمة وتحوّل حياة الشعب اليومية إلى جحيم. إن أحزاب الديكور والقيادات النقابية والمهنية المتواطئة هي جزء لا يتجزأ من النظام القائم وهي سند للحكم الفردي المطلق والرئاسة مدى الحياة، ومن واجب القوى الديمقراطية أن تستهدفها وتشهّر بها. 2 – صنف ثان يضع نفسه في صف المعارضة الديمقراطية وهو يقرّ بانعدام الشروط الدنيا لانتخابات حرّة ونزيهة، ولكنه يدعو في الآن نفسه إلى المشاركة وفقا للشروط التي تفرضها الدكتاتورية، فهو يترشح إلى الرئاسية إلى جانب بن علي ويراهن في التشريعية على الـ25 بالمائة من المقاعد التي يوزعها القصر حسب درجة الولاء ويخضع للحدود المرسومة قانونا وممارسة في الحملة الانتخابية، ولا يرى في منع معظم التيارات الفكرية والسياسية من المشاركة في الانتخابات دليلا على صوريتها. وهو يُحاول إضفاء صبغة « نضالية » على مشاركته واصفا المقاطعة بأنها موقف « سلبي » أو « جلوس على الربوة ». وهذا الموقف، مهما كانت الأغلفة التي يتغلف بها يبقى غير متماسك إذ أن مقدماته حول « انعدام الشروط الدنيا » تتنافى مع استخلاصاته العملية المتمثلة في المشاركة موقفا وحيدا أوحد للتعاطي مع هذه الانتخابات. إن أصحاب هذا الموقف لم يقطعوا بشكل جدي وحاسم مع الاستبداد لفائدة الديمقراطية، فهم مازالوا يعملون صلب المنظومة التي وضعتها هذه الدكتاتورية ولا يريدون العمل باستقلالية عنها ومن خارجها وضدها على أساس أرضية ديمقراطية متماسكة. ولئن صرّحوا بأنهم يرفضون أن يكونوا ديكورا، فإنهم في الممارسة يقبلون التمتع بـ »مغانم » الديكور أي بما يمنّ به بن علي على الأحزاب الإدارية من مقاعد في البرلمان ومجلس المستشارين، على قاعدة الولاء وليس على قاعدة ما يعطيه صندوق الاقتراع. كما أنهم يزكون عمليا ترشح بن علي غير المشروع ويشرّعون بقاءه في الحكم مدى الحياة وهم يعلمون مسبقا أن الانتخابات الرئاسية محسومة لفائدته وأن تمكينهم من المشاركة لا يهدف إلا إلى استخدامهم ديكورا بالضغط عليهم وتطويقهم. والغريب في الأمر أن هؤلاء لم يستخلصوا الدرس من مشاركاتهم السابقة التي بيّنت لهم في كل مرّة خديعة المشاركة من داخل منظومة الحكم وفي الغياب التام للحريات. ولا نعرف ماذا سيكون موقف هؤلاء بعد المهزلة الانتخابية: كيف سيعترفون بشرعية بن علي رئيسا وهم يعرفون مسبقا أن لا شرعية له، وأنّ بقاءه على رأس السلطة ناتج عن التزوير ودوس إرادة الشعب؟ وكيف سيعترفون أيضا بشرعية البرلمان الجديد وهم يعرفون مسبقا أنه بدوره نتاج للتزوير ودوس إرادة الشعب؟ إن التماسك يقتضي من المناضلين النزهاء أن يقطعوا مع التردّد ومع الحسابات الفئوية الضيقة والتفكير في مصلحة الحركة الديمقراطية ككل، وقتها سيدركون أن المشاركة في المهزلة الانتخابية القادمة، بعد أن اتضحت الظروف التي ستجري فيها، لن تقدّم النضال الديمقراطي في بلادنا. 3 – صنف ثالث يعتبر أن الشروط الدنيا لانتخابات حرة ونزيهة غير متوفرة. كما يعتبر أنها لن تتوفر من هنا إلى الخريف القادم باعتبار عدم استعداد نظام الحكم لذلك ونزعته المستمرة نحو الانغلاق وليس نحو تفريج الحياة السياسية. ومن هذا المنطلق يؤكد أن الانتخابات القادمة ستكون صورية، معلومة النتائج مسبقا. ولكنه لا يستخلص من هذا الموقف ضرورة إعلان المقاطعة من الآن، فهو يرغب في استعمال عامل القانونية الذي يتمتع به لفضح الطابع المزوّر للانتخابات القادمة وقد يعلن عدم المشاركة أو المقاطعة في الوقت الذي يراه مناسبا، قبل بدء الحملة الانتخابية أو أثناءها وقد يسير في المشاركة، خاصة في الانتخابات التشريعية، حتى النهاية، إلخ. إن هذا الموقف وإن كان يتميّز مقارنة بالموقف السابق بنقده الجذري لنظام الحكم وللظروف التي ستجري فيها الانتخابات القادمة فإنه يسقط في جملة من التناقضات: إذا كان هذا الموقف يعتبر الانتخابات الرئاسية صورية ومحسومة مسبقا، فهل أن الانتخابات التشريعية التي قد يشارك فيها ليست هي أيضا صورية ومحسومة مسبقا، وهل هي تجري في ظروف غير التي تجري فيها الانتخابات الرئاسية؟ ألا يعتبر الاستمرار في إعلان المشاركة رغم التأكد من انعدام الشروط الدنيا للانتخابات الحرة، مضيعة للوقت؟ أليست مواصلة الحديث عن « المشاركة النضالية » في مثل هذه الظروف وبعد أن بات مصير الانتخابات محسوما مسبقا، لا معنى لها؟ أليس الأجدر تكريس كلّ الجهد في ما تبقى من وقت لفضح الطابع المزوّر للانتخابات والدعوة إلى مقاطعتها وتعبئة الرأي العام حول بديل آخر، عوض الانشغال بإعداد قائمات مصيرها مرهون بيد وزارة الداخلية؟ وأخيرا ما الجدوى من الانسحاب خلال الحملة الانتخابية، وهل سيكون لذلك وقعٌ لدى رأي عامٍّ مقتنع مسبقا بعدم وجود رهان في الانتخابات؟ ألن يتساءل الرأي العام، ما الغاية من المشاركة ثم الانسحاب والحال أن الأمر واضح لا لبس فيه من المنطلق؟   7) من أجل إقامة قطب سياسي لمواجهة المهزلة وإعداد شروط التغيير الديمقراطي إن حزب العمال الشيوعي التونسي يعتبر أن القوى السياسية الجادة والمعنية بالتغيير الديمقراطي في بلادنا مطالبة بالإسراع بتكتيل صفوفها في قطب موحد لفضح المهزلة الانتخابية والدعوة إلى مقاطعتها والطعن في شرعية المؤسسات التي ستنبثق عنها، رئاسة وبرلمانا، ومواصلة النضال من أجل توفير الشروط اللازمة لإنجاز التغيير الديمقراطي في بلادنا. إن نظام بن علي يواجه صعوبات جمة، سياسية واقتصادية واجتماعية، وستتفاقم هذه الصعوبات في المستقبل وستزداد انعكاساتها السلبية على حياة الشعب. وستطرح مسألة الرئاسة من جديد، فإمّا أن بن علي سيتلاعب مرّة أخرى بالدستور ويلغي الفصل الذي يحدّد السن القصوى للترشح (75 سنة) كي يبقى في الحكم بعد 2014 أو أنه سيعيّن خليفة له بطريقة من الطرق (تعيين نائب رئيس…) حتى لا يخرج الحكم من العائلة. ومن واجب القوى الديمقراطية أن تتهيّأ لذلك من الآن وأن لا ترى في انتخابات أكتوبر القادم سوى محطة في معركتها ضد الاستبداد عليها الخروج منها، أقوى من قبل، لا مشتتة الصفوف حتى تواصل هذه المعركة وتنتصر فيها. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب من كل القوى السياسية الجادة اجتناب الحسابات الضيقة والمنافع المباشرة التي تعرضها عليها الدكتاتورية لاحتوائها والتفكير في مصلحة الشعب التونسي أولا وأخيرا والتعويل عليه من أجل تغيير الأوضاع وتحقيق النظام الديمقراطي المنشود. إن حزب العمال الشيوعي التونسي سيظل كما كان دوما على استعداد للقيام بأعمال مشتركة تخدم القضية الديمقراطية في بلادنا.   –         لا للمشاركة في الانتخابات القادمة، لنقاطع المهزلة الانتخابية. –         لا للرئاسة مدى الحياة، لا للمؤسسات الصورية. –         لنواصل النضال من أجل إسقاط الاستبداد وتحقيق التغيير الديمقراطي. –         نعم للعفو التشريعي العام ولحرية التعبير والتنظم والترشح والانتخاب ولحياد الإدارة واستقلالية القضاء شروطا دنيا لانتخابات حرّة ونزيهة.   حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 24 أوت 2009


النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم 

رفض قرار التزكية لممثل الحزب الحاكم

 بيان


اتخذت الهيئة الادارية الوطنية للتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة اوسط جويلية 2009+ قرارا بتزكية ممثل الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية 2009 . ان النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم وبعد اطلاعها على حيثيات انعقاد الهيئة الادارية واتخاذ القرار المذكور تعبر عن : – 1 رفض قرار التزكية والطريقة التي اتخذ بها واعتباره يمس من استقلالية المنظمة وديمقراطيتها ويمثل خرقا لقانونها الاساسي ونظامها الداخلي ( الفصل الاول ) . -2 تمسكها بالحياد ازاء كل المترشحين . – 3  تثمين موقف الجهات والقطاعات التي رفضت التزكية وتمسكت باستقلالية المنظمة .  عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مستقلا ديمقراطيا مناضلا . عن النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببوسالم الكاتب العامالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals  


المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي يطالب بتسلم مقر النقابة من المكتب الشرعي


حضر ثمانية من أعضاء المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي إلى مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مرفوقين بحماية من أعوان الشرطة المدنيين ظلت محتشدة أمام الباب الخارجي للنقابة. وأوضح الزميل ناجي البغوري رئيس النقابة الذي كان مرفوقا بالزميل منجي الخضراوي المكلف بالنظام الداخلي بأنه يرحب بالزملاء الوافدين كأعضاء منخرطين في النقابة دون أن يكون لهم الحق في الاجتماع داخلها بأية صفة كانت. وذكرهم بأنهم نتاج مؤتمر غير قانوني وانقلابي. وبأن المكتب التنفيذي يظل وحده الممثل القانوني لنقابتنا والناطق باسمها، إلى حين انتخاب مكتب جديد خلال المؤتمر الاستثنائي القانوني المقرر عقده في 12 سبتمبر المقبل. وإثر مغادرتهم المقر وجّه الزملاء الثمانية الذين تخلف الحبيب الشابي عن الحضور معهم، عدلي إشهاد للزميل رئيس النقابة لاستجوابه حول مدى استعداده لتسليمهم المقر. فكانت فرصة لرئيس النقابة كي يؤكد بأن المكتب التنفيذي هو الممثل القانوني والشرعي للنقابة ولعموم الصحفيين التونسيين، وبأنه يرفض الاعتراف بشرعية المؤتمر الاتنقلابي وإفرازاته. مع التذكير بوجود قضية أصلية جارية أمام المحكمة الابتدائية بتونس لإبطال المؤتمر الانقلابي، سيجري النظر فيها يوم 26 أكتوبر المقبل (المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2009)  


إلى صنّاع الربيع


قد يتمكنون من أخذ نقابة الصحافيين ، قد يستولون على مقرها  -وقد جربوا ذلك بالأمس في غير شارع الولايات المتحدة ونجحوا   كما ينجح اللصوص وقطاع الطرق – بعد أن جيّشوا الجيوش من المرتزقة وحشدوا الكهّان والزبانية ، قد يتمكنون من الاستيلاء على مكتبها التنفيذي فيضعون فيه الأتباع من عبدة الأصنام و المستقسمين بالأزلام ، قد يفعلون كل ذلك، وأكثر بكثير من ذلك، ولكنهم وان فعلوا لن يسرقوا الحلم وقد نبت رغم الجفاف وتصحر الدنيا في خلايا الصخر، فتيا ،واعدا ،حاملا في صلب أصلابه بعض بشائر الربيع الذي وان تأخر سيلمع نجمه من بعيد ذات فجر بهي الطلعة.    عبدالسلام الككلي  


السلط الجهويّة بقابس تشغّل المعطّلين في لجان التنسيق


 معزّ الجماعي نددت فروع أحزاب سياسيّة معارضة بقابس بتعمد السلط الجهوية تشغيل عدد من المعطلين عن العمل صلب لجنة تنسيق الحزب الحاكم في الجهة. وذكرت مصادر مطلعة لراديو كلمة أنّ معتمدية قابس المدينة قامت نهاية الأسبوع الماضي بانتداب عشرات المعطلين لمدة شهرين ووضعتهم على ذمة الكاتب العام الجهوي للحزب الحاكم الذي طالب والي الجهة أكثر من مرة بتمكينه من أعوان وقتيين لمساعدة خلية التحضير للانتخابات ولجنة الحملة الانتخابية، وهو ما اعتبرته الأحزاب السياسية المعارضة في الجهة تداخلا خطيرا بين السلطة والحزب الحاكم وتجاوزا للقانون عكس ما يدعيه الخطاب الرسمي . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25  أوت  2009)  


