في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3425 du 08.10 .2009
archives : www.tunisnews.net
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:البوليس السياسي بالعالية والعقاب الجماعي..!!
حــرية و إنـصاف:عشرات مساجين الرأي بسجن برج الرومي يواصلون الإضراب عن الطعام
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الاعتداء على الأستاذ عبد الرؤوف العيادي:محاولة إسكات أم محاولة تصفية..!!
حجب النسخة 19 من مدوّنة « صحفي تونسي »
حجب موقع « بوابتي » بتونس بعد تعرضه لكتاب « حاكمة قرطاج »ا
النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين :بيان الـحقيقة، لكنس الدّجل والبهتان
كلمة:حصار يتجدد على المجلس الوطني للحريات
كلمة:اعتقال سجين سياسي سابق وتهديده بالترحيل
نقابي من تطاوين:كارثة نقابية في تطاوين
كلمة:بوسالم، برقية احتجاج على عرض نقابيين من صفاقس على لجنة النظام
كلمة:تظاهرة تضامنية مع نساء الحوض المنجمي
حركة النهضة:ضرورة وقف التدهور والبدء بالإصلاح
رويترز:معارض تونسي بارز يساند معارضا آخر في انتخابات الرئاسة
المختار اليحياوي:إنتخابات تونس 2009: في مهزلة المحاصصة
مرسل الكسيبي:تونس أمام ثلاث خيارات مستقبلية …
رشيد خشانة:خطأ غيـــــــــــر مسبـــــــــــــوق …
أبو رامي:وسط أجواء التوتر والغضب هل تقبل الجالية التونسية بقطرعلى الإنتخابات التشريعية والرئاسية ؟؟
الأخضر الوسلاتي :عـتــــــــاب
« الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية – تونس) العدد 513-514-515
برهان بسيس:الزعماء في باريس!!!
الامجد الباجي:استقلالنا. نفوذهم . والاهانة المستدامة
موقع طلبة تونس:أخبار الجامعة
فتحي العابد:زفرات مكبوت عائد من الوطن
إسماعيل القاسمي الحسني:من يحمي الشعوب من إساءة الرؤساء؟
احميدة النيفر:نهاية أسطورة الحضارة الخالصة.. دون كيشوت الحاضر دائماً (2/2)
الشروق:عباس يهـــــــــرب من رام الله و حماس تقاضـــــــــي السلطة
د. خليل قطاطو:فلسطين لا تستحق ان يحكمها هؤلاء
إسلام أون لاين:العدد الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا تقرير أمريكي: ربع سكان العالم مسلمون
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
جويلية 2009
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 شوال 1430 الموافق ل 08 أكتوبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1)اعتقال والدة الشاب فيصل بن عباس كرهينة: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة العالية يوم الخميس 8 أكتوبر 2009 والدة الشاب فيصل بن عباس وأبقوها كرهينة في محاولة للضغط على ابنها المتحصن بالفرار حتى يسلم نفسه، ومنظمة حرية وإنصاف تستغرب لجوء أعوان يفترض فيهم الحرص على تطبيق القانون إلى ممارسات غير قانونية بل تذكر بقانون الغاب، فهل يمكن مثلا في حال صدور حكم غيابي ضد هذا الشاب أن يزج أعوان البوليس السياسي بهذه السيدة في السجن عوضا عن ابنها؟ 2)منع النشطاء الحقوقيين من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات: منع أعوان البوليس السياسي منذ صباح الأربعاء 07 أكتوبر 2009 الناشطين الحقوقيين من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات بتونس، وانتشر الأعوان بأعداد كبيرة في الأنهج المؤدية للمقر المذكور الكائن بنهج أبوظبي عدد 4 بتونس العاصمة في حالة استنفار قصوى طالبين من المارة الابتعاد عن مدخل المقر. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. 4)علي رمزي بالطيبي يواصل إضرابه عن الطعام: يواصل سجين الرأي السابق السيد علي رمزي بالطيبي إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي للاحتجاج على الممارسات غير القانونية التي يعمد إليها لاعب كرة القدم السابق عادل السليمي الذي يدعي أنه مدعوم من جهات عليا وأنه فوق القانون. وقد تدهور الوضع الصحي للسيد علي رمزي بالطيبي بعد خمسة عشر يوما وأصبح يشعر بالدوار والإغماء عند الوقوف بالإضافة إلى آلام حادة بالقلب تنتابه إثر نوبات متكررة تعتريه منذ أن كان بالسجن وقد عاودته الآلام القلبية الحادة هذه الأيام.. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 08 أكتوبر 2009
البوليس السياسي بالعالية والعقاب الجماعي..!!
عمد أعوان للأمن بزي مدني بمدينة العالية من ولاية بنزرت إلى إكراه السيدة حياة بن محمود بن عيسى ووالدها المسنّ محمود بن عيسى( 84 سنة) إلى الحضور لدى مركز أمن العالية للإستفسار عن ولدها فيصل بن محفوظ بن عباس ، الذي داوم مركز أمن العالية على إستدعائه بمناسبة وبغير مناسبة لإخضاعه لإستنطاقات ( تتعلق بتديّنه ورفاقه وأماكن تردده والمساجد التي يُصلي بها) ، وكان محفوظ بن عباس والد فيصل قد تعرّض هو أيضاً بإيعاز من أعوان أمن العالية وعلى خلفية تدين إبنه إلى الطرد التعسّفي من الشغل من قبل رب العمل الذي ينتمي إلى حزب السلطة (التجمع الدستوري الديمقراطي). وبعد الإستنطاقات حول الإبن فيصل ومكان وجوده خليَّ سبيلهما بعد ساعتين ونصف من الاحتجاز وجرى إخراجهما من الباب الخلفي لمركز أمن العالية ، وذلك بعد أن حضر من بنزرت نشطاء حقوق الإنسان و إستفسارهم عن سبب إحتجاز الأمّ والجدّ بينما لم تصدر في حق المبحوث عنه ( فيصل بن عباس ) برقية تفتيش ولا بطاقة جلب ولا كان في ذمته حكم بالمراقبة الإدارية. وإذ تدين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين هذا الأسلوب الأمني في التعاط مع المواطنين، فإنها تسجّل رغبة بعض رجال الأمن في تجاوز الحدود القانونية الممنوحة لهم في أداء مهماتهم، وإعتمادهم أسلوب العقاب الجماعي للوصول إلى هدفهم حتى وإن إقتضى الأمر إلى إنتهاك الحقوق الأساسية لرهينة ضعيفة .
لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرّحين
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1430 الموافق ل 02 أكتوبر 2009
عشرات مساجين الرأي بسجن برج الرومي يواصلون الإضراب عن الطعام
يواصل عشرات مساجين الرأي بسجن برج الرومي بولاية بنزرت إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشونها والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها من اعتداء بالعنف (مثلما وقع لسجين الرأي حسني اليفرني مؤخرا) واستفزاز وحرمان من الفرش في ظل اكتظاظ رهيب، وكذلك للمطالبة بإطلاق سراحهم، علما بأنهم سجنوا بمقتضى قانون الإرهاب اللادستوري وصدرت ضدهم أحكام جائرة في محاكمات أجمع كل المتتبعين لها على أنها لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة. وقد أكد المضربون لعائلاتهم بأن الإدارة تتجاهل مطالبهم، وهم عازمون على مواصلة الإضراب للفت نظر كل الأحرار في العالم إلى هذه المأساة المتواصلة منذ سنوات في تونس، وحتى لا يكون مصيرهم الموت البطيء الذي تجرعه من قبلهم مساجين العشريتين.
و حرية وإنصاف
1) تعبر عن تضامنها المبدئي مع مطالب المضربين وتدعو سلطة الاشراف إلى الاهتمام بهذه المطالب وحلها وتوفير الخدمات الضرورية التي ينص عليها القانون لكل المساجين بدون ميز أو حيف. 2) تطالب كافة الجمعيات والمنظمات الحقوقية في الداخل والخارج إلى العمل على تحسين وضعية مساجين الرأي في السجون التونسية والدعوة إلى إطلاق سراحهم.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 08 أكتوبر 2009
الاعتداء على الأستاذ عبد الرؤوف العيادي : محاولة إسكات أم محاولة تصفية..!!
تتسارع يوميا وتيرة الاعتداءات على النشطاء الحقوقيين و المعارضين السياسيين ، حيث أصبحت تكتسي خطورة غير مسبوقة مع الإعتداء الذي تعرض له الأستاذ عبد الرؤوف العيادي حين بلغ حد تهديد حياته و حياة مرافقيه بسيارته الخاصة ، فقد عمد مجهولون ، يعتقد أنهم من البوليس السياسي ، إلى وضع سائل بخزان وقود سيارته مما أدى إلى تعطيلها و انبعاث دخان كثيف و رائحة خانقة سببت أضرارا لراكبي السيارة( الأستاذ العيادي و الأستاذة النصراوي و السيد حمة الهمامي و ابنته ) ، إن الهيئة المديرة للجمعية الدولية للمساجين السياسيين ، وإعتبارا للخطورة البالغة لما تعرّض لها الأستاذ العيادي ومرافقوه ، قد تعمدت التروي و معاينة كل الأدلة التي ترجّح فرضية العمل الإجرامي المتعمد ، وعلى ضوء ما توفر لديها ( محضر معاينة من عدل تنفيذ تحت عدد 25030 بتاريخ 04 أكتوبر 2009 على الساعة التاسعة ليلا ، شهادتا السيد عميد المحامين و السيد رئيس فرع تونس للمحامين ) فإن الجمعية تعبّر عن : * اقتناعها بجدية الشكوك التي تشير إلى علاقة بين هذا الإعتداء و الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها البلاد و المتميزة خاصة برغبة دوائر في السلطة بإسكات كل الأصوات المعارضة . * عميق استهجانها لتردي الوضع بالبلاد إلى درجة تهديد السلامة الجسدية للمعارضين و تهديد حياة راكبي سيارة من بينهم.. طفلة في مقتبل العمر ..! * مطالبتها بفتح تحقيق عاجل و مستقل يكشف المتورطين في الاعتداء و المسؤولين عن خلع خزان وقود سيارة الأستاذ العيادي ووضع سائل acide peracetique ( القابل للإنفجار ) في موقف سيارات مطار تونس ـ قرطاج المعروف بأنه من أكثر الأماكن تأمينا و حراسة، ومراقبة في البلاد ، و إذ تجدد الجمعية مطالبتها للقضاء بأن يتحمل مسؤوليته في حماية النشطاء الحقوقيين و المعارضين السياسيين فإنها تعتبر أن الإفلات من العقاب الذي ينعم به أعوان البوليس السياسي و أصحاب الأقلام المأجورة في الصحف الصفراء ، التي تخصصت في شتم المعارضين و النيل من أعراضهم ، هو السبب الرئيسي للتردي الخطير الذي يشهده الوضع في البلاد من خلال اعتداء يحمل كل مواصفات …محاولة القتل العمد ..! عن الجمعية الهيئـــــــة المديــــــرة
حجب النسخة 19 من مدوّنة « صحفي تونسي »
هـذه المـدوّنـــة تمّ حجبــها بصــورة غـيـر قانـونيــة فــي تـونــس إثر نشر تدوينة حول استغلال حزب التجمع الدستوري الحاكم لوسائل نقل تابعة للدولة، في حملته الانتخابية الرجاء الانتقال للعنوان الجديد للمدونة على الرابط التالي
http://journaliste-tunisien-20.blogspot.com
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 8 أكتوبر2009)
حجب موقع « بوابتي » بتونس بعد تعرضه لكتاب « حاكمة قرطاج »ا
قامت السلطات التونسية اليوم بحجب موقع بوابتي الشهير الموجود بتونس بعد نشره لاحدى المقالات التي استعرضت كتاب « حاكمة قرطاج » الصادر عن دار لا دكوفارت بفرنسا والذي تحدث عن مدى سيطرة السيدة ليلى بن على زوجة الرئيس وأسرتها على كل دواليب البلاد. وقد تناول موقع بوابتي عرض مقال للدكتور خالد الطراولي قدم فيه قراءته للكتاب مذكرا خاصة بالمواقف التي تدفع القارئ غلى اتخاذها نظرا لخطورة ماورد بين طياته، وهذه المواقف تحوم بين رفض الكتاب والتنديد به، أو اللامبالات والانسحاب أو العصيان والمقاومة.
عن اللقاء الديمقراطي
تونس في : 01 أكتوبر 2009
النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين :بيان الـحقيقة، لكنس الدّجل والبهتان
عمد المكتب الإنقلابي ورئيسه المنصّب على النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيّين، مستشار أمين عام حزب التّجمّع الدّستوري الدّيمقراطي الحاكم السّيد جمال الدّين الكرماوي، إلى إصدار بيان بتاريخ 30 سبتمبر 2009 ، باسم مجموعته المتولّدة عن مؤتمر 15 أوت الإنقلابي، ضمّنه مغالطات مخزية في إطار تبرير إقدامه على القيام بتتبّع عدلي ضدّ أعضاء المكتب التّنفيذي المتخلّي للنّقابة بتهمة الإستيلاء على أموالها. وهو إجراء هدف من خلاله هو ومن يحرّكه إلى تشويه سمعة قيادة النّقابة التي رفضت الخضوع للإنقلاب وتصدّت، مستندة إلى عمقها الصّحفي وحده، للأجهزة الرّسميّة الّتي أسندت الإنقلابيّين. وقد لاحظ أعضاء المكتب التّنفيذي لمحقّقي فرقة الأبحاث الإقتصاديّة، بأنّه خلافا لمزاعم السيّد الكرماوي، فإنّ عملية إعادة توزيع المسؤوليات في صلب المكتب التّنفيذي تمّت بتاريخ25 ماي 2009 إثر حصول ثلاث استقالات وحضرها أعضاء المكتب المتبقّين الستّة، وليس بتاريخ 29 جوان 2009 بعد حصول أربع استقالات. وبأنّ ذلك مثبت في دفتر محاضر جلسات المكتب وممضى عليه من الأعضاء الحاضرين الستّة ومن بينهم الزّميل حبيب الشّابّي الّذي طلب إسناده خطّة الكتابة العامّة، ولم يجبه بقيّة الحاضرين إلى ذلك. أمّا المبالغ التي تمّ اتّهام المكتب التّنفيذي بالإستيلاء عليها فهي كالتّالي: * مبلغ ثلاثة آلاف ووثمانمائة وأربعين دينارا (3840 د) تمّ سحبها بتاريخ 22 /07 / 2009 لخلاص موظفي النّقابة الأربعة لشهري ماي و جوان 2009 وفواتير متخلّدة من الشّهرين السّابقين لامتناع أمينة المال السّابقة عن تسليم عهدتها رغم مطالبتها بذلك بمراسلة قانونيّة. وكلّ هذه المصاريف مثبتة بوصولات قانونية. * مبلغ ألف وأربعمائة وعشرين دينارا (1420 د) تمّ سحبه بتاريخ 11 أوت 2009 لخلاص بطاقات الإنخراط لسنة 2009 . * مبلغ سبعة آلاف دينار(7000 د) تمّ سحبه بتاريخ 25 أوت 2009 من حساب النّقابة ببنك الإسكان وإيداعه بحساب ثان للنّقابة في نفس التّاريخ حسب ما يثبته وصلا السّحب والإيداع البنكيّين. كما سئل أعضاء المكتب التّنفيذي عن سلفة قدرها مائتين وخمسين دينارا (250 د) قدّمها المكتب لزميلة منخرطة بالنّقابة تمّ إيقافها عن العمل وهو ما لم يذكره السيّد الكرماوي مستشار أمين عام الحزب الحاكم في بيانه، حيث اعتبر في شكواه هذه السّلفة سابقة في تاريخ النّقابة واستيلاء على أموالها، وهو ما يعكس جهله الكامل بأساليب التّصرّف في نقابتنا وتراثها في مساعدة الصحفيين وشدّ أزرهم. وإذ يعبّر المكتب التّنفيذي عن أسفه الشّديد لسخف اتّهامات سوء التّصرّف المالي الملفّقة الموجّهة إليه وطابعها الكيدي والسّياسي، فهو يفخر بسلامة تصرّفه المالي المدعوم بوثائق محاسبة تفصيليّة. ويعتبره نموذجا يشرّف الصّحفيين التّونسيين. فرغم الحصار المالي الخانق الّذي تعرّضت له النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين، التي اقتصرت ميزانيّتها لأوّل مرّة في تاريخ المهنة منذ 1962، على انخراطات الصّحفيين دون سواها، نجح المكتب التّنفيذي في الحفاظ على التّوازنات الماليّة للنّقابة والإيفاء بكل تعهّداتها الوطنيّة والدّوليّة، في إطار شفافيّة كاملة وبمتابعة دقيقة من خبير محتسب معتمد من الدّولة. وذكر السيد الكرماوي في بيانه بأنّ أعضاء المكتب السّابق هم أوّل من بادر بالإلتجاء إلى القضاء للطّعن في شرعيّة عريضة الإقالة، وهو