الأحد، 31 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3022 du 31.08.2008
 archives : www.tunisnews.net


هند الهاروني : بلاغ عاجل
مراد رقية: بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم منصة مدونات ايلاف تعتدي على حرية الرأي

د.خــالد الطــراولي : رمضــان والمفقـودين : « عهـدا علينا لن ننســاكم! »

ظاهـر المسعـدي :   الاختفاء القسري…..هل يخفي الجريمة ؟

حاتم الونيسي : رسالة بمناسبة إقالة الصادق القربي وزير التربية و التكوين

مراد رقية: رمضان في بلد الفرح الدائم تونس الخضراء

نورالدين المباركي : بعد الإعلام والفن والرياضة : التطبيع من بوابة الجغرافيا

زياد الهاني:المفاوضات الاجتماعية في قطاع الإعلام : المأزق

الشيخ: راشد الغنوشي:  كيف يكون رمضان مدرسة للتنمية؟

قدس برس : تونس: تحذير المعتمرين من مغبّة استغلال تأشيراتهم للبقاء في السعودية

الوطن : في مطار تونس قرطاج ما هكذا يتم التعامل مع معتمرينا إلى البقاع المقدسة

الصباح : وزير الشؤون الدينية في لقاء صحفي : أكثر من ألف طلب لتأشيرات العمرة يوميا و195 تظاهرة دينية خلال رمضان

وات : اكبار المنظمات الوطنية لرعاية الرئيس زين العابدين بن علي للدين الاسلامى الحنيف

سليم الكرّاي : التعاون بين تونس وليبيا يشمل التنقيب عن النفط أيضا

محمد مسيليني : هل تحاصر الشيخوخة المجتمع التونسي

الصباح : عيسى البكوش والمنصف الشابي في مؤسسة التميمي : جوانب خفية في علاقة اتحاد الطلبة ببورقيبة والحزب الدستوري

نورالدين بنخود : الفنّان وقضايا الأمّة

عبدالحميد العدّاسي : تعقيب على « أولويات الحوار الدّاخلي للحركة الإسلاميّة في تونس »

عبد السّلام بو شدّاخ: حوار الطرشان وصمت الأموات بين السلطة والمعارضة(الجزء الخامس)

أبوجعفرلعويني : نداء لأعضاء مكتب حركة النّهضة

إسلام عبدالعزيز : أنور إبراهيم: الإسلاميون طوّروا أفكارهم

الشاذلي العيادي: أيها الدكتور هيثم منّاع

ضو بالسعود : همسة « مسجد ضرار »

حسين الربيعي  :  دعوة بالعودة إلى ألأصولية الناصرية : نحو ديمقراطية عربية 

النفطي حولة :اعتذار المستعمر الطلياني هل هو البداية ؟

أحمد بن الوديعة : نتيجة الحركة الانقلابية شبح الحصار الدولي يخيف الموريتانيين

قدس برس : قيادي إسلامي مغربي لـ « قدس برس »: سنأخذ بالموقف الرسمي في بداية شهر رمضان


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

اسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 


بسم اللّه الرّحمان الرّحيم تونس الأحد 31 أوت 2008-29 شعبان 1429  
بلاغ عاجل
 هند الهارون
ييستمرّ الحصار الأمني ضدّ أخي عبد الكريم و حول بيتنا  و قد تصاعدت و تيرته ليصبح شبه يوميّ كما حصل هذا الأسبوع إلى حدّ هذا اليوم الأحد الموافق لليلة حلول شهر رمضان المعظّم جعله اللّه مباركا علينا و عليكم و على الأمّة الإسلاميّة و إلى حدّ كتابتي لهذا البلاغ فإنّ مجموعة من أعوان الأمن بالزّيّ المدني ما زالت تمكث أمام بيتنا … وقد بلغ الأمر إلى حدّ متابعتهم لأخي عبد الكريم هذا الصّباح عند قيامه بزيارة إلى قبر والدتي رحمها اللّه.  و قد أكّد لنا أخي عبد الكريم أنّه لن يقبل بهذه المعاملة اللاقانونيّة و اللاإنسانيّة و لن يسكت عنها، دفاعا عن حرّيّته و كرامته و حقوقه المدنيّة و السّياسيّة.


بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم منصة مدونات ايلاف تعتدي على حرية الرأي

مراد رقية
لقد اكتشفت بالصدفة ومن خلال مقال مدرج ضمن صفحة قصرهلال الالكترونية لمدون منتسب لمنصة مدونات ايلاف وجود هذه المنصذة المرتبطة بجريدة ايلاف لصاحبهما الصحفي القدير الأستاذ الكبير عثمان العمير الذي كنت أعرف كتاباته منذ كنت أقبل على شراء ومطالعة أسبوعية المجلّة السعودية فقررت الانتساب للمنصة الصاعدة برغم امتلاكي لمدونتين على محرك أو منصة مكتوب بمدونة أولى تحمل عنوان « شجون جامعي تونسي » وبعد مرور فترة من الزمن ومع تزايد عدد المطلعين على المدونة الأولى قررت وبمناسبة اعتقال طالبة سابقة لي ضمن قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة هي الآن مربية بالتعليم الثانوي ومناضلة حقوقية نشيطة بمدينة القيروان تنتسب الى التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات »فرع القيروان » هي الأستاذة زكية الضيفاوي فقررت ادراج مدونة تحمل اسمها من قبيل متابعة المقالات المواكبة لاعتقالها واعتقال رفاقها يوم 27 جويلية والحكم عليها بثمانية أشهر نافذة يوم 10 أوت 2008 وكنت أعزز رصيد المدونتين بعديد المقالات فوقع اعلامي من ادارة المنصة أي منصة مدونات ايلاف بأن المدونتين لا تحترمان جانب التنسيق مما يعرقل ادراجهما بواجهة الصفحة الرئيسية قياسا على المدونات الأخرى وذلك لاقتران النبذة المدرجة بالأحرف اللاتينية،فقررت التعامل مع الأمر بالوسائل المتاحةلافتقارأزرار لوحة كتابة المقالات  لبعض الوظائف مثل تسجيل المسودة  وما راعني وأنا أطلع على تطور عدد المتابعين للمدونتين يوم 30 أوت بعد الظهر الا أن المدونتين سحبتا من التداول بصفة متزامنة،وبرغم مراسلتي لادارة منصة ايلاف فلم أحصل على أي ردّ مقنع يبرر اللجوء الى هذا العمل سواء من الادارة ذاتها أو من الوكالة التونسية للأنترنات أو »التضييق على الأنترنات » التي تلجأ أحيانا الى اقتحام المواقع دون استئذان أو ترخيص فتحجب المدونات التي لا تروقها أو التي لا تحصل على تأشيرتها الخاصة لادمانها على اغتيال حرية الرأي والتعبير مدفوع التكاليف من ضرائب المواطن التونسي برغم احتضان تونس بلد الفرح الدائم لقمة مؤتمر المعلومات التي يبدو بأنها أوصت بحجب هذه المعلومات والتعتيم عليها نهائيا تكريسا لدولة القانون والمؤسسات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رســالة اللقــاء رقـم [34]   رمضــان والمفقـودين   عهـدا علينا لن ننســاكم!

  د.خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr   أيام معدودات تطل علينا، عنوانها اللافت رحمة ومغفرة وعتق من النار، وآياتها صيام وقيام وأنوار في عز النهار، وشمائلها مفتوحة للكبار والصغار، شهر كريم يحمل أطيب ما في الوجود، وأحلى ما فيه وأجمل ما يحتويه.. ذكر رب كريم… ونداء للجميع أن رحمته قد وسعت كل شيء، فلا تبخلوا بها ولا تيأسوا منها، واجعلوا للجميع فيها نصيب… رحمة الأب على بنيه والزوج على زوجته والحاكم على المحكوم… رمضان الخير يطل علينا كل عام ويفتح ذراعيه، ونفتح ذراعينا لملاقاته وكلنا أمل في كرمه، وكلنا حبا في مشواره، عزمنا إليه أن يكون الكل في انتظاره… غير أن هذا العام كسابقه، يتخلف عن الركب أبناء لنا، وآباء لنا، وأمهات لنا، وإخوان وأخوات لنا، وأهل لنا، حبسهم حابس الجور والظلم البواح، فتخلفوا كرها عن اللقاء، لقاء رمضان، وكلهم فقدناه وكلهم كان مفقودا… منهم المفقود داخل البلاد، فلا ترى له وجودا غير وراء القضبان والأعمدة، سموه سجينا وسميناه أسيرا، ثم مفقودا لا تعلم متى دخل ولا متى يخرج، ولا لماذا دخل ولا لماذا سيخرج غدا وليس البارحة… ومنهم من خرج وبقي مفقودا في وطنه، يجري وراء الحرية فلم يجدها، ووجد سجنا كبيرا قضبانه غير مرئية ولكنها كالأوتاد، قائمة آناء الليل وأطراف النهار، سجن بدون زنزانات ولا أزيز أبواب، عليها غلاظ شداد لا يرحمون صغيرا ولا كبيرا ولا يعشقون الأنوار… ومنهم المفقود خارج بلده، مفقود عند الجيران، الماسك على الجمر…جمر الثبات على المبدأ، جمر رفض المساومات على الوطن، جمر الحنين إلى لقاء الأحبة، جمر البقاء بعيدا عن هموم البلد، جمر النظر إلى الشيب يغزو الرؤوس والأذقان، وصبية صغار كبروا، وأحفاد يعرفون وطنا جديدا أكثر من وطن الأجداد…مفقود سموه لاجئا هاربا، وقد فقد الأهل والعشيرة ورائحة الأوطان، لا يكاد يمر طرف من الزمان حتى يفقد قطعة من كيانه…يموت أبوه، تموت أمه، يموت الرفيق والصاحب والجد والجدة..، يفقد الجميع وليس له إلا أن يكون عدّادا للأموات… معذرة إليكم كلكم، أيها المفقودون، لقد أردت أن أعيش ولو لحظات من أيامكم ولياليكم، ولكنها لحظات صدق ومودة، مع ما يعيشه أبناء وبنات هذا الوطن الغالي وهم يقضون أعز مواسم الإسلام بعيدين عن أهلهم وذويهم…أردت أن أبحر في وجدان ومشاعر أطفال صغار وأمهات حرائر وجدات وأجداد، ملوا الانتظار، منهم من قضى نحبه وصعد إلى السماء يشكو ظلم العباد، ومنهم لا يزال يأمل لقاء على هذه الأرض… أردت أن ألمس ولو بحياء كبير، وأرافق ولو من بعيد، ولو من وراء البحار والمنافي حياة هؤلاء الكبار في موسم الرحمة وشهر الغفران والبركة…أردت أن أقول للجميع للمنفي في وطنه أو خارج الديار، الصابرون وأهليهم على الويلات، الصابرون على ظلم العباد، الصابرون على ظلم الأوطان…إليهم جميعا…لا تحزنوا إن الله معنا…لا تحزنوا ف »إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب »…لا تحزنوا إن النصر آت ووعد الرحمان قد سبق… لن ننساكم، لن ننساكم…سنذكركم في كل مائدة إفطار، وهذا حقكم علينا، سنذكركم في سجودنا في قيامنا وصيامنا، وهذا واجب علينا… سندعو لكم بكل حياء، والدعاء منكم ليس بينه وبين الله حجاب، التقى عليكم الجور والصيام والقيام، فلا نخال دعائكم إلا مقبولا ولو بعد حين، فلا تنسونا من طيب ذكرِكُم، ولن ننساكم من طيب ذكرَاكم.. في هذه المناسبة الكريمة، التي أرادها البعض سامحهم الله غير ذلك، يطيب لي سادتي وإخوتي الأعزاء وأخواتي الفاضلات الطاهرات، رفع تقديري وحبي إليكم وإلى أهاليكم، متمنيا لكم جميعا، في المهاجر وداخل الوطن، رغم الظلمات العاتية والكوابيس المحيطة، رمضانا كريما مليئا بالأنوار..أنوار الرحمة والغفران..، واسمحوا لي، وبكل حياء العذراء، أن أدعوا لجلاديكم ومعذبيكم ومعذبينا، من شردونا وأوجعونا وجاروا علينا وأرعبونا، أن أدعو لهم بالتوبة والغفران ورمضانهم كريم… وكل عام وتونس بخير والعالم بخير وأمتنا بألف خير. « وتلك الأيام نداولها بين الناس »… 30أوت 2008 / 29 شعبان 1429
(المصدر: موقع اللقـاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.com )  


                             

الاختفاء القسري…..هل يخفي الجريمة ؟

  ظاهـر المسعـدي
يوافق يوم 30 أوت الماضي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لليوم العالمي للمختفين قسرا ، وأحي هذه الذكرى العديد من المنظمات الحقوقية وعائلات المفقودين في سائر أنحاء العالم . ومازالت ممارسة الاختفاء القسري تتسبب في سقوط العديد من الضحايا في العالم حتى يومنا هذا ، ولمحاربة هذه الممارسة الشنيعة تم تبني الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2006 ، وتمثل الاتفاقية فرصة حاسمة لتقليص حالات الاختفاء وتقليل انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بها . الاختفاء القسري هو احتجاز شخص محدد الهوية من جانب جهة غامضة أو مجهولة سواء كانت سلطة أو منظمة أو أفراد ، وتقوم هذه الجهة بإخفاء مكان الشخص وترفض الكشف عن مصيره أو الاعتراف باحتجازه وتسعى إلى إخفاء معالم جريمتها ، ويبقى الضحية أشهرا وأحيانا سنوات ، لا تعرف عائلته إن كان على قيد الحياة أم لا ، وهو ما يشكل عذابا مستمرا لها يدفعها أحيانا للجوء إلى بعض السماسرة والانتهازيين لمعرفة أي نبأ عن إبنها مقابل دفع مبالغ طائلة ، أما المختفي / الضحية فيتعرض أثناء ذلك لكافة فنون التعذيب الجسدي والمعنوي ، فضلا عن حرمانه من ظروف الاعتقال التي يتوجب توفرها وفقا للمعايير الدولية لحقوق السجناء ، هذا بالإضافة إلى الحالات التي لا يعرف فيها مصير المختفي على الإطلاق لسنوات طويلة ، يرجح فيها كونه قد توفي تحت قسوة التعذيب أو أعدم خارج نطاق القانون . الدول العربية كان لها دور الريادة في هذا الملف الأسود ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ، اختفاء كمال بن علي المطماطي منذ عام 1991 إبان التحقيق معه في منطقة  » الأمن  » بقابس  على خلفية انتمائه لحركة النهضة ، ولا تزال عائلته تطالب بالكشف عن مصيره إلى يومنا هذا ، اختفاء رضا أبو هلال نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية منذ شهر أوت 1993  ، اختفاء المغربي مهدي بن بركة عام 1965 وتذويب جثته في صهريج مملوء بسائل حمضي  بعد أن فارق الحياة تحت التعذيب ،اختفاء اليمني لؤي المؤيد والسلطات تتبرأ من ذلك ، اختفاء السوريين محمد علي حسن ومحمد الشعار وأيمن الصفدي في دمشق منذ مطاع ثمانينات القرن الماضي ، اختفاء المنشق الليبي البارز ووزير الخارجية الأسبق منصور الكيخيا حين كان يحضر مؤتمرا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة عام 1993 ، اختفاء الزعيم الشيعي موسى الصدر في ليبيا عام 1979 ، وبنفس البلد اختفاء الصحفي ضيف غزال عام 2005  قبل أن يعثر على جثته مرمية عليها آثار التعذيب ……وقد يتطلب الأمر مجلدات لذكر حالات الاختفاء القسري في الجزائر منذ دخولها في دوامة العنف عام 1990 ، والشيء نفسه بالنسبة للعراق إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين ….. وتراهن الدول التي تمتهن هذه الحرفة على عامل النسيان  وذبول القضية بالتدريج بحيث يتلاشى الاحتجاج وتصبح مع مرور الوقت مجرد ذكرى ، فتراها تعمد إلى الصمت والتعتيم وإثارة غبار الشك لإبقاء القضية في دائرة الظل بعد أن كانت الأضواء مسلطة عليها من كل حدب وصوب ، غير أن هذه الأساليب لا تخفي الجريمة ولا تطمس الحقيقة ، فهناك بالتأكيد في مكان ما من يعرف حقيقة ما حدث ، وسيبوح يوما ما بهذه الأسرار ، وهناك بالتالي من يتحمل المسؤولية ويحاسب أمام العدالة طال الزمان أو قصر. ومن المفارقات أن الجماعات الإرهابية ليست وحدها من يمارس الخطف ضد مواطنيها ، فبعض السلطات التي تحرم قوانينها مثل هذه الأعمال نراها تمارس الشيء نفسه في وضح النهار ، والسؤال المحير في هذا السياق هو : لماذا تعمد سلطة ما وهي مدججة بالسلاح والمال والإعلام والسجون وكل أسباب القوة إلى اختطاف مواطن أعزل وتغيبه عن الأنظار؟ ولماذا تستبدل وظيفة الدولة وهي حفظ القانون وتنظيم حياة المواطنين والمجتمع ، بمهمات عصابة خارجة عن القانون ، حين تقوم بخطف معارض سياسي أو ناشط حقوقي أو إعلامي ؟ إذا كان الجواب هو ضيق صدر السلطات ، وتبرمها من الرأي الآخر هو السبب الذي يقف وراء مثل هذه الانتهاكات ، فسيكون الأمر في تناقض مع أبسط مقوماتها كدولة ، إلا إذا نظرنا للأمر من زاوية عدم ثقتها بنفسها كدولة وخوفها من الضحية كسبب يدفعها لتصفيته أو حجبه بحجة امتلاك الحقيقة المطلقة وهو الأمر نفسه الذي تمارسه الجماعات الإرهابية المتطرفة ….. في الختام نشير إلى أن ضعف الرأي العام وعدم اضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بدورها يجعل الاختفاء القسري أمرا واقعا مع مرور الأيام وقد يتكرر من دون رادع أو احتجاج لتحديد المسؤولية ووقف مثل هذه الانتهاكات اللاإنسانية التي لن تلحق الضرر بالضحية وذويه فحسب ، بل بالمجتمع بأسره ، وتشكل ظاهرة خطيرة تهدد السلام الاجتماعي والأمن والاستقرار وتثير الرعب في القلوب والفزع في النفوس.  


بسم الله الرحمان الرحيم  

رسالة بمناسبة إقالة الصادق القربي وزير التربية و التكوين

 

باريس في 30اوت 2008   يسرني بهذه المناسبة السعيدة ان اكتب للمرة الثانية على صفحة تونس نيوز . كانت رسالتي الاولى في اخر شهر جانفي الماضي بعنوان : تعقيبا على مقال السيد محمد العروسي الهاني : الأذن الثالثة عند الوزير ضرورية و هو الخط الهاتف الاخضر الفاعل على تونس نيوز بتاريخ 26جانفي 2008 . تتمثل السعادة في إقالة السيد زين العابدين بن على للمدعو الصادق القربي و هو مطلبي و رجائي له في رسالتي السابقة الذكر حيث طلبت من الرئيس بكل ود ان يقيله ، لقد كتبت حرفيا :……. و بصفتي مناضل تجمعي مقيم بفرنسا اطلب من السيد رئيس الدولة أن يتدخل شخصيا لإقالة السيد الصادق القربي لعدم كفاءته و إن لزم الأمر محاكمته إذا ثبت ما نقول و ما يقول عموم التونسيين، إننا ننتظر من السيد الرئيس لفتة لقطاع التعليم الذي يشارف على الدمار لما اقترف فيه من سوء تصرف . لقد كان الأجدر بهذا الوزير أن يغادر من تلقاء نفسه بعد فشله الذريع في إدارة الأزمات المتكررة في التعليم بكل مراحله. لقد كنت على يقين أن الرجل الكريم لن يتأخر عن نداء الصادقين من شعبه و لن يدخر جهدا في تحقيق العدالة، لذلك اريد ان اتوجه الى الرئيس زين العابدين بن على بتحية إكبار و أقول له انك دائما على العهد. سيدي الرئيس:  ان الوزير المقال اخيرا و المدعو الصادق القربي قد عبث بأحلام أبنائنا في تونس ضاربا عرض الحائط كل القوانين لا هم له غير الارتشاء و تكديس الأموال الحرام مستخدما نفوذه للضغط على مديري و مديرات التعليم الثانوي  مرتكبا فضائح أخلاقية لا تليق بوزيرا للتربية في بلادنا، و بهذه المناسبة أدعو المتضررات من مراهقة الصادق القربي إلى الإدلاء بشكواهم و خاصة اللاتي تسبب في طلاقهن. أقول هذا الكلام و انا واثق تمام الثقة و متتبع لكل ما يقوم به المسمى الصادق القربي و مطلع بدقة على ملفات الرشوة و المحسوبية و انتداب ذي القربى من مدينة خنيس، حيث لا يمكن أن يغالطنا البعض ممن دافع عن الوزير السابق ذاكرا براعته في الطب و هو لا يعرف كيف أصبح القربي دكتورا و هذا حديث قد نعود إليه. سيدي الرئيس:  إن ملف الانتدابات في قطاع التعليم قد شهد انزلاقا خطيرا يتنافى مع ما تدعونا اليه من شفافية و تكافؤ الفرص بين التونسيين فمنذ اعتلائه الوزارة ما انفك الشباب ينددون بسياسته الملتوية و لو فتحتم يا سيدي الرئيس تحقيقا سيتبين لكم حجم الدمار و الفساد الذي ارتكبه الصادق القربي و زبانيته في حق الشباب الذي قلتم عنه انه هو الحل. سيدي الرئيس المحترم: ان ما جد في الأشهر الفارطة في جنوب البلاد لهو احد تمظهرات سياسة الإقصاء و التهميش التي اتبعها القربي و أعوانه ، حيث شعر عموم الشباب و الأهالي أنهم مقصيين و يعاملون كما لو كانوا غرباء و لا يشاركون القربي العيش في نفس البلد لقد شعروا بالضيم و لم يجدوا آذانا صاغية، بل تقابل مطالبهم بالتسويف حيث تدعي وزارة التربية ان الشغورات غير موجودة في الوقت الذي ينتدب فيه أبناء منطقة خنيس و غيرها من مناطق نفوذ المتنفذين، و يمكن لمن يدفع 5 او 6 الاف دينارا ان يصبح مدرسا دون مراعاة للكفاءة التي كثيرا ما تبجح بها القربي. تلك الكفاءة التي جعلت الصادق القربي يأذن بطرد مجموعة من مدرسي التعليم الثانوي على الرغم من شهادة الإطار البيداغوجي بتمكنهم من التدريس، حيث خاضوا أيضا احتجاجات بينت مدى تهافت و تفاهة الصادق القربي و خيارته الرعناء. سيدي الرئيس: إن ما حدث منذ اعتلاء القربي الوزارة لهو عار في وجه الأحرار من أبناء بلدي المخلصين الذين واجهوا بسببه عدة انتقادات اذ أصبحت شناعات و فضائح القربي حجة على كل التجمعيين خاصة عند كل موجة من الاحتجاجات المطالبة بالعدالة. غير أن حكمتكم سيدي الرئيس تنقذ الموقف في كل مرة و تعيد المياه إلى مجاريه. فلم يكن أهالي الرديف ارهابيين كما زعم احد المتزلفين من عتاة الشيوعية في الجامعة التونسية سابقا بل إنهم أبناء بررة شعروا بالعسف و الغبن الذي تسببت فيه سياسة القربي فاحتجوا على أوضاعهم و هاهم الآن بعد قراراتكم الرشيدة يعودون إلى تحكيم العقل و الحياة الطبيعية انهم ليسوا قاعدة و لا طالبان و هو شان كل من احتج نتيجة الإقصاء المعتمد في وزارة التربية. سيدي الرئيس إن شعبنا و خاصة الشباب ينتظر منكم إحلال الطمأنينة و الإذن بإعطاء كل صاحب حق حقه، فقدركم يا سيدي الرئيس ان تكونوا للمظلومين نصيرا و لكل التونسيين أب. دمتم في حفظ الله  حاتم التونيسي رجل تعليم مقيم بفرنسا  

