الخميس، 20 أغسطس 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3376 du 20.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


 

تونس نيوز تهنئ قراءها الكرام بقدوم شهر رمضان المبارك

حــرية و إنـصاف:تهنئة بمناسبة حلول شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار

السبيل أونلاين:رئيس مركز الحلفوين يعتدي على سجين سياسي سابق

السبيل أونلاين:أخيرا القضاء ينصف الناشط الحقوقي شادي بوزويتة رغم كيد البوليس

إيلاف:العفو الدولية: تونس تنتهك حقوق الإنسان بحجة الارهاب

ا ف ب:السلطات التونسية تنفي عرقلة نشاطات حزب معارض

الأستاذ عبد الوهاب معــطر:من أجل فرض هيئة وطنية مستقلة للانتخابات

محمد مومني:ردا على السيد عامر عياد الأساتذة المطرودين عمدا ارقي من أن يهتكوا عرض الوزير و إن كان خصما

صابر التونسي :سـواك حـار (136)

تونس: وطن وبوليس ورشوة (16)في إحدى المدارس الإعدادية

أ ف ب :إخضاع التونسية الحامل بـ 12 توأما لفحوص طبية للتأكد من صحة حملها

قدس برس:معطيات رسمية تشير إلى تراجع حادّ في التجارة الخارجية التونسية

القدس العربي:المقرحي في طريقه إلى طرابلس بعد الافراج عنه

الرابطة الليبية لحقوق الإنسان:ليبيا: إعدام 12 شخصا فى بنغازى

الحياة:بوتفليقة يطلب من الوزراءتقارير تمهيداً لتعديل حكومي قريب

القدس العربي:نفي فلسطيني لتقارير إسرائيلية بشأن توفير الحماية للرئيس عباس

البشير للأخبار:القرضاوي: حماس كانت على حق في المواجهة مع « جند أنصار الله »

الشيخ حامد العلي:أربعوا على حماس، وارحموا الأنصار

علي بدوان :ماذا عن « جند أنصار الله » في غزة؟

الداعية الجزائري « شمس الدين بوروبي »:رئيس « الجمعية الخيرية الإسلامية » في حواره مع « الإسلاميون.نت »

رويترز:اسرائيل تنتقد مقالا لصحيفة سويدية عن سرقتها أعضاء فلسطينيين

الكاتب والروائي المصري علاء الأسواني:أربعة أفلام لتسلية الرئيس!

محمد جمال عرفة المصالح الدولية تهزم الإصلاحات الداخلية

 د. علي محمد فخرو:الجريمة التي تنتظر سخط العرب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

 
 


تونس نيوز تهنئ قراءها الكرام بقدوم شهر رمضان المبارك


يسر أسرة تونس نيوز أن تتقدم لقرائها الكرام أين ما كانوا وإلى الشعب التونسي الحبيب والامة العربية عامة والإسلامية قاطبة باحر التهاني بحلول شهر رمضان المبارك سائلين المولي تعالي أن يجعل هذا الشهر شهر خير وبركة ورحمة وتسامح ورفع للمظالم وأن يتقبل فيه صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا آمين
عن أسرة تونس نيوز

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 شعبان 1430 الموافق ل 20 أوت 2009

تهنئة بمناسبة حلول شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار

 


تتقدّم منظمة  »حرية وإنصاف » إلى كافـّة الأمـّة الإسلاميـّة بأطيب الأماني وأحرّ التـّهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظّم، سائلة المولى العلي القدير أن يحرر الأمة من نير الاحتلال وربقة الاستبداد والاستعباد، وان ينعم على الشعب التونسي وكافة الشعوب الإسلامية بنفحات الحرية، وأن يفرج كرب المكروبين، ويفك قيد المسجونين، وأن يعيد المهجّرين لأوطانهم وأهاليهم، وأن يعيد الحقوق إلى أصحابها، وأن يحس الجميع بالطمأنينة في واحة العدل والحرية والكرامة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


رئيس مركز الحلفوين يعتدي على سجين سياسي سابق


السبيل أونلاين – تونس – خاص قام رئيس مركز الشرطة بالحلفوين المدعو سفيان ، اليوم الخميس 20 أوت 2009 ، وعلى الساعة التاسعة ليلا بإيقاف السجين السياسي السابق صابر الحمروني ، ووضع القيود في يديه وتعنيفه ، وذلك على إثر إشكال مدني بسيط حدث في مخبزة لإعداد المرطبات والحلويات . فبعد أن « إكتشف » ، رئيس المركز المذكور أن المسؤول عن المخبزة هو صابر الحمروني  السجين السياسي السابق، قام بالتهجم عليه لفظيا وخاطبه بقوله : » أنتم لا تستحقون العمل ، وعليكم أن تموتوا جوعا ، وكيف لك أن تصبح مسؤولا وتناقش رئيس مركز الشرطة » ، ثم توجه إلى صاحبة المخبزة بقوله : »عليك أن تطرديه بداية من هذا اليوم » ، ثم حررّ بشأنه محضرا مدعيا أن الحمروني عطًله عن القيام بدوره ، وحاول أن يرغمه على الإمضاء عليه ، إلا هذا الأخير رفض ذلك . فإلى متى يستمر البوليس التونسي في إعتبار السجناء السياسيين السابقين مواطنين من درجة ثانية أو أدنى من ذلك ؟؟؟ من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .  

 
 (المصدر: « السبيل أونلاين » بتاريخ 20 أوت 2009)  

أخيرا القضاء ينصف الناشط الحقوقي شادي بوزويتة رغم كيد البوليس


السبيل أونلاين – تونس –  خاص للإطلاع على شهادة الشهادين، اللذين أُكرها على شهادة الزور ضد شادي بوزويتة والتي سلمتها المحامية إيمان الطريقي للقاضي – الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=oCQ-VmkKgbg مـثُـل اليوم الإربعاء 19 أوت 2009، الناشط الحقوقي أصيل مدينة نابل، الشادي بوزويتة، امام أنظار محكمة الناحية بالمكان، وذلك على خلفية إعتقاله يوم الخميس 13 أوت، بعد المؤامرة التى حاكها البوليس السياسي ضده ، حين تردد عليه أعوان البوليس أكثر من مرّة ، وطالبوه بمرافقتهم إلى مركز الشرطة ، إلا أنه رفض ذلك إلا بعد الإستظهار باستدعاء رسمي. وصادف أن زاره البوليس السياسي بمحل تجارته يوم 13 أوت ، فوجدوا لديه حريفين من أصدقائه ، فحاولوا إرغامه على مرافقتهم بالقوة ، فطالبهم بإثباب هوياتهم بعد أن سلمهم بطاقة التعريف الوطنية (هويته) ، فقاموا مباشرة بتعنيفه هو وصديقيه، واعتقلوهم جميعا ، وقاموا بتحرير محضر بحقه رقم 78689 ، لفقوا له فيه تهمة « الإعتداء بالقول على موظف أثناء أداء مهامه » ، وأرغموا صديقيه بالإدلاء بشهادة زور ضده ، وإثبات تهمة الإعتداء هذه. وتحت التعنيف الشديد والركل والضرب باستعمال (جبّاد الشيشة)، رضخ الشاهدان لمطالب البوليس وأمضوا على محضر الشهادة بعد ما تلقوا تهديدات ووعيد بأنهم إذا تراجعوا في أقوالهم سيطالهم الأذى . وأحيل على إثرها الناشط الحقوقي شادي بوزويتة على السجن، ومثل اليوم الإربعاء 19 أوت 2009، أمام قاضي الناحية وحضرت للإنابة عنه المحامية إيمان الطريقي. وقد استنطقه رئيس المحكمة ، وترك له المجال للدفاع عن نفسه ، ثم تولت الأستاذة إيمان الطريقي، ردّ التهم عن موكلها ، معتبرة أن طلب الإستظهار من صاحب محل تجاري ببطاقة تعريفه من طرف البوليس تندرج في إطار الإستفزاز باعتبار موكلها صاحب محلّ ومعلوم الهوية ، وأضافت بأن ما جاء في المحضر من إستعصاء منوبها تدحضه الفقرة التى تلت التهمة وهي أن « المتهم قدّم يديه وطلب اعتقاله ووضع السلسلة بيديه » ، وأكدت بأن الفصل 157 من مجلة الإجراءات الجزائية والذي يعتبر ما يُحرر بالمحاضر هو صحيح ، إلا إذا ناقض ذلك شهود حضروا الحادثة » ، وأكدت في مرافعتها أن الشهود الذين أُكرهوا تحت التعذيب على الإدلاء بشهادة زور ضد صديقهم ، قد حضروا اليوم أمام جناب العدالة لبرؤوا ذمتهم وليقولوا الحقيقة كاملة ، وأعتبرت أن عدم تذييل المحضر بإمضاء منوبها  هو في حدّ ذاته تبرئه له ، مشددة أنه قد تعرض للتعنيف والتعذيب وإنتهاك حرمته الجسدية ، وهذا ما أكده لسان الشهود وما ظهر على وجه وجسد المنوب .  وقالت أن منعها من زيارته حين كان بالسجن بإستعمال أشكال ملتوية يمسّ من الضمانات الضرورية لحقوق الدفاع ، وهو معرّة في جبين السلطات السجنية . وتجدر الإشارة أن رئيس المحكمة قد استمع إلى الموقوف بوزويتة وإلى الأستاذة الموكلة في حقه، وأستمع إلى شهادة الشهود، بكل انتباه، ودامت جلسة الإستماع حوالي الساعة والربع، وقد أعجب الحاضرون بشجاعة الشاهد الذي أكّد تعرضه للتعذيب والإرغام على شهادة الزور، كما أعجبوا بالمرافعة القيمة التى قدمتها الأستاذة الطريقي ، وأشادوا برئيس المحكمة الذي استمع للجميع بدون مقاطعة، ثم حكم لصالح شادي بوزويته بإطلاق سراحه . ونسجّل لأوّل مرة إنصاف المحكمة لمتهم ، والحكم لصالحه ، ونتمنى أن ينسج جميع القضاة على هذا المنوال حتى ينعم المواطن بالأمن والأمان . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .  (المصدر: « السبيل أونلاين » بتاريخ 19 أوت 2009)


العفو الدولية: تونس تنتهك حقوق الإنسان بحجة الارهاب

 


GMT 17:00:00 2009 الخميس 20 أغسطس يو بي آي لندن: اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية بمواصلة انتهاك حقوق الإنسان تحت اسم الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب، وانتقدت دولاً غربية على قيامها بإجبار مواطنين تونسيين على العودة إلى بلادهم أو التهديد بإرسالهم إلى هناك رغم أنهم  يواجهون خطر التعرض للتعذيب وسوء المعاملة.وقالت المنظمة في تقريرها (تونس: استمرار الانتهاكات تحت اسم الأمن) اصدرته اليوم الخميس إن التعذيب « ما يزال منتشراً في مراكز الإحتجاز وعلى الأخص التابعة منها لأجهزة أمن الدولة، فيما تستمر المحاكم التونسية في استخدام الافادات المنتزعة تحت التعذيب كأدلة لإدانة المدعى عليهم دون أن تتخذ أي خطوات للتحقيق فيها ». واضافت أنها دعت على نحو متكرر الحكومات الأوروبية وغيرها للتوقف عن اعادة الأشخاص التونسيين قسراً إلى بلادهم لأنهم يواجهون فيها خطر التعرض للتعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة، ومن بينهم 10 تونسيين تحتجزهم الولايات المتحدة في معتقل غوانتانامو. وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية « إن الحكومة تصوّر تونس كبلد يسود فيه حكم القانون، لكن ذلك بعيد جداً عن الحقيقة، لأن السلطات التونسية من الناحية العملية تستمر في تنفيذ الإعتقالات الإعتباطية واحتجاز الأشخاص، وتسمح بممارسة التعذيب واستخدام المحاكمات غير النزيهة تحت اسم مكافحة الإرهاب ». واضاف سمارت « أن السلطات الإيطالية وعلى الرغم من الأدلة على الإنتهاكات، أجبرت خمسة مواطنين تونسيين على الأقل على العودة إلى بلادهم منذ العام 2008، وقامت السلطات التونسية باعتقالهم لحظة وصولهم إلى تونس واحتجازهم في زنزانات انفرادية مدة 12 يوماً، في حين يواجه 18 تونسياً آخر على الأقل خطر العودة القسرية إلى بلادهم من إيطاليا ودول أوروبية أخرى ». وطالب سمارت السلطات التونسية بـ « تنظيف نظام الإحتجاز ووقف التعذيب وانهاء الحصانة التي يتمتع بها جهاز أمن الدولة ومسؤولوه، واتخاذ خطوات راسخة على صعيد منع انتهاك حقوق الإنسان إذا ما أرادت أن تقارن كلامها بالواقع ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 20 أوت 2009)  


السلطات التونسية تنفي عرقلة نشاطات حزب معارض


تونس (ا ف ب) – نفت السلطات التونسية الاربعاء ان تكون « عرقلت » نشاطات حزب التجديد المعارض، بعد اتهامات وجهها رئيسه احمد ابراهيم المرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الاول/اكتوبر. كان احمد ابراهيم اتهم السلطات الثلاثاء بالقيام « بممارسات رجعية » تهدف الى « عرقلة » انشطة حزب التجديد الذي يترأسه. وقال في مؤتمر صحافي ان حزبه كان خلال اسبوع واحد « ضحية ممارسات رجعية تعرقل نشاطاته ». وندد رئيس حزب التجديد الذي يشغل ثلاثة مقاعد في البرلمان بما اعتبره « حظرا مقنعا » لمؤتمر فكري سياسي ومدرسة صيفية وندوة للشباب وهي انشطة يعتزم حزبه تنظيمها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر. وقال ان حزبه لم يتمكن رغم الجهود المبذولة من توفير قاعات لهذه الانشطة متهما عناصر موالين للسلطة بالعرقلة. وقالت السلطات التونسية في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه ان « ادعاءات احمد ابراهيم (…) لا سابق لها ». واضاف مصدر رسمي ان « حركة التجديد كغيرها من الاحزاب السياسية الاخرى في تونس تملك حرية تنظيم النشاطات والتعبير عن آرائها ومواقفها ». وتابع ان هذا الحزب تمكن من استخدام اماكن عامة لعقد اجتماعاته. وقال المصدر نفسه انه « كان الاجدر بابراهيم تجنب التصريحات الديماغوجية والخادعة والمشاركة فعليا في تشجيع الخيار التعددي ال>ي يجمع كل الاحزاب السياسية والقوى الحيوية في البلاد فياطار الديموقراطية وحرية التعبير ». وتحدث ابراهيم عن « تناقض » بين الاقوال والافعال مؤكدا انه لا يعتزم « الرضوخ لمثل هذه الممارسات » ولا بالوقوف متفرجا او عاجزا في الانتخابات القادمة التي تبدو « بعيدة عن كونها انتخابات حرة وذات مصداقية ». ودعا ابراهيم (62 عاما) السلطات الى تعزيز مناخ المنافسة الحرة والمساواة بين المرشحين لاعطاء الانتخابات المقررة في الخريف الحد الادنى المطلوب من المصداقية. وترشح الى هذه الانتخابات خمسة معارضين والرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن علي المرشح للولاية الخامسة. وكان بن علي اعيد انتخابه في 2004 بنسبة 94,4% من الاصوات وحاز حزبه على ثمانين بالمئة من المقاعد ال189 في مجلس النواب، فيما تتوزع باقي المقاعد على خمسة احزاب للمعارضة. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 20 أوت 2009)


من أجل فرض هيئة وطنية مستقلة للانتخابات

 