ادّعاء كاذب، لأنّنا التجأنا للقضاء فقط للقيام بقضيّة مدنيّة لإبطال مؤتمر 15 أوت 2009 الانقلابي، وكذلك لتعليق عقد هذا المؤتمر. في حين أن السيد الكرماوي ومن معه هم أوّل من تجرّأ في تاريخ المهنة بدافع سياسي وانتقامي على القيام بدعوى جنائيّة ضدّ صحفيّين والمطالبة بسجنهم. وحتى عندما حصلت واقعة فساد حقيقيّة وتبديد لأموال الصّحفيين تورّط فيها الزميل محمد بن صالح وأمين مال سابق لجمعية الصحفيين التونسيين، فقد تظافرت كل الجهود للحدّ من الضّرر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بحصر التهمة في الزميل الثاني الذي نال للأسف عقابا بالسجن،وإخراج الزميل محمد بن صالح منها رغم تورّطه فيها باعتباره رئيس جمعيّة الصّحفيين التونسيين. كما زعم السيد الكرماوي في بيانه بأن أعضاء المكتب التنفيذي قاموا بتنقيح القانون الأساسي، والحال أنّهم لم يقوموا سوى بتسجيل قانوني للتنقيحات التي أدخلها المؤتمر. وقد صادق المؤتمر الأوّل لنقابتنا المنعقد بتاريخ 13 جانفي 2008 على تنقيح القانون الأساسي للنقابة ليكون ملائما للمعطيات الهيكلية الجديدة، وذلك بناء على وثيقة أعدّتها لجنة مكوّنة من الزّملاء، منجي الخضراوي وزياد الهاني وسفيان رجب عضو المكتب المنبثق عن مؤتمر 15 أوت 2009 الإنقلابي. ومنها تنقيح الفصل (25 مكرر) بإضافة لجنة السّكن وإضافة الفصل (45 جديد) الذي زعم السيد الكرماوي بأنّنا قمنا بإضافته والحال أنّه الفصل الذي حدد شروط التّرشّح للمؤتمر القادم خلال الثّلاثيّة الأخيرة من سنة 2010 وسيكون المؤتمر الرابع والعشرين للمهنة. ويندرج هذا الزّعم التضليلي في إطار مساعي التفصّي من التنقيحات التي أدخلها المؤتمر على القانون الأساسي، وخاصّة اشتراط نصاب الثّلثين لعقد المؤتمر الإستثنائي، وهو ما لم يحقّقه الإنقلابيون. وهو استغفال منهم لجموع الصحفيين التونسيين واستبلاه لهم، أو هو جهل فظيع بشؤون النّقابة، يدين أصحابه. كما لم يتورّع السيد الكرماوي في بيانه عن السطو على نضالات زملائه في جريدة « الصّحافة » الذين هبّوا للتصدّي لمحاولة إدارة مؤسسة « لابريس » إنهاء عمل زميلين يعملان في الجريدة منذ أكثر من سبع سنوات وفرضوا إعادتهما إلى العمل، عبر حركة تضامنيّة واحتجاجيّة عفويّة. وهو ما نسبه لنفسه، حيث ذكر أن مكتبه التّنفيذي تدخّل أثناء اجتماعه يوم 29 سبتمبر 2009لإعادة الزّميلين إلى عملهما، والحال أن إعلام الزميلين بإيقافهما عن العمل تم يوم 30 سبتمبر2009 والحركة الإحتجاجية كذلك، أي في اليوم الموالي لتدخله المزعوم !!؟ وقابل صحفيّو جريدة الصّحافة ذلك بالسخرية والاستهجان. ومن سوّلت له نفسه السّطو على نقابة بأسرها، لا يستغرب منه السّطو على نضالات الصّحفيين. ويظل أبرز ما جاء من مغالطات ودجل في بيان الرّئيس المنصّب على النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين ومستشار أمين عام التجمّع الدستوري الديمقراطــــي الحاكم، زعمه بأنّه اعتذر عن المشاركة في الإجتماع الذي دعت إليه الفدراليّة الدّوليّة للصّحفيين، بين 2 و5 أكتوبر 2009 في الأردن. والحال أنّه لم يتلقّ أية دعوة لحضور هذا الإجتماع الذي ينعقد من 5 إلى 7 أكتوبر 2009 وليس من 2 إلى 5 أكتوبر مثلما أورده، لعدم اعتراف الإتحاد الدّولي للصحفيين به وبالمؤتمر الإنقلابي الذي أفرزه. وستكون النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ممثلة في هذا الإجتماع الهام، الذي يضم كذلك عديد النقابات العربية ومن ضمنها النقابة المغربيّة، بالزملاء ناجي البغوري وزياد الهاني ونجيبة الحمروني، باعتبارهم الممثلين الشرعيين للنقابة. وتؤكّد النّقابة الوطنية للصّحفيين التونسيين مرّة أخرى تمسّكها بالتّصدّي للإنقلاب والعمل على إسقاطه انتصارا لكرامة الصحفيين التونسيين وشرعيّة قرارهم. ويخطئ من يراهن على إلحاق نقابة الصحفيين بركب الجمعيات الخاضعة لهيمنة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، لأن الصحفيين التونسيين ومن ضمنهم زملاؤنا التجمعيون تأبى عليهم كرامتهم أن يساقوا كالقطيع. وهم متمسكون باستقلاليتهم المهنيّة، باعتبارها عنوانا لكرامتهم ومعطى غير قابل للتنازل أو التفاوض بشأنه. ورغم الضغوط المسلطة عليه ومحاولات إرهابه وخاصّة بالتحقيق الجنائي المفتوح ضدّ أعضائه، فإنّ المكتب التنفيذي للنّقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين ماض في معركته للدفاع عن استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وسيادة قرار منخرطيها بعيدا عن كل التدخّلات الخارجيّة. ولن تتخلّى قيادة النقابة عن مواقفها المبدئيّة ولن تستسلم لعمليّة السّطو التي تمت على نقابتنا ولن تسلّم لأمر واقع فرضه الحزب الحاكم،وتدخّلت لصياغته والحسم باتّجاهه أجهزة حكوميّة متعدّدة وقضاء غير مستقل. لقد خبر الصحفييون التونسيون أعضاء مكتبنا المتخلــــــّي (وليس المنحل، مثلما يروّج له الإنقلابيون، حيث لا وجود لهذا المصطلح في القانون الأساسي أو النظام الدّاخلي للنّقابة) الذي يخوّله الفصل 39 من النّظام الدّاخلي مواصلة تحمل مسؤولياته كاملة إلى حين عقد المؤتمر الإستثنائي القانوني. ويعرفون صلابتهم المبدئيّة ونظافة أياديهم. كما يعرفون أنهم لم يسعوا يوما للحصول على مكاسب شخصية لهم، بل كان كلّ همّهم العمل على تطوير مكاسب الصحفيين والدّفاع عن حقوقهم وعن حرّية الإعلام باعتبارها شرطا ضروريا لقيامهم بعملهم. ويؤكّد المكتب التنفيذي تمسّكه بالنّهج النضالي المتصدّي للإنقلاب، وهو واثق بأنّ إرادة الصّحفيين التّونسيين ستكون هي العليا، مهما تكالب المتكالبون. عاشت نضالات الصّحفيين التّونسيين عاشت النّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين حرّة مستقلّة مناضلة عن المكتب التّنفيذي الرّئيس ناجي البغوري
حصار يتجدد على المجلس الوطني للحريات
التحرير في الإربعاء, 07. أكتوبر 2009 فرضت عناصر البوليس السياسي بأعداد كبيرة طوقا أمنيّا في محيط مقر المجلس الوطني للحريات بتونس منذ صباح أمس الأربعاء ومنعت عددا من مناضليه من الدخول. وكان الحصار على المجلس وفرض غلقه لمدة ثمانية أشهر قد رفع نهاية شهر أوت المنقضي. وقد منع عضوا المجلس محمد المختار العرباوي وعلي بن سالم من الدخول وأبلغ بعض الأعوان هذا الأخير بكونهم ينفّذون حكما ضد راديو كلمة. جدير بالذكر أنّ مقر المجلس يوجد بالطابق الأرضي من البناية التي يوجد بها مكتب راديو كلمة المغلق بقرار قضائي منذ موفى جانفي المنقضي. وقد أصرّ أعوان البوليس السياسي على طرد أعضاء المجلس المتوجهين إلى مقر منظمتهم. يشار إلى أنّ التحقيق القضائي لم ينظر بعد مرور تسعة أشهر في ملف راديو كلمة ورئيسة تحريره ومصير المحجوزات التي صودرت من مقرّه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 أكتوبر 2009)
اعتقال سجين سياسي سابق وتهديده بالترحيل
التحرير في الإربعاء, 07. أكتوبر 2009 أفادت منظمة حرية وإنصاف أنّ السجين السياسي السابق نوران عبد اللوف وهو من أب مقدوني وأم تونسية وحامل للجنسيتين، اعتقل ظهر يوم الثلاثاء 06 أكتوبر 2009 بمنطقة الشرطة بباب سويقة بالعاصمة، وهناك تم الاعتداء عليه بالضرب مما خلف له كدمات بوجهه ورقبته. وذكر بيان المنظمة أنّ عبد اللوف الذي أفرج عنه قبل أشهر بعد قضائه حكما بعامين سجنا بتهمة الامتناع عن إشعار السلطات بما بلغه من معلومات حول جرائم إرهابية، وفق قانون مكافحة الإرهاب، تم استجوابه حول سبب تنقله من مدينة منزل بورقيبة إلى العاصمة، وقد هدد بالترحيل إلى مقدونيا إذا لم يلتزم بالحضور أسبوعيا بمقر المنطقة للإعلام بتنقله. وأشار البيان إلى أنّ نوران عبد اللوف القاطن بمدينة منزل بورقيبة غير متابع بحكم قضائي تكميلي يقضي بإخضاعه للمراقبة الإدارية، وهو مضطر بحكم عمله تاجرا متجولا إلى التنقل بين المدن. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 أكتوبر 2009)
كارثة نقابية في تطاوين
كان من المفروض ان تشارك جهة تطاوين مثل غيرها من جهات البلاد في الإضراب الوطني لقطاع التعليم الأساسي يوم 5 أكتوبر 2009 لكن الذي وقع مخجل للغاية ويندى له الجبين ذلك أن النقابة العامة للتعليم الأساسي جندت ووفرت كل وسائل النجاح للإضراب من بلاغات ومطويات وبيانات لشرح تراتيب الإضراب لكن كل هذه الوسائل التوضيحية والتفسيرية لم تصل الى القاعدة ولم تبذل النقابة الجهوية والنقابات الأساسية اي جهد للاجتماع بالمعلمين وشرح أسباب الإضراب ودواعيه حتى ان المعلمين المطلعين على الخبر من خلال الفضاءات الالكترونية وجدوا أنفسهم في هوة سحيقة بين سندان الإدارة وتواطئ النقابة واكثر من ذلك لم يلتزم هؤلاء النقابيين بالإضراب أي لم يضربوا أصلا ولهذا كانت نسبة المشاركة في الإضراب في تطاوين شبه معدومة . إن ما وقع في تطاوين هو كارثة نقابية باتم معنى الكلمة ولهذا على الهياكل النقابية الوطنية وحتى الجهوية المؤمنة بمبادئ النضال النقابي العمل على فضح هذه الممارسات جهويا ووطنيا لكشف هؤلاء النقابيين المزيفين وتعريتهم أمام الرأي العام النقابي والوطني . إن السكوت على هذه الممارسات هو رضا عنا ومباركة لها. نقابي من تطاوين
بوسالم، برقية احتجاج على عرض نقابيين من صفاقس على لجنة النظام
التحرير في الإربعاء, 07. أكتوبر 2009 وجهت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببوسالم برقية احتجاج إلى كل من الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على دعوة نقابيين للمثول أمام لجنة النظام. وعبّرت النقابة عن تمسّكها بحرية التعبير داخل المنظمة ورفضها لما أسمته تواصل تصفية المناضلين بما يهدد وحدة الصف النقابي. وطالبت البرقية بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات التي تعرض لها النقابيون يومي 4 و5 أوت المنقضي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 أكتوبر 2009)
تظاهرة تضامنية مع نساء الحوض المنجمي
التحرير في الإربعاء, 07. أكتوبر 2009 تنظم الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات يوم غد 9 أكتوبر يوما تضامنيّا مع نساء الحوض المنجمي يشتمل على عرض شريط وثائقي أنجز بالمناسبة تستعرض فيه أهم محطات النضال والمعاناة عبر مرافقة بعض نساء وأمهات بعض السجناء متبوعا بنقاش وشهادات. وقالت الجمعية إنّ الهدف من التظاهرة هو كسر الصمت ورفع الحصار على معاناة نساء الحوض المنجي ونضالهن منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية الاجتماعية السلمية في شهر جانفي 2008 وتدعيما للحملة الدولية من أجل إطلاق سراح مساجين هذه الحركة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 أكتوبر 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة وقف التدهور والبدء بالإصلاح
تستمر السلطة في في احتكار الفضاء السياسي وفي التعاطي الامني مع الملفات السياسية و انتهاك الحقوق والحريات لإسكات أصوات النقد والمعارضة الأمر الذي زاد من حالة الانسداد السياسي والاحتقان الاجتماعي في البلاد. ـ فبعد سن قانون يتناقض مع مبائ العدل والانصاف وتكافئ الفرص بين الكفاءات الوطنية الامر الذي حرم الكثيرين من حق الترشح للانتخابات الرئاسية مثل الأستاذ نجيب الشابي، أبطل « المجلس الدستوري » ترشح الدتور مصطفى بن جعفراعتمادا على ذات القانون التعسفي، بما يزيد من إفراغ هذه الانتخابات من التنافس والمصداقية . وفي التشريعية أسقطت الإدارة العشرات من قائمات المعارضة لاسيما المعروفة بنقدها الجدي للسلطة، مستعملة مختلف الوسائل، كتهديد أعضاء في تلك القوائم لإجبارهم على الانسحاب ، أوعدم تمكين هذه القوائم من أصولات التسجيل القانوني، بما يؤكد عدم حيادها وانحيازها أو تبعيتها للحزب الحاكم الذي لم تغادر تصرفاته عقلية ومرحلة الحزب الواحد ـ وفي مستوى آخر، ازدادت الاعتداءات على عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية: فبعد الاعتداء على الأستاذة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب التقدمي اٌلديمقراطي والوفد المرافق لها إثر زيارتهم لمنطقة نائية ظن الحزب الحاكم أنها حكر عليه، وقع الاعتداء على الأستاذ حمة الهمامي الناطق باسم الحزب العمالي الشيوعي في بهو المطار على خلفية تصريحات انتقد فيها خيارات السلطة ودعا فيها لمقاطعة الانتخابات الفاقدة لشروطها، وذلك على غرار ما فعلت مع معارضين آخرين استقبلتهم في المطار مثل الاستاذ العيادي… ، استقبلتهم بالتعنيف الشديد، تماما كما يفعل أعوان السجون في حفل استقبال السجناء السياسيين ـ كما تصاعدت التضييقات على مساجين حركة النهضة حتى بعد خروجهم من السجون وتواصل حرمانهم من حقوقهم المدنية كحق الشغل والتنقل والجوازات التي تمكنهم من السفر للتداوي أو البحث عن شغل مما فاقم من ظروفهم ومعاناتهم . ومن ذلك أنهم لم يكتفوا مع الجامعي الشهير الدكتور منصف بن سالم ،استاذ الرياضيات بمنعه من عمله الجامعي أو أي عمل آخر طيلة عشرين سنة بل منعوه من السفر متحدين حكم المحكمة الادارية لصالحه ، فحرم من السفر للبحث عن عمل أو للتداوي حتى تدهوترت صحته ووصلت الى حافة الخطر. كما تواصل التضييق على الصحفي عبد الله الزواري ومنعه من التنقل خارج دائرة إقامته بجرجيس وايقاف المهندس كريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وانصاف وتهديده بالسجن..والامثلة كثيرة لأنها تعبر عن سياسة منتهجة ـ وقد تواصل سجن الرئيس الأسبق للحركة الشيخ الدكتور صادق شورو لعشريتين . و سجن المئات من الشباب المتدين بموجب « قانون الإرهاب » غير الدستوري وكذا سجن مناضلى الحوض المنجمي عقابا على احتجاجهم على ما يعانون من تهميش وبطالة ومطالبتهم بالعدل بين الجهات وبين الفئات. ولم تنقطع المضايقات والتهديدات للصحافيين لاسيما بعد الانقلاب على نقابتهم ومحاصرة الجمعيات والاحزاب المحرومة من التاشيرة بسبب مواقفها المستقلة ورفضها الالحاق والتبعية للسطة وللحزب الحاكم ومع انطلاق السنة الدراسية تكررت محنة الكثير من الفتيات في المعاهد والكليات بسبب تعمد المديرين والمسؤولين حرمانهن من الدراسة اذا تمسكن بارتداء الخمارمشترطين عليهن تعرية الراس والرقبة متذرعين بمنشور لادستوري وبتعليمات الادارة وكل ذلك في تعد صارخ على الحرية الشخصية وحرية التدين وقرار المحكمة الادارية التي حكمت ببطلان هذا المنشور إن حركة النهضة التي تتابع بانشغال كبير هذا التصعيد وانعكاساته الخطيرة على العباد والبلاد : ـ تستنكر بشدة هذه الاعتداءات المتكررة ، وتعبر عن مساندتها لضحاياها و تضامنها الكامل معهم أحزابا وجمعيات ومواطنين وتهيب بالجميع لمواصلة الصمود والنضال حتى يوضع حد لهذا الانفلات ـ تعتبر أن مثل هذه المناخات لا توفر حياة سياسية و لا انتخابات حرة نزيهة ولا استقرارا او تنمية حقيقية وتذكر بحاجة البلاد الى سن عفو تشريعي عام واصلاحات سياسية جادة توقف حالة التدهور وتضع البلاد على سكة التغيير الديمقراطي وتفتح امامها آفاقا حقيقية رحبة للتنمية والعدالة والكرامة 18شوال1430 8 أكتوبر 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
