السبت، 4 ديسمبر 2010

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3847 du 04.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية تونسية:دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس

كلمة:السلطة التونسية تخرج عن صمتها بخصوص تسريبات ويكي ليكس

كلمة:تصاعد وتيرة حملة الجباية لصندوق 26/26

رياض الحوار:قضية طلبة سوسة شباب تونس المشكل أم الحل

الصباح:السيد محمد صخر الماطري في جامعة قرطاج:بن علي نقل تونس من «الوقت الصعب».. إلى عهد المراتب الأولى

الصباح:بعضهم يشرّعون ذلك شرط عدم تغليبها على شؤون المواطن:نواب للشعب… أم لقضاء مصالح خاصة؟

عبد الباقي خليفة:تونس:مراوحات الدولة الفاشلة

الوطن:عبد الفتاح كحولي:مداولات مجلس النواب : حركية وتطوّر في الخطاب السّياسي

الوطن:صالح عطية:الحوار البرلماني: الفرصة المهدورة

الوطن:بحري العرفاوي:الإتحاد الأوروبي مشروع الشراكة والتدخل في السيادة

هند الهاروني:المقبرة « مهجورة يوم الجمعة… » ؟

د.رفيق عبد السلام:الأزمة العراقية والدور العربي

د. فهمي هويدي:سببان لبطلان الانتخابات

محمد عبد الحكم دياب:ما حدث يوم الأحد الدامي ‘تطهير سياسي’ وليس تزويرا للانتخابات!

الجزيرة نت:قضاء مصر يبطل دوائر انتخابية

عبد الباري عطوان:ويكيليكس.. ما خفي اعظم

ياسر الزعاترة:كيف نجت الدولة العبرية من وثائق ويكيليكس؟

الجزيرة نت:بعد نشره معلومات محرجة عن الولايات المتحدة :مؤسس ويكيليكس يواجه غضب الكبار

واشنطن بوست:نشر الوثائق ألحق ضررا كبيرا بأميركا

القدس العربي:ويكيليكس يحاول البقاء على شبكة الانترنت وتزايد احتمالات توقيف مؤسسه

غارديان:ميركل حذرت بالانسحاب من اليورو


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm


 

دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس


ترتكب السلطة التونسية جريمة ممارسة التعذيب على المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والنقابيين، وهذا التعذيب المتواصل منذ عقود هو منهج السلطة  الثابت في التعامل مع المعارضين، لإسكات المناضلين وارهاب الناس،  وقد أدى  ذلك الى استشهاد عدد غير قليل من التونسيين.
فخلال السنوات الاخيرة تعرض المئات من الشباب التونسي  الى تعذيب وحشي بحجة  مقاومة الإرهاب اعتمادا على قانون 10 ديسمبر 2003 سيء الذكر، كما تعرض الى ذلك أيضا مناضلو الحوض المنجمي، وكان آخر ما بلغنا تصريحات مفزعة لأحد ضحايا التعذيب في تونس الطالب علي بن عون.. الذي تعرض للتعذيب بتهمة « التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها »، هي حركة النهضة.

كما يتعرض مناضلو المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين الى البلطجة والمحاكمات الملفقة في محاولة لاسكات وارهاب كل الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق، فقد حوكم الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب تغطية احداث الحوض المنجمي واودع السجن رغم وضعه الصحي الحرج، كما يتواصل اعتقال المناضل حسن بن عبد الله و عدد من سكان المظيلة واعتقل السيدان علي الحرابي وعلي بن فرحات السجينان السياسيان السابقان واحيلا الى محاكمة صورية بحالة ايقاف بتهمة التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها، وتعرّض القاضي صالح بن عبدالله الى بلطجة وعنف من اعوان امن تحت اشراف رئيس مركز البوليس واعتقل واحيل الى المحاكمة الملفقة كذلك.
ان المناضلين التونسيين وكل احرار العالم يرفعون اصواتهم عاليا للتنديد بهذا العنف والتعذيب الذي ترتكبه السلطة التونسية ضد المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم الاساسية.

و بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان يعتزم جمع كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأوروبا تنظيم:    وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة البرلمان الأوروبي ببروكسيل  يوم الخميس 09 ديسمبر 2010 على الساعة 10:30  احتجاجا على ما يمارسه النظام التونسي من تعذيب واضطهاد مناف لكل القيم.   وقد أكدت عديد الجمعيات الحقوقية التونسية مشاركتها، كما ستشارك جمعيات حقوقية مغاربية وأوروبية في هذا الإحتجاج. ان هذا التجمع الاحتجاجي يندرج ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس.   لا للتعذيب…   نعم لكرامة الإنسان .. من  أجل الحقوق والحريات في تونس    الجمعيات المنظمة  :
 
جمعية التضامن التونسي
جمعية الزيتونة
منظمة صوت حر
لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس
اللجنة العربية لحقوق الإنسان 
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
س أو أس تونس / لجنة مساندة البروفيسور المنصف بن سالم
المجلس الوطني للحريات بتونس
جمعية ضحايا التّعذيب بتونس


السلطة التونسية تخرج عن صمتها بخصوص تسريبات ويكي ليكس


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 03. ديسمبر 2010 أعلن وزير الخارجية التونسي كمال مرجان خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية داخل أروقة مجلس النواب يوم أمس الجمعة 3 ديسمبر أن تونس ستدرس وثائق ويكليكس لاتخاذ الموقف الملائم بشأنها.
ويعتبر هذا التصريح الأول من نوعه لمسؤول تونسي رفيع المستوي في خصوص مراسلات السفارة الأمريكية بتونس مع إدارتها بالولايات المتحدة والتي نشرها موقع ويكليكس مؤخرا.
وقد عمدت السلطات التونسية إلى التعتيم على الموضوع وأوعزت إلى وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية بعدم تناول موضوع المراسلات السرية.  يذكر أن الموقع المذكور كشف عن 17 وثيقة أمريكية سرية مختصة بالشأن التونسي وهي عبارة عن مراسلات بين السفارة الأمريكية ووزارة الخاريجية الأمريكية كشفت عن تدهور الوضع السياسي والحقوقي بتونس ودعت الإدارة الامريكية ممارسة ضغوط على السلطة التونسية من أجل استحداث إصلاحات سياسية وحقوقية كما أعربت عن تخوفها من إمكانية تدهور الوضع السياسي والاستقرار الأمني نتيجة انتشار الفساد والبطالة واختلال التوازن الجهوي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 ديسمبر 2010)  


تصاعد وتيرة حملة الجباية لصندوق 26/26


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 03. ديسمبر 2010 علمنا في راديو كلمة أن حملة إجبار المواطنين على دفع مساهمات مالية لفائدة صندوق التضامن 26/26 قد تصاعدت وتيرتها هذه الأيام بمناسبة اليوم الوطني للتضامن الذي يوافق يوم 8 ديسمبر.
فقد عبر عدد من المصلين الذين حضروا لأداء صلاة العشاء ليلة الجمعة بمسجد لالة من ولاية قفصة عن استيائهم من الدعوة التي وجهها لهم معتمد القصر عن طريق مؤذن المسجد حيث ذكر الأخير أن على كل من يأتي لصلاة الجمعة أن يدفع دينارا لفائدة صندوق التضامن 26/26.
كما تلقى أصحاب سيارات التكسي بولاية قفصة مكالمات هاتفية من من مقر الولاية تدعوهم للحضور والتبرع بدفع خمسين دينارا لفائدة الصندوق المذكور، وهو ما جعلهم يعبرون عن خشيتهم من المساءلة والمضايقة في حال امتنعوا عن الدفع معتبرين أن الأمر لم يعد تبرعا وإنما ضريبة إجبارية. وعلمنا أن معتمد العامرة من ولاية صفاقس اعترض سيارات الأجرة بنفسه وطالب السائقين بدفع مبلغ لا يقل عن 60 دينار مهددا بسحب الرخصة عند الإمتناع. وأفاد بعض أصحاب سيارات الأجرة والنقل الريفي في عدد من جهات الشمال الغربي أن السلطات المحلية والجهوية طالبتهم بضرورة دفع ما لا يقل عن 40 د لفائدة صندوق 26/26 .
وتمت المطالبة عن طريق العمد والمعتمدين وأعضاء من الحزب الحاكم مع تهديدات بسحب الرخص في حال الامتناع.
وعلمت كلمة أن أصحاب المؤسسات وجهت لهم استدعاءات للحضور بمكاتب المعتمدين وبعض المسؤولين الجهويين.
ومن رفض دفع المبلغ المطلوب منه سُلّط عليه أعوان حفظ الصحة وأعوان القباضة المالية، من أجل تهديده وحمله على الدفع.
وذكرت بعض المصادر أن من لا يدفع يعاقب، مثل ما وقع في مدينة بوسالم في السنة الماضية إثر حجز رخصة أحد أصحاب النقل الريفي لمدة تجاوزت الشهرين.
وكانت أكثر من ثمانين سيارة انطلقت من مدينة بوسالم باتجاه مقر الولاية سنة 2006 احتجاجا على استغلال معتمد الجهة نفوذه واجبارهم على دفع مبالغ دون تمكينهم من وصولات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 ديسمبر 2010)


قضية طلبة سوسة شباب تونس المشكل أم الحل


في خضم احتفال المجموعة الدولية بالسنة الدولية للشباب التي يفاخر الحكم في بلادنا على أنها إقتراح تونسي تبنته و صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع ، إرتأت السلطة تكريم ثلة من شبابنا الطلابي على طريقتهاالخاصة ، فراحت تنبش في الملفات القديمة التي غصت بها خزائن وزارة الداخلية و إدارات أقاليم الأمن و الخاصة بكل التونسيين و التونسيات على احتلاف أعمارهم و مستوياتهم التعليمية و ميولاتهم الفكرية و السياسية …ملفات يطلبها السادة عند الحاجة فتمتد إليها الأيادي الآثمة فتمسح عنها غبار الزمن الرديء حتى تكون جاهزة كأداة للتخويف و الترهيب و وسيلة لتشفي و العقاب . و سحبت هذه المرة ملف  » المطعم الجامعي الرياض سوسة  » الذي تعود أحداثه غلى نهاية سنة 2007 و وجهت دعوة إلى أربعة عشر طالبا و طالبة من مناضلي و كوادر الإتحاد العام لطلبة تونس للمثول أمام القضاء في جلسة أولى يوم 1 ديسمبر2010 اضطر القاضي الجالس بالمحكمة الابتدائية بسوسة إلى تأخيرها إلى يوم 22 من نفس الشهر أمام إصرار زملاء الطلبة المحالين على القضاء و بعض المتضامنين من المجتمع المدني على حضورهذه المحاكمة . و قد سحبت السلطة هذا الملف القديم و حركت القضاء للاستغلاله و تجريم هؤولاء الطلبة بعدما وقفت على حقيقتين متلازمتين على غاية من الأهمية جعلاها تتجرؤ على إعادة فتح هذا الملف من جديد .

البعد المطلبي الاجتماعي في برنامج الإتحاد
إن التحركات الاحتجاجية التي احتضنها المطعم الجامعي الرياض نهاية 2007 كانت بهدف دفع الإدارة إلى التعجيل بصرف المنح و القروض الجامعية لمستحقيها التي كان تأخرها لافتا و مؤثرا على القدرة الشرائية للطالب و عائلته و ضرورة التعجيل بالترسيم الاستثنائي ( الترسيم الرابع ) لبعض الطلبة و القبول بحق الطالبات في السكن الجامعي و نقلة المبيت ، و تعد هذه المطالب مجتمعة ذات طبيعة اجتماعية و حيوية للطالب . دفعت الإتحاد إلى تأطير جملة من التحركات الاحتجاجية داخل الفضاءات الجامعية ، تحركات ذات طابع سلمي و مدني من مثل الاعتصام و المقاطعة الايجابية للأكلة الجامعية غير متجاوزة للقانون بشهادة محاضر البوليس نفسها حيث افتقدت هذه المحاضر إلى مجرد الإشارة من بعيد أو من قريب إلى ما يفيد إضرار الطلبة المحتجين بالمؤسسات الجامعية أو الاعتداء على العاملين فيهاو القائمين عليها . و قد أيقنت السلطة حينها أن الإتحاد العام لطلبة تونس في تبنيه لتلك القضايا و بتلك الروح النضالية العالية قد وضع قدما على الطريق الصحيحة …طريق سيعيده بقوة جارفة كقوة أولى مؤثرة في الجامعة و رقما مهما يستحيل تجاوزه في المعادلة الطلابية و قد زاد من مخاوف السلطة مواصلة كوادر الإتحاد اهتمامهم بالمطالب المباشرة لعموم الطلبة هذه المطالب التي تلقى من الطلبة و أوليائهم كل الدعم و المساندة حيث أقدم الإتحاد في مفتتح هذه السنة الجامعية على تنظيم جملةمن التحركات الاحتجاجية في علاقة بالسكن الجامعي للفتيات و كان الاعتصام المفتوح في المبيت الجامعي للطالبات العلامة البارزة لهذا التمشي و العنوان الأبرز لهذا المنحى المطلبي الاجتماعي الذي زاد من شعبية الإتحاد و وسع من قاعدته الطلابية و أقلق السلطة و أحرجها و ذكى مخاوفها من انتشار هذه الحركة المطلبية الاحتجاجية خارج أسوار الجامعة .
معارضة و مجتمع مدني يتعمق فيه الانقسام
لعل النقطة الثانية المهمة التي جرأت السلطة على نفض غبار هذا الملف و نفخ الحياة فيه من جيد نهاية 2010 قرائتها لحالة المعارضة الجدية و المستقلة و تقديرها لوضعية المجتمع المدني ، معارضة رغم التقائها في توصيف حالة الاستبداد ولانغلاق المهيمنة على البلاد فإنها أخفقت في التوحد ضمن خطة سياسية عملية جامعة في تحدي إرادة الاستبداد و فرض خيار الحرية و الديمقراطية … معارضة فشلت حتى الساعة في تجاوز خلافاتها أو حتى الحد منها فتعمقت و تجذرت الهوة بينها و برزت في حالة تشتت بارز للعيان جعلها تخفق في تقدير الآليات السياسية الضرورية المطلوبة لتجاوز الواقع المميت و فتح آفاق جديدة لواقع أفضل ،في ظل هذا الانقسام و ما يفرضه من حالة انكماش قدرت السلطة أن التضامن و المساندة من هذه المعارضات لن يكون مؤثرا و لن يعيقها من فرض إرادتها على الإتحاد و التشفي من مناضليه .
كما إن الأجواء المشحونة و الصراعات التي طبعت اجواء العامة داخل الإتحاد العام لطلبة تونس نهاية الموسم الجامعي الماضي كانت محفزا رئيسا لتمرير ملف هذه القضية حيث راهنت السلطة على الانشقاقات صلب الإتحاد لإضعاف حركة المقاومة و التصدي لكن المشهد يوم 1 ديسمبر أمام المحكمة صبيحة المحاكمة كذب انتضارات السلطة و نسف قرائتها و تحليلها حيث بدى مناضلو الإتحاد أشد لحمة من أي وقت مضى و أكثر قدرة على تجاوز الخلافات و الصراعات و حسن إدارتها بروح نضالية تجعل مصلحة الإتحاد و جموع الطلبة خطا أحمرلا يمكن تجاوز
و في المحصلة لقد خاض مناضلي الإتحاد تحركاتهم نهاية 2007 و نهاية 2010 مكرسين البعد المطلبي الاجتماعي الملح للطلبة و يدهم ممدودة للحوار مع الإدارة باعتبار منظمتهم هيكلا نقابيا يعد التفاوض حول المطالب المادية و المعنوية للطلبة من أوكد مهامه ، غير أن هذا الخط المطلبي المرفود بحركات احتجاجية واعية ، سلمية و مدنية أحرج السلطة و قرأت فيه تهديدا حقيقيا ينسف سياسية التدجين التي فرضتها على الجامعة منذ سنوات عديدة فحجبت يد الحوار مع الإتحاد و مدت يد القمع و اعتمدت العنف وسيلة وحيدة في التعاطي مع الطلبة و التجأت للقضاء  لتجريم كوادر الإتحاد … سياسة تلغي ضرورة الشعار الذي رفعه الوفد الشبابي التونسي الذي شارك في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة  » شباب تونس الحل و ليس المشكلة  » .
سوسة   رياض الحوار     

السيد محمد صخر الماطري في جامعة قرطاج بن علي نقل تونس من «الوقت الصعب».. إلى عهد المراتب الأولى


