السبت، 10 يونيو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2210 du 10.06.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  فرع جندوبة: بلاغ إعلامي
النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين: كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل: بـيـــان صـحـفـي النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين: كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل: لائحة الاجتماع العام أكي: تونس: معرض فني عن انتهاكات سجن أبو غريب الشرق القطرية: سُرق اليخت من كورسيكا وظهر في ميناء تونسي قدس برس: مدرسو تونس يضربون عن العمل مرتين في ظرف شهر ويتعهدون بالتصعيد صوت الشعب: إفتتاحية: مأزق الدكتاتورية النوفمبرية صوت الشعب: المحامون يواصلون النضال دفاعا عن استقلاليتهم وكرامتهم
افتتاحية الوسط :على سنان القلم وبيد علي نرفع المصحف هذه المرة
ابراهيم  عبد الصمد: تدنيس المصحف..صعود حماس واوهام النهضة د. خالد الطراولي: امرأتنا و »محنة الحجاب »: قصة حق قد ارتحل زين الدّين الوسلاتي: جـواز السّفـر جمال العرفاوي: القناة الوطنية: هـذه خـطـوة… حاتم عمران: ست سنوات من الانتظار أبوبكر الصغير: حزب في إجازة جلول الجريبي: «لا يستوي الظل والعود أعوج» الشروق: بن ضياء يتحدث عن المحاماة والإشاعات والاضرابات الصباح: الفنّان المسرحي توفيق الجبالي:أنا فنّان حرّ ولست معنيا بالتلفزة ولا بالمسرح الوطني ولا بالمهرجانات الصيفية
توفيق المديني: المجتمعات العربية لا تنتج سياسة بل انماطا تقليدية من السلطة جعفر حسين : قراءة في كتاب بشير المؤدب « فلسفة الثقافة »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  فرع جندوبة
  جندوبة في 9جوان2005 
بلاغ إعلامي   
اليوم الجمعة 9 جوان 2006 قام وفد من مكونات المجتمع المدني بجندوبة المتكون من السادة:

*الهادي بن رمضان: رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . *المولدي الجندوبي: الكاتب العام للفرع و الكاتب العام للإتحاد الجهوي بجندوبة . *بلقاسم المحسني عضو هيئة فرع و الكاتب العام لجامعة جندوبة لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. *الأستاذ رابح الخرايفي: كاتب عام جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي.

بزيارة تضامنية إلى فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  .

عبر فيها عن :   إدانته للإيقافات التي تعرض لها كل من السادة:

*علي بن سالم : رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. *لطفي الحجي عضو هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و رئيس نقابة الصحافيين التونسيين . *حمدة مزغيش عضو هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان .  *محمد بن سعيد الناشط الحقوقي المعروف .

 وإخضاعهم لتحقيقات حول البيان الذي أصدره الفرع يوم 01 جوان 2006 حول تدنيس المصحف وممارسة التعذيب بسجن برج الرومي .و إقرار إحالة السيد علي بن سالم على قاضي التحقيق بتهمة نشر أخبار زائفة و ثلب أعوان السلط العمومية كما تم   الإفراج عن الموقوفين الثلاثة .   أكد الوفد على تضامن كافة مكونات المجتمع المدني المناضل بجندوبة مع فرع بنزرت و مطالبته بإيقاف كل التتبعات ضد السيد علي بن سالم و تمسكه بأجراء تحقيق جدي و نزيه و محايد حول التجاوزات الواردة في بيان فرع بنزرت .   كما عبر الوفد عن تمنياته بالشفاء العاجل علي بن سالم بعد أن أجريت عليه عملية جراحية على القلب .   رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. الهادي بن رمضان


 

نابل في 04/06/2006 النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل بـيـــان صـحـفـي
نحن إطارات النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل المجتمعون, بصورة عاجلة, اليوم الأحد 04/06/2006، لمتابعة التطورات الخطيرة التي تشهدها الكلية منذ انطلاق الامتحانات وعلى اثر الاعتداء بالعنف الجسدي على الكاتب العام لنقابتنا، وبعد الخطوة التصعيدية الجديدة التي لجأ لها السيد العميد من استجواب لبعض الأساتذة، وعلى اثر تجاهل رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي لكل المراسلات التي وصلتها في الغرض وتعمد رئاسة الجامعة توجيه استجوابات لكاتب عام نقابتنا وللكاتب العام المساعد وتعمد سلطة الإشراف توجيه استجواب مطول في نفس اليوم، في إطار تتبعات تأديبية مزمعة، إلى الكاتب العام لنقابتنا كله تحامل وشتم وثلب وقذف علني ولا يعتمد إلا على أقوال السيد العميد وكاتب عام الإدارة الذين يسعون بطريقة دؤوبة ومنذ مدة لتلفيق ملفات ضد ممثلي إطار التدريس بالمجلس العلمي وإطارات النقابة بعلم سلطة الإشراف وذلك بعد أن رفع بعضهم قضيتين في المحكمة الإدارية ضد السيد العميد لتجاوزه السلطة ومصادرته لصلاحيات المجلس العلمي وتجميده وتعمده عدم عرض ميزانية الكلية على نفس المجلس، وبعد ان طالبت النقابة، مدعمة لأعضاء المجلس العلمي،  من سلطة الإشراف فتح تحقيق إداري وآخر عدلي لمحاسبة المسؤولين على التجاوزات الخطيرة التي تقع داخل الكلية ومن ضمنها : 1)              تسريب الامتحانات واكتفاء السيد العميد بنقل احد العملة إلى خطة أخرى بدون فتح تحقيق جدي.
2)              التفطن لعملية تدليس واسع النطاق لأوراق الامتحان وجداول الإعداد، نتيجة غياب إجراءات السلامة، وتعرض بعض الأساتذة إلى التهديد بالعنف من طرف احد المتمتعين بعملية التدليس عند استنطاقه داخل مكتب العميد واكتفاء السيد العميد برفت عامل بسيط دون فتح تحقيق إداري جدي ودون إعلام وكالة الجمهورية لفتح تحقيق عدلي وذلك رغم تقارير رئيس لجنة الامتحانات والكثير من أعضاء اللجنة.
3)              إعادة إصلاح بعض أوراق الامتحان التي يعود بعضها إلى السداسي الأول وتغيير الأعداد بطريقة غير قانونية وبعد فوات الآجال للتصريح بنجاح طلبة قررت لجنة الامتحان رسوبهم في الدورة الرئيسية وفي دورة التدارك وتغيير النتيجة بإدخال تشطيب على محضر جلسة المداولات وبدون إعادة جمع لجنة الامتحان (والتأكد من حصول النصاب القانوني) وبدون موافقتها وقد استغل السيد العميد في ذلك جهل بعض الزملاء للإجراءات القانونية وحداثة عهدهم بالمهنة.
4)              رفض السيد العميد لمدة سنوات تمكين لجان الامتحان من أوراق الامتحان لمراقبتها وعدم تقديم وسائل المراقبة من محاضر جلسات قديمة وملفات الطلبة المنقولين إلى الكلية وعند الإلحاح يكتفي السيد العميد بإحضار أوراق الامتحان بدون أعقابها التي تحمل أسماء الطلبة ودفع لجان الامتحان إلى الاكتفاء بمراقبة صحة المعدلات على محاضر الجلسات.
5)              تقديم أوراق امتحان، تظهر فجأة، وبعد مرور أشهر من انتهاء عملية الإصلاح إلى بعض الأساتذة المتعاقدين بغية إصلاحها بدون نزع أعقابها لضمان سرية هوية الطلبة.
6)              عدم اتخاذ أي إجراءات سلامة لمنع تدليس وتغيير أوراق الامتحان وجداول الأعداد وذلك بتعمد رفض وضع طابع الإدارة على النسخة التي يحتفظ بها الأساتذة بالنسبة لجداول الأعداد وباستعمال ترقيم يدوي كثيرا ما يحتوي على تشطيب وتغيير لرقم أوراق الامتحان أو بإسداء جزء (أو كل الورقة) من ورقة امتحان طالب لطالب أخر … الخ.
7)              عدم احترام سرية المداولات وذلك بتشريك أعوان الإدارة فيها وعدم احترام سرية هوية الطالب عند الإصلاح وذلك بتقديم أوراق امتحان تحمل أسماء الطلبة وهوياتهم.
8)              عدم احترام ما تنص عليه جداول منادات الأساتذة على الطلبة من حرمان من تجاوزات غياباته الحد المسموح به من إجراء الامتحان، وفي بعض الحالات عدم احترام حتى الجداول التي تحضرها الإدارة لقاعة الامتحان والتي تنص على حرمان بعض الطلبة من إجراء الامتحان في حين تسمح لهم الإدارة بذلك.
9)              عدم تقديم العون للأساتذة عند رقن الامتحانات وسحبها أو تقديمه في ظل غياب تام لإجراءات السلامة وعدم تمكين الأساتذة من مراقبة حمل الظروف التي تحتوي على مواضيع الامتحان لإمضاءاتهم وختم الشمع الأحمر قبل إرسالها إلى قاعات الامتحان واكتشاف ظروف داخل القاعات غير مختومة بالشمع الأحمر ولا تحمل إمضاء الأساتذة.
10)            عدم تأخير المداولات لإعادة عملية الإصلاح عند تفطن احد أفراد الفرق البيداغوجية لأخطاء في الامتحان أو في الإصلاح تهضم حق الطلبة واللجوء إلى تهديد المطالبين بذلك.
11)            عدم استشارة المجلس العلمي لتأخير الامتحانات وتمكين بعض الأقسام من إتمام برامج لم يدرسوا فيها إلا 4 حصص على طول السداسي أو تأجيل تلك المواد إلى السنة القادمة وذلك رغم العريضة التي أمضاها عدد كبير من الطلبة ومن ممثليهم بالمجلس العلمي وسلمها ممثلي إطار التدريس بالمجلس العلمي إلى رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي وهو ما سيؤثر على الأقل على مستوى تكوين الطلبة وعلى قدرتهم على استيعاب برامج السنوات القادمة إذا ما وقع تلافي إلحاق الضرر بهم في الامتحان … الخ.
12)            إقحام السيد الكاتب العام ليتصرف في عديد المسائل ذات الصبغة العلمية والبيداغوجية عوضا عن الهياكل العلمية الممثلة للأساتذة ويتخذ إجراءات من مثل إصدار توصيات حول تأطير طلبة السنوات النهائية ورفع تقرير تقييم داخلي إلى سلطة الإشراف حول المستوى العلمي والبيداغوجي للأساتذة والطلبة وإصدار إجراءات استفزازية تنص على وجوب إصلاح أوراق الامتحان وإرجاعها 3 أيام بعد سحبها حتى وان كان الأساتذة منشغلون عن الإصلاح بمراقبة الامتحانات مما يمكن أن يدفعهم إلى الارتجال والتسرع في الإصلاح وارتكاب الأخطاء.
13)            محاولة السيد العميد والسيد الكاتب العام دفع ممثلي إطار التدريس إلى الموافقة على تقديم « مشروع مؤسسة » للانخراط في منظومة « أمد » وإعداده خلال بضعة أيام بدعوى انتهاء الآجال التي حددتها الوزارة، بدون أية دراسة وبدون استشارة مجالس الأقسام والأساتذة عموما، وذلك رغم إلحاح أعضاء المجلس العلمي وأعضاء النقابة ومراسلتهم للوزارة منذ أول السنة الجامعية حتى يقع استشارتهم في الموضوع ورغم استدعائهم لمدير التجديد الجامعي رسميا بدون جدوى.
14)            هذا عدى مصادرة صلاحيات المجلس العلمي وتجميده وتعطيل مصالح الأساتذة في ما يخص العطل الدراسية والمنح والمساعدات لإلقاء المداخلات في التظاهرات العلمية الأجنبية والوطنية (… الخ) وتعمد السيد العميد توزيع المساعدات والمنح بطريقة اعتباطية منذ سنوات ورفضه مد المجلس العلمي بقائمة في الأساتذة الذين تمتعوا بها، وعدى تردي ظروف العمل بشكل مزر وعدى الاستفزازات والاعتداءات اللفظية التي أصبحت الخبز اليومي للأساتذة وخاصة لممثلي إطار التدريس بالمجلس العلمي ولإطارات النقابة والتي تطورت مؤخرا إلى اعتداء جسدي… الخ. أمام هذه التطورات الخطيرة وحيث أننا بتنا نشك في اطلاع السيد الوزير على مراسلاتنا وعلى ما يجري داخل الكلية فإننا : أ) نقرر من جديد رفع تقرير عن ذلك إلى السيد وزير التعليم العالي (عله يطلع عليه)، والى الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.
ب) نعلم الرأي العام الوطني عن طريق هذا البيان الصحفي.
ت) نطالب سلطة الإشراف مجددا بفتح تحقيق إداري وعدلي حول كل التجاوزات المذكورة وخاصة عمليات التدليس التي تعرضت لها أوراق الامتحان وجداول الأعداد ونذكر السيد مستشار الوزير بوعده لنا منذ رمضان الفارط ونبقى على استعداد لرفع الأمر إلى وكالة الجمهورية بأنفسنا بوصفنا أعضاء لجان الامتحان على أن يشمل التحقيق كامل مدة السيد العميد.
ث) نرفض منطق الترهيب الذي تعمد إليه رئاسة الجامعة والسيد المدير العام للتعليم العالي باستجواب جملة من الأساتذة وبعض إطارات النقابة وممثلي إطار التدريس بالمجلس العلمي وفي إطار تتبعات تأديبية مزمعة وعلى أساس ادعاءات السيد العميد والسيد الكاتب العام، ونندد بالصيغة التحاملية ولغة الشتم والقذف والثلب التي تميّز بها الاستجواب الموجه للكاتب العام للنقابة.
د) نشجب خاصة ما جاء في استجواب الأخ الكاتب العام للنقابة من اتهام « بالدعوة إلى اجتماع عام غير مرخص فيه » رغم تصريحه بذلك الاجتماع عن طريق مكتب الضبط كما ينص على ذلك المنشور الوزاري رقم 53 المؤرخ في 28 نوفمبر 1995 وهو ما يشتم منه رائحة النكوص وإرادة مصادرة الحقوق الدستورية والقانونية التي أعطاها المشرع التونسي للنشطاء النقابيين ورسختها الدولة بالمصادقة على عديد الاتفاقيات الدولية في الغرض، كما نرفض أي شكل من أشكال التضييق على الحق النقابي.
ذ) ندعو سلط الإشراف إلى حفظ كل التتبعات التأديبية التي ابتدأتها بطلب من السيد العميد والإسراع بتعيين بديل عنه بعد أن انتهت مدته وبعدما انتهت إليه الأمور داخل الكلية بوجوده.
ج) نعبر عن استعدادنا لحماية الحق النقابي بكل الأشكال والأساليب القانونية والمشروعة بما فيها الاعتصام داخل الحرم الجامعي إذا ما تواصلت استفزازات السيد العميد ومحاولات الترهيب والتدجين التي نتعرض لها. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا، ديمقراطيا ومناضلا . عــن النقابـة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعييـن كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل الكاتـب العـام نور الدين الورتتاني

(عضو منتخب بالمجلس العلمي)


النقابة الاساسية للاساتذة الباحثين الجامعيين كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل نابل في 24/05/2006

لائحة الاجتماع العام

                                                                   نحن المدرسين الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل المجتمعون اليوم الإربعاء 24/05/2006 بمقر الكلية تحت إشراف إطارات نقابتنا الأساسية للنظر في مطالبنا العالقة والمستجد منها في الأيام الفارطة :
1) نستغرب من العنف اللفظي الذي كثيرا ما مارسه السيد العميد مع الأساتذة والاستفزازات الصارخة التي يتعرض لها منذ مدة ممثلينا بالمجلس العلمي وأعضاء مكتب نقابتنا،كل ذلك بعلم رئاسة الجامعة وسلطة الإشراف،
2) نلفت نظر سلطة الإشراف إلى تدهور الأمور بشكل خطير داخل الكلية ونستنكر ما أقدم عليه السيد العميد بمعية السيد الكاتب العام ،صبيحة يوم الثلاثاء ،من إعتداء بالعنف الجسدي على الزميل الكاتب العام لنقابتنا، وعضو المجلس العلمي ، داخل قاعة الأساتذة ونطالب المركزية النقابية بالتدخل لدى السيد وزير التعليم العالي حتى لا تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه في هذه الأسابيع الأخيرة لمدة السيد العميد وحتى لا ينعكس ذلك على سير الإمتحانات ،
3) نرفض ما يعمد إليه السيد العميد من تغييب للهياكل التي تمثلنا( المجلس العلمي،نقابة الأساتذة) عند إتخاذه للقرارات وإقحامه للسيد الكاتب العام مرارا ليتصرف ويتخذ إجراءات وقرارات في صميم المسائل العلمية والبيداغوجية وآخرها القرار الإستفزازي الذي اتخذه وأمضاه نيابة عن السيد العميد والذي يجبر الأساتذة والفرق البيداغوجية،المنشغلة بمراقبة الإمتحانات والمشتتة في إطارأداء تلك المهمة على طول الأسبوع والذين لا يمكن لأغلبيتهم الإجتماع لتحضير مقاييس الإصلاح وسلم الأعداد إلا مع نهاية الأسبوع هذا فضلا عن إصلاح مذكرات ختم دروس طلبة السنوات النهائية، على سحب كل إختبار يخصهم عشية إجراءه وإرجاعه بعد 3 أو 4 أيام على أقصى تقدير(في حين تتمتع الإدارة بأسبوع وأكثر لإنزال الأعداد على الحواسيب) بدون مراعاة جدية عملية الإصلاح والأخطاء التي قد تنجر عن الإسراع والإرتجال في الأصلاح وبدون مراعاة عملية إعادة الإصلاح وتعديل الأعداد من طرف المكلف بالدرس لضمان تناسق طريقة الإصلاح بين كل الأساتذة وضمان تقييم عادل لكل الطلبة،
4) نعبر عن سخطنا من تجاهل السيد العميد لمطالب الأساتذة في ما يخص المنح والمساعدات(تذاكر الطائرة) وتفويته الفرصة على بعضهم لإلقاء مداخلات في الندوات الأجنبية ومن تعطيله لمصالح بعض الأساتذة الآخرين بعدم عرض مطالبهم في ما يخص العطل الدراسية على المجلس العلمي كما نعبر عن دهشتنا من الرد الشفاهي الذي تلقاه بعضنا والذي يعلل عدم التجاوب مع مطالبهم فيما يخص المنح بإقتصار بند الميزانية المخصص لذلك على 1600 دينار !
5) نعبر عن دهشتنا مما بلغ إلى علمنا من كيل السيد العميد بمكيالين وذلك بمنعه لمجموعة من الأساتذة من تعويض زميلهم الذي يتعرض لظروف صحية قاهرة في مراقبة الإمتحان في حين يسمح بذلك لغيره. ونشجب ما عمد إليه السيد العميد من محاولة ترهيب زميلتين اختارهما من بين الأساتذة الأربعة الذين تعهدوا بتعويضه وذلك باستجوابهن بطريقة فضة ولا قانونية. كما نعبر عن عدم رضانا من إثقال كاهلنا بالمراقبة لعدم إحكام تنظيمها وعدم الإستعانة بأعوان الإدارة للدعم،هذا فضلا عن الظروف القاسية التي تدور فيها العملية من حرارة مفرطة زاد عليها رفض السيد العميد توزيع قوارير الماء على الأساتذة المراقبين كما في بعض الكليات وهرسلة الأساتذة الذين يغادرون القاعات لشراءها على نفقتهم الخاصة، ونطالب سلط الإشراف بالتدخل لوضع حد للتجاوزات،
6) ندعو بقية زملائنا إلى إعلام ممثليهم بالمجلس العلمي وإطارات نقابتهم بكل التجاوزات في حينها وعدم الرد على الاستفزازات بصورة فردية ونطلب من النقابة الرد بكل الطرق التي تتناسب مع حالة الإمتحان وذلك بإعلام النقابة العامة للتعليم العالي والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وتحسيس الرأي العام الوطني عن طريق الصحافة وكل الأشكال المناسبة الأخرى في إنتظار عودة الأمور إلى نصابها.     عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا، ديمقراطيا ومناضلا . عــن الإجتماع العام الكاتـب العـام نور الدين الورتتاني

