الخميس، 16 يوليو 2009

 

TUNISNEWS

9 ème année, N 3341 du 16 .07.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:تواصل اختفاء رضوان الهمامي

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي:إعــــــــلام

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

 حركة النهضة:نصرة شعب الايغور واجب ديني وإنساني

السياسية:الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تُساند ترشيح بن علي لرئاسيّة 2009

اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين :بيــــان

البديـل عاجل:السّلطة تسرّع من نسق الانقلاب على نقابة الصحافيين

قدس برس:تونس: الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بتحضير « نزيه » لانتخابات نقابة الصحفيين

كلمة:الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بالتزام القانون الداخلي لنقابة الصحافيين ويحذر من

 عادل القادري:نقابة الصحفيين و « مجلس الإنقاذ »

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس:بيــــان

رسالة اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي إلى أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل

حركة التجديد فرع المهدية: دعـــــــوة

كلمة:إلغاء أمسية شعريّة في قابس تحت ضغط السّلط الجهويّة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 108 – 16 جويلية 2009

د.خــالد الطراولي:أنــا الوطــن

الصباح: شهــود العصر يؤكّــــدون حصول قتل وتعذيـــب بـ « صباط الظــــلام »

حسونة المصباحي:من أوراق يساري: فتحي بالحاج يحي: « الحبس كذّاب والحي يرّوح »

صابر التونسي:الرياضيون و »الحرقة »

  الصباح:في غياب الحوار حول التحرر الجنسي:الشبـاب يدفـع فاتـورة الصمــت

الشروق:يحدث في احياء راقية: شقق مفروشة للإيجـار بالساعـة… وشركات وهميـة تســوّغ باليوم… فأيـن القانـون؟

خميس بن بريّك:لعبة الكترونية تحاكي هروب شباب تونس من التجنيد!

أ ف ب:أمينة فاخت تلهب مشاعر التونسيين في حفل ضخم:( تغني منبطحة على ركح مسرح قرطاج )

احميدة النيفر:الإسلام في فرنسا.. «شيطنة» المسلمين: مسألة فيها نظر (2/2)

توفيق المديني :عودة موريتانياإلى الشرعية الديموقراطية

القدس العربي:عباس: تصريحات القدومي أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح السادس

الشروق:عباس زكي لـ «الشروق»: سنفعل المستحيل لكشف حقيقة اغتيال «أبو عمار»

القدس العربي:نجاد يطالب الأمم المتحدة بإدانة ألمانيا بسبب حادث مروة الشربيني

القدس العربي:التايمز: سفن حربية إسرائيلية تحضر لهجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية

الحياة:بن غوريون ينقل الولاء من لندن الى واشنطن للحفاظ على زخم المشروع الصهيوني

السيد زايـد:الجماعة الإسلامية والتوريث في مصر.. دع العاصفة تمر

د. كاميليا سليمان:اللغة العربية والنظرة الاستشراقية: إلى أين؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  جانفي 2009:https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm         فيفري 2009:https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm  مارس 2009:https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm            أفريل 2009:https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي 2009:https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 رجب 1430 الموافق ل 16 جويلية 2009

تواصل اختفاء رضوان الهمامي


لا يزال السيد رضوان الهمامي الذي اعتقل بعد عودته من قطر من قبل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بالقيروان يوم الجمعة 10 جويلية 2009 بحالة اختفاء ولا تزال عائلته تجهل مكان وسبب اعتقاله رغم تقدمها بشكاية لوكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان ورغم تجاوز المدة القانونية للاحتفاظ. وحرية وإنصاف 1)تدين تجاوز المدة القانونية للاحتفاظ بالسيد رضوان الهمامي كما تدين عدم إعلام السلطات الأمنية بجهة القيروان لعائلته عن مكان وسبب اعتقاله وتدعو إلى الإفراج الفوري عنه. 2)تطالب السلطة بوقف الاعتقالات العشوائية والمحاكمات الجائرة باسم  »قانون الإرهاب » اللادستوري. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 16جويلية 2009 إعــــــــلام

علمت اللجنة الوطنية من عائلات المساجين أن الوضع الصحي لكل من عدنان الحاجي ، الذي يشكو من تواصل الضغط الدم والآم حادة بالرأس   وبشير العبيدي ، الذي يشكو من تورم في ساقيه منذ أسابيع والطيب بن عثمان ، الذي تسبب منع  الدواء  عنه في تزايد ضعف بصره، يبعث عن الانشغال. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تطالب إدارات السجون باحترام قانون البلاد و المواثيق الدولية في معاملة السجناء وتمكينهم من  كل مستلزمات العلاج.
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 رجب 1430 الموافق ل 16 جويلية 2009

أخبار الحريات في تونس


1)نقل سجيني الراي خالد العرفاوي وقابيل الناصري: تمت إعادة سجين الرأي خالد العرفاوي من سجن المرناقية إلى سجن باجة رغم مطالبة عائلته بإبقائه بأقرب سجن من مقر سكنى العائلة مثلما ينص على ذلك القانون، كما تم نقل سجين الرأي قابيل الناصري من سجن المسعدين بولاية سوسة إلى سجن المرناقية . 2)تواصل عقوبة السجن المضيق لسجين الرأي حسني اليفرني: لا يزال سجين الرأي حسني اليفرني المعتقل حاليا بسجن برج الرومي يخضع لعقوبة السجن المضيق للأسبوع الثالث على التوالي، وقد أعلمت إدارة السجن المذكور عائلة سجين الرأي بأن ابنها سيبقى بالسجن المضيق حتى تعاد تربيته من جديد، في مخالفة صريحة لما تنص عليه القوانين المنظمة للسجون من أن العقوبة بالسجن المضيق لا تتجاوز 10 أيام.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

   بسم الله الرحمن الرحيم

نصرة شعب الايغور واجب ديني وإنساني


يتعرض الشعب الايغوري المسلم للعدوان الصيني المنظم عبر الاستمرار في احتلال أرضه وإسقاط دولته ونهب  ثرواته النفطية الضخمة وغيرها واعتماد سياسة الاستيطان، بما  يذكّر بالاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية ، وارتكاب المذابح الوحشية  لإخماد كل صوت احتجاج وهدم مساجده ومدارسه أو تعطيلها ومصادرة أوقافه وسلبه حرياته الأساسية في العبادة والعيش الكريم والنكوص عن الوفاء بالوعود التي قطعتها الدولة له مثل النكوص عن التطبيق الأمين لاتفاقية الحكم الذاتي . إن شعب الايغور رغم أن له تاريخا منفصلا عن تاريخ الصين باعتباره جزء من الأمة الإسلامية كان له إسهام عظيم في حضارتها وكانت له في العشرينيات دولة مستقلة تم إسقاطها بالقوة من قبل الدولة الصينية، فإنه قبل مضطرا  العيش في ظل دولة صينية يتمتع فيها بحكم ذاتي، إلا أن دولة الصين أفرغت تلك الاتفاقية من كل مضمون وعمدت إلى تطبيق سياسة توطين القومية المهيمنة « الهان » في ارضه ومصادرة حقوقه وموالاة العدوان عليه ..كل ذلك في ظل صمت دولي وحتى إسلامي. لماذا ينتفض الإعلام الغربي بل وزعماء الغرب في حملة مسعورة ضد إيران مناصرة للإصلاحيين وتنديدا بسقوط بعض الضحايا في أوضاع مشبوهة، بينما تخرس هذه الأصوات إزاء المذبحة التي ارتكبت في حق شعب الايغور ذهب ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح ؟بل لماذا تصمت الدول الإسلامية عما يتعرض له هذا الشعب المنسي ذو العشرة ملايين ساكنا؟ إن حركة النهضة تدين ما يتعرض له الشعب الايغوري المسلم من مجازر على يد النظام الصيني وتدعو الأمة الإسلامية أن تستيقظ لنصرة أبناء الشعب الايغوري المظلومين في التركستان وأن تستخدم ما وهبها الله من أدوات ضغط وتأثير و تبدأ بالتظاهرات الاحتجاجية كالتي قامت في مدينة استنبول العظيمة للضغط على الحكام حتى يرفعوا رؤوسهم احتجاجا على هذا العدوان مستخدمين الوسائل الدبلوماسية والتهديد  بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الصين وصولا  إلى المقاطعة الشعبية الشاملة لكل البضائع الصينية. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. »ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم »سورة القتال   الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية لندن 12 جويلية 2009 19رجب1430    

الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تُساند ترشيح بن علي لرئاسيّة 2009

الدعوة لإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وفتح حوار حول صيغة تمثيل النقابيين في مجلس المستشارين


  أنهت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل أعمالها بإصدار بيان مطوّل استعرضت فيه أهم المواقف من قضايا الساعة على مختلف الأصعدة ، ومن أبرز ما أقرّته الهيئة الإدارية مساندتها ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي في رئاسيّة 2009 ولولاية جديدة في أعلى هرم السلطة في تونس والدعوة إلى إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وإعادتهم إلى سالف عملهم بما يضمن طيّا نهائيا للملف .إلى ذلك جدّدت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل دعوتها للحكومة لفتح حوار بخصوص التمثيل في مجلس المستشارين على اعتبار أنّ الصيغة الدستوريّة والقانونيّة الحالية لا تضمن استقلاليّة المنظمة في اختيار ممثليها في المجلس المذكور ولا تتماشى مع الحجم والدور الّذي تلعبه المنظمة في الحياة الوطنيّة على اعتبارها أحد أهمّ المنظمات الأكثر جماهريّة ومنخرطين في البلاد.كما عبّرت الهيئة عن وقوفها إلى جانب الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان وضرورة العمل على مساعدتها من أجل عقد مؤتمرها في أقرب الفرص.وبحسب مصادر من داخل الهيئة الإداريّة فقد قوبلت تلاوة البيان الختامي بتصفيق كبير في قاعة الاجتماع بما يعني المصادقة المطلقة على كلّ القرارات والمواقف المتّخذة. (المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 17 جويلية  2009)  

اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 15 / 07 / 2009 بيــــان

تتابع الجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بانشغال كبير وضعية الانقسام التي أصبحت تهدد نقابة الصحفيين التونسيين بعد إعلان مجموعة من الصحفيين أعضاء المكتب التنفيذي الموسع عن نيتهم عقد مؤتمر استثنائي في 15 اوت 2009 دون احترام القانون الداخلي للنقابة ودون موافقة بقية الصحفيين وهو ما يهدد وحدة النقابة . وبناء على هذا تتبنى اللجنة دون تحفظ موقف الاتحاد الدولي للصحفيين الذي اعتبر أن الإعلان عن تاريخ مبكر للمؤتمر الاستثنائي يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة وترى أنه من الضروري أن ينعقد هذا المؤتمر في ظروف هادئة وبطريقة شفافة ومع تشريك كل الصحفيين . كما تضم اللجنة صوتها إلى صوت الاتحاد الدولي للصحفيين في مناشدته لكل أعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية الإعداد للمؤتمر الاستثنائي وان يستغلوا الاجتماع الذي دعا إليه المكتب التنفيذي و الذي سينعقد في 21 جويلية 2009 لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي . وتجدد اللجنة تمسكها بنقابة وطنية للصحفيين التونسيين قوية ومستقلة ومعبرة عن إرادتهم ومدافعة عن مطالبهم المادية والمعنوية وهي تعتبر وجود نقابة قوية ومستقلة شرطا أساسيا من شروط قيام إعلام حر شفاف وتعددي . عن اللجنة المنسق محمد العيادي


السّلطة تسرّع من نسق الانقلاب على نقابة الصحافيين


بعد عام ونصف من محاولات السلطة إسقاط قيادة أوّل نقابة مستقلّة للصحافيين في بلادنا، يبدو أنّ أعوانها باتوا أقرب من أيّ وقت مضى من بلوغ مبتغاهم. لقد جاءت استقالة حبيب الشابّي الرابعة لـ »توفّر » المدخل التّقني للإنقلاب، والتي تلقّفها المكتب التنفيذي الموسّع للنقابة ليطلق دعوة ليست من مشمولاته لتسريع عقد المؤتمر الاستثنائي ليوم 15 أوت القادم. لقد جاء اجتماع الانقلابيين يوم الاثنين 6 جويلية الجاري ليسطّر هذه الخطوة بالتوازي مع حصار مالي وإداري وحملات تشويه وضغط وتهديد وتجييش، ولقد جاء بيانهم مغلّفا بجملة من المسوّغات القانونيّة في محاولة لإخفاء الطابع السياسي لخطوتهم. ولعلّ من أطرف المفارقات أن جماعة محمّد بن صالح وكمال بن يونس يستشهدون بإحدى الهيئات الصحافيّة الدوليّة التي طالما هاجموها ورأوا في تقاريرها تشويها للمشهد الإعلامي في بلادنا،إذ نوّهوا هذه المرّة بـ »الموقف الحيادي الذّي اتّخذه الإتّحاد الدولي للصّحافيين تجاه هذا الوضع ». وكانت »الفيج »ومقرّها بروكسل قد دعت في وقت سابق كلّ الفرقاء بالنقابة للعمل بكل جد على وحدة الصحافيين وتضامنهم في إطار تنظيميّ متماسك وموحّد. لقد كان موقف المنظمة متجانسا مع مجمل المواقف التي كانت عبّرت عنها سابقا حول أزمة النقابة وحول الحريات الصحفية في تونس وخاصّة عشيّة التشويش على تقديم التقرير الثاني للحرّيات، حذّرت فيه من محاولات ضرب الهيكل الصّحفي ورأت في المنقلبين أداة السلطة السياسيّة والإداريّة في الهجوم على القطاع. ولقد كان بيان للمكتب التنفيذي للنقابة وقعه رئيسها يوم 6 جويلية قد حذّر فيه من مساعي زعزعة أركان الهيكل الصحفي من قبل « عدد من الزّملاء وأساسا من ذوي الارتباطات والمصالح الشّخصيّة المعلومة » تستهدف بالأساس وحدة الصّحافيّين وهيكلهم الصّحفي، مهدّدا بـ »ّاتّخاذ الإجراءات القانونيّة المستوجبة ضد كلّ من يصرّ على خرق القانون الأساسي للنّقابة ونظامها الداخلي خدمة لأجندة لا علاقة لها بمصالح الصّحافيّين ووحدة نقابتهم ». إنّه في كلا البيانين الصّادرين يبدو خطاب الوحدة طاغيا سواء كان مراوغا مثلما عبّر عنه المنقلبون بالدّعوة للالتفاف حول نقابتهم والتمسّك بوحدتهم واستقلاليتهم، أو جدّيّا مثلما عكسه ناجي البغوري بالتمسّك بوحدة الصّحفيين التونسيين في الدّاخل والخارج في إطار نقابتهم على أنقاض الدّعوات الإقصائيّة غير المسؤولة التي تسعى لتمزيق وحدة الصحفيين التونسيين ووحدة تمثيليتهم النقابية. إنّ السعي لهذه الوحدة كان هدف عشرات الصحافيين الذين قدّموا تضحيات غالية في الصراع مع بارونات جمعيّة الصحافيين الذين رهنوها لعقود لفائدة نظام الحكم والإدارة، كما ضحّى من أجلها زملاء لطفي حجي بمشروعهم النقابي البديل، وما أن تحقّق المأمول حتّى سعت السلطة وأذنابها لنسفه في عداء جوهري للسّلطة الرّابعة وفي إصرار على الاستبداد، في وقت ارتبطت فيه وحدة الصحافيين باستقلالية قرارهم وبدفاعهم المستميت عن مصالح القطاع المادية والمعنوية والانتصار للقضايا الجوهرية لعموم الشعب. إن السلطة بتصعيد تدخّلها في شؤون نقابة الصحافيين تسعى لقبر مشروعهم الجدّي وتفويت الفرصة على بلادنا بوجود مثل هذه الأداة الضّامنة لحرية التعبير والتفكير والحصول على المعلومة ونشرها والدّفاع عن القضايا العادلة ونصرة المظلومين والمقموعين والمضطهدين، تعيد إنتاج سياساتها المعهودة في مجال الصحافة والإعلام عبر الاحتكام لطابور خامس من الصحافيين التقنيين والإداريين المسنودين سياسيا وأمنيّا بالتوازي مع إحكام القبضة البوليسية على حرية التعبير عبر تصعيد الانتهاكات في حق الإعلام الحزبي والمستقل ومحاكمة الصحافيين وتجويعهم ومراقبة وسائل النفاذ للخبر وتوزيعه. إنّها لا تفعل ذلك فقط بل تفتح الباب مجدّدا أمام تعدّدية مختلّة للتنظّم الصحفي خاصّة أن زملاء البغوري لن يقبلوا بسهولة العمل تحت إمرة هيئة منقلبة تختصّ بالدعاية لسلطة الاستبداد وتتاجر بمصالح القطاع الحيويّة. إنّ أيّاما عصيبة تنتظر النقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين لإفشال مشروع الانقلاب على خطّها الاستقلالي ولكشف المخزون النضالي والرمزي الذي تفخر به، ويبدو المجتمع المدني والسياسي مجبرا أكثر من أي وقت مضى على الإسراع بتقديم الدعم والمساندة حتّى لا يقع ما يحصل الآن في جمعية القضاة واتّحاد الطلبة ورابطة حقوق الإنسان من سيناريوهات الاستيلاء والتهميش والتّجميد، خاصّة أن هذه الأزمة تحصل قبل أشهرا قليلة من مهزلة انتخابية تحاول السلطة تقديمها على أنّها خطوة سديدة في اتجاه المشروع الديمقراطي السّليم.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  16 جويلية 2009)  


تونس: الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بتحضير « نزيه » لانتخابات نقابة الصحفيين


تونس – خدمة قدس برس قال الاتحاد الدولي للصحفيين إنّ قيام عدد من قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالإعلان بشكل منفرد، دون مكتبها التنفيذي، بفرض تاريخ مبكر للمؤتمر الاستثنائي هو أمر يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة ». وكان أعضاء من المجلس التنفيذي الموسع للنقابة، وهم صحفيون موالون للحكومة، قد أعلنوا عن شروعهم في الإعداد للمؤتمر الذي حددوا تاريخه ليوم 15 آب (أغسطس) المقبل وتكليف لجنة بمهام المؤتمر دون الاعتراف بقرارات المكتب التنفيذي. وفي وقت سابق؛ أصدر نقيب الصحفيين نجيب البغوري بياناً دعا فيه المجلس الموسع إلى اجتماع بتاريخ (21/7) لمعاينة استقالة أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي وضبط إجراءات المؤتمر الاستثنائي، وفق ما تنص عليه لوائح النقابة الداخلية. كما هدد البغوري برفع دعوى قضائية لإبطال مؤتمر الشهر القادم. من جهته؛ اعتبر أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين « أيدن وايت » في بيان وصل وكالة « قدس برس » نسخة منه أنّ استباق نتائج الاجتماع الذي سيتم عقده يوم 21 تموز (يوليو) الجاري لتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر لن يؤدي إلا إلى التشكيك في شرعية المجلس الذي سيتم انتخابه، حسب تعبيره. وتابع البيان « إننا نناشد كل أعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية التحضير للمؤتمر الاستثنائي ليتجنبوا التسبب بضرر دائم في الجسم الصحفي، ونناشدهم أيضا أن يستغلوا الاجتماع الذي سيعقد في 21 تموز/ يوليو الجاري لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي ». وحث « أيدن وايت » الصحفيين التونسيين على أن يتم عقد المؤتمر بطريقة هادئة وشفافة، محذّرا من أي انشقاق مدمر لجسم النقابة ولضمان ثقة الجسم الصحفي بمجلس النقابة الجديد. وكانت أزمة نقابة الصحافيين قد فجّرها عدد من الصحفيين الموالين للحكومة من المجلس الموسع للنقابة مع مكتبها التنفيذي بعد عرضه التقرير السنوي عن الحريات الصحفية في تونس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. يشار إلى أن الاتحاد الدولي للصحافيين كان قد قرر في آذار (مارس) 2004 تجميد عضوية جمعية الصحافيين التونسيين بسبب فشلها في الدفاع عن حرية الصحافة. وفي بداية العام 2008 تم رفع التجميد بعد عقد المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي تم إنشاؤها بعد حلّ الجمعية المذكورة.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 جويلية 2009)

الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بالتزام القانون الداخلي لنقابة الصحافيين ويحذر من


 sihem قال الاتحاد الدولي للصحفيين إنّ قيام عدد من قيادة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بالإعلان بشكل منفرد دون مكتبها التنفيذي عن فرض تاريخ مبكر للمؤتمر الاستثنائي هو أمر يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة. وكان أعضاء من المجلس التنفيذي الموسع للنقابة الموالون للحكومة قد أعلنوا عن شروعهم في الإعداد للمؤتمر الذي حددوا تاريخه ليوم 15 أوت المقبل وتكليف لجنة بمهام المؤتمر دون الاعتراف بقرارت المكتب التنفيذي. وفي وقت سابق أصدر نقيب الصحافيين نجيب البغوري بيانا دعا فيه المكتب الموسع إلى اجتماع بتاريخ 21 جويلية لمعاينة استقالة أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي وضبط إجراءات المؤتمر الاستثنائي، وفق ما تنص عليه لوائح النقابة الداخلية. كما هدد البغوري برفع دعوى قضائية لإبطال مؤتمر الشهر القادم. من جهته اعتبر أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين في بيان أصدره أمس الأربعاء أنّ استباق نتائج الاجتماع الذي سيتم عقده يوم 21 جويلية الجاري لتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر لن يؤدي إلا إلى التشكيك في شرعية المكتب الذي سيتم انتخابه. وتابع البيان « إننا نناشد كل أعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية التحضير للمؤتمر الاستثنائي ليتجنبوا التسبب بضرر دائم في الجسم الصحفي، ونناشدهم أيضا أن يستغلوا الاجتماع الذي سيعقد في 21 جويلية الجاري لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي ». وحث « أيدن وايت » الصحفيين التونسيين على أن يتم عقد المؤتمر بطريقة هادئة وشفافة، محذّرا من أيّ انشقاق مدمر لجسم النقابة ولضمان ثقة الجسم الصحفي بمجلس النقابة الجديد.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلية 2009)  

نقابة الصحفيين و « مجلس الإنقاذ »


ورد في بيان صدر يوم 6 جويلية 2006 عن أعضاء في المكتب الموسع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ما يلي: « إن تغيب رئيس النقابة والأعضاء الأربعة عن هذا الاجتماع (المقصود به اجتماع يوم 6 جويلية الذي تنادى إليه بعض أعضاء المكتب الموسع) وعن اجتماعي يومي 13 و30 جوان (المنعقدين بنفس صيغة الاجتماع الأول) هو إخلال بمسؤولياتهم في صلب النقابة يحتم على المكتب التنفيذي الموسع اتخاذ القرارات اللازمة لإنقاذ النقابة من الانحلال والشلل التام… ». والسؤال الأول الذي يفرض نفسه: لماذا لم يسائل هذا « المكتب التلقائي الموسع »،  ولنسمه باقتباس منه « مجلس الإنقاذ »، بعض أعضائه من المناوبين، وهم السيد محمد بن صالح والسيد نجم الدين العكاري والسيدة سنية العطار، الذين لم يلتحقوا بالمكتب التنفيذي لتعويض المستقيلين الثلاثة الأوائل في خرق واضح للقانون الأساسي، وتغيبوا عن ثلاث اجتماعات شرعية متتالية للمكتب التنفيذي، ليفقدوا بذلك صفتهم كأعضاء في المكتب الموسع نفسه؟ والسؤال الثاني الأهم: ألم يكن ما أقدم عليه المناوبون الثلاثة، وأحدهم أصبح يلعب في الواقع دور « رئيس مجلس الإنقاذ »، من  قبيل « الإخلال بمسؤولياتهم في صلب النقابة » ويهدد النقابة « بالانحلال والشلل التام ».؟ كما نقرأ في نفس البيان الإعلان التالي :  » أولا: الدعوة الى عقد مؤتمر استثنائي يوم 15 أوت 2009 لانتخاب مكتب تنفيذي جديد للنقابة. ثانيا: إعلان أن المكتب التنفيذي أصبح منحلا وأن ما تبقى فيه من أعضاء لم تعد لهم أيّة صفة لاتخاذ أي قرارات ذات طابع قانوني سواء فيما يتعلق بالمنخرطين أو الهياكل أو المؤتمر وأن كل تلاعب أو تجاوز يحملهم كامل المسؤوليات القانونية. ثالثا: دعوة الأعضاء الأربعة المستقيلين إلى الالتحاق بالمكتب التنفيذي وتحمل مسؤوليتهم مع بقية الأعضاء في التسيير العادي والإعداد المادي للمؤتمر طبقا لما ينص عليه القانون الأساسي والنظام الداخلي. » وهنا يطرح سؤال آخر: من هم الأعضاء الأربعة المستقيلون؟ هل هم المستقيلون الثلاثة الأوائل زائد السيد الحبيب الشابي المستقيل الرابع، أم هم المناوبون الثلاثة الذين أصبحوا بدورهم بحكم المستقيلين إلى جانب السيد الحبيب الشابي؟ وكيف يمكن أن يلتحق الرباعي الأول أو الرباعي الثاني أو السبعة بالإدماج (كما يريدون) في نفس الوقت بمكتب موسع حاكم بأمره و بمكتب تنفيذي مغلوب على أمره  لم تعد لأعضائه حسب نفس البيان الغريب الذي يكذب نفسه  » أية صفة لاتخاذ أي قرارات  » بما في ذلك إعداد المؤتمر ؟ والأهم: كيف يمكن تعيين موعد مؤتمر استثنائي دون مكتب تنفيذي يجمع هؤلاء المستقيلين مع زملائهم الخمسة المتبقين في المكتب بمن فيهم رئيس النقابة  المستهدفة؟ ننتقل إلى بيان آخر صدر عن نفس  » مجلس الإنقاذ » يوم 13 جويلية الجاري لنقرأ فيه ما يلي : « المكتب التنفيذي الموسع …يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات بعد المؤتمر وفقا لأحكام الفصل 16 من القانون الأساسي… » وهذا من أغرب ما يمكن قراءته لأنه استخفاف واضح بالقانون الأساسي نفسه، فالفصل 16 المذكور يتحدث عن المكتب التنفيذي وليس عن المكتب الموسع. وهو بالفعل  » تصرف يعبّر عن عدم النضج والوعي بالمسؤولية تجاه الصحفيين ». والجدير بالملاحظة أن أصحاب هذا البيان قد أعربوا للمرة الثانية على التوالي  عن حرصهم  » على الاضطلاع بواجبهم في إنقاذ نقابتهم ». إنهم يؤكدون بذلك أنهم « مجلس إنقاذ » على الطريقة التي تصف بها نفسها بعض المحاولات الانقلابية في دول أخرى. فماذا لو اقتدت بهم بقية الهياكل والمؤسسات والمنظمات والمجالس المنتخبة في بلادنا؟ ألا يبدو الأمر وكأنه فوضى مبرمجة وضربة جديدة « لدولة القانون والمؤسسات » علاوة على ضرب وحدة الصحفيين ربما تقف وراءها حسابات سياسية معاكسة لظاهر ما تحرص عليه والمناخ العام المطلوب توفره للاستحقاقات الانتخابية القادمة، وكأنها تصب في اتجاه معين لا يخلو من خطورة من حيث شق الصفوف وتأزيم الأوضاع أكثر بل افتعال الأزمات.  وفي مقابل الاستهتار الواضح بالقانون من طرف « مجلس الإنقاذ » الذي رفض الدعوة إلى المصالحة واعتبرها مماطلة رغم تظاهره المؤقت بقبولها أمام الضيوف الأجانب خلال الجلسة العامة يوم 26 جوان الفارط، أصدر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانا يوم 13 جويلية الجاري أعلن فيه أن الاستقالة التي تقدم بها (مكتوبة وممضاة) الزميل الحبيب الشابي بتاريخ 26 جوان 2009 أصبحت نافذة بتاريخ 12 جويلية 2009، ودعا المكتب التنفيذي الموسع للاجتماع يوم الثلاثاء 21 جويلية القادم بمقر النقابة لملاحظة الشغور الحاصل بعد الاستقالة الرابعة في صلب المكتب والتي تستوجب قانونيا عقد مؤتمر استثنائي. وقد تمسك المكتب التنفيذي  بأحكام الفصل39 من النظام الداخلي الذي ينصّ على أن المكتب التنفيذي المتخلي يبقى مسؤولا إلى حين انعقاد المؤتمر الانتخابي الاستثنائي وهو المسؤول عن إعداده. وهذا ما أيده  الاتحاد الدولي للصحفيين بالقول إن الإعلان المنفرد (لأعضاء من المكتب الموسع) والذي يهدف إلى فرض تاريخ مبكر (15 أوت)  للمؤتمر يهدد نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية النقابة. مناشدا  » كل أعضاء قيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن يتعاونوا معا في عملية التحضير للمؤتمر الاستثنائي ليتجنبوا التسبب بضرر دائم في الجسم الصحفي » داعيا إياهم إلى  » أن يستغلوا الاجتماع الذي سيعقد في 21 جويلية الجاري لاتخاذ القرارات النهائية بخصوص تاريخ عقد المؤتمر الاستثنائي. » فهل كنا نحتاج إلى مثل هذا الصوت الذي يأتينا من الخارج لتذكيرنا بما نعلمه جميعا لو تمسك بعضنا باحترام القانون إلى الآخر والهياكل الشرعية بلا استثناء، بعيدا عن التهويل والمصالح الشخصية الضيقة والاختباء وراء « تعليمات » حتمية مزعومة كأنها قضاء وقدر، لتغطية حسابات خاطئة حتى فيما يتعلق بالمؤتمر الاستثنائي القادم للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي يكاد يتوقف على التعجيل به في نظر « مجلس الإنقاذ » مصير البلاد والعباد؟                                                                                               عادل القادري  

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس
تونس في : 16/07/2009 بيــــان

على اثر الاعلامات الواردة علينا من الزملاء عبد الرؤوف العيادي و محمد عبو و  راضية النصراوي حول ما يتعرضون له من شتائم و من مس وهتك للأعراض وذلك بواسطة نشريات بعض المواقع الالكترونية و بعض الجرائد اليومية . وبعد الإطلاع على المقالات المذكورة يعبر مجلس الفرع الملتئم في جلسة طارئة اليوم الخميس 16/07/2009 عن: 1.  تضامنه اللامشروط مع الزملاء و وقوفه إلى جانبهم فيما يتعرضون له من حملة تشويه. 2.  شجبه و استنكاره لما جاء بالمقالات المذكورة و الذي يصدم المشاعر و يدل على انحطاط أخلاقي لا حدود له . 3.  يذكر بما جاء بالخطابات الرسمية التي تؤكد على عدم الخلط بين حرية الإعلام       و المس من أعراض الناس و شرفهم . 4.  يطالب السلط الرسمية باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بوضع حد لهاته الممارسات المشينة.                                                                                                                                                                          عن مجلس الفرع                                                                                          رئيس الفرع عبد الرزاق كيلاني قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف 71.560.979/71.573.360 الفاكس 71.564.705/71.571.976  

نص الرسالة التي توجهت بها اللجنة الوطنية لمساندة أهالي

الحوض ألمنجمي إلى أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل


الإخوة الأعزاء تحية نقابية: منذ ما يزيد عن سنة يقبع مناضلون نقابيون  من منطقة الحوض ألمنجمي  في السجون  بعد أن أوقفوا في مخافر الأمن ومورست عليهم شتى أنواع التعذيب وحوكموا بإحكام قاسية في جلسات غابت فيها متطلبات المحاكمة العادلة، وذلك  بشهادة النقابيين والحقوقيين والسياسيين  ، من داخل البلاد وخارجها ، الذين واكبوا أطوار القضية وحضروا المحاكمات. أيها الإخوة النقابيون: لم يكن عدنان ألحاجي وبشير ألعبيدي وعادل جيار والطيب بن عثمان وطارق ألحلايمي وغيرهم من الذين حوكموا في هذه القضية  عصابة مفسدين » يخططون للاستيلاء على أملاك الغير » أو الإضرار بها  كما جاء في محاضر الاتهام، بل كانوا مناضلين نقابيين مخلصين لمبادئ الاتحاد،  قادوا حركة اجتماعية  سلمية تطالب بالعيش الكريم ،  بالحق في الشغل وفي تنمية عادلة ، وهي نفس المبادئ النقابية التي دعا إليها واستشهد من اجلها محمد علي الحامي وفرحات حشاد وغيرهما من القادة النقابيين الذين تركوا بصماتهم في النضال الاجتماعي والوطني في وطننا العزيز. أيها الإخوة النقابيون: لا يخفى عليكم ما يعانيه هؤلاء النقابيون من متاعب صحية ومعنوية وإحساس بالظلم والقهر، وهم يشاهدون،خلف القضبان، عائلاتهم تتكبد مصاعب التنقل  للزيارة والقفة، و رغم معاناتهم فان ما يعزز أملهم ويدعم  صمودهم  هي مواقف المساندة من المجتمع المدني ، وخاصة من إخوانهم النقابيين. لقد لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا هاما في مؤازرة مساجين الحوض ألمنجمي وعائلاتهم ، كما نظمت العديد من الهياكل الوطنية والجهوية للاتحاد الندوات والتظاهرات التضامنية التي ساهمت إلى جانب العديد من تحركات المجتمع المدني في رفع الحصار الإعلامي الذي أرادت السلطة لفه حول هذه القضية العادلة لعزلها عن محيطها الاجتماعي والوطني. إلا أن كل هذه التحركات لم تحد من تعنت السلطة ولم تحملها على تغيير أسلوبها الأمني والقضائي في مواجهة هذه الحركة السلمية. أيها الإخوة الأعزاء: إننا نكتب إليكم لقناعتنا إنكم تحملون وزر المحنة التي يعيشها إخوانكم النقابيون وأنكم قادرون دائما على تجسيد هذا الشعور في فعل نقابي نضالي يحمل السلطة على مراجعة أسلوب تعاملها مع هذه الحركة.إننا نناشدكم أن تعملوا على تفعيل الحملة التضامنية من اجل إطلاق سراح كل مساجين الحوض ألمنجمي وإرجاعهم إلى سالف عملهم حتى يواصلوا تحمل مسؤولياتهم النقابية  . تقبلوا فائق تحياتنا الأخوية،
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  

دعـــــــوة  

تتشرف حركة التجديد / فرع المهدية بدعوتكم لحضور فعاليات الندوة السياسية التي تنظمها في إطار المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم تتخللها مداخلة الأستاذ سمير بالطيب حول الشروط القانونية للانتخابات القادمة. وذلك يوم السبت 18 جويلية 2009 على الساعة السادسة مساء بدار الثقافة بالمهدية.  

إلغاء أمسية شعريّة في قابس تحت ضغط السّلط الجهويّة


 معز الجماعي في الإربعاء, 15. جويلية 2009 قررت إدارة مهرجان « العين » بالمطوية- قابس إلغاء أمسية شعرية كان من المبرمج أن ينشطها الشاعر « الناصر الرديسي ». وعلمت « كلمة » أن إدارة المهرجان اتصلت قبل أسبوعين بالرديسي واقترحت عليه تنشيط أمسية في إطار التعريف بشعراء الجهة وهو ما وافق عليه الشاعر وعبّر لإدارة المهرجان عن تطوعه لهذه الأمسية بالتنازل عن العائدات المالية للعرض إلى فائدة خزينة المهرجان بهدف المساهمة في تعزيز موارده المادية للخروج به من القالب الوطني إلى مهرجان ذو صبغة دولية، حسب تصريحه لراديو كلمة. وذكر « الرديسي » أنه فوجئ بعدم وجود الأمسية في التاريخ المحدد لها ضمن رزنامة المهرجان التي وقع توزيعها على أهالي الجهة، معبّرا عن استغرابه من إلغاء الأمسية دون إعلامه. وأضاف أنه لم يتلقّ أي توضيحات مقنعة رغم اتصاله بمدير المهرجان للاستفسار عن أسباب إلغاء الأمسية وعدم احترام الاتفاق المكتوب بينه وبين الإدارة، وأكد الرديسي أن هذه الممارسات جاءت نتيجة تمسّكه باستقلاليته وعلى خلفية نشاطاته النقابية والحقوقية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلية  2009)  

