الجمعة، 15 فبراير 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2823 du 15.02.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أحكام بالسجن بين عامين و ثلاث سنوات .. و إحالة .. 12  شابا بتهمة الإرهاب..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الإقامة الجبرية المقنّعة .. : الصحبي عتيق نموذجا..! حرّية و إنصاف: موقوف بالسجن يتعرض للتعذيب بمخافر أمن الدولة حرّية و إنصاف: بعد منع الخمار جاء دور التنورة الطويلة عريضة : الدفعة الثانية من الإمضاءات – من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء صالح العابدي: رسالة مفتوحة إلى سيادة رئيس الجمهورية محمد بن احمد القلوي: منذ سبتمبر 2006، لا زال ابن السجين السياسي السابق محمد القلوي محروما من جواز سفره ومن متابعة دراسته بالخارج الإنتخابات الرّئاسية  2009نــــــداء للترشّـــح من أجــل بديل ديـمقــراطي صحيفة « الشروق »:الاحتفال بعيد الحب في عيون الشباب التونسي: عادة دخيلة مرفوضة مغاربية :التونسيون يحتفلون بعيد الحب رويترز: تونسي يحتفل بعيد الحب على طريقته.. يحرق حبيبته وينتحر حرقا رويترز: تجار: تونس تشتري 42 ألف طن من القمح في مناقصة أ ف ب: فاضل الجعايبي يسحب فيلمه من مهرجان يحتفي بذكرى اعلان اسرائيل في بلجيكا زهير الخويلدي: ماذا يدرس من الفلسفة في معاهد تونس؟ عبدالحميد العدّاسي: كتكت الهادي فلبّى المخدّر كريم : استسمحكم للتعليق على ما جاء في التسجيل الثاني للهادي بابالله محمـد العروسـي الهانـي:تعقيب على مقال كمال ص موظف بوزارة التربية والتكوين وتحريفه الواضح علي الجلولي: حول المهمات الخفية لمديري المعاهد: رسالة إلى مديري السابق مسعود الرمضاني: العولمة والبيئة أم أسيل: تحية إلى قطر في مؤتمر الإعلام مجلة « حقائق »:الجهويات: متى كيف ولماذا تظهر؟ مجلة « حقائق »:لعبة الإساءة لأبناء الريف تتواصل في المسلسلات التونسية : أطـــوار الـــريـف في الاعــمـــال الـفرجويّة الصباح: في منتدى الفكر المعاصر: الأستاذ الهادي البكوش يشخّص حالة المغرب العربي ماضيا وحاضرا الصباح: الثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار في «مجالس» منزل عبد الرحمان:«نحن مستقلون والاستقلالية لا تعني الوقوف على الربوة صحيفة « الوطن »: »يورو نيوز » تبث بالعربية ابتداء من يوليو الجزيرة.نت :إعلاميون مغاربة ينتقدون وثيقة تقييد الفضائيات العربية احميدة النيفر: ترجمة معاني القرآن الكريم أو معضلة المركز والأطراف توفيق المديني: لماذا هزمت « إسرائيل » في حرب لبنان الثانية؟ ميشال سبع: الماسـونيــة فـي الشــرق العـربــي

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1 الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

إذا عُـرف السبب (الحقيقي) لسجن « ولد باب الله » بـطُـل الـعـجـب!

اضغط على هذه الوصلة الصوتية واستمع إلى ما حدث في حفل أقامه نادي الروتاري بصفاقس :

http://www.zshare.net/audio/74365869e8a6db


 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 15 فيفري 2008   كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! :

أحكام بالسجن بين عامين و ثلاث سنوات .. و إحالة .. 12  شابا بتهمة الإرهاب..!

 

 

 *أصدرت الدائرة الجنائية الثانية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  عبد الرزاق بن منا   مساء أمس  الخميس 14 فيفري  2008 حكمها في : *   القضية عدد 13887 التي يحال فيها كل من : مكرم مادي و محمد أمين التليلي و الشاذلي نوار و أيمن الجبالي و سليم الرايسي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله ، و قضت بسجن أيمن الجبالي مدة 3 سنوات و كل واحد من بقية المتهمين مدة عامين  . * كما نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الجمعة 15 فيفري 2008 في : * القضية عدد 14550  التي يحال فيها كل من : سالم مزهود و سهيل بالريش و ماجد أمين بورورو ( بحالة إيقاف ) و  وليد بالنايمة و مراد بوسنينة و كريم المنيفي و خميس زيان و محمد المجدوب و محمد عطية و محمد جلال جعيدان و صابر مبارك ( بحالة سراح ) بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و نصر الدين العلوي  بتهمة عدم إشعار السلط ذات النظر بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية  طبق الفصلين 13 و 22 من قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : سمير بن عمر و راضية النصراوي و سهيل محجوب و شكري بلعيد و كلثوم الزاوي ، و قد قرر القاضي ، بعد الإستماع للمرافعات حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة ، و ينتظر صدور الأكام في ساعة متأخرة من مساء اليوم .  عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 15 فيفري 2008

الإقامة الجبرية المقنّعة .. : الصحبي عتيق نموذجا..!

تعرض السجين السياسي السابق الصحبي عتيق بعد ظهر اليوم إلى اعتداء جديد على أبسط حقوقه الأساسية في التنقل بحرّية و المشاركة في الحياة العامة ، فقد فوجئ لما كان مستقلا المترو الخفيف من حي الإنطلاقة باتجاه مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حيث تعقد ندوة فكرية ، بعونين بالزي المدني يطلبان منه ( داخل العربة ، على مستوى باب الخضراء ) النزول في المحطة القادمة ..!، و توجه إليه أحدهما بالقول :  » باش تهبط معانا بالسّياسة و إلا بالقوة ..عندنا تعليمات .. » و بعد النزول من المترو طلبا منه العودة في الاتجاه المعاكس  » دون مشاكل  » ولما واجههم بأنّ لديه  شؤونا خاصة وسط العاصمة و أن هذا أبسط حقوق المواطنة طلب منه تأجيل هذه الشؤون إلى الغد و تمت مرافقته إلى المنزل و بقي تحت حراسة مجموعة من الدراجات النارية و الأعوان بالزي المدني الذين حاصروا المنزل من كل الجهات ، علما بأن الصحبي عتيق قد حوكم بالسجن المؤبد و دخل السجن يوم 23 مارس 1991 ليغادره..يوم 24 جويلية 2007  ..! و قد استدعي عديد المرات من قبل شتى الفرق الأمنية من الحرس و الشرطة و تم اصطحابه عنوة يوم 29 جانفي 2008 إلى مقر المصالح المختصة بوزارة الداخلية حيث احتجز 3 ساعات رفض خلالها الإمضاء على محضر يلتزم فيه بعدم مقابلة سجناء حركة النهضة المسرحين .. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر  » الإقامة الجبرية بحكم الواقع « التي أصبح يخضع لها بعض المساجين السياسيين المسرحين ممن كان لهم قبل السجن أنشطة نقابية أو سياسية و تعتبرها اعتداء على سلطة القضاء و على أبسط الحقوق المكرسة دفي الدستور و المواثيق الدولية ،  فإنها تدعو السلطات المسؤولة إلى الإقلاع عن سياسة الهروب إلى الأمام و اعتماد سياسة القبضة الأمنية الحديدية منهجا وحيدا في التعامل مع قدماء المساجين السياسيين ، و التفكير بجدية في وسائل التعويض لهم عما لحقهم من جراء المحاكمات الظالمة و سنوات التنكيل ..

.. حتى عائلات المساجين لم تسلم من  .. سياسة الإختطاف  ..!

علمت الجمعية أن المناضلة الحقوقية  » أم خالد  » والدة السجين خالد العرفاوي قد تعرضت اليوم على الساعة الحادية عشرة صباحا و النصف  للإختطاف لما كانت تهم بزيارة مقر الصليب الأحمر بمنطقة البحيرة بتونس العاصمة و قد تم إجبارها على امتطاء سيارة حملتها إلى مركز الأمن بالبحيرة حيث تم تفتيش حقيبتها و الإطلاع على الأرقام المخزنة بهاتفها الجوال و تعرضت للإعتداء بالعنف اللفظي خاصة من إحدى العونات الحاضرات ..! و قد تم إطلاق سراحها بعد احتجازها لمدة ثلاث ساعات و التنبيه عليها بوقف نشاطها الحقوقي في إطار لجنة العائلات و اتصالاتها بالهيئات الحقوقية المهتمة بأوضاع السجون و المساجين . و الجمعية تعبر عن تضامنها مع  » أم خالد  » التي حولتها السياسات الأمنية الظالمة من مجرد والدة سجين إلى مناضلة حقوقية شجاعة و تدعو السلطات إلى الإقلاع عن سياسة ترهيب النشطاء و عائلات المساجين و المبادرة بالإستماع إلى مشاغلهم و الإستجابة لمطالبهم .

وأخيرا ..كشف مصير بلال و أيمن ..!

علمت الجمعية أنه قد تمت إحالة الشابين بلال الملياني وأيمن حمودة على حاكم التحقيق الرابع عشر بالمحكمة الإبتدائية بتونس ، علما بأنهما قد اختطفا من مقري إقامتهما  بمدينة بنزرت يوم الإربعاء 30 جانفي. و إذ تذكر الجمعية بمعاناة عائلتين قضتا أسبوعين دون أي معلومة عن مصير ابنيهما فإنها تنبه إلى رفض حاكم التحقيق المتعهد بالقضية  تمكين محاميهما من تصوير الملف . عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين         نائب رئيس الجمعية  الأستاذ عبد الوهاب معطر


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 14 فيفري 2008  

موقوف بالسجن يتعرض للتعذيب بمخافر أمن الدولة

أعلمتنا السيدة مبروكة بنت محمد بن محمد حرم علي دادي والدة سجين الرأي الشاب قيس دادي أن ابنها الموقوف منذ نوفمبر 2006 بسجن المرناقية على ذمة قلم التحقيق العاشر من أجل أفعال لم يرتكبها طبقا لمقتضيات قانون الارهاب ، قد فوجئت عند زيارتها لابنها يوم الخميس 14 فيفري 2008 بالسجن المذكور أنه كان ضحية اعتداء فظيع بالعنف الشديد و أفعال تعذيب من طرف أعوان فرقة أمن الدولة بوزارة الداخلية الذين أخرجوه من السجن لإعادة استنطاقه و لمكافحته مع شخص لا يعرفه و هو ما دعاها لمكاتبة كل من قاضي تنفيذ العقوبات و وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة و وكيل الجمهورية و قاضي التحقيق العاشر بالمحكمة الابتدائية بتونس طالبة وضع حد لأعمال التعذيب المسلطة على ابنها الذي طال إيقافه و لم توجه إليه أية تهمة كما تطالب بإدخاله للمستشفى قصد معالجته من مخلفات الاعتداء التي أدت حسبما ذكره لها إلى خلع كتفه الأيســـر و أوجاع شديدة برجله اليمنى أصبحت تعيقه على الارتكاز عليها عند الوقوف أو المشي. و حرية و إنصاف : 1/ تطالب بفتح تحقيق حول أعمال التعذيب التي وقعت ممارستها ضد الشاب قيس دادي و إحالة من يثبت ارتكابه لجريمة التعذيب على أنظار المحكمة لمقاضاتهم من أجل الأفعال المنسوبة إليهم. 2/ كما تطالب بالاسراع بمعالجته و عرضه على الفحص الطبي لمعرفة حقيقة ما تعرض له من أعمال عنف. 3/ و تدعو إلى إطلاق سراحه   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 14 فيفري 2008

بعد منع الخمار جاء دور التنورة الطويلة

مُنعت اليوم الخميس 14 فيفري 2006 التلميذة تقوى بن عمار من الدخول لقاعة الامتحان بالمعهد العلوي بتونس بحجة عدم خلعها لتنّورتها الطويلة (Longue  Jupe ) و استبدالها بسروال !!! امتثالا لقرار مديرة المعهد المذكور ناجية العياشي. و حينما استقدمت التلميذة المذكورة أباها السيد رضا بن عمار لمحاولة ثني المديرة عن قرارها استعانت هذه الأخيرة بالقيّمين و المنظفين و حراس المعهد لطرده بعد أن رفضت استقباله. و يستعد الآن السيد رضا بن عمار لتقديم شكاية لوكالة الجمهورية بتونس من أجل الاعتداء عليه بالعنف ، و قد أعلمنا أن ابنته مُنعت من إجراء امتحانيْن هذا الصباح واحد في مادة العربية و الثاني في مادة الانقليزية قبل أن يقع منعها من حضور بقية الدروس. و حرية و إنصاف تندد بمنع التلميذة تقوى بن عمار من مزاولة تعليمها و تعتبر هذا المنع اعتداء على الحرية الشخصية و تجاوزا للقانون كما تندد بإقدام ناجية العياشي مديرة المعهد العلوي بتونس على طرد ولي التلميذة في مخالفة صريحة للقانون.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 

عريضة : الدفعة الثانية من الإمضاءات

من أجل حق علي بن سالم في العلاج والدواء

 

يتعرض السيد علي بن سالم – 76 سنة – المقاوم للاستعمار الفرنسي ورئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت لانتهاكات عديدة ، إذ  يخضع منزله لمراقبة  أمنية مستمرة ويمنع حتى أبنائه وعائلته وأصدقائه من زيارته  رغم وضعه الصحي الذي يتطلب العناية الدائمة .

كما أن تعرضه للتعذيب بمركز البوليس بالمنار -1 – في 26 أفريل سنة 2000 قد خلف له سقوطا دائما بعموده الفقري وكتفيه ورأسه ، و رفض وكيل الجمهورية بتونس تسجيل شكواه ضد أعوان البوليس إلا بعد قبولها  من طرف لجنة مقاومة التعذيب التابعة للأمم المتحدة التي اعتبرت في قرارها  عدد 2005/269 : أن ما تعرض له علي بن سالم في مركز البوليس المذكور يعتبر تعذيبا . وطلبت من الحكومة التونسية أن تقوم  بالإجراءات القانونية في قضية الحال وفقا لالتزاماتها الدولية بالميثاق ألأممي.

 

مع الإشارة أن السيد علي بن سالم الذي أطرد من عمله منذ 11 أفريل 1987 لا تسمح ظروفه المادية بعلاج الضرر الذي تعرض  له من جراء التعذيب المذكور. وإضافة إلى هذا ترفض السلطات التونسية تمكينه ، باعتباره مقاوما سابقا، من حقه في العلاج المجاني الذي أقره قانون عدد 9 لسنة 1974 الخاص بشؤون المقاومين  ورعايتهم ، هذا بالرّغم من صدور حكم عدد 15652 من المحكمة الإدارية – بتاريخ 23 أفريل 1999، الذي يعتبر أن قرار السلطات التونسية منع حق التداوي والعلاج  » خرقا للقانون  »   

ويطالبها بإلغائه فورا – إلا أن الحكومة التونسية لم تأخذ بالاعتبار قرار المحكمة الإدارية.

 

ومن ناحية أخرى لا يمكن للسيد علي بن سالم التّداوي بالخارج على نفقة أبنائه المقيمين بفرنسا وذلك تبعا لقرار قاضي البحث ببنزرت – 3 جوان 2005 قضية عدد 22440 – الذي يمنع عليه السفر خارج البلاد التونسية نظرا لكونه متهما بترويج أخبار زائفة عندما أصدر فرع الرابطة ببنزرت الذي يترأّسه ، بيانا حول تعذيب الحراس لسجين  بسجن الناظور ببنزرت .

لذا فان النشطاء الحقوقيين والسياسيين والمواطنين الممضين أسفله يطالبون السلطة التونسية برفع الحصار عن منزل المناضل علي بن سالم وتمكين عائلته وأصدقائه من زيارته دون قيود . كما يطالبون بتمكينه من حقه في العلاج مثل بقية المقاومين ، احتراما لما قدمه ويقدمه من تضحيات في سبيل الوطن.

الصفة

الاسم

 

طبيبة – ناشطة حقوقية

صحافي – ناشط حقوقي

باحث اقتصادي – ناشط حقوقي

صحافي – ناشط سياسي

محام – ناشط سياسي وحقوقي

نقابي – قابس

لاجئ سياسي – حقوقي – المانيا

سجين سياسي سابق- ناشط حقوقي

أستاذ – ناشط نقابي

أستاذ معطل – ناشط  حقوقي

صحفي – ناشط سياسي

ناشط سياسي

أستاذ –  ناشط نقابي 

أستاذ متقاعد – ناشط نقابي

تقني مخبر – ناشط نقابي

موظف – ناشط نقابي

إطار – ناشط حقوقي – المغرب

فنان – ناشط حقوقي

أستاذ – ناشط حقوقي وسياسي

 

حميدة الدريدي

معز جماعي

محمود البارودي

عبد الباقي خليفة

محمد عبو

محمد العيادي

الحبيب لعماري

خميس قسيلة

طارق البراق

طارق السوسي

عبد الله الزواري

علي سعيد 

فتحي الشريف

الناصر العجيلي

البشير العباسي

ابراهيم الهادفي

بسام خلف

محمد بحر

محمد القوماني

 

    

ملاحظة: للإمضاء الرجاء الاتصال ب 97322921 – مسعود الرمضاني

أو 97456541- عبد الرحمان الهذيلي

romdhani.mas@voila.fr

 

abderrahmenehedhili@yahoo.fr

 


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email: liberte_equite@yahoo.fr

تونس في 14 فيفري 2008  وردت علينا من السجين السياسي السابق السيد صالح العابدي المقيم حاليا بسجن المرناقية رسالة مفتوحة موجهة لرئيس الجمهورية طلب منا نشرها و نحن نوردها كما يلي : »  

رسالة مفتوحة إلى سيادة رئيس الجمهورية

  المرسل: صالح العابدي

سيادة رئيس الجمهورية:   تحية وطنية و بعد :   لقد دستُ على آلامي و نسيت جراح السنين الطوال من السجن واضعا ثقتي في التعليمات الرئاسية ثم في الإدارة و بادرت بفتح محل تجاري إلا أنني صُدمت و للأسف بقوى الشد إلى الوراء التي لا تريد تجاوز الماضي و تريد محاسبتي و معاقبتي دائما بناء على خلفيتي المعارضة لتمارس عليّ كل أنواع التجاوز و الظلم ضاربة عرض الحائط بتوجيهاتكم و تعليماتكم و قراراتكم الداعية إلى معاملة المسرحين على أساس المواطنة الكاملة من أجل الاندماج في المجتمع و نسيان الماضي.   سيادة الرئيس   لقد أسست مشروعي دون أدنى مساعدة و حُرمت من التسهيلات البنكية و رغم ذلك قمت بواجبات المواطنة بانضباط كالأداءات و الضمان الاجتماعي و المساهمة في صندوق 26-26 و السلط الجهوية تشهد بذلك.   سيادة الرئيس   ماذا يمكن لي أن أفعل بعد تسريحي من سبع سنوات و نصف سجنا … أكثر من السعي إلى الارتزاق و تجاوز آثار الاعتقال ؟ سيادة الرئيس إن وضعيتي كسجين سابق معارض جعلت بعض المسؤولين الأمنيين يمارسون ضدي كل أنواع التجاوز و وضع العراقيل و الارتشاء مصرحين أكثر من مرة أن لديهم تعليمات  » بأن آكل ربع خبزة فقط « . و قد تظلمت عدة مرات لوزارة الداخلية و قدمت براهين مادية لإدارة أمن الدولة على هذه التجاوزات و لئن قامت مشكورة بإجراءات ردعية ضد المتجاوزين إلا أنني لم أسلم من ردة الفعـل و الحرص على تحطيمي من طرف هؤلاء المستغلين لسلطاتهم و علاقاتهم.   وقد وصل الأمر إلى تهديم بناية لي بشكل صارخ غير قانوني و إليكم تفاصيل هذه الوضعية :   سيادة الرئيس   لا بد من الإشارة أنني كسائر المالكين بنهج محمد بن يونس الفاصل بين ولاية تونس وولاية منوبة قد ارتكبت مخالفة متبعا ما هو موجود بكامل النهج دون استثناء و الذي يعج بمختلف الأنشطة التجارية بما فيها المسلخ البلدي بمنوبة و قد غضت البلدية و السلط المحلية النظر عن هذه المخالفة لما لهذا النهج من صبغة اجتماعية باعتباره مصدر رزق لعدد كبير من العائلات بل إن الدائرة البلدية بالحرايرية قدمت مقترحا لبلدية تونس قصد تقنين هذا الأمر الواقع بتبديل صبغة النهج من سكنية إلى تجارية.   سيادة الرئيس   إن كل المالكين بالنهج صدرت ضدهم قرارات هدم ، لكنها لم تنفذ لأسباب اجتماعـية و إنسانية و لم يقدموا أي مطالب تسوية ، لكني أنا كنت ضحية الكيل بمكيالين بالرغم من تقديمي مطلب تبديل صبغة من سكنية إلى تجارية.   و من المفارقات الغريبة أنه في نفس يوم صدور إعلان استقصاء لفائدتي من السيد رئيس بلدية تونس بالاذاعة الوطنية و بالصحافة تمت عملية التهديم و الحال أن القانون يفرض إعطاء الأولوية لمطالب التسوية على قرارات الهدم ، مع الإشارة أنه لم تسجل ضدي اعتراضات على إعلان الاستقصاء من المواطنين الأجوار.   ومعلوم أيضا أن القانون ينص على ضرورة أن تكون معاينة المخالفة فورية لتجنيب المواطــن والمجموعة الوطنية خسائر مادية و الأضرار المعنوية و أنه تمت عملية الهدم بعدما استوت بنايتي على أحسن حال و وضعت بها بضائع باهظة الثمن.   كما ينص القانون أنه بعد استنفاد كل الاعتراضات يقع إعلام المواطن بضرورة إزالة المخالفة بنفسه في أجل خمسة عشر يوما لتفادي ما يمكن أن ينجم من أضرار جانبية ، و قد تمت مفاجأتي بقوة عامة و بعدد من الجرافات العملاقة دون أن تترك لي حتى فرصة لإنقاذ السلع …كما لم يقع تمكيني طبقا للقانون من نسخة من قرار الهدم عبر عدل منفذ و بالتالي حرماني من إمكانية الاعتراض لدى المحكمة الإدارية – جرت العادة في عمليات الهدم التي تقوم بها بلدية تونس أن تقتصر على الأجناب دون السقف في حين بالنسبة لوضعيتي تم استهداف الأعمدة لينهار السقف على السلع تنكيـلا وشماتة.   ولقد خلفت هذه العملية عليّ و على عائلتي أضرارا مادية و معنوية جسيمة و خطيرة . وقد تظلمت في حينها لسيادتكم حيث قدمت ملفا مدعما بالصور في مكتب الاستقبال بالقصر الرئاسي.   و رغم هذه الفاجعة فقد سعيت جاهدا لتجاوزها و لما بدأت وضعيتي تتحسن عمدت نفس الوجوه المذكورة آنفا المتجاوزة للقانون بمغالطة العدالة و إيهام السيد وكيل الجمهورية بأني متغيب منذ مدة عن إجراءات المراقبة الإدارية واستصدروا منه ملحوظة تفتيش ضدي في نفس الوقت الذي كنت محتجزا فيه لدى مركز الأمن.   و المؤسف و المؤلم أن السيد وكيل الجمهورية أودعني السجن دون الاستماع إليّ و مكتفيا بالملفات الكيدية و التقارير المشبوهة المغلوطة و تمت مقاضاتي من أجل جنحة لم أرتكبها و هي مخالفة إجراءات المراقبة بشهر سجنا و الغاية من هذه الخطة هو إلحاق أكبر الأضرار بنشاطي التجــاري و توريطي في قضايا شيك بدون رصيد ، فهم يعلمون أني أتعامل بالشيكات و خلال تواجدي بالسجن دفعوا أصحاب هذه الشيكات لتقديم قضايا و عند انقضاء الشهر وجدت أحكاما صادرة ضدي.   و قد عمدت الجهات الأمنية المتورطة مغالطة المحكمة مرة أخرى إذ رغم علمها بوجودي في السجن كانت تأتي بالاستدعاءات من المحكمة و لا تعلمها بوضعي و تكتفي بالقول أنه تعذر تبليغ الاستدعاء لعدم وجود المعني بالأمر مما جعل المحكمة تصدر ضدي أحكاما بالنفاذ العاجل.   سيادة الرئيس   بشهادة السيد وكيل الجمهورية السابق بمنوبة فإنه لم تكن لي أحكاما غيابية قبل الزج بي ظلما في السجن و حُرمت من أبسط حقوق التقاضي و هو التبليغ ، كما أنه عند اعتراضي على هذه الأحكام يوم مغادرة السجن تم إرجاعي إليه في نفس اليوم دون تمكيني من فرصة لأي تسوية . و حتى محاولة التسوية التي قمت بها من داخل السجن كانت عرضة للفشل بسبب تدخلات مشبوهة من الجهات المذكورة .   سيادة الرئيس   لقد كنت ضحية لاستغلال القانون و النفوذ من طرف أشخاص لا يحترمون القانون ، و الحال أنكم قلتم في خطابكم  » لا سبيل لاستغلال النفوذ و القانون هو الفيصل بين الجميع .. » .   و قد تم إلحاق أكبر الأضرار بي و بعائلتي و بمشروعي الذي كان يشغل ستة عملة ، و زُجّ بي في السجن بأحكام تجاوزت 40 سنة و عبثا وجهت العرائض التي فاقت مائة عريضة لكل الجهات حتى يتم إنصافي من هذه المظلمة لكن دون جدوى.   و قد مرت اليوم ثلاث سنوات و خمسة أشهر و أنا مسجون ظلما ، أضربت خلالها عن الطعام عدة مرات وصلت مجتمعة إلى سنة و أربعة أشهر و خمسة عشر يوما عساي ألفت الجهات المسؤولة لوضعيتي كما كاتبت الهيئة العليا لحقوق الانسان علها ترفع وضعيتي لسيادتكم ، مما جعلني أجد نفسي مرة أخرى للإضراب عن الطعام راجيا أن تصل حالتي إلى سيادتكم لوضع حد لهذه المأساة طبقا للقانون و لإرادتكم السياسية .   سيادة الرئيس   بوصفكم رئيسا لجميع أبناء الوطن ، و بوصفكم الضامن للدستور و لتطبيق القانون فإني أناشدكم الإنصاف ممن ظلمني و ألحق بي و بعائلتي أفدح الأضرار.   و ختاما عاشت تونس حرة مستقلة كريمة منتصرة على قوى الشر و الشد إلى الوراء مهما كانت مواقعهم.   و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته   الامضاء صالح العابدي سجن المرناقية «   

