السبت، 30 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3021 du 30.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان : بيـــان

النقابة العامة للتعليم الثانوي : بيـــــــــــــان

 

مراسلون بلا حدود: عناصر من الشرطة بلباس مدني يتركون بطاقة هوية سليم بوخضير بالقرب من منزله

 مراسلون بلا حدود:توقيف ناشط في مجال حقوق الإنسان إثر مداخلته على قناة الجزيرة 

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بلاغ صحفي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : جامعة للوحدوي بالقيروان

قدس برس: تونس: تعديل وزاري شمل خمس وزارات بينها تسلم يساري سابق وزارة الشباب

القسم الإعلامي في سفارة الجمهورية التونسية بالرياض : ردا على ما نشر في جريدة الشرق الاوسط

العرب – تونس: 27 مهاجراً سرياً يواجهون الموت في عرض البحر قبالة السواحل الليبية

   الشاذلي العيّادي : نداء و تحذير: إلى الشعب و الحكومة في الجزائر

الشيخ محمود الخلفي رئيس الرابطة الإسلامية بالسويد: رسالة رمضان

 

عبد المجيد الميلى : الحركة الإسلامية في تونس ومسؤولية السلطة

يوسف الأخضر : أوليات الحوار الداخلي للحركة الإسلامية في تونس

مصطفى الخلفي : الحركات الإسلامية وإشكالية التنصير

د. خــالد الطــراولي : أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليلة (الحلقة الخامسة والأخيرة)

برهان بسيس: البعد الآخـر رجل سلام.. من إسرائيل

محمد العروسي الهاني : التحوير الوزاري استجاب لطموحات المواطنين و مشاغلهم

زهير الخويلدي : اختراع الشاهد: فرق المسلمين أم وحدهم؟

أبوجعفرلعويني : ما أفلح من سلح : الى يوسف الأخضر

 أبو جمال عبد الناصر : خبر وتعليق

عصام نعمان: ماذا تعني عودة الحرب الباردة اقليمياً ؟

الحياة : روسيا تهدئ مع أوروبا وتصعّد مع أميركا و«ناتو»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

اسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان

Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme تونس في 29 أوت 2008 بيـــان

   

تم يوم 27 أوت 2008 اعتقال الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي السجين السياسي السابق باقتحام منزله حوالي الساعة الثانية بعد الزوال من طرف خمسة أعوان طرقوا الباب الخارجي مدعين أنهم من الشركة التونسية للكهرباء والغاز. ولما فتحت زوجته الباب دخلوا عنوة بدون الاستظهار بإذن قضائي وقاموا بخلع الباب الداخلي أن يوجد السيد طارق السوسي وحملوه عنوة بدون عكازيه اللذين لا يستطيع الوقوف بدونهما لإصابته بإعاقة بدنية ، وأخذوه إلى وجهة مجهولة ورفضوا إعلام زوجته بتلك الوجهة. وعند تحولها مع السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة إلى مركز بوقطفة للاستخبار عن مكانه وسبب اعتقاله أنكر الأعوان وجوده وأطردوها. وقد اتضح فيما بعد أنه أخذ إلى نفس المركز أين قدم له محضر جاهز طلب منه الإمضاء عليه دون قراءته فامتنع عن الإمضاء.  وتصاحب هذا الاعتقال باعتداءات مختلفة على كرامة السيد طارق السوسي من عبارات بذيئة واعتداءات على الأخلاق وتهديد باستعمال العنف واعتداء بدني يتمثل في تعمد رئيس الفرقة مسكه من رقبة قميصه وجره أرضا.  ثم أحيل بعدها مباشرة على المحكمة الابتدائية ببنزرت بعد غلقها مما استحال معه حضور محام إلى جانبه. واتضح أنه فتح تحقيق في شأنه في القضية عدد 24579 بتهمة الترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام. وأحيل على قاضي التحقيق للاستنطاق فرفض وطلب التأخير لإنابة محاميه فاستجاب القاضي لذلك وعين موعد استنطاقه ليوم الاربعاء 03 سبتمبر 2008 وأودع مباشرة بالسجن المدني ببنزرت بعد إصدار بطاقة إيداع في شأنه. ويأتي هذا الاعتقال على خلفية تصريح أدلى به السيد طارق السوسي بوصفه عضو الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين لمحطة الجزيرة الفضائية يوم 26 أوت حول اختطاف مجموعة من الاعتقالات حصلت خارج إطار القانون بمدينة بنزرت ضد مجموعة من الشباب في إطار ما يسمى في تونس بمكافحة الإرهاب. إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تستنكر طريقة الاعتقال اللاقانونية التي تعرض لها السيد طارق السوسي وما صاحبها من إهانات واعتداءات مختلفة فهي تطالب السلط بوضع حد لمثل هذه التجاوزات واحترام الإجراءات القضائية وتتبع كل من تثبت ممارسته لمثل هذه الخروقات وتجدد مطالبتها للسلطات القضائية بعدم اعتماد الأقوال المنسوبة للمتهمين بمحاضر أنجزت في تلك الظروف. وهي تعتبر أن السيد طارق السوسي سجين رأي يجب إطلاق سراحه فورا وحفظ التهم الموجه ضده. كما تدعو للكف فورا عن الانتهاكات الخطيرة التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة واتخذت أشكالا مختلفة ضد النشطاء. عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي


الإتحاد العام التونسي للشغل النقابة العامة للتعليم الثانوي  تونس في 27 اوت  2008    بيـــــــــــــان  

على إثر إقدام  محمد شندول عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن الإعلام والنشر على الدخول إلى مجلس المستشارين، فإن النقابة العامة للتعليم الثانوي المجتمعة اليوم 27 أوت 2008 تؤكـد : 1-أن هذا التصرف مناقض للقرار الصادر عن الهياكل المسيرة للاتحاد الرافض لدخول هذا المجلس طالما لم تقع الاستجابة للصيغ والمقترحات التي تقدم بها الاتحاد بهذا الخصوص. 2-تنديدها بهذا التصرف الصادر عن عضو المكتب التنفيذي لما فيه من بالغ الخطورة على مصداقية القرارات المتخذة صلب الهياكل المسيرة في الاتحاد وعلى وحدة الصف النقابي واستقلالية المنظمة. 3-رفضها التعامل بروح التعالي على المنظمة والصلف تجاه قرارات الهياكل المسيرة وتغليب المصلحة الشخصية خاصة إذا ما صدر ذلك عن عضو في المركزية النقابية انتخب من أجل الدفاع عن مصداقية القرارات المتخذة والذود عنها وفرض الالتزام بها. 4-مطالبتها بمحاسبته وفقا لما تنص عليه فصول القانون الأساسي والنظام الداخلي حفاظا على وحدة الصف النقابي واستقلالية المنظمة. 5-استعداد هياكل القطاع للذود عن استقلالية المنظمة وقراراتها خاصة في هذا الظرف الذي يخوض فيه الاتحاد العام التونسي للشغل مفاوضات صعبة تمس الحق النقابي وأجور الشغالين ومسائل ترتيبية تتعلق بوضعهم المهني ورفضها لأي تصرف – مهما كان مصدره – من شأنه أن يضعف دور الاتحاد ويشق وحدة الصف النقابي. عن النقابة العامة للتعليم الثانوي          الكاتب العام        الشاذلي قاري


عناصر من الشرطة بلباس مدني يتركون بطاقة هوية سليم بوخضير بالقرب من منزله

 
 في 26 آب/أغسطس 2008، وجهت مراسلون بلا حدود رسالة إلى وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي لمطالبته بالتدخّل لصالح الصحافي سليم بوخضير المحروم من بطاقة هويته منذ خروجه من السجن في تموز/يوليو الماضي. وفي اليوم التالي، قدم رجلان بلباس مدني إلى منزل الصحافي ليعيدا بطاقة هويته إليه. وأمام رفض الصحافي استعادة هذه الوثيقة من دون توقيع محضر رسمي، رحل الرجلان. رداً على سؤال طرحته مراسلون بلا حدود هاتفياً، أجاب سليم بوخضير بأن الرجلين عادا بعد فترة وجيزة ليضعا بطاقة هويته خلسةً أمام منزل مجاور قيد الإنشاء. وأضاف الصحافي: « اختارت الحكومة عدم تسليم بطاقة هويتي وفقاً للإجراءات القانونية أي بإعداد محضر من شأنه أن يثبت أنها مصادرة منذ اعتقالي. (…) وبعد رميها، لاذ الرجلان بالفرار. إنني أذكّر الحكومة بأنني لم أستعد جواز سفري بعد. فهل يفترض بي البحث عنه في ظلال أشجار الحديق (المصدر: موقع مراسلون بلا حدود الإلكتروني بتاريخ 29 اوت 2008)  

توقيف ناشط في مجال حقوق الإنسان إثر مداخلته على قناة الجزيرة

   

 أخبار موجزة تطالب مراسلون بلا حدود بالإفراج الفوري عن العضو في الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين طارق السوسي الذي تعرّض للتوقيف في 27 آب/أغسطس 2008 في منزله الواقع في بنزرت (على بعد 60 كلم شمال تونس). وقد تم اعتقاله غداة مداخلته الهاتفية على فضائية الجزيرة التي ندد في خلالها بالاعتقال التعسفي لسبعة أفراد. وأبلغت زوجته مراسلون بلا حدود بأن حوالى عشرة عناصر من الشرطة قد اقتحموا المنزل بعد أن ادعى أحدهم بأنه موظف في شركة الكهرباء. واقتادوا طارق السوسي إلى جهة مجهولة فيما لم تتمكن زوجته من الحصول على أي معلومات حول مكان احتجازه من سلطات المدينة.
(المصدر: موقع مراسلون بلا حدود الإلكتروني بتاريخ 27 اوت 2008)

 
 

 
 Parti L’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559  التاريخ:29/08/2008   E-mail: udu_udu1@yahoo.fr
 
حزب
الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559
 
بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ صحفي  
  عقد المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اجتماع افتتاح السنة السياسية يوم الخميس 28 أوت 2008 وبعد تداول نقاط جدول أعماله المتصلة بنشاط الحزب خلال الفترة القادمة، قرر ما يلي:   1 – عقد اجتماع المكتب السياسي الموسع يوم 11 أكتوبر 2008 بالمقر المركزي للحزب.   2 – مواصلة إتمام رزنامة عقد مؤتمرات الجامعات.   3 – عقد اجتماع المجلس الوطني وندوة المستشارين البلديين يومي 08 و09 نوفمبر 2008.   4 – تنظيم  ندوة طلبة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خلال شهر نوفمبر 2008.   5 – إحياء ذكرى عشرينية تأسيس الحزب يومي 19 و20 ديسمبر 2008.   الأمين العام احمد الاينوبلي

 

 Parti L’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559  التاريخ:29/08/2008   E-mail: udu_udu1@yahoo.fr
 
حزب
الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559

جامعة للوحدوي بالقيروان

أشرف الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي السيد احمد الاينوبلي يوم الجمعة 29 أوت 2008 على اجتماع بمقر الحزب بالقيروان. وحضر الاجتماع الأخ نزار قاسم عضو المكتب السياسي للحزب وعدد من أعضاء المجلس الوطني. وأبرز الأمين العام للحزب في مداخلته مبادئ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وخياراته السياسية مؤكدا على أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي هو حزب وطني المنطلق قومي وعروبي الأفق ويناضل من أجل وحدة الأمة العربية ومنحازا لخطّ المقاومة والممانعة قوميا. وبين الأمين العام أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي هو حزب ينتصر إلى حركة التغيير وطنيا ويتوخى في تعاطيه مع الشأن السياسي الوطني نهج الوسطية والعقلانية. وفي خصوص علاقات الحزب مع بقية مكونات الساحة السياسية بيّن الأمين العم للحزب أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يحدد علاقاته مع الوسط السياسي على قاعدة الاحترام ويؤمن بالحوار ويرفض أي شكل من أشكال الصدام . ودعا الأمين العام للحزب الإخوة المناضلين في القيروان عاصمة العروبة في شمال إفريقيا إلى العمل والجدية والتقيّد بخط الحزب والتعامل مع مكونات الساحة السياسية بالمنهج والخط ذاته الذي دأب عليه الحزب. وشهدت الجلسة تدخلات عديد الحاضرين وتركزت في اغلبها على الدور التاريخي لمدينة القيروان. وقد أفرزت الجلسة تركيز جامعة القيروان للاتحاد الديمقراطي الوحدوي التي تتكون من:   – عبد الوهاب مالوش : كاتب عام – محمد قربية : مقرر – رمزي العلاني : أمين مال   * الأعضاء: محسن الصيد – إبراهيم العلاقي – محمد المولدي القصيبي – حسن شرقية – عبد المجيد اللبان – خالد الجريري.   الأمين العام احمد الاينوبلي