احتضنت جامعة قرطاج للتجمع الدستوري الديمقراطي مساء امس تظاهرة اشرف عليها السيد محمد صخر الماطري عضو اللجنة المركزية ابرز خلالها وفسّر للمئات من الحاضرين من مناضلي ومناضلات الحزب القرارات الرائدة الواردة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين للتحوٌل والبالغ عددها 65 قرارا تعلقت بمختلف المجالات من بينها التنمية السياسية والاعلام والاتصال وحقوق الانسان والحريات والمرأة والطفولة والشباب والرياضة والصحة والسلامة المهنية والتنمية الجهوية والبنية الاساسية ونكنولوجيات الاتصال…
وقبل الحديث عن هذه القرارات المستقبلية عاد السيد محمد صخر الماطري الى الوراء مذكرا بالوضع الذي كانت عليه تونس قبل التغيير على جميع المستويات واصفا اياه بـ « الوقت الصعب » الذي كان فيه التونسي متخاصما مع هويته واليوم تصالح مع دينه ومع لغته..ذلك الوقت الذي انعدمت فيه موارد البلاد من العملة الصعبة واليوم فان الاحتياط يكفي لمدة 6اشهر فاكثر..وذكّر فيه بالوضع السياسي والوضع الاجتماعي الصعب وواقع التنمية الرديء مؤكدا ان اصلاحات الرئيس بن علي ووعوده التي أوفى بها مكنت تونس من الرقي ومقاربة الدول المتطورة بل احتلال المراتب الاولى في جل التقارير الدولية وهو شرف لا يظاهيه شرف ويقفل افواه الناعقين خارج السرب الذين لا يريدون الخير لتونس ولشعبها.
وعدد السيد محمد صخر الماطري ما ورد في قرارات رئيس الدولة في الذكرى الثالثة والعشرين للتحوٌل في عدة مجالات.
ففي مجال التنمية السياسية ابرز السيد محمد صخر الماطري ما جاء في خطاب سيادة الرئيس في هذا المجال وخاصة إحداث ملتقى دوري للأحزاب الممثلة في مجلس النواب يلتئم مرة كل ستة أشهر وبرئاسة دورية يتداول عليها الأمناء العامون لتلك الأحزاب، الى جانب دعم المرصد الوطني للانتخابات ليضم شخصيات وطنية مستقلة مشهودا لها بالكفاءة والإشعاع بما يعزز دوره في مجال مراقبة سير العملية الانتخابية في جميع مراحلها، ونشر تقارير المرصد الوطني للانتخابات حتى يكون الجميع على بينة من ظروف سير العملية الانتخابية، اضافة الى تعزيز صلاحيات المجلس الأعلى للاتصال بما يمكنه من السهر على ضمان التنافس النزيه بين مختلف مكونات المشهد الإعلامي والاتصالي، وتوسيع تركيبة المجلس الاعلى للاتصال وتعزيزه بحضور المرأة والأحزاب الممثلة في مجلس النواب مع إضافة ممثل عن برلمان الشباب والدعوة الى توسيع مشاركة الاحزاب والشخصيات الوطنية في البرامج الحوارية التفلزية والاذاعية اضافة الى الترفيع مجددا في منحة الدولة المخصصة للأحزاب السياسية ولصحافتها.
ونوه السيد محمد صخر الماطري بانطلاق جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية في بداية سنة 2011 مؤكدا ان لا مثيل لهذه المبادرة في العالم وان الرئيس بن علي آذن بمباشرة هذه المفاوضات رغم الوضع الاقتصادي العالمي الصعب وفي ذلك حرص على سلامة المناخ الاجتماعي والحفاظ على المقدرة الشرائية للمواطن.
وأوضح السيد الماطري ما جاء في قرارات الرئيس فيما يتعلق بالاعلام من ذلك إحداث جائزة أفضل مقال صحفي حول الشباب ضمن جائزة الهادي العبيدي السنوية لأفضل إنتاج صحفي والدعوة الى مزيد توسيع الفضاءات المخصصة للاعلام الجمعياتي في البرامج الاذاعية والتلفزية لتقريب هذا النشاط من الرأي العام واطلاع المواطن عليه وتوسيع المساحات الحوارية المتاحة له.
وفيما يتعلق بحقوق الانسان اكد السيد صخر الماطري ان رئيس الدولة يولي هذا الجانب اهتماما كبيرا من ذلك مبادرته خلال الخطاب باقرار انهاء العمل بمناشير التفتيش الصادرة عن الضابطة العدلية والاذن بإعداد مشروع قانون يحدد المدة القصوى للاحتفاظ بالنسبة إلى الشخص المفتش عنه بمقتضى بطاقة جلب مع إقرار الضمانات الكافية للمحتفظ به والدعوة الى ضبط التراتيب القانونية والإدارية الكفيلة بالإفراج حالا عن المفتش عنه لعدم خلاص خطية بمجرد الإدلاء بوصل الدفع والاذن بتقديم مشروع تنقيح قانوني يقضي بحذف عقوبة السجن بالنسبة إلى بعض المخالفات والاكتفاء بالخطية…ونوه السيد الماطري بالقرار الرئاسي القاضي بدعوة جميع الاطراف الى العمل الجاد لتجاوز ازمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان خلال الأشهر الستة القادمة في إطار اتفاق يعيدها الى نشاطها المعتاد.
كما أبرز السيد صخر الماطري مدى اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي بالاسرة وبالحيطة الاجتماعية لابنائه من هذا الشعب من ذلك قراره مواصلة تكفل نظام التأمين على المرض بتغطية مصاريف علاج القرين المطلق بالنسبة إلى الأمراض الثقيلة أو المزمنة أو الإعاقة، وكذلك بالنسبة إلى العمليات الجراحية والآلات التعويضية، ودعم الامتيازات الممنوحة للمؤسسات في إطار إدماج من طالت فترة بطالتهم من خلال تحمل الدولة لمدة ثلاث سنوات مساهمة الأعراف في النظام القانوني للضمان الاجتماعي.هذا الى جانب اهتمامه بالرياضة والرياضيين من خلال قراره القاضي بدعم الميزانية المخصصة للمنتخبات الوطنية وتعزيز الإحاطة الاجتماعية برياضيي النخبة وبالإطارات الفنية المشرفة عليها وإحداث لجنة وطنية توكل إليها مهمة إعداد مجلة قانونية شاملة وموحدة لسائر شؤون القطاع الرياضي.
وعدد السيد الماطري القرارات الاخرى الواردة في خطاب سيادة رئيس الدولة ومنها المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية على غرار وضع نص تشريعي خاص بالسلامة في قطاع البناء والأشغال العامة للحد من حوادث الشغل ومنها كذلك الخاصة بالتنمية الجهوية والبنية الاساسية على غرار الطرقات السيارة الجديدة وبناء 760 كيلومترا من المسالك الريفية والشروع في الدراسات المتعلقة بمترو صفاقسأو كذلك المتعلقة بتكنولوجيات الاتصال او تلك المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاصلاحات المالية كالتخفيض في نسب المعاليم الديوانية وإعداد برنامج تنفيذي للتحرير الكامل للدينار على مرحلتين واعادة النظر بصفة جذرية في مجلة الصرف بما يتلاءم مع التحرير الكامل للدينار.
ونوه السيد صخر الماطري في ختام كلمته بالخطاب البر نامج للرئيس زين العابدين بن علي مؤكدا انه المرجع لمستقبل تونس وان هذا البرنامج لوحده يجعلنا نختار بن علي رئيسا ويجعلنا نواصل مناشدته لمواصلة قيادة البلاد حاضرا ومستقبلا. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 ديسمبر 2010)

بعضهم يشرّعون ذلك شرط عدم تغليبها على شؤون المواطن نواب للشعب… أم لقضاء مصالح خاصة؟


توجه عشية أول أمس النائب فؤاد جراد، خلال جلسة النقاش العام  لتقرير اللجنة الخامسة ضمن مناقشة ميزانية الدولة للسنة المقبلة، إلى وزير التربية قائلا « ..كيف تفسرون ظاهرة الأبواب الموصدة لمكتبكم وعدم تمكين النائب من مقابلتكم بموعد أو بدونه… »وأضاف النائب « .. ولئن جاء جوابكم عن استفساري في مناسبة فارطة فدعني أسوقه مرة أخرى حتى أوفر لكم فرصة الإجابة من جديد علكم تتداركون ما جاء على لسانكم بالحرف الواحد »90 بالمائة من النواب يأتون لقضاء شؤونهم الخاصة ».
ولئن أكدت لـ »الصباح » مصادر وزارة التربية أن النائب جاء للوزير بدون موعد ومع ذلك استقبله رئيس الديوان وتمت الإستجابة لحاجته وبينت المصادر ذاتها أن أبواب الوزارة وككل الإدارات مفتوحة لعموم المواطنين بمافيهم النواب وبتعليمات من الوزير يتم الاستماع لكل الطلبات والإستجابة لها في ظل ما يتيحه القانون،
إلا أن ما جاء في مداخلة النائب فؤاد جراد طرح بعض الأسئلة المحورية  مفادها : »أين يقف الخيط الرفيع الفاصل بين اضطلاع النائب  بدوره كممثل للشعب يسعى لقضاء شؤون من انتخبوه لتمثيلهم وبين انصرافه لقضاء شؤونه الشخصية؟وهل فعلا يسعى نوابنا في اتصالهم بالمسؤولين إلى قضاء مآرب شخصية؟وإذا ما حدث ذلك في بعض المناسبات كيف يمكن الحكم على ذلك »؟   النائب ممثل للشعب   قبل التعرف على إجابات النواب على هذه الأسئلة تجدر الإشارة إلى أن موضوع النواب ومطالبهم الشخصية كان قد طرح سابقا في نقاشات مجلس النواب لا سيما عندما يطالب النواب أعضاء الحكومة بتوفير المزيد من الوقت لاستقبال النواب والإستماع إليهم.
وفي حديثه مع « الصباح » لم ينكر النائب فؤاد جراد  وجود نواب يأتون إلى الوزير لقضاء مآرب شخصية ويضيف أن ذلك  لا ينسحب  بالضرورة على كل النواب ولا ضرر من توجه النائب لقضاء مصلحة شخصية شرط أن لا يقوم بتغليب  المصلحة الشخصية على المصلحة العامة لأنه يمثل الشعب بالدرجة الأولى.  ويضيف محدثنا أنه عندما  تغلق كل سبل إيجاد الحلول لدى الإدارة عامة فإن اللجوء إلى الوزير يعتبر ضروريا وإيجابيا وهاما لفض الإشكالات العالقة.
من جهته بين النائب صلاح الدين بن فرج أن النائب مواطن عادي لكن له مسؤولية أكبر تتجاوز شخصه باعتباره يمثل الشعب لكن هذا لا يمكن أن يكون بمثابة العقاب له يحول دون سعيه لقضاء مصلحة شخصية يحاول فيها التدخل لإبنه أو قريبه…
لكنه أكد في المقابل أنه  لا يمكن أن تقوم كل تدخلات النائب على قضاء مصلحة شخصية « … ولا أتصور ولا أعتقد أن النواب بمستواهم الموجود حاليا  يتحولن للوزارة فقط بمصالح شخصية  لكن يمكن أن يكون للنائب ككل المواطنين مشغل خاص والحياة الإجتماعية تقوم على أن الانسان أذا أمكن له  أن يحقق خدمة في إطار القانون أو التدخل لتسيير اجراء بسيط لرفع مظلمة فهو عمل نبيل وليس بالضرورة له انعكاسات مخلة بسير العمل الإداري. فالنائب واسطة اجتماعية لنقل هموم ومشاغل المواطنينين التي يعد جزء منها.. »   إدارة خاصة بالنواب   يقول النائب هشام الحاجي أن المسألة أعمق من ذلك لأنه متى كانت الإدارة ملتزمة بالضوابط القانونية المتعلقة بعلاقاتها مع المواطن وطرق التفاعل مع حاجياته فإنه بالإمكان أن نتجاوز موضوع النائب وقضاء حاجياته الخاصة  فسيتساوى النائب والمواطن ولن يكون المواطن بحاجة إلى النائب لمساعدته على قضاء حاجة من حقه قضاؤها لكن استعصى عليه طرق الأبواب. وفي المقابل لن يكون بامكان النائب متى أراد أن يستغل وضعيته لقضاء مآرب شخصية أن يفعل ذلك.
وبين النائب أن وجود مكلفين في مستوى الوزارات يعنون بشؤون النواب والاستماع إلى استفساراته من شأنه أن يقضى على هذا الإشكال مبينا أن نسبة قضاء النائب لشؤونه الخاصة ضعيفة لأن النائب شخص مسؤول ولا يريد لنفسه أن يكون محل ملاحظات أو قراءات مغلوطة لتردده على الوزارة دون ما يستدعي ذلك.
ويضيف أن النائب ليس مواطنا استثنائيا أو مواطنا من درجة خاصة بل ينطبق عليه ما ينطبق على كل المواطنين والنظام الداخلي لمجلس النواب  يؤكد على ذلك.
بدوره طالب النائب أحمد الغندور باحداث إدارة خاصة صلب كل وزارة تعني بإستقبال النواب والإستماع إليهم… مؤكدا أنه طيلة 3 دورات لم يسع إلى طلب مصلحة خاصة…
منى اليحياوي  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 ديسمبر 2010)


تونس : مراوحات الدولة الفاشلة . . . 

ديكتاتورية سياسية، وتراجعات اقتصادية، وانحدرات اخلاقية، وآفاق مغلقة


عبدالباقي خليفة / صحفي تونسي تستمر معاناة تونس في ظل النظام القائم منذ أكثر من نصف قرن، وذلك على مختلف الأصعدة السياسية، والثقافية، والإجتماعية، والإقتصادية، وهوما تكعسه حالة الإنسداد السياسي، ورفض النظام اجراء أي اصلاحات تتعلق بحرية التنظم السياسي، وحرية العمل ، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية . وسط حالة عامة من تسييس المؤسسات، كالقضاء، والشرطة، والجيش، والمال العام، لخدمة أجندة السلطة الحاكمة بقوة الحديد والنار، وبدون أي تفويض شرعي من الشعب. ووسط هذه المحرقة لا يزال آلاف التونسين في الخارج والداخل ينتظرون ساعة حصولهم على جوازات سفرهم التي لا يزالون محرومين منها منذ وصول بن علي إلى الحكم عقب انقلاب 7 نوفمبر 1987 ضد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة .

وثائق ويكيليكس : تكشف الوثائق التي سربها موقع، ويكيليكس، أن  » الرئيس بن علي ونظامه فقدوا التواصل مع الشعب التونسي، ولا يتحمل النصح فضلا عن النقد سواء كان محليا أو دوليا، وتعاظم اعتماده على استخدام البوليس من أجل السيطرة والحفاظ على السلطة  » وتشير تلك الوثائق إلى أن  » الفساد يتعاظم في عمق دائرة بن علي وحتى التونسيين العاديين أصبحوا على علم كبير بكل ذلك ، والتشكي والتذمر في تصاعد شديد » وتقر الوثائق بأن تونس تقاد بحكم مستبد لا علاقة له بالشرعية السياسية للأنظمة الحاكمة في العصر الحديث » ليس هناك امكانية على الإطلاق لأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ، وحرية التعبير وحرية التنظم تخضع لضغوط عالية جدا، ولا يسمح لأحزاب المعارضة أن تنشط بشكل طبيعي  » وتكشف الوثائق أيضا التواطئ الفرنسي والايطالي مع النظام في تونس على حساب الحريات وحقوق الانسان في تونس » نجد أن دولا أساسية أخرى مثل فرنسا وايطاليا يتعاملون باستحياء مع الحكومة التونسية إذ لا يمارسون أي ضغط على النظام التونسي، ومن هنا لا بد أن نعمل من أجل دفعهم ليقوموا بذلك، وأن يكون مطلب الشريك المتقدم مع الاتحاد الاوروبي إحدى الشروط مقابل الانفتاح السياسي » ولكن النظام التونسي يمارس الخداع مع الاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة في نفس الوقت  » في أغلب الأحوال تفضل الحكومة التونسية سراب الالتزام عوض التعاون والعمل الجاد مع التأكيد أن التغيير الكبير في تونس لن يتم إلا بعد ذهاب بن علي، فتونس لديها مشاكل كبرى وبن علي يتقدم في السن وليس له خليفة واضح ، ونظامه مريض والكثير من التونسيين غاضبين جدا من حكومتهم لغياب الحريات السياسية وغاضبين من فساد العائلة الحاكمة في البلاد  » وتقر الوثائق بأن  » تونس دولة بوليسية مع شئ لا يكاد يذكرمن حرية التعبير والتنظم ، بالإضافة إلى المشاكل الخطيرة في مجال حقوق الانسان. وأمام تحقق أي خطوة إلى الأمام هناك خطوة إلى الوراء، مثل السيطرة الأخيرة لعناصر مقربة من الرئيس بن علي على الكثير من وسائل الاعلام » وتشير الوثائق إلى أن  » التونسيين يبغضون ويحتقرون بشدة السيدة الأولى ليلى الطرابلسي وعائلتهاوكلما كانت هناك مجالس خاصة فإن معارضي النظام يستهزؤون بها ، بما في ذلك المقربين من الحكومة فإنهم يعبرون عن امتعاضهم من سلوكياتها، وفي نفس الوقت يتصاعد الغضب بسبب البطالة العالية وغياب المساواة بين الجهات التي تشكو منها تونس. ونتيجة لهذا فإن ازدياد المخاطر على استقرار النظام على المدى البعيد تتصاعد باستمرار »
تدميرالمجتمع المدني : بقطع النظرعن الدعاية الرسمية التي تزعم بأن مؤسسات المجتمع المدني لا تحتاج إلى ترخيص، وإنما إلى الاعلان عن نفسها، فإن الكثير من المؤسسات تعرضت للايقاف وللتحقيق في مخافر الداخلية، لأنها لا تتساوق وسياسة النظام الحاكم. بل إن عدم التماشي مع السياسات السلطوية أودى بالصحافي الفاهم بوكدوس، إلى السجن والحكم عليه بأربع سنوات كاملة، جزاء تغطيته لاحداث الحوض المنجمي. والاعتداء المتواصل على الصحافيين، بالعنف والبذاءات اللفظية كما هو حال عمار عمروسية وآخرين . ومحاصرة النشاط الطلابي والاعتداء على الطلبة سواء في تونس أو سوسة أو صفاقس أو القيروان وغيرها . ومنعت السلطات المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين من حضور مؤتمر الجمعية الايطالية للقضاة. كما يواصل النظام تدمير الكفاءات التونسية، كالدكتور الصادق شورو الذي قضى أكثر من 20 سنة داخل السجن منها 13 سنة في زنزانة انفرادية . والبروفيسور منصف بن سالم الذي حوله القهر السياسي من باحث لامع في الفيزياء واستاذ زائر في العديد من الصروح العلمية في العالم إلى بائع خضار، أو طرد عشرات الكفاءات التعليمية كرياض الشعيبي وغيره . إضافة إلى منع العديد من المناضلين من السفر، كعلي بن سالم على سبيل المثال لا الحصر. التعذيب سياسة ممنهجة : اتسم عهدي بورقيبة وبن علي بالفضاضة والقسوة الأمنية في التعامل مع المعارضين، ولا سيما اليسار وبدرجة أشد أبناء الحركة الاسلامية بفضيلها الأكبر ممثلا في حركة الاتجاه الاسلامي، النهضة حاليا، أومن بقية الطيف الاسلامي، حزب التحرير، والجبهة الاسلامية، وغيرها. بل طال البطش جماعات لا تمارس السياسة كبعض الصوفية، وجماعة التبليغ . وفي السنوات الأخيرة تعرض الميآت من الشباب التونسي إلى تعذيب وحشي، تحت ذريعة ( مقاومة الإرهاب ) والذي سن لتبريره قانون الارهاب، سئ الذكر الذي تم اعتماده في 10 ديسمبر 2003 م .ويعد الطلبة من أكثر ضحايا نظام الارهاب في تونس، ومن بينهم الطالب وسام الأطرش الذي تعرض للتعذيب الشديد من قبل عناصر ما يسمى بأمن الدولة . بل إن التعذيب والمحاكمة والسجن ( التعذيب يسبق المحاكمات ويتزامن معها ويعقبها في تونس ) تطال النوايا، فيدان الضحية بأنه ( كان يفكر في الذهاب إلى العراق )أو ( افغانستان ) أو( يفكر في احياء جمعية غير مرخص لها ). وهي التهمة التي طالت عدد من المناضلين والطلبة من بينهم الطالب علي بن عون ، وعلي الحرابي، وعلي بن فرحات، والآخرين سجينان سياسيين سابقين. وتفيد تقارير المنظمات الحقوقية أن حالة القمع في تصاعد لا مثيل له فقد ذكرت منظمة حرية وإنصاف، الحقوقية التونسية في المدة الماضية بأن ، سجين الرأي السابق ، خالد بن الطاهر العروسي مولاي علي ( 29 عاما ) اختفى بعد دخوله إلى أحد مراكز الشرطة . وذكرت منظمة حرية وإنصاف ، في نفس البيان أن  » الناشطة الحقوقية والنقابية، وعضو المكتب الفيدرالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمدينة صفاقس ، ( جنوب تونس ) وعضو مجموعة جبنيانة لمنظمة العفو الدولية دلال الزعيبي ، دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام ، منذ الاسبوع الماضي ، احتجاجا على غلق ، نادي آفاق للاعلامية الموجه للطفل بجبنيانة ، والذي أسسته مع زوجها ، هيثم المحجوبي ، من قبل جهاز البوليس السياسي عقابا لها على نشاطها النقابي « . كما يتعرض مناضلوا المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين للاضطهاد وقطع الأرزاق والتعذيب والمحاكمات الملفقة في اجراءات أقل ما يمكن أن يطلق عليها أنها  » ارهاب دولة « . وقد طال هذا الارهاب حتى القضاة، كالقاضي السابق صالح بن عبدالله فقد تعرض للاعتداء بالعنف ، وتم تقديمه للمحاكمة بتهم ملفقة .وفي سبتمبر الماضي أعلن المدير المسؤول لصحيفة الموقف التونسية نجيب الشابي عن مواصلة إضرابه عن الطعام احتجاجا على منع توزيع صحيفته. كما يواصل السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة إضرابه عن الطعام منذ 11 أكتوبر الماضي احتجاجا على حرمانه من العلاج ومن جواز السفر.ولم يسلم الناس من بطش قوات القمع حتى في العيد حيث طاردت قوات القمع سجين الرأي السابق آدم بوقديدة مما اضطره لمحاولة الفرار فسقط من الطابق الثاني مما أدى لكسور في كلتا يديه وكسر في ركبته ونزيف داخلي اضطره إلى المكوث حتى الساعة في غرفة الانعاش بالمستشفى . وكان عدد من المناضلين الحقوقيين قد أعلنوا عن تنظيم وقفة احتجاجية ضد سياسات التعذيب في تونس يوم 9 ديسمبر2010 م احتجاجا على ممارسة النظام التونسي لسياسة التعذيب الممنهج للمناضلين السياسيين واضطهاد المعارضين ، والدوس على حقوق الانسان الأساسية التي تمثل القيم المشتركة لكل الانسانية . ويأتي هذا الاحتجاج الذي تنظمه جمعية التضامن التونسي ، وجمعية الزيتونة ، ومنظمة صوت حر، ولجنة احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس، واللجنة العربية لحقوق الانسان ، والحملة الدولية لحقوق الانسان في تونس ، وس أوأس تونس، ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس، تحت عنوان، لا للتعذيب.. نعم لحقوق الانسان .. من أجل الحقوق والحريات في تونس.
انحدارثقافي واخلاقي : بعد حادثة سباحة بعض طالبات كلية الشريعة في تونس بالبكيني، وصيحة أحد جلاوزة النظام بأن  » الزيتونة  » تحررت من عقدتها . والتي تزامنت مع حرب شعواء ضد الحجاب الشرعي، وحرب الاستئصال التي طالت كل نفس اسلامي، فضلا عن قادة وأعضاء حركة النهضة . بعد ذلك وغيره شهدت تونس في ظل النظام الحاكم حالات انحدار كثيرة من بينها الفن الهابط الذي طغى على البلاد والذي يعكس رغبة العائلة الحاكمة ومستواها الإخلاقي ، ومن ذلك مسرحية « حب سطوري » المليئة بالايحاءات الجنسية . وقد هال الحاضرين الوقاحة والسفالة أو بالتعبير التونسي  » القباحة  » التي اتسمت بها المسرحية ، والكلام الفاحش الذي تضمنته فصول المسرحية ، والتي كانت مقاطع من المجتمع السفلي . العجيب والغريب أن أصحاب هذه المشاريع السافلة يعتبرون ذلك الانحدار الاخلاقي ابداعا. فالابداع كما يبدو في يصبح العربي المسلم حيوانا، وليس انسانا عظيما كما قال شكسبير » اعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما « .وربما سمع النظام بمقولة شكسبير لذلك دعا الكوميدي الفرنسي الشاذ جنسيا بيار بلماد، الذي ضاقت عليه مسارح أوديون، وروندبوانت ، ولانش، وتياتر دوسولولاس فيجاس، فغمرته أحضان النظام في تونس فتجشأ وتقيأ، الرومي ، شذوذا في وجوه الجماهير. ولم يكد الناس ينسون تلك الفقاعات النتنة ، حتى نظم النظام الحاكم في تونس عرضا للأزياء بالملابس الداخلية فقط ، مفتخرا بأنه أول عرض من هذا النوع تقدمه عربيات، وأضاف آخرون « مسلمات « . وشارك في العرض 10 فتيات جامعيات لم تتجاوز أعمارهن ال23 سنة ، ودعي للحفل مستثمرون وسفراء.
بطالة وفساد وأداء اقتصادي سئ : منذ عدة سنوات والنظام الحاكم في تونس يحاول عبثا تغطية حالة القمع والانسداد السياسي، ومحاربة الفضيلة ، بأقنعة النمو الاقتصادي، ورعاية الشؤون الدينية كإقامة إذاعة للقرآن الكريم ، في حين لم ينفك عن مناهضة ومحاربة ما يدعو إليه القرآن ، وعلى كافة المستويات. بينما كذبة نمو الاقتصاد وهي واحدة من أهم ما تتذره به السلطات في تونس، لم تعمر طويلا، فهاهي التقارير تتحدث عن أن 16 في المائة فقط من حاملي الشهادات العليا يعملون في تونس .بينما هناك 70 ألف متخرج سنويا في البلاد ، علما بأن العاملين في القطاع الخاص من حملة الشهادات لا يتمتعون بأي ضمانات للبقاء في العمل .وقد زادت الأزمة الاقتصادية المالية العالمية الشعب التونسي رهقا، فقد كان النظام يقتات على حربه للاسلام في تونس، ودفع البلاد نحو مزيد من التغريب. وقد أظهرت آخر دراسة لمركز الدراسات والتشريع التابع للاتحاد العام التونسي للشغل أن عدد العمال المتضررين ( المطرودين من العمل ) بلغ 76،828 عاملا سنة 2009 م في حين بلغ عدد المؤسسات المتضررة 287 مؤسسة . وأن قطاعات النسيج والملابس هي الأكثر تضررا وهي 143 مؤسسة منها 51 مؤسسة أغلقت أبوابها . أما في 2010 م فإن الأرقام كارثية لذلك أحجم المركز عن نشر تقريره . كما ترجعت مداخيل السياحة لسنة 2010 م رغم ارتفاع عدد الليالي المقضات لا سيما من قبل الروس والانجليزإلى 28 مليون ليلة . وتعمل الحكومة التونسية الآن على بحث جهة تمويل لاقتراض قرابة 4 مليارات دينار لتغطية العجز في سنة 2011 م . وأفادت وكالة تونس افريقيا للانباء الرسمية أن الحكومة ستلجأ لاقتراض هذه القيمة من الأسواق العالمية في مطلع العام القادم لتقليص عجز الميزانية .في حين بلغ الدين في تونس نسبة 42،9 في المائة من الناتج الاجمالي . في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة التذمر الشعبي من الأوضاع المعيشية وهوما تبرزه بوضوح أحداث الحوض المنجمي، والمواجهات قرب الحدود الليبية .لقد أثبتت الأحداث الأخيرة، على غرار انتفاضة الحوض المنجمي  سوء الأوضاع المعيشية  التي يعاني منها المواطنون وتفشي البطالة وتفاقم التفاوت بين الجهات ، وذلك في الوقت الذي تنتشر فيه المحسوبية والرشوة وتسيطر فيه بعض العائلات والأطراف المتنفذة على مقدرات البلاد ظلما .وقد اعتبرت حركة النهضة في بينان لها أن  » السبب الحقيقي لهذه الانفجارات الشعبية هوانعدام التوازن بين الجهات وتفشي الفقر والبطالة فيها ما يستدعي اتخاذ اجراءات تنموية سريعة تعالج الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة وتطمئن المواطنين على حاضرهم ومستقبلهم « .  كما  » تؤكد أنه لا استقرارحقيقيا ولا اطمئنان على حاضر البلاد ومستقبلها ما لم يتمّ الإقلاع عن التعاطي الأمني مع تحركات المواطنين ومطالبهم واحترام إرادتهم وتطلعاتهم للحرية والعدالة الاجتماعية  »  (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 4 نوفمبر2010)  


مداولات مجلس النواب:حركية وتطوّرفي الخطاب السّياسي


بقلم : عبد الفتاح كحولي   كان الحدث الأبرز هذه الأيام تقديم بيان الحكومة حول الميزان الاقتصادي ومشروع ميزانية الدولة لسنة 2011 والبدء في مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومختلف الوزارات ولا شك أن مداولات  هذه السنة قد اتخذت طابعا خاصّا بالنّظر إلى التحديات التي تعيشها البلاد وكذلك مجمل الأحداث السياسية التي أطّرت هذه المداولات ومراكمة تجربة الحوار البرلماني وما أفرزته من نتائج.
وسنحاول في هذه المقال عرض أهم ما جاء في خطاب الحكومة والكتل البرلمانية للوقوف على استنتاجات لها دلالاتها السياسية.
I – في خطاب الحكومة:
قدّم الوزير الأول السيد محمد الغنوشي في نهاية الأسبوع المنقضي بيان الحكومة حول الميزان الاقتصادي ومشروع ميزانية الدولة لسنة 2011 وفي قراءة لخطاب السيد الوزير الأول في تقديمه لبيان الحكومة أو ردوده على السادة النواب يمكن الوقوف على الاستنتاجات التالية: – التأكيد على محورية مؤسسة الرئاسة في دفع عجلة التنمية السياسية وأهمية الإصلاحات السياسية في التنمية الشاملة. – التأكيد على روح الاستمرارية والتمسّك بالمخطط الخماسي للتنمية دون مراجعات تُذكر – مواصلة التأكيد على التحديات التي تواجه البلاد والناشئة عن تقلبات المحيط الدولي إذ أشار السيد الوزير الأول إلى ضرورة ملازمة اليقظة والحذر بالنظر إلى ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية ومن تفاقم لظاهرة البطالة – التأكيد على روح الطموح في الأهداف المرسومة بالنظر إلى تحديات الوضع الدولي وخاصّة في ما يتعلّق بنسبة النمو المرتقبة والتي يجب أن تفوق 5% حتى تتمكن البلاد من العودة إلى نسق النمو المتحقق قبل اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية لكن هذا الطموح يرتبط بتوفير حملة من الشروط أهمها الرّفع في نسب التشغيلية خاصة بالنسبة إلى حاملي الشهادات العليا وتحسين إنتاجية  المؤسسات ومزيد المضي في سياسة الاندماج في الاقتصاد العالمي بما يعنيه ذلك من إعطاء الأولوية للسياسة التصديرية. – التأكيد على تظافر جهود كل القوى في رفع التحديات المشتركة والمساهمة في تعزيز التنمية بكلّ أبعادها . – التأكيد على ضرورة تنويع الأسواق لفتح مجالات أوسع أمام الاقتصاد التونسي بما يمكن من تحقيق الأهداف المرجوّة.
II – في خطاب المعارضة:
إن القراءة المتأنية لمجمل ما ورد في تدخلات النواب والكتل البرلمانية وممثلي الفرق البرلمانية الحزبية يلاحظ أن هذا الخطاب قد تضمّن بندين عريضين : 1 – التأكيد على الأهمية القصوى لما ورد في خطاب سيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين للتحول في ما يخصّ الإجراءات المتّصلة بتطوير الحياة السياسية وخاصّة تلك المتعلقة بالملتقى الدّوري للأحزاب والرفع في التمويل العمومي المسند إلى الأحزاب الوطنية وكذلك الشأن في ما يتعلق بتجاوز أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان .
كما تضمنت تدخلات نواب المعارضة في مجملها التأكيد على أهمية الوفاق ودعم المشترك في أية مقاربة تروم تطوير الحياة السياسية. 2 – الحضور الواضح للخطاب النقدي والمطالب:
رغم تأكيد المعارضة على أهمية المُنجز ومحوريته في تقييمهم العام فإنهم لم يخفوا نقدهم لبعض الظواهر ومطالبتهم بالمزيد من تسريع وتائر التنمية في مختلف أبعادها وفي هذا الإطار يمكن الوقوف على أهم ما جاء في خطاب المعارضة والمتمثل في:
– نقد بعض المظاهر المصاحبة للحياة السياسية والمضايقات التي يتعرّض لها مناضلوا الأحزاب كما ورد في تدخّل أحد رؤساء الكتل البرلمانية الذي أورد عيّنة واضحة لهذه الظاهرة مطالبا بتجاوزها من اجل مزيد ترسيخ روح الوفاق.
– المطالبة بإجراء تعديلات على المجلة الانتخابية ارتباطا بهدف تيسير الترشح لمختلف المواعيد الانتخابية والانتقال إلى التسجيل الآلي في الانتخابات واقحام وسائل الاتصال الحديثة من أجل القطع مع بعض التجاوزات ومن أجل مزيد دعم المشاركة و التأكيد على ضرورة تعليل الإدارة رفضها لبعض القائمات المترشحة حتى تتمكن من التدارك وتيسّر للأحزاب إمكانية مشاركة أوسع في مختلف الاستحقاقات الانتخابية.
– المطالبة بتمكين كل الأحزاب القانونية من حدّ أدنى من التمويل العمومي وتجاوز ثنائية أحزاب برلمانية /أحزاب غير برلمانية. – إعادة النظر في القانون المنظم للعمل الجمعياتي. – تحقيق مراكمة ايجابية في تجربة المرصد الوطني للانتخابات بما يستدعى تحوّله  إلى مجلس أعلى بصلوحيات أوسع . – التأكيد على أهميّة وجود معارضة قوية إلى جانب حزب حاكم قوي في إطار مجال سياسي أكثر حيوية يخدم مصالح الوطن. – التأكيد على ضرورة الارتقاء بصيغ الحوار وآلياته إلى حدّ مطالبة بعض الكتل والنواب بإحداث وزارة للتنمية السياسية أو مجلس قار يعني بقضايا المجال السياسي بوجه خاصّ. – الدعوة إلى ضرورة اقتحام أسواق جديدة لأن الاقتصار على السوق الأوروبية يمثل مجازفة بالنظر إلى الأزمات الاقتصادية التي تشق هذا الفضاء. – التأكيد على أهمية البند الاجتماعي في منوال التنمية من خلال الإشارة إلى ضرورة دعم مكاسب الطبقة الوسطى وحمايتها من كل ما من شأنه أن يهدّد دورها في صيانة التوازن والاستقرار وكذلك من خلال الدعوة إلى ضرورة بعث صندوق للبطالة والربط بين دعم الإنتاجية والقدرة التشغيلية للمؤسسة من أجل تجاوز معظلة البطالة والتّقليص من آثارها . – التأكيد على أهمية البعد العربي وضرورة تفعيل مشاريع التكامل المؤجّلة وقد سجل هذا البند حضوره الواضح إلى حدّ مطالبة أحد النواب بإحداث وزارة للشؤون العربية.
 III – خطاب نواب التجمع الدستوري الديمقراطي:
– الملاحظة البارزة في هذا الخطاب تضمّن بعض التدخلات لمنحى نقدي اقتراحي والتأكيد على أهمية المساهمة الجماعية في بلوغ الأهداف الوطنية الكبرى وكذلك تناول مشاغل الجهات.
IV – استنتاجات:
إن المتتبع لخطاب الحكومة والبرلمانيين من المعارضة والحزب الحاكم يمكن أن يقف على الملاحظات التالية : – باستثناء بعض المداخلات القليلة جدا التي حاولت تناول مسائل لا علاقة لها بمشاغل المواطن وبالقضايا التي تناولها بيان الحكومة فإن كل التدخلات تميزت بروح ايجابية بناءة عكست جدية في تناول مشاغل المواطن والأهداف الكبرى لمنوال التنمية بكل أبعادها. – الإحساس المشترك بأهمية التحديات التي تواجه البلاد وضرورة المساهمة الجماعية في مجابهتها بعيدا عن عقلية الاحتكار والمزايدة. – التقلص اللافت في حجم ما شاع تسميته بالخطاب الخشبي يمينا أو يسارا حيث تضمّن خطاب المعارضة تأكيدا على أهمية المنجز وتنويها بالكثير من المكاسب المتحققة وهو ما يوحي بتحول هذا الخطاب إلى درجات أعلى من المسؤولية والواقعية كما تضمن خطاب الحكومة وكذلك الحزب الحاكم إشارات واضحة إلى ان المنجز على أهميته لا يخفي الإنتظارات ولا شك أن التخفّف من أعباء خطاب الرضا المطلق عن النفس من جهة وخطاب الرفض من جهة أخرى سيكون عاملا حاسما في إنشاء خطوط تقاطع واضحة بين مختلف الفاعلين لإنتاج خطاب سياسي مستساغ من المواطن مقبول لدى الرأي العام وهو الخطاب الذي سيمكن من أعادة الإعتبار للسياسي ويبني قاعدة صلبة لخطاب سياسي بتنافس داخل مقوماته وخصائصه المتنافسون تنافسا مثمرا وبنّاء . – وضوح روح النقد والمطالبة لدى أحزاب المعارضة فبغضّ النظر عن مدى وجاهة تلك المطالب فإنها تعكس الروح الحقيقية للمجال السياسي التوافقي الذي يقوم على جدلية دقيقة بين المشترك والخصوصي بين التأكيد على الإيجابيات ونقد السلبيات بين التعاطي الإيجابي مع المنجز ومزيد المطالبة وهذه الجدلية الدقيقة لا تصمد أمامها كل التصنيفات القائمة على الثائيات الفقيرة والسطحية من قبيل ثنائية معارضة / موالاة. – الموضوعية تدعونا إلى النظر بكل ايجابية في ما صاحب مداولات مجلس النواب من مؤشرات تقود إلى التفاؤل بخصوص مراكمة في التجربة قد تقود إلى تطورات أكثر ايجابية على مستوى مزيد تحديث المجال السياسي وتجاوز بعض العوائق المرتبطة به ولكن يبقى تفاؤلنا هذا رهين ما ستبيّنه ممارسة الأحزاب السياسية من وعي بتحديات اللحظة ومن جديّة في القيام بالأدوار الموكولة لها من أجل تسريع وتائر التنمية السياسية المرتبطة دوما بالفعل الجماعي على ترسيخ المشتركات وتحويلها إلى سلوك يومي. – إننا نتفاءل لأنه يحق لنا أن نتفاءل وندعو إلى مزيد العمل لأن العمل وحده هو الكفيل بتأمين تفاؤلنا وطموحنا نحو الأفضل. – إن التطور اللافت في خطاب المعارضة والحزب الحاكم هو المؤشر الحقيقي على أهمية الأدوار الجديدة التي يجب أن تلعبها مختلف القوى من أجل مزيد إذكاء روح التنافس السياسي داخل ثوابت واضحة ومشتركة بين الجميع بما يؤسس لمجال سياسي حداثي يستوعب الثنائية التكاملية وحدة / تنوع.
خاتمة: رغم ايماننا بنسبية الأشياء وبأن طموحنا يفوق المتحقّق وبأن مسائل كثيرة لم يتمّ تناولها بالعمق الكافي فإن
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 166 بتاريخ 3 ديسمبر 2010)  