و حرية و إنصاف:

تعتبر أن ما حصل للسجين السياسي السابق السيد صالح العابدي كان ناتجا عن التشدد في تطبيق المراقبة الادارية إلى حد حرمان المساجين السياسيين من حقهم في ممارسة أي نشاط و تعريضهم للعقاب بإيقافهم المباغت و إيداعهم بالسجن و هو ما يؤدي إلى إدخال اضطراب غير متوقع في نشاطهم التجاري و يعرضهم للإفلاس و العودة إلى السجن لأسباب لا تبدو في الظاهر سياسية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 


منذ سبتمبر 2006، لا زال ابن السجين السياسي السابق محمد القلوي محروما من جواز سفره ومن متابعة دراسته بالخارج

تلقينا نص الرسالة التالية من السيد محمد القلوي:

لكم وددت لو أن وضعية جواز سفر ابني حسام ووضعية كل باحث عن حق ضائع ما وصلت إلى هذا الطريق المسدود التي هي عليه. فقد اعتقدت لوهلة انه وبمجرد خروجي من السجن أن جميع الأضرار التي لحقت بأفراد عائلتي أصبحت طي النسيان وان الصعاب قد ولت وان المستقبل لا يحمل في جرابه إلا الأفراح.   لكن هيهات هيهات فها أنا أرى أن وضعية ابني تزداد تأزما يوما بعد يوم فهو ومنذ 02 ديسمبر 2006 تقدم بطلب للحصول على جواز سفره لدى مركز النخيلات باريانة الشمالية قصد مواصلة دراسته بالخارج إلا أن مطلبه قوبل بالتسويف والإرجاء والمماطلة ومن دون تقديم أي سبب وجيه. كاتبنا جميع الجهات المعنية بالأمر أو من لها سلطة مباشرة عليها كرئاسة الجمهورية في خمس مناسبات ووزارة الداخلية وإدارة الحدود والأجانب والمحكمة الابتدائية باريانة والهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية لكن دون جدوى أيضا تقدمنا في الغرض بقضية لدى المحكمة الإدارية في 30 جانفي 2007 رسمت تحت عدد 16346 لازالت تنتظر جلستها الأولى.   وفي الأخير أرجو من الله العزيز القدير كشف ضر المظلومين واني لأناشد كل المنظمات الحقوقية والإنسانية الرسمية وغير الرسمية الوقوف إلى جانب هذه القضية وكل القضايا العادلة المكرسة لحق المواطنة.   محمد بن احمد القلوي سجين سياسي سابق قضى أكثر من ستة عشر سنة في السجن


    الإنتخابات الرّئاسية 2009

نــــــداء للترشّـــح من أجــل بديل ديـمقــراطي

مرت خمسون سنة على إعلان إستقلال تونس وخمسون سنة على إعلان قيام الجمهورية، واحتفلت السلطة بمرور 20 سنة على استلامها الحكم، وهي تستعد الآن لتنظيم انتخابات عامة رئاسية و تشريعية  وبلدية  في وضع اقتصادي و سياسي واجتماعي وثقافي يطغى عليه الانغلاق وإقصاء الرأي المخالف وتدهور المقدرة الشرائية وتفشي البطالة وتفاقم ظاهرة الفساد والمحسوبية وتقهقر شعور الاعتزاز بالوطن وبالقيم الإنسانية لدى الشباب وبإحساس عام بالإحباط وانعدام الثقة في المستقبل لدى الشعب والنخبة على حد سواء. وتشير كل الدلائل إلى أن تونس تقدم مرة أخرى على هذه المواعيد الانتخابية دون تطور يذكر في المشهد السياسي ولا في موازين القوى بين حكم متسلط ومستبد ومعارضة مقصية ومنقسمة وشعب يراقب بسلبية تكرار مسرحية انتخابية معروفة الأطوار. ووسط هذه الظروف و خلافا لما قطعته السلطة على نفسها من تعهد بإلغاء الرئاسة مدى الحياة التي خبر التونسيون ويلاتها ، تشهد بلادنا منذ قرابة سنتين حملات دعائية  « لمناشدة الرئيس زين العابدين بن علي للترشح للإنتخابات الرئاسية لعام 2009 »  للمرة الخامسة على التوالي. غير أن هذا الواقع السلبي لم يعق إرادة المعارضة والقوى الحية في الشعب عن مواصلة النضال من أجل التغيير الديمقراطي و تبلورت في السنوات الأخيرة أرضية عمل مشتركة برزت معالمها خلال محطات نضالية خاضتها أطراف المعارضة ومكونات المجتمع المدني والنقابيون والمثقفون والمبدعون والشباب والطلبة مما يعكس تعطشا حقيقيا لدى أبناء وبنات شعبنا إلى التغيير الديمقراطي ورفـــــض توجّهات السلطة على المستويات السياسية والإقتصــاديـة والإجتماعية والثقافية والتربوية.      إن المعارضة التونسية تزخر بالطاقات الفعلية والكامنة القادرة على كسر حواجز العزلة المفروضة عليها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية إذا عرفت كيف تستغلّ اللحظات التاريخية المناسبة، وعملت على أساس الحد الأدنى المشترك. ونجحت خاصة في تجسيد نضالاتها وشعاراتها ضمن تيـــار سياسي موحد يمثله مناضلون ومناضلات يتمتــعون بالإشعاع والمصداقيـــة، ويستندون إلى برنامج تقدمي وجريىء   إن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يسعى النظام الحاكم إلى جعلها مجرد محطة لتكريس الرئاسة مدى الحياة، يمكن أن تكون في المقابل فرصة متميزة للمعارضة ولكافة الشعب التونسي لخوض معركة سياسية تقطع خطوة أخرى نحو التغيير الديمقراطي المنشود. لكنه من الصعب على هذه المعارضة تحريك أوسع النخب والجماهير حول شعاراتها السياسية والاجتماعية إذا لم تكن مجسدة في أشخاص يحملون لواءها ويدافعون عنها.   لذلك نرى من الضروري أن تتقدم المعارضة الديمقراطية بمرشحين للانتخابات الرئاسية، يقع الإعلان عنهم منذ الآن ويتم تقديمهم إلى الرأي العام بوصفهم حاملين لمشعل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحماة للسيادة الوطنية، ويفتحون الآفاق على إمكانيات العمل المشترك في الانتخابات التشريعية التي تجري في اليوم نفسه و التي نعتقد أنها تستدعي بدورها إطلاق دينامكية وطنية تكرس الوحدة النضالية وتقطع مع تزييف الإرادة الشعبية.    لقد أفرزت الساحة السياسية التونسية على مدى السنين الطويلة عددا من الوجوه البارزة ذات  الرصيد النضالي والمصداقية السياسية التي يمكنها أن تتحمّل بصفة مشروعة هذه المسؤولية، ونعتقد أن المناضل أحمد نجيب الشابي، مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي هو واحد من بينها وهو شخصية تتمتع بالخصال التي تسمح له بالتقدم للانتخابات الرئاسية على أساس الأرضية الديمقراطية المشتركة وهو الذي تحمل مسؤوليات عليا في حزب قانوني سخر مقراته وجريدته ومناضليه ومناضلاته على مدى السنوات العديدة لخدمة قضية الديمقراطية في تونس، وقدم التضحيات من اجلها وما زال في طليعة القوى الصامدة في وجه التسلط والاستبداد.    لقد دأبت السلطة الحاكمة منذ 1999 على تنقيح القانون الانتخابي لوضع شروط استثنائية للترشح  للانتخابات الرئاسية في كل مرة بهدف منع كل تنافس جدي على أهم منصب سياسي في الدولة، وتأجيل قيام تعددية حقيقية تستجيب لضرورات الحياة الديمقراطية.   لذا نعتقد أنه من الضروري أن يتقدم كل تونسي يأنس في نفسه الكفاءة للمنافسة على رئاسية 2009 منذ الآن لحمل السلطة على الأخذ  بشروط الانتخابات الحرة و النزيهة عند صياغة التنقيح المنتظر، لا أن تختار منافسين على القياس مثلما فعلت إلى حد الآن. وحرصا منا على دفع التغيير الديمقراطي في بلادنا واقتناعا منا بأن ذلك يتطلب من الجميع الإسهام في صياغة التصورات والبدائل و شعورا منا بواجب المشاركة في هذه المعركة من موقع الفعل و المسؤولية، نحن الممضين على هذا النداء نساند السيد أحمد نجيب الشابي في إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية التونسية في انتخابات 2009 بهدف التقدم للشعب التونسي بخطاب وبرنامج يعكسان بدائل المعارضة الديمقراطية في مختلف الميادين و خياراتها القائمة على  الحرية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية.     خميس الشماري        العياشي الهمامي       عبد الستار بن موسى                عزالدين الحزقي   ســالم رجـــب       كمال الجندوبي     محمد البوصيري بوعبداللي             الطاهر شقروش   ســاميـة عـبو           رياض الغربي           حسين الباردي               رضــــا بالحــــاج   توفيق الشمـاري        لطيفة حباشي           محمد الطاهر الشايب   


الوداع يا عمّ إبراهيم

بقلوب مفعمة بالحزن والأسى بلغنا نبأ  رحيل « عمّ إبراهيم الهمّامي » يوم الثلاثاء  12 فيفري 2008 على السّاعة السّابعة مساءا عن سن تناهز واحدا وثمانين سنة، وقد شيّع جثمانه الطّاهر يوم أمس الأربعاء إلى مثواه الأخير وبهذه المناسبة الأليمة  نتقدّم بأحرّ التعازي إلى بناته فائزة، فاطمة وخدّوجة وأبنائه أحمد ، توفيق ، لطفي وعبد الوهّاب وكلّ حفيداته وأحفاده  وكلّ عائلة الهمّامي والعائلات المتصاهرة. صديقاتكم وأصدقائكم في باريس   

 


 

27 كغ لكل تونسي

سمحت خطط الدولة والإستراتيجية المعمول بها منذ سنة 1998 بطور إقبال التونسي على استهلاك القوارص. تنامي هذه الذائقة وهذه الثقافة الغذائية جعل توقعات المجمع المهني المشترك للغلال تذهب إلى أن معدل استهلاك كل تونسي للبرتقال ولسائر القوارص هذا العام سيبلغ حوالي 27 كيلوغراما. فهل من مزيد؟ هذه الظاهرة الحميدة بوأت التونسي ليكون من أكبر مستهلكي القوارص في المنطقة المتوسطية، فهل يعـدّ هذا تغييرا أم تصالحا مع الأصل؟   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 7 فيفري 2008)


عقاقير وحشرات

ما يسميها المدير العام للمجمع المهني المشترك للغلال «الجودة الأساسية» للمنتوج تتضمن من حيث روافدها جهود التحسيس والتأطير وكذلك برامج التقليص من المداواة الكيميائية لفائدة مقاومة مندمجة تستعين بالحشرات نفسها، إما رغم أنفها كإطلاق الذكور العقيمة من ذبابة الفواكه أو لفائدتها «كإنتاج» حشرة الدعسوقة (خنفوسة الباي) المفترسة هي ويرقاتها. ويفخر المجمع بأن لديه الآن محشرة تنتج 400 ألف وحدة في السنة وكان يجري استيرادها من إسبانيا بكلفة 1 دينار للحشرة الواحدة بينما أدى تطوير إنتاجها محليا إلى توفيرها للفلاحين بسعر 33 مليما. وتوجد برامج لتطوير مضادات أخرى.   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 7 فيفري 2008)


وفاة رئيس تحرير صحيفة سويدية قررت إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم

التصنيف: الأخبار التاريخ: Thursday, 14 Feb 2008 / الناشر: abdelkader / المشاهدات: 26

((الحوار نت: وصلنا الخبر التالي من الأستاذ علي سعيد فشكرا له))

رئيس تحرير الجريدة الوحيدة في السويد الذي قرر إعادة نشر الرسوم الكرتونية في جريدته مات في نفس يوم نشر الرسوم في إجتماع في مقر جريدته بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي

الخبر ليس إشاعة بل هو منشور في أحد أكثر صحف النرويج مصداقية وشهرة وسعة إنتشار وتحت عنوان (رئيس التحرير يموت في نفس اليوم الذي نشرت فيه الرسوم الكارتونيه)

وعلى صحيفة nettavisen   المملوكة للقناة الثانية النرويجية أيضا الخبر تحت عنوان ( رئيس التحرير مات بعد نشر الرسوم )

وغيرها من العناوين

وخبر موته منشور في جميع الصحف السويدية وغالب الصحف النرويجية

إسم رئيس التحرير   Peter Melin

إسم الجريدة   Sydsvenska Dagbladet

وصلة الخبر في الصحيفة النرويجية  http://www.aftenposten.no/nyheter/uriks/article2254490.ece

ووصلة الخبر في nettavisen      


الاحتفال بعيد الحب في عيون الشباب التونسي:

عادة دخيلة مرفوضة

* تونس ـ «الشروق» :   يحتفل العشاق والمحبون يوم 14 فيفري من كل سنة «بعيد الحب». هذا العيد الذي مازال محل أخذ وردّ لدى العرب. واعتباره من العادات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية الإسلامية وموعدا استهلاكيا جديدا ينضاف إلى قائمة المناسبات الاستهلاكية المعروفة. وإذا تحدثنا عن عيد الحب والعشاق فإنه بالضرورة سنتحدث عن موقف الشباب من هذا العيد لاعتبارات عديدة ومختلفة. «الشروق» حاولت رصد آراء وانطباعات ومواقف الشباب التونسي حول «عيد الحب».   أجمعوا على أن «عيد الحب» شكل من أشكال الغزو الثقافي الأوروبي للعالم العربي وأنه عادة دخيلة لا يهتمون بها مطلقا مؤكدين أن الحب لا يحتاج إلى يوم بعينه للاحتفال به وأن العرب المشهورين بقصص الحب الخالدة ليسوا في حاجة إلى «القديس فلانتين» ليدركوا أن الحب من أروع المشاعر التي يجب الاحتفاء بها.   إنهم مجموعة من الطلبة والطالبات من مختلف الشعب العلمية طالبوا بضرورة عدم الانسياق وراء عادات الغرب الدخيلة وتقليدها ومحاولة ترسيخها في مجتمعاتنا العربية الاسلامية بأي شكل من الأشكال.   عادة دخيلة   ويقول الطالب محمد عزيز «أعتبر «عيد الحب» عادة دخيلة يجب التصدي لها وعدم الاحتفال بها في تونس لأنها لا تمتّ لا للمجتمع العربي ولا الاسلامي بصلة بل هي عادة مسيحية عليها أن تظل حكرا على المسيحيين لأننا لسنا في حاجة إلى الاحتفال بالحب يوم 14 فيفري بالذات باعتبار أن الحب موجود دائما وأننا نحتفل به يوميا في أشكال مختلفة وطرق متعدّدة». وتدخلت نجاة لتؤكد ما قاله زميلها محمد عزيز قائلة: «إن هذه العادة ليست عربية ولا إسلامية ولذلك لا أرى داعيا للاحتفال بها ولا للترويج لها بهذا الشكل عن طريق الاذاعات والتلفزات حتى لا تصبح عادة متجذرة في مجتمعنا رغم رفض الأغلبية لها». ميساء قالت أيضا «إنها لا تحتفل بعيد الحب ولا تهتم بهذه المناسبة لأنها دخيلة على مجتمعنا العربي الاسلامي». ونفى الطالب قيس معرفته تاريخ الاحتفال بعيد الحب وقال متهكما: «هل نحتاج الى 14 فيفري بالذات للاحتفال بالحب الذي أرى أنه لا وجود له في عصر المادة والتكالب على المصالح». وأضاف متسائلا: «إلى متى سيسعى التونسي إلى إثقال كاهله بمناسبات دخيلة على مجتمعنا كرأس السنة الميلادية و»عيد الحب» دون أن يكون واعيا بخلفية مثل هذه الأعياد والنفقات الاضافية التي سيتحملها وينهك بها ميزانيته».   غزو ثقافي   إلى جانب رفضهم لفكرة الاحتفال «بعيد الحب» رأى كل من قيس وهدى وسامي ومحمد أمين أن عيد الحب ما هو إلا شكل من أشكال الغزو الثقافي ومحاولة فرض عادات الغرب وتقاليده على المجتمعات العربية حتى تكتمل صورة الهيمنة الثقافية الغربية على باقي مجتمعات العالم. ويقول قيس، طالب الموسيقى، إنه لا يحتفل بعيد الحب ولا يؤمن بجدواه ويعتبره مناسبة استهلاكية لا أكثر ولا أقل تنشط خلالها محلات بيع الورود والعطورات ويجده بعض المراهقين الفرصة المناسبة لربط علاقات عاطفية جديدة. أما سامي فقد كان أشد شراسة في مهاجمته لعيد الحب حيث قال: «أرى أن هذا العيد والاحتفال به فيه نوع من الخطر الداهم الذي يهدّد مجتمعنا الاسلامي وأنه طريقة من طرق الحملة التبشيرية الشرسة التي بدأت تتغلغل في المجتمعات الاسلامية ولذلك أدعو بكل حزم من موقعي كمسلم الى التصدي لمثل هذه الاحتفالات وعدم ترسيخها في المجتمع حى لا نساعد الحملات التنصيرية على النجاح في مجتمعنا». هدى أيضا لم تخف خوفها من هذه العادات الدخيلة وقالت ربما حسن النية وعدم الوعي جعل بعض الناس يتحمسون للاحتفال بعيد الحب دون التفطن الى الغزو الثقافي المستتر وراء مثل هذه الاحتفالات وأكثر من ذلك محاولة الديانة المسيحية تسريب عاداتها وتقاليدها الى المجتمع الاسلامي بشكل مبطن وخفي وعلى الشباب أن يكونوا أكثر وعيا بهذه النوايا للتصدي لها وعدم السماح لها بالتجذر في مجتمعنا. وتدخل محمد أمين ليقول: «لا أحتفل بعيد الحب ولا أرى أن الحب يجب حصره في يوم 14 فيفري لأن هذا العيد لا معنى له بالنسبة لمجتمعنا العربي الاسلامي».   احتفالات مشروطة   فئة أخرى من الشباب لم يروا مانعا من الاحتفال بعيد الحب ورأوا أنها مناسبة هامة للتعبير عن أسمى المشاعر الانسانية وتقديم هدية لكل محب ومحبة وحبيب وحبيبة لكن بشروط. ويقول عماد، طالب الهندسة: «أشترط عدم تحويل هذه المناسبة إلى موعد لتبادل الهدايا وممارسة النفاق العاطفي بين الأحبة وأن يكون احتفالهم لغاية التعبير عن الحب وليس مجرد تقليد الهدف منه الحصول على الهدايا والابتزاز العاطفي». ومن وجهة نظهرها ترى آمال موظفة، أننا في حاجة إلى يوم معين نحتفل فيه بالحب ونعبر خلاله بكل تلقائية عن مشاعرنا خاصة وأننا نعيش زمن الماديات والمصالح الذاتية ولا مكان للحب والمشاعر النبيلة الخالصة والنقية من المطامع المادية.   * ناجية المالكي   (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 فيفري 2008)


التونسيون يحتفلون بعيد الحب

عانق العديد من التونسيين فكرة تخصيص يوم بعينه للاحتفال بالحب الرومانسي. فتجد الحفلات الموسيقية والمطاعم غاصة بالجمهور المحتفل وطوابير طويلة أمام متاجر الهدايا لإحياء عيد الحب في العاصمة.   جمال العرفاوي من تونس العاصمة   أصبحت شعبية الاحتفال بعيد الحب والرومانسية سان فالانتاين تزداد بين التونسيين شبابا وكبارا. فاستعدادا ليوم 14 من فبراير يصبح أصحاب محلات بيع الهدايا على موعد معه فالواجهات البلورية تمتلئ بأشكال القلوب الحمراء والدببة والقطط الصوفية متعددة الألوان كلها تغري عيون الناظر وتدفعه دفعا نحو الباعة الدين يتلقفونه ويكيلون إليه معسول الكلام على شاكلة « الحب هو أغلى شيء في الحياة » و « إرضاء الحبيب مهمتنا ».   وتترواح الهدايا بين بطاقة بريدية مزخرفة يكتب عليها اسم الحبيب باللون الذهبي أو الفضي أو قارورة عطر أو سلسلة فضية أو وردة حمراء أوتشكيلة من الشكلاتة في أشكال قلوب.   وقف رجل في الخمسين من عمره يدعى سليمان أمام محل بيع البطاقات المحاذي للكنيسة الواقعة بالشارع الرئيسي بالعاصمة. وبعد فترة انتظار وقف أمام رجل خلف مكتب صغير مهمته خط رسالة « للحبيب » بأحرف من ذهب مقابل دينارين.   وقال لمغاربية « هذه البطاقة أوصاني بها ابني هذا الصباح ولا أدري لمن سيهديها لأنه طلب مني أن أكتب عليها حرفا واحدا فقط لعله اسم صديقته ربما ». وأصر السيد سليمان على التساؤل « لست أدري من أين جاؤوا بهذه العادات ».   لكن السيدة مريم القلاعي وهي امرأة في الأربعينات من عمرها تطيل الشرح لجارها في الطابور « شباب اليوم يعطون للحب حق قدره ويخصصون له عيدا ».   وفي نهج شارل ديغول بقلب العاصمة التونسية تجمهرت مجموعة من الفتيات أمام واجهة محل لبيع الساعات والنظارات وكل واحدة من الفتيات تشير بأصبعها للبائعة نحو الهدية التي اختارتها. تقول عائدة المليتي وهي تلميذة تستعد لاجتياز امتحان البكالوريا أنها جلبت معها كل ما ادخرته « لهذه المناسبة التي انتظر موعدها في كل سنة » وتضيف عائدة بعد أن تطمئن بأن هديتها ستعجب صديقها « السنة الماضية كدت أن أنسى الموعد ولكن والدتي أنقدت بشئ من المال في الوقت المناسب لأكون في الموعد حين يسلمني هديته ». أما صديقتها حنان الفرشيشي فإنها أخبرت الجميع بعد أن عجزت عن توفير ثمن هدية موضحة « سأكتفي بوردة، العبرة في الهدية وليس في ثمنها ». وتضيف حنان « في النهاية كل حسب إمكانياته ».   ومند صبيحة الاثنين لم تتوقف إذاعة موزاييك الواسعة الانتشار بين الشباب على بث إعلاناتها التي تحث مستمعيها على تسجيل رسالة حب إلى من يهمه الأمر يقع بثها في عيد الحب ويؤكد المذيع « أن صاحب أفضل رسالة سيفوز بنهاية أسبوع في أحد الفنادق الفخمة هو والحبيب ».   أما الإذاعة الدولية الناطقة باللغة الفرنسية فإنها قررت تنشيط حفل موسيقي تحتضنه مدينة الشباب بالعاصمة.   وضاقت الصحف المحلية بإعلانات المطاعم والفنادق التي استدعت نجوم الفن من تونس ومن لبنان ومصر لإحياء سهرات تتزامن وعيد الحب. ويشارك في إحدى هذه السهرات كل من الفنان وائل جسار وكذلك النجمة باسكال مشعلاني إلى جانب الفنانة التونسية ألفة بن رمضان. الفنان المصري ثامر حسني سيكون هو الآخر حاضرا ولكن في حفل جماهيري كبير مساء الخميس بقصر القبة بالمنزه.   وليس كل التونسيين متفقون على هذا الموعد السنوي. فالطالب خالد المقدادي يرى في إحياء هذا الموعد « تقليدا أعمى للغرب من شأنه أن يهدم عاداتنا وتقاليدنا ».   ويتساءل خالد « أليس عيد الفطر موعدا لإظهار المحبة والتواد بين الناس؟ ».   ويدعمه صديقه ضياء « الاحتفال بسان فالانتاين لم يعد مقتصرا على أبناء الأحياء الراقية لقد أصبح شعبيا بكل معنى ومن سيقف ضد ذلك سينعت بالتزمت والتخلف ».   (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 14 فيفري 2008) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/02/14/feature-02


تونسي يحتفل بعيد الحب على طريقته.. يحرق حبيبته وينتحر حرقا

تونس (رويترز) – يتفنن العشاق أينما كانوا في أشكال التعبير عن مشاعرهم للحبيب بمناسبة عيد الحب (فالانتين) لكنهم يجمعون كلهم على اهداء الحبيب أحلى المشاعر وأرقها.. غير ان عاشقا تونسيا تميز بطريقة تعبير بشعة قد تكون الاسوأ في هذه المناسبة عندما احرق نفسه وحبيبته تعبيرا عن حبه الاعمى. قالت صحيفة الشروق المحلية يوم الجمعة ان شابا تونسيا تعمد اضرام النار في حبيبته قبل ان ينتحر هو ايضا بعد ان أحرق نفسه اثر خلاف دب بينهما في مدينة قابس الواقعة جنوب البلاد. أوضحت الصحيفة ان سبب الخلاف ناتج عن فتور العلاقة بين الحبيبين المخطوبين لتتطور الى غيرة من قبل الحبيب الذي لم يقبل تعرف حبيبته على شخص ثان. قام الشاب في عيد الحب بصب مادة ملتهبة على حبيبته ثم اضرم فيها النار وبينما كانت تحترق وتستغيث سكب على نفسه نفس المادة ليشتعل جسده الى جوارها ويفارق الحياة بسبب الحب. قالت الصحيفة ان بعض المارة تمكنوا من انقاذ الفتاة ونقلوها الى مستشفى بقابس حيث لاتزال ترقد في العناية المركزة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 فيفري 2008)


تجار: تونس تشتري 42 ألف طن من القمح في مناقصة

باريس (رويترز) – قال تجار أوروبيون ان تونس اشترت في مناقصة يوم الخميس 42 ألف طن من قمح الطحين اختياري المنشأ بسعر 471.39 دولار للطن شاملا تكاليف الشحن. وأوضح المتعاملون أن الكمية موزعة على شحنتين من 25 ألفا و17 ألف طن للشحن في الفترة من 20 الى 30 مارس اذار. وكانت تونس طرحت مناقصة لشراء 92 ألف طن من قمح الطحين اختياري المنشأ و25 ألف طن من القمح الصلد اختياري المنشأ أيضا للشحن من منتصف مارس الى نهاية ابريل نيسان. وقال التجار انها لم تشتر أي قمح صلد. وقال أحد التجار انه اندهش لعدم شراء المزيد من القمح اللين نظرا لوجود عطاء بالكمية كاملة وبسعر أرخص. وقال « لعلهم تأثروا بارتفاع الاسعار المعروضة وربما يريدون انتظار شحنات لاحقة. عادة ما تتراجع الاسعار في وقت لاحق من الموسم. » وارتفعت أسعار القمح العالمية منذ مطلع العام مع صعود عقود شيكاجو الى مستويات قياسية غير مسبوقة في وقت سابق هذا الاسبوع بدعم طلب قوي وامدادات هزيلة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 فيفري 2008)