تمثل الانتخابات في مفهومها الأصولي تقنية Technique لاختبار الهيئة أو الشخص الحائز على رضى أكبر عدد من الناخبين Institution لتولي المناصب القياديّة. و هي بهذا المعنى تشكّل حجر الزاوية في الديمقراطيات التشاركية Démocraties participatives  التي عرفتها أوروبا و من بعدها جلّ الأنظمة السياسيّة الأخرى في قارّات العالم. و لأهميّة هذه التقنية وقع إحاطتها بضمانات و وقع تنظيمها بقواعد آمرة جعلتها ترتقي من مجرّد تقنية إلى مؤسّسة تقوم على مبدأين أساسيين هما العدالة بين الفرقاء و الشفافية في ألإجراء و مقتضى مبدأ العدالة بين الفرقاء له ارتباط وثيق باختيار أنظمة الإقتراع المختلفة، فنظام الإقتراع بالنسبيّة Mode de scrutin proportionnel يكون أكثر عدالة من نظام القائمات  de listesو كذلك الشأن بالنسبة إلى طريقة توزيع المقاعد و تقسيم الدّوائر الإنتخابية و التسجيل و شروط الترشح و غيرها من الأدوات التي تؤشر على مدى عدالة هذا النظام أو ذاك. و مقتضى مبدأ الشفافية يعتبر نقطة الإرتكاز الأساسية لأي انتخابات مهما كانت درجة العدالة التي توفرها إذ بقدر ما يمكن المجادلة في أنظمة الإقتراع في علاقتها مع مبدأ العدالة بين المتنافسين فإنّ تحقيق شفافية الإتنخابات يظلّ المطلب اللاّزم لهذه الأخيرة و الذي يؤدّي أي تساهل فيه إلى فقدان الإنتخابات لجوهرها و لأسباب وجودها أصلا ضرورة أنّ الشفافية مبدؤها و منتهاها هو منع أي تزوير للإقتراع و أي تلاعب في نتائجه يفضي في حالة انعدامها و لو جزئيا إلى إفراغ  مؤسسة الانتخابات من محتواها وحرفها عن وظيفتها  بما  يحوّلها إلى طريقة اغتصاب لإرادة الناخبين لفائدة أحد المتنافسين و إعطائه شرعية لا يملكها أصلا. و للحيلولة دون ذلك فقد اهتمت الأنظمة القانونية بوضع آليات و تنظيمات متعدّدة و معقّدة كفيلة بضمان نزاهة العملية الإنتخابية وصلت إلى تجريم حتى مجرّد محاولة تزويرها. و لا جدال أنّ ما سبق يجد تطبيقاته في الأنظمة الديمقراطية. إلا أنّ تقنية الإنتخابات لئن وقع تبنّيها في حدّ ذاتها من قبل الأنظمة الاستبدادية فإنها تعرّّضت إلى تشويهات عظيمة أفقدتها صفتها كمؤسسة قائمة على مبدأي العدالة و الشفافية و حوّلتها هكذا إلى أداة ممتازة لتعزيز الإستبداد و تقوية شوكته و ضمان استمراره مثلما تثبته شواهد عديدة  في تونس ليس أقلها المجلة الانتخابية النافذة حاليّا و التي تنطق فصولها بإهدار العدالة الإنتخابية جملة و تفصيلا سواءا من جهة نظام الإقتراع بالقائمات الذي يضمن بالقانون احتكار الطغمة الحاكمة و أتباعها للمناصب  أو من جهة القوانين الجائزة الأخرى الضامنة لإقصاء بقية الأطراف من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية المنعدمة أصلا. بل أن المجلة الإتنخابية  التونسية و على الرغم من عمليّات التنقيح التي أجريت عليها  إلى اليوم تظلّ في جميع مفرداتها حريصة ليس إطلاقا على شفافية و نزاهة العملية الإتنخابية بل على العكس من ذلك فإن هاجسها الأساسي الذي تفضحه فصولها هو الإحتياط لترك أوسع مجال لأيادي السلطة لكي تجول و تصول في نتائج الإنتخابات حسب مشيئتها دون رقيب أو حسيب جدّي ذلك أنّه بمراجعة فصولها المائة و الخمسة و الستون نجد أن  قاسمها المشترك الأكبر هو إعطاء وزارة الدّاخلية جميع الصلاحيات للتّحكم في العملية الانتخابية و السيطرة عليها من أولها ( التسجيل في القائمات ) إلى آخرها ( الإعلان عن النتائج) مرورا بالحملة الانتخابية و توزيع المكاتب و تعيين أعضائها و فرز الأصوات في مختلف المستويات. و إنّ المفارقة في هذا السياق تكمن في أنّ سطوة وزارة الدّاخلية لا تقابلها أيّة آلية ذات جدوى أو أية أداة مراقبة ذات مصداقية بحيث أصبحت الوزارة بمقدورها أن تضبط مسبقا حسب مشيئتها نتائج الانتخابات ثم تقوم يوم الاقتراع بالإعلان عن التسعينات المحققة زورا في جميع مفاصل العملية الانتخابية و التبجّح بهذا الرقم سواءا في عدد المقترعين أو في عدد الأصوات المتحصّل عليها بما من شأنه حجب أية انعكاس و إعدام أي أثر للمشاركين أو للمقاطعين على حد سواء , و هذا الواقع مشهود به حتى ممن سبق له أن أشرف على تزوير جميع الانتخابات السابقة أولئك الذين ينعمون اليوم بعدم المحاسبة الجزائية نظرا لخلوّ القانون التونسي من تجريم تزوير الانتخابات. و كما هو الشأن بالنسبة للانتخابات السابقة التي عرفتها البلاد فإن انتخابات أكتوبر 2009 سيكون لا محالة مصيرها كسابقاتها إذ أنها لن تكشف حتى على حجم المقاطعين لها فضلا عن الكشف عن عدد المقترعين أو عن عدد الأصوات المتحصّل عليها حقيقة بما يجعلها في كنهها عملية غش كبرى يقع تسويقها تحت ياقظة الديمقراطية و الشّرعية. و لقد دأبت المعارضة الوطنية و خاصة منذ سنة 1981 على المطالبة بتغيير القانون الانتخابي خصوصا في فصوله المتعلقة بتحقيق العدالة و المساواة مما جعل النظام يبتدع جرعات النسبية المغشوشة التي هي أشبه شيء بالإرشاء السياسي. إلاّ أنّ مسألة ضمان نزاهة الانتخابات و شفافيتها فهي إلى اليوم لم تحظ بما تستحقه من اهتمام إذ ظلّت مطلبا هامشيا كثيرا ما طغت عليه مطالب أخرى  و الحال أنها تمثّل قطب الرّحى و العامل الحاسم في المؤسّسة الانتخابية بما كان يفترض معه أن يسبق  هذا المطلب ماعداه من المطالب لارتباطه الكامل مع أساس و جوهر وغاية الإنتخاب فضلا عن أنه يتضمن و يستوعب جزءا كبيرا من مطلب توفير العدالة بين الفرقاء على النحو الذي ذكرناه  . و ليس أدلّ على عدم تمثّل أطراف المعارضة لمحورية هذه المسألة اقتصار بعضها مؤخّرا على المطالبة بالمراقبة الدّولية للانتخابات حال أنّ هذه المراقبة حتى و لو تمت فإنها لن تكون فاعلة بالقدر الكافي المانع للتلاعب الانتخابي الذي هو عبــارة عن حلقات مترابطة فيما بينها تبدأ من التسجيل في القائمات الانتخابية ( الذي يضبط عدد الناخبين) ثم يليها ضبط مكاتب الاقتراع و تعيين أعضائها ثم تنظيم الحملة الانتخابية وصولا إلى يوم الاقتراع حيث يقع ضمان حرية و سرية الاقتراع ليأتي بعد ذلك الفرز المشتمل على إحصاء عدد المقترعين و عدد الناخبين لــضبط عدد المقاطعين و من ثمة طرح الأوراق الملغاة و توزيع عدد الأصوات بين المتنافسين كما وردت.   و إذا كانت الصلاحيات المسندة بالقانون الانتخابي إلى وزارة الدّاخلية تمكّن هذه الأخيرة كما أسلفنا من سهولة تزوير الانتخابات , و إذا كانت آليات المراقبة الموضوعة غير ذات فعالية , و إذا كانت المراقبة الدولية لو تمّت فهي تظلّ قاصرة عن ضمان منع التزوير في انتخابات أكتوبر 2009 فإن هذه الأخيرة قد حكم عليها بعد الرأي العام الشعبي بالعزوف لأنها ستكون نسخة مطابقة لنظيراتها كما أن نتائجها معلومة مسبقا و لن ينال من كلّ ذلك ما تعوّدت عليه المعارضة المشاركة في الانتخابات من المطالبة بتوفير الحرّيات و ضمان عدالة الانتخابات و غيرها من الشعارات التي لئن كانت مشروعة إلى أقصى الحدود فإنها تظلّ هلامية و غير محدّدة إجرائيا في الظرف الراهن كما لن ينال منها ما تلهج به المعارضة الدّاعية لمقاطعة الانتخابات من تركيز بحق على عدم شرعية الطغمة الحاكمة. إنّ المطلوب اليوم في مواجهة انتخابات أكتوبر 2009 هو إيجاد نقطة ارتكاز مفصلية جامعة لكلّ أطياف المعارضة الدّيمقراطية سواءا تلك المزمعة على المشاركة أو تلك الدّاعية إلى المقاطعة بما يتيح لها مجالا واسعا للتقدّم جماعيا في نضالها من أجل تعطيل آليات الاستبداد و خوض معركة حقيقية في الدّاخل و الخارج لكشف زيف الانتخابات القادمة و بطلان تبعاتها. صحيح أن النّضال من أجل العدالة بين الفرقاء بما يستلزمه من إطلاق حرّية التجمّع و التعبير و الترشّح هو أمر أساسي لا بد من مواصلته إلا أنه على المعارضة الوطنية اليوم و أكثر من أي وقت مضى التقدّم بنضالها خطوة نوعيّة عبر التركيز على شعار شفافية الانتخابات و ضمان عدم تزويرها . و هو أمر يلقى صداه لــدى الرّأي العام لوجود مفارقة كبيرة بين فصول المجلة الانتخابية التي تضمن و تحضن التزوير من جهة و المعايير الدّولية للانتخابات  و كذلك للطبيعة الأصولية للمؤسّسة الانتخابية من جهة أخرى. و إن شفافية الانتخابات و ضمان عدم تزويرها يجب إخراجه من نطاق الشعار المجرّد إلى تجسيده في آلية عملية ممكنة و مقبولة ومجرّبة في آن واحد و لكنها ستكون محرجة أشدّ الحرج لأساطين الاستبداد في تونس الذين لن يجدوا بسهولة الذرائع لدفعها كما فعلوا بالنسبة لمطلب المراقبة الدّولية. إنّ هذه الآلية تتجسد في تجميع أوسع القوى حول حملة متصلة للمطالبة بــ « هيئة وطنية مستقلة للانتخابات »  تسند لها الصلاحيات القانونية و التنظيمية و التمويل اللازم للسهر على شفافية انتخابات أكتوبر 2009 في جميع تمفصلاتها. و تكون هذه الهيئة سلطة إدارية مستقلة تتمتّع بالشخصية القانونية و الاستقلال المالي و تتألف من عدد من الأعضاء يقع اختيارهم بالتشاور من بين الشخصيات المستقلة المعروفة بالكفاءة و النزاهة الفكرية و الحياد و التجرّد و تختصّ بالمراقبة و الإشراف و المتابعة للعمليات الانتخابية التالية بالخصوص .            – إعداد و مراقبة القائمات الانتخابية.            – طباعة و توزيع بطاقات الناخب.            – تسجيل مختلف الترشّحات و منح وصولات استلامها.            – توفير الأدوات اللوجستية و توزيع المعدّات و تعيين أعضاء مكاتب التصويت.             – إحصاء و فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع.            – نقل نتائج ومحاضر عمليات الاقتراع على حالها إلى الأماكن المخصصة لمركزتها.             – إعلان النتائج و نشرها.   و بقطع النظر عن الحصاد الانتخابي فإن هذه الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات هي مطلب شرعي مستمدّ من جور المجلة الانتخابية النافذة و هي الآلية الانتقالية التي ترفع أيادي وزارة الدّاخلية و تحفّز المواطن على التسجيل في القائمات و المشاركة النشيطة في الانتخابات بالتصويت أو بالمقاطعة بما يعيد للمؤسسة الانتخابية قيمتها و دورها.و بدون قيام هذه الهيئة  فإنّ الانتخابات مهما كانت الأصباغ و الحيل ستكون مجرّد مسرحية من إخراج الطغمة المستبدّة. و لا يــخفى على أحد أنّ هذا المطلب سيكون مصدر إرباك حقيقي للسلطة في الداخل و الخارج خاصّة إذا ما التفت حوله و ناضلت من أجله في الثلاثة أشهر المقبلة كافة أطياف المعارضة سواءا من يعتزم المشاركة منها أو المقاطعة كما أنّ رفض سلطة الاستبداد المتوقع للتفاعل مع هذا المطلب سيؤشّر على مرحلة كفاح جديدة في المستــقبل المنظور في هذا المجــال المخصوص على الأقل. صفاقس فـــــي 28  جويلـــية 2009 الأستاذ عبد الوهاب معــطر أستاذ جامعي ومحامي نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قيادي بحزب  » المؤتمر من أجل الجمهورية « 


ردا على السيد عامر عياد الأساتذة المطرودين عمدا ارقي من أن يهتكوا عرض الوزير و إن كان خصما

 


أتحفنا السيد عامر عياد في معرض دفاعه عن الوزير السابق السيد الصادق  القربي بجملة من التهم الباطلة و الكيدية يهمنا الرد عليها تباعا، إحقاقا للحق و دفعا للباطل. فبالإضافة إلى جملة المغالطات التي أراد أن يظهر من خلالها السيد عياد بمظهر المناضل المتمرس و المنخرط في العمل الجماهيري منذ  » نعومة أظافره » انبرى يقدم لنا الدروس الأخلاقية تباعا حول أخلاق المسلم السوي. فبعد المقدمة التي صدّر بها مقاله و اظهر فيها انه خريج المعارك اليومية  و انه ثوري تربي في أحزابا قانونية اكتشف أنها و أصحابها في غير مستواه الثوري و العقائدي و ما أكد للسيد عياد أن العمل السياسي  » مثالية في الشعار و وضاعة في الممارسة » كما جاء في عنوان مقالته اكتشافه بالصدفة في  » بعض المواقع الالكترونية  » حيث صدمت من كمية الكذب وخساسة الأسلوب و قلة الأدب التي يمارسها البعض ضد خصمه السياسي ممن وسموا أنفسهم بالمعارضة الديمقراطية من اجل تحقيق أهدافهم حتى و لو كانت أهدافا نبيلة و سامية. وقد الصق السيد عياد كل التهم السابقة الكذب وخساسة الأسلوب و قلة الأدب بالأساتذة المطرودين عمدا في إطار التشفي من السيد الصادق القربي الوزير السابق. أولا فليعلم السيد عياد أننا نحن الأساتذة المطرودين عمدا لا نخجل و لا نخشى لومة لائم في أن نعبر عن رأيينا بكل جرأة و حرية  و قد عبرنا عن غضبنا و الحيف الذي لاقيناه و الظلم الذي سلط علينا من قبل مصالح وزارة التربية و التكوين – أقول مصالح وزارة التربية- و لا أقول السيد الوزير لأن مشكلتنا ليست شخصية. وليتذكر السيد عامر – ان الذكرى تنفع المتذكرين- أننا ناضلنا إعلاميا من خلال توزيع البيانات في الطريق العام و في اكبر شوارع العاصمة و وقع ايقافنا مرات عديدة … و انجزنا مواقع / مدونات على الانترانت و قع حجبها لأنها تفضح ممارسات الوزارة- أقول دائما الوزارة و ليس الوزير- فانظر مثلا الى مدونتنا الأصلية  على هذا الرابط http://moumni.maktoobblog.com/  حيث يقارب عدد زواره ال 70 ألف على الرغم من أنه لا يمكن الوصول إليها انطلاقا من تونس. و لم يقتصر نضالنا على البعد الإعلامي بل اعتصمنا في قلب وزارة التربية احتجاجا على طردنا الباطل الذي أقريت ببطلانه أنت أيضا. و لما لم نستطيع تغيير رأي الوزارة التجأنا إلى نقابتنا و كان الإضراب عن الطعام. و هنا أريد أن أصحح مغالطة يروجها السيد عياد في عدم جدية المركزية النقابية تبني اضطراب الجوع و أعلمه أن جل الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي قد ساندوا إضرابنا و شدوا أزرنا إلى حد أن الأخ عبد السلام جراد الأمين العام قد طلب من السيد الوزير الأول تغير السيد الصادق القربي كمحاور بالشأن النقابي لعدم جدية حل بعض الملفات و من بينها ملفنا . ثم أن المركزية النقابية إن لم تكن تعلم مازالت تتحمل مسؤوليتها إلى اليوم بشأن ملفنا من كل الجوانب. سقت ما تقدم للقول  » ان ما يقال يمكن قوله بوضوح » فنحن يا سيد عياد لسنا من طينة الرجال الذين يتخفون و يتملقون و يهتكون أعراض الناس بل نقول كلمتنا و نفعل تحت الضوء و ليس في الغرف المظلمة، نحن نقول و نفعل و ننتصر للحق بلا أوامر أو أزرار أو تعليمات كما هو شأن الكثيرين ممن تملقوا للوزير السابق و ما أن رحل حتى نسوا ولي نعمتهم. يتحدث السيد عياد عن تلك العريضة التي نشرتها عديد المواقع و يبدو انه لا يعترض عن هذا الشكل الاحتجاجي  فالشكل الاحتجاجي راق يعبر عن سمو فهم و رفعة ممارسة، فالسيد عامر من المؤمنين بالاختلاف و الرأي الأخر و ان كان لا يتفق مع محتوى العريضة فانه لا مانع من نشرها، لكن السيد عامر له تقييم سلبي لنجاح العريضة فهي لم تجمع غير بضعة عشرات أغلبهم من خارج الوطن. هذا الأمر حسب السيد عياد هو ما دفع أصحابها إلى تبني خيار أخر هو الشتم و القذف و الافتراء. و لما لم نكن من رواد هذا النهج فيهمنا التوضيح للرأي العام جملة من الحقائق. بداية لما هذه الثورة العارمة التي يبديه السيد عامر عياد و الحال أن العريضة لم تلاقي النجاح اللازم، بل اني ارى ان عامر عياد بصدد انجاز اشهار مجاني للعريضة دون أن يعلم. و الى أن يعلم فيفهم فيستقم نمضي نحن الى مزيد الفهم و الرد على الافتراءات. ان العريضة  التي يقع تحيينها من وقت الى اخر لم يتبناها الاساتذة المطرودين عمدا و لم تصدر في مدوناتنا اطلاقا على الرغم من أننا قد امضينا فيها لاحتوائها على جانب يخصنا و هو المتعلق بعدم شفافية مناظرة الكاباس و ان كان السيد عياد يرى غير ذلك فل يتفضل و يكذب الاف المعطلين عن العمل و ليتحفنا بنزاهة هذه المناظرة التي تحولت الى طريق للتصفية المقننة و ليطالب معنا السيد عياد فتح تحقيق جدي و شفاف و سنرى حجم الكارثة التي تسبب فيها القائمون على هذه المناظرة، إنها مؤامرة على الشباب التونسي، يجب تسليط الضوء عليها و محاسبة طيور الظلام الذين يحيكون المؤامرات في الخفاء . من ناحية أخرى يذهب السيد عياد الى أن المعارضة لا تحسن غير السب الرخيص و الشتائم، و نحن نرى أن أن هتك الاعراض و السباب المجاني لا أخلاقي أي كان مصدره، و لكن لماذا يغاطنا السيد عياد و يلصق السب الرخيص بالمعارضة. و هنا استسمح القراء ان يطلعوا عما قال السيد عامر انه موقع يساري نشر العريضة كي تتبينوا من هو الكاذب حقا و من هم الذين قاموا بالتعليق على العريضة انهم اصدقاء السيد الوزير و من عملوا معه في الوزارة و ليس المعارضة ، اني لا اظن يا سيد عامر أن للمعارضة مكان كي تتذكر السيد الصادق القربي فلها من الهموم ما يكفيها. و هذا الرابط يرد على افتراءات السيد عامر http://www.3almani.org/spip.php?article3781 أما بخصوص الصور الفاضحة التي نشرها موقع ماروك بروست فاننا ندينها من حيث المبدأ و لكن ليس هذا هو المهم. المهم كيف تفتحت قريحة السيد عامر و اعتبر أن الأساتذة المطرودين عمدا هم من نشر هذه الصور. يا سيد عامر هل ما تقوله قول عاقل و هل ينطلي على عاقل، لو كان لنا تأثير على ماروك بروست ما احتجنا أن نحتج على وزارة التربية التي اطردتنا و ماروك بروست دخله اكبر من 10 اساتذة لو تعلم. يا رجل كفاك مغالطات و اتقى الله فنحن ظلمنا و وزيرك الذي تدافع عنه شاهد و مشارك. اما بخصوص اصابة الدكتور الصادق القربي و حكاية المستشفى العسكري فاني لم اسمع بها الا من السيد عياد و عموما ان كان الخبر صادقا فالله يشفي السيد القربي و كل مرضى المسلمين . بعد أن سمح السيد عياد لنفسه كيل التهم جزافا انتهى الى استنتاج مفاده أن ما حصل مع السيد الصادق القربي حيث يتشفى معارضيه الى ان تلك الممارسات تجعلنا قطعا نراجع مواقفنا، و نحن في الحقيقة لا نعرف للسيد عياد مواقف مكتوبة او مسموعة غير بعض الخزعبلات التي يكتبها في مدونته التعيسة التي لا يقراها سواه و لا اظن ان عدد زوارها قد تجاوز ال20 الف و هي التي أنشئت منذ 2006 حيث كل كتاباتها حول مدينة خنيس و ابناء خنيس أو سب و شتم لبعض خصومه من أمثال السيد العروسي الهاني حيث يكيل لهم السباب و الشتائم و الاتهامات و لم يكن الرجل في يوم معارضا بل تجمعيا و حزيبيا و برقيبيا حد النخاع. اننا لم نرى لك يا سيد عامر مواقف يعتد بها غير حديثك الدائم عن بلدية خنيس او بعض ترهات لا هدف منها غير تعزيز موقع أو تقرب من احدهم. لقد قلت انك ساندت اضراب جوعنا الشرعي و البطولي حيث لم تكن المركزية جادة في ذلك لنبل الهدف و سمو الوسيلة. اتحداك يا عامر عياد ان كنت تعرف حتى المكتب الذي رقدنا فيه ل 39 يوما أو ان كنت حتى قد امضيت في عريضة تطالب بارجاعنا للعمل و لتعلم يا عياد ان العدد الجملي للإمضاءات قد تجاوز ال 70 الف بكثير و كلها إمضاءات على الأوراق و ليست الكترونية بل انك لم تكلف نفسك حتى السؤال عن أحوالنا بالهاتف، و تغالط الان القراء و تتبجح بمساندتك للاضراب. نحن عموما لا نحتاج منك مساندة و يكفينا وقوف الاتحاد العام التونسي للشغل الى جانبنا ، يكفينا وقوف نقابتنا العامة رغم بعض التقصير، يكفينا وقوف القواعد الاستاذية في كل المعاهد. اما انت يا عامر عياد ايها الجهوي القبلي فالاجدر بك أن تقول كلمة صدق أو فلتصمت فلن ينفعك غدا التملق و توزيع الشتائم و الاتهامات العارية من الصحة. أردت من خلال هذا الرد اعلم الرأي العام و كل الذين تابعوا قضيتنا و مازالوا اننا ضد السب الرخيص و هتك الأعراض و ان كل ما كتب بشأن الدكتور الصادق القربي لا علاقة لنا به و يناقض مستوانا الادبي و الأخلاقي بل اكثر من ذلك و نحن في اليوم ال 25 من اضراب الجوع طلبنا من السيد الوزير بكل لطف أن يعاملنا كما لو كنا احد أبنائه، وقد كان كل خطابنا اليه و غيره على مستوى راق و مسؤول، و كل هذا مسجل بالصوت و الصورة. اردت أن أسأل السيد عامر من اين جاء بتلك التصنيفات السياسية و الايديوليوجية حيث يوزعها على الاساتذة المطرودين عمدا. هل عملت في وزارة الداخلية يا عامر؟ أم اراك كنت احد المخبرين ايام دراستنا في الجامعة؟ و ككل المخبرين كثيرا ما تكون تقييماتهم منبنية على اساس  » فلان جلس مع فلان » علان شرب قهوة الصباح مع علان »… اقول لك يا عامر عياد اضطرار كي ابين زيف ما قلت و افتراءاتك انني و منذ دراستي الثانوية  قد تربيت و لازلت على الفكر القومي التقدمي و تصنيفك لنا بالياسرية عار من الصحة و ان كنت احترم كل الايديولوجيات و المواقف. ختاما لا أجد ما أقول للسادة القراء بخصوص افتراءات عياد الا ما قاله رب العالمين «  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ » الحجرات6    الأستاذ المطرود عمدا محمد مومني نقلا عن مدونة الاساتذة المطرودين عمدا http://moumni.maktoobblog.com/