معارض تونسي بارز يساند معارضا آخر في انتخابات الرئاسة
تونس (رويترز) – أعلن المعارض التونسي البارز مصطفي بن جعفر الذي استبعد من انتخابات الرئاسة المقبلة بتونس عن مساندته لاحمد ابراهيم مرشح حركة التجديد المعارضة والذي ينظر اليه على انه أبرز معارض مترشح لهذا المنصب. واستبعد بن جعفر زعيم التكتل من أجل العمل والحريات هذا الشهر من سباق المنافسة على منصب رئيس الجمهورية بعد أن رفض المجلس الدستوري الذي ينظر في شرعية الترشحات دخوله الانتخابات لانه لا يستوفي حكما استثنائيا في الدستور يشترط انتخابه امينا عاما لحزبه مدة عامين على الاقل من تاريح تقديم الترشحات. وقال بن جعفر في بيان حصلت عليه رويترز يوم الخميس 8 أكتوبر 2009 ان « التكتل من اجل العمل والحريات يدعم بكل حماس مرشح حركة التجديد أحمد ابراهيم للانتخابات الرئاسية ويدعو مناضلي الحركة الى مساندته والتصويت لفائدته يوم الاحد 25 اكتوبر. » ويتنافس اربعة مرشحين على منصب رئيس الجمهورية على رأسهم الرئيس الحالي زين العابدين بن علي مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي ومحمد بوشيحة من الوحدة الشعبية وأحمد الاينوبلي من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي واحمد ابراهيم من حركة التجديد. وينطلق بن علي (73 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1987 بحظوظ وافرة لاعادة انتخابه لولاية خامسة رئيسا للبلاد. وقال بيان التكتل انه « يساند ابراهيم اعتبارا لما يحظى به من احترام وثقة في ان يكون افضل معبر عن مطالب الحركة الديمقراطية في البلاد وتطلعات الشعب. » وينظر الى ابراهيم (63 عاما) على نطاق واسع على انه ابرز المعارضين المترشحين للمنصب واكثرهم مصداقية بينما ينظر للمترشحين الآخرين على انهما مقربان من السلطة. وتبدأ يوم الاحد المقبل الحملات الانتخابية للمتنافسين على ان تجرى الانتخابات في 25 اكتوبر تشرين الاول. ودعا التكتل الاحزاب السياسية في البلاد الى تنسيق الجهود وتوحيد التحرك الميداني وتكثيف الدعم المتبادل من أجل احكام مراقبة عمليات التصويت والفرز. وتجري الانتخابات في تونس مرة كل خمسة أعوام. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 أكتوبر 2009)
إنتخابات تونس 2009: في مهزلة المحاصصة
لم تتحصل أحزاب المعارضة الثلاثة التي راهنت على المشاركة في إنتخابات 25 أكتوبر 2009 التشريعية إلا على قبول 27 قائمة من جملة 76 قائمة قدمتها لهذه الإنتخابات، بينما تحصلت أحزاب الأغلبية الرئاسية على قبول 111 من جملة 130 قائمة قدمتها الأحزاب الخمسة التي تكونها و حصل الحزب الحاكم على القبول بكل القوائم التي قدمها للإنتخابات في جميع الدوائر (لمزيد التفصيل أنظر الجدول المرافق على الرابط في الأسفل). ولا تتعلق معركة القوائم بنتيجة الإنتخابات المحسومة سلفا لفائدة الحزب الحاكم في جميع الدوائر بمقتضى النظام الإنتخابي القائم كما بينا ذلك في مقال سابق و لكن بالمحاصصة بين الأحزاب التي لم ينتخب أي من نوابها بموجب التصويت في ربع عدد أعضاء مجلس النواب التي اقرها القانون لضمان تعددية هذا المجاس. و تتم المحاصصة وفق ما جاء به القانون بقسمة جميع الأصوات التي تحصلت عليها كل الأحزاب التي لم تنجح أي قائمة لها بالإنتخاب على (53) و هو عدد ربع أعضاء مجلس النواب القادم ليسند لكل حزب مقعد في البرلمان بعدد حاصل قسمة جملة عدد أصواته على الحاصل الجملي لقسمة الأصوات. و من البديهي في ضل نظام انتخابي كهذا أن تسعى الأحزاب التي راهنت على المشاركة في الإنتخابات برغم معرفتها المسبقة باستحالة فوزها بأي دائرة من دوائرها إلى جمع أكبر عدد من الأصوات و ذلك بتقديم قوائم في جميع الدوائر الإنتخابية للمحاصصة بأكبر عدد ممكن في المقاعد المخصصة لهذا الغرض. كما أنه من البديهي أن تذهب أغلب أصوات الناخبين الذين تجرؤوا على عدم التصويت للحزب الحاكم إلى أحزاب المعارضة الحقيقية لا إلى أحزاب الأغلبية الرئاسية أو ما يعرف بالموالاة. و قد تنبهت أحزاب المعارضة لهذه الحقيقية و خاصة الحزب الديموقراطي التقدمي و حركة التجديد اللذين قادا حملة إنتخابية إستباقية نشيطة و مركزة حول شعار المعارضة وتعبئة كل من ينخرط تحتها للمشاركة في هذه الإنتخابات. و لكن هذه الإستراتيجية الإنتخابية رغم صحتها النظرية غابت عنها تماما الواقعية و تجاهلت طبيعة هذه الإنتخابات و من يتحكم في نتائجها و ما تأسست عليه من غياب لأدنى ضمانات الحياد و الشفافية و المصداقية و تكرس ذلك على مدى أكثر من نصف قرن. و فعلا جاء حسم الإدارة في مصير قائمات هذه الأحزاب مفاجئ و غير منتظر حتى في أسوأ الإحتمالات بالنسبة للمراهنين على المشاركة من المعارضين ليذكرهم بتلك البديهية الأولية التي غابت أو تغافلوا عنها و هي أننا نعيش في ضل نظام إقصاء و لسنا في إطار يسمح بأدنى مشاركة. و لا أعتقد أن الملاحظ النزيه بحاجة لدليل للتنبه للغاية الحقيقية التي حكمت قرار إسقاط هذا الكم الهائل من القائمات. ورغم أن وزير الداخلية إمعانا في الإهانة حكم على هذه الأحزاب بأنها لم تبلغ بعد مستوى إتقان تعمير مطبوعة إدارية فإن مجرد نظرة سريعة للجدول أعلاه تبين أن القائمات التي وقع إسقاطها (باللون الأحمر) تركزت أساسا على أهم التجمعات العمرانية حيث يوجد تقريبا ثلاثة أرباع سكان البلاد بمنطقة تونس الكبرى و الساحل و صفاقس كما أنها تصادفت مع الدوائر التي تعرف أكثر حركية سياسية و يتركز فيها تواجد هذه الأحزاب و أغلب نشطائها. و هكذا تم الحسم مسبقا في نتيجة المحاصصة لفائدة أحزاب الموالاة بتحجيم عدد الأصوات التي يمكن أن تحصل عليها أحزاب المعارضة إلى حده الأدنى و إحباط كل تطلعاتها. و إذا كانت هذه النتيجة تأكد الطبيعة الحقيقية للإنتخابات التونسية فهي تبين أيضا لكل الواهمين بما لم يبقى معه مجال للشك بأنه لا توجد إستراتيجية حزبية لتجاوز الدكتاتورية و بان التحرر الوطني قضية وطنية تتجاوز كل إعتبارات أو إجتهادات حزبية. ولكن مهزلة المحاصصة لا تتوقف عند هذا الحد لأنها تؤدي بشكل فعلي إلى جعل بقية الأحزاب باستثناء الحزب الحاكم لا تبحث على الفوز بأي دائرة من الدوائر الإنتخابية بأغلبية أصوات الناخبين بل و من مصلحتها خسارة التصويت لفائدة الحزب الحاكم في كل الدوائر الإنتخابية حتى يمكنها المشاركة في المحاصصة باعتبارها تسمح لها بالحصول على عدد أكبر من المقاعد من ذلك الذي يمكن أن يعطيه لها الفوز بأي دائرة. فبعد تحجيم أحزاب المعارضة في إطار المحاصصة تصبح الثلاثة و خمسين مقعدا مخصصة بالأساس لأحزاب الأغلبية الرئاسية (الموالاة) الخمسة بحيث يطمح كل منها في أكثر من عشرة مقاعد بينما يطمح من يعتبر نفسه أكبر هذه الأحزاب إلى 15 أو 20 مقعدا و هو ما لا يمكن أن يعطيه له الفوز بأي دائرة. و حتى يتحقق ذلك لا يكفي أن لا يفوز أي من هذه الأحزاب بأي دائرة إنتخابية بل يتطلب ذلك أن لا يقع إسقاط أي قائمة من قوائم التجمع في احد الدوائر في مرحلة قبول القائمات. لأن إسقاط قائمة للتجمع في أحد الدوائر سيعني أن التنافس عليها سينحصر فحسب بين الأحزاب المراهنة على المحاصصة و سيدخلها في بلبلة لأن أيا منها لن يرغب في الفوز بها خاصة إذا كانت دائرة لا توفر إلآ مقعدين أو ثلاثة في المجلس بينما تجعله المحاصصة يراهن على أكثر من عشر مقاعد. و يتجلى مما سبق أن القبول بكل قوائم التجمع في جميع الدوائر الإنتخابية كفوزه فيها جميعا من أسس المنظومة الإنتخابية القائمة و ليس لأن مرشحي التجمع متمرسون في تعمير المطبوعات الإدارية كما يكذب علينا وزير الداخلية. و هكذا عندما يصبح القانون وسيلة للتحيل و المغالطة و التزييف و الإقصاء تصبح الإنتخابات برمتها أو ما يطلق عليه هذه التسمية عملية مخزية و معرة لكل من ينخرط فيها و تفضح هذه الصور الكاريكاتورية الدالة على غباء مهندسيها.
المختار اليحياوي – تونس في 05 أكتوبر 2009 (المصدر: مدونة « تونيزيا ووتش » (محجوبة في تونس) بتاريخ 5 أكتوبر 2009) الرابط:
http://www.tunisiawatch.com/?p=832
تونس أمام ثلاث خيارات مستقبلية …
مرسل الكسيبي (*) تشهد تونس هذه الأيام حراكا سياسيا محوره المشاركة أو المقاطعة للانتخابات التشريعية والرئاسية , وبقطع النظر عن حجج الفريقين وبعيدا عن توجيه التهم الى هذا الطرف أو ذاك بالراديكالية أوالاعتدال عند تقدير الموقف السياسي قبالة أهم استحقاقين وطنيين .., فان الجميع يتطلع بالسؤال الى مابعد موعد 26 أكتوبر 2009 , وهو تاريخ توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع في موعد انتخابي محسوم النتائج سلفا من قبل وزارة الداخلية وأعلى هرم السلطة .. يمكن القول حينئذ أنه تم التجهيز المسبق للنتائج وفق مصالح الطبقة الحاكمة ابتداء من اعلان الفوز الساحق للرئيس بن علي بنسبة تسعينية , وصولا الى توزيع خارطة مقاعد البرلمان بنسبة 75 بالمائة لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي – و25 بالمائة على « أحزاب أليفة » وقع ترويضها بالتنسيق بين قصر قرطاج ومصالح وزارة الداخلية .. قد تعمد السلطة أيضا الى تزيين تشكيلة البرلمان ببعض المستقلين من الذين انسحبوا من الحزب الديمقراطي التقدمي , وهو احتمال ضعيف ولكنه يبقى واردا من باب النكال بشخصية الأستاذ أحمد نجيب الشابي بصفته واحدا من أبرز الشخصيات السياسية القادرة على منافسة الرئيس الحالي.. هذه عموما الخلطة الجاهزة لنتائج الانتخابات ولادور حينئذ للجماهير في تجديد النخب الحاكمة أو تصعيد بديل عن حزب يحكم البلاد بشمولية منذ سنة 1956 , أو رئيس يتجدد ترشحه للدورة الخامسة منذ سنة 1987 … أهداف المسرحية : بعبارة أخرى نحن أمام انتخابات شكلية تعد مسرحية معدة للخارج من أجل الايحاء بوجود مناخ ديمقراطي في بلد هو أبعد مايكون عن ممارسة قواعد اللعبة الديمقراطية .. مقاطعة الانتخابات تبدو في كل الأحوال هي الأقرب الى الاحتجاج على واقع سياسي تهيمن عليه مؤسسة أمنية وعقلية كليانية لاتؤمن اطلاقا بالتداول على السلطة أو بحق الاخر في الاختلاف الحقيقي بقطع النظر عن اللون والمشرب والخلفية… وحينئذ فان مواقف الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي وحركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية تبدو مجمعة على مقاطعة الاستحقاق الرئاسي , مع اختلاف يتعلق بالمساهمة في التشريعيات , اذ تبدو حسابات الديمقراطي التقدمي غير سليمة تجاه السماح له بالمشاركة الواسعة عبر الترشح في كل الدوائر…, حيث « فاجأت » السلطة هياكل هذا الأخير باسقاط قوائمه في أغلب محافظات البلاد … اسقاط أغلب قوائم حركة التجديد والحزب التقدمي بالنسبة للتشريعيات , مع اقصاء السيدين مصطفى بن جعفر وأحمد نجيب الشابي بالنسبة للرئاسيات يؤكد أن الطبخة السياسية الرسمية أعدت سلفا بقرار عدم اتاحة أي فرصة للمعارضة الحقيقية للمساهمة في أي مشوار وطني محدد وهام بالنسبة لمستقبل تونس .. هذا ولانغفل عن أن استبقاء الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة في غياهب السجن , مع اصرار مقصود على تجريد التيار الاسلامي الوسطي من حقوق المواطنة عبر استمرار محنة المراقبة اللصيقة والتهديد والوعيد ومشوار النفي القسري خارج حدود الوطن , كل ذلك هدف بلاشك الى اقصاء أبرز تيار جماهيري عن المساهمة في أهم محطتين يقاس فيهما مدى رغبة أي سلطة في توسيع دائرة المشاركة أو تجديد شرعية الحكم على أساس الاختيار الشعبي الحر… في خلاصة ان البلد مقدم على مسرحية انتخابية هزيلة وباهتة ليس لها من هدف داخلي الا اعلان الفوز الساحق لرئيس كنا نفترض أن نراه في مناظرة تلفزية مع أحمد ابراهيم أو أحمد نجيب الشابي أو مصطفى بن جعفر ومن ثمة ترك الناخب أمام حرية الاختيار بين برامج وقدرات على الاقناع والمحاجة … ولاننسى أيضا أن الانتخابات هدفت بلاشك على مستوى داخلي الى اثبات تفوق ماكينة الحزب الحاكم بحكم هيمنته القهرية على كل هياكل الدولة والمجتمع… ماذا بعد المسرحية ؟ : المسرحية تبدو أكثر من هزيلة على صعيد سياسي , فلا الغرب سيصدق أن تونس جرت فيها انتخابات حرة ونزيهة – وسترون تقارير وسائل اعلامه أيام قليلة بعيد الاعلان عن نتائج الكوميديا الرئاسية .., ولا الداخل التونسي سيقتنع بأنه صوت بنسبة مشاركة عالية سيقولون أنها بلغت نسبة قاربت أو فاتت الثمانين بالمائة …! سيتجه المواطنون بنسبة لن تتجاوز الربع أو الثلث في المدن الكبرى الى صناديق الاقتراع بدافع الطمع أو الرهبة , أما أهالي القرى والأرياف فستقودهم سياسة تعميم الجهل والخوف الى الحضور بنسبة قد تصل الى النصف طمعا في بقرات حلوب , أو نعاج تدر عليهم بكباش وخرفان مع اطلالة عيد الأضحى .., أو في عطايا تمول من صندوق 26/26 بعد فضحهم واهانة كرامتهم على قناة تونس 7 … مقومات المشهد السياسي التونسي بعد تاريخ 26 أكتوبر من السنة الجارية ستضع تونس أمام خيارات ثلاث : 1 – اصرار على التمسك بالسلطة وتمادي في قمع المعارضة وتأزم شامل وفتح الأبواب أمام المفاجات .. , وهو أرجح الاحتمالات … 2 – اصلاح من الداخل وانتقال سلمي للسلطة من داخل السلطة , وهو أمر مستبعد في الظرف الراهن والمدى القريب ..- , وربما يصبح هذا واردا بعد سنة 2014 … 3 – تصعيد للأزمة بين السلطة والمعارضة واستعادة المجتمع لروح المبادرة وفرض لشروط التغيير ..وهو مانراه أيضا غير وارد في المرحلة الراهنة أمام استمرار تشرذم المعارضة.. هذه عموما قراءة في الوضع السياسي التونسي الراهن واحتمالاته المستقبلية , ولنا عودة للحدث ومقتضياته بحسب المستجدات في المستقبل ان شاء الله. (*) كاتب وإعلامي تونسي (المصدر: « الوسط التونسية » (اليكترونية محجوبة في تونس – ألمانيا) بتاريخ 6 أكتوبر 2009)
خطأ غير مسبوق …