فاضل الجعايبي يسحب فيلمه من مهرجان يحتفي بذكرى اعلان اسرائيل في بلجيكا

تونس (ا ف ب) – اعلن المخرج التونسي فاضل الجعايبي انه قام بسحب فيلم « جنون » من مهرجان افلام الحب في مدينة مونس البلجيكية بعدما اكتشف ان المهرجان يحتفي بمرور ستين عاما على اعلان اسرائيل.  وقال الجعايبي لصحيفة الشروق التونسية الخميس انه « رفض المشاركة في المهرجان بعد اكتشافه تخصيص برنامج كامل للاحتفاء بتاسيس دولة اسرائيل ».  واحتج الجعايبي ان « ادارة المهرجان لم تعلن من البداية عن الاحتفاء بدولة تحكمها عصابات عنصرية تبيد الاطفال والنساء والابرياء وتغتصب اراضي عربية ». وقالت مجموعة « فاميليا للانتاج »التي يتراسها الجعايبي انها « رفضت عشرات الدعوات من جهات فلسطينية لتقديم عروض في مناطق اسرائيلية لانها رفضت الدخول بتأشيرة دولة مغتصبة للحق الفلسطيني اذ ان ذلك يعني في نهاية المطاف الموافقة على الاحتلال ».  ويروي فيلم « جنون » قصة الشاب « نون » الذي يجد نفسه نزيل مستشفى الامراض العقلية نتيجة الانكسارات وضغوط الحياة اليومية. وهو من بطولة جليلة بكار ومحمد علي بن جمعة وفاطمة بن سعيدان. وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الاوروبية وحصل على جوائز من بينها جائزة الجمهور في مهرجانات القارات الثلاث في مدينة نانت الفرنسية. واعلن المخرج المصري سعد هنداوي سحب فيلم « الوان السما السبعة » من المهرجان بعدما اكتشف انه يحتفي بذكرى تأسيس اسرائيل.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 15 فيفري 2008)

 


 

كتكت الهادي فلبّى المخدّر

 

 

كتبه عبدالحميد العدّاسي:   الهادي بن عمر هو الاسم و(ولد باب الله) هي كنية فيما أعتقد يفهم منها – حسب القاموس الشعبي التونسي – أنّه ليس له من معين في هذه الدنيا إلاّ الله (رغم انفلات بعض العبارات التي لا تخلص لهذه الكنية من الهادي هداه الله)… تمكّن الهادي – ودون كثرة إنفاق من الذين حرصوا على تنظيم أسبوع الضحك في تونس على أنغام حصار غزّة – من إضحاك الكثير من المتألّمين، وهو يحكي طُرَفًا قريبة جدّا من الحقيقة، قد أبدع في اختيارها وتصويرها وتنزيلها… لمّا سمعت منذ أيّام خبر سجن الهادي بن عمر لم أشكّ لحظة في أنّ سجنه جاء نتيجة تجرّئه على « الذوات المقدّسة » – كما قال غسّان بن خليفة في مقاله الجيّد -، والمطّلع على التسجيل اليوم يتأكّد من ذلك دون كثرة تخمين… وبقطع النظر عن موافقة أو عدم موافقة الهادي في توجّهاته، فإنّي أعترف له بأنّ فقرات من تسجيله كانت غاية في الرّوعة لعلّ من أبرزها ذلك الجمع أو ذلك التصنيف للوزارات التونسية: فالعدل مع الدّاخلية، والجيش مع التجهيز، وحقوق الإنسان مع السجون، ولو فصّل الهادي أكثر لبيّن بأنّ الكلمة الفصل في الثنائي الأوّل للدّاخليّة وفي الثنائي الثاني للتجهيز وفي الثنائي الثالث للسّجون، غير أنّ فصاحة الهادي وإبداعه تمثّلا في الإجمال، وكأنّه يضحكنا ليمتحن فهمنا…   قلت: لم أشكّ في أنّ المستهدف هو الهادي، وذلك انطلاقا من فهم سلوك النّظام التونسي ورأس النّظام التونسي على وجه الخصوص: فلمّا قتل علي السعيدي في ديسمبر 2002، كتبت بعض الصحف الكنديّة تحت عنوان « ابن علي، هذا الرّجل الذي لا ينسى »، مبيّنة أنّ العمل بإحدى الوزارات التونسية لم يُنس ابن علي أنّ عليّا السعيدي كان ولا يزال يناضل من أجل حقوق الإنسان التي كان ولا يزال يراها منقوصة في بلده تونس رغم الجهد الكبير الذي بذله المنافقون الملمّعون… وقبل ذلك لم ينس ابن علي أنّ الكثير من أبناء النهضة وأفراد المجموعة الأمنيّة كذلك قد خرجوا سنة 1987 والسنتين اللتين تلتها، في ظروف لا يستطيع هو نفسه معاكستها، إذ كانت خادمة لترسيخ سلطته، ولذلك فقد عمل بإخلاص تامّ لتوفير كلّ العراقيل الدّافعة إلى « ارتكاب الخطأ » – ربّما – كي يعيد كلّ من خرج من السجن إلى السجن، بل لقد حدّثني من لا أتردّد في تصديقه (لأنّه ربّاني صادق) بأنّ بعضا من ضبّاط الشرطة « الخادمة للشعب العاملة على توفير أمنه » قد أخبروه عند استدعائه في مايو 1989، أي مباشرة بعد خروج آخر عنصر من المجموعة الأمنيّة من السجن، بأنّ الملفّات جاهزة وأنّها لن تكون هذه المرّة سياسية بل إنّها ستكون حول قضايا أخلاقيّة توريطيّة، أبطالها المومسات واللّوطيون والساقطون، وهو بالفعل ما أرادوا – خاسئين – فعله ومعاقرته مع رموز الحركة الإسلاميّة من أمثال الشيخ عبدالفتّاح مورو وعلي العريض وغيرهما…   الهادي بن عمر خضع لنفس التدابير، إذ أنّ صاحبه لا يزال يملك من الذاكرة ما لم ينسه ضحكات القوم التي صارت تملأ عليه أرجاء القصر، وربّما كرّهت إليه كلّ الكتاكيت (جمع كتكت)، فدُبّرت له قضيّة أخلاقيّة خطيرة تتمثّل في تعاطي أو ترويج المخدّرات، هذه المادّة التي لم تكن بالمناسبة شائعة في تونس ما قبل التغيير… وإذا كان الهادي من أولاد باب الله، فلعلّ الله يفتح له الأبواب فيخرج من السجن معزّزا مكرّما ولعلّه يجد نفسه ذات يوم – كما تمنّى – في تونسَ سعيدةٍ بأهلها عادلة بين أبنائها متفهّمة لمشاكلهم سامعة لأنّاتهم عاملة على إكرامهم، أسأل الله له ذلك وأتمنّاه لكلّ التونسيين والمسلمين… على أنّه – مع ذلك – لا بدّ من إيجاد حلّ جذري لقضيّة المخدّرات في تونس المسلمة حتّى لا تخطئ طريقها مرّة أخرى إلى الهادي أو إلى غيره من الأبرياء، ولعلّ أوّل خطوة فيه (الحلّ) هو الضرب على أيدي المروّجين لهذه المادّة السامّة الذين كان من بينهم – كما قرأنا – أحد أشقّاء الرّئيس نفسه… وإذا كان قد ساءني كثيرا سجن الهادي الذي صرّح بأنّ الأمر كيدي (وأحسب أنّه كذلك)، فقد رجوت لو كان ببلدي قضاء يبحث في ضبط السلسلة الشرّيرة التي أوصلت المخدّر إلى سيارة الهادي بن عمر ولد باب الله أو إلى الهادي نفسه، فلعلّ الحدّ من المخدّرات أو القضاء عليها بصورة تامّة ينقص من « تحامل » الهادي – في نكته – على دوائر قد كثر فيها ترويج المخدّرات…          


مجرد رأي

قراء تونس نيوز الاعزاء، استسمحكم للتعليق على ما جاء في التسجيل الثاني للهادي بابالله

كنت قد استمعت مثل بقية التوانسة الى التسجيل الأول للفكاهي الهادي بابالله وشدني حسن اتقانه لصوت رئيس الجمهورية. لكن بعد الاستماع الى التسجيل  الثاني بان لي ان ما جاء فيه خروج عن اللياقة و التادب حتى و لو كان تقليدا لاي تونسى من عامة الشعب فما بالك اذى كانوا: رئيس سابق و رئيس وزراء سابق و رئيس حالي ورئيس وزراء حالي و….   قد يرى البعض ان مثل هذه التهكمات تعتبر عادية في البلدان الاوروبية و تدخل في نطاق حرية التعبير، لكننا مجتمع عربي اسلامي له نواميسه و عاداته و نحن في تونس – شئنا ام ابينا- يعتبر المساس بشخص رئيس الدولة مساسا بهيبة الدولة.   اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه   كريم : سجين راي سابق


ماذا يدرس من الفلسفة في معاهد تونس؟

 زهير الخويلدي

أخطاء قاتلة في كتاب الفلسفة الجديد: إظهار صورة مجرم على أنه فيلسوف

كما هو معلوم انفردت الوزارة وفي آخر لحظة بتغيير برامج التعليم هذه السنة ودعي الأساتذة والمتفقدين للاشتغال كامل الصائفة الفارطة على إعداد الكتب المدرسية بعد ان كانت الوزارة أعلنت في وقت سابق بالاتفاق مع الطرف النقابي على تأجيل النظر في تغيير البرامج الى موفى سنة 2008 ولا يخفى ان هذا الاستعجال سيكون على حساب نوعية البرامج المقدمة ونوعية النصوص ناهيك عن الإرهاق الذي لحق الأساتذة

هذا التسرع كان لابد ان يثمر أخطاء عديدة اخصينا منها الكثير في الطبع ولكن الخطأ الأفدح بنظري ما ورد في كتاب العلوم الجديد على مستوى الصفحة 124 في النص السند بعنوان  » مساءلة الهوية « (انظر الصورة) حيث أورد من كلف بإعداد النص للطبع صورة لمجرم حرب ارتكب جرائم في حق الانسانية هو الرئيس الليبيري السابق « شارلز تايلور « ( صورة الكتاب مأخوذة من هنا )على انه صاحب النص الفيلسوف الأمريكي الكندي الأصل والذي يحمل ذات الاسم  » شارلز تايلور ». ولا يخفى على احد ان هذا الخطأ -وان برر بخطأ مطبعي – قد يكون له تأثير بالغ على تلميذ البكالوريا ان لم ننبهه لهذا الخطأ.ثم كيف يمكن ارتكاب مثل هذا الخطأ أصلا اذا المشتغلون على إعداد النص يعتمدون كما هو واضح اعتمادا كليا على الإعلامية والانترنت في إعداد مواد الكتاب المتعددة الوسائط. فالفرق واضح بين صورة تحمل دلالات الاجرام (انظر هنا) وصورة مفكر (انظر هنا).نعلم ان موسوعة ويكبيديا أوردت الاسميين متتاليين ( انظر هنا) ولكن شتان بين الثرى والثريا. فتايلور الليبيري ( حكم من 1997 الى 2003)الذي قدم لمحكمة لاهاي( حددت جلست الاستماع ليوم 7 جانفي 2008) بتهم يصنف العديد منها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. راح ضحيتها أكثر من 200.000 قتيل وتشمل التهم تجنيد أطفال، والقتل غير المشروع، وممارسة العنف البدني والجنسي، والهجوم على بعثة الأمم المتحدة في سيراليون.وتايلور الفيلسوف أمريكي من أصل كندي درس في كندا الفلسفة وعلوم السياسة يعتبر من أهم مؤرخي شمال أمريكا لتعدد الثقافات اهتم بالفلسفة التحليلية وفلسفة اللغة انشغل بمسائل الأخلاق والسياسة والحداثة أثرت فيه أعمال توكفيل وهيغل وميرلوبونتي وماكس فيبر وفيتقنشتاين ودوركايم راهن من خلال أعماله على تحقيق الاعتراف بكل المجموعات الاثنية والجماعات الدينية والأقليات السياسية والعرقية والنسوية على ان تتعايش في مجتمع واحد …فشتان بين يعمل على التاليف بين الثقافات والأعراق ومن يعمل على تحطيمها وقتل وامتهان الذات الانسانية؟؟؟؟ فقليل من بعد النظر والتركيز يا واضعي البرامج ؟؟؟؟والفرق واضح بين من حاز جوائز عالمية كجائزة تومبليتون التي تفوق قيمتها جائزة نوبل وبين من يحاكم بجرائم ضد الانسانية ؟؟؟

من بين الأخطاء الأخرى نذكر وجود عدة صور مخلة بالحياء وبالأخلاق والتطرق الى مضامين تكرس الحيرة والإرباك لدى التلميذ وتفقده الإحساس بالانتماء  والاعتزاز بالهوية إذ كيف نفسر التأكيد على أن القول بالخصوصية يؤدي الى العديد من المخاطر وأن الانفتاح اللامشروط على العولمة سبيل نجاة؟  كيف نفسر طول البرنامج وحرمان تلاميذ الشعب العلمية من بعض المحاور العلمية التواصل والأنظمة الرمزية وتدريسها للآداب وإرهاق تلاميذ الآداب بباب طويل عن النمذجة والحقيقة العلمية وتقليص ساعات تدريس هذا الباب لدى الشعب العلمية؟ وأي مبرر يمكن أن يفسر إنقاص عدد الساعات والضوارب في الباكولوريا في جميع الشعب وتجاهل الوزارة لمطالب الأساتذة بحفظ كرامة المادة والمدرسين خصوصا وأن الباكولوريا هي عرس الفلسفة؟ فمتى نرى واضعو البرامج يراجعون حساباتهم ويشركون الأساتذة في وضع برنامج لتدريس الفلسفة يراعي السياق الاجتماعي والثقافي للتلميذ التونسي؟


حول المهمات الخفية لمديري المعاهد: رسالة إلى مديري السابق

من المعروف أن مديري المؤسسات التربوية في التعليم الثانوي كلهم معينون، و معايير التعيين معروفة عند القاصي و الداني و هي تتعلق بالموالاة السياسية أساسا، كما يعرف الجميع إن الدور المنوط بعهدة هؤلاء لم يكن في يوم تربويا و لا بيداغوجيا. انه دور المراقبة و تكميم الأفواه و الضغط على الأساتذة كي لا يمارسوا العمل النقابي و لا يواكبوا أي أنشطة مستقلة علمية كانت أو نقابية أو سياسية، و حتى لا يعتبر كلامنا حكما اطلاقيا او دعاوى باطلة فإننا يمكن أن نستثني بعض المديرين الذين يكونون اقل عدائية للعمل النقابي و للجسم الاستاذي، و شخصيا كنت احسب الأستاذ عادل الخالدي مدير المعهد الثانوي ابن منظور بقبلي من طينة هؤلاء و هو الذي ردد على مسامعي أكثر من مرة انه لن يكون أداة لضربي أو حرماني من تجديد الانتداب، فالسيد المدير كان يعلم بوضعيتي  غير المرضي عنها و هو الذي اتصل به عديد المرات مسؤولون في منطقة الشرطة و الحرس و الولاية و المعتمدية فضلا عن الإدارة الجهوية للاستخبار عني ، كان يطمئنني بأنه  » راجل » و يخير العودة للمحفظة على أن يشارك في مظالم و مهازل، اذكر أن  » سي عادل » حين زارني في درس غادر القاعة بعد ساعة و بعد خطوات رجع أدراجه و استأذن مني ليخاطب تلامذتي بأنه فخور جدا بأن يكون في المعهد  » أستاذ مثلي » و انه رغم عدم اختصاصه في مادة الفلسفة فانه حضر درسا حقيقيا في الفلسفة »، اذكر أيضا أن  » سي عادل » كان شديد التباهي يوم زارني السيد المتفقد يوم الخميس 15 مارس 2007 و هو نفس الشيء الذي أعاده يوم الاثنين 07 ماي 2007 بمناسبة زيارة تجديد الانتداب و بعد حضوره لجلسة المناقشة مع السيد المتفقد أعلمني بأنني سأكون صاحب الأولوية في العام المقبل لتدريس سنوات الرابعة آداب كما اعلم كل أعوان الإدارة بفحوى المناقشة، اذكر أيضا انه ما من مناسبة و خاصة مجالس الأقسام لم يستغلها السيد المدير للثناء و هو الذي أعلمني انه اسند إلي عدد 20/12 ( 100/65) كعدد إداري و حين طالبته عديد المرات بوثيقة في الأمر امتنع و حين صرحت له بشكوكي حيال نوايا الوزارة بخصوص تجديد انتدابي و خاصة اثر مشاركتي  الحضورية في الإضراب القطاعي ليوم 11 افريل 2007 رغم انه يوم بيداغوجي بالنسبة لي، أعاد طمئنني و أكد لي أن استدعائي للمشاركة في إصلاح اختبارات الباكلوريا لدورتين هو دليل غياب نوايا تصفوية. لقد كان مسرورا بالنتائج التي حققها تلامذتي في مادة الفلسفة، لكن آليات اشتغال المدير المعين هي التي « انتصرت » في النهاية فقد استجاب السيد المدير لضغوط أعرافه الذين وعدوه بترقية مهنية فغير العدد ليتحول إلى 20/08 مع ملاحظة: عدم تجديد الانتداب!!! لقد علمت بهذا الأمر بوسائلي الخاصة و من داخل المكتب الذي طبخت فيه هذه المؤامرة، و لكنني كنت اقنع نفسي بأن » سي عادل » ليس من هذه الطينة و حين اتصل به أعضاء النقابة الأساسية أكد لهم و اقسم باغلظ الإيمان  بأن الأمر غير صحيح و لكن حصول الأستاذ المحامي منذر الشارني الذي ينويني و زميلي المطرود محمد مومني في القضية المنشورة بالمحكمة الإدارية، على العدد الإداري و اقتراح المدير ثبت لدي ما كنت أشك فيه. إنني إذ أكتب هذا بمرارة فأتمنى( و التمني يفيد الاستحالة) ان يخرج السيد عادل الخالدي  من صمته و يختار كرامته و أنفته و شرفه، فهذا أفضل بما لا يقارن من منصبه الحالي و منصبه الموعود.   إن قناعتي لا يطالها الشك بأنني وزملائي المطرودين عائدون إلى التدريس عاجلا أو آجلا، كما أنني متأكد أنني سألتقي الأخ عادل طال لزمن أو قصر فماذا سيقول؟؟؟ ان زملائي بمعهد ابن منظور أصروا على  » براءة المدير » لكن اليوم ستصلهم هذه الرسالة فكيف سيواجههم و هم الذين شاركوا بنبة 98% في كل التحركات التي دعت إليها النقابة الجهوية و النقابة العامة للتعليم الثانوي لرفع المظلمة عني و عن زملائي ، كيف سيواجههم و ماذا سيقول لهم؟؟؟ الأستاذ المطرود لأسباب نقابية علي الجلولي : 21460918 profexclu@yahoo.fr


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  الرسالـة رقـم 398 على موقـع الحريـة بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

ذكر الاسم الكامل ضروري مستقبلا تعقيب على مقال كمال ص موظف بوزارة التربية والتكوين وتحريفه الواضح

اطلعت يوم 11/02/2008 على مقال ورد كتبه كمال ص من وزارة التربية حسب قوله – ذكر فيه كلام لا أساس له من الصحة إطلاقا. فقد ذكر في رده أن العروسي الهاني وحاتم الونيسي كتبوا وتسرعوا في كتاباتهم واتهموا الوزير الصادق القربي بأنه تقاضى مئات الملايين من الرشوة. حيث قام بانتداب أبناء منطقة خنيس مسقط رأس الوزير القربي. وهذا ليس صحيح إطلاقا ولا يمت للحقيقة بشيء ولم أذكر شخصيا كلمة الرشوة لا بالتلميح ولا بالإشارة. قلت في مراسلاتي ومقالاتي المتكررة أن موضوع تشغيل حاملي الشهائد العليا خاصة في وزارة التربية والتكوين المشغلة أكثر في مجال سلك المعلمين والأساتذة. أن التشغيل أو ما يسمى بالانتداب في وزارة التربية والتكوين. يخضع إلى أربعة عناصر في قضية الانتدابات : الجهوية والمحسوبية والمحظوظية. التدخلات من الوزن الثقيل 20 كيلو. الطرق الملتوية بمفهوم واسع وشامل لا حدود له. منطقة حرف الـ »خ » لها نصيب الأسد… ومنطقة حرف الـ »ح » نصيبها مناب النعجة الضعيفة. هذا ما قلته حرفيا سواء تعقيبا على ما قاله المربي الأخ حاتم الونيسي من فرنسا أو ما قلته يوم 03/01/2008 بقناة المستقلة في إطار الحوار الذي أجرته معي قناة المستقلة حول أمنيات العام الجديد 2008 مشكورة على اهتمامها بقضايا المجتمع التونسي الذي هو من مشاغل واهتمام القناة للمساهمة في إنارة الرأي العام ودعم حرية التعبير في مغربنا العربي الكبير وأشرت في هذا الحوار التلفزي الهام ان قضية تشغيل حاملي الشهائد العليا محل عناية واهتمام سيادة الرئيس شخصيا وقد خص له بند كامل في النقاط 21 ضمن برنامجه الانتخابي لعام 1999 – 2004 ولا زال الرئيس حريص على هذا الموضوع. وقد قلت واقترحت مستقبلا أن يشرف على عملية الانتدابات خاصة بوزارة التربية والتكوين لجنة عليا من رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى مع مزيد الشفافية في الانترنات مستقبلا وأشرت إلى إعطاء الأولية إلى مناطق الظل والعائلات المعوزة حسب اهتمامات سيادة الرئيس وحرصه على دعم العائلات المعوزة ومناطق الظل المحرومة. هذا وفي خصوص الرد على مقال المربي حاتم الونيسي قلت أن هناك طرف ملتوية وكذلك الجهوية والمحسوبية ولم أذكر كلمة الرشوة لا من طرف المشرف الأول ولا غيره. وفي خصوص الاهتمام بالجهوية أشرت أن منطقة حرف الـ »خ » لها محظوظية على منطقة حرف الـ »ح »… وهذه حقيقة أما ماض الوزير لم أعرف عليه شيء ماعدى ما قاله الأخ حاتم الونيسي في كلمتين فقط كلمة الدكتور القربي عندما كان طالبا في الجامعة كان كثير الوضوء وصاحب المنشفة على كتفيه أو إشارة الأخ حاتم الونيسي إلى انتمائه السياسي حسب قوله وقد كان ردي على ملاحظات حاتم بأسلوب حضاري سليم وراقي شاطرته الرأي في خصوص الاهتمام بموضوع الجهوية وقلت له في الرد أضم صوتي إلى هذه الملاحظات وفي خصوص لقب بونشفة أو الاتجاه السياسي كان تعليقي بوضوح وأنا أتساءل من يحمي المسؤول والماضي السياسي على هذه الحالة. هذا في خصوص مقالاتي أما ما قاله أتسأت الأخ كمال ص حول حاتم الونيسي حول الرشوة فلم أقرأ جملة واحدة أو كلمة قالها حاتم تمس الوزير في خصوص الرشوة. لذا استغرب من رد كمال ص الذي كان خاليا من كل صحة وإذا أراد أن تكون كتاباتي و ردود الأخ حاتم كمدخل له حتى يقول كلام على الرشوة وغيرها ويذكر حرف الف وحرف س وحرف الدل فهو حر في رده ولكن عليه الابتعاد على اهتمام الناس وتأويل وتحريف المقاصد النبيلة والكلام النظيف. ونقول له إذا أنت شجاع وصاحب أمانة أذكر اسمك بالكامل يا كمال. أتحداك إذا أثبت في ما ورد في مقالاتي حول التشغيل في وزارة التربية والتكوين ذكر جملة واحدة حول الرشوة أو كلمة واحدة حول خدش تاريخ الوزير. أو كلمة واحدة حول جمع مئات الملايين كما قلت كذبا وبهتانا وافتراء وزورا… وليس من أخلاقي الإسلامية أو تربيتي الوطنية أن أتهم الناس أو أرمي بالكلام الجارح أو أرجم بالغيب…؟ أعرف أنك شاطر في التأويل والتحريف وأعرف أنك أردت أن تجعل من مقالاتي ورد الأخ حاتم الونيسي مطية لتبرير مقالك حتى تصب غضبك وتذكر الأشياء والسلبيات بأسلوبك باعتبارك على علم بها وأنت تعرف وخبير ومطلع وكان عليك يا كمال ص… أن تتحدث بأسلوبك دون أن تتهم غيرك… وأعود لأقول لك أتحداك إذا وجدت في مقالي المؤرخ يوم 26 جانفي بعنوان الأذن الثالثة خط الهاتف الأخضر للوزير لم أقل كلمة جارحة وكذلك في الرد على المربي حاتم الونيسي المؤرخ في 01/02/2008 أو رسالة الأخ حاتم يوم 30/01/2008 وكل المقالات وقع نشرها بموقع تونس نيوز والرجوع إليها ضروري لإبراز الحقائق. وختاما أقول لك أنت شاطر في التأويل والافتراء ولكن أنت تنقصك الشجاعة الكاملة وأنت ضعيف الحجة. والله يحاسبك يوم القيامة وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. وللحديث بقية للتوضح إذا عاد صاحب اسم « ص » وان علاقتي بأهالي « ختيس » متينة منذ أربعة عقود. قال الله تعالى :  » يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنأ فتبينوا سعى أن يصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين » صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 


 

 