(عضـو منتخـب بالمجلـس العلمـي)


تونس

معرض فني عن انتهاكات سجن أبو غريب

تونس (6 حزيران/ يونيو) وكالة (أكي) الإيطالية للأنباء – يحتضن رواق الحبيب بوعبانة، وسط العاصمة تونس، معرضا للفن التشكيلي يضم منحوتاتومجموعة لوحات لرسامين تونسيين تحت عنوان (أبو غريب أو الحلم الأمريكي الجديد).

وتجسد لوحات 12 رساما تونسيا معاناة المعتقلين والمعتقلات العراقيين في هذا السجن الذي أضحى رمزا لانتهاك حقوق الإنسان من قبل القوات العسكرية الأمريكية بعد أن كان معتقلا في عهد النظام الدموي لصدام حسين.

وذكر أحد أعضاء هيئة التنظيم أن الفنانين المشاركين يسعون إلى الانتقال بهذا المعرض في عدد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية بالإضافة إلى بلدان عربية، على أن يعود مجددا إلى تونس.

وقد يفوق عدد الأعمال الفنية للمعرض 360 لوحة ومنحوتة، كما قال المشرفون على هذا المعرض إن دولا مثل الجزائر والمغرب وبلدية شيكاغو الأمريكية قد تبدي استعدادا لاحتضان هذا المعرض لفترة ما.

ويتواصل هذا المعرض إلى يوم 10 حزيران/ يونيو الجاري مع إمكانية تمديد فترته، حسب ما ذكره المشرفون.

(المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء بتاريخ 6 جوان 2006 على الساعة 12 و26 دقيقة بتوقيت روما)

وصلة الخبر:    

http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=CultureAndMedia&loid=8.0.306734259&par=0

تعليق « تونس نيوز »:

بهذه المناسبة، ندعو الرسامين والنحاتين والفنانين التشكيليين والمبدعين التونسيين عموما من كل المدارس والأجيال والتوجهات إلى الإلتفات بجد إلى المعتقلين والمعتقلات من مواطنيهم وأبناء بلدهم التونسيين الذين يُسامون منذ عشرية ونصف (بل منذ أن تمت تونسة جهاز الأمن الوطني في أفريل 1956) الخسف والهوان في كل السجون والمعتقلات التونسية الموزعة على كل ولايات الجمهورية العتيدة بالعدل والقسطاس نظرا لأن ما يرتكب فيها يوميا من جرائم وتجاوزات وانتهاكات لا يقل بشاعة ولا شناعة ولا إجراما عن أبي غريب البغدادي.   


سُرق اليخت من كورسيكا وظهر في ميناء تونسي

عثر في تونس على يخت رئيس مجلس إدارة مصرف فرنسي بعد سرقته من كورسيكا، حسبما أعلنت مصادر قريبة من التحقيق ردا على سؤال حول معلومات نشرتها صحيفة «لو كانار انشينيه» افادت ان ملكية اليخت انتقلت الى قريب من الرئيس التونسي.

وافاد مصدر قريب من التحقيق لوكالة فرانس برس ان اسم الاخ الاكبر لزوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورد في اطار هذه القضية بدون ان يتمكن من تأكيد ما اذا كان هذا الشخص صاحب اليخت او مستخدمه.

وبحسب الصحيفة الفرنسية عثرعلى اليخت الفخم الذي تزيد كلفته على مليون يورو في مرفأ سيدي بوسعيد التونسي.

واضاف المصدر ذاته ان شركة التأمين اكدت لصاحبه انها اكتشفت ان اليخت الذي اعيد دهنه نقل الى اسم احد افراد اسرة الرئيس التونسي.   ووقعت عملية السرقة فجرالخامس من مايو.   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 9 جوان 2006)


قالوا أن لا خير في أمة لا تحترم مربيها .. مدرسو تونس يضربون عن العمل مرتين في ظرف شهر ويتعهدون بالتصعيد

تونس – خدمة قدس برس   نفذ مدرسو الصف الأول بكامل الأقاليم التونسية والمقدر عددهم بستين ألف، إضرابا عن العمل كامل يوم الأربعاء (7/6) الجاري للمطالبة بحقوقهم المادية والمهنية. وكشفت مصادر نقابية إن نسبة نجاح الإضراب بلغت 80%، في حين قللت وزارة التربية من نسبة نجاح الإضراب وقالت إنه لم يتجاوز 40%.   وفي تجمع وسط العاصمة ضم أكثر من 500 مدرس، هددت نقابة التعليم الأساسي باتخاذ أساليب جديدة في الاحتجاجات، حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم. وقام عشرات المدرسين بحرق البيان الذي أصدرته وزارة التربية واتهمت فيه نقابة المعلمين باتخاذ التلاميذ رهائن وتسييس التعليم.

من جهة أخرى اعتصم مئات المدرسين برتبة أستاذ تعليم ثانوي، لأكثر من ساعة أمام الإدارات الإقليمية للتعليم التابعة لوزارة التربية للاحتجاج على ما قالوا إنه تصلب الوزارة وتهميش دور المدرسين حسب تعبيرهم. وقال سليم بن عرفة قيادي في نقابة الأساتذة بالعاصمة لـ »قدس برس » إن اعتصامات المدرسين التي شملت حوالي 24 إقليم كانت ناجحة وإن أجهزة الأمن منعت بالقوة المدرسين في بعض الجهات من تنفيذ اعتصامهم. وتعهد بن عرفة بمواصلة التحركات الاحتجاجية حتى تحقيق المطالب.   من جهته قال عبيد البريكي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي الشغل، وهي المنظمة النقابية التي تمثل جميع العمال والموظفين في البلاد، وتضم أكثر من 500 ألف منخرط، قال في كلمة ألقاها في تجمع للمدرسين، إن النقابة لا تردّ عادة على البيانات اللقيطة في إشارة إلى البيان الذي وزعته وزارة التربية، مشيرا إلى أن ذلك البيان تضمن اتهامات خطيرة « لأناس طالما افتخرنا بأننا تربينا على أيديهم »، في إشارة إلى المدرسين. ويأتي تصريح القيادي في المركزية النقابية، على خلفية مهاجمة وزارة التربية للمعلمين الذين دعوا للإضراب، متهمة إياهم بأنهم يتحركون بخلفيات سياسية، وليس مهنية.   وكان المعلمين خاضوا إضرابا أول في 11 أيار (مايو) من الشهر الماضي، قالت النقابة إنه سجل نسبة نجاح وصلت 74 % . ويتهم النقابيون السلطة بعدم الحوار والتفاعل الجدي مع مطالبهم، متعهدين بخوض الاحتجاجات بأشكال أخرى، إذا لم تستجب الوزارة لمطالبهم.   ويطالب المدرسون بتخفيض ساعات العمل، والحصول على منحة العودة المدرسية، والزيادة في الأجور، وتخفيض سنّ  التقاعد، والحق في النشاط النقابي داخل المدارس، وتشريكهم في برامج إصلاح التعليم.   هذا وتشهد تونس موجة احتجاجات وتحركات مختلفة رغم قرب نهاية السنة الدراسية والسياسية، إذ تعرف الساحة التونسية موجة تحركات من المحامين والجمعيات الحقوقية على خلفية مطالب اجتماعية وأخرى سياسية واجتماعية.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 10 جوان 2006)


صوت الشعب

اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي

سلسلة جديدة، العــدد 246، 30 ماي 2006 – طبعة إلكترونية

في هذا العـدد:

إفتتاحية

مأزق الدكتاتورية النوفمبرية

صوت الوطن

يوم مرعب وحزين..!

المحامون يواصلون النضال دفاعا عن استقلاليتهم وكرامتهم

الهيئة الوطنية للمحامين بتونس: بيان

فرع منظمة العفو الدولية بتونس يعقد جلسته العامة: البوليس يختطف ممثل فرع سويسرا ويهدد بغلق فرع تونس

هيئة 18 أكتوبر تعقد اجتماعا وتصدر لوائح

سوسة: مصنع كهرباء التقنية سوسة (

METS)

قفصـة المناضلة

عــادل العرفاوي يرحل عنا

العفو التشريعي العام (3)

التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي

أخبار

أخبار الحريّــات

أخبار اجتماعية ونقــابية

الصوت النقابي

الإضرابات والإعتصامات تتصاعد: هل هي بوادر أزمة؟

التعليم الأساسي: إضراب ناجح يوم 11 ماي وإضراب جديد في الأفق

صوت المرأة

تحية لعاملات « أولد أمريكا » ببوحجر على جرأتهن ونضالهن

صوت الشباب

الاتحاد العام لطلبة تونس: التوحيد النقابي، مهمة عاجلة

صدى الجامعة

الصوت العربي

هل ينجح الفلسطينيون في تجنب المحظور؟

صوت العالم

فرنسـا: قانون جديد معادي للمهاجرين

إلى اللقاء

ماذا تعرف عن العَلمانيّة؟ – في التسمية (2)

إفتتاحية

مأزق الدكتاتورية النوفمبرية

منعت السلطات يوم السبت 27 ماي 2006 انعقاد المؤتمر الوطني السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقوة الغاشمة. وقد اعتدت جحافل من البوليس السياسي كانت تطوق مقر الرابطة بالعاصمة على المؤتمرين وعلى أعضاء الهيئة المديرة وخاصة النساء منهم اللواتي انهالت عليهن عصابات بن علي التي كانت في حالة هستيريا غير مسبوقة، ضربا وسبا وشتما ونعتتهن بأقذع النعوت. ولم يسلم من هذه الاعتداءات الضيوف من العرب والأوروبيين الذين منعوا كذلك هُمُ و الدبلوماسيون من الوصول إلى المقرّ حيث كان من المفروض أن تنعقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. أما في الجهات فقد أغلقت حشود كبيرة من البوليس منافذ معظم المدن المؤدية إلى العاصمة ومنعت بالقوة مندوبي الفروع وعديد المدعوين من رموز النضال المدني والسياسي من التوجه إليها عبر وسائل نقل عمومية أو خاصة.

إن الهدف من منع الرابطة من عقد مؤتمرها بمثل هذه الأساليب الفاشستية هو إخضاعها وتدجينها وتحويلها إلى ديكور في خدمة الدكتاتورية النوفمبرية، يصمت على انتهاكها المنهجي للحريات وحقوق الإنسان وعلى جرائمها وفسادها على غرار جمعيات ومنظمات الديكور الأخرى التي تتلقى رشاوى في شكل دعم مقابل ولائها. وفي الواقع ليست الهجمة على الرابطة إلا جزء من الهجمة الشرسة العامة التي تشنها السلطة منذ مدة على أحزاب المعارضة والجمعيات والهيئات المستقلة وكافة الأصوات الحرة من أجل إسكاتها، ولا أدل على ذلك من تزامن الهجوم على الرابطة بالهجوم على قطاع المحامين وهياكله الممثلة التي ترفض التخلي عن استقلاليتها.

إن هذه الحالة تعكس المأزق السياسي الذي يتخبط فيه نظام بن علي الذي لم يبق له من رد على المطالب السياسية للمجتمع وفي مقدمتها حرية التعبير والتنظيم وإطلاق سراح المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام غير العصا وحملات التشهير والتشويه. لذلك نراه يتصرف اليوم دون أقنعة ويطلق عصاباته لتعتدي على مناضلات ومناضلي الحرية وعلى المواطنات والمواطنين عامة منتهكة بشكل صارخ حتى القوانين التي وضعها هذا النظام نفسه. فقد انتهى ذلك الوقت الذي كان فيه للطّغمة النوفمبرية هامش من المناورة في الداخل والخارج. فقد افتضحت اليوم واهترأ خطابها الديماغوجي حول الحريات وحقوق الإنسان وانكشفت بشاعتها.

ومن المؤكد أن من بين العوامل الأساسية التي أصبحت تربك هذه الطغمة وتجعلها تتصرف بمثل هذه الهستيريا هو النهوض الذي تشهده الحركة الاجتماعية على خلفية تفاقم البطالة والطرد الجماعي والتهميش وتتدهور المقدرة الشرائية لعامة الشعب وتعمّق الفوارق الطبقية واستفحال ظاهرة الفساد والمحسوبية. وهو ما جعل المأزق السياسي الذي تتخبط فيه هذه الطغمة يقترن شيئا فشيئا بمأزق اجتماعي، وهي تخاف كل الخوف أن يؤدي ذلك إلى التحام الحركتين السياسية والاجتماعية ببعضهما ويخلقان شروط إسقاطها. وهو ما يدفعها إلى التصرف بهمجية بهدف ضرب كل حركة أو تحرك في المهد.

ولكن الطغمة النوفمبرية، شأنها شأن كل الطّغم الاستبدادية والدكتاتورية مخطئة في حساباتها إذ تنسى أنها بأساليبها هذه ما تنفكّ توسّع دائرة النقمة وتجذر مطالب الحركة السياسية والمدنية وتقرّب الحركتين السياسية والاجتماعية بعضهما من بعض وتفتح عيون أوسع الناس على أهمية الحرية السياسية. فعلى سبيل المثال دعّمت الهجمة على الرابطة وحدة صفها قيادة وقواعد وزادتها تمسكا بثوابتها ومقرراتها وأهدافها. كما أن الهجمة الشرسة على المحامين دفعت حتى بأعضاء الهيئة المنتمين إلى الحزب الحاكم أو القريبين من السلطة إلى تزكية الاعتصام الذي دعا إليه العميد والمشاركة في الإضراب عن الطعام للاحتجاج على المظالم المسلطة على المحامين. كما أن اشتداد القمع السياسي كان من دواعي تأسيس « هيئة 18 أكتوبر للحقوق للحريات » التي تجمّع أهم التيارات الفكرية والسياسية بالبلاد حول مطلب الحريات الأساسية. و في الحركة النقابية ترتفع أصوات متزايدة، كما حصل أخيرا بمناسبة إضرابي الأساتذة والمعلمين، بضرورة الربط بالحركة السياسية والمدنية وإيجاد الصيغ المشتركة للنضال من أجل إقرار الحريات.

ومن البديهي أن المسؤولية، كل المسؤولية، تلقى اليوم على عاتق قوى المعارضة السياسية والمدنية التي لها مصلحة أكيدة في التغير الديمقراطي كي تستثمر كل هذه العوامل الإيجابية لتضييق الخناق على الدكتاتورية وتعجل بنهايتها. إن الانتصار عليها ممكن وقد يكون أقرب مما نتصور شريطة الإيمان به وتوفير شروط تحقيقه السياسية والعملية من وحدة حول برنامج أدنى وجرأة على النضال وتخطيط سليم.

صوت الوطن


المحامون يواصلون النضال دفاعا عن استقلاليتهم وكرامتهم

فك المحامون ليلة الجمعة 26 ماي 2006 اعتصامهم بدار المحامي الذي كانوا بدأوه يوم 9 ماي احتجاجا على القانون المنظم للمعهد الأعلى للمحاماة. وفي اليوم الموالي دخل العميد وأعضاء الهيئة الوطنية في إضراب عن الطعام لمدة يومين. وقد عقدت الهيئة يوم الاثنين 29 ماي ندوة صحفية عبرت فيها عن تمسكها بمطالب المحامين وبالخصوص مراجعة قانون المعهد الأعلى وعن مواصلتها النضال والتعبئة من أجل تحقيق هذه المطالب بكافة الأشكال المشروعة.