الحوار البرلماني: الفرصة المهدورة


بقلم صالح عطية   تظل مناقشة ميزانية الحكومات في كل أنحاء العالم حدثا برلمانيا وسياسيا شديد الأهمية.. فهي تعكس الخيارات الأساسية للحكم، في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والرياضية وغيرها..
لكن هذه المناقشات تقدم من ناحية أخرى، صورة عن الحراك السياسي، وعن مستوى الجدل والحوار الدائر في المجتمع، وعن طبيعة العلاقة بين الحكومة والأحزاب البرلمانية، وعن دور « صاحبة الجلالة » في هذا المخاض.. لذلك هي تستقطب الكثير من الأنظار، بل إن بعض المناقشات المتعلقة بالموازنات في بلدان عديدة، تستمر لفترات لاحقة، عبر تحولها إلى « مادة » لمحاسبة الحكومات، وربما ممارسة ضغوط للإطاحة بها وفقا لأدائها وطريقة تنفيذها للملفات، خصوصا بالنسبة للأنظمة البرلمانية..
لكن هل تبدو الصورة مماثلة في مناقشات ميزانية الحكومة عندنا؟
المتابع لمسار المداولات الخاصة بالميزانية، يلاحظ أن المناخ العام الذي تتحرك فيه المناقشات بارد ويكاد يتكرر من عام إلى آخر.. فثمة حكومة تطرح منوالها للتنمية وخياراتها في جميع القطاعات للمناقشة، وهنالك نوابا من أحزاب المعارضة ممن يحرص بعضهم على التعاطي النقدي مع بعض الخيارات ضمن سقف محدد ووفق شروط باتت معروفة للجميع، فيما يتولى نواب الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، الردّ على مداخلات الأحزاب الأخرى، في تقليد غير مسبوق في برلمانات العالم ، إذا استثنينا بعض البرلمانات العربية المتكلسة..
واللافت للنظر في هذا السياق، أن المناقشات التي يفترض أن تطول السياسات العامة للحكومة، وتتعاطى نقديا مع خياراتها، خصوصا في الملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تبدو شبه غائبة، إن لم نقل منعدمة تماما، حيث يغلب على الكثير من المداخلات منطق التجاذبات السياسية، ويهيمن عليها خيار « الغنيمة » والمصالح الاقتصادية والمالية لبعض النواب، فيما يكون هاجس الموقع البرلماني والتمثيلية في مجلس النواب، هو المهيمن على المداولات التي دخلت منذ عدة سنوات مرحلة التكرار والرتابة و »الحسابات » الضيقة..
صحيح أن بعض المداخلات ترتقي أحيانا إلى المستوى الذي تتطلبه مناقشات ميزانية الحكومة، سواء من حيث المضمون والمقترحات، أو لجهة لهجتها الصريحة، بل الجريئة أحيانا، لكن ذلك يعدّ أمرا محدودا وليس السمة العامة للمداولات.. إذ تهيمن « اللغة الخشبية » والمديح والإطراء المجاني، بل إن عديد النواب يسلكون سبيل التنويه أكثر من المناقشة، التي هي لب الميزانية والسياق العام الذي ينبغي أن تتحرك فيه، فلا يمكن الحديث عن مداولات بلا مناقشات، وليس بوسع أي كان الحديث عن ميزانية حكومة من دون حوار صريح وشفاف، لأنها تتعاطى مع شأن وطني شديد الأهمية، يتعلق بمصالح ملايين المواطنين الذين ستنعكس خيارات الموازنة على حياتهم اليومية لاحقا..
والمثير حقا، أن المداخلات التي تسجل في البرلمان، ثم في مجلس المستشارين، لا تمس في أغلبها، إن لم نقل جميعها، منوال التنمية الذي تطرحه الحكومة للنقاش والمداولة، وإنما هي ترتكز بالأساس على بعض « الملفات » التي تكثر بشأنها خطابات « الهمز » و « الغمز » و « الرسائل المشفرة »، في هذا الاتجاه أو ذاك من قبل عديد النواب من الحزب الحاكم، أو من أحزاب المعارضة..   
أما الصحافة، بجميع مكوناتها، فإنها بمثابة « رجع الصدى » لما يحصل في مناقشات البرلمان، بل هي غير « قادرة » في أحيان كثيرة على ترجمة ما يعتمل في مجلس النواب من أفكار وملاحظات وانتقادات ومقترحات، لأن السقف المتاح لا يسمح بذلك، أو هكذا يخيل لبعض الصحف والقائمين عليها.. لذلك بإمكان المرء أن يقول بكامل الصراحة، أننا نكرر كل عام ذات « الفرصة » التي تتاح لنا جميعا حكومة وأحزابا وإعلاما، لكي نقدم صورة حقيقية عن نبض حراكنا المجتمعي والسياسي، بل إننا نتعمد ـ في تقديري ـ إهدار مثل هذه الفرصة..
أما لمصلحة من يجري التعاطي السلبي مع الموازنة، فهذا ما يستوجب النبش فيه، وقد حان الوقت لذلك.. 
   (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 166 بتاريخ 3 ديسمبر 2010)  

الإتحاد الأوروبي مشروع الشراكة والتدخل في السيادة


بحري العرفاوي    » أطلقت مفوضية الإتحاد الأوروبي عن طريق بعثتها المحلية بتونس استبيانا إلكترونيا موجها للتونسيين عبر موقعه الإلكتروني الرسمي وفي صفحته بالموقع الإجتماعي فايس بوك،لمعرفة آرائهم حول مرتبة الشريك المتقدم الذي يمكن أن يمنحها الإتحاد الأوروبي لتونس » ـ الصباح 27 نوفمبر 2010. لقد جرت العادة أن تتعامل الدول مع بعضها وفق آليات محددة تقتضيها المصالح المشتركة وتحفظ لكل دولة سيادتها وحرية قرارها، جرت العادة أن تتعامل الحكومات مع الحكومات باعتبارها ممثلة بشكل من الأشكال لشعب تتولى تصريف شؤونه وترعى مصالحه.ليس من العادة أن تستفتي دولة شعبَ دولة أخرى في مدى استعداده لتعمل المستفتي مع حكومته بل وفي مدى قبوله بمنح دولته مرتبة الشريك المتقدم.   لقد سبق وفي أكثر من مرة أن تعطل قرار الإتحاد الأوروبي منح تونس مرتبة الشريك المتقدم بسبب مؤاخذات متعلقة بحقوق الإنسان وأوضاع الحريات العامة.
ربما يكون من حق أي دولة أو اتحاد دول تقدير مدى سماح أوضاع شركائه المحتملين بإقامة علاقات شراكة ذات جدوى في مستواه الإقتصادي خاصة حيث يبحث المستثمرون عادة عن الدول التي تتوفر على مستوى من الإستقرار يسمح بالإستثمار وتوسيع الأنشطة الإقتصادية… وأما أن يطلق الشركاءُ أولئك استبيانا لمعرفة رأي المواطنين في إعطاء بلدهم مرتبة الشريك المتقدم فذاك مما نظنه خارجا عن آداب التعامل اللائق بين الدول… إنها محاولة غير مهذبة للتدخل في مقتضيات السيادة الوطنية حيث يفترض أن تتعامل حكومة أي دولة مع غيرها من حكومات الدول الأخرى على اعتبارها ممثلة للشعب أما التجرؤ على الذهاب مباشرة إلى الشعوب بعملية سبر آراء فذاك مما لا يُقبل وينتظر أن يمتنع المواطنون التونسيون عن الإستجابة لهذا الإستبيان ويُنتظر أيضا أن تعترض عليه النخبة والأحزابُ السياسية رفضا لأي مدخل من مداخل التدخل في الشأن الداخلي. كما يُنتظر أن تعترض السلطة  وعلى لسان مسؤوليها وبوضوح وفي وسائل الإعلام على إجراء هذا الإستفتاء حتى وإن تأكدت من أن المواطنين سيصوتون بالأغلبية لرغبتها في الحصول على مرتبة الشريك المتقدم. فالأمر لا يتعلق بتحقيق هدف ما وإنما يتعلق بالمدخل إلى ذاك الهدف.
 أعتقد أننا قُبالة نوع جديد من أنواع الإبتزاز يتجاوز الشروط التقليدية المتعلقة بالحريات والحقوق ليُصبح تسللا ناعمًا إلى الساحة الوطنية. إن الوطنيين في أي مكان يمكن أن يوجهوا نقدهم بجدية ووضوح لآداء أنظمة حكمهم ولكنهم لا يقبلون بأن يُدلوا بشهادة لأطراف خارجية قد تستعملها وسائل للإبتزاز والتدخل في الشأن الوطني… ومثل هذا الإستبيان إذا ما قدر لهُ أن يقع وأن ينخرط فيه التونسيون ـ وهو مستبعدٌ ـ فإنهُ قد يُغري بإطلاق استبيانات أخرى في موضوعات وقضايا هي أكثر التصاقا بعناوين السيادة الوطنية.    (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 166 بتاريخ 3 ديسمبر 2010)  


المقبرة « مهجورة يوم الجمعة… » ؟


هند الهاروني- تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 3 ديسمبر 2010-26 ذو الحجة 1431،
سورة التكاثر :
قال الله جل جلاله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم : » أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2 )كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ)5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ( 6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) ». صدق الله مولانا العظيم. في صحيح مسلم عن مطرف عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر، قال: » يقول ابن آدم: مالي مالي وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس ».
عن أبي هريرة ، قال :  » زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال : » استأذنت ربي أن أستغفر لها ، فلم يأذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها ، فأذن لي ، فزوروا القبور ، فإنها تذكر الموت  » . قال : رواه الجماعة .
عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة ، فقال : » السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون  » قال : رواه أحمد ، ومسلم ، والنسائي . و لأحمد من حديث عائشة مثله ، وزاد : « اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم ».
    وروى أيضا عنه صلى الله عليه وآله وسلم :  » ما من رجل يمر بقبر كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام  » . رواه تمام ، وخطيب ، وابن عساكر ، وابن النجار . قال في كنز العمال : وسنده جيد . صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.
عند زيارتي في هذا اليوم المبارك من أيام الأسبوع لقبر والدتي السيدة رحمها الله و أدخلها فراديس جنانه اللهم آمين يا رب العالمين ، شدني المشهد التالي :
بعد أن أديت واجب الزيارة ، -أسأل الله أن يتقبل مني- و بينما أنا في طريقي للخروج من مقبرة سيدي عمر بالكرم الغربي- توجه إلي زائر كان جالسا عند قبر يدعو لصاحبه و بصوت ملؤه الحزن و الدهشة و الغضب قائلا : « المقبرة مهجورة، مهجورة …
اليوم، يوم الجمعة، يوم مبارك … الله خلق فيه الأرض … و هي مهجورة ؟! »
أثر فيّ الموقف كثيرا فتوقفت قليلا و أجبته بأن : « لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله، ربي يهدي، ربي يهدي و ربي يتقبل منك و منا الزيارة و يرحم جميع المؤمنين و نسأله سبحانه أن يحسن مآلنا« . اللهم آمين يا رب العالمين و واصلت سيري و أنا أتأمل المقبرة … . كانت هنالك امرأة كبيرة في السن تزور قبرا و تعتني به و كان على الأرجح شخص أو اثنين فقط يؤديان الزيارة.
الموت حق علينا جميعا و فيه موعظة و عبرة من الله سبحانه و تعالى لعباده كما أن المقابر تذكرنا بالآخرة نتذكر الدعاء و الاستغفار و طلب الرحمة من الله عز و جل  و نسأله الجنة لموتانا .
لنذكّر بعضنا البعض بواجب القيام بزيارة قبور أهالينا حتى نجد بمشيئة الله من يزورنا و يترحم علينا عندما ننتقل إلى نفس المكان. اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة-اللهم آمين يا رب العالمين.
و مسك الختام يكون في الإشارة إلى القيمة الخاصة بزيارة قبر معيّن ألا وهو قبر نبينا و حبيبنا خاتم الأنبياء و المرسلين بعثه الله رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين إلى يوم الدين و ذلك في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة :
روى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  » من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي  » . رواه الطبري والبيهقي. وروى أيضا عنه صلى الله عليه وآله وسلم :  » من زار قبري وجبت له شفاعتي  » . رواه ابن عدي في الكامل ، والبيهقي في شعب الإيمان . اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات. اللهم آمين يا رب العالمين. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه./.  