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 108 – 16 جويلية 2009


تونس، المهديّة: تعقد المبادرة الوطنيّة من اجل الديمقراطية والتقدّم يوم السبت 18 جويلية ندوة بدار الثقافة بالمهديّة وذلك على الساعة السادسة مساء. « في كل عام، كان غسان كنفاني يكتب قصة ويرسمها للميس، ابنة أخته، في عيد ميلادها. ما زلت أذكر يديه المرهفتين وهو يعدّ الرسوم الجميلة للقصة التي كان قد انتهى للتو من كتابتها لعيد ميلادها الثامن. وفي كانون الثاني/ يناير 1963 ترجم لي غسان قصة القنديل الصغير. كان غسان في الثانية عشرة من عمره في العام 1948 عندما أرغم وأسرته على مغادرة وطنه فلسطين. وهكذا تحوّلوا إلى لاجئين، واستقروا في دمشق، حيث التحق الأبناء بالمدارس. وفي سن العشرين، انتقل غسان إلى الكويت للانضمام إلى أخته، والدة لميس، وبدأ العمل مدرّساً للفنون. وُلدت لميس في العام 1955 وكانت الحفيدة الأولى في الأسرة ومصدراً للفخر والسعادة في أسرتها. كان غسان يحبها حباً كبيراً وكانت هي تبادله هذا الحب الكبير. ومن بين كتاباته الأدبية الأولى كتاب مهدى لها. أصبح غسان كنفاني في ما بعد أحد أشهر الأدباء الفلسطينيين، وأضحى مصدراً لاعتزاز لميس، كما باتت هي مصدراً لوحيه. كانت علاقتهما عميقة جداً وكأن هناك رابطاً قوياً يجمعهما، حتى في الموت. ففي بيروت، صبيحة السبت 8 تموز/ يوليو 1972، استشهدت لميس مع خالها غسان، إذ كانت برفقته لحظة اغتياله بتفجير سيارته ». آني كنفاني تونس، العفو الدولية: أثر الجلسة العامة الانتخابية لمنظمة العفو الدولية فرع تونس، تم انتخاب السيد شكري بن جنّات رئيسا. حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يتقدّم بأخلص تهانيه إلى كافّة أعضاء الهيئة التنفيذية الجديدة. تونس، قابس: لوّح عمال مصنع الاسمنت بقابس باضراب عن العمل ليوم 21 جويلية بعد أن خاضوا اضرابا أوّلا يوم 2 جويلية للمطالبة بتحسين اجورهم والرجوع إلى المفاوضات بين الطرف النقابي وإدارة الشركة. تونس، نقابة الصحافيين: « رغم محاولات التفاوض ومساعي تجاوز الأزمة، ورغم مساعي الاتصال بكافة الزملاء من مجموعة ما يسمّى بأعضاء من المكتب التنفيذي الموسّع من أجل ايجاد موعد موحّد تحترم فيه قوانين النقابة وأخلاقيات الزمالة وميثاق شرف المهنة، ورغم محاولات المصالحة التي دعا لها الزملاء في جلستهم العامة وهي نفس دعوة الفيج، الاّ أن مجموعة من الزملاء أبت الاّ أن تضرب بكل ذلك عرض الحائط وتختار الانقلاب. التاريخ لن ينسى وذاكرة الصحفيين ليست قاصرة. لا حل الاّ باحترام القوانين المنظمة للنقابة. » من مدوّنة منجي الخضراوي 15 جويلية 2009. مصر، الكيان الصهيوني 1: عبرت بارجتان حربيتان صهيونيتان يوم الثلاثاء 14 جويلية 2009 قناة السويس المصرية فى طريقهما الى البحر الاحمر لاجراء مناورات مع القوات الامريكية. وذكرت مصادر ملاحية فى تصريحات بثتها جريدة (اليوم السابع) المصرية المستقلة على موقعها الالكتروني ان البارجتين قدمتا من ميناء حيفا الصهيوني وفى طريقهما الى البحر الاحمر عبر قناة السويس لاجراء المناورات. واضافت ان احدى البارجتين تحمل مدرعات ومشاة بينما تحمل الاخرى صواريخ. من جانبه قال وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط تعليقا على عبور سفن حربية صهيونية لقناة السويس ان مصر لديها اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني يسمح للسفن الصهيونية بالعبور من القناة. واضاف ابوالغيط ان عبور السفن العسكرية والمدنية لقناة السويس  تحكمه اتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888 والتى تيتح للسفن الحربية حق العبور البرئ للقناة طالما انها لا تحمل توجهات عدوانية تجاه مصر. الاذاعة الصينية 14 جويلية 2009. مصر الكيان الصهيوني 2: من حوار أجرته الصحيفة يديعوت احرنوت مع الرئيس مبارك قبل أسبوع: « الصحيفة: بالنسبة لتهريب الأسلحة إلى غزة هل وصلتكم فخامة الرئيس تقارير تشير إلى وجود أنفاق؟ الرئيس مبارك: الأنفاق كانت موجودة منذ فترة ومازالت موجودة، وهى تمثل خطراً على أمن مصر القومي، ولكن التهريب الأكبر الآن يتم عن طريق البحر، لابد أن تنتبهوا إلى أن التهريب من داخل سيناء خطر أيضاً بالنسبة لنا. الصحيفة: هل هناك انخفاض فى التهريب؟ الرئيس مبارك: بالطبع هناك انخفاض وهناك شعور بذلك، وسواء كان هناك انخفاض أم لا، أنتم فى النهاية فى الجانب الآخر وأنتم الذين تستطيعون تقييد ذلك، وقد اعترف قادة إسرائيل بتراجع التهريب عبر الأنفاق. » العرب والمواقع الاباحية الصهيونية: أفاد تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية، ان موقف الرأي العام العربي من الكيان الصهيوني بسبب سياسته تجاه الفلسطينيين، لا ينسحب على المواقع الإباحية الصهيونية على الإنترنت التي تشهد وفقا للتقرير ارتفاعا في عدد المتصفحين العرب ومن دول إسلامية تصف بأنها معادية للكيان مثل إيران. وحسب أصحاب المواقع الإباحية الصهيونية، فانه تم تسجيل ارتفاع نسبة مرتادي مواقعهم من الدول العربية، ووفقا للإحصائيات فان من بين 2-10% من متصفحي المواقع الإباحية الصهيونية هم من تونس والأردن ومصر والاراضي الفلسطينية، وهو ما جعل بعض المواقع تفكر في تقديم خدماتها باللغة العربية. عن « الوطن » 11 جويلية 2009. العراق المحتل، شركات المرتزقة: تواجه شركة خدمات الأمن الأمريكية الخاصة « بلاك ووتر »، إتهامات جديدة بممارسة القتل، ودعارة الأطفال، وتهريب الأسلحة، وتدمير شرائط مصورة تحتوي علي أدلة، والتهرب من الضرائب. ووجه هذه الإتهامات الجديدة عدد من المواطنيين المدنيين العراقيين الذين أصيبوا أو فقدوا عائلاتهم تحت نيران عملاء « بلاك ووتر » في ساحة نصور في بغداد في سبتمبر 2007، وذلك في إطار القضية المعروفة بإسم « ريكو ». وتضاف هذه الإتهامات إلي القضية المفتوحة ضد « بلاك ووتر » لدي المحكمة الفيدرالية بولاية فيرجينيا، والتي تتضمن إتهام رئيس الشركة السابق إيريك برينس « بتأسيس شركة نفذت سلسلة من العمليات غير القانونية » علي مدي فترة طويلة تمتد منذ عام 2003 علي الأقل. وتنص التهمة المطروحة ضد « بلاك ووتر » علي أن « الشركة ما زالت موجودة، ومازالت تقوم بعمليات غير قانونية متكررة، وتمثل تهديدا خطيرا للرفاهية الإجتماعية في العالم ». وتجدر الإشارة إلي أن « بلاك ووتر » قد غيرت إسمها وتعمل الآت تحت إسم « Xe” وأسماء أخري، كلها تحت إشراف برينس، وهو الذي إستقال كرئيس للشركة. عن موقع آي بي إس. الولايات المتّحدة، الموت أرتح: أظهر سبر آراء أن الأمريكيين قلقون من مصاريف علاج السرطان، أكثر من الخوف من الموت بسبب ذلك المرض الفتاك. ووجد السبر، الذي أجرته منظمة التحالف المجتمعي للأورام، أن أقل من نصف الأمريكيين المشاركين في المسح يعتقدون أن تأمينهم الطبي سيغطي الكلفة الكاملة لعلاج السرطان. ويعتقد 25 في المائة فقط ممن شاركوا في المسح بأن شركة « ميدكير » للتأمين ستوفر تغطية كاملة لعلاجهم، بينما عبر 69 في المائة عن قلقهم من تكاليف علاج السرطان، في حين قال 68 في المائة إنهم قلقون من الموت بذلك المرض. س.ن.ن. 09 جويلية 2009. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  

أنــا الوطــن  
د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   عندما تنساني أنظر في المرآة تراني قبسا من سحر عندما تنعاني تذكر أني لم أرتحل أنت الحاضر في كياني أم أنا المحتضر أنت الباحث عني أم أنا من ينتظر عندما ترعاني حبي يشتعل حب الوطن من الإيمان وذاك حكم القدر عندما تلقاني فقد لقيت الوطن *********** فلا توصيني بغير الحب فمن الحب عشقت البشر أنا أرميهم بغفراني وهم بالسهام رموني أو بالحجر فستحملك أحضاني كما عهدتك عند الصغر وسوف أظل لك تابعا حتى وإن أشهرت الملل وسأنحني لك حبا فبالحب غلبت المحن *********** غادرتني يوما عابسا مكفهر مكره أخاك لا بطل سألت عنك الزمان قال قد غاب القمر حتى أطل بدرك يوما فكان اللقاء وكان السهر عدت إليّ راكضا دون حزَن حتى وإن جفيتني يوما أو نسيتنا فسأبقى على الرصيف أنتظر حبيب الأمس واليوم وكل العمر ستبقى ذكراك خلدا حتى وإن طال السفر ـــــــــــــــــ ملاحظــة : يصدر قريبا كتاب جديد للدكتور خالد الطراولي بعنوان  » رؤى في الاقتصـاد الإسـلامي » للحجز يرجى الاتصال بهذا العنوان kitab_traouli@yahoo.fr 15 جويلية 2009 

تفاعـــــلا مــــع شهـــــادات التليســـــي: 

** شهــود العصر يؤكّــــدون حصول قتل وتعذيـــب بـ « صباط الظــــلام »

** « التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة »  


تونس – الصّباح: أثار المقال الذي نشرته «الصّباح» حول الشهادة التاريخية التي أدلى بها السيد أحمد بن نصير (التليسي) ردود فعل كثيرة.. حيث اتصل بنا عدد من المناضلين لتفنيد بعض أقواله المتعلقة خاصة بكونه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة.. وبتبرئة «صباط الظلام» من جرائم القتل والتعذيب. وفي هذا الصدد أفادنا المناضل علي المعاوية أن التليسي «لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة كما قال.. لأن الجميع  يعرفون أن الحارس الشخصي الأول لبورقيبة هو محجوب بن علي».. وذكر السيد مختار بن سعد المعروف بالمختار الحامي وهو رئيس لجنة المقاومين ببن عروس أن التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم.. وقال «لقد كنت شاهدا على نزول الزعيم بورقيبة من الباخرة في حلق الوادي يوم غرة جوان 1955 عائدا إلى تونس.. وأذكر أنه كان في انتظاره عديد المجموعات وهي مجموعة محجوب بن علي والطيب المهيري ومجموعة حسن بن عبد العزيز للحراسة ومجموعة البشير زرق العيون ومجموعة العاصمة وأحوازها وحتى من اطارات الاتحاد العام للشغل وفي مقدمتهم البشير بلاغة وغيرهم.» وأضاف «عندما استقر بورقيبة بمحل سكناه بمعقل الزعيم في رحبة الغنم كان الذين يحرسونه ويحرسون محل سكناه مجموعة تتركب من عدد من المقاومين هم علي الصنديد وعلي الصغيّر وعامر كلاتوس وبعض أفراد من مجموعة محجوب بن علي وكان هذا في البداية لأنه لم تكن هناك شرطة.. وكان بورقيبة عندما يزور بعض المدن يذهب معه العديد من المناضلين.. وكان في حراسته في احدى زياراته إلى الوطن القبلي الحبيب الدوقي وقد أطلق عليه أحد عناصر المعارضة النار وقتله.. أي أنه في تلك الفترة لم تكن هناك رتب.. ولا نعرف حارسا أول أو ثانيا أو ثالثا.» وذكر المختار بن سعد أنه «في سنة 1956 تكونت الحكومة الوطنية وبعث وزير الداخلية الطيب المهيري فرقة بادارة الأمن تعرف بفرقة صيانة رئيس الدولة والشخصيات الرسمية وهي تتكون من مفتشين ورئيس فرقة وكان المحافظ في البداية علي مراد، وتلاه المحافظ عمران بوخشبة. «صباط الظلام» بالإضافة إلى تفنيدهم لأقوال أحمد التليسي المتمثلة في أنه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة… أكد من تحدث لـ«الصّباح» حصول جرائم قتل في «صباط الظلام» إلى جانب عمليات التعذيب وبينوا أن الشيخ حسن العيادي وعصابته قتلوا سعيد دبيش والمختار عطية وحسن الحامي وكان هذا الأخير مقاوما في برقو.. كما أنهم ابتزّوا العديد من الفلاحين الكبار بسليانة وكان هؤلاء ينفقون بسخاء على المقاومين لما كانوا يرابطون في جبل برقو ويسلمون العيادي أموالا طائلة.. لكن بعد المفاوضات وتسليم السلاح.. واصل الشيخ حسن العيادي وأفراد عصابته طلب المال.. وأصبح الكل يخشاهم فهم على استعداد لقتل أي كان بمقابل، في صورة التشكيك في أنه يوسفي. فبمجرد أن يشي أحد الأجوار بجاره بدافع الغيرة أو التنافس على الملكية ينقضون عليه.. وفي هذا الصدد قال المناضل عبد الستار الهاني وهو زيتوني أصيل سليانة «لقد ساهمت عائلتي مساهمة كبيرة في تموين المقاومين زمن الثورة.. ولكن لاحظنا أن الشيخ العيادي في كل مرة يطلب المزيد.. حتى أنه طلب مرة مقابلتي في مقهى باب الجزيرة بالعاصمة فذهبت إليه ووجدت معه ستة أنفار وكانوا يخفون  أسلحتهم تحت جبابهم وسألني يومها على «حمتين» وهو فلاح كبير من سليانة ويقيم بالمرسى واسمه الحقيقي محمد الأخضر بن عطية وذكر أنه يرغب في أن يحصل منه على مبلغ قدره 400 دينارا لاقتناء سيارة.. فأخبرته أنني لا أعرف أين يقيم ونصحته بأن يذهب إلى سليانة فهناك يوجد ابنه الهادي وهو يقيم بالربع قرب برقو وبالامكان أن يساعده..» وأضاف الهاني «لقد ساورنا الشك في أن العيادي أصبح يبتزنا لكننا استمرينا في مساعدته وتموينه واعطائه ما يطلب من المال إلى غاية تسليم السلاح..» وكنا قد التزمنا معه في بداية أيام المقاومة بتموينه.. فقد دعوته بعد أن جاء إلى برقو إلى بيتي وأعطيته قائمة بأسماء من يمكنهم أن يمونوه من أثرياء سليانة بتوصية مني..» وقال المناضل عبد الستار الهاني ناشدا من شعره الذي كتبه حول المقاومة: أحسست المطامع طوّقتني                                      ولم يَكُ منجدي إلا ذكائي فقلت له أيا حسنا تريث                                      ودعك من الصرامة والجفاء وقد تنل الكثير بلا مراء                                    وتشعر أنه خير العطاء وذكر الهاني أنه بعد المفاوضات وتسليم السلاح رجع العيادي وبعض من أفراد عصابته إلى العاصمة ونشطوا في «صباط الظلام» وكانت لهم أطماع في الحصول على تسميات في الشرطة لكن المنجي سليم والطيب المهيري كانا للعيادي وجماعته بالمرصاد فأصبح العيادي يبحث عن موارد الرزق بنفسه وكان يذهب من حين إلى آخر إلى الفلاحين بسليانة ويأخذ منهم كميات وفيرة من القمح. وكان العيادي قد تخاصم مع المختار عطية وقتله الأمر الذي أثار انتقام الطيب المهيري والمنجي سليم فحرماه من التمويل. وعن سؤال يتعلق بما كان يحدث في «صباط الظلام» أجاب عبد الستار الهاني وقد ذكر التليسي اسمه في شهادته التاريخية.. أنه أمضى ثلاثة أيام في «صباط الظلام» وشاهد وقتها ألوانا من التعذيب والرعب في ذلك المكان المظلم.. وقال «أنا لم يعذبوني هناك.. لكنني شاهدت جماعة حسن العيادي يجلون أناسا وقد بدت عليهم آثار التعذيب.. وسمعت الكثير من الصّراخ والأنين.. لقد بقيت مدة قصيرة في هذا المكان وكان معي فيه محمد الزراع والحفناوي عطية وسعيد دبيش..» ما كان مصير سعيد دبيش؟ عن هذا السؤال، وهو نفس السؤال الذي طرحه المؤرخ محمد ضيف اللّه على أحمد التليسي فأجابه لا يعرف.. قال الهاني «لقد قتله العيادي»، وبيّن أن «رجلا يدعى ابراهيم وشى به للعيادي.. فقام هذا الأخير بقتله». وأضاف: «بعد أن دخلت «صباط الظلام».. حملوني إلى بئر التراز برادس ووجدت هناك أحمد بن نصير (التليسي) فقد كان يشرف على هذا المكان الذي يتألف من غرفتين احداهما فيها مكتب يجلس فيه الشيخ العيادي عندما يأتي لمحاكمة الموقوفين.. وقد عشت الكثير من الرعب لأني كنت أسمع دائما الصراخ جراء الضرب والصفع والجلد وصادف أن رأيت أحد أبناء سليانة وكان شخصية مرموقة في الجهة لكنه أهين وضرب وجلد وسمعت صراخه.. لقد اتهموه بـ«اليوسفية».. وأضاف الهاني وقد بدا عليه التأثر وهو يتنهد: «كنا في بئر التراز ننام على الجليز لأنه لم يكن هناك فراش.. لقد ذقنا المر.. لهذا قال لي العيادي أنه حبسني لحمايتي من أحد أعوانه المتمردين عليه فهو يخطط لقتلي. وذكر متحدثا عن التليسي: «كيف ينكر التليسي عمليات التعذيب في بئر التراز.. لقد كان يمارس علينا الرعب.. وأذكر أنه ذات مرة كان بصدد تنظيف سلاحه وكنت أنا ومحمد الزراع جالسين قربه ومتكئين على الحائط.. فتحرك الزراع قليلا الى اليمين وفعلت نفس الشيء وبعد ثوان سمعنا طلقا ناريا مدويا وانطلقت رصاصة في اتجاه نفس المكان الذي كنا متكئين عليه». تحذير تعقيبا على ما قاله التليسي من أنه يتحدى أيا كان من السياسيين والمؤرخين  بان يقدموا دليلا على قتل أي أحد في «صباط الظلام».. قال مختار بن سعد «من خلال مسؤولياتي على لجنة الرعاية بتونس العاصمة وأحوازها في الخمسينات أنفي هذه الأقوال». وذكر أن الحزب ورغبة في توفير الأمن داخل البلاد قبل الاستقلال للحد من الفوضى والابتزاز والتهريب والقتل قرر بعث لجان رعاية تتكون من مناضلين وشباب دستوري وذلك منذ أفريل 1955. وأضاف «في هذا الاطار انتقل الشيخ حسن العيادي وجماعته الى «صباط الظلام» وأذكر أنه كان معه الطاهر بوطارة من الحامة وشخص آخر يدعى العيادي داوود من الوطن القبلي وآخر اسمه المحواشي من الشمال الغربي.. وأمر العيادي جماعته في البداية بالهجوم على مصنع السميد والسطو على خزينته وبالسطو على مصاغات اليهود وبالسطو على أموال التجار.. والغريب في الأمر أن التليسي يقول ان العيادي كان ينفذ أوامر بورقيبة لدعم المقاومة.. والزعيم بريء من هذه الأعمال الاجرامية وحذرنا العيادي من عاقبة اعماله.. فانتهج أسلوبا آخر وهو اختطاف أناس ميسورين لابتزاز أموالهم بتهمة الخيانة واليوسفية والقتل لتصفية الحسابات. وعن عمليات القتل التي حدثت في «صباط الظلام» قال مختار بن سعيد أن التليسي قال «اسألوا عبد الستار الهاني الذي كلفني الشيخ العيادي بحراسته فهو يعرف الحقيقة».. فعن أي حقيقة يتحدث.. لماذا لم يذكر اسم سعيد دبيش لقد قتل في «صباط الظلام».. ورغم مساعي زوجته للحصول على جثته فإنها لم تفلح.. واختفت الجثة إلى يوم الناس هذا.. وأرى أن العيادي لم يقتل عبد الستار الهاني لأنه لن يصدقه أي أحد إذا اتهم الهاني بالخيانة لأن الهاني كان مناضلا كبيرا مع المرحوم علي البلهوان وكان يناضل سواء في الحزب أو في الكتلة الزيتونية وصوت الطالب.. وعند اندلاع معركة التحرير سنة 1958 هو من دعم حسن العيادي وجماعته من المقاومين بجبل برقو بماله الخاص أو بجمع مال أثرياء سليانة. لقد حجزه العيادي إذن لابتزاز ماله إذ أنهم حملوه بعد اخراجه من بئر التراز الذي أمضى فيه 11 يوما إلى منزل علي بن سالم شهر «علي البوليس» بمنوبة وهناك وجد الهاني صهره عبد الستار بن عبد الملك وشقيقه فدفعا لجماعة العيادي 250 ألف فرنك  مقابل اطلاق سراحه. وفي نفس الصدد أكد المناضل عبد الستار الهاني ما جاء على لسان المختار بن سعد. وأضاف بن سعد أن عصابة الشيخ العيادي استمرت في نشاطها من ربيع 1955 الى جانفي 1956.. اذ أصبح الحزب أقوى وتصدى لها ثم جاء الاستقلال وتم تكوين الشرطة والحرس والجيش وذابت العصابة وتشتت أفرادها. وذكر أن التليسي قال «ان العيادي أكبر قادة المقاومة وزعيمهم.. نعم لا أنكر أن للعيادي حسنات ولكن هذا لا يمنع من أن عديد القادة شيدوا جبالا من الحسنات.. لكنهم ارتكبوا أخطاء فهدموا كل ما بنوه ولم يعد التاريخ يذكرهم.. وهذا ما جناه حسن العيادي على نفسه.» وقال بن سعد معقبا على شهادة التليسي «أراك تعترف باقتراف عمليات تعذيب اليوسفيين.. وهذا يعاقب عليه القانون». هذه إذن بعض الشهادات التي قدمها قراء «الصّباح» الشاهدون على العصر تعقيبا على شهادة أحمد التليسي وقد رأينا اطلاعكم عليها تعميما للفائدة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جويلية 2009)  

من أوراق يساري فتحي بالحاج يحي: « الحبس كذّاب والحي يرّوح »