العولمة والبيئة

لم تقتصر الانعكاسات السلبية للعولمة على الجانب الاقتصادي حيث دعمت الفوارق الاجتماعية بين القلة من الأثرياء والأغلبية الساحقة من الفقراء من ناحية وزادت من حدة التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة بدعم التبعية والارتهان  مع مارا فق ذلك من محاولات للهيمنة جسدتها الحروب المتتالية  ولا على الجانب الاجتماعي حيث أدت هشاشة الشغل والتفويت في القطاع العام وتحرير الأسعار لمزيد من التفقير والتهميش للأغلبية الساحقة من المواطنين ولا على الجانب الثقافي حيث سيطرت الثقافة الاستهلاكية على الثقافة الجادة والواعية وغاب التنوع الثقافي ليترك مكانه للتنميط مما يدمر قدرة الشعوب على مقاومة الغزو الثقافي  وحماية ثقافاتها الوطنية، بل إن هناك انعكاسات خطيرة على البيئة والمحيط ، حيث أن « التدمير التدريجي  للبيئة ينتج عن منطق الربح السريع الذي يفوق – في واقع العولمة – أهمية الحفاظ على البشرية. » ففي عدد خاص صادر عن » لوموند ديبلوماتيك » أطلس المحيط * يؤكد المقال الأول انه  » إذا كانت الحرب الباردة هي عنوان الجزء الثاني من القرن العشرين مع ما صاحبها من أسلحة للدمار الشامل وحروب ، فان المأزق البيئي هو عنوان القرن الواحد والعشرين. » كما يؤكد أن جزء كبير من بؤر التوتر في العالم – من الصراع العربي الإسرائيلي  مرورا بأزمة دارفور …إلى انتداب عناصر القاعدة في الأحياء القصديرية في المغرب العربي –   كلها لها علاقة مباشرة بالمخاطر التي تهدد البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية. وتعدد المقالات في الصفحات الداخلية أهم المخاطر البيئة التي تواجه البشرية في السنوات المقبلة ومنها: – إن جزاء من الصراع في فلسطين المحتلة احد تمظهراته  هو البيئة والموارد الطبيعية. »فقد  غيرت الدولة الناشئة  في 1948 معالم القرى والمدن وعبرنتها – أي حولتها إلى العبرية –  كما أن  ما يحدث الآن هو مواصلة لتحطيم  ما تبقى من الهوية الفلسطينية: الفلاحة وشجرة الزيتون والطبيعة الفلسطينية . » كما إن  الجدار العازل الذي بني في السنوات الأخيرة قد تسبب في كارثة فلاحية   وبيئية في الأراضي الفلسطينية حيث اقتلعت أكثر من 100 ألف شجرة زيتون. إلى ذلك فان تتسبب ندرة المياه الغير صالحة للشراب في العالم اليوم في موت مليون و8000الف طفل سنويا في العالم و يفتقد مليار ومائة مليون شخص الماء الصالح للشراب ، فان الماء في الوضع الفلسطيني يصبح احد أوجه الحيف الذي يكرسه الاستعمار الاستيطاني. فبينما لا يحق للمواطن الفلسطيني أن يتجاوز عمق البئر الذي يحفره 140 مترا فانه يحق لسكان المستعمرات حفر ما يزيد عن 800 مترا لتكون النتيجة إن استهلاك الفلسطيني للماء لا يتجاوز 60 لترا يوميا بينما يستهلك الإسرائيلي 300لترا في اليوم. – إن النقل الجوي والبري في العالم  يتسبب في تفاقم المخاطر البيئية حيث انه حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فان هذا النقل هو  » كارثة صحية مؤكدة  » يموت بسبب التلوث الذي يخلفه 3000شخصا يوميا، منهم 90 في المائة في البلدان الفقيرة. – إن التصحر والاستنزاف المتزايد لثروات الطبيعية والانحباس الحراري سيتسبب في اختلال التوازن البيئي حيث أن ثلث الكائنات الحية مهددة بالانقراض في حدود سنة 2050. – إن الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة يساهم في مزيد من الجفاف، ويقلل من دقة التوقعات الجوية ويساهم في اضطراب الطقس ويحد من الإنتاج ألفلاحي – عرف العالم 7 سنوات متتالية من نقص حاد في إنتاج الحبوب.  كما أن ارتفاع مياه  المحيطات الناتج عن ذوبان الخليج القطبي والتبخر  سيصل إلى أكثر من نصف مترفي حدود 2100 ، وهو ما سيتسبب في إغراق أراض فلاحيه ومناطق سكنية على السواحل. – إن ارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن الغازات تهدد لا فقط التنوع البيئي بل كذلك التنوع العرقي إذ أن العديد من المجموعات الاثنية مهدد بالانقراض حيث يجبر العديد من المجموعات مثل الهنود وسكان استراليا الأصليين على الرحيل والاندماج في ثقافات أخرى. » وكما أن انقراض ثقافة تمثل خسارة بالنسبة للتعدد الثقافي، فان هناك قضية أهم: وهي الاعتداء على حق الحياة ، إذ أن سبب انقراض هذه الشعوب -التي لا تشكل أي تهديد للبيئة بحكم علاقتها الحميمة بالطبيعة والمحيط –  مرتبط باستنزاف الموارد الطبيعية من قبل البلدان الصناعية. »  ختاما  إن  كانت إنسانية الإنسان  لا تحدد  » بما يبتكر ويصنع بل بما يستطيع المحافظة عليه  وحمايته  من التدمير » مثلما عبر عن ذلك احد علماء البيولوجيا ، فانه يراد للإنسان في عصر العولمة أن يستهلك كل شئ ويدمر كل ماحوله  دون تفكير في المستقبل . لذلك يصعب تغيير النظرة إلى البيئة دون تغيير النهج الاقتصادي العالمي . الحركات المناهضة للعولمة بشكلها الليبرالي الحالي هي التي  تطرح السؤال التالي:  » كيف ستكون الحياة  مستقبلا في واقع طبيعة ميتة؟ »  مسعود الرمضاني Le Monde Diplomatique : L’Atlas environnement  


تحية إلى قطر في مؤتمر الإعلام

  أم أسيل أهدي سلامي  إلى قطر أحييه والعزة والشموخ على أراضيه أبى أن يضع القيود في معصميه وهل يرضى العزيز قيودا في أياديه راودوه عن شرف بات يوشحه فرفع الصوت يشق الصمت يطويه توشح بإعلامه الحر يقاومه من يتمنى في الظلمــاء يرديه فيـــــــــــا قطر أنت قطر الندى وزينة العرب وكل أمانيه وما أنت إلا مهرة عربية تأبى الخضوع والظهر توليه سلمت من كل سوء ومن كل كيد لك الأعداء تخبيه رفعت الرأس فطاولت المدى والجبال الشامخات لا تضاهيه فأنت شبه الجزيرة، بل أنت جزيرة الخير والأحرار تهديه سلاما وعطرا ودعوات تحصنه فأنت حَصان وحصن  حصين وليست سهام السم ترديه


الجهويات: متى كيف ولماذا تظهر؟

ظــاهــرة «الــجــهـويـات» بـــيـن الـوقـائـع والخـطـاب : قـــــراءة ســـوســيــولــوجـيّــة فــي «قـضـيـة» الـزحـّاف

 
انشغل الرأي العام والشارع الرياضي مؤخرا في تونس بما عرف بقضية «الزحاف» رئيس النادي الرياضي الصفاقسي على إثر قراره الانسحاب من مقابلة كرة القدم التي جمعت فريقه بالترجي الرياضي التونسي والذي أثار على أعمدة الصحف وشاشات التلفاز وواجهات الانترنت موجة من ردود الفعل المتناقضة التي تراوحت بين التهويل والتهوين والإحساس عند البعض بالظلم والحيف وعند البعض الآخر بالغضب والسخط ونعتت الحادثة بـ«السابقة الخطيرة» وبأنه عمل لا أخلاقي ويستحق الردع والعقاب الشديدين.   وهنا لا تهمنا التفاصيل أو الحكم على هذا الطرف أو لفائدة الطرف الآخر أو وضع السيد صلاح الدين الزحاف، الذي نكنّ له كل الاحترام والتقدير، في قفص الاتهام، فالمهم لدينا أن الحادثة اقترنت بعودة الحديث عن الروح أو النعرة الجهويّة التي تعرف اليوم في تونس، وفي مجالات أخرى بعيدة عن الحقل الرياضي، انتعاشة مثيرة للتساؤل. كما أنّ قضيّة «الزحاف» التي شغلت مساحات هامّة من الصحف والدوريات التونسيّة تزامنت مع ما يسميّه عالم الانتربولوجيا «يرتز» بصراع التأويلات Wأي اختلاف الفاعلين في تأويل واقعة الانسحاب من الملعب التي خلقت مفارقات وتناقضات بين القانون والأخلاق بين العدل والعدالة وبين الشرعيّة والقانونيّة. فغاية ما تطمح إليه هذه الورقة تتمثل في تحليل ظاهرةس النزعة الجهوية التي يتفق الجميع اليوم (وهو في حد ذاته عنصر تاريخي يحتاج الحفر والنبش في الظروف التي جعلت من الوعي بالمسألة أمرا مشينا ينظر إليه بدونية) في اعتبارها ظاهرة «خطيرة» قد تهدّد الوفاق الوطني، تنذر بوجود أزمة ثقة تشق المؤسسات والأطر الاجتماعيّة وتعبر عن عودة المكبوت وانتعاشة الولاءات الأولية التي يعتبر البعض خطأ أن «منها قد ولّى وانقضى وخصوصا مع نجاح الدولة-الأمة دولة الحداثة، في مأسسة الثقة واحتكار آليات العنف الشرعي، كما يقول ذلك عالم الاجتماع الألماني «فيبر» واستبعاد الولاءات العشائرية والمحلية والجهوية وتكريس ذهنية المواطنة. ونفترض منذ البدء أن «قضية» الزحاف لا يمكن فهمها إلا في إطار تفكيك خصائص الجهوية «الصفاقسية» التي برع الزحاف في استغلالها وتوظيفها وخاصة في المشهد المرئي عندما كان له ذلك التدخل في برنامج «بالمكشوف» الذي تبثه قناة حنبعل. وهي ككل «الجهويات» تتصل بظروف تاريخية وعوامل اقتصادية وسياسية ونفسية جماعية تفسر نشأتها وتطورها في الزمان والمكان ومسايرتها للتحولات الاجتماعية وتوحدها عناصر ورواسب تاريخية تجعلها تختلف، على سبيل الذكر، عن الجهوية الجربية أو الساحلية أو جهوية أهل الجنوب. فكيف تتكون النزعة الجهوية؟ وماذا عن علاقتها المفترضة بالجهة ذلك الامتداد الطبيعي والبشري الذي لا حدود له فأحيانا تتسع وأحيانا تضيق وتنحسر، تحكمها جدلية الانفتاح والانغلاق، الاندماج والتقوقع، الانصهار والتفتت.   الجهة والجهويات بين الواقع وتمثّل الواقع   الجهة والنزعة الجهوية مفهومان غامضان مستحدثان جديدان يحيط بهما اللبس من كل جانب وتعدّد الاستخدام. فعند الجغرافي قد تعني الجهة ذلك الامتداد أو الكثافة المادية أو التراب الجغرافي الذي له حدود طبيعية شبه قارة، وعند عالم الاقتصاد قد تعني الجهة النشاط والمبادلات التي تقع بين إقليم وآخر وحاجة الجهة المعنية إلى موارد وبضائع وخبرات الجهات الأخرى وقدرتها على استقطاب الرساميل والكفاءات أو على جذب السكان. والثقافة الجهوية قد تعني «خصوصية محلية» أو حنينا إلى «الوطن ومسقط الرأس أو معين تواصل أو حوارا باطنيا بين أهالي يتعارفون به فيما بينهم ويعرفون به من طرف الآخرين. وقد تفيد بوجود طقوس وشعائر( ومآثر وآداب وتقاليد لباس وأكل وتخاطب وتصرف تتميز بها ظاهريا طائفة من البشر دون غيرهم إلى حد اعتبار أنهم جبلوا على ذلك أو هي «طبيعة» فيهم وهو طبعا قول يميل أكثر إلى الخطاب أو التصورات أو التمثلات أكثر من «الوقائع الموضوعية». وقد تسعى الثقافة الجهوية في فترات ما إلى المصالحة والوفاق والاندماج في الثقافة الوطنية أو الانصهار في ثقافات جهوية أخرى، كما قد تسعى إلى المطالبة بالاستقلاليّة واللجوء إلى الاحتجاج والتمرد ومقاومة الثقافة الوطنية. وفي مقابل هذا التوجه الموغل في الأساس المادي والواقعي والاقتصادي يحاول المختصون في علم الاجتماع والانتربولوجيا والاتنولوجيا التركيز على الأساس اللاّواقعي أواللاّموضوعي والمتحول لفكرة «الجهة» على اعتبار أن الجهة أو النزعة الجهوية هي قبل كل شيء هوية مركبة ومصنوعة صنعا متقنا وتمثلات أو واقعة تقع في المخيال واللاّوعي والذاكرة الجماعيّة وتخضع بالأساس إلى الإحساس باعتراف الآخرين بأن جماعة ما بشرية تختلف عن البقية وتوحّدهم تصرفات وسلوكيات «خصوصية» وبنية مطامح وهواجس مشتركة ورابطة انتماء أو هوية وفضلا عن الشعائر والرموز التي ينتجها هؤلاء عن أنفسهم بمثابة الصورة «النقية» التي يرغبون مشاهدة أنفسهم فيها، تنشأ «النزعة الجهوية» ضرورة عن أحكام مسقطة ومسبقة مضادة يحملها الآخرون عن هذه المجموعة البشرية التي تريد التميز عنهم بجملة من الخصائص فيصف البعض سكان جهة الشمال الغربي التونسي بال08 أو التي تعني إشارة إلى وكالة الاستخبارات الاتحاد السوفياتي سابقا وكناية ربما على المكر والدهاء، والفراسة، ويشار إلى سكان جربة بالتزمت والانغلاق والبخل، وإلى سكان صفاقس بكونهم أنانيين و يرفضون الأجنبي وماديين ويتصفون بالجشع وحب الهيمنة، وإلى سكان الساحل بالانغلاق والانطواء عن النفس والمحافظة والموالاة للسلطة، كما تتغذى الروح أو النعرة الجهوية من استراتيجيات هوية يقوم بها الفاعل الفردي أو الجماعي قصد استدامتها أو الدفاع عنها أو توظيفها قصد الحصول على مصالح فردية أو جماعية. وعند دراسة الجهة والنزعة الجهوية المعرفة الظنية الانطباعية بالمعرفة العلمية والواقع باللاواقع والمعطيات «الموضوعية» بالأوهام والهواجس والأحلام والكبوتات والتناقضات. فعلى سبيل الذكر لا الحصر يمكن أن نتناول عنصرا مهمّا في بناء الهوية الجهوية والمتمثل في اللهجة أو النبرة فهذه أبعد ما يكون عن التوحد والاتصال بمجموعة بشرية ما، فهي نتاج اشتقاقات واستعارات وتلاقح ومحاكاة لغوية ويعاد بناؤها فضلا عن كونها وليدة تمثلات ذهنية فهي تتكون من أفعال تقبل وإدراك للنفس وللغير. ففي نفس المدينة قد نجد ضمن اللهجة الواحدة، أو التي تبدو كذلك، لهجات ونبرات أخرى تتصل ببعض نواحي المدينة أو بأرباضها أو بإحدى المجموعات فيها أو بعض الفئات المهنية دون أخرى: وعنصر اللهجة الصفاقسية مثلا وظفه الزحاف في مناورته الدفاعية -الهجومية في برنامج «بالمكشوف» عندما تحدث عن ذلك الرجل المسن الذي زاره ليلا لابسا «برنسا» وهي ليست تفاصيل تقدم بصفة مجانية أو عفوية بل تأكيد من صلاح الدين الزحاف على تقمّصه لملمح الوجيه الذي يلجأ إليه في منزله لطلب المشورة أو التماسا للمناصفة والعدل أو ردا للاعتبار. ففي كل المحاورات التي قام بها الزحاف يؤكد دائما أنه لا يشعر بالندم على القرار الذي اتخذه ويذكر دائما أنه هو فقط من بادر بالقرار فضلا على التذكير باللباس المحلي البرنس الذي برع أهل صفاقس في صنعه فهو بمثابة الشعار مثل لباس الكدرون بالنسبة إلى سكان الساحل أو «البخنوق» بالنسبة لسكان جهة الشمال والوسط الغربيين وربما الجنوب التونسي…وكلمه بلهجة صفاقسية «لمته يظلموا فينا…» . قام بترجمتها السيد الزحاف للحضور ولجمهور المشاهدين (وكأن اللهجة الصفاقسية لا يفهمها إلا أهل صفاقس أو أنها فريدة وأصيلة بحيث يستعصي استيعاب معناها من غير أصيلي جهة صفاقس…) تماما وفي نفس مجال اللغة أو الألفاظ المستعملة استخدم الصحفي عبد الكريم قطاطة في مقال له بجريدة الصريح التونسية في عددها الصادر يوم 1 جانفي 2008 وهو مقال دافع فيه صاحبه تقريبا عن قرار الانسحاب نتيجة إحساسه بالحيف والظلم مذكرا بأن «تونس هي للجميع» وهو تكريس «للوطنية» باستخدام الحماسة الجهوية وهو مقال أثار الكثير من ردود الفعل المناهضة «للعصبية الصفاقسية » فيستعمل صاحب المقال ألفاظا مثل «المصائب والمحن» وهي ألفاظ كانت تستعمل من طرف أعيان صفاقس من «المجاهدين» الذين استبسلوا في الدفاع عن المدينة من الغزوات البحرية القادمة من المتوسط قبل مجيء العثمانيين حرصا منهم على استقلالية مدينتهم. وفكرة «الجهاد» والتصوف والتزهد في الدنيا راسخة لدى الصفاقسيين، بوعي ودون وعي، وتذكرهم بالمحن التي مرت بها المدينة في الفترة الوسيطة والحديثة عندما تعرضت صفاقس مرات عديدة للحصار والمجاعة والكوارث الطبيعية والأوبئة في القرنين السابع عشر والثامن عشر (راجع مقال الأستاذ سامي البرقاوي، بين المؤسسة والاستوغرافيا: تمفصل الهوية المحلية في صفاقس نحو 1800 صادر في مجلة «انسانيات» الجزائرية، عدد 2019، جوان 2003، ص 6441 بالفرنسية) فهل يندرج استخدام اللغة أو اللهجة ضمن استراتيجية أو منحى المناورة الرمزية وربط الحاضر بالماضي واستنهاض الضمير والوجدان الجماعي الذي لا نعرف كيف يؤثر في ممارساتنا ونحاول جاهدين إخفاءه أو تجاهله ولا نعلم متى يستيقظ من سباته الطويل؟ و الزحاف يجسد هذا التناقض وهذه المفارقة وهذا التضارب الذي نعيشه جميعا. ففي زمن المحن والمصائب والأزمات، كالتي عاشها مؤخرا رئيس النادي الصفاقسي رغم أنه يتظاهر بإخفائها في المشهد الاتصالي، نلجأ إلى روابط القرابة والتضامن المحلي والجهوي ونتناسى كل الخلافات السابقة وتذوب الفروقات الداخلية وتتمدد الولاءات الجهوية. والمفارقة بالنسبة إلى السيد الزحاف تتأتى من أنه يظهر في الفضاء العام برداءين ثوب: الوجيه رئيس ناد كروي من أعرق النوادي التونسية ومجبر على توظيف النزعة الجهوية، وثوب خبير المحاسبة الذي يتصرف بإحكام في ميزانية ضخمة لا تخص النادي الصفاقسي فحسب بل كل النوادي الكبيرة في تونس التي تفوق مواردها المالية الستة أو سبعة مليارات مما يضع محل تساؤل مبدأ التطوع الذي تقوم عليه النوادي والجمعيات الثقافية والشبابية… وفي نفس سياق المناورة الرمزية يمكن أن نفهم لماذا شتم (الشتيمة أو النكتة تعبر أكثر من غيرها على روح الثقافة الخصوصية أو ذهنية المكان ولها رجع صدى بالغ الأثر) السيد الزحاف حكم المقابلة سمير الهمامي ونعته بالوسخ وهو الذي يعلم مسبقا من أنه من جهة قابس وللحساسية المفرطة المتبادلة التي يشعر بها أهالي قابس تجاه الصفاقسية والتي يشعر بها هؤلاء تجاه أهل الجنوب ناهيك وأن حي «القوابسية» في صفاقس هو فضاء مستهجن في استراتيجيات تختلط فيها مركبات النقص بمركبات الاستعلاء وعقد الاستنقاص بعقد التكبر. والشتيمة التي تلفظ بها السيد الزحاف ) ومن منا لا يشتم ولا يتفوه بكلام جارح في لحظات الغضب والتمرد والهيجان؟! ( تنتمي لغويا إلى منطق أو ميثاق الشرف الذي تحدث عنه زفيليب دي ريبانس الذي يبني على التمييز بين الوجيه النبيل كنعت العمال عندنا بالزوافرية ويستدرك السيد الزحاف قائلا « أنا نفسي أنتمي إلى جهة الجنوب» في محاولة منه للخروج من الحدود والحواجز الضيقة للهوية الصفاقسية، فصفاقس تفتخر بلقب زعاصمة الجنوبس رغم أن قابس تعتبر نفسها أحق منها بحكم التضاريس والتقارب والتشابه الجغرافي والطبيعي وهو ما يدل على أن «الجهة» لا تبنى على أساس الحدود الطبيعية وأن هذه أحيانا تنفتح وأحيانا أخرى تنغلق وهنا تتدخل ، بوعي ودون وعي، طقوس المناورة «الجهوية» واستراتيجيات بناء الهوية لتخرق الامتداد الطبيعي وتقطعه إربا إربا وفق السياقات والظرفيات والمصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية الفردية أوالجماعية…   مكونات خطاب «الجهوية الصفاقسيّة»   يؤلف سكان صفاقس عن أنفسهم صورة جميلة براقة إلى حد الاعتقاد أنهم يكونون جنسا صافيا بحكم أنهم أذكياء مثابرون يعملون بجد وكد (الأستاذ الفخفاخ في دراسته المونوغرافية حول صفاقس كان محقا عندما اعتبر أن اختيار أهل صفاقس للأنشطة الفلاحية وللحياة القروية وللأنشطة الحرفية كالحدادة والنجارة والسكافة وصناعة الأحذية التي مارسوها ويمارسونها بإتقان وحرفية عالية وأمانة في المعاملات لم يكن محل صدفة ) . وتتميز مبادلاتهم ومعاملاتهم بالأمانة والاستقامة والثقة، وهي معطيات وان لا نمتلك وسائل إثبات نقول أنها قريبة من الواقع ،غير أن بعض الدراسات الجدية العلمية التي أنجزت في مجال مخابر عالمية تعمل في إطار الأنتربولوجيا الجينية في عديد البلدان المتوسطية أن سكان البلاد التونسية ومن بينها صفاقس يكونون خليطا بين أنسجة وخلايا أجناس كثيرة تؤلف شعوب المتوسط التي نشأت بينها على مر الزمن روابط مصاهرة وتمازج واختلاط وحركات تنقل وهجرة ساهمت في خلق رصيد جيني تكون على مرّ القرون من اختلاط شعوب افريقيا واوروبا وحتى آسيا. وفي هذا المجال تشير دراسة أنجزت في تونس إلى عينات أخذت من مدينتي صفاقس والمهدية اللّتين تتشابهان في عديد الخلايا والأنسجة الوراثية بحكم واقع الاستقرار الذي تعيشه البلاد التونسية منذ فترة زمنية لا يستهان بها ولا تختلف عن عينات أخرى أخذت من مناطق أخرى تقع داخل البلاد التونسية ، غير أن دراسات أخرى بينت تشابها في الخلايا والأنسجة بين صفاقس والمهدية وعينات أخرى أخذت من سكان لبنانيين بحكم العلاقات التجارية وغيرها التي كانت موجودة منذ الفترة الفينيقية بين مدن الشريط الساحلي التونسي ومدينة صور في لبنان. (انظر جيل بوتش، أبحاث حول بيولوجيا السكان في المغرب العربي ( 1975-1990 ) في «حولية شمال افريقيا» عدد 32، 1993، ص 365360، منشورات المركز الفرنسي للدراسات العلمية، بالفرنسية) وهو ما أكدته أطروحة علي الزواري حول العلاقات التجارية بين صفاقس والباب العالي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إذ كان تجار صفاقس يترددون بصفة دائمة ويجوبون أسواق طرابلس والقاهرة والإسكندرية واستنبول وسميرين، فممارسة أهل صفاقس للتجارة برا وبحرا ساهم في تكريس ذهنية الاستقلالية عن الحكم المركزي وغذى آليات التضامن «الصفاقسي» تماما كما وقع ذلك لدى تجار جربة الذين كانت لهم علاقات متينة مع المشرق العربي. ومن الشعارات الأخرى التي يحملها أهل صفاقس عن أنفسهم افتخارهم بتعلقهم بالعمل الفلاحي وبخدمة الأرض خصوصا في قطاع الأشجار المثمرة مثل زراعة الزياتين وأشجار اللوز وتحبيذهم السكن في أحواز المدينة وأرباضها بدلا عن المركز كناية عن تعلقهم وتشبثهم بالحياة القروية والعشائريّة والحميمية وهي حالة نادرة الوقوع في كثير من المدن التونسية الأخرى، فضلا على ما عرف به الصفاقسية من انفتاح واكتساح للعالم الطبيعي المحيط بهم وخصوصا بالحوز العقاري أو باشتراء الأراضي الصالحة للزراعة قديما والمعدة للسكنى اليوم، وهو معطى ساهم بطريقة مباشرة في بروز العديد من الأحكام المسقطة التي يطلقها عادة جوار مدينة صفاقس عن الصفاقسية من كونهم يتصفون بالجشع والأنانية إلى حد تشبيههم ب«اليهود» وهي أحكام لها تاريخ وترتبط مباشرة بالهيمنة العقارية للملاكين الصفاقسيين على ظهير جهة صفاقس الكبرى والسباسب السفلى التي تدعمت بحلول الاستعمار الفرنسي إلى حد أن الجغرافي الفرنسي «جون ديبوا» وصف هذه الهيمنة على أراضي العروش والأراضي الجماعية «بالاستعمار» الصفاقسي. ويمكن القول أنه لايمكن فهم الشخصية الصفاقسية إلا بعد قراءة متأنية لكتاب المؤرخ الصفاقسي الأصل محمد مقديش وعنوانه نزهة الأنظار في عجائب التاريخ والأخبار» والذي يعود تأليفه إلى العشريّة الأولى من القرن التاسع عشر والذي تحدث فيه «مقديش» بإطناب عن نشأة مدينة صفاقس وعن العائلات التي اقترن تاريخها بتاريخ المدينة مثل عائلات السلامي والمصمودي والجلولي والفوراتي التي احتكرت لفترة طويلة، نظرا للكفاءات التي كانت تتمتع بها ،مؤسسات أوقاف المدينة والأحباس العمومية والقضاء والكتابة والامامة ومن خلال ثلث الكتاب الذي خصصه مقديش لصفاقس وأهل صفاقس نكتشف أن المدينة تميزت بشدة التدين وعراقة ذهنية الجهاد من أجل نصرة الإسلام والمسلمين. إذ يقص علينا «ابن أبي ضياف» صاحب «الاتحاف أنه في ثورة الأعراب سنة 1864أثناء انتفاضة «علي بن غذاهم» أن الثوار اقتحموا قسرا المدينة ونادوا بسقوط الباي وتعيين رمز الثورة علي بن غذاهم بدلا عنه بعنوان أنه «باي العرب» استبسل أعيان صفاقس ووجهاؤها في الدفاع على المدينة ونادوا بحياة «سلطان المسلمين» في استنبول. واللاّفت للانتباه أن«مقديش» في معرض حديثه عن العائلات الصفافسية (النوري، الرقيق، بوعتور، المراكشي، اللومي ، كراي …)لا يتورط في ذكر من هي العائلات الأكثر عراقة وعتاقة أو التي لها أصل شريف،ولا يهتم أصلا بأسطورة التأسيس، فالمهم لديه هو انتسابها وانتماؤها للمدينة والذود عن حماها ونصرة الإسلام فيها…. ومن هذه المبادئ العامة التي تربى ونشأ عليها أهل صفاقس يمكن أن نفهم المضمون الظاهر والكامن للخطاب الذي رافق حادثة الانسحاب من مقابلة كرة القدم حيث حدث في السنوات الأخيرة، لا في تونس فقط بل في كل بلدان العالم وتكفي الإشارة هنا إلى أن الحدث الذي يشاهد الأكثر على شاشات التلفاز من طرف ملايين من البشر وفي توقيت واحد يتمثل في مقابلات كأس العالم في كرة القدم، انزلاق في مجال الوساطة والتفاوض بين السلطة المحلية والجهوية والسلطة المركزية التي كانت تحتاج دائما منذ القرن التاسع عشر إلى وساطة ونفوذ الأعيان المحليين من المجال الاقتصادي (كالجباية ومراقبة الأسواق وشبكة التبادل وبسط النفوذ الترابي للدولة…) إلى المجال الرياضي لأن الرياضة وخاصة رياضة كرة القدم تساعد من جهة على ترويض النزعة الجهوية والعصبية المحلية بإطلاق العنان لها في يوم واحد من الأسبوع والسماح لها بمتنفس ومن جهة أخرى في التصرف بطريقة ناجعة في إفراغ المشاعر والانفعالات الجماعية. وفي هذا الباب نجح الزحاف في تقمّص دور الوساطة والتمفصل بين الفضاء الجهوي والفضاء العام وفي إتقان لعبة الأنا والنحن وفي استخدام الجهوية الصفاقسية للدفاع عن مصالح ناديه الرياضي واستحضار مفاهيم «قديمة» مثل العدل والأخلاق والإنصاف والمطالبة به وفي ذات الوقت مناقشة حكم المباراة في عدم نجاحه في تطبيق الإجراءات العملية للقانون وفي مناورة أخيرة في خلق انسجام إشكالي بين القانون والعدل اللذين يمثلان، على ما يبدو في الخطاب والتصورات التي رافقت أطوار قضية الانسحاب، عالمين متناقضين.   بقلم أحمد خواجة   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 7 فيفري 2008)


