الثلاثاء، 30 يونيو 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3325 du 30 .06 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:الرئيس السابق لحركة النهضة يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام

 الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين:من أجل منع تسليم  طارق الحرزي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بـــــيــــان

حــرية و إنـصاف:توضيــــح

هند الهاروني:بلاغ عاجل 10

محمد العيادي:توتر في قطاع الاسمنت

بيـــــــان انتخــــابي لقائمة التحالف النقابي التقدمي

النقابة العامة للتعليم الأساسي التحالف النقابي التقدمي:إعلان مبادئ عامة لأرضية عمل نقابي

خميس بن بريك:الانقسام يهدد نقابة صحفيي تونس

اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين :دعما لكل اشكال المصالحة بين الصحفيين

عدنان الحسناوي:تعبئة من الحزب الحاكم في أوساط المثقفين التونسيين ضدّ الاختلاف و التعددية

إسماعيل دبارة:حملة تجنيد عسكريّ مفاجئة تقضّ مضاجع الشباب التونسيّين

 الصباح :5 أعضاء من الكنغرس الامريكي في تونس

كمال بن يونس:مايكل جاكسون والتونسيات

الشروق:متفوّقون في الباكالوريا يحلمون بـ «الحرقة»: إفلاس في الطموح.. أم أزمة مجتمع؟

واس:اهتمام الصحف التونسية

ا ف ب:بيسكارا 2009-كرة اليد: تونس الى نصف النهائي

محمد المنصف بن مراد:الأعمال.. والإعلام والحُـــريـّـــات

أيوب أيوب:رد على تعليق حول نص ″الثورة في إيران، دروس الماضي تخيم على الحاضر″

محمد أسعد بيوض التميمي :عبث الإنسان في ميزان الطبيعة

منير شفيق:خطاب سلام فياض في أبوديس

د. فهمي هويدي:أزمة إيران من الأرصفة إلى الأروقة

د. عزمي بشارة:إيران وشجون أخرى.. الصورة من زاوية المواطنة

د. محمد المسفر:حسني مبارك في السعودية

ياسر الزعاترة:لماذا يتراجع الإسلاميون في الانتخابات؟

ب ب س:شقيق الوليد بن طلال ينادي بالحجر على اموال اخيه


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  جانفي 2009:https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm         فيفري 2009:https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm  مارس 2009:https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm            أفريل 2009:https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي 2009:https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 رجب 1430 الموافق ل 30 جوان 2009

الرئيس السابق لحركة النهضة يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام


أعلمتنا السيدة آمنة النجار زوجة الدكتور الصادق شورو رئيس حركة النهضة سابقا والمعتقل حاليا بسجن الناظور أن زوجها طلب من إدارة السجن تمكينه من كتاب صفوة التفاسير لمؤلفه الشيخ الصابوني فرفضت الإدارة مطلبه فقرر الدخول في إضراب عن الطعام ليوم واحد احتجاجا على هذا الرفض. واعتبر الدكتور شورو أن » الشعار الذي رفعته السلطات التونسية بخصوص اعتماد القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية إنما رفعته الدولة للاستهلاك السياسي فقط لأن واقع البلاد والسياسة المتبعة من طرف السلطة يكذبان ذلك، مذكرا بقوله تعالى :وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين ». كما أعلمتنا زوجة الدكتور شورو أن زوجها طلب هو ومن معه في الغرفة تمكينهم من ثلاجة لأن كل الأطعمة التي تصلهم من عائلاتهم تفسد في بضع ساعات نظرا للحرارة المرتفعة في هذه الفترة، من أجل ذلك قرر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم الغد الخميس 8 رجب 1430 الموافق لغرة جويلية 2009 . ويعتبر الدكتور الصادق شورو عميد المساجين السياسيين ومساجين الرأي بتونس الذين وقع اعتقالهم بعد 7/11/1987 ، وقد كان يشغل منصب رئيس حركة النهضة وهي حزب سياسي إسلامي التوجه وقع حله من قبل السلطة التونسية لمنع أي نشاط سياسي معارض، وعلى ذلك الأساس زجت بالآلاف من المنتمين إلى ذلك الحزب في السجون بعد أن أصدرت ضدهم أحكاما قاسية في محاكمات شهد جميع الملاحظين بأنها لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط المحاكمات العادلة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو  الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 30  جوان 2009