رمضان في بلد الفرح الدائم تونس الخضراء

 
مراد رقية
يحلّ علينا شهر رمضان الكريم هذه السنة في خاتمة فصل الصيف وهو فصل اقترنت فيه مناسبات النجاح في مختلف الامتحانات والمناسبات العائلية والمستلزمة معا للانفاق لارتباطها بتقديم الهدايا العينية والنقدية،ويحلّ في بداية فصل الخريف وتحديدا أول سبتمبر الذي سيشهد حلول ثلاث مناسبات استراتيجية هي شهر الصوم في بدايته،وموسم العودة المدرسية في منتصفه،وعيد الفطر المبارك في نهايته وهو ما جعل المواطنين التونسيين خاصة محدودي الدخل منهم وحتى متوسطيه يشعرون برعب حقيقي لتميز بلادنا »بلد الفرح الدائم »بارتفاع مبالغ فيه لتكاليف الحياة وبمحدودية مذلّة ومهينة للمداخيل التي تآكلت بامتياز لتظافر عاملي التضخم المالي وانهيار أو »انتحار » الدينار التونسي.وحتى المفاوضات الاجتماعية التي تعقد مرّة كل ثلاث سنوات باشراف متميز لشاهد زور يدفع الشغالون تكاليف رفاهيته هو انحاد كرزاي التونسي فهي لا تقدّم الا « الفتات » مقارنة بارتفاع الأسعار والخدمات فلم يفرج عن نتاائجها التي يخشى ان أطلقت أن يصاب المواطن التونسي خاصة المنتسب لشريحتي العملة والموظفين وهم الغالبية بالذهول وحتى بالجنون؟؟؟ وتتظافر جهود ثلاثة أطراف في الاجهاز على المواطن والمستهلك المسكين خلال الشهر الفضيل هي السلطة القائمة وقطاع رأس المال والقطاع السمعي البصري محولة اياه الى حيوان تسوقي مسلوب الارادة،مفرغ الجيب،مدمن على التلفاز بامتياز *السلطة القائمة،هي التي يفترض فيها رعاية المجتمع والأخذ بيده في الأيام العادية وخاصة في الظروف العصيبة الكارثية ومنها الثالوث المجتمع استثنائيا خلال شهر سبتمبر،فهي لا تسعى البتة الى الترفيع في المداخيل تماشيا أو حتى اقترابا من جنون الأسعار ومقابل الخدمات المختلفة ،ولكنها يا لحسن حظنا تكتفي بالاعلان عن المخزون الاستراتيجي من الحليب والبيض ،وتطمئنه على توفر اللحوم والدواجن والغلال كما لو كانت المشكلة في التزود وليس في انخرام الميزانية العائلية،أو كذلك في اقامة موائد الافطار أو موائد الرحمان للمحتاجين وأبناء السبيل مع تحميل تكاليفها لبعض الشركات والمؤسسات التي تجد فيها  سبيلا للتخلص من بعض الفوائض الغذائية،وفي الحصول على رضى السلطة عبر تلميع صورتها في الشهر الكريم؟؟؟ *قطاع راس المال،ان المواطن بالنسبة اليه هو مجرد »حيوان استهلاكي »يكون الشهر الكريم فرصة ذهبية للسطو على ميزانيته المحدودة من خلال تنشيط حواسه واسالة لعابه من خلال قذفه بمئات وآلاف الومضات الاشهارية الراقصة المنشطة للكبار والصغار،الومضات المتلاحقة والمرتبطة جميعها بالمنتجات الغذائية ومكملاتها كالحليب ومشتقاته والحلاوة الطحينية ومشتقات الحبوب والزيوت وحتى الفوط الصحية.ويتفاوت ذكاء هؤلاء الباعة في الترويج اذ يقتصر بعضهم على مجرد الدعوة للاستهلاك فقط ،بينما يربط البعض الآخر ترويجه ببعض الفواصل الهزليةأو ببعض النصائح الطبية المرتبطة بالحفاظ على الصحة والرشاقة أو الأخلاق الفاضلة؟؟؟ *القطاع السمعي البصري،يصاب هذا القطاع في الشهر الكريم وككل سنة بجنون حقيقي من خلال اصراره في حيّز زمني قياسي على تمرير كل الانتاجات الجديدة الدينية والدرامية والهزلية سواء منها المسلسلات أو الاستعراضات أو برامج الألعاب أو ألعاب الحظ « المليونية »التي تهين المتسابق بلباقة وتحوله الى لاهث وراء السراب فيغتي ويرقص ويبكي ويدمن على الرسائل القصيرة والطويلة معا وصولا الى الربح والثراء الذي لم تكفله له حياته بالوسائل المشروعة.وقد يصاب المتلقي بلوثة حقيقية اذا ماحاول عبثا متابعة أكثر من عمل وعبر أكثر من قناة تلفزية عامة أو اخبارية أو دينية؟؟؟ النتيجة في كل هذا أن الصائم التونسي ولعله العربي عموما أصبح يعيش كابوسا حقيقيا يمتد على مدى شهر كامل يتظافر فيه افراغ الجيب بالانفاق على مستلزمات شهر الصيام حتى في حدها الأدنى،ومستلزمات العودة المدرسية،وملابس وحلويات عيد الفطر المبارك،الكل يسعى الى نهبه وسلبه برضاه وغصبا عنه والضحك على ذقنه وغشّه ان لزم الأمر بماله الخاص مستفيدا من وجوده أمام التلفاز لتمرير كم هائل من الوصايا والنصائح والرسائل التي من الأكيد أنه غير قادر على مواكبتها أو التجاوب معها،لكن المهم هو تحصيل المؤسسات لتكاليف انتاجها عبر الاشهار التهريجي،وعبر ابتزاز المستهلكين بالضغط عليهم عبر أفراد عائلاتهم خاصة منهم الأطفال والمراهقين.ولا ننسى بطبيعة الحال لجوء عديد الهيئات التي تدعي لنفسها حماية المواطن وحماية طاقته الشرائية مثل « مؤسسة الدفاع عن المستهلك » والتي هي في الأساس محسوبة على السلطة القائمة التي تدعو لترشيد الاستهلاك وتجنب التبذير،لكن أين هو التبذير ياسادة؟؟؟كفاكم ضحكا على الذقون والشوارب ولعب دور شاهد الزور،فاتلمبذرون هم أولي الأمر وحدهم لا غير،وأما المواطنون فأصبحوا يعيشون بالكفاف وبالفتات،فهنيئا لنا بحلول شهر رمضان المعظم الذي يراد له أن يكون شهر السطو على مقدرات المواطن المحدودة والحجز على عقله وارادته ولعل من أبرز شعاراتنا التونسية في المجال الاشهاري »العيشة مقرونة »و »الشامية نحبوها »و »جبن الحومة »……والبقية تأتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  

بعد الإعلام والفن والرياضة التطبيع من بوابة الجغرافيا

نورالدين المباركي تونس/الوطن « … إنه مؤشر إيجابي أتمنى أن يتعمق باتجاه الانفتاح أكثر فأكثر باتجاه الإسرائيليين… » هذا تصريح لعضو من وفد الكيان الصهيوني الذي شارك في أعمال المؤتمر الحادي والثلاثين للاتحاد الجغرافي الدولي الذي احتضنته تونس من 12 إلى 15 أوت، وهو تصريح يشير بوضوح إلى الأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني في المشاركة في مثل هذه المؤتمرات والندوات.. الهدف هو اختراق حالة المقاطعة التي مازال يتمسك بها الشعب العربي تجاه الكيان الصهيوني.. والبحث عن المنافذ مهما كانت صغيرة للتطبيع معهم و »الانفتاح أكثر فأكثر على الإسرائيليين ». ومثّل مؤتمر اتحاد الجغرافيين الدولي أحد هذه المنافذ.. فقد شارك فيه نحو 12 عضوا يمثلون الكيان الصهيوني جنبا إلى جنب مع أقلية من الجغرافيين العرب من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ولبنان والجزائر والمغرب وليبيا وتونس ومصر والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن واليمن. لقد سعى المشاركون في هذا المؤتمر إلى التركيز على البعد العلمي والمعرفي لأشغال المؤتمر وبالتالي عدم علاقته بالسياسة ونسوا وربما تناسوا أن البعد الأكاديمي والمعرفي هو أحد المنافذ التي يخطط الكيان الصهيوني دائما للنفاذ منها.. نظرا لأهميته « إن أخطر أنواع التطبيع هو التطبيع الثقافي الذي يعتبر التطبيع الأكاديمي ركيزة له، والذي يعني إلغاء للذاكرة الجماعية للشعب وجعله ينسى أسباب استمرار الصراع، ويقبل بالعدو وكأنه صديق.. ». واللافت للانتباه أن المهرولين في اتجاه التطبيع يجدون دائما « المبررات » لهرولتهم !! فقبل أشهر عندما طرح موضوع التطبيع الإعلامي في تونس من خلال مشاركة إحدى الصحف التونسية في مسابقة ينظمها « مركز بيريز للسلام » قالوا « إن هذا ليس تطبيعا لأنه يهدف إلى نشر ثقافة السلام » !!! وبعد ذلك عندما شارك ممثلون تونسيون في فيلم عن الرئيس الشهيد صدام حسين أمام فنان من الكيان الصهيوني (أوت 2007) قالوا إن الفن والإبداع لا علاقة له بالسياسة » !! وعندما شارك فريق رياضي تابع لإحدى الشركات الصناعية في دورة كرة قدم حضرها فريق من الكيان الصهيوني قالوا « إن مبادئ وقيم الرياضة بعيدة عن السياسة ». واليوم في علاقة بمؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي يقولون إن مشاركتهم تقتصر على التبادل العلمي ومعرفة آخر المستجدات في علم الجغرافيا. هكذا يبررون خطواتهم في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني ونسوا (أو تناسوا) أن هذه التبريرات هي ذاتها التي يرددها الكيان الصهيوني ليبحث لنفسه عن منافذ يتمكن من خلال اختراق حالة المقاطعة تجاهه. مؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي كما كشف عن المهرولين في اتجاه الكيان الصهيوني بيّن أيضا أن الأغلبية مازالت متمسكة بخيار المقاطعة لأن العدو مازال عدوا يرتكب المجازر ويدمر القرى… فقد أصدرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل بيانا تحت عنوان « حتى لا يكون العلم مطية للتطبيع » دعت فيه إلى مقاطعة الجلسة العامة للاتحاد الدولي حتى لا يكون العلم والجمعيات العلمية مطية للتطبيع. كما قاطع عدد هام من الجغرافيين التونسيين هذا المؤتمر ونشطوا في اتجاه توسيع دائرة المقاطعة. وكانت جمعية الجغرافيين الفلسطينيين وعدد من الجمعيات الجغرافية العربية أعلنت مقاطعتها لهذه التظاهرة احتجاجا على مشاركة وفد الكيان الصهيوني الذي قال عنه مدير الجمعية الجغرافية الفلسطينية « إن الجغرافيين الإسرائيليين يحملون رتبتين، الاولى عسكرية دموية والثانية علمية جغرافية عنصرية »  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )  بتاريخ 31 اوت 2008)

المفاوضات الاجتماعية في قطاع الإعلام : المأزق

زياد الهاني وصلت المفاوضات الاجتماعية في قطاع الإعلام بين وفدي الاتحاد العام التونسي للشغل وجمعية مديري الصحف إلى طريق مسدود. الطرفان اتّفقا على زيادة قيمتها 19د تتوزع كالتالي 4 دينارات في منحة التكلفة الخاصة  دينارات في منحة الحضور دينارات في منحة النقل وفي الوقت الذي يتمسك فيه الطرف النقابي بزيادة دون احتساب المنح، تتوزع كالتالي : 40د لأعوان التنفيذ 50د لأعوان التسيير 60د للإطارات يصرّ ممثّلو أصحاب العمل على أن لا تتجاوز الزيادة في الأجور : 17د لأعوان التنفيذ 20د لأعوان التسيير 30د للإطارات مع إضافة المنح المشار إليها سابقا. وبذلك يكون الفارق بين مقترحات الطرفين كالتالي : 23د لأعوان التنفيذ 30د لأعوان التسيير 30د للإطارات ممثّلو أصحاب العمل يرفضون بشكل قاطع مناقشة الزيادة في منحة الصحافة المنصوص عليها بالفصل 47 مكرّر من الاتفاقية المشتركة، باعتبارها منحة رئاسية تعود لرئيس الدولة (تمّ إحداثها بمقتضى الأمر عدد 406 الصادر بتاريخ 1989/3/30). الغريب في الأمر أن دعوة الوفد النقابي لرفع هذه النقطة لرئيس الدولة للفصل فيها باعتباره صاحبها، واجهت تعنّتا، ليس من قِـبل مديري الصّحف، ولكن من … متفقّدي الشغل ؟؟؟ السادة المتفقدون لم ينشغلوا لتدهور الأوضاع المادية للصحفيين وللعاملين في قطاع الإعلام عموما.. لم يتدخلوا لتذكير أصحاب المؤسسات الصحفية بالمداخيل الضخمة التي يجنونها من الإشهار (8,6 مليارات لمؤسسة لابريس، 4,6 مليارات لدار الأنوار، 1,9 مليار لدار الصباح، إلخ…)، وحثّهم على الاستجابة لمطالب الطرف العمالي البسيطة التي تمثل الحد الأدنى المقبول.. السادة المتفقدون الذين يمثلون الدولة، لم تبلغهم على ما يبدو دعوات رئيس الدولة للنهوض بواقع قطاع الإعلام؟ موقفهم ومزايدتهم تطرح عديد نقاط الاستفهام.. هذه التطورات تفرض علينا جميعا اليوم التكاتف والالتفاف حول الوفد النقابي المفاوض ودعمه. وفد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يخوض هذه المعركة باسمنا جميعا، هو وفدنا جميعا، وكلّنا مطالبون بشدّ أزره كلّ من موقعه.. البقاء فوق الربوة وانتظار فشل المفاوضات لإرجاعه لاستبعاد النقابة الوطنية للصحفيين منها، يعتبر جريمة في حق الصحفيين وفي حق القطاع ككل.. أملنا كبير في تدخل من رئيس الدولة يرفع الغبن والضيم المسلطين على أهل القطاع..

     بسم الله الرحمن الرحيم                                             كيف يكون رمضان مدرسة للتنمية؟  

راشد الغنوشي بدء، أهنئ أمة الاسلام وبالخصوص أهلنا في تونس الحبيبة وبالاخص القابضين على جمرالاسلام و الحرية  المناضلين من أجل رفع راياتهما، أهنئهم  بموسم الخير والمغفرة والرحمة، شهر القرآن والرضوان والعتق من النيران. وقد أخص بالتهئة أيضا  الملايين الذين/اللائي، يؤدونه للمرة الأولى، بأثر اهتداء أو توب أو بلوغ رشد، راجيا للجميع التوفيق في اجتراح أعظم الطاعات للفوز في نهاية الموسم بأعظم التيجان تاج التقى »ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون » ومن ثمارها دخول جنات النعيم من باب الريان                                     1 تستقبل هذه الايام امة الاسلام شهرا تهفو له القلوب وتتهيأ فيه المجتمعات الاسلامية للانخراط في حركية شديدة على كل المستويات ، قد يمتد أثر ها لأبعد من ذلك، متخذة  أبعادا كونية روحية، فتزكو مفاعيل الخير، وتنحسر مثيرات الشرور. أولم  يخبر من أظهره  علام الغيوب على طرف من غيبه أنه » إذا أقبل رمضان فتّحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين، وقيل ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أدبر »                                    .2. فضل هذا الشهر على بقية الشهور مستمد أساسا من كونه الوعاء الزمني لأداء فريضة الصيام الركن الخامس من أركان الاسلام، الى جانب الشهادتين والصلاة والزكاة والحج،الركن الذي أجمع المسلمون على كفر منكره وفسق  المتقاعس عنه، وأنه عبادة خالصة لله سبحانه تقربا له، استجابة لأمره، دون رياء ودون ابتغاء أي مصلحة دنيوية  « الصوم لي وأنا أجزي به ». إن بركات هذا الموسم – على غرار بقية فرائض الاسلام- لا تقتصر على البعد الروحي على أهميته في كل مشروع مجتمعي تنموي جدير بهذا الوصف، وإنما تنضاف اليه فتزكيه أبعاد أخرى شديدة التركيب خليقة إذا هي اكتشفت ففعّلت أن تغدو مقوما أساسيا من مقومات مشروع تنموي مركّب شامل، غفلت عنه أو تجاهلته أو همشته بل أحيانا ناصبته العداء مشاريع التنمية في أمتنا،  فولدت ميتة أو كسيحة، أولم يعمد رئيس « دولة مسلمة » في أول يوم من رمضان إلى مخاطبة شعبه داعيا إياه الى الكف عن الصوم دعما لمعركة التنمية ضد التخلف الاقتصادي، واتخذ من نفسه قدوة، فاحتسى كوبا من العصير في رابعة النهار، حاملا إياهم بقوة الدولة على فعل ذلك.وماذا كانت النتيجة في هذا البلد؟ لا التنمية الاقتصادية الموعودة  والمطلوب راس الاسلام ثمنا لها ، قد تحققت ، ولا تركوا الناس وما يدينون، فلا  أطعموهم من جوع  ولا آمنوهم من خوف. وتلك عموما حصائل التجارب التنموية في بلاد العرب. وعلى وفرة  ثرواتها الطبيعية ما يكاد ينمو فيها غير أجهزة التخويف والقمع ، ومعدلات الفقر والبطالة واتساع الهوة بين  القلة الحاكمة المحتجنة للثروة وللسلطة وبين جمهرة الناس المحرومة منهما. هي بمقاييس الديمقراطية  في ذيل دول العالم.  وبمقاييس الاقتصاد كثير منها مهدد بالمجاعات وبالانتفاضات الشعبية..وما حصل في سيدي افني بالمغرب وفي وهران بالجزائر وفي الحوض المنجمي بتونس وفي مصرحيث  تساقطت عشرات الضحايا تزاحما على الرغيف وفي السودان  ازمة دارفور وفي اليمن انتفاضة الجنوب المهددة لوحدة البلد.. وسياقه واحد : افلاس تجارب للتنمية ولدت ميتة أو كسيحة بسبب  تهميشها أو مناوأتها لمقومات الشخصية الثقافية لأمتنا..التي يشكل الاسلام بعقائده وشعائره وشرائعه ورموزه التاريخية الطاقة المحركة. لقد تعاملت  مع التنمية على أنها عملية ميكانيكية بلا روح ، تتمثل في استيراد مظاهر من التحضر الغربي :مصانع ، مجتثة من سياقاتها الثقافية، وزرعها في بئة غير بئتها، فانتهى بعضها أو كثير منها  بمرّالسنين  أكداس خردة ، ولربما  استستوردت معها منظومات  قوانين ومؤسسات وقيم تحديثية منتزعة من سياقات تاريخية وثقافية غريبة، فكان الناس معها كأنهم ينادون من مكان بعيد أو  بلغات أخرى. في تجاهل  للطبيعية المركبة للتجارب المنقول عنها  التي انتقلت بأهلها من طور العجز والتخلف والضعف والتشتت والهوان الى طور التحرر والتوحد والعزة والكفاية ، بسبب تفعيلها لكل أرصدتها الثقافية، تواصلا مع تاريخها في اثواب وصيغ جديدة، فكان تطورها احتفاظا بخير ما فيه وتجاوزا لسلبياته، إذ لا تنمية خارج التاريخ والجغرافيا.                                       .3. وتكفي نظرة تلقى على مسيرة تجربتين تنمويتين آسويتين: اليابان و ماليزيا، اللتين نقلتا   قطرين  محدودي الثروات الطبيعية من وضع الفاقة الى صدارة الدول المتقدمة، لنقف على نموذج متميز لتنمية مركبة لم تتأسس على فكرة القطيعة مع الماضي، بل على تفعيله. إن البلدين اقتبسا من التجارب التنموية الغربية علوما ومعارف، ولكن ظل ذلك الاقتباس يتم في سياق الروح القومية ، بما لا يفقد الثقة فيها بل يعززها. وحتى القيم الجديدة المقتبسة في مجال الادارة والتنظيم والمنافسة واحترام الحريات الفردية والجماعية تم تاصيلها ضمن القيم الوطنية . لقد تبنت كل منهما مبدأ الاعتماد على الذات، بما جعل الياباني المفتقر للثروات الطبيعية يرى في التنمية فنا من فنون الارتقاء بالاشياء الى مستوى الافكار بينما التخلف يعبر عن العجز عن ربط الاشياء بالافكار. وكان من ذلك اهتمام اليابان باللغة اليابانية فكان ذلك سببا وراء نهضته ، لأن الكتابة باللغة اليابانية في جميع ميادين العلم والمعرفة جعلت عامة الناس طرفا شريكا في عملية التنمية مما حفز على النمو الاقتصادي.وأدى الى الحفاظ على وحدة اليابان وهويته بما  استلهمت من تراثه بطريقة ذكية، لتستخرج   منه حداثة بابانية جديدة تختلف في محتواها عن حداثة الغرب  ونجحت ماليزيا كذلك  في الافادة من التجربة التنموية اليابانية دون استنساخ لأشكالها، فأكسبت  شعبها غير المتجانس ثقافة اقتصادية متجانسة، فتعلموا  من اليابان التفاني في العمل واحترام الوقت والانتاجية والعمل المشترك والاعتماد على الذات والاعتزاز بالهوية ورفض التدخل الاجنبي مفعّلين  ما  ترسب في تاريخهم  من قيم وعقائد وثقافة ولغة ودين وتسامح في مجتمع متعدد جعل من تعدده عامل إثراء لا عامل فتنة وتمزق . (بتصرف ،عن ناصر يوسف- مقولات التحديث المعاصرة في التجربة الانمائية اليابانية المركبة:الانجاز والاستمرار والدروس المستفادة اسلاميا.مجلة اسلامية المعرفةالعدد 53س14صيف 2008) ورغم أن حرياته  الديمقراطية لم ترتق الى الاستواء على المقاييس الديمقراطية المعاصرة إلا أنها تبقى متفوقة على المسيخ العربي. وما حققته المعارضة في الانتخابات الاخيرة من قفزة عالية استوعبها النظام ولم تزلزله، دليل على نضج التجربة التنموية وطبيعتها المركبة، بما تأسست عليه من حداثة مؤصلة، واعتماد على الذات .ومن ذلك  نجاحها  في التعامل مع الزلزال الذي هزالنمورالآسيوية فرفضت « نصائح »البنك الدولي في تعويم عملتها وخوصصة قطاعها العمومي لأنها لم ترتهن لقروضه. ومن المؤشرات كذلك القيمة التي يحتلها المواطن في هذه التجربة، فعلى محدودية  الموارد  فإن التلميذ الماليزي يأتي ترتيبه السادس بين تلاميذ دول العالم من حيث ما ينفق عليه، وأن البلد على تعدد أعراقه ودياناته قد استوعبهم نظامهم، فلا إقصاء  ولا سجونا سياسية ولا منفيين ولا تزييف انتخابات. صحيح أن الزعيم الاسلامي أنور ابراهيم تعرض للاضطهاد ولكنه عائد اليوم الى الركح السياسي وأكثر المرشحين لقيادة بلده بعد أن قاد تحالفا للمعارضة كاد يطيح بالجبهة التي تقود البلد. وفي السياق نفسه مع اختلاف الاوضاع تفهم التجربة التركية التنموية التي نجحت في استيعاب كل مكونات مجتمعها . صحيح أن الاسلاميين تعرضوا ولا يزالون لقدر من الاضطهاد ولكنه بعيد عن التوحش العربي: حلت أحزاب اسلامية، ولكن أصحابها في اليوم الموالي أنشأوا غيرها. ولم تعرف سجونهم حشودا من السياسيين، والاسلاميون اليوم سادة الموقف في السلطة وفي المعارضة. ونجحوا في تهذيب التطرف العلماني، عودا متدرجا بتركيا الى سياقها التاريخي، مطلقين بذلك طاقات النمو في شعبهم فتضاعف دخل التركي خلال سنوات معدودة وربط وشائجه بمحيطه العربي والاسلامي. وما معنا في المهاجر منفيون من غير الجولاغ العربي. وعند التامل، لم تخرج  التجارب التنموية الغربية ذاتها  عن هذه السّنّة،إذ  كانت تجاربها التنموية التحديثية  – على تفاوت- تطورا في سياقات هوياتها بما حفظ التاريخ والجغرافيا  خلافا للتجارب العربية.                                                   .4.  لقد أضاعت تجارب التنمية في بلاد العرب خاصة،  ما يتوفر عليه الاسلام من طاقات للنمو لا تنفد. إن ما حققته المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي العراق من انجازات تنموية على صعيد الدفاع عن الاوطان في وجه صائلين عجزت عن دفعهم جيوش التحديث المنبتّ عن العمق الاسلامي، رغم ما استهلكته، يحمل رمزية مهمة لما يمكن للاسلام  فعله لو اعتمد أساسا لمشروع تنموي شامل. وهل من عجب أن كان شهر رمضان  شهر الفتوحات الاسلامية الكبرى، وهو ما ابرزه صاحب « الظلال » بصدد تفسيره لآيات الصوم:  » كان مفهوما أن يفرض الصوم على الامة التي فرض عليها الجهاد ».أوليست الجيوش هي أحوج الى القوة المعنوية الدافعة لها صوب بذل النفس والانضباط وتعميق الروح الجمعية والايثار، منها الى السلاح المتطور؟.إن الصوم ككل أركان الاسلام عبادة، والعبادة هي الاظهر فيه، ولكن قوة الاسلام  إنما هي في نقطة التلاقي بين السماء والارض بين الروح والجسد بين الدنيا والاخرة بين الروحي وبين المادي بين الفردي والجماعي بين المصلحة والمبدإ، بما يجعل العبادة تؤسس للحضارة إذا أديت على وجهها الصحيح. إن شرائع الاسلام كلها مصالح للعباد، فليس لله حاجة الى عبادتنا له سبحانه. . مشكلة  الاسلام مع مناهج العلمنة لا تختلف كثيرا عن مشكلته مع التصوف الاغنوصي كلاهما يجرّد الاسلام من نقطة قوته وعبقريته:هذا التركيب العجيب بين العبادة والمصلحة . ورغم أن المصلحة في ركن الزكاة تبدو أظهر بينما عنصر التعبد يبدو أجلى في اركان الصلاة والصوم والحج ولكن الزكاة تفقد كل قيمة دينية إذا تحولت الى مجرد ضريبة مقطوعة عن العقيدة، سندها فقط  » ما دمت عليه قائما »، بينما المومن يؤديها في حضور الرقيب وغيابه.ومع أن  بقية الاركان  الى التعبد أقرب، ولكنها لا تنفصل عن المشروع التنموي الشامل ، فالصلاة الحق « تنهى عن الفحشاء والمنكر »و « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له » .كل الفواحش والمنكرات: الكذب والخيانة والغش والظلم ..الخ.والحج عبادة، ولكن تبتغى منها منافع.لايستنفد منها حج اليوم  غير منافع شخصية  كالبيع والشراء. أما منافع الامة التنموية من أعظم مؤتمر عالمي مثل  تداول الراي في مشكلاتها والبحث عن سبل تحويل هذه الوحدة الروحية العظمى الى ضروب من الوحدة الفكرية والسياسية والاقتصادية والدفاعية، فنبع لا يكاد يمتح منه بأكثر ما يلتقط  المخيط إذا أدخل البحر. أما مدرسة الثلاثين يوما،  فهي مدرسة التدرب على التقوى بمعانيها الشاملة حيث يتشبه  هذا الكائن الشهواني الضعيف بسمت الملائكة : ضبطا لشهواته فيحكمها ولا تحكمه، متجاوزا الضرورة : مفرق الطريق بين الانسان والحيوان، وتلك الحرية الحق . فضلا عما يورثه الصوم من وعي عميق بالزمن والخروج من حالة السيولة، فأوقات الطعام والشراب محددة يراقبها الجميع. وهو معنى حضاري هام جدا تعمقه كل العبادات الاسلامية مرتبط بدورة الافلاك . ولذلك لم يكن عجبا أن  برع المسلمون في الفلك واخترعوا الساعة لارتباط عباداتهم بحركة الافلاك. فضلا عما هو مفترض أن يورثه ضبط  أعتى شهوات الانسان (الطعام والشراب والجنس)من صحة جسدية وضبط  لكل جوارح الانسان بميزان الاخلاق. في الحديث « إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإذا سابّه أحد ..فليقل إني صائم »و »من لم ينهه صيامه عن قول الزور والعمل به فليس لله حاجة  أن يدع طعامه وشرابه »،ولا يقتصر الزور على بعده الفردي. أبشع منه وأخطر تزوير إرادة شعب بانتخابات زائفة  وإعلام مضلل و سلعة مغشوشة.. هذا دون الحديث عما تحتاجه التنمية المركبة مما يحققه الصوم الصحيح من اقتصاد في النفقات بدل زيادتها لدرجة اضطرارالدول للاستيراد حتى بالفوائض، ثم تقرض مواطنيها بمثل ذلك. وكان مفهوما أن يزيد الاستهلاك في رمضان رغم لا منطقيته لأنه مضاد لمعنى الصوم، لو كنا أمة منتجة نستهلك مما نصنع فيكون رمضان دورة لتنشيط الاقتصاد. أما ونحن نستورد وحتى بالفوائض  أكثر ما نستهلك فهو العبث المناقض لمقاصد الصوم التنموية التي لو مضينا معها لأورثتنا روحانيتها التوحيدية التعبوية وحدة اقتصادية وسياسية ودفاعية تعزز ما يورثه رمضان من وحدة شعورية روحية تجعل المومن يفيض بالخير فيبلّ أرحامه ويتواصل معهم ويجود بالخير دعما للمؤسسات الخيرية الطوعية لأنه يعلم أنه »ما  آمن من بات شبعانا وجاره جائع ». ودعك مما تعرضت له أعمال التطوع والصدقات من سخريات علمانية وذلك قبل أن يكتشفوا مفهوم المجتمع المدني أو الاهلي وعمدته أعمال التطوع ومنها المؤسسات الخيرية التي كانت مصدر قوة المجتمعات الاسلامية قبل أن تبتلى بالدول الشمولية التي التهمت المجتمع. ويمثل رمضان عمدة قوة المجتمع الاسلامي الاهلي بما يعبئه من طاقات تضامن وتراحم وعطاء وإيثار، لم تكفّ مشاريع التنمية المنبتة القائمة عن محاولات تهميشها، مصادرة لعمل المساجد والجمعيات الخيرية، متظاهرة عليها بالنظام الدولي الظالم ، بينما الجمعيات الطوعية الغربية تحظى بالدعم والحماية من دولها سدا لأخلال التنمية داخلها، واشتغالا بالتبشير في بلاد الاسلام، استغلالا لحاجات الناس في غياب المشاريع الاسلامية. ومع ذلك فالثابت أن الاسلام يتقدم برافعاته العملاقة ومنها شهر الصوم فالحمد لله الذي أكرمنا به.       

