الخميس، 28 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2411 du 28.12.2006

 archives : www.tunisnews.net


المؤتمر من أجل الجمهورية: بيان حول الاحتقان الأمني الذي تعرفه البلاد

« البديل عاجل »: قـُـولـُـوا الـحـقـيـقـة للـشـعـب ! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ صالح عطية: لأول مرة منذ نحو 15 عاما.. أحد زعماء النهضة في تونس يشارك في مؤتمر سياسي الشروق: حل المجلس البلدي بحمـام الأنف وتعيين نيابـــة خصوصية يرأسها المعتمـــد مجلة « تـواصـل » قريبا جدا في الساحة الإعلامية صلاح الدين الجورشي: تونس 2006: تردد ومراوحة وضبابية د. خــالد الطــراولي: المشروع الإسلامي التونسي ونزيف الانسحابات غسّان بن خليفة : الجريبي تطالب بتحويرات جوهريّة للدستور وتؤكّد على وحدة المعارضة عبد المجيد المسلمي : المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي: رسائل أمل للتونسيات و التونسيين عبدالسلام الككلى: صوت الجامعيين يعلو ويتميز في مؤتمر المنستير 1(2) « البديل عاجل »: الاتحاد العام التونسي للشغل:معركة التوريث ومخاطرها « البديل عاجل »: أصداء الساحة النقابية بعد مؤتمر المنستير الطريق الجديد: زوبعة في مؤتمر القضاة زهير الشرفي: الإسلام هو الحل!؟  برهان بسيس: عـبـرة أخـرى فاضل السالك: سؤال ينتظر الجواب جمال الدين أحمد الفرحاوي: وكم عيدا على الدّرب ضيّعني الصباح: شريط «بابا عزيز» للناصر خمير: هل تعــــرّض لمظلمة في أيــــام قرطــــاج السينمائيـــــة؟ « الشروق »: أبوعدي في رسالة وداع للعراقيين: أقدّم نفسي فداء للوطن.. وأدعوكم للتوحّد ضدّ الأعداء


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 


تبادل لإطلاق النار في باب سعدون

 

علمت تونس نيوز من مصدر موثوق أنه حدث مساء اليوم الخميس 28 ديسمبر 2006 تبادل لإطلاق النار في منطقة باب سعدون وسط العاصمة التونسية.

 


 

رجـاء وطلب

علمت تونس نيوز أن صالح الحاجة نشر افتتاحية « مثيرة » في صحيفة الصريح التي يديرها في العدد الصادر يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2006 تضمنت معلومات خطيرة تؤكد حسبما يبدو أن المواجهة المسلحة التي جرت في حمام الشط مساء السبت 23 ديسمبر 2006 قد حدثت مع أفراد ينتمون لما يُسمى بالسلفية الجهادية، كما تضمنت إشارات مثيرة أخرى تستحق الدراسة.

تعميما للفائدة، ومساهمة في تنوير الرأي العام، نرجو من القادرين على ذلك التطوع برقن الإفتتاحية المذكورة وموافاتنا بنصها كاملا على عنوان بريدنا الالكتروني ( tunisnews@yahoo.fr) لنشر فحواها وإطلاع القراء الكرام عليها. مع الشكر الجزيل.

فريق تونس نيوز 28 ديسمبر 2006

 


 

المؤتمر من أجل الجمهورية

حتى تتحقق للشعب سيادته وللمواطن كرامته وللدولة شرعيتها

33 نهج باب الجزيرة – تونس

www.cprtunisie.com

 

بيان حول الاحتقان الأمني الذي تعرفه البلاد

الخميس 28 كانون الأول (ديسمبر) 2006. تشهد تونس هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الاحتقان الأمني زاد من حدة الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي تعاني منه بلادنا منذ سنوات، و تمثلت في تمشيط البوليس لكامل التراب الوطني ،خاصة في منطقة الجنوب، بحثا عن أسلحة ومطلوبين.

وهذا التمشيط هو من تبعات حادثة حمام الأنف التي اعترفت السلطة بوقوعها وتسببها في ضحايا بعد مواجهة بالأسلحة الخفيفة بين الشرطة ومجهولين. وحيث أننا أمام سلطة تكذب باستمرار في كل موضوع وفي كل مناسبة ، فإننا لا ننتظر منها توضيحا له أي مصداقية مما يفتح الباب أمام كل التكهنات .

وسواء كانت العملية من طبيعة الجريمة المنظمة أو من قبيل الفعل السياسي ، فإنها علامة إضافية على الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها بلادنا جراء سياسة الدكتاتورية. فهذه الأخيرة بحكم الفساد الذي أصبح سمتها الرئيسية، وبحكم ضربها لكل القيم الأخلاقية بالقدوة السيئة التي تعطيها ، وبحكم سياستها الاقتصادية والاجتماعية التي ترمي إلى البطالة بمئات الآلاف من الشباب ، هي اليوم أهم عامل لارتفاع نسبة جرائم الحق العام التي تغص بها المحاكم .

وهي جراء سياسة الانغلاق والتحجر ورفض الإصلاح و الحوار، حتى مع أكثر المعارضين « اعتدالا » ، والإمعان في إذلال المواطنين وترويعهم، هي أهم محفّز لإغراء المقاومة المسلحة. وفي كلتي الحالتين فإن النظام الذي ربط الاستقرار بالترويع والتخويف وتكميم الأفواه ،مواجه الآن، سواء في المجال الاجتماعي أو المجال السياسي، بكل عناصر عدم الاستقرار التي جمّعها طوال عقدين من سياسة مبنية على الفساد والتزييف والقمع.

لهذا يتوجه الجمهوريون للقوى الوطنية للتجمع في صلب المقاومة الديمقراطية السلمية بهدف واحد هو وضع حد لهذا النظام في أقرب وقت ممكن قبل استفحال العنف الاجتماعي والعنف السياسي بما يعنيه ذلك من تبعات رهيبة على مستقبلنا جميعا . كما يتوجه الجمهوريون لكل القوى الحية داخل المجمع وخاصة الشباب لينخرطوا بدورهم في المقاومة السلمية لأن خيار العنف لن يفعل إلا إطالة أنفاس الدكتاتورية وهي تتقدم للعراب الخارجي كضحية الإرهاب وجزء ا من الترسانة العالمية لمحاربته.

لقد دخلنا في تونس مرحلة المواجهات المسلحة، وهو منزلق لا يعرف أحد إلى أين يمكن أن يؤدي بنا، لكن لنا في المآسي التي عرفتها الكثير من البلدان الشقيقة أمثلة لا تحتذي ويجب على كل التونسيين العمل على ألا تصبح واقعنا نتيجة سياسة خرقاء لنظام آن الأوان لنهايته إذا أردنا لتونس أن تعرف الحرية والرخاء والسلم .

عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي http://www.cprtunisie.net/article.php3?id_article=547

 


قـُـولـُـوا الـحـقـيـقـة للـشـعـب !

أفاق الشعب التونسي صبيحة يوم الأحد 24 ديسمبر الجاري على خبر المواجهة المسلحة بين قوات البوليس والجيش التونسي وعناصر مسلحة ظلت حتى اليوم مجهولة الهوية. كما ظلت الأحداث نفسها محاطة بالغموض جراء التعتيم الإعلامي الذي اتبعته السلطة بما ترك المجال مفتوحا للإشاعة والروايات المختلفة. وقد اضطرت السلط التونسية إلى نشر الخبر بطريقة صحفية جافة ملمحة إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مواجهة بين قوات الأمن وعصابة مخدرات خطيرة أمكن التغلب عليها بسرعة، وهو ما رددته جرائد التعليمات ضاحكة على ذقون المواطنين وفاتها أن الشعب يمكن أن يستجلي الحقيقة رغم التعتيم والكذب. فالحقيقة أن دورية للشرطة بضاحية حمام الأنف جنوب العاصمة التونسية استرابت في أمر شاحنة من نوع « إيسيزو » يمتطيها ستة أشخاص فأمرتها بالوقوف لكن سائق الشاحن عنّ بالهروب رافضا الانصياع لأوامر الدورية. عندئذ لاحقتهم سيارة الشرطة وانطلقت عملية مطاردة في شوارع الحي ما بين منطقة الشعبية وحمام الشط. وأمام إصرار الدورية على ملاحقتهم أطلق ممتطو الشاحنة النار صوب سيارة البوليس التي سارعت بطلب تعزيزات أمنية للسيطرة على الوضع. وتواصلت المطاردة باتجاه نصب تذكار العدوان الصهيوني على مقر القيادة الفلسطينية في حمام الشط حيث حاول ممتطو الشاحنة التحصّن بإحدى المنازل قيد البناء. وهناك جرت عملية مواجهة مسلحة بين الطرفين سقط فيها قتيلان من العناصر المسلحة وألقي القبض على عنصرين آخرين منهم فيما تمكن اثنان آخران من الانسحاب والفرار باتجاه الحي السكني المتاخم لجبل بوقرنين، وعلى ما يبدو تمكنا من الإفلات من مطاردة أعوان البوليس والحرس في منطقة الحي الجامعي بتلك المنطقة. ومن جانب قوات البوليس قتل أحد أعوان البوليس من فرقة البوليس السياسي برتبة مأمور شرطة يدعى محمد رشاد وجرح ملازم شرطة نقل إلى مستشفى ضاحية المرسى شمال العاصمة حيث لفظ أنفاسه مساء يوم الثلاثاء 26 ديسمبر. وقد جيء بعدد كبير من العساكر لمحاصرة وتمشيط المنطقة الجبلية الواقعة بين الطريق الرئيسية عدد 1 والطريق السيّارة الرابطة بين تونس العاصمة وسوسة من الجانب الآخر لجبل بوقرنين. وتجددت المواجهة المسلحة بين فرق الجيش التونسي ومسلحين في جبل الرصاص المتاخم لقرية مرناق، وتروج أخبار بأن عدد هؤلاء المسلحين يقدر بـ 10 فرّوا وتحصنوا بهذه المنطقة الجبلية الوعرة والغابية. وقد أفادنا شهود عيان من المنطقة بان قوات الجيش ضربت حصارا على المنطقة وأقامت ثلاثة خطوط حواجز لمراقبة وتفتيش الوافدين عليها والخارجين منها. وسُمِعَتْ مساء يوم الثلاثاء 26 ديسمير أصوات الطلق الناري هناك بما يفيد أن المواجهة المسلحة قد تجددت وما تزال جارية. ولوحظ من جهة أخرى حضور مكثف للبوليس ولأعوان الحرس حاملين للأسلحة النارية على غير العادة في مناطق مختلفة من العاصمة تونس وحتى في جهات أخرى من البلاد. وهو ما يني أن الأمر لا يتعلق فقط بمواجهة مع عصابة مخدرات خطيرة,

وتؤكد بعض أوساط عليمة من الجيش التونسي أن المواجهة جرت وتجري مع عناصر من عصابة مسلحة من جماعة « السلفية الجهادية » قد تكون تسرّبت إلى البلاد من الخارج.

هذه هي حقيقة الأحداث التي جرت في تونس مؤخرا والتي تصرّ السلطات على إخفائها على الشعب حتى ترسخ الانطباع السائد حول استقرار الوضع وسيطرة النظام عليه. إن ظهور مثل هذه الأحداث إنما يؤشر على مدى ما بلغته الأوضاع في بلادنا من تردّي وأن الغضب الشعبي الذي أمكن للسلطة إخماده بالحديد والنار والقبضة الأمنية يمكن أن يؤدي رغم كل شيء إلى مثل هذه الأحداث الأليمة وإلى ظهور مثل هذه الجماعات المتطرفة والموغلة في الرجعية والتي تريد استغلال النقمة الشعبية في غير وجهتها الصحيحة. لقد آن الأوان لكي يرفع عن الشعب التونسي كابوس القمع والتسلط والفساد والقهر والاستغلال وإلا فإن البلاد مهددة بفوضى السلاح والاقتتال الدامي الذي يتحمل مسؤوليته نظام السابع من نوفمبر الاستبدادي. (المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)


A propos de la fusillade du samedi 23 décembre ‏2006‏‏

Abou-dhar

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

وحسب مصادر رسمية، فإن مجموعة من الانفار كانوا على متن سيارة، متجهين نحو العاصمة قادمين عبر الطريق الوطنية رقم 1، فأوقفتهم دورية للحرس الوطني على مستوي مفترق برج السدرية، الا أنهم لم يمتثلوا لذلك، فاضطر اعوان الدورية الى الالتجاء لزملائهم ببرج الباي، فرفض افراد المجموعة للمرة الثانية، مما جعل قوّات الامن تشتبه في الأمر وتستنفر وحداتها، خاصة أمام ورود انباء عن سعي عصابة دولية تنشط في مجال تهريب المخدرات وادخال كميات هامة من المواد المخدرة، فجرت عملية مطاردة للسيارة المشتبه بها، الا ان المفاجأة كانت كبيرة عندما باغتهم افراد هذه العصابة بالمبادرة باطلاق النار تجاههم وبوابل من الرصاص، عندها اضطرّت قوّات الامن الى التمترس والاستنفار ثم تبادل اطلاق النار مع افراد هذه المجموعة.

 

Ceci est une histoire à dormir en marchant mich hatta debout. Quand on a quelque chose à se reprocher on ne fuit pas un contrôle, oh combien routinier en Tunisie, de la police de circulation.

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

 

وحسب شاهد عيان، وهو حارس ليلي بجهة الشعبية، فإن المواجهة فعلا كانت شرسة ودامية.

Alors là pour que Achourouk publie ça, c’est une véritable de guerre qui s’est produite. Et entre nous je confirme que c’était une véritable guerre de rue.

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

وقال «ظننت انه بين عصابتين، في بادئ الامر، اذ جرت سابقا معارك بين افراد متورّطين في قضايا مخدّرات لكن الامر لم يصل الى هذا الحد».

Ceci est en contradiction avec la précédente histoire à dormir debout, plus haut il s’agit d’une patrouille de la garde nationale, avec voiture de service aux couleurs bien connus, avec giro-phare et tout et là le monsieur dit qu’il a cru que c’était une fusillade entre deux bandes armées. Entre nous moi j’ai plutôt tendance  à dire que c’était des brigades spéciales venues en voitures banalisées.

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

 

وقال شاهد آخر، يعمل بمقهى انه فوجئ عندما شاهد تفاصيل المواجهة بين اعوان الامن من جهة وأفراد العصابة من جهة أخرى. وأضاف بأنه اختبأ خوفا من ان يصاب، وقال ان المواجهة جرت على مدى أكثر من ساعة.

Plus d’une heure ya bougalb wilkartouche ikhayyit. Ceci incite à poser les questions suivantes :

1- De quel type d’armement dispose cette bande ? Je ne pense pas que le classique Uzi très répandu chez les trafiquants de drogue, pour ses caractéristiques bien adaptées à leurs activités, suffit à tenir en respect les policiers tunisiens (je vous laisse imaginer le nombre et l’équipement mobilisés), pendant plus d’une heure si ce n’est pas plus. Entre nous moi j’ai tendance à dire que c’était beaucoup plus.

2’ Dans le même ordre d’idées, quel type d’entraînement ont reçu les membres de cette bande (4 d’après les infos, 2 morts + 2 emprisonnés) ? .

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

وحسب مصادر مطلعة، فإن افراد العصابة بادروا باستهداف اعوان الأمن باطلاق الرصاص، فكانت اجابة قوات الامن باطلاق النار ايضا، وجرت مواجهة شرسة، تمكّن على اثرها اعوان الامن من قتل عنصرين في العقد الثالث من عمرهما، وتمكنوا ايضا من ايقاف شخص حاول الفرار بعد اصابته بطلق ناري.

وحسب نفس الرواية، فلقد دل هذا الشخص على منزل بجهة بئر الباي، التي تبعد قرابة الكيلومترين عن مكان المواجهة حيث تمترس باقي افراد العصابة. 

وقد قام اعوان الأمن باقتحام المنزل بعد التنبيه على من فيه وتمكنوا من القاء القبض على شخص آخر.

مصادر حسنة الاطلاع اوردت ان عوني أمن اصيبا في المواجهة بجروح متفاوتة الخطورة وأنهم تمكنوا من حجز كميات هامة من المخدرات وبعض قطع الأسلحة.

 

Vous, qui pleurnichez tout le temps, vous voyez ils sont polis les policiers tunisiens, ils avertissent avant d’attaquer .

Finalement ce n’est pas une seule fusillade qui s’est produite, mais au moins deux. Peut être plus.

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

نفس المصدر قال لـ «الشروق» ان التحقيقات الاولية أكّدت ان أفراد هذه العصابة مرتبطون بشبكات دولية لتهريب المخدرات والسلاح، وأنهم دخلوا البلاد التونسية قادمين من احدى الدول وأنهم يريدون ترويج كميات هامة جدا من المواد المخدرة.

Là il s’agit d’une information de très haute importance : ils sont venus en Tunisie à partir d’un autre pays. Rassurez vous les gars il ne s’agit pas de martiens  .

CITATION (Tunisnews selon le journal Achourouk @ Dec 27 2006, 00:00 PM)

وقد عملت «الشروق» في هذا الباب أن افراد العصابة سبق وان انتموا الى عصابات للجريمة المنظمة في دول اوروبية… وانهم قدموا الى تونس لمواصلة نشاطهم في دنيا الاتجار في المخدرات صلب عصابات مهيكلة ومنظمة… غير ان قوات الامن كانت لهم بالمرصاد… حيث تم تتبع انشطتهم المشبوهة ورصد كل تحركاتهم قبل ان تتم مداهمتهم ومحاولة ايقافهم ليحصل الاشتباك المشار اليه.

Vous savez il s’agit juste d’éliminer la concurrence gênante pour les Ben Ali dans un marché déjà très limité et où les consommateurs se font de plus en plus rare vu qu’ils sont de plus en plus non solvables. Je précise bien pour les Ben Ali car les trabelsi eux, ils ne touchent pas à la drogue.

Avant de conclure, cette piste de la drogue est plus que probable. Genova, en Italie est contrôlée en terme de commerce de stupéfiant par des tunisiens originaires de cet endroit. Le régime de ben ali les a toujours toléré dans la mesure où il est gagnant dans l’affaire. Ces trafiquants sont à l’origine d’un flux très important de devise vers la Tunisie. La question est pourquoi ce retournement ? Peut être qu’ils ont tout simplement dépassé le plafond de quantité permise pour ne pas faire de l’ombre aux petits ben ali, qui font leur petit trafique ?