من أجل منع تسليم  طارق الحرزي المحتجز بسجن كروبر ببغداد


لا يزال طارق بن الطاهر الحرزي محتجزا ، دون تهمة و لا محاكمة ، بسجن  » كروبر »  في مطار بغداد الخاضع لإدارة قوات الإحتلال الأمريكية بالعراق منذ يوم 18 ماي 2008 ، ويُخشى أن يتم تسليمه للسلطات العراقية التي قد تسلمه بدورها للبوليس السياسي التونسي مما يجعله عرضة للتعذيب و لمحاكمة غير عادلة، ويذكرأن الشاب طارق بن الطاهر الحرزي تونسي الجنسية من مواليد 03 ماي 1982، غادر البلاد التونسية نحو العراق سنة 2004 ووقع في أسرالقوات العراقية الخاضعة لقيادة المحتل الأمريكي  في 18 ماي 2008 حيث تعرض للتعذيب قبل ترحيله إلى سجن كروبر، والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تذكّر المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بأن تسليم عدد من المواطنين التونسيين إلى السلطات التونسية كان سبباً في تعرضهم للتعذيب ولمحاكمات غير عادلة صدرت في حقهم إثرها أحكام قاسية ذات خلفية سياسية وظف فيها القضاء و انتهكت أحكام القانون.  وهي إذ تلفت انتباه الحكومات المعنية بعمليات التسليم إلى أن « الضمانات الدبلوماسية » التي يمكن أن تقدمها تونس لم تمنع مطلقاً حدوث انتهاكات جسيمة في حق من تم تسليمهم سابقا فإنها تخشى أن يلقى الشاب طارق الحرزي ، نفس المصير الذي واجهه عند التسليم كل من المواطنين التونسيين : حسين طرخاني(سلمته فرنسا) أيمن الحكيري ( سلمته مصر) وفؤاد بن الشريف الفيتوري ( سلمته إيطاليا) بدرالدين الفرشيشي( سلمته جمهورية البوسنة والهرسك)…وغيرهم ممن  تعرضوا لأبشع صنوف التعذيب وأقسى الأحكام الظالمة.. ،فإنها تجدد دعوتها  إلى كل الأحرار لإسناد السجين التونسي  طارق الحرزي وبذل ما في الوسع لأجل منع تسليمه إلى السلطات التونسية.
لجنة متابعة المحاكمات السياسية  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 رجب 1430 الموافق ل 30 جوان 2009

أخبار الحريات في تونس


1)    من جديد سجين الرأي محمود التونكتي ضحية لعنف إدارة سجن مرناق: ذكرت السيدة زهرة التونكتي شقيقة سجين الرأي محمود التونكتي المعتقل حاليا بسجن مرناق أنها وجدت شقيقها خلال زيارتها الأخيرة له بتاريخ الاثنين 29 جوان 2009 في حالة نفسية صعبة وأنها لاحظت آثار عنف تحت إبطه الأيمن نتيجة الاعتداء عليه بالعنف من قبل حراس السجن بأمر من إلادارة لإجباره على مصاحبتهم إلى المستشفى حسب ادعائهم، وعند رفضه التحول إلى المستشفى استعملوا معه العنف وقيدوه بالأغلال مما تسبب له في آثار وآلام على مستوى المعصمين ، علما بأن شقيقته قامت منذ 15 يوما بمقابلة قاضي تنفيذ العقوبات بالمحكمة الابتدائية ببنعروس فرفض تسلم شكاية في اعتداءات سابقة خلفت لشقيقها أضرارا بليغة إلا أنه وعدها بالاهتمام بالموضوع عند زيارته للسجن. وقد أعلمها شقيقها سجين الرأي محمود التونكتي بأن إدارة سجن مرناق علقت منشورا بالسجن مضمونه أن قاضي تنفيذ العقوبات ليس مخولا له التدخل أو الاهتمام بمشاكل المساجين السياسيين. 2)     تواصل إضراب مساجين الراي بمختلف السجون التونسية: يواصل مساجين الرأي ضحايا قانون الإرهاب اللادستوري إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم التاسع على التوالي بمختلف السجون التونسية للمطالبة بإطلاق سراحهم ورفع المظلمة المسلطة عليهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بنزرت في 30 جوان  2009 بـــــيــــان


علم فرع  الرابطة ببنزرت أن المواطن التونسي السيد : طارق بن طاهر ألحرزي الموقوف لدى قوات ألاحتلال  ألامريكية ببغداد , يوشك أن يرحّل و يسلّم  إلى السلطات التونسية , وفقا  لاتفاق التعاون بين الولايات المتحدة والسلطات التونسية  في إطارما يسمى بالجهد الدولي لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال. كما علم الفرع أن المواطن المذكور , من مواليد شهر ماي  1982 , قد سافر إلى العراق سنة  2004  تم  إيقافه من طرف البوليس العراقي سنة 2008 و سلطت عليه أصنافا من التعذيب البدني والمعنوي  حتى انهارت قواه  تماما وفقد الوعي مرارا  عديدة , ولما أيقن المعذبون (Les tortionnaires  ) أن ضحيتهم على وشك لفظ  أنفاسها ألأخيرة ولم يتوصلوا إلى  أي معلومات ’ إثرها منـّوا عليه بنقله إلى ما يسمي بـ  ( المستشفى ) الخاص بهذا الصنف من الموقوفين . وبعد أن استرجع  طارق الحرزي المذكور شيئا  من عافيته  الصحية  سلمته قوات البوليس العراقية إلى المخابرات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الأمريكي لتبدأ  مرحلة أخرى  في الابحاث والاستقصاءات وهو مكبلا بالحديد كغيره من المشبوه في أمرهم  بسجن : كروبر الذي يشرف عليه جيش الاحتلال .   إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – فرع بنزرت , –     تخشى أن يقع ترحيل المذكور وتسليمه في يد وزارة الداخلية التونسية  حيث يكون في انتظاره جلادون  ليست لهم  ذرة  واحدة من الضمير الانساني : وليسوا معنيين بأي إتفاقات وعهود دولية وإنما فقط تطبيق  التعليمات  الفوقية , وهو ما يجعل مصير  طارق الحرزي, عرضة للتعذيب , كمصير أسلافه ممن  وقع  ترحيلهم  إلى  تونس من قبل بعض الدول الغربية  والعربية . –     تتوجه  بندائها إلى جميع  المنظمات, حقوقية أو أحزابا  سياسية  بالشمال والجنوب   أن تتدخل لدى السلطات  العراقية  والأمريكية  حتى  لا يقع  ترحيله  إلى  تونس  أين تتلقاه  الزبانية , وإذا بقى  المذكور حيا  بعد التعذيب تلفق له تهما  خطيرة  وتسلط عليه أقصى  الأحكام  المجانية عن  طريق بعض القضاة  ممن لا يرون في بيع ضمائرهم إلى النظام الحاكم في تونس خيانة . 
عن  هيئة  فرع  بنزرت الرئيس عـلـي  بـن  ســالـم