تجمّع نقابي ضدّ إحالة نقابيّين على لجنة النظام في اتحاد الشغل بصفاقس


معز الباي تجمّع صبيحة يوم الثلاثاء 25 أوت عدد هامّ من نقابيي التعليم الثانوي إضافة لعدد من نقابيي الجهة بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وذلك للتعبير عن رفضهم لإحالة بعض نقابيي التعليم الثانوي على لجنة النظام من أجل ما نسب إليهم من ترويج بيان غير ممضى ينتقد بشدّة المكتب التنفيذي الجهوي ويتحدّث عن الفساد المالي صلب الاتحاد الجهوي. هذه الإحالة أثارت استياء عدد كبير من نقابيي الجهة لما اعتبروه مساسا بحرية التعبير والديمقراطية داخل الاتحاد، ومن محاكمة على الظنّ خاصّة وأن نقابة التعليم الثانوي نفت بصفة قطعيّة أيّ صلة لها بالبيان. هذا وقد صرّح السيد محمّد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للنقابيين المتجمّعين أن خلفيّة الإحالة تعود إلى تقييم النقابة الجهوية للتعليم الثانوي لمؤتمر الاتحاد الجهوي الذي نجم عنه مكتب تنفيذي أقصي منه ممثل القطاع. وقد تقرّر إحالة كلّ من نبيل الحمروني ومحمّد البكّوش على لجنة النظام، في حين تمسّكت النقابة الجهويّة ببطلان هذا الإجراء ولا ديمقراطيّته. جدير بالذكر أنّ مناخ التوتّر ما فتئ يتصاعد في فضاء الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس منذ مؤتمره الأخير، وقد بلغ هذا التوتّر ذروته أثناء الاحتفالات بذكرى شهداء 5 أوت حيث تعرّض عدد من نقابيي الجهة إلى الاعتداء من طرف أعوان التنقيب عن النفط بإيعاز مباشر من الكاتب العام للاتحاد، وذلك حسبما ورد في عريضة نددت بالاعتداء بلغ عدد الموقعين عليها يوم الثلاثاء 25 أوت الجاري حوالي 200 شخص. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25  أوت  2009)  


النقابي محمد عاطف الزائري يروي وقائع الاعتداء عليه وحيثيات ما بعد الاعتداء

 


في اليوم  الثاني من شهر جويلية سنة 2008 تعرضت أنا محمد العاطف زائري عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للشغل بفريانة وعضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بفريانة  إلى  اعتداء همجي وغير مسؤول صدر من طرف مجموعة من ميليشيا الحزب الحاكم يقودهم المدعو فوزي شعباني كاتب عام الجامعة الدستورية بفريانة وكان ذلك على خلفية تجمع المئات من الشباب العاطلين عن العمل وحاملي الشهائد العليا أمام مقر معتمدية فريانة في انتظار مجيء والي الجهة أثر وعود مسبقة من طرف  المسوؤلين المحليين . وعلى الساعة التاسعة صباحا من نفس اليوم وبينما كنت ورئيس منطقة الأمن العمومي بالقصرين وعلى مرئي  ومسمع العديد من قوات الأمن الداخلي بشتي اختصاصاتهم خرج المدعو فوزي شعباني صحبة  أشخاص من مقر المعتمدية (( مقر السيادة)) وانهالوا على ضربا بهراوات تسلحوا بها مسبقا للغرض الذي خطط له من طرف أعلى سلطة في الجهة وتطوع  المدعو فوزي لتنفيذ ما أمره به أسياده  وخلف لي هذا الاعتداء الشنيع أضرارا فادحة : كسر على مستوى الكتف الأيسر وارتجاجا في الدماغ ورضوضا في اماكن متفرقة من جسدي.وأثر خروجي من المستشفي حيث أمدني الطبيب المباشر راحة لمدة 30 يوما مددت في ما بعد الى 51 يوما .ثم وبعرضي على طبيب مختص في الدماغ .منحني راحة لمدة 60 يوما’ تدخلت الإدارالجهوية للتعليم بالقصرين لتقطع الراحة بإيعاز من والي الجهة ‘ بعد أن امربالخصم من راتبي  اجر شهر كامل .ثم وفي مرحلة ثانية لمدة شهر و21 يوما لتصل المدة كلها الى شهران و21 يوما محاولين الضغط علي وتجويعي من أجل العدول عن المطالبة بتتبع الجاني عدليا . ثم وفي محاولات يائسة وجبانة وقع التنسيق بين الإدارة الجهوية للتعليم ومنطقة الشرطة بالقصرين أين يتم البحث في العريضة التي قدمتها للنيابة العمومية والتي تمت سرقتها في العديد من المناسبات من مكاتب المحكمة الشيء الذي أظطررت من أجله القيام بإضراب جوع مفتوح حتي الموت من أجل حق التقاضي.ففي كل مناسبة أتقدم فيها الى منطقة الشرطة لإتمام البحث يرسل المدير الجهوي مراقبة إدارية الى مقر سكناي لكي يثبت عدم وجودي هناك بالرغم من أن الطبيب نص صراحة في الشهائدالطبية : الخروج مسموح به لكن أمام اصرار المدير الجهوي على تجاوز السلطةالممنوحة له أمر المدير المباشر للمعهد الذي أشتغل فيه أن يراقبني ادارياعشية يوم السبت خارج الوقت الإداري كله من أجل تكوين ملف قصد الضغط به وكان له  ذلك إذ أصدر قرارا بوقف راتبي نتيجة الغياب الغير شرعي  متحججا بالقانون 112 الخاص بالوظيفة العمومية. لكني فضلت الجوع على ان أتنازل عن كرامتي وتابعت المطالبة بحقي في التقاضي وأكتملت عملية البحث وسماع شهادة الشهود وختم الملف وارجع الى النيابة العمومية لتقرر ماهو صالح حسب القانون.تقدمت بشكاية الى النقابة الجهوية للتعليم الثانوي قصد التدخل لوجود حل مع  المدير الجهوي للتعليم بالقصرين فيما يخص الخصم من راتبي وطالت المدة ولم اري أي تقدما في الموضوع  بل أن أجواء المؤتمر الجهوي لأتحاد الشغل طغي على كل شئ وتغلبت المصالح الشخصية على مطالب القاعدة مع,منح التفرغ للكاتب العام الذي هو في نفس الوقت عضو المكتب التنفيذي الجهوي وأحد المترشحين للهيئة القادمة واصبح يتعلل بأسباب واهية كقوله أن مشكلتي سياسية ولا تحل إلا بقرار سياسي .ونفس الكلام سمعته من النقابة العامة للتعليم الثانوي. عندها قررت أن لا اتابع الموضوع نقابيا كي لا تسوء الأمور وربما يستغل البعض مشكلتي قصد التقرب والتودد من السلطة صاحبة الفضل والنعمة عليهم كما فعل بعض الوجوه السياسية المعارضة التي تدعي التقدمية وتدخلوا بدون موافقتي او حتى استشارتي في الموضوع لدي والي الجهة لوجود مخرج لهذة القضية ‘ وكأنني في مأزق كبير وأنا أطلب الرحمة والغفران ولست صاحب  حق .ومظلوم ظلما في أبشع صورة. تلك هي مشكلتي التي,أعرضها عليكم بكل جزئياتها كي ارفع القناع عن الذين يتاجرون بقضايا الطبقة الشغيلة خدمة لمصالحهم الشخصية كما ان العديد منهم لهم الحنكة في إقناع الطرف الآخر والظهور في أحسن الصور كالتضحية  بأوقاتهم وأموالهم في سبيل العمل النقابي لكن العكس هو الصحيح آخر ما يفكرون فيه هو العمل النقابي الصحيح البعيد عن الحسابات الضيقة خاصة السياسية منها  . أيها النقابيون الأحرار أصحاب الهمم والشهامة لتتضافر جهودنا جميعا من أجل دحضهم بعيدا عن منظمتنا العريقة لتمارس فيها الاستقلالية التامة بكل مسؤولية بعيدا عن اي أوامر من أطراف أخري سوى ما يمليه الضمير الحي عاشت نضالات الطبقة الشغيلة حرة مستقلة  .     النقابي محمد العاطف زائري من مناضلي المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابيةالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals

السفارة والقنصلية تتهربان من المسؤولية الأمن التونسي يهين مئات الجزائريين بعد تعرّضهم للسرقة

يتعرض جزائريون يتوجهون إلى المصالح التونسية من أجل التصريح بسرقة أغراضهم وجوازات سفرهم، من طرف عصابات إجرامية منظمة للإهانة من طرف الأمن التونسي. واستغرب هؤلاء تهرّب السفارة والقنصلية الجزائرية بتونس من المسؤولية، رغم وصعوبة عودتهم إلى الوطن. وقد أفاد سواح عائدون من مختلف المدن التونسية، بأن  »المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من طرف مصالح الأمن التونسي، لا يمكن السكوت عنها ». ويطرح  »صمت السفارة والقنصلية الجزائرية بتونس أسئلة كثيرة، خصوصا وأن التمييز في معاملة السواح لا يشمل إلا الجزائريين دون غيرهم من الجنسيات ». وقال أحد الجزائريين من العاصمة، بأن  »مصالح الأمن التونسي لا تجيد التعامل معنا رغم أننا ضحايا سرقة واعتداءات من طرف عصابات إجرامية ». الأكثر من هذا، يضيف المتحدث في تصريح لـ »الخبر »، بأن  »التحقيق في كل قضايا السرقة التي يتعرض لها الجزائريون والتي يصل عددها سنويا إلى 800 حادثة، لا يتم بطريقة جدية ». ويظهر هذا التمييز في القضايا التي تطرح من طرف الجزائريين، أن أغلب الضحايا لا يسترجعون أغراضهم أو وثائقهم التي تتعرض للسرقة. وطالب الجزائريون بتدخل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي  »لإعادة الاعتبار للسواح الذين يهانون بشكل لا يمكن السكوت عنه ». ولا تستقبل سفارة الجزائر بتونس الضحايا، وتكتفي بالتعامل معهم عبر الهاتف الخارجي لمقر السفارة، وهو  »أمر لا يمكن السكوت عنه »، خصوصا وأن  »دور هذه الهيئة يتمثل في التكفل بمشاكل الجزائريين لا تجاهلهم ». ويكتفي العاملون بالسفارة بتوجيه الضحايا إلى مقر القنصلية، التي تطلب منهم الحصول على تصريح بالسرقة من مصالح الأمن التونسي، حتى تحرر لهم  »ترخيصا بالدخول ». ويتطلب التصريح الحصول على وثائق هوية من طرف الأمن التونسي، وهو ما يكون أمر مستحيلا في أغلب الحالات، حيث يتعرض الجزائريون لسرقة كل وثائق هويتهم بما فيها جوازات السفر. ويطرح المحتجون جدوى استعمال النظام الآلي في المراكز الحدودية وأخذ كل المعلومات الخاصة بالوافدين إلى تونس، ذلك أنه من المفروض أن يتم التنسيق من أجل التأكد من هوية الضحايا، وتجنب تضييع أيام كاملة وهم مشردون، خصوصا وأن أغلبهم جرد من كل المبالغ المالية التي بحوزته، ولا يملك حتى ثمن فنجان قهوة. ويستغرب الضحايا من أن  »يهانوا في الوقت الذي يحتل فيه الجزائريون سنويا المرتبة الأولى، ويتجاوز عددهم الثلاثة ملايين سائح، يسهمون في ضخ 360 مليون أورو في الخزينة التونسية ».   وتستهدف عصابات سرقة منظمة المنازل التي يؤجرها السواح، ويقتحمونها ليلا ليأخذوا كل الأغراض التي يمكن أن تباع، بما في ذلك الوثائق والهواتف النقالة وجوازات السفر. وتشير المعلومات المستقاة أن  »جوازات السفر، توجه إلى عصابات التزوير من أجل استغلالها في أغراض مشبوهة ». http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=170527&idc=30 ( المصدر: صحيفة « الخبر » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 26 أوت  2009)  

تونس تهنئ ليبيا بعودة المقرحي وبراون يعرب عن غضبه إزاء طريقة استقباله

 


وجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رسالة إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي هنأه فيها بعودة عبد الباسط المقرحي إلى بلاده بعد إفراج اسكتلندا عنه، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الليبية. وجاء في رسالة الرئيس التونسي « نشاطر الشعب الليبي الشقيق مشاعر الفرح لانتهاء هذا الوضع المأساوي ونهنئ (…) عبد الباسط المقرحي وأسرته ». براون غاضب في مقابل ذلك وفي أول تصريحات له منذ الإفراج عن المقرحي، أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الثلاثاء عن غضبه وخيبة أمله للاستقبال الذي حظي به المقرحي. وكان المقرحي المدان بتفجير طائرة ركاب أميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، قد استقبل الخميس الماضي في ليبيا استقبال الأبطال مما أثار ردود فعل ساخطة في بريطانيا والولايات المتحدة حيث وصف الرئيس أوباما الاستقبال بالبغيض. (المصدر : موقع قناة « الحرة » بتاريخ 25 أوت 2009 )


بحّارة قرقنة يغلقون مرفأ سيدي يوسف


قام البحّارة بجزيرة قرقنة بإغلاق ميناء سيدي يوسف في وجه الناقلة البحريّة « اللود » عشيّة يوم 25 أوت الجاري بواسطة مراكب صيدهم ممّا تسبب في تعطيل سير الرحلات البحرية صفاقس-قرقنة بقيّة اليوم، وذلك احتجاجا على قرار والي صفاقس بتسعير ثمن أسماك « السبارس » بـ4 دنانير، ممّا ترتّب عنه إعادة كامل الشحنة التي أرسلت صبيحة نفس اليوم. جدير بالذكر أن ثمن هذه النوعية من الأسماك بلغ في الأيّام الأولى لشهر رمضان 40 دينارا للكلغ. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25  أوت  2009)  


بسبب تسعيرة «السبارس»: «الملالتة» يعزلون جزيرة قرقنة

تونس ـ الصباح عزلت جزيرة قرقنة زوال امس الثلاثاء بصفة مؤقتة بعد انقطاع الرحلات بينها وبين صفاقس وسط ذهول رواد ومتساكني الجزيرة حيث التفت مراكب البحارة وخاصة منهم اصيلي منطقة مليتة حول اللود المتجه من قرقنة الى صفاقس على الساعة الواحدة والنصف تقريبا لمنعه من السفر. وفور علمها بالخبر، اتصلت «الصباح» ببعض البحارة وبعمدتهم السيد «محمد كيالة» للبحث عن الاسباب الرئيسية التي قادت هؤلاء البحارة الى اتخاذ هذا الإجراء بمنع اللود من مغادرة الجزيرة او الدخول اليها. وافادنا ان «عزل الجزيرة» جاء كرد فعل على قرار السلطات الجهوية تسعير ثمن سمك «السبارس» بين 3 و4 دينارات للكيلوغرام الواحد الشيء الذي «لا يتوافق مع المصاريف التي يتكبدها البحار اثناء « السرحة »» مبينا غلاء «المازوط» و«الجريد» وأجرة البحارة. وأفاد السيد توفيق جراد الرئيس المدير العام للشركة الجديدة للنقل بقرقنة ان الشركة «فوجئت بمنع اللود من السفر الى صفاقس في الساعة الواحدة والنصف من يوم أمس، لاسباب خارجة عن نطاقنا وتتعلق اساسا باحتجاج البحارة على تسعيرة سمك السبارس فيما يبدو». غير انه وقع تلافي التعطيلات، حيث تم تأمين سفرتين يوم امس بين الجزيرة وصفاقس في الساعة 14 والساعة 17 دنياز المصمودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أوت 2009)  