(Source : le forum Taht Essour de nawaat.org, le 27 décembre 2006 à 12h57 PM)


 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف /الفاكس:71354984

aispptunisie@yahoo.fr

 

28/12/2006

بــــــلاغ

 

بلغتنا رسالة من السجين السياسي السابق السيد علي العريض هذا نصها : « 

 

« مضايقات ومعاناة لا تنتهي »

 

1- منذ خروجي من السجن في نوفمبر 2004 وأنا ممنوع من مغادرة العاصمة – حيث أقيم – إلى أي بلدة أخرى من تراب الجمهورية و قد حصلت ثلاث مرات على ترخيص لزيارة والدتي وهي على فراش الموت ثم لحضور جنازتها رحمها الله تعالى ولم أحصل على هذه التراخيص إلا بعد طول انتظار و تسويف… كما تعرض أشقائي و بعض أقاربي إلى مضايقات وإحراجات كثيرة خلال زياراتي تلك ومراقبة أمنية لصيقة…

 

2- تم التحقيق معي في مقرات الأمن بالعاصمة أكثر من 14 مرة منذ خروجي من السجن سنة 2004 مع ما يصاحب ذلك من استفزاز و تهديد مستمر بإعادتي إلى السجن ومحنة لا تنتهي لي و لعائلتي.

 

3-  بقيت سنة كاملة 365 يوما مجبرا على الحضور اليومي إلى مركز الأمن للإمضاء و لم يسمح لي بالتغيّب ولو يوما واحدا مهما كانت حالتي الصحية ومهما كانت حالة الطقس ومهما كانت الأعياد أو الظروف العائلية و كل ذلك تحت طائلة التهديد المستمر بالعودة للسجن.

 

4- قضيت سنة كاملة مجبرا على الحضور مرة في الأسبوع في يوم محدد ووقت محدد بلا انقطاع مهما كانت الذرائع والأسباب فهي كلها معتبرة غير شرعية والتخلف عن الحضور قرين الإعادة للسجن.

 

5-  قطعت عني وعن أبنائي إمكانية الإبحار عبر شبكة الانترنت منذ نوفمبر 2005 لنفس الأسباب التي قطع بها عن غيري من رمز المعارضة ومناضلي حقوق الإنسان كما قطعت عليّ المكالمات الدولية لمدة سنة و لم تعد إلا منذ شهرين.

 

6-  في نوفمبر 2006 و بمناسبة إطلاق سراح عدد من مساجين حركة النهضة تم إعلامي رسميا في منطقة الأمن الوطني بباردو تونس عن إنهاء حضوري الأسبوعي إلى المركز كما أعلموني بأني صرت حرا في التنقل داخل الجمهورية لزيارة الأقارب أو الأصدقاء أو للعمل. وبعد أقل من 48 ساعة اتصلوا بي من جديد و أعلموني بأن عليّ أن أعلمهم قبل كل خروج من العاصمة مؤكدين لي أنه مجرد إعلام و ليس ترخيصا كما هو حاصل منذ خروجي في نوفمبر 2004. و في يوم 26/12/2006 أعلمتهم بأني سأزور أصهاري على بعد 135 كلم من العاصمة لم أزرهم منذ 1990 وقد تجنبت خلال هاتين السنتين 2005 و 2006 طلب زيارتهم تجنبا لكل المضايقات والاحراجات لهم إن سمح لي بزيارتهم آملا أن تتحسن الأحوال. و في يوم 26/12/2006 طلبوا مني الانتظار قليلا ثم طلبوا مني عدم مغادرة العاصمة حتى الحصول على رد و بقيت أنتظر طويلا وكلما اتصلت بهم اتصلوا برؤسائهم  وأعلموهم أنهم لم يحصلوا على رد بعد وهكذا مرت 48 ساعة و لم أحصل على أي رد حتى ولو كان بالسلب رفعا للإبهام وإنهاء لحالة الانتظار أي تم منعي من زيارة أصهاري الذين لم أزرهم منذ 1990 أي قبل دخولي للسجن كما تبين أنه إما لا صحة لما أعلموني به سابقا من أنه عليّ إعلامهم فقط ثم السفر دون انتظار أو أن بعض المسؤولين قد التفوا على هذا القرار كما التفوا على القرار الأول الذي تراجعوا عنه في 48 ساعة.

 

واليوم وقد منعت من زيارة أصهاري لم يكفهم أن أعلمهم و لم يكفهم أن أستأذنهم ولم يروا حتى مجرد إعلامي بالمنع لإنهاء الانتظار وإنما لازموا الصمت و أجابوني بكلمة: « إننا في انتظار رد الإدارة فانتظر ». « 

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري


 

لأول مرة منذ نحو 15 عاما.. أحد زعماء النهضة في تونس يشارك في مؤتمر سياسي

تونس – صالح عطية شهد مؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، الذي التأم نهاية الأسبوع المنقضي، حضور أحد رموز حركة النهضة التونسية (المحظورة)، السيد علي العريض، الناطق الرسمي باسم الحركة منذ خروجه من السجن قبل بضعة أشهر. وتعد هذه أول مرة يحضر فيها رمز من رموز حركة النهضة، فعاليات مؤتمر سياسي لحزب معارض في العاصمة التونسية، وذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاما، تاريخ الزج بقيادات الحزب وكوادره في السجون التونسية بسبب ما تصفه السلطة بـ  » المشروع الإرهابي  » لهذه الحركة، وتعتبره المعارضة والحركة الحقوقية جرائم رأي وتعبير. وقال علي العريض في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن قضية حركة النهضة والأحزاب والجمعيات المحظورة، هي قضية الحريات في البلاد، منتقدا ما اسماه  » التعاطي الأمني  » للسلطة مع الحياة السياسية والحقوقية. وشدد العريض الذي قضى نحو 14 عاما كاملة في حبس انفرادي بأحد سجون العاصمة، على أن النهضة  » طرف سياسي وطني وسلمي، يناضل من أجل الهوية والحرية والديمقراطية، واستقلال البلاد وسيادة قرارها الوطني « . وأكد أمام معظم مكونات الحركة الديمقراطية والحقوقية، أن حزبه  » ضد منطق التنافي والحروب « ، وأنه  » يتطلع إلى مرحلة يصير فيها التنافس بين الأحزاب، على مشاريع تنموية بديلة، وعلى البرامج بدل مناخ يغذي صراع الوجود والإقصاء  » على حد قوله. وكانت النهضة انخرطت فيما يعرف بـ  » حركة 18 أكتوبر « ، التي تضم عددا من الأحزاب الديمقراطية وبعض مكونات المجتمع المدني، على خلفية ثلاثة مطالب رئيسية هي، حرية الإعلام والتعبير، وحرية تشكيل الأحزاب والجمعيات واستقلال القضاء. (المصدر: صحيفة « الشرق » القطرية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)  

حل المجلس البلدي بحمـام الأنف وتعيين نيابـــة خصوصية يرأسها المعتمـــد

* تونس ـ الشروق: علمت «الشروق» أنه تم بمقتضى أمر حل المجلس البلدي بحمام الأنف وتعيين نيابة خصوصية يرأسها معتمد المنطقة السيد محمد الحمروني تولى والى الجهة تنصيبها يوم الاثنين المنقضي. وتم حل المجلس البلدي بعد أقل من عشرين شهرا من انتخابه (ماي 2005) وبعد أن شهد صعود أربعة وجوه معارضة (2 من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين و2 من حزب الوحدة الشعبية). وان لم يتم الكشف عن الأسباب الرسمية لقرار الحل فإنه يرجح أنه يعود الى عجز المجلس عن ادارة شؤونه اليومية والقيام بواجبه كاملا نتيجة تراكم ديونة التي بلغت حسب بعض المصادر قرابة 4 ملايين دينار وهو ما انعكس على ادائه وخدماته وخاصة في ما يتعلق بجانب النظافة ورفع الفواضل. وحسب ما تناهى الى علم «الشروق» فإن النيابة الخصوصية التي تم تركيزها قبل ثلاثة أيام تضم شخصية معارضة وحيدة ممثلة في السيد منجي كتلان (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) الذي انتمى الى المجلس عقب الانتخابات الأخيرة. كما أن السيد محمد الحمروني معتمد حمام الأنف الذي يرأس النيابة الخصوصية سبق له خلال السنوات الفارطة ولما كان بمثل خطته بمعتمدية مقرين أن ترأس النيابة الخصوصية بعد حل المجلس البلدي الذي كانت ترأسه آنذاك السيدة نزيهة مزهود ووفق الفصل 161 من المجلة الانتخابية فإنه يتم اعادة انتخاب المجلس البلدي خلال سنة من تاريخ تسمية النيابة الخصوصية وهو ما يعني ان انتخابات بلدية جزئية في حمام الأنف ستتم قبل نهاية 2007 . ن. ع (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)

حل المجلس البلدي بحمام الأنف علمنا أنه تم حل المجلس البلدي بحمام الأنف وتعويضه بلجنة وقتية أسندت رئاستها الى معتمد المدينة السيد محمد حمروني. علما أن بقية اعضاء اللجنة الوقتية هم: الطيب قاسم وعادل عميرة وفخر الدين باباي ومحمد المنجي كتلان وفريد هرلّي والطاهر المخ ومنجية غريبي. صحيفة جديدة يجري الاعداد حاليا صلب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات لاصدار صحيفة «مواطنون» لسان الحزب. وكانت السلطات مكنت الحزب من رخصة اصدار هذه الصحيفة قبل نحو ثلاثة أسابيع. ومن المتوقع أن يصدر العدد الأول من الصحيفة في بداية شهر جانفي القادم. وثيقــــة تنكب بعض احزاب المعارضة على اعداد وثيقة سياسية ستقدم خلالها رؤية جديدة لبعض القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولملفات التعليم والشأن الثقافي والقوانين المنظمة للشأن العام (قوانين الصحافة والأحزاب والانتخابات وغيرها..). (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)


سفير تونس في طهران يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإيراني

في موكب رسمي انتظم بمقر رئاسة الجمهورية بطهران قدم السيد حاتم الصايم يوم الثلاثاء (26 ديسمبر 2006) الى الرئيس محمود أحمدى نجاد الاوراق التي تعتمده سفيرا مفوضا وفوق العادة للجمهورية التونسية لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية. ونقل السفير التونسي بهذه المناسبة تحيات الرئيس زين العابدين بن علي الى الرئيس محمود أحمدى نجاد وتمنياته له وللشعب الايراني الشقيق بمزيد الرخاء والنماء. وأكد السيد حاتم الصايم حرص رئيس الجمهورية على تعزيز علاقات التعاون المثمر القائمة بين البلدين الشقيقين. ورجا الرئيس الايراني من جهته السفير ابلاغ رئيس الجمهورية مشاعر وده وتقديره واعجابه بالمسيرة الموفقة التي تعرفها تونس تحت قيادته الحكيمة متمنيا لسيادته وللشعب التونسي مزيد السعادة والهناء. (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)


خطة عشرية للنهوض بالصناعة ..

تونس: 100 مؤسسة تساهم بـ 6،50% في الصادرات

تونس – صالح عطية :

ذكرت بيانات حكومية حديثة الصدور، أن الـ100 مؤسسة تصديرية تعتبر الأولى ( من بين 5 آلاف مؤسسة مصدرة في البلاد )، تحتل مكانة محورية ضمن نسيج الجهاز التصديري التونسي، عبر مساهمتها بنحو 50.6% من الحجم الإجمالي للصادرات، وحوالي 28.2% من حجم الواردات.

وجاء في بيانات أصدرها المركز التونسي للنهوض بالصادرات، ( هيئة حكومية تعنى بتطوير التصدير في تونس )، أن المؤسسات المصدرة، تتوزع بالأساس على قطاع النسيج بنحو 37 مؤسسة، تليها الصناعات الميكانيكية والكهربائية بتسع وعشرين مؤسسة ، ثم القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية ( 10 مؤسسات )…

وكشفت هذه البيانات التي حصلت  » الشرق  » على نسخة منها، أن حوالي 88% من المؤسسات التي تنتمي إلى قائمة المائة الأوائل، يقل رقم معاملاتها عن 100 مليون دينار تونسي ( الدولار يساوي 1330 ديناراً)، بما يجعل مردود هذه المؤسسات على نسق التصدير – وبالتالي على الميزان التجاري التونسي – ضعيفا، سيما وأن نحو 90% من المؤسسات التونسية، هي من صنف المؤسسات الصغرى والمتوسطة.

ويوجد من بين المؤسسات العشر الأولى المصدرة، 3 مؤسسات من القطاع العمومي و5 مؤسسات أجنبية، يصل رقم معاملاتها إلى حوالي 21.6% من جملة الصادرات التونسية، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه هذه المؤسسات نسبة 0.2% من مجموع الجهاز التصديري برمته.

 

ويبدو أن هذا المردود الضعيف لقطاع التصدير في اقتصاد البلاد، يفسره إقدام الحكومة على إعداد خطة عشرية للنهوض بالقطاع، تقوم على تنويع المنتجات، وتعدد الأسواق، إلى جانب عصرنة آليات تنمية الصادرات، وتسهيل التموقع في الخارج.

الجدير بالذكر، أن الجهاز التصديري التونسي، يتوفر على ما يزيد على 5500 مصدّر في الوقت الراهن.. وهو رقم مرشح للزيادة خلال المرحلة المقبلة، باعتبار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، أو تلك التي تعتزم تطبيقها مع مطلع العام الجديد بموجب موازنة العام 2007 وبنود قانون المالية الجديد.

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)


مجلة « تـواصـل » قريبا جدا في الساحة الإعلامية

إعـلام هـام نعلم القراء الكرام في كل أنحاء العالم، أنهم سيكونون على موعد قريبا جدا مع مجلة تواصل، مجلة التحليل السياسي الرصين، والنص الإبداعي الرشيق… ** الـتـعـريـف 1 / مجلة فصلية سياسية ثقافية مستقلة مقرّها باريس. 2 / تصدر عن المركز الدولي للتواصل الإنساني. 3 / مجلة ورقية مطبوعة، ناطقة باللغة العربية، لها موقع على شبكة الانترنيت. 4 / تحتوي المجلة على أربعين صفحة، موزعة بين عدة أقسام، تعنى بالشؤون الدولية، والقضايا المغاربية والمشرقية، والهموم المهجرية، إلى جانب جزء ثقافي يشمل أركان مختلفة. ** الأهـداف 1 / مجلة تواصل / هي تواصل بين الماضي والحاضر، واستشراف للمستقبل، مستوعبة للانتماء الحضاري في تجلياتة الإنسانية، متواصلة مع الواقع والمحيط بلغة العصر، بتنوع أبعاده السياسية والثقافية، وهي تواصل بين المهاجر والأوطان، وبين الشرق والغرب، وجسر للتواصل الإنساني. 2 / مجلة تواصل/ تطرح على نفسها التواصل مع الحراك السياسي والثقافي، الواعي بالمرحلة والرافض للرداءة والانحدار. 3 / مجلة تواصل / تهتم بالتحليل السياسي والثقافي الرصين، لمجمل القضايا والمستجدات الدولية والعربية، من أجل محاولة تأسيس خطاب سياسي وثقافي، مبنييّ على المعرفة والاختصاص والمهنية، في استقراء الواقع والمحيط، بعيون مفتوحة على التحولات الدولية والإقليمية. 4 / مجلة تواصل/ منبر يحترم الرأي والرأي المضاد، في نطاق الإيمان باختلاف الرؤى مبدءا، والتحاور مع الآخر منهجاً، والتعددية السياسية والثقافية قناعةً، معتمدة منطق الحجّة والنزاهة والاستقلالية، تحليلا واستقراء. 5 / مجلة تواصل/ منبر يحاول أن يكون نوافذ مفتوحة على القضايا السياسية والثقافية الدولية والعربية، والهموم المهجرية تحليلا منحازا للرصانة والموضوعية. 6 / مجلة تواصل/ مجلة تهتمّ بطرح الأسئلة السياسية والثقافية الحرجة، حول مجمل الهموم العربية والدولية، والمهجرية وإثارة المسكوت من المنطوق. الأركـــــــــــــــــــان الافتتاحية ركن ثابت في كل عدد، يكون مسحا عاما ومدخلا، يحاول تثبيت معاني توجهات المجلة، استخلاصا من الأحداث المتداولة، واعتمادا على الأهداف المرسومة. قضايا مهجرية قسم يعنى بالهموم والإشكاليات المهجرية، بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية والسوسيولوجية. نوافذ قسم يختص بالتحاليل السياسية والثقافية، المفتوحة على المشرق والمغرب. شؤون دولية قسم يختص برصد السياسات الدولية والتوجهات الثقافية والاقتصادية، وانعكاساتها على الأوضاع العالمية، من خلال التحليل التشريح لمجمل الطروحات الدولية. ندوات ركن تثار فيه إشكالية سياسية أو فكرية أو اقتصادية، تطرح على بعض المختصين لاستجلائها، أو حوار مع أحد الشخصيات في مختلف المجالات، أو تغطية بعض الندوات الهامة. مواطن بلا عنوان عمود يتصيّد بعض أوجاع المواطن العربي. تحقيقات ركن يهتم بتسجيل بعض الروبرتاجات الميدانية لغة الحضارة ركن، يتناول قضية حضارية من تاريخنا العربي والإسلامي. فضاءات ركن يحتضن الرؤى المتعددة والمتنوعة للمفكرين والسياسيين والإعلاميين والكتاب والفاعلين في مختلف الميادين. كمبيوتر ركن يعنى بالتكنولوجيا الجديدة مساهمات ركن مفتوح على مساهمات واقتراحات القرّاء. حقــــــــــــــــول (وهو الجزء الثقافي يشمل عدة أركان منها ) دراسات ركن يختص بالتحليل الثقافي، لمجمل القضايا المطروحة عربيا ودوليا. لقاء ركن يحاور الشخصيات الثقافية التي لها حضور على المسرح الثقافي الدولي.
قناديل ركن يهتم باقتطاف مقولات وحكم إنسانية. قراءات ركن يتناول بعض الكتب، ومحاولة قراءتها نقدا وتشريحا، أو نشر مقتطفات من الكتب الهامة. شخصيات ركن يزيل اللثام عن بعض الشخصيات الإنسانية والتاريخية للتعريف بها. مدن التعريف بمدينة عالمية لها إشعاع تاريخي وإنساني. إبداعات ركن يشمل المساهمات في الشعر – القصة – النثر – النقد السينمائي – الفن التشكيلي، الكاريكاتور… ******************************************************* الطاقم المسير تتركب مجلة تواصل من فريق عمل يتكون من :
رئيس التحرير وهو المسؤول الإداري والقانوني المشرف على تنزيل توجهات المجلة، ومراقبة النهج والخط السياسي للمجلة، حتى لا تحيد عن الأهداف المرسومة، تساعده: هيئة تحرير متكونة من أقلام متنوعة الاختصاص، فاعلة في الحقل السياسي والإعلامي والفكري والثقافي والحقوقي، تساهم كتابة ورأيا وتعريفا واستكتابا في إنجاح المجلة، إلى جانب نخبة من: المراسلين من دول مختلفة، لتطعيم المجلة عن طريق المتابعة الميدانية للأحداث، واستكشاف القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية من مصدرها.
*******************************************************
فريق المجلة رئيس التحرير
الطاهر العبيدي / صحفي وكاتب
هيئة التحرير
د. شيماء الصرّاف / باحثة في الحضارة الإسلامية د.غني العاني / قانوني وخطاط جوزيف غطاس كرم / كاتب مهتم بالقضايا العربية د. نصيف الجبوري/ مهتم بشؤون الشرق الأوسط فتحي النصري/ محامي كاتب وحقوقي ثريا وقاص/ مختصة في الترجمة واللسانيات والآداب.