أقدمت الحكومة على اتخاذ قرار متسرع وغير مبرر في مسألة على غاية من الأهمية والحساسية بالنسبة لشعب مسلم. فالإعلان عن إلغاء الحج هذا العام شكل بالنسبة للتونسيين والتونسيات خطوة غير مسبوقة في التاريخ، مما كان يستدعي التروي والتشاور مع الهيآت الدينية والسياسية المعنية قبل الإقدام على قرار بمثل هذه الدرجة من الخطر والخطورة. من حبث الشكل أولا، لا يوجد مبرر للتملص من الإستشارة طالما أن الأمر ليس طارئا، فالموقف من الحج ظل منذ أشهر موضوع جدل في جميع البلدان الإسلامية ومنها بلادنا، فما الدافع إلى أن تُفاجئ الحكومة الناس بهذا القرار؟ تذرعت وزارة الشؤون الدينية في بلاغ مقتضب (استغنت به عن أي إحراج في ندوة صحفية) بأسباب تقنية تتعلق بتأخر وصول اللقاحات. أليست الحكومة أبرع هيأة في العالم في مجال التخطيط وتوقع المفاجآت مثلما تحاول أن تُقنعنا يوميا في دعايتها الداخلية والخارجية، فكيف لمن توقع أحداث 11 سبتمبر واستعد للأزمة الإقتصادية العالمية أحسن استعداد، ألا يتنبأ بأن الشحنات ستتأخر أسبوعا أو أسبوعين فيتخذ الإحتياطات اللازمة لذلك؟ ثم إن الحج مسألة تخص أكثر من ثلاثة وخمسين بلدا إسلاميا، وتونس ما انفكت تعلن وتكرر التزامها بالأطر الإسلامية والعربية التي تنتمي إليها، فما سبب الإنفراد بقرار منع الحج الذي لم تجنح إليه أي دولة إسلامية (أو غير إسلامية) مع أنها تواجه جميعا نفس المخاطر التي نتعرض لها نتيجة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير؟ أما من ناحية المضمون فبررت الحكومة بلسان وزير الشؤون الدينية قرارها بحماية الحجاج، والتونسيين عموما، من مخاطر العدوى. لكن هذه الذريعة لا يمكن أن تُقنع أحدا، فطبقا للإحصاءات التي وزعتها منظمة الصحة العالمية هناك 73 إصابة ثابتة في تونس في مقابل 26 حالة فقط في السعودية، فهل نحن المرشحون لنقل العدوى إليهم أم العكس؟ ومعلوم أن الحالات المسجلة في السعودية تم اكتشافها أساسا خلال موسم العمرة على رغم كثرة عدد المعتمرين، ولم تُسجل بشأنها أي وفاة والحمد لله، مما يُؤكد أن الخطر ليس بالحجم الذي توحي به درامية القرار الذي أقدمت عليه حكومتنا. أما المصابون في تونس فلقط أغلبهم (40 حالة) الجرثومة من بلد أوروبي وليس من بلد عربي أو إسلامي، فهل يُعقل أن تمنع الحكومة السفر إلى أوروبا أيضا؟ هناك إجراءات معقولة أعلنتها السلطة منذ فترة ولم يعترض عليها أحد لأنها بدت طبيعية، مثل منع الطاعنين في السن والأطفال من الحج، وهو قرار أقره مجلس وزراء الصحة العرب في جويلية الماضي. أما اتخاذ قرار منفرد بمنع عشرة آلاف مواطن يرغبون في أداء شعيرة من القيام بواجب شرعي، فخطأ فادح بجميع المقاييس. ليست الغاية من التعليق على هذا القرار البحث عن مطعن في سياسة الحكومة، فالمطاعن والأخطاء أكثر من أن تُحصى، لكن الأهم هو التدارك، لأن هذه المسألة لا تحتمل اللعب بها. وأمام القوم اليوم فسحة معقولة تسمح، رغم كل الضغوط الزمنية، بتصحيح ما جرى والعودة إلى جادة المنطق والإعراض عن الخروج عن سرب التضامن الإسلامي. رشيد خشانة
(المصدر:افتتاحية العدد 516 من « الموقف » بتاريخ الجمعة 7 أكتوبر 2009)
وسط أجواء التوتر والغضب هل تقبل الجالية التونسية بقطر على الإنتخابات التشريعية والرئاسية ؟؟
على عكس الإنتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2004 التي دارت في أجواء إحتفالية وحماسية تشهد أجواء هذه الإنتخابات لسنة 2009 حالة من اللامبالات والفتور وسط أبناء الجالية التونسية بقطر التي تعيش منذ سنوات حالة من التوتر وعدم الإستقرار بسبب الفساد المستشري يالمدرسة التونسية بالدوحة منذ إستقدام الإدارة الحالية للمدرسة التي تفتقد للمؤهلات العلمية و التربوية لإدارة مدرسة في حجم وقيمة المدرسة التونسية بالدوحة علاوة على تورطها في قضايا فساد وسوء تصرف بتونس في السابق. ففي الوقت الذي كان من المفترض فيه محاسبة هؤلاء الأشخاص على ما إقترفت إيديهم في تونس تم تصدير رموز الفساد هؤلاء إلى قطر مع تمتيعهم بصلاحيات غير مقيدة بعد إقصاء هيئة الأولياء المنتخبة وتعويضها بلجنة صورية من المتنفعين و الكمبارس وشهود الزور لتكون نتيجة ذلك تصرف مطلق في مكاسب المدرسة و إنتدابات غير مبررة وبرواتب خاصة جدا لأقارب ومعارف أعضاء منظمة التربية والأسرة ومثال ذلك رئيس المنظمة سالم المكي ذاته (أخته و إبنة أخته و زوج أخته و قريبته…) و غيرهم الأمر الذي أدخل المدرسة في حالة من العجز المالي المستمر برغم كل الزيادات المتكررة في الرسوم المدرسية التي يتحملها الأولياء دون غيرهم و أخرها الزيادة الغريبة في رسوم التسجيل لهذه السنة والتي وصلت نسبتتها الى ال 400% برغم رداءة الخدمات بالمدرسة. و مما يزيد من غضب و حنق أبناء الجالية التونسية بدولة قطر التي عانت الأمرين في غياب السفارة التونسية بالدوحة بعد إغلاقها سنة 2006 إستمرار تجاهل السلط المعنيية في تونس لكل النداءات العديدة والشكاوى المتكررة المطالبة بفتح تحقيق ومحاسبة العابثين بأموال و مكتسبات المدرسة وعلى رأسهم المنسق العام والمحاسب المالي ومن يقف خلفهما ويدعمهما في تونس مقابل تبادل للمنافع و المصالح التي يدفع فاتورتها دائما ولي التلميذ المهمش في وقت تزين اللافتات والشعارات المنادية بالعناية بأبناء تونس بالخارج والإنصات لمشاغلهم وحماية مصالحهم الشوارع و المقرات الرسمية في تونس . وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بمشاعر الغضب والإستياء بسبب إستمرار التغاضي عن الفساد وسوء التصرف بالمدرسة التونسية بالدوحة من طرف منظمة التربية والأسرة التي قدمت أسوء دعاية للإنتخابات التشريعية والرئاسية 2009 في قطر، تسود أبناء الجالية التونسية بقطر حالة من اللامبالات والفتور وعدم الإكتراث بالمشاركة والحضور إلى صناديق الإقتراع للقيام بالواجب الإنتخابي وإنجاح هذا الموعد الذي كان ينتظره التونسيون بقطر بعديد الإستعدادت والبرامج المنوعة، وذلك إحتجاجا على عدم إستجابة السلطات المعنية لنداءاتهم المتكررة وإيجاد حل لمعناتهم التي سببتها لهم إدارة التربية والأسرة التي فقدت كل مصداقية لها نتيجة سوء تصرف مسؤوليها وعبثهم بمكاسب مدرستهم وتحميلهم نتائج وتبعات ذلك. . أبو رامي الدوحة / قطر
الأخضر الوسلاتي
عـتــــــــاب
سلام اللّه عليكم أحبّتي في مشارق الأرض ومغاربها تحيّتي إلى الأحباب والأصحاب بدون استثناء تحيّتي إلى كلّ المُبعدين عن الوطن والأهل والأحباب وشوق جارف يدفعهم دفعا كيْ يعودوا إلى البلاد ورؤية العباد بعد طول البعاد لكنّهم آلوْا على أنفسهم ألاّ يعودوا عودة ذليلة دنيّة وإنّما عزيزة عليّة تشرّف تاريخهم وتحفظ كرامتهم وآلوا على أنفسهم ألّا ينحنوا لظالم أراد أن يملي شروطه عليهم أبعد كلّ هذه السّنين من الغربة والمعاناة يتنازل المناضل ببساطة عن حقّه وتاريخه وأفكاره وكلّ ذلك من أجل ماذا ؟ من أجل عودة إلى الوطن فحتّى الوطن لا يرضى عودة كهذه إنّ المشكلة ليست متى نعود ؟ ولكنّ المشكلة كيف نعود ؟ أنعود عودة الأبطال أم عودة الإذلال هذا هو السّؤال واللّه أعلم بالنّوايا والأعمال أنا لا ألوم من عاد بدون تنازلات فالعودة حقّ مشروع وليس منّة يمنّها علينا النّظام متى يشاء وكيف يشاء فكلّنا عائدون إن شاء ربّ السّماء سواء موتى أم أحياء فكلّ مغرّب سيؤوب يوما إذا رُزق السّلامة والإيابا لكنْ كلّ عائد يسأل نفسه أقدّم تنازلات ثمن عودته أم لا ؟ وحين يجيب على هذا السّؤال فلا ينسى أنّ اللّه عليه شهيد وأنّ التّاريخ لا يرحم طال الزمن أم قصر وأنّ الحقيقة ثابتة لا تتغيّر وأنّ الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه وأنّ اللّه يعلم ما تُخفي الصّدور ومن أراد أن يُقنع غيره بأنّ الوطن الجريح قد التأمت جراحه فهذا كلام لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يقتنع به سفيه ولا لبيب فما بالك بمن عاش المحنة من كلّ جوانبها: _ محنة الإيقاف _محنة السّجن _محنة المراقبة _ومحنة الغربة وسأحاول أن أسلّط الضّوء ما استطعت على كلّ محنة في مناسبات أخرى إن شاء اللّه تعالى ولكنّ الأخوّة والمحبّة لن تمحى مهما عصفت ريح وزمجرت رعود فهي في القلب راسخة رسوخ الجبال الرّواسي متجذّرة كما الزّيتونة في أرضها ولولا هذه المحبّة والأخوّة ما خطّت يدي هذه الكلمات وما نظمت جوارحي هذه الأبيات لا تعذلوني إن كشفت مواجعي وجه الحقيقة ما عليه نقاب إنّ هذه الحركة مثل الوطن فهل يستطيع أحدكم أن يستقيل من الوطن ؟؟؟ وهل يستطيع أحدنا أن ينزع عن الآخر وطنيته ؟؟؟
عـتــــــــاب اسّـــاقطت أوراقـــها الصّـــــــــفراء وتمسّكت بغصــــونها الخضــــــــراء النّهر يجرف ما تقــــازم مـن حصى وتظلّ فــــــيه الصّخرة الشّمـــــــــاء زمــن يغــربــــــل أهلــــــــه بتفنّــن فالغثّ يُرمى والسّمــــــين بقــــــــاء زيتــونـــة بدوامــــها مخــضــــــرّة عــبر الفصــــــول فعــزّة وإبــــــــاء أعمـارنا قد أحـــرقــتها غــربــــــة وزمــاننا ما عــــاد فيـــــه وفــــــاء دربــــان ليس ثلاثــــة بخــــــيارنا فالغــدر غـدر والوفــــــاء وفــــــاء أحـبابنا فـي الــقلب يكــمـــن حبّهم والحبّ ليس لــه ردى وفــنــــــــاء لكـــنّ حبّي لـــن يقـيّد صــــــرختي صـــرخــــات قلبي عــزّة وفـــــداء ولئن صرخت على الأحبّـــــة ذلـكم زفــــــــرات قلب هــــدّه الإعـيــــاء و لئن قسـوت على الّذيـــــن أحبّهم فلكـــــي تـــدوم محبّـــــة وإخــــاء كــلّ العصــافير الّتي قد هـــاجــرت ستعـــــود يـــــوما إنّــــه لقضــــاء فــــربيعنا آت وشمس أشـــــــرقت واخضوضرت أشجــارنا الصّـفـراء إنّ السّلامـة في التّــأنّي عـــــــادة فلما التّســـــــرّع أم هي الأهــــواء إن كان عيل الصّبر صبرك صــامد والصّـــــــابرون بصـبـرهم أحيـــاء ضعف الأنـــــام وهــدّهم إبعـــادهم ومـــلا الفــــؤاد تخوّف ورجــــــاء طــــال المســـار وظنّ بعض أنّـــه بـــــــاق وليس لـــه مدى وفنــــاء أعلمت غيب اللّــــه كيف وغيبــــه فــــي علمــــه وكثيــرنا جـهــــلاء ثقة الرّجــــال تزعزعت فتبخّـــرت وحصـــانهم قد هدّه الإعيــــــــــاء ولقد بدأنا والطّريــــــــــق مليئـــــة شوكا ودرب المـــــؤمنين بـــــلاء والكـــــــلّ يعــلم أنّــــها أقــــــدارنا قدر المنـاضــل محنــة وعنـــــــاء فلما التّراجــع بعد طــــول مسافــــة لــــــو كنت أعلـــم أنّكم جبنــــــــاء لكنّ علــــــــمي أنّكم أُسد الـــــوغى وبأنّكم في النّائبـــــــــات عــــــزاء أوَ هـــدّكم تعـــب الحيـــاة وهمّـــها إنّ الحياة سعـــــــــادة وشقــــــــاء وشموعكم ذابت وغاب ضيـــــاؤها بالأمس أنتـــم للجميـــــع ضيـــــاء أمــــل الرّجـــــوع لكــــلّ قلب مُبعَد كيف الرّجـــــــوع وأرضـــنا أرزاء كيف التقينا يا تـرى لـــولا الهــدى ومحبّـــــــة في دينـــــنا وإخــــــاء كيف افتـرقنا والفـــراق مــــــرارة سهم القلـــــــوب تحسّر وبكـــــــاء من كـان يحسب أنّــه سيعـيش في منفى وغــــابت رجعـــــة ولقـــــاء لكنّنا نــــدري الرّجــــوع وكيفـــــه عـــــــوْد بعزّ لا بـــــذلّ أو بقــــــاء الأخضر الوسلاتي – أوت 2009 بـــــــــاريس
الزعماء في باريس!!!
بقلم: برهان بسيس بعض أطياف المعارضة التونسيّة تقف اليوم أكثر من أيّ وقت مضى في موقع عزلة وأزمة وهامشيّة تدعو إلى مجهود مراجعة حقيقي تفرضه الرّغبة – إن توفّرت – في التأسيس الضروري لمفاهيم جديدة لمعنى المعارضة والنّضال الديمقراطي والعمل الحقوقي والاستقلاليّة والمشاركة. معارضات السّقف المطلبي الذي يدّعي وحده امتلاك الحقيقة النضاليّة المطلقة ويرمي غيره بنعوت من قبيل «الديكور» و«الألعوبة» و«الموالاة» لا تكاد تخرج من مطَبٍّ حتّى تحثّ السّير نحو مطبّات أخرى. آخر تقليعات الكفاح الديمقراطي من أجل قضيّة الحريّة في تونس أنّ هذه المعارضات شديدة التميّز بحجم النرجسيّة والاعتقاد في الملكية الحصريّة للزّعامة – هذه المعارضات التي فشلت دوما في كلّ مبادرات التجمّع أو التّوحيد أو العمل المشترك لاستحالة تقاسم الزّعامة بين زعماء فريدين لا أحد فيهم يتصوّر زعيما غير نفسه: من المضطرب نفسيّا صاحب نظريّة لا يَصْلُحْ ولا يُصْلِحْ الذي يقترح بديله الديمقراطي تغيير علم البلاد ونشيدها الوطني إلى زعيم الطبقة العاملة الثّائر الأممي الذي تتكفّل وزارة الخارجية الفرنسيّة بتدريس أبنائه في باريس مخصّصة لهم منحة مجزية من صنف «منح المجاملة» التي تسندها الخارجيّة الفرنسيّة لأصدقائها ومن الصديق الوفيّ لأمريكا الذي تعب من السّفر إليها للتعريف بـ«القضيّة» التونسيّة بين أروقة مؤسّساتها اليمينيّة إلى الدكتور الوديع الذي يستجدي شباب التنظيمات الطُلاّبيّة ليملأ قائمات حزبه العتيد لانتخابات البرلمان، تحالف واسع يعود لقسم جامعي فرنسي الفضل في تجميعه بعد أن فشل طويلا في أن يلتقي أو يتجمّع. يا لَسِحْر فرنسا وغوايتها، كل هؤلاء الزّعماء دفعة واحدة سيصطفّون كالتلاميذ النّجباء على مدرج جامعي ليحاضروا من الصّباح إلى المساء عشيّة انطلاق الحملة الانتخابيّة عن الانتخابات في بلدهم وآفاق التحوّل الديمقراطي. عن الرّديف والحوض المنجمي، عن الديمقراطيّة في تونس وحقوق الإنسان، عن الإعلام وحرية التعبير، عن شباب تونس وهمومه اختار الزّعماء أن يكون مدرج العلوم السياسيّة الباريسي هُوَ فضاء الدّعامة والنّقاش والنّضال ضمن رؤية عبقريّة دقيقة تلخّص انغراس هذه المعارضات في تربتها الوطنيّة. ما الذي يجعل اختيار باريس تحديدا لهذا التجمّع النّضالي؟!! هي معارضات مقطوعة عن شعبها ومهووسة بالخارج كمنطلق ومنتهى لأدوارها ولكن لماذا باريس بالذّات، كان بإمكانها على الأقلّ لابعاد شبهة الحنين الاستعماري أن تختار مدريد أو جينيف أو موسكو أو سومطرة أو حتّى إقليم كاتنفا لعقد تجمّعها لكن مصيبة هذا الصّنف أن الارتهان والارتباطات المشبوهة لم تعد تثير لديهم أيّ نوع من الخجل أو الاستنكاف. معارضة تريد التغيير انطلاقا من باريس ثمّ تلتفت مذعورة من تهم التخوين فزعة من حقيقة تأثيرها المنعدم، الطريق لازالت طويلة، وشاقة أمام هؤلاء لليقظة من أوهامهم والشفاء من أمراضهم!!! (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 8 أكتوبر 2009)
استقلالنا. نفوذهم . والاهانة المستدامة