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 7 رجب 1430 الموافق ل 30 جوان 2009 توضيــــح


لقد نشر في موقعكم المحترم « السبيل أون لاين » « مراسلة خاصة » تحت عنوان : « ماذا تريد السلطة من منع منظمة حرية و إنصاف من عقد مؤتمرها » بإمضاء « عضو ناشط بمنظمة حرية و إنصاف » وقبل التعرض لمحتوى هذه المراسلة نود أن نوضح أن منظمة حرية و إنصاف لا تسمح لأحد من أعضاءها أن يتستر وراء إمضاء خفي دون ذكر اسمه لأن منظمتنا منظمة علنية و تعمل في إطار القانون. كما أن المواقف الرسمية للمنظمة و الملزمة لأعضائها لا تصدر إلا عن مؤسساتها المنتخبة و بإمضاء رئيسها أو من يفوضه من أعضاء مكتبها التنفيذي حسب نظامها الداخلي و أن هذه المؤسسات هي المعبر عن إرادة أعضاءها. إن منظمة حرية و إنصاف التزاما منها بنظامها الداخلي و احتراما لمؤسساتها و حرصا منها على التمسك بقواعد العمل الجماعي عقدت اجتماعات مكتبها التنفيذي بصفة دورية و هي تستعد لعقد جلستها العامة و توفير شروط نجاحها و لم يقع تحديد موعد انعقادها بعد و ستعلن عن ذلك التاريخ في الإبان و لا تعتبر ذلك تحديا لأحد بل حقا من حقوقها المشروعة في حرية التنظم التي يضمنها الدستور و القانون و تحميها المعاهدات الدولية و بالتالي فان ما ورد في المراسلة من تفسير للحصار الأمني المكثف الذي استهدف أعضاء المكتب التنفيذي و منازلهم أيام 26 27 28 جوان 2009 بأنه محاولة من السلطة لمنع انعقاد الجلسة العامة مجرد افتراض يدخل في إطار محاولات السلطة المتكررة لشل حركة المنظمة و إسكات صوتها و ترهيب أعضاءها خاصة بعد ما شهده نشاطها من تطور و تنوع و حضورها من تقدم على الصعيدين الوطني و الدولي. إن منظمة حرية و إنصاف تستغرب مجرد الحديث عن إمكانية انزلاقها نحو العمل السري بعد ما أثبتت من خلال تجربتها تمسكها بالعمل في إطار العلنية كمبدأ و كحق و ما حرص أعضاء مكتبها التنفيذي على حقهم في الدخول إلى مقر المنظمة و اجتماعهم فيه رغم الحصار الأمني المستمر إلا دليل على ذلك. وهي تستنكر أن يصدر ذلك عن شخص يقدم نفسه على أنه عضو ناشط في المنظمة. و ختاما نذكر بأن منظمة حرية و إنصاف قد حرصت منذ تأسيسها على احترام الإجراءات القانونية و هي تمارس نشاطها في إطار القانون.   عن منظمة حرية و انصاف الرئيس الأستاذ محمد النوري


 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين

هند الهاروني بلاغ عاجل 10 الثلاثاء 30.06.2009  

نفس الوضعية  : المراقبة المشددة أمام بيتنا ما تزال متواصلة 24س/24س دون انقطاع بعدد من السيارات و الأعوان بالزي المدني.


توتر في قطاع الاسمنت


حمل اليوم 30 / 06 / 2009 عمال معمل الاسمنت أم الكليل بالكاف الشارة الحمراء بسبب تعطل المفاوضات الاجتماعية أما في معمل الاسمنت بقابس فقد أصدرت النقابة الأساسية برقية إضراب ليوم 2 جويلية 2009على خلفية تعطل المفاوضات الاجتماعية أيضا علما أن الطرف النقابي يطالب بزيادة لا تقل عن 7 في المائة نظرا للأرباح الطائلة التي حققها المصنع في سنة 2008 . محمد العيادي  

 