تونس 2006: تردد ومراوحة وضبابية

مرة أخرى، تنقضي سنة وتكون محصِّـلتها على الصّـعيد السياسي مخيبة لآمال وتوقعات أوساط واسعة، بعضها معارض للحكم، وأخرى قريبة منه.

فسنة 2006 سادتها حالة تردد « غير مفهوم أو غير مبرر »، حالت دون اتِّـخاذ عدد من الإجراءات التي كان من شأنها أن تُـساعد على خلق حركية، دون أن تغيّـر موازين القوى. فما هي أبرز ملامح المرحلة التي انقضت وكيف تبدو توقعات السنة الجديدة؟ كان عام 2006 في تونس عام « المؤتمرات » بامتياز، سواء على الصعيد السياسي أو الجمعوي، وقد عكست التفاوت القائم بين الآمال والواقع، وسنكتفي بالإشارة إلى أربعة منها. أولها، مؤتمر « الاتحاد العام التونسي للشغل »، هذه المنظمة، ذات الثقل الاجتماعي والسياسي، التي ساهمت في تحديد ملامح وبناء دولة ما بعد الاستقلال. وبالرغم من أن موازين القوى لم تتغيّـر بشكل كبير داخل المكتب التنفيذي، كما طغت الحسابات الانتخابية على أجواء المؤتمر وكواليسه، إلا أن التجاذب الحاد بين المجموعات النقابية والشفافية التي ميّـزت عملية الاقتراع، والنبرة الاحتجاجية التي سادت أحيانا دِفاعا عن استقلالية الاتحاد ورغبته في تعميق الممارسة الديمقراطية داخله، كل ذلك أشّـر على أن هذه المنظمة مرشحة لتستعيد خلال السنوات القادمة شيئا من حيويتها، ليس فقط على الصعيد النقابي، ولكن أيضا على الصعيد السياسي، بعد أن نجح النظام منذ مؤتمر سُـوسة عام 1989 في تحويل الاتحاد إلى « حليف ثابت »، وهو تحالف لا يزال مستمرا، لكنه بدأ يتراجع منذ أن رفض النقابيون تزكية منظمتهم للإنتخابات الرئاسية الماضية، ولم يقبلوا بتعيين ممثلين عنهم داخل مجلس المستشارين، وانتقدوا الدعوة التي وجِّـهت إلى شارون لحضور فعاليات الجولة الثانية من قمة المعلومات. ويتعلّـق الحدث الثاني بمؤتمر « الحزب الديمقراطي التقدمي »، الذي تطورت هياكله بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، فبدا أكثر الأحزاب قُـدرة على استقطاب الأنصار في مرحلة تراجعت فيها رغبة الالتحاق بالنشاطات الحزبية أو الجمعياتية، وقد تميّـزت مسيرة الحزب بمشاركة فاعلة في أهم الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عام 2000. ومما أضفى على هذا المؤتمر نُـكهة خاصة، قرار أحمد نجيب الشابي عدم تجديد ترشحه لمنصب الأمانة العامة، ممّـا وفر فرصة للمناضلة « مية الجريبي » لتكون أول امرأة تونسية تتولّـى قيادة حزب سياسي. لكن التحدّي الرئيسي، الذي لا يزال يُـواجهه الحزب، هو مدى قدرته على هضم تعدديته الداخلية، التي اختارها مؤسسوه بوعي منذ البداية في مرحلة « التجمع الاشتراكي التقدمي »، تعددية تفرض مستوى عال من الانضباط والنّـضج السياسي واحترام الآخر والانفتاح الواسع على المحيط، وهو ما يفرض مُـرونة وتكيُّـفا فكريا وتنظيميا مع المتغيِّـرات، التي تفرزها حتما مرحلة الانتقال من حزب صغير إلى حزب يطمح للجماهيرية. كما شكّـل الحوار والاختلاف العلني والشفاف حول تقييم المسار العام للحزب، نقطة قوة لصالح الديمقراطية الداخلية، هذا الحوار الذي فجّـرته الورقة التي أعدّها عضوا المكتب السياسي (محمد القوماني وفتحي التوزري)، والتي تناولت أبرز التحدّيات والعوائق التي تواجه مسيرة الحزب، وبالخصوص تحديد طبيعة العلاقة مع السلطة وبقية مكَـوِّنات المعارضة الديمقراطية. كانت محاولة جدية في اتّـجاه التخفيف من ظاهرة التناحر الشخصي داخل الأحزاب التونسية، ومحاولة استبدالها باختلاف في الرؤى والبرامج بين متنافسين حقيقيين، وذلك بالرغم من « التشنُّـج »، الذي اتّـسمت به ردود البعض. قبل ذلك بفترة وجيزة، عُـقد أيضا مؤتمران آخران لهما صلة قوية بالحالة السياسية العامة، مؤتمر أرباب العمل (الأعراف) « الاتحاد العام للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ». وبالرغم من أن القيادة لم يطرأ عليها تغيير جوهري، حيث تم تجديد العُـهدة مرة أخرى للهادي الجيلاني، إلا أن شيئا ما قد بدأ يتغيّـر داخل هذه المنظمة، التي تشكّـل أحد الدعائم الرئيسية لنظام الحكم. فنسبة التجديد المرتفعة، التي حصلت على مستوى الهياكل الوسطى والانتقادات التي وجِّـهت لأسلوب إدارة الاتحاد والملفات الساخنة التي نُـوقشت من قِـبل أصحاب المؤسسات الاقتصادية، كل ذلك وغيره قد عكس إلى حدّ ما رغبة دفينة لدى رجال الأعمال في أن يُـمارسوا دورا فعليا في وضع السياسات ومراقبة تنفيذها في كنف الشفافية والديمقراطية الداخلية واستقلالية اتحادهم، وذلك في مرحلة يحمِـل فيها القِـطاع الخاص مسؤولية كبيرة، دون أن تتقيد السلطة بجميع شروط الشراكة الحقيقية. أما مؤتمر « جمعية القضاة »، فقد عُـقد بدون روح، وخلا من كل مظاهر المنافسة، حيث كانت غايته الاحتفاظ بالهيكل وقطع الطريق نهائيا أمام التيار الاستقلالي، الذي لا يزال يتمتّـع بمصداقية عالية في الأوساط القضائية، خاصة بعد أن عوقبت رموزه. فالسلطة لم تكن مستعدّة لكي تتساهل مع الذين يُـنادون بإعادة النظر في العلاقة بين السلطتين، التنفيذية والقضائية. سنة الأزمة.. « أزمة المعارضة » تميّـزت سنة 2006 بإحساس حادّ لدى المعارضة، يُـشعِـرها بأنها فاقدة للتأثير وعاجزة عن الارتقاء بأدائها، وتستوي في ذلك الأحزاب الموالية للحكم أو تلك التي صعدت في خطابها الاحتجاجي وحاولت بناء جبهة مضادة للسلطة. فالدائرة الأولى من الأحزاب قررت أربعة منها تأسيس ما سمي بـ « اللقاء الديمقراطي »، وهو عبارة عن هيئة تنسيق فيما بينها من أجل الدفاع عن نفسها ضد من يشكِّـكون في مِـصداقيتها واستقلاليتها، ويصفونها بـ « الأحزاب الإدارية » القابلة بدور الديكور في ظل نظام أحادي، وهو تشكيك لا يصدر أيضا حتى « عمّـن يُـعتبرون محافظين في أوساط الحزب الحاكم « حسبما أشار إلى ذلك مقال ورد بصيفة » الوحدة الناطقة باسم حزب الوحدة الشعبية (ممثل في البرلمان). أما الدائرة الثانية من الأحزاب، فقد لجأت إلى كل الوسائل للتعبير عن رفضها ومحاولة منها للخروج من حالة العجز، لكنها وجدت نفسها تدور في حلقة مفرغة، نتيجة الحصار وغِـياب السّـند الشعبي وقلّـة الأنصار. في هذا الإطار، لم يجد رئيس حزب « المؤتمر من أجل الجمهورية » (محظور) المنصف المرزوقي سوى التوغل أكثر في اتّـجاه تكريس القطيعة مع النظام، الذي يعتقد بأنه « لا يصلُـح ولا يُـصلَـح ». وبناء عليه، دعا الشعب التونسي إلى العِـصيان المدني، لكن بعد أقل من شهر، عاد إلى فرنسا بدون حصيلة تُـذكر، باستثناء الشجاعة السياسية والصّبر على الأذى و »إقامة الحجة » على الجميع، وإرباك السلطة التي تخلّـت عن إيقافه ومحاكمته. في مقابل ذلك، اقترح القوماني والتوزري في ورقتهما – التي عرضاها على أعضاء حزبهما وأثارت جدلا واسعا – تبني « الخيار الثالث »، الذي يتجنّـب القطيعة مع السلطة، ويؤكّـد على مبدأ « المشاركة »، أي العودة إلى المنهج الإصلاحي من خلال تبنّـي « إستراتيجية الضّـغط السياسي على النظام، إلى جانب الحوار معه ». لكن المشكلة التي يواجهها أصحاب هذا الطرح، وهم موجودون داخل عديد الأحزاب والجمعيات، تكمُـن، حسب اعتقاد البعض، في أن السلطة لا تزال ترفض محاورة حتى ذوي الأيدي الممدودة إليها، بمن في ذلك أعضاء في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أو معتدلون داخل حركة النهضة أو خارجها، الذين لا يزالون يُـطالبون منذ أكثر من سنة بالتطبيع السياسي مع نظام الحكم تحت عنوان « المصالحة »، ولهذا كان من الطبيعي أن يطرح محمد حرمل، رئيس حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) السؤال التالي: لماذا لم توفّـق المعارضة الديمقراطية والتجديد جزءً منها في إخراج الحياة السياسية من المأزق.. ولم تتمكن من ترجيح الكفة وتعبئة المجتمع في سبيل الديمقراطية؟، وهو إذ يعتقِـد بأن الحل يكمُـن في بناء الحزب الواسع، لكن لماذا عجزت الأحزاب، وفي مقدّمتها حركة التجديد في تأسيس هذا الحزب الواسع الديمقراطي والتقدمي، أي البقاء داخل الحلقة المفرغة وتكرار لحدوثة البيضة والدجاجة؟ سنة الضباب واضطراب الرؤية اتسمت سنة 2006 أيضا بكثرة الإشاعات، وانقضت دون أن يُـغلق ملف المساجين السياسيين نهائيا، وبدلا أن يطلق سراحهم، تم التوسع في ملاحقة من يوصفون بالسلفيين، وإيقاف العشرات أو المئات منهم وإصدار أحكام قاسية ضد العديد منهم، كما تميّـزت هذه السنة بموجة جديدة من ملاحقة المحجّـبات، دون تحقيق نتائج فعلية وتشديد الخناق على محاولات إعادة البناء الرمزي لحركة النهضة، كما استمرّت إرادة منع الرابطة من عقد مؤتمرها، وحالت الشرطة دون السماح للهيئة المديرة بتعميق المشاورات، حتى مع أصحاب المبادرات الداعين إلى الاعتدال والتوافق وتبنّـي الحلول الوسطى. لكن رغم أن اللّـجوء إلى قِـوى الأمن قد تكثف، حسب الكثير من المراقبين، إلا أنه في خطٍّ مُـواز تحمّـلت السلطة تواصل صدور صحيفة « الموقف »، رغم جُـرأتها العالية، وتم السماح لمكونات مبادرة 18 أكتوبر من عقد بعض الاجتماعات على إثر سلسلة من قرارات المنع والمحاصرة، ووقع تمكين حزب « التكتل الديمقراطي للعمل والحريات » من رخصة إصدار صحيفة « مواطنون »، بعد تردد وممانعة. كما تضمن خطاب الرئيس بن علي في الذكرى 19 لاستلامه السلطة، دعوة إلى تنشيط الحِـوار مع جميع مكوِّنات المجتمع المدني في ظل « الميثاق الوطني » (تم التوقيع عليه يوم 7 نوفمبر 1988) حول ملفّـات المرحلة القادمة، غير أن هذه الدّعوة بقِـيت على الصعيد العملي بدون تفعيل أو صدى، أما على صعيد الإعلام، فقد هبّـت على بعض الصحف المحلية نسمة خفيفة من الجُـرأة المسموح بها، لكن سرعان ما أغلق القوس، قبل أن يُـفتح من جديد وِفق وتيرة مضطربة. حالة التردد والمراوحة، جعلت الكثيرين يخشون من أن يفتح جمود الحياة السياسية الباب أمام المغامرين والمتطرفين، لهذا السبب، أصيب هؤلاء بالرّجفة، عندما تمّ الإعلان مساء 23 ديسمبر عن تبادل طلق ناري مع مسلحين مختفين بأحد المنازل، الواقعة في جنوب العاصمة، وهي حادثة تُـعتبر الأولى من نوعها. وبالرغم من أن البلاغ الرّسمي قد وَصف المجموعة بأنها من المجرمين الخطرين، إلا أن بعض الأوساط تخشى من أن يكون الأمر من صنع « خلية نائمة »، كما أشار إلى ذلك مراسل صحيفة الشرق الأوسط في العاصمة الجزائرية، وهي فرضية تُـثير رعب كل الذين يخشون على أمن تونس واستقرارها، ويأملون في أن يبقى الاعتدال هو السِّـمة الملازمة للمعارضة التونسية. وبقطع النظر عن هذا الاحتمال، الذي لا يوجد ما يدعمه حتى الآن، فإن السؤال المطروح لا يزال يتكرّر في صيغ متعددة: هل تكون السنة القادمة سنة تفعيل دور المعارضة ومنظمات المجتمع المدني؟ وهل تبلغ السلطة درجة الاقتناع بأن الانفتاح السياسي يحمي الاستقرار وينمي روح الاعتدال ويخدم صورة النظام؟ لا يملك أحد الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، التي تتكرّر مع خاتمة أو افتتاح كل عام، لكن قد يطرح البعض سؤالا آخر – في سياق نتصل – : ماذا أعدّت السلطة للاحتفال بمناسبتين: الأولى، مرور خمسين عاما على إعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكي، والثانية مرور عشرين سنة على ذكرى السابع من نوفمبر 1987. صلاح الدين الجورشي – تونس (المصدر: موقع سويس انفو 28 12 2006)