كتب فيرغا اللوزا ذات مرة نصا رائعا قال ان الاسباب التي تقف خلف فقدان بلدان العالم الثالث استقلالها ليست دائما هيكيلية تتعلق باخطاء في الاستراتيجيات التنموية او غيرها. معظم هذه البلدان تعود لفقدان سيادتها حتى بعد حصولها على استقلالها وبعد سنوات من النضالات الدموية والشاقة وذات الكلفة البشرية العالية فقط عندما تبدا في تكوين علاقات طبيعية مع البلدان الاستعمارية السابقة. قال لمجرد ان تعود العلاقات وتزول التشنجات ترسل دول العالم الثالث اناسا اما للدراسة او لابرام صقفات تجارية او اتفاقيات فيحدث ان يستعمل اؤلائك اوقات فراغهم للتسوق واشتراء لوازمهم وما وعدوا به عائلاتهم وزوجاتهم من ثياب او هواتف قالة او اقراص مدمجة. وبعد ان يعود هؤلاء الى ديارهم يتحولون فجاة الى اعداء لامتهم وشعوبهم وكل ما سيفعلوه بقية حياتهم هو الاستعداد لبيع بلدانهم مقابل لحضات تسوق. دولة فرنسا التي فقدت قوتها منذ 65 سنة وصارت اليوم غير قادرة على حسم معركة في جزء من صحراء التشاد يتصرف سفيرها وموظفوا سفارتها كما كان يفعل المقيم العام في السابق. قرات في بعض الاماكن ان احد موظفيهم جلس ذات مرة ووضع الساق على الساق وقال لا تتحدثوا عن تونس تونس جزء من امبراطوريتنا. ما يوفر لفرنسا اليوم غطاء لهذا الحديث وهذه السطوة ليس عسكرها ولا حتى المليارات التي ضختها في الاسواق التونسية. ما يعطيها هذا الحق هو امتلاكها لجيش من الريفيين الذين تاخروا في مشاهدة فيترينات المغازات الكبرى. يمكنك ان تصنع ما تشاء بريفي مندهش امام فيترينة. كانوا في الماضي يمتلكون نخبا تقرا فولتير ومنتسكيو وتهلل وتسبح باسمهم صباحا مساء. ولكن ومنذ ان اكتشفوا سحر الفيزا ومزايا الفيزا باتوا يكدسون اللمبن بروليتاريا وعشاق غادي مالح واشكال جديدة من الحيوانات سنكتشف مظهرها في السنوات القادمة.هؤلاء الذين يفتقدون اصلا الى ملكة التفكير والحديث هم نوع جديد من العسكر. يقومون اليوم بادوار متعددة تصب كلها في تخريب صورة الحياة جملة وتفصيلا وذلك عندما صارت ثقاقفتهم تهيمن على تذوق هذه الحياة. اصواتهم صورة حركاتهم موسيقاهم ان كانت تسمى موسيقى اخلاقهم العادمة اعدمت كيان بلادنا الى ما لا يعلم نهايته الا الله. هذه حقيقة فرنسا تمتلك نفوذا هائلا في بلدان المغرب العربي.وهذا النفوذ رغم تستر من يتستر عليه هو ام كبائر الاهانة التي نعيشها ومنه تنحدر بقية الاهانات. اذا اردتم ان تقيسوا القوة .خذوا مثلا ملف التلفزات الخاصة . من يستطيع اليوم ان يحصل على تلفزة خاصة؟ هل تعتقدون ان المسالة سهلة؟ لا ليست بالسهلة ولا بالهينة. طارق ذياب بطل قومي لا جدال فيه .قطعة من خيال. صنع مجد جيل كامل بسحر كرة كانت في الماضي قصائد رومانسية. كل هذا وانتهى به المطاف امام المحاكم واهين وتمت اهانتنا من خلفه. فقط لانه كان ينوي انشاء محطة تلفزية رياضية. وفجاة وبدون سابق انذار ظهرت نسمة تلفزة تحمل الينا النسمات. من اين جاءت.؟ من هم هؤلاء؟ لا احد يعرفهم في السابق. ظهروا فجاة بعد ان دوت فضيحة انهم كانوا يطبعون في باريس اغاني تونسية ويبيعونها بدون امتلاكهم لحقوق التاليف. ولكن لماذا اطالة الحديث هذه تلفزة فرنسية .بلباس تونسي ولكنها تلفزة فرنسية. هذه هي القوة وهذا هو النفوذ. منذ سنوات دار حديث ان الدولة التونسية تعتزم ازالة كل المعلقات الاشهارية والحائطية وغيرها الناطقة بالفرنسية . اذكر اني تحدثت مع بعض التجار اعلموني ان هناك توصيات بازالة كل ما هو مكتوب بالفرنسية في اطار خطة الدولة العامة لتعريب المشهد الحياتي . ثم توقف هذا القرار ولم ينفذ . وبعد سنوات داهمت تونس شركات الاشهار الفرنسية . لا احد اليوم يعلم عددها ولكنها شركات قوية تنتصب اغلبها في منطقة البحيرة .وبما ان اصحاب الاعمال مرتبطون بطريقة او باخرى بفرنسا وبالسوق الاوروبية فان هذه الشركات باتت وحدها تحصل على ميزانيات الاشهار لاغلب المنتوج التونسي . وصارت كل الومضات الاشهارية تتكلم وتكتب بالفرنسية .بل وان الاشهار الحائطي الناطق بالفرنسية صار هو القاعدة. هذه هي القوة وهذا هو النفوذ.هم لا يكتفون با يجعلونا نرحم على الفترة التي سبقت ذلك القرار بتعريب الاشهار والواجهات التجارية.بل يقومون بالسطو على قطاع السنما والتلفزة ويجوعون اهله من اجل الابقاء على حضور لغتهم وهيمنتها. في العام الماضي انتهيت من انجاز شريط سنمائي .وبدات اتصل بالمهرجانات. من جملة البلدان التي طرقتها كانت شقيقتنا في العذاب المغرب. اتصلت تقريبا بكل ما يجب الاتصال به. وكنت دائما احصل على هذه الاجابة . مثلا من مركز السنما المغربية او مهرجان مراكش يقولون لي ان الادارة المركزية التي تدير شؤون هذا او ذاك موجودة في باريس .وعليه يجب ان اتصل بباريس. ضحكت ذات مرة مرة مع احدهم وقلت له الم نخرجهم. قال لي وهو لا يضحك اخرجناهم ولكنهم عادوا. في تونس التمرد على فرنسا هو اكبر جريمة. نعم هثاك ماهو اخطر مثلا ان تجاهر بعدائك للنظام وان تقاومه فيتم الدوس عليك وتجوع ولكنك تجد دائما من يقف معك ويشاطرك الراي . اذا جاهرت بعدائك لفرنسا فانك فتحت لنفسك ابواب صحراء لا تقفل. لن يساندك احد لن تجد من يعترف بانك على حق حتى وانهم في داخلهم يعرفون انك على حق. لقد اختلط خوف قديم من جبروت المستعمروالخوف من خسارة الاغراءات المقترحة بزيارة فيترينات المغازات الكبرى وديور وشانال. . العداء لفرنسا في الغرب العربي تنال عقابك عليه في الشارع. اللمبن بروليتاريا الحريصة على طريق امن في بحر الحرقان تحاسبك. جيوش الذل والاهانة العالقة في ابواب السفارة الفرنسية للحصول على فيزا تعاقبك عليه . اشباه المثقفين وحثالة الدجالين يعاقبونك عليه لانك تهدد منح التربصات في الخارج وبقشيش التسوق . الدولة تتبرا منك لان لها عقد شراكة مع فرنسا تعمد لابعادك حتى لا يلومها شركاؤها. المعارضة لا تهتم بك لان فيهم من يامل ان تاخذه دبابات الجيش الفرنسي الى السلطة.والاخرون لا يريدون التحدث معك لان فرنسا تؤمن لهم ملاذا ومهربا من بطش النظام. عداءك لفرنسا يجعل منك شخصا غير مرغوب فيه . نوع من الكائنات الموبوءة التي يريد هذا المجتمع ان يتخلص منها. فرنسا لا ينتقدها احد.ولا يلومها احد.ومن يرفع صوته يرمونه بالحجرحتى يموت. ورغم ذلك مشكلتي بسيطة. ايماني البسيط والساذج قائم على فرضية انه يوجد امل هنا . ولكن هذا يتعارض مع ارادة قوية تقول لك انه لا يوجد امل في هذه البلاد. لقد اتفق الجميع على ان النجاح رهين بهذه المعادلة.ثم انه وفي نهاية المطاف هناك من يقول انه لا شئ ينجح هنا اصلا. هذه البلاد اصلها صحراء وتعود دائما للصحراء. ويعطونك الف دليل على ذلك. ثم هم ليسوا بحاجة الى دليل ستكون انت الدليل على انه لا يوجد امل حقيقي يرجى من هذه البلاد.ومهما فعلت سنسقطك. لن يتقدم احد على الطريق الاوهو منزوع الارادة. وسنطلق النار على الباقين. كمن يزرع الرمل ويصيح ان الصحراء تتقدم. من هو المسؤول عن انطفاء الامل في بلادنا؟ كيف وصلتا الى هذه الحالة من الياس؟ الحكومة تقول انها تقوم بواجباتها لتنمية مقدرات البلاد.والشعب يواصل ارسال ابناءه الى المدارس وينزع من قوت يومه اثمان تدريس ابناءه.ولا شك ان هناك دائما اناس يحاولون بالطرق السليمة الحصول على التميز والتفوق. ورغم ذلك كيف نفهم وجود هذه الجيوش المجيشة التي تريد مغادرة البلاد ؟ لا اشك لحضة ان الهجرة هو كمين. ربما كان يمثل في السابق حلا مؤقتا. ولكن الفرنسيس ابقوا عليه في اطار خطة تقضي بمقايصته بانهاء التهديد الوارد من اية نهضة حقيقية يمكن ان ننجزها. الهجرة دمرت التنافس الطبيعي على اكتساب الثروة والمجد عندما حولت جهود الناس لبناء الذات الى مجرد اكتساب جواز سفر وفيزا وثمن تذكرة طائرة. لقد قاموا بتدمير قواعد اللعبة الاجتماعية التي ترتكز على العمل والتميز عندما ادعوا ان اوروبا بحاجة الى اسمنت انساني وان الثروة تترقب كل من يقطع الحدود.لم يعد مطلوبا منك ان تدرس الرياضيات بجدية ولا الفيزيا ولا العلوم ولا حتى ان تبذل جهدا. يكفي ان تعبر الحدود فتحصل على الثروة والمجد. لهذا اكتشف بوليس الحدود ان قوارب الموت تحمل ايضا اساتذة ومهندسين فهموا ان عصر المقاومة انتهى وانه عليهم الانحناء الى ديبلوم الهجرة الذي بدونه لن يستطيع احد الحصول على شئ وجلسوا مع الغبارة ومرابيط الحبس والماكروات املين في بحر مستتب يحملهم الى جنان الاموال السهلة. ولكن فرنسا ليست حلما امريكيا اخر.فرنسا ليست دولة ماهولة بالهنود الحمر الذين يسهل ابادتهم. فرنسا بلاد ماهولة بشعب قديم ومسلح ومتحضر او هكذا يبدو. وفيها بطالة وفقر ونقص موارد.ثم انهم لايقولون الحقيقة للناس بان العدد المرغوب فيه تم تجاوزه منذ سنوات.ولكنهم يستغلون سوق الندرة والحجب حتى يرفعوا من سقف الاشتراطات وقد تحولت شروطهم الى اقصى سقف لاهانة الناس. ولا يقولون لهؤلاء المهاجرين انه عليهم الاكتفاء في اغلب الاحيان بالعيش في وضع ربما هو اسوا مما تركوه خلفهم. و سقط الشعب في الكمين .خصوصا وان دولة فرنسا اطبقت على الاوضاع في المغرب العربي الى Ø! �رجة انها صارت فاعلة على جميع المستويات للاستئصال الامل من هذه البلدان. لقد ثبتونا في حالة امة لا هدف لها. حالة من الاستسلام العام لقدر لا احد منا يعرف اين يقودنا. كان من المفروض ان نقول استقلالنا هو عندما نحافظ على توجهنا لبناء مجدنا. ولكننا سقطنا في وحل العودة لتمجيد الاخرين الذين اساؤوا لنا في السابق .وسامحناهم معتقدين اننا اذا سامحناهم فنحن كبار. ولكنه فاتنا ان نجبرهم على الاعتذار.وا فلتوا من اهانة الاعتذار. وعادوا لاهانتنا. واستصغرونا الى حدود اننا لم نعد نعلم ان كنا موجودين بالفعل ام اننا نسخ افتراضية لما كنا عليه في حياة سابقة. كل من يتصور لحضة انه عندما يقبل بهيمنة الفرنسيس سينجوا بنفسه هو مخطئ .هناك ساعة دائما للحساب وسيكتشف لحضة انه وضع نفسه تحت مقصلة الاهانة الدائمة والتي لارجعة فيها. الفرنسيس يستعملون هذا حتى للبيداغوجيا انهم يسعون لتضخيم شخص ما ثم يوقعونه في جريمة سرقة فلوكة او سيارة ثم يضعونه لقمة سائغة للاهانة. يقولون لا شئ يكبر علينا. نحن الاقوياء وانتم لاشئ.ونحن نهين كباركم وكل الذين ترتعبون منهم. الجزائريين سافروا في الثمانينات من القرن الماضي تقريبا كلهم للتسوق وادعى بعضهم انه حتى المليون ونصف شهيد سافروا ايضا للتسوق في منتجعات مدينة كان واشتروا الياختات وتممدوا على شواطئ الازوردي وتجولوا في مغازات الاوبرا . ولكن باسكوا وساركوزي كانا يعملان بجدية لاشعال النار في الجزائروتحمية حمامات الدم. وبعدها خسرنا نحن كبرياء الشعب الجزائري الذي كنا نحتمي ونفخر به. واهان الشعب الجزائري نفسه باقتتال حزين وبائس .فقط لانهم اعتقدوا ان الفرنسيس يمكن ان نصادقهم. نعم الفقر يهين الانسان.قلة الموارد تهين الانسان.ولكن هذا الم يزول دائما. لان هناك لحضات سعادة مؤكدة في الحياة . ما لايقدر على ازالته شئ هي اهانة من نوع اخر هو مثلا عندما ياخذونك في صلفهم وكبرياءهم ويكشفون لك عن نفوذهم في بلادك .كمن يقول لك اذا اردت ان تكون قويا في هذه البلاد فعليك ان تصطف خلفنا. هذا حدث لن يغادر حياتك طالما بقيت حيا.ولن يزول الا اذا عملت على انهاء هذا. الاصطفاف خلف افعى هو سذاجة تستحق الموت. منذ متى قدموا لنا ضمانات انهم يهتمون بنا كبشر. انظروا ماذا فعلوا بملايين العرب الذين عاشوا عندهم. اليس هذا دليل انهم لن يتغيروا. تتعاقب الاجيال ويبقى ابناء المهاجرين مجرد مهاجرين من الجيل الثاني والثالث والرابع الخ. كثر منهم يعودون الى البلاد في كل صيف ورغم انهم ليسوا سعداء ولا تبدوا عليهم علامات كل الرضى عن حياتهم هناك.وفيهم من ينتقد الوضع بشدة ولكنهم ايضا لا يفخرون بانهم عرب وانهم مغاربة او تونسيون. هؤلاء هم نتيجة تاريخية لاسوا اتفاق حصل خلال هذا الصراع. انهم وجه اللاشئ الذي نحن عليه دون علمنا. وهذا اللاشئ يبرهن على انه لا يوجد اتفاق بالمرة. وان المعركة متواصلة.وانهم يخوضونها بوسائل جديدة قوامها محو الذات الانسانية . كان مفروضا ان يكتب الشعب الجزائري نص دستور في فقرته الاولى يحرم التعامل مع الفرنسيس ويجرم استعمال اللغة الفرنسية . وهذه ابسط الاحتياطات بعد ان فعلوا ما فعلوه في فقراء الجزائر .ولكننا عدنا لحليمة.واشتد العناق من جديد وسكاكينهم في ظهرونا ولا احد يعبا. . انها المعركة الوحيدة القائمة على ادلة وثبوتات ان القتلى بين التونسيين والجزائريين والمغربيين لا يوجد فيهم تصنيف معين.انهم يقتلوننا بطرق اخرى. نعم يوجد اقتتال بيننا. اقتتالنا فيما بيننا هو دليل على ان هناك يد تستعمل هذا الاقتتال لاضعافنا جميعا. صراعنا على السلطة فيما بيننا لا يزال يسقط الضحايا. ولكن بلوغ السلطة لا يحميك من اجتياحات عسكر الفرنسيس. انهم يدخلون الى الديار ويقتحمون حياتنا ويدمرون بالبارد. لا احد اليوم يربط بين هذا العداء الغريب والمفاجئ والمكلف بين المغرب والجزائر وبين تلك النصوص السياسية التي حرصت على اقامة دولة المغرب العربي الكبير. انهم خلف كل اقتتال فيما بيننا . يضعون كل التسهيلات على اطراف طرقاتنا من اسلحة وعتاد ونصائح حربية. لا استثني احدا. انظمتنا السياسية وبعض من معارضتنا وكل من دخل المجال السياسي والعمل الثقافي حتى بعض التجار الذين لا همة لهم استقبلوا فكرة التعويل عليهم. لانه تقريبا لم يتركوا لنا ولم يتركوا لاحد خيارا اخر. لايوجد البتة خيار. في الجزائر رايتهم حرضوا بن جديد على الاعتراف قسرا بالاسلاميين.وعندما اشتد عود الاسلاميين حرضوا العسكر عليهم وفتحوا في الجزائر مجزرة اضافت ربع مليون نفس بشرية ماتت مغدورة. ومنذ زمن يحرضون الجميع على العسكر. هكذا حكموا وهكذا يجلسون ويضعون الساق على الساق ويقولون المغرب العربي هو جزء من امبراطوريتنا. تلخيص العلاقة مع فرنسا انها علاقة مرضية. كل ما انتجته على مدى الماتي سنة الاخيرة هي جيوش من المدمنين. المدمنين عليها والمدمنين في عداءها والمدمنين على تحطيم ذواتهم. رغم ذلك. فرنسا لم تعد قوية ولا غنية .ولا اعتقد انه بقي فيها من بقايا المسروقات القديمة ما يستحق سلبه. وجود البعض منا على ارضها يشبه الجلوس في خلود البرزخ. وجودها على ارضنا يشبه قانونا قديما في علم الاجرام وهو ان المجرم يريد دائما ان يعود الى مكان الجريمة. هم يجلسون في البحيرة ولا يتحدثون مع احد. يصورون كاغظ الحيض وياغرت بلدي بالفرنسية ويعتقدون ان هذا يكفي للاحتفاظ بلحضة القوة . ولكن لاشئ يذهب مثل القوة. حكماءهم قالوا لهم احترموا الانسان. ولكنهم قتلوا حكماءهم واهانوا الانسان. رفضهم لحقيقة اننا نحن ايضا نمتلك ملكة الاختيار الحر سيجر عليهم ويلات الجدب من جديد. كل جيوش المتسوقين لن تنقذهم هم ايضا من تصحر حياتهم. الامجد الباجي
أخبار الجامعة الإربعاء 7 أكتوبر 2009 : العدد الثالث – السنة الرابعة –