سـواك حـار (136)

لصابر التونسي  


وعن أكثر رئيس عربي يكن له احتراما، قال قنديل: بلا شك وهم قلائل أكن احتراما شديدا للرئيس بوتفليقة، وكنت أتمنى ألا يتورط في فترة رئاسة ثالثة فهو له مكانة خاصة عندي . (المصريون) ** ثالثة ورابعة وخامسة وحتى الممات! … لو لم يفعلها بوتفليقة لما كان من فصيلة الرؤساء العرب!  سيبلغ عدد أعضاء مجلس النواب القادم 214 وبعكس الدول الأخرى التي تنتظر نهاية التصويت للتكهّن بنتائج الاقتراع فنحن في تونس نعرف منذ اليوم أن الحزب الحاكم سيحصل على 161 مقعدا بينما ستحْصل المعارضة على ثلاث وخمسين مقعدا بالضبط. ويعتبر الرأي العام أن مثل هذه النتائج المعروفة مسبقا بدقّة متناهية خاصة بتونس تدلّ على أن الحكومة كيّفت الانتخابات لإرساء ديمقراطية مغشوشة ولا يُعتبر إعطاء صدقة بخمسين مقعد في البرلمان إلا جزءا من الديكور.

(أ.د. أحمد بوعزّي: تونس نيوز)

** لا يحملك الخلاف  السياسي على غمط السبق والريادة التونسية في مجال المحاصصة الديمقراطية! … فكل  حزب قدره معروف وكذلك عدد ناخبيه! … و »شوف الوجوه  ـ والمواقف ـ وفرق المقاعد »! … »  وكان مش عاجبك أعمل زيارة أخرى  لسيدي بوزيد!! (*) التصويت للقائمات عوض التصويت للأفراد يجعل الحزب الحاكم يخاف من الانتخابات الشفافة لأن الرهان كبير، فخسارة دائرة تعني خسارة ستة أو سبعة مقاعد وينتج عنها أن الحزب الخاسر سيكون غائبا في الدائرة برمتها وهي عادة ما تكون ولاية، وهذا ما يخشاه قادة الحزب الحاكم

.(أ.د. أحمد بوعزّي: تونس نيوز)

** الحزب الحاكم لا يخاف الإنتخابات، لأن تكرار التجربة أكسبه ثقة تامة في النتيجة! … وقبل ذلك  وبعده « راس الحبل في يدّو » والنتيجة جاهزة كما سبق! ويُعدّ  كينسينغتون هذا المحرّك الرئيسي لقضية الأملاك المشبوهة هذه، (…)، انفجرت في أوروبا وفي فرنسا قضية إسمها الأملاك  المشبوهة.(الصباح) ** « والمجراب تاكلو مناكبو »! والمريب يكاد يقول خذوني!  وكانت حملة حكومية  قاسية ضد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين قد بدأت عقب إطلاق النقابة الشرعية  لتقرير عن الحريات الصحفية في تونس في مايو الماضي في « اليوم العالمي لحرية  الصحافة » تضمن انتقادات لأوضاع حرية الصحافة والصحفيين في تونس ،لم يلق قبولا  لدي الحكومة التونسية ، لاسيما مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية في تونس حيث  يستعد بينوشيه العربي للبقاء مدة رئاسة جديدة تدعم منافسته في قائمة أكثر الرؤساء بقاءا في السلطة في إفريقيا والعالم العربي

(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 17أوت 2009)

** تونس حريصة دائما على الوحدة والإنسجام، لأن الفرقة والإختلاف عوامل هدم، وأن البناء لا يكون إلا ضمن اللون الواحد والحزب الواحد والزعيم الأبدي الأوحد! … لا يهم أكان بينوشي أو زينوشي!! المهم أن يقود السفينة بما يراه صالحا وأن يظل قابضا على الدفة حتى تُكسر في يده أو يتوفاه الله على ذلك! كما تري الشبكة العربية أن المجتمع المدني والصحافة المستقلة في تونس باتوا في اشد الحاجة اليوم لتضامن كل المدافعين عن حقوق  الإنسان وحرية  الصحافة ليس في العالم العربي وحسب ، بل في جميع أرجاء العالم الحر.

(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – 17أوت 2009)

** قد أسمعتم لو ناديتم  حيا ولكن لا حياة لمن تنادون!  وعبرت ثلاثة أحزاب معارضة وهي الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل  والحريات عن مساندتها للمكتب التنفيذي القديم، واعتبرت أن المؤتمر الاستثنائي الذي  عقد أمس هو انقلاب على الشرعية شبيه بالانقلاب الذي تتعرض له الرابطة التونسية  لحقوق الإنسان. واتهمت هذه الأحزاب السلطة بالوقوف وراء عملية الإطاحة بأول نقابة مستقلة للصحفيين  انتخبت العام الماضي خلال انتخابات وصفها الاتحاد الدولي للصحفيين بأنها ديمقراطية  وشفافة.(

الجزيرة نت 17 أوت 2009)

** إذا سلمنا بأن ما حصل انقلابا، فهو على كل حال إنقلاب سلمي « أبيض » فنحن في تونس تعودنا على الإنقلابات « السلمية » وذلك اقتداء بصانع الإنقلاب الأول! … فكل  انقلاباتنا مسندة قانونيا بالشهائد الطبية أو الأحكام القضائية! … واحترام  القانون!  قرطاج 17 أوت 2009 – كانت أنشطة اللجان المغاربية واجتماعاتها الملتئمة مؤخرا محل اهتمام ومتابعة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله ظهر يوم الاثنين السيد الحبيب بن يحي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي. وصرح السيد الحبيب بن يحي أنه أطلع رئيس الدولة على توصيات اللجان الوزارية المتخصصة التي انعقدت خلال سنة 2009 وتناولت قطاعات هامة كالصحة والنقل والأمن الغذائي ومقاومة التصحر  (موقع الرئاسة) ** اعتقدت أن إتحاد المغرب العربي قد دفن بعد أن  ولد مشوها وعاش سنين معوقا! … إذا كان سي بن يحي يستطيع أن يعبر الحدود بين  الجزائر والمغرب فالإتحاد بخير وإنعاشه قد يكون ممكنا! … بعد رحيل المؤسسين  الباقيين من الخمسة!  (*) إشارة إلى العدوان الذي تعرض له الدكتور أحمد البوعزي والوفد المرافق للسيدة مية الجريبي من قبل مليشيات الحزب الحاكم في سيدي بوزيد عند زيارتهم لأحد شباب حزبهم المسرح من السجن. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 أوت 2009)  


تونس: وطن وبوليس ورشوة (16)

 

في إحدى المدارس الإعدادية

بقلم: جيلاني العبدلي إحدى المدارس الإعدادية الواقعة في منطقة فلاحيّة تابعة لولاية تفصلها عن العاصمة تونس عشرات الكيلومترات تحتوي على مبيت تلمذيّ مخصّص لإيواء التلاميذ من قاطني المناطق النائية أو من فاقدي الرعاية العائلية.  ونظرا لوجود تلك المدرسة خارج مواطن العمران وبُعدها عن مزالق المدينة وصخبها فقد كانت قبلة لكثير من الأولياء المقيمين بالعاصمة وأحوازها يتوافدون عليها لتسجيل أبنائهم فيها بحثا عن الظروف المساعدة على التركيز والمثابرة الأمر الذي خلق اختلالا بين طاقة استيعاب المبيت ونسبة مطالب التسجيل المقدّمة إلى إدارة المدرسة وغذّى وساطات متنوعة لاستيعاب كثير من التلاميذ القادمين من ولايات إقليم تونس العاصمة بصفة خاصة والذين لا يحظون بأيّة أولويّة ممّا حرم كثيرا من المستحقّين من حقّ الانتفاع بالخدمات المبيتيّة للقسم الداخلي للمدرسة. انطلقتْ السنة الدراسية كالمعتاد في مناخ من تفاني الإطار التربوي ومثابرة أغلب التلاميذ وما كدنا نستهلّ الثلاثية الثانية حتّى بدأ التلاميذ يتناقلون أحاديث غريبة حول عمليات ارتشاء تتعلّق بمدير المدرسة الإعدادية والقيّم العام للقسم الخارجيّ (المرشد التربوي بتسميته الحالية) مقابل تسهيلات وامتيازات عديدة لبعض التلاميذ ومقابل ضمان نجاحهم المدرسي الذي بلغ حدّ تسريب الامتحانات من مركز الطباعة وتزوير الأعداد التي ينزّلها الأساتذة في البطاقات الإداريّة الثلاثية وأمام خطورة الأمر واستفحاله تكفل بعض الأساتذة بمعية القيم العام للقسم الداخلي بتجميع المعطيات اللازمة وبحث الأدلّة الكافية وفعلا توصلوا في بضعة شهور إلى كشف كثير من التجاوزات الأخلاقية والقانونية منها عمليات رشوة جرت في أروقة  المدرسة وفق شهادات مكتوبة لبعض التلاميذ وتمثلت من ناحية أولى في تلقي المدير والقيم العام الخارجي المذكورين لمبالغ مالية متفاوتة المقادير من أولياء ميسوري الحال بلغت في بعض الحالات ألفي دينار. وتمثلت من ناحية ثانية في تلقي هذين المسؤولين مساء كل يوم أحد وفق شهادة حارس المدرسة الإعدادية لأكياس من المشروب الكحولي « الجعة » من طرف تاجر جملة في المشروبات الكحولية بوسط العاصمة وهو وليّ لتلميذ مسجل بالمدرسة.  وحالما أنهى الأساتذة التحريات وجمعوا المستندات التي تؤكد الفساد الإداري والمالي لهذين المسؤولين وجهوا تقريرا مرفوقا بالإثباتات إلى وزارة التربية والتكوين غير أنّ هذه الأخيرة اكتفت بإعادة المراسلة إلى المندوبية الجهوية للتعليم الثانوي دون أن تحرّك ساكنا رغم خطورة الأمر. وفي أواخر السنة الدراسية حل بالمدرسة المسؤول المالي والإداري للمندوبية المذكورة وشرع يدقّق مع المسؤولين المتهمين ومع بعض التلاميذ بناء على ما جاء في التقرير إلّا أنّه توقف فجأة عن مواصلة التحقيق لأسباب ظلّتْ غامضة دون أن يكلّف نفسه سماع أقوال بقية الأطراف بمن فيهم الأساتذة والإداريين والعملة وكثير من التلاميذ المعنيين.  وفي بداية السنة الدراسية الموالية وقعت نقلة كلّ من المدير والقيم العام إلى مركزي عمل تابعين لنفس الإدارة الجهوية للتعليم ومرّت الحادثة في طيّ التكتّم والتستّر كأنّ شيئا لم يكن وظلّ كثير من المربين يمضغون مرارة الإحساس بما لحق بحقلهم التربوي النبيل من مظاهر فساد مختلفة كانت إلى حد غير بعيد تنخر مجالات أخرى غير مجال التعليم.  أحد الأساتذة ردّد أنذاك على مسامعنا أخبارا حول ما أشيع من تفطن لشبكة رشوة داخل جهاز وزارة التربية والتكوين وكثير من المؤسسات التربوية الجهويّة مضيفا أنّ من المؤشّرات في ذلك الصدد المنشور الذي وقع تعميمه على المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية الخاصّ بتحديد مجموعة من الضوابط للحيلولة دون تزييف أعداد التلاميذ التي ينزّلها الأساتذة في سجلات الأعداد الإداريّة وختم تعليقه في إشارة إلى الفساد المالي والإداري بين كثير من كبار المسؤولين دعك من صغارهم بقول الشاعر: إذا كان ربّ البيت للطبل ناقرا               فلا تلومنّ الصغار إذا رقصوا  يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي Blog : http://joujou314.frblog.net  


إخضاع التونسية الحامل بـ 12 توأما لفحوص طبية للتأكد من صحة حملها

تونس – أ ف ب – تخضع السيدة التونسية التي ذكرت الصحف المحلية انها حامل ب12 جنينا، الخميس لفحوص طبية دقيقة في احد مستشفيات العاصمة التونسية للتاكد من حملها المثيل للجدل. وقال المدير الجهوي للصحة في قفصة، حيث تقيم المرأة لوكالة « فرانس برس » انه « تم فجر الخميس نقل المرأة التونسية من قفصة الى تونس لاجراء الفحوص الطبية اللازمة للتاكد من صحة حملها بـ 12 جنينا دفعة واحدة ». ونقلت المرأة التي تم كشف الاحرف الاولى فقط من اسمها ع. ف. على متن سيارة اسعاف خاصة. كما خصصت قاعة طبية مجهزة باحدث التقنيات ووسائل الكشف بالرنين المعناطيسي فضلا عن فريق طبي لفحصها. وفي حال تأكد حملها، ستبقى المرأة في مركز التوليد حتى ولادتها. واثار هذا الحدث الذي اعتبر « استثنائيا وفريدا من نوعه في تونس والعالم »، جدلا كبيرا في تونس. فقد تضاربت الانباء بشأن هذه الحالة بينما التزمت السيدة التونسية الحامل الصمت في غياب عدم توفر ملف طبي خاص بها يؤكد حملها هذا. كما رفضت الخضوع لاي فحص الطبي دعاها الى اجرائه عدد من الاطراف. وكانت الصحف التونسية ذكرت ان امرأة تونسية حامل بـ12 توأما في اول حالة من نوعها في البلاد. واوضحت ان « الاطباء الذين يتابعون حالتها اعلنوا انها حامل وفي بطنها 12 جنينا دفعة واحدة ». واكدوا انها « حالة فريدة في تونس » ما استلزم « خضوعها لمراقبة طبية مستمرة ». واوضحت صحيفة « الشروق » ان « المرأة التي بلغت شهرها التاسع تتمتع بصحة جيدة وتنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تراهم بعينيها وتضمهم جميعا الى صدرها »، على حد قولها. وقالت الصحيفة ان المرأة مدرسة للمرحلة الثانوية وتقطن في مدينة قفصة جنوب تونس، وهي حامل بست اناث وستة ذكور. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 20 أوت 2009)


معطيات رسمية تشير إلى تراجع حادّ في التجارة الخارجية التونسية

تونس – خدمة قدس برس أشارت معطيات رسمية تونسة جديدة، إلى أنّ التجارة الخارجية للبلاد سجّلت تراجعاً خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالمدة الزمنية نفسها من العام الماضي. وحسب المعطيات المنشورة؛ فقد تراجعت الصادرات التونسية بنسبة 21 في المائة، حيث بلغت قيمة الصادرات 8542 مليون دولار إلى نهاية شهر تموز (يوليو)، مقابل 10854 مليون دولار للمدة نفسها من سنة 2008. كما تراجعت الواردات التونسية بنسبة 19 في المائة، بما قيمته 10628 مليون دولار، مقابل 13128 مليون دولار للمدة نفسها من العام الماضي. وكانت هذه النسب قد سجّلت ارتفاعا بنحو 25 في المائة خلال المدة نفسها من العام الماضي، مقارنة بسنة 2007.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 20  أوت  2009)

 


المقرحي في طريقه إلى طرابلس بعد الافراج عنه


طرابلس- أعلن مسؤول في الحكومة الليبية الخميس انه تم الافراج عن عبد الباسط المقرحي، المدان بتفجيرات لوكربي العام 1988 والذي يعاني من مرض عضال، وسيصل الى طرابلس خلال ساعات قليلة. وصرح مسؤول في مكتب رئاسة الوزراء للصحافيين ان المقرحي حر وسيصل الى ليبيا خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون في مطار عسكري قرب طرابلس ان الاستعدادات تجري لوصول المقرحي. وأفاد الاعلام الليبي ان طائرة ليبية تقل صحافيين ليبيين غادرت ليبيا الى اسكتلندا، حيث يمضي المقرحي حكما بالسجن. وكانت قد أفادت صحيفة التايمز البريطانية الخميس أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سيرسل طائرته الخاصة إلى اسكتلندا لنقل عبد الباسط علي محمد المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي بعد اخلاء سبيله. وسيعلن وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل في وقت لاحق الخميس قراره النهائي بشأن مصير المقرحي الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بعد ادانته بتفجير طائرة لوكربي. وقالت الصحيفة إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تتولى مهمة نقل المقرحي من مطار غلاسكو، غير أن الرحلة أُلغيت الاربعاء بسبب انشغال مستشاري الوزير مكاسكيل في محادثات حول مصيره نتيجة الضغوط الدبلوماسية المكثفة من الولايات المتحدة لإبقائه وراء القضبان. وأضافت الصحيفة أن موظفي مطار غلاسكو تلقوا تعليمات تطلب منه الاستعداد لاستقبال طائرة العقيد القذافي التي ستعيد المقرحي إلى ليبيا، مما يعزز الاعتقاد بأن الليبيين حصلوا على ضمانات تؤكد عودته إلى طرابلس قبل حلول شهر رمضان رغم اصرار السلطات الاسكتلندية على أنها لم تتخذ أي قرار حتى الآن حول مصيره. وأشارت إلى أن الليبيين اتصلوا بمطار غلاسكو لابلاغه بأن طائرة العقيد القذافي الخاصة، وهي من طراز ايرباص (340) كان اشتراها من الأمير السعودي الوليد بن طلال بمبلغ 120 مليون دولار في عام 2003، ستقوم بزيارة قصيرة إلى المطار لنقل مسافر خاص. ونسبت التايمز إلى مصادر دبلوماسية في لندن قولها إن السلطات الاسكتلندية ستسمح للمقرحي بالعودة إلى ليبيا رغم الضغوط الأمريكية، مشيرة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون وسبعة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي مارسوا ضغوطاً على وزير العدل الاسكتلندي مكاسكيل لابقاء المقرحي في السجن. وأُدين المقرحي في عام 2001 بتفجير طائرة (بان أمريكان) أثناء قيامها برحلة بين لندن ونيويورك فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في الثامن عشر من ديسمبر/ أيلول 1988 ما أدى إلى مقتل 270 شخصاً من بينهم 189 أمريكياً، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في اطار محاكمة جرت في هولندا بموجب القانون الاسكتلندي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  20 أوت 2009)


allibyah@yahoo.com 20 أغسطس 2009 

ليبيا: إعدام 12 شخصا فى بنغازى

   