الأزمة العراقية والدور العربي


د.رفيق عبد السلام

بعد ما يربو على ثمانية أشهر متتالية من الفراغ السياسي والتجاذب المزمن، توصلت الكتل العراقية الرئيسية في نهاية المطاف إلى نوع من الاتفاق على تشكيل «حكومة شراكة وطنية»، وهو اتفاق أبقى نوري المالكي في موقعه رئيسا للوزراء، وجلال طالباني رئيسا للجمهورية مع التزام هذه الكتل بتشكيل مجلس للسياسات الاستراتيجية، قيل إنه سيتولى رئاسته لاحقا إياد علاوي رئيس القائمة العراقية. بيد أنه ومنذ الجلسة الأولى لانعقاد البرلمان الذي نال رئاسته أسامة النجيفي، أحد زعماء القائمة العراقية، وقبل أن يجف حبر التوافقات السياسية المبرمة، عادت الأمور إلى ما يقرب من نقطة الصفر، وتبددت معها الآمال بالخروج من مرحلة الاستثناء المديدة التي تحولت بعامل الوقت إلى ما يشبه الوضع الطبيعي والدائم. فقد انسحب أعضاء القائمة العراقية احتجاجا على ما اعتبروه نقضا للعهود وغياب روح الثقة بين الكتل السياسية، ومن ذلك الالتفاف على الالتزام الذي عقد قبل انعقاد جلسة البرلمان بإعادة النظر في قانون اجتثاث البعث ورفع الحظر عن ثلاثة من قادة العراقية مشمولين بهذا القانون. ورغم أن الأمور قد عادت مجددا إلى نوع من «التهدئة» الجزئية، حيث انعقدت جلسة البرلمان فيما بعد لاستكمال انتخاب الرؤساء الثلاثة، فإن الأمور قد انعطفت مجددا نحو التأزم قبل أن ينطلق تشكيل الحكومة أصلا، وهي ما زالت تراوح مكانها إلى حد كتابة هذه السطور.
قبل أن يولد مجلس السياسات العامة، المفترض فيه أن يرسم التوجهات العامة للحكم في مجالات السياسة الداخلية والخارجية انطلقت دورة جديدة من الصراع حول الصلاحيات لم تحسم بعد. فبينما رأت «العراقية» فيه مجلسا مخولا للبت في القضايا الاستراتيجية الكبرى، وتكون قراراته ملزمة للحكومة، لم ير فيه المالكي وحلفاؤه سوى هيئة استشارية استئناسية في أحسن الحالات، بما ينبئ فعلا بأنهم يعملون على إفراغ هذا المجلس من محتواه وتحويله إلى مجرد هيئة ملحقة بالجهاز التنفيذي، والعودة بالأمور إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات. ما تؤشر إليه المعطيات الماثلة أمامنا اليوم هو أن البلد ما زال مفتوحا على أطوار جديدة من الصراعات الساخنة والباردة من دون نهاية، وإن كانت ستأخذ هذه الصراعات عناوين كثيرة ومتنوعة في المرحلة القادمة، من تشكيل الحكومة إلى توزيع الحقائب الوزارية، إلى معركة الصلاحيات والالتزام بالقرارات وغيرها.
ومن الوهم هنا تصور أن الوفاقات السياسية الراهنة التي توصلت إليها القوائم العراقية على أنها تمثل نهاية المطاف، أو أنها تقوم على أرضية صلبة ومتماسكة تسمح باستمرارها وصمودها على الأرض، فبحكم حالة التشظي الهائلة التي تعرض لها عراق ما بعد الاحتلال، أضحى من العسير جدا بلوغ الحد الأدنى من التوافق أو الإجماع حول أي من القضايا الخلافية بين مختلف القوى السياسية، التي هي بدورها مجرد واجهات لطوائف وجماعات عرقية وليس أكثر.
ما نراه في المشهد السياسي العراقي الراهن لا يزيد على كونه تهدئة مؤقتة لسلسلة تجاذبات قادمة على أرضية بالغة التحرك والتقلب، مع صعود قوى وفاعلين «جدد» وتراجع حظوظ قوى وفاعلين سابقين.

لقد عبرت التوافقات الهشة التي توصلت إليها الكتل «السياسية» عن طبيعة التوازنات القائمة في الساحة العراقية بعد ما يزيد على سبع سنوات من احتلال البلد وتفكيك ما تبقى من مقومات الدولة وأسس الانتماء الوطني الجامع فيه. فهذه الاتفاقات عبارة عن مرآة عاكسة لأدوار القوى الدولية والإقليمية المتجاذبة في الساحة العراقية، وإن أخذت الأمور في الكثير من الأحيان عناوين محلية، واستندت إلى لاعبين عراقيين، ودعنا نقول هنا إن الأميركيين والإيرانيين والأتراك وإلى حد ما العرب، كانت لهم جميعا بصماتهم، وإن كانت بدرجات متفاوتة في المشهد السياسي العراقي الراهن.
ومن المفارقات العجيبة أن الساحة العراقية قد جمعت هذه المرة بين قوى كان يظن إلى وقت قريب أنها تخوض حرب كسر عظم لا نهاية لها. فقد التقى الأميركيون والإيرانيون على الإبقاء على نوري المالكي رئيسا للوزراء، كل لحساباته واعتباراته الخاصة به. الإيرانيون رأوا فيه أقل الخيارات سوءا بالنسبة إليهم، ما دام الرجل لم يقصر في تثبيت المواقع الشيعية في المفاصل الحيوية للدولة، فضلا عن كونه يشكل من وجهة نظرهم الخط الدفاعي الأول للحيلولة دون عودة إياد علاوي مجددا إلى تسلم موقع رئاسة الوزراء وما يعنيه ذلك من امتداد عربي وتركي من ورائه. أما الأميركيون، فرغم تململهم وضيقهم الشديد من الاتفاق الذي أبرمه المالكي مع الصدريين، فإنهم رجحوا في نهاية المطاف خيار الإبقاء عليه، أولا لتحقيق «انسحاب» تدريجي وهادئ لهم. وما يشفع للرجل عندهم أنه أعطى الطرف الأميركي ما كان يرغب فيه، بعد مصادقته على الاتفاقية الأمنية السنة الماضية، رغم اعتراضات الإيرانيين على ذلك. ثانيا رغم أن الأميركيين ليسوا متيقنين من تمام ولائه الكامل لهم، فإنهم واثقون من أنه يمثل في هذه المرحلة نقطة وفاق صامت وغير معلن بينهم وبين الإيرانيين، بما من شأنه أن يقلل من أتعابهم السياسية والأمنية في المرحلة القادمة على الأقل. وقد صارت كفة المالكي أكثر رجحانا من غيره، بعد أن مالت سورية ولاعتبارات تخص علاقتها بإيران إلى سحب دعمها عن عادل عبد المهدي ورفع الفيتو عنه. رغم ما قاله الأميركيون عن الدور النشيط الذي لعبه جو بايدن في إبرام الاتفاقات بين الكتل السياسية العراقية والخروج من حال الاستثناء التي دامت طويلا، وقد يكون شيء من ذلك صحيحا، إلا أن ما لا يمكن إخفاؤه أيضا، هو أن الأميركيين ومع تراجع نفوذهم على الأرض، قد وجدوا أنفسهم محاطين على نحو أو آخر بالنفوذ الإيراني المتعاظم، والقوى المرتبطة بها، بما جعل خياراتهم السياسية محدودة، أو هم في وضع المكبل والعاجز عن تسيير الأمور في الوجهة التي يرغبون فيها.
وعلى الجملة يمكن القول إن الطرفين التركي والعربي، قد تمكنا من تعديل المشهد السياسي العراقي نسبيا، إلا أن ذلك لم يرتق فعلا إلى تكوين معادلة جديدة تختلف نوعيا عما استقرت عليه الأمور على امتداد السنوات السبع الماضية، لقد حاول الأتراك من خلال الدور النشيط والفاعل لوزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وعبر علاقاته الشخصية والمتينة التي نسجها مع الأكراد والعرب السنة وكذلك الأطراف العربية، وخصوصا السعودية ودول الخليج، أن يستعيد قدرا من التوازن السياسي المفقود في الساحة العراقية، بيد أن تكتل الأكراد خلف طالباني، ثم إلقاء إيران بثقلها خلف المالكي ورجالاتها قد جعل من الخيارات التركية – العربية بدورها محدودة وصعبة.
بيد أن ما نراه اليوم ليس إلا حلقة من حلقات المسلسل العراقي الطويل وليس خاتمة المطاف بأي حال من الأحوال، وعليه من الخطأ تصور أن المعادلة العراقية قد استقرت بالكامل أو أنها غير قابلة للتعديل والتغيير في هذه الوجهة أو تلك، وإن بات من المسلم به أن القوى التي استفادت من الوضع الراهن وحالة الفراغ التي أعقبت الاحتلال، تعمل على تثبيت الوضع القائم بالحيلولة دون تغيره بكل السبل والحيل.

إن عراق اليوم بقدر ما هو مفتوح على رياح وتأثيرات كثيرة متأتية من كل الاتجاهات تقريبا، وبقدر ما يجري فيه من تدافعات سياسية، وطبيعة المعادلة التي ستستقر فيه، لا بد من أن يكون لها كبير الأثر على محيطه العربي الأوسع. وعليه من القصور الاستراتيجي، ترك الساحة العراقية للآخرين من دون أن يكون للدول العربية دور ما في صياغة حاضر ومستقبل بلد مهم ومؤثر بحجم العراق. إن التصورات التي حكمت النظام السياسي العربي، خلال العشرية الأخيرة على وجه الخصوص، والتي تكاد تختصر الأمن السياسي العربي داخل الحدود الحصرية لكل دولة، ليست خاطئة فقط، بل هي أكثر من ذلك، مضرة ومدمرة للوضع العربي برمته، ولأمن الدولة العربية نفسها قبل غيرها، التي باتت هي نفسها محاصرة بكم هائل من الأزمات وعوامل الانفجار والتفكيك من حولها لا تقوى على دفعها.
يجب أن يتركز الجهد العربي في المرحلة الراهنة وفي غضون السنوات المقبلة، على مساعدة العراق والعراقيين في الخروج من مربع المحاصصة الطائفية والإثنية التي أنهكته وقضت على عرى وحدته. فاستمرار الأمور على هذا النحو يعني فيما يعنيه ارتهان البلد إلى لعبة المساومات والابتزاز المتبادل بين القوائم السياسية، التي هي عند التحقيق مجرد واجهات لطوائف وجماعات إثنية لا هم لها سوى دعم مواقعها ومصالحها الحصرية قبل أي شيء آخر. والحقيقة أنه مهما قيل عن القائمة العراقية من مؤاخذات فإنها تمثل الأفق الوحيد المتاح أمام العراقيين للتداوي من آفة الطائفية المهلكة. أهمية العراقية، وبغض النظر عن القوى الاجتماعية والسياسية التي تقف خلفها وتدعمها، أنها قد حملت مطالب وشعارات وطنية جامعة، كما أن وجود شخصية شيعية غير طائفية على رأسها جنبا إلى جنب مع وجوه وقيادات سنية يحيي بعضا من الأمل المفقود في إمكانية تعافي العراق من هذا المرض الطائفي العضال، وعودة الثقافة السياسية الوطنية الجامعة على أنقاض ثقافة الدولة الغنيمة التي تتخطفها قوى التعصب والجهالة الطائفية.

ثمة حاجة لعمل عربي مثابر لاستعادة العراق إلى حاضنته العربية وإقامة الجسور مجددا مع الجوار العربي. ليس مطلوبا اليوم الدخول في خصومة مع إيران، أو التورط في وضع السلاح العربي إلى جانب السلاح الأميركي، فمثل هذا الأمر يظل خطيئة مكلفة ومدمرة للعرب والإيرانيين على السواء، ولكن ما هو مطلوب اليوم هو احترام الهوية العربية للعراق في إطار علاقات جوار متكافئة ومتوازنة.
المبادرة السعودية وفي ظل ما تتمتع به من غطاء عربي، وخصوصا إذا قدر لها مزيد التنسيق مع تركيا، كفيلة فعلا بأن تعيد ترتيب البيت العراقي على نحو جديد، وربما تمثل بوابة الأمل الوحيدة والمتبقية باتجاه خروج العراق من أزماته الخانقة، وتجديد صلاته بمحيطه العربي المغيب.
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 نوفمبر 2010)  


سببان لبطلان الانتخابات


د. فهمي هويدي
لا أعرف كم عدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الحكم ببطلان انتخابات مجلس الشعب التي أصبحت نزاهتها مجرحة من كل جانب، إلا أن أهل القانون استفزهم أمران اعتبروهما يمثلان إهانة للقضاء وازدراء به، إلى جانب تجريحهما لنزاهة الانتخابات بطبيعة الحال.
الأمر الأول يتمثل في انتداب ألفي قاض من وراء ظهر مجلس القضاء الأعلى، بالمخالفة للنص الصريح في قانون السلطة القضائية الذي تنص المادة 52 منه، على أنه لا يجوز نقل القضاة أو ندبهم أو إعارتهم إلا طبقا للقواعد التي قررها القانون، والتي فصلت فيها المادة 62، إذ أجازت الندب بقرار من وزير العدل بشرطين هما أخذ رأى الجمعية العمومية التابعين لها وموافقة مجلس القضاء الأعلى.
ولما كان قد ثبت أن الموضوع لم يعرض على مجلس القضاء الأعلى، بشهادة عضو المجلس المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض، الذي صرح بأنه حضر كل الجلسات التي عقدت وأكد أن الموضوع لم يعرض عليه. فذلك يعني أن القضاة الذين انتدبوا فقدوا التخويل القانوني الصحيح الذي يمكنهم من أداء المهمة، من ثم فإنهم شاركوا في العملية كمواطنين عاديين، الأمر الذي يسوغ الحكم ببطلان الانتخابات التي انتفت فيها المتابعة القضائية المقررة قانونا.
أما الأمر الثاني، فيتعلق بموقف رئيس اللجنة العليا للانتخابات إزاء الأحكام القضائية التي صدرت عن مجلس الدولة، وقضت بوقف الانتخابات في بعض الدوائر.
وقد تلقيت في ذلك رسالة من الأستاذ مدحت أبو الفضل المحامي أبدى فيها دهشته من عدم تنفيذ تلك الأحكام، واعتبر ما جرى في هذا الصدد مذبحة جديدة للقضاء. ومما ذكره أن أهل القانون جميعا يعرفون أن ثمة حيلا تمارس في هذه الحالة من جانب البعض. بمقتضاها تقدم إشكالات (مضروبة) أمام القضاء العادي لتعطيل التنفيذ، ويترتب عليها أن يحكم القاضى في هذه الحالة بعدم الاختصاص، ويحيل القضية إلى مجلس الدولة مرة أخرى. وهو ما يضيع وقتا ويضيع المصلحة المرجوة، كما يعطل تنفيذ الحكم.
أضاف الأستاذ أبو الفضل قائلا إن أي دارس للقانون، فضلا عن أن يكون من المشتغلين به، يفهم هذه اللعبة جيدا. ويدرك أنها لا تصلح لأن توقف تنفيذ الأحكام الصادرة عن مجلس الدولة، كما أنه يعلم جيدا أن مصيرها هو عدم الاختصاص.
وهو يدلل على وجهة نظره ذكر أن هذه البديهية تستند إلى نص المادة 50 من القانون رقم 47 لسنة 72 بشأن مجلس الدولة، التي قضت بما يلي: « لا يترتب على الطعن، أمام المحكمة الإدارية العليا وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه، إلا إذا أمرت دائرة فحص الطعون بغير ذلك، كما لا يترتب على الطعن أمام محكمة القضاء الإداري في الأحكام الصادرة من المحاكم الإدارية وقف تنفيذها إلا إذا أمرت المحكمة بغير ذلك ».
كما أصدرت الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بتاريخ 7/3/2005 فتوى تناولت فيها هذا الأمر تفصيلا، وانتهت فيها إلى أمرين هما: أولا: اختصاص محاكم مجلس الدولة دون غيرها بنظر إشكالات التنفيذ التي تعترض تنفيذ الأحكام الصادرة منها. ثانيا: إن إقامة الإشكال أمام محكمة غير مختصة لا ينتج أثرا، سواء كان عدم الاختصاص ولائيا أو نوعيا.
وقد رجعت الجمعية العمومية في ذلك إلى قانون السلطة القضائية الصادر بالقانون رقم 46 لسنة 1972 الذي نص في الفقرة الأولى منه على اختصاص المحاكم بالفصل في جميع المنازعات فيما عدا المنازعات الإدارية التي يختص بها مجلس الدولة، وبالتالي فإن المنازعة في تنفيذ حكم صادر من جهة القضاء الإداري والتي تستهدف إما المضي في التنفيذ وإما إيقافه، وإن وصفت من حيث نوعها بأنها منازعة تنفيذ، إلا أن ذلك لا ينفي انتسابها إلى ذات جنس المنازعة التي صدر فيها ذلك الحكم، وبالتإلى تظل لها الطبيعة الإدارية وتندرج بهذا الوصف ضمن منازعات القانون العام التي اختص بنظرها جهة القضاء الإداري، وأن هذا هو ما استقر عليه قضاء المحكمة الإدارية العليا وتابعه فيه قضاء المحكمة الدستورية العليا.
في ختام رسالته، قال إن المستشار رئيس اللجنة العليا على علم بكل هذا بحكم منصبه القضائي الرفيع. وكان حريا به ألا يوقف تنفيذ الأحكام استنادا إلى تلك الإشكالات في التنفيذ المرفوعة أمام محاكم غير مختصة بنظرها. ليس فقط التزاما بالمبادئ المقررة، ولكن أيضا حتى لا يستدعى سببا إضافيا للطعن في سلامة الإجراءات القانونية التي اتبعت في الانتخابات.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 4 نوفمبر 2010)

ما حدث يوم الأحد الدامي ‘تطهير سياسي’ وليس تزويرا للانتخابات!