بيـــــــان انتخــــابي لقائمة التحالف النقابي التقدمي


أيتها الزميلات أيها الزملاء ينعقد مؤتمر نقابتنا العامة للتعليم الأساسي بتونس يومي الأربعاء والخميس 24 و25 جوان 2009 بضاحية  قمرت تونس في ظروف كونية شديدة التعقيد وتميزت باستفراد وهيمنة الامبريالية الأمريكية و الصهيونية العالمية على مقدرات الشعوب. ونهب ثرواتها وتجويع وإذلال الإنسان فيها ومحاصرة كل محاولات الانعتاق والتحرر بفرض عولمة ثقافية واقتصادية وسياسية شلت كل مبادرات الخلق والإبداع والتفاعل الحضاري والبشري . و بصفة عامة ما تتعرض إليه امتنا خاصة من عودة للاستعمار المباشر وغير المباشر للأرض وللبشر وفي فلسطين والعراق والسودان ولبنان و الصومال…. و الاعتداء على مقدساتنا ورموزنا لدليل قاطع على جميع المخططات الخبيثة المستهدفة لحقنا في الحياة في ظل تواطؤ رسمي وصمت دولي. فتحية إكبار وإجلال إلى شرفاء امتنا المدافعين عن عزة الأرض و كرامة أهلها ورسالة وفاء إلى خطوط المقاومة والممانعة خيارا وحيدا لعودة الحقوق المغتصبة والخزي والعار لأذناب المستعمر ودعاة التطبيع. أيتها الزميلات أيها الزملاء  ينعقد مؤتمرنا هذا وقد تدهورت المقدرة الشرائية والتهبت فيه الأسعار ويتم التفويت في القطاعات الحيوية (الصحة، التعليم والنقل…) وتنتشر الأشكال المشينة للتشغيل وترتفع نسبة البطالة ولعل ما حدث في الحوض المنجمي لدليل على عمق الأزمة في ظل مفاوضات اجتماعية غير متكافئة تراوح مكانها تحت ذرائع واهية منتجة بؤسا اجتماعيا غير مسبوق في ظل انعدام التوزيع العادل لثروات البلاد واللامبالاة بكرامة المواطن في الشغل والعيش الكريم. أيتها الزميلات أيها الزملاء  أمام هذا الواقع المرير والمركب عملت وزارة التربية على ضرب العديد من المكاسب التاريخية للمعلمين والالتفاف على بعض الأخر و الإهمال المتواصل للمدرسة الابتدائية صيانة وتجهيزا وتأهيلا هذا إضافة إلى فشل المنظومة التربوية التي تضرب في العمق ديمقراطية ومجانية التعليم من خلال خياراتها المرتجلة التي تحمل مسؤوليتها المعلم. أيتها الزميلات أيها الزملاء  يبقى الاتحاد العام التونسي للشغل رغم ما أصابه من وهن وانحدار الملاذ الأخير للعمال في الدفاع عن مكاسبه ويظل قطاع التعليم الأساسي من القطاعات المناضلة داخل الاتحاد وبفضل التفاف منخرطيه وطنيا و جهويا ومحليا. و من هذا المنطلق ندعوكم إلى رص الصفوف من اجل بلورة بديل نقابي حر ديمقراطي مناضل قادر على الدفاع عن مطالبنا المشروعة بمختلف الأشكال النضالية فدعمكم وانتخابكم لقائمة التحالف النقابي التقدمي هو من أجل :   –       دعم المقاومة باعتبارها السبيل الوحيد للخلاص من الهيمنة والاستعمار. –       الوقوف اللامشروط مع مطالب أهلنا في الحوض ألمنجمي لنيل حقهم في الشغل والعيش الكريم و إطلاق سراح المساجين فورا دون شرط أو قيد. –       الالتزام المبدئي باستقلالية قرار القطاع و نضاليته والتمسك بدوره الفاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية بالبلاد. –       الدفاع عن الحق النقابي غير القابل للتفاوض. –       دفع المفاوضات الاجتماعية العادلة من اجل تحسين المقدرة الشرائية للعمال والاستعداد لإنجاحها بكل الأساليب النضالية. –       اعتماد منظومة علاجية عمومية شفافة تغطي  حاجيات المنخرطين فيها. –       تشريك المعلمين وهياكلهم النقابية في كل ما يهم المنظومة التربوية تشخيصا وتصورا و تخطيطا وتنفيذا. –       تحسين ظروف العمل بالمدارس الابتدائية. –       التمسك بمكاسب القطاع وفي مقدمتها حركات النقل وتخفيض ساعات العمل. –       تعميم المنح الجامعية والسكن على كافة أبناء المعلمين و إعفائهم من معاليم الترسيم. –       مراجعة قيمة منحة العودة المدرسية المرصودة لعدم تغطيتها المطلوب. –       تمكين المعلمين من منحة مراقبة و إصلاح الامتحانات الوطنية. –       فتح الأفاق العلمية أمام المعلمين دون مناظرة. –       احترام شروط ومقاييس إسناد الإدارات بصفة وقتية. –       إلقاء المذكرة عدد421 المتعلقة بتسقيف زيادة العدد أثناء التفقد. –       تنظير أساتذة المدارس الابتدائية بنظرائهم في التعليم الثانوي من حيث عدد ساعات العمل والترقيات. –       تمكين الزميلات من حق التمتع بساعة الرضاعة والمطالبة بالتمديد في رخصة الولادة مع المحافظة على الأجر الكامل. أيتها الزميلات أيها الزملاء معكم سنسعى لتفعيل مشروع حقيقي للعمل النقابي لقطاع التعليم الأساسي يقوم على : 1.  إنتاج منظومة تربوية متكاملة أصيلة نابعة من واقعنا المحلي و تستهدف تطوير الحياة المدرسية وتساير التقدم العلمي والتكنولوجي مع المحافظة على قيمنا و ثوابتنا الوطنية والقومية. 2.  تفعيل دور المعلم وصون موقعه ماديا ومعنويا باعتباره شريكا أساسيا في صياغة الأهداف العامة والبرامج و الأنظمة واليات التسيير. 3.  إعداد ناشئة متوازنة ومحصنة قادرة على الإبداع والتفاعل الايجابي. 4.  الالتزام المبدئي والثابت بالوقوف إلى جانب القوى الوطنية لتفعيل دور المجتمع المدني من اجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة بدعم القضايا العادلة وطنيا و إقليميا ودوليا على رأسها المقاومة العربية دفاعا عن الهوية والكرامة. عاشت نضالات المعلمين ووحدتهم. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا مستقلا ومناضلا. صوتوا بكل ثقة لقائمة التحالف النقابي التقدمي.   قائمة التحالف النقابي التقدمي.:   محمد حليم حفيظ حفيظ سليم غريس جعفر السبوعي مولدي الراجحي أحمد العزي عبد الرزاق بن سعيد محمد الطاهر ذاكر محمد الفاهم نصر   المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