  تلقت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان بأسف شديد نبأ إعدام 12 شخصا، يوم 9 اغسطس 2009، فى سجن الكويفية سيئ السمعة  بضواحى بنغازى. وإذ تدين الرابطة بشدة عملية القتل هذه باعتبارها انتهاكا للحق فى الحياة وهو أسمى حق  بدونه يفقد الإنسان جميع حقوقه، تود التذكير، بأنها لم تكف، منذ إنشائها، عن المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام بمختلف مسمياتها، ليس فى ليبيا فحسب بل فى جميع انحاء العالم. ويعكس هذا الموقف المبدئي حرص الرابطة على تعزيز الحق فى الحياة كما يعكس إدراكها بأن الإستهانة بحياة الناس واسعة الإنتشارفى ليبيا التى لا يتمتع فيها الإنسان حتى الآن بحماية قانون عادل وقضاء مستقل. كذلك يمثل الإعدام عقوبة قاسية لاإنسانية ومناهضة للفلسفة الاجتماعية الرامية الى المحافظة على حياة الانسان لا إهدارها. وللرابطة اعتقاد راسخ بأن الخطأ (الجريمة) يجب أن لا يقابل بخطأ الإعدام الأكثر ضراوة وخطورة على العلاقات الإنسانية بل يتعين إرساء أسس رصينة لتوجيه الأفراد بصورة بناءة نحو مجتمع يكافح ضد الفساد والجريمة. هذا وقد اثبتت التجارب فى ليبيا وفى غيرها من البلدان ان التوسع في تطبيق عقوبة الإعدام ، والتى ينتمى معظم المهددين بمخاطرها الى الفئات الفقيرة والمهمشة، لم يخفف من موجات الإجرام. وما إعدامات اليوم الا دليل آخر بأن هذه الإعدامات لن تخفف من موجات الإجرام مثلما فشلت سابقاتها، اي الإعدامات فى السنوات القليلة الماضية، من ارتكاب  الأعمال التى أدت الى إعدامات اليوم. كذلك فلن تردع اعدامات اليوم افرادا آخرين من القيام مستقبلا بنفس الأعمال التى سوف تجرهم أيضا الى المشنقة إذا لم تبادر الدولة بإلغاء هذا العقوبة اللاإنسانية واستبدالها ببرنامج عملى متين لتوجيه الناس بصورة بناءة نحو مجتمع يكافح من أجل العدالة الإقتصادية والإجتماعية والسياسة. إن الأولى بالسلطة فى ليبيا التخلى عن هذه العقوبة والإكتفاء بوسائل ردع أخرى،عند الضرورة، مثل الحبس مع جعل السجون مؤسسات إصلاحية حقيقية يتم تعليم النزلاء فيها التحلي بالصبر والأخلاق الحميدة والإبتعاد عن اللجوء الى العنف وتعليمهم  احترام الآخر والتعامل معه برفق ولين ‚ والأخذ بأيديهم حتى يصبحوا مواطنين صالحين يعرفون حدود حريتهم وحدود حريات الآخرين وإدماجهم من جديد فى المجتمع ليعيشوا فيه وبه مثلهم مثل غيرهم من المواطنين.    أكد خبرالإعدام على ان الأشخاص الذين اعدموا قد قاموا ب « جرائم قتل عمد » وذلك فى محاولة من وسائل الإعلام غير الحرة ( لا تجيز السلطات الليبية الصحافة الحرة) لتبرير هذا العمل المنافى لحقوق الإنسان والسؤال الذى يطرح نفسه فى هذا الصدد هو: هل هؤلاء فقط هم الذين قاموا فى ليبيا بجريمة قتل عمد؟ أين القضاء الليبى من قتلة شهداء بوسليم والقتل الجماعى المتعمد لمئات المساجين؟ كم مجرم متورط فى مجزرة بوسليم قدم القضاء الليبى ليس للمحاكمة، التى لا تبدو انها على اجندته، بل فقط للتحقيق؟ هل وجه القضاء الإتهام لأي شخص فى تلك الجريمة المروعة؟ لقد حقق القضاء مع أهالى الضحايا الذين طالبوا علنا بمعرفة حقيقة ما جري لأقاربهم فى بوسليم وطالبوا بالتحقيق مع المتورطين فى تلك الجريمة، إلا ان « القضاء » لم يتجرأ حتى الساعة على توجيه اتهاما للمسؤوولين الحقيقيين عن تلك الجريمة (واضحة المعالم) والمعروفين لديه؟ هل ليس من حق الليبيين -والأمر كذلك- التسائل عن نزاهة القضاء الليبى واستقلاله وهل لم يحن الوقت بعد  لتخليص القضاء وتحريره من قبضة السلطة؟ أين هم قتلة أطفال بنغازي (اطفال الإيدز)؟ لم يعد هناك أدنى شك فى ان الطاقم الطبى البلغارى لم يكن مسؤولا عن ماجرى فى مستشفى الأطفال فى بنغازى وبأنه قدم ككبش فداء بغية التغطية على المجرمين الحقيقيين الذين تاجروا فى الأدوات الطبية وعرّضوا حياة أطفال ليبيا للتهلكة. أين هو القضاء الليبى من هذه القضية؟ أين هم المتهمون؟ أين هم المجرمون؟ ألا يحق لليبيين توجيه النقد للقضاء الذى تخلى فى هذا الملف عن واجبه فى معرفة الحقيقة وردع المذنبين لصالح خدمة الأهداف السياسية والدبلوماسية الآنية للسلطة؟ هل صدرت تعليمات للقضاء بقفل الملف حتى ولو كان على حساب الحقيقة وحقوق أهالى الأطفال؟ هل يمكن للقضاء الليبى، المندفع فى إصدار أحكام الإعدام على هؤلاء المهمشين، أن يلجأ الى نفس الإندفاع لفتح تحقيقا مستقلا بالتعاون مع مؤسسات حقوقية دولية مشهودا لها بالمهنية والنزاهة والإستقلال للوصول الى الحقيقة وتحديد المسؤوليات فى هذا الملف الذى لن يغلق بالتقادم. إن إصدار احكاما بالإعدام على « رقاد ريح » والتملق ل »لمجرمين » الكبار(القطط السمان)  الذين يقفون وراء جريمة بوسليم وجريمة أطفال الإيدز وجرائم قتل عمد أخرىوالتودد لهم لا يوحى بوجود قضاء مستقل فى ليبيا. إن وجود القضاء المستقل والعادل يتطلب فيما يتطلب ليس فقط توجيه الإتهام الى مجرمي بوسليم وأطفال الإيدز، بل ايضا توقيف ووضع على ذمة التحقيق كل من قام أو ساهم مباشرة أو بطريقة غير مباشرة فى قتل الليبيين ضحايا جرائم قتل عمد ومنهم  قتلة الشهداء الشيخ البشتى ودبوب وبن سعود ومصطفى رمضان و محمود نافع وعامر الدغيس وحسين الصغير ومحمد حمى وحفاف والحضيرى والدكتور النامى والدينالى والعارف وكل الليبيين الأخرين الذين فقدوا حياتهم تعسفا.      
أسماء الذين أعدموا

  1_ الامين احميد السبهاوى 2- احميدة الرقعى. 3 – الحجازى المصرى  . 4 ـ خالد محمود الهمالى اجفيلة . 5 – حسين البرغثى 6 – مصطفى مامي . 7 – مجيد عبدالقادر القطرانى 8 – سامى العبار 9 – حامد يوسف جوغان . 10 – هانى سمير الشيخي . 11- وليد التمامى الكرامي 12- رقيق جابر ابراهيم.    20 أغسطس 2009  


بوتفليقة يطلب من الوزراءتقارير تمهيداً لتعديل حكومي قريب

 


الخميس, 20 أغسطس 2009 الجزائر – «الحياة» طلبت الرئاسة الجزائرية من وزراء الحكومة التي يقودها الوزير الأول أحمد أويحيى، إعداد تقارير مفصلة عن نتائج القطاعات التي يتولونها، كما دعتهم إلى الاستعداد «لجلسات تقويم ومساءلة» دأب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على عقدها سنوياً خلال شهر رمضان. وأكدت مصادر رسمية لـ «الحياة» أن جلسات هذه السنة ستكون مقدمة لتعديل حكومي. وأرسل ديوان الرئاسة الجمهورية خطاباً رسمياً إلى أويحيى يدعوه إلى إبلاغ وزراء الحكومة بإعداد تقارير مفصلة عن الوضع السياسي والاقتصادي. ورجحت مصادر حكومية أن يبدأ بوتفليقة «سماع» وزرائه منذ اليوم الأول لشهر رمضان الذي يتوقع أن يكون السبت المقبل، استمراراً لتقليد بدأه قبل ثلاث سنوات. لكن المصادر أكدت لـ «الحياة» أن بوتفليقة لن يجري لقاءات منفردة مع وزراء الطاقم الحكومي، كما جرت العادة، بل سيعقد اجتماعات تشبه «مجلس وزراء مصغراً» يحضره الوزير الأول إلى جانب ثلاثة أو أربعة وزراء في كل مرة، لتقديم حصيلة عن النتائج المسجلة في كل وزارة. وأشارت إلى أن أويحيى هو من طرح هذه الفكرة لجمع وزراء تأخرت مشاريع مشتركة في عهدتهم. ولفتت إلى أن «تقويم» نشاط الوزراء هذه المرة «لن يكون بغرض وضع حصيلة لنشاط القطاعات (التي يتولونها)، بقدر ما يُراد من خلاله إعداد قائمة بالفريق الحكومي الجديد» الذي يتردد أن الرئيس سيشكله قريباً، وربما بعد تمرير «تعديل دستوري آخر معمق»، وهو ما يعني أن جلسات الاستماع التي سيباشرها بوتفليقة ستحدد الوزراء المرشحين للبقاء وأولئك الذين قد يستغني عن خدماتهم. ولا تحظى هذه الجلسات باستحسان الطبقة السياسية، على اعتبار أن البرلمان المنتخب هو الأولى بمراقبة الجهاز التنفيذي وتقويمه ومحاسبته، كما أن بوتفليقة اعتاد أن يقارن التقارير الوزارية بتقارير عن مختلف الوزارات يعدها خبراء «مقربون» بطلب منه، وهو ما يعتبر بمثابة حكومة موازية لمراقبة فريق أويحيى. وأفادت المصادر أن الوزراء بدأوا إيداع العروض والتقارير الوزارية على مكتب الرئيس، وأن جلسات الاستماع المرتقبة هدفها «فرز وزراء الطاقم الحكومي الجديد لأهم الملفات العالقة وتوضيح الصورة في ما يخص كل الخطط»، لتمكين بوتفليقة من الوقوف على مدى تقدم تنفيذ مشاريع برنامج دعم النمو، ومقارنتها بالتقارير التي يعدها مساعدوه في ديوان الرئاسة. وفي ظل غياب الاجتماعات الدورية لمجلس الوزراء بعد إلغاء مجلس الحكومة إثر التعديل الدستوري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يسعى بوتفليقة إلى إيجاد آلية لمتابعة تقدم المشاريع الإنمائية التي ينتظر استلامها مع حلول العام 2014. وهو كان أشار في مناسبات عدة، خصوصاً خلال الزيارات الميدانية والتفقدية التي قام بها أخيراً، إلى أن ما يصله إلى مكتبه «مغاير تماماً» لما يراه في الواقع. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 أوت   2009)

نفي فلسطيني لتقارير إسرائيلية بشأن توفير الحماية للرئيس عباس


رام الله- نفى العميد عدنان الضميري الناطق باسم أجهزة الأمن الفلسطينية، بشدة ما أوردته وسائل اعلام إسرائيلية الخميس من ان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) يوفر الحماية للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بعض مناطق الضفة الغربية. وقال الضميري، في تصريحات لوكالة (معا) الاخبارية الفلسطينية، هذه الانباء عارية عن الصحة.. هذه إضافة جديدة من ممارسات الصحافة الاسرائيلية للمس بهيبة السلطة الفلسطينية وتشويه صورتها. وأكد الضميري أن الاسرائيليين ليس لهم علاقة بأمن الرئيس عباس لا من قريب أو بعيد. وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أن أفرادا من وحدة حراسة الشخصيات في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) يوفرون الحراسة لرئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء لدى تنقلاتهما في المنطقة المصنفة (سي) من الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية، بحسب اتفاق أوسلو. وقالت مصادر من الجيش الاسرائيلي لصحيفة هاآرتس الاسرائيلية اليومية التي أوردت النبأ الخميس إن الغرض من توفير الحراسة هو التصدي لسيناريوهين محتملين، أولهما محاولة اغتيال من قبل عناصر فلسطينية وصفت بالمتطرفة، والثاني محاولة اعتداء من قبل مستوطنين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  20 أوت 2009)

القرضاوي: حماس كانت على حق في المواجهة مع « جند أنصار الله »

 


أبدى الدكتور يوسف القرضاوي ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، تأييده لموقف الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية « حماس » من الاشتباكات التي وقعت بينها وبين جماعة « جند أنصار الله » مؤخرًا، وقال: إنها كانت على حق. وأضاف القرضاوي في رده على سؤال حول شرعية الاقتتال الذي وقع بين الطرفين قائلا: إن حكومة حماس في غزة اضطرت إلى هذه المواجهة اضطرارًا، لافتًا إلى أنه كتب كتابه الأخير « فقه الجهاد » لـ « أمثال هؤلاء » في إشارة لـ »جند أنصار الله ». و قال القرضاوي: « حماس معها الحق لأنها حاولت أن تثني (جند أنصار الله) عن مقاتلة إخوانهم، لكنهم رفضوا فاضطرت حماس لاستخدام القوة، ولمثل هؤلاء كتبت فقه الجهاد »، فضجت القاعة بالتصفيق. وكان قتال وقع بين الشرطة وحركة أنصار جند الله أسفر عن مقتل 28 فلسطينيًا وجرح 120 آخرين. وشدَّد العلاَّمة القرضاوي على أن الفساد والاستبداد اللذين توغَّلا في المجتمعات الإسلامية والعربية؛ نتاجٌ لغياب الديمقراطية والعدل، متسائلاً عن تداول السلطة والحرية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، مؤكدًا أن الاضرابات والاحتجاجات وتزايد التدخلات الأمنية والعنف الاجتماعي ضد الأطفال والفساد الإداري والمالي المستشري؛ كلها تعطي انطباعًا بأن الأمور تسير نحو حافة الانهيار. وأوضح أن مشكلة الشعوب العربية والإسلامية تكمن في أنها تقع بين الإفراط في الاستسلام لأعداء الأمة والتفريط في محاولة إقرار الإصلاح، عبر التفاوض بالعنف والسلاح، بفهم خاطئ للنصوص المقدَّسة، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم طالما دعا إلى الجهاد بالدعوة والتحلي بالمبادئ السامية والتخلِّي عن أفكار العنف.. قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة: 190). وحول ما يراه البعض من مدى فائدة وإجازة غزو المسلمين البلدان التي تتبَع عقائد تخالف الشريعة الإسلامية؛ رفض القرضاوي إطلاق اسم « جهاد » عليه، ورأى الشيخ أن مصطلح « الفتوحات الإسلامية » يُعد أكثر دقةً وتعبيرًا.. قال تعالى: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ (الأحزاب: 25)، ولم يتصور أبدًا صحابةُ الرسول الكريم أن يكون هناك فتح بدون حرب وقتال، قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ (الفتح: 1). وشدَّد على أهمية الالتفات إلى القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأم، مشيرًا إلى ضرورة الوعي بالدور المطلوب، خاصةًً مع قدوم شهر رمضان الفضيل، بتكثيف الدعاء لهم، وبمقاطعة شراء منتجات اليهود وبضائعهم، وبتقديم كافة أشكال الدعم. وعلى صعيد غير بعيد أبدى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ترحيبه بخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلام في المنطقة: « إذا كانت تقدم سلامًا حقيقيًا وعادلاً وشاملاً.. فإننا في هذه الحالة نقبلها، أما إذا كانت سلامًا تمليه علينا أمريكا وإسرائيل بشروطهما فهي مرفوضة بالطبع ». ولفت إلى أن « إسرائيل لم تقدم أي تنازلات حتى الآن، ولذا فمن واجب الأمة المحافظة على المقاومة ودعمها، كما أنه لا يجوز لأي فلسطيني أن يتنازل عن وطنه لأعدائه أو يبيع أرضه لهم؛ لأن هذا الأمر يعد من الكبائر، والله أعلم ». وبالنسبة لما تشهده مدينة القدس المحتلة من محاولات تهويد متسارعة شدد الدكتور القرضاوي على أنه « من واجب المسلمين الحفاظ على القدس عاصمة لفلسطين، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، لكن للأسف الشديد الأمة غافلة عن قضية القدس وفلسطين، وفي يوم الغضب لنصرة فلسطين استجابت لنا الشعوب وخذلنا الحكام، ونسأل الله ألا تنقل العدوى من الحكام للشعوب ». جاء ذلك خلال ندوة عقدت مساء الأربعاء بنقابة الصحفيين المصرية حول كتاب « فقه الجهاد »، وحضرها أكثر من ألف شخص، بينهم عضوا مجلس النقابة صلاح عبد المقصود ومحمد عبد القدوس، بالإضافة للكاتب الصحفي المعروف عبد الحليم قنديل. وفي ذلك أكد القرضاوي أنه ظل عدة سنوات يعمل فيه حتى أتمه ولم يتعجل في طباعته حتى يأخذ وقته في الدراسة والتمحيص والمقارنة، موضحًا أنه « يأتي ردًّا على مزاعم الغرب بأن الإسلام دين عنف انتشر بحد السيف ». وأَضاف أن الكتاب « يرد أيضًا على رؤى مغالية لبعض المسلمين تدعي أن المسلمين عليهم مقاتلة العالم أجمع، وأن الدول الإسلامية كلها آثمة لاشتراكها بالأمم المتحدة التي تقر نظام الحدود الدولية، وللأسف فإن من هؤلاء عمداء كليات في بعض الدول العربية، وانطلاقًا من هذا الفكر انتشرت جماعات العنف التي فعلت ببلادها ما فعلت من قتل وترويع لأهلهم المسلمين ». ( المصدر:موقع البشير للأخبار بتاريخ 20 اوت 2009 )  