محمد عبد الحكم دياب
قيل عما جرى يوم الأحد الماضي في مصر بأنه الأقل عنفا مقارنة بما حدث في 2005، وحسب ما رأيت وشاهدت فهذا قول مخادع، فالعنف كان على أشده. وإن كان العدد المعلن للقتلى أقل؛ فإن أعداد الإصابات الخطيرة كانت مضاعفة، والسبب أن أكثر الناخبين قاطعوا، ومن ذهب قاوم وكان أكثر حرصا على حماية نفسه. وهناك من كان على قدر عال من الجرأة مكنته من التصدي لعمليات التزوير داخل اللجان وإن فشل، ومنهم من استولى على صناديق الاقتراع وأحرقها بما فيها من أصوات مزيفة على مرأى وسمع من الناس. كما قللت المقاطعة والحرص على حماية النفس والجرأة في التصدي لتدخلات االأمن وتحدي ترويع البلطجية، وعدم الاكتراث بتجبر وغطرسة أحمد عز وأباطرة الحزب الحاكم، من عدد القتلى بالعدد الذي كان متوقعا. أما ما أعلن عن بلوغ نسبة المشاركة 35′ ففضلا عن كونه مبالغة فإنه يكشف التزوير البالغ. وعلى سبيل المثال فإن كل من أدلى بصوته أمام اللجنة المقيد بها اسمي لم يتعد ثمانين ناخبا، وبعد الفرز خرج منها عشرة آلاف وخَمسمئة صوت لصالح مرشحَي الحزب الحاكم، واسم الدائرة ورقم اللجنة لدي لمن يطلبه، وقد لاحظت أن الأحياء والقرى التي لم يكن لها مرشحون قاطعت الانتخابات، وكانت لجانها خاوية تقريبا، والتقديرات في أحسن الأحوال تشير إلى أن العدد الإجمالي لمن أدلوا بأصواتهم لم يزد عن مليوني ناخب على مستوى الجمهورية، وليس 14 مليونا كما أْعلنت اللجنة العامة للانتخابات، أي لا تزيد عن 5′ من عدد ناخبين يبلغ أكثر من أربعين مليونا.
وصف ما جرى يوم الأحد الماضي الدامي بالتزوير ليس بالدقة الكافية؛ لأنه كان ‘تطهيرا سياسيا’ شاملا؛ هدفه إخصاء السلطة التشريعية لتكون عقيمة وهي تسمي مرشح الرئاسة القادم، وإبعاد أي عنصر مؤثر وكل صوت ناقد أو معارض؛ وكنت قد استطلعت رأي واحد من خبراء الأمن الكبار حول خطة وزارة الداخلية، وذلك قبل عشرة أيام من يوم الانتخابات؛ وذكر لي أن التعليمات قضت بحصر المعركة في مواجهة الإخوان المسلمين، ومنعهم بكل السبل من دخول المجلس، مع ترك مرشحي الحزب الحاكم المتنافسين يُصَفّون بعضهم بعضا، ومن ينجح منهم يدخل إلى حظيرة أحمد عز؛ وكيل جمال مبارك. ويبدو أن عدم تضامن حزب الوفد مع الحزب الحاكم في بلاغه ضد الإخوان غيّر من هذه الخطة، ووضع حزب الوفد على قائمة الاستهداف، بجانب أن المستقلين الذين كشفوا مخالفات وانحرافات الوزراء والمسؤولين الكبار؛ تمت معاملتهم معاملة الإخوان المسلمين. ليس هذا فقط فقد طال ‘التطهير السياسي’ نوابا من الحزب الحاكم مثل محمد العمدة. وكانت خطيئته أنه أثار مخالفات العلاج على نفقة الدولة لكبار المسؤولين وعائلاتهم.
ويكفي لتسمية مرشح الرئاسة القادم شكل برلماني بدائي بلا معارضة؛ أشبه بكائن وحيد الخلية؛ يعرف في علم الأحياء بالأميبا، لا تتوفر لها حياة بالمعنى الحقيقي. و’التطهير السياسي’ لا يختلف عن التطهير العرقي، الذي يستهدف إبادة جماعات بشرية وشعوب وأعراق، وإنهاء وجودها المادي والاجتماعي والسياسي، وشهدت البشرية أبشعه في الأندلس، وبدا مقدمة لما تلاه بإبادة أبناء العالم الجديد الأصليين في الأمريكتين، وإحلال الجنس الأوروبي الأبيض محلهم، وامتد ذلك التطهير حتى طال أطراف العالم القديم؛ في استراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا ومناطق أخرى في القارة السمراء، وبدأ هذا المخطط يستهدف الوطن العربي من حملة نابليون، مرورا بزرع المستوطنات اليهودية من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وزادت بعد الحرب العالمية الأولى، وقبل أن تضع تلك الحرب أوزارها تم التمهيد لها بزرع اليهود ليحلوا محل العرب مسلمين ومسيحيين، إذا كان التطهير العرقي كذلك فإن ‘التطهير السياسي’ يصفي ويبعد القوى السياسية والأحزاب والجماعات والعناصر النشطة غير المرغوب فيها، ويعتمد استخدام الإرهاب والعنف، ويروع الناخبين بغرور القوة وغشمها، ويمنع المرشحين المعارضين من حقهم المشروع في التمثيل النيابي، ومنح مقاعدهم لمن لا يستحق.
بعد الانتخابات الأخيرة في بريطانيا علت نغمة الحديث عن ‘التطهير الاجتماعي’ كنتيجة للاستقطاعات الضخمة من الميزانية، بلغت 81 مليار جنيه استرليني؛ يتحمل مسؤوليتها الائتلاف الحاكم المكون من حزبي المحافظين والأحرار؛ في برلمان معلق؛ لم يحصل فيه أي حزب من الأحزاب الرئيسية الثلاثة على أغلبية تمكنه من الحكم منفردا، وكانت الإجراءات التقشفية شديدة الوطأة على محدودي الدخل والفقراء والعاطلين عن العمل والطلاب، فبجانب مضاعفة المصاريف الجامعية؛ من أكثر قليلا من ثلاثة آلاف جنيه استرليني إلى تسعة آلاف جنيه استرليني مرة واحدة، بشكل أثار الطلاب وأدى بهم إلى اقتحام مقر حزب المحافظين وتحطيمه. بجانب ذلك وضعت الحكومة سقفا لمساعدات الإسكان التي تحصل عليها الفئات المذكورة، مما يجعلها عاجزة عن الاستمرار في مساكنها اللندنية الحالية؛ ولندن هي المدينة الأغلى عالميا، وإجبار هذه الفئات على الخروج من العاصمة أو السكن على أطرافها، بكل ما يترتب على ذلك من أعباء على الأسرة، خاصة الأطفال والتلاميذ، ومشاكل الحياة الجديدة لهم ولذويهم. عُد ذلك ‘تطهيرا اجتماعيا’ لطرد فئات محدودة الدخل وفقيرة لصالح الأثرياء وذوي الدخل العالي. وكان إجراء شبيه هو الذي أسقط أقوى رئيسة وزراء بريطانية في النصف الثاني من القرن الماضي؛ مارغريت ثاتشر، حين فرضت ‘ضريبة الرأس’، ودفعت الثمن وخرجت من الحكم.
وقياسا على ذلك يمكن وصف ما حدث يوم الأحد الدامي بـ’التطهير السياسي’، وإذا ما دققنا في المشهد لوجدناه أنه كان ممنهجا بكم من الإجراءات والمحظورات؛ في ظروف غاب فيها الإشراف القضائي، وفُرضت فيها ترسانة المواد الأربع والثلاثين المعدلة في الدستور؛ لإحكام القبضة على مفاصل العملية الانتخابية، نتيجة لكشف القضاة لكثير من صور التزوير في 2005. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان الحصار قد أحكم على الرأي العام في الشهور الأخيرة بإجراءات إدارية اتخذت تباعا، وحالت دون متابعة أجهزة الإعلام والصحافة للانتخابات، ومنع التصوير ورفض وجود المراسلين بالقرب من اللجان الانتخابية، والتضييق على الرقابة المحلية وتحريم الرقابة الدولية، واستبعاد 400 مرشح، ثم رفض إعادتهم بعد صدور أحكام نهائية لصالحهم من المحكمة الإدارية العليا ومنع قيدهم من جديد في جداول المرشحين، ووقع الناخب تحت حصار محكم، وترجم ذلك في إغلاق كثير من اللجان من وقت مبكر، وسودت بطاقات الانتخاب لصالح المرشحين المختارين. وهذا سمح لعناصر من الأمن بإهانة قضاة حاولوا منع التزوير، ومثال ذلك ما جرى للقاضي وليد الشافعي في لجنة البدرشين، وإهانة ضابط من أمن الدولة له، وضَمّن ما حدث له في تقرير إلى اللجنة العليا لم تعره الاهتمام الكافي. والرخصة التي سمحت بهذا هي قانون الطوارئ المطبق لثلاثين عاما متصلة.
وتطهير المجلس القادم من المعارضة لا علاقة له بالقانون رغم عواره، ولم يكن من مهام الحزب الحاكم رغم فساده، وما جرى اعتمد على سطوة الشرطة والأمن، وفاشية أمين تنظيم الحزب المعادي بفطرته ومصالحه للقوى الوطنية، وكانت الانتخابات فرصته للانتقام وتصفية الحسابات مع خصومه.
ومع أنني كنت قد قررت المقاطعة، لكن ما شاهدته وسمعته دفع بي إلى دائرتي الانتخابية في محافظة 6اكتوبر، وفي الطريق أُبلغت أن اللجنة المقيد بها اسمي أغلقت أبوابها من الحادية عشرة صباحا، وقلت لأذهب وأطلع بنفسي على ما يحدث فيها. انتظرت إلى قرب موعد الإغلاق الرسمي، وقبل 25 دقيقة من انتهاء الموعد كنت على باب اللجنة؛ وجدته مغلقا، وكانت تبدو وسط ثكنة عسكرية. متاريس على مدخل الشارع، وحواجز تمنع الناخبين من الدخول، وعلى بعد خمسين مترا تقف ثلاث حافلات كبرى للأمن المركزي زرقاء اللون، وأعداد غفيرة منهم خارجها في حالة تأهب. وعلى باب اللجنة طلب مني شابان عدم الدخول. عرفت فيما بعد أنهما من أمن الدولة؛ تجاهلتهما وبدأت أطرق على الباب، وأثناء الطرق دفعت النصف الآخر من الباب ففُتح، ودخلت يرافقني أحد أشقائي؛ وجدت اللجنة خالية وخاوية، وفيها شخص جالس على مقعد دراسي بالقرب من المدخل، وحضر إلي ثلاثة من ضباط الشرطة بزي الأمن المركزي الأسود؛ أحدهم برتبة مقدم والآخران برتبة نقيب، طلبت الإدلاء بصوتي، فأبلغوني أن التصويت انتهى، ونظرت إلى ساعتي مبتسما وقلت: تحملت مشقة الحضور من مدينة بعيدة، وعدم قيامي بواجبي الانتخابي يعني أنني ضيعت جهدا ووقتا بلا فائدة، وعليكم أن تعوضوني عن ذلك. بادلنى المقدم الابتسام قائلا: ‘احنا قمنا بالواجب’؛ أي انهم أدلوا بصوتي نيابة عني وفي غيابي! ويبدو أنهم تصوروا أنني أحد أعضاء الحزب الحاكم؛ لحفاوة قوبلت بها من البعض. فأراد الضابط أن يثلج صدري ويزف إلي بشرى قيامه بالواجب! وبذلك صدقوا على ما قيل عن إغلاق اللجنة منذ وقت مبكر! مرت مرحلة ‘التطهير’ الأولى وكان مخططا لها أن تكتمل في الإعادة غدا، ولأول مرة يتخذ الإخوان المسلمون موقفا بمقاطعة انتخابات الإعادة؛ مختلفا عن مواقفهم التقليدية، وقد يكون ذلك بداية إسقاط رهانهم على حكم لا يراهن عليه. فهو لا يبالي بشيء، فقد إنسانيته بالكامل، ويتعامل مع المواطنين بازدراء بالغ، وأعلن البراءة من الانتماء للوطن والولاء للشعب. وقرار انسحاب حزب الوفد من دخول الجولة الثانية أعاد له قدرا من الاعتبار السياسي والتاريخي. وبانسحاب الإخوان المسلمين وحزب الوفد قُطع الطريق ومُنع استكمال ‘التطهير السياسي’. وقد يكون درسا أكثر فائدة للوفد، لكونه لم يلب نداء المقاطعة، وأمِن مكر حكم فاقد للأهلية والشرعية. وصدّق وعده بنزاهة الانتخابات، ونسي أن آية الحكم المصري أنه إذا حلف كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، ولهذا فهو لا يستحي، ومن لا يستحي يفعل ما يشاء.
‘ كاتب من مصر يقيم في لندن
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 نوفمبر 2010)

قضاء مصر يبطل دوائر انتخابية


الجزيرة نت-القاهرة قضت محاكم القضاء الإداري بالمحافظات المصرية ببطلان إجراء الانتخابات البرلمانية في عشرات الدوائر الانتخابية، كما قبلت طعونا بوقف إجراء انتخابات جولة الإعادة بالعديد من الدوائر، وهو ما يلقي بظلال كثيفة حول قانونية هذه الانتخابات.
فقد قضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بوقف وبطلان إعلان نتيجة الانتخابات فى خمس دوائر بمحافظتى القاهرة والسادس من أكتوبر، وهي دوائر مدينة نصر ومصر الجديدة والحوامدية والبدرشين ومنشاة القناطر إضافة إلى مقعد للمرأة فى مدينة 6 أكتوبر.
وكان القضاء الإداري أصدر أحكاما بإدراج أسماء عدد من المرشحين من بينهم مرشحون تابعون لجماعة الإخوان المسلمين بتلك الدوائر، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية امتنعتا عن تنفيذ تلك الأحكام فأصدرت المحكمة أحكامها بوقف إجراء الانتخابات في تلك الدوائر دون جدوى. وفي تحد لهذه الأحكام، أكد أمين الحزب الوطني بمحافظة السادس من أكتوبر الدكتور هاني الناظر، أن حكم محكمة القضاء الإداري بوقف وبطلان إعلان نتيجة الانتخابات التي جرت يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لن يُنفذ، وذلك لقيام النواب الصادر ضدهم هذه الإحكام باللجوء للاستشكال عليها وهو نوع من الطعن. وفي محافظة الإسكندرية قررت محكمة القضاء الإداري وقف إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب في جميع دوائر الإسكندرية وبطلان الانتخابات بالإسكندرية، حيث قبلت المحكمة ثلاثين دعوى قضائية رفعها المرشحون المستبعدون نظراً لما شاب الانتخابات من تزوير. كما قررت محكمة القضاء الإدارى بمحافظة المنوفية ببطلان الانتخابات في ثلاث دوائر هي تلا وبندر شبين الكوم والبتانون إضافة إلى مقعد الكوتة النسائية، ووقف إعلان النتيجة وإعادة الانتخابات لجميع المرشحين في هذه  الدوائر، وذلك بناء على الدعاوى القضائية التي تم رفعها من قبل مرشحي هذه الدوائر.
وفي محافظة الدقهلية قضت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة ببطلان نتائج الانتخابات وما يترتب عليها من نتائج، ووقف إجراءات إعادة الانتخابات في سبع دوائر هي أجا ونبروه وبسنديلة وبلقاس وشربين وميت غمر ودكرنس ومقعد المرأة عن دائرة شمال.
طعون بالجملة
وكانت المحكمة قد نظرت بـ176 طعنا مقدما من مرشحين على خلفية التزوير وبطلان الانتخابات وكذلك جولة الإعادة المقررة غدا الأحد، كما استند آخرون إلى عدم تنفيذ جهة الإدارة للأحكام القضائية التي تأمر بإدراجهم على قوائم الترشيح.
وفي محافظة الفيوم قررت محكمة القضاء الإداري إلغاء نتائج الانتخابات بدائرة مركز إطسا، على أن تعاد الانتخابات بين المرشحين الستة عن الدائرة بمن فيهم مرشحو جماعة الإخوان الذين سبق استبعادهم.
كما قضت محكمة القضاء الإدارى بكفر الشيخ بوقف جولة الإعادة في ثلاث دوائر هي دسوق والعجوزين والرياض، بسبب الدعوى القضائية والطعون التي تقدم بها عدد من المرشحين والتي تثبت بطلان نتائج الانتخابات.
كما قررت محكمة القضاء الإداري بالقليوبية وقف إعلان النتائج في أربع دوائر هي بنها وكفر شكر وطوخ والقناطر الخيرية، وكذلك وقف جولة الإعادة بين كافة المرشحين، وذلك لعدم تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بإدراج بعض المرشحين المستبعدين في كشوف الانتخاب، ولما شاب العملية الانتخابية بهذه الدوائر من بطلان منذ بدئها وحتى إعلان النتائج.
وفي محافظة بني سويف قررت محكمة القضاء الإداري وقف وبطلان إعلان نتيجة الانتخابات في دائرتي الواسطة وبندر بني سويف، وقضت بإعادة إجرائها مرة أخرى.
ويتوقع أن يمتد الأمر لمحافظتي قنا والأقصر حيث تنظر محاكم القضاء الإداري بوقت لاحق اليوم دعاوى وقف إعلان نتائج الانتخابات بأربع دوائر، بعدما تقدم 11 مرشحًا بطعون في النتائج واتهموا الحزب الحاكم بالتزوير.    (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ديسمبر  2010)


 

ويكيليكس.. ما خفي اعظم


عبد الباري عطوان
نضم صوتنا الى اصوات الكثيرين الذين يشككون بالنوايا والاهداف التي تكمن وراء نشر مئات الآلاف من وثائق الخارجية الامريكية، ونجد عبر موقع ويكيليكس، في الوقت نفسه ان هناك الكثير من الصواب لدى بعض مؤيدي النظرية التآمرية التي تقول ان هناك اجندات واضحة خلف هذه التسريبات ابرزها توريط زعماء عرب في الحرب مع ايران، واذكاء نيران حرب طائفية سنية ـ شيعية، او عربية ـ فارسية في المنطقة، ولكن هناك نقاطا ايجابية عديدة تستحق التوقف عندها لاستخلاص الكثير من الدروس والعبر، ابرزها فهم طريقة التعامل الرسمية الامريكية مع منطقتنا وزعمائها، والدور الذي يلعبه هؤلاء في السياسات والحروب الاقليمية، فربما يساعدنا هذا على فهم بعض الامور الغامضة والتحركات العسكرية والدبلوماسية الامريكية المكثفة في منطقتنا التي تقف على شفير حرب اخرى.