المشروع الإسلامي التونسي ونزيف الانسحابات (3/3) الجــــــزء الثــــالث

د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr

الطريــق الثــالث ( [1] ) ليست الأسطر التالية دعاية ولا إشهارا لحركة أو فصيل، وإن كنا في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي الذي ننتمي إليه نسعى إلى بلورة مسلك حضاري داخلي سليم وتكوين خطاب فكري وسياسي شفاف وديمقراطي، ولكن هذه الأسطر تبقى تكريسا لآمال وإرادات وعزائم وطموحات، وبداية بناء نطمح من خلاله، التأكيد على أن مواصلة العمل السياسي والبناء الفكري الإجرائي والحضاري، وعدم مغادرة ساحة الفعل والإنتاج، ممكن وأسلم وأصلح وأجدى وأنفع داخل المرجعية الإسلامية، لما تحمله من ثراء وواقعية، وذلك عبر أنسنة المشروع الإسلامي. وتتجلى هذه الأنسنة أولا في القراءة النوعية للموروث، وثانيا في تأثيراتها المباشرة داخل البناء الحركي والهيكل السياسي. فالمنتمي ليس عنصر تصفيق وتهليل وتكبير وتعظيم والمشي منحني الظهر وراء الزعيم والقائد، ولكنه إنسان مكرم له مكانه داخل البناء، يحميه قانون داخلي وآليات عمل واضحة المعالم والأفق يبني على سنة التداول والتدرج. فليست الحركة السياسية ذات المرجعية الإسلامية حركة شيخ ومريديه، ولكنها حركة مدنية تحكمها قوانين وآليات.  كما تظهر هذه الأنسنة في الخطاب الإسلامي نفسه في فرزه وغربلته للموروث واعتماده حصرا على البعد الإنساني في مقاصده وأهدافه وفي فلسفة بناءه، ، وهي روح مقدسه النصي والقولي  والفعلي. تنطلق من نداء مدوّي  » ولقد كرمنا بني آدم » [الإسراء 70] لتتواصل في حقيقة حاسمة « هو الذي خلقكم من نفس واحدة » [الأعراف 189] لتحط رحالها بهدوء  » وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا » [الحجرات 13].  ومن هذه الأنسنة ووفق قراءة مقاصدية أساسها إنسانية الإنسان، ينطلق البناء السياسي في إعلاء قيم المواطنة في مجتمع مدني أصيل، وقد كان دستور المدينة وثيقة معتبرة في هذا الإطار، ومن هذه الأنسنة يبرز البناء الاقتصادي معتمدا على قيم الحق والعدل، ومن هذه الأنسنة تتشكل عقلية وثقافة الفرد والمجتمع على أسس من الأخلاق ومنظومة قيم تعتمد أساسا على قيمتي الحرية والمسؤولية الفردية والجماعية. إن المشروع الإسلامي الحركي التونسي يعيش ولا شك أزمة متعددة الجوانب والأبعاد، ولا نخال في هذه الأسطر، إلا قد لمسنا إحداها ولعلها أهمها وأخطرها، ولا يمكن لهذا المشروع أن يواصل طريقه بأمان وسلام إذا لم يع خطورة هذا النزيف الذي يطاله والذي يجعله يفقد طاقاته ورجاله تمهيدا لفقده لوجوده ولكيانه، خاصة أن الفراغ الذي تحدثه الانسحابات كثيرا ما يملأه الغث على حساب السمين فيكون التردي ويكون الهوان. كل هذه الأصناف من الطاقات المهمّشة والمستبعدة، والمتعددة الاختصاصات والإمكانيات، والمختلفة التصورات والممارسات، والتي ضمر دورها وقلّت فعاليتها أو غابت ذاتها، لا يجب التنازل عنها وتركها لنفسها، أو لغيرها حتى يستثمر قدراتها وتاريخها، ويوظف أفكارها وممارستها بعيدا عن المشروع. و إلا فهو إهدار لرصيد يندر وجوده، صقلته التجربة والمعاناة، وجمعته لفترات، أخوة ومؤاخاة، وتاريخ ومسؤوليات. والمصالحة معه ضرورة حياتية للمشروع، وشهامة وترفّع ومروءة وتواضع وتسامح، وكسر للأنا، وتأكيد للبعد الرباني للعمل ومنهجيته وأهدافه. إن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بما تحمله كلمة « اللقاء » من تجميع ورفقة وصحبة وتعدد وتنوع، وهو ما ركز عليه في بيانه التأسيسي، يؤكد على أن مجاله مفتوح لإمكانية تواجد أجنحة سياسية ومدارس فكرية داخله تنطلق من هذه المرجعية الإسلامية والديمقراطية التي تشكل النواة الصلبة والجامعة في مشروعه، ولا يرى في ذلك عيبا ولا نقصا ولا تشتتا، ولكنه يعتبره إثراءا للمشروع وتركيزا على البعد الديمقراطي في مرجعيته وآليته، فالقراءات انطلاقا من هذه المرجعية يمكن أن تتعدد وتتنوع وهو تأكيد مبدئي على مدنية المشروع وعدم سقوطه في قدسية الأفكار وعصمة الأفراد. إن هذه الطاقات بكل أصنافها والتي تواجدت يوما خارج الإطار، وقد أمضت جانبا كبيرا من عمرها وهي تحمل فوق رأسها هذا المشروع السياسي ذي المرجعية الإسلامية وتكابد على نجاحه، والتي لم ينصفها الزمن ولا الأهل، وعانت التشريد والمنفى والإلغاء والرفض والتقزيم والاستهزاء والاستخفاف من أجل مبادئ وثوابت آمنت بها ولم تلفظها، وهي التي لا تزال ترنو ولو من بعيد، وتأمل ولو وراء الأسترة، وتدعو ولو بصمت واستحياء إلى نجاح المشروع وتمكنه. ومهما كانت أسباب الافتراق والانسحاب، فإننا ننادي هؤلاء الأفاضل جميعا دون إقصاء، أن لا ييأسوا من هذا المشروع ولا يطالهم الإحباط ولا يبنوا مشاريعهم الشخصية المستقبلية على ردات الأفعال والسقوط في العداوة الرخيصة والإقصاء المعاكس، والتوغل في العمل الفردي مهما كانت نسبية نجاحه الحيني، أو الركون إلى الراحة والعيش « خبزيست » كما يريده الاستبداد لكل الوطن حتى يخلو له الطريق، فهم أرفع شأنا وأكثر وعيا، والتاريخ كما يرويه العقاد لا يعرف الكثير عن الذين أكلوا وشبعوا ولكنه يعرف الكثير عن الذين صاموا وزهدوا! والخروج ليس خروجا من ربقة الإسلام، فالانتماء للمشروع الإسلامي السياسي ليس انتماء عقيدة وإيمان، والخروج منه ليس خروج كفر وانحلال، والإسلام دين الجميع لا وصاية عليه لفرد ولا مجموعة، ولا تمثيلية له من أي طرف كان، في السلطة أو المعارضة، ومجال خدمته كثيرة ومتنوعة، غير أن القراءة السياسية والمدنية التي تتخذ من الإسلام مرجعية لبناء طرح مدني لا عصمة فيه ولا قدسية والذي يمثلها المشروع الإسلامي السياسي والمدني، هو في حاجة جمة لأبنائه واستيعابهم من جديد تحت يافطته بتنوع قراءتهم وتعدد مقارباتهم. إن الانسحاب لعدم وجود الإطار الذي يسمح بالكلمة المختلفة يمكن أن يكون حلا صائبا ولكن التحدي الحقيقي هو محطة ما بعد الانسحاب، ولا نخال هذه الطاقات الواعية والتي لا يزايد أحد على وطنيتها وعلى ما كابدته من أجل مشروعها ودفاعا عن الحرية لوطنها والكرامة لمواطنيه، لا نخالها صائبة وهي تغادر العمل الجماعي واللواذ بالصمت أو العمل الفردي. إن الشأن العام مسؤولية كل فرد، خاصة إذا كان هذا الشأن يعيش حالة توتر وجور واعتداء، وإن من النجاعة والجدوى والفعالية أن يعمل الكلّ في إطار جماعي حتى وإن كانت التجربة الأولى مرّة ولم تترك ذكرى طيبة. إن البناء لم يكتمل  ولكل موقعه ولكل فضله ولكل مساهمته، خاصة أن التعددية داخل الصف الإسلامي التونسي أصبحت اليوم واقعا ممارسا رغم التهميش الذي يطاله وهو معبر نجاة لهذا الانسحاب، وليس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي إلا صورة لهذا التعدد ولعله يكون صمام أمان.  فالمشروع الإسلامي في حاجة إلى كل أبنائه، إلى كل بناته، إلى كل صوت إلى كل قلم، يعري الاستبداد ويبني لما بعده، وإن كان البعض قد ذهب بعيدا في حالة القطيعة مع المشروع الإسلامي وأصبح يغالي في أطروحاته ويسعى إلى إعدام كل المشروع السياسي ويفتي حتى بتحريمه!!!، شعاره في ذلك « عليّ وعلى أعدائي » وهي متاهات لا تكسب صاحبها مصداقية الفعل وجماهيرية الممارسة..، وسيواصل المشروع طريقه وإن كثرت مطاعينه من الصديق والمنافس، لأن شرعية التواجد لا تحكمها الفتاوى و تعطيها أولا وآخرا الجماهير وصناديق اقتراع غير مثقوبة الأطراف. ورغم ذلك فإن المشروع السياسي ذا المرجعية الإسلامية يبقى مفتوحا على مصراعيه لإخوة الأمس القريب ولهذه الطاقات الملفوظة، وسيبقى يتطلع دائما إلى كل يد نظيفة تؤمن بهذا المشروع وتسعى من خلاله إلى رؤية تونس بخير وأهلها الطيبين يعيشون رفاهة روحية ومادية جامعة.
ـ انتهــــــى ـ
هــــوامش
[1]  لقد عبرنا عن هذا المصطلح وعن هذه الصيغة في الحديث، في الذكرى الأولى لتأسيس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي وأعطيناه بعدهما السياسي في المشهد العام، وما كتبناه هنا هو استكمالا لهذه القراءة وفتح أبواب أخرى لهذا الطريق الثالث. انظر « الطريق الثالث » الجزء الأول والثاني مواقع تونس نيوز والحوارنت والخضراء وموقع اللقاء ركن أنشطة اللقاء www.liqaa.net المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


في أوّل ندوة صحفيّة لها كأمينة عامّة ل « التقدّمي » الجريبي تطالب بتحويرات جوهريّة للدستور وتؤكّد على وحدة المعارضة

تغطية غسّان بن خليفة التأمت صباح الثلاثاء 27 ديسمبر الجاري بالمقرّ المركزي للحزب الديمقراطي التقدّمي بالعاصمة، أوّل ندوة صحفيّة للقيادة الجديدة للحزب والمنبثقة عن مؤتمره الوطني الرابع الذي انعقد مؤخّرًا بمدينة نابل، وقد أوضحت الأمينة العامّة المُنتخَبة السيّدة ميّة الجريبي انّ خلافتها للأمين العام السابق الأستاذ أحمد نجيب الشابّي تأتي في إطار حرص الحزب على تكريس مبدأ التداول الديمقراطي على المسؤوليّات، معبّرة عن استعدادها الكامل للعب هذا الدور الريادي والحفاظ على وحدة الحزب، وقيادته بروح توفيقيّة وبشكل جماعي. كما أكّدت الجريبي في معرض ردّها على أجوبة الصحفيّين تمسّك الحزب بخطّه السياسي الجدّي والرصين في آن، وبأنّ مناضلي الحزب الديمقراطي كانوا دائمًا ومازالوا « طلاّب حوار وانّ الحكومة هي التّي ترفض هذا الحوار وتفرض القطيعة لا على الأحزاب فقط، وانّما على كلّ مكوّنات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيّات وقضاة ومحامين وصحفيين واساتذة وغيرهم… »، مبيّنة تمسّك الحزب بالعمل صلب هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات وبمطالبها المشروعة، داعية المعارضة إلى المزيد من التوحّد والعمل المشترك ونبذ الخلافات. كما طالبت الجريبي يتحويرات جوهريّة للدستور بما يمهّد لإنتقال حقيقي إلى الديمقراطيّة « يمرّ عبر توفير شروط إجراء انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب ممثّليه ». وفي ما يتعلّق بموضوع الإسلاميّين الذي سأل عنه أحد الصحفيّين، قالت الجريبي ان حزبها دافع ومايزال عن حقّ الإسلاميين في التمتّع بحرّية العمل السياسي القانوني، كغيرهم من التيّارات، مشيرة إلى دعم « التقدّمي » للحوار الذي تشرف عليه هيأة 18 أكتوبر من أجل توضيح المواقف وتوحيدها في عدد من المسائل الخلافيّة كقضيّة المرأة والمكتسبات الإجتماعيّة وغيرها.. »حتّى تتفّق المعارضة على « ميثاق ديمقراطي » ومشروع واضح تتقدّم به إلى الشعب »، داعية إلى عقد ندوة وطنيّة للمعارضة في أقرب الآجال. وفي ردّها على سؤال حول إنتخابات 2009، قالت الجريبي انّ حزبها ينظر إلى هذا الموعد « على انّه استحقاق هامّ يجب ان يكون موعدًا للإنتقال الديمقراطي، وأنّه من السابق لوانه الحديث عن المشاركة فيه، وانّ حزبها سيبحث في هذا الأمر في الوقت المناسب، وانّه سيتشاور مع شركائه في المعارضة لمحاولة الوصول إلى موقف موحّد في ذلك ». كما ردّت الأمينة العامّة على استفسارات بعض الصحفيّين فيما يتعلّق بخطّة « مفوّض العلاقات الدوليّة » التّي سيضطلع بها الأستاذ أحمد نجيب الشابّي بعد تركه لقيادة الحزب، مبيّنة انّ هذه الخطّة لا تعني تعارضًا أو تنازعًا في الصلاحيّات مع خطّة الأمين العامّ، وانّما هي خطّة استحدثها مناضلو الحزب ووافق عليها المؤتمر بأغلبيّة ساحقة تكريمًا للأمين العام السابق، واستثمارًا لمكانته الوطنيّة والدوليّة في خدمة قضايا الوطن. كما أفسحت الجريبي المجال لأعضاء المكتب السياسي السادة المنجي اللوز، رشيد خشانة، عبد الجبّار الرقيقي، عصام الشابّي، رابح الخرايفي ومحمّد القوماني لمزيد توضيح وتفصيل بعض النقاط. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)  


المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي:

رسائل أمل للتونسيات و التونسيين

عبد المجيد المسلمي أنهى المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي أشغاله بنابل يوم الأحد 24 ديسمبر 2006 وسط أجواء احتفالية تعكس تفاؤل مناضليه و أصدقاؤه بمستقبل أفضل لشعبنا و وطننا.. و قد مثلت قضية الإصلاح السياسي نقطة مركزية في المؤتمر و نالت النصيب الأوفر من اهتمامات المؤتمرين ونقاشاتهم بالنظر لما يتسم به الوضع السياسي من انغلاق و استبداد. و في هذا المجال أكد المؤتمر على ضرورة اتخاذ إجراءات انفراجية عاجلة تتمثل بتحرير الإعلام وإطلاق حرية التنظيم للأحزاب و الجمعيات و الإفراج عن ما تبقى من المساجين في إطار عفو تشريعي عام، و هي إجراءات من شأنها تنقية المناخ السياسي و استعادة الثقة و الأمل في النفوس. كما طرح المؤتمر برنامجا متكاملا للإصلاح السياسي في بلادنا يحتوي على إصلاحات دستورية تؤمن التوازن بين سلطة الرئيس و سلطة الحكومة و سلطة البرلمان و تفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية و الرئاسية و القضائية و تنشئ محكمة دستورية تنظر في دستورية القوانين التي يتم استصدارها. كما طرح هذا البرنامج مراجعة جذرية للقوانين المنظمة للحياة السياسية و منها بالخصوص المجلة الانتخابية كخطوات أساسية للإعداد لانتخابات ديمقراطية و شفافة تمكن الشعب من الاختيار الحر لمن يحكمه و يسوسه. لقد وجه المؤتمر للتونسيين و التونسيات رسالة أمل مفادها أن تونس الحرية والديمقراطية ممكنة و أن الانغلاق و الاستبداد ليس قدرا محتوما على بلادنا و أن شعبنا أصبح ليس منذ الآن و إنما منذ سنوات عديدة جدير بحياة ديمقراطية حقيقية على غرار شعوب أخرى عربية وغير عربية و أنه من حق شعبنا الذي بلغ مستويات متقدمة من التعليم و من التطور الاقتصادي و من تحرير المرأة…. و كان في محيطه العربي و الإفريقي سباقا لتأسيس جمعيات أهلية عريقة مثل الإتحاد العام التونسي للشغل و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان….من حقه أن يدخل عصر الحرية و الديمقراطية مثل سائر الشعوب المتقدمة. و قد توقف المؤتمر عند التحديات التي يعيشها الاقتصاد الوطني و بصورة خاصة الصعوبات التي تعيشها بعض القطاعات الإستراتيجية مثل السياحة و النسيج و الفلاحة و تراجع الاستثمار الداخلي و الخارجي و انعكاساته السلبية على النمو بصورة عامة و على التشغيل بصورة خاصة نتيجة تراجع مناخ الاستثمار و الصعوبات التي يواجهها المستثمرون التونسيون و خاصة منهم الشبان و أصحاب المؤسسات الصغرى و المتوسطة و حتى العديد من أصحاب المؤسسات الكبرى نظرا لضعف البنية التحتية و غياب التوازن الجهوي و أوضاع القطاع البنكي و البيروقراطية الإدارية …. و قد أكد المؤتمر على الضرورة العاجلة لإصلاحات جوهرية و جريئة لأوضاع القطاع البنكي و أوضاع الجباية و الإصلاح الإداري وإضفاء الشفافية على التصرف في المال العام و ضرورة الحكم الرشيد…حتى ينطلق الاستثمار من جديد و تتحسن نسبة النمو الحالية بنقطيتين أو ثلاثة لتصبح قادرة على مجابهة الطلب المتزايد لسوق الشغل . فشعبنا الذي عرف بكده و نشاطه عبر تاريخه العريق والطويل و بناء على المكتسبات التي راكمها عبر العقود الماضية يمتلك كل المقومات البشرية والمادية حتى يتجاوز الصعوبات الاقتصادية الحالية و يندفع نحو النمو من جديد ليتبوأ المكانة التي تليق به لا فقط ضمن البلدان الصاعدة على غرار بلدان جنوب شرق أسيا و إنما أيضا ضمن البلدان المتقدمة في جنوب أوروبا. وتناول المؤتمر كذلك تدهور الأوضاع الاجتماعية للشغالين و لعموم الطبقات الشعبية التي لم تنل نصيبها كاملا من ثمار النمو و أصبحت تعاني من النزيف المتواصل للقدرة الشرائية و من السلبيات المتفاقمة للخدمات الاجتماعية مثل الصحة و التعليم و النقل و الخدمات البلدية و الأوضاع البيئية إضافة إلى استشراء البطالة و تفاقم ظاهرة غلق المؤسسات و تسريح العمال و التشغيل الهش و انتشار العديد من مظاهر الفقر و التهميش و الجريمة…. و قد طرح المؤتمر جملة من الإصلاحات التي من شانها مواجهة هذه المظاهر في سبيل الحد من ظاهرة البطالة و الرفع من المستوى المعيشي للطبقات الشعبية و تحقيق توزيع عادل للثروة الوطنية و التقدم على طريق العدالة الاجتماعية. فالإرث و التقاليد الاجتماعية العريقة في بلادنا و التي يمثل الإتحاد العام التونسي للشغل إحدى ركائزها الأساسية تبوأ بلادنا لأن تكون قريبة في نمط تنميتها و في خياراتها من أرقى البلدان التي حافظت على توازنات اجتماعية قوية و على تضامن متين بين الفئات و الجهات و الأجيال و على تنمية مستديمة تحافظ على البيئة وعلى خدمات اجتماعية أساسية ذات جودة رفيعة و لم تنسق إلى تيارات الليبرالية المتشددة التي تعصف بالمكاسب الاجتماعية و تكرس الحيف الاجتماعي و التفاوت الطبقي الفاحش. و قد توج المؤتمر بانتخاب اللجنة المركزية للحزب التي قوامها 80 عضوا و تمثل سلطة القرار في الحزب بين مؤتمرين. و قد تجددت تركيبتها بنسبة تتجاوز 50 بالمائة و تميزت بتواجد شابي هام حيث مثلت الشريحة العمرية بين 20 و 40 سنة أغلبية واضحة و هو ما يؤكد أن الشبان التونسيون يقبلون بكل حماس على النشاط السياسي و الجمعياتي المدني متى توفرت الظروف الملائمة ليصقلوا طاقاتهم و يساهموا في بناء وطنهم بعيدا عن التيارات الهدامة. و في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ بلادنا تم انتخاب الأخت مي الجريبي خلال المؤتمر أمينة عامة للحزب الديمقراطي التقدمي لتخلف في هذا المنصب مؤسس الحزب و زعيمه الأستاذ أحمد نجيب الشابي. و هو يؤكد لا فقط تمسك المؤتمر بتوجه جوهري للحزب في النضال من أجل المساواة التامة بين المرأة و الرجل و إنما أيضا نجاح إحدى الخيارات المجتمعية الأساسية التي انبنت عليها الدولة الوطنية الحديثة في تونس بعد الاستقلال و التي حررت نصف المجتمع و أعطت المرأة الأمل و الثقة في أن تتحمل أدق المسؤوليات و تتبوأ أرفع المناصب المهنية و في أجهزة الدولة و في مجال العمل السياسي. لقد أكد المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي أن الأوضاع في بلادنا لا تحتاج اليوم إلى مجرد مساندة نقدية أو اقتراحات أو نداءات لتحسين الأداء و إدارة الشؤون العامة. إنها تحتاج إلى إصلاحات جوهرية في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية تنخرط في النضال من أجلها جميع فئات الشعب التونسي من شباب و نساء و شغالين و أرباب عمل و فلاحين و تجار و عاطلين حتى تنطلق بلادنا على سكة الحرية و الديمقراطية و التقدم. و إذا كان الحزب الديمقراطي التقدمي يطرح على نفسه أن يكون في طليعة القوى المناضلة من أجل الإصلاح فإن تكاتف جميع القوى الخيرة من كل الأحزاب و التيارات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية….دون استثناء أو إقصاء و توحدها في كتلة تاريخية صماء موحدة و مصممة من أجل الإصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي هو الكفيل وحده بتحقيق النجاح في هذه المهمة التاريخية التي أصبحت مصيرية لشعبنا و وطننا حتى تنفتح أبواب الأمل مجددا أمام التونسيات و التونسيين. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)