لملاقاة نادي حيفا في دوري أبطال أوروبا التونسي تراوي يرفض السفر مع ناديه النمساوي لإسرائيل

تونس – سليم بوخذير رفض النجم التونسي الدولي مجدي تراوي -لاعب نادي « راد بيل سالزبورج » النمساوي- السفر مع ناديه إلى إسرائيل؛ لخوض مباراة الإياب، أمام نادي حيفا الإسرائيلي، ضمن مباريات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وقال نجم نسور قرطاج مجدي تراوي -يوم الثلاثاء- « نعم، رفضت السفر مع فريقي إلى إسرائيل، فلقد أخذت قرارا واضحا، وأبلغت مسؤولي النادي والإدارة الفنية بذلك، ولا أعلم إن كانوا قد اقتنعوا برفضي أم لا ». وقال -في تصريح لراديو محلّي- « أخذت قراري لأنني مسلم، ولا أستطيع الذهاب إلى إسرائيل ». ويوجد ضمن قائمة لاعبي النادي النمساوي لاعب تونسي آخر هو أنيس بوسعايدي، لكن تراوي قال بشأنه إنه مصاب، ومنعته إصابته من السفر مع ناديه إلى هذه المباراة. وتابع تراوي « أعتقد أنه حتى لو لم يكن أنيس مُصابا لما كان سافر إلى هذه المباراة ». وعن رفض اللاعب التونسي السفر مع فريقه، قال الناشط التونسي المعروف خالد الكريشي -لـ »mbc.net »- « أحيي اللاعب مجدي تراوي، وأعتبر قراره علامة وفاء من الشعب التونسي للقضية العادلة للشعب الفلسطيني »، مضيفا أن من أهداف كرة القدم خدمة القضايا العادلة، التي في مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.

الجواز ملك الدولة

صـابر التونسي الدولة مسؤولة عن ممتلكاتها، حماية وتنمية ورعاية! … وهو عين ما تفعله سلطة دولتنا وأجهزتها العتيدة! فهي قد تمكنت من بسط نفوذها على كل الممتلكات، عامة أوخاصة! لتُرشّد التصرف فيها بما يسد رمق شعبها ويملأ عيون حكامها وآلهم! من اختار طواعية أن يقف في طوابير « شعب الدولة » ناله شيء من ممتلكاتها وأما من عاند وكابر وظن أنه أكبر من أن يقف في الصف! واعتقد أن انتماءه لشعب الدولة نقيصة في حقّه وحقّ الشعب بأسره فرفع صوته لتكون الدولة « دولة الشعب » فذاك قد ظلم نفسه ومن خلْفه ومن يعول! فالأمور تدار « بالحكمة الأمنية » والحزم المطلوب! … وإن لم يرق ذلك لبعض من اعتقد أن قيادة الدول لعبة فراغم الساسة وتسلى بالمعارضة واستقوى بالأجانب على « بلده »! … من سلك هذا المسلك عليه أن يجني ثماره ويتحمل تبعاته! الأحزاب ملك الدولة ولن تسمح بها إلا لمن ترضى عنه! … الوظائف ملك الدولة ولا حظ فيها للمناوئين أو من انحدر من نسلهم! أما جواز السفر فذلك من الأملاك المحروسة للدولة بعناية شديدة مختوم عليه « ملك الدولة » فهو ليس ملك لحامله! … الدولة تعيره من تشاء من « شعبها » وتسحبه منهم متى تشاء أو كلما رأت من حامله نزوع للتحرر من « الدولة »! يجب أن يعرف كل من يعاند « الدولة » ولا يعترف لها بالسلطان أن الجواز ليس حقا له ولا لبنيه وذويه! … حتى يذعنوا ويتراجعوا ويتخلوا عن عنترياتهم! … لن ترضخ الدولة ولن تستجيب للإبتزاز!! … « تريدون الجواز »؟ … تبرأوا من ماضيكم أو آبائكم أو أبنائكم وقفوا في طوابير « شعب الدولة » وساندوا وناشدوا! لن تجديكم الإعتصامات وإضرابات الجوع داخل السفارات أو خارجها! أو تأليب الإعلام الدولي! … لأن موقف الدولة واضح وليس فيه أي مدارات! … إما أن تسلموا القياد وتذعنوا أو لاحق لكم في المطالبة بما تملكه الدولة لشعبها وليس لمناوئيها! قال أحدهم: »ما بال الدولة رضخت لما هددت سهام بن سدرين بالإعتصام في القنصلية التونسية بتولوز والدخول في إضراب جوع من أجل أن يتسلم ابنها (28 سنة) جواز سفره الذي منع منه أكثر من سنة ونصف، أمرت قنصليتها فسلمته الجواز في اليوم الموالي »؟ وقال آخر: « لا مفر لمختار اليحياوي من الوقوف في صفّ « شعب الدولة » أو أن يسلك سبيل بن سدرين حتى تسلم سفارة « النظام » التونسي بباريس كريمته الطالبة « أميرة » من جواز سفرها ولا سبيل آخر له يقي ابنته من التشرد بين القورّة »! قلت: « لا يجرمنكم حلم الدولة مرة لتعيدوا الكرة »! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26  أوت  2009)  

بسم الله الرحمان الرحيم
                                             و الصلاة و السلام علي أفضل المرسلين                                             تونس في22/08/2009 
 بقلم: محمد العروسي الهاني مناضل، كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي   الحلقة 2    الرسالة 664  علي موقع تونس نيوز

الذاكرة الوطنية تروي الأحداث  بوفاء بعيدا عن الحسابات و الخلفيات السياسية و الإساءة للماضي

 


تبعا للجزء الاول حول الرد على مقالي  الاخ سالم الحداد المنشورين بجريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل حول التعليق على شهادة الاخ احمد بن نصير التليسي على منبر مؤسسة التميمي و الذي اثاره جدلا واسعا و نقاشا طويلا و تعاليق شتي من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية و الاجتماعية و القانونية . و رغم تراجع و اعتذار الاخ احمد بن نصير التليسي و عدوله على اتمام الشهادة و الحوار و الادلاء بشهادته في الحلقة الثالثة و الاخيرة نتيجة الضجة و قد تراجع في شهادته واعتذاره على ما ورد في شهادته دون اكراه او ضغوط كما تكهن بعضهم و قد ذهب الخيال ببعضهم بان التراجع له اسباب سياسية و ضغوط والحقيقة ان هذا التكهن ليس له اساس من الصحة وهو من محض الوهم و الاساءة. فالرجل له تجربة و خبرة و علاقات و تحمل مسؤوليات حزبية كما اشرت في التعقيب الذي نشرته جريدة الشعب يوم 08/08/2009 و ليس رجل عادي او امي او ضعيف الارادة لكن الحقيقة ان الاخ احمد بن نصير التليسي غرق في الخيال و الشطط و الغلو و الانانية المفرطة و الغرور و اراد ان يبرز بهذه الشهادة لكن تجاهل و تغافل على ان كبار الحومة مازالوا على قيد الحياة . و ان الحقيقة الدامغة اكبر و اعمق و اعظم و انبل من خياله الضيق . و بدون تعليق و نعود الي ما ذكره الكاتب سالم الحداد و ما اشار اليه يومي 8 و 15 اوت و الذي اعتقد انه كان يتحدث طبعا بالعاطفة و الانحياز و الخلفيات التاريخية و السياسية . و كما قلت في مقالي الاول الاخ سالم الحداد هو حر ان يكتب و يعبر ما يشاء و يشارك في الحوار و يساهم بفكره و قلمه للمساهمة في تعميق الحوار في الصحافة المكتوبة . فهذا امر ايجابي و مفيد لتوضيح بعض الاشياء . على شرط النزاهة و المصداقية و الحياد و قول الحق دون المس بكرامة و سمعة زعيم كبير و عملاق في حجم و مكانة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله . الزعيم الذي يحظي باشعاع دولي و احترام ووفاء و تقدير في كل الامم المتحضرة فلا يجوز ان نقول اطلاقا كلام جارح البطولة الوهمية او الزعامة الوهمية او نعوت من هذا القبيل الذي لا يليق ان ينشر في الصحف و العالم يتفرج علينا و لا يجوز اطلاقا ان نقول اشياء غر دقيقة و ان هناك اشخاص قدموا تضحيات اكبروا عمق من الزعيم الحبيب بورقيبة . هذه النعوت و غيرها جعلتني كمناضل دستوري ووطني مخلص و تونسي اصيل وفي لقيم وطني و حزبي وزعماء تونس و في طليعتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة. لن اسمح اطلاقا بالتحامل و الاساءة المقصودة او التكهن باشياء غريبة بعيدة على الخيال و لا يجوز ذكر الزعيم بورقيبة بنعوت لا تليق او اجتهادات خيالية مثل رواية خطة اغتيال المناضل الاخ احمد بن صالح التي لم يذكر الرجل اطلاقا في حواراته و القي القبض على المناضل البشير زرق العيون بسويسرا و قام الزعيم بورقيبة شخصيا بزيارة وهمية لعلاج اسنانه بسويسرا و لكن في الحقيقة للتوسط لاطلاق البشير زرق العيون . و بورقيبة اعطي الرشوة المالية للسويسريين و الله هذا الكلام مضحك و غريب و عجيب وهو كلام لا يليق لا بسمعة الزعيم بورقيبة فحسب . بل ايضا هذا يلمس بكرامة و سمعة سويسرا و شعبها و نحن نعرف نظافة بورقيبة و رفضه الشديد للمعاملات المشبوه فيها و هو ضد الرشوة و ضد الفساد المالي و عاش نظيفا عزيزا كريما و مات و لم يترك حجرة و لا شجرة و لا دينار و لا حسابات في بنوك سويسرا او في أي بنك دولي او في تونس و اتحدي كل انسان يقول عكس هذا . هذا من جهة و من جهة اخرى  فان الإشارات حول اغتيال الزعيم الوطني و النقابي الشهيد فرحات حشاد رحمه الله فان بورقيبة كان يحترم الزعيم حشاد و يقدر نضاله و تضحياته و الزعيم حشاد كان يحترم بورقيبة و دعم نشاطه الوطني و كان في طليعة المساندين للحزب الحر الدستوري الديمقراطي التونسي و احدي اقطابه الكبار . و عندما ألقت فرنسا القبض على الزعيم الحبيب بورقيبة يوم 18 جانفي 1952 و اصل الزعيم فرحات حشاد قيادة الحزب حتي تاريخ وفاته من طرف اليد الحمراء و شهادة الاخ المختار الحامي في منبر التميمي كافية و تفند الشكوك و الاتهامات من هنا و هناك ……. و من ناحية اخرى اذكر محاولات الاغتيال التي استهدفت الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله  في اكتوبر 1956 في الرديف شهر المواطن عبد الرحمان جاب الله رحمه الله  في وجه الزعيم بورقيبة خلال الاجتماع العام بالرديف الزعيم العملاق ان عفى على الجاني و اسند اليه ضيعة فلاحية ببني خلا دالي يوم وفاته. و تكررت المحاولة في العاصمة في قاعة البالماريوم بالعاصمة و شهر عبد السلام النجار سلاحه في وجه الزعيم الحبيب بورقيبة و بعد الحكم على الجاني لمدة في السجن عفى عليه الزعيم بورقيبة و ساعده على مباشرة عمله في التجارة و حصل في المؤامرة الدينية لسنة 1962 فقد قامت مجموعة من الأشخاص بمخطط لقلب النظام التونسي و بعد اكتشاف المؤامرة وقع الحكم على بعض العناصر منهم المناضل على بن سالم من بنزرت و قد ذكر هذا المناضل سنة 2007 في لقاء مناقشة كتاب لطفي حجي (بورقيبة و الاسلام ) (الزعامة و الامامة) . قال لي الاخ علي بن سالم: اشكرك حضرة الشهم المناضل الغيور الوفي و المدافع على تاريخ تونس و الزعيم الشهم بورقيبة و قبلني و الدموع تنهمر من مقلتيه و اكد لي بان بورقيبة دعاه يوم خروجه من السجن بعد العفو الرئاسي و بعد قضي مدة هامة . قال طلب مني الزعيم الحبيب بورقيبة بان اعو دالي سالف عملي للمحافظة على عيش الاولاد و الخبرة و الكرامة و العيش الكريم للاسرة فرد على الزعيم شكرا لك يا سيادة الرئيس و سابقي و فيا لسيادتكم تلك هي اهم  شهادة رجل شهم مناضل اسمه علي بن سالم اقولها للتاريخ  و قبلها حصلت عملية اغتيال في قربه و نجا منها الزعيم بورقيبة و مات حرسه الشخصي المرحوم الحبيب الدقي رحمه الله . اذكرها بامانة و صدق و دون تعليق قال الله تعالي  » يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا  » صدق الله العظيم   ملاحظة هامة :احترم الجميع و اقدر كل الكتاب و المؤرخين و أصحاب الأقلام و الرأي الحر و النزيه . و لكن لا أوافق و لا اسمح و لن ارضي بالتطاول و التحامل على هيبة الدولة و تاريخ الزعماء و الإبطال و المس من سمعتهم و تاريخهم النضالي و الزعيم الحبيب بورقيبة ليس له ابنا واحدا بل 90%   من الشعب التونسي هم ابناء الحبيب بورقيبة  كما قالها الزعيم  محمد العروسي الهاني 20022354  