الجمعة 9 أكتوبر 2009 : يوم التنديد بالإعتداء على الأقصى ….. دعا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى جعل يوم الجمعة 9 أكتوبر يوم غضب من أجل المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين و مسرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذي يتعرض لاعتداءات المغتصبين الصهاينة و قطعان المستوطنين الذين يخططون لاقتحامه و تدنيسه و قد تفاعلت جماهير الحركة الطلابية عبر تاريخ نضالاتها الطويل مع القضية الإستراتيجية للأمة العربية و الإسلامية – قضية فلسطين – عبر التحركات المختلفة التي وصلت إلى حد التجمعات و المسيرات في الشوارع للدفاع عن أرض المقدسات …. و تأتي الهجمة الصهيونية الجديدة في الوقت الذي تكشفت فيه خيوط الخيانة الجديدة للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس التي تآمرت مع الصهاينة و الأمريكان لإجهاض التصويت على تقرير رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الحرب على غزة المسؤول الأممي ريتشارد غولدستون و الذي يدين بكل وضوح جرائم الصهاينة خلال هذه الحرب …. اعتقال ممثل الطلبة المستقلين في كلية العلوم بصفاقس : قام البوليس السياسي يوم السبت 3 أكتوبر 2009 باعتقال الطالب عمر أولاد علي ممثل الطلبة المستقلين بكلية العلوم بصفاقس و عضو منظمة » حرية و إنصاف » الحقوقية و اقتادوه إلى جهة مجهولة و ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الطالب المذكور إلى المضايقات أو الإعتقال …. الجديد في دراسات الماجستير : انطلاق الدراسة يوم 12 أكتوبر …. تعتبرالسنة الجامعية الحالية 2009 – 2010 أول سنة في شهادة الماجستير حسب نظام » أمد » حيث تخرجت أول دفعة في الإجازة – حسب نظام » أمد » – في نهاية السنة الفارطة و ستنطلق الدروس يوم الإثنين 12 أكتوبر 2009 بالنسبة لشهادات الماجستير حسب نظام » أمد » أما الماجستير حسب النظام القديم فستنطلق يوم الخميس 15 أكتوبر …. و تضم شهادة الماجستير حسب نظام » أمد » 78 ماجستيرا مهنيا و 13 للبحث و قد تم توجيه ثلثي الطلبة المتحصلين بتفوق على الإجازة في السنة الفارطة إلى الماجستير المهني في حين تم تسجيل الثلث المتبقي في الماجستير المهني أما عن نظام الدراسة فقد تم اعتماد المراقبة المستمرة و الإمتحانات النهائية السداسية مع وجود دورة تدارك تنظّم على الأقل بعد أسبوع من نتائج الدورة الرئيسية و تدوم الدراسة بالنسبة لماجستير » أمد » سنتين بأربع سداسيات يذكر أن أساتذة التعليم الثانوي الذين سيتم قبولهم للتدريس خلال السنة المدرسية 2011 – 2012 يجب أن يكونوا متحصلين على شهادة الماجستير و ذلك حسب ما صرح به وزير التربية و التكوين خلال ندوة صحافية في بداية السنة الدراسية الفارطة دورة أكتوبر لتكوين المعلّمين : الإختبارات يوم 9 أكتوبر 2009 ….. قررت وزارة التربية و التكوين بأن يتم إجراء الجزء الأول من الإختبارات الكتابية الخاصة بمناظرة الإلتحاق بمرحلة تكوين مدرّسين للمرحلة الإبتدائية ( معلّمين ) يوم الجمعة 9 أكتوبر الجاري … و على المعنيين بالأمر الدخول إلى الشبكة التربوية و سحب الإستدعاءات و ذلك من خلال الموقع : www.edunet.tn و معلوم أن عددا كبيرا من أصحاب الشهادات العليا – و بسبب البطالة المتفشية في صفوفهم – يرغبون في الإلتحاق بسلك المعلمين …. إضراب المعلمين يوم الإثنين 5 أكتوبر 2009 : أشارت مصادر النقابة العامة إلى نجاح الإضراب بنسبة تجاوزت الــ 50 بالمائة و كانت نسبة المشاركة مرتفعة جدا في بعض الجهات على غرار مدينة الرديّف ( 96 في المائة ) و قابس ( 75 في المائة ) …. و ضعيفة في جهات أخرى بل و منعدمة في بعض المدن مثل المتلوّي ( صفر في المائة ) الطلبة محرومون من أداء مناسك الحج هذه السنة : أعلن وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري أنه لن يكون هناك إمكانية لأداء مناسك الحج للسنة الهجرية 1430 انطلاقا من الأراضي التونسية و بالتالي سيحرم التونسيون من أداء هذه الفريضة و ذلك ربما للمرة الأولى منذ الفتح الإسلامي للبلاد أي منذ أربعة عشر قرنا …. و تبعا لذلك سيحرم البعض من الطلبة الذين تسمح لهم ظروفهم المادية و الإجتماعية من أداء مناسك الحج من الذهاب إلى الأماكن المقدسة …. و تعتبر هذه السنة مناسبة جدا – بالنسبة للطلبة – نظرا لأن الفترة التي يتم فيها الحج أي أواخر نوفمبر و بداية ديسمبر لا تتزامن مع فترة الإمتحانات و تتوفر للطالب إمكانية تدارك الأسبوعين أو الثلاثة التي يتخلف فيها عن الدراسة خاصة أن عطلة الشتاء ليست ببعيدة عن موعد انتهاء المناسك … مسجد المركب الجامعي يئنّ تحت وطأة الإغلاق و الإهمال : مرت أكثر من سبع سنوات على إغلاق مسجد المركب الجامعي و كان ذلك في بداية شهر جويلية 2002 و المبرّر الذي تم تقديمه من قبل السلطة – آنذاك – هو القيام بأشغال الإصلاح و لكنّ الحقيقة هو أن النيّة كانت مبيّتة لإغلاقه إلى أمد لا يعلمه إلا اللّه … و في بداية السنة الجامعية الجديدة بدأت متاعب الطلبة في كليات العلوم و الحقوق و المدرسة الوطنية للمهندسين في أداء صلوات الظهر و العصر و المغرب في أوقاتها لأن أقرب مسجد عن المركب الجامعي يبعد ما لا يقل عن كيلومتر …. محاكمة طالب حضر مقابلة كرة قدم : على إثر مقابلة كرة القدم التي جمعت يوم الأحد 2 أوت 2009 بين فريقي الترجي الرياضي التونسي و الملعب التونسي بملعب المنزه و التي انتهت بفوز الفريق الثاني على الأول بثلاثة أهداف مقابل اثنين ألقي القبض على مجموعة كبيرة من الشبان و من بينهم طالب جامعي من أنصار الترجي الرياضي …. و قد تم عرضهم لاحقا على المحكمة التي قضت في شأن الطالب بسجنه لمدة 6 أشهر بتهمة » اقتحام الميدان و التلفظ بالكلام البذيء … » هكذا إذن في الملاعب الرياضية و في المؤسسات الجامعية و في المساجد و في الشوارع …. الطالب دائما موجود تحت المراقبة وهو مستهدف و معرّض باستمرار للملاحقة و الإعتقال بسبب نشاط نقابي أو سياسي أو بسبب الإلتزام بالشعائر الدينية و حتو حضور مقابلة رياضية و لسان الحال – في كل هذا – يقول : البوليس وراءكم و السجن أمامكم …. فماذا أنتم فاعلون ؟ …. و في الختام : و اعلم بأن العلم ليس ينالــــه من همّــه في مطعــم أو ملبـــس فاجعل لنفسك منه حظا وافـــرا و اهجر له طيب الرقاد و عبــس فلعل يوما إن حضرت بمجلـس كنت الرئيس و فخر ذاك المجلس (المصدر: موقع طلبة تونس الإلكتروني (محجوب في تونس ) بتاريخ 7 أكتوبر2009)
زفرات مكبوت عائد من الوطن
حدثني صديقي العائد من توه من الوطن قائلا: إستوقفني في الطريق وأخذ يلف بسيارتي يمنة ويسرة.. ناظرا إلي تارة وإليها تارة أخرى.. سابا أمي وكل من له علاقة بأصلي وفصيلتي.. ومتلفظا ببذيء الكلام الممتلئ به قاموسهم النتن.. وأنه يحلم بأن يركب سيارة مثل التي في حوزتي ناهيك عن تملكها، ونحن الذين في الخارج نعود لهم كل صيف بسيارات فخمة متباهين بهم عليهم.. وهو الذي مضى عليه عشرون عاما في خدمة الدولة التي لم تزده شيئا بل أنقصته مدة من عمره خدمة لها دون مال يذكر.. طلب مني جهارا أن أعطيه « الأورووات »، ضحكت منه وقلت له: تحب الهندي..!! (شجيرة الصبار) لا ليس لدي « أورووات » كما طلبت.. فوصفني بالحمرنة والجحشنة.. وأهانني ولطمني لقلة حيائي وتجرئي على عون أمن.. ثارت ثائرتي وعزمت على تأديبه لكن والدي نهرني وترجّاني، وأن هؤولاء ظلمة يستغلون بدلتهم تلك لإهانة المواطن.. فقلت لأبي: لو كنت ضابطا، ماكان ليستطيع أن يفعل مافعل. بل سينحني لي.. ولكنني لست ضابطا، ولارادع لأفعاله لإنعدام المراقبة، وقلة المسؤولية، ولهذا فعل مافعل. قال لي والدي: ألم أشرح لك في بداية دراستك أهمية أن يكون المرء ضابطا. فالمزايا التي يحصل عليها كثيرة.. من بينها هذا، وذاك، وغيرها لا يحصى ولا يعد.. يتجاوز المرور في الإزدحام دون توقف.. حتى في المخبزة يأخذ خبزه بسرعة ويمضي… وفي وسائل النقل لا يدفع معلوم الركوب.. وله مؤسسة خاصة من أجل التموين والدخان.. الناس لا يحترمونه فقط، بل يهابونه.. وياويل من يدوس له على طرف.. قلت لوالدي: فكرت بجدية وقتها، وكنت على وشك القبول، لأنها فرصة جيدة كي أتخلص من الدراسة المملة.. لولا أنني رأيت وقتها ضابط ينهال بالضرب على أحد المجندين الجدد لمجرد أنه لم يكوي قميصه.. لذلك كرهت أن أكون ضابطا.. وتراجعت عن قراري. ثم أدرت وجهي إلى ذلك العون وقلت له: لو كنت من العائلة المالكة.. ماكنت لأتغرّب.. بل لأسكن هنا.. لأنني كما تعرف أنت ومن والاك، كنت منحت بعض الإستثناءات.. وتغاضيت أنت وأمثالك عن كثير من التجاوزات.. وسيتشرف أي سمسار، أو تاجر بناء، أن يقدم لي أرضا في المكان الذي أحب.. وبالسعر الذي أحدد.. وأستطيع خلال أسبوع أن أبني أفضل (فيلا) في المرسى.. وتكون لي أنت من الحراس.. ولكنني لست من العائلة المالكة، ولذلك فعلت مافعلت.. طبعا أولائك عندهم أموال كثيرة جاءوا بها من أرض الكاوْ كاوْ.. من خلال تجارتهم بالـ… والعياذ بالله.. وهم قادرين على أن يهدموا « الحوش » فوق رأسي ورأس أجدادي الذين تمتد سلسلتهم إلى الفاطميين، حيث قدموا مفاتيحها صاغرين وولّوا الأدبار وهم يحمدون الله أن هؤولاء لم يطالبوهم بالإيجار عن الفترة التي قضوها هنا. لهذا سهل عليهم هدم شجرة العائلة حين أزالوا بيتنا من ذلك المكان بحجة بناء مجمع تجاري.. ياصديقي متوجها إلي! أنت تتابع الحياة السياسية في بلدنا.. وتستطيع أن تكتب، وتعبّر بأسلوب لبق مقنع.. قل للحكومة إن الظلم انتشر.. والفساد عم.. وإن الرواتب لا تكفي.. وأن الموظف هناك يعمل ليل نهار، ثم تقدم له الحكومة راتبا شهريا لا يكفيه سجائر.. الماء يتوقف عند الطابق الثاني لقلة الضغط.. بل لكثرةالضغط عليه.. والمصعد يصعد حتى الطابق الثاني في أكثر الأحيان، لأنه لم يصمم بشكل يراعي الكثافة السكانية والتوسّع العمراني.. الناس غرقوا بالرشاوي.. والمسكين لا يستطيع العيش.. قلت له: في الواقع أن صفة الحمرنة أو الجحشنة لدى قدماء العرب العقلاء ترمز إلى صفة حميدة من صفات التحمل والصبر، لما يتمتع به الحمار عامة والحمار العربي خاصة من أرقى صفات العمل والصبر والجلد والذكاء.. ولعل من أهم صفات الذكاء لدى الحمار أنه قد يحفظ طريقه غيبا من أول مرة يطرق فيها طريقا جديدا.. ولهذا فقد استخدمه عتاة المهربون في الطرق الجبلية الوعرة من أجل تحميله، وتركه يخاطر وحيدا بعبور الحدود ليلا، ومع كل تلك المخاطر فإنه كأولائك الأعوان المساكين الذين تنطبق عليهم هم صفة الجحشنة، لتحملهم وصبرهم، ولايجدون كلمة شكر واحدة من مالكهم المهرب؟؟؟ أما أنت فلا تنطبق عليك هذه الصفة لأنك لم تستطع أن تتحمله.. الكاتب اليوم ياأخي صار ممسحة للجميع.. الناس يطالبونه، والحكومة تطالبه أيضا.. فكلما قابلت أشخاصا من شرائح مختلفة.. وجدتهم يتذمرون.. ولأنني لم أتجرأ حتى هذا اليوم عن كتابة سطر واحد مما سمعت من أمثالك.. إكتفيت بأن أشاركهم أحزانهم.. حتى لو تجرأت وكتبت.. لن تجرأ أي صحيفة أو ناشر على إذاعة ما أكتبه.. الأعذار كثيرة.. تعرفونها طبعا.. فما فائدة الكلام؟. صحيح مافائدة الكلام..؟ لأنني من جهة أخرى مطالب.. لا.. لا.. ليس من الحكومة بالتحديد.. إنني مطالب من أي شخص أقابله هنا.. أكان عربيدا أو صالحا.. أي واحد منهم مضمون له حق العودة، مسؤولا أم لا.. يطالبني بشيء من العتب الممزوج بالتعنيف: ياأخي أنت تعرف الحال.. عش الواقعية.. لا تساهم في تخريب عقول الأجيال وإفساد تربيتهم من خلال السماح بترويج مثل هاته الأشياء.. حببهم في بلادهم، ولاتنفرهم فيها.. هل يمكن أن ترفع الدولة الرواتب ومواردنا محدودة.. ونحن ما زلنا نواجه نظاما عالميا جديدا غازيا..؟ إن التحمل واجب على كل مواطن في الوقت الراهن.. وهكذا يمسي الكاتب ممسحة للجهتين.. الناس يحملونك مسؤولية شقائهم، ومن تسلطوا على رقاب العباد يحملونك مسؤولية تهييج الناس.. ولأن الكاتب مطالب من الجهتين، تهمله الجهتان معا.. الناس يظنون أنك بجرة قلم تستطيع إجبار الحكومة على تغيير سياستها.. والحكومة تدس رأسها تحت الرمال، ولا يحرك لها ساكن أي كان في المقابل، بل تعلن الحرب عليك.. ولهذا لم يتدخل أحد حين جردني الدهّان القادم من بلاد الواكْ واكْ من لوني الطبيعي.. بل تشوق إلى رؤية ما سيحدث لي.. لو أنك كنت مسنودا أو يدك طويلة لوصلت الشكوى إلى المسؤول، بل لأوقفت أنت بنفسك ذاك العون.. وبما أنني مثلك، لست ضابطا ولا من العائلة المالكة.. إنما كاتب.. والكاتب عليه أن يحمل خطايا الآخرين دون تذمر.. كما أنه قوّال.. لا يستطيع أن يدعم إلا الحقيقة.. ولا يخاف من أحد.. سأدعم قضيتك هاته المرة، لكن معاتبا، ومذكرا إياك ماقاله الحلاج لشيخه الجنيد: « لو قال المؤذن: الله أكبر. بصدق الإشارة، لما حملته هذه المنارة، وكانت تفتتت من تحت أقدامه الحجارة ». فلو رجعنا إلى الله بقلوبنا، لجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا.. ماستأسدوا علينا إلا بكثرة ذنوبنا.. إن كان مارأيته هناك ليس بمعقول، فألزم غربتك وإلا قعادك في الحبس يطول.. أنت تخبرني بقصتك هذه كي تقنعني بمطلبك.. وهو أن نقاوم فكرة إقامة نصب تذكارية لهم بعد الموت.. أتركهم ينصبون لأنفسهم مايشاؤون من تماثيل، لأنها ستغدوا أماكن أمينة يلجأ إليها من يريد أن يبول.. فتحي العابد كتبت بحمد الله في شهر أكتوبر 2009
من يحمي الشعوب من إساءة الرؤساء؟