صوت الجامعيين يعلو ويتميز في مؤتمر المنستير  1-2

          تغطية عبدالسلام الككلى *        لم تعرف أزمة نقابية طولا واستفحالا كما عرفهما ما يسميه البعض  » بأزمة التمثيل النقابي في الجامعة التونسية ورغم أنه قيل الكثير وكتب الكثير حول هذه الأزمة إلا أنه اتضح من خلال مشاركة وفد الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في مؤتمر المنستير أن تفاصيل هذه الأزمة تظل إما غامضة وغير معلومة بدقة لدي البعض أو مجهولة تماما لدى البعض الآخر . أطوار هذه الأزمة اندلعت في ديسمبر 1999 حين قرر الكاتب العام السابق للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي أن يمضي بمفرده وفي تحد سافر لإرادة القاعدة الأستاذية أن يمضي على اتفاق  » تحصَل » الأساتذة الجامعيون بموجبه على زيادة في الأجور مقابل الزيادة في ساعات العمل ( حوالي 0/0 20 ). امضي هذا الاتفاق إذن رغم معارضة صريحة له في مستوى القاعدة الأستاذية التي قالت كلمتها في اجتماعات النقابات الأساسية الممتلة للاجزاء الجامعية وفي اجتماع مجلس الإطارات الذي انعقد قبيل ساعات من إمضائه . كانت النتيجة سنتان من الصراع عبَر فيها الجامعيون النقابيون عن غضبهم من استفراد الكاتب العام المذكور بالرأي ومن تلاعبه بمصالح القطاع ودعوا إلى سحب الثقة منه . وقد أسفر هذا التحرك عن مؤتمر محمد علي في 27 – 28 أكتوبر 2001 وهو المؤتمر الذي عمق الأزمة إذ أنه كان مؤتمر التزييف بامتياز . فلقد عاد إلينا الكاتب العام المذكور بعد أن ضخم نيابات التكنولوجيين لأغراض انتخابية وتلاعب بشكل صريح وسافر بمصالحهم وقادهم تحت ضغط الوعود الزائفة إلى المؤتمر نظرا لحداثة هذا السلك وهشاشة أوضاعه . ولما تيقن عدد هام من النقابيين من طبيعة هذا المؤتمر ولما فشلت لجنة فرزالنيابات في إقناع جل الحاضرين بسلامة المؤتمر من حيث تمثيلية الحقيقية لسلك المدرسين الباحثين وسلك التكنولوجيين انسحبوا معلنين بذلك عن طور جديد في هذه الأزمة. هنا طرحت لأول مرة مسألة تمثيلية المدرسين التكنولوجيين . كان مطلب الجامعيين حينذاك التريث قبل إدماج هذا السلك في نقابة التعليم العالي والاقتصار فقط على القارين دون المتعاقدين أو العرضيين وعدم استخدام هذا السلك لجمع الأتباع والموالين وزرع الفتنة والإستيلاء بقوة التزييف والتلاعب على الهيكل النقابي.
ولما استحال في ذلك الوقت القبول بنتائج مؤتمرة 2001 المزيفة. فقد تقدم المنسحبون منه بطعن في مقرراته وفي المكتب الانقلابي الذي أسفرت عنه انتخاباته. وبعد التثبت في الطعن من قبل لجنة النظام التابعة للاتحاد ابطلت أعماله ونتائجه على أساس أن مابني على باطل فهو باطل وحلَ مكتب السيد مصطفى التواتي وهو نفسه الذي أمضى على اتفاقية 1999 ونودي إلى مؤتمر جديد خاص بسلك المدرسين الباحثين وهو المؤتمر الذي انعقد في 15 جوان 2003 .
وللتوضيح لم يكن موقف نقابة التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت من المدرسين التكنولوجيين موقفا من هذا السلك بل رفضا للتمثيل الزائف. ولذلك كان أول عمل بادرت به النقابة الجديدة التي أفرزها مؤتمر 2003 والتي أشرف على كتابتها العامة الأخ أنور بن قدور والتزاما بمقررات مؤتمر الإتحاد العام في جربة سنة 2002 أن تسير نحو إيجاد حلَ لتشرذم القطاع وتعدد النقابات الممثلة له وسعت منذ صعودها إلى صياغة علاقة جديدة بين كل المنتسبين إلى القطاع من المدرسين الجامعيين .
وبدأ التفكير جديا في خلق هيكل واحد موحد لهم جميعا وتمَ البدأ في تنفيذ المشروع منذ 2005 وذلك بإنجاز مؤتمرات توحيدية على مستوى النقابات الأساسية تضم الأسلاك الثلاثة أي المدرسين الباحثين بدرجتيهم أ و ب وسلك التكنولوجيين بكل درجاته وسلك المبرزين الحديث النشأة بالجامعة . ويعد استكمال هذه العملية عرض مشروع التوحيد في صيغته النهائية على مجلس قطاعي أشرف عليه أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد العام فأقر المشروع ودعا إلى مؤتمر توحيدي أنجز في 15 جويلية 2006 . وانتخب لأول مرة في تاريخ الجامعة هيكل عصري مسؤول وناضج يضم كل الجامعيين الذين وقع تمثيلهم على قاعدة التمثيل النسبي لكل سلك.
إذن حققنا المؤتمر التوحيدي في ظرف تمر فيه الجامعة التونسية بتحولات هيكلية مصيرية وتطرح فيه ملفات ذات أهمية قصوى من قبل منظومة إمد أو نظام الجودة أو ملف التربص والتأطير البيداغوجي ومسألة التقاعد وقبل ذلك مصير الجامعة العمومية في ظل سياسة الخوصصة وتحرير الخدمات.  
ورغم انجاز المؤتمر التوحيدي في كنف الشفافية والديمقراطية وبتأييد تام وواضح من قيادة الإتحاد وبمباركة صريحة من هيئته الإدارية الوطنية . فإن الأزمة المفتعلة ظلت على حالها بل ازدادت تعقيدا إذ أصبح البعض يسعون في وضح النهار إلى تكوين نقابات مستقلة وهمية لا أساس تمثيلي لها وأصبح يسهل على أي كان لم يرض بقرار أو لم يفز في انتخابات أن يستقوي على الإتحاد ويحشر القضاء في شؤونه الداخلية .
وقد انعكس هذا الوضع على نوعية العلاقة بيننا كجامعة عامة ووزارة التعليم العالي والتي وإن قبلت التحاور معنا اليوم بعد قطيعة قاربت السبع سنوات ( سبع سنوات دون تفاوض) إلا أنها جعلت هذا الحوار مشروطا بإشراك ما تسميهم أطرافا نقابية أخرى. وهذه سابقة خطيرة في تاريخ الإتحاد وتجاوز لسيادته في تحديد ممثليه لدى مؤجريهم. ولقد عقدنا لحد اليوم لقاءين مع سلطة الإشراف في ظل هذه الشروط وبهذا الشكل الذي فرض علينا ولم يكن ذهابنا إلى هذين اللقاءين يعني إطلاقا قبولنا بهذه الشروط بل كان لكي نكرس على أرض الواقع إقرار الوزارة بشرعيتنا وبتمثيلينا.
في هذا الظرف بالذات كانت مشاركة وفد الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في أعمال المؤتمر الواحد والعشرين للإتحاد العام التونسي للشغل الذي انعقد مؤخرا في مدينة المنستير.          لقد ذهب ممثلو الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي إلى مؤتمر المنستير لاتحاد  الشغل وهم خمسة، الكاتب العام للجامعة والسادة رابح الكحلاوي (كلية العلوم بتونس) سمير بالطيب (كلية الحقوق والاقتصاد بتونس) عبد السلام الككلي (كلية الآداب بمنوبة) وخموسي الحليوي (كلية الاقتصاد والتصرف بصفاقس) بهدفين محددين : 1-   إيصال صوت الجامعيين إلى المؤتمر وذلك بشرح تفاصيل أزمة الحوار الاجتماعي مع وزارة التعليم العالي وبإعطاء المؤتمرين تفاصيل ضافية حول تعمد الوزارة في الفترة الأخيرة إقحام ما تسميه « أطرافا نقابية أخرى » في الحوار مع الجامعة متجاهلة احتجاج قيادة الاتحاد على هذا الأسلوب.
2-   تقديم مشروع بيان حول الوضع النقابي بقطاع التعليم العالي والعمل من أجل تبنيه من قبل المؤتمر كورقة خاصة من ضمن الأوراق التي تتضمنها لوائحه المعروضة على المؤتمرين من اجل المصادقة عليها، وذلك بهدف ضمان التزام القيادة التي ستنبثق عن المؤتمر بمحتوى البيان وبالعمل على تجسيمه. كان الهدفان واضحين ولذلك انكب المؤتمرون الجامعيون حال وصولهم إلى النزل على صياغة البيان المذكور ودراسة بنوده وتحديد أهدافه. فتوخوا في صياغته الابتعاد عن الإطناب والإطالة واكتفوا فيه بنقاط محددة وصارمة، وكانوا على تمام الوعي بجدية ودقة مهمتهم ذلك أن مؤتمرات الاتحاد العام غير متعودة على المصادقة على بيانات أو لوائح خاصة بقطاعات دون أخرى.
كان توزع كلمات النواب مدروسا بدقة، أيام المؤتمر فقد اختاروا أن تمسح تدخلاتهم الخمسة المساحة الزمنية التي يستغرقها الوقت المخصص لتدخلات النواب فاختاروا بالاتفاق بينهم أن يكون المتدخل الأول من بينهم هو الكاتب العام للجامعة العامة باعتباره المسؤول الأول في الهيكل النقابي ولكن أيضا باعتباره محرك الفريق والمنسق لكل أعماله وعقله المدبر والمدرب على جو المؤتمرات،

كلمة  الكاتب العام  للجامعة العامة للتعليم  العالي والبحث العلمي

     

    كان تدخله صبيحة اليوم الثاني من أيام المؤتمر. كانت القاعة تغص بالحاضرين، مستعدة للإنصات بانتباه نتيجة العمل الدؤوب والمنهجي الذي قام به نواب الجامعة العامة فقد كثف الوفد من لقاءاته مع المؤتمرين شارحا لهم ملابسات وتفاصيل قضية التمثيل النقابي في الجامعة التونسية مؤكدين على الطابع السياسي للمسألة ملحين على خطورتها لا بالنظر إلى الجانب القطاعي منها ولكن بالإلحاح على مساسها باستقلالية المنظمة أولا وأخيرا.
اعتلى الأخ سامي العوادي المنصة فوجد الجوّ مهيأ للإنصات بدقة فأكد بداية على التمشي المسؤول الذي انتهجه المكتب التنفيذي للجامعة العامة من اجل تجاوز الأزمة وثمن المساعي المحمودة التي بذلتها قيادة الاتحاد لمناصرتنا ولكنه ألح على مجموعة من المسائل الجوهرية قائلا « إن صبر الجامعيين قد نفد إذ أن الأزمة قد طالت، فمن غير المعقول ولا المقبول أن تدافع كل النقابات عن منظوريها وأن تدخل في مفاوضات مع وزارة الإشراف التي هي راجعة إليها بالنظر وان تحصل من المكاسب على الكثير أو القليل وان تستثني من هذا التفاوض الجامعة العامة للتعليم العالي وذلك لمدة 7 سنوات، نعم 7 سنوات طويلة مضنية دون حوار ولا مكاسب رغم عديد النضالات والتضحيات الجماعية والفردية » وأكد الكاتب العام شارحا « إن استثناء الجامعة العامة مخطط يستهدف أساسا إسكات صوت الجامعي وتغييبه في الوقت الذي تمرّ فيه الجامعة التونسية بتحولات خطيرة وتطرح ملفات ذات أهمية قصوى بل مصيرية مثل منظومة « إمد » أو نظام الجودة او مسالة التاطير والتربص او ملف التقاعد. إن استبعاد الجامعة العامة لا يعني بالنسبة إلينا غير شيء واحد وهو الفراغ من هذه الملفات دون شريك أو محاور وصياغة هذه الإصلاحات الهيكلية برؤية ضيقة وواحدة هي رؤية السلطة. وعوض أن تلجأ الوزارة إلى حلّ الإشكال وإدماج الطرف النقابي كمحاور مسؤول منتخب ديمقراطيا ومخول، فإنها تلجأ مرة أخرى إلى تسميم الأجواء وتعميق الشرخ بتحريك عناصر دخيلة على الاتحاد مناوئة له وتوظيفها من أجل افتعال قضايا ما إن تصل إلى العدالة حتى تتأبد ويؤجل النظر فيها مرة بعد أخرى من أجل أن تصير سيفا مسلولا على رقاب النقابيين ». وأنهى الأخ سامي العوادي كلمته راجيا قيادة الاتحاد أن تكون منتبهة إلى طبيعة الأزمة التي ليست موجهة ضد الجامعة العامة فحسب بل ضد الاتحاد وقال موجها حديثه إلى أعضاء المكتب التنفيذي.  » هل تقبلون أن يتطاول كل من تسول له نفسه ذلك على المنظمة وان يعطل ظلما التفاوض والحوار في قطاع ما بتعلة وجود قضايا في المحكمة ? » ثم خاطب المؤتمرين مؤكدا لهم أن الجامعيين مقرون العزم على مواصلة النضال مهما كان حجم التضحيات وذكر بمقررات المجلس القطاعي الأخير الذي صادق على مبدأ التحرك النضالي لتحقيق المطالب بداية من جانفي 2007 ووعد النقابيين أن الجامعة العامة ستكون في صدارة النضال  قائلا إن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، مطالبا في آخر كلمته بتبني البيان الذي صاغه الوفد، وقرأه كاملا على النواب.
كانت كلمة الأخ سامي العوادي ذات تأثير خاص. فلقد بدا بشهادة الجميع بليغا دون إطناب ولا ثرثرة صارما مع قيادة الاتحاد دون مزايدة، مطالبا بالمساندة دون تملق ولا استجداء معلنا بشجاعة مسؤولية الجامعيين، هم أولا، في النضال وان كانوا في أمس الحاجة إلى مساندة كل القطاعات لهم ووقوف الاتحاد معهم   وقوفا يقينا ويقيه شرا المزايدين وما أكثرهم. !
لقد أعطى كل نائب خمسة دقائق فحسب للتدخل وكان الأخ ناجي مسعود رئيس المؤتمر صارما أشد الصرامة في إجبار المتدخلين بواسطة التحكم في المصدح على الالتزام بالوقت المخصص لهم، ولكن الاستثناء الوحيد في المؤتمر كله كان الأخ سامي العوادي، اذ رفضت القاعة في صوت واحد أن يقطع صوته لعمقه وبلاغته، فأكمل تدخله أمام جمهور قاطعه مرارا بالتصفيق الحار. فأعيدت له الكلمة فأكمل حديثه أمام جمهور منحاز تماما لقضية الجامعيين.                                                                                                 كانت هذه ضربة البداية، ومن أجل إعداد تدخلات بقية النواب، توزع نواب القطاع على أجنحة النزل بعد انتهاء الفترة الصباحية فشكروا للمؤتمرين موقفهم من تدخل الكاتب العام وشرحوا لهم أهمية البيان المعروض على أنظارهم وطالبوهم بإلحاح بتبنيه.
 