مستقبل الصراع بين حزب العمال الكردستاني و تركيا

توفيق المديني  
عادت المسألة الكردية  في تركيا مجدداً إلى دائرة الجدل الساخن بين حزب العمال الكردستاني و الدولة التركية ، في ضوء خطة الانفتاح الديمقراطي التي يطرحها حزب العدالة والتنمية الحاكم وحكومة رجب طيب أردوغان ، التي تسعى  إلى إيجاد حل سياسي للمسألة الكردية، والى منح الأكراد حقوقهم الثقافية. فقد قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام مؤتمر لحزب العدالة و التنمية الذي يتزعمه في أنقرة:«على تركيا مواجهة هذه المشكلة وحلها ديمقراطيا. حان الوقت لحل جذري لها نتخذ خطوات بأي ثمن»؟وخاطب زعماء حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية  الذين رفضوا تلبية دعوة الحكومة  إلى اجتماع ، من أجل  البحث في مبادرتها لحل المسألة الكردية، قائلا:«تعالوا و لا تبقوا أنفسكم خارج هذه العملية». وكان زعيم حزب المجتمع الديمقراطي  الكردي الذي  تقاطعه الحكومة  منذ سنة 2007،  أحمد تورك، استقبله رئبيس الحكومة رجب طيب أردوغان يوم الإربعاء 5 اغسطس الجاري في أنقرة ، وذلك في إطار مساعي حكومية  تركية تستهدف إلى التوصل إلى إجماع وطني قادر على حل المسألة الكردية و إنهاء الصراع المسلح. و شهد اللقاء تباينا شديداً في وجهات النظر بين الجانبين، ولم يتفق إلا على عدد محدود من النقاط غير الأساسية، إذ طلب تورك أخذ اقتراحات الزعيم الكردي  المعتقل عبد الله أوجلان في الاعتبار في أي حل للمسألة الكردية، ووقف العمليات العسكرية ضد «حزب العمال الكردستاني»، ومناقشة تعديل الدستور، بما يعطي  نوعاً من الاستقلال للبلديات في جنوب شرق تركيا في إدارة شؤونها. و إذا كان أردوغان  أعلن في يوليو الماضي  أن حكومته تعمل على اتخاذ خطوات تهدف إلى حل  المسألة الكردية، فإن  حكومته لم تكشف  حتى الآن أية تفاصيل عن مبادرة السلام ، و إن يكن نواب من حزب العدالة و التنمية الحام أفادوا أنها قد تعيد تسمية ألاف القرى الكردية التي تحمل أسماء تركية  و توسع تعليم اللغة الكردية، وتزيل الإشارات إلى «التركية» في تحديد المواطنية. و تصادف يوم 15 أغسطس الذكرى  الخامسة و العشرين  للهجوم الأول الذي نفذه  حزب العمال الكردستاني في مدينة سمدنلي التركية  في عام 1984، أن دعا الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني( PKK ) عبد الله أوجلان الذي ينفذ عقوبة بالسجن المؤبد  في جزيرة اميرالي في تركيا ، منذ أن سـقط أسيراً في قبضة الجنرالات الأتراك ضمن عملية قرصنة سياسية – أمنية ، دبرتها له أجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية والتركية ، وبتواطؤ مكشوف وواضح من قبل اليونان وكينيا  في سنة 1999، إلى إعطاء مزيد من الديمقراطية للأكراد . وكان محامو أوجلان الذين التقوه الأسبوع الماضي ، أعلنوا أنه سيعلن ما سمي ب«خريطة الطريق » لحل المسألة الكردية في تركيا.  وقال أوجلان إن ما يجري الآن هو ما كان يجب أن يحصل في سنوات الجمهورية الأولىأسسها التي مصطفى كمال.واعتبر أن «ما بدأ في العشرينيات يتم استكماله الآن. حينها تأسست الجمهورية أما اليوم فهي تصبح شيئاً فشيئاً ديموقراطية. ويجب أن يفهم كل واحد هذه العملية الجديدة». وأضاف أن «ما يحصل متأخر لكنه أفضل من أن لا يحصل». وتكمن رؤية أوجلان لحل المسألة الكردية في أن يعترف الأكراد بالدولة التركية  و يقبلون بها، فيما تعترف تركيا بحق  الأكراد بأنهم أمد ديمقراطية، ورفض الفيدرالية على النمط العراقي، حتى لوعرضت عليه. في مقابلة  أجراها مراسل صحيفة لوموند الفرنسية غيوم بيريار   بتاريخ 16-17 أغسطس الجاري،مع القائد السياسي لحزب العمال الكردستاني  المتخندق في جبل قنديل شمال العراق  ،مراد قره يلان، أجاب هذا الأخير عن السؤال ،الذي وجه إليه بشأن امكانية الانفتاح التركي أن يشكل حلاً للمسألة الكردية، فقال:  «إن أمام تركيا طريقين لحل المشكلة الكردية: إما سحق الأكراد، وهذا فشل حتى الآن، أو الدخول في حوار معهم. واتهم الدولة التركية بأنها لا تريد حل المشكلة، وهي تسعى للتقليل أمام الرأي العام العالمي من أهمية ما سيطرحه أوجلان من «خريطة طريق» للمشكلة الكردية ».واعتبر أن «العالم بحاجة لحل المشكلة الكردية، خصوصا بعد الجهود التي تسعى لتحويل تركيا إلى ممر لخطوط الطاقة، فالغرب يحتاج لمنطقة مستقرة لا متفجرة». وبشأن ماذا تتضمن خريطة الطريق ؟، أضاف مراد قره يلان أن «خريطة الطريق» المتوقعة تستند إلى دستور العام 1921، الذي استمر لثلاث سنوات، وتحمل مفهوماً أوسع للمواطنية. وتابع قره يلان إن تركيا تقول اليوم ما الذي لا تريده وهو: لا لخروج أوجلان من السجن، ولا للتعليم باللغة الكردية ولا للحكم الذاتي. وتساءل «لماذا لا تريد تركيا منح الأكراد حق التعلم بلغتهم الأم؟ إننا لا نريد إعادة رسم خريطة المنطقة. وقد تخلينا عن الانفصال منذ عشر سنوات. والحل هو في الحدود الحالية. وهذا مرتبط بانسجام تركيا مع المعايير الأوروبية، وعلى الطرفين أن يتخليا عن استخدام السلاح. إن انتصار الحل الأمني باعتقال عبد الله أوجلان ، لا يعني مطلقا أن » الحل الأمني – العسكري « سيحل المسألة الكردية ، لأنه حل مستحيل على المستويين السياسي والتاريخي . ولأن أوجلان ترك وراءه حركة ثورية مسلحة تضمن الآلاف من الكوادر المتكونة في » الأكاديمية العسكرية « التي كان يديرها في لبنان ، وقيادة ظل كانت مطموسة في عهده بسبب هيمنة شخصيه الكاريزماتية على الحزب . فالذي يميز بين الحركة المسلحة الكردية في تركيا – حتى في ظل غياب أوجلان ، أنها تمتلك قواعد خلفية في القوقاز والعراق وإيران ، فضلا عن العمق التركي ذاته – وهذا الوضع يختلف عن الحركتين الكرديتين المسلحتين في إيران (1946) والعراق (1975) اللتين انهارتا قواعدهما بسبب إغلاق الدول لقواعدهما في عهدي ستالين والشاه .   لا شك ان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان ليس اسطورة نهاية هذا القرن فقط ، ولكنه تحول إلى بطل قومي بالنسبة للأكراد على غرار غاريبالدي في إيطاليا القرن التاسع عشر ، وإلى رمز وحد الوجدان الكردي في  » الأسطورة « ما يجعل احراق الأجساد من أجله ترويدة قومية . غير أن غياب أوجلان ، لم يشكل نهاية المطاف بالنسبة إلى المسألة الكردية في تركيا ، وكذلك الأمر أيضا بالنسبة للحركة الكردية المسلحة . ويشكل تأكيد القومية الكردية في أيامنا ، مشكلة سياسية عويصة بالنسبة لتركيا ، عالجتها تركيا منذ الحرب العالمية الأولى بصورة جذرية عبر تطبيق خطة تنزيح مكثف للسكان الأكراد من النوع الذي حل بالأرمن ، وإجبارية استخدام اللغة التركية ، في صفوف السكان الأكراد وفرض الأحكام العرفية ، في المناطق الكردية . وليس هناك أحد يجهل الحرب الحقيقية التي تدور رحاها  في محافظات جنوب شرقي تركيا بين الجيش التركي وثوار حزب العمال الكردستاني منذ بداية العام 1984 ، هذه الحرب الضروس  »بدون نهاية « كان من نتائجها تهجير مئات الآلاف من الأكراد من ديارهم وقراهم الأصلية ، وتكبيد تركيا خسائر بشرية تقدر بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف قواتها المسلحة ، واستنزافها اقتصاديا ، إذ ان كلفة الحرب منذ بدايتها وصلت إلى اكثر من 100 مليار دولار حتى الآن . وإذا  كانت الولايات المتحدة الأميركية والدولة الصهيونية وأوروبا قد حولوا الدور الكردي إلى لعبة في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة بعد الستينات من خلال أكراد العراق الذين ينفذون أدوارهم في خدمة المخططات الإمبريالية الأميركية والصهيونية ، فان حزب العمال يعتبر ان الحرب التي يخوضها منذ بداية الثمانينات موجهة ضد الدولة التركيةو السياسة الأميركية . ويعتبر حزب العمال الكردستاني المسألة الكردية إحدى مكونات الأزمات الداخلية التاريخية التركية، حتى وان كانت تركيا قد أنكرت وجودها ، وعملت على تقزيمها وتحويلها إلى مجرد قضية  »إرهاب داخلي ونزعات انفصالية « .  وكان  عبد الله أوجلان قام بعدة مبادرات سياسية سلمية منذ عام 1993 لجهة الاعتراف بالمسألة الكردية في تركيا ، وإجراء حوار سياسي مع أنقرة في إطار يتم تحديده .  وكان واضحاً أن عبد الله أوجلان أقتنع أخيراً بأن المرحلة الجديدة بعد نهاية الحرب الباردة هي مرحلة جديدة سياسية سلمية ، وهو أمر أراد بانتقاله إلى أوروبا أن يكون قائدا لتلك المرحلة كما كان قائدا للمرحلة العسكرية السياسية السابقة ، وأن يضع المسالة الكردية في قلب أوروبا . هذه المعطيات والوقائع كلها ، جعلت المسألة الكردية في تركيا تقطع خط اللاعودة ، خصوصاً وأن هناك وعيا كرديا بات يطرح هذه المسألة بعمق على المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية في تركيا ، لجهة إيجاد حل لها . (المصدر:صحيفة الشرق (يومية-قطر) ،رأي، بتاريخ 26 أوت 2009 )  