 

تعديل وزاري شمل خمس وزارات بينها تسلم يساري سابق وزارة الشباب

   

تونس ـ خدمة قدس برس   أجرى الرئيس التونسي زين العابدين يوم الجمعة (29/8) تحويرا وزاريا شمل خمسة وزارات ومنصبي كاتب دولة. وشملت أبرز التحويرات وزارة التربية أسبوعين قبل انطلاق السنة الدراسية، إذ تسلّم كاتب الدولة للخارجية حاتم بن سالم هذه الحقيبة. وأقيل وزير الثقافة محمد العزيز بن عاشور الذي كان أيضا من جملة أعضاء الحكومة الذين استبعدوا من اللجنة المركزية للحزب الحاكم في مؤتمره المنعقد في أول الشهر الجاري. والتحقت بالحكومة التونسية في وزارة الشباب والرياضة شخصية كانت تحسب على اليسار الطلابي ثم كان من جملة من اختارهم ابن علي من هذا التيار لتعزيز سياسته. ويتعلق الأمر بسمير العبيدي الذي كان يشغل منصب سفير تونس لدى الأمم المتحدة بجينيف. وشمل التحوير الوزاري أيضا وزارة التشغيل وزارة الفلاحة ووزارة الإسكان وكتابة الدولة لدى وزير التجارة وكتابة الدولة لدى وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية مكلفا بالرياضة. وذكر بلاغ رسمي أنّ الوزراء الذين غادروا الحكومة سيدعون إلي مهام أخرى. وكان عدد من المراقبين قد توقعوا تغييرا كبيرا سيطرأ على الحكومة التونسية بعد مؤتمر الحزب الحاكم لكنّ التحوير الجزئي الذي أجري لم يعكس أية توازنات أو سياسات جديدة لحكومة الرئيس ابن علي.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 29 اوت2008)

رد من السفارة التونسية في الرياض السبـت 28 شعبـان 1429 هـ 30 اغسطس 2008 العدد 10868 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: بريـد القــراء

* تعقيبا على ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم 25/8/2008، تحت عنوان «تونس مئات الموقوفين بشبهة الإرهاب يشنون إضرابا عن الطعام»، أقول الجميع يعلم الظروف الإقليمية والدولية التي سُن فيها قانون مكافحة الإرهاب، وأن التجني على هذا القانون أمر غير مسؤول. وقد حرصت تونس على تطوير تشريعاتها بما يستجيب لتطلعات مواطنيها ودعم حقوقهم وتيسير سبل حمايتها، وأنها عملت على ملاءمة هذه التشريعات ولا سيما منها ما يندرج ضمن المنظومة الجزائية للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة ولاحترام حقوق الإنسان. إن المنظومة الجزائية في تونس تكفل تأمين حقوق المواطن في مختلف مراحل التقاضي بما يتيح له إمكانية الطعن في الأحكام الصادرة ضده، كما أن هذه المنظومة قد نظمت الاحتفاظ والإيقاف التحفظي على نحو يدعم حقوق الفرد ويحفظ كرامته. وضمنت توفير المتطلبات الأساسية للمحكوم عليهم ودعمت الضمانات القانونية والقضائية المقررة للمتهمين أثناء الاستئناف والتعقيب. وبخلاف ما أشار إليه الخبر الوارد بصحيفتكم، فقد حضر مراقبون دوليون جلسات بعدد من المحاكم التونسية في قضايا تتعلق بالإرهاب، وشهدوا بسلامة سير هذه المحاكمات وتوفر جميع الضمانات اللازمة لحفظ حقوق المتهمين وتطابقها مع المعايير الدولية. ولقد أقر مجلس حقوق الإنسان الدولي ذلك في تقريره الدوري، مشيدا بما توفره تونس من ضمانات للمتهمين تشريعا وممارسة وما تكفله لهم من مقومات المحاكمة العادلة طبقا للمقاييس الدولية المتعارف عليها. القسم الإعلامي في سفارة الجمهورية التونسية بالرياض


 

27 مهاجراً سرياً يواجهون الموت في عرض البحر قبالة السواحل الليبية

   

 
تونس – محمد الحمروني  علمت «العرب» في تونس أن مجموعة من الشبان من المهاجرين السريين، يبلغ عددهم نحو 27 شخصا، محاصرون في عرض البحر قبالة السواحل الليبية بعد أن تعطل محرك المركب التي يستقلونها. وقال محمد محفوظ والد الشاب أمين محفوظ (21 سنة) إن المركب معطلة في عرض البحر منذ ثلاثة أيام في منطقة تسمى غاري بولا garry bola التي تبعد 60 كلم عن سواحل العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف أنه قام بالاتصال بالجهات الليبية منذ علم بالخبر غير أن هذه الأخيرة لم تتحرك لإنقاذهم رغم المخاطر الشديدة التي تتهدد حياتهم. وأضاف الوالد أنه اتصل بالجهات التونسية المسؤولة وأعلمها بالخبر طالبا منها التدخل لإنقاذ حياة هؤلاء الشبان، بيد أنها أبلغته بأنه لا يمكنها التدخل لإنقاذهم لأنهم موجودون في منطقة خارج إطار السيادة التونسية. وإضافة إلى أمين يوجد على المركب كل من رمزي وكريم وهما شابان تونسيان من تونس العاصمة إضافة إلى 14 شابا من تشاد وسبعة من تونس وأربعة من مصر واثنين من الصومال. وفي اتصال هاتفي مع عائلته قال أمين إن وضعيته وبقية رفاقه صعبة للغاية خاصة أن أربعة منهم يعانون من حالة صحية سيئة للغاية. وتنذر هذه الحادثة بكارثة جديدة قد تودي بحياة عشرات الشبان الحالمين بالهجرة إلى الضفة الأخرى. وكانت وسائل الإعلام التونسية قد أعلنت أمس الأول عن فقدان نحو عشرين شابا وإنقاذ خمسة آخرين بعد غرق المركب التي يستقلونها خلال محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية. ويلقى سنويا مئات الشبان حتفهم في المتوسط خلال محاولتهم الوصول إلى الضفة الشمالية منه، وتُعتَبر تونس وليبيا والمغرب مناطق الانطلاق المفضلة لعدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتوافدون على سواحل هذه البلدان من مختلف بلدان القارة السمراء.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 30 أوت 2008)


نداء و تحذير إلى الشعب و الحكومة في الجزائر

 

بيروت،في 29أوت 2008  لقد أخذت على عاتقها، منذ زمن قصير بتأييد تام من التلموديّة العالميّة، مجموعة صهيونيّة فرنسيّة (و أجنبيّة محليّة) ذات مهنيّة عالية و دراية تامة بخبايا و مفاتيح النفسيّة المغاربيّة ضمن المجتمع الأمني الفرنسي، المزيد من تحريك  و تسيير بعض المجموعات المتدينة و المسلحة بالجزائر العظيمة لخلخلة النظام من جهة. و تركيع الحكومة و الدولة لمصالح الكيان الفرنسي من جهة أساسيّة أخري. لهذا السبب، أحذر أبناء جلدتي في القطر الجزائري أخذ الحيطة و ذلك لأن فريق من المجتمع الأمني الفرنسي يسعى ليكون شهر رمضان المبارك على الشعب الجزائري دموي بما في الكلمة من معنى. اللهمّ إني بشهادتك قد حذرت مَن يمسك بمقاليد الحكم في الجزائر العظيم. وكل من المجتمع العسكري و الأمني وكذلك المدني فيها، وذلك لعظمة و هول ما ينتظر أهم و أكبر رقعة في مغربنا الكبير. و أكبر دولة بِعَرضبِهَا و آمزيغها قادرة أن  ترفع راية أمة محمد  مجددا.  أتمنى على الله أن أكون من المخطئين. و أن لا يصيب الشعب الجزائري المناضل بالفطرة أي مكروه.  الشاذلي العيّادي تونسي يعترف بجميل النفسيّة الجزائريّة عليه مناضل شرفي في التجمع الوطني الجمهوري الجزائري إعلامي و خبير في الشؤون الأمنيّة نظير إلى الأمين العام للأمم المتحدة نظير إلى الحركة الجزائريّة للضباط الأحرار


الشيخ محمود الخلفي رئيس الرابطة الإسلامية بالسويد: رسالة رمضان

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.  
أما بعد فسلام من الله إليكم وتحية مباركة طيبة لكم ولكل مسلم في أرض الله الواسعة ونحمد الله عز وجل على نعمه ظاهرة وباطنة ونشكره على كريم منه وعظيم آلائه إنه هو البر الكريم وهو الرحمان الرحيم .  إن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم في حياتهم مواسم يجددون فيها إيمانهم ويشحذون فيها هممهم ويقوون عزائمهم. تمر بنا مثل هذه المناسبات الطيبة فتذهب الفتور وتجدد النشاط ويزداد المرء إقبالا على ربه وقربا منه. فالجمعة موسم أسبوعي ورمضان موسم سنوي والحج موسم العمركله وهكذا كان لربنا من دهرنا نفحات من تعرض لها غنم وأفلح ومن فاتته حرم وخسر. واللبيب الكيس من استعد وشمر وتخلص من الانهماك في الدنيا وقيودها ليقبل على عبادة ربه ويجتهد في العبادة صلاة وقياما وصدقة ويجأر بالدعاء ويكثر من الطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات، وانظر إلى رحمة الله وفضله ومنه أن جعل في رمضان ليلة خير من ألف شهر وفي الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء وكل ذلك تعظيما وتشريفا لمثل هذه المناسبات و ترغيبا وتكريما لمن شهدها وعظم شعائر الله فيها.   أخي المؤمن في هذه الأيام يحل بيننا ضيف كريم وشهر عظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فيه ليلة مباركة، ليلة خير من ألف شهر قال تعالى في شأنه : {شهر رمضان الذي أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ٍ، وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر}.  و قد فرض الله علينا صيام رمضان وسن لنا رسول الرحمة قيامه وأعد الله للصائمين المقيمين رمضان أجرا عظيما وثوابا جزيلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه>>.   ومن لطف الله ورحمته بعباده أن يسر لهم الطريق إليه ومهد لهم سبل الخير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <<إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة>>. إن مثل هذه المناسبات جعلها الله مكفرات للذنوب <<الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر>>. فهكذا اقتضت سنة الله في خلقه و رحمته بعباده وإن لنا في ذلك لعبرة وموعظة إذ نمر بفترات خمول وتراجع في التزامنا وفي بذلنا من جهدنا وأوقاتنا وأموالنا العزيزة على نفوسنا ولكن علينا أن نعلم أن سلعة الله غالية وأن رضاه والقرب منه لا يُنال إلا ببذل الغالي والنفيس قال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وإن فهمنا الشامل للعبادة وشعورا منا بأهمية الرسالة التي تحملنا أمانتها والأوضاع الخطيرة التي تمر بها الجماعة والأمة الإسلامية عموما كل ذلك  يجعنا في أشد الحاجة للاستفادة من مثل هذه المناسبات الطيبة اتجديد العهد مع الله عز وجل على البذل والعطاء والثبات والصبر والمصابرة  وأن نعي تمام الوعي أن كل واحد منا على ثغر قكن يقظا فطنا حذرا حتى لا يؤتى الإسلام والمسلمون من قبلك.   واعلم أن هذا الدين إنما انبنى بادئ الأمر على دعامتين عظيمتين هما الإيمان والأخوة قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم  فأصبحتم بنعمته إخوانا} فكما تحرص على التزود بخير الزاد فلا تنسى جانب الأخوة فإنها الأسمنت الذي يشد البنيان وإلا انهار واندثر فاعمل واجتهد للأول كما للثاني واعلم أن المرء ينال بالاخوة الصادقة والحب في الله المراتب العالية والمنابر النورانية السامقة في الجنة يغبطهم عليها النبيون والصديقون كما أخبر الصادق المصدوق وكل ذلك يشهد بأهمية هذا الركن في حياة الجماعة، وإن من مقتضيات ذلك أن يؤدي أحدنا حق هذه الأخوة فياشرك إخوانه أفراحهم وأطراحهم وأن لا ينعم بالأمن والأمان والأطعمة الحسان ويدع إخوانه يكابدون شري الجوع والخوف فلا أراك غافلا عن ذلك وأنأى بكل مؤمن وأربأ به أن يفكر في خويصة نفسه ويذر إخوانه .   أيها الأخ الكريم لا تفوتنا مثل هذه المناسبة دون أن ننهل من فيضها ونتضلع من مكارمها ومحامدها ومعانيها السامية ما نزكي به نفوسنا ونطهر به قلوبنا وننعش به أرواحنا ونعود به أنفسنا وندربها على فعل الخيرات وترك المنكرات والتقرب إلى الله والاجتهاد في العبادة فإن مثل هذه المناسبات محطات يراجع فيها المرء نفسه ويتزود فيها لما بعدها. فشمروا واجتهدوا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى. اللهم بلغنا رمضان بارك لنا في أوله وآخره وأن واجعلنا ممن يصومون نهاره ويقيمون ليله إيمانا واحتسابا واكرمنا برحمة في أوله ومغفرة في وسطه وعتق من النار في آخره وشهود ليلته المباركة إنك سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا تنسونا من دعائكم الصالح. الفقير إلى رحمة ربه محمود الخلفي / الرابطة الإسلامية في السويد / المركز العام  ‏28‏ شعبان‏، 1429 080830 Mahmoud Khalfi Islamiska Förbundet i Sverige 0046850910900 0046704869953 www.islamiskaforbundet.se