أربعوا على حماس، وارحموا الأنصار


Wednesday, 19 Aug 2009 الشيخ حامد العلي أوغل في الخطأ من لايريد أن يتعامل مع ما وقع في غزَّة أنه فتنة يجب السعي لإصلاح ذات البين فيها ، والكفّ عن إهراق الدماء من الطرفين ، كما الكفّ عن نقـل الإتهامات المتبادلة ، وعن التحريش بين المؤمنين . وأبعـد منه من يدعو إلى إستمرار إثارة الهرج ضد حكومة غزة ، منكراً الدعوة إلى إعذارها في اجتهادها السياسي ، والإداري ، وإلى التعاون معها ضدّ من يتربّص بغـزّة من عدوّ الله ، والإسلام . فهل يريد هؤلاء أن تقتـحم بعد هذا الهـرج ، مدرّعات سلطة عباس التي أهداها لها دايتون ، تقتـحم على حطامِ هرجٍ أعمـى ، وليقول دعاتـه بعد أن يُسقط في أيديهم : كانت والله سياط حماس تلك ، أهون من جحيم عباس هــذا ! ورحم الله قتادة إذ قال : ( لو أنَّ الناس كانوا يعرفون منها ـ يعني الفتنة ـ إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيلٌ من الناس كثير) . لسنا هنا ننكر على من ينتقد حماس ، وقد أنكرنا عليها من قبل ـ وسنبقى ـ حتى أغلظنا ، فوجدناها رحبة الصدر ، مُلقية السمع ، إذْ كنـّا ننقد بلسان ، نعطي منه أكثر مما ننقد ، وكان في إطـار التناصح بين الحركات الإسلامية ، التي تبقى دائما بينها رابطة الأخوة الإسلامية إطـاراً يجمعهـا ، ولا يفرّقهـا . ولكن المستنكر والله كلّ المنكر ، هذا التداعي إلى إعلان غـزّة الجريحة ، المحاصرة ، التي يعاني أهلها الجوع ، والفقر ، وكلَّ أنواع البلاء ، التداعي إلى إعلانها ساحة حرب جديـدة ، يتفـرَّج فيها الصهاينة على الضحايا يسقطون باليد الفلسطينية ، ليقولوا للناس : انظروا هؤلاء الذين أشفقتم عليهم من صواريخنـا ، إنهم لايستحقون غيرها . وأما سلطة دايتون القابعة في غزة ، فسيتخذون ألسنة دعاة هذه الفتنة ، سيوفا يذبحون بها في غزة ، من عجـزوُا عن ذبحـه في سجون الضفة ، وسيجعلونها جسراً يعبرون عليه إلى حيث كانوا يتآمرون على فلسطين وأهلها . ولا يستبعد أنّ ثمّـة مكـرٍ خفيِّ وراء ما جرى في رفـح ، ولم يكن هؤلاء الشباب فيه إلاّ وقـوداً له ، وهـم لايدرون من يقدح زنـاده وراءهــم ، كما يحدث في مواطـن أخـرى ! وأيها القوم إنَّ غـزَّة تختلف عن كلِّ ما سواها من مواطن الجهاد ، وإنَّ معادلة فلسطين أعقـد من أنْ يقودهـا ، أويُترك الرأي فيها ، لكلّ أحـد . إنـّه مكر بني صهيون بكلِّ ما فيـه ، يمـدُّه الغرب بأسـره بكل ما يعطيـه ، وينفذه أزلام السلطة الخائنة ، وقد تراكمت عنـد حركة المقاومة الإسلامية خبرة عظيمة في التعامل مع هذه المعادلـة ، وأثبتوا أنَّ قدرتهم على الصمود أقوى من الدول ، وعلى المواجهة المسلحة أشدُّ من الجيوش النظامية ، فهم أدرى بمكة وشعابها ، وأعرف بأرضها ، وضرابها. والصهاينة بالإتفاق مع سلطة عباس دايتون ، يعدُّون لحرب قادمة لإجتياح غـزة ، بعدما فشلت الحرب الماضية ، فشلا ذريعا ، في أعادة دحلان وأزلامه الذين كانوا ينتظرون في رفح المصرية ليتسلَّموا غزة كلَّها من ( مسجد ابن تيمية ) إلى آخر مصلى فيها ، بعد قصف صهيوني جحيمي لايبقى ولايذر ، حتـَّى رماهم الله بالخزي ، فارتدُّوا على أعقابهـم خاسئين ، وأنزل الله نصـره . وما استمرار الحصار إلاّ لأجل هذه الحرب القادمـة ، والصهاينة غير خافٍ عليهم أنَّ حماس إنما تريد أن تكسب الوقت بالتهدئة ، لتعيد تنظيم الصفوف في هـدوء ، بعيدا عن بهارج الإعـلام ، ولإدخال السلاح ، استعداداً لتلك الحرب ، حتى دخلت صواريخ تصل إلى تل أبيب ، وأنَّ هدف حماس من فك الحصار ، إثبـات قدرة المقاومة على حلِّ القضية الفلسطينية ، وفشل مسارات الوهم التي تُسمـَّى : السلام ، فالمعادلة إنما تدور على هذه الفكـرة ، التي قادها الشيخ أحمد ياسين ، وهي : (المقاومة هي الحـلّ الوحيـد إلى الحقوق ، غير أنها تواجه عدوَّا واسع التأييـد ، عظيم القدرات ، فهـي بحاجـة إلى مشروع متكامل ، شعبي ، إعلامي ، إداري ، سياسي ، عسكري ، معنوي ، مادّي ، ولـن تصل إلى هدفها إلاَّ عبـر مراحـل ، كما أنهـا تحتاج إلى صبـر ، وستضطـرّ إلى المناورة السياسية ، ما قد يبدو تنازلا وليس كذلك ، وفي قصة الحديبية قـدوة ، وفي سيـر السابقيـن أسـوة) . وإنَّ الفوضى ، والإرتجالية ، والعشوائية ، والقفز على المراحل ، كما يحدث في بعض مواطن الجهـاد ، لـن تصنع شيئا في مقاومة الصهاينة في فلسطين ، إلاَّ القضاء على مشروع التحرير الفلسطيني ، ثـمَّ البكـاء عليه . إنَّ حكومة غـزّة لم تُحاصر ، ولم يُستهدف قادتها ، ولـمْ يُزج بأنصارها في سجـون الضفـَّة ، حتـَّى صاروا بين قتيـلٍ ، وأسـير ، ومن هو تحت التعذيب ، ولم تتآمـر عليهم الأنظمة العربية الخائنة ، ولم يقـدِّم قادتها أنفسهم ، وأبناءهم ، وإخوانهم ، وأموالهم ، رخيصـةً دفاعا عن الأقصى ، لم يحـدث هذا كلُّه لهـم ، لأنهَّم خونـة ، يقاتلون في سبيل الدنيـا !! لـم يحـدث هذا لهـم إلاّ لأنهّـم حركة إسلاميـّة ، تربـَّت في محاضن القرآن ، وتعلَّمت كتب الفكر الإسلامي ، ونشأت في بيوت الله ، فصامت ، وزكـَّت ، وصلَّت ، وحجَّبت نساءها ، وحفَّظت أولادها القرآن ، وجاهدت حتى قدمت آلاف الشهداء ، و الأسرى ، والجرحى . هذه هي صورتها في أعين الأعداء ، وهذه هي حقيقتها ، ومنكر هذا كلَّه أعماه التعصّب ، وأغلق عليه الحسد رؤية الفضـل . فلأيِّ شيء لعمري هذا التداعي إلى حربها سوى الدعوة إلى فتنة لن يجنـي منها إلاَّ الصهاينة ، وسلطـة الخبثاء الجواسيس في رام الله ، مالـم يجنوه بدباباتهم ، وجيوشهم ، وطائراتهم ، ومكرهم الليل ، والنهار ؟! ثمَّ إنها رأت أنَّ من أهم أولوياتها رفع الحصار عن شعب يعانـي أشـدَّ المعاناة منه ، حتّى صار 40% من مواليد غزة مصابـين من فقـر الدم ، رفعـه مع الحفاظ على ثابت إستمرار المقاومة ـ وليت شعري ـ إنَّ هذا تحقيق هذا التوازن أشـقَّ من حمل الجبال الرواسي ، إذ كان هدف الحصار إنـّما هـو فـضّ الناس عن خيـار المقاومة أصلا ، حتَّى يركعوا للمشروع الصهيوني الذي لن ينتهي دون إهدار كلِّ الحقوق الفلسطينية وعلى ظهر سلطة دايتون في الضفة . فكيف إذا أضيف إلى هذه المهمـّة الشاقّـة ـ وفي نفس الوقت ـ سعي حماس لصناعة مشروع التغيير الإسلامي الشامـل في غـزّة ، بحيث يبقى شعبها الجائع ، المحاصر ، محافظاً على المقاومة ، ومتقبـِّلا لمشروع الحكـم الإسلامي ؟!! أفلاَ يسعهم ما وسع الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ، كما نقل عن الذهبي في تاريخه ، عن ميمون بن مهران ، سمعت عمر بن عبدالعزيز يقول : ( لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل ، إني لأريد الأمر من أمر العامة ، فأخاف ألاَّ تحمله قلوبهم ، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا ، فإن أنكرت قلوبهم هـذا ، سكنت إلى هذا ) تاريخ الذهبي 4/170 وفي البداية والنهاية ( وإني لأريد الأمر ، فما أنفذه إلاَّ مع طمع من الدنيا ، حتى تسكن قلوبهم ) 9/200 وإنّ هؤلاء المتعجّلين يريدون أن تقيم حماس في يوم ما يعجز عنه عمر بن عبدالعزيز في خمسين عاما ! ألا فدعوهم ـ ويحكم ـ وما تأوَّلوه فيما تحملـُّوه ، من النقلة بالناس شيئا فشيئا إلى سماحـة الإسلام ، وكفـُّوا عن القوم ماداموا في وجاهة أشـدّ الناس عداوةً للذين آمنـوا ، فوالله إنَّ الذين يرمون سهامهم على حماس ، لايقدرون على إنجاز عشر معشار ما أنجزوه حتى الآن ، في ظلِّ ظروفهـم . فما أسهل أن تتكئ على أريكتك منتقداً قوما محاصريـن ، تكالب عليهم الأعداء من كلِّ حدب وصوب ، فأسراهم بالآلاف ، وقتلاهم مثلهم ، وكلَّ يوم يُزفّ عليهم نبأ شيخ قتيل تحت تعذيب أزلام دايتون ، أو أسير في يد الصهاينة ، أو غارة صهيونية عليهم ، ما أسهل أن تفعل هذا وتنسى ما هم فيه من البلاء العظيم ! أما جند أنصار الله ، فندعو حماس إلى القيام بواجب الراعـي المشفق على رعيّته ، لا العـدوّ الممعن العداوة ! ففي الحديث : ( شـرُّ الرّعاء الحطمة ) ، والله تعالى سيسأل عن دماءهم ، كما لا يصح البتـّة تشويه سمعتهـم ، فحتـَّى أهل الجاهلية كانوا يكفـُّون عن مثـل هذا ، فكيف ونحن ندعو إلى الخلـق الإسلامي ! وإذا ملكت فأسجـح ، والبغي من ذي السلطة أقبح ، فإن أراد به أن يحسَّن صورته ،فسينقلب عليه شينـاً في أعين الناس ، وتلك ـ والله ـ سنة الله ، لايعاجزها أحدٌ إلاّ هـوى . كما يجـب عليها أن تأخذ المخالفين لها من السلفيين ، وجماعة الجهـاد ، وغيـرها بالرفق ، واللين ، والأخوة الإيمانية ، وتعامل الجماعات الأخرى بالحُسـنى ، وأن تدع للناس مراحـا يستريحون فيه في دعوتهـم على إختلاف مشاربهم ، فإنـَّه ما ضيَّق أحـدٌ واسعـا إلاّ ضيّق الله عليه ، وما شقّ راعٍ على رعية إلاَّ شقَّ الله عليه . وأن تراعي تعطش الشباب للجهـاد ، لاسيمـا في ظـلِّ ما يقع على الأمـّة من مصائب ، وأن تسلك معهم سبيل الحوار ، لإقناعهم بالإبتعاد عن الشذوذ ، والغلوّ ، الذي انتشر في بعض ساحات الجهاد الأخرى ، فإنَّ سبيل العنف في حـلّ هذه المعضلة سيزيدها أوار نارِهـا . ولهذا أقـترح أن يتمَّ تشكل لجنة من العلماء من داخل فلسطين وخارجها ، في مساع حميـدة لطيّ صفحة ما جرى من الفتنة ، وإخراج كلِّ الشباب من السجون ، ومعالجة الجراح ، وأن يُودى القتلى ، ويُدعى لهم ، ليفضي الناس بعد نزغ الشيطان ، إلى رحابة الأخـوّة ، وبعد صورة الدماء ، إلى سلامة الصدور ، لتتحد البنادق كلُّها نحو العدوّ ، وليخسأ دعاة الفتـنة ، ويرتد كيدُهم في نحورهـم ، ويأوي الناس إلى جماعة ورحمة ، قبل أن تأخذهـم سيوف فتنة ، لا يفيقون بعدها إلاّ في أحضان بني صهـيون. والله حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيــر.  المصدر: موقع الشيخ حامد العلي