النقابة العامة للتعليم الأساسي المؤتمر الثالث و العشرون التحالف النقابي التقدمي تونس في 24 جوان 2009 إعلان مبادئ عامة لأرضية عمل نقابي


ينعقد مؤتمر النقابة العامة للتعليم الأساسي في ظروف دولية تتميز بهيمنة الامبريالية  الأمريكية والصهيونية العالمية على مقدرات الأمم والشعوب وفي مقدمتها شعبنا العربي الذي يواجه هذا العدوان بكل أشكال المقاومة. كما ينعقد المؤتمر في ظروف قطري مترد سياسيا واقتصاديا  وثقافيا، يقارعه شعبنا بالرفض والغضب ( حركة الحوض المنجمي ) رغم تخلف بعض القوى السياسية  والمنظمة النقابية عن لعب دورها. و من منطلق الانتصار لقطاعنا وشعبنا وحق امتنا وكل شعوب العالم في حياة العزة والكرامة نعلن نحن الأطراف النقابية المكونة للتحالف النقابي التقدمي والممضية أسفله، خوضنا مؤتمر النقابة العامة للتعليم الأساسي الثالث والعشرين ملتقين على المبادئ التالية : 1.  الالتزام المبدئي والثابت بنضالية قطاع  التعليم الأساسي واستقلالية قراره، والتمسك بدوره الفاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد. 2.  إرساء ثقافة نقابية نضالية تحصن مستقبل القطاع وتسند خياراته وتدعم القرار الحر والمستقل. 3.  رفض خيار المحاصصة الجهوية ومنطق الأبوة والوصاية على القطاع وسياسة وضع اليد وتصفية الحسابات بالوكالة عن الجهات الرسمية. 4.  التصدي لمحولات تدجين القطاع وتطويعه لخيارات البيروقراطية النقابية انتصار لخيار الممانعة والاستقلالية المجذر لنضالية القطاع. عن التحالف النقابي التقدمي حفيظ حفيظ محمد الفاهم نصر عبد الرزاق بن سعيد (المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « ) الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


الانقسام يهدد نقابة صحفيي تونس


خميس بن بريك-تونس في الوقت الذي يعيش فيه أغلب الصحفيين التونسيين أوضاعا قاسية نتيجة ما يتعرضون إليه من انتهاكات من قبل مشغليهم، تشهد نقابة الصحفيين انقسامات داخلية يزيد من صعوبات أبناء مهنة المتاعب. فقد اعتبر تأسيس أول نقابة للصحفيين مطلع 2008 بمثابة سند قوي لحماية الصحفيين، بيد أن مشقة الحفاظ على كرامة الصحفيين إزاء ما يشهدونه مما يصفونه باستغلال فاحش من قبل مؤسساتهم بات قدرهم. ومن هؤلاء رشيد حسني الذي لم يفلح بعد مضي عامين على طرده من صحيفة معروفة في الحصول على وظيفة -ولو بأجر زهيد- تؤمن لقمة العيش له ولعائلته الفقيرة. ويصف حسني للجزيرة نت الوضع الذي آل إليه قائلا « لقد وصل بي الحال إلى بيع بعض أثاث المنزل لتوفير لقمة العيش.. لم أعد قادرا على التكفل بعائلتي وأصبحت غارقا في الديون وما زاد في حيرتي هو تخبط النقابة في صراعات ضيقة أبعد ما تكون عن الدفاع عن الصحفيين ». ويضيف « تظلمت لدى النقابة للحصول على منحة المغادرة من الصحيفة -المقربة من السلطة- التي تكررت بها حالات الطرد التعسفي مع صحفيين آخرين، كما اتصلت بصندوق التآزر بين الصحفيين للتمتع بمنحة شهرية بسيطة حتى حصولي على وظيفة جديدة، لكن دون جدوى ». ولا تختلف هذه الحالة عما يعانيه الصحفي هيكل سلامة الذي يشتغل مقابل 240 دولارا في الشهر بإحدى صحف المعارضة بعد طرده تعسفيا نهاية 2008 من صحيفة تونسية بدعوى تأثيرات الأزمة العالمية، رغم أنها مدرجة على قائمة أكثر الصحف جنيا للأرباح. ويستغرب هيكل من جدوى الصراعات داخل النقابة والتي لا تصب في مصلحة الصحفيين، داعيا الجميع للتكاتف والعمل على حل مشاكل الصحفيين أولا. انقسام داخلي وتشهد نقابة الصحفيين انقساما داخل مكتبها التنفيذي بين شقين، الأول يصف نفسه بالحياد عن السلطة والعمل على تحسين وضعية الصحفيين، والثاني متهم بالانقلاب على النقابة وبانحيازه للحكومة، وهو يعيب على رئيس النقابة تفرده بالقرار وفشله في تحقيق مكاسب للصحفيين. وقد يفضي هذا الصراع إلى الإطاحة بالمكتب التنفيذي الحالي (الذي يقوده رئيس النقابة) بعد استقالة أربعة أعضاء، ما سيمهد لعقد مؤتمر استثنائي في غضون شهرين لإعادة انتخاب مكتب جديد. واعتبر رئيس النقابة ناجي البغوري أن « الحملة التي يشنها الانقلابيون تنفذ بتخطيط من وزارة الإعلام التي انزعجت من انتقاداتنا لتردي حرية الصحافة، وهي تسعى لإدخال نقابتنا إلى بيت الطاعة الحكومي ». وأكد للجزيرة نت أن « النقابة عملت منذ تأسيسها على تحسين وضعية الصحفيين بشتى الطرق، لكن السلطة لم تلتزم بواجباتها رغم دعواتنا لها بمعاقبة المؤسسات الخارقة للقانون وحرمانها من الإشهار العمومي (الإعلانات الحكومية) ». في المقابل، يقول جمال الكرماوي وهو أبرز منتقدي المكتب الحالي إن « رئيس النقابة حول هذا الهيكل إلى ما يشبه حزبا سياسيا وأصبح يتدخل في قضايا سياسية »، كما اتهمه بتضييع الفرصة للتفاوض مع السلطة حول تسوية أوضاع الصحفيين المعلقة والدخول في « معارك عقيمة مع الحكومة لم يجن منها الصحفيون نفعا ».  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 جوان 2009)  


اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 29 / 06 / 2009 دعما لكل اشكال المصالحة بين الصحفيين


عقدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين جلسة عامة يوم 26 جوان 2009 وقد حضرها عدد كبير من الصحفيين إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الدولي للصحفيين , كما حضرها بعض أعضاء اللجنة الوطنية لمساندة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ويهم اللجنة أن تعبر بعد هذه الجلسة عن : – تبنيها الكامل لكل ما جاء في اللائحة العامة الصادرة عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعد الجلسة العامة بتاريخ 26 /06 / 2009 خاصة الدعوة الى وحد ة الصف والالتفاف حول النقابة والمصالحة والتمسك باستقلالية النقابة. – تثمينها لروح المسؤولية العالية التي تحلى بها الصحفيون بتغليب لغة الحوار والنقاش الديمقراطي ورغبتهم في تجاوز الأزمة الراهنة . – تدعو كل الصحفيين التونسيين إلى مزيد الالتفاف حول نقابتهم وحمايتها من أي تدخل حفاظا على استقلاليتها ونجاعتها وهي تحث كل الصحفيين إلى البدء في خطوات فعلية في عملية المصالحة . – تعتبر أن نقابة وطنية للصحفيين التونسيين قوية ومستقلة هو مكسب وطني ودعامة أساسية في سبيل تكريس إعلام شفاف تعددي ومستقل ولهذا تؤكد اللجنة مواصلة دعمها ووقوفها إلى جانب نقابة الصحفيين والتزامها بالدفاع عن استقلاليتها رفقة كل نشطاء وهيئات المجتمع المدني . عن اللجنة المنسق محمد العيادي


تعبئة من الحزب الحاكم في أوساط المثقفين التونسيين ضدّ الاختلاف و التعددية


دعا الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي محمد الغرياني يوم السبت 27 جويلية 2009 في افتتاحه  الندوة الوطنية التي نظمها حزبه تحت شعار « منزلة المثقف والمبدع في المسيرة الوطنية » المثقفين والمبدعين إلى التفطن إلى خطر إنتشار  الأفكار المتطرّفة المتخلّفة  وبيّن أنّ المعركة الأساسية في عالم اليوم تتمحور حول مقاومة مختلف أشكال التطرف * التي تحدّ من تطور الديمقراطية. و إن كان لم يتناول كيف أن ما تقوم به الحكومة من  تعطيل التقدم بالسرعة المطلوبة في مسار الإصلاح السياسي هو الدفع بالأجيال الجديدة و الصاعدة نحو التطرف و الصراعات الداخلية التي لا طائل من وراءها و من ثم  السقوط إلى الإرهاب , و كيف أن ما ينشر في بعض الصحف التي لا تقوم بأي نقد لأداء عمل الحكومة و تعمل فقط على ترويج الدعاية و مجانا للحركات الإرهابية الفلسطينية والعراقية  و لأن ما تقوم به »إذاعة الزيتونة » بنشر الخطاب الفقهي السلفي القديم هو الأرضية الصلبة لفقدان المناعة لدى الرأي العام من الأفكار المتعصبة  و الوافدة عبر الأقمار الصناعية . و كانت كلمة مدير » جريدة الحرية  » المنجي الزيدي و التي جاء فيه بالخصوص من أن » العولمة أفرزت جماعات ضغط غريبة مرتهنة من الخارج و ممولة من قبله  » قد كشفت مدى حدّة التناقض في الخطاب السياسي للحزب الحاكم  و أن التلائم أصبح  ازدواجية من الغير الممكن القبول بها لا بل هي انفصام وحالة تتطلب العلاج . لأفهم على أي أساس يكون الحكم على الأفكار وتصنيفها بالإعتدال أو بالتطرف  أليس على أساس قيم حقوق الإنسان الكونية . ثم و إن كان الحزب الحاكم لا يريد التدخل من الأجنبي في الشؤون الداخلية  لماذا يوقع على الإتفاقيات الدولية التي هي الإطار القانوني لكي يتدخل , و نفقد التحكم التام في إستقلالية القرار الوطني و أي معنى بالتالي للبكاء على السيادة الوطنية بعد الانخراط في العولمة ؟؟؟ لا تفسير من وجهة نظري  لهذه الأقنعة و لهذا الخداع غير أن قيادة الحزب الحاكم محكومة بنزعة إرادة السيطرة و الولاء الحزبي الأعمى . لأفهم كيف تتهم قيادة الحزب الحاكم معارضة ما  بالإغلاق و التعصب و تدعو إلى  القضاء عليها في حالة رفضت معارضة ما لسياسة ما لحكومة الحزب الواحد و إن كانت هذه السياسة هي في أصلها فكرا و آليات من الأجنبي , و في نفس الوقت و في حالة عملت معارضة ما لتبني سياسة ما هي فكرا و آليات و في أصلها من إنتاج الأجنبي يكون إتهام هذه المعارضة بالخيانة و التعاون مع الأجنبي و المس من السيادة الوطنية و بالتالي وجب القضاء عليها؟؟؟ كانت الندوة بالدعوة لمكافحة كافة « الأفكار المتطرفة » من ناحية و أيضا بمكافحة ما روّج على أنه « ارتهان للخارج » من ناحية أخرى  في حقيقة الأمر  دعوة لمكافحة أي صوت مخالف و هي بالتالي  تحريض من قيادة الحزب الحاكم ضد أي شكل من أشكال المعارضة السلمية الأمر الذي يعد عملا ضد التعددية و مخالفا للقانون و للدستور و العهود الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية .  ——————— * مختلف أشكال التطرف: هذه العبارة حلت مكان: »التطرف الديني » في الخطاب السياسي لقيادات الحزب الحاكم.  
عدنان الحسناوي