قررت الهيئة الوطنية للمحامين في اجتماع طارئ عقدته عشية الثلاثاء 23 ماي الجاري مواصلة الاعتصام بدار المحامي ودخول كافة أعضائها في إضراب عن الطعام يوم السبت 27 ماي. ويأتي هذا القرار كرد فعل على الاعتداءات الجديدة التي تعرّض لها المحاميات والمحامون في ذات اليوم الذي كانت الهيئة قررت في اجتماع سابق جعله يوما وطنيا للاحتجاج على: أولا: القانون الجديد الخاص بالمعهد الأعلى للمحاماة الذي يرى فيه المحامون، وهم على حق، وسيلة لإخضاع المهنة وضرب استقلاليتها، وثانيا: الاعتداءات الجسدية واللفظية المتكررة التي يرتكبها البوليس السياسي على المحاميات والمحامين منذ انطلاق اعتصامهم يوم 9 ماي 2006 بدار المحامي احتجاجا على القانون الجديد.

لقد طوقت منذ الصباح الباكر أعداد غفيرة من أعوان البوليس التابعين لفرق أمنية مختلفة قصر العدالة ودار المحامي المتواجدين بباب بنات. وما أن بدأ المحامون بالتجمع بساحة المحكمة حوالي العاشرة صباحا حتى هاجمهم البوليس واعتدى عليهم مما استوجب نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى وهم الأساتذة: خالد الكريشي وسمير ديلو وعمر الصفراوي. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد. فقد داهم العشرات من أعوان البوليس السياسي مقر الهيئة الوطنية للمحامين وخلعوا مكتب العميد، بعد أن روعوا الموظفات والموظفين العاملين هناك، واستولوا على وثائق وكاميرا وكسروا بعض الأثاث وفرتوا العديد من الملفات وقطعوا أغلب خطوط الهاتف والفاكس بمقر الهيئة. وكان الحبيب عاشور « المحامي » وعضو الخلية يرشد البوليس ويحرضه على كاتب الهيئة خاصة.

وإمعانا في ممارساتهم الهمجية احتجز البوليس السياسي 10 محاميات كنّ متواجدات بمقر الهيئة ورفض إخلاء سبيلهن إلا بعد تفتيشهن. ورفضت المحاميات الانصياع لهذا الإجراء غير القانوني وغير الأخلاقي والذي يهدف إلى إهانتهن وإذلالهن، وطالبن بمقابلة وكيل الجمهورية فإذا بهذا الأخير وهو محمد نجيب معاوية يؤكد أنه هو الذي أعطى التعليمات للبوليس لتفتيشهن، ولم يتورع عن القيام بهذه المهمة القذرة بنفسه مصحوبا بمساعده محمد عميرة. وقد هدد الوكيل المحاميات بأنهن لن يتمكنّ من الخروج إلا بعد الخضوع للتفتيش!! هل كانت المحاميات يحملن متفجرات في حقائبهن؟ هل كنّ يحملن أسلحة؟ طبعا لا! فكل ما في الأمر أن البوليس ووزير العدل وأعوانه مرعوبون من إمكانية وجود كاميرا أو آلة تصوير بالمكان تصوّر فظاعات البوليس ولا تترك للسلطة فرصة لطمس الجريمة والادعاء كالمعتاد بأنه لم تحصل اعتداءات وأن كل شيء تمّ في « كنف الهدوء وفي إطار القانون ».

ولم ترهب كل هذه الممارسات المحاميات والمحامين الذين ظلوا مرابطين بالمكان وخصوصا بدار المحامي، وهم يرددون الشعارات التي من بينها:

–  محاماة حرة حرة ** والبوليس على بره –  محاماة حرة حرة ** والتكاري على بره –  محاماة حرة حرة ** البوليس والخلية على بره –  يسقط جلاد الشعب ** يسقط حزب الدستور –  يسقط جلاد الشعب ** يسقط 7 نوفمبر –  يا تكاري يا عميل ** بره روح واستقيل –  من ورق من ورق ** بن علي يحترق –  بالروح بالدم نفديك يا حرية

وقد دعا عميد المحامين الهيئة الوطنية للاجتماع للرد على ممارسات السلطة. وقررت الهيئة كما ذكرنا أعلاه مواصلة الاعتصام بدار المحامي والإضراب عن الطعام يوم السبت 27 ماي (انظر البيان). ومن المعلوم أن إضرابا أول عن الطعام كان خاضه يوم الثلاثاء 16 ماي 32 محامية احتجاجا على ما تعرضت له زميلتهن الأستاذة ليلى بن دبّة من اعتداء فظيع يوم الأحد 14 ماي بسبب جلبها بعض « الفطاير » للمحامين المعتصمين الذين يمنع عليهم البوليس الأكل و »الجراري » والأغطية.

وتتزايد حملة المساندة مع المحامين التونسيين محليا ودوليا. ففي تونس عبرت كل القوى الديمقراطية من أحزاب وجمعيات وشخصيات وهيئات نقابية تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة العامة للتعليم الأساسي، النقابة العامة للتعليم الثانوي…) عن تضامنها اللامشروط مع المحامين ودعمها لمطالبهم المشروعة. أما في الخارج فقد عبرت عديد نقابات المحامين في الوطن العربي والعالم عن التضامن والمساندة. ونحن لا نشك لحظة في أن النصر سيكون للمحامين بما أظهروه منذ السنة الماضية على إثر اعتقال زميلهم الأستاذ محمد عبو، من تعبئة للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم واستقلاليتهم التي رفضوا دوما التفريط فيها.

 


 

 

 

افتتاحية الوسط :على سنان القلم وبيد علي نرفع المصحف هذه المرة

 

نور الدين ختروشي-الوسط التونسية
تقر وتقرر أغلب التحاليل المتابعة للشأن التونسي باستعصاء الحالة التونسية على التحليل بالنظر إلى تعدد المفارقات التي تحكم أداء سلطة 7/11 ، بدءا بالمفارقة تأسيسة للنظام نفسه حيث عمد شرعيته أطروحة » التحول الديمقراطي » خطابا وعلى قاعدة « الكل امني » ممارسة . من مفارقة الديمقراطية الأمنية ، تتوالد مشاهد الرقص الصاخب لمفارقة أنطولوجية ملازمة لوجود سياسي وطني شاذ عن تربته ، شاذ عن تاريخه ، شاذ عن محيطه ، وشاذ عن عالمه….. الشذوذ في السلوك إذا تكرر خرج من دائرة المدهش ، ودخل حكم العادة والطبع ليستوي جنونا الجنون براديغم ومفتاح مفهومي، نقترحه على من استعصى عليه فهم وتعقل سلوك ومسلك السلطة القائمة في بلادنا. محاصرة السلطة للمحامين، وتعنيفهم أمام أنظار العالم، لمجرد تحركهم على ملف مطلبي وقطاعي…. هو الجنون استنفار السلطة لخزانها الأمني، ومحاصرة العاصمة في حالة طوارئ غير معلنة، لمنع انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ، بالعنف والصفاقة التي تابعها مجتمع دولي جعل من الحقوقية بطانة شرعيته ……..هو ضرب من الجنون اختطاف البوليس السياسي لناشط حقوقي عالمي من اجتماع رسمي يحضره مراقبون دوليون وسفراء دول……….. هو عين الجنون إعادة القنزوعي لإدارة الأمن العام بعد أسبوعين من نهاية قمة المعلومات، وهو التيس الأسود في قطيع القطاع الأمني المسئول مباشرة على ليالي الوطن الطريح، ثم إقالته بعد يومين من حادثة تدنيس المصحف ……………….هو أيضا ضرب من الجنون غباء وحمق وجنون النظام، كان يمكن أن يعصف به وهو في خريف العمر، لو كانت معارضته على قدر من العقل والتعقل السياسي، ولكن حسابات المقهى الشعبي غلابة تستغرقهم والمدينة تغرق…. يبدو أن البلاد مازالت ستشهد فصولا أخرى من صولة الجنون الرسمي، التي يلعب فيها نظام فقد مبررات وجوده دورا لبطولة، يشجعه على إعادة فصول المسرحية/ المأساة ، جبن جمهور، وطمع نخبة لا تعرف متى تضحك ومتى تبكي وكيف تغادر القاعة . سجن برج الرومي وحجره رجس من عمل الشيطان، اهدانا جنون السلطة مطارق هدمه ولا عذر لنا أمام الله والأمة والوطن إن لم نفعل… جرم الاعتداء على المصحف الشريف أختزل بفظاعته، تاريخ الجريمة السياسية الرسمية تاريخ احتقار القيمة الإنسانية في مطلقها، لأن الضمير الديني ليس سوى روح الاجتماع السياسي الوطني ، إذا سلمنا بديباجة الدستور التي تنصص على إسلامية البلد جوهرا وروحا لهوته التاريخية. الاعتداء على المصحف هدفه المباشر والمعروف تدمير أخر حصون الطمأنينة وملاجئ السياحة خارج جدران الزنزانة وهي تقنية في التعذيب النفسي نجحت دولتنا في تطوير إنتاجيتها فاستحقت « شرف » تصديرها الى الخارج الهدف المباشر في العلاقة بالضحية واضح، أما الدلالة في العلاقة بالرمز فأعمق من ذلك لأنها تمس مباشرة خيط الشرعية الرمزية لاجتماعنا السياسي الوطني، ومن وراءه عقدنا الاجتماعي نفسه. لذا فالتصدي لهذه الجريمة واجب أنساني وديني بحكم المعنى والقيمة وهو واجب وطني بحكم عقدنا الاجتماعي، بحكم الدستور،وبحكم الانتماء للوطن. فليست تونس المناضلة المطالبة بالانخراط في معركة تدنيس المصحف بل تونس الانتماء لان الأحذية السوداء التي داست كتاب الله داست على وجدان أمة، على تاريخ بلد : ثقافة وعمرانا…….. عجبي من نخبنا التي مازالت تتلكأ في الانخراط العملي والمباشر في الذب على أقدس مقدسات البلد، وأتمنى صادقا أن لا يكون تلكئها على قاعدة موقف تحدده لائكية غبية وسطحية مخمورة ببؤس ثنائية الديني/والسياسي ، فليس أبشع من تلك الجريمة سوى تعقلها من خلال تلك الثنائية المراهقة فكريا، والعاهرة سياسيا بمقاس ما تردده أقلام السلطان المأجورة. ولنتذكر في الحالة الأب الشرعي للائكيه التونسية، وموقفه من الحجاب أيام الاستعمار الفرنسي، وهو الذي أصدر المنشور 108 سيء الذكر…لا نرى في الموقفين تناقضا بحساب المرجعية، لان بورقيبة لم يدافع عن الحجاب الديني أيام الاستعمار وإنما ذب عن الرمز الوطني الذي يختزنه سيبقى صمت النخبة الوطنية على جريمة الاعتداء على المصحف نقطة مرارة في الذاكرة الوطنية إذا لم تتنادى إلى يوم زينة وطنية، نكتب فيه مجتمعين شهادة انتماء لوطن واحد. الجديد هذه المرة ليست الجريمة بل ميقات اقترافها، فقد كانت البشعة تمر لو بقيت عقارب الساعة تدق على نبض المعاناة الوطنية، وهي وقعت في السابق وتكررت في مخابر القتل البطيء بمعتقلات وسجون البلاد. ولكن جنون السلطة هذه المرة عدل جريمتها على نبض الشارع الإسلامي ألملياري فأهدانا لأول مرة « جريمة مدولنة » لا نحتاج فيها إلى عناء نقل المعركة إلى الخارج ، بل نحتاج إلى استنفار وطني شامل تقوده فعاليات ومؤسسات المجتمع المدني والسياسي، لنكتب معا صفحة عنوانها وحدة وطنية على قاعدة الثوابت الثقافية للبلد. بالأمس القريب أعتدي على المصحف الشريف في غوانتنامو وأبو غريب ، ووقف كبير العالم الصغير بوش معتذرا للمسلمين عما صدر عن جنوده واليوم يحدث نفس الاعتداء بسجن برج الرومي وعوض أن يتسلح رأس الدولة بالشجاعة ويعتذر عما أصاب وجدان أكثر من مليار مسلم، أقال مدير أمنه وأطلق الأقلام المأجورة لتقترف ما هو أعظم من الجريمة : التستر عليها ….. لا يهمنا من بعيد أو من قريب إقالة فلان أوعلان واستعمال لحمه المشوي لتغذية نظام، مشكلة التونسيين الأساسية هي مع سياسته واختياراته الإستراتجية واالتي تكثفها أم الجرائم المقترفة في حق كتاب الله العزيز
سجن برج الرومي حجره من رجس الشيطان وهدمه واجب
نورالين ختروشي باريس في 09 06 2006

الوسط التونسية بتاريخ 10 جوان 2006


تدنيس المصحف..صعود حماس واوهام النهضة

ابراهيم  عبد الصمد

لا  نبالغ حين نقول ان اسلاميينا العظماء يعيشون على احلام واوهام مرضية هي كل ما يملكون من برنامج سياسي يقدمونه للشعب التونسي.

فجاة تراءى لكبار المنظرين الاخوان في تونس ان يصنعوا فاجعة يمولون بها طاحونتهم السياسية ويجعلون من الحادثة العرضية التي وقعت في سجن برج الرومي شمال البلاد يافطة يجمعون حولها الانصار والاصدقاء وينادون بها الشعب التونسي  ليهب دفاعا عن دينه واسلامه وكتابه الذي    رماه ارضا- عقاب قرديان صنف 5 في احد المعتقلات….واجزم ان هذا  العقاب قرديان -مسلم حتى النخاع ويمكن ان يكون من الاخوان اصلا..وعلى كل حال لا يمكن ان نتصور ان القرديان التعيس ملحد او كافر او زنديق..

وكيفما وقعت الحادثة وكيفما كانت ملابساتها التي لا يعرفها    سوى الطرفان وبالتالي لا يمكن الجزم    بكل ما يقوله واحد منهما…اقول كيفما كانت الحادثة فلا سبيل  لاقناعنا ان الشعب التونسي في جوان 2006 لا يملك من قضايا استعجالية سوى قضية برج الرومي..فالاسعار الملتهبة مقدور عليها وازمة السلطة مع الرابطة  ثانوية و قضية المحامين والقضاة والصحافيين ومدرسي الثانوي واضرابات التعليم الاساسي والصحة وازمة زيت الزيتون ومصاريف الفريق القومي للكرة التي جاوزت ميزانية بعض الوزارات  واعتصام العاملات في قلب شارع باريس والمصانع المغلقة وتوحش الراسمال الاجنبي واللاوطني في  وجه الطبقة الشغيلة وازمة اصحاب الشهائد …..كل هذا اصبح ثانويا في نظر محترفي الدين السياسي وكل هذا الواقع المرير لا قيمة له امام  ما وقع لاحد مساجين النهضة في برج الرومي على يد  عقاب قرديان 4 ابتدائي.

.و طبعا  تبح اصوات الدعاة الجدد من اجل اقناعنا بوجاهة النداء الذي ارسله  زعيم الاخوان من منفاه اللندني واضحا خط الفصل بين   الذين يتحاوبوا معه  والذين يرفضون دعوته للحرب الدينية من اجل ارساء الدولة الدينية..فالصف الاول هم الوطنيون والصف الثاني هم اعداء الامة والاسلام وحلفاء السلطة..هكذا بكل بساطة التفكير الاخواني وسطحيته..ونسي الشيخ الجليل انه من اول صنائع السلطة وذراعها الذي لا يلين ضد  اليساريين الكفرة ونسي حين قال يوم خروجه من بيت الاموات ان ثقته في الله وفي رئيس السلطة..ماذا نفعل نحن حين ينقلب الحلفاء على بعضهم..ماذا نفعل حين ينفرط عقد الميثاق الوطني ويتفرق الاصدقاء القدامى..هل نساند الافغان وبن لادن بعد انفراط عقد المحبة والعشق والمصروف بينه وبين الامريكان..وهل انفرط العقد اصلا..خصوصا وان شركات عائلتي بن لادن وبوش مازالت تشتغل وتدر  الارباح بالمليارات على جورج واسامة… هل نصنع هنا  عدوا للدين ونحاربه لان فينا من يريد ان يكون الزرقاوي ولا بد له من اعداء فيصنعهم وهما ويقتات من وهمه ذاك ويريد منا ان نسير  خلفه والا اصبحنا من حلفاء السلطة…

لا اتعجب اطلاقا من تحليل البحيري وكركر والغنوشي وبوعجيلة وغيرهم من منظري الاخوان ولكن العجب في الذين انساقوا وراء وهم التحالف معهم والعمل المشترك معهم ونظروا لوهم تاهيل النهضويين  وقابليتهم للعيش في مجتمع مدني يتخلص من الاستبداد الوضعي ومن سلطة راس المال المتوحش…

ان نضالنا من اجل افراغ السجون من ساكنيها واطلاق العفو التشريعي العام  وحرية    الفكر والتنظم والعقيدة حد ادنى نؤمن به سواء كانت النهضة موجودة او لا..ولا يمكن ان يجرنا ايماننا بتلك المبادئ الغالية  الى التمترس مع الاخوان او امامهم او ورائهم..فلكل منا  معركته ولكل منا تناقضاته ولكل منا مشروعه   السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي..ولكل منا  وسائل نضاله واليات     وصوله..والساحة متسعة للجميع ولا يغرنا خطاب الاخوان ولا تزلف ذوي قرباهم من الذين فقدوا يساريتهم وماركسيتهم منذ زمان بعيد وقبل ضهور الاخوان..فهؤلاء يبحثون عن كرسي في السلطة وكرسي في الجنة..وقصورهم السياسي وحجمهم الضئيل وحسم اليسار فيهم يجعلهم يؤمنون صدقا ان وصولهم لكرسي السلطة مرتبط بتحالفهم مع قوة سياسية دون اليسار ودخولهم  لجنات الخلد مرتبط بصك الغفران الممضي من طرف شيخ الاخوان…هؤلاء هم حلفاء النهضة        الذين يكتبون يوميا  للتدليل على اهلية النهضة وايمانها بالديمقراطية وحقوق الانسان منذ زمن بعيد أي منذ كان الاتجاه الاسلامي وهذا ما جاء على لسان الكتور المرزوقي في برقية الولاء والطاعة الاخيرة.