حسونة المصباحي خلال جولة قمت بها في أجنحة معرض الكتاب الدولي الذي انتظم في تونس أواخر شهر أفريل/نيسان الماضي، قال لي الصديق نور الدين بن الطيب الذي كان يرافقني في تلك الجولة:  » هناك كتاب لا بدل أن تقتنيه ». وكان يعني « الحبس كذاب والحي يروح » لفتحي بن الحاج يحي الذي أمضى خمس سنوات في السجون التونسية خلال السبعينات من القرن الماضي بسبب انتسابه لمنظمة « العامل التونسي » الماركسية ـ اللينينية. اقتنيت الكتاب دون أي تردد اذ أنني كنت ولازلت أتلهف للتعرف على تجارب أبناء جيلي، أولئك الذين حلموا مثلي بثورة عالمية حمراء، وفتنوا بالأفكار الاشتراكية، وبالإيديولوجيات اليسارية، وناصروا القضايا الثورية مثل القضية الفلسطينية، والثورة الفيتنامية، والثورة الكوبية. وكانوا يقبلون على قراءة « الكتاب الأحمر » لماوتسي تونغ، وعلى الاستماع إلى إذاعة تيرانا باعتبار أن التجربة الألبانية كانت تمثل بالنسبة إليهم « النقاوة الثورية » في حين كان أنور خوجة، مهندس تلك التجربة يجسد الوفاء الحقيقي للمفاهيم الماركسية ـ اللينينية. في المساء عدت الى بيتي في الحمامات وأنا في غاية التعب والإرهاق لذا أويت الى الفراش مبكرا. ولأنني اعتدت أن أقرأ بعض الصفحات قبل النوم، فإني فتحت كتاب « الحبس كذاب والحي يروح » وإذا بي أنسى النوم، وتعب اليوم الطويل لأجد نفسي مبحرا في عالم كافكاوي رهيب فيه كنت أضحك وأبكي في نفس الوقت، وفيه كانت كل كلمة توقظ فيّ ذكريات وأحاسيس الزمن البعيد. أتيت على أكثر من نصف الكتاب عند الساعة الواحدة والنصف صباحا. نمت أربع ساعات ثم وجدتني مستيقظا راغبا في أن أبحر في الكتاب من جديد. انهيت قراءته في الساعة الثامنة صباحا. وفي الحين، هتفت لفتحي بن الحاج يحي لأهنئه بالعمل الرائع، البديع الذي أنجزه.. كنت ولازلت أعتقد أن التجارب المريرة التي عاشها جيل السبعينات من القرن الماضي تستحق التوثيق والاهتمام. وبالتالي هي جديرة بأن تكون مواضيع مثيرة لروايات وقصص وأفلام ومسرحيات وأعمال قيمة أخرى. غير أني أظن أن ما أنجز إلى حد هذه الساعة في مثل هذه المجالات لا يفي بالحاجة. فقد أصدر جلبار نقاش في الثمانينات من القرن الماضي رواية مستوحاة من تجربته الشخصية في السجن والتي هي « كريستال » ثم أضاف إليها شهادة أصدرها مؤخرا في باريس حملت عنوان: « ماذا فعلت بسنوات شبابك؟ ». وتطرق أعضاء جماعة « المسرح الجديد » ثم جماعة « فاميليا » في البعض من أعمالهم المسرحية إلى المحن النفسية التي تعرض لها أبناء جيل السبعينات بعد أن تساقطت أوهامهم وأحلامهم مثل أوراق الخريف. وفعل النوري بوزيد الذي عاش تجربة السجن هو أيضا الشيء ذاته خصوصا في أفلامه الأولى التي عكست جوانب من سيرته الذاتية. أصدر كاتب هذه السطور ثلاث روايات هي « هلوسات ترشيش » و »الآخرون » و »وداعا روزالي » عالج فيها مرارة الخيبة عند أبناء جيل السبعينات. غير أن كل هذا يظل دون المطلوب والمرغوب. لذلك فإن الحفر في تجربة جيل السبعينات لا يزال موضوعا مثيرا للاهتمام، ومرغوبا فيه سواء من الذين اكتووا بنيراها، أو من الذين لم يعرفوا منها غير رمادها. فقد مثلت تلك التجربة ولا تزال تمثل محطة أساسية في التاريخ التونسي خلال المرحلة التي أعقبت الاستقلال. وأظن أن كتاب فتحي بن الحاج يحي المذكور جاء في الوقت المناسب ليملأ فراغات كثيرة، وليحقق انعطافة هامة، فنية وسياسية في مجال الكتابة والتوثيق بخصوص تلك التجربة. وشخصيا قرأت العديد من الشهادات التي كتبها مثقفون عرب، ماركسيون ويساريون، وفيها وصفوا بدقة العذابات والآلام التي كابدوها في السجون والمعتقلات بسبب تمسكهم بالمبادئ والأفكار التي كانوا يؤمنون بها، معتقدين أنها قادرة على إصلاح مجتمعاتهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا. وأظن أن أكثر الشهادات عمقا وإثارة تلك التي جاءت بأقلام الشيوعيين المصريين الذين تعرضوا لأفظع أنواع التعذيب والقمع في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولا تقل الشهادات التي كتبها المثقفون المغاربة عن تجاربهم في السجون قيمة وعمقا عن شهادات الشيوعيين المصريين. ويمكن اعتبار كل هذه الشهادات وثائق هامة ليس فقط عن الأوضاع اللاّّإنسانية داخل السجون العربية، وإنما هي تشكل أيضا وثائق غاية في الأهمية عن النظم السياسية في العالم العربي، وعن علاقة المثقف العربي بالسلطة، وعن الاستبداد السياسي في مفهومه الشرقي، وعن الوسائل القمعية التي تلجأ إليها الدولة العربية لمواجهة خصومها وأعدائها السياسيين والفكريين. وعندما قرأت شهادة فتحي بن الحاج يحي وجدتني أمام وثيقة رائعة وموجعة ليس فقط عن تجربته المريرة في السجون التونسية، وانما أيضا عن الحقبة البورقيبية، وعن خصائص الأمومة عند المرأة التونسية، وعن التعصب الفكري والايديولوجي، وعن الصداقة والحب والوفاء في الأزمنة الصعبة، وعن قوة الكائن وهشاشته، وعن الكبت الجنسي في المجتمعات العربية الإسلامية، وعن انكسارات جيل السبعينات الذي توهم ذات يوم أن الثورة قادمة لا ريب فيها، وأنه قادر على تحقيقها وإنجازها. وأول شيء لفت انتباهي في كتاب « الحبس كذاب والحي يروح » هو المستوى الفني العالي الذي تميز به فتحي بن الحاج يحي. والواضح أنه كان واعيا منذ البداية ان التجربة حتى وإن كانت مهمة، تفقد أهميتها، وتصبح سطحية ومبتذلة اذا لم يتمكن الذي عاشها من صياغتها، بشكل فني راق. لذا عمل على أن تكون فنية الكتابة أساسية وفي الصدارة. وقد جاءت لغته سلسة، ومتدفقة مثل حياة الجداول الجبلية. كل جملة لها رنينها الخاص الموقع لحالة الكاتب النفسية، أو لموافقة من هذه القضية أو تلك. وكان التلاعب بين اللغة الفصحى واللغة الدارجة متمقنا ودالا على مهارة عالية في هذا المجال. وكان واضحا ان فتحي بن الحاج يحي عارف بالرواية العالمية وبتقنياتها وأساليبها الفنية، وبما حققه من تطورات على مستوى الشكل والمضمون. من هنا سهولة التنقل بين الأمكنة والأزمنة في كتاب « الحبس كذاب والحي يروح ». فعلى بساط من ريح يحملنا فتحي بن الحاج يحي من باريس إلى جنوب لبنان، او من سجن الكاف إلى الحدود الجزائرية التونسية التي اجتازها سرّا، ومن سجن « برج الرومي » ببنزرت الى اماكن اخرى في العاصمة، أو الى مدن أخرى مرّ بها عندما كان يسعى لأن يكون ثوريا محترفا. وعلى بساط من ريح أيضا، يطير بنا من مرحلة الطفولة الى مرحلة الشباب، ومن الستينات الى التسعينات، ومن سنوات السجن الى سنوات ما بعد السجن.. لذلك باستطاعتي أن أقول إن شهادة فتحي بن الحاج يحي في « الحبس كذاب والحي يروح » لا يمكن حصرها ضمن شهادة عن تجربة شخصية، وانما يمكن اعتبارها رواية لما تتميز به من خصائص فنية وتقنية وأسلوبية. وهذا ما جعلني اقرأ « الحبس كذاب والحي يروح » بنفس المتعة التي قرأت بها روايات كتّابي المفضلين. كما أني وجدت فيه عوالم شبيهة بتلك التي نجدها في « ذكريات بيت الموتى » التي رسم فيها دستويفسكي صورة سوداء عن تجربته المريرة في معتقلات سيبريا التي أمضى فيها سنوات طويلة بسبب مشاركته في مؤامرة ضد القيصر. وفيه وجدت أيضا، ذكرني بروايات أمريكية مشهورة استوحاها اصحابها من تجاربهم الخاصة. ولم يخل كتاب « الحبس كذاب والحي يروح » من تلك الكوابيس المرعبة التي تخللت قصص وروايات فرنز كافكا. ومن خصائص الأعمال الفنية الأصيلة والحقيقية، اهتمام أصحابها بالجوانب والمبادئ الانسانية السامية. وقد نجح فتحي بن الحاج يحي أن جعل هذه الجوانب وهذه المبادئ ساطعة في عمله السالف الذكر، وعنصرا أساسيا فيه. فهو لا يحدثنا فقط بنبرة إنسانية عالية عن والدته التي وجدت نفسها مجبرة على التنقل بين السجون لرؤية ابنها، وعن زوجات وحبيبات رفاقه المساجين الآخرين، بل وأيضا عن المهمشين والمخنثين وعتاة اللصوص وحراس السجون والجلادين والمحامين والقضاة، وحتى عن أعدائه الألداء. فالأحقاد والضغائن لا مكان لها في قلب الفنان المتطلع إلى « إنسانية جديدة » بحسب تعبير الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت. وقد تمكن فتحي بن الحاج يحي من أن يثبت هذه الحقيقة بشكل بديع. ومثل كل الكتاب القديرين، كان فتحي بن الحاج يحي بارعا في رسم الشخصيات التي التقاها في حياته، أو كان على علاقة فكرية بها. وهو يصف « عم الهادي » مدير سجن الكاف على النحو التالي: « عم الهادي، كما كان الجميع ينادونه، رجل قصير القامة، يميل الى البدانة، عريض الجبهة والوجه، له حمرة دائمة في وجنتيه فيخيل لك أنه في حالة خجل أبدي. وكان كما يدل عليه اسمه، هادئ الطبع، رقيق المشاعر، لا يميل الى العنف، وحتى عندما يغضب فهو يثير الضحك اكثر من إثارته للخوف. وقلة هم الرجال مثله الذين يحسون درجة الصفر من السلطة بمعنى رولان بارت للكلمة ». ومتحدثا عن الراحل نورالدين بن خضر الذي أمضى سنوات طويلة في السجون البورقيبية، كتب فتحي بن الحاج يحي يقول: « كانت جميع أحاديثه تقف على أرضية فلسفية وجودية صرّح في العديد من المرات بأنها طبعت شبابه منذ لقائه مع باريس وطبعت ذاته أكثر مما طبعها الفكر الماركسي « … ». ذاكرته السجينة تكاد تقتصر على المواقف الانسانية التي عشناها، حلوها ومرّها، وكان يرهب الخطب الكبيرة عن القمع والتعذيب والمقاومة لأنها تسهم في صناعة البطل فوق الانساني وفي نسج الاسطورة في بلد عفنا فيه صناعة الاسطورة وتشييد الصورة ». وكانت الدعابة السوداء « L\’HUMOUR NOIR » بمفهوم اندريه بروتون، رائد الحركة السوريالية، حاضرة بقوة في كتاب « الحبس كذاب والحي يروح ». وهو ما تفتقده أغلب الكتب التي يتحدث فيها أصحابها عن تجاربهم السجنية. اما فتحي بن الحاج يحي فقد كشف لنا قدرته الرائعة على انتشال الضحكة منا حتى في الأوضاع الأشد عسرا ومأساوية ذلك أن العالم عنده ليس بلونين، أبيض وأسود، وانما هو متعدد الألوان، يتسع لكل الكائنات باختلاف أنواعها، وسلوكياتها، وطريقتها في التفكير وفي الحياة. ويروي لنا فتحي بن الحاج يحي بأسلوبه البديع العديد من الحوادث الطريفة التي عاشها خلال السنوات الخمس التي أمضاها متنقلا بين السجون. ففي الكاف، كان سجن النساء يجاور سجن الرجال. وفي فترة الاستراحة اليومية التي يسمح لهم فيها بالخروج من الزنازين المعتمة، كان فتحي بن الحاج يحي ورفاقه يشاهدون بعض النسوة الفاتنات يتسلقن الحائط العالي للاطلال عليهم من النافذة المشبكة راميات إياهم بكلمات شبقة قصد اثارة أحاسيسهم ونزواتهم الجنسية. « وفي يوم ساخن من أيام حرّ الطقس والجسد، صعدت إلى الشباك بنت جديدة وراحت تحاول اغراء « الرفاق ». وبما ان هؤلاء كانوا متمسكين بـ » النقاوة الثورية » ويعتبرون التحرش بالنساء « خيانة للشعب » فإنهم تحاشوا الاستجابة لاغراءاتها خشية الخضوع لـ »النقد الذاتي ». وعندما تيقنت من عجزها عن بلوغ هدفها، التفتت البنت الفاتنة الى صاحبتها السجينة الأخرى وصاحت فيها متهمة « الرفاق » بـ »التخنث ». ولا يقرأ « الحبس كذاب والحي يروح » كرواية مثيرة عن تجربة السجن، وانما ايضا ككتاب نظري في بعيد صاحبه النظر في تجربة اليسار التونسي في الزمن البورقيبي، وفي جملة من المواقف الإيديولوجية والفكرية التي سادت التنظيمات الماركسية ـ اللينينية التونسية في تلك الفترة، وفي العديد من المسائل الأخرى، والشيء المثير للإعجاب هو ان فتحي بن الحاج يحي توخى الصراحة والصدق في كل ما روى من أحداث، وفي كل ما استعرض من مواقف، وأبدا لم يتردد في انتقاد نفسه ورفاقه الآخرين. لذا سيظل كتابه المذكور مرجعا أساسيا لفهم حقبة هامة من تاريخنا التونسي المعاصر. تلك الحقبة التي حدثت فيها المواجهات الأولى بين بورقيبة وأبناء الاستقلال. (المصدر: « العرب أونلاين »، موقع صحيفة « العرب الدولية » (يومية – لندن، تونس) بتاريخ 16 جويلية 2009) الرابط: http://www.alarabonline.org  

الرياضيون و »الحرقة »   

صابر التونسي قارب جديد بدأ الشباب التونسي يركبه للعبور للضفة الأخرى! … المشاركة في الدورات الرياضية! … والمسابقات العالمية وكذلك عروض الفن الشعبي « والمزود »! … وهو أمر أقل خطرا وأضمن للعبور والسلامة! … … فقد تمكن « فنانون » ورياضيون من « الحرقة » الميسرة والتي لم تكلف أصحابها غير اتخاذ القرار! … وهو قرار قد يكون محترما إذا خلا مما يشوبه من خسة، مثل سرقة رفاق الرحلة! تونس واسعة وهي محضن لكل أبنائها إلا من أبى أو عصى! … من أراد أن « يحرق » فذاك شأنه ولكن ليعد العدة ويوفر القارب السليم حتى لا يكون طُعما للأسماك! … كان أولى بفريق جندوبة الرياضية أن يضاعف الجهد من أجل تحقيق نتائج ترفع علم تونس وتقر عين ولي الأمر! … أو توفر لهم قوارب « الحرقة » بالإحتراف، أو الهروب على هامش دورة من الدورات خارج الوطن كما فعل إخوان لهم من قبل! … ونجحوا في جعل اسم تونس متصدرا لأسماء البلدان في النشرات الرياضية! وإن من باب فرار اللاعبين! … لا يهم المهم الشهرة والمرتبة الأولى! … أليس ذلك خير من الإضرابات التي لا طائل من ورائها! وليكن شعاركم جسم سليم من أجل « حرقة » سليمة وأقل أمواج! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلية 2009)  

في غياب الحوار حول التحرر الجنسي:
الشبـاب يدفـع فاتـورة الصمــت

تونس ـ الصباح: «… لم يعد الشباب في تونس يُقبل في سنّ مبكرة على الزواج، وتأخّر سنّ الزواج هذه الأيّام، سواء عند الذكور أو الإناث، يترك هامشًا وفترة أطول من الحريّة الجنسيّة.   وفي غياب ثقافة صحيّة وجنسيّة ستتعمّق دون شكّ وتتنامى مخاطر الأمراض المنقولة جنسيًّا وعديد الإشكاليّات الأخرى في مجال الصحّة الإنجابية على غرار الحمل غير المرغوب فيه والإجهاض… إلخ.» ويضيف الدكتور رضا كمون رئيس الجمعيّة التونسيّة لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيًّا والسّيدا، أنّ التثقيف الصحّي والجنسي والحوار حول هذا الموضوع في إطار العائلة والمدرسة ووسائل الإعلام، أصبح اليوم ضرورة ملحّة لوقاية الشباب من مخاطر العديد من الأمراض المرتبطة بالحياة الجنسيّة لديهم. وتفيد العديد من الدراسات والمعطيات التي تناولت التحوّلات الديمغرافيّة في تونس، ارتفاع معدّل سنّ الزواج وانخفاض الإنجاب ذلك أنّ نسبة العزوبة لدى الفتيات في سنّ 25 و29 سنة بلغت في السنوات الأخيرة أكثر من 65% وتؤكــّد هذه الدراسات أنّ لارتفاع نسبة العزوبة ثمن وتبعات اجتماعيّة وصحيّة وديمغرافيّة لعلّ أبرزها الحمل غير المرغوب فيه والإنجاب خارج إطار الزواج والعلاقات الجنسيّة غير المحميّة وما يمكن أن ينجرّ عنها من تعرّض لخطر الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيًّا على غرار التعفنات والسّيدا إلخ. 10 آلاف حالة إجهاض هذا ما تؤكــّده أيضًا بعض المؤشرات والإحصائيّات حيث تفيد معطيات صادرة مؤخرًا عن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أنّ العيادات الرّاجعة بالنظر للديوان سجلت بمفردها نحو 10 آلاف و360 حالة إجهاض لدى فتيات عازبات في الفترة الممتدّة بين سنتي 2002 و2007. واستنادًا دائمًا لدراسات ميدانيّة أنجزها الديوان، نشير إلى أنّ 80% من الشباب اللذين يربطون علاقات جنسيّة دون حماية يمارسونها أحيانًا مع شركاء جنسيين عرضيين ممّا يجعلهم عرضة للأمراض المنقولة جنسيًّا والحمل غير المرغوب فيه.. هذه السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والعلاقات الجنسيّة غير المحميّة تقتحم أسوار المدارس أيضًا، ونستعرض في هذا الإطار دراسة أجراها السنة الماضية مختصّون بأحد مراكز الرعاية الصحيّة الأساسيّة وشملت عيّنة تتكوّن من مائة تلميذ وتلميذة يبلغ معدّل أعمارهم 15 سنة و6 أشهر، وكشفت أنّ 16% من المستجوَبين أقرّوا أنّه كانت لهم على الأقل علاقة جنسيّة، ويبلغ معدّل عمر التلميذ عند أوّل علاقة جنسيّة يربطها 14 سنة ونصف… الحوار بداية التثقيف أشار الدكتور رضا كمون أيضًا إلى أنّ أغلب الشباب يكتشف الجنس إمّا على الميدان أو عبر الأصدقاء مع ما يحمله ذلك من ممارسات ومعلومات خاطئة، وهو ما يؤكـّد ضرورة الانفتاح على مواضيع الثقافة الصحيّة والحياة الجنسيّة، ويبيّن الدكتور كمون أنّ الكلام في الموضوع وطرحه على طاولة النقاش هو بداية التثقيف، ويضيف أنّ هذا الحوار حول الثقافة الجنسيّة والإنجابيّة يجب أن يكون في الوسط العائلي بالدرجة الأولى وكذلك في الوسط التربوي بالإضافة إلى ضرورة طرحه عبر وسائل الإعلام المختلفة مع ضرورة البحث وتطوير طرق تناول موضوع الحياة الجنسيّة وطرحها على جميع هذه الأوساط… «لأنّه من المواضيع التي مازالت تعدّ حسّاسة و »سترة » في ثقافتنا وتقاليدنا، لكن ليس في ديننا على عكس ما يظنّ البعض لأنّ الدين لا يمنع تناول مثل هذه المواضيع…» دور التشريع كذلك إلى جانب تدعيم الحوار حول موضوع الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة لدى الشباب اليوم، يرى آخرون أنّه يجب كذلك تطوير المجال التشريعي في هذا المجال على غرار ما تمّ طرحه خلال اجتماع المجلس الإقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة (إقليم العالم العربي) في تونس مطلع الأسبوع الجاري، وتحديدًا خلال لقاء عدد من الشباب مع برلمانيين يمثلون حوالي 16 دولة، تناولوا مواضيع الأمراض المنقولة جنسيًّا والحمل غير المرغوب فيه والإدمان على التدخين والمخدّرات، من وجهة نظر تنامي هذه السلوكيّات في المجتمعات العربيّة ووجود فراغ تشريعي في هذا المجال يتطلــّب وعي السلطة التشريعيّة لسنّ قوانين وإقرار برامج تعنى بالمواضيع ذات العلاقة بالصحّة الجنسيّة والإنجابيّة، حيث تعتبر السيّدة كوثر الخير من سوريا والرئيسة السابقة للجنة التنفيذيّة للمجلس الإقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، أنّ الشباب اليوم في حاجة إلى فهم شواغله الخاصّة وحاجيّاته المتنامية إلى التثقيف وإلى الوصول إلى الخدمات في مجال الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة. وتضيف السيّدة كوثر الخير أنّه يجب أن تدخل هذه المواضيع فضاءات البرلمانات والمجتمع المدني وكذلك الأسر لأنّها مازالت تطرح بخجل رغم أهميّة تناولها بانفتاح أكثر لتحصين الشباب والمجتمع ضد عديد الأمراض والممارسات التي تقتحم أبواب العائلة عبر التلفزة والأنترنات… منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 جويلية 2009)  