حملة تجنيد عسكريّ مفاجئة تقضّ مضاجع الشباب التونسيّين


تونس – إسماعيل دبارة
خلّفت حملة تجنيد للخدمة العسكرية في تونس انطلقت مع بداية شهر حزيران (يونيو) الجاري هلعاً كبيراً بين الشباب الطلاب والعاطلين من العمل على حد سواء، ممن تجاوزت أعمارهم 20 سنة، خصوصاً مع انتشار رجال الأمن في نقاط عدّة في مختلف محافظات البلاد وتكثيف الدوريات المكلفة تعقّب كل من ثبت عدم تقدمه «تلقائياً» لأداء «الواجب الوطنيّ» أو الخدمة العسكرية. وتُعرف حملات التجنيد المفاجئة في تونس باسم «الرافل»، وعلى رغم أنّه تمّ التخلّي عنها نهائياً منذ العام 2003 بإذن من الرئيس بن علي، إلا أن ظاهرة «الرافل» عادت لتبرز من جديد وتقضّ مضاجع الشباب في تونس الذي تشير بيانات وزارة الدفاع الوطني إلى عزوفه الكبير عن التقدّم طوعاً لأداء الخدمة العسكريّة، في حين أشارت بعض التقارير الأخرى إلى أنّ الجيش التونسي لا يستقبل سوى 25 إلى 30 في المئة من الشبان الذين هم في سن الخدمة العسكرية ممن تراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة. ووسط حذر شديد، هجر عدد كبير من الشباب المقاهي ومراكز الانترنت العامة والفضاءات الترفيهية وغيرها من الأماكن التي كان متعوّداً على قضاء وقته فيها، تحسباً لمفاجآت دوريات الأمن التي تعتقل الشباب من دون تمييز ثم تحيلهم في مرحلة ثانية إلى مصالح مختصة تبحث في من قام بتسوية وضعيته القانونية تجاه الخدمة العسكرية من عدمه. وروى عدد من الشباب لـ «الحياة» قصصاً طريفة عن محاولاتهم المستميتة لتضليل رجال الأمن والدوريات المتعددة التي أنشئت لهذا الغرض. ويقول الطالب منير وهيبي: «تعلمنا من تجارب سابقة مع دوريّات «الرافل» إنهم يُركزون جهودهم على ترصّد الشباب في المقاهي ومحطات المترو الخفيف والحافلات، شخصيّاً لم أتخلّ عن جلسات المقاهي، لكنني غيّرت التوقيت وبدأت التوجه إليها بعد العاشرة ليلاً منذ أن بدأت حملات التجنيد بداية هذا الشهر، عكس غيري من الزملاء ممن هجروا المقاهي نهائيّاً». أما نضال بوبكري (25 سنة) عاطل من العمل فيقول إن عدد أصدقائه تناقص في شكل كبير بعد وقوع غالبيتهم في مصيدة «الرافل» التي حرمته من أقرب المقربين إليه. وقال: «لطالما نصحتهم بتجنّب الخروج والسير في الطريق العام، فالحملة هذه المرّة مُكثفة وتختلف عن سابقاتها ولن يسلم منها إلا الذكيّ ومن يجيد التخفيّ ومراوغة أعوان الأمن وسياراتهم». القانون التونسي الذي ينظم الخدمة العسكرية ينصّ على انه «يجب على كل مواطن بلغ من العمر 20 سنة أن يتقدم تلقائياً لأداء الخدمة الوطنية ويبقى ملزماً بأدائها إلى حين بلوغه سن الـ35 سنة». وعادة ما يقوم رؤساء فرق «التجنيد والتعبئة» بتبليغ استدعاءات شخصية لكل تونسيّ يشمله الإحصاء ويبلغ من العمر 20 سنة كاملة، حتى يتقدّم طوعاً لتسوية وضعيته إزاء الخدمة العسكرية. ويحصل الطلاب وأصحاب الإعاقات الجسدية على إعفاء نهائي أو على تأجيل موقت، لكنّ عدم تقدّم من تتوافر فيه شروط الخدمة العسكرية طوعاً لأداء واجبه يجعله عرضة لتتبعات عدلية تصل الى حدّ المحاكمة العسكرية. ويسيطر على معظم الطلاب التونسيين انطباع أنهم معفيّون بصفة تلقائية كونهم يحملون وثائق تثبت إنهم ما زالوا يواصلون دراستهم ما قد يمنحهم «حصانة» تجاه حملات التجنيد المفاجئة. لكنّ السلطات لا تتعاطى معهم على هذا الأساس، وإنما تعتقلهم إلى حين تسوية وضعياتهم والحصول على بطاقة تأجيل أو إعفاء ليتمكنوا من مواصلة الدراسة أو إتباع نظام ما يسمى «التعيينات الفردية» المتمثل في مساهمات مالية يقدمها الشاب غير الراغب في أداء الخدمة العسكرية لمدة سنة وتكون مرفقة بتكوين عسكري أساسي لا يتجاوز الـ 21 يوماً. ولعلّ الطريف في الموضوع لهذه السنة هو استعمال الشباب موقعي «فايسبوك» و «تويتر» للتواصل في ما بينهم وتبادل المعلومات حول نقاط التفتيش عن مجندين محتملين، أو المناطق التي يستهدفها رجال الأمن أكثر من غيرها، في حين انبرى فريق آخر من الشباب إلى مدوناته ليدرج مواضيع تتعلّق بحملة «الرافل» وتحليل أسباب عزوف الشباب التونسي عن الخدمة العسكرية، ونقد الطرق «الملتوية» التي يستعملها رجال الأمن للإيقاع بالشباب وإجباره على أداء هذا الواجب الوطنيّ. وحرّر المدوّن التونسيّ المعروف (clandestine) عدداً من التدوينات في هذا السياق وقال: «أودّ ان أوجّه تهاني الحارّة الى كل الناجين، الذين هربوا (بجلودهم) من هذا «الرافل» البغيض، كما أوجه تحية خاصّة للإخوة المُجنّدين الذين ربما يقرأون هذه المدونة وراء أسوار الثكنة وأذكّرهم بأن تمضية صيف بالزيّ العسكري والحذاء العسكري الثقيل لها نكهة مميزة… وأوجّه كذلك التحيّة إلى الأخوة الذين استعملوا «الفايسبوك» و «التويتر» كوسيلة استخباراتية لكشف مواقع الدوريات والتحذير من مغبة المرور عبر بعض المناطق الخطرة». كما أنشأ عدد من المدوّنين مجموعات عبر «فايسبوك» تنديداً بحملة التجنيد الأخيرة ونشروا صوراً كاريكاتورية تصوّر «الرافل» وهلع الشباب التونسيّ وعزوفه عن الخدمة العسكرية، واستقطبت تلك الصور اهتمام مستعملي الانترنت الشبّان ممن قاموا بالتعليق عليها أو تقاسمها وإعادة نشرها في ما بينهم. نقلا عن جريدة الحياة (المصدر: تونس أونِلان.نت يوم 30 جوان 2009)