ولا اذيع سرا ان وله النهضة بالسلطة ووهمها انها على بعد امتار قليلة ناتج بالاساس عما حققته حركة حماس في فلسطين..ونظرا لهشاشة التحليل النهضوي عندنا  تبدى لزعمائنا الجدد  انهم طرف في الخريطة الفلسطينية لدرجة ان البجيري مثلا-وهو نكرة سياسية استعملتها السلطة في يوم من الايام لكسب شرعية الحكم-اصبح يمارس الفرز بين الفصائل الثورية في الارض المحتلة ويتطاول على قامات سياسية فلسطينية سواء داخل فتح او داخل الفصائل اليسارية التي رفضت املاءات حماس..اما بوعجيلة  وعمره السياسي اقل من خمس سنين فانه ينادي برفع اليد على القضية وينعت البعض باليمينية واصدقاء امريكا…الخ من ترهات العمى السياسي الذي يخول لصاحبه الحديث تارة باسم شعب العراق وطورا باسم شعب الشيشان…ونسي هؤلاء ان قضية الشعب الفلسطيني في ايدي  مناضلين مارسوا العمل السياسي والعسكري لسنوات وعقود وتمرسوا على الصمود داخل معتقلات اسرائيل في النفحة وعسقلان وصحاري النقب الموحشة…هل   لنا ان نعطي دروسا في الوطنية لابو على شاهين

ولياسر عبد ربه و لاحمد سعادات. ولكايد الغول..


امرأتنا و »محنة الحجاب »: قصة حق قد ارتحل

د. خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr هذه المقامة مهداة إلى كل أخت وبنت وزوجة وأمّ، ممن أردن أن يعشن مواطنتهن كاملة بدون حيف أو نقصان، في البيت والشارع وفي قاعات الامتحان، ممن آمنّ بأن الحرية كلّ لا يتجزأ، وليست حكرا على السجّان، ممن أوذين فصبرن واخترن حب الأوطان.. جاءت على استحياء تجري…نادت بصوت جهوري… مالي وما لقومي؟.. ماذا أفعل بحريتي؟… كيف أعيش غربتي بين أهلي وعشيرتي؟، كيف أعيش إنسانيتي قبل أنوثتي؟.. كيف أمثل ذاتي بذاتي لذاتي؟… ماذا أفعل بأمر ربي؟ * قيل لي: حريتك يا سيدتي في إطالة أظافرك، في تسويد بشرتك، في تخفيف ثوبك،… حريتك ياسيدتي، في الثورة على قيمك، في منازلة أمسك ويومك، في مواجهة تاريخك..! * قلت : أين فكري، أين رأيي، أين إرادتي؟ * قالت : أنت في عقلك نقصانْ…وفي دينك هذيانْ…، ألست ترين أن النساء في كل واد هائمات، وعلى كل ساع مقبلات؟ * قلت : رويدا رويدا يا صاحبتي، أليس مبدؤك الخيار ، وحريتك انتصار، ودعوتك حوار؟… ألم تدفعيني لحمل مصيري لوحدي، أن أشق طريقي بالعقل قبل النقلِ؟ ألم تنفثي في ذاتي، أن جدتي..، قد ماتت ولم تعرف غير سقيفة الدارِ، أو يد السقاء أو صيحة البقال والجزارِ… ماتت ولم تعرف غير البؤس والاحتضارِ، عاشت وماتت ولم تر حاسوبا ولا نقّالا ولا خليلا في الحسبانِ، مسكينة جدتي لم تعرف يوما حياة بالألوانِ!. * قالت : صدقت يا فتاتي، فأيامنا كانت ليالي، وجدّاتنا جواري، حياتنا مرارة، وأحوالنا حيارى، شمسنا قد غربت وشموس الناس مشرقة، أوراقهم قد نصعت وأوراقنا مبعثرة..، لن نعود إلى عالم الإحساس إلا بعد أن نعلن الإفلاس، ولن نقف على الصواري إلا بعد إعلان الطواري..، ولن نكون من الأطراف، ولن نقف على الأعراف، ولن نبن الهوية، إلا بعيدا عن المرجعية، وسوف نملأ الدنيا بالزغاريد، يوم الثورة على التقاليد، ولن نلمس القمم إذا لم نزعزع القيم، ولن نكون من أهل الزمان إذا لم نتبع بني « علمان »، ولن نلج الباب إلا بتمزيق الحجاب! * قلت : ليست كل التقاليد هباء، وليست المرجعية خواء، ولكن علت تقاليد السؤدد أيام المجد والعلى، وسقطت أيام الذل والبلى، فكانت الظلمات والكتب الصفراء، والدين منها براء. وطالنا ما طال الأوطان، من بخس وهوان. * قلت : حجابي يا سيدتي كان كلمة حق وتنفّس، غابت في ركام الجور والطعن والتوجّس..، كان خيارا وحرية، تجاهلته أصوات النضال والوطنية، وجعلوه طائفية وحزبية… حجابي يا ابنة قومي، هوية، حجابي مرجعية، حسبه آخرون، ضرب لكرامة المرأة ودونية..، وكانت البليّة! حجابي يا أخت الوطن، صرخة ضمير حي أفتى بأن المرأة كيان، لا يجب زجها في غيابات الظلم والتعسف والهوان، ولا قبرها خارج الزمان والمكان… في دهاليز البيوت المظلمة، والأركان المزعجة، بعيدا عن أحوال الأشخاص والشأن العام والخاص… حتى قيل، وما أتعس المقيل: « رحم الله عهدا كانت المرأة تخرج فيه مرتين، مرة عند التحاقها ببيت زوجها، ومرة عند لقاء ربها »!!!… حجابي كان عصيانا مدنيا صامتا ضد حلقات جائرة وأقوال حائرة، ضد أيام هابطة وعادات ضاغطة، ضد حضارة منتكسة واجتهادات مفلسة، كرستها عقول ملوثة وعقليات جامدة، غاب فيها الفقهاء والعبّاد حينا، والساسة والقضاة أحيانا، وغابت فيها ذواتنا… حجابي يا أمة الله عبادة، ولبسه جلادة، وحبه سعادة… سعى أصحابها لتخليق القول وتعبيد الفعل، حتى يلتقي الظاهر بالباطن، والمستور بالمنشور، وحتى تستوي النوايا والأفعال وتنقشع القشور… حجابي كان قيمة زمن ضاع بين الاستكانة والاستعباد، والترهل والاستبداد!…ظننا السواد قد انتهى، والجور قد فنا، نبذنا الشيخ والمريد وحلمنا بالعهد الجديد، وإذا بالصواعق تزداد، والقصة تعاد، ويرتج البيت والأركان، وتمطر السماء حيّات وعقربان، وتنتهي أسطورة حقوق الإنسان! *قالت : مهلا، مهلا يا فتاتي، ولكن في حجابك مباهاة وعدوان، حجابك نزوة شباب وسلوان، وهو لاستعبادك رمز وبرهان، ولخضوعك بطاقة وعنوان، فأين أنت كإنسان؟ *قلت : فما هي حقوق الإنسان؟ حقوقي يا سيدتي ليست في أكل وشرب وجفنة وفنجان، فمن كان همه في بطنه فقيمته هوان، ولكن حقوقي ككل إنسان، غرّبت ضفافه أو شرّقت للعيان : حرية وكرامة وميزان! حجابي يا أختاه، وطن… أغار عليه حاضرنا في ساعة من نهار، دون إذن ولا استفسار، في غفلة عقل وغفوة نقل، بأيد صديقة أحيانا وعدوة أحيانا أخرى…وها أن بلدان الثورات الحقوقية، وأصحاب الدروس الإنسانية، قد أسقطوا القناع، ودخلوا في الصراع، وسلّوا سيف القانون، ورأوا الحجاب عدوانا وجنون..، ولم يبق غير الله ملجأ لحرية مسلوبة، وعقول معطوبة، وأفكار منكوبة، وظلم بوّاح، واعتداء وجور وصياح. هذا خياري يا سيدتي وسأدافع عن حقك في الخيار… هذا مشوار حياتي فأين حق الجوار؟؟؟ هذه أوجاعي، أوجاع وطن جريح، هذه آهاتي، آهات فداء ذبيح. لن نبكي يا ابنة الوطن ولن نخنع، لن نركع ولن نخلع، لن نطأطئ ولن نرقع. رغم الجور والعداء، رغم التعزير والبراء، رغم العنت والنصب والبلاء… لن نضع الحجاب، ولن نغلق الأبواب. لن نقبّل الأقدام، ولن نكون من العوام. سنرفع النواصي عالية، من فوق الأجسام البالية. سنظل وقوفْ، في أول الصفوف، في الطريق المخوف، رغم ألسنة السيوف، رفضا للمنكر وعونا للمعروف! سأنادي من فوق ربوتي، من أعلى صومعتي، في صحن مسجدي من فوق مهدي ومن تحت لحدي… أننا ثابتات، أننا صامدات، أن الظلم ظلمات..، وأن الفجر مهما طالت ليلته، واشتدت عتمته، فهو قريب قريب، فطوبى لمن ثبت وهو في وطنه غريب، وأمر قومه عجيب، وعند ربه حبيب حبيب! طوبى لمن ثبت وحياته كروب، وماله مسلوب، ودمه مطلوب، وجسده معطوب، وطريقه دروب… قولوا ليوسف في بئره، وليونس في حوته، أن الفجر قد لاح، وانتهى الصياح..، أن البئر قد رُدِم، وأن الحوت قد سئم، وأن الرب قد علم..، وأن الأمر قد نزل، والبلاء قد عزل..، سنرفعكم يا أيها الأزواج من وراء السياج، وسنحملكم ياأيها الرفاق، على القمم والأعناق… كنا الشقائق في الأتراح ونكون الشقائق في الأفراح، كنا لكم سندا ولأطفالكم مددا..، جاعت الذرية وعظمت البلية… ما ساومنا وما غيرنا، ما ركعنا وما وليّنا، ما سكنّا وما اعتدينا..، ثبتنا وراء الأبواب وغاب الجواب وتمسكنا بالحجاب، وانتظرنا الأحباب. هذه يا ابنة بلدي قصتي، وما أخالها قد انتهت، قصة عرس لم يكتمل، قصة رأي لم يُحتَمَل، قصة وطن قد ارتحل!!! )المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي   (www.liqaa.net

 


جـواز السّفـر

يا سادتي حكايتيغـريبــــه   غـريبـةكغـربتي .. وغـربة الحبيبــه   كغـربة الأب عـن الوطـن   وغـربــة الزّمــن   هل يعـلم الحضــور؟   كم يا ترى سنّي من العـمر؟   فيما أتى من الشّهور   شهرينبالكثير

حكايتىابتدت يا سادتي الأفذاذ   بأن أردت أن أعـود للبلاد   لرؤية الأحباب والأجداد   فجدّتي في البيت تنتظر   وجدّيَ الذّي ينام بعـد أن يقبّــل الصّور   في الصّبح قبلة.. وفي المساء   في الظّهر قبلة.. وفيالعـشاء   كذلـــكالسّحــر   خؤولتي .. عـمومتي.. أبناؤهم   فالكـلّينتظــر   على أحرّ من جمر   وكان شوقي للبلاد .. كشوقهم لرؤيتي   ورؤيــةالعـبــــاد   لكن, لكي أعــــود   لا بدّ من جــواز للسّفر   لأنّني لا أستطيع أن أجاوز الحــدود   بدوندفتر مليئ بالختوم والصّور   صحبت أمّي كي أهيّئ الجواز للسّــفر   لكنّهم تأسّفوا وقالوا إنّنيخطر   تعجّبت أمّي وقالت إنّـه طفـل بريء   براءةالملائكه   قالوالها: فلتسألي أباه.. فإنّه السّبب   بأن حرمه من السّــفر   وأن يستخرج الجواز للسّـفر   لو أنّه يسوّ وضعه بأن يتوب   فيغـفر الرّئيس ما أتى من الذّنوب   وهكذا يكون الحقّ للصّغـير في السّــفر   وبعـدها قرّرت أن أقابل السّــفير   فإنّـــه جد يـر   بأن يحلّ المشكل الخطير.. وثيقةالسّــفر   لكنّهم تعـلّـلوا بأن لديه شغـله الكثير   وأنّ هـذه الأمـــور   خارجةعـن أمر سيّدي السّـفير   فلتـنـتظـر شهـرين أو ثلاثـة بل قل شهور   لكنّـني صمّمت أن أقابل السّـفير   لكنّهم تعـلّـلوا بأنّـنيصغـير   وزد عـليه أنّـني خطـير   لذ لكم تأخّرت وثيقــة العـبور   ألم أقللكم يا سادتي الكـرام   بأنّقصّـتي غـريبــه   كغـربتيوغـربـة الحبيبــه   فلاالّـذين فـوق أرضهم وُلدتُ   صرّحوا ليَ الجواز بالسّـفر   ولا الـّذين أنتمي لعـرقهم وينهم   أعـطـونني وثيقـة السّـفـر   فأين يا تـرى المفــر؟   وجدتـنيمعـلـّـقا ما بـين الأرض والسّماء   لا أنتمي لهؤلا ولا أُلاء   لم يبق لي سوى ربّ السّماء   هو المنى في غـربتي هو الرّجاء   وآخر الكلام .. يا سادتيالكرام   تعـطـّـلت وثيقة السّـفر   لأنـّـني عـلى البلاد مجرم خطـِر   فهلسمعـتمُ يا سادتي عن مجرم خطير؟   وسنّـه أقـلّ منشهـور   فكيف يا ترى لو أنّـه كبـير؟   متى ترىأُعـطى جوازا للسّـفر؟   لكيأعـود للوطن   حتى أرى جدّي وجدّتي ..عـمّي وعـمّـتي   خـالي وخـالتي وكـلّ الأقـرباء   وأمش فوق أرض موطـني الحبـيب   وأصعــد الشّجـر   فهـذه يا سادتي حكايتي مع وثيقـةالسّـفر   حكايــة الفـتى الصّغـير   وسنّـه أقـلّ من شهـور   و جهـة الميـلاد : ليس لـه مقـر   وثيقــة السّـفر : مـازال ينـتظـر

الإمضاء:

زين الدّين الوسلاتي

تاريخ الميلاد: 1 أفريل 2006 ابن لاجئ سياسيبباريس الأخضر الوسلاتي


ست سنوات من الانتظار

بقلم حاتم عمران

منذ ست سنوات وتحديدا يوم 8 جوان 2000 قام الزميل محمد الجعايبي منشط صحيفتنا الالكترونية بالتقدم بتصريح إلى وزير الداخلية قصد تمكينه من الوصل القانوني الخاص ببعث صحيفتين أسبوعيتين وهما « الجريدة » و »Le Journal« . ولكن للأسف وإلى يومنا هذا لم يحصل زميلنا بعد على ذلك الوصل بالرغم من أن القانون واضح وصريح حيث يقر بأوتوماتيكية التحصل على ذلك الوصل بالنسبة للباعثين.

وفي جوان 2005 وبالرغم من خيبة أمله فإنه لم يفقد الصبر حيث قرر تشجيع السلط على تمكينه من « وصله » بتقديمه لمحتوى على شبكة الانترنات مطابع لتوجهات مشروعه الصحفي فعمد إلى إعلام الجميع من حوله قائلا : « يوم 7 نوفمبر  2005سأكون على الانترنات ».

نفذ حر ما وعد ! ويوم 8 نوفمبر ظهرت الصحيفة الالكترونية على الانترنات في شكل صفحة الاستقبال الخاصة بها علما وأن المحتوى الأول للصحيفة وقع نشره يوم 16 نوفمبر أي يوم انطلاق المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس.

واليوم بينما قام زميلنا كالعادة ببعث رسالة تذكير إلى وزير الداخلية والتنمية المحلية فإننا نقترح عليكم فيما يلي المداخلة (*) التي قدمها في معهد الصحافة وعلوم الإخبار وذلك في إطار الندوة التي نظمت يوم السبت 21 جانفي 2006 حول « الصحافة الالكترونية في تونس : المستعمل والتطبيقات ».

(*) انظر القسم الفرنسي من العدد

(المصدر: مجلة « لوجورنال » الألكترونية، العدد 30 بتاريخ 10 جوان 2006)


القناة الوطنية

هـذه خـطـوة…

بقلم: جمال العرفاوي

الملف التلفزيوني الذي عرضته القناة الوطنية ليلة الثلاثاء (6 جوان 2006، التحرير)، حقق أهدافا كثيرة ولعل من أبرزها أنه استطاع أن يشرح النظام الجديد في التعليم العالي وهو نظام « إمد » الذي أسال كثيرا من الحبر طوال الأسابيع والأشهر الماضية.

فحضور الوزير شخصيا وصحفيين أبديا قدرة على فهم الموضوع وبالتالي طرح الأسئلة المهمة التي هي بالأساس أسئلة رجل الشارع، جعل المتفرج يتابع « القضية » باهتمام لأنه ليلتها استمع إلى حوار حقيقي بعيدا عن لغة « تصديقا لقولك » و »مثلما تفضلت » و »يبدو أن » وهي جمل ومفردات تفرغ أي حوار من محتواه، وتنفر المتفرج وتبقي على حيرة المواطن.

قضية « إمد » طرحها في الشارع التونسي ليس بالسخونة التي تطرح بها قضايا مثل قضية الرابطة التونسية لحقوق للدفاع عن حقوق الإنسان أو المعهد الأعلى للمحاماة، ولكن « إمد » إذا ما أحطناها في حلقة الصمت يمكن أن تتحول مع مرور الأيام إلى ملف ساخن يتناسل فيه سوء الفهم والمزايدة وتصفية للحسابات لا تفيد المواطن العادي في شيء.

ولكن طرحها الآن وفي وضع عادي كان خيارا صائبا وكذلك اختيار المتحاورين كان صائبا هو الآخر.