      * الكاتب العام  للنقابة الاساسية  بكلية الاداب    بمنوبة

 
الاتحاد العام التونسي للشغل:

معركة التوريث ومخاطرها

كان متوقعا أياما قبل المؤتمر أن يتولى السيد علي رمضان الإشراف على قسم النظام الداخلي وقد صرح نقابي من جهة صفاقس في اليوم الأول من أيام المؤتمر أنه قد تم إعداد سيناريو كامل للمستقبل سيتولى بمقتضاه عبد السلام جراد الأمانة العامة للاتحاد لبضعة أشهر فقط أو على الأكثر لسنة وسيتولى علي رمضان قسم النظام الداخلي ثم يتخلى جراد عن الأمانة العامة لعلي بن رمضان طواعية بدعوى المرض أو أية تعلّة أخرى في ما أسماه البعض توريثا للقيادة النقابية بين أصيلي قرقنة. وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات أو خطئها فإن إحساس عام ساد لدى النقابيين بأن أمرا ما يجري فعلا « لتوريث » القيادة في »القراقنة » لذلك رفع شعار « لا توريث ولا تمديد والعزيمة من حديد » بكثافة داخل قاعة المؤتمر وخارجه وخاصة عند نقاش نقطة دورتي المسؤولية في المكتب التنفيذي. وقد تبين بعد الإعلان عن نتائج التصويت وفوز علي رمضان بمقعد في القيادة الجديدة وتوليه مسؤولية النظام الداخلي أن ما تداولته الأخبار حول مشروع توريث الأمانة العامة ليس مجرد تخمين بل هو احتمال قريب جدا من الصحة وما إصرار علي رمضان على « افتكاك » قسم النظام الداخلي إلا مقدمة لوضع هذا الاحتمال موضع تنفيذ حالما يحين أجله. هذا هو الاستنتاج الذي انتهى إليه الكثير من النقابيين خاصة في أوساط الذين وقفوا ضد الحلف الذي ألّفه علي رمضان طوال الفترة التي سبقت المؤتمر. واليوم وقد بات الأمر على ما هو عليه، يتلقى العديد من النقابيين هذه التطورات بكثير من الخشية والتوجس على خلفية ما راج حول مشروع التوريث، لذلك بدأت بعض القراءات تظهر بين النقابيين حول معارك الغد واتجاهات تطور الصراعات النقابية المقبلة. يذهب البعض إلى الجزم بأن علي رمضان سيشن حملة تصفية ضد كل الذين وقفوا في وجهه قبل مؤتمر المنستير ليتخلص منهم ترتيبا للأمور في أفق تمرير الأمانة العامة لصالحه دون متاعب. ومن المرشح أن تطال هذه العملية ما يسمى بكتلة الشمال أي الاتحادات الجهوية بتونس واريانة ومنوبة وبنزرت والكاف إضافة إلى جهة قابس وبعض الهياكل القطاعية مثل المالية والصناديق الاجتماعية. وسيتحتم على مسؤول النظام الداخلي الجديد الانتظار لبضعة أسابيع وحتى أشهر قبل الشروع في حملة تصفية خصومه ولكي لا تفتضح نواياه بسرعة ومبكرا عسى أن « تتلاشى » بفعل الزمن رهانات المؤتمر والأحقاد التي خلفتها وينفرط صف القطب الذي تشكل ضده وبذلك تسهل عملية القضاء على خصومه. أما الأمر الثاني الذي قد يتعين عليه التزامه هو اختيار الحلقة الأضعف للبدء في حملته أي سيتعين عليه ترتيب أولوياته حسب قوة وتماسك الهياكل المقصودة بالهجوم والتصفية. فمن غير المجدي مثلا البدء بالاتحاد الجهوي بتونس أو الاتحاد الجهوي ببنزرت نظرا لحجم كل منهما حتى وإن كانا يعتبران رأس الحربة. فالخطة قد تتطلب حنكة « عسكرية » حقيقية تضمن عزل الحلقات الضعيفة وقطع كل طرق الدعم عنها وتحييد الحلقات القوية ريثما تحين ساعة الهجوم عليها بعد أن تكون قد فقدت قواعدها الخلفية وصارت معزولة وقابلة للتفكيك. قد يتطلب منه ذلك وقتا طويلا وصبرا كبيرا. لذلك يعتقد البعض الآخر أن السيد علي رمضان ربما لن يتوانى عن شن حملته التصفوية بعد أسابيع فقط أو بعد بضعة أشهر على أقصى تقدير خصوصا وأنه سيتعين عليه صرف اهتمامات كبيرة للمؤتمرات القاعدية والجهوية التي ستنطلق ابتداء من مستهل العام الجديد (2007) أي بعد أيام فقط ثم ستتلوها حملة تجديد الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية. ويعتبر الذين يذهبون إلى تبني هذا التحليل أن صعود بعض العناصر المعروفة بولائها إلى السيد علي رمضان إلى لجنة النظام الداخلي مثل نورالدين الطبوبي الذي انتخب منسقا لهذه اللجنة من المؤشرات الدالة على أن حملة التصفية آتية لا ريب بعدما توفرت كل مستلزماتها. لكن وبصرف النظر عن صحة هذه المبررات هل سيكون بمقدور السيد علي رمضان – حتى وإن دعمه الأمين العام في ذلك – أن يقدم على هذا المخطط الذي قد يوفر لخصومه دوافع إضافية لمزيد التكاتف والتضامن ويزيد في تمتين أواصر وحدتهم ويقوي جانبهم أكثر ما يضعفه ويعسر عليه بالتالي المهمة أكثر مما ييسرها. ويبدو أن أطراف التحالف المناوئ للسيد علي رمضان على وعي تام برهانات المرحلة القادمة بل أنهم بدؤوا بالاستعداد من الآن لمواجهة الحملة المتوقعة ويجد البعض في ما يحصل داخل المكتب التنفيذي الجديد المنتخب مؤشرات صريحة على نية الشروع بالهجوم المضاد للإعلان على بدء المعركة بصورة مبكرة. وريثما يتضح اتجاه تطور الأوضاع وحقيقة موازين القوى ولمن ستكون الغلبة يبدو أن مسألة توريث القيادة والتشبث بقرار مؤتمر جربة الذي أيده وثبته مؤتمر المنستير محور الصراع الداخلي في المنظمة النقابية لتعود المسألة الديمقراطية الداخلية إلى صدارة الاهتمامات النقابية تماما كما كانت خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي. وبرغم الأهمية التي تكتسيها هذه الواجهة من النضال النقابي في تونس فإن احتدام الصراع حولها وعلى هذه الخلفية، خلفية رغبة التوريث ورفضها، من الممكن أن يحوّل الصراع حول الديمقراطية النقابية وحول هذه المسألة بالذات إلى مجرد تلهية للنقابيين واستنزافا لجهودهم على حساب العناية بالملفات النقابية الأخرى، هذه الجهود التي ينبغي أن تعبّأ وتصرف لمواجهة تحديات الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتردي الذي يحيط بالنشاط النقابي وبالمنظمة. فالأجدر بالاتحاد وبقيادته الجديدة أن تنصرف لإعداد العدة لمواجهة انعكاسات العولمة الليبرالية المتبعة في بلادنا على مؤسسة الإنتاج وعلى واقع الشغل والمقدرة الشرائية للعمال وعلى واقع الخدمات العمومية وتردي جميع ظروف المعيشة. إن إهمال كل هذه القضايا وما سيترتب عنه من مآسي جديدة لمنخرطي المنظمة ولعموم الشغالين لفائدة قضايا أخرى داخلية مثل توريث القيادة يعد في حد ذاته جريمة في حق الشغالين والمنظمة لن يغفرها التاريخ للذين سيكونون سببا في إذكاء نار الصراع حولها. وعلاوة على ذلك فإن الإصرار على إشعال فتيل هذا الصراع من شأنه أن يعرض المنظمة الشغيلة التونسية لكل مخاطر التصدع والانقسام. لذلك فإن القبول بمقررات المؤتمر الأخير الخاصة بتحديد حق لترشح للمكتب التنفيذي بمرتين فقط، فضلا عن كونه ينمّ عن احترام قانون اللعبة الديمقراطية، فإنه سيمكن الاتحاد من الاستفادة من جهد النقابيين لمواجهة المخاطر القادمة ولتحصين الحركة النقابية ضد التشتت والانخرام. فهل يدرك السيد علي رمضان هذه الحقيقة أم يستمر على نواياه’؟ تركيبة المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر المنستير حسب عدد الأصوات التي تحصلوا عليها: –  محمد سعد: 303 صوتا –  منصف الزاهي: 269 صوتا –  عبد السلام جراد: 243 صوتا –  حسين العباسي: 232 صوتا –  محمد السحيمي: 225 صوتا –  رضا بوزريبة: 224 صوتا –  مولدي الجندوبي: 222 صوتا –  علي بن رمضان: 217 صوتا –  عبيد البريكي: 202 صوتا –  منصف اليعقوبي: 200 صوتا –  محمد الطرابلسي: 194 صوتا –  بلقاسم العياري: 192 صوتا –  محمد شندول: 191 صوتا (المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)


أصداء الساحة النقابية بعد مؤتمر المنستير

1- قرر المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل تأجيل النظر في سدّ الشغور بالمكاتب التنفيذية للاتحادات الجهوية (بن عروس، جندوبة، القيروان) والنقابة العامة للتعليم الأساسي بعد انتخاب كتابها العامين لعضوية المكتب التنفيذي الوطني لبداية شهر جانفي 2007. 2- من المنتظر أن تشهد عملية تسديد الشغور في مراكز الكتابة العامة في كل من بن عروس وجندوبة والقيروان والتعليم الأساسي إثر صعود السادة بلقاسم العياري ومولدي الجندوبي وحسين العباسي ومنصف الزاهي للمكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام تنافسا بين عديد الوجوه النقابية بهذه الهياكل، ففي بن عروس تنحصر المنافسة بين بوعلي المباركي ومحمد المسلمي، وفي جندوبة بين عياد الطرخاني وخالد العبيدي وفي القيروان بين صلاح السالمي وابراهيم الهادفي. أما في التعليم الأساسي فهي منحصرة في حفيظ البدوي وحفيظ حفيظ. 3- طالب علي رمضان عضو المكتب التنفيذي المكلف بالنظام الداخلي من زملائه في القيادة النقابية الجديدة أثناء اجتماعها الأول يوم الخميس 21 ديسمبر الجاري بمدّه ببرامج عمل أقسامهم ليتولى هو التنسيق بينهم، وقد رأى بعضهم في ذلك تدخلا في عملهم ورفضوا بحدة مقترحه باعتبار أن التنسيق بين الأقسام من مهام الأمين العام لا النظام الداخلي، ذلك ما عبّر عنه منصف اليعقوبي ورضا بوزريبة. أما مولدي الجندوبي فقد نبّه إلى أنه لن يسمح لأي كان بمصادرة حقه في التعبير عن مواقفه حيال القضايا العامة والوطنية. 4- افتتح الأمين العام عبد السلام جراد أوّل اجتماع للمكتب التنفيذي الجديد مستعملا عبارة « الإخوة » فقاطعه رضا بوزريبة بقوله « لسنا إخوة بيننا ملفات نقابية فقط » مفنّدا الأخوّة الكاذبة التي كتب عنها الشاعر الطاهر الهمامي في الثمانينات في إحدى مقالاته بمجلة حقائق – وهو نقابي آنذاك بالتعليم الثانوي – عندما بلغته رسالة عبد السلام المسؤول عن النظام الداخلي وقتها ليعلمه بقرار تجريده إثر أحداث غرة ماي ببورصة الشغل. 5- قبل توزيع المسؤوليات داخل المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد جرت في الكواليس استشارة بين بعض الأعضاء طلب فيها من حسين العباسي أولا تولي مسؤولية الإدارة والمالية ثم التشريع فرفضهما. وأثناء الجلسة الرسمية ترشح لقسم النظام الداخلي كل من علي رمضان ورضا بوزريبة فحصل الأول على 10 أصوات فيما لم يحصل الثاني إلا على صوته وصوت منصف اليعقوبي ومولدي الجندوبي. وترشح لقسم الإدارة والمالية محمد سعد ورضا بوزريبة فحصل الأول على 10 أصوات ولم ينل الثاني إلا صوته وصوت اليعقوبي واحتسبت ورقة ملغاة. 6- سأل الأمين العام في مستهل جلسة توزيع المسؤوليات عن نوع المشروبات التي يرغبون في طلبها فعلق اليعقوبي « كل شيء ما عدى الحليب لا » في إشارة منه إلى إصرار الأمين العام نفسه على إحضار الحليب في مثل تلك الجلسة في مؤتمر جربة السابق للتأكيد على أن الأمور ستكون « صافية لبن » وهو ما أكدت الأيام عكسه تماما. 7- انتخب السيد نورالدين الطبوبي عضو الاتحاد الجهوي بتونس (شركة اللحوم سابقا) عضوا ومقررا للجنة النظام الوطنية. 8- رفض السيد مولدي الجندوبي استلام مكتبه وهو نفس المكتب الذي كان على ذمّة العضو السابق سليمان الماجدي الذي لم يقع انتخابه في مؤتمر المنستير حتى يجمع هذا الأخير أدباشه منه. 9- عبّر السيد عبيد البريكي إثر جلسة توزيع المسؤوليات داخل المكتب التنفيذي وتصويته لفائدة علي رمضان للإشراف على قسم النظام الداخلي بأنه فعلا مع علي رمضان وسيظل دائما معه وراءه في المستقبل. وللتذكير فإن السيد عبيد البريكي قد ساند السحباني في مؤتمر الكرم الأول سنة 1993 في تنحية علي رمضان متعللا آنذاك بضرورة تخليص الاتحاد بكل الطرق –وبالتدليس إن لزم الأمر- من ممثل « اليمين الديني » لما يمثله من خطر على المنظمة الشغيلة. شوف العجب يا رجب ! 10- لوحظ الحضور المكثف، على غير المألوف، للمسؤولين النقابيين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي، حيث حضر مولدي الجندوبي وبلقاسم العياري ومنصف اليعقوبي من المكتب التنفيذي الوطني، وتوفيق التواتي وراضي بن حسين وروضة الحمروني من الاتحاد الجهوي بتونس، وبوعلي المباري ورضا الكنزاري من الاتحاد الجهوي ببن عروس، ومنجي عبد الرحيم الكاتب العام لجامعة المهن المختلفة، بالإضافة إلى عدد آخر من الإطارات النقابية من مختلف التشكيلات النقابية ونقابيي الحزب الديمقراطي التقدمي من تونس وصفاقس ومدنين والقيروان وغيرهم. 11- قام علي رمضان عشية يوم الثلاثاء 26 ديسمبر بجولة تفقد لمكاتب بعض الجامعات والنقابات العامة للإطلاع على ظروف عملها فعلق البعض على ذلك بأن علي رمضان قد بدأ يتصرف كأمين عام للمنظمة. (المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 ديسمبر 2006)

زوبعة في مؤتمر القضاة

انعقد يوم 3 ديسمبر الجاري المؤتمر الحادي عشر لجمعية القضاة التونسيين في ظل أزمة مستفحلة منذ الاستيلاء بالقوة على مقر الجمعية وتنصيب هيئة وقتية ثم مكتب موال لوزارة العدل في مؤتمر استثنائي يوم 4 ديسمبر 2005، وما رافق  ذلك من نقل تعسفية طالت جل اعضاء المكتب التنفيذي الشرعي والهيئة الادارية والناشطين المتمسكين باستقلالية جمعيتهم· ويعود سبب هذه الأزمة، كما لا يخفى على ذي بصيرة، الى التدخل المباشر لوزارة العدل في شؤون الجمعية وسعيها المحموم لفرض الهيمنة عليها· وقد تجلى ذلك، مرة أخرى خلال هذا المؤتمر حيث شددت الوزارة قبضتها الحديدية على تركيبة رئاسته ولجانه الثلاث الخاصة بالاقتراع والفرز وصياغة لائحة المؤتمر، اذ استأثر أصحاب الخطط الوظيفية بها· وأطبقت الحصار على النواب مما أدى الى تكميم الأفواه خاصة بعد قطع كلمة أحد المتدخلين والتشويش عليه عندما طعن في تنقيح الفصل 13 من القانون الأساسي للجمعية ودعا الى المصالحة بين الفرقاء في الجمعية· ولم يشارك في نقاش التقريرين الأدبي والمالي نتيجة هذا الترهيب غير متدخلين اثنين فقط! وصودرت حرية التعبير وحق إبداء الرأي· قضية إضافية هذا وكانت السيدات القاضيات وسيلة الكعبي وكلثوم كنو وروضة القرافي، اعضاء المكتب التنفيذي الشرعي، قد تقدمن بقضية استعجالية لإيقاف أشغال المؤتمر ريثما يتم البت في القضية الأصلية المعينة لجلسة 29 ديسمبر الجاري والتي موضوعها إبطال الدعوة الى المؤتمر المذكور كإبطال الجلسة العامة المنعقدة في 31 جويلية الماضي والقرار الصادر عنها بتنقيح الفصل 13 من القانون الأساسي للجمعية والذي بمقتضاه انتزع حق قضاة داخل الجمهورية، وهم الأكثرية، في الترشح لعضوية المكتب التنفيذي· لكن المحكمة، كعادتها، رفضت في جلسة 2 ديسمبر الجاري عشية المؤتمر هذه الدعوى· هل فقد عباس الصواب؟ قبيل المؤتمر، قادت وزارة العدل حملة اخبارية من خلال اجتماعات مكثفة بالقضاة ذوي الخطط الوظيفية العليا وممثلين عن سائر المحاكم داخل الجمهورية· وقد كان موضوعها الرئيس المنصب على الجمعية خالد عباس وتجاوزاته الخطيرة كالتلاعب في  اسناد الأراضي والتدخلات في سير القضاء والضغط لقضاء مصالحه العائلية·· وقد أعلم القضاة الحاضرون أن هناك تسجيلات صوتية ووثائق تكشف ذلك ومن ثم فإن الوزارة لن تتعامل مستقبلا مع خالد عباس ومع مكتب قد يضمه· كما طلب منه عدم تجديد ترشحه فرفض أولا ثم بعد تأكد عزلته أثناء المؤتمر وتركه وحيدا في المنصة واستبعاد أصدقائه من اللجان، انسحب عند منتصف النهار صحبة نائبه حسين الحاج مسعود وغادرا المؤتمر قبل أن ينهي أشغاله· وتجدر الاشارة ايضا الى أن محمد العادل بن اسماعيل سحب ترشحه قبيل المؤتمر بينما استقال شكري بن صالح أثناء توزيع المسؤوليات بعدما صعد في ذيل القائمة· نهاية مأساوية وخروج من الباب الصغير لمن قادوا الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي، سيتذكر الجميع دورهم في ضرب هياكل الجمعية وتشريد نشطائها وإلغاء حق قضاة داخل الجمهورية في عضوية مكتبها التنفيذي وتمرير قانون أساسي يكرس نقلة القاضي بدون رضاه· هكذا لفظتهم الادارة بعد أن أصبحوا عبئا عليها وفشلوا في تطبيع  الوضع داخليا، وفي اقتلاع اعتراف الاتحاد العالمي للقضاة بهم كممثلين شرعيين اثناء انعقاد مؤتمره الأخير في المجر، رغم الدعم المادي الذي حظوا به من السلطة ومنع القاضية الفاضلة وسلية الكعبي من السفر وحضور ذلك المؤتمر· مؤتمر إقصائي اتسم هذا المؤتمر بصبغة اقصائية من خلال التراجع عن تمثيل قضاة داخل الجمهورية في عضوية المكتب التنفيذي وبالتالي حرمان الاعضاء الشرعيين للمكتب التنفيذي والهيئة الادارية ونشطاء الجمعية الذين تعرضوا الى نقل تعسفية وأبعدوا الى الجنوب والوسط، من حق  الترشح·  وكان مؤتمرا صامتا غاب فيه النقاش ولم تطرح فيه برامج ومطالب القضاة المادية والمعنوية كعدم نقلة القاضي بدون رضاه ومراجعة القانون الأساسي للقضاة بما يضمن حمايتهم واستقلالهم، وإعادة النظر في المجلس الأعلى للقضاء بتوسيع قاعدة الانتخاب، ومسألة شفافية حركة النقل والترقية السنوية بالاعتماد على مقاييس موضوعية ومهنية وتعميم التحيين الوظيفي·· كما شكل المؤتمر فرصة مهدورة لمعالجة تداعيات الأزمة على الأقل وخاصة  بالنسبة للقاضيات المرابطات بأقاصي البلاد وقد شتت شمل عائلاتهن وأبعدن عن أطفالهن وأزواجهن في تعارض مع كل الاعراف والقيم الانسانية وفي تسفيه للخطاب الرسمي حول حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الانسان· إن المكتب الذي أفرزه هذا المؤتمر، ورغم تخلصه من عديد العناصر التي قادت الانقلاب على الشرعية لم يحظ الا بنسبة الثلث  من أصوات من جملة العدد الفعلي للقضاة حسب الارقام المعلنة والمحتاجة الى اثبات، وهو مؤشر ضعف لتمثيلية ربما يدفعه الى الارتهان أكثر لدى الادارة· لكن نهاية سلفه الدراماتيكية ستبقى ماثلة لأولي الألباب· كم نحن في غني عن هذه المؤتمرات الصورية التي لا تتقدم في اتجاه حل المشاكل بل تدفع الى مزيد تدجين الجمعية تحت انظار الرأي العام التونسي والدولي·
 