يحدث في احياء راقية: شقق مفروشة للإيجــار بالساعـــة… وشركات وهميـــــة تســــوّغ باليـــوم… فأيـــــن القانــــــــــــون؟


* تونس (الشروق) شقق للإيجار.. مؤثثة.. بها كل المرافق الصحية.. التدفئة.. التبريد.. الصيانة.. وكل الخدمات.. الدفع باليوم وبالأسبوع وبالشهر الواحد في حالات قليلة جدا.. ومكاتب مؤثثة هي الأخرى تؤجر باليوم الواحد.. عالم الشقق «المفروشة» الذي تنامى في السنوات الأخيرة وازدهر بطريقة جد ملحوظة، ربطه الكثيرون بعيدا عن التأويلات بتطور السياحة الطبية في تونس والتي أضحت بدورها تستقطب الآلاف من الأجانب الذين يفضلون تسوّغ منزل أو شقة مؤثثة بكامل المرافق لتلمّ شمل العائلة فتكون التكلفة المادية في كل الحالات منخفضة مقارنة بالاقامة في نزل مهما كان تصنيفه هذا دون اعتبار الشقق المؤثثة المتمركزة في المناطق السياحية والتي يؤمها المصطافون في مجموعات. قطاع الشقق المفروشة مازال مهمّشا، ومتهما بدرجة أولى بكونه خلق نوعا جديدا من الممارسات المشبوهة التي تنطوي تحت لوائه.. قطاع غير مقنّن قطاع الشقق المؤثثة قطاع مفتوح على الدوام على المشاكل.. غير مقنّن بالمعنى الصحيح للقانون.. فبعض العائلات تسوّغ بيوتها أو شققا إضافية تمتلكها بواسطة اعلانات مبوّبة بالصحف اليومية أو عن طريق وكالات الوسيط العقاري وأغلب هذه العمليات تقدم للسياح من ذوي الجنسيات العربية والقادمين الى تونس ضمن إطار السياحة الطبية.. وقد يصل الحد ببعض العائلات الى تسويغ طابق أرضي لفيلا وأحيانا الاستديوهات الصغيرة التي يقع بناؤها داخل الحديقة ولا يقع من خلالها اعلام السلط المحلية بعملية الكراء التي تكون في الخفاء وغير معلنة وغير مؤمنة بعقد للإيجار. شقة مؤثثة ليوم واحد .. «الشقة بالمنار بـ25 دينارا وفي البحيرة بـ70 دينارا» هذه الأسعار التفاضلية مدرجة عبر بعض مواقع الأنترنيت خارج تونس حيث يتبادل الراغبون في السفر عبر هذه المواقع المعلومات بأخطائهاوزيفها فتعرض الأسعار والمعلومات المختلفة دون استناد صحيح لقائمة رسمية للشقق المفروشة المعروضة للإيجار، بالرغم من أن هذا القطاع مرتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا بالوسيط العقاري المتعهد بتقديم مثل هذه الخدمات في إطار يعتبر شرعيا. الوكالات العقارية.. الوسيط العقاري.. السماسرة.. قطاع يحكمه العرض والطلب.. كما يحكمه التهميش.. فلا نسمع عن مخاطر الشقق المفروشة المسوّغة باليوم الواحد إلا حين حدوث قضية جديدة سواء كانت متعلقة بقضية إجرامية أو أخلاقية وخاصة منها المتعلقة بمجال الدعارة. المؤثث من الشقق الى المكاتب والشركات يرى الكثيرون من الوسطاء العقاريين القانونيين والحاصلين على تراخيص لممارسة المهنة أن عملية تأجير البيوت المؤثثة مقنّنة بموجب عقد كراء خاصة للأجانب حسب المدة التي يقضونها ببلادنا بخصوص مجال عملهم، فتتراوح في أغلب الأحيان بين 6 أشهر كأقل مدة وعام واحد. في أغلب العقود.. إلا أن التأجير بالساعة الواحدة أو اليوم الواحد مخالف لكل القوانين المعمول بها، هكذا يؤكد السيد منعم وسيط عقاري له مكتب قار بأحد أحواز العاصمة مضيفا أن التأجير باليوم أو الساعة مشبوه ومرفوض من الناحية الأخلاقية والمادية معا، إذ أن كل عملية كراء تتطلب عملية تنظيف للشقة وهو ما يجعل من المردود المادي للتسويغ باليوم غير مربح هذا من ناحية دون اعتبار أن التسويغ بالساعة مشبوه أخلاقيا ولا يمكن أن يكون إلا في اطار غطاء لممارسة الدعارة حيث يتعذّر معرفة المتسوّغ حتى الحصول على بطاقة تعريفه وهويته، مضيفا أن بعض الوكالات تنساق وراء هذه العملية سعيا للربح المادي دون اعتبار للأخلاقيات ودون احترام فعلي للقانون الذي لا يمنع التسويغ باليوم لكنه لا يسمح به، ولا يبيحه، بدليل أن بعض الشقق المؤثثة يقع تشميعها وإغلاقها من طرف السلطة الأمنية لكن بعد حدوث إخلال أخلاقي تترتب عنه قضية عدلية أخلاقية. ظاهرة الشقق المفروشة والمؤجرة باليوم الواحد والتي يرتكبها أيضا السماسرة المتجولون أي غير الحاملين لترخيص قانوني لممارسة عمل الوسيط العقاري تفشّت بشكل ملحوظ خاصة في الأحياء الراقية لتتسرّب الى قطاع ثان أشدّ خطرا من ممارسة الأعمال المشبوهة وهي تأجير المكاتب إذ أضحى بالامكان اليوم تأجير مقر شركة أو مكتب لمدة معينة يصل سعر اليوم الواحد فيها حسب فخامتها الى 200 دينار.. وتكون أغلب هذه العمليات مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضايا التحيل الكبرى سواء على شركات أخرى أو حتى على الطلبة أو الراغبين في السفر. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بكل إلحاح: أين القانون؟.. وأين المراقبة المعنية في هذا المجال وكيف يسمح اليوم بتسويغ شقق بالساعة الواحدة وتسويغ مكاتب لشركات وهمية دون قيام المصالح المعنية بمراقبتها؟ * سميرة الخياري الكشو (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الاربعاء 16 جويلية 2009)  

لعبة الكترونية تحاكي هروب شباب تونس من التجنيد!

خميس بن بريّك على إثر حملات التجنيد التي قامت بها شرطة تونس –مؤخرا- نتيجة عزوف الشباب على الخدمة العسكرية وما بعث ذلك من مخاوف داخل أوساط الشبان، أصبح فرار المطلوبين من الخدمة العسكرية موضوع لعبة الكترونية موجودة على إحدى روابط موقع (فايس بوك)! واللعبة تندرج في اطار الدعاية والتسويق الإلكتروني للعلامة العالمية لمواد التجميل Schwarzkopf التي أطلقت منتوجا جديدا بتونس يتمثل في مثبت الشعر Taft Maxx Power. وسيناريو اللّعبة يحاكي هروب شاب (ذو شعر طويل وناعم) من حملة تجنيد بإحدى مقاهي (حلق الوادي) على متن دراجة عادية. ويحاول المتسابق القفز بواسطة النقر على زر المسافة (Espace) فوق جميع العراقيل التي تعترض طريقه متجنبا الاصطدام بها والسقوط على الأرض. وتمنح اللعبة المتسابق ثلاث محاولات لاجتياز جميع الحواجز (جمل/امرأة متلحفة/جرار…) لكن في صورة فشله تأتي شاحنة الشرطة (الزرقاء) مسرعة لإلقاء القبض عليه وبالتالي يكون مآله…حلاقة تامّة للشعر والانضمام إلى صفوف الجيش الوطني! (المصدر: موقع webmanagerecenter.com  بالعربية (بوابة الكترونية – تونس) بتاريخ 16 جويلية 2009)  

أمينة فاخت تلهب مشاعر التونسيين في حفل ضخم

لمشاهدة المطربة أمينة فاخت وهي تغني منبطحة على ركح مسرح قرطاج مساء 15 جويلية 2009، يُرجى الضغط على الرابط التالي: http://www.babnet.net/festivaldetail-16773.asp
 
تونس – أ ف ب – حيا آلاف التونسيين بحرارة ليل الاربعاء – الخميس مطربتهم امينة فاخت التي قمت حفلة في المسرح الروماني في قرطاج في اطار مهرجان قرطاج الدولي الخامس والاربعين. واحيت الفنانة التونسية التي تحظى بشهرة واسعة لمزجها بين الاداء الرائع والصوت القوي حفلها الغنائي في مدينة قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة. وحضر العرض الذي جرى في اطار المهرجان الذي بدأ في التاسع من تموز/يوليو، نحو 15 الف شخص ضاقت بهم مدرجات المسرح الاثري الذي يتسع لعشرة الاف في ليلة تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية. وبدأ الحفل بمعزوفة موسيقية بعنوان « سمو امينة » عزفتها فرقة من ثلاثين عازفا بقيادة المايسترو نبيل زميط. وانشدت امينة على مدى ساعتين ونصف الساعة اشهر اغانيها القديمة والجديدة مثل « ماحصلتش » و »ولا مرة » و »مستغربين » و »سلطان حبك » كما غنت لسيدة الغناء العربي ام كلثوم. وتفاعل الجمهور مع امينة وهي تؤدي اغنية « على الله » المستوحاة من التراث التونسي. وامينة فاخت (42 عاما) التي بدأت مشوارها الفني في ثمانينات القرن الماضي من المطربين التونسيين القلائل الذين يتوافد على حفلاتهم جمهور ضخم. وهي المرة الثالثة على التوالي التي تحيي فيها حفلا ناجحا في اطار مهرجان قرطاج الذي غنت لاول مرة ضمن فعالياته العام 1999. ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى 17 من اب/اغسطس حفلات للمطربة الجزائرية وردة التي تعود الى قرطاج بعد غياب دام عشرين عاما والفنان اللبناني مارسيل خليفة والمصري ايهاب توفيق والتونسي صابر الرباعي والفرنسي شارل ازنافور ومواطنته باتريسيا كاس. ويسعى مهرجان قرطاج منذ دورته قبل الاخيرة الى استعادة بريقه بدعوة اسماء فنية لامعة وذلك بعدما اعتبر النقاد انه فقد صيته مع فنانين وصفوا بانهم « لم يصلوا بعد الى مستوى فني يؤهلهم لاعتلاء مسرحه العريق ». وكان مدير المهرجان بوبكر بن فرج قال ان المهرجان « له قدسية وخصوصية لا يمنحها اي مهرجان سواه ». ودعا الى « الانتظار لمشاهدة تلك الجماهير التي ستتدفق من الخارج لمتابعة عدد من الحفلات » مضيفا « ذلك هو قرطاج الانفتاح والابداع ».  
 
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 16 جويلية 2009)
 

الإسلام في فرنسا.. «شيطنة» المسلمين: مسألة فيها نظر (2/2)

  


 احميدة النيفر    يعتز عموم الفرنسيين بأنهم من أكثر الشعوب ولعاً بالنقاش والجدل. هذه الخاصية الوطنية تشمل لديهم كل القضايا، بسيطِها وجليلِها، بحيث تسمح بإعادة النظر في أي موضوع لتقليب الرأي فيه سواء أكان متعلّقا بالعادات الثقافية العامة كالمأكل والملبس والفنون والآداب أم اتصل بالشأن العام كالنظام السياسي والنسق الاجتماعي والمنظومة الأخلاقية والقيمية والفكرية. إلى هذا يُرجع الفرنسي مثلا جودة مطبخه وأناقة ملبسه وتميّز لغته عن سائر الحضارات في العالم. في الشأن العام نجد أن الفرنسي لا يتردد في إظهار اعتزازه بهذه الخاصية عندما يذكر سبْقَه الجميع في العصر الحديث إلى إلغاء النظام الملكي وقطع رأس الملك «لويس السادس عشر» وإعلان ثورة على الإقطاع والكنيسة. لكن ذلك لم يمنعه من إعادة النظر في جانب مهم من هذه الثورة مما أعاد إلى العرش «لويس الثامن عشر» ليعود بعده إلى سدّة الحكم أحد أبناء الثورة الخُلَّص، نابليون بونابرت، بلقب إمبراطور الفرنسيين. تتواصل هذه السمة الفرنسية مع سعي هذا الثائر المتوّج إلى دكّ عروش أوروبية عتيدة في بروسيا والنمسا وروسيا وإنجلترا وإسبانيا قبل أن يُهزَم ليتسلم من بعده نابليون الثالث الرئاسة الفرنسية مؤكداً الحكم الإمبراطوري باسم كل الفرنسيين. نجد في المجال الاجتماعي تجسّدا لهذه النزعة السجالية الفرنسية بوفرة التعبيرات الاحتجاجية وكثرة أيام الإضراب في السنة الواحدة مقارنة بما تعرفه بلدان أوروبية أخرى مثل ألمانيا وإنجلترا. لهذا فلا غرو إن ترددت على مسامعك في أكثر من مناسبة تلك العبارة الفرنسية المتداولة التي تلخّص هذه القدرة على إعادة النظر وتشقيق المعاني وتنسيب المواقف والتي تقابلها بالعربية عبارة: «في المسألة نظر!». رغم ذلك فالمتابع العربي للحركية الفكرية والسياسية الفرنسية المعاصرة يدرك أن هذه الخاصية هي بدورها ليست مُعتمَدة بإطلاق؛ إذ تصنَّف القضايا ضمن مراتب ثلاث: قسم قابل لإعادة النظر وقسم ثانٍ يشمل ما يُتَجَنَّب الخوض فيه وثالثٍ للقضايا المحرَّمة أو «التابوهات» التي لا مجال لبحثها. تنتمي وضعية المسلمين بما تطرحه من إشكالات في فرنسا إلى القسم الثاني الشامل للقضايا المحرجة لما تثيره من انزعاج جانب من النخب والأهالي رغم أن كل التقديرات تثبت أن الحضور الإسلامي يحتلّ المرتبة الثانية بعد المسيحية من حيث الأهمية العددية. مرّ هذا الحضور للمسلمين بفرنسا بأطوار مختلفة انتهت إلى مرحلة فارقة في الثمانينيات من القرن الماضي تحوّل فيها الإسلام من ديانة وافدة ليصبح ديناً متجذراً في الواقع أسهم في إرسائه أبناء وبنات الجيل الثاني والثالث من المهاجرين على تنوّع أسباب إقامتهم إلى جانب الفرنسيين الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام. ذلك ما يعتبره جيل كيبيل (G. Kepel)، الباحث الاجتماعي المتخصص، ولادةَ دين فرنسي جديد يقطع مع الهامشية مثيراً أكثر من تساؤل إشكالي للمسلمين من جهة ولعموم الفرنسيين من جهة أخرى. على رأس تلك التساؤلات الكبرى تأتي مسألة العلمانية الفرنسية ومدى تقبّل المسلمين لها بما تعنيه من تحرر الدولة من أية مرجعية دينية ناظمة والقبول بألا يكون الإسلامُ المسؤولَ عن تنظيم الفضاء الاجتماعي والسياسي والقيمي الجماعي. هذا ما جعل الباحثين والمفكرين والإعلاميين مدفوعين باستمرار إلى تحليل هذا الحضور الديني الجديد والنظر في خصوصياته ومدى تفاعله مع البيئة الفرنسية ودرجة انعتاقه من موروثه التاريخي القريب والبعيد. في أحدث إحصائية معمقة غطّت فترة ممتدة من سنة 1989 إلى سنة 2007 قام بها المعهد الفرنسي للرأي العام (IFOP) بطلب من صحيفة «لاكروا» (La Croix) القريبة من الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية تعلقت بوضعية المسلمين ونشرت سنة 2008 يتبين ما يلي: عن سؤال: كيف تعرّف نفسك؟ انحصرت إجابات المسلمين المستجوبين في 5 أنواع: مسلم مؤمن يؤدي الواجبات الدينية من 33 إلى %37، مسلم مؤمن من 38 إلى %42، ذو أصول إسلامية من 20 إلى %25، يدين بدين آخر من 1 إلى %2، غير متدين من 3 إلى %5. بذلك تكون المحصلة هي %71 من المستجوبين يعتبرون أنفسهم مؤمنين. بعد هذا جاءت الأسئلة متعلقة بأداء الصلوات المفروضة وحضور صلاة الجمعة والصوم والحج والامتناع عن المسكرات مع إجابات متنوعة تثبت أن الالتزام بالصوم كامل شهر رمضان يتراوح بين 40 و%98 وأن نسبة الامتناع عن شرب الخمر تقارب النسبة ذاتها من 41 إلى %94 بينما كان الإقبال على صلاة الجمعة يمثل أقل النسب من 5 إلى %56. في هذا السياق ذاته نشر الباحث الاجتماعي والقانوني المتابع للشأن الإسلامي فرانك فركوزي (Franck Fregosi) السنة الماضية دراسة عن الموضوع تحت عنوان: «مسلمو فرنسا والجمهورية أو كيف تمثّل الإسلام في السياق العلماني؟» (Les musulmans de France et la République). ما أثبته المؤلف في دراسته المستفيضة يمكن أن نلخصه في أربع مسائل: 1- لا يختلف الإسلام عن المسيحية واليهودية في صعوبة القبول بالحل العلماني الفرنسي القاضي بالفصل بين سلطة الدين وقيمه وبين الحياة الاجتماعية والسياسية. 2- لا معنى لما يروّجه البعض من الكتاب والإعلاميين والسياسيين من أنه لا جدوى من محاولة التقارب بين الإسلام والحداثة وأن المسلمين في فرنسا ليسوا سوى «طابور خامس» مهدّد للنظام الجمهوري. 3- ما تثبته مؤشرات عديدة في فرنسا وفي البلاد العربية الإسلامية يتضامن لتأكيد تنوع المواقف والقراءات الملتزمة بالإسلام مما ينقض نزعة شيطنة المسلمين المدّعية أن العداء مستحكم بين الإسلام ومكاسب الإنسان الحديث. 4- لا مناص للمنظومة الفرنسية وللإسلام الفرنسي من عملية تثاقف وتفاعل تيسّر تسوية تاريخية بين الطرفين ينخرط بمقتضاها المسلم في الواقع الاجتماعي السياسي الوطني مقابل قبول القانون الفرنسي جوانب من التشريع الإسلامي المتعلقة بالأحوال الشخصية كالطلاق والإرث. إنها دعوة للقطع مع علمانية فرنسية طاردة تأسيساً لعلمانية إيجابية جاذبة. لتحقيق تقدم على مسار هذه التسوية يقف العنصر السياسي عائقا أساسيا في وجه الطرفين المدعوين إلى التثاقف. هناك في المقدمة التشظّي المؤسساتي للمسلمين الفرنسيين الذي لم يسمح حتى الآن بظهور توافق مستقل كافٍ يتحرر فيه ممثلو الجماعة المسلمة من نفوذ بعض الحكومات العربية والإسلامية. ذلك ما ينادي به مؤلفا كتاب «ماريان والله» (Marianne et Allah)، الصحافي عزيز الزموري والباحث الاجتماعي فنسان جيسار (Vincent Geisser)، المطالبان بالانتقال من طور إسلام نفوذ القنصليات الأجنبية إلى مرحلة الإسلام الفرنسي المتحرر. أخطر ما في تحليل المؤلفين هو ما يريانه مانعا حقيقيا من هذا التحرر وهو المتمثل في مسؤولية الإدارة السياسية الفرنسية عن إقرار تواصل تبعية مسلميها إلى دول أجنبية. هو تفويضٌ يقضي باستمرار التشظّي؛ لأنه أكثر ملاءمة لمصالح الإدارة الفرنسية من ظهور قرار مستقل للمسلمين الفرنسيين يكون أقل طواعية وولاء للتوجهات الرسمية الفرنسية. أغرب ما يلقاه هذا التحليل من دعم صدر عن علماني عتيد هو جون بيار شوفانومان (Jean-Pierre Chevènement). كتب وزير الدفاع الاشتراكي السابق المناهض للحرب على العراق ليؤكد هذا التواطؤ بين حال الوعي المتشظي للمسلمين الفرنسيين ومقتضيات السياسة العليا الفرنسية وحاجياتها الحيوية إلى الطاقة والنفط. قال في جرأته المعهودة إن الغرب اختار شيطنة المسلمين وتجاهل القيمة الحضارية للإسلام؛ لأن ذلك يخدم أولياته السياسية المتعلقة بالطاقة. لكن رغم ذلك كله فإن أكثر من اعتبار يجعل إعادة النظر في وضع الإسلام في فرنسا مقبلا على الخروج من خانة القضايا المحرجة المسكوت عنها ليصبح من ضمن المعلن عنه الذي ينبغي أن يكون فيه نظر. هو أمر ممكن في بلد الأنوار الذي يزهو أبناؤه بالقول: «المستحيل كلمة غير فرنسية»!   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 16 جويلية 2009 )  