علينا أن نتعلم أن النقد والحوار الصريح هما سمتان إيجابيتان للبناء وتجاوز العثرات، والإشارة للأخطاء في إبانها يريح الجميع من عناء المواجهة وإضاعة الوقت. فالتعامل مع الملفات الوطنية من زاوية حسن النية والصالح العام يجب ألا يكون من منطلق ردة الفعل، بل المطلوب –وهو ما بدأنا نلمسه الآن– المبادرة ثم المبادرة، فالإعداد الجيد والحرفية.

ويتطلب هذا الأمر أن يكون معد الملف مطلعا على كل شاردة في القضية التي يطرحها، أما المحاورون الآخرون الصحفيون بالأساس، ألا يكونوا ديكورا يحركون رؤوسهم بالإيجاب أمام المسؤول، أما هذا الأخير فإنه مطالب بالرد على الأسئلة دون غموض ودون اللجوء إلى مفردات عفا عليها الزمن، تصيب المتفرج أو المستمع بالصداع، الحجة هي الفيصل في مثل هذه الملفات والإقناع هو الوسيلة وخدمة المصلحة العامة هو الهدف.

وأخيرا فالمطلوب اليوم من القائمين على إعداد ملفاتنا الحوارية في قناتنا الوطنية أن يعودوا إلى تقييم حلقة يوم الثلاثاء الماضي للتعرف على نقاط القوة فيها ورصد الأسباب التي جعلت من المتفرج يهتم بها ويتابعها إلى حين صعود « الجينيريك » الختامي على شاشته.

(المصدر: مجلة « لوجورنال » الألكترونية، العدد 30 بتاريخ 10 جوان 2006)


حزب في إجازة

بقلم: أبوبكر الصغير

باللّه عليكم، هل سمعتم يوما، أن حزبا أو منظمة أو حتى جمعية دخلت في إجازة ؟ هل سمعتم أن حياة سياسية أو اجتماعية أو جمعياتية في بلد ما يعيش حراكا دائما دخلت في راحة موسمية ؟ هل سمعتم مسؤولا اتخذ قرارا بغلق ادارته وقال إنه دخل في عطلة ؟ فرضا لو كان هذا المسؤول أراد أخذ نصيب من الراحة والاستجمام، هل يمكن أن يفعل ذلك على حساب مصالح المواطنين ورواد إدارته ؟

عندما قرأت بلاغ السيد منير الباجي قبل أيام، لم أصدق، التمست لنفسي بعض الأعذار كإصابتي بإرهاق شديد نتيجة هذا الماراطون اليومي من العمل أو بفعل عودة الحرارة، بعد أن غالطنا الطّقس وظننا أن أيام الشتاء عاودها الحنين وأطلّت علينا من جديد لكن بعد التأمل والتثبت، تأكدت أن ما أطالعه صحّ الصّح وأن السيد رئيس الحزب الاجتماعي التحرري اتخذ قراره التاريخي، لا أدري هل  بعد مفاوضات أو استشارات أو تفكير معمّق أو حتى ثمرة وحي جديد نزل عليه في إحدى اللّيالي ماذا يقول بلاغ الباجي؟ سأنقل بالحرف الواحد ما جاء فيه من كلمات قررت وأعلن أن يدخل المكتب السياسي بمعنى الحزب في اجازة وسأنصرف كليا الى الاعتناء بالتزاماتي المهنية ؟ بقيت الجملة غير مفيدة، فالباجي لم يوضح كم ستدوم هذه الإجازة أسبوعا أم أسبوعين أم ثلاثة أم حتى شهرا… ولم لا سنة كاملة ؟ وما هي الالتزامات المهنية الملحة والمهمّة جدا للسيد الباجي لكي يتخذ مثل هذا القرار التاريخي خاصة والمعروف عنه أنه يملك مكتب محاماة ونحن على أبواب عطلة قضائية ؟

بداية لابدّ من فهم خلفيات هذا القرار، فمن الواضح أن السيد الباجي لم ير طريقة مجدية للخروج من مأزق وضع نفسه فيه أفضل من الهروب مرة أخرى الى الأمام كما هو معلوم كان قبل فترة تمرّد عليه أغلب أعضاء المكتب السياسي لحزبه وشكلوا لجنة عرفت بمجموعة السّبع دعت الى مؤتمر استثنائي لم يجد رئيس الحزب صيغة مواجهة معها بعد أن كشف المستور فارتأى الدخول في نوع من المصالحة تمخضت عن اتفاق أو قرار عودة الجميع الى صف الحزب ولمّ شمل الأسرة التحررية كان المستفيد والرابح الأكبر من هذا التطور الجديد السيد بوجمعة اليحياوي الذي أصبح على قناعة بأن المسؤولية الأولى في الحزب تنتظر من يتولاها خاصة بعد هذه التطورات الداخلية والتي لا يمكن إلا أن يصنف بعضها في خانة المنوعات أو طرائف الأنباء بالفعل فقد أصبح السيد اليحياوي -وهو الخبير في الرياضات البدنية- يجوب البلاد طولا وعرضا، من أجل تعبئة قواعد الحزب لصالحه، يبدو أن السيد الباجي تفطّن للأمر وأدرك هذا المشروع، فعوض أن ينكب على إصلاح ما يمكن إصلاحه داخل الحزب ويتفرغ الى عملية ترتيب البيت من الداخل، بعد أن أحاط بنفسه بكل المشروعيات السياسية والقانونية والتاريخية وحتى الأمنية التي تضمن بقاءه بل حتى استمرار رئاسته للحزب، لم يجد صيغة أفضل من هذا التمشي والموقف المضحك المبكي والمؤلم كذلك، بأن يضع حزبه بل الأصح تنظيما سياسيا وطنيا كاملا قائما على الساحة يعدّ رقما ضمن المعادلة السياسية الحالية وبنزوة شخصية منه… في الفري ولا أعتقد أن في زمننا هذا، وفي ظلّ هذا المخاض الذي بات يعيش على وقعه الشأن السياسي بشكل عام، مازال هناك من يقبل بهذه المواقف والسلوكات، فالأحزاب هي هياكل وأطر شعبية وكذلك عنوان لحالة تعددية سياسية قائمة بالبلاد ارحمنا يا سي منير الباجي وكفانا هذا المسلسل الذي لا يليق بأحد أختم بهذه الطّرفة. سألت معلّمة مرّة تليمذاتها ما هو في رأيكم أخطر شيء في السيّارة ؟ أجابت إحدى التلميذات الشاطرات « السّائق يا سيّدتي ».

كلمة النّهاية : إذا لم تستطع أن تقود نفسك… لا فائدة في أن تحاول أن تكون قائدا للآخرين.

(المصدر: مجلة « لوجورنال » الألكترونية، العدد 30 بتاريخ 10 جوان 2006)


 

«لا يستوي الظل والعود أعوج»

بقلم الأستاذ: جلول الجريبي ـ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ان الحركات الاقصائية المنسحبة من العصر. الجاذبة الى الوراء باسم الحفاظ على الهوية ونصرة الدين، كانت وستبقى من أخطر الظواهر التي تعرقل مسيرة المجتمعات وتنخر كيانها وتهدد امنها واستقرارها. بما تسعى اليه من محاولات لفرض ذاتها بطرق غير مشروعة كبدائل احتجاجية توظف الدين من خلال التأويل المتعسف لنصوصه والقراءة الاسقاطية لتاريخه. في مصادرة صارخة للعقل وملكاته، ورفض قاطع للاختلاف والنسبية وايهام فاضح بالاطلاق وامتلاك الحقيقة. لقد  اثبتت الاحداث ودلت الوقائع على ان هذه الحركات لا تنخرط في قيم ولا تؤمن بدين، سوى المصالح الآنية والاغراض السياسوية، وان ادعياءها بارعون في اختلاق الاكاذيب وابتداع الاراجيف والتخفي وراء الاشاعات والدعايات، والمزايدة على الضمير الشعبي، بحثا بكل الطرق عن المناصرين ولو كانوا من زمرة الشياطين، وسعيا بشتى الوسائل الى فرض «مشروع» كلياني ظلامي متناقض في شكله ومضمونه مع السيرورة الطبيعية للمجتمعات البشرية، فهل اعمت الاطماع عيونهم وغيبت النزوات عقولهم فلم يروا تلك المكاسب العديدة والمتعددة التي تحققت في كل مجال وفي المجال الديني بالذات خلال سنوات التغيير خدمة للاسلام الحنيف وتكريما لاهله والقائمين عليه ودعما لهياكله ومؤسساته مما ثبّث مقومات الشعب التونسي دينا ولغة وتاريخا، واصل ذاته في تراثها الثري ومخزونها الزكي، وحصّن مجتمعه ووطّد انتماءه الى هويته وجذّره في قيم دينه ومبادئه، ومكّنه من التناغم مع محيطه والتفاعل مع مستحباته والاسهام الفاعل والايجابي في بناء الحضارة الكونية الانسانية، بعيدا عن الاحساس بالغرور والنرجسية او الشعور بالتهميش والدونية. الحقيقة انهم كما يفعلون دائما تعاموا عن ذلك قصدا  للتآمر سرا وعلانية على المكاسب الوطنية المتلاحقة، املا يائسا في ارباك المسيرة التنموية الموفقة، وعزما فاشلا على مواصلة المحاولات البائسة لنسف امن المجتمع واستقراره، شعارهم الوحيد والاوحد «الغاية تبرر الوسيلة» لذلك تحالفوا مع من يعلمون انهم لا يخفون عداءهم للدين وكراهيتهم واحتقارهم للمتدينين المؤمنين، بان اشتركوا معهم في استنباط اكاذيب باطلة واراجيف هابطة تستهدف ادخال البلبلة في صفوف التونسيات والتونسيين باعتبارها تمس معتقداتهم وتستثير مشاعرهم، لانهم يعلمون ان الدين هو الوسيلة الاكثر اغراء والايسر توظيفا في حلبة الصراعات السياسية بعد ان اعيتهم الحيل وباءت جهودهم بالفشل وسُدّت في وجوههم ابواب الاستجابة لمواعظهم الكاذبة ونصائحهم الخادعة. فبعد الترويج لاشاعات سخيفة مفضوحة حول الحياة المدرسية والجامعية والقول باعتزام زيادة ساعة الى التوقيت الرسمي وربط هذا الزعم الواهن بتأخر صلاة العشاء الى حدود منتصف الليل، وبعد تكذيب الواقع لما اختلقوه من اشتراط اداء الخدمة العسكرية لاتمام عقد الزواج طالعنا هؤلاء المرضى في الايام الاخيرة بما يؤكد مرة اخرى افلاسهم التام وفشلهم الكامل، بان قالوا «ان ارتياد المساجد والجوامع في تونس اصبح خاضعا للاستظهار ببطاقة مغناطيسية» وهي الاكذوبة العارية التي تم الترويج لها منذ نحو اربع سنوات وقد سقطت كما سقطت اليوم في آذان صماء لا تسمعها ولا تعبأ بها لان الواقع يكذبها والحقيقة تدحضها. وعملا بهذا الشعار: (الغاية تبرر الوسيلة)، وسعيا الى مغازلة مجموعات في الخارج  معروفة بالتطرف ومحاولة استمالتها واستجلاب عطفها بدعمها واستثارتها ضد هذا البلد الآمن الضارب في اعماق التاريخ المتجذّر في هويته، المعروف بمجده التليد الذي اثراه عهد التغيير واكسبه بريقا خاصا وحضورا متميزا، ايمانا من صانع هذا العهد المبارك السعيد سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بان الخصوصية يمكن ان تكون عامل اثراء وباعثا على الاخذ والعطاء، روّج هؤلاء الحاقدون على الوطن والشعب لكذبة جديدة تقول انه تم تدنيس القرآن الكريم في أحد السجون التونسية. وقد فنّد ذلك تحقيق قامت به جهات معينة، كشف مرة اخرى خيوط اللعبة وخلفيات الاشاعة وخبث النوايا من خلال المحاولات اليائسة البائسة دوما لتوظيف الدين وتحويل الاختلاف السياسي الى حلبة الصراع المحموم على الكراسي واللهفة الجامحة وغير المشروعة على السلطة خارج الاطر القانونية المنظمة لها والتقاليد والاعراف التي تحكمها والمتعارف عليها. يبقى التنبيه مطلوبا، والتأكيد ضروريا على ان هذه الحركات الباطنية التي تثبت دينين دينا ظاهريا مسطحا يتخفى وراء مبدإ التقية التي هي عندهم الكذب المباح والنفاق الصراح، ودينا باطنيا مؤدلجا جوهره التوق الى السلطة باي ثمن والاستسلام الى الاهواء والنزوات بغير جد واستغلال الدين وتوظيفه بدل خدمته والذب عليه، ستبقى هذه الحركات من اخطر الظواهر التي تتهدّد المجتمعات التي تراها خارج مشروعها «الكلياني اللاتاريخي» الذي لا يسعى الى البناء بقدر سعيه الى هدم ولا يؤمن بالحياة بقدر ايمانه بالموت، والذي يتوق الى الفتنة والصراع بدل توقه الى الامن والاستقرار مما  يستوجب اليقظة الدائمة والوعي الدائب والحذر  المستمر ويحتم دوام وحدة الصف وتراص الصفوف وتظافر الجهود والتصدي المشترك دون توان او فتور لخططها الجهنمية وحيلها الشيطانية وشرها المستطير الذي يستهدف كل مؤمن مستنير ووطني غيور ومحب للخير والسلام والامن والوئام، ذلك انه لا يستوي الظل والعود اعوج؟؟ (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 10 جوان 2006)


بن ضياء يتحدث عن المحاماة والإشاعات والاضرابات

* تونس ـ «الشروق»:

بكثير من الصراحة تحدث مساء أمس الأول السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الدولة الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أمام عدد كبير من التجمعيين بمنطقة باردو.

المناسبة كان فضاء للحوار نظمته لجنة التنسيق للتجمع بباردو وحضره السيد منذر الفريجي والي تونس.

صراحة السيد عبد العزيز بن ضياء تفاعلت معها القاعة التي غصت بالحاضرين وتحدث على امتداد حوالي ساعتين عن مواضيع وملفات تشغل بال الساحة السياسية في تونس كاشفا الخفايا والتفاصيل مؤكدا أنه لا وجود لمواضيع محظورة في تونس وداعيا إلى التمسك بالثوابت. وخلال ردّه على أسئلة واستفسارات الحاضرين في فضاء الحوار تحدث بن ضياء عن المحامين وعن الاشاعات وعن الاضرابات وعن سلوكيات صارت تميز المجتمع التونسي.

وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الدولة خاطب التجمعيين ودعاهم إلى التمسك بالثوابت ومواصلة العمل والتحرك من أجل تونس وطن كل التونسيين مؤكدا على ضرورة الوعي بالرهانات المطروحة على الصعيد الاقتصادي.

* تغطية سفيان الأسود

بثقة كبيرة قال السيد عبد العزيز بن ضياء الوزير المستشار لدى رئيس الدولة الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أمام فضاء الحوار الذي نظمته لجنة تنسيق التجمع بباردو مساء أمس الأول «إننا في تونس نحمد اللّه لأن رئيسنا بن علي ولأنه يقود تونس وشعبها.

بن ضياء أكد ان الرئيس بن علي يعمل يوميا ويفكر في كل لحظة بالملفات التي تهم كل التونسيين وفي مقدمتها ملف التشغيل وملف المحتاجين.

وبتأكيد شديد قال بن ضياء أن ملف التشغيل رهان مطروح على كل التونسيين وأن رئيس الدولة وضعه في أولى اهتماماته وبشكل يومي حيث يعرف سوق الشغل سنويا في تونس تدفق 60 ألف حامل شهادة عليا جديد.

ودعا بن ضياء شعب التجمع إلى تبني عدد من خريجي الجامعة ومساعدتهم على التفكير في بعث مشاريع على أن تتولى الدولة تمويلها مؤكدا على الدور الكبير الذي يلعبه التجمع في المجتمع التونسي.

كما دعا بن ضياء كل رجل أعمال تجمعي إلى التضحية وتشغيل صاحب شهادة عليا اضافي وذلك للمشاركة في المجهود الوطني للتشغيل ومساعدة آلاف الخريجين على العمل.

* محاماة

موضوع المحاماة كان من بين المواضيع التي تم الاستفسار حولها وتولى السيد عبد العزيز بن ضياء بصراحة كبيرة الرد عليها كاشفا التفاصيل والخفايا.

وقال بن ضياء أن قطاع المحاماة شهد للأسف في الأيام الأخيرة أمورا خارجة عن المنطق وما حدث لا يعد منطقيا بالمرة وذلك أقل ما يقال فيه.

وبين بن ضياء أمام فضاء الحوار الذي احتضنته مساء أمس الأول منطقة باردو أن لجنة مكلفة الآن بملف التغطية الاجتماعية للمحامين وأنه يتعين على المحامين تقديم اقتراحاتهم وتصوراتهم حتى يقع دراستها لكن هذه الاقتراحات لم تصل إلى حدّ الآن إلى اللجنة وهي في انتظارها لدراستها والنظر فيها واقرار تغطية اجتماعية لكل المحامين.

وبين بن ضياء ان الرئيس بن علي حريص كل الحرص على دعم دور المحامي وأنه منذ 7 نوفمبر 1987 عرف ميدان المحاماة اصلاحات متواصلة ومتتالية وتم توسيع تدخل المحامي كلما اقتضى الأمر ذلك.

* اشاعات

وبخصوص بعض الشائعات التي صارت تطلق في الآونة الأخيرة قال بن ضياء «لابد من التأكيد لكم أنه يوجد لدينا موروث في مجال اطلاق الاشاعات»،

وقال بن ضياء ان هناك مجموعة من المفسدين في الدين قالت ان الدخول إلى المساجد في تونس يحتاج إلى بطاقة مغناطيسية.

وبين السيد عبد العزيز بن ضياء أن هذه الاشاعة كان تم اطلاقها في سنة 2002 ثم عادت الآن ليتم تداولها في بعض الصحف العربية والاسلامية.