تونس: تحذير المعتمرين من مغبّة استغلال تأشيراتهم للبقاء في السعودية

 تونس – خدمة قدس برس حذرت شركات سفر في تونس عملائها المعتمرين من مغبّة استغلال تأشيرات العمرة للبقاء في السعودية حتى موسم الحجّ. وتم التذكير في هذا الصدد بأنّ المخالفين تنتظرهم عقوبات من السلطات السعودية بالسجن سنتين أو دفع غرامة بما يعادل 35 ألف دينار تونسي ( نحو 28 ألف دولار)، هذا إضافة إلى المخاوف على سلامتهم من الأمراض والحوادث طيلة فترة الإقامة غير القانونية والتي يجدون فيها صعوبات للمعالجة وفض النزاعات. وكان نحو 2000 تونسي قد تخلّفوا عن العودة حتى موسم الحجّ بعد انتهاء تأشيرات العمرة في السنة الماضية.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  31 اوت 2008)

في مطار تونس قرطاج ما هكذا يتم التعامل مع معتمرينا إلى البقاع المقدسة

تونس/الوطن جدت فجر يوم الاثنين 25 أوت حادثة لافتة للانتباه بمطار تونس قرطاج بينت بوضوح أن الحاجة إلى تحسين الخدمات تجاه المسافرين مازالت ضرورة وتتطلب العمل من أجل تجاوز ما يمكن أن يسيء إلى ما تحقق من مكاسب. الحادثة تتمثل في أن أكثر من 100 معتمر تونسي أتموا كافة الإجراءات اللازمة للسفر إلى البقاع المقدسة… وصعدوا إلى الطائرة (تابعة للخطوط الجوية السعودية) في حدود الساعة الثانية صباحا من يوم الاثنين 25 أوت على أساس أن تنطلق الرحلة بعد نحو 35 دقيقة.. لكن المسافرين وأغلبهم من الشيوخ والعجائز الذين تفوق أعمارهم الـ60 سنة ظلوا ينتظرون إلى الساعة الرابعة صباحا دون أن تنطلق الطائرة ثم طلب منهم (بعد ساعتين من الانتظار) النزول ومغادرة الطائرة والسبب الذي قدم إليهم هو أن عطبا فنيا أصاب الطائرة وتم الختم على جوازات سفرهم أن الرحلة ملغاة !!! المشكلة لا تقف عند هذا الحد… فبعد أن أنزل المعتمرون إلى بهو المطار (عند الرابعة صباحا) بقيت أغراضهم في الطائرة ولم يجدوا في بهو المطار أي مسؤول يتصلون معه سواء من شركة الطيران السعودية المنظمة للرحلة أو من شركة « طه أسفار » المنظمة للعمرة… وهو ما خلق موجة من الاستياء لدى المعتمرين خاصة أن أغلبهم يستهلك أدوية وفق نظام محدد… وقد سجلت حالات إغماء لعدد من المسافرين. وبقي المسافرون في بهو المطار على هذه الحالة إلى حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا من يوم الاثنين لا يعرفون ماذا يفعلون ومع من يتحدثون… إلى أن طلب منهم التنقل إلى أحد النزل… لكن أغلب المسافرين رفضوا ذلك مطالبين قبل الانتقال إلى النزل أن يتم تجديد موعد لرحلتهم إلى البقاع المقدسة بعد أن ألغيت الرحلة الأولى. غير أن التعب والإرهاق الشديدين اللذين نال من المسافرين (أغلبهم من المسنين) جعلهم يقبلون التنقل لأخذ نصيب من الراحة وكان ذلك في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم 25 أوت. وإلى حد كتابة هذه الأسطر (الثلاثاء 26 أوت) مازال المسافرون لم يتلقوا أي معلومة تتعلق بموعد سفرهم إلى البقاع المقدسة… وهو ما أثر سلبا على نفسيتهم وهم الذين أتموا كافة الإجراءات ودفعوا كافة مصاريف السفر إلى البقاع المقدسة. إن الخلل والعطب أمران ممكنان لكن ما لا يعقل هو كيفية التعامل مع المعتمرين وعدم احترام سنهم.. كان من المفروض تقديم المعلومة الدقيقة منذ البداية والاهتمام بصحتهم والإجابة عن أسئلتهم لا أن يتركوا في  بهو المطار… نحن نسأل فقط ماذا سيكون موقف الهياكل المعنية لو تعلق الأمر بمجموعة من السياح الأجانب… هل سيتم التصرف معهم بمثل هذه الطريقة؟ !! لذلك قلنا في البداية أن تحسين الخدمات تجاه المسافرين أصبحت ضرورة وتتطلب العمل من أجل تجاوز ما يمكن أن يسيء إلى ما تحقق من مكاسب (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )  بتاريخ 31 اوت 2008)  


وزير الشؤون الدينية في لقاء صحفي: أكثر من ألف طلب لتأشيرات العمرة يوميا و195 تظاهرة دينية خلال رمضان

  تونس ـ الصباح: قال وزير الشؤون الدينية في لقائه يوم أمس بممثلي الصحافة الوطنية أن الاستعدادات للعمرة تتم في ظروف طيبة من حيث الحصول على التأشيرات التي يتجاوز نسقها الالف يوميا ومن حيث توفير النقل الجوي، وأضاف اننا ننتظر ما بين 12 و15 ألف معتمر في المقابل بين الوزير أن الاشكال الوحيد الذي يواجه موسم العمرة وككل سنة هم الراغبون في الذهاب عن طريق البر أو الذين يرغبون في الجمع بين العمرة والحج.. وما عدا ذلك فالامور تسير بوتيرة جيدة.. وتطرق اللقاء الاعلامي لوزير الشؤون الدينية السيد بوبكر الاخزوري يوم أمس، أيضا إلى التحضيرات والاستعدادات لشهر رمضان في الجوانب المتصلة بتهيئة المعالم الدينية لاستقبال روادها خلال الشهر الفضيل وأيضا التظاهرات الدينية المختلفة التي ستقام بالمناسبة، هذا إلى جانب التعرف على آخر الاستعدادت وتقديم بعض التوضيحات بشأن العمرة هذه السنة… وذكر وزير الشؤون الدينية في هذا السياق أن الوزارة ومع بداية كل شهر رمضان تعمل على تقديم دعم إضافي لفائدة مختلف الجهات للعناية ببيوت الله وتهيئة المعالم الدينية المختلفة التي تشهد إقبالا مكثفا على امتداد شهر رمضان حيث تم توزيع الزرابي والسجاد وتمت العناية بالمعالم من حيث التعهد والتبييض.. من جهة أخرى تتطرق الوزير إلى برامج التظاهرات المرصودة للتوجيه والاعلام الديني وقال أن الوزارة قامت بانتقاء جملة من الاساتذة والشيوخ للاضطلاع بدور الارشاد والتوجيه الديني على امتداد الشهر الكريم في كافة المنابر والتظاهرات الدينية كما قامت الوزارة بتحديد المضامين التي سيقع طرحها على المتلقى… وينتظر أن يصل عدد التظاهرات الدينية الى أكثر من195ألف تظاهرة تتوزع بين حوالي 53 ألفا و500 نشاط متصل بالمسابقات القرآنية وما يناهز 137 ألف نشاط فكري ديني…   الاعلام الديني في باب حديثه عن الاعلام الديني قال وزير الشؤون الدينية أن « المادة المنشورة في الصحف ووسائل الاعلام هي جيدة وخالية من كل السفاسف والفتاوى المحملة بالتخلف والرداءة.. التي انتشرت مؤخرا ونجدها في عدد من وسائل الاعلام في الخارج ».. وعرج الوزير على البرامج الدينية للتلفزة والاذاعة التي ستعرض خلال شهر رمضان مبينا أنها ستكون مكثفة وثرية… من جهة أخرى تطرق الوزير إلى المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم التي ستشهد مشاركة 20 دولة و800 متسابق وستسلم الجوائز للفائزين ليلة 27 رمضان المقبل وأشار من جهة أخرى إلى أن الجالية بالخارج سيكون لها نصيب من التأطير والارشاد الديني عبر ارسال بعثة دينية إلى أوروبا في النصف الثاني من شهر الصيام ستضم عددا من الاساتذة المتضلعين دينيا ولغويا للتواصل مع أبناء الجالية التونسية في الخارج…   منى اليحياوي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 31 أوت 2008)  


اكبار المنظمات الوطنية لرعاية الرئيس زين العابدين بن علي للدين الاسلامى الحنيف

  قرطاج 31 اوت 2008 (وات) ثمنت المنظمات الوطنية رعاية الرئيس زين العابدين بن على للدين الاسلامى الحنيف وسعيه الدوءوب لتكريس المبادىء السمحة للاسلام وتعزيز الانتماء الدينى والحضارى للشعب التونسي وترسيخ قيم الاجتهاد والتفاعل مع مقتضيات العصر. وعبرت المنظمات فى برقيات الى رئيس الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل عن اكبارها لحرصه الدائم على تعزيز مقومات الكرامة للتونسيين فى مجتمع متوازن غايته تحقيق الرفاه وتامين حق الاجيال القادمة فى الانتفاع بثمار التنمية. وجددت المنظمات التعبير عن استبشارها بقبول الرئيس زين العابدين بن على الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 بوصفه الضامن لمستقبل ينعم فيه التونسيون بالسعادة والهناء وتتطلع فيه تونس الى الارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة. واكبر الاتحاد العام التونسي للشغل فى برقيته التوجهات المتبصرة لرئيس الدولة لابراز الصورة الناصعة للاسلام وتكريس خطاب دينى مستنير واذكاء روح التجديد والحداثة لدى جميع التونسيين لمواكبة التقدم العلمي والاسهام فى اثراء الحضارة الانسانية. كما اكد دعم النقابيين والشغالين المتواصل للخيارات الوطنية الموفقة ومساهمتهم مع سائر القوى الحية فى تعزيز الهوية التونسية وابراز القيم الجوهرية للدين الحنيف المبنية على المحبة والاعتدال والتسامح. ونوه الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية من جهته بما ارساه رئيس الدولة من قيم وتقاليد جعلت من المناسبات الدينية موعدا متجددا لدعم اواصر التكافل والتضامن والتازر بين مختلف فئات الشعب التونسي. واكد الالتزام الكامل للاسرة الموسعة لاصحاب الاعمال من صناعيين وتجار وحرفيين ومسدى خدمات بقيم التسامح والاعتدال التى اصبحت دعائم ثابتة للمشروع المجتمعي فى تونس ومكنتها من تحقيق مكاسب هامة فى كنف الامان والاستقرار0 واكبر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحرى فى برقيته بهذه المناسبة سعى رئيس الدولة الدوءوب لتاصيل قيم التكافل والتازر والتضامن واشاعة المودة والتالف بين جميع فئات الشعب وفى كل الجهات. كما اعرب عن تعهد كافة الفلاحين والبحارة بالبقاء سندا ثابتا وقويا للتغيير مستنيرين بالخيارات الرائدة للرئيس زين العابدين بن على وبتوجهاته الصائبة لضمان مسيرة مظفرة لتونس على درب التقدم والرفاه والتنمية الشاملة. وابرز الاتحاد الوطنى للمراة التونسية بنفس المناسبة حرص رئيس الجمهورية على توفير العدالة الاجتماعية بين كل الفئات والجهات وتفعيل مضامين التضامن والتازر مثمنا فى هذا الصدد الاجراءات الانسانية والاجتماعية لفائدة الاسر التونسية بمناسبة هذا الشهر الكريم ولتوفير مناخ افضل لظروف العودة المدرسية. واكدت المنظمة النسائية استعداد هياكل الاتحاد بجميع منخرطاته للمساهمة فى انجاح المبادرات الخيرة والواعدة لسيادة الرئيس ودعواته النبيلة دعما للعائلات المعوزة ومحدودة الدخل. واعرب الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي فى برقية مماثلة عن بالغ تقديره للجهود التى يبذلها الرئيس زين العابدين بن علي لاعلاء راية الاسلام وابراز قيمه السمحة المبنية على التسامح والاعتدال وتكريس روح الاجتهاد ونبذ التطرف والمغالاة. واكد ان توطيد مقومات الهوية الثقافية للشعوب المغاربية وتكريس خطاب دينى مستنير يجمع بين التاصل والحداثة من شانه ان يدعم عرى التاخي والتضامن بين الاقطار المغاربية ويوفر افضل الظروف لبناء صرح المغرب العربي الذى يتطلع الجميع الى تشييده.   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء ( وات ) بتاريخ 31 أوت 2008)  


التعاون بين تونس وليبيا يشمل التنقيب عن النفط أيضا

  سليم الكرّاي   الاتفاقية التى تم التوقيع عليها بين المشتركة للنفط والشركة الكندية والتى بموجبها يتم استكشاف ومقاسمة انتاج قطعة « السابع من نوفمبر » البحرية التى تبلغ مساحتها 3000 كلم مربع ومعها الاتفاقية الثانية التى تهم القطعة البحرية « مارينر » والواقعة فى سواحل كندا والتى تقع على مسافة 10 كلم شمال حقول شركة اكسون موبيل العالمية.. هذان الاتفاقيتان لهما أبعاد اقصادية هامة فى مسيرة التعاون الثنائى بين ليبيا وتونس ويرمزان إلى عمق التعاون ونموذجيته بما أنهما يأتيان فى وقت هام بالنسبة لكل من تونس وليبيا.. إن التعاون فى مجال الطاقة والمحروقات يمر بانتعاشة كبرى بين تونس وليبيا فإلى جانب تأسيس المشتركة للنفط التى تم بعثها بموجب اتفاقية دولية بين الجماهيرية العظمى والجمهورية التونسية فى سنة 1988 هناك العديد من المشاريع الكبرى الأخرى فى مجال تبادل الخبرات والفنيات فى استغلال الطاقة والدليل على ذلك حجم التعاون بين المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية وشركة ليبيا للنفط القابضة. ويمتد هذا التعاون من انجاز مشاريع الربط الكبرى بالكهرباء والتزويد بالغاز إلى منح قطعة السابع من نوفمبر حيث أوضحت المسوحات السيزمية والدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية وجود عدة تراكيب جيولوجية فيها العديد من المؤشرات الايجابية بتواجد نفط وبكميات مهمة بالقطعة. ويأمل الخبراء أن تكون نتائج المسح ايجابية ومفيدة للبلدين وللشركتين، بحيث تنعكس هذه النتائج على مداخيل الشركة وعلى المسيرة التنموية والتعاون بين البلدين وعلى الآفاق المستقبلية لهذا التعاون فى كل المجالات خاصة وأن القيادتين السياسيتين فى ليبيا وتونس تراهنان على عمق التعاون والتواصل وعلى تشابك المصالح. البعد الآخر لهذه الاتفاقية التى تزيد فى تعميم الفائدة من التعاون وتنويعه ذلك البعد الاقليمى بل العالمى الذى يتفرع عنها من خلال الاتفاقية الثانية المرتبطة بالاستكشاف فى السواحل الكندية القريبة من حقول الشركات العالمية الكبرى مثل ايكسون موبيل. وهذا البعد العالمى يزيد فى اشعاع الشركة ويعطى الثقة فى مسؤوليها وخبرائها وفنييها الذين يعملون جاهدين من أجل ايصال خبرتهم إلى أصقاع الدنيا، ومن أجل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة فى العالم. أما الظرف الذى تأتى فيه هذه الاتفاقية فهو يتميز بالاحتفالات التى تعيشها كل من ليبيا وتونس بالعيدين الوطنيين فليبيا تعيش على وقع الاحتفالات بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر أما تونس فهى تستعد للاحتفال بذكرى تغيير السابع من نوفمبر ويعكس هذا الظرف ارتباط التعاون التونسى الليبى بتلك الارادة الراسخة لدى القيادتين من أجل تطوير مجالات التعاون وخاصة تنويعها حتى لا تنحصر فى تلك المجالات المألوفة والعادية التى أصبحت رمزا ونموذجا يحتذى به فى العالم وتحاول أن تقتحم مجالات جديدة وواعدة لها انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على مسيرة التعاون الثنائى بين البلدين والثلاثى فى علاقاته العالمية.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 29 أوت 2008)  