لعبة الإساءة لأبناء الريف تتواصل في المسلسلات التونسية :

أطـــوار الـــريـف في الاعــمـــال الـفرجويّة

 
لسنوات طويلة مضت ظلّ الريف مصدرا للتندّر الوضيع ومجلبة للتهكم ما دام اهل المدن قد مضوا قدما إلى الأمام في جلّ الميادين والمجالات وبقي ذلك الريفي محصورا في هامش ثابت لم يتخلص منه بعد. فهو عادة في أعمالنا الفنيّة صاحب الصوت القوي المزعج، وذلك الغليظ الذي لا يحسن التواصل مع الآخرين الى جانب المطبات العديدة التي تباغته فجأة فلا يجد مسلكا ممكنا منها.  
وهو الذي يصعد على كرسي ويحاول جاهدا أن يطفئ مصباح الكهرباء من خلال نص قراءة قديم في السبعينات على ما اذكر، وهو ذلك الصعيدي الأحمق الذي اشترى القطار في الدراما المصرية، وهو والد الأمين النهدي في أغلب أعماله المسرحية عندما يصوّره صحبة أمه بشكل كاريكاتوري كي يضحك ذلك الذي اقتنى تذكرة من أجل اشباع نهمه في الضحك. هو لم يستهدف نطقه واطواره الحياتية فقط بل ذهب الى طريقته في الحركة وصوّر كيفية مشيته واكله بأسلوب مبالغ فيه وبطّن أشياء خاصة جدا من معيشه في تهكّم موجع. ان نسبة عالية من الاعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية تناولت الريفي بأشكال فجة من أجل الاضحاك ونادر جدا أن نعثر على من تناوله في عمق واستطاع أن يبرز مظاهر نضاله المختلفة الا في بعض الاعمال النادرة كـ«الأرض» لعبد الرحمان الشرقاوي من خلال تجسيد عزت العلايلي لبطل الرواية أو في مسلسل «حسابات وعقابات» لعلي اللواتي من خلال شخصية الأزهر عروش المثيرة للجدل.  
الأعمال الدرامية والمدن التونسية الداخلية عديدة هي الاعمال التي أنجزت في المدن والأرياف بالشمال الغربي تحديدا ونسبة منها تناولت حياة الريفيين وطرق عيشهم وتفاوتت حالات رصدهم لواقعهم وان غلفت في اغلبها بمستوى معيشي مثير للدهشة من خلال رغد العيش الذي يعيشه هؤلاء. ولعل السيناريست الوحيد الذي استطاع ان ينقل هذا الواقع بصدق هو علي اللواتي لكونه لم يطنب كالآخرين في البهرج أو محاذاة الحقيقة. وهو ما نلاحظه مثلا في عمله الدرامي الاجتماعي «حسابات وعقابات» الذي احدث مقاربة لافتة للانتباه. فتناوله للريفي كان صادقا دون افراط أو تهريج. لذلك فان عمله شد الناس والكل وجد في «الأزهر عروش» شيئا منه او من أهله أو من محيطه الذي عاش فيه إلى جانب تقديم الريفي الحائز على اعلى درجات العلم ورفضه لأي عرض يتنافى مع مبادئه وقيمه. لقد خالف علي اللواتي ما تعوّدنا عليه ووضع الريفي في مرتبة لائقةولا بأس من تلك النكتة الهادفة التي أمتعتنا. العمل الذي حرّك السواكن سلبيا وأثار الغضب إن العمل الذي يضيف ويحقق لذة الفرجة والمتابعة قليل في أعمالنا الدرامية التونسية ويمكن أن تستعيد الذاكرة مسلسل «الدّوار» لحسين المحنوش وعبد القادر الجربي مثلا. فقد قام هذا العمل على لعبة أساسية في الدراما تتمثل في حالة صراع ضارية انطلقت مع أول حدث مثير في الحلقة الأولى ليكبر ذلك الصراع ويتفرّع ويشد المتابع إلى آخر حلقة دون تمطيط أو تهريج. لقد كان المؤلف حريصا على حبك قصّته كما كان المخرج مميزا في رؤاه الاخراجية دون سقوط في المجانية أو الاطناب أو تكرار أحداث متشابهة. لذلك كانت صورة الريفي أو أهل مدن الجنوب قريبة منا وصادقة الى أبعد حدّ في رسم الضحكة والدمعة معا. ومن أعمال السنتين الفارطتين يستوقفنا عمل ضحل لنفس مخرج «الدوار» وهو «نواصي وعتب» الذي زاد خيبتنا الدرامية وعاد بنا إلى البدايات الأولى وان كانت جديرة بالاحترام إذا قيست به. لقد صوّر لنا المؤلف شخصيات بلهاء تنحدر في أغلبها من الريف على شاكلة غريبة مشوّهة تنخرط في جلبة من اللّغو البائس كما اتفق، دون تناول أي رؤية او قضية، إذ لا نعثر إلاّ على مواقف هجينة تجهد نفسها اجهادا لاضحاك النّاس في إساءة بالغة لشريحة من المجتمع ما عادت موجودة في تونس مطلقا. إلى جانب هذا العمل الضعيف عرضت تلفزتنا خلال رمضان الفارط عملا أثار بعض الغضب والاستياء على مستوى بعض مضامينه التي شوّهت نوعا ما صورة مدننا الداخلية وقدمتها بطريقة فيها تطاول نسبي. لقد سقط مسلسل «الليالي البيض» في خطإ فادح من خلال تهجّمه المباشر على ولاية القصرين واستهداف ناسها بطريقة تقريرية خالية من أية رؤية. لذلك سنحاول من خلال هذه القراءة رصد هذه المطبات التي وقعت فيها المؤلفة رفيقة بوجدي وان كان عملها الأول هذا ينبئ بحالة واعدة على مستوى الكتابة الدرامية إذا استطاعت أن تخرج عن اشاراتها المباشرة وسردها الفني الخطي للأحداث مع ترك فرصة للصورة والحركة لأن العين هي الجانب الفارق لكل ما هو مرئي، اذ لا فرق بين مسلسل للاذاعة وآخر للتلفزة إذا كنا قادرين على متابعة الأحداث من خلال الأذن دون صورة، وهنا يتحول الأمر إلى تبذير للمال واهدار للطاقة إن ظل العمل قائما في أغلبه على الحوار. إن هناك جملة من الاخطاء لابد من الوقوف عليها في هذا العمل كالصراع الذي ظل في حدوده الدنيا والصورة التي ظلّت سجينة الجدران في أغلبها… حتى وان أضاف المخرج وهذا أكيد بعض المشاهد حتى يحرّر عين المشاهد ويذهب بها الى البحر مثلا. تحميل المخرج أخطاء السيناريست قبل الخوض في مضامين قصة وسيناريو وحوار «الليالي البيض» لرفيقة بوجدي لا بد أن نحيّي المخرج الحبيب المسلماني على رؤاه الاخراجية وحسن استغلاله للأمكنة واختياراته للممثلين الذين أدّوا أدوارهم على أفضل وجه واستطاعوا من خلال تجسيدهم لها أن يفرضوا وجودهم وان كانت هناك سطحية بارزة منهم لكونهم لا صلة لهم بالوسط التونسي ولا يفقهون كيف تنطق هذه اللهجة على طبيعتها وجمالها وسحرها لأنها ببساطة لهجة أقرب ما تكون للفصحى خالية من ذلك التكلف والتنغيم المبالغ فيه الذي يدعو أحيانا إلى السخرية والتهكمّ. ان الحبيب المسلماني مخرج له خلفية ثقافية ثرية درس الصحافة ونال اجازتها إلى جانب تخصّصه بعد ذلك في الاخراج ومن الصعب أن يقبل بأي عمل إلاّ إذا درسه جيدا ولعله كابد كثيرا في تقويم هذا النص حتى يقدّمه بشكل أفضل وأدرك أن من الصعوبة بمكان اجراء تعديلات جمة لأن ذلك سيصير كتابة أخرى لعمل بدا جاهزا وينتظر التصوير وحكايات المخرجين عن النصوص التي انجزوها بعد معاناة شديدة لا حصر لها ومن أمثلة ذلك ما عاناه المخرج محمد الحاج سليمان الذي اعاد كتابة سيناريو بنسبة تسعة وتسعين بالمائة وعاش ظروفا صعبة في تقويم عمل كان من المفروض أن يكون جاهزا للتصوير دون تدخل منه. مزالق اللّهجة وسوء التناول يبدو أن قدر الريفي أو ذلك الذي يعيش في مدننا الداخلية البعيدة عن البحر التعرّض دائما للتهكم من خلال استعمال لهجة هجينة لا علاقة له بها مطلقا أو رسمه بشكل كاريكاتوري، فهو بستاني أو عامل بناء أو معينة منزلية أو ما شابه ذلك من أدوار لا تخرج عن القاع، وهو أيضا ذلك المثير للشفقة والتندر أو ذلك اللصّ أو «الباندي» الذي يستولي على متاع اهل العاصمة ويزعج راحتهم ويمزق صمتهم الآمن في تلك الدور التي يغلب عليها البذخ والتخمة. وهو بين هذا وذاك مجلبة للعطف أو السخط من قبل الآخرين ولا يعدو أن يكون غير ذلك، فالمناصب المهمة لا يمكن ان تكون إلا للعائلات الكبيرة التي تحمل ألقابا على قياس صوتي مثير. والوظيفة السامية هي حكر على من ينطق القاف قافا، ومن ينطقها بشكل مغاير ويستفحل في تمطيطها وتصويتها في عنف محولا المجهور إلى صياح عال والمهموس والرخو والمرقّق إلى نطق بشع لا حق له في تولي المقام الرفيع أو المكانة العالية. إن كل ذلك لا أساس له من الصحة لمن عاش ويعيش في مدننا الداخلية وهو تطاول بغيض وبؤس لمخيّلة تتوهم اننا مازلنا بعد في سبعينات القرن الماضي التي ولت وما عاد هناك من ينطق بتلك اللهجة المريبة التي زادتها تلك المعينة المنزلية غرابة ما بعدها غرابة كما لو انها تطلق اصواتها من حنجرة بقرة وليس من حلق وشفتي انسان. إن ذلك الخوار المسترسل الممطط الذي يعوقه الهواء لحين ثم ينفجر كالبارود لا علاقة له بنطقنا العادي المعبّر الجميل ولا يمكننا أن نحوله إلى آخر يرضاه من يتوهّم لهجته أبلغ واعمق منا لأننا لو اهتممنا بتلك اللهجات لوجدنا فيها من العيوب ما لا يخطر على بال. لذلك نرجو الكف عن هذا الحشو المفرط فيه لأننا تونسيون جميعا نعيش على رقعة واحدة ولا يعقل أن نتندّر ببعضنا البعض بشكل ساذج جدا كهذا الذي حصل في ليال بيضاء استهدفت ظاهرا كاذبا ولم تسع للكشف عن باطن مشبع بما هو ألق. ادوار متشابهة وقلّة حياء إنّ المعينة المنزلية هي نفسها تتكرر في اعمالنا ولا يمكن ان تكون هذه المعينة الا من المدن الداخلية فقط دون سواها وهي في تواصلها مع من حولها مجرد كائن مبتذل معرض لتسلّط مشغليها والمزاج لا يتعكر الا اذا كانت طرفا فيه.. و«الليالي البيض» قدمت اضافات اخرى لها. أليس هناك ما يمكن أن يقال إلاّ هذا الخليط المتشابه من المعينات القادمات من الوسط، فهن مطاردات من الأهل مغضوب عليهن لا سعي لهن الا ذلك الرضا من مشغليهن أو ذلك القهر الذي يتعرضن له في صمت وصبر مهين. فهن إلى جانب الضيم الذي يغلب عليهنّ سيئات السمعة مطاردات من ماض أليم لا حق لهن في ابسط الاحلام الممكنة ولا يحسن التواصل اطلاقا وان تحدثن كان حديثهن تافها تغلب عليه لهجة وان «تفرنجن» كانت فرنسيتهن عجيبة المخارج مثيرة للضحك. تقاعد أبرز المخرجين ان تناول الجانب الهش في هذا العمل على مستوى البناء لا حصر له ولا يمكن أن يدركه إلاّ من خبر الدراما جيدا وهذه الوافدة الجديدة المحظوظة جدا عليها أن تنتبه في قادم اعمالها الى مثل هذه المزالق، هذا ان اقتصرنا على المضامين وتركنا الجانب التقني على مستوى السيناريو والحوار وهي محظوظة أيضا لأن مخرجا مهما اسمه الحبيب المسلماني هو من نفذ هذا العمل ويكفيه فخرا أنه قدم لنا مجموعة مهمة من الممثلين الموهوبين على غرار بشرى السلطاني والاندلسي ومن قام بدور «نادر» وهذا ليس بسهل وهين على مخرج معروف بكفاءته وحسن تسييره وقدرته على الاضافة في كل عمل يعهد به اليه. قد يتبادر إلى الذهن أننا ألقينا كثيرا من الورود على مخرجينا. لكن كل ما في الأمر أنهم الأفضل في الوطن العربي وشهد بذلك أغلب المتخصصين في الشرق وأشادوا بقدراتهم ولا ينقص هؤلاء الا النص الهادف الذي يفجر طاقاتهم الكامنة وهم ليسوا كثرة في تلفزتنا واغلبهم تقاعد وهنا مربط الفرس لأننا لا نملك من هم في خبرتهم وعلينا ان ننتبه لذلك حتى لا نقع في فراغ قد يطول كثيرا ونجد انفسنا أمام معضلة جديدة تتمثل في ايجاد المخرج القادر على تصوير عمل درامي.  
محمد الحيزي   (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 7 فيفري 2008)

 
في منتدى الفكر المعاصر:

الأستاذ الهادي البكوش يشخّص حالة المغرب العربي ماضيا وحاضرا

** جامعيون يقدّمون مقاربات جديدة للتعاون السياسي والعلمي في المغرب العربي

 
تونس الصباح: شخص السيد الهادي البكوش الوزير الأول السابق حالة المغرب العربي ماضيا وحاضرا.. وبين أمس خلال افتتاح أشغال منتدى الفكر المعاصر المنتظم ببادرة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ومؤسسة كونراد أديناور تحت شعار « من أجل مقاربات جديدة للتعاون السياسي والعلمي في المغرب العربي » أن بلدان المغرب العربي وضعت بعد الاستقلال خطة لتحقيق وحدتها.. وأن الوحدة حلم مافتئ يراود أبناء المغرب الكبير قبل الاستقلال وبعده.. كما عمل الزعماء من تونس والجزائر والمغرب على تأسيس مكتب المغرب العربي وقاموا ببعث جيش مغاربي للتحرير برز بعمليات بطولية سنة 1955 وقامت الدول المستقلة بمحاولات جادة للتنسيق بينها وتحقيق الوحدة.. وبعد أحداث ساقية سيدي يوسف تم الاجتماع في طنجة وبعث لجنة استشارية نشطت سنوات عدة لكنها للأسف اندثرت..   وأجمع القادة في مراكش عام 1989 على تأسيس اتحاد المغرب العربي وأمضوا على معاهدة. وكانت بداية المغرب العربي مشجّعة ولكن في عام 1995 دخل في حالة جمود وتعطلت أجهزته وفتر نشاطه وانقطعت اجتماعات الرؤساء لأن الأولويات القطرية بقيت طاغية على القادة كما أن مواقف المغرب والجزائر لم تتغير تجاه قضية الصحراء الغربية: فالمغرب يعتبر الصحراء جزءا لا يتجزأ من ترابه وأن التنازل عن شبر منه يعد خيانة لكن الجزائر تقول بالابقاء على الحدود التي خلفها الاستعمار وتطالب باستفتاء ليقرر سكان الصحراء مصيرهم..   وبين الوزير السابق أن هذا الوضع صعب.. ومؤسف.. ومؤلم.. ومحبط.. لكن ما يدعو للتفاؤل هو أن الحالة اليوم أفضل مما كانت عليه أمس لأن عقلية أولى الأمر تغيرت كما انتهت برامج الإساءة والاعتداء والتآمر وقبل الكل بعد مفاوضات صعبة حدود بلاده ولم يبق خلاف جوهري ثم أن قناعة المغرب هي قناعة صادقة لاجتناب الحرب مع الأشقاء وبالنسبة إلى الجزائر فهي ترفض إقحام أي جندي جزائري في حرب الصحراء.   وذكر الأستاذ الهادي البكوش أن التوجهات الاقتصادية متشابهة فالكل منفتح للعولمة ومرتبط بالاتحاد الأوربي ومنخرط في منظمة التجارة العالمية.. وأضاف أن الخلافات التي كانت قائمة بين بلدان المغرب العربي مع الدول الكبرى انتهت وأصبح للكل علاقات متميزة مع هذه الدول الكبرى والولايات المتحدة الأمريكية.. فالاختيارات والتحالفات أصبحت متشابهة وهو على حد قوله تطور ايجابي يسهّل إقامة الوحدة بين هذه الدول.   ولاحظ الوزير السابق أن الإحترازات والتخوفات التي كنا نشاهدها في أوروبا من قيام المغرب العربي تغيرت.. فأوروبا تخشى اليوم من انتشار الخصاصة والفقر في البلاد المغاربية لأن ذلك يتسبب في التوتر وينعكس عليها بالوبال كما أن تعاونها مع وحدة مغاربية أفضل لها وأسهل من التعاون مع كل بلد على حدة.   فالظروف على حد قوله مواتية اليوم لبناء اتحاد مغرب عربي وقال في هذا السياق بما معناه أنه لا يمكن تحقيق هذا المطلب دون وضع أهداف سامية ودون تشريك الشباب وتحفيزه للعمل والمثابرة وتحصينه بالقيم إذ يصعب تجنيد الأمة دون مثل عليا.. وقال إن دافعنا لبناء المغرب العربي هو أن البلدان الأخرى لم تعد تمنحنا التأشيرات بسهولة.. فالتنقل في بلادنا المغاربية الواسعة سيكون البديل وهو أفضل من التنقل في بلدان أوربية.   ولاحظ أن الدراسات أثبتت أن التفرق يحد من فرص تشغيل المواطنين وخاصة أصحاب الشهادات العليا ويخفض من نسق التنمية ومن الاستثمار الخارجي. وذكر أن تونس تسعى لبناء اتحاد مغرب عربي يحمي الاستقلال ويدعم الوحدة.   تحديات   حاول الأستاذ الصادق بالعيد من كلية الحقوق بتونس الإجابة عن هذا السؤال « هل أن المغرب العربي مهيأ لمجابهة تحديات القرن الحادي والعشرين؟ ».   وتطرق المحاضر إلى أن تحديات القرن الحادي والعشرين تهم تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريطانيا على حد سواء وبين أن بلدان المغرب العربي تواجه نفس الصعوبات.. ولاحظ أن كل بلد من هذه البلدان يعتقد أن البلدان الأخرى هي المسؤولة عن تعطل قيام المغرب العربي.. وبين أن المغرب العربي لم يتحقق لأنه لم يكن هناك استعداد حقيقي لبعثه وليس لأنه لم تتوفر الظروف الملائمة لذلك..   وشبه المغرب العربي بـ « الرجل المريض » فحلم تحقيق المغرب العربي لم يتحقق منه إلا القليل وعن طريق محاولات بسيطة.   وذكر أن المقصود بالتحديات هي أهداف صعبة التحقيق.. وبالنسبة للتحديات التي تواجه المغرب العربي فهي على حد قول المحاضر ثلاثة أنواع أولها تهم الطبيعة والإنسان والمجتمع.. وثانيها تحديات اقتصادية وثالثها تحديات ثقافية وسياسية.   فالمقصود بالتحديات الطبيعية هو أن تعمل بلدان المغرب العربي على التفكير معا في بعض المشاكل الطبيعية مثل زحف الجراد والجفاف ومشكلة نقص المياه فهي لن تتمكن من تحقيق اكتفائها الذاتي من هذه المادة الحيوية ويجب عليها التفكير في كيفية المحافظة عليها.. ولاحظ أن علاقة البلدان المغاربية بالبحر علاقة تاريخية فهو فضاء للتنقل وهو مورد حيوي لكنه معرض للخطر الذي تلحقه به بلدان أخرى تستعمله للعبور وتلقي به ملوثاتها لذلك يجب التفكير في حمايته. كما نجد الصحراء التي تعاني من التهميش..   وبالنسبة للتحديات التي تواجه المجتمع فبين أنه إذا لم تتمكن بلدان المغرب العربي من الحد من البطالة فماذا سيكون عليه الحال مستقبلا؟ فبعد 20 سنة ستبرز مشكلة التهرم السكاني وستتطور نسبة الشباب لتبلغ أو تفوق نصف عدد السكان.. وذكر أن هناك مشكلة عويصة جدا وصفها بـ « التراجيديا » وهي تتعلق بالشباب فالشباب هو « ثمرة ».. ولكن هذه الثمار تسقط وتسقط.. وإذا لم يقع التفكير في سياسة متكاملة للعناية بالشباب وتشغيله ستتفاقم مشاكل البطالة والهجرة السرية « الحرقان » وهجرة الأدمغة.. وبين أن الأنظمة المغاربية فشلت في إيجاد سياسات ناجعة تتعلق بالشباب وخاصة سياسات تحد من هجرة الأدمغة إلى بلدان أوربية والولايات المتحدة الأمريكية.. فالشباب على حد تعبيره يذهبون دون رجعة.. وهو ما يدعو البلدان المغاربية إلى بعث برامج مشتركة لفائدة الشباب.   وقال متحدثا عن التحديات الاقتصادية إن المغرب العربي سيكون حظيرة للبلدان الأوربية. وأن النمو الاقتصادي مرتبط على حد قوله شديد الارتباط بالعلوم.. ولكن الجامعات المغاربية دون استثناء تمر بأزمة وهي ليست واعية بخطورة ذلك.   وعن التحديات الثقافية بين الجامعي أن بلدان المغرب العربي تواجه عولمة بعض المفاهيم وفرضها عليها من قبل الاتحاد الأوربي على غرار حقوق الإنسان والديمقراطية رغم أن الديمقراطية ليست من طبيعتنا لكن يجب أن نكون أحببنا أم كرهنا ديمقراطيون..   وذكر أن الجميع يشاركون في مسؤولية عدم بناء مغرب عربي واحد ولاحظ أنه في المجتمعات المتقدمة بالغرب مثلا يلجأ الكثير من الساسة إلى الاختصاصيين البعيدين عن السياسة ويكلفونهم بالقيام بدراسات تنتهي بمقترحات موضوعية. فريغن مثلا طلب تكوين لجنة للقيام بمثل هذه الدراسة وهو ما كان وتم إعداد دراسة عنونها « البلاد في خطر » لأن النظام التعليمي والبحث العلمي متأخر.   مقاربة سياسية للامغرب   عنون الأستاذ مصطفى الفيلالي وزير الفلاحة السابق بتونس مداخلته بـ « محاولة في المقاربة السياسية للامغرب » وقال « سنحاول إيقاظ الضمائر ودق نواقيس الخطر ».. وبين أن الكلفة الاقتصادية للامغرب العربي سهلة التقدير إذ يمكن تقدير الخسارة بالمال إذا أحجمت الدول المغاربية مثلا عن التعامل المشترك لإبرام صفقات شراء مواد غذائية أو قموح أو الربط بالشبكات الكهربائية وغيرها.. ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة فتقدير الخسارة يصبح أصعب.. ولاحظ أنه لا توجد إرادة سياسية لتحقيق المشاريع المشتركة رغم جدواها..   وقال متحدثا عن القضايا السياسية إن هجرة الكفاءات تعد معضلة كبيرة لأن كلفة تخريج الطالب المغاربي مرتفعة جدا.. وبين أن عدد المهاجرين المغاربة من الأساتذة والباحثين يتجاوز الآلاف وقد هاجروا بعد أن أنفقت عليهم المجتمعات المغاربية أموالا طائلة لكنها قدمتهم هدية إلى بلدان أوربية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وقال « يعتقد زائر بعض المناطق في كندا أنه في حي باب سويقة نظرا لكثرة التونسيين والجزائريين والمغاربة »   وذكر الأستاذ الفيلالي متحدثا عن الجانب الأمني أن قضية الصحراء الغربية عرقلت باستمرار البناء المغاربي واعتبر قضية الصحراء قضية سياسية بدرجة أولى وهي مكلفة من الناحية السياسية وبين الكلفة السياسية التي ترتبت عن العجز المشترك لحل قضية الصحراء وقضية عدد محدود من السكان يجعلنا نتساءل ماذا تستطيع البلدان المغاربية أن تفعل لجمع شمل كل المغاربيين؟.   وبين أن الأنظمة السياسية لو تتعامل بديمقراطية مع المجتمع المدني ولو تتخذ قرارات بالأغلبية سيتغير الوضع وقال إن الحل يكمن في تحقيق ثالوث الديمقراطية وحرية الإنسان وتنازل المسؤولين أمام الواقع أي تجاوز الخلافات.   وقال « لست متشائما » وعبّر الفيلالي عن أمله في أن يدرك المسؤولون في بلدان المغرب العربي أهمية فتح المجال للفكر الآخر ».   وتطرق الفيلالي في مداخلته إلى أن كلفة اقتناء سلاح متطور أصبحت تفوق الموازين المالية للأقطار المغاربية وبين أن بلدان المغرب العربي باستثناء موريطانيا أنفقت ما قدره 44 مليارا و137 مليون دولار على اقتناء الأسلحة. وهي أموال كان بالإمكان توفيرها لبناء الجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاقتصادية لتشغيل الشباب.   التوجه المغاربي الشعبي   تحدث المؤرخ المنصف الشابي عن التوجه المغاربي الشعبي وسياسة المراوحة الرسمية المغاربية وبين أن ذاكرة الشعوب المغاربية تحفظ كيف هب التونسيون في معركة 1911 لنصرة الأشقاء الليبيين الذين تعرضوا إلى الاستعمار الإيطالي.. وذكر أنه بعد الحرب العالمية الثانية بدأ العمل على التحرير المنظم والتعريف بحركات التحرير ونشأت لجنة تحرير المغرب العربي وتعمقت الروابط بين التمثيليات التونسية والجزائرية والمغربية تحت إمرة عبد الكريم الخطابي وفي مرحلة لاحقة مع الزعيم صالح بن يوسف..   ومن الأمثلة التي يمكن أن تجسم مساعي التعاون بين بلدان المغرب العربي نجد أنه كثيرا ما تجتمع شخصيات بارزة من الأقطار المغاربية للتعبير عن موقف واحد..   وتحدث عن مؤتمر القوى الشعبية بالمغرب العربي عام 1999 والذي شهد حضور عدد غفير من المشاركين من جميع الدول المغاربية وتواصلت مثل هذه المساعي الشعبية لكن بفتور.. وبين أن النخب ترفض واقع التشتت الذي يعاني منه المغرب العربي.. وذكر أن الغرب يدعو البلدان المغاربية إلى التنسيق فيما بينها ليسهل التعامل والتبادل لكن لا من مجيب..وقال إن معضلة إيقاف سير قطار المغرب العربي هي الصحراء الغربية.   وبين الدكتور عبد الجليل التميمي أن الخسارة السياسية والمعرفية والاقتصادية للامغرب لا يمكن تقديرها البتتة وقال « لقد دفعنا الثمن غاليا وسندفعه مضاعفا في المستقبل ».   وتساءل المؤرخ « هل نحن محقون في التمسك بتحقيق الحلم المغاربي في ظل واقع مرير.. وهل نحن محقون عندما نطالب الأنظمة والحكومات وأصحاب القرار فيها باستخلاص العبر من دقة المتغيرات الحاصلة في التجمعات الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية الدولية الرهيبة وتداعياتها في الفضاء المغاربي وهي تجمعات لا تعترف بالحدود الشكلية والأوطان المقزمة ولا يمكن للدول المستضعفة علميا ومعرفيا وماليا مثل المغرب العربي من مجابهتها.   وقالت ممثلة مؤسسة كونراد أديناور السيدة ألفة رفرافي إنه من المهم جدا تطوير التعاون التقني والعلمي بين ضفتي المتوسط لأن ذلك سيساهم في التطور التكنولوجي في بلدان المغرب العربي.. وبينت أن الشراكة يمكن أن تسهل انخراط بلدان المغرب العربي في العولمة.   وبين الأستاذ إمحمد المالكي وهو جامعي مغربي أن حلم تحقيق المغرب العربي ظل يعيشه كل الناس وعز عليهم ذلك فهم يكابدون عسر تحقيق مشروعهم.. وذكر أن الفكرة المغاربية تحتاج إلى من يجتهد في نحت قسماتها تفكيرا وعقلنة وتنظيما..   تجدر الإشارة إلى أن أشغال منتدى الفكر المعاصر ستتواصل إلى يوم غد بمقر مؤسسة التميمي بالشرقية وسيشهد مشاركة عدد هام من الجامعيين والمثقفين.   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2008)

الثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار في «مجالس» منزل عبد الرحمان:

«نحن مستقلون والاستقلالية لا تعني الوقوف على الربوة»

 
لم يقدموا مسرحية ولم يُعرض لهم فيلم، بل قدموا بشحمهم ولحمهم فقط، وكان ذلك كافيا لجذب عدد هام من المثقفين من مختلف الاعمار والمستويات، انهم مبدعو العمل المسرحي الذي حول الى فيلم بعنوان «جنون»: فاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد علي بن جمعة وفاطمة بن سعيدان الذين نزلوا ضيوفا على المنبر الثقافي الدوري بعنوان «مجالس» الذي تنظمه دار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان، هذا المنبر الذي أصبح علامة ثقافية بارزة ومتميزة جهويا ووطنيا، علما أن فيلم «جنون» كان يعرض باحدى قاعات السينما ببنزرت.   تكفل الدكتور محمود الماجري بتنشيط الحوار وتقديم الضيوف والحديث عن مسرحية «جنون» التي حولت الى فيلم، والتي شاهدها حوالي 50 ألف متفرج، فاسحا المجال لضيوفه لفتح الجلسة، فعبر الجعايبي عن شكره للدعوة «لأن بنزرت ما طبيناهاش منذ الثمانينات»، وهو سؤال يطرح، واشار الى أن الاقدام على انجاز مسرحية «جنون» كان بعد قراءة كتاب ناجية الزمني «يوميات فصامي» الذي شده مع جليلة بكار، لأن المؤلفة في تناولها للفصام ربطت الفصام الشخصي بالفصام الاجتماعي، قال «شدنا الكتاب بصفة غريبة لذلك غطسنا في مغامرة دامت عاما لانجاز العمل، بمعدل 6 ساعات يوميا باستثناء يومي السبت والأحد. مسرحية «جنون» قدمت حوالي 100 مرة بجميع جهات الجمهورية باستثناء بنزرت، فقلنا لمَ لا نحولها الى فيلم وإن نجح يباع للتلفزة؟ لأننا نريد ايصال كلمة الحق الى أكبر عدد من التونسيين، ولكن للأسف مسألة أشخاص، ولا تأتي عن طريق المؤسسات».   وفي هذا الاطار تكلمت جليلة بكار فقالت «إن عملنا متجه اساسا الى التونسيين جميعا بكامل مناطق الجمهورية، والشاب التونسي لا يشاهد المنتوج الثقافي الا عبر التلفزة باستثناء شباب المدن التي تتوفر بها مجالات للعرض أو مهرجان المسرح مثل تونس وصفاقس ومدنين.. ولذلك نعتقد أن عملنا لا يكون مكتملا الا عندما يشاهده متفرج في بنزرت أو ماطر أو أية مدينة اخرى».   فاطمة بن سعيدان قالت «عرضنا بالعاصمة وصفاقس واليابان وفرنسا وسوريا والمغرب، وأرجو أن نعرض ببنزرت»، اما محمد علي بن جمعة فرحب بالتوازن في الحضور من كهول وشباب، معبرا عن الأمل في العودة الى بنزرت في عرض مسرحي.   كانت هذه المقدمة فاتحة حوار ثري ومتنوع، تناول العلاقة بين المسرحية والفيلم، والقاسم المشترك بين «خمسون» و«جنون» وأداء الممثلين. كان الاجماع سائدا حول ابداع الممثلين في الفيلم، وخصوصا الجعايبي وبكار وبن سعيدان وبن جمعة، بينما انتقد أداء بسمة العشي وهو ما قال عنه فاضل الجعايبي «اعترف أن بسمة العشي، هفوة كبيرة في الفيلم وهو خطئي أنا، يوجد خلل جوهري في السرد، وفي التوازن بين الشخصيات ولكنها لم تؤاخذ احدا بل آخذت نفسها».   اسئلة عديدة طرحت عن سر ابداع محمد علي بن جمعة وفاطمة بن سعيدان عن العلاقة بين المبدع والمثقف والجمهور، عن إيحاءات بعض المشاهد بالسخرية المرفوضة، عن صمود الجعايبي وثباته على مبدإ الدفاع عن الهوية والتعبير، عن رمزية الفيلم، عن الحلقة المفقودة بين المسرحي والمتفرج، عن المصطلحات ومضموناتها الحقيقية كاليمين واليسار والتطرف.. عن سر الاقبال الكبير على مسرحية «جنون»، هل هو مرتبط بنوعية العمل أم لغياب المنافسة في نفس المجال.   أحد الحاضرين وهو أستاذ جامعي تحدث عن الانسان بكونه كائنا رمزيا اكثر منه ماديا، وأحيانا تفعل الرموز فعلها، وهو ما يعتبر اجابة عن بعض السلوكيات غير المفهومة، كانسان يقتل آخر لأنه مس شرفه بكلمة، ولا يقتل عرفا لم يعطه أجره، عن غياب التوثيق للاعمال المسرحية. وقد عبر عنه بعض اساتذة المسرح الحاضرين عن نجاح الفيلم بتقنياته الفنية على ايصال احساس الممثل واحساس المريض اكثر من المسرح، عن أسباب عدم اعتماد التكنولوجيات الرقمية الحديثة في الفيلم، هل هو اختيار أم لغياب المختصين ام لارتفاع التكلفة، وقد لخص أحد الحاضرين مضمون جملة المداخلات في متطلبات اللحظة التاريخية وهي:   1ـ ضرورة ارساء الفكر النقدي في ذهنية المواطن التونسي   2ـ الالتزام بالمبادئ والثوابت لأن المادة غيرت الكثيرين ولكن هناك من واصل المسير وهم كثر وانضم اليهم جيل من الشباب   كما أشار متدخل آخر الى أن حرية التعبير في «مجالس» هي ثمار التغيير.   وكان الدكتور محمود الماجري قد تدخل للتذكير بموضوع الندوة وأن الجلسة ليست مخصصة لكل المواضيع، ثم تدخل في مناسبة اخرى ليؤكد بوصفه جامعيا وبمناسبة حضور عدد من الجامعيين هذه الندوة أنه لا توجد مواضيع بحوث محرمة. وأضاف قائلا انه لا يدافع ولا يجامل أو يتحامل، وانما تعبيرا عن رأي وهو أن المبدع سلطة وعليه ان يفتك موقعه، وكل سلطة تدافع عن موقعها، فلماذا تريد أن تبيع منتوجك لقناة تونس7؟ هل عليها أن تفعل ذلك؟ أقول يلزمها أن تحب المسرح لكن ليس من أوكد أولوياتها، كما أن أولويات المسرحي أن ينتج ويوزع وهذا ما هو معمول به في جميع المداخلات فتحت شهية الحديث لدى الرباعي الضيف، وخصوصا فاضل الجعايبي وجليلة بكار. تحدث محمد علي بن جمعة عن دوره في الفيلم فقال انه هدية ولكنه جمرة، وقد استفاد من وجوده في عروض الأزياء ومن معرفته بالرقص للنجاح في هذا الدور، وأضاف أن الممثل الذي لا يعرف الرقص ليس ممثلا، وقد تعاملت معنا في الفيلم ومعي خاصة منسقة حركات.   التوثيق دفاعا عن الذاكرة الوطنية   أجابت جليلة بكار عن أسئلة بعض المتدخلين، فقالت ان اسم «نون» في الفيلم هو الاسم الذي يحمله المريض في كتابة ناجية الزمني باللغة الفرنسية (N) وتحدثت عن مسرحية «خمسون» وأبعادها ورموزها، وقالت ان المسرحية ليست مبنية على الكره وانما على التساؤلات وطلب واحد هو الحوار، وقال «انها المرة الثانية التي اسمع فيها حديثا عن السخرية وهذا غير صحيح، لا مجال للتشكيك في وطنيتي وهذا ما قلته في اجتماع انا والفاضل مع الوزير، الأعياد الوطنية تهمني كأي مواطن تونسي، استحضر ذكريات وصورا عشتها وأنا صغيرة في 15 اكتوبر «عُليّة تشرقع ـ واحد هاز ذراعه ينادي الجلاء ـ مرا خالعة سفساري…» هذه صور عشتها وانا صغيرة، تحدثت عن التوثيق لتقول ان الدعوة اليه هو حفاظ على الذاكرة الوطنية ودفاع عنها، فمسرحية «التحقيق» مثلا لم توثّق.   القاعات تغلق ونحن فتحنا قاعة   الجانب الأكبر من الحديث كان للفاضل الجعايبي لأن أغلب الاسئلة كانت موجهة اليه، كما شغلته عبارات الثناء من جل المتدخلين. أشار الى الفرق بين بلاغة المسرح وبلاغة السينما، فقال «إن بلاغة المسرح تقوم على الإيحاء، ونحن نراهن على ذكاء المتفرج وخياله، اما السينما فيمكنك التبليغ بأضعف الايمان وقد لا تحتاج الى الكلمة أحيانا.. نحن نستلهم الواقع في عملنا.. واعتبر عملية الترويج لهذا العمل حقا من حقوقنا، والتلفزة فضاء هام للتواصل لأنه شتان بين التواصل مع 50 ألف من المشاهدين بالمسرح و9 ملايين تشدهم التلفزة، وأنا اعتبر أن المسرح لا يصور وانما يوثق، وعندما أثير موضوع التوثيق فدفاعا عن الذاكرة الوطنية. نحن مستقلون والاستقلالية لا تعني الوقوف على الربوة، لذلك سمحنا لأنفسنا من وجهة نظرنا كفنانين تناول بعض القضايا التي تدعو الى التفكير. نعرف أن العقدة المفقودة في المجتمعات العربية الاسلامية هي غياب الماضي، والحال أننا به نفهم الحاضر ونتطلع الى المستقبل. أنا لا تهمني المسميات: يمين او يسار، انا اهتم بالقيم أؤمن الحرية والعدالة والمساواة.   وقع الحديث عن السخرية والتهكم، أريد أن أشير الى أن تنشئتي اسلامية في عائلة تؤمن بالفرائض وتؤديها، درست الاسلام في الكتاب والمدرسة واستنجدنا في عملنا بفقهاء ولم نتصرف مطلقا في هذا الباب.. هذه المهنة نقوم بها في اطار احترام التعددية وحرية الاختلاف.   ركزنا اليوم على شيئين اساسيين: الرقابة والتواصل مع الجمهور العريض. وتبقى المسألة نسبية دائما، فها أنا أستطيع أن أتكلم هنا وهو ما لا استطيعه في بلدان عربية اخرى، ربيع المسرح الذي أجهدنا أنفسنا ليكون موجودا لم تحظ به الكثير من البلدان العربية.   بعض المداخلات تؤكد أن ما قمنا به لم يذهب سبهللا، القاعات تغلق ونحن فتحنا قاعة، هي قاعة أفريكا كل أربعاء، مسرحية «خمسون» قدمت في 52 عرضا بالمسرح امام شبابيك مغلقة، هذا تأكيد لوجود المسرح وكينونته واستمراره.   على أن الجعايبي في معرض حديثه عن الرقابة لم تفته الاشارة الى أن  مسرحية «خمسون» لم تحذف منها سوى كلمة واحدة فقط من مجموع 286 كلمة وعبارة وجملة ومقطع كانت محل جدل في البداية، كما أن السيد رؤوف الباسطي يرجع اليه الفضل في جلب «غسالة النوارد» الى التلفزة وفي تحويل مسرحية «جنون» الى فيلم.   3 ساعات لم يشعر الحاضرون بمرورها، تأكيد لقيمة الندوة وثراء المادة الثقافية التي أفرزتها.   منصور غرسلي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2008)

 

« يورو نيوز » تبث بالعربية ابتداء من يوليو

 
جنيف – ماجد الجميل   تعرَّضت قناة « يورو نيوز »التلفزيونية الأخبارية إلى هجومٍ مِن اليمين الأوروبي إثر قرار اتخذته بإضافة اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية السبع في بث نشراتها الإخبارية، اعتباراً مِن الأول مِن يوليو المقبل. وقاد الهجوم موقع إلكتروني واسع النطاق يتحدث باسم تحالف الحركات والأحزاب اليمينية الأوروبية، كان قد نشر مقالاً بعنوان »لا تشاهدوا يورو نيوز فهي تبث بالعربية. »   وهاجم المقال المدير العام للقناة، الفرنسي فيليب كايلا، الذي وصفه بأنّه « ابتعد عن مهنة الصحافة إلى الدعاية. » ونبّه المقال إلى أن جزءاً مِن ميزانية القناة يأتي مِن دافعي الضرائب الأوروبيين.   مِن جانبها قالت الناطقة باسم القناة، ليدي بونفاليه، في اتصال هاتفيّ أجرته معها « الوطن » هذه الانتقادات لا تُقيِّدنا فقد تلقينا بالمقابل تأييداً وتثميناً على نطاق واسع .الخطوة اتخذها الاتحاد الأوروبي ووقع عقداً مع يورو نيوز في 6 ديسمبر الماضي. البث بالعربية سيرفع عدد مشاهدي القناة لعدة ملايين جديدة . كانت اللغة العربية في ذهن القناة مُنذ وقت طويل دون أن نتمكن مِن تحقيقها . نحن ماضون بخطوات البث اعتباراً مِن يوليو المُقبل.   وعن ميزانية القناة، قالت :هناك 21 قناة تلفزيونية لديها أسهم في القناة مِن بينها ثلاث قنوات، مصرية وجزائرية وتونسية.   وقالت: البث بالعربية سيكون مماثلاً للبث باللغات السبع الأخرى (الفرنسية، الألمانية، الإنجليزية، الإيطالية، الإسبانية، البرتغالية والروسية) أيّ على نطاق الأقمار الخمسة والثلاثين التي تملكها القناة لتصل العربية إلى كافة أنحاء العالم على مدى سبعة أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم.   (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 15 فيفري 2008)


إعلاميون مغاربة ينتقدون وثيقة تقييد الفضائيات العربية
 
الحسن سرات-الرباط   انتقد عدد من الإعلاميين المغاربة وثيقة وزراء الإعلام العرب حول تقييد الفضائيات العربية الصادرة حديثا بالقاهرة. واعتبر هؤلاء أن الوثيقة التي أصدرها الوزراء وتضمنت ما تسمى ضوابط للقنوات الفضائية في العالم العربي وتحفظت عليها كل من لبنان وقطر، تشكل خطرا على المستقبل.   إجهاض التحول   إذ أعرب رئيس الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين محمد بوعبيد عن تخوفه من أن يكون في هذه الوثيقة تقييد للحريات وحدّ من الإبداع الإعلامي الذي تميزت به بعض الفضائيات العربية.   وقال للجزيرة نت « تمنيت لو كان المؤتمرون خصصوا اجتماعهم فقط لفضائيات العري والفضائح والإباحية المطلقة » مؤكدا أن الوثيقة تسعى إلى إجهاض التحول الإيجابي الذي دشنته فضائيات عربية رائدة.   وأشار بهذا الخصوص إلى أن هناك فضائيات مقصودة في لبنان وقطر، معتبرا أن الجزيرة بالذات هي المستهدفة.   من جهته استغرب الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد  وثيقة وزراء الإعلام العرب، مؤكدا للجزيرة نت أن الحكومات العربية لم تكن في حاجة إلى مثل هذه الوثيقة ما دامت تمتلك قرار الترخيص منذ أول وهلة.   بيان الإعدام   أما رئيس تحرير يومية المساء المغربية توفيق بوعشرين فانتقد بيان الوزراء العرب، واصفا إياه بـ »بيان الإعدام » للفضائيات العربية. وقال إن هؤلاء الوزراء لا يزالون يقاومون قانون انقراض وزارات الإعلام في الأنظمة الديمقراطية حيث لا وجود لهذا النوع من الوزارات إلا في العالم العربي وبعض الأنظمة الشمولية في أفريقيا وآسيا.   وأضاف بوعشرين أن الوزراء أضافوا بعض المطالب هي حق يراد بها باطل مثل التصدي للقنوات الإباحية والبرامج المشجعة على الإرهاب، ناسين أن تلك الأنظمة هي أكبر مهدد للسلم الاجتماعي.     سياسة رسمية   وبدوره اعتبر مدير تحرير صحيفة التجديد مصطفى الخلفي أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياسة عربية رسمية مستمرة منذ سنوات.   وأوضح أن هذه السياسة تريد التحكم في ثورة الفضائيات والصحف المستقلة، كما أنها تريد عبر ذلك التحكم في الانفتاح السياسي الذي تطالب به عدة حركات تحررية.   ولا تغيب السياسات الدولية عن القرار -في نظر الخلفي- ما دامت الحكومات العربية خاضعة للضغوط الأجنبية الرامية إلى إبقاء الهيمنة وإسكات الأصوات المطالبة بالحرية وتحجيم مساحات الحرية والمقاومة.   ويرى الخلفي هو الآخر أن قناة الجزيرة تظل على رأس لائحة الأصوات المراد خنقها بهذه الوثيقة لكنها ليست الوحيدة، بل هناك فضائيات أخرى وصحف مستقلة عبر الوطن العربي تضيق بها الحكومات العربية ذرعا وتود لو سكتت عن الكلام نهائيا.   وخلص الخلفي إلى أن هذه رسالة عربية رسمية مباشرة تضاف إلى الرسائل الأخرى الموجهة للإعلاميين العرب الأحرار.   يذكر أن وثيقة المسؤولين العرب تنص على وجوب تحمل الإعلام مسؤولية حماية المصالح العليا للدول العربية، كما أتاحت للدولة العربية -التي ترى أن أي قناة فضائية انتهكت الأحكام الواردة في الإطار أو في القانون المحلي- الحق في سحب ترخيص القناة أو عدم تجديده أو إيقافه للمدة التي تراها مناسبة.   (المصدر: موقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 فيفري 2008)
 