ووصف بن ضياء هذه الاشاعة بالمضحكة وأنها لا تحتاج حتى إلى الرد عليها مؤكدا أن بعض الصحف التي رددتها لم تتول حتى التثبت والتحري فيها.

وحول اشاعة تدنيس المصحف الشريف بيّن السيد عبد العزيز بن ضياء أن هذه الاشاعة أوردتها احدى القنوات استنادا إلى بيان صدر عن رئيس فرع الرابطة في بنزرت وقد تولت تلك القناة نشره دون التدقيق فيه والتحري حول صحته والبحث متواصل الآن بخصوص هذا الأمر وان رئيس فرع الرابطة الذي أصدر البيان هو الآن في حالة سراح.

وبين بن ضياء أن اطلاق مثل هذه الاشاعات يأتي لتحريك العواطف وأن الشائعات وباء تصاب به الشعوب مؤكدا أن اطلاق مثل هذه الاشاعات في تونس يعد عيبا كبيرا فتونس بلد مسلم يقدّس فيه الدين وأن الاسلام دين تفتح.

واستغرب بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الاهتمام باطلاق مثل هذه الاشاعات في الوقت الذي يجب فيه أن ننطلق للعمل لكسب التحديات والرهانات المطروحة أمامنا محذرا مما أسماه بعجلة الدهر.

وأعطى بن ضياء مثالا على تلك التحديات ومنها القوى الاقتصادية الكبرى القادمة وأهمها الصين والهند حيث ستكون المنافسة شرسة في مجالات كثيرة مما يؤكد صعوبة الظرف القادم.

وقال انه بالرغم من كل هذه التحديات والرهانات المطروحة خاصة في مجال المنافسة فإن العمال في تونس يتمتعون ويحصلون على كل حقوقهم مؤكدا ان الحق النقابي في تونس يقع احترامه ورئيس الدولة حريص على ذلك.

وبين بن ضياء ان ارتفاع سعر برميل البترول بدولار واحد يكلف ميزانية الدولة 30 مليارا من المليمات وهو ما يتطلب منا العمل وتنمية الانتاج لمجابهة التحديات القادمة.

* اضرابات

وردا حول استفسار بخصوص بعض الاضرابات التي عرفتها بعض قطاعات التعليم قال وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الدولة ان الاضرابات التي نفذت لم تتجاوز الأربعة الأيام طيلة السنة وهو أمر لا يمكن له أن يخل بالتدريس كما ان كل البرامج الدراسية تم استكمال تدريسها في الموعد المحدد لها.

وقال ان عدد ساعات الاضرابات لم يتجاوز عدد ساعات الاضراب في السنوات السابقة.

وعرج بن ضياء في حديثه على ظاهرة الدروس الخصوصية التي يقوم بها بعض المدرسين مؤكدا ان هذه التظاهرة توجد في أغلب الدول لكن الفرق أن معاليم هذه الدروس تخضع في دول أخرى للجباية وهو ما لا يتم في تونس داعيا كل شرائح المجتمع إلى القيام بواجبهم نحو الجباية وخاصة نحو البلديات حتى يتسنى لها القيام بدورها.

* صدق

وقال بن ضياء أمام المواطنين والاطارات التي حضرت فضاء الحوار «إننا نخاطب التجمعيين بالصدق وندعوهم إلى العمل وتحمل مسؤولياتهم في كل الهياكل».

وأضاف: «ان الآوان في التجمع إلى أن نطرح على أنفسنا الأسئلة الحقيقية ونتحاور بكل صراحة ولا توجد لدينا محظورات بل توجد ثوابت».

(المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 10 جوان 2006)


الفنّان المسرحي توفيق الجبالي:

أنا فنّان حرّ ولست معنيا بالتلفزة ولا بالمسرح الوطني ولا بالمهرجانات الصيفية

تونس ـ الصباح

عاد مؤخرا الفنان المسرحي توفيق الجبالي من بيروت حيث نزل ضيفا مسرحيْ «مونو» بادارة الفنان بول مطر، و«مسرج دوار الشمس» بادارة الفنان روجيه عسّاف..

هناك في بيروت قدم توفيق الجبالي بمعية فرقته مجموعة عروض لمسرحيتي «هنا تونس» و«لصوص بغداد» . الصحافة الثقافية في بيروت واكبت هذه العروض وكتبت عنها باسهاب فيما يشبه الاحتفاء بتوفيق الجبالي هذا الفنان المسرحي «الذي ادهش النقاد بحرفيته المتينة في صوغ «الصور» واللغة والحوار وسيطر به المحكمة على الاحتفال  المشهدي وخصوصا مقدرته على خلق مناخات عبثية غريبة في اعماله المسرحية..» ـ كما كتب الناقد اللبناني  بيار أبي صعب في جريدة «الحياة» اللندنية.

«الصباح» التقت الفنان توفيق الجبالي فكان هذا الحوار.

***

* نحن نلتقيك اليوم سي توفيق على صفحات جريدة «الصباح» كعادتنا معك من حين لاخر وليس لانك عائد من لبنان

** أنا بدوري لم أسع الى «التعريف» لدى الجرائد التونسية بزيارتي الاخيرة الى لبنان ولا تحدثت لاحد عن سلسلة العروض التي قمت بها في بيروت لمسرحيتيْ «لصوص بغداد» و«هنا تونس».

* ولكن هذا لا يمنع من ان هناك «ظاهرة» تتمثل في ما يمكن ان نسميه بـ«الاستقواء بالاجنبي ثقافيا» لدى بعض مبدعينا في مجالات فنية مختلفة الذين تراهم حريصين فيما يشبه الهوس على الظفر بشهادات النقاد العرب والاجانب وتسجيل الحضور بانتاجاتهم خارج ارض الوطن.

** فيما يخصني شخصيا، ان يشيد النقاد العرب والاجانب باعمالي المسرحية فذلك يسعدني ـ لا أكثر ولا اقل ـ اما عما اسميته «الاستقواء بالاجنبي ثقافيا» فهذه ظاهرة قد تكون موجودة في مجالات اخرى اكثر مما هي موجودة في المجال الثقافي.

* زميلك الفنان المسرحي الفاضل الجعايبي يعرض هذه الايام على مسرح «الاوديوم» بفرنسا مسرحيته الجديدة «خمسون».. هذه المسرحية التونسية ـ مثلا ـ لم يشاهدها لا الجمهور ولا النقاد في تونس.. فهي تعرض للكرة الاولى لجمهور فرنسي وخارج تونس؟!

** اعتبر ان الفاضل الجعايبي ليس في حاجة لشهادات تأتيه من الخارج.. وهو فنان مسرحي متميز وحر واذا رأى ان لديه القدرة والنبوغ الفني اللذين يؤهلانه لمخاطبة جماهير عالمية فله ذلك..

* هل سيـــــكون لك حضور هذه الصائــــفة في مـــهرجان قرطاج ـ مثلا ـ ؟

** لا قرطاج ولا الحمامات ولا غيرهما.. هذه مسألة محسومة من زمان بالنسبة لي.. فأنا اعتبر المهرجانات الصيفية ظاهرة فوضى فنية وثقافية اكثر مما هي ظاهرة تنشيط واحياء ثقافي ـ كما يشاع ـ بل اكثر من ذلك، انا ادعو الى ان يتم التوقف لفترة عن تنظيم ما يسمى بالمهرجانات الصيفية بمختلف درجاتها وذلك حتى يتسنى التفكير  فيما آلت اليه حالها من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه!

* لماذا لا نراك كممثل في انتاجات درامية تلفزيونية تونسية؟

** من حيث المبدأ ليس لديّ اي اعتراض اذا ما توفرت العناصر الضرورية واللازمة لانتاج عمل درامي تونسي راق شكلا ومضمونا.. اما وحال التلفزة على ما هي عليه. فأنا اعتبر نفسي كفنان غير معني بالفضائية تونس 7 التي أرى ان اكثر ما تفتقر اليه ـ كفضائية ـ الصورة الجميلة والواضحة بالمعنى التقني والثقافي والجمالي التي يمكن ان ارى فيها نفسي كفنان وكمواطن.

تصوّر.. فضائية لا تمتلك صورة تلفزيونية  جميلة وواضحة!! لذلك عندما اتصل بي المنشط وليد التليلي ـ مثلا ـ عارضا عليّ تصوير حلقة لمنوعته «مدن النجوم» اعتذرت له..

*مما يعاب ـ ربما ـ على تجربة الفنان توفيق الجبالي المسرحية خاصة في اطار فضاء «التياترو» انها ساهمت في «الانزواء» بالمشهد المسرحي في تونس شأنها في ذلك شأن تجربة بقية المجموعات الطلائعية الاخرى التي اتخذت لنفسها «شركات» خاصة تنشط في اطارها

**الذي قزّم وهمّش و«انزوى» ـ لا بالمشهد المسرحي في تونس وانما بالحركة  المسرحية فيها ـ هو طرق العمل التقليدية المعتمدة من طرف مصالح سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة في التعاطي مع المبدعين والفنانين من خلال وضعها لهم جميعا في سلة واحدة.. مما أنتج «مناخا» لا يساعد على بروز الكفاءات  والمواهب.. اعطيك مثلا، هناك مسرحي شاب يدعى جعفر القاسمي، هذا الفنان الشاب ارى فيه شخصيا مشروع مخرج مسرحي كبير لو يجد من يأخذ بيه ويؤطره ويوفر له الظروف والامكانيات لكي يجرّب ويجتهد.. هذا الفنان الشاب خرّيج المعهد العالي للفن المسرحي اذهب وفتّش عنه وستجده «يكافح» ـ فقط ـ من اجل الفوز بدور في مسلسل تلفزيوني رديء، شأنه في ذلك شأن اي «ممثل» أمّي آخر من المتطفلين على فن التمثيل..

* الفنان توفيق الجبالي.. ماذا يقول بوصفه مسرحيا عن مؤسسة المسرح الوطني..

** أنا فنّان مسرحي حر.. واشعر انني لست معنيا اطلاقا لا بمؤسسة المسرح الوطني ولا بالمهرجانات الصيفية ولا بالتلفزة.

* ومحمد ادريس كمسرحي ماذا تقول عنه؟

** محمد ادريس فنان مسرحي ويبدو  ان عمله في صلب مؤسسة المسرح الوطني يحظى برضى سلطة الاشراف.

* بماذا تريد ان تختم هذا اللقاء..

** بمعلومة مهمة وذات دلالة أخصك بها ومفادها ان توفيق الجبالي كفنان مسرحي قرر ألا يتعامل مستقبلا الا مع الهواة وسيتجنب كل شكل من اشكال التعامل مع من يقال عنهم انهم محترفون!

أجرى الحوار: محسن الزغلامي

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 10 جوان 2006)


المجتمعات العربية لا تنتج سياسة بل انماطا تقليدية من السلطة

توفيق المديني (*)

قبل أن نبحث في اسباب عزوف الشعوب العربية عن السياسة، ونزوع السياسة من المجتمع، علينا أن نحدد مفهوم السياسة.

ثمة علاقة جوهرية بين العمل والسياسة، بين الانتاج الاجتماعي والسياسة، لأن السياسة متضمنة في العمل البشري والانتاج الاجتماعي بكل المعاني الممكنة للإنتاج. والمجتمع الذي ينتج السياسة ينتج وحدته الاجتماعية والسياسية. لذلك ثمة مجتمعات سياسية كما هو الحال في الغرب، وجماعات لا علاقة لها بالسياسة كما هي الأمر في العالم العربي. لأن مقولة المجتمع مربوطة بمقولة السياسة، بما هي الشأن العام المشترك بين جميع الأفراد والفئات والطبقات والتيارات، والذي هو ماهية الأفراد وجوهرهم.

السياسة إذن هي فاعلية اجتماعية ومجتمعية حرة، باعتبارها مجالاً عمومياً للمجتمع، وهي الشكل الأرقى لوحدة المجتمع الفعلية. وبهذا المعنى تختلف السياسة، بوصفها علاقات موضوعية، وحقاً عاماً، عن الايديولوجيات والنظريات السياسية بوصفها رؤى ذاتية تعبر عن مصالح هذه الفئة الاجتماعية أو تلك.

في العالم العربي يشكل نزع السياسة عن الشعب الطريقة الضرورية بنيوياً لضمان استمرار سيطرة الدولة على المجتمع في إطار وظيفتها داخل التشكيلة الاجتماعية الرأسمالية الطرفية، حيث تقوم هذه الدولة بحرب أهلية كامنة ضد افراد الشعب، الذي لا يتكون من «مواطنين أحرار ومتساوين» في نظرها، وتحط من قدر وقيمة حقوق الإنسان بقدر ما تحط من قدر وقيمة التعددية السياسية، باعتبارها دولة قانونية حيال النخبة المسيطرة على مصادر القوة والثروة في المجتمع، ودولة لا قانونية، حيال غالبية مواطنيها غير المالكين وغير المسيسين.

الحياة السياسية السليمة بالطبع، تحتاج إلى تعددية سياسية، أي إلى أحزاب سياسية متنوعة ومتنافسة ومتــــنازعة ولكنها متكاملة، بمعنى أن تنافسها أو تنازعها يحقق طبيعة الديموقراطية، إذ لا ديمــــوقراطية حيث لا حياة سياسية. ذلك أن مــــشاركة الطبقات والفئات الاجتماعية في السياسة وممارسة مختلف أشكال النشاط السياسي، تتطلبان درجة عالية من المؤسساتية الفاعلة بوصفها قنوات يتم التعبير من خــلالها عن هذه المشاركة السياسية. غير أن البلدان العربية تعاني على الصعيد السياسي من التبعية للخارج، ومن غياب المؤسسات الديموقراطية في الداخل.

فلماذا نشهد على الصعيد العربي سيرورة نزع السياسة من المجتمع بدلاً من سيرورة تسييس الشعوب العربية، والانتقال بها من نمط مجتمعي متخلف إلى نمط عصري؟

إن الذين يحاولون اليوم أن يفسروا لماذا لم تحدث ديموقراطية حتى بالمعنى الفكري، عليهم أن يدرسوا أن مفهوم السياسة بالمعنى اليوناني للكلمة هو تقليد وافد، غريب على العرب جاء يتفاعل مع تقليد «سياسي» آخر، ويتكيف مع نسيج سوسيولوجي وإيديولوجي آخر. فالثورة الديموقراطية البورجوازية في أوروبا أخذت شكل الصراع مع الكنيسة ومع الاقطاع، وكان صراعاً سياسياً واجتماعياً حاداً، بين البورجوازية الصاعدة وحلفائها من الطبقات الشعبية وبين القوى الاجتماعية المحافظة على الواقع القائم والمرتبطة بالمعتقدات الكنسية، حيث كانت السياسة تعتبر فرعاً من فروع اللاهوت، ويقول إنغلز بهذا الصدد: «بقيت السياسة والتشريع بين أيدي الكهنة، كشأن العلوم الأخرى، مجرد فرعين من فروع علم اللاهوت».

مع انطلاقة الثورة الديموقراطية البورجوازية ونجاحها في الغرب وبفعل الاستمرارية التصاعدية للطبقة البرجوازية النشيطة التي راحت تراكم تدريجياً قوتها الاقتصادية إلى أن أصبحت طبقة رأسمالية وصناعية، شهد التطور العقلاني والحضاري للغرب قفزة بنيوية كبيرة إلى الأمام، لجهة تعزيز النهضة العقلانية وحرية التفكير السائدة، وتحرير السياسة من الأوهام والمفاهيم المطلقة، وعقلنة المجتمع وعلمنته، ودمقرطة مركز القرار السياسي فيه بواسطة بناء نظام سياسي قوي قائم على أسس جديدة من الترابط السياسي لعل أهمها المؤسسات السياسية الجديدة التي تجمع بين الشرعية والفعالية ومشروعية السلطة السياسية المستمدة بكل قوة من حق التصويت العام ومن المشاركة السياسية العالية للشعب في الشؤون العامة، ومن تنظيم الانتقال السلمي للسلطة وضبط الصراع السياسي على أسس ديموقراطية.

هذه السيرورة الطويلة في تحديث السياسة لم يشهدها العالم العربي، لأن الدولة العربية المعصرنة التي قامت في مرحلة ما بعد الكولونيالية كانت تجهل وتتجاهل الديموقراطية السياسية، باعتبارها سيرورة نمو المجتمع المدني، مع فكرة الإنسان ومفهوم التاريخ والتقدم. وفضلاً عن ذلك حظرت هذه الدولة العربية ممارسة السياسة على الصعيد الداخلي، وألغت حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن، علماً أن هذه الأخيرة هي التي تنتج حرية الفئات والطبقات الاجتماعية والأحزاب والحركات السياسية المعبرة عنها وليس العكس، وهي التي تنتج مفهوم الشعب، الذي ينتج السياسة، والذي تقوم وحدته الحقيقية الواقعية على الكثرة والاختلاف والتعارض. فالسياسة العقلانية تقوم على الاختلاف والتعارض وهما الأساس المنطقي والتاريخي للديموقرطية والتقدم، وإلا فلا منطق ولا معقولية ولا سياسة.

ولما كانت هذه الدولة العربية قد قلصت المجال السياسي للمجتمع وجعلته حكراً على النخبة الحاكمة ليطابق حدود الهوية الحصرية للجهة الحاكمة، فإنها بالمقابل صاغت المجتمع المدني على صورة الحزب المهيمن. وبدل أن تتموقع الدولة العربية في مصاف الكليات كتعبير عن الشأن العام وعن الكل الاجتماعي، أو بوصفها السياسي والحقوقي عن المجتمع المدني وعنوان وحدته، نجدها تعيد إنتاج الأنماط التقليدية في السلطة، العشائرية، والجهوية،

والطائفية والنخبوية الأوليغارشية، وتحول الصراع السياسي في المجتمع إلى اقتتال اجتماعي، أوحرب أهلية تمزق النسيج الاجتماعي وتضر المجتمع والدولة على حد سواء. علماً أن ممارسة الصراع السياسي في ظل سيادة العقلانية على نطاق العلاقة الجدلية بين السلطة والمعارضة، يعني في أحد معانيه الانشقاق الذي يولد الوحدة، والشر الذي ينتج الخير، والصراع الذي ينتج التقدم، وليس ذلك النوع من الصراع على البقاء كصراع الحيوانات في الغابة.