عودة موريتانيا إلى الشرعية الديموقراطية

 


توفيق المديني الضغط الدولي الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية، ودول الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، أجبر الرجل القوي في موريتانيا الجنرال محمد عبد العزيز على خلع بزته العسكرية والتوجه نحو القبول بالخيار الديمقراطي، من خلال كسب شرعية ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع تمكنه من تثبيت سلطته كرئيس مستقبلي للبلاد، ولاسيما أن الشعب الموريتاني سئم الأنظمة العسكرية الديكتاتورية المتعاقبة على الحكم منذ حدوث أول انقلاب عسكر شهدته موريتانيا في 10 تموز 1978، ولغاية انقلاب 3 آب 2005، الذي أطاح بحكم الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع. في الواقع الدولي الراهن لم يعد مقبولاً أن يستولي العسكر على السلطة بواسطة الانقلاب العسكري، فزمن الحرب الباردة الذي كان يشرعن فيه من جانب الدول الغربية الديكتاتوريات العسكرية في إفريقيا ، ويسوقها دوليا على حساب تهميش المعارضة الديموقراطية وفعاليات المجتمع المدني، قد ولّى. وكانت المعارضة المناوئة للعسكر والمتجمعة في إطار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية إضافة إلى حزب تكتل القوى الديموقراطية الذي يرأسه زعيم المعارضة الديموقراطية في موريتانيا أحمد ولد داده، قد قامت بحملة سياسية كبيرة استهدفت تأجيل الانتخابات الرئاسية في موريتانيا التي كانت مقررة في السادس من حزيران الماضي . وتضم هذه الجبهة التي ولدت عقب الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز في 6 آب 2008، وأطاح بحكم الرئيس ولد الشيخ عبد الله المنتخب ديمقراطيا في يوليو 2007، تكتلا متآلفا من خمسة عشر حزبا سياسيا، وتحظى بدعم كبير من المجتمع المدني.وخاضت هذه الجبهة منذ فترة معركة سياسية على صعيد مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بهدف شرح أهدافها السياسية، والتي تتمثل في رحيل الجنرال محمد ولد عبد العزيز. في ظل هذا التجاذب بين العسكر والمعارضة الديموقراطية، أقر الجنرال محمد ولد عبد العزيز ومعارضوه بقبول الوساطة السنغالية التي جرت تحت إشراف مجموعة الاتصال الدولية الخاصة ببحث الأزمة الموريتانية، والتي شملت الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ومنظمة الفرنكوفونية الدولية والأمم المتحدة. وفي نهاية شهر حزيران 2009 توصل فرقاء الأزمة السياسية في موريتانيا إلى تسوية سياسية في العاصمة السينغالية داكار، تقوم على تقاسم السلطة بين الأغلبية المؤيدة للجنرال محمد ولد عبد العزيز والمعارضة ممثلة بالجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية وحزب تكتل القوى الديموقراطية تمهيدا لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتضمنت وثيقة الاتفاق التي تم التوصل إليها عدة نقاط من أبرزها إجراء الانتخابات الرئاسية في 18 تموز الجاري ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من 26 وزيرا توزع مناصفة، حيث تحظى الأغلبية بثلاثة عشر وزيرا، وتحظى المعارضة (الجبهة والتكتل) بثلاثة عشر وزيرا من بينها الداخلية والإعلام والمالية إضافة إلى منصب الوزير الأمين العام للرئاسة. و قدم الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله يوم السبت 27 حزيران الماضي، استقالته رسميا، وأصدر مرسوما بتشكيل حكومة وحدة وطنية كلفت أعداد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 18تموز الجاري. وبالمقابل أصبح المجلس الأعلى للدولة (المجلس العسكري) الذي كان يرأسه قائد الانقلاب العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز « مجلسا وطنيا للدفاع » تحت سلطة الحكومة الانتقالية. وفي ظل انفراج الأزمة السياسية الموريتانية، عاد اسم العقيد أعلي ولد محمد فال الرئيس الموريتاني الانتقالي السابق (2005-2007)، إلى دائرة الضوء بقوة ، إثر إعلان ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد أيام قليلة، حيث يعتقد المحللون الملمون بالشأن الموريتاني أن المنافسة في هذه الانتخابات ستكون معركة على الرئاسة بين العسكريين ، أبناء العم ، واللذين ينتميان إلى القبيلة الواحدة أولاد بسبع، على حساب منافسين آخرين، منهم زعيم المعارضة الديموقراطية في موريتانيا أحمد ولد داده. الأول: العقيد أعلي ولد محمد فال، الذي كان قائدا للأمن الوطني في موريتانيا طيلة عشرين سنة في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع (1984-2005) قبل اللجوء إلى الإطاحة به في سنة 2005 مع الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي كان يومها قائداً للحرس الرئاسي . الثاني: الجنرال محمد ولد عبد العزيز 52 سنة، الذي كان يخوض سباق الرئاسة من دون منافس حقيقي، والذي تخلى أخيرا عن الزي العسكري ليتزعم حزب « الاتحاد من أجل الجمهورية » الذي يتمتع بالغالبية في البرلمان، والذي يريد أن يعود إلى القصر الجمهوري بشرعية انتخابية ديمقراطية، بعد أن أخفق في تكميم اصوات المعارضة في الداخل، وبعد أن أنهكته العقوبات الأوروبية والأميركية التي فرضت على النظام الموريتاني، بوصفها الرسالة الحازمة الأكثر وضوحاً للمغامرين، ألا وهي أن زمن اغتصاب السلطة بالقوة لم يعد مستساغاً. وتهدف الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى استعادة الديموقراطية في موريتانيا، هذا البلد العربي الصحراوي، الذي غلب فيه أطراف الأزمة مصلحة البلاد على ماعداها من نزاعات، بوصفها المخرج الحقيقي لبناء دولة القانون، والتداول السلمي على السلطة (المصدر: جريدة المستقب (يومية – لبنان )بتاريخ16 جويلية 2009 – العدد 3365 – رأي و فكر – صفحة 20  

عباس: تصريحات القدومي أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح السادس

رام الله- وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس تصريحات أطلقها رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ضده بأنها أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح السادس. وقال عباس في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي من القاهرة إن حركة فتح في طريقها إلى عقد المؤتمر العام السادس الذي أقرته في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية في الرابع من آب/ أغسطس المقبل رغم كل الأكاذيب والزوبعات التي أثارها القدومي. وكان القدومي اتهم في تصريحات للصحفيين في العاصمة عمان السبت الماضي عباس والنائب في فتح محمد دحلان بالتواطؤ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ورد عباس بأن القدومي سعي عبر تصريحاته إلى إثارة الساحة الفلسطينية لتعطيل عقد المؤتمر العام لفتح، مبدياً في المقابل ثقته في القدرة على تخطي هذه الزوبعة للوصول إلى المؤتمر العام. وتوعد عباس بمحاسبة القدومي على تصريحاته على مختلف المستويات، قائلاً: إن قضية القدومي ستتابع من كافة المستويات التنظيمية وغير التنظيمية وسنتابعها بالتفصيل ولن نسكت عنها. وأضاف: ما حدث أن مجموعة من الأكاذيب فبركت لتخرج في هذا الوقت بالذات مع العلم أن القدومي يدعي أنها منذ خمس سنوات، فلماذا لم ينشر هذه القضايا قبل خمس سنوات، إذا كانت هذه القضايا والمعلومات صحيحة ومؤكدة وهو نفسه يفهم أنها غير صحيحة ولكن جاء الآن ليروي هذه الأكاذيب ليعطل المؤتمر السادس للحركة. ومن جهة أخرى، دعا عباس إلى الاحتكام للانتخابات الرئاسة والتشريعية العامة بمراقبة عربية ودولية في موعدها المقرر في 25 كانون ثان/ يناير المقبل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وقال إن حركة فتح والسلطة الفلسطينية لا تخشيان من نتائج الانتخابات، إلا إذا كانت حركة حماس تخاف من الانتخابات ونتائجها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 جويلية 2009)  

عباس زكي لـ «الشروق»: سنفعل المستحيل لكشف حقيقة اغتيال «أبو عمار»

* تونس ـ الشروق: حوار النوري الصّل استبعد القيادي البارز في حركة «فتح» وعضو منظمة التحرير الفلسطينية الاستاذ عباس زكي في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف أن تكون لاتهامات القدومي أيّة تداعيات على «فتح» وعلى مؤتمرها القادم وعلى الوضع الفلسطيني العام. الاستاذ عباس زكي أكّد أن هذا الموضوع سيعالج داخليا بشكل هادئ موضّحا أن القيادة الفلسطينية ستبذل كذلك قصارى جهدها من أجل كشف حقيقة اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات وفي ما يلي هذا الحديث. * كيف تنظرون الى الاتهامات التي أطلقها القدومي… وأية دلالات وتداعيات تنطوي عليها هذه التصريحات برأيكم؟ ـ أستطيع أن أؤكد أن هذه التصريحات لن تكون لها أية تداعيات سواء على حركة «فتح» او على المشهد الفلسطيني بشكل عام.. قد يكون الأخ فاروق القدومي وقع ضحية تزوير محضر زجّ عليه لكن لومنا على أبو اللطف هو لماذا لم يبلغنا بمثل هذا المحضر وهذه المعلومات في حينها حتى يحذّرنا على الأقل لنتحرّك ونتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب حفاظا على حياة الزعيم ياسر عرفات. ولا يعقل أن يتم السكوت عن موضوع بمثل هذه الأهمية وهذه الخطورة كل هذا الوقت الطويل. الأمر الآخر في المسألة أنه إذا كان الغرض هو فتح ملف المحاسبات… فالكل يعرف أن هناك مؤتمرا للحركة سيعقد العام القادم وأن المحاسبة تتم داخل هذا المؤتمر ولا داعي للتصريحات الاعلامية ولنشر الغسيل. * في هذه الحالة ما هي التداعيات التي يمكن أن تنجر عن هذه التصريحات على حركة «فتح» وعلى مستقبلها كحركة ثورة ونضال، برأيكم؟ ـ «فتح» حركة كل الشعب الفلسطيني… وستكون حركة قويّة وستتجاوز كل ما يمكن ان يحاك ضدّها… وستطرح كل الملفات والخلافات بين رفاق الثورة والنضال بهدوء وبعيدا عن وسائل الاعلام وستنجح فتح في قطع الطريق على كل المتربصين بها… وأقول للذين يريدون دفن «فتح» أن «فتح» عصية عليكم وعصيّة على مكائدكم… «فتح» ستبقى قوية… بل إنها ستصبح أكثر قوّة وصلابة. * كيف ستتعاطى منظمة التحرير مع اتهامات القدومي وما هي القرارات التي ستتخذها بحقّه؟ ـ هذا متروك للمستقبل لأنه لا يجوز لأي منا مهما كان ثقله أن يتصرّف كما يشاء أمام الصحافة… ستكون هناك دراسة لطبيعة هذا الوضع وسيتم فتح هذا الملف وكل الملفات الأخرى وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل ترتيب بيتنا وكذلك كشف حقيقة استشهاد الزعيم الكبير ياسر عرفات… وهذه هي مسؤولية جميع القيادات في فتح مهما كانت الأوضاع. * هل ستنفض تصريحات القدومي الغبار عن ملف التحقيق في اغتيال عرفات وتعجّل بالتالي بتحريكه؟ ـ هذا الأمر سيتم بحثه بدقة… والكل يريد أن يعرف حقيقة وفاة الزعيم ياسر عرفات كما أن الجميع يعرف أن اسرائيل كانت حريصة على اغتيال الزعيم لكن أقول هنا أننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل كشف حقيقة جريمة الاغتيال هذه. * هناك من رأى في المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» السبب وراء اطلاق القدومي لهذه التصريحات… الآن كيف تتوقعون تأثير هذه «القنبلة» على جلسات المؤتمر ونتائجه؟ ـ هدف المؤتمر الاساسي تقوية حركة «فتح» وتقوية مؤسساتها حتى لا تذوب في منظمة التحرير والسلطة… «فتح» عمود فقري لحمل المشروع الوطني الفلسطيني يجب أن يكون لها الاهتمام الاول لوضع استراتيجية تفاوضية… وبعد هذا التجاهل الطويل ستواجه «فتح» التحدي الكبير وتستعيد الوحدة الوطنية والعودة الى المؤتمرات الاسلامية… هذا دور «فتح» التاريخي… وهذا الدور لن يختفي ولن يكون محدودا … وسيكون الشعار الواحد بأنه لن تتم التخلي عن المقاومة وعن حقوق شعبنا وعن تحقيق حلمه في  بناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف مهما كبرت التحديات ومهما طالت المحنة… (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الاربعاء 16 جويلية 2009)  

نجاد يطالب الأمم المتحدة بإدانة ألمانيا بسبب حادث مروة الشربيني

طهران- طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إدانة ألمانيا بسبب حادث مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني داخل محكمة في مدينة دريسدن الألمانية قبل نحو أسبوعين. وأرسل أحمدي نجاد بخطاب إلى بان كي مون الخميس جاء فيه: ألم يحن الوقت لإدانة هذه الجريمة الشنعاء؟.. لماذا يتم توفير حصانة لبعض المواطنين المجرمين من مرتكبي الأعمال غير الإنسانية؟. وطلب الرئيس الإيراني من بان كي مون مراعاة التزاماته الإنسانية والتاريخية والقانونية. وقال نجاد في الخطاب موجها كلامه إلى بان كي مون: إن لم تفعل ذلك فستحدث مآسي أكبر وسيقع الكثير من الأبرياء كضحايا للظلم والعنصرية، مشيرا إلى أن قتل الشربيني يشير إلى عنصرية متطرفة داخل قطاعات من الحكومة الألمانية والقضاء الألماني. وأضاف نجاد: ولكن لا عجب في ذلك مع وجود بعض الساسة الألمان الذين يحطون من قدر شعبهم وشبابهم أمام الصهاينة ويجبرونهم على أن يبتزوا إلى الأبد من قبل الصهاينة. وكانت الشربيني قتلت داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية مطلع هذا الشهر على يد متطرف سدد لها 18 طعنة على الأقل وأصاب زوجها بجروح خطيرة أثناء محاولته إنقاذ زوجته الحامل. ووقع الحادث في وجود ابن القتيلة (ثلاثة أعوام). وأصدرت السلطات الألمانية أمر اعتقال بحق الجاني وهو ألماني من أصل روسي (28 عاما). وأثارت هذه القضية حالة من الغضب الشديد كما أنها كانت سببا في توجيه النقد لحكومة برلين. ومن جهتها رفضت الحكومة الألمانية بشدة اتهامات وجهتها إيران على خلفية حادث مقتل الصيدلانية المصرية. وكانت مستشارة الرئيس الإيراني لشئون المرأة زهرة سجدي قد قالت في مقابلة مع وكالة فارس الإيرانية الأربعاء: دخل الجاني إلى قاعة المحكمة وهو مسلح وهو أمر يجعلنا نعتقد أنه تصرف بتكليف من الحكومة الألمانية. وسبق أن وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد النقد لألمانيا بسبب هذه الواقعة وطالب الأمم المتحدة بفرض عقوبات ضد ألمانيا وهو ما رفضته حكومة برلين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 جويلية 2009)  


التايمز: سفن حربية إسرائيلية تحضر لهجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية

 


لندن- كشفت صحيفة التايمز الخميس أن إسرائيل تحضّر لهجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية إثر عبور سفينتين حربيتين إسرائيليتين من حاملات الصواريخ قناة السويس وبعد عشرة أيام على عبور واحدة من غواصاتها القادرة على شن هجوم بالصواريخ النووية. وقالت الصحيفة إن انتشار هذه السفن في البحر الأحمر والذي أكده مسؤولون إسرائيليون يعد مؤشراً على أن إسرائيل صارت قادرة على وضع قوتها الضاربة في مرمى إيران خلال فترة وجيزة، وجاء قبل المناورات التي سينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على المدى الطويل في الولايات المتحدة هذا الشهر واختبار درع صاروخي دفاعي في المحيط الهادئ. وأضافت الصحيفة أن دبلوماسياً اسرائيلياً أكد أن بلاده عززت روابطها مع دول عربية تخشى أيضاً من امتلاك إيران أسلحة نووية وخاصة مع مصر والتي شهدت علاقاتها معها تنامياً قوياً هذا العام بسبب قلقهما المشترك من إيران، مشيرة إلى أن هذه العلاقة ستسمح لسفن حربية إسرائيلية بعبور قناة السويس لشن هجوم ضد إيران. ونسبت إلى مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: هذا التحرك يمثل استعداداً يجب التعامل معه بمنتهى الجدية، فإسرائيل تستثمر الوقت لتهيئة نفسها للتعامل مع تعقيدات شنها هجوماً ضد إيران، وهذه التحركات تمثل رسالة إلى إيران بأن إسرائيل ستتابع تهديداتها. ورجحت الصحيفة احتمال أن تلجأ إسرائيل إلى استخدام غواصاتها المجهزة بالصواريخ وأسطولها من الطائرات المتطورة لضرب عشرات الأهداف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ومن مسافة تبعد أكثر من 800 ميل عن أراضيها. وقالت إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أعلن جهراً بأن حكومته سمحت بمرور السفن الإسرائيلية عبر قناة السويس، في حين أكد ضابط إسرائيلي برتبة أميرال أن المناورات تجريها بلاده على نحو منتظم وبتعاون كامل مع المصريين. وأضافت الصحيفة إن سفينتين إسرائيليتين من حاملات الصواريخ من طراز (ساعر) وغواصة من طراز (دولفين) والتي تملك الدولة العبرية ستاً منها ثلاث تحمل صواريخ نووية، عبرتا قناة السويس في وقت تستعد فيه إسرائيل لاختبار صواريخ (آرو) المضادة للصواريخ والمصممة لحمايتها من هجمات الصواريخ البالستية من قبل إيران وسوريا، كما سيقوم سلاحها الجوي بإرسال مقاتلات من طراز (إف 16 سي) للمشاركة في مناورات في القاعدة الجوية (نيلس) بولاية نيفادا هذا الشهر. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤول العسكري الإسرائيلي أكد أن هذه المناورات ليست عملية سرية، بل تحركات أُعلن عنها وتهدف لإظهار قدرات إسرائيل وعلى النقيض من المناورات التي جرت من قبل. وكشفت التايمز أيضاً أن هذه المناورات تأتي في وقت عرض فيه دبلوماسيون غربيون دعم هجوم تشنه إسرائيل ضد إيران مقابل تقديمها تنازلات حول دولة فلسطينية، مشيرة إلى أن هذا العرض سيجعل الهجوم الإسرائيلي ضد إيران واقعياً هذا العام، وفقاً لما ذكره مسؤول بريطاني. ونسبت الصحيفة إلى الدبلوماسيين قولهم إن إسرائيل عرضت تقديم تنازلات بخصوص المستوطنات والأراضي الفلسطينية المتنازع عليها وقضايا مع دول الجوار العربية مقابل تسهيل قيامها بهجوم ضد إيران. رام الله- وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس تصريحات أطلقها رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ضده بأنها أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح السادس. وقال عباس في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي من القاهرة إن حركة فتح في طريقها إلى عقد المؤتمر العام السادس الذي أقرته في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية في الرابع من آب/ أغسطس المقبل رغم كل الأكاذيب والزوبعات التي أثارها القدومي. وكان القدومي اتهم في تصريحات للصحفيين في العاصمة عمان السبت الماضي عباس والنائب في فتح محمد دحلان بالتواطؤ مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ورد عباس بأن القدومي سعي عبر تصريحاته إلى إثارة الساحة الفلسطينية لتعطيل عقد المؤتمر العام لفتح، مبدياً في المقابل ثقته في القدرة على تخطي هذه الزوبعة للوصول إلى المؤتمر العام. وتوعد عباس بمحاسبة القدومي على تصريحاته على مختلف المستويات، قائلاً: إن قضية القدومي ستتابع من كافة المستويات التنظيمية وغير التنظيمية وسنتابعها بالتفصيل ولن نسكت عنها. وأضاف: ما حدث أن مجموعة من الأكاذيب فبركت لتخرج في هذا الوقت بالذات مع العلم أن القدومي يدعي أنها منذ خمس سنوات، فلماذا لم ينشر هذه القضايا قبل خمس سنوات، إذا كانت هذه القضايا والمعلومات صحيحة ومؤكدة وهو نفسه يفهم أنها غير صحيحة ولكن جاء الآن ليروي هذه الأكاذيب ليعطل المؤتمر السادس للحركة. ومن جهة أخرى، دعا عباس إلى الاحتكام للانتخابات الرئاسة والتشريعية العامة بمراقبة عربية ودولية في موعدها المقرر في 25 كانون ثان/ يناير المقبل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وقال إن حركة فتح والسلطة الفلسطينية لا تخشيان من نتائج الانتخابات، إلا إذا كانت حركة حماس تخاف من الانتخابات ونتائجها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 جويلية 2009)  