ترجمة معاني القرآن الكريم أو معضلة المركز والأطراف
 
احميدة النيفر (*)   في بحث علمي شهير، عالج الشيخ محمد مصطفى المراغي – أحد أعلام الإصلاح – مسألة ترجمة القرآن الكريم في مرحلة تلت إلغاء الخلافة العثمانية. جاء نـشر البحثِ المطوّل بمجلة الأزهر سنة 1351هـ/1932م بعد أن اتخذت سلطات الجمهورية التركية جملة من القرارات «القومية»، من بينها تلاوة القرآن في الصلوات بالتركية، ونشر مصاحف مترجمة وبأحرف لاتينية وغير مقترنة بالنص العربي الأصلي.   ما انتهى إليه الشيخ في بحثه يُلخّص في ثلاث مسائل:   – لا علاقة للترجمة بالتحريف الذي وقع التحذير منه، لأن النص القرآني باق في نظمه العربي لا تفتح عليه الترجمة باب الفساد. – إذا كان القرآن هو كلام الله المنزّل على محمد عليه الصلاة والسلام باللسان العربي للتبليغ والإعجاز، فذلك يعني أن له جهتين: جهة هي المقصودة وهي المعاني، وأخرى هي دليل صدق النبي، ذلك هو الإعجاز أي لازم من لوازم النظم وليس من لوازم المعنى. – جواز الصلاة بنص مترجم للقرآن لمن عجز عن تعلّم العربية على رأي أصحاب أبي حنيفة، أمّا الإمام نفسه فقد أجاز ذلك حتى لمن قدر على تعلّم العربية. أما بقية المذاهب السنية فهي الأخرى تجيز الترجمة.   في المجال العملي أُقِـرَّت الترجمة تدريجيا مع التنصيص على أنها لمعاني القرآن دون حسم الخلفية النظرية الثاوية وراء الخلاف القديم. ما وقع إقراره كان أقرب لما يعتبره متأخرو الفقهاء أمورا «عمّت بها البلوى»، يقع قبول ما هو غير معهود منها اضطرارا بضغط الواقع مع إغفال المراجعة التأصيلية. نقرأ اليوم بين الحين والآخر عن ترجمة القرآن الكريم، ما يؤكد أننا نعيد إنتاج نفس الحجج التي استُعملت للرفض أو الإحجام، أي أننا ما نزال دون بعض التأصيل الذي حققه كبار العلماء في شأن هذا الخلاف الذي بدأ مبكرا مع انتشار الإسلام خارج فضاء انطلاقه.   إذا عدنا مثلا إلى ما أثبته الشيخ ابن تيمية (ت 728 هـ) في كتاب «نقض المنطق»، نجد وضوحا وجرأة لا نكاد نعثر عليهما اليوم. يقول: «معلوم أن الأمة مأمورة بتبليغ القرآن، لفظِه ومعناه، كما أُمر بذلك الرسول ولا يكون تبليغ رسالة الله إلا كذلك، وأن تبليغه إلى العجم قد يحتاج إلى ترجمة فيُترجم لهم بحسب الإمكان. والترجمة تحتاج إلى ضرب أمثال لتصوير المعاني فيكون ذلك من تمام الترجمة».   في الجهة المغربية، وفي العصر ذاته كان أبو اسحاق الشاطبي (ت 798هـ) صاحب الموافقات ينحو في تناوله مسألة ترجمة القرآن ذات المنحى. أثبت أن لا فرق بين الترجمة والتفسير، وأنه لا مفر من الترجمة، مضيفا إلى ذلك أن الخطاب القرآني ليس إعجازا بلاغيا فقط، وأن صعوبة الترجمة ترجع في جانبها الأهم إلى اقتضاء «غرس» النص المترجَم وإدخاله في ثقافة اللغة المنقول إليها النص. كان هذا شأن عالمين جليلين في القديم، فكيف يمكن تفسير حركة النكوص المشاهدة في العصر الحديث إزاء دعوة الترجمة؟ خطورة القضية لا تقف عند حدود هذه الحركة الارتجاعية الدفاعية التي يشهد عليها الفكر الإسلامي الحديث خاصة في الفضاء العربي. ما يعنينا أيضا في إعادة تناول القضية اليوم يعود إلى سبب آخر سبقت الإشارة إليه. وراء هذا الاعتراض الحديث الذي يقف في وجه ترجمة القرآن الكريم إعراض عن مراجعة تأصيلية، لا تتحمّلها المؤسسات الإسلامية في وضعها الحالي، كما لا يُقبل عليها أفراد العلماء المتخصصين. ما يجعل الأمر بالغ الحساسية هو أن جانبا من التأصيل يقتضي لا محالة إجابة عن سؤالين: – كيف انخرط المسلمون في العالم القديم، وكيف ينبغي أن ننخرط اليوم في العالم المعاصر؟ – ما هي العلاقة بين مفهوم العالمية الذي تميّزت به الرسالة الإسلامية والخصوصية الثقافية التي تمثّلت خطابَ الوحي؟ مركز هذه الأسئلة جميعا يتحدد في إشكال حضاري هو اغتراب العرب المسلمين في عالمهم اليوم، هذا الاغتراب الذي يقتضي حلاّ لمعضلة العلاقة بين العالميّة المكتسحة والهويّة الخاصة التي أصبحت ضائقة بكلّ شيء حتى بنفسها. صميم الإشكالية يكمن في تصوّر طبيعة العلاقة بين ما نعتبره مركزا وهو الإسلام، وبين ما نحسبه هوامش أو أطرافا تشمل مختلف المعتقدات والفلسفات والثقافات. ما نحتاج إلى التذكير به هو أن كبار مفسري القرآن الكريم، فضلا عن عموم الفقهاء والمتكلمين، لم يعتنوا عناية خاصة ببحث مسألة عالميّة الرسالة المحمدية. كانوا حين يتعرّضون للآيات المتصلة، بما كان يسمّى «عموم الرسالة إلى المكلّفين» على تقرير أن محمدا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يبعث لأمّة بعينها خلافا لكلّ الرسل السابقين. يرتبط مثل هذا الضمور التحليلي القديم لمسألة عالميّة الرسالة الإسلامية بأوضاع المسلمين آنئذ. لم تكن هناك موضوعيا حاجة إلى تنظير طالما أنّ واقع التحوّلات كان قد قطع أشواطا لم يبق معها مجال لإعادة النظر في علاقة الخصوصية بالعالمية. ما يُثار اليوم من إشكالات تتعلّق بترجمة معاني القرآن الكريم لا بد أن يقع الالتفات فيه إلى التأصيل الذي تفرضه مسألة الترجمة، والمتعلق أساسا بقضية عالمية الرسالة ودلالاتها الحضارية. هذا التأصيل ضروري لأن الواقع الموضوعي للمسلمين في العالَم قد اختلف بصورة كاملة عمّا كان عليه قبلا. هو ضروري ليس على معنى الدفاع، بل على أساس الإبداع الذي يعي أن ما يقوم به المترجم هو اختراق لفضاء الآخر وروحه. إن أهمّ ما يلازم المترجِم في هذا السياق هو تأسيسه لعلاقة فعلية بين نسقين لغويين متباينين لا يمكن النجاح في إقامتها لمن ارتكزت عنده رؤية تحقيريّة للآخر، فأهمل تعلّم اللغات وإجادتَها إعجابا بالنفس واستهجانا للمختلِف. لذلك، فإن ترجمة القرآن الكريم امتحان ثقافي مهمّ، موضوعُه المختلف وغايتُه مراجعة جذرية لمفهوم العالمية. هو اختبار قاسٍ في سياق جديد لعالَم أضحى إشكاليتَنا وسنصبح نحن – إن لم نحسم القضية – في نفس الوقت إشكالا عالميا.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 فيفري 2008)

لماذا هزمت « إسرائيل » في حرب لبنان الثانية؟

 
توفيق المديني الحرب الصهيونية الثانية على لبنان: الدولة والمجتمع، والخسائر التي لحقت بالجيش الصهيوني تُعَدُ أكبر إخفاق في تاريخه، هذا ما أكده  تقرير فينوغراد الأخير، ما اضطر تل أبيب للتبريرلنفسها أن حزب الله استخدم السلاح الروسي الحديث والمتفوق، ولاسيما قواذف أربي جي 29. فالحرب خلقت أزمة وجودية لهذا الكيان الصهيوني، الذي يعتبر قاعدة عسكرية استراتيجية متقدمة للإمبريالية الأميركية في المنطقة، متحفزة على الدوام في مواجهة العرب الذين تفرض عليهم سياسة العدوان والتوسع واحتلال الأراضي، وهوما استدعى في هذه الأيام صورة أخرى عن تلك الممالك التي أقامها الصليبيون في المشرق العربي (1099 -1291)، وكانت تشكل في حينه بؤراً للعدوان والاحتلال إلى أن تم تحرير بيت المقدس على يد القائد الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي، وطرد الفرنجة من بلاد العرب والمسلمين. وكانت تلك الممالك أيضاً محكومة بالزوال مادامت جسمًا غريباً في المحيط الكبير العربي الإسلامي، ولا يختلف وضع «إسرائيل» اليوم عن تلك الممالك الصليبية. إذا كان السلاح النووي الصهيوني يمتلك قدرة كبيرة على الردع في مواجهة الجيوش النظامية العربية مجتمعة، فإن إمكانية أن يصبح هذا السلاح النووي في متناول إيران أوبلدان عربية في المستقبل أصبح يؤرق وجودياً قادة الكيان الصهيوني. وفضلا عن ذلك، فإن الاستراتيجية الدفاعية للمقاومات العربية في العراق وفلسطين ولبنان باتت توازن تكنولوجيا استراتيجية الهجوم الأميركي– الصهيوني في المنطقة، يشهد على ذلك حرب الاستنزاف الدائرة في هذه الأقاليم العربية. وما يزيد من رعب الكيان الصهيوني بوصفه مجتمعاً عسكرياً، هوضمور طاقاته الحربية مع تقادم الزمن، من جراء صمود المقاومة الشعبية المسلحة في كل من فلسطين ولبنان،وفي ظل تزايد الشعور المرير الذي ينتاب الصهاينة الآن بسبب التراجع المستمرفي العامل الديموغرافي الاستيطاني الذي يتغذى من يهود الدياسبورا،على الرغم من الطفرة المؤقتة لليهود الذين قدموا من الاتحاد السوفييتي بعد انهياره. بصورة إجمالية، المجتمع الصهيوني هوالآن مقتنع أن الجيش الصهيوني لم يكسب الحرب،وهويوجه له انتقادات لاذعة حول أدائه. إذ أصبح مصطلح »التهاون » للسلطات المدنية والعسكرية في الحرب الصهيونية الأخيرة يحتل مجدداً قلب الجدال الداخلي الصهيوني الساخن. بكل تأكيد، كانت معظم الانتقادات موجهة إلى إيهود أولمرت رئيس الحكومة، الذي لم يكن له ماضٍ عسكريٍ. فكانت نتائج الحرب مخيبة للآمال، وهوما أثار مجدداً التساؤلات حول قدرةرجل مدني أن يحكم الدولة الصهيونية في المراحل العصيبة، ولا سيما زمن الحرب. فقد انصب الانتقاد المركزي الذي تردد في الجيش تجاه المستوى السياسي، ولاسيما رئيس الوزراء، الذي تعامل مع الحرب على أنها مجرد عملية عسكرية. لماذا يُصرالرأي العام الصهيوني على النظرإلى هذه الحرب أنها هزيمة؟إن الصورة التي يحملها الصهاينة عن أنفسهم، كما قناعاتهم التلمودية الراسخة، قد أصيبتا بارتجاج كبيرولاسيما في مجال علاقتهم بمحيطهم العربي، وتأكيد تفوق جيشهم على الجيوش العربية مجتمعة، والفكرة المغروسة عندهم أنه في الشرق الأوسط، القوة العسكرية هي التي يحسب لها حساب، إضافة إلى هذه القناعة، أنه في المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين كما مع حزب الله، يصطف الكيان الصهيوني على نفس الأرضية الأميركية، أي « خوض الحرب على الإرهاب ». وهكذا، فإن الكيان الصهيوني الذي كان يزعم أنه  » سيعيد قدرته على الردع »،  » وإعادة رسخ الخريطة السياسية للبنان » من خلال « تصفية حزب الله »، لم يحقق أي هدف من هذه الأهداف.هذا ما أكده تقرير فينوغراد. إذاً،من وجهة النظر هذه، فإن عدم كسب الحرب، يعني أنك خسرتها. كبار المحللين الاستراتيجيين الغربيين و »الإسرائيليين » يجمعون أن « إسرائيل » آيلة إلى الانهيار، هذا ما تنطق به كل حقائق التاريخ ونواميس نشوء الكيانات المصطنعة واندثارها. في الحروب العربية الأربع الماضية كانت تأتي بالانتصارات للصهاينة وتمدهم بمزيد من الأراضي، إلا أن حرب تموز 2006 ا لم تجلب لهم سوى المصائب للناس قاطبة..كانت الحركة الصهيونية  تتفاخر دائما بروحها العسكرية، التي ساهم الموقف العدائي العربي في تكون جزء ضئيل منها، إذ إن منذ فجر تاريخها كان قادتها هم السياسيون وهم العسكريون في آن واحد. كان الجنرالات أبطالاً، كما أبلوا في السياسة بلاءً حسناً، وهيمن آنذاك منطق القوة الممتزجة والمدمجة بنزعة تميزغربي استعماري في جوهره. تقرير لجنة فينوغراد يُعَرِي إخفاقات الحرب الأخيرة على لبنان. « إسرائيل » لم تعد تلك الدولة النقية، صاحبة الجيش الذي لا يقهر، والمتشبهة بالديمقراطيات الغربية، التي يستقيل فيها المسؤولون لتقصيرهم وإخفاقات عملهم مباشرة أوبطريق غير مباشر. التقرير يُعَرِي أيضاً مواصفات الدولة المعادية، المملوءة بفساد مسؤوليها، التي تهزم عسكرياً ويخفق جيشها في تحقيق مهامه، وأنها ليست بالدولة من طراز « سوبر » كما يحاول قادتها على الدوام تصويرها. المتابع للواقع « الإسرائيلي »والقارئ الجيد للتطورات »الإسرائيلية » خلال العقد الأخير يجب أن لا يستغرب المصطلحات التي استخدمها التقرير تجاه الجيش « الإسرائيلي  » والتي تضمنت مصطلحات ومفاهيم من العيار الثقيل، مثل نقاط الخلل في المبنى والثقافة التنظيمية لديه، وغياب التحديث المنهجي والمتعقل للمضمون الأمني الشامل، الجيش لم يكن مستعداً وجاهزاً للحرب. عام 1993 أسرّ الجنرال إسحق رابين، رئيس الوزراء آنذاك، لصديقه الكاتب الأديب حاييم راز أن أحد الأسباب المهمة والمركزية لموافقته على اتفاق أوسلويتمثل في معرفته بواقع الجيش « الإسرائيلي »، وأنه ليس كما يتم تصويره في الخارج، وأن هذا الجيش بات عاجزاً عن تحقيق الانتصارات السهلة والسريعة كما في الماضي. وكلام رابين المهم والمهم جداً نجد برهاناً واضحاً عليه في عجز الجيش عن إخماد شوكة المقاومة الفلسطينية وكسرها لدرجة أن جنرالاً بحجم شارون اضطر إلى الانسحاب من غزة لكي يقصر جبهات وخطوط القتال بالنسبة إلى الجيش المنهك وحتى لكي يدافع عن وجود « إسرائيل » نفسها في ظل التهديدات والتداعيات الهائلة للاحتلال « الإسرائيلي » للأراضي الفلسطينية والعربية. صحيفة الخليج،رأي ودراسات ، 2008-02-15
 


نظرة في الماسونية: في الغرب (1)
 
ميشال سبع (*)   نشطت مؤخرا المحافل الماسونية في الغرب وهي عادة تنشط إشعاراً بمتغيرات دولية، وكون بعض المحافل الكبرى تكاد تكون تحت قبضة الشركات الكبرى، وبعضها الآخر تحت التأثير الصهيوني، وخصوصا البترول. لذا فقد تكون مناسبة قراءتها.   1ـ الماسونية النظرية او المعرفية   في كتاب قديم طبع (1926)م. في صيدا تحت اسم «تاريخ القوة الخفية» يقول صاحب النشر والذي أخذ مخطوطته من شخص قديم وبواسطة رئيس جمهورية البرازيل، وقد جرت معاهدة بين صاحب المخطوطة المسمى بـ لوران جورج صماويل الروسي الأصل والمقيم في ريو دي جينيرو، والسيد عوض الخوري من الشياح في جبل لبنان الذي هو موجود أيضا في ريو دي جينيرو، والذي كان مفوضا بأشغال خصوصية للدكتور رودنتي ديموريس رئيس جمهورية البرازيل على أساس هذه المعاهدة سمح السيد (لوران) لـ (عوض) ان يترجم كتاب «القوى الخفية» وأهمية الكتاب تكمن في أن السيد لوران هو حفيد او آخر أحفاد لشخص ما أجداده هو (جوزيف لافي) يهودي من أحد التسعة المؤسسين، «للقوة الخفية». تفصيل ذلك بإيجاز ان السيد (لافي) اجتمع مع شخصين في لندن وقرروا إحياء (جمعية القوة الخفية) وإطلاق اسم عليها هو (الماسون) او الفرامسون، وقد رأى الثلاثة في ذلك ان هذا الاسم له عدة منافع: أولا لأنه الاسم الذي اتخذه المهندسون الطليان في القرن السادس عشر، ثانيا لأنه يوافق الاشارات والرموز القديمة التي كانت مستعملة في جمعية «القوة الخفية»، والثالث ان جماعات البنائين والمهندسين لهم جمعيات وشركات ومحافل، وبالتالي يمكن أن تكون جمعية الفراماسونية هي مخفية تحت هذه الأشكال، وعلى هذا فقد قرروا عقد اجتماع بزعامة شخص يدعى (جيمس أندرسون) وفي 24 حزيران 1717 م. تم هذا الاجتماع وتأسس المحفل الأول بعد جدال عنيف: قسم يريد ان يسمى (بمحفل اورشليم) والآخر يريد تسميته بـ(محفل انكلترا الأعظم) وقد سمي محفل اورشليم لبعض من الزمن ثم عاد فسمي بمحفل انكلترا الأعظم. أما الذين أسسوا «القوة الخفية» فهم الملك حيرام والثاني حيرام أبيهود من سبط أبيهود وهو مبتكر الفكرة الأولى لتأسيس الجمعية، وكان الأصح ان يعرّف هو بالمؤسس، وكان يتيم الأب، وتكريما لذكره فقد لقب بمؤسس جميع الخفيين «بأبناء الأرملة»، ولم يزل هذا اللقب متبعا حتى يومنا هذا. أما في التاريخ العام للماسونية Histoire générale de la Franc-maconnerie فهو يؤكد أنه عملياً تأسست الماسونية (1917)م. ولو أن البعض يعزوها الى آدم وإلى أولاد نوح كما ان البعض الآخر يجد ان مناهلها إنما استمدت من مصر ومن اليونان. ويؤكد هذا الموضوع أيضاً جرجي زيدان في تاريخ الماسونية العام ويرى أن هناك مصدرين أساسيين: مصدر مصري ومصدر سوري، المصري من خلال (جمعية ايزيس) وهي جمعية مصرية كان المتكرس فيها يتعرض لمضايقات اذا قوي على احتمالها تسلمه قائد متنكر برأس كلب ومر به في دروب متعرجة مظلمة ووقف به أمام خطيب أمر له بشرب كأس قائلاً له: «.. أيها الراغب في مؤاخاتنا هذا كأس النسيان تجرعه لينسيك كل نقائصك، وتصبح أهلاً لفضائلنا». وما إن يشرب حتى تصدح الألحان ويعبق الجو بروائح عطرية. وقد انتقل أحد أعضائها وهو (اورفيوس) الى البلقان، وأسس مجمعا سماه (مجمع الويسينيا) حيث يمر الطالب بالمشقات ذاتها وكان يضم النخبة ويتم التكريس بحضور 24 رجلاً. وقد استمر هذا المجمع حتى القرن الثالث حيث مر في تطورات انبثقت عنها جمعية اسمها (الفيثاغورثية) نسبة الى مؤسسها (فيثاغورس)، فيثاغورس هذا هو من أهل (ساموس) وقد رحل الى مصر ومكث فيها ما لا يقل عن الإثني عشر عاما يدرس الفلك والهندسة والأسرار الكهنوتية، ومما لا شك فيه أنه اطلع أكثر فأكثر على (جمعية ايزيس) ثم عاد الى بابل فمكث فيها اثني عشر عاما يدرس الحساب والموسيقى وبعض تعاليم المجوس وقد رجع الى موطنه (ساموس) وهو في الخامسة والستين وبعد ذلك رحل الى ايطاليا الجنوبية وأسس جمعيته التي تسمى (الفيثاغورثية). ولم تكن هذه الجمعية في أول أمرها مدرسة فلسفية بل لقد كانت ذات نزعة صوفية غامضة، وهذا ما جعل الناس يحوكون حولها الأعاجيب، كان رائدها الإصلاح الديني والسياسي والعودة إلى مكارم الأخلاق وطهارة النفس، وكان أعضاؤها يرتدون لباساً أبيض شعارا لهم ويعيشون على المشاع، ويتعارفون برموز وإشارات خاصة بهم صوناً لأسرارهم وضناً بها ان تتسرب الى غيرهم، مما أثار الشبهات حول جمعيتهم والخوف من أن تتمخض عن اتجاه سياسي انقلابي لذلك لقيت الاضطهادات. ان النظرة الفيثاغورسية تتميز بميزتين أساسيتين الأولى: ان (فيثاغورس) يرى بأن كل شيء في الوجود إنما هو شكل هندسي وعدد، والميزة الثانية ان فيثاغورس اهتم بحل المسائل المتفرقة بشكل رياضي وكان حسابه يقوم على استعمال النقط المرسومة في الرمل او ترتيب الحصى في أشكال هندسية مختلفة كالمستقيم والمثلث والمربع والمخمس والكثير الأضلاع، ولم يكن الفيثاغوريون يفرقون بين العدد والشكل الهندسي، فالأعداد هي أشكال، الواحد نقطة والاثنان خط والثلاثة مثلث والأربعة مربع الخ. ويرون ان الهيئة الرياضية للأشياء هي الأصل فيها لذلك قال «إن أصل الأشياء هي الأعداد وان العدد هو علة الوجود» والذي دعا الفيثاغوريين الى القول ان العدد هو أصل الأشياء هو ما رأوه من نظام وانسجام سواء بين حركات الكواكب والنجوم التي تسير وفق الأعداد او بين النغمات الموسيقية التي يختلف بعضها عن بعض تبعاً لنسب عددية. ولذلك قسّم الفيثاغوريون العدد إلى قسمين الفرد والزوج وهما أصلان للأعداد والأشياء كلها، لأنهما يمثلان المحدود واللامحدود فالفرد هو المحدود والواحد، لأنه لا يمكن ان ينقسم الى قسمين وإنما يقف عند حده هو، اما الزوج فهو اللامحدود، لأنه حين ينقسم قسمين لا يبقى منه شيء بل يترك خلاء وفراغاً. وهذان المبدآن هما جوهر جميع الأشياء المحدود واللامحدود، المتناهي واللامتناهي هما عند الفيثاغوريين المبدآن الأساسيان لتفسير الكون. لذلك العدد هو الانسجام عينه وقد اتخذوا من الأعداد رموزاً فقالوا ان العدد واحد 1 هو الأصل في الأعداد وهو رمز العقل، لأنه ثابت والاثنين 2 هو العدد الزوج ويدل على المذكر وهو رمز الظن، لأنه تردد بين طرفين والـ3 هو العدد الفردي الأول ويدل على المؤنث كما انه رمز الزواج والـ4 هو رمز العدالة، 5 هو مبدأ الزواج، 6 هو العدد المحير، 7 هو العدد الذي عن طريقه تنقسم الحياة الإنسانية، ولذلك هو رمز الوقت الذي يقابل أيام الأسبوع، ووصلوا مع العدد 9 إلى العدد التكعيبي، أما العشرة 10 فهو أكمل الأعداد وهو الوحدة الرئيسية التي تشمل كل الأشياء الأخرى وارتفعوا به نحو الألوهة، لأنه يضم الأعداد كلها ويحتوي على طبيعة الكون بأسره فهو أصل الوجود ووصل بهم العدد الى ان ألهوه، وجعلوا منه جرما جديدا سموه (الأرض المقابلة) مركزه بين الشمس وبين الأرض وهو الذي يتسبب في احداث الليل والنهار وكانوا يحلفون به.   2ـ الماسونية العملية او المهنية   يقول زيدان في معرض حديثه عن نشأة الماسونية العملية: إن أبناء روما بعد موت بنيها رموا الإرث واختلفوا فيما بينهم على الرئاسة واستقر رأيهم على المجيء بشخص غريب اسمه (نوما)، كان معروفا بورعه واعتزازه وإيمانه بالاله الواحد، فهذا أتى ونظم المدينة وقسم الناس الى فئات حرفية، كان أهمها البناؤون، حيث بيدهم كل أسرار الأوار أي أسرار فتح المدينة وإغلاقها أمام الأعداء، ووضع على كل جملة منهم رئيساً سماه (الاستاذ) وتحته معاونوه سماهم (المنبهون) ومن ثم كتبة وأمناء الخزانة وطلب منهم المحافظة بقوة على أسرارهم، وكان الرئيس يملك الأسرار ويعطي بعضها للأقل رتبة حيث لا يملك الأسرار جميعها إلا الرئيس المطلق، وطلب منهم ان يساعدوا بعضهم بعضاً لأن عمل البناء أصلاً يقوم على المساعدة العملية. ومن أجل توحيد إيمانهم اتفقوا بأن تكون صلواتهم لمهندس الكون الأعظم وقد استمرت أخويات البنائين ترافق الرومان بفتوحاتهم فبنوا عام (280) ق.م. هيكل (جانوس) بعدما تغلب الرومان على القرطاجيين، و(225) ق.م. بنوا مدينة قرطبة في اسبانية، أما في عهد يوليوس قيصر فبنوا أهم المدن مثل (تور) و(بوردو) و(ليون) و(باريس). أما في بريطانية فقد بنوا (يورك) وهي عظيمة الأهمية في تاريخ الماسونية. سنة (5) ب.م. دخل اليهود في الماسونية وأدخلوا جانباً من أسرار ديانتهم معهم وصاروا أقوياء في البلاط لدرجة أنهم استطاعوا التأثير على الرومان وقتل المسيح. عام (130) ب.م. سقطت الجمهورية الرومانية، لكن الماسون عرفوا كيف يحافظون على امتيازاتهم، وفي (140)م. قام القائد (انطونين) بإيعاز من الأخوة البنائين ببناء هياكل ضخمة منها قلعة بعلبك إذ هي في الأساس هيكلان أقامهما هذا الملك لعبادة الشمس عام (166)م. اعتنق كثير من الأخوة البنائين المسيحية مما جر عليهم الاضطهاد من قبل الأمبراطور (مارك أورال) فراحوا يشيدون المقابر ويبنونها. و(275)م. بنى الأخوة بأمر الأمبراطورة (اورليان) كذلك بنوا كنيسة القديس بولس في الفاتيكان على شكل صليب. وكان من أهم انجازاتهم بناء القبر المقدس في اورشليم في القرن الرابع، لكن عندما بدأت غزوات الجرمان والسكسون تشتتوا في كل بقاع الأرض. وفي القرن السادس ترأس القسيس (اوستين) الماسونية في انكلترا وأسس كنيسة (كانتبرغ) عام (602)م. وعندما أخذ الماسون من جديد حريتهم عام (620)م. راحوا ينشئون الأخويات المسيحية ودعوا (بالماسون الأحرار ـ maçon Francs) وكان رؤساء الاكليروس هم أصحاب الدرجات العليا في الماسونية، لذلك أضيفت كلمة محترم الى رئيس المحفل. وفي أيام (شارلمان) ازدهرت الماسونية وتوصلت الى مؤتمر سماه (مؤتمر يورك) وأعلن فيه لائحة (يورك) الشهيرة والتي ثبتها فيما بعد الملك هنري السادس، وأهم ما جاء فيها: أولاً، احترام الله واتباع شرائع نوح. ثانياً، الإخلاص للسلطان. ثالثا، ان تكون نافعا لمن حولك. رابعا، الاخلاص لأخيك الماسوني ومساعدته. خامسا، المواظبة على اجتماع المحافل. سادسا، الأمانة في تنفيذ القرارات. سابعا، دفع ما عليك. ثامنا، الكفاءة. تاسعا، عدم الاختلاس. عاشرا، عدم إدخال طالب جديد قبل فحصه سبع مرات. حادي عشر، لا يقبل الا الأحرار وسالمو العقل والأعضاء. ثاني عشر، الاهتمام بالغرباء الماسون ومساعدتهم. ثالث عشر، عدم قبول شخص غير ماسوني في المحافل. وبعض القرارات الأخرى المتشابهة. وقبل بداية عام (1000)م. كان الناس يعتقدون ان العالم سينتهي فكانت سنوات خمول وانتظار للجميع، ولكن عام (1010)م. نشطت مجموعة من الكهنة في ايطاليا وراحوا يملأون إيطاليا بالمحتويات وباركهم البابا فراحوا يبنون الأديرة في كل مكان ويضعون عليها الشارة الماسونية، و(1155)م. انتخب الأخوة البناؤون (ريكاردوس قلب الأسد) ليكون استاذاً أعظم المحافل الماسونية في انكلترا وكان أستاذاً لجماعات الهيكليين. وقد قبل الدعوة وقد ساعدت الأخوة الماسونية على تلطيف العلاقة بين (ريكاردوس) و(صلاح الدين الأيوبي) الذي كان حوله بعض الأخوة على شكل مترجمين وقد انتشرت جماعات حول القبر المقدس في فلسطين وسموا (فرسان القبر المقدس) او (فرسان المائدة المستديرة) وأسماء أخرى كثيرة، وقد اعتبروا ان الهيكل هو مسكن الروح القدس. وفي القرن السادس عشر انتشرت الماسونية في صفوف الطائفة الاسماعيلية وبلغت الدرجات التسعة وفي (1525)م. وبعد انتشار تعليم (لوثر) الذي يقال إنه ماسوني انتشرت جمعيات ومحافل كثيرة أزعجت الكنيسة الكاثوليكية وقد قام (الياس شمول) عام (1646)م. وهو عالم آثار شهير بتأسيس (متحف أوكسفورد) ووضع الطقوس الماسونية قريبة للطقوس السورية والمصرية القديمة وما زالت هذه الطقوس متبعة حتى اليوم و(1650)م. بدأ الماسون يعملون بالسياسة العلنية ونصبوا الملك (شارل) الثاني عام (1660)م. وفي (1663)م. التأم الماسون تحت رعاية الملك في مدينة (يورك) ونظموا الجمعية، لكنهم ما لبثوا ان اختلفوا سياسياً بين مؤيد للملك (جاك الثاني) وبين رافضيه ولما انتصرت المعارضة هرب الموالون وبينهم عدد كبير من (الكهنة الجزويت).   3ـ الماسونية الحديثة:   أما نشوء وتنظيم الماسونية الحديثة فالجميع متفقون على أنه قد بدأ عام (1717)م. وتحديداً في 24 حزيران في عيد (سان جان)، حيث اجتمعت أربعة محافل انكليزية وأنشأوا المحفل الأكبر وقد كان الأستاذ الأعظم هو (ديزاغولييه) وهو فيلسوف وعضو في المجمع العلمي الملوكي وساعده في ذلك اثنان (جورج باين) و(جيمس اندرسون). وقد عمد (أندرسون) الى تنقيح اللوائح والقوانين وخلص الى قانون عام سماه (قانون الأخلاق) الذي أصبح الدين الجديد للماسونية وفتح عهداً جديداً صار فيه الماسوني غير ملزم باتباع دين معين، بل أصبح كافيا له الدين الجديد، وقد طبق هذا القانون بحسب مفهومين مختلفين: المفهوم الانكليزي الذي قادت شعاره المحافل الاسكتلندية: إخاء ـ اغاثة ـ حقيقة. الاخاء يعني هو ارتباط الأخوة عامة في كل المحافل الماسونية وهذا الرباط هو العلاقة العضوية بينهم. اغاثة، هو التجسيد العملي للإخاء أي مساعدة الماسوني لأخيه الماسوني في كل الحقول. حقيقة، هي الايمان بالخالق مهندس الكون الاعظم. وعلى هذا فيصبح المفهوم الأخلاقي العام الاسكتلندي. الانكليزي هو الإيمان بخالق الكون ومهندسه هذه الهندسة المتمثلة بعملية البناء التي يقوم بها البناؤون الأخوة المرتبطون مع بعضهم البعض بوشائج الأخوة وكونهم أخوة فمن الطبيعي ان يساعدوا بعضهم بعضاً. وكون البشر فئتين: فئة تحمل الهندسة وتعمل من أجل إكمالها والمحافظة عليها، وفئة تخربها لأنانيتها. كان على البنائين ان يتعاونوا فيما بينهم بغية عدم اختراقهم من قبل أصحاب النزوات، لذا كانت الحركات السرية بغية المحافظة على العنصر الطيب الذي يراه الماسون منتصرا في النهاية، وقد جاء في القانون العمومي للشرق الاسكتلندي السامي: «اننا نعتبر كل ذي مبادئ عالية ونفس طيبة ماسونياً أيا كان وسيصبح العالم في مستقبله محفلا كبيرا لا يرى فيه غير هذا النوع من البشر». أما الطقوسيات فهي تضع الدين الجديد في رهبة وخشوع هي رهبة وضرورية في كل دين، وانطلاقاً من هذا الشعار، فقد حرّم على الماسونيين في كل انحاء العالم التعاطي في الشأن الديني والسياسي، لأن هذين الشأنين يفرقان بين الأخوة ويناقضان قانون الأخلاق، فكل له دينه، لكن الجميع ملتزمون بدين الأخلاق، وعليه فلا يجب ان يفرق الانتماء الديني الخاص الأخوة الماسونية، كذلك حال الانتماء السياسي لذا، كانت الماسونية الاسكتلندية عامة وإنسانية شاملة. وقد نتج عن هذا المفهوم حصر السلطة الماسونية في المحافل الانكليزية وصارت تتخذ القرارات السياسية وحدها وأصبحت المحافل المحلية تنفذ قرارات الشرق الاسكتلندي والانكليزي. وقد قسّم الشرق الاسكتلندي ـ الانكليزي الدول إلى أقاليم وولايات. يستحصل كل محفل فيها على جواز سنوي في عيد القديس يوحنا الواقع في 24 حزيران، ليتمكن من مواصلة العمل الماسوني تحت رعاية الشرق الأعظم للسنة المقبلة والملاحظ في هذه الطريقة ان الاشتراكات يجب أن ترفع إلى محفل الشرق الأكبر لدعم صندوقه إذ جاء في المادة (185) «يمنع منعاً قطعياً قبول خارجي او تبني أخ مجاناً في العشيرة». ولم تعترف المحافل الاسكندرية بأكثر من أربع درجات هي: المبتدئ والرفيق والأستاذ ومن ثم اضيفت درجة استاذ سري للدرجة الرابعة.وفي (1725)م. تأسس وهذا ما أثار حفيظة الفاتيكان فأصدر البابا منشوراً ضدها عام (1738)م.وقد اتفق اعلان البابوية مع الملك لويس الخامس عشر الذي منع الناس من الانضمام. كما هدد البابا كلينضوس الثاني عشر الكهنة بالحرم، لكن (الجزويت) نظموا سراً محافل خاصة بهم ملحقون بها درجات عليا وأقاموا مجمعاً اسمه (مجمع كليرمون) في مدرسة (كليرمون الجيزويتية) ووضعوا يدهم فيه في أيد أهم رجالات الدولة آنذاك. وفي عام (1773)م. انشئ الشرق الاعظم الفرنسي بدلا من المحفل الاعظم الوطني وبعده بعام تقرر قبول النساء في محافل خاصة، وفي مناطق خاصة فقط، ولكن المحفل الفرنسي الذي لعب دوراً كبيراً هو محفل (ليون) الذي تأسس (1717)م. وفي هذا الوقت تقرر السن الشرعي للدرجات الماسونية بحيث يكون 21 سناً للتلميذ، 23 للرفيق، 25 للاستاذ. وهناك كلمة سر خصوصية تتغير كل ستة أشهر يتلقنها الاخوة، وبها يمكن الماسوني ان يدخل المحافل.اما الدعم الاكبر للماسونية قد حدث (1778)م. عندما انضم (فولتير) إلى (محفل التسع أخوات)، وقد كانت لهذا الانضمام قوة دافعة لمجموعة من المفكرين الذين نجحوا بالقيام في أول ثورة ماسونية هي الثورة الفرنسية، وقد قال Louis Blanc إن الماسونية كانت معملاً للثورة كما أن شعار: حرية ـ إخاء ـ مساواة، إنما وضعه الفيلسوف الماسوني Louis Claude de St Martin (1750)م. في اجتماع محفل (بوردو). إن هذه الشعارات تحتوي بشكل واضح على صبغة سياسية فالمساواة اطلقت الاشتراكية وأسقطت السلطة متبوعة بالحرية فلم تعد هناك مسوغات دينية ولا زمنية رادعة، وصار الثوار في وقت من الأوقات يلتهمون بعضهم بعضاً والمقصلة التي أسقطت رأس الملك والملكة هي نفسها أسقطت رؤوس زعماء الثورة، فكأن المساواة تأكل نفسها، وكذلك الحرية، وقد تدارك محفل الشرق الفرنسي، الأمر لكنه سمح التعاطي في الشأن القومي والوطني لذا، سمح للمحافل المنتمية بالأشغال في السياسة والدين ومن أجل إعلان موقفه من القضية الدينية اعلن انه ليس من الضروري الايمان بالله ومهندس الكون الاعظم يمكن ان تكون قوة المادة نفسها وهذا ما جعل فروعاً اخرى تخالفه، لانها ترى ان الايمان بالله شرط أساسي للمحفل الماسوني.   (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 14 فيفري 2008)