لقد أكدت التجربة العربية خلال عقود ما بعد الكولونيالية أنه عندما تخفض السياسة من مستوى العام إلى مستوى الخاص المكتفي بذاته الطبقي والجهوي والحزبي الضيق والطائفي، يكون المجتمع قد كف عن إنتاج السياسة، وتكون عملية تهميشه قد بلغت مداها من خلال تذرر المجتمع.

ولما كانت الدولة التسلطية قد أوقفت المجتمع العربي عن إنتاج السياسة، وأطّرت الانتخابات العامة التي تجري في هذا البلد أو ذاك لخدمة أهداف ومصلحة هيمنة الحزب الواحد، وعدم السماح حتى بهامش من المنافسة والترضيات المحدودة للمعارضات الرسمية، وألغت أيضاً أنشطة مختلف تكوينات المجتمع المدني، والتيارات الفكرية والحريات السياسية المتنامية في صلبه التي تعمل في المجال الفكري السياسي، بما فيها التيار الإسلامي – المستنير الذي يشكل بعداً فكرياً وثقافياً وايديولوجياً وسياسياً في الواقع العربي، وينتمي إلى المجتمع المدني، فإن هذه الدولة ألغت نفسها كدولة، وتحولت إلى سلطة تعتبر أن الحزب المهيمن، أو الطائفة الحاكمة، تمثل الحلقة المركزية في جميع أشكال التمثيل السياسي، وهذا ما أظهرته تجارب عدة في بعض البلدان العربية.

علينا أن نعي أن نزع السياسة من المجتمع العربي ينبع من سيادة الرؤية الحصرية والاستبدادية والاحادية في ايديولوجية الدولة التي تنصب نفسها كلاً أو نفسها محل الكل، وتطرد الآخرين من عالمها، ولا تنظر إلى الاختلاف إلا على أنه مروق وكفر وإضعاف لوحدة الجماعة السياسية في أحسن الظروف، وتعطي نفسها من الحقوق والامتيازات، ولا سيما امتياز تمثيل الطبقة أو الشعب أو الأمة، ما تنكره على غيرها. هذه الدولة تقلص المصلحة العامة والشأن العام حتى ينطبق على مصالحها الخاصة النخبوية، وشأنها الخاص، وتقلص الوطن إلى حدود سلطتها، فلا يبقى مكان للآخر المختلف عنها. ويصبح كل معارض لها معارضاً للوطن والشعب والأمة، للإسلام أوالقومية أو الاشتراكية… فيصبح نفي التعدد نفياً للوحدة، ونفي الاختلاف نفياً للتشابه والتماثل، ونفي الكل ضياعاً للكل والجزء معاً.

وترفض هذه الايديولوجية تصور المجتمع أو الشعب العربي على أنه مؤلف من فئات وطبقات اجتماعية تختلف مصالحها، وتتعارض، ومن تيارات فكرية وثقافية وايديولوجية متباينة ومتعارضة أيضاً، وبذلك تتم إعادة إنتاج الاستبداد، وإخراج الشعب من عالم السياسة، ولا سيما من عالم الدولة التي يعبر مفهومها وواقعها عن الشأن العام المشترك بين جميع المواطنين.

إن مفهوم السياسة – باعتباره الحقل العام الذي تتخذ فيه التعارضات الاجتماعية طابعاً عاماً، وتحل فيه بالطرق السلمية التوافقية، محصلة ضرورية من أجل تحقيق حرية الفرد، وحقوق الانسان والمواطن، والمساواة الحقوقية بين المواطنين بصرف النظر عن الواجبات، حيث أن مساواة المواطنين أمام القانون تشكل أساس الموقف العقلاني من الآخر، لا سيما في مجال الأحزاب، والانتماءات السياسية إلى المعارضة، وأسس السياسة كفاعلية اجتماعية، حيث يتخذ التنافس بين الأفراد، والتعارض بين الفئات والطبقات، والصراع بين الاتجاهات الايديولوجية والأحزاب طابعاً مدنياً وحضارياً سلمياً.

ولا يمكن استئصال شأفة العنف من الحياة العربية، ومن العلاقات الاجتماعية إلا بتحقيق المساواة بين المواطنين أمام القانون، والنظر الى حق السلطة على أنه نابع من حق المعارضة السياسية في الوجود والنشاط، واعتبار ان الحياة الاجتماعية تقوم على الصراع السياسي، بوصفه صراع الأضداد التي تنتج عن تعارضها حالة نوعية جديدة أرقى وأفضل، ويجب أن يتم هذا الصراع في حقل الثقافة وفي مؤسسات المجتمع المدني كالأحزاب والصحافة والجمعيات والنقابات، باعتبارها ميدان الضرورات التي لا بد منها من أجل عودة إنتاج السياسة في المجتمع، واستنهاض الحركة الشعبية القادرة وحدها على صنع السياسة.

(*) كاتب تونسي، دمشق.

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 10 جوان 2006)


قراءة في كتاب بشير المؤدب « فلسفة الثقافة » :