ماذا عن « جند أنصار الله » في غزة؟


علي بدوان استيلاد شطحات من اللوثات الفكرية تيارات التكفير في فلسطين ومحدودية الانتشار بيان القاعدة الأول في فلسطين اشتقاقات القاعدة في قطاع غزة جند أنصار الله والمآل المأساوي أثارت الأحداث الدموية المؤسفة التي وقعت يومي الجمعة والسبت الرابع عشر والخامس عشر من أغسطس/آب الجاري في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، العديد من التساؤلات المتعلقة بشأن المجموعات التكفيرية في الساحة الفلسطينية بشكل عام، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص. فقد شكلت النتائج التي تمخضت عن الخطوة التي أعلنها عبد اللطيف موسى المكنى بأبي النور المقدسي زعيم الجماعة التي تطلق على نفسها اسم (جند أنصار الله) خلال خطبة الجمعة والتي حدد فيها « قيام إمارة إسلامية » في قطاع غزة انطلاقاً من رفح، كارثة حقيقية على الفلسطينيين في مناطق جنوب القطاع بكل ما للكلمة من معنى، حيث سكب الدم الفلسطيني البريء في غير مكانه، واختلطت الأوراق من جديد في وقت يعاني ويكابد فيه الشعب الفلسطيني على أرض قطاع غزة ويلات الاحتلال والحصار وتداعيات الانقسام الفلسطيني المدمر. فأين الفلسطينيون من المجموعات التكفيرية إياها، وهل نستطيع القول بأن منظمة القاعدة استطاعت أن تدق أرجلها فوق الأرض الفلسطينية كما تشيع الدولة العبرية الصهيونية في سياق الحملة التي تقودها لمواجهة ما تطلق عليه مجموعات (فوبيا الإسلام) التي تضم من الوجهة الإسرائيلية جميع القوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس. ولتوضيح حقيقة الأمور نورد التالي: استيلاد شطحات من اللوثات الفكرية في البداية يمكن القول وبكل تأكيد وثقة، بأن حضور ظواهر التطرف التكفيري في إطارات تنظيمية محددة كتنظيم القاعدة أو غيره في فلسطين عموماً وفي تجمعات الشتات الفلسطيني ما زالت متواضعة ومحدودة جداً، وتتركز بشكل خاص في قطاع غزة ومخيمات لبنان، أكثر من ما في الضفة الغربية أو مخيمات الفلسطينيين وتجمعاتهم في سوريا والأردن، نظراً لخصوصية الأوضاع الفلسطينية في قطاع غزة ومخيمات لبنان، التي تشكل تربة خصبة للمنابت التكفيرية، حيث المعاناة والفاقة الشديدة، والظروف القاسية، المعيشية والحياتية، وانتشار البطالة، وتراجع دور القوى والأحزاب والقوى الفلسطينية، وتراجع خدماتها، ومعها خدمات وكالة أونروا بجوانبها الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الاجتماعية.  » المجموعات المتطرفة التي شقت طريقها في قطاع غزة ومخيمات لبنان على حد سواء ترى المجتمع فاسداً، وتدعو لتغيير طبيعته باستخدام مختلف الوسائل بما فيها العنف، عبر ممارسة بعض الأعمال واستيلاد شطحات من اللوثات الفكرية المدمرة  » فظواهر التطرف تتغذى من نسق الظروف البيئية المحيطة كالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، والتي قد تدفع الشباب للولوج في هذا الفكر المتشدد إن كان يرفع راية إسلامية أو راية يسارية غارقة في التطرف. إضافة إلى إسهام ظروف القمع والكبت ومصادرة الحريات من المجتمع المحيط بالشباب في تنامي الظاهرة التكفيرية، الأمر الذي يولد قابلية متزايدة لدى بعض الشباب لتبني الفكر المتطرف أياً كان مصدره الأيديولوجي. وعليه، فإن الظروف إياها تمنح روح التطرف جرعات قوية ليس فقط عند مجموعات إسلامية بل عند عموم المشارب الفكرية بما فيها بعض ألوان التيارات الفكرية اليسارية التي نشطت في العقدين الماضيين في الساحة الفلسطينية في مخيمات لبنان، ونفذت في حينها بعض الأعمال المتطرفة كاختطاف الرهائن. ومن هنا، وفي فلسفة المجموعات المتطرفة التي شقت طريقها في قطاع غزة ومخيمات لبنان على حد سواء ترى المجتمع فاسداً، وتدعو لتغيير طبيعته باستخدام مختلف الوسائل بما فيها العنف، عبر ممارسة بعض الأعمال واستيلاد شطحات من اللوثات الفكرية المدمرة. تيارات التكفير في فلسطين ومحدودية الانتشار وبناء عليه، يخطئ من يعتقد بأن الساحة الفلسطينية بعيدة عن تأثيرات تيارات التكفير والتطرف التي بدأ نجمها يسطع في المنطقة والعالم بعد سلسلة من الانتكاسات والانهيارات الهائلة التي أصابت مسارات العمل السياسي الذي قادته فصائل التيار اليساري والتيار القومي بشكل عام، حيث نشأت المجموعات التكفيرية على امتداد الساحات الإسلامية ومنها البلاد العربية وفلسطين في بيئة رخوة ضمن واقع مأزوم من سماته الإحباط العام الذي يولد التطرف ويدفع فتية ومجموعات لانتهاج طريق التطرف والتكفير. وفي الواقع العملي، فقد بدأت الجماعات السلفية الفلسطينية عملها في قطاع غزة في السنوات الأولى من ثمانينيات القرن الماضي على أيدي طلبة فلسطينيين درسوا في الجامعات العربية خصوصاً المصرية منها، وعندما عادوا إلى غزة، اختاروا مواصلة الدعوة التي حملوها من علماء شريعة، التفوا حولهم وتأثروا بهم، وآمنوا بالنهج السلفي طريقاً لإعادة الناس إلى ما يصفونه بـ »طريق الإسلام القويم »، بينما تواتر ظهور أفراد منهم من العائدين إلى فلسطين أو إلى المخيمات الفلسطينية في الأردن على وجه التحديد على شكل تجمعات أطلقت على نفسها أسماء متعددة، منها (كتائب التوحيد)، و(الجماعة السلفية)، و(كتائب سيوف الحق الإسلامية)، و(جيش الأمة)، و(أنصار السنة) و(كتائب التوحيد والجهاد) التي نشطت في أعمال قالت إنها تصب في خدمة الشريعة، وتهيئ أسباب الجهاد. وزاد من حضور المجموعات التكفيرية في المجتمع الفلسطيني الأوضاع الخاصة التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان، وفي مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا على وجه التحديد، حيث وفدت إليه مجموعات تكفيرية غير فلسطينية أيضاً حملت أسماء وعناوين مختلفة من جند الشام إلى فتح الإسلام إلى عصبة النور إلى عصبة الأنصار، إلى أنصار الله، إلى جند الله، إلى سرايا خطاب. ليتحول المخيم إلى حاضنة لبعض منها، علماً أن بعض المجموعات المشار إليها نشأت بعد الخروج الفلسطيني المسلح من بيروت عام 1982. إلا أن انتشار المجموعات التكفيرية في المجتمع الفلسطيني في الداخل والشتات، بقي محدوداً بشكل عام، لأسباب مختلفة. فالأجواء الفلسطينية عامة لا تساعد على نمو وانتشار الظواهر ذات التطرف، حيث الفلسطينيون ليسوا بحاجة لنماذج مستوردة، ولوصفات قادمة من الخارج، بالرغم من أن البيئة الفلسطينية في الداخل والظروف القاسية تحت الاحتلال والحصار والفاقة، خصوصاً في قطاع غزة ومخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، قد تساعد على نمو اتجاهات التطرف. لكن الاتجاهات إياها اصطدمت حقيقة بخصوصية الوضع الفلسطيني المثقل بالتجارب والآلام، والمشبع بالتعددية، والطامح نحو الديمقراطية الداخلية في سياق المشروع الوطني الفلسطيني المتواصل منذ عقود طويلة من الزمن، وخصوصاً في ظل وجود ورساخة مكانة الإسلام الوسطي المعتدل ممثلاً بحركتي حماس والجهاد الإسلامي. بيان القاعدة الأول في فلسطين  » ظهر الإعلان الأول عن تشكيل مجموعات للقاعدة في فلسطين في قطاع غزة عبر بيان جماهيري وزع منتصف العام 2005 وجرى عبره الإعلان الرسمي عن وصول القاعدة إلى فلسطين، وتحديداً إلى قطاع غزة  » في هذا السياق، أثارت بعض البيانات المذيلة بتوقيع تنظيم القاعدة في فلسطين، والتي جرى توزيعها بشكل محدود في قطاع غزة منذ أعوام ثلاثة مضت، مجموعة من التساؤلات عن مدى الحديث الجدي عن وجود تنظيم للقاعدة في فلسطين كما كانت وما زالت تروج المصادر الأمنية الإسرائيلية. وما ساعد على الحديث عن وجود القاعدة في فلسطين التطور العنكبوتي في انتشارها في بعض البلدان العربية كالعراق وبلدان الخليج وشمال أفريقيا. وفي حقيقة الأمر، إن خصوصية الساحة الفلسطينية وفرادتها قد أفرز معطيات غير شبيهة بالمعطيات التي وفرت التربة المناسبة لانتشار خيوط التنظيم القاعدي في العديد من البلدان، حيث بات الإسلام الوسطي المعتدل ممثلاً بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، جزءاً من المعادلة السياسية والكفاحية الفلسطينية في إطارات العمل الوطني الفلسطيني، وفي الشارع الشعبي عموماً. وفي الواقع العملي، ظهر الإعلان الأول عن تشكيل مجموعات للقاعدة في فلسطين في قطاع غزة عبر بيان جماهيري وزع منتصف العام 2005 وجرى عبره الإعلان الرسمي عن وصول القاعدة إلى فلسطين، وتحديداً إلى قطاع غزة، عبر نشرة موقعة من (منظمة قاعدة الجهاد في فلسطين)، وقد وزعت النشرة على مدى بضعة أيام، بكميات مقلصة، في محيط المساجد في غزة وفي خان يونس. وكانت سلطات الاحتلال في الفترة ذاتها قد أعلنت عن اعتقال خلية للقاعدة في الضفة الغربية تضم عضوين من مخيم بلاطة هما: عزام أبو العدس، وبلال حفناوي. وتلى توزيع النشرة السابقة، توزيع بيان في مناطق من قطاع غزة، يعلن عن تأسيس مجموعة عسكرية تابعة مباشرة للقاعدة تأتمر بأمرها وذلك في الثامن من مايو/أيار 2006، ولم يتم التعاطي معه بجدية واهتمام. وظهر الإعلان الثاني عن وجود مجموعات من القاعدة في فلسطين في الثاني من أغسطس/آب 2007، من خلال بيان عمليات عسكري تحدث عن قيام مجموعة من مقاتلي تنظيم القاعدة في فلسطين بقصف مستعمرتي نافية دكاليم، وجاني طال اللتين كانتا مقامتين في قطاع غزة قبل تفكيك مستعمرات القطاع والانسحاب الإسرائيلي منها. وفي حينها تلى ذلك بيانٌ آخر عن تنظيم القاعدة في فلسطين يتضمن المسؤولية عن محاولة اغتيال رئيس المخابرات الفلسطينية طارق أبو رجب شنيورة، ومن بعدها صمت صوت الجهة المذكورة المشار إليها، لتعود بعض البيانات في التوارد تحت عناوين ثانية أعلنت انحياز أصحابها لتنظيم القاعدة. اشتقاقات القاعدة في قطاع غزة ولكن، وبعد ذلك، اتضح بأن اشتقاقات ثانية أخذت على عاتقها استيراد وتبني مواقف ورؤية تنظيم القاعدة، حيث أعلن تنظيم أصولي فلسطيني يحمل اسم « ألوية الجهاد المقدس » عن نفسه في قطاع غزة، في أغسطس/آب 2006، ولم يكن معروفاً من قبل، حيث أعلن مسؤوليته عن القيام ببعض الأعمال المتطرفة إلى جانب (منظمة قاعدة الجهاد في فلسطين) كاختطاف اثنين من الصحفيين العاملين في قناة فوكس نيوز التلفزيونية، هما مراسل فوكس نيوز ستيف سينتاني والمصور أولاف ويج من مدينة غزة يوم 14 أغسطس/آب 2006، أحدهما يحمل الجنسية الأميركية والآخر يحمل الجنسية النيوزيلندية. وطالب مقابل الإفراج عنهم، الولايات المتحدة بالإفراج عن سجناء مسلمين. إلى أن قامت الجماعة نفسها بإطلاق سراح الصحفيين صباح يوم 27/8/2006. وظهر في الوقت نفسه تنظيم « جيش الإسلام » وهو مجموعة تكفيرية متطرفة أعلنت عن نفسها في قطاع غزة بدايات العام 2006، وطغى عليها الطابع العائلي، فقد ضمت بشكل رئيسي شبانا من عائلة دغمش من ذوي الميول السلفية العالمية، بقيادة ممتاز دغمش الذي كان قد فصل من حركة فتح فالتحق بحماس ثم ما لبث أن فصل منها ليلتحق بألوية الناصر صلاح الدين التي غادرها بعد حين ليؤسس مجموعة جيش الإسلام، ولكن مصير المجموعة المذكورة انتهى بعد أن تم تفكيكها من قبل أجهزة أمن السلطة في القطاع بعد قيامها بالعديد من التجاوزات. جند أنصار الله والمآل المأساوي  » أجواء ومناخات الانقسام الفلسطيني، واستمرار حالة المراوحة بالمكان، واستمرار معاناة الناس وحصارهم، تشكل عوامل إضافية تسهم في ولادة المجموعات المتطرفة ذات المنابت الأيديولوجية المختلفة  » أما بالنسبة للمجموعة الأخيرة التي أطلقت على نفسها اسم (جند أنصار الله) فقد ظهرت خلال العام 2007 في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وأعلنت عن وجودها بالساحة الفلسطينية وتحديداً في غزة منذ بضعة أشهر بعد سقوط ثلاثة من أعضائها في هجوم شمال القطاع استهدف قاعدة للجيش الإسرائيلي، وكان عشرة مقاتلين من الجماعة قد امتطوا ظهور الخيول حاملين أسلحة وقذائف هاون، في محاولة منهم لقتل وأسر إسرائيليين، لكن (غزوة البلاغ) كما أطلقوا عليها أُحبطت بسبب انكشاف المنطقة التي تم فيها الاقتحام، وعدم التخطيط الجيد. واعتمدت في إعلان ذاتها وهويتها بشكل أساسي على أشخاص نشطوا في السابق بالحركة السلفية وضمن بعض الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وقدمت نفسها باعتبارها تتبنى السلفية الجهادية، وفي تبنيها فكر القاعدة. وكما أوضحت عبر خطابات أميرها في مسجد ابن تيمية في رفح جنوب قطاع غزة، فإنها لا تؤمن بالعمل السياسي طالما أن فلسطين تعيش تحت الاحتلال. واعتبر أميرها الشيخ عبد اللطيف موسى أن « ظهور مجموعته جاء كردة فعل رافضة للنهج السياسي الذي خطته حماس لنفسها خاصة، من حيث حديثها المتكرر عن الديمقراطية ومشاركتها إلى جانب الكفرة من السلطة الفلسطينية في انتخابات العام 2006 التشريعية، وعدم تطبيقها الأحكام الإسلامية، وقبولها بهدنة مع الاحتلال، وسعيها للتواصل والحوار مع الغرب، واستقبالها قادة غربيين على رأسهم توني بلير وجيمي كارتر » قائلا: « يا حكومة حماس ممن تخشون من أميركا، من بريطانيا، من فرنسا، من الاتحاد الأوروبي. فالله أحق أن تخشوه ». وقبل أن تقع لحظات الحسم الأخيرة التي انتهت بسقوط (22) شخصاً من بينهم أمير المجموعة، كان قد جرى أول احتكاك بين أجهزة السلطة والمجموعة في أعقاب انفجار استهدف حفل زفاف في خان يونس، أعلنت إثره « أنصار جند الله » أن مسلحي « حماس » حاصروا عددًا من أعضائها بتهمة الضلوع بالتفجير الذي نفت علاقتها به. أخيراً، ومهما يكن من أمر أي مجموعة تكفيرية، فإن أجواء ومناخات الانقسام الفلسطيني، واستمرار حالة المراوحة بالمكان، واستمرار معاناة الناس وحصارهم، تشكل عوامل إضافية تسهم في ولادة المجموعات المتطرفة ذات المنابت الأيديولوجية المختلفة، الأمر الذي يستدعي من الجميع العمل الجاد والحقيقي من أجل تجاوز الانقسام الداخلي والعودة لبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  18 أوت 2009)
 


رئيس « الجمعية الخيرية الإسلامية » في حواره مع « الإسلاميون.نت »

شمس الدين بوروبي: لا مستقبل للتيار « المتمسلف » في الجزائر السلفيون نددوا بالإرهاب بعدما تيقنوا من استحالة قيام دولة سلفية  


عبد الرحمن أبو رومي 20-08-2009 الداعية الجزائري « شمس الدين بوروبي » جدد الشيخ « شمس الدين بوروبي » الداعية الجزائري المعروف، والرئيس السابق لـ »الجمعية الخيرية الإسلامية »، من خلال هذا الحوار مواقفه المناوئة للتيار السلفي في الجزائر، مؤكدا في ذات الصدد بأن « السلفية » هي صنيعة المخابرات البريطانية التي سلمتها بعد ذلك للمخابرات الأمريكية، بهدف ضرب الصحوة الإسلامية. وبدا جليا من أجوبة « الشيخ » على أسئلة « الإسلاميون.نت » أنه لا فرق لديه بين « السلفية العلمية » و »السلفية الجهادية »، برغم أن شيوخ « السلفية العلمية » نددوا بالعنف والإرهاب، مشيرا إلى أن هؤلاء « لم ينددوا بالإرهاب إلا عندما تيقنوا أنه يستحيل قيام دولة سلفية في الجزائر، بعد انتصار الجيش والشعب الجزائري على الإرهاب »، مؤكدا أيضا أنه لا مستقبل لهذا التيار في الجزائر. * معروف عنك تهجمك الشديد على ما يعرف بـ »التيار السلفي » أو « السلفية العلمية »، عبر المقالات التي تنشرها في الصحف الجزائرية، وبعض الكتب والرسائل التي ألفها.. فما هي الدوافع الحقيقية وراء شن هذه الحملة الشرسة ضد السلفيين؟ – بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. وبعد: لابد على القارئ الكريم أن يفرق بين « السلف » و »السلفية ».. فنحن نحترم السلف ونقلد السلف وأئمتنا هم أئمة السلف رضي الله عنهم، ولكن « السلفية » التي نتحدث عنها، هي « سلفية استخباراتية » صنعتها المخابرات البريطانية، وسلمتها للمخابرات الأمريكية، بهدف تكسير الصحوة الإسلامية، وتغيير مسارها، وبعد أن كانت الصحوة الإسلامية تعمل لإقامة حكم الله في الأرض، أصبحت اليوم تدعو للحفاظ على عروش الظلمة، وطاعة السلاطين المستبدين، وطاعة الذين لا يحكمون بما أنزل الله، وطاعة الذين يحاربون ما أنزل الله، بل إني قرأت مؤخرا لأحد المتسلفة الحشوية كما أسميهم، يدعو إلى وجوب طاعة السلطان حتى لو كان كافرا، معنى ذلك: لماذا يحارب المسلمون لاستقلال فلسطين؟ فبهذا المنطق: شارون حاكم تجب طاعته.. لماذا قاتل المجاهدون الجزائريون لاستقلال الجزائر؟ على حسب هذه الفتوى كانت فرنسا عبارة عن حاكم تجب طاعته.. فجميع المجاهدين الجزائريين، بالنسبة لهذه الفتاوى عبارة عن « خوارج » تجب محاربتهم، وجميع العملاء الذين عملوا مع الاستعمار، وباعوا بلدانهم للاستعمار، أصبحوا هم المجاهدين الذين أطاعوا السلطان.. هذه الفتاوى المخربة للأوطان تعمل لصالح الاستعمار.. تصور يا أخي.. كيف يقول « العبيكان » إنه لا يجوز « جهاد الأمريكان في العراق، وإن من جاهد الأمريكان في العراق عبارة عن خوارج ».. هذه فتاوى « مضللة ».. فالدافع لمحاربة ما يسمى بـ »التيار السلفي » كون هذا التيار عبارة عن « صناعة استخباراتية غربية ». * لكن وكما يرى خصومكم من أتباع « التيار السلفي » فإن جل ما تنشره لكم الصحف اليوم أو ما ورد في جل مؤلفاتكم لا يخلو من « التطاول » على علماء الأمة القدماء والمعاصرين على السواء.. فما ردكم؟ – ردي يتمثل فيمن قال « رمتني بدائها وانسلت »، فمن كان يسمي « الإمام مالك » بـ »الإمام الهالك »، ومن كان يقول عن « أبي حنيفة » أنه « أبو جيفة »، فـ »الفقي » رئيس أنصار السنة في مصر، ومن مؤسسي « السلفية » في هذا البلد، كان يسمي التابعي الجليل الذي كان يقلده ثلثا المسلمين بـ »أبي جيفة »، والسلفية عندنا يسمون « الإمام مالك » بـ »الإمام الهالك »، لقد ضللوا « الإمام بن باديس »، وضللوا « الإمام الشعراوي »، وضللوا « الإمام حسن البنا »، وكفروا « السيد قطب »، وضللوا « الشيخ البوطي »، وضللوا « الشيخ الصابوني »، وضللوا « الشيخ الكبيسي »، وضللوا « أبوغدة »، وضللوا « عبد الحميد كشك » واتهموه بـ »الطرقية »، لأنه يقول « يا الله.. يا الله.. يا الله »، ضللوا أتباع الأئمة الأربعة، بل إن « الإمام مقبل الوادعي »، هو أحد أئمة السلفية في اليمن، يقول: « أتباع الأئمة الأربعة عندنا ليسوا كفارا، لكنهم من المبتدعة »، الصوفية على إطلاقهم الصحيح منهم والباطل، هم من المبتدعة، الأشاعرة عندهم كذلك من المبتدعة، الماتريدية من المبتدعة، الجماعات الإسلامية كلها من المبتدعة، لقد ضللوا كل من خالفهم، ثم يتهموننا بـ »تضليل » العلماء. نحن حينما نقول: « أخطأ ابن تيمية، أو أخطأ الألباني »، نحن نكتفي بالقول « أخطأ »، نحن لا نكفر أو نبدع أحدا، ولا نخرجهم من دائرة أهل السنة، وماذا فعلت السلفية في المغرب؟ من الذي حرق قبور أئمتنا؟ من الذي دمر قبور الشهداء؟ من الذي اغتال الإمام « الذهبي » في مصر؟ من الذي اغتال أعدادا من الأئمة والدعاة والمفكرين؟ مثلا الشيخ « صحراوي » من الذي قتله في فرنسا؟ الشيخ « بوسليماني » من الذي ذبحه في البليدة؟ هل ذبحه « المالكية » أو « الأشاعرة »؟ وأنا هنا أطرح سؤالا: لماذا لا تجد شابا فجر نفسه إلا ووجدناه سلفيا؟ أنا أتحدى الجميع، أن يوجد « إباضيا » أو « مالكيا » أو « إخوانيا » أو « تبليغيا » فجر نفسه.. أو أنا أتحداكم أن تجدوا واحدا من أتباع الأئمة الأربعة أو خريج الأزهر يقود جماعة مسلحة.. كل الجماعات المسلحة التي تخرب الأوطان وتقتل الأبرياء وتغتصب النساء وتحرق المساجد وأضرحة الأئمة والعلماء كلهم « سلفية ».. والسؤال مطروح هنا « لماذا؟ ». * لكن أكبر دعاة ومرجعيات التيار السلفي في الجزائر ينددون بالعنف وسفك دماء المسلمين ويحاربون الفكر « المتطرف » و »الخارجي ».. – يقول علماؤنا « من علامات الباطل افتراق أهله ».. فالسلفية ليسوا شيئا واحدا، فهم حاليا حوالي 280 طائفة، اتفقوا على شيء واحد واختلفوا في كل شيء، اتفقوا على « تضليل » بعضهم البعض، هذا الأمر محل اتفاق بينهم، واختلفوا في كل شيء، قالوا يجب أن نلغي المذاهب الأربعة كي نوحد الأمة على الكتاب والسنة، العجيب أنهم أنشئوا لنا اليوم مئات المذاهب، بعدما كان المغرب العربي متحدًا على مذهب « الإمام مالك »، الآن نرى مئات الطوائف، فأين توحيد الأمة هذا الذي زعموا؟ من جهة أخرى إياك أن تعتقد أن السلفية نددوا بـ »الإرهاب »، هم نددوا بـ »الإرهاب » عندما تيقنوا أنه يستحيل « قيام دولة سلفية »، لما انتصر الجيش والشعب الجزائري في معركة « الإرهاب »، حينها بدأنا نسمع بفكرة التنديد بـ »الإرهاب »، بدليل أن الألباني له فتوى يكفر فيها حكام الجزائر، فلما كفر حكام الجزائر، أعطى تغطية شرعية للأعمال الإرهابية، العجيب أنه بعد حوالي 13 سنة، وبعد أن هزم الشعب الجزائري « الإرهاب »، سمعنا الألباني في التلفزة الجزائرية يندد بـ »الإرهاب »، فلماذا لم يندد عند بداية « الإرهاب » كما فعلنا نحن؟ وكما فعل علماؤنا أهل السنة والجماعة، وكما فعل الشيوخ والأئمة. *  البعض يرى أنكم تتحاملون على التيار السلفي، وأن انتقادكم له لا ينبع من منطلقات فكرية محضة! – أولا نحن لا نتحامل، إذا كان المقصود بـ »السلفية » هو فهم الكتاب والسنة وفق فهم السلف، فأتباع الأئمة الأربعة يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف، ولذلك تتعجب إذا قلدت « مالكا » لا تسمى « سلفيا »، أما إذا قلدت « الألباني » أو « ابن العثيمين » أو « ابن باز » تسمى « سلفيا »، أليست هذه بدعة؟ أليس من البدع أن يأتي أحد المسلمين فينشئ طائفة تضلل جمهور الأمة الإسلامية وتزعم أنها هي الفرقة الناجية، وأن من خالفها على ضلال وأنه من المبتدعة، والذي خالفها منهم هم جمهور الأمة الإسلامية، ولذلك أنا أعكف الآن إن شاء الله على تأليف « قاموس البدع السلفية ». عندما أقول « السلفية »، أنا لا أقصد السلف الصالح، وإنما أقصد هذه الطائفة التي أنشأتها المخابرات البريطانية، هذه الطائفة التي رضي عنها الاستعمار، كيف تتصورون أن الدعاة يطاردون في كل أنحاء العالم، بينما أوروبا وأمريكا تمنح إقامات وملاذا آمنا لمشايخ هذا التيار السلفي، مثلا أين يعيش « أبو قتادة » وغيره؟ هؤلاء كلهم عندهم جنسيات بريطانية وأمريكية، وحتى مواقع الإنترنت كلها مواقع موجودة في أمريكا، من الذي يمول هذا التيار السلفي الذي يدعو إلى طاعة الحكام، الذين تنصبهم أمريكا، وكل من تغضب عليه أمريكا يحارب، فلماذا ضللوا سيد قطب؟ ولماذا ضللوا كل العلماء العاملين؟ فكل من ترضى عنه أمريكا يرضى عنه السلفيون، وكل من لا ترضى عنه أمريكا يحاربه السلفيون. أما كونهم منتشرين عبر أصقاع العالم، فهم منتشرون عند العوام، والعوام كما هو معلوم مساكين لا مذهب لهم، قالوا لهم « دعكم من مذاهبكم، دعكم من أحمد والشافعي وأبي حنيفة ومالك »، أخرجوهم من مذاهبهم ثم أنشئوا منهم مذهبا خامسا، وهذا المذهب الخامس لا قواعد علمية له، ولا مشايخ نعرفهم، فهذا يقلد هذا، وهذا يضلل هذا، وهذا يبدع هذا، وهذا يكفر هذا، وكما قلت سابقا إن هؤلاء اتفقوا على تضليل بعضهم البعض، ولذلك على الأمة الإسلامية أن تحذر من كل هذه المذاهب، التي صنعتها المخابرات البريطانية، التي كانت في الماضي وراء نشأة « البهائية » و »القاديانية ». * لكن الأفكار السلفية التي تتحدثون عنها تلقى استجابة واسعة لدى الشباب الجزائري، وهذا التيار اليوم في تنام مستمر، في ظل هذا الواقع الجديد.. كيف تتصورون مستقبل السلفية في الجزائر؟ أولا مستقبل هذا التيار المتمسلف إلى زوال؛ لأن الباطل لا يمكن أن يدوم، فالباطل كما يقال له جولة والحق له صولة، وعلينا أن نتذكر أن الحجر الأسود خطف من الكعبة مدة 300 سنة، وعلينا أن نتذكر أن « المعتزلة » كانت لهم دولة عذبوا فيها « الإمام أحمد »، وعلينا أن نتذكر أن الدولة الفاطمية قامت في الجزائر مئات السنين، لكن الجزائر وكذلك المغرب العربي كله ينفي خبثه، لذلك فقد رفضت الأمة الدولة الشيعية وعاد الفقه المالكي وعادت الأمة إلى السنة والحمد لله، فعلينا أن نتذكر كل هذا، ما دام أن هذا التيار صنيعة استخباراتية، وما دام أنه يمكن له في الأرض، لأجل ضرب الصحوة الإسلامية وإبعادها عن مسارها الحقيقي وإبعادها عن مرجعياتها الحقيقية، فإن الأمة والحمد لله تفطنت لكل هذا، وظهرت مؤلفات وكتيبات ودعاة قاموا بتنويرها، والحمد لله الأمة الآن تميز بين الحق والباطل، فأنا متأكد أن هذا التيار إلى زوال. صحفي جزائري (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 20 أوت 2009)