بن غوريون ينقل الولاء من لندن الى واشنطن للحفاظ على زخم المشروع الصهيوني

الحلقة الثانية الاخيرة من المحاضرة التي القاها وليد الخالدي في ذكرى مرور ستين عاماً على نكبة فلسطين، وهي تضيء الجوانب البريطانية والاميركية، والصهيونية بالطبع، لانشاء الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين وعلى حساب شعبها. مقاربة جديدة للمسألة التي لا تزال تؤرق العرب والعالم ، وربما تستمر لأجل غير معروف. > أدى القلق العربي، والخوف من الوطن القومي اليهودي الآخذ في التعاظم، والذي شهدت عليه لجان التحقيق الملكية البريطانية المتعاقبة، الى الانفجار الذي عبرت عنه ثورة 1936 – 1939 الفلسطينية. كما ان القمع الوحشي للثورة، الذي قام به الجيش البريطاني، والقتل والشنق والعقوبات الجماعية، وتفكيك المنظمات السياسية الفلسطينية، واعتقال القادة الفلسطينيين ونفيهم، وتجريد الفلاحين بإحكام منهجي من أسلحتهم، كل ذلك قلب جذرياً، والى غير رجعة، ميزان القوة لمصلحة «الييشوف» اليهودي. > ومع حلول عام 1939، كانت بريطانيا قد أنشأت جيشاً كولونيالياً يهودياً اضافياً (رديفاً للهاغاناه) مكوناً من 20.000 مقاتل، قامت بتسليحه وتدريبه وتوفير ضباط لقيادته، وذلك من أجل أن يعاونها على قمع الثورة الفلسطينية. وأطلقت على هذه القوة العسكرية اسماً باهتاً هو «شرطة المستعمرات اليهودية» Jewish Settlement Police-JSP، لكنها كانت في الحقيقة جيشاً اقليمياً Territorial بريطانياً نظامياً أنشئ على غرار الجيش الإقليمي في المملكة المتحدة المعد للتصدي لأي غزو للجزر البريطانية. هذا الجيش اليهودي الرسمي الجديد، مع اضافة جيش الهاغاناه السري «غير الرسمي» والمكون من 30.000 مقاتل، جعل «الييشوف»، البالغ تعداده حينئذ أقل من نصف مليون نسمة، واحداً من أكثر المجتمعات عسكرة في العالم. > وفي عام 1937 أوصت اللجنة الملكية برئاسة اللورد بيل Peel، للمرة الأولى، بتقسيم فلسطين الى دولة يهودية وأخرى عربية، على أن يضم شرق الأردن الدولة العربية اليه، ومثل أم الطفل الحقيقية أمام سليمان، اعترى الفلسطينيين غضب عارم على اقتراح تمزيق بلدهم، أججته توصية اللجنة بـ «ترحيل» (ترانسفير) قسري للفلسطينيين من الدولة اليهودية المقترحة من أجل افساح المجال أمام مهاجرين يهود. واستنكاراً لهاتين التوصيتين، اندلعت الثورة الفلسطينية مجدداً ضد بريطانياً وبلغت ذروتها في 1938 – 1939، غير ان اقتراح الترحيل القسري لاقى استحساناً شديداً لدى القيادة  الصهيونية، وأثار شهيتها، وزاد من حدة ميلها الى تحقيق أهدافها بالإكراه. وفي الحقيقة، كان مفهوم «ترحيل» (تعبير مخفف عن الطرد) الفلسطينيين متداولاً في أروقة الصهيونية قبل فترة طويلة من اقتراح لجنة بيل، كما وثّق ذلك نور مصالحة في كتابه «طرد الفلسطينيين…» (عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت 1992). وهناك دليل على أن لجنة بيل ناقشت موضوعي الترحيل والتقسيم مع الزعيم الصهيوني حاييم وايزمن سراً، قبل أن تنشر اللجنة تقريرها، وأنه هو الذي أوحى لها بهما. > استمر مفهوم الترحيل في احتلال مكانة بارزة في التفكير الاستراتيجي لدى النخبة العسكرية والسياسية في «الييشوف» – كما لا يزال مستمراً حتى اللحظة في تفكير كثير من الإسرائيليين. ومما لا شك فيه أن فكرة الترحيل – كما يوضح ذلك كتاب إيلان بابه في الموضوع – كانت في صلب تطبيق «الخطة دالِتْ» خلال القتال في حرب 1948 بعد أن قدم قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 للصهيونية الحجة الزائفة للادعاء أن ما تقوم به إنما هو دفاع عن النفس. > كانت احدى السمات الأساسية للسياسة البريطانية في فلسطين تعليق الديموقراطية وكل ما يمت الى الحكومة التمثيلية بصلة. ولم يكن ذلك مجرد سمة من السمات المعتادة التي اتصفت بها السياسات الكولونيالية في كل مكان، بل كان بالتأكيد جزءاً لا يتجزأ من صميم تكوين الوطن القومي اليهودي وتطويره. ولا يخفى على أحد أن تجاهل «رغبات وتحيز العرب» الذي أشار اليه بلفور في عام 1919 مؤداه تجاهل «رغبات وتحيز» الغالبية الساحقة من سكان فلسطين من العرب. وهكذا، فإن الدولة (اي اسرائيل) التي لا يكل الساسة في العواصم الغربية اليوم عن امتداحها بصفتها «الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» ولدت في فلسطين بالضبط من خلال قبر الديموقراطية ريثما يتم تحقيق غالبية مصطنعة من طريق هجرة قسرية لملايين اليهود من وراء البحار الى البلد. وفي عام 1935، صوّت أقدم البرلمانات (القابع في لندن)، بغالبية ساحقة ضد اقتراح لوزارة المستعمرات البريطانية يقضي بإنشاء مجلس تشريعي في فلسطين كان من شأنه أن يوفر مجرد شبه بعيد بحكم تمثيلي، وذلك خشية احتمال أن يؤثر سلباً في نمو الوطن القومي اليهودي المضاد، حكماً، للديموقراطية. V بعد أن قمعت بريطانيا الثورة الفلسطينية التي قامت ضد التقسيم والترحيل القسري، شرعت في إعادة النظر في مجمل سياستها في فلسطين. ومع تزايد النذر باقتراب  الحرب العالمية الثانية، تزايد الشعور لديها بأن دعمها الصهيونية سيكون له تأثير سلبي في علاقاتها بالعالمين العربي والإسلامي. بناء على ذلك، دعت بريطانيا في سنة 1939 إلى مؤتمر في لندن حضره مندوبون من الأقطار العربية ومن فلسطين وقادة صهيونيون، واجتمعت الحكومة البريطانية بكلا الطرفين على حدة. > بعد انتهاء المؤتمر أصدرت الحكومة البريطانية وثيقة حددت فيها سياستها المقبلة تجاه فلسطين (الكتاب الأبيض لعام 1939)، وتضمنت وضع سقف للهجرة الجماعية إلى فلسطين ولانتقال الأراضي الفلسطينية إلى أيدٍ صهيونية، كما تركت الباب مفتوحاً أمام فلسطين موحدة، أي غير مقسمة، إنما مرهونة برضى الطرفين. وكانت تلك محاولة بريطانية متأخرة جداً لأن تكون «متوازنة». لكن «التوازن» البريطاني، وقتئذ كما هي الحال الآن بالنسبة إلى أي «توازن» أميركي إن وُجد، ليس هو ما يُطرب الصهيونية. وكان الكتاب الأبيض بداية الافتراق بين لندن و «الييشوف». > إن احدى السمات المميزة للصهيونية كحركة قومية هي اعتمادها على عرابين كولونياليين وسهولة تخليها عن عراب ما وانتقالها إلى آخر. > بعد فترة وجيزة من صدور الكتاب الأبيض في عام 1939، التقى بن غوريون وزير المستعمرات البريطاني مالكولم ماكدونالد. وفي أثناء النقاش العاصف بينهما، سأل ماكدونالد بن غوريون إلى متى تستطيع بريطانيا، في اعتقاده، حماية «الييشوف» بالحراب البريطانية، وكان جواب بن غوريون أن «الييشوف» ما عاد بحاجة إلى حراب بريطانيا. وعندما قال ماكدونالد إن جيشاً عراقياً نظامياً يمكن أن يهاجم «الييشوف» من ناحية الشرق أجاب بن غوريون: «عبور البحر أسهل من عبور الصحراء». وكان بن غوريون يقصد بقوله هذا بالطبع، الجماعات اليهودية ما وراء البحار، وخصوصاً تلك الموجودة في الولايات المتحدة. > لم يطل الوقت حتى استبدل «الييشوف» بريطانيا بالعراب الجديد: الولايات المتحدة، وتكرس الانتقال رسمياً في «برنامج بلتمور» Biltmore لعام 1942. وقد عُرف البرنامج بهذا الاسم لأن إعلانه تم في فندق بلتمور في نيويورك، في اجتماع عام، عقد بناء على طلب من بن غوريون، وضم جميع القادة اليهود الأميركيين. > وطالب البرنامج بهجرة جماعية يهودية غير مقيدة إلى فلسطين، بعد الحرب العالمية الثانية، بإشراف المنظمة الصهيونية العالمية حصراً، وبإعلان فلسطين بأسرها «كومنولثاً» يهودياً – وهذه تسمية مشفرة لـ «دولة يهودية». أما مغزى البرنامج فكان حرباً سياسية معلنة ضد بريطانيا، وحرباً كلية ضد الفلسطينيين. > كان برنامج بِلْتمور عملاً استراتيجياً فذاً من جانب بن غوريون. فهو ألزم المؤسسة اليهودية الأميركية ومواردها بتأييد  مسار صدامي مع بريطانيا والفلسطينيين، وفي الوقت نفسه عالج نفور هذه المؤسسة من هجرة جماعية يهودية ضخمة بعد الحرب إلى الولايات المتحدة نفسها خوفاً من هيجان المشاعر اللاسامية الكامنة لدى الأغيار الأميركيين. > عُقد مؤتمر بلتمور في أيار (مايو) 1942، قبل أن تظهر التفصيلات المروعة للهولوكوست في تشرين الثاني (نوفمبر) من تلك السنة. وما إن عرفت هذه التفاصيل حتى استغلها خصوم بن غوريون المحليون في «الييشوف»، في اليمين «التصحيحي» Revisionist، ولا سيما امتداداته الإرهابية المتمثلة في عصابتي الإرغون وشتيرن، من أجل تصعيد العداء ضد بريطانيا كي يحرجوا الحركة العمالية بزعامة بن غوريون ويزايدوا عليها. > في عام 1944 تزعم الإرغون قائد جديد مناحِم بيغن، البولندي الآتي من برست – ليتوفسك. وكان بيغن قائد «بيتار» BETAR، المنظمة التصحيحية شبه العسكرية في وارسو، لكنه هرب من المدينة عند اقتراب الجيش الألماني منها. وقد اعتقله الروس بعد هروبه فية عام 1939، وأفرجوا عنه في عام 1941، في من أفرج عنهم من البولنديين بعد الهجوم الألماني العام على الاتحاد السوفياتي. ووطئت قدماه أرض فلسطين للمرة الأولى في أيار 1942. وتولى بيغن قيادة الإرغون ليبدأ العمليات العسكرية ضد البريطانيين بناء على طلب وفد من اليهود التصحيحيين الأميركيين جاء إلى فلسطين لهذا الغرض. > وهذا ما فعله بيغن في شباط (فبراير) 1944، في وقت كانت القوات البريطانية تقاتل الفرق المدرعة النازية في ليبيا وتونس وإيطاليا، وتتأهب للنزول على شواطئ النورماندي. واستمرت العمليات الإرهابية ضد البريطانيين بوتيرة متصاعدة، ومن دون هوادة، حتى انتهاء الانتداب البريطاني في أيار 1948. > قبل عام 1944، كان الإرهاب اليهودي موجهاً حصراً ضد المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما في الفترة 1937 – 1939. وخلال تلك الفترة أدخل الإرهاب اليهودي إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى التكتيك الشيطاني المتمثل في وضع ألغام موقوتة في مواقف الباصات العربية، وأسواق الخضار والمقاهي، ومتفجرات مخبأة في صفائح كيروسين، وأوعية حليب، وسلات فواكه، تنفجر بفعل صاعق كهربائي. > واعتباراً من عام 1944 فصاعداً، راحت الإرغون وشتيرن تستخدمان هذا التكتيك ضد أهداف بريطانية، مع تطوير أدوات أكثر تنوعاً وتعقيداً وأشد فتكاً. VI > لا مجال هنا للدخول في تفصيلات تسلسل الأحداث التي أدت إلى تخلي بريطانيا المخزي عن القيام بالمسؤوليات المتوجبة عليها في فلسطين، لكن الشخص المركزي بلا منازع في هذه الأحداث هو زعيم «الييشوف» دافيد بن غوريون الذي كان من دون شك  القائد السياسي الأقدر والأكفأ بين قادة الشرق الأوسط كافة في الأربعينات والخمسينات. > برع بن غوريون في تحديد أولوياته، فلم ينجرف مع الإرغون وشتيرن في هجماتهما ضد البريطانيين لأنه أدرك بحدسه وبصيرته أن العدو الحقيقي لم يكن بريطانيا، وإنما الفلسطينيين والعرب. ومع التزام المؤسسة اليهودية الأميركية برنامج بلتمور، كما أسلفنا، أصبح البريطانيون، بالنسبة إلى بن غوريون، عنصراً فائضاً عن الحاجة، وعقبة كأداء يجب إزاحتها من دربه. > في هذه الأثناء، كانت قوة «الييشوف» العسكرية تعاظمت كل التعاظم، إذ تلقى نحو 25000 يهودي من فلسطين منذ عام 1939 تدريباً عسكرياً نظامياً في الجيش البريطاني في مصر، الذي كان يُعد للتصدي للقوات الألمانية الزاحفة عبر ليبيا نحو السويس. وهكذا في عام 1945، لدى نهاية الحرب العالمية الثانية، دقّت الساعة لإقامة الدولة اليهودية، على أوسع رقعة ممكنة من تراب فلسطين. وكان لا بد من طرد بريطانيا من فلسطين، لكن ليس بعمل عسكري مباشر تقوم به القوات اليهودية «الرسمية» (الهاغاناه) تحاشياً لصدام عسكري مدمّر لها مع الجيش البريطاني المرابط في البلاد. > واشتملت استراتيجيا بن غوريون الفذّة لإخراج بريطانيا من فلسطين على: أولاً : تعبئة المؤسسة اليهودية الأميركية لتوجيه ضغط مثابر على واشنطن كي تقوم هذه بدورها بتوجيه ضغط مثابر على لندن. ثانياً: هجرة يهودية غير شرعية ضخمة من أوروبا لبقايا الجاليات اليهودية فيها بتمويل أميركي يهودي لكسر قيود الكتاب الأبيض (1939) المفروضة فيه على الهجرة، وإرباك حرس السواحل التابع لإدارة الانتداب البريطاني، وإنهاك الأسطول الملكي في البحر الأبيض المتوسط الخارج من الحرب منهكاً أصلاً. ثالثاً: حملة دعائية عالمية للتشهير ببريطانيا بحجة أنها تمنع من دون شفقة أو رحمة وصول «الناجين» من المحرقة النازية إلى شواطئ فلسطين، التي صُوّرت على أنها المكان الوحيد في هذا العالم الواسع الشاسع القادر على قبولهم واستيعابهم. رابعاً: صوغ خطة «تقسيم» لفلسطين قائمة على برنامج بلتمور إياه من أجل كسب دعم الرئيس الأميركي الجديد غير المنتخب هاري ترومان، الذي شغل البيت الأبيض في إثر وفاة فرانكلين د. روزفلت في عام 1945، والذي كان يواجه انتخابات رئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1948. وأخيراً، غض النظر عن تصعيد عصابتي الإرغون وشتيرن حملتهما الإرهابية الضارية ضد بريطانيا لدفعها أكثر فأكثر في اتجاه المخرج (Exit) من فلسطين. > حققت استراتيجيا بن غوريون نجاحاً باهراً، وطُردت بريطانيا طرداً، وذُلّت إذلالاً من جانب رضيع تبنّته حتى كبر واشتد ساعده تحت  حماية حرابها. > وتضمنت الابتكارات الإرهابية اليهودية المتفشية الآن في الشرق الأوسط في ما تضمنت ضد الجيش والإدارة البريطانيين في فلسطين، طروداً بريدية ملغومة، وعربات مفخخة بالمتفجرات، وحقائب سفر مفخخة، ورسائل بريدية ملغومة. وبحسب صحيفة «التايمز» اللندنية، أرسلت خلال عام 1947 الرسائل المفخخة (التي جرى اعتراضها من جانب سكوتلانديارد) إلى كل من: إرنست بيفن وزير الخارجية، أنتوني إيدن وزير الخارجية السابق، السير ستافورد كريبس وزير التجارة، جون ستراشي وزير التموين، آرثر غرينوود الوزير بلا حقيبة. > وشملت الابتكارات اليهودية الإرهابية أيضاً: أخذ ضباط بريطانيين في فلسطين رهائن، وجلدهم بالسياط (لأول مرة في تاريخ الجيش البريطاني على امتداده)، وخطف رقباء عسكريين وشنقهم، وتفخيخ جثثهم المعلقة بحبال الشنق (أيضاً لأول مرة في تاريخ الجيش البريطاني المديد). > وكان العقلان المدبران لهذه العمليات، مناحم بيغن وإسحاق شامير، وقد أصبح كلاهما لاحقاً رئيساً لوزراء إسرائيل – منارتين ونموذجين مثاليين للتسيبيين (نسبة الى تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل) والبيبيين (نسبة الى بيبي نتانياهو) الذين حياهم جورج دبليو بوش وغوردون براون في خطابيهما في الكنيست لمناسبة الذكرى الستينية لتأسيس إسرائيل. > كان عديد الجيش البريطاني في أعوام الإنتداب الأخيرة 100.000 جندي، أي: محارب واحد بريطاني نظامي متمرس بالقتال في الحرب العالمية الثانية في مقابل كل 3 أشخاص بالغين في «الييشوف» (البالغ عدده وقتئذ 625.000 شخص). وكان في وسع هذا الجيش سحق الإرغون وشتيرن والهاغاناه معاً بسهولة فائقة، لكن يديه كانتا مكبلتين إلى حد كبير من جانب هاري ترومان سلف جورج دبليو بوش في البيت الأبيض. واللافت أن ما بين عام 1945 وقرار التقسيم لعام 1947، كانت نسبة قتلى البريطانيين في مقابل قتلى الإرهابيين اليهود 4/1، أو 170 بريطانياً عسكرياً ومدنياً في مقابل 44 يهودياً إرهابياً. وهذه نسبة لا مثيل لها عبر التاريخ في الحروب الكولونيالية كافة، كما نعرف جيداً من أحداث غزة الأخيرة. > كان قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمثابة الضوء الأخضر للقوات اليهودية باحتلال البلاد. وما تلاه لا يمكن وصفه بأنه عمليات عسكرية لجيش ضد جيش آخر. لم يكن هناك جيش فلسطيني. وعلى الجانب اليهودي، لم يكن هناك مجرد جيش وإنما «أمة زاحفة» على غرار أراغون وكاستيل (قشتالة)، متجهة لـ «استرداد» ما اعتبرته أرض «أسلافها» من «الغرباء» الفلسطينيين المقيمين فيها بصورة «غير شرعية» وفقاً للأوامر العملانية  في «خطة دالت»، ووفقاً لخطة «إلهية» بحسب جورج دبليو بوش وغوردون براون. > من سخرية الأقدار – بل أم السخريات – أن بن غوريون أمضى عام 1916 باحثاً في تاريخ فلسطين – ويا للعجب – في المكتبة العامة (New York Public Library) في نيويورك. وكان من أهم الاستنتاجات التي خلص إليها نتيجة أبحاثه، أن الفلاحين الفلسطينيين هم الذرية الحقيقية للعبرانيين القدامى. * مفكر فلسطيني، والنص في الأصل محاضرة ألقاها بالإنكليزية في مؤتمر جمعية الطلبة الفلسطينيين الذي عقد في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية SOAS التابع لجامعة لندن، لمناسبة مرور 60 عاماً على النكبة، وعنوانه «ستون عاماً من الاستلاب والمقاومة». وسيُنشر النص أيضاً في العدد المقبل (78) من «مجلة الدراسات الفلسطينية» الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ترجمة: أحمد خليفة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2009)