ولعل المحطة الابرز في هذه الوثائق تلك المتعلقة بالضعف العربي والارتماء تحت الاقدام الامريكية طلبا للمساعدة ونيل الرضا، فالقراءة المتأنية تكشف لنا ان الادارة الامريكية هي التي تحدد الاعداء (ايران) وهي التي تحدد الاصدقاء الجدد (اسرائيل). مما يعني ان مئات المليارات التي جرى اقتطاعها من قوت الشعوب العربية لشراء اسلحة امريكية متطورة لم تخرج الانظمة من دائرة الضعف والهشاشة اولا، ولم تكن بهدف تحرير المقدسات العربية والاسلامية ثانيا.
فما تضمنته هذه الوثائق من استجداءات من قبل زعماء عرب للتسريع بضرب ايران، واستخدام عبارات لم يكن يتصور احد انها موجودة في قواميس دول ‘معتدلة’ تدعي الحكمة والتعقل، ظلت دائما تميز نفسها عن انظمة ثورية عربية، مثل ‘قطع رأس الافعى الايرانية’، كان صادما بالنسبة الينا، ومن المؤكد انه صادم بالنسبة الى الملايين غيرنا.
فمن المفارقة ان هذا التعبير، اي قطع رأس الافعى، رسخ في الوعي العربي بارتباطه باسرائيل، مصدر كل الشرور في المنطقة باحتلالها الاراضي العربية، ولم يخطر في بالنا ان هناك من يريد ان يحذف اسرائيل من رأس قائمة العداء العربي ويضع مكانها ايران، لان هناك قلقا امريكيا اسرائيليا من طموحاتها النووية، مثلما كان هناك القلق نفسه من اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.
فجأة، اصبحت مشكلة العرب الرئيسية او معظمهم، ايران، والنظام القائم فيها، ولم يقل لنا الذين يستعجلون ضرب ايران، عما اذا كانوا قد فكروا مليا بنتائج مثل هذا التوجه على امنهم واستقرار بلادهم، بل ووجودها كدول في حال تجاوب امريكا واسرائيل مع عويلهم واستجداءاتهم.
نذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونسأل عما سيكون عليه الحال، لو ادت الضربة الامريكية ـ الاسرائيلية الى اطاحة النظام الحالي، وأتت بنظام قومي فارسي متعصب صديق للامريكان واسرائيل، يتوج شرطيا في المنطقة، ويعتمد مندوبا ساميا يتولى ادارة شؤونها نيابة عن الباب العالي الامريكي ـ الاسرائيلي؟ * * * ومن المؤلم بالنسبة الينا على الاقل، ان الوثائق قدمت صورة مأساوية للزعماء العرب، من حيث الكفاءة والمسلك الشخصي، فهؤلاء ظهروا مترددين منافقين، يطعنون بعضهم بعضا، ويشتكون للسفراء الامريكان من بعضهم بعضا، ولم نقرأ في هذه الوثائق ان زعيما عربيا واحدا قال انه يملك الشجاعة، او الرغبة، لحماية بلاده والتصدي للخطر الايراني المزعوم. كلهم يريدون من امريكا واسرائيل ان تقوم بهذا الدور نيابة عنهم، بينما ينعم هؤلاء بالراحة في قصورهم الفخمة.
من المؤكد ان ايران، وبعد ان اطلعت على مواقف القادة العرب، الذين يحرضون امريكا واسرائيل على ضربها ستفكر جديا في انتاج اسلحة نووية، بل ربما تسرع في اي خطوات اقدمت عليها في هذا الصدد، وستجد المبررات اللازمة للمحاججة في شرعية قرارها هذا ومنطقيته.
نحن المواطنين العرب، بحاجة ماسة الى معرفة هذه الاسرار، ونفاق حكامنا، ومدى سيطرة الادارات الامريكية على دوائر اتخاذ القرار في بلداننا، حتى نعرف كيف ان بلداننا ما زالت محتلة، ومن دون كرامة وطنية، او سيادة فعلية حقيقية، تماما مثلما كان عليه الحال ايام الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي، مع فارق وحيد وبسيط، وهو ان السفير الامريكي حل محل السفير البريطاني او الفرنسي في زمن الانتداب.
فهل يعقل ان يصل الأمر بوزير دفاع لبنان ميشال المر الى درجة مطالبة السفيرة الامريكية السابقة ميشال ساسون بتمرير رسائل الى اسرائيل بعدم الاعتداء على الخط الازرق الحدودي، وعدم قصف البنية التحتية للمناطق المسيحية اللبنانية، وانه اعطى اوامره الى قائد الجيش في حينه (اي اثناء عدوان تموز/يوليو عام 2006) العماد ميشال سليمان (الرئيس الحالي للبنان) بعدم التصدي لهذا العدوان الاسرائيلي؟
المتحدث باسم السيد المر قال ان الوثائق مجتزأة ومشبوهة وغير دقيقة ولا قيمة لها، ولكنه لم ينف نفياً قاطعاً هذه الوثيقة، او الاجتماع الذي استمر مع السفيرة الامريكية لاكثر من ساعتين ونصف الساعة قبل حدوث العدوان.
فكيف يمكن الحديث عن الشراكة والتعايش في بلد مثل لبنان اذا كان وزير دفاعه يعطي ضوءاً اخضر لاسرائيل لقصف المناطق الاسلامية الشيعية، وكأن من سيتعرضون لهذا القصف ليسوا لبنانيين، بل ليسوا بشراً في الاساس؟
اهمية ما تضمنته هذه الوثيقة هو توقيت الافراج عنها، وكونها جاءت لتؤكد مخاوف اللبنانيين بقرب حدوث الانفجار الكبير المتوقع بعد اذاعة القرار الظني عن محكمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي تؤكد التسريبات انه سيدين حزب الله بتنفيذ جريمة الاغتيال هذه. *** صحيح ان الوثائق لم تتناول اسرائيل، ولم تكشف عن اسرار مجازرها في حربي لبنان والعدوان على قطاع غزة، والاعتداء على سفن الحرية والمواقف الامريكية بل والعربية ايضاً تجاهها. وهو امر يثير الريبة، ولكن الصحيح ايضاً ان امامنا وليمة ضخمة من المعلومات ربما يؤدي كشفها الى بدء عملية التغيير الديمقراطي التي تتطلع اليها شعوب المنطقة، بعد سقوط آخر الاقنعة عن وجوه الانظمة الديكتاتورية والقمعية.
لسنا بحاجة لكشف الغطاء عن حجم الجرائم الاسرائيلية، فنحن نعرفها جميعاً، ولكننا بحاجة ماسة لكشف الغطاء عن جرائم الزعماء العرب ومجازرهم السياسية والاخلاقية في حقنا نحن الشعوب، وكيفية اهدار ثروات المنطقة لتمويل حروب امريكية بشكل مباشر او غير مباشر تأتي دائماً بنتائج عكسية تماماً، وتنقلب وبالاً علينا كأمة، وما يحدث في العراق هو احد الامثلة.
فهذه الانظمة لن تستطيع القاء المحاضرات علينا في الوطنية، كما ان الولايات المتحدة لن تجرؤ على وعظنا حول ضرورة احترام القوانين والمعاهدات الدولية وهي التي تخترق هذه القوانين والمعاهدات ولا تتورع عن التجسس على الامين العام للامم المتحدة ومساعديه وجميع المندوبين الاجانب في المنظمة الدولية بدون استثناء.
نحن ننظر الى النصف او الربع الممتلئ من كأس هذه الوثائق مع اعترافنا وتسليمنا، ونقولها للمرة المليون، بوجود اجندات خفية، ونرى ان عملية التغيير في المنطقة العربية يجب ان تنطلق، وان تنطلق ايضاً حملة عالمية لنقل مقر الامم المتحدة من نيويورك الى اي مكان آخر في العالم، فدولة تخترق الميثاق وتتجسس على موظفيها وتخون الثقة، لا تستحق ان يستمر وجود هذه المنظمة على أراضيها.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 نوفمبر 2010)  


كيف نجت الدولة العبرية من وثائق ويكيليكس؟


ياسر الزعاترة

ما سيقال هنا لا يقلل من قيمة وثائق ويكيليكس، ولا من جرأة من يقومون على الموقع وفي مقدمتهم صاحبه ومديره، لكنها أسئلة طبيعية لا بد منها في ضوء غياب وثائق كثيرة كانت متوقعة تخص الدولة العبرية، ولا سيما أن المرحلة التي تغطيها كانت مهمة وشهدت أحداثا كبيرة في المنطقة.

ما يدفعنا إلى الاعتقاد بذلك هو حالة التوتر التي أصابت قادة تلك الدولة إثر الكشف عن وجود الوثائق لدى موقع ويكيليكس، مقابل حالة الارتياح الاستثنائي التي أصابتهم إثر نشرها، الأمر الذي يكشف حقيقة ما كانوا يتوقعونه منها، وهنا سيكون بوسعنا التكهن بما جرى خلال الفترة التي فصلت بين إعلان وجود الوثائق لدى الموقع ونشرها، أعني احتمال أن يكون الصهاينة قد مارسوا ضغوطا واسعة النطاق على أصحاب الموقع أدت إلى تغييب بعض تلك الوثائق. وقد قرأنا في الصحف الإسرائيلية دعوات للتدخل السريع لمنع نشر ما يضر بمصالح الدولة العبرية. ولا حاجة هنا للحديث عن قدرة اللوبيات الصهيونية على التأثير في سائر الدوائر الإعلامية والسياسية والاقتصادية في الغرب.
في هذا السياق ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو صراحة إلى أن « مادة سرية حقيقية لم تكشف في الوثائق »، ولم يكن ذلك كل شيء، فقد كان التقدير أن النشر كان مفيدا إلى حد كبير، فبحسب نتنياهو نفسه كشفت الوثائق « حقيقتين، الأولى أن إيران هي الخطر الفوري على المنطقة، والثانية أن الفلسطينيين هم السبب في أنه لا يوجد تقدم في المسيرة السياسية ».
أما رئيس الدولة شمعون بيريز فقد أكد أنه لا يوجد في الوثائق « ما يؤثر على العلاقة مع الحليف الأهم والأكثر مركزية لإسرائيل »، يعني الولايات المتحدة. فيما ذهب وزير المالية يوفال شتاينتس، إلى أن « إسرائيل خرجت جيدة بما يكفي من التسريبات ». وذهب محللون إسرائيليون إلى أن الوثائق قد أثبتت نظرية إيران أولا (الإسرائيلية) في العالم العربي، كما أثبتت أن قادة الدول العربية غير معنيين بفلسطين، بدليل أن أحدا منهم لم يربط بين التسوية والموقف من إيران، الأمر الذي يبدو صحيحا إلى حد كبير، إذ لا تشير الوثائق إلى أن أحدا من الزعماء العرب قد طلب تحسين موقف واشنطن من الملف الفلسطيني لكي يكون بالإمكان المساعدة في مواجهة إيران.
في ذات السياق المتعلق بإيران، تبدو الوثائق متورطة في الدفع في اتجاه التعامل السريع مع مشروعها النووي عبر وجهة أخرى، إذ يقدر خبراء في الخارجية الأميركية أن الجيش الإسرائيلي أكثر تصميما من أي وقت مضى على التفكير في هجوم عسكري على إيران، وهو بحسب ذات المصادر قادر على ذلك، وهو ما يعني دفع واشنطن إلى العمل على تصعيد العقوبات ضد طهران حتى لا تبادر تل أبيب إلى هجوم عسكري منفرد عليها، وهو هجوم يعلم الجميع أن مصالح واشنطن ستكون في صلب تداعياته الخطيرة.
سيقول البعض إن هناك ما نشر بخصوص الدولة العبرية، وهو صحيح، لكن ما نشر ليس من النوع المحرج أو الضار، بل ربما انطوى على كثير من الفائدة بالنسبة لها، ليس فيما خص الموقف من إيران أو التحريض على حماس وحزب الله فقط، بل أيضا القضايا الأخرى التي لا تخرج عن هذا الإطار، ولنا أن نضرب بعض الأمثلة لتأكيد ذلك.
في أي اتجاه مثلا تصب المعلومات التي تتحدث عن علاقات سرية لبعض المسؤولين العرب مع الدولة العبرية، ألا تدفع بعض المترددين إلى خوض غمار التجربة، الأمر الذي ينطبق على بعض العلاقات التجارية، مثل العلاقة مع العراق؟ وفي أي اتجاه تصب التسريبات التي تتحدث عن وقوع تركيا في أسر « الإسلام المتطرف »، ألا تفرض على أنقرة مزيدا من التراجع أمام تل أبيب؟
الموقف من مصر لا يخرج عن هذا الإطار، أعني الحديث عن موقف الجيش المصري الذي ما زال يعتبر الدولة العبرية العدو الأول أو الوحيد، ألا يصب في خانة توريث جمال مبارك، ولا سيما أن « عاموس جلعاد » رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع قد ربط في حديثه للأميركيين هذا البعد مع وراثة جمال مبارك للحكم؟
في المقابل يبدو من الضروري التذكير بأن في الفترة التي تغطيها الوثائق كثيرا من المعلومات والتسريبات « المفترضة » التي لم تظهر، وكان يمكن أن تضر بالفعل بالدولة العبرية، ويكفي أن نشير إلى قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي يعرف القاصي والداني أنه قتل مسموما، وأن فرنسا قد ساهمت في التغطية على العملية بالتستر على ملابساتها الطبية، وبعد ذلك الترتيبات المتعلقة بخلافته ونقل السلطة للذين وقفوا ضده وحاولوا الانقلاب عليه.
بعد ذلك تأتي مرحلة الانتخابات التي شاركت فيها حماس والموقف منها، ولا سيما الإصرار الأميركي الإسرائيلي على إجرائها بمشاركة حماس لإتمام مخطط شارون للحل الانتقالي بعيد المدى، ومن ثم مفاجأة النتائج وطريقة التعاطي معها، ودعم محمد دحلان ومشروع دايتون للانقلاب على سلطة حماس إلى غير ذلك من القضايا التي كانت واشنطن في صلب تفاصيلها.
هناك أيضا ما يتعلق بالحرب على لبنان (حرب يوليو/تموز 2006)، وعموم المواقف العربية والدولية المتعلقة بتلك الحرب ومجرياتها، وبعد ذلك حرب الرصاص المصبوب على قطاع غزة، ولا سيما أن ما كشف بشأن تنسيق الموقف بشأنها مع السلطة الفلسطينية ومصر ليس من النوع الضار، بل هو من النوع المفيد، فضلا عن كونه معروفا لجميع المراقبين، ونتذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان قد كشف ذلك ضمنيا عندما هدد بالكشف عن مكالمات ومراسلات تخص تلك الفترة.
ماذا عن المرحلة التالية، وما جرى بخصوص وقف إطلاق النار والضغوط التي تعرضت لها حماس؟ وماذا عن الاتصالات بخصوص وقف تدفق السلاح إلى غزة، والجدار الفولاذي؟ ثم ماذا عن مواقف الدول العربية الأخرى أثناء الحرب وبعدها؟ ولا تسأل بعد ذلك عن ما خصّ عمليات اغتيال مهمة مثل اغتيال الحريري وعماد مغنية ومحمود المبحوح.
والحق أن رصيد الوثائق يبدو كبيرا بالفعل، لكن عموم المواقف التي تعكسها تبدو معروفة إلى حد كبير، وهو ما يؤكد حقيقة أن السياسة ليس فيها الكثير من الأسرار إذا تعلق الأمر بالمسار السياسي العام الذي يمكن للمحلل أن يقرأه بعيدا عن المجاملات الخارجية.
صحيح أن هناك تفصيلات تبدو مهمة بالنسبة للمتابع، لكنها قليلا ما تغير النتيجة التي يمكن قراءتها عبر المعطيات المتوفرة في العلن، وحين قرأنا أكثر ما نشر بشأن الوثائق لم نعثر على جديد يذكر. ولعلنا نشير هنا إلى احتفال المعارضة اليمنية بما ذكر في الوثائق حول دور الطائرات الأميركية بدون طيار في قصف مواقع لتنظيم القاعدة بموافقة السلطة وبغطاء منها، مع أن أي مبتدئ في عالم السياسة كان يعرف ذلك.
كل ذلك لا ينفي أن علاقة الأنظمة العربية أو أكثرها في أقل تقدير مع شعوبها ليست شفافة كما كشفت الوثائق، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى استخدام لغة الشماتة في هذا السياق، حيث طالب تلك الأنظمة بعلاقة شفافة مع شعوبها.
بقي القول إننا إزاء وثائق تكشف حجم الغطرسة الأميركية في التعامل مع العالم أجمع، وحجم الروح الإمبريالية التي تحكم سلوكها السياسي، لكن تسرب هذا الحجم من الوثائق يؤكد أن زمنها آخذ في التراجع، ولن يمضي وقت طويل حتى يتجرأ العالم عليها وتغدو قوة كبيرة من بين عدد من القوى، وليس قوة متحكمة بالعالم أجمع كما كانت من قبل.
وفي هذا السياق ذهب الكاتب الإسرائيلي « آفي شيلون » في صحيفة « إسرائيل اليوم » بتاريخ 1/12 إلى القول « إن قضية الوثائق تُكمل مثلث الضربات التي تلقتها الولايات المتحدة في العقد الأخير. فالضربة الأولى هي الضربة العسكرية: أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي أفضت إلى حروب استنزفت قوة الجيش الأميركي. والضربة الثانية هي الضربة الاقتصادية: أزمة المصارف والقروض السكنية في 2008 التي أنشأت تهديد الصين الاقتصادي التي تسيطر في واقع الأمر على سندات دين الولايات المتحدة وتستطيع إسقاطها متى قررت. تسريب الوثائق يُكمل المثلث بالضربة الدبلوماسية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  4 نوفمبر 2010)  