إسماعيل القاسمي الحسني 08/10/2009 إن كان المشرع العربي، قد رأى من حقه أو طاعة لولي أمره، سن قوانين تجرم كل من أساء إلى الرئيس أو الذات الملكية، وهي سابقة متميزة ومتفردة عن سائر قوانين الأمم والشعوب المتحضرة، كما أنها مخالفة لأبسط الحقوق الدستورية التي تقر المساواة بين المواطنين أمام العدالة والقضاء، ألم يفكر هذا المشرع في المقابل بسن قوانين تحمي المواطن والشعوب من اهانة الحاكم لها؟ أم أنه يرى الحاكم معصوما من هذا الأمر؟ ألم يحدث في تاريخنا المعاصر أن قام ملك أو رئيس عربي بموقف يحمل الإساءة بكل أبعادها لشعبه!؟ بلى، فهناك مواقف تكاد لا تحصى. ثم كيف يحق لبعض الحكام أن يتمترسوا وراء ترسانة من القوانين، تمنع على المفكرين والنخب التعرض لسلوكيات ومواقف تسيء إلى الشعوب قبل الشخص، وفي ذات الوقت يطالبون غيرهم بتقديم الاعتذار إن هم أساءوا إلى الشعب أو الأمة؟. لا شك أن الزاوية التي تقيم من خلالها الأمة الإسلامية سلوكيات أبنائها والمنتسبين إليها، تختلف عن ذات غيرها، مرد ذلك طبعا لمرتكزاتها الدينية وميراثها الحضاري، فمن المؤكد أن الإساءة إلى أي إنسان أو اهانته، سلوك مرفوض وعمل بغيض يستوجب العقوبة، بغض النــــظر عن مكانة الضحية أو وظيفتها في المجتمع، لكن الإشكالية تزداد تعقيدا إذا خلط المكلف بتطبيق تلكم القوانــــين، أو حتى الرئيس نفسه بين استهجان سلوك ما صدر منه وبين شخصه، ومثلا على ذلك لو أقام رئيس عربي ما أو ملك علاقة مشبوهة بفتاة، كحادثة الرئيس بيل كلينتون، أيجرمني القانون إذا وصفت سلوكه بالحقير والتافه، يستوجب استقالة أو لا أقل من اعتذار، باعتبار أن هذا السلوك مهين لشعب بأكمله ! أمثلة كثيرة في العالم الغربي لا يتسع المقال لإحصائها، تحكي استقالة أو اعتذار أعلى هرم السلطة لشعبه نتيجة سلوك قام به، يهين المواطنين ويسيء إليهم. والمفارقة هنا أن ما يستوجب الاستقالة أو الاعتذار في مقاييس تلك الأمم لا ينسحب على بقية المواطنين، فقضية بيل كلينتون مثلا والتي كادت أن تقيله من منصبه هي أمر طبيعي بين سائر المواطنين، بل لو تعرضت إليها لطالك عقاب القانون بجرم التدخل في الشؤون الخاصة للغير والتشهير به. يمكنني القول بأن النظام الملكي في بريطانيا مثلا، والنظام الجمهوري في الولايات المتحدة كليهما أقرب إلى الشريعة الإسلامية، قياسا بالأنظمة الملكية والجمهورية في العالم العربي، فالأولان يعتمدان على مؤسسات مستقلة يمكنها مراقبة سلوك الحاكم، بأدق تفاصيلها، ومراجعة كل أمر أو قول يقوم به، وكذلك هيئات قضائية مستقلة حرة يمكنها مساءلة الحاكم ومتابعته، دون إغفال صلاحيات المجالس المنتخبة كمجلس الشيوخ، في إقالة الحاكم. مع الإشارة طبعا لدور الصحافة الرائد في هذا الشأن والتي تحميها منظومة قانونية من أي تعسف، أو حجب للمعلومات. لست أرى وجه الحق الذي استند إليه المشرع العربي، في إحاطة الملك أو الرئيس بترسانة من القوانين، تقف متربصة في وجه كل من يحاول انتقاد سلوكهما، حتى وإن كان هذا السلوك في الأعراف الدبلوماسية مهينا للشعب ومنتقصا من قدره؛ لا يمكنني الاستجابة لها خاصة وأنا أعتقد أن شخص الرئيس يستمد شرعية وظيفته ودوره من المواطن، وليس العكس، لهذا سأعبر عن امتعاضي بل والاهانة التي لحقتني جراء مواقف قام بها بعض الرؤساء والملوك، طبعا سيعد هذا المقال مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل أنظمة أبعد ما تكون عن احترام المواطن ناهيك عن رأيه، ولكن لابد مما ليس منه بد. فالرجاء أن يكون أحدهم قارئا للصحافة فيعلم مباشرة بأن في الطبقة الدنيا من شعوبهم من يهتم بأدنى تفاصيل حركاتهم، ويشعر بالاهانة من بعض تصريحاتهم أو مواقفهم، غير مؤسسة على المعارضة ولا منتمية إليها، أقول هذا لأني سمعت من بعض بطانتهم من يتهم الشعوب العربية بالتخلف والغفلة وعدم إدراكها لعظائم الأمور فكيف لها بتفاصيلها. وزيرة عارية في مهد الإسلام من الأعراف الدبلوماسية، واجب احترام الضيف لتقاليد وقوانين الدولة المضيفة، لم يكسر هذه القاعدة في حدود علمي إلا الرئيس خاتمي أثناء زيارته التاريخية لألمانيا، حين فرض على الدولة المضيفة احترام ضوابط دينه، وكان من بينها فرض الحجاب على كل مسؤولة يستقبلها وفده، كما اشترط لحضور أي مأدبة تقام على شرفه عدم وجود الخمر، مما أثار الصحافة الألمانية آنذاك، وفي المقابل تقوم وزيرة خارجية سابقة لدولة عظمى بزيارة مملكة عربية، كان اللافت فيها تعمدها الظهور في لباس ليس مكشوفا بل فاضحا بين يدي الملك وحاشيته، ضاربة عرض الحائط أعراف وتقالــــيد ودين ذلك البلد، واضعة رجلا على أخرى، في حضرته، فكيــــف لا أشعر بالاهانة التي وجهها إلينا الملك باستقباله هذه الوزيرة على الحال التي وصفت؟ خاصة وذات الوزيرة لما قامت بزيارة لإيــــران التزمت بارتداء لباس فضفاض مستور، والقي على رأسها بخمار غطى شعرها من لحظة خروجها من طائرتها إلى لحظة عودتها إليها. في جوار هذه المملكة، تقوم سفيرة لذات الدولة، وكأن الأمر مقصود، بزيارة لرئيس الجمهورية مرتدية نعلا رياضيا وسروال جينز وقميصا بنصف كم، اثر تعرض احدى بوارج جيشها لاعتداء في سواحل هذه الدولة العربية، لتجد لدى باب القصر فخامة الرئيــــس في استقبالهـــا وهي بتلكم الهيئة، التي أشبه ما تكون بفتاة ذاهبة إلى علب الليل أو أحـــد المراقص في أحسن الأحوال، ألا يعتبر في الأعــراف الدبلوماسية موقف هذا الرئيس من استقبال لدى الباب، والذي لا يحظى به إلا الرؤساء، وعلى تلك الهيئة غير المحترمة، اهانة للشعب!؟. لعل البعض يقول ما لنا ولهذه الصغائر، لكني اذكر هنا أن احتلال الجزائر مثلا، جاء تحت عنوان قصة المروحة، فقد زعم مبعوث الملك الفرنسي أن حاكم الجزائر أشار بطرده بحركة يدوية، والحال أن الحاكم كان يحرك المروحة بيده ليس إلا، كان هذا عنوان احتلال الجزائر 130 عاما. إن حركة وإشارة الدبلوماسي لغة عميقة المعنى، يهتم بها نظيره قطعا ولا يمكن قراءتها على أنها حركات عفوية تلقائية، فقد تسبب في بعض الأحيان أزمات بين الدول. مغني الكباريه أولى من رئيس الحكومة في موقف آخر أكثر إمعانا في اهانة الشعب، رئيس دولة عربية كبرى يتعرض لأزمة صحية حادة، ينقل على إثرها إلى مستشفى عسكري لدولة أجنبية، تمتد فترة علاجه أسابيع طويلة، يتهرب أثناءها كبار المسؤولين من طمأنة الشعب على وضعية رئيسه، بحجة عدم المعرفة، أو منع الزيارة، غير بعض الأجوبة الفضفاضة التي رفعت وتيرة القلق على حالة الرئيس إلى أعلى الدرجات. فلا رئيس مجلس الأمة ولا رئيس البرلمان ولا رئيس الحكومة ولا وزير الخارجية ولا الداخلية، ولا رئيس المجلس الدستوري، لا أحد من كل هؤلاء المعنيون دستوريا وقانونا، تشرف بطمأنة الشعب، من حظي بهذا الشرف العظيم، مطرب كباريهات تمت تغطية عيادته لفخامة الرئيس بالصوت والصورة، والأدهى أنه خرج إلى وسائل الإعلام العالمية، المتابعة من قبل الرؤساء والملوك، ليكون أول من يتكلم عن صحة الرئيس وأحواله في سابقة لم تعهدها البروتوكولات الرئاسية في التاريخ المعاصر، وليت هذا المطرب انزوت قيمته في كلماته المبتذلة، بل يكشف النقاب عن جريمة ارتكبها في تلك الفترة، في واحدة من أقبح الفضائح، ليزج به في السجن. ألا تعتبر الأعراف الدبلوماسية أن مثل هذا الموقف يعد اهانة بالغة للشعب برمته، وعلى رأسهم الإطارات العليا المخولة دستوريا للقيام بهذا الدور الحساس والخطير؟ شخصيا شعرت بالإساءة البليغة والاهانة المذلة. ذات الرئيس يحسن اللغة العربية، وهي اللغة الرسمية لبلده، غير أنه يخاطب إطاراته وضيوفه بلغة من احتل وطنه ما يزيد عن القرن، راح ضحية احتلاله الملايين، ليس هذا فقط بل يجاهر هذا العدو اليوم بأن الجرائم التي ارتكبها مدعاة لفخره واعتزازه، وها هو اليوم يعد قانونا لتكريم عملائه، بعد أن أقر مجلس نوابه قانون تمجيد الاستعمار، ردا على اعتذار نظام غربي بكل شجاعة لشعب شقيق، يأبى رئيس هذه الدولة العربية وفي لقاءات رسمية إلا التحدث بلغة هذا الذي لازال يمعن في العداء والاهانة، في خروج فاضح عن كل الأعراف الدبلوماسية، ونحن نشاهد رؤساء العالم، ما من أحد يضطر للحديث بغير لغة شعبه إلا الضعيف منهم. ألا تعد هذه إساءة إلى الشعب؟. لو حدث هذا في أي دوله يحترمها رجالها لقلبت مؤسساتهم الطاولة على وجه الرئيس، لكن هذا ما يؤكد أن ما يمثله العالم العربي ليس دولا بل أنظمة وحكومات، مع هذا أتساءل: أليس في مجالس نوابها ولو قلة من الرجال تسن قوانين تضع حدا لكبار المسؤولين من تجاوز أبسط قواعد الدبلوماسية حماية لماء وجه الشعوب العربية! ‘ فلاح جزائري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية � لندن) الصادرة يوم 08 أكتوبر 2009)
نهاية أسطورة الحضارة الخالصة.. دون كيشوت الحاضر دائماً (2/2)
احميدة النيفر 2009-10-08 من المواقف اللافتة التي تلت نشر الصحيفة الدنماركية الرسوم المسيئة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في آخر شهر سبتمبر 2005 ما عبّر عنه نص الحكم الصادر عن المحكمة الدنماركية والقاضي بعدم سماع الدعوى التي تقدمت بها 7 جمعيات إسلامية في الدنمارك ضد الصحيفة. لم تر المحكمة في تلك الرسوم المنشورة ما يعدّ إهانة واعتداءً على الرسول ولم تعتبر أن هدف الرسوم الانتقاص من قيمة المسلمين. أقرّت ذلك مع تسجيل أن النصوص المنشورة مع بعض الرسوم يمكن أن تعبّر عن قدر من الازدراء والسخرية، ذلك ما دفع الجمعيات الإسلامية القائمة بالدعوى إلى تقديم شكوى جديدة إلى الاستئناف، مؤكدة فيها أن حرية التعبير لا تعني الإساءة لمعتقدات الآخرين. توالت بعد ذلك الاتصالات الرسمية والحملات الشعبية من جهة المسلمين لتجريم الصحيفة وضرورة قيام السلطات الرسمية في كوبنهاغن بمعاقبة الرسامين المسيئين، هذا فضلا عن تحريض جهات مختلفة على مقاطعة البضائع الدنماركية. لم يتجاوز الأمر نتيجة كل هذا عن نشر الصحيفة عبارات أسف في مرحلة أولى تلاها اعتذار في رسالة مفتوحة من رئيس التحرير اقتصر على إقراره بأنّه تبيّن أن الرسوم أساءت لعدد من المسلمين، مكررا أن ذلك لم يكن البتة مقصود الصحيفة. اتسعت دائرة ردود الفعل من الجانب الدنماركي شارحة ومعبرة عن قدر من الأسف، خاصة عندما دعت القناة الدنماركية الثانية رئيس الوزراء أندريس راسموسن إلى برنامج خاص مباشر شارك في تقديمه مراسلون من عواصم عربية لبحث �أزمة الرسوم�. لم يزد رئيس الوزراء في هذا البرنامج التلفزي على القول إنه وإن لم يجد في الرسوم ما يستحسن هذا الضرب من المزاح؛ ذلك أنه يحترم مختلف العقائد الدينية ولا يمكنه أن يسيء إلى الرسول محمد أو إلى يسوع المسيح، مع ذلك فالمسألة في تقديره لا تعدو أن تكون �سوء تفاهم� وأن الحكومة لا تعتبر نفسها معنيّة بما تنشره الصحف بناءً على مبدأ حرية الإعلام والتعبير. هذا ما دعا محررا في صحيفة �ليبراسيون� الفرنسية أن يؤكد التوجه ذاته حين قيّم طبيعة الأزمة مع قسم كبير من العالم الإسلامي بقوله: �إن المسلمين في غضبهم الشديد واحتجاجهم المتواصل على نشر رسوم في الصحافة عبّروا عن عدم استساغتهم للنكتة وقلة تقدير لفن الكاريكاتير�! عند عرض أزمة الرسوم من زاوية دلالات هذا التحاور الذي لم يُفضِ إلى تغيير المواقف الأوروبية أو حتى زحزحتها يمكن أن نقول إن الأزمة ليست مجرد �سوء تفاهم إعلامي� بل هي حادثة تكشف قطيعة حضارية بين عالم المسلمين وقسم من النخب الأوروبية على اختلاف اهتماماته واتجاهاته. حين تتعاضد المواقف الأوروبية في هذه القضية على هذه الشاكلة يمكن التأكيد أنها مواقف غير صادرة عن تجاهل أو مراوغة المرادُ بهما التملّص من الاعتراف بالخطأ، إنما هو تجسيد للفجوة القيمية الهائلة بين العالمين، ما يتطلب وقفة تأمل جديّة. ماذا يمكن القول فيمن يرى أنه وإن كانت بعض الكلمات المنشورة مع الرسوم تحمل قدرا من السخرية، إلا أن الأمر مع ذلك لا يعدو أن يكون مجرد مزاح فلا يمكن أن يعدّ جرما؟ هل هناك قيمة أهم في مبدأ حرية التعبير من كونها في جوهرها ترمي إلى التربية على قبول المختلف وتقدير خصوصيته وإضافته النوعية؟ أليس من دلائل انقطاع التواصل بين عالمين متجاورين ومتداخلين أن ما يقدّره ويجلّّه أحدهما لا يحظى عند الآخر بأي انتباه أو مراعاة؛ لذلك فهو لا يرى حرجا في أن يكون موضوعا للمزح ومجالا للتعبير عن �خفّة الدم�؟ لكن هناك وجها ثانيا لقضية الرسوم وما أثبتته من قطيعة قيمية كاملة بين عموم المسلمين وبين القائلين بضرورة حماية حرية التعبير. هو وجه متعلق بما قيل وأعيد عن طبيعة النكتة وضرورة استساغة الرسوم بصفتها نوعاً من الفن التعبيري الذي يتطلب مستوى عاليا من �التمدّن والتسامح� ليُفهَم على وجهه الصحيح. هذا يدفعنا إلى التذكير أن النكتة وكذا الرسوم الهزلية لا تعني إثارة الضحك أساسا؛ ذلك أنها فن جماعي الطابع وتلقائي يتجاوز الفردية محققا تنفيسا عن الضمير الجمعي أي أنه ذو وظيفة اجتماعية سياسية وحضارية. ليس الضحك في الفكاهة والنكتة، بهذا المعنى وحسبَ ما انتهت إليه الأبحاث النفسية، سوى أسلوبٍ من الأساليب الفعّالة التي يعتمدها الإنسان من أجل تحرّر جماعي من الإكراهات والضغوط التي تأسره وتفتّ من عضد وشائجه الجماعية. في قضية الحال، معالجةُ ما نشر من رسوم من زاوية كونها مجرّد �مزاح بريء� وأنه لا ينبغي أن يقابل بهذا التجهّم والمبالغة اللذين استأثرا بالعالم العربي الإسلامي قولٌ متهافت لا يصمد للنظر العلمي؛ ذلك أن الهزل في هذه القضايا وإن كان ظاهره المزح فهو في نهايته حافز مباشر يركز معنى الخوف من المسلمين ويصمهم بوصمة العدوانية المترسّخة في بنائهم الثقافي والتي ينبغي أن تلتئم الجهود الجمعية للتصدي إليها. هي بذلك أمضى سلاح يُرفع في وجه تقارب الشعوب وتضامنها الإنساني من أجل تركيز التحرر والعدالة. لا أدلّ على ما نقوله ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية أخيرا من تراجع بلدية العاصمة الدنماركية عن القرار الذي كانت قد سمحت بمقتضاه، نهاية شهر أغسطس الماضي، ببناء أول مسجد جامع بها. ما أدّى إلى هذا التراجع المعلن هي ضغوط أقصى اليمين السياسي الدنماركي المستثمر باستمرار رصيد الخوف من �أسلمة الشباب� واستشراء �قيم العنف التي تستبطنها� هذه الديانة الوافدة. هي وصفة سياسية سهلة يستعملها حزب الشعب الدنماركي مستثمرا كل الوسائل التي منها هذا �الهزل البريء� في حملة إفزاعية تجمّع عداء الناخبين الدنماركيين خاصة حين تذكر أن مشروع المسجد الجامع سيقع تمويله من جهات مسلمة شيعية إيرانية وأنه سيكون معلما ضخماً تتجاوز تكلفته 6 ملايين يورو. مع بداية السنة البرلمانية، هذا الأسبوع، وبعد التأكد أن المسجد الجامع سيشيّد بعد جولة جديدة من التشاور والاقتراع على المشروع في المجلس البلدي للعاصمة الدنماركية، انبرى اليمين المتطرف المساند للحكومة الحالية في حملة داعية إلى منع لباس البرقع والنقاب على النساء المسلمات. إذا علمنا أن عدد المسلمين في مملكة الدنمارك لا يزيد عددهم على 200 ألف (أي %3 من مجموع السكان) وأن نسبة المرتديات للنقاب نادرة جدا أدركنا أننا أمام حملة إفزاعية أخرى باسم احترام المرأة ورفض الحطّ من مكانتها التي تمنعها من ممارسة حق المواطنة! هي في النهاية محاولات يائسة تذكرنا برواية الإسباني سرفانتس، العالمية عن دون كشوت؛ محاولاتٌ لا معنى لها سوى التأكيد أن قسما مهمّا من النخب الأوروبية لا يزال يعيش على معايير مثالية انقضى زمانها، مثالية الصفاء العرقي والمحميات الثقافة المغلقة القائلة إن التخلف والعنف يخترقان التاريخ بما يجعلهما قارّين في بنية الثقافة العربية الإسلامية بصورة لا رجعة فيها.
*كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية � قطر) الصادرة يوم 08 أكتوبر 2009)
عبــــاس يهـــــرب مــــــن رام الله و حماس تقاضي السلطة
رام الله (وكالات): كشفت مصادر مطلعة ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تلقى نصائح من مقربين له بأرجاء عودته الى رام الله في أعقاب ما وصفتها بـ العاصفة الشعبية ضد القيادة الفلسطينية اثر طلبها ارجاء تقرير غولدستون. وقالت المصادر إن مستشاري عباس السياسيين والأمنيين طلبوا من أبو مازن ارجاء عودته الى رام الله ومتابعة جولته العربية والأوروبية عبر وضع برنامج زيارات مطوّل بعض الشيء حتى تهدأ خواطر الفلسطينيين ويتم امتصاص الغضب الشعبي لاسيما بعد ان خرجت جميع فصائله ومؤسساته السياسية والحقوقية للتنديد بقرار السلطة كما طالبت بعضها بمحاسبة عباس شخصيا وتنحيته من منصبه.. وفي الوقت نفسه ذكرت مصادر إعلامية أن عباس يدرس إقالة ممثل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة ابراهيم خريشة لاحتواء الغضبة الشعبية.. لكن خريشة دافع أمس عن نفسه وقال انه نفذ تعليمات ولم يتصرف بشكل مستقل من جانبه اعترف مستشار رئيس السلطة ياسر عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية أخطأت في قرارها سحب تقرير غولدستون. جرأة…! ونقلت إذاعة الجيش الاسرائيلي عن عبد ربه قوله لدينا الجرأة للاعتراف بالخطإ الذي اقترفناه ولكن يمكن إصلاح هذا الخطإ. في الأثناء شهدت العاصمة الايطالية روما مظاهرات حاشدة شارك فيها المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية تنديدا بالزيارة التي يقوم بها عباس. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب عباس بالتنحي عن منصبه في حين دعت أخرى الى إجراء تحقيق رسمي معه ومحاسبته على التفريط في دماء الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا خلال العدوان على غزة. تدارك الخطإ وفي إطار هذه الغضبة الشعبية والمدنية على قرار تأجيل تقرير غولدستون طالبت منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية السلطة الفلسطينية بتدارك الخطإ الذي صدر منها. كما طالب الاتحاد الحقوقي العربي السلطة الفلسطينية بتقديم طلب عاجل الى مجلس حقوق الانسان والعمل على كافة المحافل الدولية للدول الأعضاء في المجلس من أجل عقد جلسة استثنائية عاجلة لمناقشة التقرير. في غضون ذلك قالت المحامية فاطمة عجو التي حضرت اجتماعات مجلس حقوق الانسان الخميس الماضي إن ممثلي المنظمات الحقوقية أصيبوا بالصدمة والذهول عندما علموا بأمر سحب التصويت على تقرير غولدستون حيث عملوا طوال الايام الماضية على حشد التأييد له في أوساط الدول الأوروبية المعارضة بهدف إضفاء مزيد من الزخم للقرار. حماس تقاضي سلطة عبّاس غزّة (وكالات) أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة حماس أنها بدأت في رفع دعاوى قضائية في كافة المحافل الدولية ضدّ رئيس السلطة محمود عباس الذي تصاعدت ضدّه الاتهامات من مختلف الفصائل الفلسطينية على خلفية تأجيل تقرير غولدستون. وأعرب إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في الحكومة المقالة عن استهجان وزارته لقيام ما وصفها بـ الزمرة التي يرأسها محمود عباس بالمتاجرة بقضايا الشعب وبيعها بأرخص الأثمان لافتا النظر الى ما كشفته الصحافة الاسرائيلية عندما قالت انه (عباس) طلب تأجيل تقرير غولدستون مقابل السماح لشركة اتصالات يملكها نجل عباس بالعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت صحيفة معاريف العبرية قد كشفت عن ضغوطات اسرائيلية أجبرت عباس على طلب تأجيل التقرير الذي يستعرض انتهاكات اسرائيل للقانون الدولي خلال عدوانها الاخير على قطاع غزة. وأشار الغصين الى أن الوزارة ستسعى الى رفع تلك الدعاوى في كافة المؤسسات الدولية والحقوقية خاصة أن هناك أكثر من 250 شهيدا سقطوا في الحرب على غزّة من أبناء الشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في غزة. وطالب الغصين بأن تقوم كافة الجهات بالوقوف في وجه تلك الحثالة التي انحدرت الى حد لا يمكن السكوت عنه والقبول به من الخيانة والعمالة العلنية ولابد من أن تتم محاكمة هؤلاء بالخيانة العظمى، على حد تعبيره. وجدّد الغصين التأكيد على ما أعلنته الشرطة الفلسطينية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة أوّل أمس بأن وزارته تدرس جديا وباهتمام بالغ الطلب الذي تقدّمت به شخصيات وطنية وإسلامية وبعض أهالي ضحايا العدوان على غزة باعتقال كل من تثبت علاقته بتأجيل تقريرغولدستون وذلك بتهمة الخيانة العظمى والانحياز الكامل للاحتلال الصهيوني. وفي هذه الأثناء جدّدت فصائل فلسطينية إدانتها لطلب السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون ووصفت هذه الخطوة بالتجاوز الخطير للثوابت الفلسطينية المتأسسة على منهج التفرّد لدى السلطة. وأعرب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر عن استنكاره الشديد لتأجيل التقرير وطالب بمحاسبة من يقف وراء هذه الخطوة. من جانبه اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أن التأجيل حكم على التقرير بالموت سريريا وأبعد شبح المحاكمة الدولية عن مجرمي الحرب الاسرائيليين. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 08 أكتوبر 2009)
فلسطين لا تستحق ان يحكمها هؤلاء
د. خليل قطاطو
عندما شاهدت ممثل السلطة الفلسطينية ابراهيم الخريشة يدافع ـ بحرارة زائدة ـ عن ضحايا غزة ويصف الجرائم الاسرائيلية بانها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ويؤكد ان اسرائيل يجب ان لا تفلت من العقاب هذه المرة، حسبت انني في حلم جميل، فركت عيني عــــدة مرات، وبعــد ان تأكدت انني لست نائماً قلت في نفسي ان الحياء والخجل عادا الى وجنات هذه السلطة، وانها الآن تقف في نفس الخندق مع شعبها لا في الخندق المقابل، عادت السلطة وتابت والعود احمد، وندمت عن كل ما كتبت سابقاً عن مؤامرات هذه السلطة على شعبها وخياناتها لقضاياها المصيرية وقلت في نفسي ان بعض الظن اثم، وسمعت الكثيرين يقولون ان الدم لا يصير ماء ـ حقاً. لم تدم فرحتي 24 ـ 48 ساعة، اذ كنت امارس هوايتي الوحيدة، مشاهدة الأخبار، الهواية التي امارسها يومياً منذ أربعة عقود ويمارسها ملايين العرب العاجزين عن اي فعل آخر ـ وكان لي ان افرك عيني ثانية، فقد تأكدت ان ما شاهدته قبل يومين لم يكن حلماً، اذن فما اشاهده الآن هو بالتأكيد كابوس او اضغاث احلام وتهيؤات ليس الا، ولكنه لم يكن الا حقيقة. استجمعت افكاري ووضعت الامور في سياقها الزمني حتى افهم ما يحدث! المندوب الباكستاني كمتحدث عن المجموعة العربية والاسلامية والافريقية (ولم استوعب كيف تكون الباكستان الاسيوية متحدثة باسم افريقيا) (انه امر جلل يتفق العرب والمسلمون معاً، وآسيا وافريقيا) هذا المندوب يطلب من لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بتأجيل عرض تقرير لجنة غولدستون على مجلس الامن ومن ثم محكمة الجنايات الدولية، ثم أتت الاخبار متسارعة، هذا المندوب يفعل ذلك بناء على طلب الوفد الفلسطيني، نعم نفس الوفد، خريشة نفسه الذي سمعته قبل يومين، والتأجيل ليـــس ليوم او اسبوع او شهر، و لكن للدورة القادمة للمجلس في آذار (مارس) (ستة أشهر)، وجيء برجالات السلطة ليعطونا دروساً في الاستراتيجية والتكتيك السياسي ومبررات التأجيل للحصول على الدعم الكامل في مجلس الامن بعد ستة اشهر، ولأعطاء فرصة لعملية السلام، ولم يقنع رجال السلطة احداً بهذا الكلام ولا حتى أنفسهم. الآن اكتملت القصة فهذا ما نتوقعه من السلطة التي ما عادت فلسطينية ابداً. السيد خالد مشعل كان مهذباً عندما وصف ما حدث بالعيب وآخرون وصفوها بالجريمة والمؤامرة. دعونا نسميها خيانة عظمى، وما يترتب على ذلك من تبعات جنائية وقانونية. اشارت وسائل الاعلام الى استقالة وزير الاقتصاد الفلسطيني باسم خوري من وزارة فياض غير الشرعية احتجاجاً على ما حدث، على الأقل واحد من ثلاثين طاقم الوزارة ما زال فلسطينياً. المتفائلون يتوقــــعون استـــقالة الوزارة كلها (ربما ما عدا فياض نفسه) وأنا حزين على فلسطين التاريخ والعراقة والاباء، انها لا تستحق ابداً ان يحكمها مثل هذه السلطة غير الفلسطينية وعلى رأسها عباس لم تفـــقد البوصلة والبصيرة فحسب بل فقدت الاحساس والحياء منذ اوسلو او ربما قبل ذلك. لا تنعتوها بأقبح الاسماء والصفات والافعال والاحوال، ولا تخشوا انكم بفعلكم ستجرحون مشاعرها، ولا احسب ان الشاعر قال ما لجرح بميت ايلام الا بمثل هؤلاء. خيانة ليس الا السلطة غير الفلسطينية، تمارس في الضفة قمعاً، وابتزازاً وحكماً عسكرياً محاولة كتم كل الاصوات المعارضة لسياساتها التي تضر بمصالح الشعب الفلسطيني حتى من داخل حركة فتح نفسها. ان سياسات هذه السلطة هي خيانة لم يعد لها تسمية أخرى، ولم تعد المبررات الهزيلة التي تسوقها تنطلي على أحد، السلطة تمول من امريكا وتدير الضفة مدنيا كأنها دكان لحسابها، وكل معارض يفصل من وظيفته، يضيقون على الناس في لقمة عيشهم، شعبنا ضحى وما زال يضحي ولا اعتقد ان فلسطينيي الضفة سيصمتون عن هذه المهزلة، فما زال في فلسطين احرار لا يخافون لومة لائم. المقالات، والاعتراضات، والادانات لا تكفي، المطلوب من أهلنا في الضفة ان يهبوّا لنصرة دماء أطفال غزة، وأجساد رجالها ونسائها التي فتتها الفسفور الأبيض، هذه السلطة اعطت صك براءة لاسرائيل بعد ان استيقظ العالم وكان يقدمها للمحاكمة، ويضع قادتها في قفص الاتهام كمجرمي حرب. أهالي نابلس جبل النار، وجنين التي ما انحنت ابداً والخليل الابية، وبيت لحم الصامدة، والقدس المرابطة، وطولكرم وقلقيلية التي لا تعرف الخنوع ورام الله واريحا اللتين تحسبهما نائمتين، ولكنه الجمر تحت الرماد، وباقي المدن والقرى والبلدات، جميعا مطالبة بانتفاضة جديدة، هذه المرة ليست ضد الاحتلال، ولكن ضد من هم أخطر، تجار وسماسرة القضية في المقاطعة، انتفاضة لا تنتهي الا بتنحيهم وتقديمهم الى محاكمات بتهم الخيانة العظمى، واذا لم تكن هذه خيانة، فما الخيانة؟! ما حدث كنا نتوقع حدوثه ولكن هذا لن يمنع ان ترتفع الاصوات برفضه، ولننس ردة الفعل السريعة والمؤقتة ولتستمر الحملة حتى يتحمل الجناة المسؤولية الكاملة عن جرائمهم، ولتستمر الحملات في الداخل والخارج ولا تهدأ الا بسقوط عباس وفياض وكل الزمرة التي لا تنتمي لهذا الشعب العظيم. عباس يتخبط كمن اصابه المس، في البداية انكرت حكومته ان ممثل فلسطين هو الذي طلب التأجيل، ثم ادعى ان ذلك جرى بالتنسيق مع الوفود العربية والاسلامية، ثم هو ذا يكوّن لجنة تحقيق في ملابسات التأجيل، الأمر لا يحتاج الى لجنة. عباس مطالب يتحمل المسؤولية كاملة، ويتنحى، لا تكفير لهذا الذنب الا بالتنحي والمثول امام المحكمة. الشعب الفلسطيني مطالب بأن يمارس حريته في التعبير، ويرفض ما حدث، المظاهرة المتواضعة التي جرت في رام الله يجب ان تتسع وتمتد الى مدن الضفة كلها، بمدارسها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها واسواقها، ضحايا غزة الذين جرى بيع دمائهم بلا ثمن، هم ابناء واخوة فلسطينيي الضفة. المؤسسات الفلسطينية لها ان تثبت الآن انها ذات قيمة وكيان وفاعلية، المجلس التشريعي اللجنة التنفيذية للمنظمة، اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح، والمجلس الوطني الفلسطيني، فليجتمعوا على عجل، وليسائلوا عباس عن الجريمة والخيانة وليعزلوه عن كل مناصبه اللهم الا اذا كانوا شركاء في الجريمة. الصمت الآن خيانة، فلترتفع الاصوات الحرة، وليكشف النقاب عن المجرم الحقيقي، سواء كان عباس او غيره. كاتب فلسطيني مقيم في امريكا.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أكتوبر 2009)
العدد الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا تقرير أمريكي: ربع سكان العالم مسلمون
وكالات – إسلام أون لاين.نت واشنطن- كشف تقرير أعده منتدى أمريكي متخصص في الأديان أن عدد المسلمين في العالم بلغ 1.57 مليار نسمة، وهو ما يعادل ربع سكان العالم، وأن العدد الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا. ويقدم التقرير الذي أعده منتدى « بيو » الأمريكي للدين والحياة العامة، ونشرته وسائل إعلام أمريكية اليوم الخميس 8-10-2009، صورة قد تكون غير متوقعة للبعض عن عدد المسلمين في دول العالم. وكان فريق المنتدى قد قضى حوالي 3 سنوات في إعداد التقرير وتحليل نتائجه واعتمد على بيانات من 232 دولة وإقليما في العالم. ويوضح التقرير أنه بينما يتركز الثقل الإسلامي في الشرق الأوسط، فإن العدد الأكبر من المسلمين يعيشون في آسيا، حيث يوجد هناك أكثر من 60% من عدد المسلمين في العالم. ويعيش نحو 20% من المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و15% في دول جنوب الصحراء الإفريقية، و2.4% في أوروبا، و0.3% في الأمريكتين، ويعيش نحو 317 مليون مسلم -أي خمس عدد المسلمين في العالم- في بلدان لا يشكل المسلمون أغلبية فيها. ويتركز نحو ثلاثة أرباع المسلمين الذين يعيشون كأقليات في خمسة بلدان، وهي حسب التقرير: الهند (161 مليون مسلم)، وإثيوبيا (28 مليون مسلم)، والصين (22 مليون مسلم)، وروسيا (16 مليون مسلم)، وتنزانيا (13 مليون مسلم). ويذهب التقرير إلى أن ثلثي المسلمين يعيشون في عشر دول، ست منها في آسيا (إندونيسيا وباكستان والهند وبنجلاديش وإيران وتركيا)، وثلاث في شمال إفريقيا (مصر والجزائر والمغرب)، ودولة واحدة في دول جنوب الصحراء الإفريقية وهي (نيجيريا). ويشير التقرير الأمريكي إلى أن الهند التي تقطنها غالبية هندوسية تضم من المسلمين أكثر من أي دولة إسلامية باستثناء إندونيسيا وباكستان، كما تضم الهند ضعفي عدد المسلمين في مصر، التي تعد أكبر دولة عربية. كما يفوق عدد المسلمين في الصين عددهم في سوريا، وفي ألمانيا مسلمون أكثر من عدد المسلمين في لبنان، بينما يفوق عدد المسلمين في روسيا عددهم في الأردن وليبيا مجتمعتين. ويظهر التقرير أن عدد المسلمين في إثيوبيا يماثل تقريبا عددهم في أفغانستان، وأن حوالي ثلثي المسلمين موجودون في آسيا، وينتشرون في منطقة تمتد من تركيا غربا حتى إندونيسيا شرقا. وتضم إندونيسيا أكبر عدد من المسلمين (203 ملايين مسلم أو 13% من عدد المسلمين في العالم)، أما أوروبا فيقطنها 38 مليون مسلم، من بينهم أكثر من أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا وحدها. ومن بين نحو 4.6 ملايين مسلم يعيشون في الأمريكتين، يوجد أكثر من نصف هذا العدد في الولايات المتحدة حيث يشكلون 0.8% من العدد الكلي للسكان، ونحو 700 ألف مسلم في كندا. كما كشف التقرير أن 9 من بين 10 مسلمين هم من السنة، في حين أن الباقين هم من المسلمين الشيعة، مشيرا إلى أنه يوجد في إيران ثلث الشيعة في العالم، وأنها واحدة من أربع دول يشكل الشيعة فيها أغلبية بين السكان، إلى جانب العراق وأذربيجان والبحرين. « الأكثر شمولية » وتقول الأستاذة المساعدة في قسم العلوم السياسية في جامعة برنسيتون الأمريكية أماني جمال: إن هذا التقرير يمحو الفكرة السائدة بأن المسلمين هم العرب والعرب هم المسلمون. ويصف مسئولو المنتدى التقرير بأنه الأكثر شمولية لعدد معتنقي الإسلام في العالم وتوزيعهم الديموجرافي، مقارنة بعدد المسيحيين في العالم الذي يقدر بـ 2.23 مليار مسيحي، بحسب بيانات الأديان في العالم الصادرة عام 2005. واعتبر الباحثون العاملون على التقرير أنه مليء بالتفاصيل التي أثارت دهشتهم، حيث قال بريان جريم، كبير الباحثين في مشروع منتدى « بيو »، لشبكة « سي إن إن » الأمريكية: « عموما، فإن العدد أكبر مما توقعته سابقا.. فالأرقام التقديرية السابقة كانت تتراوح بين مليار و1.8 مليار مسلم ». ويقول آلان كوبرمان، المدير المساعد في المنتدى: « هناك دول لم نعتقد أنها إسلامية على الإطلاق، وتبين أنها تتضمن عددا كبيرا من المسلمين مثل الهند وروسيا والصين ». وأشار إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أن المسلمين في أوروبا غالبيتهم من المهاجرين، وهذا ينطبق فقط على أوروبا الغربية، في حين أنهم في مناطق أوروبية أخرى -مثل روسيا وألبانيا وكوسوفا- هم من السكان الأصليين، موضحا أن « أكثر من نصف المسلمين في أوروبا هم من السكان الأصليين ». وبحسب التقرير فإن أكبر التجمعات الإسلامية في العالم تأتي على النحو التالي: 1- إندونيسيا وتضم 202867000 مسلم ويشكلون 88.2 % من سكانها. 2- باكستان وتضم 174082000 مسلم ويشكلون 96.3 %من سكانها. 3- الهند وتضم 160945000 مسلم ويشكلون 13.4% من سكانها. 4- بنجلاديش وتضم 145312000 مسلم ويشكلون 89.6% من سكانها. 5- مصر وتضم 78513000 مسلم ويشكلون 94.6% من سكانها. 6- نيجيريا وتضم 78056000 مسلم ويشكلون 50.4% من سكانها. 7- إيران وتضم 73777000 مسلم ويشكلون 99.4% من سكانها. 8- تركيا وتضم 73619000 مسلم ويشكلون 98% من سكانها. 9- الجزائر وتضم 34199000 مسلم ويشكلون 98% من سكانها. 10- المغرب وتضم 31993000 مسلم ويشكلون 99 % من سكانها. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 08 أكتوبر 2009)