 

بسم الله الرحمن الرحيم الحركة الإسلامية في تونس ومسؤولية السلطة

   

عبد المجيد الميلى   باريس 
إلى وقت غير بعيد كان نقد تجربة الحركة الإسلامية في تونس والحديث عما وقعت فيه من أخطاء طيلة الربع قرن الأخير من تجربتها حديثا ثقيلا على النفوس, لا فقط لواقع المحنة التي يعيشها معظم أعضائها وأنصارها ولاكن كذلك لان القطاع الأوسع من أبناء الحركة الإسلامية لا يرون أن تجربتهم وقعت في أخطاء و يرون ببساطة أنه ليس بألأمكن أحسن مما كان وأن مسؤولية ما وقع تقع كاملة على الطرف ألأخر. إضافة إلي هذا جعلت قيادة النهضة طيلة المرحلة الماضية من هكذا حديث خطا أحمر, فالذين أكدوا على ضرورة المراجعة والتقييم والوقوف على الأخطاء كمقدمة للخروج من مأزق المواجهة وفتح أفاق جديدة للتيار الاسلامى غير آفاق السجون والمنافي تعرضوا للمحاصرة والتجميد والتهميش والاتهام بالتساقط والتواطى الموضوعي مع السلطة. أما اليوم فالمطلع على ما يدور من حوارات داخل الصف الاسلامى يدرك أن صفحة من تاريخ الإسلام السياسي في تونس قد طويت وأننا اليوم أمام مرحلة جديدة, تشكل محاكمة المرحلة السابقة خيارات وأداء أحد العناصر المؤسسة لها.  وبقطع النظر عن الأسماء, إن كان هذا الأمر تصحيحا داخليا أو انشقاقا أو انقلابا فإننا حتما أمام ميلاد تيار جديد سواءا لمضمون هذه الأدبيات بما فيها من إقرار بقصور وخطا ألمرحلة الماضية وما تضمنته من دعوة إلى خيارات وأداء مغاير لها جذريا ثم للطيف الذي التف حولها في الداخل والخارج متمثلا في القطاع الأوسع من الإطارات الإسلامية والكوادر التنظيمية, تسعة من عناصر مجلس شورى الحركة انضموا لهذه المبادرة وهذا أمر لم يسبق أن حصل في الماضي. ولعل الفكرة الأساسية في رؤية هذا التيار ومشروعه السياسي هي إخراج علاقة الحركة الإسلامية مع السلطة من معادلة المغالبة والصراع و تطبيع وجودها حركة وطنية إسلامية تقوم بدورها في خدمة الوطن ضمن قوانين البلاد وقواعد العيش المشترك فالحركة الإسلامية لم تجن شيئا من هذه المواجهة بل هي باعدت بينها وبين أهدافها و عزلتها عن ساحة فعلها و شوشت على علاقاتها مع مكوّنات المجتمع. فالهدف فك هذه ألازمة والأسلوب هو طريق الحوار و إقناع الأخر بالبحث عما يمكن أن يكون مصالح مشتركة تخدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وتساهم في خدمة البلاد. فالحركة الإسلامية قطعت مع التصور الذي يعتبر السلطة هي الخصم وهى العدو ولم تعد تر نفسها بديلا عنها بل ترى فيها شريكا يجب التعاطي معه من اجل دفع البلاد نحو مزيد من التنمية البشرية والاقتصادية في ظل احترام الحقوق الأساسية للمواطن وهوية البلاد العربية الإسلامية. فالحركة الإسلامية ليست حركة ترتسكية تقوم على الاحتجاج والمزايدة وتعيش على وهم الثورة المستمرة بل هي حركة بناء واعمار تتعاطى بايجابية مع وضعها.وهى تعمل على تحرير السياسي من ربقة المطلق وإعادته إلى دائرة الممكن والمستطاع ضمن مقاربات واقعية تجعل مصلحة تونس والتونسيين فوق كل اعتبار.     ولكن السؤال هنا كيف ستتعاطى السلطة مع هذا التيار الجديد؟  لا يخفى على أحد أن السلطة تمسك بكل أوراق الحياة السياسية في البلاد فالعمل الثقافي والسياسي لا يمكن أن يتحرك في فراغ  أو في عالم النات الوهمي بل لا يتحرك إلا في مساحة الحرية التي تتيحها السلطة . من هنا فهي تتحكم في حياة وموت الأفكار والتيارات وتتحمل بذلك مسؤولية ما يمكن أن يؤول إليه الوضع بالبلاد. فهل ستختار المصلحة الوطنية التي تقتضى تمكين التيار الاسلامى من أن يتحول إلى قوة بناء وطني يساهم في التنمية وفى تأكيد هوية البلاد والحفاظ على مكاسبها وترشيد ظاهرة التدين وحماية الشباب من الانزلاق نحو خيارات اليأس و تقوية الصف الداخلي في مواجهة تحديات العولمة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.  أم ستركن إلى الخيار الأسهل, خيار الانغلاق وتجاهل هذا العمل الشجاع الذي استطاع أن يتعالى على جراحاته وآلامه ويقدر مصلحة البلاد العليا و ترد هذه اليد الممدودة.    السلطة في تونس اعتادت المعالجة الأمنية للملفات السياسية ولكنها اليوم تقف عند محدودية هذا الأسلوب فهل ستجد في نفسها الشجاعة للبحث عن معالجة سياسية لا مناص منها أم ستستهويها سياسة الهروب إلى الإمام والتمنع من تلبية استحقاقات المرحلة القادمة في الانفتاح والمصالحة الوطنية وهى بذلك تغامر بدفع البلاد في دوامة من اليأس تضع مكاسب البلاد ومصالحها على كف عفريت. في مطلع التسعينات رفضت السلطة يد الأستاذ عبد الفتاح موروو الممدودة وأجبرته هو وثلة من إخوانه على اعتزال العمل السياسي وترتب على ذلك استمرار هذه ألازمة عقدين كاملين ولو قبلت به شريكا لامكن إذابة جليد الأزمة ولما تواصلت الماسات الإنسانية ولما انتظر التونسيون عقدين حتى يصبح لهم الحق في إذاعة للقرآن الكريم وبنك اسلامى وقناة تلفزية تعمل على ترشيد وعيهم الديني. وإذا اغترت اليوم السلطة بقوتها واختارت ردّ اليد الممدودة لهذا التيار الجديد و أجبرت بذلك دعاته على اعتزال العمل السياسي والتخلي عن الاهتمام بالشأن العام فهي تغامر بان لا تجد بعد ذلك في كل هذا الجيل الاسلامى من يقبل أن يمد لها مرة أخرى يده أوان يقبل يوما يدها الممدودة ولن تجد بذلك أمامها إلا دعاة المزايدة والغوغائية إن لم يكن دعاة المواجهة والصدام. فسياسة التيئيس من المساهمة في الشأن العام لن تخدم إلا أصحاب الأفكار الهدامة والمصلحة الوطنية تقتضى إيجاد قنوات للتاطير الشعبي في ضل الشعور بالمسؤولية الوطنية وخدمة المصلحة العليا للبلاد. فالتيار الاسلامى لا يريد استجداء السلطة واستعطافها ولكنه يريد تحريك حسّها السياسي ويستحثها لمغادرة الاستئناس بالحلول الأمنية ويتعاون معها في معالجة سياسية وحضارية لازمة الحريات وتمثيل قطاع واسع من التونسيين في الحياة العامة. فالمأزق الذي وقعت فيه البلاد صنعه طرفان كذلك الخروج من هذا المأزق لا يصنعه طرف لوحده فهذه ايدى الإسلاميين ممدودة وثقتنا بان التونسيون قادرون على تقدير المصلحة العليا لبلادهم ولنظامهم السياسي.


أوليات الحوار الداخلي للحركة الإسلامية في تونس:

 يدور حديث كثير في صفوف الإسلاميين في تونس حول المصالحة أو المغالبة  وحول الحوار  وشروطه  وغيرها من المسائل المتعلقة بسبل الخروج من الأزمة التي تمر بها الحركة الإسلامية. ويمكن للمتابع ان يصنف المتحدثين صنفين :صنف أول أنصار المصالحة وصنف ثان ضد المصالحة. وهذا التقسيم تقليدي أو بديهي لكن محاولتنا ستتناول ما بداخل التقسيمين وستحاول أن تصل إلى من يهمهم أمر الحديث دون غيرهم. وسنبدأ بمن يجب أن يستثنوا من شأن الحديث عن المصالحة لا من باب الأمر الحزبي بقدر ما هو من باب التفكير في المنهج والمضمون. وهؤلاء هم الجماعة  الذين اختاروا أن يعلنوا تجميد عضويتهم أثناء المواجهة مع السلطة وعلى رأسهم كما هو معروف ثلاثي بيان 7 مارس 1991  الفاضل بلدي وعبد الفتاح مورو وبن عيسى الدمني،فرغم ما لهؤلاء من سبق في العمل الإسلامي في تونس فقد أصبح من العبث المنهجي عودتهم للحديث عن أمر المصالحة من عدمها لا مصادرة لحقهم في ذلك بل لان مثل هذا الحديث خاطئ منهجيا ذلك أن هؤلاء اختاروا أن يدينوا الحركة في منهج عملها منذ عشرين سنة تقريبا وكان بإمكانهم لو دفعوا مبادرتهم إلى أقصاها في نظر بعض المتابعين ان يجنبوا الحركة ما وصلت إليه أما والحال خلاف ذلك عجزا أو خوفا   (لا يهم هنا السبب) فلم يعد بإمكان هؤلاء أن يقدموا شيئا للحركة الإسلامية  لان المنطق يفترض أولا أن لا يرجع هؤلاء عن مسار المراجعة الذي اختاروه منذ عشرين عاما   وكل محاولة للرجوع ستبوء بالفشل داخل التيار لان أنصاره من دعاة المصالحة ومن غيرهم لا يرون لهؤلاء مكانا بل إن البعض يراهم « مجرمين » في حق أبناء التيار باعتبار أنهم قدموا للسلطة المبرر لتثخن في جراح الحركة وأنصارها،كما انه من التقصير أن يتمسك هؤلاء الآن وبعد كل هذه التطورات بما طرحوا مراجعته منذ عقدين من الزمن إذ أن ذلك يعبر إما عن عجزهم عن طرح الجديد داخل الساحة السياسية التونسية عامة والإسلامية خاصة وبالتالي عليهم اعتزال العمل السياسي ومحاولة إفادة البلاد والشعب في مجالات أخرى ،وإما أنهم مازالوا يتمسكون بالهيكل القديم وهذا عين الخطأ لأنهم لن يقدروا على تطويره وتجديده للأسباب التي سبق أن ذكرنا وهو في أمسّ الحاجة إلى التطوير.يضاف إلى هؤلاء مجموعة قليلة من أنصار التيار الذين عاشوا المحنة لاجئين في الدول الأوروبية ثم قرورا أن يعقدوا صفقة مع السلطة كحل فردي للعودة الى  الوطن متجاهلين أن شيئا لم يتغير من الواقع الذي هجروه منذ عدة سنوات. يبقى الفريق الثاني المنقسم إلى فريق يدعو إلى المصالحة مع السلطة ويقوم باستمرار بعملية جلد للذات محملا التيار مسؤولية ما حدث  ومقللا أو محاولا التغاضي عن مسؤولية النظام في ذلك موهما نفسه أن من شأن هذا الجلد أن يحقق المصالحة، وفريق يرفض المصالحة ويتمسك بدوره بتحميل المسؤولية للسلطة  بشكل » مبدئي » جازم يغفل عن متغيرات السياسة وبراغمياتها. يشترك الفريقان في خطأ منهجي أول هو عدم حسم خلافاتهم  بالحوار وداخل المؤسسات،ولكن أية مؤسسات يمكن أن تحتضن هذا الحوار؟ هنا مربط الفرس والسؤال الجوهري الذي كان على كلا الفريقين الإجابة عنه : هل أن الإصلاح الداخلي وتجاوز الأزمة الذاتية مقدم على المصالحة مع السلطة أم أن المصالحة مقدمة على ذلك؟ تفترض الإجابة  عن هذا السؤال القول بأنه دون جسم قوي ومتماسك ومنظم وواضح الأهداف لا يمكن أن تحقق حلا سياسيا مع الخصم فلم يقبل المؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا بالمصالحة وهو مشتت الأوصال ولم تكتف الحركة الحقوقية المغربية بالبحث عن الحقيقة والإنصاف وهي غير متجمعة متكاتفة.يبدو هذا الكلام  في ظاهره انتصارا للتيار الذي يرفض المصالحة لكن الحقيقة غير ذلك لان الذي يطرح في هذا المجال أي مؤسسات يمكن أن تضطلع بهذا الدور؟ وكيف يكون الإصلاح الداخلي ؟هل ننطلق مما هو موجود ام نقطع معه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تصب في رأينا في حجج الفريقين لان من شأن الحوار حولها ان يفرز حلا داخليا متفقا عليه يمكن أن يغير موقف السلطة من قضية المصالحة لان السلطة الان تعتبر نفسها – وهذه حقيقة- تتعامل مع جسم ميت وليس لها من داع لان تغير قواعد اللعبة مع الموتى لكن لو اتفق أنصار المصالحة ورافضوها على إعادة النظر في واقعهم الداخلي واستراتيجيات عملهم وبنوا لأنفسهم جسدا قويا ذا عقل سليم يؤمن بالاختلاف ويحسن تسييره  لما انتظروا موقف السلطة إلا من باب التعامل مع مكون من مكونات الحياة السياسية الوطنية،لكن الفراغ  في البناء والمضمون يجعل من صاحبه رجل قلة على حسب تعبير مالك بن نبي ينتظر ولا يبادر ويقف في منتصف الطريق. لكن من يصنع هذا ومن يهمه الأمر؟ يهم الأمر أؤلئك الذين يمتلكون عقلا نقديا وروحا بناءة لا تقدس الأشخاص وتؤمن بالعمل المؤسساتي وتعتقد في التطور والتغيير وتتصرف وفق قدراتها الذاتية ولا ترفض الاختلاف  وليسوا من  الباحثين عن الخلاص الفردي،هؤلاء مطروح عليهم أن يطرحوا للنقاش والحوار كل قضاياهم بما فيه شكل العمل وأسلوبه القديم والحديث دون مصادرة وان يدركوا أن إرث الحركة الإسلامية في تونس ليس ملكا لأحد ولا يجوز لكائن من كان أن يحتكره أويتصرف  فيه حسب مصلحته الخاصة.  وحتى لا يكون كلامي تهويما نظريا لا يساعد على تجاوز الأزمة التي يمر بها التيار الإسلامي سينصب بحثي في المرات القادمة على تناول الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالأزمة و أدعو كل أبناء التيار الإسلامي لفتح حوار حولها ومناقشتها في كنف الاحترام و إعمال العقل لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وفي نظري تتمحور الأزمة حول سؤالين اثنين سؤال أول  يهم أسلوب العمل ومفاده :هل ما زال للتنظيم معنى؟ وسؤال ثان يتوجه الى الفرد المنتمي للحركة الإسلامية مفاده: هل هو إسلامي أم تونسي؟ نحاول في المرات القادمة بإذن الله البحث في هذه المواضيع على أن يكون الأمر ضربا للرأي بالرأي حتى يبدو لنا برق الصواب.  يوسف الأخضر باحث جامعي


 

الحركات الإسلامية وإشكالية التنصير

مصطفى الخلفي  شكَّلت قضية التنصير أحد محاور تغذية العمل الإسلامي المعاصر طيلة عقود، وبمثابة عنصر بعث للهمم وتعبئة للطاقات للانخراط في الحركة الإسلامية، واتخاذ العبرة من الغرب المسيحي الذي لا يكل في تفريغ الطاقات وتأهيل المنصِّرين، والتخطيط لمشاريع اقتحام هذه الدولة أو تلك، وصولا إلى حماية منصريه وبناء الآليات القانونية لذلك، واستغلال الفجوات التي تنشأ مثل ما حدث بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. وللأسف، لم يوازِ ذلك تقدم فعلي وحقيقي في مجال استيعاب هذا التحدي وفهم أشكال تطوره وطرق اشتغاله الحديثة، إما تبخيسا لأثره، وإما انشغالا بما هو أهم منه، وهي الحالة التي تعبِّر عنها وضعية الحركة الإسلامية في المغرب والتي تبدو في اشتغالها على هذا المجال أقل من اشتغال الهيئات الرسمية الدينية التي برمجت الموضوع كقضية ذات أولوية في العام 2008، وأصدرت مؤخرا عددا خاصا من مجلة المجلس التي يصدرها المجلس العلمي الأعلى حول الموضوع، فضلا عن أن القلق بدأ يصدر عن الجهات الكاثوليكية المتخوفة من امتداد التيار الإنجيلي البروتستانتي، وبحسب ما كشفته أسبوعية لونوفيل أبسرفاتور الفرنسية في عدد فبراير 2004، هناك 150 منصرا إنجيليا في المغرب وحده، وكذلك الامتعاض من تمكن الإنجليين من تنظيم مهرجان الصداقة لموسيقى الروك المسيحية قبل التوقف عنه منذ مدة. المؤكد بحسب الدراسات التي نُشرت في المغرب والحملات التي تم خوضها هو وجود ضعف ملموس في مجال الدراسة العلمية لهذا الخطر، ونتوقف هنا عند ثلاثة جوانب تقتضي من الحركات والهيئات الإسلامية التفكير العميق والاستثمار العلمي التخصصي فيها. أول هذه الجوانب هي الدراسة السوسيولوجية التي تنطلق من التحليل الاجتماعي لخصائص المتنصرين ولطرق اشتغال المنصرين وأماكن انتشارهم، ونوعية الفئات الاجتماعية المغذية لهم، ومدى انتقال «التنصير» من مستوى الظاهرة الفردية إلى الظاهرة الاجتماعية، لاسيَّما أن مراكز البعثات التنصيرية الموجَّهة إلى المغرب تتحدث عن إنجازات واستثمارات بلغت حدَّ خصِّ المغرب بمؤتمر للبعثات الموجَّهة إليه، والسعي إلى عقده يومي 18 و19 سبتمبر المقبل، مما يتطلب الارتقاء بمستوى الدراسة الاجتماعية على شاكلة التقدم الحاصل في الغرب في الدراسة الاجتماعية لتقدم التدين الإسلامي. أيضا، برزت الحاجة إلى تطوير دراسة الخطاب التنصيري وتمييزه عن دراسة الخطاب النصراني. فرغم التقاطعات التي تنشأ فإن هناك فروقا جلية، يؤدي عدم الانتباه إليها إلى الوقوع في الخلط. وللمقارنة، فإن الأول مثل الخطاب الدعوي والثاني مثل الفكر الإسلامي، ويصعب إسقاط الأول على الثاني. ولهذا، فالحاجة تزداد لإعمال المناهج الحديثة في تحليل الخطاب التنصيري، وعدم تصوره مجرد استدعاء لنصوص إنجيلية، لاسيَّما بعد التقدم الكبير في الفضائيات التنصيرية، وتطورها في مجال ضخ الشبهات حول الإسلام، واستقدام شخصيات عربية ومغربية للقيام بذلك، بما يحقق الهدف الأول للمنصرين، وهو زعزعة عقيدة الإنسان المسلم وتحويله إلى إنسان بلا دين. يضاف إلى ذلك أن الخطاب التنصيري عرف تحولا مع تقدم واكتساح التيار الإنجيلي لهذا المجال. وفي المستوى الثالث، هناك الدراسة الاستراتيجية لسياسات التنصير وموقعها في العلاقات الدولية لعالم ما بعد 11 سبتمبر وحرب العراق، والوقوف عند طرق الاستقواء الحديثة والأدوات الجديدة لتجاوز وانتهاك سيادة الدول المناهضة للتنصير، وتطوير آليات احتواء ذلك. لن نتردد في القول إن نتائج هذا النوع من الدراسات ستكون مفاجئة للكثيرين، ليس فقط من ينظرون إليها باستهانة واستخفاف بحجمها، أو من يختزلون الأمر في مجرد إشكالية المطالبة بالمساواة بين الحق في نشر الإسلام عندهم ونشر النصرانية عندنا، فتلك جزئيات من العبث تضخيمها.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 30 أوت 2008)


أطفالنا فلذات أكبادنا : عمل اليوم والليلة (الحلقة الخامسة والأخيرة)