** المعطي الديني مترسخ في المخزون النفسي والاجتماعي العربي وهناك نخبة واسعة غريبة عنه ** التشبث بالثقافة الأصلية مهمة شاقة والأهم من ذلك هي إرادة المعرفة التي تتلاقح مع ثقافة أخري
جعفر حسين (*) تحديد المفهوم: رفع اللبس يبين في هذا الإطار بأن هناك ارتباطا وثيقا بين الثقافة والحضارة، لكن كلمة ثقافة تسبق كلمة حضارة وهي شرطها الضروري في تكوينها ووجودها. ولكنه قدم تعريفا مجموع القيم المادية والروحية المكتسبة والمتراكمة عبر التاريخ وهو معني لا يهمل دور الإنسان بوصفه صانعا لعملية الثقافة. فعادة هناك من يري من كلمة الثقافة أنها ترمز إلي الآثار الفنية وإلي التعليم. وكذلك لا يقبل بتعريف يقول بأن الثقافة تنحصر في مجال إنتاج الأفكار: العلم والفلسفة والدين والأخلاق. وهو أيضا تصور يقصر بدوره أشياء كثيرة مثل الأعمال المثقلة بالأعمال البدنية والتصرف في العلاقات بين الأفراد. فالثقافة هي خاصية مميزة للإنسان من حيث عمله وطريقته في إنجاز ذلك العمل وهو يحقق ذاته، فعبر الثقافة يحقق الفرد من خلالها ذاته وكذلك بالنسبة للمجتمع. ماذا تعني الكلمة بالذات: تعني الكلمة حرث أو نمي ويقصد بذلك تنمية الأرض ومحصولاتها وهي التقدير والزراعة. إن الكلمة بمعناها الأصلي تدل علي العمل القيم وبما أن العمل هو وسيلة لإعطاء قيمة للعالم ومن ثم فإن الثقافة هي بمثابة العامل الذي ينير كل ما هو جوهري في الإنسان. ويبين الباحث من جهة أخري بأن الإنسان هو ظاهرة طبيعية وكذلك ثقافية فهي تتمظهر في مختلف السلوكات البشرية والتصرفات الفردية ومختلف أشكال التعبير الإنساني التي تخصه ككائن بشري. أما في العنصر الموالي فسيبين فيه أشكال تمظهر الثقافة، فما هو مضمون ذلك؟ 3- فما هي الأشكال التي تتمظهر فيها الثقافة؟ أـ توجد كنشاط بشري معمم في طرائق ومناهج معينة: التقنيات والمهارات… ب ـ توجد في شكل صور دلالية ورمزية للفكر: الدين والأساطير والفن… ج ـ توجد في شكل متشييء كتجسيد لنشاط الإنسان الهادف: العمل. إن هذه الأشكال التي تتمظهر فيها الثقافة يمثل الإنسان طرفا فاعلا في إنشائها فهي بمثابة نسق من الأشكال المادية والرمزية وقيم ومثل عليا واتجاهات معيارية ونظام يحتوي طرائق العيش وأسلوب التعبير والتفكير فجميع ذلك بمثابة الأدوات للتشكيل. الثقافة يستعين بها الإنسان ودون الدخول في التقييمات الإيجابية والسلبية ومختلف أشكال التوظيفات لهذا التشكيل. إن أشكال الحياة الروحية في المجتمع من أدب وعلم وفقه هي ظواهر ثقافية، فهي تنظم وتعقلن العواطف وتفيد في ربط الصلة بين القلب والعقل وتوفق بينهما كلما برزت حالات من عدم التناسق. إن البعد الثقافي العام للعلم كبير جدا فهو يرفع من شأن الإنسان والمجتمع إلي مستوي عال من التطور الروحي بتضخيم قوة العقل. لكن في العلم نري الظاهرة الثقافية لا تنتمي إلا لما من شأنه أن يساهم بصورة مباشرة أم غير مباشرة، في استكمال المباديء العقلية السامية في الإنسان والمجتمع ولا يمكن أن نسند صفة ثقافي إلي نشاط يهدف إلي هدم إنتاجات عقل الإنسان أو يده فالفكر ظاهرة روحية إيجابية. ولكن هناك مضار عند توظيف والاستخدام السيء للعلم عندما يغيب الضمير الأخلاقي والإنساني فهو يتحول إلي مخرب ومفسد ليس بالمعني الأخلاقي والإتيقي فحسب وإنما أيضا اجتماعيا وثقافيا وفكريا. الثقافة المضادة: إن صفة ثقافي تشترط شيئا أكثر من القدرة علي حل مشكلات معقدة علي الصعيد العقلي أو إجمال السلوك في المجتمع، فالثقافة الحقيقية حسب الباحث تضمن احترام العادات الصورية والقواعد الوضعية في المجتمع وهو عبارة عن شيء راسخ في بنية الشخصية وفي الشعور وقبل الشعور وفي عادات الإنسان نفسه. المثقف ودور التربية: إن من شروط المثقف حسب الباحث بأنه لا يكتفي أن يملك الإنسان ذكاء رفيعا ومعرفة موسوعية بل يشترط ضميرا حيا ووعيا نافذا كما يتجنب كذلك الجرأة في التزام الصمت الكامل عندما تتطلب الأوضاع لذلك ولربما تحثنا علي التناغم مع صوت هائل لأحد العظماء من هذا العالم وإن كان ذلك علي حساب مصلحة المجتمع، الدفاع عن القضايا العادلة. فمن شروط التثقف هو أن يحيا الإنسان صراعا داخليا مريرا يعتريه التشكك في كل شيء. فهو شعور بنوع من التعاطف مع مصير شعبه. إن الغاية هنا أن يحيا المثقف من أجل الآخرين وأن يعمل بإخلاص من أجل نصرة الحق والجمال والخير. ويعني كذلك القدرة والشجاعة علي تحمل المسؤولية وإن كان هذا لا يشمله مباشرة ومسؤولية ما يحدث للآخرين لا فقط بالنسبة للأصدقاء وكذلك بالنسبة لشعبه والبشرية قاطبة. وهنا تتدخل التربية فكل تقدم ثقافي حسب الباحث لا يمكن تصوره بدون تربية فهي بمثابة الشاهد في سباق القيم الثقافية من جيل لآخر وتساهم في تكاثرها. الثقافة والتاريخ الثقافة هي ظاهرة اجتماعية متجذرة في الماضي والحاضر إلي المستقبل. فثقافة الماضي عبارة عن شاهد لأعمال الإنسان الذي يترك أفكاره وكذلك ثمرة عمله إلي الأجيال القادمة في سيرورة الزمن التاريخي؟ إن الثقافة من حيث جوهرها تشارك بوصفها صورة للحياة المتينة تاريخيا وفي تعبيرها الحالي الروحي والعلمي، في الماضي كما في المستقبل. فهناك إذن بعد تاريخي في الثقافة. إن هذا البعد التاريخي في الثقافة يعطي طابعا خصوصيا إلي أسلوب الحياة عندهم وأفكارهم ومشاعرهم وعلاقاتهم البشرية وموقفهم إزاء الواقع في المجتمعات. ويقدم الباحث في هذا الإطار خصوصية بعض المراحل التاريخية (العهد اليوناني، العصر الوسيط، أواخر القرن التاسع عشر) إزاء الإنتاج الثقافي. ويستنتج الباحث بأن المعطي الديني مترسخ بشكل مكثف في المخزون النفسي والاجتماعي وعند شرائح اجتماعية واسعة، كما يوجد عكس ذلك إذ أن نخبة واسعة في المجتمعات العربية غريبة عن ذلك، والأمر في كلتا الحالتين حسب رأينا يحتاج إلي دراسات في مختلف مجالات العلوم الإنسانية لتفهم هذه الظاهرة؟ حوار الثقافات يركز الباحث هنا علي الطابع المتناقض للثقافة الذي يعود إلي اتجاهات وعناصر تقدمية ديمقراطية ورجعية ومتخلفة تتضمنها كل ثقافة، وينحصر المعني السلبي فيما يسمي كلمة ثقافة جماهير فهذه الشريحة الاجتماعية لا تسمو إلي مستوي الثقافة الحقيقية فهي تسقط فيما يسمي بـ الذوق البليد الملازم للطبقات المتخلفة الشعبية تنحدر إلي حد أنها تصبح مزعجة بالنسبة للذوق الجمالي الحسن . وقد أشار كذلك إلي العلاقة بين الثقافة والتطور التقني، فهي علاقة ليست ميكانيكية فبعد أن كانت الثقافة في الماضي منغلقة علي ذاتها نراها اليوم متفتحة علي غيرها من الثقافات وتتأثر بتأثيرات مختلفة: فهناك تفاعل بين الثقافات مما يساهم في رفع مستواها، فرغم وحدة كل ثقافة وخصوصيتها، حيث يعود نسيجها إلي الماضي المقدس فإن النظم الثقافية المختلفة تكون مبدئيا قابلة للمقارنة وأن الحوار بينها المبني علي أساس التفاهم المتبادل يكون ممكنا. وهي حسب استنتاج الباحث بأن الثقافة من حيث تعبيراتها الفردية والاجتماعية والنفسية تتميز كذلك باستعدادها لتمثل الثقافات الأخري وعلي العموم بموقفها إزاءها فعدم الاكتراث بالقيم الغير الثقافية وعدم اعتبار طابعها المميز ينم عن ضعف المستوي في التطور الثقافي الذاتي. واعتبارا لتطور الثقافات القومية والتقدم المستقبلي للبشرية فإن الأمر سيكون في اتجاه الإثراء المتبادل أكثر فأكثر بين ثقافات الغرب والشرق بالمعني التاريخي. فهذا التأليف والالتقاء لا يأتي إلا بقيمة إيجابية ألا وهي ثقافة السلم. الإنسان والثقافة: ينطلق الباحث من بيان أهمية الإنسان وحضوره في تحاليل العلماء والفلاسفة والأنتروبولوجيين، ولكن فإن علي أهمية هذا الكائن فإنه في إطار الإشكالية التي يطرحها الباحث فهناك علاقة بين الإنسان بالثقافة التي أثارت إنتباه العديد من الباحثين في العديد من الأقطار والمجامع العلمية والمناسبات الدولية والعربية. ولكن التفكير في ثقافة الإنسان يفترض باديء ذي بدء تحليل جوهر الحضارة فما مضمون ذلك؟ مفهوم الحضارة: إن فكرة الحضارة تعود تاريخيا إلي طور تكوين الرأسمالية لتبرير مبدأ التقدم التاريخي وضرورة تجاوز الإقطاع . إن فترة الرأسمالية قدمت محاولات في تفسير القوي المحركة للتاريخ بالرجوع إلي المصالح الحيوية للبشر والرغبة الجانحة إلي العدل الاجتماعي والمساواة أمام القانون والحقوق المدنية والسياسية. ومع تعمق التناقضات الاجتماعية في الرأسمالية بدأ عما يسمي بـ أفول التقدم الاجتماعي ومبالغة بعض المفكرين في ذلك من مثل عالم الاجتماع من أصل روسي سوروكين، فالثقافة بالنسبة إليه مجموعة معانٍ (مضمون) ومؤسسات تنقل هذه المعاني (الشكل). إن سوروكين وكذلك تيونبيك كما يعتبر الباحث يمثلان المذهب المثالي لأنهما يجهلان الأسس المادية للحياة الاجتماعية ويجعلان من المبدأ الروحي مبدأ مطلقا، في حين يري أن الأدبيات الماركسية لا تجمع علي تصور واحد للحضارة، فحسب إنغلز في كتابه أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة بأن المجتمع مر بمراحل ثلاث: التوحش والبربرية كبدايات للاجتماعية تستتبع ذلك الحضارة حسب بؤر تنتمي إلي مناطق مختلفة من العالم بعضها بإفريقيا وأخري بآسيا وأخري بأوروبا وأخري بأمريكا ثم لا حديث إلا عن درجات من الحضارة وأشكالها المتواجدة. لكن اليوم هناك اتجاه نحو الحد من الخصوصية الثقافية بين الشعوب والذهاب إلي ما يسمي الشمولية والكونية إلي ما هو مشترك بين الشعوب والمجتمعات. الإنسان والقيم: إن النظر إلي العالم من خلال مرجعية القيم هو الطريق المميزة لمسك الواقع كما يبدو للإنسان والمجتمع. إن بنية الشخصية تتضمن الحاجة الملحة إلي فهم معني الحياة والرغبة في معرفة الإنسان ذاته وتقبل نسق من القيم تقوده في مشروعاته وعواطفه ونشاطاته في موضعه في العالم وموقفه من بني جنسه. إن نظام القيم واقع انصهر في بنية الشخصية أصبح يمتلك الوعي الباطن الفردي والجمعي إلي حد أنه بات من الصعب مراجعة القيم والتخلي عنها. إن القيمة هي ظاهرة ثقافية واجتماعية في جوهرها تؤدي وظيفة موضوعية وذاتية. فالأشياء في ذاتها وكذلك الأحداث لا وجود لها إذ عزلناها عن الإنسان والحياة الاجتماعية ولا تمثل مقولات ذات قيمة إلا بالنسبة للإنسان. إن الحياة تضع لكل شيء وظيفة محددة تتمثل في خدمة الإنسان، ويختلف التعامل مع الطبيعة باختلاف الأمزجة والحالات النفسية والتطور الثقافي. إن مفهوم قيمة يستند إلي مفاهيم مثل الدلالة والمنفعة… والقيم ذات طبيعة مادية أو روحية أو معرفية أو قيم تنحو إلي التعذيب والحرب والدمار. إن القيم ليست دائما مرتبطة بظروف موضوعية وتاريخية معينة هنا نجد رفضا لفكرة التشبيه بالمعني الساذج والمبتذل للكلمة. إن مفهوم القيمة يعبر عن خصائص الأشياء والظواهر والأحداث والموضوعات المادية والروحية التي تشبع حاجات الفرد ومصالح الجماعة فلا شيء يكون صالحا إلا من حيث دلالته النسبية للإنسان والمجتمع. إن الثقافة إذن هي عملية حية تشغل القيم في وجود الفرد والمجتمع فهي عملية إبداعية للقيم وإعادة إنتاجها واستعمالها حسب أنماط تاريخية متغيرة. لقد نشأت الثقافة مع المجتمع وألقت معه تقليدا راسخا وإن تاريخ الثقافة قد عرف ظواهر وفترات من الركود ومن التعصب والمحافظة كما شهد تحولات ثورية وإن مكتسبات الثقافة ماضيا متصلة بالثقافة. الإنسان بين الوحدة والتنوع: رغم تعدد زوايا تعريف الإنسان فإنه يبقي من أعجب الكائنات في هذا الكون والوجود، فهو مع ذلك يبقي لغز ذاته وسر كينونته وهو ما أكدته كل الاتجاهات المعرفية عبر التاريخ. القول الطبيعوي والعلمي: 1 وضع الإنسان: إن المتأمل في هذا المجال العلمي يلاحظ تعدد المنظورات وبالتالي لا وجود لوحدة العلم، فعلم الوراثة أو البيوكيمياء الجزيئية والذين يتباينون بدورهم مع الميكروفيزيائيين. 2 فرنسوا جاكوب البرنامج الوراثي: يتكون البرنامج الوراثي من تغيرات لعناصر لا تتغير من حيث جوهرها، في حين أن المشروع يعني أن الكائن قد نظم من أجل التوالد. والكائنات الحية لم تصل إلينا بفضل هذا التكاثر. إن علم الأحياء المعاصر يطمح إلي تفسير المتعضيات بالرجوع إلي بني الجزئيات التي تتكون منها وإن تاريخ علم الحياة هو تاريخ الانتقال من الطريقة التي تقول بالتوالد الذي يتجدد مع كل جيل ويقتضي دوما تدخل قوة خارجية إلي التوالد وهو خاصية ذاتية لكل منظومة حية. وهو اكتشاف وحفر في الحياة وطبيعة الحي، من حيث هو برنامج وراثي. القول الأنتروبولوجي: الأنتروبولوجيا النفسية: بين فرويد وغيزة روحيم، بالنسبة لفرويد فقد كشف بأن القطيع البدائي، الجد المسيطر والمخصي، قتل أصلي للأب، شعور بالذنب لدي الأبناء وتجمع للاخوة، تصعيد كل هذا يقدم كأحداث متعاقبة وواقعية، كتجربة في تطور النوع البشري، الذي يكسبه وعيا جماعيا متعاليا ووراثة للوجدان. في حين أن روحيم سيركز علي تطور الفرد فقد بين ان سعي الطفل في دأبه بحثا عن بديل للأم كان هو القوة الدافعة لعملية التحضر، والتناقض الظاهري في الحضارة هو أن الإنسان أصبح متحضرا لمجرد ابتغاء البقاء طفلا. آلية التنوع الثقافي: لقد اقترح رالف لنتن مجموعة مفيدة من المفاهيم ليدلل علي بعض درجات التشابه والخلاف في السلوك داخل ثقافة ما وهو أمر تدعمه أولا زمرة من المفاهيم مثل العموميات(أشكال السلوك التي تتوقع وجودها لدي كل فرد سوي في مجتمع ما: اللغة وأنماط اللباس والسكن وطريقة تنظيم الجماعة لعلاقتها الاجتماعية وكذلك الخصوصيات( تتألف من مظاهر السلوك الخاصة التي تميز جنساً أو جماعة معينة وكذلك الخصوصيات الفردية (وهي أشكال السلوك التجريبية التي تمثل إسهام النزعة الفردية في الثقافة). إن الخصوصيات الفردية التي يتميز بها فرد ما من جماعة ما مقارنة مع فرد آخر في جماعة أخري هو ما سماه كاردنار بـ الشخصية الأساسية . فالثقافة هي إذن مجموع متحولات في العقيدة واللغة والسلوك والتي تميز مجموعة أو شعبا ما. 5 وحدة الإنسان والثقافة الكونية: إن ترتيب الثقافات يعني إقامة مراتبية بين المستويات الثقافية داخل الإثنية أو الجماعة الواحدة وبؤر تحدد عمق البني الثقافية والتمايز والاختلاف هو خاصية ملازمة ولازمة لكل ثقافة متأصلة. فهناك من جهة أخري ذلك الصراع الداخلي الموجود في أي ثقافة بين القديم والجديد فيبرز في فترات تاريخية عندما تكون أي ثقافة أمام جملة من التحديات الداخلية والخارجية، لكن صلابة أي ثقافة يكمن ويبرز في هذا التوازن والاعتدال بين الجديد والقديم. المثقف والسلطة بين الامتثالية والرفض: إن العلاقة بين المثقف والسلطة ليست تنافرية إقصائية وليست تكافئية تماثلية بالتساوي بين السلطة والمثقف لأن المثقف سلطة مضادة. إن المثقف ذات اجتماعية. فعلم النفس الاجتماعي والسياسي لا يأخذ الحدين منعزلين لأن الواحد ينشئ الآخر والعكس بالعكس فالسلطة تنحت المثقف وهو يقوم بدوره التوجيهي. في حين أن السلطة تستمد قوتها من الحياة الوجدانية التي تستند إليها في كل مرة. تصنيف المثقفين: يقيم غرامشي تقسيمين للمثقفين: الأول عمودي: باعتبار الأنواع الثقافية لخدمتهم للطبقة البرجوازية أو مصالحها. الثاني أفقي: الذي يميز فيه بين تقليديين هم الفنانون والرجال المتعلمون، وذلك لشعورهم بالاستمرارية والاستقلالية والتحررية من الفئة الاجتماعية المسيطرة و عضويين والمثقف العضوي هنا من له علاقة مباشرة بالبنية الاقتصادية لمجتمعه الخاص. ثم يمر فيما بعد إلي تحديد مفهومي الهيمنة وإقامة طبقة حاكمة، فالمفهوم الأول يشير بالمعني العام إلي الولاء العضوي الذي تحصل عليه فئة اجتماعية مسيطرة من الجماهير بفضل هيبتها الاجتماعية والثقافية وتفوقها المفترض وظيفيا في عالم الإنتاج( القول بنعم. أما المفهوم الثاني فهو إقامة طبقة حاكمة، فهة إيجاد رؤية شاملة للعالم ولبرنامج سياسي معين. المثقف والسلطة: يبين في هذا الإطار التطور الذي حصل في دور المثقف من الاهتمام بالمشغل الخاص والفردي إلي المشغل العام والكوني. ثم يتناول فيما بعد السلطة في نظر ميشال فوكو ومفهوم المثقف عنده، فبالنسبة للسلطة فإنها ليست بالضرورة قمعية، وهي كذلك لا تملك شيئا إلا في صورة معينة وهي أيضا محددة للدولة، أما الخاصية الثالثة فهي تخرق وتشق المضطهدين لأنها تمر عبر كل القوي التي تكون في علاقة قوي. فكل سلطة هي في تأثر بقوي أخري كما تؤثر فيها. فهي ككل قوة فعل وانفعال. أما بالنسبة للمثقف فهناك تغير بالنسبة لدوره ووظيفته بسبب تغير وضعه، فلم يعد دوره مركزا علي الشمولية فهو أصبح يهتم بالأمر العام والحياة العامة لأنه يحيا ويعيش مع الإنسان وله قدرة إنشاء ثقافة مضادة لإرساء قيم ومعايير جديدة. تصنيف بديل: أ- المثقف الحائر: قوته وضعفه: يتأمل الباحث هنا أن الساحة التونسية تصطدم بقلة الأشخاص الذين يتحركون ضمنها ويتقلص هذا العدد إلي أن يبلغ الشخص الواحد في حالات الأزمات فهناك تغير في المواقف والسلوكات بحسب المواقع التي يوجدون فيها. أما بالنسبة للمثقف الحائر فتكمن قوته في اقتحام الفضاء المتاح له والقدرة علي قول نعم وقول لا فالحقائق بالنسبة له ليست مطلقة وثابتة فهو باستمرار طارحا للأسئلة مفجرا للمسائل له قدرة علي تقديم الحجج والمبررات العقلية والواقعية المقنعة. إن المثقف الحائر يعيش عسرا وقلقا يسعي إلي إبلاغهما إلي آخرين لكنه لا يخلو من هشاشة وضعف موازيين لقوته وعناده. ب- المثقف الهاديء: يكتفي بالكلام والدعاية دون أن يهدد كيان المؤسسة بالذات في الميزان فهو راسخ في أفكاره الغير قابلة للخلخلة والزعزعة. لا يهتم بالأحداث مهما عصفت فهو سائر علي الدرب دون اهتزاز أوقلق. إن كلا من المثقف الحائر و المثقف الهاديء يعكسان مفارقات السياسي والمدني. البيو ـ اثيقا بين العلم والأيديولوجيا: في مدخل هذا الفصل يبين التحول الذي عرفه الحقل الطبي بين المحافظة علي القواعد الأخلاقية البسيطة من السخاء والتعاطف وروح التضحية والمجانية…، في حين أن العصر الحديث عرف ثورتين، هما الثورة العلاجية (اكتشاف البنسلين) والثورة البيولوجية تجسدت في اكتشاف الشفرة الوراثية والقوانين التي تحكم تكوين الحياة. 1 المنظور العلمي المعاصر للإنسان: علم الوراثة الجزئي نموذجا، يبين فيه ما منحت فيه الثورة البيولوجية الإنسان من سلطة تمثلت في السيطرة علي الوراثة والتناسل والجهاز العصبي وكذلك مختلف مراحل الحياة بالنسبة للإنسان. 2 الهندسة الوراثية والتحكم في الوراثة: لقد اعتبرت الوراثة تقليديا مخزونا ثابتا لا يتغير لمدة طويلة لكن اليوم فإن الهيئة الوراثية حسب تعبير فرنسوا جاكوب قابلة للقسمة والتحوير والتمطيط والتصغير. وهذا التحول يثير استتباعات أخلاقية والحقوقية والايديولوجية، فما هي هذه الاستتباعات؟ 3 الاستتباعات الأخلاقية والحقوقية والايديولوجية: من أهم المشاكل التي تستثير البيوإثيقا هي مشكلة العقم والإخصاب خارج الرحم، كما تطرح قضايا أخلاقية علي صعيد تشخيص الحياة قبل الميلاد. العولمة الثقافية بين الواقع والاستعارة: يحلل الباحث البشير المؤدب هذا الفصل ظاهرة العولمة وخاصة البعد الثقافي فيها واستخرج من خلال هذا التحليل جملة المواقف حول هذه الظاهرة، بين الإيجابي والقابل لذلك وبين السلبي والرافض لهذه الظاهرة. مقاربة المشروع العلمي للثقافة: تفسر النهضة الحديثة التي تعرفها الإناسة زيادة علي العوامل المتعلقة بالخصوصية الثقافية بوجود عوامل شاملة لكل إنسان وهي جملة التحولات التي حصلت في العالم إثر الحرب العالمية الأولي ثم بناء نظام اشتراكي وحركات التحرر ضد الاستعمار وكذلك الثورات العلمية والتقنية التي غزت العديد من مظاهر الحياة العصرية من تسارع في التطور الاجتماعي وتعمق الصلات والعلاقات بين الشعوب والمجتمعات. إن الإناسة لها وظيفة معرفية فهي تجيب عن سؤال من نحن؟ وهو سؤال يسعي إلي معرفة الشعوب الأخري والثقافات في العالم وأسلوب الحياة عندهم وعاداتهم وتقاليدهم والعلاقات التي تربط بين الشعوب في الماضي وخصوصياتهم وما هي القواسم المشتركة. إضافة إلي هذه الحاجة المعرفية تستجيب الإناسة إلي حاجة عملية: من التخلف الثقافي والبحث عن تعريف للسياسة الوطنية المتوازنة. فلسفة الثقافة إن الهدف من كل التمظهرات الثقافية يتمثل قبل كل شيء في العمل علي إنشاء عالم مشترك من التفكير والوجدان أي عالم إنساني يطمح أن يكون عالما مشتركا بدل أن يكون حلما فرديا أو نزوة فردية. من جهة أخري فإن اللغة هي الخطوة الأولي والحاسمة في اتجاه العالم المشترك الذي تتوق إليه الثقافة، فاللغة لا تنحصر في اللسان والكلام، في المكتوب والمنطوق بل تتعداهما إلي حدود الرموز في الفن والدين والعلم. فهذه التمظهرات الثقافية لغات تمتلك قواعدها الخاصة بها واستعمالاتها المخصوصة. ويقدم في هذا الإطار الباحث بعض الأمثلة مثل المادة والحركة في علومي الطبيعة والفيزياء. ويبين في مستوي آخر أن الثقافة متعددة في التعاريف والمعاني نظرا للبس والغموض اللذين يحيطان بالمفهوم، وهو مفهوم أيضا كان حكرا علي علماء الأنتروبولوجيا فهو يتطلب المعاشرة اليومية والمباشرة، ولكن البحث الانتروبولوجي لا يحظي بالعناية الكافية من عامة الناس نظرا لجوانبه التقنية البحتة فهو مجال مهمش ولا يسترعي الاهتمام. وهذا الأمر يتطلب وضع أهداف لإرساء نظرية ووضع منهج في تحليل الثقافة. 1 تحديد العناصر الأساسية للثقافة. 2 ربط هذه العناصر بالقاعدة البيولوجية بطريقة تسمح بالمقارنة بينها وبين ثقافات أخري. 3 جمع معطيات وإنشاء منهجية تسمح بالقيام ببحوث وتعليم الثقافة كما الشأن بالنسبة للغة. 4 إنشاء نظرية عامة للثقافة تسمح لنا بالقيام ببحوث أخري. 5 إيجاد طريقة تسمح لغير المختصين بأن يتمكنوا من الأنتروبولوجيا. إن الاهتمام بثقافة الغير يهدف في الواقع إلي معرفة أفضل بثقافتنا الخاصة، ضرورة التماس الاختلاف والفرق بالأساس بالحياة والتشبث بها بصورة واعية. إن التشبث بالثقافة الأصلية مهمة جبارة وشاقة والأبعد من ذلك هي إرادة في المعرفة وهي تنطلق من اللحظة التي نخابر فيها ثقافة أخري. منظور العلم الحديث للإنسان يحلل الباحث بشكل مستفيض في هذا العنصر ببعدين للإنسان مختلفين هما البعد البيولوجي والبعد الاجتماعي، فالإنسان يمثل كيانا بيولوجيا، عضويا وشخصيا، كلا مستقلا متكونا من الطبيعي والاجتماعي، من خصائص موروثة ومكتسبة. إن الوحدة بين البيولوجي والاجتماعي تأخذ بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بإنجاز أهداف معرفية أو علمية ، فيقع التشديد علي البعد البيولوجي أو الاجتماعي في تحقيق ذات الأهداف. إن مشكلة العلاقة بين ما هو بيولوجي واجتماعي في الإنسان تأخذ منحيً سجاليا في العلم المعاصر، فعلوم الطبيعة تنتصر للجانب البيولوجي أما العلوم الاجتماعية فهي تنتصر للبعد الاجتماعي وفي كلتا الحالتين فإن كلا من العلمين سيتغافل ويتجاهل بعدا من هذين البعدين، ولكن من الضروري حسب الباحث أن تكون دراسة شاملة للإنسان التي تحسم نسبيا هذا النزاع، لكن من الضروري هنا أن لا نقع في هيمنة ونفوذ خطاب عن آخر وهي خطوة خطيرة تجاه النظرة إلي الإنسان وإنما تسمح هذه الدراسة الشاملة للإنسان في الاختلاف والتنوع وعمق في التحليل والتأويل أيضا. خاتمة عامة يمثل هذا الكتاب للأستاذ التونسي في مجال الفلسفة بشير المؤدب مجموعة من المقالات المجمعة في هذا الكتاب وقد حاول الباحث أن يتناول جملة من المسائل التي تهم الحقل الثقافي وعلاقتها بالفلسفة والأنتروبولوجيا والعلم (البيولوجيا والنخبة الثقافية المثقف بالسلطة ومصادر التنشئة الاجتماعية) الأسرة والتربية ومسألة العولمة وبعض إشكاليتها. لكن الهينة التي لاحظتها عند الباحث المؤدب هو النقص الفادح في بعض المراجع المعتمدة فمرة يدلنا علي دار نشر وتاريخ الصدور ومرة لا، وطورا لا يحدد علي سبيل المثال أو ندرة التدقيق المكان والزمان وحيثيات ذلك، وفي أطوار لا يحترم التسلسل في كتابة المراجع إسم المؤلف، اسم المقال أو الكتاب، المترجم إذا كان الكتاب أو المقال مترجماً، ذكر المصدر والمجلة وعددها وتاريخ صدورها والصفحة. (*) باحث في علم الاجتماع من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 10 جوان 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.