بعد نشره معلومات محرجة عن الولايات المتحدة مؤسس ويكيليكس يواجه غضب الكبار  


تناولت كبريات الصحف العالمية موضوع الإجراءات التي اتخذت ضد موقع ويكيليكس ومؤسسه جوليان أسانغ بالولايات المتحدة وعدد من الدول، في رد فعل على التسريبات الأخيرة للموقع التي كشفت معلومات حساسة تضمنتها مراسلات دبلوماسية أميركية.
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قالت إن شركة الإنترنت الأميركية إيفري دي أن أس نت المسجل لديها موقع ويكيليكس قد ألغت التسجيل، وبذلك أصبح اسم ويكيليكس دوت أورغ غير متوفر على الإنترنت.
وقد بررت الشركة عملها بأن الهجمات التي حدثت ضد الموقع كانت من الشراسة بمكان بحيث أثرت على مواقع أخرى مسجلة لديها، مما يؤثر على عملها وسمعتها بين العملاء. يُذكر أن الشركة تستضيف خمسين ألف موقع من أنحاء مختلفة من العالم.
ويكيليكس أكدت إغلاق موقعها من خلال حسابها في موقع تويتر قائلة « ويكيليكس دوت أورغ قد قُتلت من قبل إيفري دي أن أس نت الأميركية بعد أن ادّعت وقوع هجمات بالجملة ».
خصخصة الرقابة

أسانغ أدان الإجراء وصنّفه على أنه مثال حي على « خصخصة الرقابة في الولايات المتحدة » ووصف الإجراء بالمشكلة الخطيرة.
صحيفة فايننشال تايمز قالت إن ويكيليكس تمارس لعبة القط والفأر بعد أن اضطرت لنقل تسجيل اسم موقعها إلى شركة سويسرية في محاولة لاستمرار وجود موقعها على الإنترنت، خاصة بعد أن قامت شركة أمازون الأميركية العملاقة بإلغاء استضفتها للموقع على خادمها (السيرفر). مذكرة إنتربول صدرت يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي (الأوروبية)
الشركتان قالتا إنهما اتخذتا إجراءاتهما نظرا للخلل في التزام الموقع باتفاقيات خدمة العملاء، إلا أن الصحيفة أشارت إلى تزامن الإجراءات المتخذة ضد الموقع بضغوط سياسية قوية من ضمنها دعوة النائب الأميركي ورئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب جو ليبرمان إلى إزالة محتويات موقع ويكيليكس من على الإنترنت.
أمازون نفت أن يكون تصرفها قد جاء استجابة لضغوط سياسية، وقالت إن سحب خدمتها لموقع ويكيليكس مبني على خرق الموقع للاتفاق المبرم معه والذي يقضي بعدم نشر مواد لا تمتلك أمازون حقوق نشرها.
تهديدات بالقتل
صحيفة غارديان من جهتها نقلت عن أسانغ قوله إنه يتعرض لتهديدات بالقتل وقد اتخذ « تدابير مناسبة بما يتناسب ومواجهة قوى عظمى ». وفي مقال آخر بالصحيفة قال الكاتب ريتشارد آدمز إن هناك سبعة أشياء تعلمناها من ضمن ما تعلمناه من ويكيليكس أولا: برلسكوني تربّح من صفقات سرية مع بوتين. ثانيا: تهديد بوش لإسبانيا لوقف الإجراءات القانونية لتورط سي آي أي بتعذيب معتقلين. ثالثا: الدبلوماسيون الأميركيون تجسسوا على قيادات الأمم المتحدة. رابعا: حجم الفساد في أفغانستان يزكم الأنوف. خامسا: طلب هيلاري كلينتون معلومات عن الصحة العقلية لرئيس الأرجنتين كريستينا كيرتشنر. سابعا: الحكومة البريطانية ما زالت تابعة إلى درجة العبودية للولايات المتحدة. الصحف الأميركية من جهتها استمرت في تناول ما كشفته المراسلات الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس والتي كشفت جوانب حساسة من علاقة الولايات المتحدة بحلفائها.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تطرقت إلى ما كشفته وثائق ويكيليكس فيما يتعلق باليمن، وقالت إن رئيس البلاد علي عبد الله صالح قد انتقد المسؤولين الأميركيين بأنهم يتصفون باللجاجة في الطلب.  
استياء مكسيكي

صحيفة لوس أنجلوس تايمز قالت: من الواضح أن السفير الأميركي في المكسيك كارلوس باسكوال ليس سعيدا بما قام به موقع ويكيليكس. تقول الصحيفة إن ما نشر من الوثائق يبين أن رأي الولايات المتحدة في حرب الحكومة المكسيكية على الإرهاب مغاير تماما لما ينشر على لسان مسؤوليها والمسؤولين المكسيكيين، حيث تقول البرقيات إن العداوة بين الدوائر الأمنية المكسيكية والتوتر بين الجيش والقوات البحرية هي عوامل تضرب جهود الحكومة في قتال أمراء المخدرات.
ورغم جهود المسؤولين الأميركيين لاحتواء الضرر فإن وقع المفاجأة كان ثقيلا على ما يبدو على المسؤولين المكسيكيين. الصحيفة نشرت جزءا من بيان وزارة الخارجية المكسيكية مترجما من الإسبانية –وهي اللغة الرسمية في المكسيك- يقول إن البرقيات الدبلوماسية المسربة « تعكس بعض الممارسات التي يرثى لها من ناحية الاحترام الذي يجب أن يسود علاقة التعاون بين أمتين تتشاركان أهدافا مشتركة ». ويواجه أسانغ مذكرة إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة الدولية (إنتربول) بعد أن ادعت فتاتان في السويد أنه اعتدى عليهما جنسيا. أسانج ومناصروه يقولون إن مذكرة إلقاء القبض وتوقيتها مسيس.     (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ديسمبر  2010)

نشر الوثائق ألحق ضررا كبيرا بأميركا


قال الكاتب الأميركي تشالز كروثامر إنه يمكن تفهم قيام الولايات المتحدة بالتخفيف من وطأة فضيحة الوثائق السرية لعدم بث الذعر في البلاد، مضيفا أن فضح الوثائق لا يمثل مجرد غيبة وطيش وحماقة من جانب الدبلوماسيين الأميركيين، فهي قد تسببت بأذى كبير لأميركا. وأضاف كروثامر أن خطورة فضح الوثائق السرية الاستخبارية الأميركية تكمن في ظل كون الولايات المتحدة تخوض حربا ضروسا ضد أفغانستان، وحروبا أخرى من وراء الكواليس في اليمن والصومال حيث يتربص الأعداء بالأمة الأميركية شرا ويخططون لشن هجمات داخل الولايات المتحدة نفسها. وقال الكاتب إن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ عرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر عبر نشره أسرار الدبلوماسية الأميركية على الإنترنت، متسائلا عن دور وزارة العدل الأميركية في التصدي لأسانغ وأفعاله التي وصفها بالهدامة؟ كما تساءل كروثامر عن دور دوائر الاستخبارات الأميركية -التي ينفق عليها دافع الضرائب الأميركي قرابة ثمانين مليار دولار في العام الواحد- في القبض على أسانغ الذي وصفه بأنه ليس « جهاديا » مختبئا في أحد الأوكار؟ ودعا الكاتب إلى البحث عن مؤسس موقع ويكيليكس في كل فنادق الخمس نجوم في المملكة المتحدة وصولا إلى أقلها نجوما، والإثبات للعالم أن الرجل الذي فضح أسرار أميركا لا يمكنه النوم في نفس السرير ليلتين متعاقبتين بسبب خوفه من ذراع العدالة الأميركية.   المصدر:واشنطن بوست  

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ديسمبر  2010)
 


ويكيليكس يحاول البقاء على شبكة الانترنت وتزايد احتمالات توقيف مؤسسه


2010-12-04 لندن- يحاول موقع ويكيليكس السبت البقاء على شبكة الانترنت بعد أن أصدرت السويد مذكرة توقيف جديدة بحق مؤسسه، وكذلك مقاومة الهجمات التي يتعرض لها والمحاولات الحكومية لاسكاته.

وأعلن مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج الذي يعتقد انه موجود في بريطانيا، انه عزز التدابير الأمنية لضمان سلامته بعد أن تلقى تهديدات بالقتل اثر بدء موقعه بنشر 250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية سرية.
وفي ستوكهولم أصدر المدعون السويديون مذكرة توقيف جديدة بحق اسانج لاستجوابه على خلفية الاشتباه بتورطه في عملية اغتصاب وتحرش جنسي بحق امرأتين لوقائع جرت في اب/ اغسطس في السويد.
وصرحت كارين روزندر المتحدثة باسم مكتب المدعي لفرانس برس « طلبوا المزيد من المعلومات بشأن العقوبة القصوى لكل التهم المدرجة في الملف. عادة يتم ادراج اخطر تهمة في الملف ».
وأفادت تقارير في بريطانيا بأن اسانج قد يعتقل خلال 10 أيام.
واضطر موقع ويكيليكس إلى تغيير اسم نطاق الانترنت ونقله إلى سويسرا بعد ان اغلقته شركة أمريكية كانت تستضيفه في حين حاولت فرنسا منع استضافة ويكيليكس على المواقع الالكترونية الفرنسية.
وكشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية سربت إلى موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة كانت تشتبه في 2009 بان اليمن اخفى عنها وجود مخزون من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لديه، يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير اذا وقعت في اياد غير آمينة.
وشددت برقيات أخرى على ما وصفه مسؤولون أمريكيون بـ(الهوس) البريطاني لما يعتبر العلاقة الخاصة مع واشنطن.
وفي سلسلة أسئلة واجوبة على الانترنت مع صحيفة (ذي غارديان) وعد اسانج بمقاومة « الهجمات التي تستهدفنا من قبل الولايات المتحدة ».
وقال اسانج (39 عاما) « التهديدات على حياتنا أصبحت مسألة علنية. لكننا نتخذ التدابير اللازمة لدرجة اننا أصبحنا قادرين على التعامل مع قوة عظمى ». وقال المرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية مايك هاكابي إن الاعدام يجب أن يكون مصير الأشخاص الذين سربوا هذه البرقيات حتى أن البعض دعا إلى اغتيال اسانج. وقال مارك ستيفنز محامي اسانج في لندن انه لم يتلق كما لم تتلق شرطة اسكتلنديارد المذكرة الجديدة التي أصدرتها السويد.
وقال ستيفنز ان المذكرة تندرج في اطار الجهود الرامية الى اسكات موقع ويكيليكس موضحا ان « دولة بارزة » وراء هذه المحاولات.  
وفي فرنسا سعى الوزير الفرنسي للصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي اريك بيسون إلى منع استضافة ويكيليكس على المواقع الالكترونية الفرنسية، معتبرا ان ذلك يعرض للخطر أشخاصا تحميهم السرية الدبلوماسية على ما علم الجمعة لدى الوزارة.
ويستضيف مزود الخدمات (او في اش) في شمال فرنسا منذ الخميس موقع ويكيليكس بعدما طرده الاربعاء الموقع الاميركي العملاق امازون. وقد انتقل موقع ويكيليكس الجمعة إلى سويسرا، في حين تسعى واشنطن إلى وقف انشطته وانشطة مؤسسه جوليان اسانج.
وأوضحت الوزارة انها طلبت من المجلس العام للصناعة والطاقة والتقنيات اطلاعها بأسرع ما يمكن على سبل وقف حصول ويكيليكس على خادم من شركة لتزويد المواقع بالخوادم في فرنسا. وجاء في الرسالة التي وجهها بيسون إلى الهيئة المتخصصة ان « هذا الوضع غير مقبول. لا يمكن لفرنسا ايواء مواقع الكترونية تنتهك سرية العلاقات الدبلوماسية وتعرض للخطر أشخاصا تحميهم السرية الدبلوماسية ».
واضاف بيسون « لا يمكن ايواء مواقع على الانترنت توصف بمواقع اجرامية وترفضها دول اخرى بسبب انتهاكها حقوقها الاساسية ». وعلى اثر طلب السلطات الفرنسية، اعلنت شركة الخوادم الفرنسية التي تستضيف ويكيليكس انها ستقدم طلبا الى قاض لاستيضاح مسالة « شرعية هذا الموقع على الاراضي الفرنسية ».
وفي بغداد قالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي في العراق السبت إن الجيش يحاول اقناع الجنود بعدم قراءة الوثائق السرية التي ينشرها موقع ويكيليكس. وظهرت رسالة الجمعة على شبكة الانترنت الخاصة بالقوات الأمريكية لدى محاولة الوصول إلى الاخبار وغيرها من المواقع تنصح الجنود بعدم قراءة أو تنزيل، أو اعادة توجيه نشرات ويكيليكس.
ونصت الرسالة على انه « وفقا لقواعد وزارة الدفاع، على الجميع الامتناع عن قراءة مواد متعلقة بنشرات ويكيليكس ».
لكن السرجنت كيلي لين اكدت في رسالة بالبريد الالكتروني لوكالة فرانس برس عدم حجب الانترنت وقالت « لم نغلق اي موقع اخباري تتم قراءته ». وتابعت: نظرا لاطلاق ويكيليكس وثائق سرية وتوافرها بسهولة على شبكة الانترنت، نشرنا الرسالة على موقعنا الخاص.
وقالت لين إن الرسالة ليست الا تنبيها لن يمنع أفراد القوات المسلحة من استعراض المواقع الاخبارية.
ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تسريبات ويكيليكس بانها (هجوم على العالم) وأعربت عن اسفها لرئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على مضمونها.
وبعد تسريبات كشفت انتقادات لاداء القوات البريطانية في افغانستان قالت كلينتون انها « تكن احتراما واعجابا كبيرين للجهود الهائلة » التي تبذلها القوات البريطانية في هذا البلد.
ومن جهة اخرى تساءلت استراليا السبت عن جدوى الغاء جواز سفر اسانج مشيرة الى انه لن يكون مرحبا به اذا ادين بالتهم الموجهة اليه. واسانج ولد في استراليا ويحمل جواز سفر استرالي. وقال المدعي العام روبرت ماكليلاند ان الحكومة الاسترالية تدرس امكانية الغاء جواز سفر اسانج ضمن الجهود الرامية لتوقيفه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 04 ديسمبر2010 

 
 

ميركل حذرت بالانسحاب من اليورو

حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأول مرة من أن بلادها قد تنسحب من اليورو في حال فشلت في حملتها لإنشاء آلية جديدة لمنطقة اليورو. وقالت غارديان البريطانية إنها علمت أن التحذير جاء نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خلال حفل عشاء على هامش قمة للاتحاد الأوروبي طغت عليه الأزمة الأوروبية، والنزاع حول ما إذا كانت أوروبا ستقدم الدعم لأيرلندا، وأثناء جدل بينها وبين رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. ونقلت الصحيفة عن مصادر حضرت الاجتماع أن ميركل استطاعت انتزاع اتفاق حول إعادة النظر في اتفاقية لشبونة بحيث يتم إنشاء نظام دائم للإنقاذ، وتحميل المستثمرين جزءا من خسائر الديون. كما طالبت ألمانيا بفقدان الدول التي يتم إنقاذها لصوتها في مجالس الاتحاد الأوروبي. واتهم باباندريو ميركل أثناء الجلسة بتقديم اقتراحات « غير ديمقراطية » مما جعلها ترد بالقول « إذا كان نادي اليورو سيتحول إلى هذا النوع من النوادي فقد تنسحب ألمانيا منه ». وكانت هذه أول مرة خلال عشرة أشهر منذ بدأت العملة الموحدة الصراع من أجل البقاء، تشير فيها أقوى دولة أوروبية من الناحية الاقتصادية ومصدر قوة العملة الأوروبية إلى أن الانسحاب من اليورو هو أحد الخيارات رغم أنه من غير المحتمل. وقالت غارديان إنها سعت للتأكد من ملاحظات ميركل من خلال المتحدث باسمها ستيفن سايبرت لكنه رفض التعليق. وقال الأخير إنه لا يميل إلى تصديق مثل هذا التحذير حيث إن المستشارة ترى أن اليورو هو قلب المشروع الأوروبي وترغب في الدفاع عنه، وإن الحكومة لا تفكر أبدا في الانسحاب « فألمانيا بإصرار وبدون  شروط ملتزمة باليورو ». وواجه اقتراح ميركل بحرمان الدول التي يتم إنقاذها من حق التصويت معارضة شديدة خلال القمة، لكنها ربحت من ناحية أخرى. فقد استطاعت كسب التأييد بشأن إجراء بعض التغيير في اتفاقية لشبونة من أجل إنشاء آلية دائمة لإدارة الأزمات ابتداء من 2013. وسميت هذه الآلية بالآلية الأوروبية للاستقرار أثناء اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأحد الماضي. وقالت الصحيفة إنه كان يمكن للإصرار على مسألة خسارة الدول لحق التصويت أن يثير الحكومات لتطالب بإعادة التفاوض حول اتفاقية لشبونة، ومن شأن ذلك فتح الباب لإجراء استفتاءات بأيرلندا وجمهورية التشيك وبريطانيا مما يضع ضغوطا على إمكانية استمرار الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى قالت غارديان إن البرتغال ستحتاج بدون شك إلى إنقاذ، وإن أوروبا قد تحتاج إلى توسيع  صندوق الإنقاذ الذي وافقت في مايو/ أيار الماضي على إنشائه بقيمة 750 مليار يورو كضمانة من أجل مساعدة إسبانيا أيضا إذا دعت الضرورة. ونقلت الصحيفة عن اثنين من سفراء الاتحاد الأوروبي القول إن البرتغال قد تحتاج إلى الإنقاذ في وقت قريب جدا رغم تصريحات علنية تطلقها وتفيد بعكس ذلك.    المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ديسمبر  2010)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.