سمير أمين :الإسلام السياسي، الوجه الآخر للرأسمالية المتوحشة  

سمير أمين يقع في خطأ كبير من يعتقد أن ظهور حركات سياسية مرتبطة بالإسلام، تعبئ جماهير واسعة، هي ظاهرة مرتبطة بشعوب متخلفة ثقافياً وسياسياً على المسرح العالمي، وهي شعوب لا تستطيع أن تفهم سوى اللغة الظلامية التي تكاد ترتد لعصورها القديمة وحدها. وهو الخطأ الذي تنشره، على نطاق واسع، أدوات الإتصال المسيطرة، التبسيطية، والخطاب شبه العلمي للمركزية الأوربية. وهو خطاب مبني على أن الغرب وحده هو القادر على إختراع الحداثة، بينما تنغلق الشعوب الإسلامية في إطار تقاليد « جامدة » لا تسمح لها بفهم وتقدير حجم التغييرات الضرورية. ولكن الإسلام والشعوب الإسلامية لها تاريخها، مثل بقية الشعوب، والذي يمتلئ بالتفسيرات المختلفة للعلاقات بين العقل والإيمان، وبالتحولات والتغيرات المتبادلة للمجتمع وديانته. ولكن حقيقة هذا التاريخ تتعرض للإنكار لا على يد الخطاب الأوربي المركزي وحسب، بل أيضاً على يد حركات الإسلام السياسي المعاصرة. فكلا الطرفين يشتركان في الواقع، في الفكرة الثقافية القائلة بأن المسارات المختلفة للشعوب لها « خصوصيتها » المتميزة غير القابلة للتقييم والقياس والعابرة للتاريخ. ففي مقابل المركزية الأوربية، لا يقدم الإسلام السياسي المعاصر سوى مركزية أوربية معكوسة. وظهور الحركات التي تنتسب للإسلام هو في واقع الأمر التعبير عن التمرد العنيف ضد النتائج السلبية للرأسمالية القائمة فعلاً، وضد الحداثة غير المكتملة والمشوهة والمضللة التي تصاحبها. إنه تمرد مشروع تماماً ضد نظام لا يقدم للشعوب المعنية أية مصلحة على الإطلاق. 2 – إن الخطاب الإسلامي الذي يقدم كبديل للحداثة الرأسمالية -والتي تُضم إليها تجارب الحداثة الإشتراكية التاريخية أيضاً-، ذو طابع سياسي وليس ديني. أما وصفه بالأصولية كما يحدث غالباً، فلا ينطبق عليه بأي شكل، وهو، على أية حال، لا يستخدمه إلا على لسان بعض المثقفين الإسلاميين المعاصرين الذين يوجهون خطابهم الى الغرب بأكثر مما يوجهونه الى قومهم. والإسلام المقترح هنا معادٍ لجميع أشكال لاهوت التحرير، فالإسلام السياسي يدعو الى الخضوع لا التحرر. والمحاولة الوحيدة لقراءة الإسلام في إتجاه التحرر كانت تلك الخاصة بالمفكر الإسلامي السوداني، محمود طه. ولم تحاول أية حركة إسلامية، « لاراديكالية ولا « معتدلة »، أن تتبنى أفكار محمود طه الذي أعدمه نظام نميري في السودان بتهمة الردة. كذلك لم يدافع عنه أي من المثقفين الذين ينادون بالنهضة الإسلامية » أو الذين يعبرون عن الرغبة في التحاور مع هذه الحركات. والمبشرون « بالنهضة الإسلامية » لا يهتمون بإمور اللاهوت، وكل ما يبدون إهتمامهم به من الإسلام هو الشكل الإجتماعي والتقليدي للدين، الذي لا يخرج عن الممارسات الدقيقة والشكلية للشعائر. والإسلام كما يتحدثون عنه يعبر عن « جماعة ينتمي إليها الإنسان بالإرث كما لو كانت جماعة »، عرقية » وليس إعتقاداً شخصياً يختاره المرء أو لا يختاره، يؤمن به أو لا يؤمن. فالأمر لا يتجاوز تأكيد « هوية « جماعية »، ولهذا السبب ينطبق تعبير الإسلام السياسي على هذه الحركات تماماً. 3 – لقد جرى إختراع الإسلام السياسي الحديث في الهند على يد المستشرقين لخدمة السلطة البريطانية، ثم تبناه وبشر به المودودي الباكستاني بكامله. وكان الهدف هو « إثبات أن المسلم المؤمن بالإسلام لا يستطيع العيش في دولة غير إسلامية – وبذلك كانوا يمهدون لتقسيم البلاد- لأن الإسلام لا يعترف بالفصل بين الدين والدولة حسب زعمهم. وهكذا تبنى أبو العلاء المودودي فكرة الحاكمية لله (ولاية الفقيه؟! »، رافضاً فكرة المواطن الذي يسن التشريعات لنفسه، وأن الدولة عليها أن تطبق القانون الساري للأبد « الشريعة ». والإسلام السياسي يرفض فكرة الحداثة المحرّرة، ويرفض مبدأ الديمقراطية ذاته -أي حق المجتمع في بناء مستقبله عن طريق حريته في سن التشريعات. أما مبدأ الشورى الذي يدعي الإسلام السياسي أنه الشكل الإسلامي للديمقراطية، فهو ليس كذلك، لأنه مقيد بتحريم الإبداع، حيث لا يقبل إلا بتفسير التقاليد « الاجتهاد »، فالشورى لا تتجاوز أياً من أشكال الاستشارة التي وجدت في مجتمعات ما قبل الحداثة، أي ما قبل الديمقراطية.. ولا شك أن التفسير قد حقق في بعض الحالات تغييراً حقيقياً عندما كانت هناك ضرورات جديدة، ولكنه حسب تعريفه ذاته -رفض الانفصال عن الماضي- يضع الصراع الحديث من أجل التغيير الاجتماعي والديمقراطية في مأزق. ولذلك فالتشابه المزعوم بين الأحزاب الإسلامية -راديكالية كانت أم معتدلة حيث إنها جميعاً تلتزم بمعاداة الحداثة بحجة خصوصية الإسلام- والأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوربا ليس صحيحاً بالمرة، رغماً عن أن وسائل الاتصال والديبلوماسية الأمريكية تشير إليه كثيراً لإضفاء الشرعية على تأييدها المرتقب للأنظمة  » الإسلامية » في المستقبل. فالديمقراطية المسيحية قائمة في نطاق الحداثة، وهي تقبل الفكرة الأساسية للديمقراطية الخلاقة، وكذا جوهر فكرة العلمانية. أما الإسلام السياسي فيرفض فكرة الحداثة، وهو يعلن ذلك حتى وإن كان لا يستطيع فهم مغزاها. وعلى ذلك فالإسلام المقترح لا يمكن وصفه بالحداثة، والحجج التي يقدمها المنادون  » بالحوار » لإثبات ذلك مبتذلة لأقصى درجة، وتبدأ من إستخدام دعاة الإسلام لأشرطة الكاسيت لترويج الدعوة، وحتى لقيام الدعاة بتجنيد الأتباع من بين الفئات « المتعلمة » كالمهندسين والأطباء مثلاً! وعلى أية حال، فخطاب هذه الحركات لا يعرف إلا الإسلام الوهابي الذي يرفض كل ما أنتجه التفاعل بين الإسلام التاريخي وبين الفلسفة الإغريقية في زمانه، كما يكتفي بتكرار الكتابات التي لا طعم لها لإبن تيمية، الذي هو أكثر الفقهاء رجعية في العصر الوسيط. وعلى الرغم من إدعاء بعض الدعاة بأن هذه التفسيرات هي « عودة الى الإسلام في عهد الرسول »، فإنها في الحقيقة عودة الى الأفكار السائدة منذ 600 عام، أي الى الأفكار السائدة في مجتمع تجمد تطوره لعدة قرون. 4 – والإسلام السياسي المعاصر ليس نتيجة لرد الفعل لإساءات العلمانية كما يدعي البعض كثيراً مع الأسف. ذلك أن أياً من المجتمعات الإسلامية العصرية – بإستثناء الإتحاد السوفياتي السابق- لم يكن في وقت من الأوقات علمانياً بشكل حقيقي، ودع عنك التعرض لهجمات سلطة « ملحدة » عدوانية بأي شكل من الأشكال. فقد اكتفت الدول شبه الحديثة في تركيا الكمالية، ومصر الناصرية، وسوريا والعراق البعثيين، بتدجين رجال الدين « كما حدث كثيراً من قبل »، وذلك بأن تفرض عليهم خطاباً هدفه الوحيد إضفاء الشرعية على اختياراتها السياسية. أما نشر فكرة العلمانية فلم توجد إلا لدى بعض الأوساط المثقفة المعارضة، ولم يكن لها تأثير يذكر على الدولة، بل إن الدولة قد تراجعت في بعض الأحيان في هذا المجال، خدمة لمشروعها الوطني، كما حدث من تطور مزعج حتى في عهد جمال عبدالناصر نفسه بالنسبة لموقف الوفد بعد ثورة عام 1919. ولعل التفسير الواضح لهذا التراجع هو أن الأنظمةالمعنية، إذ رفضت الديمقراطية، فضلت عليها تجانس « المجتمع »، الأمر الذي تظهر خطورته حتى بالنسبة لتراجع الديمقراطية في الغرب المعاصر ذاته. ويهدف الإسلام السياسي الى إقامة أنظمة دينية رجعية صريحة، مرتبطة بسلطات من طرا « المماليك »، أي سلطة تلك الطبقة العسكرية الحاكمة قبل قرنين من الزمان. ومن يراقب عن كثب الأنظمة المتدهورة التالية لمرحلة الفورة الوطنية، والتي تضع نفسها فوق أي قانون « بإدعاء أنها لا تعترف إلا بالشريعة ». وتستولي على كل مكاسب الحياة الاقتصادية، وتقبل، باسم « الواقعية »، أن تندمج في وضع متدنٍ، في العولمة الرأسمالية لعالم اليوم، لا يمكن إلا أن يربط بينها وبين تلك الأنظمة المملوكية. وينطبق نفس التقييم على نظيرتها من الأنظمة المدّعى بإسلاميتها والتي ظهرت مؤخراً. 5 – ولا يوجد اختلاف جوهري بين التيارات المسماة « بالراديكالية » للإسلام السياسي، وبين تلك التي تفضل تسمية نفسها « بالمعتدلة » فمشروع كل من النوعين متطابق. وحتى إيران لا تشذ عن القاعدة العامة، بالرغم من الارتباك الذي حدث عند تقييم نجاحها، الذي تحقق بسبب الالتقاء بين تقدم الحركة الإسلامية، والصراع الناشب ضد دكتاتورية الشاه المتخلفة اجتماعياً والمرتبطة سياسياً بالأمريكان. ففي المرحلة الأولى، عوضت المواقف المعادية للاستعمار للسلطة الدينية من غلواء تصرفاتها الجامحة، وهذا الموقف المعادي للاستعمار هو الذي منح هذه السلطة شرعيتها، كما كانت له أصداء قوية من التأييد خارج إيران. ولكن النظام لم يلبث أن ظهر عجزه عن قبول التحدي المتمثل في اقتراح تنمية اقتصادية واجتماعية مجدّدة. فدكتاتورية العمائم « رجال الدين » التي حلت محل دكتاتورية الكابات (العسكريين والتكنوقراط)، كما يقال في إيران، قد أنتجت تدهوراً خطيراً في الأجهزة الإقتصادية للبلاد. وإيران التي كانت تهدف أن تصبح مثل « كوريا »، قد انتهى بها الأمر أن تنضم الى « العالم الرابع ». وتجاهل الجناح المتشدد في الحكم للمشاكل الاجتماعية التي تواجه الطبقات الشعبية، هو الذي أدى الى نجاح من يسمون أنفسهم بالمعتدلين، لأنهم أصحاب مشروع يمكن أن يخفف ولا شك، من تشدد الديكتاتورية الدينية، ولكن دون التخلي عن مبدأها الاساسي، وهو ولاية الفقيه الوارد في الدستور. يجد نظام الإسلام السياسي في إيران نفسه في مأزق، ويجب أن يصل الصراع السياسي والاجتماعي الذي يقوم به الشعب الإيراني اليوم بشكل صريح، الى رفض مبدأ ولاية الفقيه الذي يضع جماعة رجال الدين فوق كل مؤسسات المجتمع السياسية المدنية، وهذا هو شرط نجاح هذا الصراع. إن الإسلام السياسي هو مجرد تحوير للوضع التابع للرأسمالية الكومبرادورية، ولعل شكله « المعتدل » يمثل الخطر الأكبر بالنسبة للشعوب المعنية. ويعمل التأييد الواضح لدبلوماسية ثالوث الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة لهذا « الحل » للمشكلة، في فرض النظام الليبرالي للعولمة الذي يعمل لمصلحة رأس المال المسيطر. 6 – لا يتعارض خطاب رأس المال الليبرالي للعولمة مع خطاب الإسلام السياسي، بل هما في الواقع يكمل أحدهما الآخر تماماً. فالإيديولوجية « الجماعية » على الطريقة الأمريكية، التي يجري الترويج لها حالياً، تعمل على إخفاء الوعي والصراع الاجتماعي لتحل محلهما « توافقات » جماعية مزعومة تتجاهل هذا الصراع. واستراتيجية سيطرة رأس المال تستخدم هذه الإيديولوجية لأنها تنقل الصراع من مجال التناقضات الاجتماعية الحقيقية الى العالم الخيالي، الذي يوصف بأنه ثقافي مطلق عابر للتاريخ. والإسلام السياسي هو بالدقة ظاهرة « ماعية ». ودبلوماسية القوى السبع العظمى، وخاصة الدبلوماسية الأمريكية، تعرف جيداً ماذا تفعل عندما تؤيد الإسلام السياسي. فقد فعلت ذلك في أفغانستان، وأطلقت على الإسلاميين هناك إسم « المحاربين من أجل الحرية »! ضد الديكتاتورية الشيوعية الفظيعة، مع أن النظام الذي كان قائماً هناك، كان مجرد محاولة لإقامة نظام إستبدادي مستنير حداثي وطني شعبي، كانت لديه الجرأة لفتح أبواب المدارس للبنات. وهي مستمرة في هذا التأييد من مصر الى العراق، لأنها تعلم أن الإسلام السياسي سيحقق -لها- إضعاف مقاومة الشعوب المعنية، وبالتالي تحويلها الى الكومبرادورية. ونظام الحكم الأمريكي، بما عرف عنه من استغلال لأخطاء الآخرين، يعرف كيف يستخلص فائدة أخرى من الإسلام السياسي. فهو يستغل « تخبطات » الأنظمة التي تستلهمه -مثل نظام طالبان- « وهي في حقيقة الأمر ليست تخبطات وإنما هي جزء لا يتجزأ من مشروعها »، كلما فكرت الإمبريالية في التدخل، بفظاظة إن لزم الأمر. والحركات الإسلامية الوحيدة التي تهاجمها بلا تردد القوى السبع الكبار، هي تلك التي تنخرط – بسبب الظروف الموضوعية المحلية – في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مثل حماس وحزب الله، وهذا ليس من قبيل الصدفة. http://www.facebook .com/pages/ -/119137176932? ref=mf#/note. php?note_ id=131131470796&id=1793386235&ref=share المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p  


مصر لاعب أم ملعوب به؟ – بقلم: فهمي هويدي –

 