د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr نختم في هذه الحلقة الخامسة هذا المشوار الصيفي في الحديث الذي تجاذبنا أطرافه مع بعضنا في الأجزاء لسابقة، عبر تقديمنا للكتاب المتميّز “أولادنا من الطفولة إلى الشباب” للدكتور مأمون مبيّض. وكما خلصنا من قبل، فإننا نواصل هذا المشوار من خلال المنهجية التي رسمناها، وهي الاعتماد على محطات معينة ليسهل اللقاء مع محاولة تأصيل بعض المواقف، ونواكب مع بعض، أطوار هذه الرحلة الطيبة والتي تتخللها بعض التجارب الشخصية… المحطة الرابعة : جوانب من التربية في هذا الباب الختامي، والذي يحتوي على 10 فصول، يأخذنا الدكتور عبر وقفات صادقة وجريئة، تنبع من معرفة قوية بسلوك الطفل والإطار الذي يتحرك فيه، إلى مجال التربية وفن الإجادة والنجاح فيها. يسيء الطفل سلوكه عادة، إما لجذب الانتباه إليه، أو لتأكيد سلطته، أو للانتقام لذاته. وفهم الوالدين لهذه الغاية، يشكل جزءا من الحل، مع ضرورة  الهدوء والرصانة، مع الحزم دون شدة، والرفق دون تسيب، في إطار الاحترام المتبادل وتقدير خصوصيات كل طرف واحتياجاته، والمحبة المشتركة بين كل أفراد الأسرة (ص191). ويمثل إصغاء الوالدين إلى أبنائهم، وتسخير الوقت الكافي لذلك، محطة هامة وأساسية لمرافقة الأولاد في استكمال تكوينهم واعتمادهم على أنفسهم، وإعانتهم على حل مشاكلهم دون وصاية. فتحميل المسؤولية، والاستماع والإصغاء والتشجيع، يعين على تشكيل عقلية الولد دون طيبة زائفة وشدة قاسية ومهلكة (ص220). ومن أجمل ما قرأت في هذا الباب خارج الكتاب حتى نؤصل لهذا الفعل، قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “رحم الله والدا أعان ولده على برّه”. حيث تصبح العلاقة التربوية مجالا للرحمة والتفهم والعون، وإطارا جامعا ينزع عن بعد المعلم والأستاذ، ليلامس بقوة عمل المربي، فالتربية غير التعليم، والوالد في هذا الباب مرب أساسا قبل أن يساهم مع الآخرين في تعليم ولده. ولعل عقلية الإصغاء وثقافة الحوار الداخلي والإنصات، لا تنطلق حسب نظري منذ تربية الطفل ولكنها بيئة قائمة تسبق مجيء الأطفال وتواكب مسار حياتهم، وهي السكينة المعنية في القرآن والتي جعلها أساسا للزواج والتي تنطلق في إطار الزوجين لتتركز فيما بعد في ظلال تطور الأسرة. فالطفل الذي يأتي في بيئة مهيئة للإنصات والحوار وعدم الاستبداد بالرأي وتقزيم الطرف المقابل، تيسر عملية البناء الداخلي للطفل حيث النموذج موجود والأسس قائمة ولا تستدعي غير مواصلة الدعم. وتظهر لنا إحدى المواقف النبوية الجميلة صورة للإصغاء تظهر هذه الثقافة العامة بين الناس والتي تبدأ بوادرها في الصغر فقد روى أنه ذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق فرأى أبا عمير يبكي، فسأله عن السبب فقال له  » مات النغير يا رسول الله  » فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه ويحادثه ويلاعبه حتى ضحك، فمر الصحابة بهما فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه، فقال لهم  » مات النغير، فجلست أواسي أبا عمير  » ومع تقدم الأولاد في العمر، ومع قرب فترة المراهقة، فإن محطة أخرى في السلوك والتربية تبدو مطروحة. فالشكل الطبيعي للتأديب وتنظم الأولاد عند أغلبية الآباء والأمهات، هو العقاب والمكافأة، غير أن كلاهما قليلي التأثير على المدى البعيد (241). لذا وجب، إن أردنا تحميلهم المسؤولية، تعويدهم على تحمّل تبعات أعمالهم. فالسماح للولد بالاختيار وتنبيهه للعواقب، وتحسيسه بالتفكير عما ينجر عنها، دون قسوة أو خشونة في المعاملة، يمثل مسارا صحيا سليما في تربية الأولاد. يبدو لي أن هذه الفترة العصيبة من المراهقة التي يمر بها الطفل تتطلب الكثير من الهدوء والإنصات والمتابعة والتهيؤ لقص الحبل الجنيني رويدا روبدا مع منهج التيسير الملازم للطفل وبداية التسليم باستقلالية الرأي وقبول المناقشة بكل صدر رحب والتحضير للانتقال مع الطفل إلى علاقة الصحبة معه كما يرويها الرسول الكريم، فالطفل الذي أمامك سيصبح راشدا، رجلا أو امرأة بعد قليل من السنوات… ختــاما هنا تنتهي رحلتنا العجيبة مع فلذات أكبادنا، رحلة بكل ألوان الطيف، عشناها مع بعض في هذه الصيفية، وهي رحلة مع ذواتنا، حيث كان الصغير في داخلنا قبل أن يكبر… رحلة تعليم وتعلم، حاولنا فيها أن نربي وأن نتربى، وحيث حضر الماضي، بما حملناه من تربية وتعلم، صقلتهما التجربة وسنين العمر، وحضر المستقبل بما علّقته آمالنا و دعّمته طموحاتنا، حيث أردنا تربية أطفالنا لزمن غير زماننا، ولمجتمع أفضل من مجتمعنا. وهنا كانت البداية وهنا تصير النهاية.  ملاحظــة أهدي هذا التقديم المتواضع، لروح أبي محمود الطراولي الذي وافته المنية يوم الخامس من أوت 2008، أثناء تعرضنا لهذا الكتاب في التربية وما يحوم حولها، وإني أشهد الله على أنه أدبني فأحسن تأديبي، وسعى صادقا في تربيتي فجازاك الله عني خير الجزاء، وأسكنك مع الصالحين والأنبياء، وجمعني وإياك في جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.  ـ انتهـــى ـ 28 أوت 2008 ملاحظـة  : يصدر قريبا للدكتور خالد الطراولي كتاب جديد بعنوان « حــدّث مواطن قــال.. » يمكن الحجز  بمراسلة هذا العنوان:   kitab_traouli@yahoo.fr   (المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.netبتاريخ 28 أوت 2008)


البعد الآخـر رجل سلام.. من إسرائيل

   

بقلم: برهان بسيس   من إسرائيل جاء خبر وفاة داعية السلام الشهير أبي ناثان، هَلْ يحقّ لنا أن نتعاطف أو نترحّم أو نشيد بمناقب المتوفّى؟؟ اثان خاض صراعا طويلا داخل إسرائيل من أجل الحوار والتواصل والاعتراف بالحق الفلسطيني كلّفه المحاكمة والمطاردة من طرف الحكومات الإسرائيلية الرّافضة لأيّ تفاوض أو لقاء مع منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات. مثّل أبي ناثان التجسيد الشخصي لتيّار داخل المجتمع الإسرائيلي ترجمته حركة السّلام الآن إحدى أبرز تجمعاته التنظيمية اختار أن يجعل من مطلب السلام والتعايش المشترك مع الفلسطينيين هدفه الرئيسي ولعلّ اسم أبي ناثان قد شكّل صحبة عازف البيانو وقائد الأوركسترا الإسرائيلي دانيال بارينبويم الذي يقود فرقة عزف مشتركة بين موسيقيين عرب وإسرائيليين رُمُوزا لهذا الاتجاه المغرّد خارج سرب العقيدة الصهيونيّة القائمة على منطق الحرب والتوسّع ونفي كل حقوق الشعب الفلسطيني. العازف وضع موسيقاه في خدمة أهداف السلام والسياسي سخّر نشاطه طيلة عقود من أجل هذه القضيّة. مرّة أخرى هل يحقّ لنا أن نتعاطف؟؟ الأكيد أنّ تيّارا واسعا من نخبنا السياسيّة لا يؤمن بحقيقة وجود تيار سلام داخل المجتمع الإسرائيلي بل لا يعنيه الأمر شيئا وسط مناخ الحقد المسيطر على المشهد بفعل الغطرسة والإجرام الذي ما فتئت تمارسه إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطيني، يذهب كثيرون إلى التشكيك في صدقيّة دعاة السلام الإسرائيليين واعتبارهم وجها مُناورا من وجوه الدعاية للاختلاف الإسرائيلي والديمقواطيّة الإنسانيّة لدولة الكيان الصهيوني وهي مقاربة ترتاح لها قطاعات واسعة من نخبنا الفكريّة والسياسيّة التي وضعت خبرتها في قراءة الصراع العربي – الإسرائيلي ضمن ما تعتبره ثوابتا قومية ووطنية كانت في الحقيقة أساسا للخطاب والسياسة العربيين اللّذين قادا هذه المعركة وانتهيا بها إلى نتائجها المعروفة، العظيمة الجديرة بالفخر في رأي البعض والكارثيّة المحبطة في نظر البعض الآخر. لم تتقدم هذه الرؤية جوهريّا عن اللاّءات التقليدية في وجه الصلح والاعتراف والتفاوض رغم أنّ النّظام الرسمي العربي ذهب أشواطا خرقا لهذه اللاّءات دون أن يجني بدوره أيّة نتائج تذكر. أليس الجميع، دعاة مقاومة ودعاة تطبيع واعتراف يجلسان في حضرة أزمة واحدة انتهت في تجربة كلاهما إلى حصاد الهزائم والانتكاسات؟؟ في إسرائيل دعاة سلام لسنا مؤهلين للحكم على صدقهم من زورهم لكن واقع الأشياء يؤكّد أنّه لا خيار لنا نحن العرب أمام أزمات موقفنا وموقعنا في خارطة الصّراع غير إبقاء الأمل في هذا الباب الذي ينفذ منه أمل إنساني في السّلام. أعرف أنّ النّفوس ترتاح للأسف مع استقرار مناخات مرضيّة معقّدة إلى لغة اللّعن والشّتيمة والويل والموت لكنّي أرى أن سيرة حياة مثل سيرة أبي ناثان جديرة بالتعاطف.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 أوت 2008)

 
 تونس في 30/08/2008                                                                     بسم الله الرحمان الرحيم                                                                                           والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                                             الرسالة رقم 464  بقلم                                                       
            محمد العروسي الهاني                                              على موقع الانترنات مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي                  

التحوير الوزاري استجاب لطموحات المواطنين و مشاغلهم

  ان التحوير الوزاري الذي ادخله سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوم الجمعة 29/08/2008 على التشكيلة الحكومية هام و مفيد و جاء في الوقت المناسب و استجاب لطموحات المواطنين و مشاغلهم و قد تعرضت في مقالاتي السابقة خلال شهري نوفمبر و ديسمبر 2007 الى عديدالمشاغل و المطالب و الطموحات و المقالات الشجاعة ذكرتها و نشرتها في كتابي بعنوان الوفاء الدائم و شرحت جملة من القضايا الهامة المتعلقة بالتشغيل و ما ادراك ما التشغيل و الممارسات و العراقيل و الابواب المغلقة و الصعوبات و عدم الوضوح و ظاهرة المعارف ….. كما اشرت الى موضوع صعوبة الحصول على شغل في مجال التدريس و ظاهرة المعارف و العراقيل و عدم التوازن الجهوي و اشياء غامضة و عدم الوفاء بالعهود … ؟؟؟ و تعرضت الى مواضيع هامة تخص التجهيز و السكن و اصلاح الطرقات و عدم عناية الوزارة المعنية ببعض الطرقات و ذكرت بحالة الطريق المنجزة بالحجارة معتمدية الحنشة عام 1998 انجزت عن طريق صندوق 2626 . و مشاغل و معانات المواطنين من جراء التعطيب الحاصل في الطريق و الخلل و تعرضت الى مواضيع تهم الفلاحة و العوائق و الصعوبات في الحصول على القروض الموسمية و عديد المشاغل المتعلقة بالفلاحة و خاطبت الوزير عن طريق موقع الانترنات بعنوان رسائل مفتوحة و ما يعانيه اهالي الريف …….. و اشرت في هذا الموقع الى دور الوزارة و مزيد العناية بمناطق الظل خاصة فيما يتعلق بالماء الصالح للشراب و اعطيت مثال يخص منطقة الحجارة حيث ان عدد 120 اسرة مازالت محرومة من الماء الصالح للشراب و قد ذكرتها في كتابي بعنوان الوفاء و الوفاء يشمل كل شيئ ؟؟؟؟ و تعرضت الى موضوع العناية بالملاعب الرياضية بالريف و اشرت الى ملعب الحجارة الذي توقفت اشغاله منذ عام 2001 و اشرت الى صعوبة تشغيل اصحاب الشهائد العليا في مجال التربية البدنية خاصة ابناء الريف و الغموض الحاصل في مجال التشغيل كل هذه المشاغل تعرضت اليها في موقع الانترنات تونس نيوز و نشرتها في كتابي بعنوان رسائل مفتوحة من صفحة 101 الى 150 بصراحة و وضوح و ان العودة الى مراجعة الكتاب و ضرورة الاطلاع عليه له اكثر من معنى و مغزى يستفيد منه القارئ و المسؤول. و بعد هذه البسطة حول ابعاد التحوير الجديد الذي اجراه سيادة الرئيس مؤخرا على التشكيلة الحكومية نرجوا ان يعالج السادة الوزراء الجدد هذه المشاغل و الملفات و من المفيد درس الملفات و الرسائل التي لم تجد الاهتمام و العناية في عهد الوزراء السابقين ؟؟؟ و اعادة الاعتبار لاصحابها و رفع المظالم و التجاوزات كما اشرت في احدى مقالاتي السابقة و قلت و ذكرت مبادرة الاخ المناضل محمود شرشور المدير المساعد للحزب سابقا الذي حرص على الوقوف الى جانب حق طالب في مجال الشغل ماطلته و سوفته الادارة التابعة لشركة النقل اكثر من 3 اشهر و بحماسة و متابعة الاخ شرشور اخذ هذا الشاب حقه في الشغل بفضل العدالة الاجتماعية و ردعا للمتهورين و المسوفين. ؟؟؟ و اعتقد ان السيد حاتم بن سالم وزير التربية و التكوين وزير التربية و التكوين الجديد سيجد بعض الملفات التي لم تجد العناية سابقا و سيسعى الى تلبية بعض المشاغل في اطار الوضوح و الشفافية و العدل الاجتماعي بين الجهات و سيحرص على دعم المصداقية و عدم الوعود العرية من كل صحة في مجال التشغيل و سيحدد المهام و الصلاحيات و يحرص على ان يكون ديوان الوزير مرآة ساطعة. و كذلك بالنسبة للسيد و زير الشباب و الرياضة و التربية البدنية و حدث و لا حرج في مجال و دور وزارة التشغيل و الادماج المهني حيث ستكون المهمة صعبة لاعادة الشفافية و المصداقية. و في مجال التجهيز و السكن  فالحديث يطول و الملفات شائكة و الاعمال عديدة  و المشاغل كبيرة و الله يعطي القوة للسيد الوزير الجديد الذي اعرفه جيدا و اعرف صدقه و اخلاصه. اما في مجال الثقافة فمهمة الاخ الوزير الجديد كبيرة في جميع المجالات و تجربته في مجال الاعلام و الثقافة واسعة و خبرته كبيرة و سوف يطلق سراح بعض الكتب التي دخلت بيت الضيافة اكثر من اللزوم . ختاما شكرا جزيلا لسيادة رئيس الجمهورية على التعديل الوزاري الذي نزل بردا و سلاما على قلوبنا و جاء في الوقت المناسب و المثل الشعبي يقوا  » تبديل السروج فيه راحة  » و بدون تعليق. قال الله تعالى  » و أمرهم شورى بينهم  » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني

اختراع الشاهد: فرق المسلمين أم وحدهم؟

 زهير الخويلدي  
« أنجزت الشاهد من أجل توحيد رؤية هلال رمضان وإزالة الخلاف سنويا »                                                                                   محمد الأوسط العياري السكان الحاليون في حضارة اقرأ يتخاصمون على أبسط الأسباب ويدب بينهم أفرادا وجماعات، الأصدقاء والأشقاء والأعداء الخلاف من أجل المصالح وطلبا للغنائم وصونا للعقائد ولكن أحيانا من أجل تفاهات الحياة وبسبب أشياء واهية، ولكن افتراقهم حول بداية الأشهر القمرية وخاصة حول طلوع الهلال ورؤيته وبداية شهر رمضان هو افتراق أبدي ولازم تاريخهم منذ لحظة التشكل الأول للجماعة إلى الآن. وقد اتخذ الافتراق حالة من سوء التفاهم والعناد وجب الظهور والتميز والمحافظة على الخصوصية من طرف بعض المذاهب في مقابل مذاهب أخرى وخاصة بين السنة والشيعة وبين المشرق والمغرب وبين الشمال والجنوب وبين الدول العربية والدول الإسلامية, ويصل الفرق أحيانا إلى ثلاثة أيام بين الدول وفي كل مرة يتحجج الفقهاء ومفتيي الديار أنهم اعتمدوا الوسائل الشرعية لرصد الهلال ولم يتمكنوا من مشاهدة ولادته بالعين المجردة. ويحاول البعض التفلسف في الموضوع وإثارة التباعد بين الحديث الشريف الأول الذي يؤكد على المشاهدة والمواكبة والحضور: »من شهد منكم الشهر فليصمه » وبين الحديث الثاني التي تهتم بمصطلح الرؤية: » صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته » رغم أن معنى كل من المشاهدة والرؤية في هذا السياق هو معنى متقارب ويكاد يقول نفس الشيء.  ان المحرج من الموضوع ليس غياب الإجماع وبروز التعدد والافتراق لأن الخلاف رحمة والتعدد منطقي على الصعيد النظري إذ « لكل منكم شرعة ومنهاجا » بل استعمال هذا الأمر من أجل تغذية نزعة الانفصال والتخريب وتقوية درجة التقسيم والتشتيت وهو ما يعطل أي حركة تسعى إلى التمدين والتنوير ويشجع عودة المكبوت وبروز الأصولية وتصاعد موجة الدغمائية وسيادة منطق الهووياتية. ما العمل لتجاوز هذه الشطحات غير المبررة فقهيا وغير المقبولة واقعيا؟ بارقة الأمل لإزالة هذا الافتراق جاءت من عالم جليل و شريك في أرض المولد التونسي محمد الأوسط العياري الذي يشتغل بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية والذي اخترع العديد من الآلات الدقيقة التي تهتم بمراقبة المجارات والنجوم والكواكب وخاصة المريخ والقمر والأرض ولكنه بدأ منذ سنتين بانجاز مشروع حضاري سماه الشاهد وقصد منه إزالة الخلاف حول دخول الأشهر القمرية واتجه نحو صناعة منظومة رصد دقيقة تمكننا من مشاهدة الهلال لحظة ميلاده والاستناد على الحساب والإحصاء الرياضي والقياس الهندسي من أجل التثبت والبحث عن تأييدات. المدهش أن العياري شكل لجان تتكون من علماء فلك ورجال دين ومفكرين تقوم بجمع الملومات ودراستها ثم البت في الموضوع وإصدار الحكم النهائي بشأن مولد الهلال وبداية الشهر من عدمه وخلال هذا العام سيرتكز العمل على شرق وسط إفريقيا ولكنه طالب ببعث مركزين الأول في شبه الجزيرة العربية وخاصة في مكة والثاني في منطقة أخرى من العالم. أهمية الاختراع أنه يلتزم بالنص الديني ويمكن الإنسان من رؤية الهلال بعينه المجردة لحظة انبثاقه ولا يكتفي برسم صورة رقمية عنه مثلما كان يحصل في الماضي وبالتالي حلت العين الالكترونية محل الصورة التقريبية والتخمين الافتراضي الذي كان سائدا في الأوساط العلمية. لقد نقل العياري الإجماع الذي يحظى به العلم على مستوي نتائجه وقبول الناس بما يصل إليه من مستوى معرفي مجرد إلى مستوى إيماني وذلك بغية تفادي التشتت وتأسيس الوحدة وإزالة الخلاف والوصول إلى حالة من الإيلاف. يساعدنا هذا التعويل على العلم والتقنية في التشريع في المجال الديني على فهم الصوم من زاوية تقدمية والتفطن على أنه ليس مجرد التوقف عن الطعام والشراب بل تربية على الصبر وتدريب على التضحية والاستبسال في الجهاد الأكبر الذي هو مغالبة الأهواء وأن المصلحة من التكليف هو الإحساس بالغير والتعاطف النفسي مع المحتاجين ومعايشة الوضعيات الصعبة التي تمر بها الفئات الأقل حظا من أجل الاعتبار وإصلاح ذات البين وإعطاء البعد الاجتماعي والمعاملات الأولوية التامة في فهمنا للدين. فهل سيعوض الشاهد الذي اخترعه العياري القبب الفلكية الموجودة في كل دولة ويوحد المسلمون حول اليوم الأول لشهر رمضان أم أن الكل سيحتكم كالعادة إلى قبته ومفتيه وسيبقى الافتراق وتظل دار لقمان على حالها ويعجز العلم على إصلاح ما أفسده التوظيف السياسي البرغماتي للدين؟  


ما أفلح من سلح

الى يوسف الأخضر  

كتبه :أبوجعفرلعويني في 30/08/2008 لم تقل لي يايوسف ,أضحك الله سنّك يا أبا جعفر,وقد رفعت شأنك بردّي على مقالك المتحامل على من هو أعظم منك شأنا,لو صدق كلامك بمعرفة الشّيخ ,فأنت تحطّ من قدرك بما يميّزه القارئ من حديثك,حيث يقول الشّاعر : اختر قرينك واصطفيه واصطفيه تفاخرا*إنّ القرين إلى المقارن ينسب ولكنّك كنت معه(أي الشيخ) بمستوى انتشار التملق « وهزان القفة » كما تنعتني بهتانا,وإن كنت صادقا في مخالطته كالآتي: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ***ويروغ عنك كما يروغ الثّعلب وبدأت بشعر أكبر هجّاء (الحطيئة العبسي)وختمت بشعر الأعمى(بشّار بن برد). لقد كان » الحطيئة  العبسي » أشدّ شعراء الهِجـاء قسوة ,وقد إشترى منه الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه أعراض الناس بـ 3000 درهم .. دع المكــارم لا ترحــل لبغيتهــا* واقعـد  فـإنك أنـت الطـاعم  الكاسـي  قل بربّك هل تدري ما معناه حتّى تستشهد به؟ وقد قاله للزّبرقان بن بدر , وهو أحد أعيانِ بني تميم : دع المكــارم لا ترحــل لبغيتهــا*و اقعـد  فـإنك أنـت الطـاعم  الكاسـي مـن يفعـل الخـيرلا يعـدم جوازيـه *لا يـذهب العـرف بيـن اللـه والناس وقيل عنه أنه هجا أباه وأمه ,ولم يسلم هو من هِجاء نفسه .. فقال : أبت شفتاي اليوم ألا تكلما *** أرى لي وجهاً شوه الله خلقه بسوء فلا أدري لمن أنا قائله*** فقبّح من وجهٍ وقبّح حامله وقيل أيضا أنّه قد هجا زوجته  .. -ولمّا تظلّم الزبرقان للفاروق ,فسأل حسان بن ثابت عن مدى الهجاء ,فقال »لم يهحه بل سلح عليه,وهذا ما أقدمت عليه أردتك أن تفهم معنى السياسة والإدارة فيما شرحت لك,ولكنّك جنحت إلى الهجاء ولست كفؤا لتصوير الحالة التي نحن بصددها, لوعلمت مدى باعي في الشّعر, لما قدمت على ما أقدمت عليه,ولو كنت تقرأ الأمور قراءة صحيحة, لعرفت عاقبة الإساءة . وبذاءة لسان الحطيئة أين أوصلته ,إلى السّجن طبعا وقد أعلمتنا  أنّك زرته ضحية محاكمة النوايا ,وأظنّه عثرة اللّسان بلا شكّ ,وهل يكبّ المرء غيرعثرات اللسان في الدّنيا والآخرة. إذ يقول الحطيئة: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ***زغب الحواصل لاماء ولاشجر ضيعت عائلهم في قعر مظلمة***فاغفر عليك سلام الله ياعمــر فماذا تقول يا يوسف كي لا أهجوك لبهتانك إيّاي؟ – حيث تقول :- وتسارع الى ذهني قول العرب تسمع « بالمعيدي خير من ان تراه. » بماذا حكمت عليّ يا هذا حتّى تسارع بدون رويّة؟ أقرأت كتاباتي ومقالاتي وقصائدي الشّعرية بهذه السّرعة الفائقة؟ أم رأيت صورتي في شبكة الحوار ولم تعجبك ؟ والحمد لله الذي خلقني فسوّاني,وله المنّة على ما وهبني وأعطاني. – وقولك : – لذلك لم يسمع لي أبو جعفر الذي كان يعاني ترف الغربة ونعيمها ولذة السير بين جميلات أوروبا. هذا بهتان عظيم ,لو كنت كما تدّعي, لاستحييت من الله العزيز الحكيم القائل (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)  إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31). كما يحذّر المؤمنين من البهتان في قوله سبحانه:(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4). وأمّا قولك « يا أبا جعفر سأجمل لك ما يعسر على فهمك, ولكن لعله يصيب فهما أكبر من فهمك…  » الحمد لله إذ صدق حدسي فيك ومقالك يشهد بذلك ,إذ تزكّي نفسك وتحطّ من مقام غيرك ,وتتخبّط في أقوالك على الشّكل التّالي. – سرني ان أجد ردا لما اكتب  بعد ان يئست من هذا الإمكان  ولم أجد غير من يستفسر عن هويتي من انا ومن اكون. – كنت اعذر الباحثين عن هويتي لأني اعرف سابقتهم في العمل الإسلامي ونضالهم من اجل الوطن ولم أجد منهم غير الاحترام والتقدير رغم أنهم لم يعرفوا أنني يوسف الأخضر لان هذا ليس أسمي الحقيقي. – لم يكن هدفه من المقال إلا التعرف على هويتي ولكن بمنطق مخالف لمنطق إخوتي الذين تحدثت عنهم في البدء  وحتى أريحه من هذا التعب أقول انا يوسف الأخضر من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا يوسف الأخضر قضيت في سجون السلطة التونسية عشر سنوات كاملة غير منقوصة, فما أنا الإ ضحية محاكمة النوايا التي بنى عليها النظام سياسته تجاه الحركة الإسلامية . (كان غرضي يايوسف أن تعرف نفسك وتلزم حدّك فقط ) لأنّ المتهافتين على ليّ ذراع الحركة , تكاثروا وصاروا يعنونون مقالاتهم بالإنتماء سابقا ,وينصحون بالتخاذل لمّا صارت الحركة تلملم أطرافها, وسبحان من يحيي العضام وهي رميم ,كلّ التّوانسة ينتظرون فرصة الخلاص,وخلاصهم في الرّجوع إلى دينهم,والجميع يعلم من القادر على التّسيير. وتضيف – فالذين تتحدث عنهم وعما قدموه للحركة, ليس لهم أية مزية في ذلك, لان ذلك من واجباتهم وإن كنت تريد الاحتكام الى القانون الداخلي للحركة, فالقيادة القانونية هي قيادة الداخل وليس الخارج وإن كان منتخبا كما تقول لان التنظيم أصلا وقع حله وهذه إشكالات أخرى ليس مجال شرحها.. وهذا هو مربط الفرس يا يوسف, وبما أنّ ذلك كذلك ,لما كلّ هذه التّهجّمات والتهافت المتكرّر, منذ أواخر2007 إن لم يكن النّظام يريد التّخلّص من هذه الحركة المحلولة كما تزعم؟  حيث تظيف اسفينا للإحباط ولن تجد آذانا صاغية. وتردف – والثاني يبرز حين يحاول تغيير الواقع , يجد أن بضاعته أوهى من أن تحل مأزقا في الفكر او العمل, قال ابن خلدون رحمه الله,ماكلّ من لبس العمامة علاّمة,وقد مرّت سنيّ الجمر وهرم النّظام ووأده الشّعب, رغم التجبّر والقهر والتّجويع ,الذي نزع الهيبة والإحترام من قلوب النّاس ,وأورثهم شجاعة وعزما لايلين,وأنّ الواقع الذي أقرؤه أنّ على الشّعب النّهوض لرفض هذا الواقع الأليم ,تردّي المعيشة والأخلاق ,وكثرة السّرقة والفساد والإنتهازية والإستبداد بالحكم وإقصاء الأغلبية,ولهذا فإنّ الإسلام هو الحلّ وكلّ التونسيين سواسية ,إذا احترموا دستور البلاد وطبّقوه,ولسنا نطالب برئيس معمّم ,ولكن يكفي احترام الشريعة وتعميم الحرّية غير منقوصة ,والخطاب للقارئ اللبيب. وفي الختام أتوجّه لكلّ أفراد شعبنا بالتهاني الحارّة, بمناسبة دخول الشّهر الفضيل,الذي كاد يُستأصل من تونس الزّيتونة والقيروان,ولكنّ الله حفظه وحفظ شعبنا من الذّوبان والتّغريب,كما أتمنّى للأمّة العربية والإسلامية كذلك ,ومزيدا من الرّفاه والصّحوة , ومن لايروم صعود الجبال*** يعش ابد الدّهر بين الحفر.  