هل تحاصر الشيخوخة المجتمع التونسي

  محمد مسيليني   أثبتت كل الدراسات والإحصاءات الني أعدتها جهات رسمية في المدة الأخيرة أن الشعب التونسي تهدده الشيخوخة أي أن عدد السكان فوق 60 سنة في ارتفاع مستمر بالمقارنة مع عموم السكان وبالمقارنة مع الشباب. لقد أظهر الإحصاء العام للسكان والسكنى أرقاما مخيفة من ذلك أن نسبة السكان الذين يتجاوز أعماهم 60 سنة ستبلغ وفق المعدل الحالي لنمو السكان خمس السكان أي قرابة 2,5 مليون ساكن مسن  سنة 2034  وستكون النسبة في حدود 17 في المائة سنة 2029. وهي حدود 9.5 في المائة سنة 2009  وكانت في حدود 9 في المائة سنة 2003. هذا الارتفاع المتزايد في نسبة السكان المسنين أو الذين يفوقون سن 60 مرده عاملان اثنان يتمثل الأول في ارتفاع معدل الأمل في الحياة عند الولادة الذي تطور نتيجة تطور العلوم الطبية وتحسن مستوى العيش  وهو عامل ايجابي بكل المقاييس وعامل الثاني وهو تراجع نسبة الولادات نتيجة تراجع الخصوبة  ونسبة الأطفال للمرأة الواحدة الذي تراجع حسب الدراسات والمعطيات الرسمية من 7.2 طفل سنة 1966  إلى 2.9 طفل سنة 1994 إلى طفلين تقريبا لكل امرأة حاليا هذا العامل الثاني عامل خطير عل السكان والبلاد لأنه يهدد بتراجع نسبة الأطفال ونسبة قوة العمل والإنتاج. إذا كانت السياسة التي اعتمدت منذ الستينات من القرن الماضي والمتمثلة في تنظيم الأسرة وتحديد النسل قد أثرت تأثيرا ملحوظا فيما آل إليه الحال فان عوامل أخرى عديدة وهامة تساهم في تراجع الخصوبة نذكر منها ». 1-تأخر سن الزواج وخاصة لدى النساء  المتعلمات وتزايد نسبة العنوسة في المجتمع لدى النساء. 2-ارتفاع متطلبات الحياة ومستلزمات الأسر نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع كلفة الحياة وخاصة لدى السكان في سن الزواج من رجال ونساء. 3-الضغوط الاقتصادية والاجتماعية ونمط الحياة والعمل التي تحد من التواصل الطبيعي بين أفراد الأسرة وخاصة لدى النساء العاملات في كل الميادين. 4-التأثر الاجتماعي الواضح بما يرد من الدول الغربية نتيجة الاحتكاك المتواصل والانبهار في كثير من الأحيان بنمط الحياة الغربية. 5-        تراجع الحاجة للأطفال والاعتماد عليهم في سن الشيخوخة وعند الحاجة نتيجة التحولات الاجتماعية العميقة التي شهدها المجتمع في 50 سنة الماضية ونتيجة توسع التغطية الاجتماعية.  لكل هذه العوامل تأثير مباشر على مستوى الخصوبة وإنجاب الأطفال خاصة إذا أضفنا إليها استمرار الحكومة في اعتماد نفس الخيارات المتبعة في تحديد النسل وعدم الشعور بخطورة الوضعية والبحث عن بدائل تحول دون تهرم المجتمع وزحف الشيخوخة عليه. ولكن أين تكمن خطورة الأمر؟ إن تطور نسبة المسنين في المجتمع وبالمقارنة بعدد الأطفال أو بعدد السكان النشيطين الذين هم في سن العمل والإنتاج له تأثيرات سلبية جدا تعاني منها الكثير من الدول والمجتمعات الغربية الغنية فكيف سيكون الحال لدى الدول النامية والفقيرة إذا وجدت نفسها تعاني نفس الوضعية. 1-تراجع نسبة الأطفال يؤدي على المستوى البعيد والمتوسط إلى تراجع قوة العمل والإنتاج  أمام تزايد الحاجة للاستهلاك وتطور مستوى العيش. إنّ العديد من الدول التي تعاني من تزايد نسبة المسنين اضطرت إلى استيراد قوة عمل من الخارج وإلى تشجيع الهجرة  وتوفير العديد من الامتيازات للوافدين الجدد. 2-تزايد متطلبات التغطية الاجتماعية وما يجب أن يتوفر لصناديق الاجتماعية وأنظمة التقاعد خاصة وأنّ هذه الصناديق تعاني من صعوبات أصلا كما أن تراجع قوة العمل وعدد النشيطين يساهمان في تراجع نسبة النشيطين بالمقارنة مع المتقاعدين. هذه النسبة التي بدأت تعاني من انخرام واضح. 3-ارتفاع تكاليف الصحة بارتفاع عدد المسنين. 4-ازدياد الحاجة للعناية والإحاطة بالشيوخ وكبار السن الذين لا تتوفر لهم العناية داخل الأسرة نظرا إلى تراجع عدد الأبناء وتزايد ضغوط الحياة. وتعتبر كل هذه العناصر سلبية وهي بالضرورة تتناقض مع التطور والنمو الطبيعي للمجتمع والسكان.  إذا كان الوضع الاقتصادي لأي بلد يفرض التحكم في نسبة تزايد السكان عملا بقاعدة » أفواه جديدة تكاليف إضافية » والحد من الولادات  فان استمرار هذا الخيار إلى ما لا نهاية يؤدي إلى ما تشير إليه الدراسات والإحصاءات سالفة الذكر. إن الحكومة مطالبة قبل أي وقت مضى بوضع خطة نمو سكاني تأخذ في الاعتبار التجربة السابقة وما تحقق فيها وكذلك الاستنتاجات التي تتوصل إليها الدراسات العلمية والاجتماعية خاصة وهي معدة وممولة من قبل جهات رسمية. كان من المفروض أن تعلن الحكومة في تطرنا حالة الاستنفار بمجرد اطلاعها على نتائج الإحصاء والدراسة على الأقل من خلال القيام بحملة إعلامية للتعريف بالنتائج وخطورتها ودعوة المجتمع وقواه الحية وفي مقدمتها الأحزاب والمنظمات الوطنية إلى ضرورة إعطاء الموضوع ما يستحق من الأهمية .
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )  بتاريخ 31 اوت 2008)

عيسى البكوش والمنصف الشابي في مؤسسة التميمي: جوانب خفية في علاقة اتحاد الطلبة ببورقيبة والحزب الدستوري

 

تونس  – الصباح: خصصت الجلسة العلمية صباح أمس بمؤسسة التميمي للبحث والمعلومات (سيمنار الذاكرة الوطنية) للتوقف عند بعض محطات الحركة الطلابية في أخر المرحلة الاستعمارية والعقود الاولى من بناء الدولة الحديثة.. بحضور ثلة من الجامعيين والباحثين والاعلاميين. وخصصت الجلسة في قسمها الاول للاستماع الى شهادتين الاولى قدمها الاستاذ عيسى البكوش الامين العام لاتحاد طلبة تونس بين 1969 و1971 والاستاذ المنصف الشابي أحد النشطاء اليساريين في الستينات والسبعينات واحد المؤتمرين في قربة  1971الذين اصدروا عريضة الـ105 التي طعنت في تنصيب قيادة جديدة للاتحاد خلال تواجد غالبية المؤتمرين في المطعم.. بعد التقديم العلمي للندوة من قبل الدكتور عبد الجليل التميمي قدم عيسى البكوش شهاداته وخواطره وبعض ذكرياته عن مرحلتي الخمسينات والستينات مع الجيل الذي أدرك الحقبة الاخيرة من الكفاح الوطني والمرحلة الاولى من بناء تونس الحديثة.. قال عيسى البكوش: « تاثرت مبكرا بعدد من الوطنيين بينهم معلم وطني درسنا في أريانة هو الكشاف محمد التريكي (الذي تولى لاحقا خطة قائد عام للكشافة التونسية).. فضلا عن تأثري برموز من مؤسسي الاتحاد العام لطلبة تونس الذي تاسس بجامع صاحب الطابع بتونس في 1952 بصفة غير قانونية بحضور بعض رموز الزيتونة مثل الشيخ البدوي (زعيم حركة صوت الطالب الزيتوني)ـ ثم رسميا في باريس عام 1953.. وفي فرع الاتحاد بباريس تعرفت على شخصيات وطنية كاريزماتية بينها السادة منصور معلى وعمار المحجوبي والمناضل الراحل يوسف الورداني.. ثم على جيل من رجالات تونس الذين لعب بعضهم ولايزال دورا مميزا في بناء تونس وفي قيادة الدولة. »..   محجوب القرفالي ورفاقه ويمضي عيسى البكوش قائلا: « في مرحلة الستينات كان النشاط مع ثلة من الوطنيين في فرع باريس التابع للاتحاد العام لطلبة تونس وفي فروعه بتونس بينهم المناضل الكبير والمحبوب والامين العام للمنظمة أواسط الستينات السيد محجوب القرفالي وعبد الله غشام وعبد الحي شويخة ومحمد بن احمد.. ورغم انتمائنا الى الحزب الدستوري وولائنا للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فقد لعب اتحاد الطلبة دورا متميزا وتمتع بهامش من الاستقلالية.. وعلى هامش مؤتمر الاتحاد في 1966 نظمت مسيرة صغيرة في بنزرت احتجاجا على اصرار قيادة الحزب فرض مرشح للكتابة العامة رغم تقديرنا الشخصي للاسم الذي وقع اختياره (المناضل والصديق الكفء محمد بن أحمد). وقد انعكست التعددية والحركية السياسية على مؤتمرات اتحاد الطلبة منذ مؤتمر قابس 1967 الذي فاز فيه سليم علولو بالكتابة العامة ثم مؤتمر 1968في منزل تميم عندما تنافست قائمتان دستوريتان، قائمة بزعامة محجوب القرفالي وكان من بين عناصرها عيسى البكوش الذي فاز بالمرتبة الاولى بـ160 صوتا (وقد كلفت بخطة كاتب عام مساعد مكلف بالاعلام والصحافة) وفاز المناضل محجوب القرفالي بـ100 صوت وبالامانة العامة.. وكانت القائمة الدستورية الثانية بزعامة الدالي الجازي والمنجي بوسنينة وقد التحقا بديوان السيد احمد بن صالح (وكان السيد عبد الرزاق الكافي رئيسا لديوانه).   مؤتمر المهدية وقد كنت مع ثلة من المناضلين في التحضير لمؤتمر المهدية 1969.. وكان المناضل محجوب القرفالي طلب من قيادة الحزب (احمد بن صالح ومحمد  الصياح..) عدم التدخل للتعيين فاستجابت القيادة أول الامرثم تراجعت.. وكان المتنافسون على الامانة العامة حسن فضة خنتوش ومصطفى الزغل ورجب الحاجي وعبد الحكيم تقية.. وأذكرأن احمد بن صالح جمع المترشحين وطلب منا تفسير سبب الترشح.. لكن السيد الباهي الادغم رئيس المؤتمر اتصل بنا صبيحةالمؤتمر وقدم لنا الزميل رجب الحاجي باعتباره المرشح الرسمي للامانة العامة.. لكن الاخ محجوب القرفالي (الامين العام المتخلي) رفض التعيين والتزكية وتمسك بحق المؤتمرين في الانتخاب الحر..  « وكانت الحصيلة أن المؤتمر صوت بالاجماع على اختياري لمدة عامين امينا عاما مع هيئة ادارية متوازنة وممثلة  » ومن بين العناصر الجديدة في الاتحاد أن  40 من نواب مؤتمر المهدية (الـ170) كانوا من طلبة اليسار..  ررغم تحفظات البعض قابلنا الزعيم الحبيب بورقيبة في القيروان وتلوت امامه كلمة تاثربها كثيرا..   بدايات التوتر لكن توترات عديدة ظهرت في علاقتنا بادارة الحزب.. ومع عدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين الكبار.. مثلا مدير الحزب طلب منا في سبتمبر 1970 ادانة تجربة التعاضد واحمد بن صالح فاعتذرت شخصيا واعتبرت الهيئة الادارية للاتحاد ان الامرلا يتعلق باشخاص بل مسار تتحمله القيادة ككل.. وغضب بورقيبة لموقنا.. خاصة أن غالبية المنظمات ساندت قمع احمد بن صالح والمقربين منه.. وبمناسبة زيارة روجرس وزيرخارجية امريكا في 9 فيفري 1970 الى تونس ـ نظمنا اجتماعا طلابيا شعبيا في بورصة الشغل بالعاصمة ـ بموافقة السيد الباهي الادغم كاتب الدولة للرئاسة ـ ضد السياسة الامريكية واندلعت مسيرة نحو السفارة الامريكية.. حصلت فيها مواجهات.. وحاول مدير الحزب السيد حسيب بن عمار تهدئة الاوضاع عبر نزوله بنفسه في المظاهرة في سيارات الجيش لدعوة الطلبة والمتظاهرين الى الهدوء.. وقد غضب بورقيبة بسبب تلك المظاهرة.. علما أن السيد حسيب بن عمار مدير الحزب حاول التهدئة لكن الامور تجاوزت التقديرات وقامت قوات الامن باعتقال عديد الطلبة.. وكان السيد المنجي الكعلي (مدير الحزب لاحقا) مديرا للامن ». النزعة نقدية داخل الحزب والدولة « ومن بين العناصرالجديدة وقتها أن المكاتب الفيديرالية في الكليات الكبرى أصبح لها نفوذ.. واصبحت بمثابة المكاتب التنفيذية الفعلية.. وبعضها مثل مكتب الاداب كان يساريا وقريبا من المعارضة.. وهو ما ساعد على تغيير الخطاب السياسي للدستوريين انفسهم في اتحاد الطلبة.. وبالرغم من الصبغة الدستورية للمكتب التنفيذي كانت النزعة النقدية الشبابية طاغية.. وفي 30 جويلية 1970 القى الرئيس الحبيب بورقيبة خطابا انتقدنا بسبب « تغيبنا عن حضورحفل عيد الجمهورية يوم 25 جويلية » (الذي لم ندع اليه على الارجح) وقال بورقيبة: « لاحظت تغيب منظمة الطلبة يوم عيد الجمهورية.. بسبب عناصر اقحمها احمد بن صالح في مؤتمر اتحاد الطلبة بالمهدية وهي عناصر خالفت توجه الحزب يوم زيارة وزير الخارجية الامريكية لبلادنا.. وقد استنتجت ان لا مبرر لوجود هذه المنظمة ثم راجعت نفسي ». واستطرد البكوش قائلا: « علاقتنا باحمد بن صالح كانت نقدية.. والمناضل محمد المصمودي ـ وهو من اصدقاء الاتحاد الاوائل ـ كان يشجعنا على الاحتكاك بتيارات أخرى والتعامل النقدي مع المواقف الحزبية والحكومية الرسمية ». وفي الهيئة الادارية 11 أوت 1970 تمسكنا بمقررات مؤتمر المهدية ورفضنا الرضوخ لضغوطات الزعيم بورقيبة والمتشددين (او « المحافظين » الدستوريين).. وفي 1971 خضنا معارك سياسية ونقابية تدعم توجه الاستقلالية.. وقد صدرت تصريحات حكومية تعتبر التعليم العالي « حظا » اتصلنا بالسيد الهادي نويرة كمكتب تنفيذي وانتقدنا التوجه وقد غضب الهادي نويرة رغم قبوله الحوار معنا بعد ذلك..ثم وقع خلاف بين الطلبة والادارة حول طريقة تنظيم الامتحانات فنظمت اضرابات ثم صدامات ساندناها.. اغلقت في وجهنا كل وسائل الاعلام ما عدا « الصباح » في تونس و »جون افريك » و »لومند » في الخارج.. وفي مارس 1971 كتبت رسالة الى اللجنة العليا للحزب التي كانت تضم شخصيات سياسية مهمة بينها المناضل الديمقراطي السيد أحمد المستيري حول الوفاء لمبادئ الحزب مع التمسك بخيار الديمقراطية.. لكننا بقية عرضة للانتقادات والتهجمات.. لكن المختار الزناد عضو اللجنة المركزية للحزب رفض الاتهامات الموجهة الينا منذ مؤتمر المهدية ودعم الخيار الديمقراطي داخل الحزب.. وقد رفعنا في وجه خصومنا داخل الحزب شعار: قوة الحزب في تقوية المنظمات وليس في اضعافها. وزيرالشباب والرياضة الطاهر بلخوجة هدد بقطع المنحة (16 ألف دينار).. ثم استدعيت مرارا من قبل لجنة الاستقصاء في ادارة برئاسة الطيب سليم، لاني ذكرت في خطاب طلابي:اني امين عام كل الطلبة التونسيين وليس الدستوريين فقط. الباهي الادغم دعاني مرارا وحاورني واجتمع بي مع اعضاء المكتب خلال 3 ساعات ودعانا الى عدم مساندة احمد بن صالح.. وفسر لنا مبررات محاكمته وملابساتها.. بن صالح دعاني قبل مغادرة الحكومة وقال لي: اني استاذ ولا ارى مانعا ان يكون طلبتي افضل مني.. اجتمعت الهيئة الادارية يوم 13 افريل يوم 1971 طلبت منها محاسبتي ماليا طوال ساعات.. ثم اعلنت الاستقالة للصحافة العالمية والوطنية.. وخاصة جون افريك ولوموند.. واستقال عياض النيفرمحمد الطيف من المكتب ايضا.. فكلف الصديق محمد الصغيرداود باعداد مؤتمر قربة.. وفي المؤتمر كان الرئيس ونائبه من مجموعتنا كان النائب الثاني من المجموعة الاخرى.. اقترحت 8 أعضاء من بين 33 في الهيئة الادارية من غيرالدستوريين.. لكن حصلت المفاجاة بعد ان طالت الاشغال اذ استبعد رئيس المؤتمر ونائبه الموالي لنا.. وخلال حصة استراحة اغلقت القاعة على المجموعة المنافسة وتمت تلاوة قائمة اعضاء المكتب التنفيذي والهيئة الادارية المنصبين.. فانسحب 105 من نواب المؤتمر واصدروا لائحة الطعن في النتائج التي فرضت بعد ابعاد رئيس المؤتمر ونائبه الاول.. والغاء مرحلة مناقشة اللوائح وفرض تنظيم الانتخابات.. وكان الشعار » المؤتمر لم ينه اشغاله ».. في الاثناء اصدرت ادارة الحزب عقوبات بقيادة السيد محمد بن عمارة مديرالحزب ضد بعض المؤتمرين.. كان طبيعيا أن ندعم كطلبة الخيار الاشتراكي الذي رمز اليه احمد بن صالح والخيارالليبيرالي الذي يرمز اليه احمد المستيري.. كما دعمنا التعريب.. كانت لنا لقاءات مع القيادات الطلابية العربية والفسطينية ومع التيارات الطلابية غير الدستورية.. استمرالنضال 17 تحت شعار « المؤتمر لم ينه أشغاله ».. تكونت جمعية قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس برئاسة السيد عمار المحجوبي.   سنوات الجمر ثم أحيلت الكلمة الى الاستاذ المنصف الشابي الذي واكب نفس الاحداث من نفس الموقع: « المناضل عيسى البكوش عرفته منذ الخمسينات في الدراسة في اريانة.. كان مناضلا وعاش سنوا ت الجمر.. فهو دستوري تحرري منفتح.. لكنه كان عرضة لانتقادات وضغوطات الحزب والحكم والتنظيمات السرية الطلابية التي كانت تقف وراء الفيدريراليات.. دخلت الجامعة سنة 1969 بعد خروجي من السجن رغم حرماني من حق المشاركة في الباكالوريا.. شاركت في الباكالوريا الفرنسية في تونس بصفة استثنائية ضمن اجراءات وافقت عليها استثنائيا الوزارة.. كنا نحمل توجها سياسيا اوصلنا الى السجن.. وبعد مغادرتنا.. دخلت السجن بعثيا وتطورت الى ماركسي لينيني من خلال الاحتكاك مع مجموعة افاق اليسارية.. غادرت المعتقل ومجموعتي في السجن مثل نجيب الشابي ومحمد الصالح فليس كانت لا تزال رهن الاعتقال.. لما دخلت الجامعة كان هدفي الاساسي تاسيس مجموعة يسارية وهو ما تم فعلا.. وكان المجال في الجامعة مفتوحا.. بسبب التململ والصراعات الداخلية الحزبية الدستورية. بسرعة كونا لجانا ثقافية كثيرة تابعة للفيديراليات.. ومكونة لها.. خاصة في الاداب.. توفرت لنا اطر للعمل القانوني.. وكانت مرحلة 1969 مرحلة بناء موقف.. وتاسيس هياكل طلابية.. خاصة في كلية الاداب ب9 أفريل (وفرع التاريخ في الكلية).. وكنا نستقبل طلبة من مختلف الكليات الكبرى: الحقوق والطب والعلوم.. في تلك المرحلة كانت الاحداث الدولية وخاصة نضالات شعب فيتنام ضد القوات الامريكية.. مع ربط بين تلك الاحداث والانحياز الامريكي لاسرائيل.. كان انتسابنا معنويا الى قضايا دولية عادلة وهو ما يفسرالاحتجاجات الطلابية والشباية ضد زيارة وزيرالخارجية الامريكي الى تونس.. وكان الاجماع الطلابي حول هذه القضية بما في ذلك قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس.. الذي كنا نعتبره ممثلا لكل الطلبة (17 ألف طالب).. قررنا تنظيم مائوية لينين.. ورغم اعتراضات الحزب وافق عيسى البكوش على تنظيمه في مقرالاتحاد العام لطلبة تونس.. في نهج الصادقية.. ظهرت في 1970 معركة حول الصبغة الحزبية الدستورية للاتحاد كما كانت تنص على ذلك بطاقة الانتماء الى الاتحاد.. منذ « الندوة الوطنية الطلابية الدستورية » في صائفة 1970 كانت الخلافات والصراعات السياسية بين الطلبة الدستوريين واضحة.. وهي صراعات انفجرت في مؤتمر قربة 1971.. سنة غليان جامعية سبقت مؤتمر قربة.. سنة التحضير لتكريس استقلالية الاتحاد عن الحزب الدستوري.. 40 نائبا في مؤتمر قربة من بين 175 كانوا يساريين.. لكن تجاوب نسبة من الدستوريين معنا كان قويا في المؤتمر.. والانتخابات التحضيرية للمؤتمروقعت في مناخ ديمقراطي تعددي.. رغم حضور الشرطة في مداخل الاتحاد.. الجو كان مشحونا خارج اتحاد الطلبة وحملة اعلامية سبقت مؤتمر قربة.. وتلويح باسترجاع الحزب للقيادة.. خلال التصويت على اللائحة السياسية انقسم الطلبة الدستوريون وهو ما سمح بتلاوتها فقرة فقرة.. وهو ما افرز مجموعة الـ105 (دستوريون ومعرضون).. المؤتمر مبرمج لـ3 ايام.. وفي اليوم العاشرمن المؤتمراتصل الهادي نويرة لانهاء الاشغال.. خلال حصة الغذاء بقت اقلية داخل قاعة المؤتمر وتلت قائمة اعضاء الهيئة الادارية والمكتب التنفيذي المنصبين.. عين الحبيب الشغال امينا عاما.. فحصلت القطيعة الهيكلية بين اتحاد طلبة تونس مع الجامعة وطلبتها.. في نهاية جانفي 1972 وقعت مضايقة سيمون للوش حرم بن عثمان.. فتحركنا.. ونظمنا تحركات احتجاجية.. واسسنا هيكلا تحضيريا للمؤتمر الثامن عشر في صيغته الجديدة قررنا عقد المؤتمر في الساحة الكبرى للمركب الجامعي.. وكان مفتوحا لعموم الطلبة.. في احدى قاعات المركب الجامعي.. كنا انجزنا النص الختامي للمؤتمر فتدخلت قوات الامن بعنف ومنعتنا يوم 5 فيفري بقوة من تلاوة البيان الرسمي والختامي للمؤتمر..   مؤتمر جامع صاحب الطابع ثم فتح باب النقاش العام وكان أول المتدخلين السيد محمد بالحاج عمر الذي قدم بدوره شهادات عن بعض المراحل التي مر بها اتحاد الطلبة.. وقال بالخصوص:الشهادات عمل جليل.. لكنه جهد مبعثر وتنقصه الدقة.. المطلوب تفعيل الشهادات والتنسيق بينها وبين الوثائق.. شخصيا حضرت المؤتمرات الاربعة الاولى للاتحاد العام لطلبة تونس.. بدءا من مؤتمر26 فيفري 1952 بجامع صاحب الطابع برئاسة عبد المجيد شاكر. والمؤتمر الثاني (الذي اعتبره البعض تاسيسيا او المؤتمر الاول) في 1953 بباريس برئاسة منصور معلى.. في 1955 فرض علينا الحزب عبد المجيد شاكر رئيسا للاتحاد. واجمالا فان استقلالية اتحاد الطلبة عن ادارة الحزب كانت ضعيفة جدا في الخمسينات والستينات.. فالندوات الوطنية الدستورية مثلا كانت ترسم كل ما سوف يجري في المؤتمر وتشكيلة المكاتب التنفيذية وتحسم اسم الامين العام الجديد..  في مؤتمر بنزرت الطلابي في 1966 (الذي تراسه احمد المستري وزيرالدفاع وكان الهادي بكوش واليا ورئيسا للجنة التنسيق)تحالف الدستوريون والمعارضون والمستقلون ورفضوا التعيين.. محمد بن احمد كان مبوءا للامانة العامة في 1966 (وهو منفتح وتقدمي).. وتعرض طلبة دستوريون بينهم منيركشوخ منسق الطلبة الدستوريين الى الاعتقال.. فخرجت مسيرة طلابية ضد التعيين وللافراج عن الموقوفين.. فحصل وفاق حول الامين العام محمد بن احمد (لان بورقيبة على علم باسمه) مع تمكينهم من انتخاب مكتب.. فكانت الحصيلة ان وجد محمد بن احمد نفسه كاتبا عاما مع هيئة معارضة له.. ففشل في مهمته.. وقد تواصلت مضايقتنا بعد الاستقلال بعد رفض وزيرين للداخلية تمكيننا من التأشيرة.. وفي عام 1956 امر بورقيبة بطردنا من مكتبه (مكتب المحاماة) احتجاجا على اعتراضنا على ابعاد بن صالح من الاتحاد.. وفي عام 1970 لم يساند اتحاد الطلبة الحملة على بن صالح.. مثلما امتنع البشير بلاغة الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عن ذلك.. فابعد المناضل البشير بلاغة من قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل.. لانه رفض التنيد ببن صالح.. وعوض بالحبيب عاشور..   النقاش العام وفي حصة النقاش العام الثانية اثيرت نقاط عديدة من قبل عدد من المتدخلين بينهم الاستاذ التميمي حول امتداد الحركة الطلابية التونسية التي بدأت في 1911 مع تحركات الطالب الزيتوني وأعلام مثل الشيخ الخضر حسين والفاضل بن عاشور والمختاربن محمود.. وتساءل البعض ان لم يكن تأسيس اتحاد الطلبة في باريس ردا على تنامي دور صوت الطالب الزيتوني.. لما فشلت تجربة  » الكتلة  » الزيتونية (بزعامة عمر شاشية وعزوز الرباعي..) في ضرب منظمة صوت الطالب.. وزعمائه الرمزيين مثل الشيخ محمدالبدوي وعبد الرحمان الهيلة والفاضل بن عاشور والمختار بن محمود.. وتساءل عادل الثابتي الباحث في التاريخ المعاصر عن الاسباب التي فسرت ضعف « الدستوريين المحافظين » وقتها في الجامعة.. وتساءل الدكتورعبد الجليل التميمي: أين دور الطلبة الزيتونيين؟وكيف كانت علاقتهم عند التاسيس باتحاد طلبة تونس؟ وأين أرشيف المسيرة الضخمة لاتحاد طلبة تونس؟ أين ادبيات الدستوريين والمعارضين؟  لماذا يوجد كثير من المسكوت عنه في مسيرة الاتحاد وعلاقتها بالحزب والدولة؟ لماذا تاخرت عملية عقد المؤتمر18 من 1971 الى 1988؟   دور الجامعة الزيتونية وتساءل المولدي الاحمر استاذ علم الاجتماع في كلية 9 أفريل عن اسباب طغيان الصبغة السياسية والحزبية على مسيرة اتحاد طلبة تونس على صبغته النقابية.. كما اثار عدد من المتدخلين تساؤلات وشهادات تهم مسيرة الجامعة الزيتونية طوال القرن الماضي ودور منظمة طلبة شمال افريقيا المسلمين في فرنسا وفروعها في البلدان المغاربية..   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة الصباح (يومية- تونس) بتاريخ 31 أوت 2008)  