  باستثناء أن الرئيس حسنى مبارك عاد من واشنطن سالما معافى والحمد لله، فلست أجد فى أخبار الزيارة شيئا يسر أو يشرح الصدر، وإنما حدث العكس تماما. (1) من البداية قلنا إن الرئيس أوباما «يتطلع» للقاء الرئيس مبارك. ووصف إعلامنا الرسمى الزيارة بأنها تاريخية قبل أن تبدأ. وناجحة قبل أن تظهر نتيجتها. وجاملتنا السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى بكلمتين أبرزهما الأهرام فى عناوينه. فقرأنا على لسانها أن الزيارة فرصة لسماع «نصائح» مبارك حول مختلف القضايا. وشارك السيد صفوت الشريف فى المزاد بعبارات رفع فيها السقف، فقال فى اجتماع لإحدى أمانات الحزب الوطنى إن النجاح المشهود الذى حققته الزيارة أعاد قوة الدفع إلى العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولم يفته أن ينوه إلى أن الرئيس بحكمته ودوره التاريخى فى المنطقة أكد (فى الزيارة) على المبادئ الأساسية التى تتمسك بها مصر «الأهرام 20/8». تحت هذا السقف قيل كلام كثير حول استعادة الدور التاريخى لمصر، والدروس التى لقنها الرئيس المصرى لنظيره الأمريكى، والانطلاقة المرتقبة لعملية السلام، والتحذيرات التى وجهتها الزيارة لأى دولة إقليمية تلعب بذيلها فى المنطقة (لا تخطئ وتتصور أن إسرائيل هى المقصودة، لأن الرسالة موجهة إلى إيران)،  قرأنا أيضا سيلا من التعليقات التى تحدثت عن مفاتيح القوة والنفوذ التى تملكها القاهرة، التى ظلت البوابة الوحيدة للمنطقة وحجر الزاوية فيها.. الخ. وذلك كله كلام طيب يعبر عما نتمناه حقا، لكن ينقصه شىء واحد، هو أن يجد الدليل الذى يؤيده ويترجمه على أرض الواقع. (2) إن الكلام عن أهمية الدور المصرى لا شك فيه، فذلك أمر الجغرافيا ودرس التاريخ. لكن مفهوم الأهمية هو الذى يكتنفه بعض الغموض والالتباس،  فثمة أهمية تنطلق من تأثير مكتسب من قوة البلد السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وثمة أهمية تتكئ على دور يقوم به البلد فى إطار استراتيجيات الدول الكبرى. إن شئت فقل إن الأهمية فى الحالة الأولى تخدم مشروع الوطن والأمة.  أما فى الحالة الثانية فهى تخدم استراتيجيات الدول سابقة الذكر. من هذه الزاوية فحين يتحدث المسئولون فى واشنطن مثلا عن أهمية الدور المصرى ويشيدون به، فينبغى أن نتمهل فى الحفاوة بتلك الشهادة. حتى نجيب عن السؤال: فى أى إطار يمارس ذلك الدور، وفى أى وعاء يصب؟ من الملاحظات التى لا تخفى دلالتها فى هذا السياق أن أغلب الإشارات التى تتحدث عن أهمية الدور المصرى تصدر عن المسئولين الأمريكيين وبعض نظرائهم الغربيين،  فى حين أن الإعلام الغربى يتحدث عن مصر بشكل مختلف تماما. ومن يقرأ مثلا مقالات «الواشنطن بوست» فى الولايات المتحدة، والدراسة الأخيرة التى نشرتها مجلة «الإيكونوميست» البريطانية ــ وكل منهما له ثقله واحترامه ــ يقلقه الكلام المكتوب عن مصر، خصوصا أوضاعها السياسية والاقتصادية. ولم يعد سرا أن سمعة مصر فى مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لم يعد ممكنا الدفاع عنها، ناهيك عن أن مسألة توريث السلطة (السر المعلن) أصبحت موضوعا للتندر والتنديد (لا تنسَ أن زيارة الرئيس رتبت أثناء عطلة الكونجرس لتجنب إحراجه من جانب أعضائه)،  باختصار فإنهم فى العالم الخارجى صاروا يعرفون عن أوضاعنا السياسية مثلما نعرف. والكلام الطنان الذى قد ينطلى على البعض منا لم يعد ينطلى عليهم. ولذلك لم يكن مستغربا أن تصنف مصر ضمن الدول «الفاشلة» سياسيا. أما من الناحية الاقتصادية، فيكفى أن تعرف أن الدخل الفردى لمصر يصنف الآن فى المرتبة 112 (البعض يضعها فى المرتبة 127) بين دول العالم (190 ـ 195). وفى حين وصل متوسط دخل الفرد فى عالمنا المعاصر إلى 9 آلاف دولار فى السنة، فهو فى مصر يتراوح ما بين 1600 و2000 دولار، أى إنه أقل من ربع المتوسط العالمى. لا تسأل عن خدمات الصحة والتعليم والإسكان، لأن قارئ الصحف الصباحية صار يتابع كل يوم أخبار الفضائح التى تحدث فى تلك المجالات، وما شرب المياه المختلطة بالمجارى، ورى زراعات الخضراوات والفواكه بمياه الصرف الصحى، إلا أحدث لقطة فى ذلك المسلسل. مثل هذه «العورات» لا يسترها التاريخ أو الجغرافيا. ثم إنها لا تنال من هيبة البلد وسمعته فقط، ولا تهدد أمنه القومى فحسب، وإنما هى تفقد البلد قدرته على التأثير، ولا أبالغ إذا قلت إنها تجعل استعداده للتأثر أكبر وأقوى من أهليته للتأثير. فى ضوء هذه الخلفية فإن الحديث عن «التحالف الاستراتيجى» بين الولايات المتحدة ومصر، يصبح أمرا مقلقا يثير عديدا من الأسئلة حول دقة التعبير من ناحية، وموقع كل من البلدين فى هذا التحالف من ناحية أخرى، الذى يوحى المصطلح فيه بأنه واقع بين أفعال، وليس بين أوزان مختلفة، على هيئة أشبه بالقاطرة والمقطورة. لقد شعرت بغصة فى حلقى حين قرأت على لسان الرئيس أوباما فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى ختام الزيارة (يوم 18/8) قوله إن الولايات المتحدة ومصر عملا معا وبشكل وثيق طوال الثلاثين سنة الأخيرة، وأن «الرئيس مبارك كان طوال هذه الفترة قائدا ومستشارا وصديقا». وهو كلام يحتاج إلى تدبر وتفكير عميقين، لأنه يثير السؤال المزعج التالى: هل كان الدور المصرى شريكا بهذه الصفات فى الممارسات الأمريكية التى تمت فى المنطقة العربية طوال تلك الفترة؟ ولأن الرئيس الأمريكى لا يلقى الكلام على عواهنه، فأى قدر من المرارة والألم يستشعره المرء حين تصدمه هذه الحقيقة؟ (3) لا نعرف شيئا عما دار فى «الخلوة» التى تمت بين الرئيسين مبارك وأوباما. ويتعين لنا أن ننتظر معلومات الصحف الأمريكية حتى نقف على ما جرى فى ذلك الشق الغاطس والمسكوت عليه من المباحثات، وإلى أن يتحقق ذلك، فليس أمامنا سوى أن نتعامل مع ما تم إعلانه من مواقف، بعضها يتعلق بالشأن المصرى، والبعض الآخر يتصل بالملف الإيرانى، والثالث بالشأن الفلسطينى،   ما خص الشأن المصرى جاء مختصرا وعاما، فقد ذكر الرئيس مبارك أن المباحثات تناولت مسألة الإصلاح فى مصر، وأنه أوضح أنه خاض الانتخابات الأخيرة على أساس برنامج للإصلاح جارٍ تنفيذه، وذكر تقرير للشرق الأوسط أن الرئيسين بحثا أيضا قضايا التنمية والتعليم (فى مصر وليس فى أمريكا طبعا). من ثم فقد أحطنا علما بالعناوين ولم نعرف شيئا عن التفاصيل. التفصيلة الوحيدة التى ذكرت أثناء الزيارة جاءت غامضة للغاية. ذلك أن الرئيس مبارك حين سئل عن المستقبل فى مصر أثناء الحوار التليفزيونى الذى أجرى معه، قال إنه ليس معنيا بمن سيأتى بعده، لأنه مشغول بتنفيذ برنامجه الانتخابى. وأن ابنه جمال لم يفاتحه فى مسألة ترشحه للرئاسة. وهو كلام يحير المواطن المصرى الذى يصعب عليه تصديقه، خصوصا إذا ما قارن محتواه بما يشاهده يوميا على أرض الواقع. ولم تكن الحيرة من نصيبنا وحدنا، لأن «الشروق» نشرت فى عدد الخميس 20/8 أن أحد الخبراء الأمريكيين فهم من كلام الرئيس أنه لن يتقاعد، وسيرشح نفسه للانتخابات القادمة. الموضوع الإيرانى، الذى أرجح أن نصيبه من المباحثات يعادل الشأن الفلسطينى إن لم يكن أكثر، ولا أستبعد أن يكون أحد الموضوعات الأساسية التى نوقشت فى الخلوة سابقة الذكر، تم تناوله أيضا بشكل مقتضب وعام فى كلام الرئيسين.    فقد قال أوباما فى المؤتمر الصحفى إنه بحث مع مبارك «القلق المشترك لانتشار الأسلحة النووية فى المنطقة، بما فيها تطوير إيران لأسلحة نووية، وكيف يمكن التعاون على تلك الجبهات»، أما الرئيس مبارك فقد نقلت عنه وكالة يونايتدبرس قوله فى لقائه مع زعماء الطائفة اليهودية :إن هناك انشقاقا داخل القيادة الإيرانية. والطريقة الأفضل للتعامل «مع البرنامج النووى الإيرانى» هى الانتظار.. وأن الهجوم العسكرى «على إيران» لن يؤدى إلا إلى الالتفاف حول قيادتهم. لا أجد فى هذا الكلام أى إيحاء بنجاح الزيارة ولا بفشلها. ولكنك لابد أن تلاحظ أن الشق المعلن منها فى الشأن الإيرانى تجاهل تماما إسرائيل النووية (كأنها لا تشكل خطرا)، وركز على كيفية التعامل مع المشروع النووى الإيرانى، بما قد يعد تمهيدا لإثارة موضوع الأمن الإقليمى والمظلة النووية المزمع إقامتها فى المنطقة، بدعوى تبديد مخاوف منطقة الخليج ومصر من الخطر الإيرانى. وهو خبر سار لإسرائيل. ليس فقط لأنه يشكل تأمينا إضافيا لها وردعا لإيران، ولكن أيضا لأنه يصرف الانتباه عن مشروعها النووى وما تمثله أطماعها من خطر حقيقى على المنطقة. (4) لو أن متحدثا قال فى أى جمع عربى إن جهود عملية السلام فى فلسطين «تمضى فى الاتجاه الصحيح»، لسخر منه السامعون واتهموه إما بالكذب أو بالهبل.  لكن حين يردد المقولة الرئيسان المصرى والأمريكى، فإن ذلك يفاجئنا، لأنها تظل غير قابلة للتصديق.   لقد بنى الرئيس أوباما كلامه على أساس معلومات ذكرت أن نتنياهو قرر تجميد الاستيطان، فيما بدا أنه استجابة للمطلب الأمريكى الداعى إلى التجميد من قبل الإسرائيليين، مقابل التطبيع من جانب العرب. ويفترض فى هذه الحالة أن يكون ذلك إيذانا بإطلاق المفاوضات التى تحقق التسوية النهائية،    لكن بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكى التى امتدحت نتنياهو بسبب ما نقل عنه، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بيانا أعلن فيه أنه لم يصدر بيانا بهذا الخصوص، وأن الإجراءات القانونية السارية حاليا لوقف التوسع الاستيطانى قائمة من الحكومة السابقة. وأن حكومته لم تتخذ قرارا جديدا فى الموضوع، وكل ما هنالك أنه لم تكن هناك مشاريع بناء جديدة للبت فيها. وفى التقرير الذى نشرته «الشرق الأوسط» حول الموضوع (فى 20/8) ذكرت أن كل الكلام الدائر عن تجميد الاستيطان ينصب على تصاريح البناء الجديدة، ولا يتطرق إلى المشروعات التى يتم بناؤها حاليا، أو التى هى فى طور الإعداد، وعددها يقدر بآلاف الوحدات السكنية. فى هذا الإطار نشرت صحيفة هاآرتس فى ملحقها الاقتصادى (يوم 19/8) أنه سيتم تنفيذ مشروع «قديم» لبناء 450 مسكنا فى حى استيطانى بالقدس. وقالت إن عملية البناء فيها ستبدأ فى مستهل العام الجديد.    لا تقف المفارقات عند ذلك الحد، لأن مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأرض المحتلة، أصدر تقريرا فى بداية الشهر الحالى رصد فيه جهود المستوطنين لتهويد القدس، التى أدت إلى إصدار ١٥٠٠ قرار لإزالة منازل الفلسطينيين، وطرد 53 أسرة فلسطينية من بيوتها، تمهيدا لإقامة مستوطنة جديدة. لقد تم تجاهل كل ذلك، وجرى التعلق بما نسب إلى نتنياهو خاصا بتجميد الاستيطان، لإيهام الرأى العام العربى بأن الأمور تمضى فى الاتجاه الصحيح. وكنت قد ذكرت فى حديث سابق أن التوسع فى الاستيطان يشكل أحد بنود البرنامج الذى انتخب على أساسه نتنياهو رئيسا للحكومة، ولذلك فإن الرجل اتهم من قبل اليمين الإسرائيلى بخيانة ناخبيه حين شاع خبر التجميد، الأمر الذى اضطره إلى إصدار بيان النفى الذى سبقت الإشارة إليه. إننا بصدد فضيحة سياسية يساق العرب فيها إلى التطبيع مقابل تجميد مؤقت للاستيطان تصر إسرائيل على أن يكون لمدة ستة أشهر فقط، ويطالب المبعوث الأمريكى بأن يستمر لمدة سنة (هو تجميد رمزى فى الحقيقة لنبتلع الطعم بما يؤدى إلى التطبيق ويطلق المفاوضات التى خبرناها ونعرف أنها يمكن أن تستمر للأبد، فى حين تنفتح أبواب العالم العربى لإسرائيل على نحو تدريجى). لا تقف الفضيحة عند ذلك الحد. لأن هذا الذى يحدث يعد تنفيذا للأجندة الإسرائيلية، والتزاما بموقف نتنياهو الذى تبنى منذ تولى رئاسة الحكومة قبل خمسة أشهر فكرة «الالتزامات المتبادلة»، وقال إن إسرائيل لن تتقدم خطوة إلى الأمام إلا أخذت مقابلا لها من العرب. وهذا الكلام ترجم إلى موقف مشترك أثناء الزيارة، أبرزته صحيفة الأهرام فى 19/8 فى عنوان على ثمانية أعمدة نقل عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله: القاهرة وواشنطن تتفقان على ضرورة اتخاذ خطوات عربية إسرائيلية متوازية لتحقيق السلام(!). ينتاب المرء شعور بالخزى والخجل، حين يطالع عنوانا بهذا القبيل، ثم يقرأ فى اليوم ذاته (19/8) تصريحا لوزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو بثته وكالة أسوشيتدبرس قال فيه إن على إسرائيل أن تتخذ من جانبها خطوات تثبت رغبتها فى إنهاء صراعها مع العرب. لقد تجنب الرجل الوقوع فى مصيدة التنازلات المتبادلة، وطالبها هى بأن تثبت حسن نيتها أولا. وكان فى ذلك مصيبا تماما، كما أنه أكثر استقامة ونزاهة. إن الملابسات التى أحاطت بالزيارة والتصريحات التى صدرت عن حصادها تستدعى سؤالا كبيرا هو: هل مصر لاعب كبير حقا أم أنها ملعوب به؟.  
(عن صحيفة الشروق الجديد المصريه)