اسرائيل تنتقد مقالا لصحيفة سويدية عن سرقتها أعضاء فلسطينيين


القدس (رويترز) – أثارت صحيفة سويدية الغضب في اسرائيل ولاقت إدانة من جانب السفيرة السويدية يوم الاربعاء بعدما نشرت تقريرا بشأن سرقة أعضاء وصفه مسؤول اسرائيلي بانه معاد للسامية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور عن التقرير الذي نشرته صحيفة افتونبلات يوم الاثنين « هذا المقال يحمل عناصر واضحة من التشهير الدموي ضد اليهود في العصور الوسطى. » واتهم الصحيفة بالتشجيع على جرائم الكراهية وقال « هذا غير مقبول ». وكررت الصحيفة اتهامات فلسطينية للجيش الاسرائيلي تعود لاوائل التسعينات بانه انتزع اعضاء من رجال توفوا في الحجز الاسرائيلي. كما اشار المقال الى دعوى حالية في نيوجرزي اتهم فيها يهودي امريكي بالاتجار في الكلى. وأغضب تكرار المزاعم القديمة التي لم تثبت قط وكذلك ربطها بالدعوى الامريكية الحالية الاسرائيليين. وتحدث مسؤولون ومعلقون عن مظالم تاريخية لليهود ضد اوروبا بشكل عام والسويد بشكل خاص. وتتراوح هذه المظالم بين « التشهير الدموي » في العصور الوسطى الذي كان يزعم أن اليهود يستخدمون دماء اطفال مسيحيين في طقوسهم والحياد الذي أبدته السويد المعاصرة تجاه هتلر. بل وأعاد احد كتاب الافتتاحيات الى الاذهان موضوع وسيط الامم المتحدة السويدي الذي قتله مسلحون يهود في القدس عام 1947 قائلا ان ذلك السويدي حابى عرب فلسطين خلال التقسيم وحاول تقليص حدود الدولة الاسرائيلية المستقبلية. ونأت السفيرة السويدية لدى اسرائيل اليزابيت بورسين بونير بسفارتها عن القصة وشددت في الوقت نفسه على حرية الصحافة وقالت « المقال..صادم ومروع بالنسبة لنا نحن السويديين مثلما هو مروع للمواطنين الاسرائيليين. نشارك ممثلي الحكومة الاسرائيلية ووسائل الاعلام والشعب الاسرائيلي الاستياء الذي عبروا عنه. » ورفض دونالد بوستروم الصحفي السويدي الذي كتب المقال القول بأنه عنصري. وقال لراديو اسرائيل انه لا يعرف ما اذا كانت مزاعم الفلسطينيين في التسعينات صحيحة. لكنه قال انه يجب التحقيق فيها. ولم يعلق محررو صحيفة افتونبلات في ستوكهولم على الموضوع. وتقول اسرائيل انها يقظة بشأن معاداة السامية في الخارج. وعادة ما يعتبر الاسرائيليون الانتقاد الاوروبي لسياساتهم تجاه الفلسطينيين معاداة للسامية وزادت مثل هذه التوترات منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في يناير كانون الثاني. لكن الرد على افتونبلات كان قويا على غير العادة. وقال بالمور ان اسرائيل تدرس اقامة دعوى قضائية وان محرري الصحيفة عليهم ان يعتذروا على الاقل عن المقال. والتوتر مع ستوكهولم ليس جديدا. فقد اتلف السفير الاسرائيلي عملا فنيا في صالة عرض هناك في 2004. وقال ان العمل وهو عن انتحارية فلسطينية يمجد القتلة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 أوت 2009)

 


أربعة أفلام لتسلية الرئيس!

 


علاء الأسواني (*) أخيرا فى واشنطن، التقى الزعيمان الكبيران الرئيس حسنى مبارك والرئيس باراك أوباما، كانت المحادثات بينهما ودية ومثمرة تطرقا خلالها إلى الموضوعات الحيوية التى تهم البلدين.. الملف النووى الإيرانى والسلام مع إسرائيل والوضع فى دارفور وقد عبر الرئيسان، بنفس الحماس، عن انزعاجهما البالغ من تدهور حقوق الإنسان فى إيران وقمع المتظاهرين وتزوير الانتخابات وتعذيب الأبرياء.. إلى آخر هذه الجرائم البشعة التى ترتكبها الحكومة الإيرانية ويبذل المجتمع الدولى والحكومة المصرية معه جهودا مكثفة لفضحها ومنعها. وفى النهاية اطمأن الرئيس أوباما من صديقه الرئيس مبارك على أن الإصلاح الديمقراطى فى مصر عملية طويلة ومركبة لكنها مستمرة لن تتوقف أبدا بإذن الله.. وكرر أوباما إعجابه بحكمة الرئيس مبارك واعتداله وشجاعته.. كل ذلك معروف ومفهوم ومتوقع.. لكننى فكرت فى أمر آخر: فالرحلة من واشنطن إلى القاهرة تستغرق أكثر من عشر ساعات فكيف يقضيها الرئيس مبارك ؟!..  لاشك أن طائرة سيادته الخاصة مجهزة على أعلى مستوى ولكن مع ذلك، تظل الرحلة طويلة فماذا يفعل الرئيس أثناءها؟.. هل يستغلها فى اقتناص عدة ساعات من النوم ليريح جسده المتعب من عناء العمل؟.. هل يقضى الوقت فى التحاور مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية الذين يصطحبهم معه فى كل رحلة؟ سوف يتنافسون كعادتهم فى الإشادة بإنجازات الرئيس وعظمة قراراته وزعامته التاريخية. وأعتقد أن تكرار المديح لسيادة الرئيس لابد أن يصيبه ببعض الملل.. هل يستمتع بالقراءة أثناء الرحلة؟.. هل أحضر معه ديوان محمود سامى البارودى، شاعره المفضل كما أكد من قبل؟.. لا أعرف بالضبط ماذا يفضل الرئيس أن يفعل ولذلك فأنا أقترح عليه مشاهدة بعض الأفلام الجيدة التى أتمنى أن تعجبه.. هى ليست أفلاما روائية طويلة وإنما تسجيلية قصيرة، أبطال هذه الأفلام ليسوا ممثلين محترفين ولا حتى هواة وإنما هم مواطنون عاديون، لاشىء يميزهم على الإطلاق إلا أنهم، مثل ملايين المصريين، يخوضون صراعا يوميا مريرا ليطعموا أولادهم ويوفروا لهم حياة كريمة.. فيما يلى الأفلام المرشحة: 1ــ الفيلم الأول، نرى شابا مصريا من بورسعيد وهو يتعرض لتعذيب بشع فى أحد أقسام الشرطة.. يبدو الشاب فى اللقطة الأولى وقد تقطع جلد ظهره وبطنه تماما من الضرب وقد تم رفعه وتعليقه من يديه فى السقف.. أخذ الشاب يطلب الرحمة من الضابط ويقول: كفاية كده يا محمد بك.. والنبى كفاية.. أنا حاموت يا محمد بك. وفى اللقطة الثانية يظهر الشاب معصوب العينين، منهارا تماما، وهو يبكى ويستعطف الضابط بصوت متقطع: يا محمد بك حرام عليك اللى بتعمله فىّ.. إحنا بشر مش حيوانات. نحن لا نرى الضابط محمد بك فى المشهد لكننا نسمع بوضوح صوته الغاضب وهو يصيح فى الشاب: اخرس ثم ينهال عليه بأقذع الشتائم.. لماذا يبدو محمد بك غاضبا؟ السبب أن الشاب يصرخ أثناء تعذيبه.. الأمر الذى اعتبره محمد بك تطاولا مؤكدا على مقامه. لأن الأصول فى نظره تمنع أى مواطن من الحديث بصوت مرتفع أمام ضابط شرطة حتى ولو كان يقوم بضربه وتعذيبه. 2 ــ الفيلم الثانى، بطولة نسائية، حيث نرى امرأة مصرية فى الثلاثينات من العمر، غير محجبة، ترتدى «بنطلون جينز أزرق وتى شيرت غامق»، يظهر الضابط ومعه عصا غليظة وينهال على المرأة بالضرب المبرح.. يضربها بكل قوته فى كل مكان: على قدميها وذراعيها ورأسها.. يرتفع صراخ السيدة حتى ينقطع صوتها، ثم نراها فى اللقطة التالية وهى معلقة من يديها وقدميها، بطريقة أفقية، على عمود حديدى.. هذا الوضع فى تعليق المواطنين يستعمل فى أقسام الشرطة وأمن الدولة ويسمى وضع الدجاجة.. وهو يسبب آلاما رهيبة ويؤدى إلى تمزق العضلات وقد ينتج عنه كسر فى العظام أو حتى فى العامود الفقرى.. لم يكتف الضابط بتعليق المرأة فى وضع الدجاجة وإنما استمر يضربها بعصاه الغليظة حتى صرخت بأعلى صوتها: «خلاص يا باشا.. أنا اللى قتلته يا باشا.. أنا اللى قتلته» وهنا نفهم أن الضابط يحقق فى جريمة قتل وأنه بهذه الطريقة الفعالة قد توصل إلى الجانى فتحققت العدالة. 3 ــ الفيلم الثالث، نرى فيه رجلا فى الأربعينات من العمر، يرتجف من الخوف أمام الضابط الذى يمطره بوابل من الشتائم القبيحة ثم يرفع يده وينزل بها بقوة على وجه الرجل وفى اللحظة التى يغمض الرجل عينيه ليتلقى الصفعة يوقف الضابط يده فى الهواء قبل أن تصل إلى وجه الرجل ثم يحرك أصابعه بحركة بذيئة. هنا ينفجر الضابط فى ضحك متواصل ويدور فى الحجرة وقد بدا على وجهه الزهو لأنه نجح فى أداء هذه الحركة البارعة.. ثم يعود الضابط إلى الجد فيقترب من الرجل وقد وضع السيجارة فى زاوية فمه ثم، باستعمال يديه الاثنتين، يطلق على وجه الرجل وابلا من الصفعات. وعندما يرفع الرجل يده بحركة تلقائية ليقى وجهه من الضرب. يتوقف الضابط ويشتم أمه ويطلب منه أن يخفض يديه جانبا ثم يعيد الضرب من جديد. 4 ــ الفيلم الرابع، لا نرى فيه الضابط لأنه يجلس خلف الكاميرا.. لكننا نرى رجلا عجوزا جاوز الستين، نحيفا تبدو عليه علامات الفقر وسوء التغذية. وقد أمسك به مخبر مفتول العضلات ونسمع صوت الضابط قائلا للمخبر: اضربه يا عبدالرسول. ينفذ عبد الرسول الأمر وينهال بالضرب على العجوز.. لكن الضابط الذى ينم صوته عن مزاج رائق وميل للدعابة.. يقول: ضعيف يا عبدالرسول. ضعيف جدا. اضربه جامد. يضرب عبدالرسول الرجل بعنف أكثر وأكثر بينما يوجه الضابط الضربات لئلا تطيش فيقول بهدوء: اديله على قفاه يا عبدالرسول.. اديله دلوقت على دماغه. يجتهد عبدالرسول لإرضاء الضابط فيشتد فى الضرب. لكن الضابط يطقطق بشفتيه ويقول: أداؤك ضعيف جدا يا عبدالرسول . عندئذ يدخل إلى الحجرة مخبر آخر ليساعد عبدالرسول فى أداء مهمته فينهال المخبران بالضرب الشديد على العجوز. يريدان أن يثبتا كفاءتهما أمام الضابط.. أما العجوز فيستسلم للضربات تماما لدرجة أنه لا يقوى على رفع يده ولا حتى على الصراخ وتبدو نظرته فارغة كأنه فارق الحياة. سيادة الرئيس مبارك.. هذه الأفلام اخترتها من أفلام كثيرة موجودة على مدونة الوعى المصرى لوائل عباس ومدونات أخرى عديدة على الإنترنت.. وكلها حقيقية تسجل بالصوت والصورة جرائم تعذيب مروعة يتعرض لها مواطنون مصريون يوميا.. فى حالات كثيرة تكون أسماء الضباط وأماكن عملهم موجودة مع الفيلم.. وفى كل الأحوال فإن وجوه الضباط واضحة جدا فى الصورة مما يسهل التعرف عليهم.. كل هذه الأفلام تم تصويرها بواسطة كاميرات المحمول وتسربت بطريقة ما إلى المدونات.. وقد قام بالتصوير أشخاص تصادف وجودهم أثناء المجزرة.. وأحيانا، يقوم ضابط الشرطة بتصوير نفسه وهو يمارس التعذيب، ليعرض الشريط على زملائه أو يستعمله فى إذلال الضحية وتخويفه فى المستقبل. الإنسان يميل عادة إلى تسجيل اللحظات السعيدة فى حياته.. أفهم أن يقوم المرء بتصوير حفل زفافه أو حفل تخرجه.. أما أن يصور نفسه وهو يمارس تعذيب الناس، فهذا سلوك غريب ربما يساعدنا الأطباء النفسيون على فهم دوافعه. سيادة الرئيس مبارك.. أنا لا أطلب من سيادتك التدخل لإيقاف هذا الإذلال الذى يتعرض له عشرات المصريين يوميا فى أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة؟ لا أطلب التحقيق فى جرائم التعذيب التى يتعرض لها الأبرياء على أيدى جلادين يمثلون النظام الذى ترأسه.. لا أطالبك بالتدخل، لأننى شأن المصريين جميعا، صرت بالخبرة أعرف جيدا حدود ما يمكن أن يحدث فى مصر.. أردت فقط أن أقترح بعض الأفلام لتسلية سيادتك أثناء الرحلة الطويلة. حمد الله على السلامة يا سيادة الرئيس. الديمقراطية هى الحل.. (*) كاتب وروائي مصري (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – القاهرة) الصادرة يوم 18 أغسطس 2009) الرابط: http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=94304  

 المصالح الدولية تهزم الإصلاحات الداخلية الضغوط والمصالح الأمريكية تحيي دور مصر الإقليمي