الجماعة الإسلامية والتوريث في مصر.. دع العاصفة تمر


السيد زايـد 16-07-2009 شغلت قضية الموقف من الحاكم الجماعة الإسلامية منذ نشأتها في الجامعات المصرية بداية السبعينيات من القرن العشرين، والمطالع لأدبيات الجماعة قبل مبادرتها لوقف العنف يجد أن تكفير الحاكم وجواز الخروج عليه كان من الركائز في فكر مؤسسي الجماعة كسبيل للتغيير وإقامة دولة الخلافة الإسلامية، حيث تم اغتيال الرئيس السادات، ثم في مرحلة لاحقة عدة محاولات فاشلة لاغتيال الرئيس مبارك. وفي حقبة التصالح مع الدولة والمجتمع والتي بدأت بمبادرة وقف العنف في مايو 1997 وتوجت بإصدار مراجعات فقهية هي الأولى من نوعها في تاريخ الجماعات الإسلامية، في هذه الحقبة تغير موقف الجماعة من الحاكم والدولة، وأصبح فقه الواقع ودرء المفاسد وتقديمه على جلب المصالح شعارات للمرحلة الجديدة، والتي تسعى فيها الجماعة إلى البحث عن موطئ قدم في ساحة العمل الدعوي والاجتماعي كغيرها من الجماعات الإسلامية في مصر. ومع تنامي الحديث عن سيناريو التوريث في مصر وسريان حالة التكهنات بخلافة السيد جمال مبارك لوالده في السلطة، سعى البعض إلى وسم الجماعة الإسلامية بسعيها في هذه المرحلة من تاريخها إلى لعب دور في تمرير عملية التوريث، وتشويه صورة الإخوان المسلمين باعتبارهم المعارض القوي للنظام وللتوريث، وقال البعض إن هناك صفقة أو اتفاقا بين الجماعة الإسلامية والنظام في هذا الصدد؛ وهو ما أثار حفيظة الجماعة ودعا بعض أعضائها إلى نفي هذه التهمة، وتأكيد أن المرجع في مواقفها هو مصلحة الإسلام والمسلمين. بين مؤيد ومعارض تحدثت مع عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والذي فضل في حديثه أن يبدأ بشرح الموقف الإسلامي من قضية توريث الحكم قائلا: الأصل في مسألة الحكم يتضح في مواقف النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين لانتقال الخلافة، والذي كان يتم من خلال « الاختيار والمبايعة »، وهذه المبايعة كما يقول الإمام ابن تيمية لا تكتمل دون بيعة عامة من جمهور المسلمين لمن سيحكمهم، وهذا يقابله في العصر الحديث مفهوم الانتخاب. الاستثناء في انتقال السلطة خلال التاريخ السياسي الإسلامي حدث بعد الخلفاء الراشدين؛ حيث تم انتقال الحكم عبر ما سمي بـ »ولاية العهد » من معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- إلى ابنه يزيد، والفقهاء المسلمون لم يعارضوا ولاية العهد كوسيلة لاستقرار السلطة، والحيلولة دون حدوث صراع يفتت وحدة الأمة، فكانت ولاية العهد نوعا من التوريث السياسي للسلطة بعدها دارت عجلة التوريث، حسبما يقول دربالة.     على الرغم من أن مفهوم التوريث كان نتيجة لظروف عارضة، فإن من يقرأ التاريخ الإسلامي يظن أن هذا هو الأصل، وهذا غير صحيح -في رأي دربالة- فالأساس الفقهي في انتقال الحكم هو البيعة والاختيار لشخص مؤهل ومرشح من قبل الأمة تتوافر فيه الشروط الشرعية؛ وهذا لا يمنع أن نقول إن الفقه السياسي الإسلامي يدرج التوريث كإحدى الآليات الجائزة لتولي الحكم. ويختلف د.صفوت عبد الغني -أحد قادة الجماعة الإسلامية- فيما يذهب إليه دربالة؛ حيث يرى أن التوريث محرم شرعا، ولا يوجد من بين الفقهاء من يجيز توريث السلطة، ولكنهم أجازوا الاستخلاف أو الاختيار على شاكلة ما حدث في العصر الأموي والعباسي، والاستخلاف يختلف عن توريث السلطة؛ فالاستخلاف من الشرع، أما التوريث فهو مخالف للشرع، وإن كان بعض العلماء أقروا التوريث فإن ذلك تم من باب درء المفاسد وليس من باب جلب المصالح. الجماعة وتوريث السلطة الواقع في مصر -كما يقول عصام دربالة- يؤكد أن كل الأطراف التي نتحدث عن التوريث بشأنها لا تقول بالتوريث؛ فالرئيس مبارك نفسه رفض في تصريحات عدة مبدأ التوريث، وكذلك نجله جمال مبارك، والرئيس مبارك لم يعينه وليا للعهد أو نائبا، وهذا معناه أنه إذا كانت هناك نية لترشح جمال مبارك ليخلف والده في السلطة فلن يكون توريثا ولكن عبر عملية انتخابية قد يطرح فيها ابن الرئيس كأحد المرشحين. ويلتقط صفوت عبد الغني أطراف الحديث من دربالة ملقيا الضوء على الشروط الشرعية التي يجب توافرها في أي مرشح لرئاسة الدولة سواء كان جمال مبارك أو غيره وهي: « الإسلام، والعدل، والحكمة، والتدبير، والدراية، والقدرة على الاجتهاد وإدارة شئون المسلمين »، وهذه شروط شرعية وليس تلك الشروط التعجيزية التي نص عليها الدستور المصري والتي تهدف إلى حصر منصب رئيس الدولة على حزب بعينه أو فئة بعينها؛ وهو ما يصعب من عملية تداول سلمي للسلطة. السيناريو المحتمل في رأي عصام دربالة هو أن يطرح ابن الرئيس كأحد المتنافسين في الانتخابات، وهذا ينفي أي حديث عن قضية توريث بالشكل المعهود والمتعارف عليه، وكون الحكومة أو الدولة ستسعى إلى مساندة جمال مبارك فهذه قضية أخرى، أما موقف الجماعة الإسلامية من السيد جمال مبارك حال ترشحه لرئاسة الدولة -كما يقول دربالة- فيقوم على أساس النظر إلى: أولا: برامج العمل وليس إلى الأشخاص، ومدى مطابقة برنامج ما للأصول الشرعية الإسلامية. وثانيا: مصلحة البلد؛ فأي شخصية تحقق المصلحة سواء جمال مبارك أو غيره فسنؤيده. الوجه السلبي في القضية وارد؛ وهو تحيز جهاز الدولة لشخص السيد جمال لأنه ابن الرئيس، لكن هناك وجه آخر وهو أن هذا الشخص لديه ملكات تمكنه من الحكم، فهل من المنطق أن يحرم من ممارسة حقه بسبب هذه السلبيات؟ ومن هنا فإن المعادلة الصحيحة بالنسبة للجماعة الإسلامية هي أن كل شخص له الحق في أن يسعى لكي يكون رئيس دولة سواء كان ابن الرئيس أو غيره، كما أن الواجب على الدولة توفير الظروف السياسية الملائمة لتنافس سياسي شريف. ويقلل دربالة في ذات الوقت من فرص تكرار سيناريو توريث السلطة على الطريقة السورية في مصر، معتبرا أن النظام السياسي في مصر يختلف عنه في سوريا، وأنه من الصعب أن ينقلب النظام على المكتسبات السياسية التي حققها في طريق الديمقراطية خلال السنوات الماضية، وسيسعى إلى أن يكون هناك أكثر من مرشح في انتخابات تنافسية، وما نؤكد عليه هنا هو ضرورة حياد الدولة بين المتنافسين.     ويطالب صفوت عبد الغني بالنظر إلى قضية التوريث بنوع من العقلانية قائلا: « سواء وافقت الجماعة الإسلامية أو غيرها من التيارات الإسلامية النشطة على الساحة كالإخوان المسلمين أو لم توافق فإنه من الناحية العملية لا يملك أي من الإسلاميين الحيلولة دون تنفيذ سيناريو التوريث، إن أرادت الدولة تنفيذه، ولا نملك إلا أن نطالب بأن يتم انتقال السلطة بشكل شرعي، وأن يتمكن الشعب من ممارسة دوره في اختيار رئيسه »، مؤكدا أنه إن كان توليه السلطة نتيجة لاختيار الشعب فنحن نرحب به ونؤيده. الجماعة وتمرير التوريث كانت اتهامات قد وجهت خلال الأيام الماضية للجماعة الإسلامية بأنها -في إطار سعيها للتصالح مع الدولة- تلعب دورا في تمرير سيناريو التوريث، وأن د.ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة هو رجل المرحلة في الجماعة ليكون رأس الحربة في سيناريو استخدام الحركة الإسلامية لتمرير مخطط التوريث دينيا وإقصاء الإخوان عن الساحة، وذهب البعض إلى التصريح بأن هناك صفقة ما بين الجماعة والنظام في هذا الشأن. لكن د.عصام دربالة ينفي أن تكون هناك صفقة بين الجماعة الإسلامية والنظام الحاكم بشأن التوريث أو مهاجمة الإخوان؛ لأنه ليس هناك أي مؤشرات حقيقية تؤكد هذا برأيه، وكون الجماعة تسعى إلى البحث عن دور دعوي أو اجتماعي على الخريطة الإسلامية فهذا ليس معناه دعما سياسيا لابن الرئيس. وأبدى دربالة تشديدا على هذه المسألة قائلا: « ليس بيننا وبينه أي قنوات للحوار؛ لسبب وجيه وهو أن ملف الجماعة الإسلامية لا يزال في يد الأمن ولم ينتقل إلى السياسة ». ويتفق سمير العركي، الكاتب والناشط بالجماعة الإسلامية، مع ما ذهب إليه دربالة، مؤكدا أن اتهام الجماعة بالتواطؤ مع النظام ليس له أي أساس من الصحة، وأن الهجوم على الجماعة يعود إلى أسباب شخصية أكثر منها أسباب موضوعية، وهذا نوع من المزايدة المرفوضة على الجماعة الإسلامية، وهي آفة عانت منها الحركة الإسلامية عامة ولا تزال. ويقول العركي: الدولة لا تحتاج الجماعة الإسلامية لكي تكون رأس حربة في تمرير سيناريو التوريث؛ لأن القضية ببساطة هي أن الدولة لديها من القدرة والآليات ما يمكنها من تنفيذ السيناريو الذي تريد. سيناريو التوريث.. رؤية واقعية وعلى الصعيد ذاته يحذر العركي من خطورة سقوط الإسلاميين تحت إغراءات شعارات من قبيل « لا للتوريث » التي ترفعها بعض الجهات السياسية، مؤكدا أهمية حساب المصالح والمفاسد المترتبة على الدخول في هذه المساحة الشائكة، وينبه العركي إلى ضرورة أن تنأى الحركة الإسلامية بنفسها عن الصدام مع الدولة خلال هذه المرحلة للحفاظ على دورها؛ لأن الصراع مع الدولة لم يجلب أي منافع للحركة الإسلامية، بل تسبب في أضرار بالغة تجلت في انحسار دورها الدعوي والتربوي الذي هو دورها الأساسي وليس السياسة.     ويضيف العركي: « إذا أرادت الدولة تمرير عملية التوريث بأي طريقة كانت، وحاولت الحركة الإسلامية اعتراض هذه الإرادة، فإن الجيش سيتدخل لحسم الأمور، وسيتم التوريث كما يريد النظام رغم أنف الجميع؛ لأن المسألة في مصر معقدة، وطبيعة النظام تختلف عن أي نظام آخر، وفي النهاية ستزيد مساحة العداء بين الدولة والإسلاميين، وتكون النتيجة مزيدا من عمليات الاعتقال والتنكيل والزج بهم في غياهب السجون ». ولا يتوقع صفوت عبد الغني أن تتمكن أي من التيارات الإسلامية، سواء الجماعة الإسلامية أو الإخوان أو غيرهم، من أن يكون لها موقف حقيقي ومؤثر ضد التوريث؛ وذلك لأن هذه التيارات وإن كان لديها شعبية في الشارع فإنها ليس لديها من الإمكانات أو الإرادة ما يجعلها تقف في وجه نظام بحجم النظام المصري وقوته لتعطل سيناريو توريث السلطة. من الواضح إذن أن الجماعة الإسلامية ليس لديها نية للوقوف في صف معارضة التوريث، كما أنه ليس هناك ما يؤكد الحديث عن صفقة ما بين الدولة والجماعة، لكن الدولة تحرص على تحييد الجماعة، وأن تبتعد عن ممارسة أي دور سياسي، فلا يزال الأمن هو صاحب القول الفصل في تحديد حركة الجماعة، وليس من المنتظر من جماعة تسعى إلى استعادة دورها الاجتماعي والدعوي أن تدخل في معترك السياسة خلال هذه المرحلة، فهذا ليس في صالحها، وهذا ما يؤكده قادة الجماعة. ويقول د.ناجح إبراهيم: « الجماعة الإسلامية حريصة على الصلح التاريخي بينها وبين الدولة المصرية، وسوف نحافظ عليه حتى إن منعت من بعض حقوقها، وسوف نقبل الضيم إن وجد؛ حفاظًا على مصالح الإسلام والأوطان العليا ». ويزيد: « لن نكرر اليوم الخطأ الذي وقعنا فيه من قبل حينما استطاع البعض في السبعينيات جرنا جميعا إلى عداوة السادات ثم قتله بعد أن حرقوا الأرض كلها تحت قدميه، وبعد أن تنكروا لكل حسناته وحولوها إلى سيئات، ولن ننظر بعد اليوم إلا إلى مصلحة الإسلام والأوطان ». يمكننا القول إذن إن موقف الجماعة من قضية التوريث يتلخص في أنها لن تسعى إلى اتخاذ أية خطوات يكون من شأنها تعكير صفو العلاقة بينها وبين الدولة، حتى وإن كانت لديها بعض المآخذ على المرشح فإنها تفضل الصمت والعمل بقاعدة «درء المفاسد». (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 16 جويلية 2009)  

اللغة العربية والنظرة الاستشراقية: إلى أين؟

 / د. كاميليا سليمان تحدث ادوارد سعيد عن الشرق كله , وليس الشرق الأوسط في كتابه الخالد « الاستشراق » .   والاستشراق ليس في أمريكا , بل وفي الغرب كله وتاريخيا ودائما , ارتبط بوزارة الخارجية بمعنى السياسة الاستعمارية الأمنية . والكثير من المستشرقين كانوا « عملاء » وليسوا « علماء » بأي حال . وليس في مواجهة اللغة العربية , بل والعبرية القديمة , وصولا إلى لغات الهند الصين واليابان .   والجامعات الأمريكية لا تمتلك أي حصافة علمية , فالحقيقة المجردة أن البحوث الأكاديمية في أمريكا , هي نتاج سرقات علم الآخرين وعلماء الآخرين . وكانت الفرصة الذهبية للأمريكان , ما بعد الحرب الكونية الأولى , ثم الثانية , ثم انهيار الاتحاد السوفييتي .   وهذا الواقع الأكاديمي , لا يؤثر إلا على أمريكا نفسها في عجزها الدائم على الخروج من القيم الاستعمارية الاستعلائية , التي ستقود إلى الانهيار الاجتماعي الداخلي , وهو انهيار صار واقعا مؤجلا على أية حال , وقابلا للانفجار في أي وقت .   اللغة العربية بخير , والإنسان العربي بخير , مقارنة بالجوار الجغرافي والعمق الإنساني , كمعدل وسطي ومنذ انتشار الإسلام في الجغرافيا العربية قبل حوالي ألف وأربعمائة سنة .   (الاستشراق) الآن صار اسمه (اليهودية المقدسة) . كل شيء في الغرب صار مرتبطا بالمقدس اليهودي , {وهذا ارتباط فيروسي مرضي} , ما كنا لنتمنى (للامبريالية والرأسمالية) بأكثر من ذلك , على أمل الانهيار الكبير والنهائي , ليتحرر إنسان العالم عموما وإنسان الغرب خصوصا من نظام اقتصادي تجاوز عمره الطبيعي والافتراضي وبدا يأكل الروح الإنسانية ويوقف ايجابيتها وكونيتها . والتي تمتلك أدوات الاتصال التي تسمح لها بالسيادة وتطوير الأرض إلى عالم أكثر عدالة وتجانس ومساواة وحرية وكرامة إنسانية .   في العراق كان وسيبقى وفي مناطق تجاور طبيعية , لا يمكن أن تقام فيها أسوار الفصل العنصري . سيبقى أطفال العرب والكرد والتركمان والآشوريين وكل مكونات العراق الإنساني العظيم . يلعبون ببراءة مع بعضهم البعض , ويتعلمون لغات بعضهم البعض , ويبنون وطنا تتقدم فيه القيم الإنسانية على الخصوصيات اللغوية , فتمجدها وتكرسها وتخلدها .   وحده اليهودي التائه في صحراء استعلائية فارغة , ومقدس عنصري شيطاني . يأخذ أطفاله إلى المطارات الحربية ليكتبوا كرههم للعرب على قذائف القتل والتدمير . ويهتف رياضيوه بكره العرب بعد كل فوز محض رياضي افتراضيا . ويبني لنفسه غيتو على مساحة « وطن الفلسطينيين » , لن يبقى فيه طويلا .   أم يهودية تعلم طفلها كيف يجب أن يسرقوا وطن أطفال الفلسطينيين . أم فلسطينية تعلم أطفالها كيف يجب أن يحافظوا على وطنهم .   ذلك الفرق الحضاري هو تحديدا {فرق لغوي} .. بين لغة عبرية أنتجها مخبر ألماني نازي , لا تستطيع فيها كما يقول الباحث الدكتور كمال الصليبي : أن تغني أو تكتب شعرا عاطفيا أو حتى تشتم أحدا , لأنها مقطوعة عن آليات التدفق العاطفي الإنساني . وبين لغة عربية أنتجها عمق حضاري إنساني توحيدي يمتد لآلاف السنين , لا يزال الشعر المكتوب فيها منذ ألفي عام يثير فينا كل مشاعر الحب والحساسية والحكمة الإنسانية الخالدة .   حتى عندما يغني شريك الجغرافية والتاريخ والمستقبل , كردي عاشق أو آشوري عاشق أو امازيغي عاشق , على ألته الوترية الموسيقية , تشعر بان الحب يملأ الكون كله .   اللغة العربية بألف خير , والإنسان العربي بخير , والعقل العربي ليس كذلك , لا يزال عالقا في خيمة وقبيلة وليل استمتع بطوله وعد نجومه .   (المجموعة العربية)  المصدر: موقع نداء الحرية (التيار القومي التقدمي )

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.