خبر وتعليق  
  بقلم أبو جمال عبد الناصر         هوّية في مطار أجنبي حدّق الشرطي بي –         قبل أن يطلب أوراقي- ولما لم يجد عندي لسانا أو شفه زّم عينيه وأبدى أسفه قائلا: أهلا وسهلا …يا صديقي العربي!                           أحمد مطر         -1-  الخبر:لقاء بين الأمينة العامة للحزب الشيوعي الكوبي الحاكم وعضوين من المكتب السياسي لجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي (الصباح 22 أوت 2008). ·       – التعليق: من المؤكد وأن اللقاء يندرج في إطار نقل تجربة النظام التونسي الرائدة في إحتواء المشروع القومي الناصري عبر تأسيس جهازالإتحاد الديمقراطي الوحدوي للشقيقة كوبا وكيفية تعاملها مع التيارات السياسية..   ·       -2- الخبر : الرئيس الباكستاني برويز مشرف يعلن إستقالته ومن المنتظر أن تمنح له السعودية أو تركيا اللجوء السياسي. ·       التعليق :العاقبة للرؤساء والملوك والأمراء العرب ،وقتها لن يجدوا سوى أمريكا تمنحهم اللجوء السياسي…   ·       -3- الخبر:إستقبال جماهيري حاشد للبطل الأولمبي أسامة الملولي وتكريمه من أعلى هرم في السلطة. ·       التعليق: أما أبطال تونس وشهداء من أجل فلسطين فتم التكتم عن تاريخ وصول جثامينهم وموعد دفنهم الذي تم في شبه سرية ،بل ومازال أحدهم في عداد المفقودين ،فمن عثر ولو صدفة على جثمان الشهيد خالد الوسلاتي فليخبر أقرب مركز شرطة!   ·       – 4- الخبر: المنسق العام الجديد لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين يدلي بالتصريح التالي على إثر إنتهاء المؤتمر: » …الحركة بخير وهي مقدمة على مرحلة إعادة بناء وتأسيس جديدة ستنطلق من الأساس لإيجاد حركة متماسكة « .(الشروق 16/08/2008) ·       التعليق: كلام صحيح ،لقد بدأ في إعادة البناء والتأسيس والإنطلاق إلى المستقبل ،والدليل تعيينه بمجلس المستشارين بعد أسبوع فقط  من تصريحه،فأوّل الغيث قطرة…قطرة تنفيذا لسياسة الديمقراطية قطرة …قطرة.   ·       – 5- الخبر: إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة يدعو وزراء الخارجية العرب زيارة غزة لكسر الحصار. ·       التعليق: الذنب ليس ذنب وزراء الخارجية العرب ، فهم مع الزيارة وكسر الحصار،بل ذنب الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت منحهم تأشيرة دخول غزة!!فأعذرهم…!.   ·       – 6- الخبر :السلطات التونسية تحجب عديد المواقع الإلكترونية والمدونات من بينها موقع « الفايس بوك ». ·       التعليق : إنهم يحاربون الكلمة فهي أبلغ من السيف،و »حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية « (القائد الرمزجمال عبد الناصر). ·       – 7- الخبر : كلمة الأمين العام لجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في مؤتمر التجمع الدستوري الخامس المنعقد بالصائفة الفارطة: »…إن مؤتمركم هذا أراده سيادة الرئيس أن ينعقد تحت شعار (التحدي) وهو الرجل الذي عودنا دائما برفع التحديات وبالنجاحات وأهمها تحدي إنقاذ الدولة والمؤسسات وتحدي إستقلال القرار الوطني وتحدي مصالحة تونس مع هويتها العربية الإسلامية وتحدي الإستقرار الإجتماعي والسياسي وتحدي التقدم بثبات وبحكمة القائد الرمز المنتصر دوما لوطنه المنحاز لشعبه والحاضن لقضايا أمته العربية وأهمها قضيتها المركزية فلسطين في زمن يعز فيه الحاضن والنصير … » ·       التعليق: منذ سنوات ،قال سلفه نفس الكلام وأكثر!! فكان مصيره زنزانة بالسجن المدني بالمرناقية مدانا من أجل الفساد المالي،…فاللّهم فك أسره وفرّج كربه وأعده إله أهله وذويه سالما معافيا،وإغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنوبه وإغفر له جريمته في حق الناصريين بتونس ودوره في تأسيس جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي.   ·       – 8- الخبر:  إعتقال طارق السوسي عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بعد إجراءه مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية. ·       التعليق:  الحمد الله أن العلاقات الدبلوماسية بين تونس وقطر عادت طبيعية وإلا كانت إدانته حاضرة من أجل تهمة التخابر مع جهات أجنبية في وقت السلم !   ·       – 9- الخبر:إنعقاد المؤتمر الحادي والثلاثين للإتحاد الدولي للجغرافيين بتونس منتصف شهر أوت من الصائفة الفارطة بمباركة وتسهيل من السلطة الحاكمة ومقاطعة جمعية الجغرافيين الفلسطينيين وسط لامبالاة وصمت رهيب من مؤسسات المجتمع المدني جمعيات وأحزاب ونقابات وتيارات سياسية ماعدى بيانين للوحدويين الناصريين بتونس والنقابة العامة للتعليم العالي ! ·       التعليق: مبروك!لقد دخلنا مرحلة التطبيع مع التطبيع …     ·       – 10- الخبر : أحد الأعضاء الغاضبين للمجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين يدلي بالتصريح التالي محتجا على نتائج المؤتمر: » …التجمع الدستوري الديمقراطي أعطانا مثالا في الممارسة الديمقراطية الإنتخابية في مؤتمره الأخير،ورموز حركتنا عملوا عكس ذلك ورفضوا التجديد ،هذا مخجل لنا كحركة ديمقراطية ومعارضة.. »(الشروق 16/08/2008) ·       التعليق: المخجل حقا أن تجعل من الحزب الحاكم – الذي من المفروض أن تعارضوه- مثلكم الأعلى !والمخجل أكثر أنكم لا حركة ديمقراطية ولا معارضة،وإن كانت هذه معارضة فبئس المعارضة.   ·       -11- الخبر:  رواج  فكرة تكليف السلطة التونسية  بعض الأشخاص القريبين منها  بتأسيس حزب إسلامي على غرار « أحزاب المخزن » التابعة لها.. ·       التعليق: يظهر أنّها عدلت عن الفكرة بعد فشل سياسة « الأصل والصورة » والإحتواء التي جربتها مع القوميين والشيوعيين والليبراليين . ——— ختامها نكتة واقعية ،فشّر البلية ما يضحك: الأوّل: أريد أن أصبح نائبا بالبرلمان أو عضوا بمجلس المستشارين أو سفيرا ،وليس لدي المؤهلات اللازمة . الثاني : بسيطة،عليك بالإنخراط بجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي!.

ماذا تعني عودة الحرب الباردة اقليمياً ؟

 