حوار هادئ              
        

الفنّان وقضايا الأمّة

د. نورالدين بنخود   في حديث صحفي مع جريدة الشروق التونسية ، قال نصير شمّة:  » أنا لا أومن بالحدود، فالوطن العربي أمّة واحدة « . ليست هذه هي المناسبة الأولى التي يؤكّد فيها هذا الفنّان المبدع تشبّثه بالانتماء إلى أمّته ووعيه الحادّ بالمشكلات الكبرى في الواقع العربي المعاصر، وخاصّة الاحتلال والاستبداد والتجزئة. وما ذاك بغريب عن كلّ فنّان حقيقي صادق لا يستطيع إلاّ أن يكون مشدودا إلى جذوره مسكونا بتاريخه منصتا إلى معاناة شعبه مشاركا له في أحلامه بالغد الأفضل. والحقيقة أنّ نصير شمّة ليس الوحيد. فكثيرون هم الفنّانون العرب من مشرق الوطن ومغربه الذين عبّروا بإبداعاتهم الفنّية ومواقفهم وأعمالهم عن تعلّقهم بالعروبة في مواجهة حملات التشكيك والتزامهم بقضايا أمّتهم العربية. هؤلاء المبدعون كتبوا وغنّوا لتظلّ فلسطين في قلب كلّ عربي، ورفعوا بموسيقاهم لواء المقاومة فبشّروا بالتحرير وشاركوا شعبهم الفرحة بتحقّق كلّ خطوة منه. كثيرون ولكنّ أصواتهم ومواقفهم قد تحجبها أسواق الاستهلاك السريع والمعامل الفضائيّة لصنع النجوم التي لا تكاد تلتمع حتّى تنطفئ. وقد تحجبها نزعات إقليمية في هذا القطر أو ذاك تشجّع بمختلف الوسائل البعض ممّن كانت تجربتهم الفنّية في الغالب متواضعة ووعيهم السياسي منعدما على التكرار الفجّ مؤكّدين تشبّثهم بالفن التونسي أو الليبي أو المصري أو السعودي، وقد ينخرط في هذه الجوقة للأسف أسماء محترمة وذات معرفة وخبرة، وكأنّ هذا الفنّ المعنيّ أو ذاك قد نشأ من فراغ وليس منغرسا في إبداع عربي متعدّدة أطواره وتجاربه وليس منتميا إلى ثقافة عربية عريقة ومتجدّدة. إنّنا لا نريد أن نظلم أحدا ولا نشكّك في وطنيّة هذا الطرف أو ذاك بشكل عشوائي. إنّنا ندرك أنّ بعض هذه الأقوال قد تصدر عن حسن نيّة، وقد يكون دافعها التمسّك بالموسيقى الأصيلة في هذا القطر أو ذاك في مواجهة أشكال من العبث التجاري من حيث الإنتاج والتوزيع والتسجيل والأداء. ولكنّ ذلك لا يعفي هؤلاء من ضرورة الوعي بأن رفع أعلام الموسيقى القطرية مثلما هو الشأن مع رفع الأعلام القطرية في المسرح والسينما والأدب وغيرها، إنما هو اندفاع، بوعي أو بدون وعي، إلى الانعزال الإقليمي في المستوى الثقافي، وهو المستوى الذي لم ينجح فيه كثيرا العاملون من الداخل والخارج على تحويل حدود  » سايس بيكو  » إلى جدران عازلة وإن نجحوا نسبيا حتى الآن في المستويين الاقتصادي والسياسي. إن أمتنا العربية تنتظر من مبدعيها الحقيقيين الصادقين في الموسيقى ومختلف الفنون أن يعبروا عن ارتباطهم بشعبهم بالإبداع الأصيل والمواقف النبيلة والأعمال النضالية الموازية شأن كل الفنانين الكبار في العالم، وأن يدركوا المخاطر التي تحدق بهذا الوطن. وإن من أشدها ما لا يكون مواجهة صريحة وإنما يسري خفية في شرايين الوعي الجماعي ويتخذ من خطاب أهل الفن والفكر والثقافة معابر للتأثير والانتشار السريع.    (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )  بتاريخ 31 اوت 2008)  

تعقيب على « أولويات الحوار الدّاخلي للحركة الإسلاميّة في تونس »
  عبدالحميد العدّاسي.   استوقفني خلال استعراض أو قراءة موضوعات صفحة تونس نيوز ليوم 30 أوت / أغسطس 2008، موضوع « أولويات الحوار الدّاخلي للحركة الإسلاميّة في تونس » لكاتبه يوسف الأخضر (الباحث الجامعي)، وهو (الموضوع) محاولة لفهم وربّما لتصويب ما يجري داخل الحركة الإسلاميّة التونسية التي بدأ النّاس يشعرون أو يدركون ? كما قال الباحث هنا – أنّ إرثها ليس ملكا لأحد ولا يجوز لكائن من كان أن يحتكره أو يتصرف  فيه حسب مصلحته الخاصة. وبقطع النّظر عن مدى موافقتي لما جاء في الموضوع أو اختلافي معه، فقد رأيت ? والباحث ينوي الاستمرار في بحثه ? أن أنبّهه إلى إعادة التوقّف عند السؤالين اللذين حَسِبَ أنّ الأزمة تتمحور حولهما، وذلك بهدف حسن صياغتهما كي يكونا بحقّ أساسا لبناء فكرته أو مداولة نقاشاته حول الألويات، سائلا الله له التوفّق في خدمة مصلحة العباد والبلاد…   فقد سأل الأستاذ يوسف الأخضر: « هل مازال للتنظيم معنى؟! »… وهو سؤال مهمّ ولكنّه يزداد أهمّية بمعرفة فهم الباحث لمعنى التنظيم وملاحظة ردّ فعله عليه. أعني أنّ للتنظيم تعريفاتٍ كثيرةً منها مثلا ما تروّجه الآلة الحاكمة الكارهة لأيّ عضو نشيط منافس لها في البلاد، ومنها ما يروّجه الرّافضون للتراجع عن المكتسبات « الحضاريّة » التي لا تكون عندهم إلاّ بمسخ الذات، ومنها ما يصطلح عليه كلّ مجموعة زعمت أنّها تريد المساهمة الحقيقية في خدمة المصلحة الوطنيّة فيلتفّ أفرادها حول فكرتهم يدرسونها ويسوّقونها ويجمعون من حولها الأنصار، وهو الفهم الذي أُسِّس عليه ? ربّما ? الحزب الدستوري التونسي بأسمائه المختلفة عبر الحقب المختلفة أو الذي أسِّس عليه الاتّحاد العامّ التونسي للشغل أو غيره من المجموعات والاتّحادات والمنظّمات والأحزاب… وهو كذلك تنظيم مستمرّ باستمرار رسالته الخادمة للمصلح العامّة وبالتفاف النّاس  حوله… على أنّ هذا التساؤل قد يكون ناتجا ? عند الباحث – عن تصوّر أنّ الحركة الإسلاميّة شأن تونسي عامّ، ما يجعل عنده كلّ تونسي رساليّا إسلاميّا ? وهو استنتاج قد يحصل لي أو لغيري بالنّظر في الجملة التي أوردها الباحث والتي سبق ذكرها حيث يقول: « … أنّ إرث الحركة الإسلامية في تونس ليس ملكا لأحد ولا يجوز لكائن من كان أن يحتكره أو يتصرف  فيه حسب مصلحته الخاصة » -، ما يجعل اللجوء إلى التنظيم فعلا إضافيّا مُذهبا للطّاقات، أو محدثا للتمايز بين فئات المجتمع الواحد!… الحقيقة أنّ طرح السؤال من الكاتب دون إطناب منه في شرح مدلوله يمسي إضافة تعقيد حرص هو نفسه على اجتنابه وتلافيه!…   وأمّا السؤال الثاني ? الذي خصّ به الباحث الفرد المنتمي إلى الحركة الإسلاميّة – فهو: « هل هو إسلامي أم تونسي؟! »… وهو سؤال تكمن خطورته ? بادئ ذي بدء ? في توجيهه إلى « المنتمي » دون غيره، خاصّة والسؤال الذي سبقه قد استثقل وجود التنظيم!… فالسؤال لا بدّ أن يوجّه إلى كلّ التونسيين: هل المنتمي إلى الحركة الإسلاميّة التونسيّة تونسي أم لا؟! فإن كان نعم، فلماذا يُحرم في تونس من حقوقه؟! وإن كان لا، فماذا يكون إذن: ما أصله وما جنسيته ومن أيّ الشعاب جاء؟! ومن الذي أو ما الذي حرمه تونسيّته: ألأنّه إسلامي، وإذن لماذا لم يُحرمها غيره من الشيوعيين وأضرابهم، أم لأنّ الإسلاميّة تناقض التونسيّة؟! وإذا كان كذلك فأيّهما أوكد لدى الكاتب: أن يكون مسلما أو أن يكون تونسيّا غير مسلم؟! أم أنّ الإسلاميّ (وهي تسميّة سياسية « مغرضة ») من غير المسلمين؟! أم أنّ الإسلام التونسي يختلف حقّا عن « إسلام المشرق » كما أراد أن يسوّق الأخزوري وسيّده عندما مكرا لمحاربة الحجاب، وإذن فما هو هذا الإسلام؟!… وأمّا وجه خطورته الثاني فيتمثّل في إخضاع « المنتمي » إلى الاختيار (إسلامي أو تونسي) وكأنّ الذهن الباحث قد استثقل وجود الإسلامي والتونسي تحت سقف واحد أو كره اجتماع الصفتين  في قلب واحد!…   أسئلة كثيرة وغيرها كثير تترتّب على طرح السؤالين اللذين اكتفى بهما الباحث لجعلهما أساسا في إثراء الحوار المنتظر، وإنّي في هذه السانحة أجيب عن الأخير فيهما إجابة شخصيّة مقتضبة وذلك محاولة منّي لدرء بعض الشبهات فأقول: « أنا مسلم تونسي إسلاميّ، أعتزّ بربّي وبديني وبنبيّي وبتاريخي الإسلامي ويشرّفني انتمائي إلى تونس المسلمة إذا وقّر فيها الصغيرُ الكبيرَ ورحم فيها الكبيرُ الصغيرَ وصدق فيها القائلُ وأخلص فيها العاملُ وأُحْسِنَ فيها الجوارُ وحسنت فيها العلاقاتُ وروعِيت فيها الخصوصياتُ وأقيمت فيها الصلاةُ وأخرجت فيها الزكاةُ وشُهد فيها الحجُّ وأُحيت فيها السّننُ وحفظت فيها الههمُ وسُترت فيها الأعراضُ وأمِن فيها النّاسُ… غير أنّي لا أتشرّف بمن وفد على تونس من أناس لا يدينون بدين أهلها كوزير الشعائر الدينية مثلا ولا يتّخذون الله سبحانه وتعالى ربّا لهم كالسجّانين أو بعض « الديمقراطيين » ممّن طعن في آيات الله المحكمات، كما لا أتشرّف بالتافهين والمرجفين والمتساقطين على موائد اللئام ممّن كرّهوا إليّ الانتماء… فأنا تونسي وراثة ومسلم اقتناعا وإسلاميّ اختيارا، وأرى أنّ تونس لا تكون إلاّ لأهلها المسلمين أجدادي وآبائي وأعمامي وأخوالي وإخواني، وأعتقد أنّ للباطل جولة وللحقّ جولات ما يجعل الفاسد يتضاءل في عيني وإن كثر ناصره!… ».   أردت فقط لفت نظرك – الأستاذ يوسف – إلى بعض متعلّقات سؤاليك علّك تخصّص لبحثك الجهد الأوفي كي تجعل منه إضافة فعلية… والله من وراء القصد!…  وأهلّ الله رمضان علينا وعليكم وعلى المسلمين أجمعين باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، وجعله فصل توبة وأوبة وقربات وسبب تفريج كربات إخواننا المسجونين وأفراد أسرهم المجاهدين….  

بسم الله الرحمان الرّحيم

حوار الطرشان وصمت الأموات بين السلطة والمعارضة

 نسأل الله العلي القدير أن يبلّغنا رمضان و يجعلنا من صيامه و يجعله شهر بركة ووئام وخير

العودة حق واسترداده واجب لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية   الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة  (الجزء الخامس)

« واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم » (آل عمران 103) « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108)  » ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة »(النحل – 125)  » يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا،  » (النساء – 1) باريس في 30 أوت  2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس يحل على الأمة الاسلامية في هذه الأيام يحل ضيف كريم ، إن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فيه ليلة مباركة، ليلة خير من ألف شهر قال تعالى في شأنه : {شهر رمضان الذي أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ٍ، وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر}.  و قد فرض الله علينا صيام رمضان وسن لنا رسول الرحمة قيامه وأعد الله للصائمين المقيمين رمضان أجرا عظيما وثوابا جزيلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه>>. إن هذه المناسبة الكريمة جعلها الله فرصة للمؤمنين للتكفير عن الذنوب <<الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر>>.  وإن فهمنا الشامل للعبادة وشعورا منا بأهمية الرسالة التي تحملنا أمانتها والأوضاع الخطيرة التي تمر بها الأمة الإسلامية عموما كل ذلك  يجعنا في أشد الحاجة للاستفادة من مثل هذه المناسبات الطيبة لتجديد العهد مع الله عز وجل. وأن نتذكّرأن كل واحد منا على ثغرة من ثغرات الاسلام فلكن يقضين حتى لا يؤتى الإسلام والمسلمون من قبلنا. إن هذا الدين انبنى على دعامتين عظيمتين هما الإيمان والأخوة قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم  فأصبحتم بنعمته إخوانا} فكما أن المرء ينال بالاخوة الصادقة والحب في الله المراتب العالية والمنابر النورانية السامقة في الجنة يغبطهم عليها النبيون والصديقون كما أخبر الصادق المصدوق وكل ذلك يشهد بأهمية هذا الركن في حياة المسلمين،  ومن مقتضيات ذلك أن يؤدي كل واحد منا حق الأخوة فياشرك إخوانه أفراحهم وأطراحهم وأن لا ينعم بالأمن والأمان والأطعمة الحسان ويدع إخوانه يكابدون شري الجوع والخوف . خطاب الحركة الاسلامية  : كتب الباحث الجامعي يوسف الأخضر على شبكة تونس نيوز بتاريخ 25 أوت الجاري عن ضرورة تطوير خطاب الحركة الاسلامية بتونس. قال: « قد كتبت في فترة سابقة عن ضرورة الاردوغان التونسي نظرا لحاجات التيار الإسلامي في تونس إلى حركة تغيير وتقييم تستجيب لتحديات المرحلة التي يمر بها بعد محنة التسعينات من القرن الماضي « .  وصل الباحث إلى جملة من الإستخلاصات التي وقف عندها منها: 1 – إلى أن من هو مؤهل للقيام بدور تطوير الخطاب هم شبابها الذين جمعوا بين تجربة السجن والقدرة العلمية والفكرية التي تسمح لهم بقراءة الأحداث والواقع والتوازنات قراءة سليمة بعيدا عن ردود الفعل المتشنجة الناتجة عن اعتبارات شخصية. و بقطع النظر عما قد يكون أحدثه هذا الرأي من ردود فعل وتفاعل ايجابي أو سلبي داخل الصف الإسلامي يجدر التأكيد على أن هذه الفكرة صارت أكثر إلحاحية بعد التطورات التي شهدتها هذه الساحة التونسية مقارنة بما هو مأمول منها. 2 – تتلخص هذه التطورات في بروز خطابات ومقالات تدعو قيادة الحركة  الإسلامية إلى مراجعة منهجها في التعامل مع السلطة ومنهم من بلغ به الرأي حد التنصل من هذه المواقف وتحميل رموز بعينها مسؤولية هذا الانسداد الذي تشهده العلاقة بين الطرفين. وفي رأيي الاستاذ يوسف الأخضر أن هذه الدعوات لم تلق حظها من التفاعل الايجابي لأنها صدرت عن أناس احرقوا كل سفنهم داخل الصف الإسلامي بصرف النظر  عن  حسن نيتهم إذ سارعوا إلى تحميل الإسلاميين المسؤولية كاملة دون احتراز وكانت لهم مواقف أنقصت من مصداقيتهم . وفي المقابل  وجدت دعوات أخرى على احتشامها يمكن ان تشكل مدخلا هاما لما هو مطلوب من خرق في الخطاب الإسلامي من اجل مصلحة التيار والبلاد عموما. والملفت للانتباه أن  الدعوات بشقيها استهدفت رموزا بعينها على رأسهم زعيم الحركة راشد الغنوشي. وكان الاستاذ يوسف الأخضر قد صنف الأستاذ راشد الغنوشي  ضمن القيادات التي لم يعد لها ما تلعبه داخل المجال السياسي باعتبار ان التجربة في العالم العربي أثبتت استحالة الجمع بين الثقافة والممارسة السياسية ودعا الزعيم وأمثاله الذين بلغوا « درجةالآباء الروحيين » إلى أن يهتموا بالإنتاج الفكري والفلسفي والبحوث العلمية من اجل التنضيج الفكري للتيار الإسلامي. واليوم يعود الباحث التونسي يوسف الأخضر للحديث في نفس الموضوع بعد الاطلاع على الخطاب الأخير للزعيم الغنوشي في موقع النهضة انفو بمناسبة الذكرى 27 لتأسيس حركة النهضة والذي فاجأه وأكد له قناعاته من جهة أخرى. يقول الباحث التونسي : « المفاجأة ليست كبيرة بالنظر إلى تتبع النسق العام لخطاب الشيخ بعد سنوات المحنة والتي لم تخرج عن إطار تصعيد الخطاب في إطار التمسك بمبدئية يحسبها البعد الوحيد في العمل السياسي،  ولا تعدو المفاجأة سوى استغراب من  توقيت صدور هذا الخطاب محقا في ذلك كنت ام مبطلا باعتبار أن « الشئ من مأتاه لا يستغرب » كما قد يقول لي البعض » غير ان الأمر  عند الباحث مستغرب لأنه لا يرى للزعيم الغنوشي القدرة على حسن القراءة  ولا يمنعه منها غير تمسكه بمبدئية محمودة في غير هذا الموضع في رأي الباحث، وهذا لا يعني  فتوى لغيره للتخلي عن مبدئيته  بقدر ماهي دعوة الى فقه الواقع المعيش والمحيط بما لا يخل بالمبدئية ولا يضيع مصلحة. اما زمن صدور المقال فوجه الغرابة فيه انه لم يراع تغير الزمن أولم يقرأ زمنه كما ينبغي ان يقرأه،فظل حبيس لغة جربها منذ عقدين من الزمن  ولم تؤت أكلها بل ربما ادت الى نتائج خطيرة على المشروع الإسلامي في تونس ولم تضر السلطة شيئا. ذلك أن التوصيف لا ينبغي ان يكون غاية في حد ذاته و هو لا يحسب لصاحبه انجازا وأن بلغ في الدقة مبلغه لان المطلوب في العمل السياسي هو فهم ميكانيزمات عمل الطرف المقابل وحسن تحليلها لا وصفها. ويورد الباحث يوسف الأخضر امثلة على ذلك تبين الفرق بين التوصيف والتحليل، وأبرز مثال هو من داخل التيار الاسلامي وفي علاقته بالسلطة ويذكر كيف كان الاسلاميون يصفون السلطة بأبشع النعوت  ويبالغوا في نشر هذا التوصيف حتى ظلوا حبيسيه ومنعهم هذا التوصيف من فهم آليات عمل السلطة حتى كانت محنة التسعينات. و يواصل الباحث التونسي في التوصيف فيقول : « فوجدوا(الاسلاميون) انفسهم امام حقيقة مخالفة للسلطة التي وصفوها بالغباء والحمق وظنوا انهم قادرون عليها في اي لحظة .في المقابل كانت السلطة تدرس الإسلاميين وتقرا خطابهم وتؤله بما يخدم هدفها ونجحت في ذلك أيما نجاح، ولست هنا انتصر لها أو اقلل من قيمة الإسلاميين . » هذا  الواقع يقر به  كل من عايش تلك الفترة ، فما هو المقصد من استمرار مثل هذا الخطاب بعد عشريتين من الزمن و ماذا يعني وصف  مشروع السلطة بالهولوكست النوفمبري؟ هذا يعني عدم الاستفادة من التجربة وعدم مراعاة لواقع الحال وهذا التوصيف يشترك فيه ابن الريف وابن المدينة. ولتوضيح وجه الغرابة في صدور هذا المقال عن الاستاذ الغنوشي لان التوصيف الذي ظل الاسلاميون يتمسكون به منعهم من قراءة آليات السلطة وفهمها ومتابعة تطورها على خلاف العلمانيين الاستئصاليين في تونس مثلا وخاصة منهم الذين يشتركون او يتقربون  بتوصيف الاسلاميين للسلطة.  هؤلاء الاستئصاليون رغم وصفهم السلطة باللاوطنية  والعمالة وغيرها من « النعوت القوالب » إلا ان ذلك لم يمنعهم من التعامل الواقعي والبراغماتي مع منطق السلطة ومحافظتهم في الوقت نفسه على صفة المناضيلن. وهنا يتسائل يوسف الأخضر ماذا يعني أن يتحرك رموز المعارضة الذين يتحالف معهم الإسلاميون اليوم وغيرهم ممن يحتفظون بعلاقة متوترة مع السلطة ، يتحركون بكل حرية ولهم الحق في العمل والسفر والاتصال بالأطراف الدولية  و المشاركة في الأنشطة الثقافية بأشكال مختلفة. وتضطر السلطة الى تبرير ما قد تفعله في حقهم من إيقاف او اعتداء  وأحيانا تفند ذلك في حين لا تبالي لاحتجاج اسلامي يقع ايقافه او سجنه او قتله بل قد تزيد من وقاحتها و تدافع عما مارست في حقه على حد تعبير الاستاذ يوسف الأخضر. و يواصل الاستاذ يوسف الأخضر يقول : « يعني هذا كله وببساطة ان الاسلاميين لم يحسنوا بعد قراءة ميكانيزمات عمل السلطة ولم يستطيعوا ان يلائموا بين المبدئية والمصلحة او بمنطق الاصول لم يستطيعوا ان ينزلوا النص في واقعهم. » اما عن مضمون النصّ فيقول الاستاذ يوسف الأخضر:  « أبدا بسؤال الى صاحبه ومن يتبناه هل أحدث هذا الخطاب خرقا في الواقع الذي يعيشه الاسلاميون في تونس وهل كان الاسلاميون المسرحون او المسجونون في حاجة الى وصف ما يعانونه ام الى تغييره وهل ان التوصيف سبيل امثل لتغيير ما يتعرضون اليه ؟ ان الاجابة عن كل هذه الاسئلة هي بالنفي لاسباب منهجية إذ التوصيف فعل عاطفي بلاغي قد يفتح لصاحبه ابواب خطاب لا ينغلق ويشتت امامه السبل بحيث يمنعه من ادراك مبتغاه أولا. وللإشارة فاننا لا نقول بعدمية التوصيف ولكن الوقوف عنده أما المبالغة فيه فهو من الأخطاء المنهجية القاتلة. وهذا التوصيف إن صحّ فهو مؤشر خطيرعلى إنغلاق الحركة الاسلامية وعدم تطورها على مستوى  العمل المؤسساتي لان مثل هذا الخطاب لا يمكن ان يصدر عن مؤسسة حركة سياسية ،لان المؤسسات مهما بلغت حدة تشنجها إزاء موقف ما فإنها  تعدد الاراء فيها  واختلاف وجهات النظر يساعد على  صدور خطاب متزن يراعي المصلحة العامة للحركة ولا يخل بأهدافها ويحدد موقفه من الواقعة او الحدث بحنكة وذكاء. ولهذه الاسباب فإن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا وهل تحولت المؤسسة الى شيخ و مريدييه أو احتكر الشيخ المؤسسة فصارا واحدا؟ إن ظاهر الأمر يوحي بان هذا الاتحاد الغير المحبب في زمن تغيرت فيه الكثير من أساليب العمل السياسي ، وإذا استمر مثل هذا الاتحاد فنتائجه ستكون كارثية على العمل الإسلامي ككل. وهذا النمط من التفكير هو جريمة في حق الإسلام والإسلاميين والبلاد في تونس التي خسرت كثيرا بغياب الإسلاميين عن الساحة السياسية. ولست املك وصفة سحرية جاهزة للحل ولكن أدعو أبناء الحركة الإسلامية خاصة الذين هم في الدّاخل إلى التفكير بعمق وعقلانية وواقعية في واقعهم وسبل التجاوز لانهم هم الذين يدفعون النصيب الاوفر من ضريبة النضال.  أن تكون للإخوة الجرأة بالقطع مع الأساليب القديمة حتى التي أثبتت بعض فعاليتها باعتبار ان الواقع تجاوزها ، كما ادعوهم إلى أن لا يضعوا أي شخص في موضع المقدس  حتى يستطيعوا تبين الخلل فيه وأن لا يستعجلوا الثمرة وليتريثوا في استخلاص النتائج. وأرى أن من الجد والجدية و من الحكمة بلاقدام على ما يساعد الإسلاميين على البدء بالخطوات الأولى للتجاوز دون ان يكونوا عرضة للتبعات الأمنية التي قد تضيق عليهم سبل العمل وإن كان الأذى غير مستبعد في بلادنا. أكيد مثل هذه الاقتراحات ستحرج السلطة وتفرض عليها التعامل بطريقة مختلفة مع الملف وحتى أذاها الذي قد تفكر في إلحاقه مرة أخرى بالإسلاميين لن يكون في حجم المرات السابقة وسيلقى الإسلاميون مساندة اكبر من كل الأطراف. إن الحوار العلني و الشامل بين أبناء الحركة عبر شبكة الانترنت يقدمون فيه تصوراتهم للعودة السياسية وطريقة عملهم بدون حرج والابتعاد عن الازدواجية في الخطاب مع الاحتفاظ بخصوصيهم التي تهم كل حركة سياسية بما فيها الحزب الحاكم. مع الالتزام بعدم الخوض فيما اصبح ملكا للتاريخ باعتباره شأنا داخليا يمكن أن يطرح حين تعود مؤسسات الحركة للعمل في ظل القانونية والشرعية. إن مثل هذا الحل من شأنه ان يذهب حجة السلطة في قضية التنظيم السري كما يذهب حجته وحجة المترددين في مساندة التيار الإسلامي حول قضية ازدواجية الخطاب و يقدم صورة واضحة لأبناء الوطن. لا نريد مواجهة ولا إسقاط السلطة نريد مصاااااااااااااااالحة: كتب احد الاخوة : » للسلطة أقول يجب ان تتعامل مع الإسلاميين عموما ومع أتباع حركة النهضة خصوصا لا من خلال الخطاب الرسمي لهذه الموجود في أوروبا  وإنما من خلال التوجه العام الذي يمثله الغالبية الرافضة لهذا المسار للأسباب التالية : وهي أن هذا الخطاب لم يعد يمثل خطاب عموم أتباع هذه الحركة  ولا الجمع الغفير من الذين انسحبوا أو خيروا الصمت احتجاجا على السياسة المتبعة هذه السياسة التي تجلت بوضوح في البيانات الرسمية والخطاب الأخير لنائب رئيس الحركة على قناة الحوار حيث تبين ان القيادة الحالية  لا تزال مصرة على خطاب المواجهة والتصادم  مستغلة كل سقطات السلطة وما يحصل الان في بعض المدن من تحركات حتى تجعل منها منطلقا للتهديد والتبشير بقرب زوال السلطة وان موعد سقوط هذا النظام قد اقترب. فرد العموم على خطاب الأخ نائب رئيس الحركة هو التالي: ان هذه السلطة باقية وان كانت لك مطالب فارفعها لمن تنتظر او تبشر بان يحل محلها  فالسلطة قائمة  او اشرب البحر كما يقال المطلوب من السلطة ان لا تتعامل مع هذا الخطاب على انه خطاب الغالبية  وان كان هو الرائج إعلاميا بحكم صدوره من مؤسسات رسمية الا انه ليس هو خطاب العموم بل هو توجه للقلة التي تمارس القيادة في غياب الموقف الجماعي الغالب.  والذي يتحمل غياب الموقف الغالب هم الصامتون. الصامتون هم معظم ابناء الجماعة الذين خيروا الاستقالة المقنعة او البقاء مع التزام الصمت ومقاطعة الجلسات الرسمية احتجاجا على السياسة المتبعة من طرف القيادة الحالية .  لهؤلاء الأحبة نقول ان صمتكم يفسر عند العموم وعند السلطة  بانه تأييد وموافقة على السياسة المتبعة حاليا لذا هي اي السلطة  تتعامل مع خطاب القيادة الحالية على أساس انه خطاب الكل الا من انسحب او عبر عن رايه علانية  . .  لذا أصبح لزاما على الذين اختاروا الصمت ان يخرجوا من صمتهم هذا  الذي لو استمر فهو يزيد القيادة الحالية رسوخا و شرعية  وان نطقوا وغيروا وصدعوا بما يتناولونه في المجالس الخاصة لتغير الحال فبين المصالحة والمواجهة لا توجد منطقة اسمها الضغط السلمي احزموا أمركم أيها الأحبة اما السير في طريق المصالحة وقد تتأخر ثمارها والا فإنكم محسوبون في صف دعاة المواجهة او الضغط السلمي كما يقولون وان كان الواجب التنظيمي  يكبل البعض منكم  اقول لكم وبكل وضوح  : التنظيم هو وسيلة لخدمة المبادئ التي جمعتنا ووحدتنا في صف واحد فالتنظيم وسيلة وليس غاية تعبد .والذين جعلوا للتنظيم قداسة فاقت القداسة الشرعية هم الذين يقفون وراء الخطاب الحالي  والاستمرار على الخطا حتى يتسن لهم في اطار انسحاب  العديد وصمتكم ان يمرروا منهجهم . . اعلموا ان التنظيم جاء ليوحد ويجمع وينظم لخدمة المبادئ اما اذا فرق وشتت ومزق وجلب المصائب وضيع المبادئ يصبح فاقدا للأهلية  فكيف يطاع ؟؟؟ ونسمح للغير ان يجعل منه سيفا مسلطا على كل من أراد الرفض للسياسة المتبعة .  انا لست من دعاة الترميم لان الجسم  عندي قد مات وان كان بعض المتفائلين يقول لم يمت بل هو في غرفة الانعاش نحن نريد بناء جديدا متمسكا بالمبادئ مقاطعا لكل سلبيات  الماضي بعناصر كلها ايمان بالمصلحة والتقارب مع السلطة لخدمة الوطن  وان كان من بيننا من يحمل الوجهين نقول لا مكان لكم بيننا فانتم ايها الصامتون صمتكم  يجعلني اوجه اليكم اصبع الاتهام ان لم اتهمكم بالمشاركة في صياغة التوجه الحالي اتهمكم بتأييده . القيادة الحالية : لا اتهمكم في دينكم ولا في إخلاصكم للدين لكن اتهمكم  بالاستمرار على الخطا و بعدم حسن اختيار المنهج الاسلم . واعلموا أن الأغلبية التي اوصلتكم للقيادة هي منقوصة  قد تصل الى درجة التشكيك في هذه الشرعية  فمواصلتكم للعمل  بمن تبقى هو خير دليل على النقصان. لا يمكن الجمع بين دعوة المصالحة والبيانات والتصريحات  المبشرة بقرب سقوط السلطة وتبشير الشعب بان الحركة عادت وهي قوية ومستعدة للمشاركة مع المعارضة لإسقاط السلطة  هذه احلام افيقوا واعلموا ان ابناء الحركة والإسلاميين عموما المتمسكين بمنهج الحركة السلمي لن يصدقوا قولكم فقد جربوا هذه العنتريات التي ماحصدنا منها الا الشوك والألم . لا نريد مضيعة للوقت ولا نريد مغامرات خيالية  فحالكم كحال هذه المعارضة المصطنعة الفاشلة  التي تريدون التحالف معها وهي لا تستطيع حك جلدها الا بإصبع السلطة. في نظري خطوة تجاه السلطة لرفع الحجب والغمامة خير من الف لقاء مع معارضة تريد رحيل السلطة  فهذه السلطة التي تقزمونها هي نفسها التي تستجديها المعارضة وتتملق اليها كي تعطيها نصيبا هذه السلطة هي نتاج عمل شيد منذ سنوات  فهي متينة ولها شرعية تاريخية قد منحها اياها الجميع بما فيهم حركة النهضة انظروا الى الأمام  وليكن عندكم بعد نظر  فالشعب لا يريد منكم ان تنقذوه. نحن دعاة التقارب وطي صفحة الماضي والنظر للمستقبل نريد من السلطة ان لا تتعامل مع التصريحات الصادرة من قيادة الحركة في أوروبا على أساس أنها مواقف جميع الإسلاميين وأتباع الحركة الصامتون ومزيدا من التسامح يشرح الصدور. إنّ تونس التي نحبّ ان تكون , هي تونس المتضامنة, المتراحمة, المتكاتفة بين أبنائها من أجل مجابهة التحديات المستقبلية صفا واحدا لأن الجميع ماضون و سيبقى الوطن. و تونس المناضلة التي تصارع تحديات العولمة وتشقّ طريقها بثبات نحو مزيد من الرقيّ و الحرية في ضل الثبات على الهوية العربية الاسلامية التي من اجلها ضحّى اجدادنا. إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة ايمانا منا بنبذ الصراع الطبقي وكذلك الصراع بين الاجيال اذ اننا نأمن بالتكامل والتكامل و التضامن بين جميع مكونات المجتمع فقيرها وغنيّها كبيرها وصغيرها القويّ فينا يحمي الضعيف والغني فينا يساعد الفقير والقويّ فينا يأخذ بيد الضعيف. فالمطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات. ومن الحكمة والفقه الحسن ومن الوعي والإدراك للحظة التاريخية وللمعاناة التي يعيشها شعبنا وعظم المسؤولية الملقاة علينا قبل غيرنا في هذه المرحلة التاريخية بالذات لأننا أصحاب رسالة واصحاب قضية وعلينا بالاحتساب الى الله العلي القدير والصبر والمصابرة والمرابطة. وصدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا  و رابطوا و اتقوا الله لعلّكم تفلحون » (آل عمران – 200)  اذ نحن نأمن و ندعو على الدوام الى المصالحة والمصارحة وفكّ الاشتباك بين الجميع والحوار وبالحوار فقط يمكننا ان نتخطى الصعاب مهما كبرت وشعارنا « يسعى بذمتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ». وصدق الله العظيم اذ قال في كتابه العزيز من سورة المائدة : » يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ اذا إهتديتم » (المائدة -105) و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » (آل عمران 104) و قال تعالى « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97).  و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه. و للحديث بقية إن شاء الله. باريس في 30 أوت  2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  


نداء لأعضاء مكتب حركة النّهضة أرجوأن يصل للمعنيين بالأمر
 السلام عليكم ورحمة الله هذا نداء من محبّ غيور,سيكون الفيصل بإذن الله,أدعو فيه رئيس الحركة ,الشيخ راشدالغنّوشي  ونائبه الأستاذ وليد البناني خاصة ,للرّدّ على تساؤلات الإخوة,خاصة منهم أمثال الأخ الكريم عبد المجيد الميلي وهذه نبذة من تساؤله: – فالهدف فك هذه ألازمة ,والأسلوب هو طريق الحوار و إقناع الأخر, بالبحث عما يمكن أن يكون فيه مصالح مشتركة, تخدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ,وتساهم في خدمة البلاد. – ولكن السؤال هنا كيف ستتعاطى السلطة مع هذا التيار الجديد؟  وأنا أقول (هل الصّفوف موحدة كي يكون حوار؟ ) وكذلك الأساتذة محمد شمّام والنّجّار وغيرهم كثر,إنّ هذا الصّمت  على المقالات المتتالية ,لسيما من الأعضاء المعروفين لدى العامّة ,والرّاغبين في العمل  لتجميع الطّاقات والفعاليات في المهجر,من أجل ابراز حجم الحركة في إطار جمعيّاتي  يضمّ  المحبّين والمريدين ,تحت سقف الحركة وهكذا الأمور تسير في الغرب يبدوا الصمت غريبا بعد كلّ ما كتب ,ونحن نتفهّم أنّ الذين في الدّاخل يعملون  وبكلّ صعوبة, ولكن القوى بالمهجر تمتلك فضاءات أوسع ,تسمح لها بالتّحرّك فلا بدّ أن تتوحّد هاته الطّاقات , وتتحرّك بانسجام وتكاتف, وتلك اللغة التي يفهمها النّظام الحاكم , والتي سيحسب لها ألف حساب ,وحتّى نتلافى الفرقة التي ظهرت بوادرها , نرجوا أن توجهوا خطابا في هذا المضمار, لوقف النّزيف المرحب به من الضفة الأخرى, وبتشجيع من دبلوماسييها بشهادة من نثق بمصداقيته ,وحتّى لا يكون للمريدين سبيل في اللاّمبالاة ,نرجو أن يؤخذ هذا النّداء بجدّية وننتظرمنكم الجواب عليه ,اللهمّ فاشهد إنّي بلغت ,ولا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,ورمضان كريم. أخوكم في الله أبوجعفرلعويني

أنور إبراهيم: الإسلاميون طوّروا أفكارهم

 

إسلام عبدالعزيز (*)   خلال مقابلتنا الخاصة معه بالعاصمة كوالالمبور بدا أنور إبراهيم واثقا من نفسه وتحدث معنا كما لو كان على عتبة تنصيبه رئيسا للوزراء؛ وهو المنصب الذي بات الطريق إليه معبدا بعد انتهاء الحظر السياسي عنه في إبريل الماضي وبعد التراجع غير المسبوق في شعبية رئيس الوزراء الحالي عبد الله بدوي والائتلاف الحاكم.. البروفيسور الشهير .. أحد رموز الحركة الإسلامية في ماليزيا، وله علاقة مميزة مع الكثير من الحركات الإسلامية ورموزها في أنحاء العالم، تحدث معنا بتفاؤل شديد عن مستقبله السياسي، وبدا في حالة نشاط وتدفق وروح مرحة كفيلة بإذابة أي تكلف أو صعوبة في التواصل معه.. رفض مشروع الإسلام الحضاري الذي يطرحه النظام، ودافع عن نفسه فيما يخص علاقاته بالولايات المتحدة والغرب، وقدم رؤيته مختصرة لمستقبل تحالف الإسلاميين والأحزاب الصينية المرشح لحكم البلاد..   *هناك من المحللين من يتحدث عن تغيير سلبي في الحزب الإسلامي الماليزي بسبب تحالفه ليس مع أحزاب علمانية ولكن مع أحزاب غير مسلمة من الأصل.. فهل تعتبرون هذا تحالفا سلبيا أم أنه خطوة على تعديل على خطاب الأحزاب الإسلامية؟ – أنا أعتبر هذا خطوة إيجابية.. والحزب الإسلامي له أصوله التي تعتمد على الإسلام الصحيح، وأنا لي علاقة ممتازة مع الحزب الإسلامي ومع حزب العدالة و مع الحزب الصيني وكنا قررنا أن نتعاون معتمدين على الدستور الماليزي و مقاصد الشريعة اعتمادا على مبادئ حق الحياة وحق الحرية وحق التعبير. ماليزيا بلد متعدد الأديان والأطياف إلا أننا أوضحنا بشدة أن موقف الإسلام واضح جدا وذو أهمية كبيرة لهذا البلد ومع ذلك صممنا على أن نضمن حقوق غير المسلمين وكذلك المالاويين الذين يعيشون في نفس البلد وكذلك الذين لهم أصول هندية أو صينية لهم نفس الحقوق الواجبات، ويظل التحدي الحقيقي.. حاكمية جيدة يقبلها الجميع ضد الفساد وأن نضمن وجود عدالة اقتصادية.   * لكن حتما ستفرز الحياة اليومية بعض الخلافات بين الأحزاب الإسلامية وغيرهم من الأحزاب الأخرى.. فكيف ستديرون هذه التباينات؟ – نفترض أن دولة كلها مسلمين أو كل أفرادها من أصل واحد، هل ستنتهي المشاكل؟؟ بالطبع لن تنتهي، وكمثال على ذلك فإن الحزب الإسلامي والحزب الصيني لديهم مشاكل ولكننا ناقشناها ونعمل على حلها. فمن المهم أن نتعامل مع كل طوائف المجتمع دون تفرقة وبحكمة بالغة، وأن تحترم الناس وتختلط معهم، وكل الأحزاب مطلوب منها هذا الاحترام والتعاون.   * تتبنى الدولة ما يعرف بمشروع « الإسلام الحضاري » ونعلم أن عليه الكثير من المحاذير لديكم.. فهل سيؤثر فوز الأحزاب الإسلامية على هذا المشروع؟ – توجد إشكاليتان..الإشكالية الأولى هي الإطار التنظيري، فالإسلام الحضاري يتحدث عنه الجميع من قديم الزمان، لكن عند التعرض له تجده مفهوما ضعيفا، وابن خلدون نفسه تكلم عن نفس المشروع محددا مصطلحي العمران البيضاوي والعمران الحضاري فهو عمران إذا وليس إسلام.   *ما الفرق؟. – الفرق في النقطة الثانية التي قلتها وهي أن ابن خلدون تحدث عن حضارة مكتملة، وهنا تجد الأمر مختلفا وأنت تتحدث عن الإسلام الحضاري وتتساءل هل يوجد إسلام غير حضاري؟!. المشكلة الثانية نحن نفترض بحسن الظن أننا نريد فعل شيء جيد لهذا البلد ويطلق عليه اسم « إسلام حضاري » وهنا تكمن المشكلة ففي واقع الأمر يوجد فساد على المستوى التطبيقي للإسلام الحضاري. فالتطبيق العملي هو الذي يمكن أن نحكم من خلاله، فكيف تطلق عليه إسلاما حضاريا في الوقت الذي يتدنى فيه مستوى النظام التعليمي ومستوى النظام الاقتصادي حتى أن المسيحيين والهندوس يتساءلون هل هذا هو الإسلام.. إنه نظام مليء بالفساد؟.   *البعض يتحدث عن عدم قدرة الإسلاميين والتيار البديل عموما على قيادة ماليزيا في الوقت الحالي لعدم وجود كوادر لديهم على المستوى الاقتصادي؟ – لدينا كوادر كثيرة في الحزب الإسلامي وحزب العدالة، وأعتقد أنه عندما تتعرض للقاعدة تجد أن المسلمين والهندوس والصينيين مندمجون ويعيشون معا في مجتمع واحد.. دعني أعطيك مثالا؛ في الانتخابات الأخيرة الدائرة الانتخابية أو البرلمانية كانت توجد مرشحة واحدة من النساء وكانت لديها غالبية كثيرة رغم أن 55% من المصوتين من غير مسلمين ومع هذا فازت وهذا يعد إشارة جيدة في ماليزيا على القدرة على الحوار والتحالف مع التيارات الأخرى، ويعلمنا نحن المسلمين شيئا جيدًا وهو أننا يجب أن نكون حكماء وأن نعامل بالحكمة وأن نكون حساسين لشعور الآخرين في التيارات السياسية الأخرى.   * كيف توفقون بين الأفكار النظرية والممارسة والتطبيق على أرض الواقع حال وصولكم للحكم، فالواقع السياسي له ظروف خاصة.. هل لديكم خطط؟. – لي خبرة، عندما كنت في الحكومة وكذلك إخواني وأخواتي في الحزب الإسلامي لديهم خبرة، لذلك نحن من المسلمين ومن غير المسلمين علينا أن نتفق على الأسس والقواعد العامة في العمل وهو ما يستدعي أحيانا العودة إلى استشارة علماء كبار أمثال دكتور يوسف القرضاوي أو طه جابر العلواني والاستعانة بآرائهم في بعض الأمور التي تكون جيدة ومفيدة لبلدنا.   * كيف تنظر إلى أوضاع العالم العربي خاصة قضية فلسطين والعراق و.. أين الخلل من وجهة نظركم؟ – أولا في قضية العراق أرى أنه على القوات الأمريكية أن تنسحب من الأراضي العراقية رغم أنني أعترف بأن صدام حسين كان يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للعالم الإسلامي. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فعلينا أن نحترم طموحات الشعب الفلسطيني ونناشد فتح وحماس بضرورة اللقاء والاتفاق، أي ينبغي أن يكون هناك وعي أكثر بهذه القضايا في العالم العربي والإسلامي، وبشكل عام هناك إشارات إيجابية في العالم الإسلامي والمثال على ذلك حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.   * هل تطمحون حال بلوغكم السلطة في أن تلعب ماليزيا دورا في العالم الإسلامي؟ أم تفضلون عدم الانغماس في مثل هذه القضايا وما أسبابكم؟ – أعتقد أن أولوياتنا ستكون هي منطقتنا ودعم أواصر الصداقة بين بلدنا والدول المجاورة، ولدينا أيضا مسئولية تحتم علينا التعاون مع إخواننا في العالم العربي والإسلامي، وأنا شخصيا لدي علاقات جيدة في العالم العربي والإسلامي، وكذلك لدي مصالح عديدة ثقافية وتجارية لذلك سنهتم بالعالم الإسلامي.   * هناك من يرى أن لكم علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فكيف يمكن الجمع بين هذه العلاقة والشعبية المتنامية للطبقات المالاوية المتوسطة المعروفة بعدائها للولايات المتحدة الأمريكية؟ – آمل أن تكون لي علاقة ممتازة مع أمريكا هم يقولون هذا لكن الحقيقة أني اختلطت بالجميع في الولايات المتحدة وأيضا آرائي في القضية الفلسطينية والعراق بالطبع هي ضد ما يراه الأمريكيون، كما أني ضد مشروع الحرب على الإرهاب، ومع ذلك هذا لا يعني أني سأذهب للحرب مع أمريكا نعم سأبذل قصارى جهدي لكن لن أذهب لمدى كبير. الحكومة الماليزية أشاعت أني ذهبت إلى أمريكا لكن لدينا دليل أن حكومة عبد الله بدوي أعطت مالا لـ »جاك أبريموف » اللوبي اليهودي في أمريكا وأنا ضد هذا تماما، ولدينا أدلة على أن حكومة بدوي أيضا أعطت أموالا لتسلح الشرطة الإسرائيلية، لذلك هناك اختلافات كبيرة بين الحقائق وبين الدعاية الإعلامية.   * المتابع لأفكاركم يرى إنها تسير في اتجاه علمنة الإسلام؟ – في واقع الأمر يمكن الحكم على شخصي من خلال كلامي وأفكاري، لكن ليس من خلال رؤية الآخرين، فالبعض يذهب إلى الإسلاميين ويقولون لهم إن أنور إبراهيم لديه علاقات جيدة مع أمريكا وهم أيضا أنفسهم يذهبون إلى أمريكا ويقولون إن لدى أنور إبراهيم علاقات جيدة مع الإسلاميين أو مهدي عاكف (مرشد الإخوان)، وفي الحقيقة أنا إنسان مسلم ماليزي وينبغي أن أناقش كل قضايا العالم مثل القضية العراقية والفلسطينية والعديد من القضايا المحلية والدولية الأخرى.   * دكتور أنور.. الاتهامات الأخيرة التي وجهت لكم بممارسة الشذوذ كانت لها سوابق في إبعادكم عن المنافسة السياسية هل تعتقد أن السيناريو سيتكرر أم أن الأمر سيمر بسلام؟ – نحن الآن أكثر استعدادا، والناس أكثر تفهما للقضية وللحقيقة، وأؤكد أن الطبيب الذي فحص هذا الشخص الذي اتهمت بممارسة الشذوذ معه أكد أنه لا توجد إمكانية لحدوث هذا معه، وكان هناك شهود على ذلك.   وبالنسبة للقضاء فقد ذهبت للمحاكم الشرعية لبحث إمكانية رفع قضية قذف ضد هذا الشخص، وهناك فتاوى دعمت الموقف من الداخل والخارج، فالدكتور العلواني ود. صلاح سلطان وغيرهم دعموا موقفنا.. وأنا أعتقد أنهم يحاولون إعاقتنا سياسيا.. لكن هذا لن يحدث. ——————————————- باحث شرعي بشبكة إسلام أون لاين . نت    (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 30 أوت 2008)  