(المصدر: صحيفة الطريق الجديد عدد 55 – ديسمبر 2006)

الإسلام هو الحل!؟

 

        هذا الشعار المميّز للحركات الإسلامية الأصولية هو الذي يعني أو يعوض ما ابتدأ به السّلفيون التّوظيفيون دعايتهم منذ عشرينات القرن السابق حين كانوا يردّدون « القرآن دستورنا »، وهو ما شاهدناه أخيرا في الانتخابات التشريعية المصرية كشعار مركزي لنفس الحركات رغم كل ما تظاهروا به من « الولاء » للشعارات الديمقراطية ومن « الاستعداد » للعمل المشترك في الحقل السياسي.

       ينادون للعمل المشترك لكنهم لا يتورّعون من سعيهم ل »السّطو » على كل التحركات المشتركة. هم يسعون لذلك حين يرفعون شعار »الإسلام هو الحل » أو برفعون المصاحف وسط التظاهرات المشتركة إلخ…

     لا يهمّهم أن تسقط تلك المصاحف وسط الزحام والصّراع فتُداس بالأرجل كما لا يهمهم أن يَتساءل المظلومون والمقهورون، في ساعات العذاب والمعاناة، عن معاني وجود الذات الراحمة والجبارة مطلةً على ما يحدث لهم من قهر وآذنةً بما يُسلَّط عليهم من عدوان رغم كل ما يقدمونه من طقوس الطاعة لها والاستجداء بها .

     ولن يهمّهم بالطبع أن يشعر رفاقهم في التحرك المشترك بالخيبة وبوجودهم خارج الملعب الذي لم يعد يَقبل غير كُرةِ »الله أكبر » التي يقذفها الفريق المعارض وكُرة »الله أكبر » التي يُرجعها الفريق الحاكم المتسلّط، بل لعلّهم لا يرفعون تلك الشعارات والمصاحف إلا لهذه الغاية.

    لا يهمّهم أيضا أن يتساءل المواطن،آنذاك.. في لحظات الجد والمعانات.. حين يصعب البحث للفهم ويغيب الوقت والهدوء اللازمين للإستيضاح:أي إسلام هو الحل؟ إسلام السُّنّة أم إسلام الشّيعة؟ أيّ مذهب من عشرات مذاهب الشيعة أو سُنة أسلافنا سيأتي حقا بالحل؟ أي إسلام هو الحل ونحن نرى ولا نصدّق أن حسن الترابي زعيم الأصوليين في السودان منذ عهد النميري يُتّهم اليوم بالكُفر ويُطالبون بمحاكمته؟ لا يكفّرونه لأنه ساهم في إعدام الشيخ محمود طه ولا لأسباب أخرى تتعلق بما حدث من صراعات طائفية أو بما حدث من تهجير وتعريب وأسلمة قسريَيْن لقبائل وأقلّيات السودان…ولكن بسبب ما صرّح به الرجل أخيرا ومتأخّرا من آراء حول براءة النص القرآني من عدد من أحكام شريعة السّلف التي تنال من حرّية المرأة وتُلغي العديد من حقوقها!…

   من الأصلح ، قبل بدء الشراكة مع الإسلاميين،أن نتّفق حول نوعيّة الإسلام الحل؟

     كيف يردّدون « الإسلام هو الحل » حين يوجد في الواقع إسلامات متعدّدة لا زلنا نلاحظ  ما يحمله الخلاف بين حامليها من حِقد وكراهية وما يصنعه من صراعات وما يُسيله من دماء؟

 

    أيّ إسلام هو الحل: إسلام الطقوس! الذي يقول صراحة بأن الزنا والسرقة لا يمنعان صفة الإسلام عن الذي يقوم بالطقوس الدينية الخمسة، أم « الإسلام » على طريقة سبينوزا الذي يقول أن التقوى هي فعل الخير مع الجار، أم إسلامُ الإعلان الذي يَعتبر كلَّ من أعلن إسلامَه مسلما كاملا بدون نواقص، أم إسلامُ الهويّه الذي يُطلق صفة مسلم على كل من ينحدر من عائلة أو قوم يُنعتون بالإسلام..؟

    كل هذا الغموض يلزمه التوضيح قبل الدخول في شراكة مع السّلفيين. إماّ أن نترك الناس أحرارا فلا نكون أوصياء عليهم ولا على إيمانهم: فلا نطلب منهم إعلان أي تمذهب ديني ونتركهم أحرارا يُعلنون ما يشاءون متى يشاءون،ويبقى لنا الحق فقط في البحث عن دواعي وغايات إعلانهم والحق في كشف ومواجهة ما قد يتضح ضررُه من بينها، وإمّا أن نُنصّب أنفسنا أوصياء وقُضاة لكي نحكم بصفة الإسلام لِزيْد وبصفة الكفر لعمْر. إن المسألة جدُُّ خَطيرة، فهي تتعلّق بحريّة الإنسان من جهة وبجريمة التكفير من الجهة المقابلة. ولست أرى كثيرا من الإسلاميين يحترمون حرية الإعتقاد والإيمان ولا يلجأون إلى سلاح التكفير أو لا يُنصّبون أنفسهم قُضاة وحكّاما ومشرّعين لقواعد إسلام الناس و »ضوابط « إيمانهم، فحتى السيد محمد الطالبي الذي تحصّل على شهادة » ديموقراطي ومُنتِج لإسلام عصري » من لدن عدد من المفكرين والسياسيين المنادين بالحداثة والديمقراطية ، لا يَعتبر الإعلانَ كافيا لكسب صفة الإسلام ويُنصّب نفسَه مشرّعا لقواعد وضوابط إسلام الناس فهو الذي يرفض إسلام الهويّة في حديثه الساّخر ضمن كتابه » أمّة الإسلام » حيث جاء بالصفحة 70 : »يجب إذن أن نؤكّد على هذا الواقع بمزيد من الإلحاح بقدر ما يحاول بعضُهم إقناعنا همسا ودسّا أو علانية أن الإسلام إنما هو انتماء ثقافي بلا طقوس ولا واجبات ».

     يجب الاتفاق أولا وقبل الشراكة مع  محمد الطالبي وغيره من الإسلاميين حول معنى « الهمس والدسّ » الذين في واقع الأمر لا يصلحان سوى لوصف المُعتدِي الذي يُريد التّحكم في معتقدات الناس وأشكال إيمانهم. يجب الاتّفاق على اعتبار مثل هذه الأشكال للتدخل في معتقدات الناس أنماطا مختلفة من التكفير والعدوان ويجب الاتّفاق أيضا على أن الإعلان كافٍ وحده لكي نعتبر المُعلِن مسلما وأنه لا دخل لأي كان في إسلامه أوفي آراءه أوفي ما يقوم به أو ما يتركه من طقوس. كما يجب الاتّفاق بأنّ كل مُساءلة لأي مواطن عن دينه إنما تُمثّل في واقع الأمر نمطا من السلوك غايتُه تكفير الغير وإرهابِه ضمن الإطار الفكري السائد في دُولنا الإسلامية الرافضة لقيم الحداثة والحياد الديني.

    لقد آن الأوان لكي يلتحق المسلم مثل غيره من المواطنين بركب حضارة الأنوار فيقدّم للآخر المحبّة والحِكمة وأن يضع الآية « محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم » في سلّة الآيات الخاصّة مثل غيرها من الآيات التي اعتُبرت خاصّة منذ قرون عديدة، إذا كان يريد العدالة والمساواة في هذا العالم.

    كيف سيَقبل العالََم تظلّم المسلمين من العدوان الصهيوني أو الأمريكي إذا كانوا يريدون قتلَ الآخر واستعبادَ نساءِه وأطفاله وافتكاكَ أرزاقه عندما يرفض دفعَ الجزية أو القبولَ بسلطانهم عليه عملا بتأويلات القرون الوسطى للنص القرآني؟

    ليس بن لادن وحده الذي يقدّم هذا الفهم،بل حتى محمد الطالبي، الذي يقدم لنا في كتابه سابق الذكر شَطَحات ابن العربي في تأويله لصريح النص « لا إكراه في الدين »، تلك الشطحات التي تعتبر الآية خاصّةً ومنسوخة، والذي يُقدّم حُجَجَ ابن العربي في دعوته لإكراه الناس لإدخالهم إلى الإسلام ويؤيدها بتساؤله واضح المقاصد: » هل كانت تخرج الأندلس من دائرة الإسلام لو واجَه المسلمُون المِثلَ بالمِثل، وأخذوا بآراء ابن العربي؟ » (ص60-61 ).

      لقد غاب عن محمد الطالبي أن المزيد من الإكراه في الأندلس أو أي عوامل أخرى لم تكن تُبقيها في دائرة الإسلام بقدر ما كانت ستُبقيها في دائرة سلطان الخليفة الموحّدي أبو يوسف ودائرة لاهوتِه ومذهبه الديني الذي يمثّله ابن العربي؛ أمّا لو أخذوا بآراء بن رشد لكانت الأندلس إلى يومنا في طليعة حضارة إسلامية حقيقية أو لعلّها كانت سَبَقت باقي البلاد الأوروبية إلى الحداثة وإلى حضارة الأنوار.

  

     كيف يردّدون « الإسلام هو الحل »في حين أن الإسلام مِن ضِمن تراثنا ومِن ضِمن واقِعنا المتخلف والمتأزم، هو ذاتُه بحاجة إلى « حل »؟

    كيف يستبدلون السبب بالنتيجة؟

    كيف يطلبون من الإسلام أن يوفّر الحلّ لما هم عليه من التخلّف الفكري والسّياسي والتّقني؟ كيف يُلزمونه بحل مشاكلهم كيف يُجبرونه أو يطلبون منه ذلك في حين أنه لن يوجد حلٌّ للإسلام ذاته ولن يوجد له احترامٌ ولن يوجد إسلام أو جوهر إسلامي متفق عليه إلاّ وسط قومٍ ينعمون بأنوار العقل والحداثة والحضارة والتقدّم، وبعد دخول شعوبنا إلى عالم الحداثة والعقلانية والعلم وإلى مجال الديموقراطية وحياد الدولة وحرية الفكر والمعتقد؟

     لماذا لا نقارن بين ما تأتيه الشعوب المتقدّمة من احترام للتراث وما تُقيمه من مجهود للحفاظ على كل آثاره ومآثره ممّا جعل الدكتور حسين فنطر يقول في إحدى الفضائيات أنه من حُسن حضنا أن العديد من الوثائق من تراثنا حُفظت في دول أوروبية فلم يَنلها الإتلاف الذي كان ولا يزال يهدّد ما يوجد في بلداننا من مثيلاتها، لماذا لا نقارن بين ما يحصل في البلدان المتقدمة من محافظة على الوثائق التراثية ومن إحاطة علميّة بها وبين ما يحصل لها عندنا من توظيف فجّ وتشويه متواصل؟ حتى أيامنا هذه لم نرى تماثيلا تُحطَّم أو كُتبا تُحرق أو مفكّرين يُقتلون ويُطارَدون أمام تصفيق وهتافات العامة الهائجة وبأمر من أي دولة من  دول الحداثة والعقلانية رغم كل ما يوجد فيها من اعتقادات دينية و فلسفية؛ أما في أفغانستان وإيران والسودان… فالأمر مختلف، وحتى الهولوكوست يُنكرون حدوثَه إبراءً للنازية من جرائمها!…وليتنا نرى حوارا تلفزيّا صريحا بين من يتّهمون النازية بتلك المذابح و من يبرّئونها منها حتى يتّضح الأمر.

     هل نستطيع إيجاد حلّ لواقعنا بدون إيجاد الحل في المجال الفكري والثقافي وبدون الفهم العصري والعقلاني لتراثنا وثقافتنا وبدون إيجاد حل لهذا الإسلام الذي صار أداة يُوظّفها السّياسيون الصغار عندنا لكسب السّبق قي السياسة والنفوذ ويوظّفها السّياسيون الأكبر لنشر الطّائفية بيننا وللقضاء على ما كسبْناه من عقلانية وطموح حداثي وحضاري إثر حركة النهضة العربية وحركات التحرر من الاستعمار المباشر؟

     أيّ حل ينبغي أن يكون للإسلام ؟ من هنا يكون البدء في الشراكة أو الحوار مع الإسلاميين .

   * يوظَّف الإسلام ويُستعمل أو ينبغي أن يُحترم فيُفهم بعقلانية ويُترك له حقّه في الحياد بين الجميع ؟

  * أن يُحترم التّراث ويُترك له الحياد يعني أن يكون مِلكا لكل الناس بلا استثناء، فهو ملك للمسلمين كما هو ملك للمسيحيين وكل البشر. كل الناس لهم الحق في تناوله بالبحث والتّحليل والاستنتاج. ليس الإسلام ملكا خاصا لابن قيم الجوزية حتى يدفَعنا للقبول بغمْس الذباب الذي يسقط في الغذاء ولا هو مِلك لأسامة بن لادن حتى يستنهض به أناسا مسالمين وخيّرين في حربٍ على أناس لا يقلّون مُسالَمة ولا عطاء للخير يُوجدون في إسبانيا أو إنڤلترا أو الأردن. إنه لمن المضْحك المبْكي أن نرى تفجيرات السّلفيين التوظيفيين تَلتهم أحدَ رموزهم التي لها دور في انتشار السّلفية السيد مصطفى العقاد منتج فيلم « الرسالة » ولا نراهم يتّعضون.

   *رجال الدين الذين تعوّدوا على ترديد أقوال السّلف وعلى إتقان الخطابة في المساجد وعلى توظيف الدين واستعماله هم آخر من يقدر على فهم نصوصه. إنّ الفهم يتناقض مع التّوظيف كما يتناقض مع التقليد. وكذالك يتطلب الفهم حرّية البحث وصدق الباحث ووجود الحوار مع كل اتجاهات الفكر البشري بعيدا عن الإرهاب الفكري والعداء للمنطق. لأجل هذا فإن وجودَ حلّ للإسلام كما وجودُ الحل بالإسلام أو بالحرية أو الليبرالية أو غير ذالك يتطلّب انبعاثَ الفكر الحرّ ونهضَة العقل منذ الآن كما يتطّلب في المستقبل وجودَ الحرية والديموقراطية وحياد الدولة لكي يتخلّص عامّة الناس من كابوس السّلطان الموروث والتخلّف المتجدّد…

     وهذا لن يحصل الآن ومستقبلا إلاّ بنهاية التمييز القائم بقوة الحكم لرجال السلطة كما لرجال الدين . فرجلُ الدين كما رجلُ السلطة يجب أن يعود مواطنا مثل كل المواطنين يُجادَل في كل أقواله ويُحاسَب على كلّ صغيرة أو كبيرة يغالِط بها المواطنين أو يُحدِث بها الضّرر لأي منهم. فليس من معنى لأي شراكة مع من يسمح لنفسه بالكلام وحده في المسجد والتلفاز والجريدة ويسمح لنفسه بإرسال الفتاوى وبالتحكم في معتقدات الناس وأشكالها.

    *العلمانية التي تحقق حياد الدولة وتحمي حرّية المواطن في اختيار معتقداته وفي اختيار  أشكال ممارسته لها وتفاعُله معها هي ركن من أركان الحل لما نعيشه من تخلف فكري وحضاري ولِما يتحمله كل تراثنا من ِوزر التوظيف  وسوء الفهم . إنّ الدولة التي ترفض العلمانية والحياد لا تستطيع توفير الحرّيات السياسية والعامة لأن حرّية التفكير وحرية المعتقد هي أساس كل الحريات وأوّلها. وقد كانت حرية التفكير هي البداية الدّافعة عند كل النُّخب التي ابتدأت النضال من أجل الحرّيات( حركات النهضة في أوروبا..)، كما كانت هي الناقصةَ التي فتح غيابُها أبوابَ الردّة والانهيار( حركات النهضة والتحرر الوطني في بلادنا العربية…).

     إن الشراكة التي تفتقد الكيان الجدي والسليم لقيم حرية التفكير والمعتقد ككيان أساسي أو تُخفي فقدانَها له بأي شكل من أشكال الخلط  والألخيميا الخَطابية أو السياسية لا يُمكنها القبول بحياد الدولة ولا تُؤسّس لغير الاستبداد بل هي تؤسّس بالقلب أو بالسّاعد وبالعمد أو بالعماء إلى الردّة الفكرية والثقافية والحضارية.