نعم.. النفط أطلق سراح المقرحي


عبد الباري عطوان 26/08/2009 أستغرب كل هذه الضجة المثارة حالياً في بريطانيا وامريكا حول افراج السلطات الاسكتلندية عن السيد عبد الباسط المقرحي المدان في عملية تفجير طائرة الـ’بان ام’ الامريكية فوق مقاطعة لوكربي الاسكتلندية ومقتل 270 شخصاً. واستغرب اكثر تصريحات المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض التي وصف فيها عملية الافراج هذه بأنها ‘مقززة’. التقيت شخصياً بالسيد المقرحي قبل عام عندما زرته في سجنه في غلاسكو بصحبة محاميه العربي سعد جبار، وقضيت معه ثلاث ساعات، ووجدت نفسي امام رجل يشعر بغيظ شديد، ليس لأنه في سجن اسكتلندي بارد في اقصى شمال المعمورة، وانما لشعوره المتأجج بالظلم. وقال لي بالحرف الواحد ‘لو انني فعلتها لقلت ذلك علانية وقتلت نفسي من شدة تأنيب الضمير’. وانفجر باكياً، وهو الرجل الصلب في كبريائه وعزة نفسه. السيد المقرحي عرض عليّ ملف الادعاء العام الذي جرى تقديمه الى هيئة القضاة في المحكمة الاسكتلندية التي ادانته، وكان مليئاً بفقرات، بل بصفحات جرى طليها بالحبر الأسود لأخفاء أسرار ومعلومات تحت ذريعة ‘حماية الامن القومي الامريكي والبريطاني’ وبهدف تضليل القضاء بطريقة متعمدة. الأهم من ذلك ان رجل الاعمال السويسري الذي قدم شهادة للمحكمة عن بيعه صواعق لليبيا، إستُخدم أحدها في عملية التفجير، تراجع عنها، وتحدث عن ضغوط كبيرة تعرض لها للإدلاء بمثل هذه الشهادة مقابل مغريات مالية عديدة. الافراج عن الرجل جاء لأسباب انسانية، وبعد ان تم التأكد من مختلف الجهات الطبية المتخصصة انه لن يعيش اكثر من ثلاثة اشهر بعد انتشار السرطان في جسده، اي انه لن يعيش طويلاً كي يتمكن من التخطيط لتنفيذ عملية لوكربي اخرى! فلماذا كل هذه الضجة، ولماذا هذا التباكي المفضوح من قبل بعض المسؤولين الامريكيين عن العدالة والتلويح بفرض مقاطعة ضد اسكتلندا وبضائعها؟ ‘ ‘ ‘ أنا لا أشك مطلقاً بعدالة القضاء الاسكتلندي او البريطاني، ولكني اشك قطعاً بأجهزة المخابرات الامريكية والبريطانية التي قدمت الأدلة التي استند اليها القضاء في أحكامه هذه، مثلما اشكّ بالسياسيين والمسؤولين في البلدين لمعرفتي بقدرتهم على التزوير بما يخدم اهدافهم الشريرة في بعض الأحيان، من خلال عيشي في الغرب لأكثر من ثلاثين عاماً. اذهب الى ما هو ابعد من ذلك وأقول إن هؤلاء المسؤولين، واجهزتهم الذين ‘فبركوا’ الأدلة والبراهين حول امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل لتبرير غزوهم واحتلالهم له لأسباب نفطية، من غير المستبعد ان يفبركوا ادلة وبراهين حول تورط المقرحي وليبيا في عملية تفجير لوكربي هذه، وللأسباب نفسها، علاوة على كراهية بعضهم للعرب والمسلمين. كتب امريكية صدرت مؤخراً اكدت ان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا في حينها اتفق مع نظيره الامريكي جورج بوش على تحديد موعد شن الحرب على العراق بعد ان تأكدا بأن العراق خال من هذه الأسلحة، واستعجلا العدوان لقطع الطريق على المفتشين الدوليين، والحيلولة دون وصولهم لاكتشاف هذه الحقيقة. وما زلنا نذكر ‘صراخ’ بلير امام البرلمان البريطاني وتلويحه ‘بدوسيه’ الاسلحة العراقية هذه وتأكيده ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يستطيع اعدادها لضرب بريطانيا ودول أوروبية أخرى في اقل من خمس وأربعين دقيقة. مقتل 270 شخصاً في لوكربي جريمة بشعة يستحق كل من اقدم عليها، او وقف خلفها العقاب، بغض النظر عن هويته او جنسيته، ولكن ماذا عن جريمة قتل مليوني عراقي نصفهم بسبب الحصار، والنصف الآخر جراء الغزو وتبعات الاحتلال. الا يستحق الذين اقدموا على هذه الجريمة وفبركوا الاكاذيب لشرعنتها عقاباً أشد؟ ولماذا هم طلقاء ينعمون برغد العيش ويُفرش السجاد الأحمر لاستقبالهم اينما حلوا؟ ربما يفيد تذكير اولئك الذين يعارضون الافراج عن المقرحي من البريطانيين والاسكتلنديين، بقضية الممرضتين البريطانيتين اللتين ادينتا بقتل زميلتهما الاسترالية، في الخُبر شرق المملكة العربية السعودية، وكيف ذهب رئيس الوزراء البريطاني الى الرياض من اجل الافراج عنهما وسط حملة ‘ابتزاز’ اعلامية بريطانية صاخبة ضد السعودية، لم تتوقف الا بعد وصولهما الى مطار هيثرو وسط استقبال جماهيري ورسمي حافل ايضا. ‘ ‘ ‘ الحكومة البريطانية تدخلت اكثر من مرة للافراج عن رعاياها المدانين بتهريب المخدرات في شرق آسيا وافريقيا، وقبل اسبوع فقط نجحت مساعيها في الافراج عن مواطنة بريطانية من احد السجون النيجيرية كانت تنتظر تنفيذ حكم الاعدام فيها، بعد وضع طفلها، الذي حملت فيه سفاحاً خلف القضبان من شخص ‘مجهول’ من اجل ان تؤجل مثولها امام حبل المشنقة؟ نعم… السبب الحقيقي للإفراج عن السيد المقرحي لم يكن لدوافع انسانية فقط، وانما لصفقات تجارية ستحصل عليها الشركات البريطانية في مرحلة لاحقة. ففي ليبيا 45 مليار برميل من الاحتياطي النفطي، وعوائد سنوية تزيد عن اربعين مليار دولار، وهي ثروة يسيل لها لعاب المسؤولين الغربيين، خاصة في زمن الانهيار الاقتصادي الحالي. حقوق الانسان هي آخر ما يهم هذه الحكومات الغربية والمسؤولين فيها، خاصة اذا كانت متعلقة بأناس من العالم الثالث. فأين حقوق الانسان العراقي والتي انتهكتها القوات الامريكية والبريطانية، بل وشركات الامن التابعة لها مثل ‘بلاكووتر’ التي تبين انها كانت تقتل العراقيين وتغتصبهم بتنسيق، او بتكليف من وكالة الاستخبارات الامريكية؟ أذكر مرة انني شاركت في برنامج تلفزيوني بريطاني شهير اسمه ‘نيوز نايت’ في القناة الثانية ‘بي. بي. سي’، وكان الضيف الآخر هو وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، وكان الموضوع اعادة العلاقات البريطانية الليبية بعد تفكيك الزعيم الليبي معمر القذافي لأسلحته الكيماوية والبيولوجية ومعاملها، في اطار صفقة لانهاء الحصار المفروض على بلاده، حيث سألت الوزير البريطاني عما اذا كان بحث ملف حقوق الانسان في ليبيا اثناء زيارته لها، ومسألة الحريات الديمقراطية وغيابها، وما اذا كان التزام ليبيا بحقوق الانسان هو احد شروط رفع الحصار عنها وعودة العلاقات، فكان رده انه لم يبحث هذا الملف على الاطلاق، وفاجأني اكثر عندما قال: ‘إن في ليبيا نوعاً من الديمقراطية مختلفا عن الديمقراطية الغربية ونحن نتفهمها ونحترمها’. في هذا الاطار يمكن فهم الاعتذار السويسري لليبيا، وذهاب رئيسها ذليلاً الى طرابلس طالباً ‘الصفح’ لاقدام شرطة بلاده على اعتقال السيد هنيبعل نجل الزعيم الليبي بسبب اتهامه وزوجته رسمياً بالاعتداء بالضرب على خادمة وخادم كانا في معيتهما اثناء زيارتهما لسويسرا. ترى لو كان المتضررون سويسريين، ولو لم تقدم ليبيا على احتجاز رجلي اعمال سويسريين كرهينتين، وسحب 13 مليار دولار من ارصدتها في البنوك السويسرية، هل كانت سويسرا ستعتذر بالطريقة المهينة التي شاهدناها؟ المقرحي كان ضحية ‘لعبة امم كبرى’ تحوّل على اثرها الى ورقة مساومة بشعة، بين بلاده وبريطانيا، بمعنى آخر كان كبش فداء وما زال، تعقد الصفقات التجارية، خلف ستار، على جثته التي ما زال فيها بعض حياة. الآن وبعد ان اسدل الستار على أحد فصول هذه اللعبة، يجري البحث حالياً عن ممثلين وضحايا جدد، وانا اعلم شخصياً ان برنامجاً وثائقياً تلفزيونيا تعده محطة ‘بي. بي. سي’ (بانوراما) لإثبات ان ايران هي خلف عملية تفجير لوكربي وليس ليبيا، انتقاماً لتفجير طائرتها فوق الخليج قبل عشرين عاماً. كنت أتمنى لو ان السيد المقرحي لم يسحب استئنافه للحكم، ومطالبته باعادة المحاكمة، لأن حقائق كثيرة كانت ستظهر وتفاجئ الكثيرين، ولكنه اختار ان يسحب هذا الاستئناف تحت ضغوط شخصية أولاً، ومساومة على اعلى المستويات، وقرر قضاء ما تبقى من أيامه وسط أهله وأولاده، لأنه كان يعلم انه لن يعيش حتى تظهر الحقائق. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  26  أوت   2009) 


عيون وآذان (الشارع العربي نائم والشارع الإيراني حيّ)

 
جهاد الخازن عرب كثيرون يصرّحون بقلقهم من إيران أو يُسِرّون به في مجالس خاصة. أنا قلق من القلق العربي.النظام الإيراني لا يقلقني أو يخيفني من دون أن أكون شجاعاً، وهذا مع اقتناعي بوجود أطماع إيرانية في الخليج، وتداخلات حتى المغرب العربي، وموقف في لبنان وقطاع غزة يزيد الخلافات المحلية بدل أن يساعد على حلها. ثم هناك البرنامج النووي الإيراني، وموقفي الشخصي منه أن إيران تريد انتاج قنبلة نووية، أو امتلاك المعرفة والقدرة لإنتاجها وقت الحاجة. غير أن البرنامج النووي الإيراني، حتى لو كان عسكرياً، لا يقلقني البتة، بل أتمنى أن يكون النظام الإيراني يكذب، وأن تملك ايران ضعفي الترسانة النووية الإسرائيلية، ثم لا أقلق. الأسلحة النووية ليست للاستعمال. وإنما هي بوليصة تأمين تحمي الدولة التي تملكها، ثم إن الحقيقة من دون تهويل إسرائيلي، هي أن كل تقرير رسمي أميركي، بما في ذلك تقدير أجهزة المخابرات المعروف، وتقرير قبل أيام لاستخبارات وزارة الخارجية، يؤكد أن ايران بعيدة سنوات عن أي قدرة نووية عسكرية. لا أجد سبباً اطلاقاً لقلق مصر، وهي أكبر دولة عربية، من إيران وهذه على بعد ألف ميل منها، إلا إذا كان الرئيس حسني مبارك قلقاً من أطماع إيران في الخليج، أو تدخلها في لبنان وغزة. فهذا معقول، أما القلق على مصر أو في مصر فغير مفهوم. غير أنني لا أحتاج الى أن استشهد بمصر، وإنما أختار ايران والإمارات العربية المتحدة، فقد قارنت بينهما كثيراً في ذهني خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، وانتهيت الى أنه لو وجدت أسباب للقلق لكانت ايرانية لا إماراتية. الإمارات غير مهددة بضربة جوية مدمرة أو غزو.هي غير مهددة بعقوبات اقتصادية قد تصل الى حد الحصار على طريقة عراق صدام حسين. رئيــس دولــــة الإمــــارات الشيخ خليفة بن زايد لا يجد رئيساً فوقه «يرشده»، ولا يحتاج اليه. لا أذكر أن حفلة تنصيب الشيخ خليفة رئيساً قوطعت من أحد، وحتماً ليس من ناس في الإمارات في مستوى مير حسين موسوي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. لا أذكر أن تظاهرات نظمت بعد اختيار الشيخ خليفة خلفاً للشيخ زايد، وأن الشرطة قتلت متظاهرين وسجنت مئات آخرين.لا توجد في الإمارات حركات معارضة سرية، أو إرهاب مسلح، أو منشقون في الخارج. يتبع أن رئيس دولة الإمارات لا يحتاج الى حرس ثوري يراقب الجيش، ويقيم توازناً معه، وإلى باسيج يراقب الإثنين والشارع الإيراني معهما. لا أذكر أن محاكمات نظمت للمعارضين بعد تنصيب الشيخ خليفة رئيساً، ودولة الإمارات سبقت الجمهورية الإسلامية بعقد تقريباً، هو السبعينات، من دون أن تأكل أبناءها، كما فعلت الثورة الإسلامية، فأنا لم أسمع عن محاكمة شخصيات إماراتية من وزن نائب الرئيس السابق محمد علي أبطحي، ووزير الاستخبارات السابق سعيد حجاريان. – لم يضطر رئيس الإمارات الى سحب ترشيح نائب له قال إنه لن يسحبه. – ليست في الإمارات أزمة بنزين مع أنها هي وإيران دولتان منتجتان للنفط. – دخل الفرد في الإمارات أعلى ثلاث مرات الى خمس مرات من دخل الفرد في إيران حيث لا يتجاوز سبعة آلاف دولار في السنة في دولة تعوم على بحيرة نفط وغاز. أتوقف هنا لأقول للقارئ إنني أجري مقارنة، ولا أزعم أبداً ان الامارات العربية المتحدة هي المدينة الفاضلة التي حدثنا عنها افلاطون، فهناك مشاكل كثيرة في الإمارات، ككل دولة، وقد قرأنا نقد منظمات حقوق الإنسان معاملة العمالة الوافدة وصدور أحكام قضائية مشددة، والقيود على الحريات العامة والشخصية. هذا لا ينفي أن مقارنتي السابقة مع إيران صحيحة، فأدعو القارئ أن يترك القلق من إيران لأنها لا تخيف إلا من يريد أن يخاف. إذا صدقني القارئ فإنني أدعوه أن ينسى ما تكتب صحف اليمين في الغرب عن إيران لأن دوافعها ليكودية، وأن ينسى ما تكتب الصحف الليبرالية لأنها ضد أي حكم ديني، وأن ينسى الإصلاحيين في ايران فلا أحد اصلاحياً هناك، وأن ينسى المتشددين لأن الجميع يسعى الى منصب يسرق منه، وأن ينسى مزاعم اسرائيل كافة فهذه دولة ارهابية محتلة لا يحق لها أن تتهم أحداً بالذي فيها، فهي بؤرة استيطانية في الأراضي الفلسطينية. وزير الدفاع الأميركي الأسبق وليام كوهن قال ما ترجمته حرفياً: ان الخوف من ايران حل محل العداء لإسرائيل على رأس قائمة أولويات دول الخليج والشرق الأوسط الأوسع. لا أجد سبباً لقلق أي دولة عربية من إيران ثم أجد أسباباً لتقلق الجمهورية الإسلامية على نفسها فهي مستهدفة من الداخل والخارج، وأرجو ألا يكون أي حاكم عربي مثل أسد قصة «أليس في بلاد العجائب»، أي من دون قلب قوي كما يفترض في الأسد، خصوصاً أن الشارع العربي نائم والشارع الإيراني حيّ يقظ، وهذه مقارنة أخيرة اليوم.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أوت   2009)