أيها الدكتور هيثم منّاع

 

 
الشاذلي العيادي
سيدي، أقصدك أنت بالذات و تذكر ما طلبته منك للوقوف معي ضد ممراسات المجتمع الأمني السويدي ضدي عندما كنت في السويد  و رفضك  تاييدي بتوجيه مكتوب إلى الإدارة السويديّة  ومتعللا بكل تكبر بأنه ليس لك من الوقت لإرسال مكتوب إلى الإدارة السويديّة و إكتفيت بأنك ستكلم في الموضوع سفير السويد في باريس   بعد  ذلك ببعض اليوم  وقع التعدي عليا بالضرب المبرح الأمر الذ يجعلني أصاب بفتق أسفل بطني ورفضك هذا منبثق من رفض صديقك المدعو منصف المرزوقي لرفضه تركك مساندتي أما في ما يخص اني ظلمتك و رجائك أن لا أظلم غيرك هذه إسرائيلييات او سياسات يتخذها أهل المحاول الماسونيّة الأوروبيّة  و أقل ما أقوله لك أن الظلم سلاح الضعفاء و من إتخد منهم الجبن و المسكنة مأخذ الجد والأيام بيننا و دهر طويل، و إذا كنت في صنف الرجال فتقدم  بشوي إلى القضاء ضدي و حينها سأكشف  كل الأوراق و لعلمك لن يشرفتي بأن أكون من عملاء أي جهاز في العالم إلا  للجزب الذي أنتمي إليه مع العلم إنك أول من جعلي أندم على عدم العمل مع النظام التونسي ضد المجتمع المدني و بعض أشباه الرجال ضمنه   كما أني مستعد  للعمل  حتى مع إسرائيل لمجرد القضاء عليك و على المنصف المرزوقي  و على مثلكما الأخطر على الأفراد و الأوطن  إني موجود في بيروت  و اقطن في الفكهالي  وبإمكانك الإلتجاء إلى صديقك فارس خشّان أو إلى بعض معارفك  هناك لمحاولة تحييدي هل فهمت الرسالة؟  إذا أراد الله الأيام بيننا  في يوم من الأيام سأنال منك لما أصابني و أصاب إبنتي منك و من يهوذا الأسخريوطي التونسي المدعو منصف المرزوقي  السيد الشاذلي العيادي تحية طيبة وبعد عدت من مهمة لم تسمح لي برؤية بريدي الالكتروني خلال خمسة عشر يوم وقرأت رسالتك وفيها بصريح القول و أصدقه. و بما في الإنسانيّة من معاني مجتمعة، أقول إلى المعالج النفسي بدون دواء الدكتور هيثم حسين منّاع، أني لست من الدراويش على حد قولك. ولا من عملاء النظام السوري حسب إدعائك و ترويجك له في أكثر من مجتمع مدني و دولة أوروبية. و لعلمك أفتخر أني من المختصين و المنظرين في ميدان الأمن القومي. و يكفيني شرف عندما لم يتمكن أحد رموز المجتمع الأمني التونسي للوقوع بي بين براثن خيانة الوطن و الأمة. و عدم إدراكه المأمول في تدمير صحّتي الفكريّة و العقليّة. حاول بإيعاز من الجنرال عليّ السرياطي ومساعدة  عيسى بن فرحات، رئيس سابق للمحطة الأمنيّة بسفارة تونس بدمشق. و محمد الناصر حلاس من أعتى رجال الإدارة العامة للمصالح المختصة. و خالد الطرابلسي، رئيس سابق للمحطة الأمنيّة بسفارة تونس في بريطانية.  تكوين ملف وتقديمي للمحاكمة من أجل مجرد التعاون في ميدان الأمن القومي لصالح الأمة العربيّة مع شخصيّة قوميّة بارزة ضمن قوة أجنبيّة شرق أوسطيّة. أليس هذا أفضل من أن أكون ضمن دائرة موجاتيّة لجهاز تحكم عن بعد ضد وطني و أمتي مقابل كبر المقام و طيب العيش و الوجاهة ؟. أطلب منك بكل أدب و محبّة سؤال صديقك سفير السويد في باريس أو أي شخصيّة أخرى من الإدارة السويديّة، من أنقض مملكة السويد من التورّط في منطقة الشرق الأوسط؟.  من ساهم بالنصح و الدراسة في العدول عن إرسال1500عنصر من القوات للسويديّة للمشاركة في قوات الأونفيل في لبنان رغم موافقة مجلس الوزراء على ذلك؟.  من حيّد المجتمع السياسي و الأمني في مملكة السويد عن تصديق تقارير أمنيّه متأتية من المركزيّة الأمنيةّ الأمريكية بعد يوم أو بعض اليوم من وقف الأعمال العدوانيّة على لبنان. تقول و تحذر هذه التقارير أن حزب الله قد خسر الحرب و سينظم عمليات إنتقاميّة في بعض عواصم أوروبيّة بتزكيّة من وطنك الأم سوريا؟. لا أدري السيد الكريم ان كنت تتحدث عني فوالدي اسمه يوسف وأنا لم أتفوه في حياتي بتعبيرات تنسبها لي وليس لي أصدقاء في السفارة السويدية أو غيرها وأعتقد بأنك قد أخطأت الرسالة والعنوان وطريقة التعامل وأرجو أن لا تظلم غيري كما ظلمتني أما من جانبي فغفر الله لك على أبواب شهر رمضان الكريم مع خالص التحية هيثم مناع  


عن الحوار القومي :
همسة مسجد ضرار
الأستاذضو بالسعود   تحت عنوان دعوة إلى الحوار … من مسجد ضرار، كتبت صاحبة المقال على لنترنات هجوما مركزا على حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بناء على دعوته إلى الحوار القومي معتبرة الدعوة إلى الحوار من طرفه أذى للقوميين؟ وما سكوتها إلى هذا الوقت إلا اجتنابا لشر التلاسن… ولولا بعض الطيبين (تقول ) الذين انطلت عليهم حيلة من ضلوا وأضلوا لما كتبت… إن الحوار واجب لكن لا يكون على طريق تلك الوسائط.. لأنها لن تكون حاضنة. ولن تكون شريفة…لهم حسابات وارتزاق سياسي..كالأفاعي ناعمة الملمس لكنها قاتلة. لم تجد في الدعوة ما يطمئن له القلب أو يستريح له العقل..الحزب ملتقى للإقليميين داخله، ورغبة للإقليميين خارجه لقمع كل جهد عربي شريف.. حرصا على جمع الشمل وتوحد لكلمة ـ ليس مهما موقعي ـ ، فضلت أن أهمس في أذن السيدة أو الآنسة صاحبة المقال ببعض ما خطر لي وأنا أقرأ مقالها والرد عليه من سفود الأستاذ أحمد عمر.وقبل أن أهمس إلى صاحبة المقال أقول للأستاذ أحمد : اسحب سفودك فلا حاجة لنا به. لأن من اكتوى بحر ما ذكرت يسوؤه أن يحمل عليه من فيه بقايا عروبة. و صاحبة المقال ـ كما أظن ـ تحمل الوصف كله أو جله، ولكنها موتورة، وللموتور عذره.ولسنا في حاجة إلى التلاسن كما قالت، لكنها وقعت في ما يدعو إلى التلاسن وأي تلاسن ممن هم  معنيون بكل كلمة وإشارة، لكنهم عفوا أقلامهم عن ذلك كما يبدو.وتلك لهم لا عليهم. أما همستي إلى صاحبة المقال فأقول:        1 ـ كل من تحمس إلى الحوار من الذين أعرف، طيبون كما ذكرت، ومع ذلك يصح فيهم قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: لست خبا والخب لا يغلبني. و من يتحمس للعمل السياسي، ومن منطلق الحوار خاصة لن يكون طيبا بما تحيل عليه صفة الطيبة في بعض من معانيها؛ لأن السياسة فن، والفن يوصف بكل صفة إلا هذه. مما دعاك مشكورة إلى كشف بعض من المخبأ. 2 ـ ألا ترين أن تشبيه التمثيل الذي عنونت به موضوعك، كثيرا على الطرفين، الذام والمذموم؟.وهل حقا أن الطيبين الذين ساءك حالهم فنثرت كنانتك وعجمت سهامها ثم رميت بأوسطها فاعلية، أما أمضاها فسيأتي دوره يوم ترفع ورقة التوت. وأنت وجمع المتقاعدين عن العمل بمستوى من نهاهم الله عز وجل عن الصلاة في مسجد ضرار؟. أما أنا فلا؛ لأنني أعرف قدر نفسي، وأما أنت ومن على سمتك فها أنا أنتظر.لا أن تزيلي ورقة التوت كما ذكرت آخر المقال ولكن ما تضمنه قولك:لقد برز في الساحة عنوان مؤسس لمرحلة جديدة. أما من بداخل مسجد ضرار حسب وصفك فأربأ بكل قومي وحدوي أن يصف عربيا بمثل هذا؛ إن لم يكن حرصا على الموصوف فرفقا بنفسه حتى لا يضعها في مرمى الحديث:من كفر مؤمنا فقد كفر، أعني صدق العروبة وصحة المنطلقات. من الإنصاف أن نقول: إن في هذا الحزب فئة من الصادقين عروبة وإسلاما نعرفهم ونزكيهم ونثق فيهم فلا يصح أن نتهمهم. وقد يوجد من ذكرت، فلا مشاحة. وتلك طبيعة الحياة.                  أصدقك القول إن الذي أغراني وما زال، في الدعوة عبارة « حاضنة  » وهي كما جاءت على لسان أمين الحزب نفسه تعني احتضان الحوار وليس احتضان القوميين. وذلك أمر طبيعي، لأن من طبيعة الحوار أن تنبثق عنه قرارات قد تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، إذا ارتفع العدد والمستوى فكرا ومقاصد. كما لا حصانة لمن داخل الحزب أفرادا أو جماعة أو سياسة. اللهم إلا إن كان من بالخارج يربأ بنفسه أن يجتمع مع من يلوث طهارته القومية. فهذه شنشنة لا أعرفها. 3 ـ لا حسم في السياسة مهما تقلبت الأوضاع والرجال وحبكت الدسائس، لأنها فن إدارة الممكن. وإدارة الممكن لا تعني الأخذ بالممكن كما تفعل الحكومات العربية اليوم. وما هو ممكن في موضوعنا، أن نلتقي، وأن نتحاور في جدل علمي رفيع لا يحيل إلى صراع أو قطيعة. وإذا كنا جدليين بما فيه الكفاية سننتهي إلى ما يجمعنا. ولن يكون الحوار البناء عبر الجرائد والمدونات لأنه سيتحول إلى سجال فكري، وهو ما نمارسه على طول الساحة العربية وعرضها حتى إذا اجتمعنا تلاسنا وافترقنا، أو جامل بعضنا بعضا على حساب القضية.  4 ـ ذكرت الثمانين وما حبلت به من صراع بين القوميين وهو قمة الغباء السياسي، استفاد منه أعداء الأمة حتى تمكنوا ومكنوا ثم انثنوا على الجميع. إن مشكلة القوميين أنهم لا يتعظون من التاريخ والعبر تتابع منذ الخمسينات وسجونها ومشانقها وتشريدها ونسف كل ثوابت الأمة من دين ولغة وانتماء . ثم تجددت المطاردة في الستينيات والسبعينيات.وهنا تغير التكتيك من المواجهة المباشرة إلى المواجهة بواسطة البدائل الفكرية . قومي، إسلامي، شيوعي، والمستفيد في النهاية غيرهم جميعا.وهي لعبة مازالت تمارس ومازالت تجد من يستجيب لها بطرق شتى ومسميات مختلفة، والعجيب أن تجد صداها داخل التيار الواحد كحال القوميين داخل تونس وخارجها.   إن السجال عبر المدونات والصحف أو التهامس في البيوت والمقاهي، لن يجدي نفعا. لا بديل عن الحوار المباشر وستصحح أخطاء وتعرى نوايا وتكشف ألاعيب وأطماع . 5 ـ وأخيرا لقد آن الأوان أن نعترف بالحقيقة المرة وهي بدون مواربة أو لف إننا محبطون عاجزون خائفون فقدنا إرادة الفعل. ومع ذلك نجبن عن مواجهة أنفسنا بالواقع المر، وهي قمة الانحدار الفكري والسلوكي. وللتغطية عن عجزنا نجتر التاريخ ومعاركه في أروقة الجامعات والمعاهد حيث المسؤولية محدودة. حتى إذا خرجنا إلى ميادين الحياة حيث المراهنة على المستقبل وسجن السنين، لذنا بالهياكل النقايية كالاتحاد يوم كان قادرا على لعب دور رائد، لكنه في النهاية يبقى هيكلا نقابيا مهما تحايلنا على القانون وتذرعنا بشتى الذرائع.   لا مفاضلة بين الأفكار مادام الهدف واحدا.إن الذي يحجز بيننا، ذواتنا وأنانيتنا وعجزنا وما عدا ذلك فتبرير وهروب من مواجهة الذات بما تنطوي عليه أعماقها.في أعماق كل منا شبح سجان وسجن وزوجة وأطفال حكما أو احتمالا وقطع رزق… مع أنها أوهام السنين تطاردنا في اليقظة والنوم كأن لا شيء تغير في البلاد والعباد. 
                   وإذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تجد من لاتعاتبه  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )  بتاريخ 31 اوت 2008)  


دعوة بالعودة إلى الأصولية الناصرية :
نحو ديمقراطية عربية
 
 حسين الربيعي
أن مفاهيم الديمقراطية تختلف بأختلاف المستوى الأجتماعي ؛ أن الديمقراطية في أسيا وأفريقيا هي لقمة العيش أولاً ، وهي الكساء وهي المسكن ؛ فإذا ما عز ذلك على الفرد ،،، فكيف يمكن أن تكون هناك حرية وديمقراطية ؟                                                                                                          

الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

في بداية عصر النهضة العربية الذي قاده الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، أرتفعت نداءات الأشتراكية العربية لتمييز الفكر الأشتراكي الناصري عن غيره ، وأصدر الكثير من الكتاب والمفكرين القوميين دراسات متعددة في هذا الجانب ، ومن بينهم الاستاذ كلوفيس مقصود الذي أصدر كتاباً عنوانه نحو أشتراكية عربية ، حيث كانت الحاجة ماسة لتسمية النمط والأسلوب الناصري في العمل على إقامة الدولة الأشتراكية . ولما كانت الحاجة اليوم لأيضاح النهج الديمقراطي في التجربة الناصرية ، بسبب المتاهات التي دفعوا الناس أليها من خلال تغطية الفساد والأستغلال السياسي والاقتصادي الذي هيمن على الوسائل والمؤسسات السياسية في الوطن العربي ، بالإضافة للأحتلال والهيمنة الأجنبية ، فلقد وجدت أن من واجب الوطنيين والقوميين المساهمة في وضع رؤيا ديمقراطية حقيقية تتوافق مع واقع المجتمع العربي ، مستحصلة من نتائج التجربة الناصرية .  أن على الناصريين فعلاً ، وبعضهم يقف مكتوفاً دون أن يدري ما يفعل ، والبعض منهم وجد نفسه وسط الزفة الديمقراطية الجديدة بموضتها الأمريكية ، يشارك اصحابها ؛ فإن على البقية التي تبحث عن سبيل للخروج من الحالة السلبية السرابية ، أن تعود لأصولية تجربتها الناصرية ، لكي تقرأ فصولها بدقة ومقارنتها بواقع العمل السياسي القائم على الأرض ، وهو العمل المضاد دون شك لمبادئ تجربتها ، لتستخلص أيجابياتها بتمسك عالي دون ان ترضخ لأحتمالات زعزعة ما تتوصل أليه ، ودون ان تترفع عن الإضافة العلمية له أيظاً . ورغم أني لاأؤمن بما يسمونه الديمقراطية الغربية ، لكونها لاتعني معنى الديمقراطية الحقيقي وهو سلطة الشعب ، فيما الديمقراطية الغربية تعبير عن وسيلة ما لتفادي الصراع الدموي بين قطبين أو أكثر ضمن دائرة عملية سياسية تضمن أستمرار تنقل السلطة بينهما أو بينهم ، وعلى قاعدة سلبها (السلطة) من مستحقيها (الشعب) . ومع ذلك ، فنحن نضطر لأن نحتكم أليها (الديمقراطية الغربية) الأن لأمرين : أن نرفع الهالة الكاذبة عنها ، وأن نحاول ثانياً التخفيف من وطأة مضارها .. وربما الأرتقاء بها . فالأفصاح عن خدع هذه الديمقراطية ، وفضح ممارسات روادها في الأتجاه الذي يساويها بالدكتاتورية والشمولية أو يتغلب عليهما أحياناً … يتطلب  تكثيف الرقابة والملاحقة التامة لمجريات مسيرتها ، ما يمكن أن يخلع القناع الذي يضعه الجامحون لإحتكار السلطة من خلال ما يسمى عملية تداول السلطة ، فعلى الأقل يتعرض المعنى هنا للأهتزاز ، فإذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، ومن أجل الشعب ، فمع من تتم عملية تداول السلطة هذه ؟ ولعل التجربة المريرة في العراق ، التي تغنى بها الأحتلال كثيراً ، وأربابه المحليين من طوابير الرجال والنساء من دالة الأحتلال ، ومسوغيه ، أو من البعض الذي أراد أن (يغتنم) الفرصة في الولوج نحو عالم السياسة والرئاسة ، الذين لايعني لهم الشرف الوطني والكرامة ولاغيرهما مما لايمكن صرفه أو تحويله (لمصاري) ، لإصطياد الفرصة جزءاً أو بعض جزء والأستئثار من الثروة المستباحة بغياب السلطة الشعبية ، عبر التمكن من الهيمنة على وسائل النفوذ والقوة ، لضمان المشاركة فيما أصطلح على تسميته (العملية السياسية) وبمباركة أصحاب السلطة الفعلية والقوة المتنفذة على الأرض وهو الأحتلال ، ولا أحد غير الأحتلال . حتى أن درجة الأدعاء بمفاخر ومزايا هذه العملية السياسية (الديمقراطية) ، في الجانب الأعلاني لها بمقايس ترويجها بالأسلوب التجاري المحض ، الذي يستخدم المبالغة والكذب المحبك بتفريط ( على شاكلة القوة الفولاذية التي تمنحها رقائق البطاطا المقرمشة أو مشروب غازي معين لأغراء المستهلك بشراء هذه المادة والأيحاء له دون وجه حقيقة بتلك القوة والأنتعاش) أوقعها (ديمقراطية العملية السياسية) في حبائل أعمالها ، حين أوصلت الناس لقرار المقاطعة الجماعية لأيةِ أنتخابات تجري تحت سيادة العملية السياسية الحالية . ولأن السياسة فن الممكن ، فلقد وضعنا أحلامنا جانباً خوفاً (أن تجربا) .. ولكن دون أن نهجرها أو نتغافل عنها ، لأنها الأكثر واقعية وتجاوباً مع مفردات المجتمعات الأنسانية ، والمجتمع العربي بشكل خاص ، ولأن المواجهة الحضارية قلما تستوجب اللجوء لوسيلة سفك الدماء ، فقد كان الأختيار الأفضل لرواد الديمقراطية الحقيقية والسليمة سلوك سبل الحوار والفكر والثقافة ، ولابد أن يكون الأعلام في مقدمة هذه الوسائل الثقافية والفكرية بأعتباره القناة التي تعالج الصعوبات الأكاديمية وتيسيرها للمتلقين غير المتخصصين . يقول لازويل 🙁 أن من وظائف الأعلام مراقبة البيئة المحيطة ، ومنع أي ثقافة أخرى من أختراق المجتمع ، والعمل على ترابط المجتمع وأفراده من جهة أخرى ، والأهتمام بنقل التراث الأجتماعي . )  وعليه يجب أختيار السبيل الممكن المتاح بالمواجهة الأخلاقية ، مع يقيننا أن الطرف الأخر أمامه وسائل غير عادية ، وغير أنسانية ، وغير أخلاقية . أن التفاني الذي يمتلكه المؤمنين بالديمقراطية الشعبية ، لايمتلكه ولو بالحد الأدنى رواد التحريف من أتباع الديمقراطية الغربية التي تفتح الطريق لأستبداد أشد قسوة ًتمارسه الدول أو الدولة المستبدة على الشعوب الأخرى ، أي بمعنى تدويل الدكتاتورية بتحويلها من دكتاتورية فرد أو حزب أوجماعة أو طائفة أو عشيرة .. من أبناء الوطن ، إلى دكتاتورية تمارسها ألة أو جيش أو مؤسسات أو شركات تجارية وأقتصادية من خارج الوطن . لقد أصبح العراق من خلال التجربة الديمقراطية التي (يرعاها) الأحتلال ، مكباً لكل النفايات السياسية الخطرة والسامة والغريبة ، ومرتعاً لكل ما يوحي به الغرباء الذين هم على أقل تقدير لايحسون بمصالحنا وطموحاتنا ، بدعاة لهم مسخرون لخدمة أغراض وأهداف آولئلك الغرباء المدججين بالسلاح المرفوع في وجوهنا ، والذي يحسب أنسانيتنا وكرامتنا ووطنيتنا إرهاباً نستحق عليه أشد الويل والعقاب ، يجيره علينا آولئك الدعاة ، وذلك هو منطق الزمان حين تأبوا شمس الفضاء ويرتد الصحاء ويسود دموس الليل . أن الشعار الواقعي لوضع المجتمع على طريق الديمقراطية الحقيقية ، والذي لايقبل التأويل هو : إرادة الأمة هي القانون الأعظم ، مع الأخذ بالأعتبار ما يمكن تطويره وفقاً لهذا النص في إطار السلطة ، إذ لايمكن أن تتحول السلطة الشعبية لغير الشعب ، ولايمكن أن توضع المعوقات في رغبة المواطنين على المشاركة في هذه السلطة وتصنيع قوانينها ، وبالمناقشة المستفيضة عبر لجان وآليات محددة . أما السلطة التنفيذية ، فهي الإدارة العامة المستخدمة من قبل السلطة الشعبية ، والخاضعة لمراقبتها ومحاسبتها . فلايمكن أن يكون الأمر ديمقراطياً أن يمتلك نفرٌ ما السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ولايمكن أن يعرقل نفرُ ما إرادة الشعب ، ولايمكن أن يتم تطعيم الديمقراطي بصلاحيات لهذا الفرد من المجتمع أو ذاك ليستخدمه في نقض قرار ما صدر بطريقة ديمقراطية يجري العمل بموجبها وقت القرار … فكيف يعترض الموظف على قرار أصحاب القانون الأعظم ؟   مفاهيم وتفاسير غريبة وفوضوية للديمقراطية : هناك أسئلة تفرضها طبيعة التجربة القاسية في العراق ، يمكن أن أن تتمحور في أهم نقطتين أولهما ـ هل الديمقراطية أنفلات على مختلف الأتجاهات ، نحو الأسوء ؟ ثانيهما ـ هل الديمقراطية نسف وأفناء تام للوطنية ، نزولاً في السلم نحو الأدنى ، وصولاً لحالة التلاشي ؟    قبل الأجابة على هذين السؤالين ، أسيق ما قاله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من صميم الأصولية الأولى للتجربة وبشفافيتها ، مثالاً : ففي حديث عبد الناصر مع ويلتون وين مدير مكتب وكالة الأسوشيتد برس في القاهرة وهاري أليس مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بتاريخ 9 / 10 / 1959 ، أجاب عبد الناصر على سؤال لهما عن الحزبية : دعني أسألك ، ماذا فعل واشنطن في أمريكا عقب معركة الأستقلال ؟ هل كانت هناك أحزاب ؟ الواقع أن جورج واشنطن كان يرى عدم قيام الأحزاب ، وكان يرى أنه لو تعددت الأحزاب في هذه المرحلة الحرجة التالية للحصول على الأستقلال مباشرةً لأدى ذلك إلى قيام حرب اهلية ،، وكان رأي واشنطن أن وحدة الشعب الأمريكي وأبتعاده عن مشاكل أوربا هي خير ضمان للأستقلال الوليد ، وعندنا في مصر قبل الثورة كانت هناك أحزاب ، وكانت هناك واجهة لحياة برلمانية ، فهل كانت هناك ديمقراطية ؟ كان هناك برلمان ، وكانت هناك قوة احتلال ، وكانت هناك أنتخابات شعبية ، أو هكذا كان مفروضاً أن تكون ، وكان القصر هو المرجع الأول والأخير وكانت هناك أحزاب ، وكان السفير البريطاني هو الذي يجيء بالوزارات ويذهب بها ، فهل كانت هذه ديمقراطية ، أم أن تلك مجرد واجهة مضللة ؟   إذاً الإجابة تتطلب العودة لمسيرة التجربة العراقية الجديدة ، وفك أشكالياتها المعقدة ، مع الأخذ بنتائج تجاربنا القومية ودروسها البالغة ، خصوصاً أن تجربتنا الوطنية العراقية على تماس مباشر بالتجربة القومية ، فثورة تموز 1958 كانت الثورة الشقيقة للثورة الناصرية  الكبرى في مصر وقد جاء في بيان ثورة 1958 الأول من بين أهم أهدافها ما يدلل على التطابق في الرؤى بين الثورتين بأتجاه قيام السلطة الشعبية وبالنص : ( وأن الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه ، وهذا لايتم إلا بتأليف جمهورية شعبية ) لاسيما وأن الواقع السياسي للقطرين الشقيقين مصر والعراق مر بنفس الأحداثيات ، حيث كانت هناك ديمقراطية برلمانية وأحزاب وأنتخابات  وعلى العموم ، ومن خلال أنتمائي القومي ، فإن ما قرأته عن تجربة المناضل القومي معن بشور في اطلاقه تسمية التيار العروبي التوحيدي الديمقراطي ، كتعبيرعن حالة الحركة القومية المعاصرة ، ما يمكن ان يحدد أطر ومسارات الفكر الديمقراطي العربي بالمسارات الأخرى التي لاتستقيم بدونها ديمقراطية حقيقية وسليمة في عالمنا العربي .    فالديمقراطية الشعبية الحقيقية لاتقوم في ظل عبودية الوطن للمحتل أو المستبد الخارجي أو الدول المتنفذة ، فالديمقراطية التي يسمح بقيامها المستعمرون والمحتلون ، هي ديمقراطية الفوضى والفساد التي تفتح الأبواب على مصاريعها للفرقة وفق نظرية (فرق تسد) ، مما يعني بطلان الدعاوي الديمقراطية بسبب ولادتها غير الشرعية من خلال ما يمكن أعتباره أغتصاب قهري أدى لممارسة محرمة ، وكل ما يبنى على باطل فهو باطل . لذلك لجأ المحتلون لنشر مفاهيم وأساليب فوضوية ، لمجاميع المتسلطين من حملة فكر (الحواسم) وتطوراته اللاحقة نحو الفكر (المليشياوي) ، الذي حول العراق لصورة مطابقة للقرون الوسطى ، حتى أصبحت تلك المفاهيم والأساليب الفوضوية القانون الأقوى في البلاد ، إذ لايمكن أن تكون هناك ديمقراطية إذا أجتمع القاضي والمجرم والجلاد في شخصية واحدة ! فكيف يكون بناة الدولة أول الخارجين على قوانينها ( البيشمركة الكردية تواجه القوات الرسمية في محافظة ديالى مثلاً ) ؟؟ أن مقولة الديمقراطية يجب أن ترتبط بوحدة الدولة أرضاً وشعباً  وأن لايكون قيها متسعاً للقوى والأحزاب والشخصيات الداعية للأنشقاق أو الانفصال أو الطموحات الخاصة أو الأنحياز لفئة دون أخرى ، أن ممثل الشعب (النائب) يجب أن يكون بحق ممثلاً للشعب ، وليس ممثلاً لجزءٍ من الشعب (من وجهة نظر المؤمنين بالبرلمانية) ، إن ذلك يحول (حول) القبة البرلمانية لساحة للصراع وليس ساحة للحوار . أن ظاهرة المظلومية المتعالية والمؤججة لدى البعض على البعض الأخر ، ومرافقة هذه الظاهرة بالخروج عن الثقافة والنهج الوطني ، وتعزيز ذلك بصرامة وقونين المنظمات شبه العسكرية لهؤلاء وهؤلاء ، لن تقود لعملية بناء تجربة ديمقراطية يتوافق الجميع على حمايتها وتطويرها وأستمرارها ، فالظاهرة مسلكاً لقيام نزاعات لاطائلة ولانهاية لها ، حولت الوطن لجزيئات ، كل جزء يطالب بتعويض مظلوميته بأن يأخذ الحصة الأكبر من الأخر وبمختلف الوسائل التي تفرض ?ارادة القلة على الأكثرية ، ليس بدواعي القانون الوطني ولكن بدواعي قوانين الأحتلال وحمايته ، وصار الولاء الوطني للجزء وليس للوطن ، والديمقراطية هنا يمكن أن تكون للجزء الذي له أهداف غير اهداف الجزء الأخر ، وبما أن الديمقراطية التي يمثلها الدستور (القانون الأعظم) هي إرادة أمة ، فلا ديمقراطية عندنا على الأطلاق بسبب غياب مفهوم الأمة الواحدة في الدستور القائم الأن وفي فعاليات القائمين على تنفيذه.     الحرية والديمقراطية   أن التطبيق الحقيقي للديمقراطية حتى على مستوى الديمقراطية الغربية يحتاج للحرية كمدخل أساسي لها ، إذ لايمكن ممارسة ما يسمى حرية الأختيار في جو الفوضى والأضطراب الأمني ، وتحت تهديد بنادق الأحتلال ونيرانه الشديدة ، وبنادق الأحزاب والحركات السياسية التي كونت لها عصابات مسلحة فحرية الأختيار يجب أن تكون مضمونة بالقانون وسيادة القانون أما الأحتلال والفوضى فلا قانون لهما أعتماداً على ما أدرجناه سابقاً من أن القانون الأعظم هي إرادة الأمة ،  والأمة هنا هي الأمة التي تقع تحت تأثير الأحتلال وعصاباته وإرادتها . والحرية لاتقف عند هذه الحدود ، لآن أحد أهم منطلقاتها التحرر من الحاجة ، ونعني به التحرر من سطوة الأستغلال الأقتصادي لأن هذا الأستغلال تقع تحت هيمنته سطوة الأستغلال السياسي الذي يستطيع أن يتحكم بقوانين الانتخاب ، وشروط الترشيح ، وأسلوب الدعاية وتاثيراتها ، ناهيك عن الرشاوي وشراء الذمم والأصوات . والحرية كما يقول الزعيم عبد الناصر : ( الحرية ليست برلماناً ومجموعة من الناس نضعهم في البرلمان ، ولكن الحرية هي المساواة ، الحرية هي الديمقراطية الأجتماعية ، الحرية هي القضاء على القطاع وسيطرة رأس المال على الحكم ، والحرية هي القضاء على القطاع وعلى أن يكون لكل فرد الحق في أن يجد رزقه ولايهدد في رزقه . كان الشعب ينشد الحرية ، وكان يدرك أن الحرية لاتنفصل عن الخبز ، وأن المساواة لاتنفصل عن الحرية ، وكان يدرك ألا حرية من غير خبز ولاحرية من غير مساواة هذا هو الدرس الذي أخذناه من المرحلة التي مضت من سنة 23 ، ومن التجارب التي حاول الأستعمار أن يضللنا بها ، والتي حاول المستغلون أن يضللونا بها تحت أسم الديمقراطية وتحت أسم البرلمانية ) إذا فتطبيق الديمقراطية مرتبط بتوفير وحماية حرية المواطن ، وهي تحتاج لوسيلتين : أولهما ـ القوانين والألية القادرة على صيانة الامن العام وحماية أفراد المجتمع . ثانيهما ـ تامين الوسائل التي تضمن المساواة ، في الحياة والعمل أولاً ، وفي الممارسة الديمقراطية ثانياً .   الحزبية سطوٌعلى الديمقراطية وتحريف لها قامت في بلادنا العربية ثورات وانتفاضات متعددة في الوقت الذي كان بعضها يتمتع بكرامات وبركات الديمقراطية البرلمانية ، وذلك يعدو فشلاً بتلك الديمقراطيات ، ومع هذا يصر البعض على الأنتقال من مربع الدكتاتورية الشمولية إلى مربع (الدكتاتورية الديمقراطية) وهي الديمقراطية التي تمارسها الأحزاب (المنتخبة) !! وكأن لامجال امامنا سوى مسلكين لاثالث لهما ، فأما نسير بالاتجاه الذي يضمن معيشتنا دون أن نتفوه في أي شأن سياسي أو اجتماعي حسب المثل العراقي القائل : ( أكل و وصوص )  وأن تشكر مكارم القائد والزعيم والسلطان الأوحد والضرورة و  و إلخ ، وأما أن يحل عليك عصر الديمقراطية التي تعطيك كل مجالات الكلام ، مقابل ان تسرق ثرواتك وتنهب البلاد ، وتعمم الفساد . الدول الكبرى الأستعمارية وعملائها تريد ان تقطع الطريق على الفكر كي يبحث وينتج ، وتحاول ان توقف عجلة التأريخ من المسير قدما ً ، فالديمقراطية الغربية التي يتم تطبيقها اليوم ، ليست إلا عودة غير حميدة لما كان قبل ثورات العرب الكبرى ، وهي لذلك محاولة رجعية للعودة بالأحوال السياسية والأجتماعية التي كانت قائمة قبل تلك الثورات ، وهنا يحتاج البعض من الذين يسوقون جماهيرهم مع هذه الحملة الجديدة القديمة ، على الأقل للتراجع بوضوح عن مشاركاتهم القديمة في تلك الثورات ، وان يطلقوا عقولهم من ذكرياتها التي يلوحون بها كلما أشتد عليهم ونهم تذمر المواطنين ، والانتقال بشكل جهوري للعمل في بورصة المنافع الشخصية التي توفرها أسهمهم في العمليات السياسية التي ترعاها الأحتكارات الأستعمارية . يقول عبد الناصر : ( واننا رأينا الحزبية في مصر ، رأينا الحزبية في سوريا ، ماذا عملت ؟ يعني قبل الوحدة كان فيه حزبية في سوريا ، وكان فيه الوطنيون ، كان فيه ناس وطنيون وناس عايزين يعملوا ما قدروش . لأن الحزبية زادت من الاحقاد وطبعاً فيها انتهازية ، فيه ناس أنتهازيين في كل حزب من الأحزاب عايزين من هذه الحزبية وظيفة أو منفعة أو  أو  إلى أخره )  لقد كانت الحزبية ولم تزل الطريق الذي من خلاله تنفذ الدول الأجنبية لداخل الوطن عبر عملائها من أجل تحقيق أهداف تلك الدول ، ولذلك فإن الصراعات الدولية سوف تتحول تلقائياً لصراعات داخلية تحرق الأخضر واليابس من الوطن ( والتجربة العراقية خير شاهد على هذا الكلام ، الذي صوره عبد الناصر في تجربته السياسية : ( في الأحزاب كان الأمر الطبيعي يبقى فيه حزب رجعي يتصل بالدول الأجنبية ويأخذ منها فلوساً ، ويأخذ منها مساعدات لنفسه ليصل إلى الحكم وبعد ما يصل إلى الحكم يسلمها البلد . إذن الأحزاب الرجعية هي جسر البلد إلى الخضوع للأستعمار ) ويتابع عبد الناصر رؤيته للحزبية في الجانب الأخر : ( وبعد ذلك يظهر حزب شيوعي ليتصل بالأحزاب الشيوعية وياخذ منها المساعدة ، وإذا أستولى على الحكم يعلن دكتاتوريته ، والرجعيون إذا أستولوا على الحكم من الوطنيين ، وإذا الشيوعيون أستولوا على الحكم كذلك يعلنون دكتاتورية ويتخلصون من العناصر الوطنية ) ويتناول عبد الناصر العناصر القومية والوطنية النظيفة ، ثم لايستثني من المعادلة القوميين والوطنيين الذين ينخرطون في العمل الحزبي ، فيقول : ( إذن الجماعة التي  » حيتوهوا  » في الحكاية ، هؤلاء هم العناصر القومية الوطنية النظيفة التي لاتقبل أن تكون متصلة بالحزب ، ودول إذا كونوا حزباً يعملون حزباً قوميا ، حزباً وطنياً ، بيتوهوا بين أخوانه الشيوعيين ، وأخوانه الرجعيين . )   شكل التنظيم الناصري الديمقراطي قبل أن نحدد باختصار شكل التنظيم الناصري الذي يمكن أن يتطابق مع المفهوم والفكر الديمقراطي الناصري باختياره الثالث بقواعد ما سعى عبد الناصر إلى تحقيقه في طريقه النضالي نحو ديمقراطية عربية لها خصوصياتها التاريخية ، يتسأل البعض عن أمرين : الأول ـ يتعلق بالتنظيم الذي أسسه عبد الناصر تحت تسمية حزب الطليعة ، فإن هذا الحزب لم يدخل أنتخابات برلمانية ولم يمارس سلطة الحكم ، ولم يفتح له مكاتب وفروع لغرض الأنتماء اليه ، أن هناك مسؤلية قومية كبيرة حاول عبد الناصر ان يصنع لها آلية (قومية) طليعية للأخذ بها . الثاني ـ ما ذكره عبد المجيد فريد في كتابه ( من محاضر أجتماعات عبد الناصر العربية والدولية ) في جلسة اللجنة التنفيذية العليا للأتحاد الأشتراكي العربي في 3 / 8 / 1967 والجلسة التي تلتها والتي وردت سهواً بتاريخ 4 / 7 / 1967 ، ومع تقديرنا واعتزازنا بما طرحه الأستاذ عبد المجيد فريد ، فإن بيان 30 مارس لم يؤيد هذا الأتجاه ، ولدى الأخذ بأمرٍ ما ، فإن النظرية المطبقة على أرض الواقع أفضل بالأتباع ، وأيلاء جانب التجديد فيها ضروري جداً . ومن خلال ما أطلقنا عليه الأصولية الناصرية ، فان اهم ما يمكن ان يكون عليه التنظيم الديمقراطي الناصري ، في أطلاق الأمكانيات الفعلية للتعبير  » عن الآمال والحلام التي يتمناها كل فرد منا ، وإلا أن يعبر عن المجتمع الذي يريده كل فرد منا بحيث لايكون هناك أستغلال ، بل تكون هناك مساوآة ، وبحيث لاتكون هناك سيطرة ، بل تكون هناك عزة وأخاء ، وبحيث لا يكون هناك سيطرة لفئة من الناس أو لمجموعة من الناس أو لطبقة من الطبقات ، بل يكون هناك وطن واحد يجمع الجميع وهو للجميع والعمل للجميع ـ جمال عبد الناصر وهو يتحدث عن تجربة الأتحاد القومي »   أما التنظيمات الأحزاب القائمة الان فيجب أن تتحلى بالأمتناع عن ممارسة العمل البرلماني لأنه في خالص وضعه فلا  يخدم أغراضاً ليست هي الأغراض والأهداف التي قامت عليها الفكرة التي قامت عليها النظرية الناصرية  وأن يكون دورها محفزاً للفعل الجماهيري لأستعادة سلطته التي سلبها النفوذ والسيطرة والاستبداد الأجتماعي والأقتصادي والسياسي . (المصدر: جريدة ناصريون اون لاين ( مصر ) بتاريخ 30 أوت 2008) http://nassirioun.blogspot.com  


اعتذار المستعمر الطلياني هل هو البداية ؟

 

 
النفطي حولة
هاهو المستعمر الايطالي يعترف بمجازره التي ارتكبها ضد الشعب العربي في ليبيا الشقيقة . وها هو يقدم اعتذاره الرسمي أمام الشعب العربي والعالم اجمع  فيما اقترفت يداه من اعتداءات وحشية وعدوان عنصري بغيض  واغتصاب فضيع على كرامة الإنسان  العربي في ليبيا . إن هذا الاعتذار الرسمي يأتي  وفاءا من القيادة الوطنية في ليبيا لشهداء الثورة  والتحرير الذين سقوا بدمائهم الزكية ارض ليبيا المعطاءة  وعلى رأسهم شيخ المجاهدين عمر المختار الملقب بأسد الصحراء  فما قامت به القيادة في ليبيا هو الالتزام  بثوابت كل الوطنيين المخلصين لشعبهم وأمتهم  في الدفاع بكل جرأة  وإخلاص  ضد المستعمر الغربي الغاشم  ويفرضوا عليه الاعتذار الرسمي والقيام بالتعويضات اللازمة لعائلات الشهداء والمتضررين من سياسة الظلم والجبروت لآلة الاستعمار الايطالي الرهيبة . التعويض عما لحق الشعب العربي في ليبيا العروبة من أذى و جرائم وحشية ومجازر مروعة وإبادة جماعية . من منا لم يشاهد شريط عمر المختار لأكثر من مرة  . ذلك الشريط الذي يلخص ما جرى لشعبنا في ليبيا  في مرحلة الاستعمار المباشر ابتدءا من سنة 1911وخاصة شيخ المجاهدين عمر المختار  الذي استبسل في الجهاد في سبيل  تحرير البلاد من نير الاستعمار الطلياني الفاشستي  زمن صعود الحزب الفاشي بزعامة موسيليني . كلنا يذكر باس شيخ المجاهدين وشجاعته ورجولته  حتى وهو أمام حبل المشنقة . ومن مقولاته الشهيرة :نحن امة لا تعترف بالهزيمة فإما النصر وإما الشهادة . فقد فرض على خصومه من المستعمرين الاحترام والتقدير بما فيهم الضابط غارسياني.وفي التاريخ المعاصر كلنا يتذكر وقفة الشهيد صدام حسين الرمز أمام حبل المشنقة ومن منا يا ترى لم يتذكر وقفة شيخ المجاهدين في مثل ذات الموقف ؟                                                                    إن تراث هذه الأمة مليء بالانتصارات  ولن يثنيها مهما طغى الأعداء في إلحاقها الهزائم  بان تبقى  واقفة تلقنهم الدروس في الاستبسال والشهادة  من اجل التحرر والحرية والوحدة . وهذا ليس بالغريب على امة ما زالت تنهل من معين آلاف الشهداء السابقين واللاحقين  من القادة والجماهير  من أمثال  عزالدين القسام  والشيح ياسين  والدكتور الرنتيسي وعمر المختار و صدام حسين  ومن أمثال أبوعلي مصطفى وأبو جهاد  إلى محمد الدرة وأبو عمار والشهيد الرضيع محمد المرعي في المحرقة الأخيرة لغزة إلى الشهيد اللجمي وعمران المقدمي والقائمة تطول                                               وإذا كان المخلصين في القيادة الليبية قد أوفوا بالتزاماتهم تجاه الشعب والأمة  فالمطلوب أن نقتدي بهم  ونحاسب نحن كشعب وقوى وطنية وقومية الاستعمار الفرنسي والانكليزي على ما اقترفه في حق شعبنا العربي في كل من تونس والجزائر  والمغرب  وسوريا ومصر من مجازر يندى لها جبين الإنسانية قاطبة حيث لم يدع طريقة شنيعة إلا و نفذها بكل حقد وعنصرية  في حق أبناء هذه الأمة الغيورين عليها والمناضلين في سبيل حريتها ومناعتها وسيادتها  31-أوت-أغسطس 2008  


نتيجة الحركة الانقلابية شبح الحصار الدولي يخيف الموريتانيين

نواكشوط – أحمد بن الوديعة  يعيش الموريتانيون حالة من الهلع الشديد بسبب تلويح عدد من الدول والمنظمات الدولية بقرب الشروع في تطبيق عقوبات صارمة على البلد، نتيجة رفض العسكريين العودة للشرعية، وتمسكهم بانقلابهم، رغم مضي ثلاثة أسابيع عليه، دون أن ينال أي اعتراف إقليمي أو دولي. وفي هذه الأثناء أعلن الموفد الإفريقي إلى موريتانيا أنه حصل على تعهد من الجنرال ولد عبدالعزيز رئيس المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا منذ السادس من أغسطس بإطلاق سراح الرئيس المطاح به سيد محمد ولد الشيخ عبدالله، وفيما يشبه لعبا في الوقت الضائع أعلن رئيس الحزب الجمهوري الحاكم سابقا عن مبادرة سياسية هدفها تشكيل حكومة وحدة وطنية، تقوم بتسيير المرحلة الانتقالية، وتشرف على تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، وقد تم تأجيل إعلان الحكومة في انتظار ما ستسفر عنه المبادرة، التي رحب بها حتى الآن حزب تكتل القوى الديمقراطية بقيادة ولد داداه، فيما لم يصدر أي تعليق عليها من الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب. وحسب مصادر مقربة من الحكم العسكري فقد وافق الجنرال محمد ولد عبدالعزيز من حيث المبدأ على المبادرة، راجيا أن تكون بداية تحلحل في المواقف الدولية الرافضة للاعتراف بسلطته. من جانبه طالب الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونا ولد هيداله بما سماه وثبة وطنية في مواجهة الضغوط الخارجية، معتبرا رفض الدول الغربية الاعتراف بالانقلاب العسكري في موريتانيا بمثابة تدخل سافر في الشؤون الداخلية. وفي المقابل رحبت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب بالمواقف الدولية، وطالبت بتشديدها، من أجل إرغام العسكر على التراجع عن الانقلاب، وإعادة الشرعية، ممثلة في الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، وفق تعبير بيان صادر عن الجبهة. وكانت فرنسا التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا قد حذرت من أن المجموعة الدولية ستأخذ العبرة من غياب إشارات إيجابية من العسكر. وبالتزامن مع التصريحات الفرنسية قال السفير الأميركي في نواكشوط إن بلاده تدرس إمكانية فرض عقوبات قاسية على قادة الانقلاب وكل من يساندهم. وتعرف الطبقة السياسية الموريتانية انقساما حادا بشأن الموقف من الانقلاب، حيث اعتبره البعض حركة تصحيحية كانت لازمة، فيما وصفه البعض بالانتكاسة الكبيرة لمسار كان البلد يفخر به.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 31 أوت 2008)

 

قيادي إسلامي مغربي لـ « قدس برس »: سنأخذ بالموقف الرسمي في بداية شهر رمضان
  الرباط ـ خدمة قدس برس   أكد مصدر رفيع المستوى في جماعة العدل والإحسان الإسلامية في المغرب، أنهم لن يغردوا خارج سرب الحكومة المغربية فيما يتصل بالموقف من بداية شهر رمضان المبارك، كي لا يفتنوا الناس في دينهم، وأرجع ذلك إلى أن مسألة مطالع الهلال لا تزال أمرا خلافيا. وأوضح الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان المغربية فتح الله أرسلان في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن موقفهم فيما يتصل بهلال شهر رمضان مرتبط بالموقف الرسمي للمملكة المغربية، وقال: « نحن نعتبر أن مسألة إعلان بداية شهر رمضان لا تزال خلافية، والأمور الخلافية نحن لا نتخذ فيها موقفا، ونعتقد بالنسبة للأهلة أن أمرها سيظل خلافيا طالما الأمة لم تتوحد، ولذلك لا نريد أن نخلق فتنة داخل الشعب المغربي، ولن نحاول أن نذهب مع هذا الرأي الغالب، ونرى أن اختلاف المطالع لازال قائما، وبالتالي لن نفتن الناس في دينهم وسنأخذ بالموقف الرسمي المعلن »، على حد تعبيره. ولم يعلن في المغرب رسميا عن أي موقف من بداية شهر رمضان، حيث أن اليوم الأحد هو يوم التاسع والعشرون من شهر شعبان، وسيراقب المغرب اليوم هلال شهر رمضان فإن تمكن من رؤيته فإن غدا سيكون الفاتح من رمضان وإلا فإن الاثنين سيكون متمما لشهر شعبان.    (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 اوت 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.