 

                                                     زهير الشرفي

                                                                   جويلية2006

 


            عـبـرة أخـرى

بقلم: برهان بسيس كلف الرئيس زين العابدين بن علي وزير الصحة بمعايدة الاستاذ محمد الشرفي وزير التربية السابق ونقل تحيات سيادته وامانيه للسيد محمد الشرفي بالشفاء والتعافي. يبدو الخبر في صيغته العادية جزءا تقليديا من نشاط الرئيس لو لا انه هذه المرة ـ كما يكتشف المتابعون لتفاصيل الشأن السياسي التونسي ـ يحمل معاني ودلالات تتجاوز مجرد المعايدة والسؤال عن الصحة. السيد محمد الشرفي ـ شفاه الله ـ حاز ثقة الرئيس بن علي كشخصية وطنية تحمل وراءها ارثا من الحضور الحقوقي والاكاديمي اهّلها للتواجد على رأس احدى أهم الوزارات في سياق مرحلة دقيقة ونوعية من تاريخ البلاد ارتبطت باطلاق مشروع الاصلاح التربوي في ظل  ممانعة عنيفة من التيار الاصولي الذي نظر الى هذا الاصلاح كتهديد لمصالحه في بسط النفوذ والسيطرة على مدرسة ظلت  لسنوات عديدة خزّان ضخ لفائدة مشروع هذا التيار بالافكار والمريدين حيث لم يكن من الصدفة ان ساد تعبير «سياسة تجفيف المنابع» ضمن ادبيات التيار الاصولي في وصف برنامج جويلية 91 للاصلاح التربوي. كما يعلم الجميع خرج السيد محمد الشرفي من الوزارة ليلتحق بصفوف المعارضة ناقدا، غاضبا، ساخطا، مشككا، مشاركا في كل تظاهرات وتحركات المعارضة، متبنيا لتقييمها العدمي للحالة السياسية للبلاد معبرا ـ وهذا طبعا من حقه ـ عن رفضه ومعارضته لسياسات النظام بنغمات لم تخلُ احيانا من ملمح البرامج السياسية القصوية للأحزاب الراديكالية في المطالبة بالتغيير الجذري للنظام. أنا شخصيا أتحاشى دوما الوقوع في فخ خطاب مدح الذات والتغافل عن النقائص لايماني ان المكاسب القوية تدافع عن نفسها ولا تحتاج الى خطاب «الكاريكاتور الخشبي» لترويجها ولكن أجد نفسي احيانا في ظل تمادي بعض المعارضين على خط خطاب عدمي مختص في التشكيك والتضخيم الآخر المنحدر بدوره من ذات مدرسة الخطاب الخشبي مضطرا لاستحضار بعض المعاني الرئيسية التي قد تغيب عن الاذهان. لا أستحضر في ذاكرتي تجربة وزير في العالم العربي خاض تجربته في الحكومة ثم غادرها ليلتحق بالمعارضة ـ وليس اي معارضة طبعا ـ كناشط متحمس لمطلب تغيير النظام وتُركَ مناضلا بحرية وحرص على ألا تتمّ مضايقته في حركته ونشاطه وسفره وذهابه ومجيئه. الأهم من ذلك والأكثر رمزية وتأثيرا هي المبادرة الاخيرة للرئيس بن علي بتكليف رسمي لوزير الصحة لمعايدة الاستاذ محمد الشرفي وهذا بالذات ما يزيدنا فخرا كتونسيين بصورة بلدهم الهادئ الجميل التي لا يمكن ان تخفي فيها بعض الادعاءات حقيقة النموذج الانساني السائد في التسامح والتضامن والتسامي النبيل. لم يستحق السيد الشرفي ان يذهب الى المنفى ليصدع بأفكاره أو يواجه تهديد التصفية بمثل التجارب التاريخية المريرة التي عاينّاها لمسؤولين سابقين في دول عربية عديدة سُحِلُوا في الشوارع لانهم عارضوا او طُوردت عائلاتهم بعد انسحابهم من الحكم. مارسً حقه في التعبير كما شاء ـ وذاك حقه الطبيعي الذي لا يمكن ان ينازعه فيه أحد ـ ولكنه عندما مرَض لم يجد فقط اصدقاءه الجدد من رفاق المسيرة القديمة ـ الجديدة بل وجدَ معه ايضا زين العابدين بن علي مطلقا درْسا حيا في معاني النبل الانساني المتسامي على حدّة الخلاف. بعد وفاة والدته تلقّى السيد محمد الحلواني المرشّح السابق للمبادرة الديموقراطية في انتخابات الرئاسة برقية تعزية من الرئيس بن علي، معايدة الأستاذ محمد الشرفي ليست سوى امتدادا لهذه المعاني الرمزية السامية التي يضعها زين العابدين بن علي بين أيدينا واضحة المعالم وهي ترافق تدخلات حازمة منه ـ قد لا تخرج للعموم من خلال التسويق الاعلامي ـ لنصرة المظلوم وفكّ كربة من يحتاج للتدخل الانساني بعيدا عن الضوضاء والاثارة ومعادلات الربح والخسارة والتأويل والاستثمار. الرسالة واضحة: قبل السياسة وخلافاتها، قبل ضوضاء السياسة وتفاصيلها. الأهم من هذا ودونه: الانسان وسُموّ أخلاقه. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)


 

سؤال ينتظر الجواب

 

ونفترق … وتمر الأيام ويأخذنا الحنين إلى أرض … إلى حضن … إلى ركن … وتهفو قلوبنا … نحضن الذكرى ويكبر السؤال « متى نعود؟ »… ونظل نحضن الأمل وننتظر الجواب ….

 

وتسألني مروتي  الصغيرة …

عماه … متى تعود من رحلتك الطويلة ؟

وقد كنت هنا تنحت من قلبي شجرة كبيرة

تسألني متى تعود إلى مدينتنا الجميلة ؟

هي لا تعرف أنّني عشقت كلّ شوارعها

كلّ صوامعها …

كلّ شطآنها … وأثخنتني جراحها الدامية

ونظرتها الحزينة

وتلك المنعطفات الأليمة

هي لا تدرك أنّ لي معها قصة حبّ كبيرة

وأنّ العشق قتلنا فباتت قتيلة

صغيرتي … عندما تكبرين

ستخبرك الشوارع المجدبة عن قصّة حبي الحزينة

وستقرئين على جدران المقابر الكثيرة

كلمات رسمتها على صدرها

في لفح النيران عند الظهيرة

بعد أن قتلنا الضحى بأنواره المريبة

رحلت يا صغيرتي بعد أن قتلتني خفافيش المدينة

أخذت مدينتي بين أضلعي

وقصدت مغرب الروح العليلة

لا تسأليني يا صغيرتي عن القلب

وعن حلم الأيام الجميلة

فأنا مؤرق لا أعرف بعد الفراق معنى الوجود

فالسماء ليست زرقاء كما ترين

وما باتت تجوب في أرجائها النجوم

أطوف الشوارع والأوراق البالية

أبحث عن رسم لمدينتي ولا أجد التخوم

ولا تلك الذكرى الحميمة

تبعدني المسافات عنها وعن كلّ الأمسيات الجميلة

الكلمات يكتسحها الجمود

وقد كنت طائرا في سماء حبيبته يحوم

فبات لا يسمع سوى أنين جريح أو صرخة مكلوم

لا تسألني يا صغيرتي هل أعود ؟

اسألي قبر جدتك المركوم

ستخبرك عن مدينتي

وعن ريح السموم

الذي هبّ ذات صمت

وأنا لا أدري ما بقي من ليلنا المشئوم

سأصلي يا صغيرتي كي أعود

ولا ترانا عيون جارنا المخبر الحقود

لا تبكي يا صغيرتي فأنا حتما سأعود

سنعود ليضمنا بيتنا الدافئ

ونرقص كما كنّا رقصة الخلود

فمدينتي الوحيدة ستبعث من تحت اللحود

 

   فاضل السالك « عاشق البحر »

 

وكم عيدا على الدّرب ضيّعني

جمال الدين أحمد الفرحاوي يا عيد عدت فهل جئت لتفرحنا أم جئت تنكأ آهاتي وأحزاني أم عدت يا عيد بالآلام تنشرها في هجري و أتراحي و أشجاني يا ربّ هل يرضيك انأّ فتية قد لآمنوا بك فزجوا ورا القضبان أم هل يرضيك أنّ النأي أنهكنا وأنّا غربا تشتّــتنا  ببلدان يا ربّ إنّا مغلوبون فانتصر وابعثها ريحا تهزم الطغيان من للشهيد يعيد ذكرى شهادة ويذكر الملء باستشهاد عثمان من للأمهات الثكالى يبكين غائبا قد مزّق أطرافه جلاّدان من للشيخ المكابد طال نحيبه وابيضت من حزن به العينان من للأخت الكريمة تضرب ويمزّق حجابها كلّ  جبان من للدّين يعيد بناء عموده ويقيم شرع الله في الأكوان من للزيتونة يحييها بعد مواتها ويردّ فيها الروح بالإيــمان ما عدت أدري كم عيدا بغربتنا مرّ وكم زمنا تًهت بأزماني وكم عيدا على الدّرب ضيّعني وكم تاهت أعيادي بهجراني وكم هجرا تناءيت بلا عود وكم عودا تمنّيت لأوطاني فهل يا عيدنا جئت لتفرحنا أم جئت يا عيد تسلمني لأشجاني جمال الدين أحمد الفرحاوي لاهاي 27/12/2006

 

شريط «بابا عزيز» للناصر خمير:

هل تعــــرّض لمظلمة في أيــــام قرطــــاج السينمائيـــــة؟

تونس ـ الصباح على غير العادة، وفي سابقة هي الاولى من نوعها شنّت بعض الاقلام الصحفية حملة اعلامية علنية على شريط «بابا عزيز» للمخرج الناصر خمير بمجرد ان تم الاعلان عن وجوده ضمن قائمة الافلام الثلاثة التي مثلت تونس في مسابقة الاشرطة الطويلة للدورة الاخيرة المنقضية من ايام قرطاج السينمائية. «كيف يسمح متابع او ناقد تونسي لنفسه بمهاجمة شريط سينمائي تونسي مرشح رسميا لتمثيل السينما التونسية في تظاهرة سينمائية دولية هامة مثل تظاهرة ايام قرطاج السينمائية؟!». بهذا علق أحد السينمائيين على تلك المقالات الاخبارية التي نشرت على اعمدة بعض الصحف اياما قليلة قبل انطلاق الدورة وهاجمت شريط «بابا عزيز» للناصر خمير واصفة اياه بانه شريط ايراني (كذا!) ولا يجوز  ان يمثل السينما التونسية في المسابقة الرسمية. تونسي أم ايراني؟ الحملة كانت قوية ومحكمة الى درجة انها كادت تدخل البلبلة في نفوس بعض الاعلاميين الاجانب الذين حضروا لتغطية فعاليات الدورة.. ذلك ان الواقفين وراءها لم يكتفوا وقتها بالكتابة بل نقلوا «تساؤلاتهم» حول احقية شريط «بابا عزيز» للناصر خمير بتمثيل السينما التونسية في المسابقة الرسمية الى فضاء الندوة الصحفية التي عقدها اعضاء الهيئة التنظيمية عشية انطلاق الدورة.. شريط تونسي الذي تكفل بالاجابة القاطعة فيما بعد عن سؤال «جنسية» شريط «بابا عزيز» وبانه شريط تونسي لحما ودما هو الجمهور العريض الذي تابع الشريط في اطار عروض ايام قرطاج السينمائية.. فهذا الجمهور الذي صفق لشريط «بابا عزيز» ولمخرجه التونسي الناصر خمير بحرارة لم يجعله حضور بعض الاسماء لممثلين ايرانيين فيه الى جانب ممثلين تونسيين ولا حتى اللغة المزدوجة للشريط (عربية وفارسية) يشك للحظة واحدة بان هذا الشريط الحضاري الرائع والجميل هو شريط تونسي بامضاء سينمائي تونسي يدعى الناصر خمير. مقدمات المظلمة على ان نتائج مسابقة افلام الاشرطة الطويلة في الدورة المنقضية لايام قرطاج السينمائية جاءت لتكشف لاحقا عن ان الحملة التي شنت على شريط «بابا عزيز» للناصر خمير قبل انطلاق عروض الدورة لم تكن ـ في الواقع ـ سوى مقدمات تمهيدية لمظلمة سيتعرض لها هذا الشريط الحضاري.. فلقد استثني شريط «بابا عزيز» من أية عملية تتويج او حتى تنويه فيما تحصلت بعض الافلام «الايديولوجية» على جوائز قيّمة الامر الذي اثار حفيظة بعض النقاد والصحفيين الذين تحلّقوا حول الناصر خمير بمجرد الاعلان عن النتائج في سهرة الاختتام ليعبروا له عن «تضامنهم» معه ومع شريطه. انتصار الايديولوجيا! وبعيدا عن اية قراءة «تآمرية» لنتائج مسابقة الافلام الطويلة في الدورة الاخيرة المنقضية لايام قرطاج السينمائية نقول بان شريط «بابا عزيز» للناصر خمير الذي قارب من خلاله مخرجه بخطاب سينمائي شاعري وانساني وحضاري مسألة روحية الاديان ودرجة فعلها ومفعولها الثقافي في تنمية قيمة بل ذائقة التسامح والحب في نفس الانسان (المؤمن) انطلاقا من تجربة مجموعات التصوف في الاسلام هو شريط لم يكن «مؤهلا» او مسموحا له بان ينال اي صنف من اصناف التتويج في دورة اراد لها منظموها ـ على ما يبدو ـ ان تكون دورة «الايديولوجيا» بامتياز! فرئيس لجنة تحكيم مسابقة الاشرطة الطويلة  مثلا ـ لم يكن سوى الروائي اللبناني الياس خوري المعروف عنه انتصاره المطلق لكل ما هو توجه علماني في الثقافة والابداع والمجتمع. وسواء يكون شريط «بابا عزيز» للناصر خمير قد تعرض لمظلمة «مدبرة» خلال الدورة المنقضية لايام قرطاج السينمائية او انه قد نال ما يستحق سينمائيا وفنيا فانه بدا شريطا مختلفا وعلى قدر كبير من الجمالية ورحابة الافق على مستوى خطابه الفني والجمالي والثقافي. وما فوزه مؤخرا بجائزة التعايش شرق ـ غرب في مهرجان الفيلم ببيروت الا دليلا على ما نقول. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)  


أبوعدي في رسالة وداع للعراقيين:

أقدّم نفسي فداء للوطن.. وأدعوكم للتوحّد ضدّ الأعداء

* بغداد ـ (وكالات): وجه الرئيس العراقي الأسير صدام حسين أمس «رسالة وداع» إلى الشعب العراقي دعاه فيها إلى التوحد في مواجهة «أعدائه الحقيقيين من الغزاة والفرس» مؤكدا أنه يقدم نفسه فداء للوطن وذلك غداة التصديق على قرار الحكم بإعدامه الذي تستعد السلطات العراقية لتنفيذه في غضون شهر. وقال صدام في رسالته «إن الحال القاسية التي نعيشها جميعا والتي ابتلى بها العراق العظيم.. وهي درس جديد للعراقيين». وبعد أن تحدث صدام عما قدمه إلى الشعب العراقي قال في الرسالة التي وصفت بأنها «رسالة وداع» ها أنا أقدّم نفسي فداء للوطن فإذا أراد الرحمان هذا صعد بها إلى حيث يأمر سبحانه مع الصديقين والشهداء.. وإن أجّل قراره على وفق ما يرى فهو الرحمان الرحيم وهو الذي خلقنا ونحن إليه راجعون فصبرا جميلا وبه المستعان على القوم الظالمين». * رسالة صدام وبعد أن تحدث عن انجازات نظامه الذي حكم العراق من عام 1968 إلى 2003 قال: «وبذلك يعزّ باستشهادها نفس مؤمنة إذ ذهبت على هذا الدرب بنفس راضية مطمئنة من هو أصغر عمرا من صدام حسين فإن أرادها شهيدة فإننا نحمده ونشكره قبلا وبعدا.. فصبرا جميلا وبه نستعين على القوم الظالمين». كما طالب صدام العراقيين بالتحلي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الأخوي… وقال إن اللّه أراد اختبار العراقيين لصقل النفوس فصار من هو من بين صفوفكم ومن هو من حلف الأطلسي ومن هم الفرس الحاقدين بفعل حكامهم الذين ورثوا إرث كسرى بديلا للشيطان فوسوس في صدور من طاوعه من أبناء جلدته أو على جاره أو سدل لأطماع وأحقاد الصهيونية أن تحرّك ممثلها في البيت الأبيض الأمريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست  من الانسانية والايمان في شيء. وناشد صدّام العراقيين بعدم الحقد والكراهية وقال ان ذلك الحقد لا يترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل ويعمي البصر والبصيرة ويغلق منافذ التفكير المتوازن واختيار الأصحّ وتجنب المنحرف ويسدّ أمامه رؤية المتغيرات في ذهن من يتصور عدوا بما في ذلك الاشخاص المنحرفين عندما يعودون عن انحرافهم الى الطريق الصحيحة.. طريق الشعب الأصيل والأمة المجيدة. وأضاف مخاطبا العراقيين إني أدعوكم أيها الاخوة والأخوات يا أبنائي وأبناء العراق وأيها الرفاق المجاهدون.. أدعوكم الى ألاّ تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا وفرّقوا بين أهل القرار والشعوب وأكرهوا الفعل المشين، فحسب بل وحتى الذي يستحقّ عمله أن تحاربوه ولا تكرهونه كإنسان.. بل اكرهوا فعل الشرّ بذاته.. وادفعوا شرّه باستحقاقه.. ومن يصلح في داخل العراق أو خارجه فاعفوا عنه وافتحوا صفحة جديدة في التعامل معه». وقال صدام في ختام رسالته التي لم يشر فيها الى قرار التصديق على الحكم بإعدامه «أيها الشعب الوفي الكريم.. أستودعكم ونفسي عند الرب الرحيم الذي لا تضيع عنده وديعة». (المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2006)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.