 

وفاة الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم

 


بغداد – توفي الزعيم الشيعي البارز عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي في أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية طهران الأربعاء 26-8-2009 بعد صراع مع مرض السرطان. وفي تصريحات لوسائل الإعلام قال هيثم الحسيني المسئول في مكتب الحكيم وأحد كبار مستشاريه إن الحكيم توفي اليوم بمستشفى في طهران، وإن جثمانه سينقل إلى العراق ليدفن في مدينة النجف جنوب بغداد. وقال محسن الحكيم (نجل الزعيم الشيعي) إن الأطباء كانوا قد منعوا الزيارة عن والده منذ يومين، بسبب تدهور حالته الصحية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية « إرنا ». ويعالج الحكيم المدخن بغزارة منذ أشهر في إيران لإصابته بسرطان في الرئة، ونقل بشكل طارئ الأسبوع الماضي إلى مستشفى في طهران إثر تدهور حاد في صحته. ومن المتوقع أن يخلف ابنه عمار الحكيم أباه في زعامة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، لكن وفاة عبد العزيز الحكيم من شأنها أن تزيد من التخوفات السياسية بالبلاد قبل الانتخابات العامة المقررة في يناير المقبل وبعد سلسلة من التفجيرات المدمرة التي شهدتها البلاد الأيام الماضية. سيرة ومسيرة وعبد العزيز محسن الحكيم، الذي يرأس المجلس منذ 2003 عالم دين وسياسي شيعي عراقي، ولد سنة 1953 بمدينة النجف العراقية، وهو ابن المرجع الشيعي الشهير محسن الطبطبائي الحكيم، وشقيق المعارض البارز محمد باقر الحكيم، الذي اغتيل بانفجار سيارة مفخخة قبل 6 أعوام. وتتلمذ الحكيم على يدي والده، في مدرسة العلوم الإسلامية، وعلى يد مجموعة من كبار العلماء الشيعة بالنجف، على رأسهم مرجع المعارضة محمد باقر الصدر. ولعب الحكيم دورا أساسيا في « انتفاضة صفر » ضد النظام العراقي السابق عام 1977، وتم اعتقاله من قبل السلطات عام 1972 و1977 و1979. وغادر العراق إلى إيران عام 1980، وكان أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية المعارض لحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وترأس عام 1982 جناحهم العسكري، « فيلق بدر » الذي واجه اتهامات خلال السنوات الماضية بارتكاب مجازر واغتيالات ضد أهل السنة. وفي عام 2005 أسس الائتلاف العراقي الموحد قبيل أول انتخابات برلمانية بالعراق، ولكنه لم يسع للحصول على منصب حكومي نظرا لقرار الائتلاف بعدم تمثيله بالسلطة عبر علماء الدين. وأصبح الحكيم الذي كان يؤيد بقاء القوات الأمريكية بالعراق أحد أبرز القادة السياسيين بعد فوز الائتلاف الذي يتزعمه بأعلى نسبة من الأصوات. ورغم أنه لم يتسلم أي منصب رسمي، فإن دوره كان رئيسيا في السياسة العراقية بسبب تزعمه للائتلاف الذي كان حزب الدعوة الإسلامية -وهو حزب رئيس الوزراء نوري المالكي- جزءا منه. لكن هذا الائتلاف أعيد تشكيله قبيل وفاته تحت اسم « الائتلاف الوطني العراقي »، بغياب حزب الدعوة. علاقاته مع إيران وعرف عن الحكيم علاقاته الوثيقة مع إيران حيث قضى سنوات طويلة هناك إثر هروبه من العراق، لكنه سعى دائما للتأكيد على أن هذه العلاقات لا تؤثر على توجهاته السياسية وأنه سيقف في وجه أي دولة تحاول التدخل في شئون العراق الداخلية. لكن ذلك لم يمنع بعض القوى السياسية من توجيه انتقادات للحكيم خاصة بعد تصريحات أدلى بها أثناء رئاسته مجلس الحكم طالب فيها بدفع العراق تعويضات لإيران « بسبب شنه الحرب عليها عام 1980 ». دولة فيدرالية ومن أكثر القضايا التي أثارها الحكيم خلال السنوات الماضية دعوته لإقامة دولة فيدرالية تتكون من إقليم شيعي في جنوب البلاد وآخر سني في وسطه وثالث كردي في شماله، ولعل ذلك ما أدخله في خلاف مع قوى عراقية سنية وعلمانية بل حتى شيعية رافضة لمبدأ الأقاليم الذي رأت فيه بداية مشروع يهدف إلى تقسيم العراق. كما أعلن مرارا عن معارضته لأي تغيير جذري في الدستور، وفقا لمطالب أحزاب عربية سنية في البلاد. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 26 أوت 2009)  

بيلاي: لا حصانة في وقائع انتهاكات وكالة المخابرات المركزية الامريكية

جنيف (رويترز) – قالت نافي بيلاي رئيسة مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الثلاثاء 25 أوت 2009 إنه ينبغي عدم اضفاء أي حصانة من الملاحقة القضائية بخصوص تعذيب أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الارهاب خلال تحقيق أمريكي يشمل وقائع مزعومة عن انتهاكات تعرض لها سجناء لدى وكالة المخابرات المركزية. وذكرت بيلاي في بيان أن الخطوة التالية ستشمل تحديد المسؤولية الجنائية لكل من خالف القانون ودعت الى المزيد من الشفافية بخصوص « أماكن احتجاز سرية وما جرى فيها. » وقالت « امل أن يجرى فحص سريع للمزاعم المختلفة عن اساءة معاملة محتجزين سابقين وحاليين في جوانتانامو وسجون أخرى تديرها الولايات المتحدة واذا ثبتت فيجب أن تشمل الخطوة التالية مساءلة كل من خالف القانون. » وعين وزير العدل الامريكي اريك هولدر يوم الاثنين 24 أوت 2009 ممثلا خاصا للادعاء للتحقيق في وقائع اساءة معاملة سجناء لدى وكالة المخابرات المركزية. وجاء ذلك بعد أن أوصى مكتب الاخلاقيات التابع لوزارة العدل الامريكية ببحث محاكمة موظفين في وكالة المخابرات المركزية أو متعاقدين معها لاستخدامهم أساليب استجواب قاسية في العراق وأفغانستان تجاوزت الحدود المسموح بها. ودعت بيلاي القاضية السابقة في محاكمات جرائم الحرب التي تعقدها الامم المتحدة الى وقف استخدام أماكن احتجاز سرية وطالبت بنشر أسماء المحتجزين فيها في الوقت الحالي. وقالت « كانت السرية جزءا رئيسيا من المشكلة في هذا النوع من نظم الاحتجاز. عندما يعتقد الحراس والمحققون أنهم آمنون من التدقيق الخارجي ويجري التحايل على الضمانات القانونية يصبح تجاهل القانون سهلا جدا. » ونفى مسؤولون سابقون في ادارة الرئيس جورج بوش منهم ديك تشيني نائب الرئيس أن التعذيب كان يستخدم ودافعوا عن سياساتهم الخاصة بالاستجواب ووصفوها بأنها قانونية. وأعلنت بيلاي مجددا تأييدها لالتزام الرئيس الامريكي باراك أوباما باغلاق مركز الاحتجاز الامريكي في خليج جوانتانامو بكوبا بحلول عام 2010. كما حثت ادارته على سرعة مراجعة وضع المحتجزين في منشأة باجرام في أفغانستان. ورحبت باطلاق سراح الشاب الافغاني محمد حواد من جوانتانامو في الاونة الاخيرة قائلة ان نظام العدالة الامريكي « حقق العدل في اخر المطاف. » وكان جواد الذي اتهم بجرائم حرب لالقاء قنبلة يدوية أصابت جنديين أمريكيين بجروح عام 2002 من أصغر المحتجزين في جوانتانامو سنا. وفي يوليو تموز ألغى قاض أمريكي اعترافه لانه انتزع عن طريق اساءة المعاملة. وقال جواد يوم الثلاثاء بعد عودته الى بلده انه تعرض لسوء المعاملة والاهانة خلال ست سنوات قضاها رهن الاحتجاز. ويجادل محاموه بأنه كان في نحو الثانية عشرة من عمره عام 2002 لكن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) نازعت في ذلك وتقول ان ندوبا في عظامه تشير الى أن عمره كان 18 عاما عندما أرسل الى جوانتانامو. وقالت بيلاي « التعويض ووسائل الانصاف الاخرى ضرورية في حالة جواد والاشخاص الاخرين المحتجزين لفترات طويلة على نحو غير مقبول دون اثبات أي اتهامات أو الذين عذبوا أو عوملوا بطرق أخرى غير قانونية. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 أوت 2009)  

خلية زاورلاند كانت تخطط لهجمات في ألمانيا تشبه 11 سبتمبر

 


دوسلدورف – واصلت {خلية زاورلاند}التي كانت تخطط لشن هجمات في ألمانيا اعترافاتها حيث قال أحد عناصر الخلية إن خططهم التي كانت تهدف لشن هجمات ضد ثلاثة مراقص أمريكية ومطار في ألمانيا كان من المقرر أن يكون لها نفس قوة هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة. وقال آدم يلمظ وهو أحد المدعى عليهم في القضية أمام محكمة دوسلدورف الأربعاء إن سفارة أوزبكستان في ألمانيا كانت ضمن أهدافهم أيضا. وقال يلمظ إن المجموعة حصلت على تكليف لشن هذه الهجمات أثناء حضورهم تدريبات في منطقة وزيرستان الباكستانية من قيادة اتحاد الجهاد الاسلامي. وألقت السلطات الألمانية القبض على عناصر الخلية عام 2007 في منطقة زاورلاند التي ارتبط اسمهم بها. وأكد يلمظ أن المراقص الثلاثة كانت في الخطة وأن المجموعة كانت ستشن هجمات على مطار رامشتاين العسكري الأمريكي في ألمانيا أو مطار فرانكفورت نفسه بالاضافة إلى سفارة أوزبكستان حال نجحت الخطة الأولى ومرت بسلام. ولكن سفارة أوزبكستان كانت شبه مستبعدة من الخطط منذ البداية حيث ذكرها قائد اتحاد الجهاد الإسلامي واسمه الحركي « أحمد » ولكن دون أن يصر عليها. وقال يلمظ إنه كان يتوقع أكبر عدد ممكن من القتلى من 100 وحتى 150 على الأقل. ورد يلمظ بـنعم عندما سأله القاضي عما إذا كان نجاح خطط التفجيرات يقاس بعدد القتلى. وأكد يلمظ أن الخلية لم تخطط مطلقا لتنفيذ عمليات انتحارية كما أنها لم تفكر في استهداف أهداف ألمانية. وتم تكليف يلمظ وشريكه فريتس جيلوفيتس بالعملية في آيار/مايو 2006 أثناء تلقيهما تدريبات دامت شهرين في أحد معسكرات التدريب في باكستان والتي تواجد فيها أيضا شريكيهما دانيال شنايدر واتيلا ساليك. وقال يلمظ إنه تدرب مع زميله جيلوفيتس خلال فترة التدريبات على التعامل مع القنابل والمتفجرات وقال إن أسهل الانواع هي قنابل فوق أكسيد الهيدروجين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  26  أوت   2009) 


أمريكا توصي بختان الذكور حسب الشريعة الإسلامية


اقترح مسئولو الصحة العامة في الولايات المتحدة إجراء عمليات ختان روتينية لجميع الأطفال الذكور حديثي الولادة حسب الشريعة الإسلامية، لتقليل انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بحسب ما نشرته صحيفة « نيويورك تايمز » الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أنه « يبدو أن مسئولي الصحة العامة يحاولون إعداد توصيات بشأن حديثي الولادة من أجل التوصل إلى إستراتيجية حماية من الإيدز ». لكن من المستبعد أن يكون لمثل هذا الإجراء- في حال إقراره – تأثيرا جذريا، بسبب ممارسات الشواذ؛ إذ يعد الشواذ هم الأكثر عرضة للإصابة بالإيدز حتى لو تم ختانهم، بينما يسجل الختان نتائج جيدة بالنسبة للرجال الراغبين في الجنس الآخر (المرأة)، بحسب الصحيفة. وقال الطبيب بيتر كيلمركس رئيس قسم الأوبئة والوقاية من الإيدز في المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية، إن أي خطوة من شأنها التقليل من وتيرة انتشار الإيدز يجب التعامل معه ا بجدية، مضيفا أن « ختان الأطفال له فوائد عديدة في مواجهة الإيدز ». وأردف د. كيلمركس: « لدينا وباء إيدز في هذه البلاد (الولايات المتحدة)، ونحن بحاجة إلى النظر بعناية إلى كل تدخل محتمل يمكن أن يمثل أداة أخرى تضاف إلى الأدوات التي نستخدمها في مواجهة هذا الوباء ». وبحسب مسئولي الصحة العامة فإن 79% من الرجال الأمريكيين تم ختانهم. لكن في العقود الأخيرة انخفضت معدلات الختان بين الذكور حديثي الولادة إلى حوالي 65% عام 1999 بعد أن كانت نحو 80% بعد الحرب العالمية الثانية (1939 : 1945)، بحسب أرقام مركز مكافحة الأمراض والوقاية. عن المصريون

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.