عصام نعمان* تحدث ديمتري ميدفيديف كأن الحرب الباردة لم تندلع مجدداً. قال ان روسيا لا تخشى نشوب حرب باردة جديدة وستفعل ما في وسعها لتجنبها، “لكن في هذه الحال الكرة هي في ملعب الأوروبيين.. اذا أرادوا تدهور هذه العلاقات سيحصلون عليه بالتأكيد”. الحقيقة ان الحرب الباردة وقعت وإن كانت رقعتها لا تزال محدودة. ليس أدل على وقوعها وبدء انتاج مفاعيلها من اعلان موسكو اعترافها بكل من اوسيتيا الجنوبية وابخاريا، وتعليق تعاونها مع حلف شمال الأطلسي في مجالات عدة، وإرجاء زيارة للأمين العام للحلف كانت مقررة لروسيا في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، واتهام موسكو الولايات المتحدة بأنها تقوم عبر احدى مدمراتها وتحت ستار نقل مواد الإغاثة الى جورجيا بتوريد الأسلحة اليها، الأمر الذي اضطر واشنطن الى اعلان الغاء مهمة المدمرة المشار اليها تفادياً لعواقب أوخم، ودعوة بريطانيا دول الغرب وغيرها الى اقامة “تحالف واسع” ضد روسيا لمواجهة سياستها وأغراضها الإقليمية في منطقة القوقاز. الحرب الباردة وقعت، وهي نتيجة منطقية لسعي أمريكا وأوروبا الى توسيع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق ليضم جمهوريات سوفييتية سابقة تحيط بروسيا من جميع الجهات تقريبا، ولغضب موسكو من محاولات الولايات المتحدة تركيز أنظمة دفاع صاروخية في بولونيا وتشيكيا وغيرهما من دول أوروبا. ما انعكاسات الحرب الباردة البازغة بما هي شكل ملطّف من الصراع القديم بين دول غرب أوروبا وأمريكا من جهة وروسيا من جهة أخرى، لا سيما في منطقة غرب آسيا حيث دول العرب وإيران وتركيا و”إسرائيل”؟ حتى قبل ان تندلع الحرب الباردة مجدداً غداة دخول القوات الروسية الى جورجيا، كانت موسكو تقف موقفاً معارضاً لسياسة واشنطن الضاغطة على ايران والرامية الى تشديد الحصار عليها وكذلك العقوبات الاقتصادية بغية حملها على التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم. بعد أحداث جورجيا، يتوقع كثير من المحللين الاستراتيجيين ان تتقرب روسيا أكثر من ايران وأن تعرقل خطة أمريكا لتشديد العقوبات عليها. مع سوريا يبدو موقف روسيا لافتاً، بل مدعاة للتفكير العميق. فقد دعت موسكو الرئيس السوري الى زيارتها غداة اهتزاز علاقتها مع أمريكا و”إسرائيل” بسبب دخول قواتها الى جورجيا، وافتضاح قيام حكومة اولمرت بتزويدها أسلحة ثقيلة، ما حمل موسكو على الإعلان أنها في صدد تزويد سوريا أسلحةً متطورة من دون الإخلال بموازين القوى في المنطقة. فوق ذلك، أوحى اعلان الرئيس بشار الأسد ان سوريا مستعدة لقبول قواعد صاروخية روسية للدفاع الجوي ان الأمر جرى تدارسه وبالتالي اعلانه بالاتفاق مع القيادتين الروسية والسورية. حتى العراق تبدلت لهجة حكومته بعد أحداث جورجيا. فقد أصبح نوري المالكي وجماعته أكثر تصلباً مع أمريكا. انه يطالب اليوم بموعد محدد لانسحاب القوات الأمريكية قبل سنة 2011. واشنطن ما زالت ترفض تحديد موعد مبكر لسحب قواتها، لكنها أخذت تشعر بأنها عاجزة عن املاء شروطها على حكومة المالكي، وان نفوذ ايران يتزايد باطراد لدى هذه الحكومة والقوى السياسية المؤيدة لها. إذ تلاحظ ادارة بوش أن موسكو استفادت من سوء تدبيرها في أزمة جورجيا، فإنها بادرت لتوها الى تحديد خسائرها المتوقعة في منطقة غرب آسيا، لا سيما في فلسطين ولبنان وسوريا. في هذا الإطار تسعى واشنطن الى المحافظة على ما أمكن التوصل اليه من “إنجازات” محدودة بين حلفائها وخصومها المحليين. إلى “إسرائيل” جاءت رايس للمرة السابعة من أجل اقناعها بتجميد عمليات الاستيطان، والسلطة الفلسطينية من اجل عدم اتخاذ استمرار الاستيطان حجةً لوقف التفاوض مع “اسرائيل”، كل ذلك في وقت نشرت حركة “ السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان تقريراً يُظهر ان عدد الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية ارتفع 80 في المائة العام الماضي، كما تضاعف استدراج العروض 38 مرةً في القدس المحتلة. هل تستطيع رايس تحقيق أي نجاح وسط هذا التناقض الحاد بين موقفي الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي”؟ لا مجال لأي اختراق، وبالتالي لأي نجاح، محمود عباس أدرك هذه الاستحالة فلمّح الى انه يراهن على الإدارة الأمريكية المقبلة بعدما اخفق في تحقيق أي مكسب وازن من الإدارة الحالية. واشنطن لن تقف عند حدود ما أنتجته او لم تنتجه زيارة رايس. يبدو انها تفاهمت مع القاهرة على ان تبذل الدبلوماسية المصرية جهوداً مع القوى السياسية الفاعلة في الساحتين الفلسطينية واللبنانية بغية الحؤول دون الانزلاق من جديد الى لون من ألوان الاضطراب السياسي. الى القاهرة دعي وفدان من الجبهتين الفلسطينيتين الشعبية والديمقراطية من اجل ترصين الوضع السياسي الفلسطيني وتهدئته، والى بيروت حضر كل من وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط والمسؤول عن ملف لبنان في وزارة الخارجية الأمريكية السفير ديفيد هيل من اجل ان يعالج، كل من زاويته، التحديات التي تواجه لبنان بعد مؤتمر الدوحة. ما العلاج؟ انه اقناع أطراف الصراع بالبقاء في اطار اتفاق الدوحة في انتظار اتضاح ثلاثة استحقاقات سيواجهها لبنان في الأشهر الثمانية المقبلة: تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية دانيال بليمار قبل نهاية العام الجاري، وتسلم رئيس جديد سدة الإدارة الأمريكية مطلع العام المقبل، وإجراء (أو عدم اجراء) الانتخابات النيابية في ربيع العام 2009. في اختصار، يمر العالم في هذه الآونة بمرحلة انتقالية ناجمة عن اقتراب موعد انتهاء ولاية رئيس الدولة العظمى التي لم تعد، في ظل ادارة بوش المتعثرة في أفغانستان والعراق وباكستان ولبنان وفلسطين وغيرها، دولةً عظمى. وتزداد المرحلة الانتقالية حساسية بل خطورة بعودة الحرب الباردة بين روسيا ودول الغرب الأطلسي. وهي حرب ستؤثر، بقليل أو كثير، على مستقبل المنطقة بقدر ما تتضارب أو تتقارب مصالح الدول الكبرى، لا سيما أمريكا وروسيا، وعلاقاتها بالدول الإقليمية الكبرى، تركيا وإيران و”إسرائيل” ومصر. فوق ذلك، يتنامى باطراد دور القوى غير الحكومية، كتنظيمات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، في صراعات المنطقة وتتباين سلوكية القوى الحكومية تجاهها. ذلك ان بعض هذه التنظيمات قوية بصورة ملحوظة ومؤثرة من جهة ومتحالفة مع قوى حكومية فاعلة في المنطقة من جهة أخرى. ولعل من ابرز واخطر مشاهد الحرب الباردة في المستقبل تلك التي سيتولى ادارتها او الانخراط فيها واحد أو أكثر من تنظيمات المقاومة في المنطقة. أليس لافتاً ان بطل المشهد الأفغاني تنظيم “طالبان”، وبطل المشهد اللبناني “حزب الله”، وبطل المشهد الفلسطيني حركة “حماس”؟ ثم، أليس لافتاً ان ثمةً مشتَرَكَين اثنين بين تنظيمات المقاومة هذه هما الإسلام وأمريكا؟ بصرف النظر عن مدى “إسلامية” المقاومات الثلاث المذكورة فإنها جميعها لجأت الى الإسلام ليس كإيديولوجيا بالضرورة بقدر ما هو ثقافة شائعة وفاعلة في تعزيز هوية قوى المقاومة وكينونتها الوطنية في مواجهة استراتيجية التفكيك والتفتيت الأمريكية. وبصرف النظر عن مدى فعاليتها في مواجهة أمريكا فإن المقاومات الثلاث جادة في مقاتلة هذا المشترك الدولي والإقليمي المتربص بكل حركات المقاومة والتحرير في العالم. إنها حرب ساخنة تلك الدائرة بين أمريكا وحركات المقاومة والتحرير، لكنها حرب باردة تلك المتربصة بين الدول الكبرى المدججة بالأسلحة النووية. وليس من الغلو القول ان انتصار حركات المقاومة والتحرير مرهون بتصاعد الحرب الباردة الى درجةٍ تفقد الولايات المتحدة معها الوحدانية القطبية ويعود العالم الى حال التعددية القطبية التي تسمح للشعوب بأن تتوحد وتتمرد وتنتصر. « الأخبار » * نائب ووزير لبناني سابق (المصدر : موقع عرب 48 الإلكتروني ( فلسطين) بتاريخ 30 أوت 2008)  

 روسيا تهدئ مع أوروبا وتصعّد مع أميركا و«ناتو»  

 
باريس، واشنطن موسكو – رائد جبر – الحياة    اعتمدت موسكو لهجة هادئة مع الأوروبيين ودعتهم الى «تغليب المنطق على العواطف» في تعاملهم معها، في حين صعّدت مع الأميركيين وحلف شمال الاطلسي (ناتو) الذي اعتبرت انه لا يملك «الحق الاخلاقي» ليتخذ موقع الحكم في النزاعات الدولية، بعدما «تجاهل باستمرار ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي»، في وقت حذّر القائد السابق لأسطول البحر الأسود (الروسي) الأميرال ادوارد بالتين، من ان الاسطول قادر على ضرب سفن الـ «ناتو» الموجودة في البحر الأسود، وتدميرها في غضون 20 دقيقة. وتزامنت لهجة التهدئة الروسية تجاه الأوروبيين، مع تأكيد مصادر الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي أن «الوقت غير مناسب» للبحث في فرض عقوبات على روسيا، خلال قمة الاتحاد التي تعقد في بروكسيل الاثنين المقبل. وقادت اليونان وقبرص حملة داخل الاتحاد، ضد محاولات دول اوروبية كانت تابعة للكتلة «السوفياتية» لعزل روسيا وفرض عقوبات عليها، في ما وصفته المصادر الفرنسية بأنه محاولة عقيمة لـ «الانتقام من التاريخ». وبدت موسكو مصممة على تنفيذ سياستها في القوقاز، اذ أكدت عزمها على نشر قواعد عسكرية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا (الاقليمين الانفصاليين في جورجيا)، فيما قررت تبليسي قطع علاقاتها الديبلوماسية مع روسيا التي سارعت الى الرد بالمثل. وحمل الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نستيرينكو بشدة على «إندفاع الأطلسي» نحو المواجهة مع موسكو، محذراً من «عواقب كبيرة لمنطق الضغوط والمواجهة». ورداً على قرار «الأطلسي» إدانة التحركات الروسية في القوقاز واعتراف موسكو باستقلال الإقليمين، قال الناطق إن «الحلف تجاهل أكثر من مرة في السنوات الأخيرة ميثاق الأمم المتحدة وغيره من قواعد القانون الدولي، وارتكب جرائم ضد المدنيين في أفغانستان، لذلك لا يملك الناتو سنداً قانونياً أو أخلاقياً لتقويم تصرفات الدول». ولجأت موسكو إلى لهجة مماثلة تقريباً في ردها على إدانة الدول السبع الصناعية تحركاتها في القوقاز. وأورد بيان للخارجية الروسية ان هذه الدول تسعى إلى «تبرير العدوان الجورجي على أوسيتيا». وشدّد البيان على ان «موسكو لجأت إلى قرار ليس سهلاً بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين لوقف إسالة الدماء، والحيلولة دون زعزعة الاستقرار في منطقة القوقاز كلها». في المقابل، تساءل رئيس الاركان في الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن عن نيات روسيا المقبلة بعد «اجتياحها» جورجيا. وقال في مؤتمر صحافي: «كثيرون بيننا قلقون لمعرفة ماذا يعني هذا الآن وبعد سنة وعلى المدى الطويل، بالنسبة الى تعاوننا العسكري والعلاقات بين بلدينا». ورداً على سؤال عن ما اذا فكرت الولايات المتحدة في القيام بعمل عسكري لدى حصول التدخل الروسي في جورجيا، قال مولن: «لم يطرح ذلك اطلاقاً، هناك بالطبع خيارات ممكنة، لكنها تصبح خطرة بسرعة». ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن القائد السابق لأسطول البحر الأسود الأميرال ادوارد بالتين قوله: «على رغم القوة الظاهرة، فان مجموعة سفن الناتو في البحر الأسود لا قيمة لها في المعركة، وإذا تطلب الأمر، فإن إطلاق قذيفة صاروخية من طراد، إضافة إلى اثنين أو ثلاثة من القوارب القاذفة للصواريخ، ستكون كافية للقضاء على المجموعة بأكملها». وزاد بالتين: «في غضون 20 دقيقة ستكون المياه نظيفة». وشدد على انه رغم الخفض الكبير، ما زال أسطول البحر الأسود يملك «ترسانة هائلة». لكن المسؤول الروسي اعتبر أن فرص المواجهة العسكرية بين حلف شمال الأطلسي وروسيا «لا تذكر»، مشيراً إلى أن بلاده «لن تبدأ بالضربة الأولى، وهم لا يحبون اللعب مع أناس ذوي ميول انتحارية». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أوت2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.