محمد جمال عرفة لا يختلف اثنان على أن الدور الإقليمي المصري أصيب بحالة من الضعف والكسل في السنوات الأخيرة، ما سمح لقوى إقليمية أخرى (عربية وغير عربية) بلعب دور منافس، لكن المفارقة هي أن المطالب الأمريكية المتعاظمة من قبل إدارة أوباما، والتي طرحت قبل وخلال قمة مبارك – أوباما في واشنطن الثلاثاء 18 أغسطس الجاري، فرضت على مصر المزيد نحو إعادة تنشيط دورها الإقليمي!. ويمكن القول إن زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للقاهرة التي اختارها ليلقي منها خطابه للعالم الإسلامي كانت أشبه بمكافأة مبكرة للقاهرة عن هذا الدور المتعاظم إقليميا، والمفترض أن يخدم –ضمنا- المصالح الأمريكية أيضا، فضلا عن أن الزيارة شكلت اعتذارا ضمنيا أيضا عن عدم فهم إدارة بوش السابقة لأهمية هذا الدور أو تقدير القاهرة عليه!. ومعلوم أن الحاجة الأمريكية لمصر لخدمة مصالح إقليمية لواشنطن، بجانب الخشية من استفادة القوى الإسلامية من خطط الإصلاحات الأمريكية المفروضة على الدول العربية، ظلت دوما تمثل هاجسا أمريكيا إستراتيجيا فيما يخص العلاقات مع مصر. وعندما عظًمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش مطالبها المتعلقة بالشأن الداخلي المصري في صورة ضغوط (وصلت حد تخفيض المعونات) لتنفيذ إصلاحات ديمقراطية، فإنها كانت تتوهم أنها ستفتح الطريق لحلفائها الليبراليين للوصول للسلطة، وكانت تستهدف تعظيم هذه المصالح عن طريق حلفاء أكثر التصاقا بها يأتون عبر صناديق الانتخابات. لكن هذا تم بطريقة أغضبت القاهرة؛ فتكاسلت عن رعاية هذه المصالح الأمريكية، مع تراجع دورها الإقليمي لتلتقط أطراف أخرى غير مصر القيادة.. قيادة ملفات فلسطينية وسودانية وصومالية وايرانية ولبنانية وغيرها!. مصالح متبادلة! وحين جاءت إدارة أوباما ركزت على استرضاء القاهرة وعواصم أخرى –خصوصا بعدما اقتنع الأمريكان أن الديمقراطية تأتي بالإسلاميين المعادين لمصالحها لا الليبراليين- عبر لمحات مختلفة منها نزع سلاح الضغوط الأمريكية (المعونات) ووقف الضغوط الخارجية على برامج الحكومات الداخلية العربية بهدف تعظيم المصالح الإقليمية المتبادلة، وهو ما قلص الإصلاحات العربية تدريجيا. وليس سرا أن ادارة أوباما تضع نصب أعينها أمرين هامين، كانا هما محور مباحثات مبارك وأوباما، هما قضيتا فلسطين (لتحقيق أي تقدم كنوع من التهدئة والجائزة للعرب لتمرير تحالف أمريكي – إسرائيلي – عربي) ضد ايران، وقضية النووي الإيراني. وهذا ليس مرتبطا برؤى دينية أو شخصية أو عاطفية كما كان الحال مع إدارة بوش بقدر ما هي رؤية برجماتية نفعية وواقعية في الإدارة الجديدة تغلب النزعة البرجماتية والواقعية على ما سواها، وتركز على مصالح أمريكا قبل أي شيء. وتحتاج إدارة أوباما لخطوات مصرية في هاتين القضيتين لتعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة خصوصا لجهة تعظيم الضغوط على حماس وإنهاء حكمها طوعا في غزة عبر (المصالحة الفلسطينية) التي ستعيد قوات الرئيس عباس لغزة وتسمح باستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وكذا لجهة تشديد الضغوط على إيران وحلفائها في المنطقة (حزب الله). وقد لخصت صحيفة « واشنطن بوست »، عشية لقاء مبارك – أوباما، معادلة المصالح المتبادلة هذه بالتأكيد على أن « الإدارة الأمريكية تتعامل مع الرئيس مبارك على أنها بحاجة لمساعدته للتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، واحتواء الأطراف المتشددة في إيران وحزب الله، ومقابل هذا تتغاضى واشنطن قليلا عن ملفات حقوق الإنسان وتعاونها مع القادة العرب الذين تصفهم شعوبهم بـ(المستبدين) »!. بعبارة أخرى كان من الواضح أن ملف التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان في مصر ليس مطروحاً على أجندة قمة الرئيسين المصري حسني مبارك والأمريكي باراك أوباما بقوة، برغم إثارته من جانب أوباما تجنبا لانتقاده في الداخل لتراجعه عن برنامجه الانتخابي، لأن المطلوب أمريكياً هو مواجهة السلاح النووي الإيراني والترويج لمبادرة السلام الأمريكية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. الولايات المتحدة إذن تراهن على الدور الإقليمي لمصر في مجال مواجهة المشروع النووي الإيراني والترويج للصلح العربي مع إسرائيل، مقابل التغاضي عن قضايا مثل فرض التحول الديمقراطي (وضمنه عدم التدخل في ملف التوريث أو انتقال الحكم عموما)، وربما لهذا يقول حقوقيون مصريون مثل حافظ أبو سعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الانسام، إن « الدور الإقليمي المطلوب من مصر القيام به لا شك أنه سيؤثر سلباً أيضاً على مطالب التحول الديمقراطي في مصر والعالم العربي عامة ». وينتقد هؤلاء الحقوقيون « خذلان » أمريكا أوباما لنشطاء حقوق الإنسان في مصر والعالم العربي، بسبب التحول الذي طرأ على أجندة الإدارة الأمريكية، وهو ما دفع آخرون لتأكيد مقولة قديمة تقرر أن تعويل البعض على أمريكا والخارج عامة لإحداث أي تحول ديمقراطي في العالم العربي هو خطأ فادح، وأنه يجب التعويل على ما نملكه نحن في الداخل فقط ». مغزى ذلك أن زيارة مبارك -ومن قبله العديد من الزعماء العرب ممن تثار في بلدانهم ذات الانتقادات حول التحول الديمقراطي- لواشنطن قد أظهرت أن المصالح الدولية دائماً لها الأولوية على مطالب التحول الديمقراطي، وأنه عندما تعلو لغة المصالح الدولية ترفع من سجل لقاءات الزعماء أي ملفات مطروحة حول الديمقراطية أو الداخل طالما أن السلطة الحاكمة تنفذ دورها الخارجي الإقليمي المطلوب على خير حال!. مناقشة الملفات الداخلية.. للتجميل ولعل هذا ما يفسر عدم رصد أي ردود افعال أمريكية حول المظاهرات التي قام بها حقوقيون مثل سعد الدين إبراهيم أو غيره ممن شكلوا ما سمي (تحالف 18 أغسطس) للمطالبة بالديمقراطية في مصر، وكذا غياب أي تأثير لمظاهرات أقباط المهجر، وهو ما لم يدركه هؤلاء منذ تحديد الرئيس السابق السادات إقامة البابا شنوده نفسه في دير منعزل واعتقال 1536 من كبار الشخصيات السياسية والدينية دون أن يطرف للإدارة الامريكية -التي كانت تضمن مصالحها مع السادات بقوة- جفن!. ولقد تعامل الرئيس مبارك بذكاء مع هذه الحقائق، وتفهم ضرورة أن يفتح مسئولو إدارة أوباما (هيلاري وأوباما معا) هذه الملفات الداخلية « للتجميل » (قضية الإصلاحات استغرقت نحو 16 دقيقة من الـ50 دقيقة التي استغرقها الاجتماع)، لكن « بمنتهى الصراحة والود » ودون تجريح (كما كانت تفعل إدارة بوش) ربما لإدراك القاهرة أن أجندة أوباما التي فاز على أساسها تفرض هذا، وإلا تعرض لنقد داخلي، وبالتالي لابد من التعامل مع الأمر بصورة أو بأخرى. بل وبادر الرئيس مبارك نفسه بالحديث عن هذه الإصلاحات الديمقراطية الداخلية وملفات التوريث، مركزا على أن برنامجه لا يزال يتبقى فيه عامين لإنجاز ما وعد به من إصلاحات، ومستبعدا مسألة التوريث ضمنا، برغم أنه أكدها -ضمنا أيضا- حين ألمح لعدم ضرورة أن يكون خليفته بالضرورة عسكريا شأن رؤساء مصر السابقين!. وكان من الملفت – برغم تأكيد المسئولين الأمريكيين أن قضايا الاصلاح والديمقراطية جرت مناقشتها – أن من تناول هذا الملف علنا أمام وسائل الاعلام هو الرئيس المصري مبارك حينما قال أنه تحدث مع أوباما في قضايا الإصلاح في مصر، « وقلت له بصراحة لقد خضت الإنتخابات الرئاسية بناء على برنامج يشمل الإصلاحات في مجالات عديدة، وهناك اشياء كثيرة نقوم بها ولا يزال أمامنا عامان نواصل العمل فيهما ». وضمن هذا الذكاء المصري، كان اختيار توقيت الزيارة في شهر الصيف والإجازات في أمريكا، وهو ما التقطته دورية « فورين بوليسي » حين ذكرت أن توقيت زيارة الرئيس مبارك للبيت الأبيض في منتصف أغسطس « متعمد » لعدم إعطاء الفرصة للمهتمين بسجل حقوق الإنسان في مصر (وهم في أجازة صيفية) لمناقشة الوضع السياسي المصري الداخلي ومسألة تولي الحكم، خاصة أن مبارك اصطحب ابنه جمال مبارك معه في هذه الرحلة. وقالت المجلة الأمريكية إن « مبارك اختار أن تكون الزيارة قبل أسبوع من بدء الرئيس أوباما إجازته، وحتى يكون غالبية المهتمين في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بسجل حقوق الإنسان غير متواجدين خلال هذه الفترة »!. المصالح الإقليمية.. دور مصري نشط ولأن المصالح هي الأهم، فقد غلبت على أجندة القمة الأمريكية ـ المصرية موضوعات: إيران والعلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، إلى جوار قضايا ملتهبة مثل السودان والصومال ولبنان، والمطلوب في ذلك تنشيط الدور المصري إقليميا في هذه المفات بما يتناغم مع المصالح الأمريكية. وظهرت أهمية القضايا من حديث كل زعيم عنها، فأوباما الذي يرغب في دور مصري معاون لحصار حماس وإيران وحزب الله والانفتاح مع العراق، وضع في الأهمية قضايا السلام العربي الإسرائيلي وتهيئة الأجواء للتطبيع مع الدولة العبرية بما فيها « وقف العداء لإسرائيل » والمرور الجوي لطائراتها في الأجواء العربية، بجانب موضوع الأسلحة النووية في المنطقة (إيران) والوضع في العراق، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين ». أما الرئيس مبارك الذي وضع الحقوق الفلسطينية التاريخية في مقدمة الأولويات ومصالح الأمن القومي المصري في السودان (احتمالات انفصال الجنوب وقضايا المياه) والصومال (القراصنة الذين يهددون دخل قناة السويس)، فقد تحدث عن موضوعات: الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية والوضع في إيران والعراق والصومال والقرن الإفريقي. وقال مبارك: « كان تركيزنا الأكبر في المباحثات على القضية الفلسطينية لأنها محورية ولها تأثير على المنطقة والعالم بأسره سواء في الشرق أو الغرب أو أمريكا ». والملفت هنا أن الرئيس مبارك تعهد بالعمل بهمة ونشطاء في الملف الفلسطيني، ولكنه طالب إسرائيل بدفع مقابل هذا التطبيع المنتظر أولا في صورة مفاوضات مع الفلسطينيين ومناقشة الحلول النهائية لا المؤقتة. إذن ثمة معادلة طرفها الأول أن مصر -من وجهة النظر الأمريكية– تستطيع من خلال علاقاتها وانفتاحها على قوى المقاومة الفلسطينية، لاسيما حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الضغط عليها لقبول صيغ تفاهم فيما بينها أو بين الجانب الإسرائيلي، وهو ما تنشط فيه القاهرة حاليًا بتوسطها للحوار بين الفصائل الفلسطينية والتوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع (حماس وإسرائيل)، وأخيرًا في صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي « جلعاد شاليط » مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في حوزة تل أبيب. أما طرف المعادلة الثاني، فهو أن واشنطن لديها القدرة للضغط على تل أبيب لوقف الاستيطان (مؤقتا حتى 2010) كي تسمح بنشر أجواء من التفاؤل يمهد للقاءات عربية – إسرائيلية، وبدء عجلة التفاوض. تل أبيب ليست هي الممر أيضا كان من الملفت تناول القمة المصرية – الأمريكية لقضية الأمن الإقليمي في الخليج، أي المتصلة بالملف النووي الإيراني، في ضوء قرب موعد انتهاء المهلة التي أعلنها أوباما لبدء حوار مع إيران حول ملفها النووي، والأفكار الأمريكية المتعلقة بمظلة نووية أمريكية تحمي العرب وإسرائيل معاً ضد إيران، وهو ما رفضه الرئيس مبارك علنا لأن معنى ذلك السقوط في فخ أمريكي جديد يُمني العرب بحلول لقضية فلسطين مقابل « تحالف » ضد إيران، تصبح فيه إسرائيل حليفا للعرب!؟. أما الملف التقليدي والأكثر توافقا بين الجانبين، فهو بالطبع محاربة الجماعات الإسلامية سواء في العالم العربي أو أفغانستان وباكستان، خصوصا أن هناك سوابق تعاون في هذا الشأن ضد حركة طالبان. وإضافة لذلك ثمة قناعة في واشنطن أن القاهرة لديها القدرة على حل النزاعات الإقليمية واستقرار دول المنطقة خصوصا العراق والسودان، ورغبة أمريكا في دور مصري وعربي (سني) لموازنة الدور الإيراني (الشيعي) في العراق ولبنان. وربما يكون الجديد هذه المرة هو سعي القاهرة استغلال الحاجة الأمريكية لها –عبر تنشيط دورها الإقليمي- إلى تغيير معادلة أن « الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب »، ليصبح الدور والثقل المصري هو الطريق لحل صراعات ونزاعات المنطقة العربية التي ترهق إدارة أوباما والتي ترغب في تبريد هذه الصراعات وتقليص النفقات الحربية لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار!. وربما لهذا تحدثت أصوات في واشنطن عن صفقات متبادلة أو أن القاهرة سعت لحسم ملفات السياسة الداخلية -قضية خلافة الحكم أو ما يسمى « التوريث الانتخابي » وقضايا الحريات والديمقراطية- بشكل مباشر، وفرض أمر واقع كمقابل لهذا الدور الإقليمي النشط المطلوب منها، وقيل في تفسير هذا إشارات كثيرة مثل اصطحاب مبارك نجله معه لأول مرة، وحديثه غير المتحفظ على احتمالات أن يكون خليفته رئيس مدني، فضلا عن تلبية مطالب مصرية اقتصادية فيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين. المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 20 أوت 2009)  

الجريمة التي تنتظر سخط العرب


د. علي محمد فخرو في العدد الأخير من مجلة ‘ نيوزويك ‘ الأسبوعية مقال بعنوان ‘بريطانيا المتقلًّصة ‘ ـ سقوط القدرة البريطانية. في هذا المقال يذكر الكاتب كيف أن الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس قد أصبحت بريطانية الصغيرة بسبب نقاط ضعف مفصلية بدأت تواجهها، خصوصاً بعد الأزمة المالية العولمية الأخيرة التي كانت القشًّة التي قصمت ظهر البعير البريطاني. اليوم وصل الدًّين العام البريطاني إلى نسبة مئة في المئة من الدُّخل القومي الانكليزي، وسيحتاج المواطن هناك لستٍّ سنوات ليصل دخله السنوي إلى ماكان عليه سنة 2008، وبسبب الديون ستضطر هذه الدولة المترنًّحة إلى تقليص ما تصرفه على قواتها العسكرية بما فيها قدراتها النووية، الأمر الذي يهدًّد بأن تتراجع بريطانيا عسكرياً إلى الخلف، وهذا بدوره سيعكس نفسه على مكانتها السياسية والمالية والثقافية. وهناك تفاصيل كثيرة أخرى ليس هذا مكانها. هنا دعنا نشحذ الذاكرة العربية القومية. فمنذ تسعين سنة أعطت الدولة البريطانية الاستعمارية وعد بلفور الظالم، ثمُ شيئاً فشيئاً هيًّأت الوضع العربي والفلسطيني لتنفيذ ذلك الوعد المشؤوم، ولارتكاب جريمة القرن العشرين الكبرى بحق الشعب الفلسطيني، ولإشغال العرب عبر الستين سنة الماضية بقضية ساهمت بشكل حاسم في إبقاء العرب في تجزئة قومية وفي تخلف اقتصادي وعلمي وثقافي وسياسي وفي عجز أمني وفي بعثرة عبثية لأموال ثرواتهم البترولية لموازنة القدرات العسكرية الصهيونية. وعبر كل تلك السنين لم يرف لها جفن ولم تشعر بوخز الضمير، وبقيت تتفرج بأعصاب المجرم الشيطاني الباردة على نتائج وتداعيات الجريمة التي ارتكبتها دون أن تستعمل مكانتها في أوروبا وعلاقتها الخاصة بالحاضنة للصهيونية في فلسطين، الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل رفع الظلم عن ضحاياها. ولعلًّ قمًّة تهرٌّبها من مسؤولياتها المعنوية والأخلاقية تجاه شعب فلسطين والأمة العربية تظهره المقارنة بين مواقف أمريكا ومواقفها في مجلس الأمن. فبينما استعملت أمريكا الفيتو في مجلس الأمن عشرات المرات لمنع أي مساس من أي نوع كان بمكانة وسمعة الصهيونية الاستيطانية المجرمة، لم تستعمل بريطانيا حقً الفيتو ولامرًّة واحدة لتبعد سكٍّين الجزًّار الأمريكي ـ الصهيوني عن رقبة الضحية الفلسطينية ولاحتى لتحيٍّد الظلم الأمريكي الجائر في مجلس الأمن. اليوم تلحق العدالة الإلهية والبشرية بتلك الدولة الظالمة لتقف متعبة ضعيفة عاجزة، وهي بحاجة للآخرين لمساعدتها: بحاجة لأموال البترول العربية لتساهم في إخراجها من محنتها الاقتصادية والمالية الحالية، بحاجة للسياح العرب لصرف الملايين والمليارات في أسواقها، بحاجة لصفقات سلاح مع العرب لإبقاء مصانعها الحربية في نشاط انتاجي، بحاجة لأي دعم معنوي لتبقي على مكانتها السياسية في العالم وحتى في أوروبا. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل سيستفيد العرب من هذه المناسبة ليقاضوا أي دعم من أي نوع كان لبريطانيا المتقلصة بتغيير موقفها اللاأخلاقي من ضحايا الجريمة التي ارتكبتها منذ تسعين سنة، واستعمال ما تبقى لها من نفوذ، في اوروبا وامريكا وهيئة الأمم ومجلس الأمن والكومنولث، لتغيير المسار الكارثي التي تتجه إليه القضية الفلسطينية في إنحدارها نحو تصفية حقيرة ظالمة على يد الأصولية الصهيونية البربرية الجديدة وعلى يد أمريكا المثرثرة كثيراً والفاعلة قليلاً؟ هل ستقود المملكة العربية السعودية هذا الجهد العربي والموقف القومي المطلوبين، خصوصاً وأنها صاحبة المبادرة العربية الشهيرة التي تقف كاليتيمة في ولائم اللٍّئام الغربيين؟ هل يستطيع العرب، بعد تلك السًّنين الطويلة من الصمت المفجع تجاه الدولة التي تسببت في إرتكاب جريمة الجرح العربي النازف المنهك لهذه الأمة، أن يتعلموا ممارسة الغضب الساخط الاحتجاجي تجاه من أساؤوا إليهم؟ إن بريطانيا غضبت بعنف في عام 1739 ميلادية لأن أحد الإسبان قطع أذن بحار بريطاني ودخلت في حرب ضد إسبانيا بسبب ذلك. فهل كثير على العرب أن يتعلموا منها درس الغضب الاحتجاجي ذاك ويفعلوا شيئاً حتى لو جاء متأخراً؟ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أوت 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année,N°3027 du05.09.2008  archives : www.tunisnews.net  Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.