الماسـونيــة فـي الشــرق العـربــي ـ (2)
 
ميشال سبع   1ـ في مصر   يقول شاهين مكاريوس (او مكاريوس شاهين) إن الماسونية الرمزية دخلت مصر مع حملة نابوليون بونابرت عام (1798)م. وقد طلب من (كليبر)، الجنرال الذي كان يعتمد عليه أن ينشئ محفلاً، فدعاه (محفل إيزيس)، و(إيزيس) هي آلهة المصريين القدماء، ويقال إن اول محفل تاريخي كان يحمل اسمها ولعل إرادة نابوليون تسمية المحفل بهذا الاسم محاولة منه للتقرب من المصريين لأن هذا كان شعاره عندما دخل مصر، حيث تقرب أيضا من مشايخ الأزهر فادّعى انه آمن بالإسلام وتعاليمه ورسوله واشترك في الحفلات الدينية، حتى أنه عندما أصدر مرسوم إنشاء الديوان بدأ بجملة «بسم الله الرحمن الرحيم». ولكن (كليبر) سرعان ما قتل بيد إرهابي او فدائي يسمى (سليمان الحلبي)، وليس معروفاً اذا كان هذا الشخص هو من الوطنيين ام من أحد المحافل الماسونية الأخرى التي كانت ترفض الطريقة الفرنسية، وفي (1830)م. أنشئ محفل في الاسكندرية على الطريقة الاسكتلندية مما جعل الشرق الفرنسي يتحرك مؤسساً محفلاً في الاسكندرية سمي (محفل أهرام) عام (1845)م. وفي هذا المحفل تكرس الأمير (عبد القادرالجزائري) و(سوليتيوري انغيتوري زولا) الذي أصبح رئيسا للمحفل (1876)م. ويعتبر هو مؤسس للماسونية المصرية الوطنية على الطريقة الفرنسية. ويظهر ان (زولا) عندما احتاج، ولم يسعفه أحد، استماله الفاتيكان وجعله يكتب ما يشهر بالماسونية وقد خلفه الدكتور (ايكوتو موكولو) اليوناني (1886)م. وبعد عام قررت الماسونية انتخاب (الخديوي محمد توفيق باشا)، الذي كان قد دخل الماسونية، رئيساً أعظم (1881)م. ثم تخلى (الأمير توفيق) عن المحفل الأكبر الوطني المصري الى (أدريس بك راغب) في جلسة عقدت في كانون الثاني (1891)م. ولكن أول محفل اشتغل باللغة العربية هو محفل (كوكب الشرق) ذو الرقم (1355) الذي تأسس في شرق القاهرة، وكان لا يؤمه إلا المصريون فحسب، او من هم في حكمهم، وقد ترأسه (جمال الدين الأفغاني) و(محمد عبده) وبعض الشوام، وعندما اراد ان يدخل الماسونية قدم طلباً وقد جاء في طلب جمال الدين الأفغاني للانتماء ما نصه: «يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابلي الذي أنهى من عمره سبع وثلاثين سنة بأنني أرجو من اخوان الصفا واستدعي من خلان الوفا، أعني أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الخلل والزلل مصون، ان يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهم وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر ولكم الفضل ـ يوم الجمعة 22 ربيع الثاني 1292 هجرية». لكنه وقد قال فيما بعد «اما نحن معاشر الماسون فيؤلمني للآن ما عرفته لنفسي بصفتي ماسونياً، ولا لمطلق الماسونية تعريف يجعل لها صورة بالذهن او وصفا ينطبق على من ينخرط في تلك العشرة، اول ما شوقني للعمل في بناية الأحرار عنوان كبير خطير: حرية ـ مساواة ـ إخاء، غرضه منفعة الانسان والسعي وراء دك صروح الظلم وتشتت معالم العدل المطلق، فحصل لي من كل هذا وصفاً للماسونية هو للعمل وعزة للنفس وشمم واحتقار الحياة في سبيل مقاومة من ظلم». وقد انتقد المحفل هذا فيما بعد حيث قال «ولكن كنت انتظر ان أسمع وأرى في مصر كل غريبة وعجيبة ولكن ما كنت لأتخيل ان الجبن يمكنه ان يدخل من بين اسطوانة المحافل الماسونية اذا لم تتدخل الماسونية في سياسة الكون وفيها كل بناء حر، واذا كانت آلات البناء التي بيدها لا تستعمل لهدم القديم وتشييد معالم حرية لا حملت يد الأحرار مطرقة ولا قامت في بنايتهم زاوية قائمة»، واستقال من المحفل وأنشأ محفلاً آخر تابعاً للشرق الفرنسي الذي سرعان ما بلغ أعضاؤه اكثر من (300) عضو من نخبة المفكرين والناهضين المصريين وكان هذا المحفل مطلق الحرية وهو الذي دعاه محفل كوكب الشرق. أما الأمير (عبد القادر الجزائري) فقد كان كاتبا في (محفل الأهرام) شرق الاسكندرية العامل تحت رعاية المحفل الأكبر الفرنسي (1864)م. وقد ترقى الى أعلى الدرجات حتى لقب بأستاذ أعظم للشرق وقد اجتهد لتأسيس محفل سوري مستقل ودعاه فيما بعد (بالمحفل الأكبر السوري) (1939)م. وقد بقي حتى الستينيات حفيده الأمير (محمد سعيد) قطبا أعظم في المحفل الأكبر السوري العربي بدمشق، ومن أهم الشوام المنتسبين الى محفل الأفغاني (أديب أسحق) الذي كان تلميذاً للأفغاني والذي بتشجيع منه أصدر مع أخيه عوني مجلة (مصر) (1877)م. كما أصدر صحيفة يومية اسمها (التجارة) (1878)م. بإيعاز من الأفغاني نفسه، وقد لقيت الجريدتان رواجا كبيرا فأيدتا الشورى ضد الاستبداد وهاجمتا السياسة البريطانية ونقلتا أفكار الثورة الفرنسية. وقد كان عضواً في المحفل الماسوني للشرق الفرنسي مع رفيقه (عبد الرحمن الكواكبي) كذلك الدكتور (ميشال انسطاسي) طبيب الأسنان الذي نال الجائزة الأولى، الميدالية الذهبية، في المعرض المصري اليوناني (1912)م. وانتخب رئيسا لجمعية طب الأسنان بالاسكندرية، كان هذا رئيسا للمحفل الماسوني بالاسكندرية لمدة (15) عاماً. أما شاهين مكاريوس فقد وصل الى أعلى الدرجات الماسونية في مصر وربما في العالم، اذ كان «أستاذاً أعظم» للمحفل الأكبر الأورشليمي الذي وضع دستوره العام، ورئيس أعظم شرف مقام العقد الملوكي (بالنيويس) في الولايات المتحدة الأميركية واستاذ أعظم شرف المحفل الأكبر (بفيلادلفيا) ورئيس ثالث أعظم مقام العقد الملوكي الأكبر بمصر سابقاً، وعضو شرف في جمعية أبطال الماسونية القدماء في (شيكاغو) وعضو شرف في كل محفل اللولو بأميركا ومحفل (سلنك) الأميركي ومحفل (ماري لند) الأكبر في أميركا ومحفل سليمان الملوكي ومحفل سوريا بدمشق ومحفل الملك سليمان الأميركي ومحفل النيل الايطالي ومحفلي لبنان وفلسطين في بيروت ومحفل سليمان بيافا ورئيس شرف محفل العدل الفرنسي بمصر ومقام كوكب الشرق الانكليزي. كما انه أسس عدة محافل منها محفل الطائف الذي استضاف الماسون الأميركان في مصر في 27/2/,1895 وقد كانوا كثيرين لدرجة ان مكاريوس شاهين دعا (150) منهم الى منزله للاجتماع مع 50 ماسونيا مصريا من محترمي المحافل الوطنية وأعاظم رجال مصر، ويظهر ان هذا الاجتماع كان هو اول اجتماع ماسوني مدني عقد في الشرق، ومقام اللطائف ومحفل فينيقية، ومحفل بدر حلوان ومقام بدر حلوان ومحفل بدر حلوان الكمالي، ورئيس ومؤسس محفل مكاريوس لدرجة الأساتذة المعلمين (المارك) ومحفل المقطم الذي كان من أقطابه يعقوب صروف وفارس نمر والذي كانت تنطق باسمه دورية (المقطم) عام (1888)م. وعضو محفل الاخلاص (المارك) الانكليزي وحائز لدرجة النخل والصدف ودرجة33 وغيرها. وقد لعب مكاريوس دورا مهما وخصوصا أن زوجته كانت اخت فارس نمر صاحب (المقطم) و(المقتطف) مع (صروف) وعضو مجلس الشيوخ المصري وأحد مؤسسي المجلس العلمي العربي، كذلك فإن ابنة شاهين مكاريوس هي زوجة (جورج انطونيوس) وهؤلاء جميعا قد تأثروا به وكانوا من الماسون. 2ـ في البلاد العربية   ان أول محفل في سوريا تأسس في حلب (1715)م. كان اعضاؤه من الأجانب وبعضهم من الموظفين البريطانيين الرسميين، أسسه (الكسندر دروموند) وهو رئيس سابق لمحفل (كرينوك) في اسكتلنده وكان مقيما بحكم عمله في مدينة الاسكندرون شمال الشام. اما في لبنان فقد تأسس أول محفل (1869)م. وقد كان من أهم الشخصيات الماسونية فيه: الأمير ملحم ارسلان، وجرجي سرسق وسليم الريس وبشير نكد ونقولا بك المدور وديمتري سرسق وخليل الريس ونقولا منسى واسكندر طراد، وفيه تكرس شاهين مكاريوس (1874)م. وإليه انضم جرجي زيدان وابراهيم اليازجي وابراهيم حوراني وكان يجتمع على مسيرة نصف ساعة من الكلية الأميركية في رأس بيروت وكانت اللغة فيه العربية اما المراسلات فبالفرنسية ولما ألغى الشرق الأعظم الفرنسي الاعتقاد بالله كشرط للدخول انفصل محفل لبنان وانضم الى المحفل الأكبر الانكليزي. الذي تأسس عام .1861 اما في القدس فإن أول محفل قد تأسس (1873)م. وهو محفل (سليمان الملوكي) يحمل الرقم (293) ورئيسه كمان (وليم أسعد خياط) وهو ترجمان في القنصلية الانكليزية في القدس وقد انضم اليه كثيرون فيما بعد وهم شاهين مكاريوس وخليل سعاده. ويظهر ان هناك شبه تأكيد من أن ابراهيم اليازجي كان عضوا في (محفل فينيقية) في بيروت برئاسة (خليل الريس) وفي هذا المحفل قال قصيدته الشهيرة: «تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب».   وقد قام اليسوعيون يناهضون بشدة الماسونية وعلى رأسهم (الأب بولس شيخو) في مجلة (المشرق) ويؤكد الدكتور جورج كلاس في كتابه الصحافة الفكرية ان شيخو كان ماسونيا. لكنه مع ذلك فانه في سوريا (الشام ولبنان وفلسطين) عام (1923)م. كانت تضم ثلاثين محفلا و(15) ألف ماسوني وتنتمي الى أربعة شروق: 1ـ الشرق الأعظم الاسكتلندي وله تسعة محافل ومن الأشخاص الذين كانوا رؤساء فيها الأمير (أسعد الأيوبي) رئيس محفل (فم الميزاب) في طرابلس، والخوري (عيسى أسعد) رئيس محفل (أنيسة) في حمص (بترو أبلا) رئيس (محفل الكرمل) في حيفا والقس (طانيوس عبدو) رئيس محفل جبل لبنان في الشويفات. 2ـ الشرق الأعظم الفرنسي له ستة محافل من بعض رؤسائه: (نعمان أبو شعر) رئيس (محفل سوريا) في دمشق، وحسن موصللي رئيس محفل (زهرة العاصي) في حمص، وحبيب الحتي رئيس محفل (أرز لبنان) في سوق الغرب. 3ـ المحفل الأكبر الوطني المصري له شرق اقليمي لسوريا وفلسطين برئاسة الاستاذ الأعظم (الدمادا أحمد نامي) ومقام خليج بيروت للدرجة 18 ومقام الأرز في ميناء طرابلس وقد كان له عشرة محافل من بينها الشيخ (ابراهيم المنذر) رئيس محفل بيروت (جميل مردم) رئيس محفل الاتحاد في بيروت، الدكتور (حسن الأسير) رئيس محفل الرشيد في بيروت، و(جرجي البندلي) رئيس محفل المينا الأمين في طرابلس. أما الأستاذ أعظم (إدريس راغب) فقد كان يشغل ثلاثة محافل: محفل بيروت ومحفل الشمس ومحفل الحاج، الذي كان رئيسه وديع الحاج، كذلك فقد نشط المحفل الأكبر الفرنسي برئاسة لبيب رياشي رئيس محفل الحكمة وقد كان لقبه المندوب السامي الاتحادي، ونشط أيضا محفل الشمس في بعلبك ورئيسه عبد الغني الرفاعي و(محفل قاسيون) ورئيسه حسني الجندي ومحفل الانبعاث ورئيسه نوري المدرس. وابتداءً من الأربعينيات فإن عددا كبيرا من المحافل قد نشأ في لبنان، كما أن بعض المحافل قد نام. المحافل التي تنهج الطريقة الأميركية من أهمها (محفل نيويورك) ومركزه في بيروت رئيسه (الاستاذ قامحين) هو أستاذ في معهد اللاييك، و(محفل فخر الدين) ومركزه أيضا بيروت ورئيسه سامي حداد، وهو محفل طغى عليه المسيحيون، (محفل لبنان) ومركزه بيروت أيضا ورئيسه فايز أسعد وهو أستاذ درزي في الجامعة الأميركية، (محفل الشوف) ومركزه بعقلين وأعضاؤه كلهم من الدروز، (محفل البردوني) مركزه زحلة ورئيسه جورج صليبا، (محفل تربل) مركزه طرابلس ورئيسه (ميشال ديبة)، (محفل أميون) في الكورة، وهذه المحافل تتبع طريقة المحفل الأكبر لولاية نيويورك. اما المحافل التي تسير بحسب النهج الاسكتلندي فهي: محفل السلام في بيروت ورئيسه كان عبد الوهاب الرفاعي مدير غرفة التجارة، و(محفل الميزاب) ورئيسه (جاك بل)، و(محفل زحلة) ورئيسه (ايلي ليون)، كما ان هناك محافل فاعلة أخرى كمحفل الشرق الأكبر اللبناني السوري ومركزه في دمشق، وله عدة محافل فرعية، محفل (حنين قطيني) مركزه بيروت وله أيضا عدة محافل فرعية، محفل (محمد بدر) وله عدة محافل فرعية وغالبية أعضائه من المسلمين، محفل (حنا أبي راشد) ومركزه الحازمية وتتبعه عدة محافل فرعية وهو الذي ادخل المرأة في الماسونية مما أثار نقمة المحافل الأخرى، كما أن هناك محفل الشرق الأكبر اللبناني مركزه بيروت وله عدة محافل فرعية. أما في العراق ففي (1927)م. كان هناك محفل واحد في الوقت الذي كان في فلسطين سبعة محافل وفي الشام (8) محافل وفي مصر (59) محفلا ولكن يظهر ان هناك محفلا قد أسسه (المستر مور) في البصرة (1839)م. ويظهر ان الماسونية قد انتشرت عن طريق شركة الهند الشرقية وقد كان (الشيخ خزعل) أمير المحمرة الذي كانت له صلات وثيقة بالانكليز ونشاط بارز كما تأسست بعض المحافل على الطريقة الاسكتلندية في العراق كمحفل ما بين النهرين (1918)م. ومحفل كركوك الذي كان يضم موظفين كبار في شركة نفط العراق ABC ورقمه: (7079). ويظهر ان مجموعة كبيرة من الوزراء والنواب والشخصيات البارزة والضباط الكبار في العراق كانوا من الماسونيين وقد أشير الى (نوري السعيد) في هذا الموضوع، كذلك (محمد فاضل الجمالي) الذي كان وزيراً للخارجية عدة مرات. أما في الأردن فقد ظهرت فيها بعض المحافل الماسونية ولكن في فترة نهاية الخمسينيات، وهناك كتاب موافقة من (الملك حسين) على قبوله درجة (33) كذلك (بهجت التلهوني) رئيس الوزراء وقد نشره (حنا أبي راشد). وفي (1964)م. نشرت الصحف الأردنية بيانا يدعو الماسون الى مقاومة اليهود وقعه السكرتير الأعظم الدكتور (سيف الدين الكيلاني) والقطب الأعظم (عبد المجيد مرتضى)، وقد نشر حنا أبي راشد في موسوعته صورا لبعض الشخصيات المعروفة منها صورته وهو يثبت (خالد تابت) من صور استاذاً أعظم (1955)م. في بناية محفل السلام في بيروت، كذلك المحفل الاسكتلندي في دمشق الذي يحمل الرقم (1058) ويضم مصطفى السباعي، عبدو القدسي، سليم مشاقه، عبد الرحمن الشهبندر، فارس الخوري ومحمد كزبري، كذلك صورة الأمير سعيد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري قطب وأستاذ من المحفل الأكبر السوري العربي في محفل الشرق الأكبر العربي (1955)م. الأستاذ الأعظم (فوزي القاومجي) وفيه أيضا يوسف الحاج وهو أستاذ أعظم عام، وسليم الترك أستاذ أعظم في المحفل اللبناني السوري درجة (33). ومن المعروف ان سامي الصلح كان رئيساً لمحفل الشرق الأكبر اللبناني وقد دعمته المحافل الماسونية في انتخابات 9 حزيران (1957)م. ويؤكد د. جورج كلاس على ماسونية الأشخاص التالية أسماؤهم من خلال دراسة تواقيعهم: جرجي نقولا باز ـ مارون عبود ـ بطرس البستاني ـ فارس الشدياق ـ لويس شيخو ـ نعوم لبكي ـ جبران تويني ـ يوسف ابراهيم يزبك ـ بشارة زلزل ـ وأعضاء جمعية «العروة الوثقى» و«الترقي» و«تركيا الفتاة». كما ورد في أسماء الدوريات الصحافية الماسونية كل من: سليم وبشارة تقلا ـ احمد حسن طبارة ـ جرجي عوض.   (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 15 فيفري 2008)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.