 

5 أعضاء من الكنغرس الامريكي في تونس


تونس ـ الصباح
يزور تونس هذه الايام وفد من الكنغرس الامريكي يرأسه النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا أدام شيف (Adam Shiff) ويضم الوفد 4 أعضاء آخرين اثنان منهما من الحزب الديمقراطي هما سالمون أورتيز وحين قرين (وكلاهما من التكساس) والاخران من الحزب الجمهوري وهما كليف ستيرنز(من فلوريدا ودونالد مانزيلو (ايلينوا).. وهذه الزيارة هي الاهم منذ وصول الرئيس الامريكي أوباما الى البيت الابيض مطلع العام الجاري. وحسب مصادر مسؤولة فان الوفد الامريكي رفيع المستوى سيلتقي مسؤولين بارزين في تونس في الدولة وفي البرلمان بغرفتيه إلى جانب ممثلين عن وسائل الاعلام والمجتمع المدني.. ملفات سياسية وحسب نفس المصادر فان الهدف الرئيسي لزيارة البعثة الامريكية إلى تونس مناقشة عدة قضايا سياسية وأمنية بينها بالخصوص 3 ملفات رئيسية تهم الحكومتين والمجتمع في البلدين.. وعلى رأس هذه الملفات المستجدات الامنية في المنطقتين المغاربية المتوسطية والعربية الاسلامية بعد صعود اليمين المتطرف الى الحكم في اسرائيل وقرار جامعة الدول العربية بمقاطعة أي اجتماع اقليمي او دولي يحضره ممثلون عنها.. والمستجدات في ايران وفلسطين والعراق وافغانستان وباكستان وملف التهديدات الامنية والعسكرية في المنطقة المغاربية بعد بروز ما يسمى « تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي » وتعاقب العمليات المسلحة والتهديدات التي تواجه القوات الامريكية والاطلسية في افريقيا انطلاقا من صحراء بعض الدول المغاربية.. أما الملف الثاني فسيكون بحث تطوير التنسيق الامني والعسكري بين الدول المغاربية والولايات المتحدة وبين تونس وواشنطن في سياق حرص الجانبين على ضمان  » الامن الجهوري في الحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط ». أما الملف الثالث المهم في الزيارة فسيكون حسب نفس المصادر فهو « التنمية السياسية في تونس » عشية تنظيم المواعيد السياسية القادمة وبينها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التعددية المقررتنظيمها يوم الاحد 25 أكتوبر القادم. أولويات أمنية وتكشف السيرة الذاتية والمهنية لاعضاء الوفد الخمسة أن أربعة منهم ـ وخاصة رئيس الوفد أدام شيف ـ سبق أن تحملوا مهمات عسكرية وأمنية واستخباراتية رفيعة وفي مراكز دراسات إستراتيجية مختصة في الامن ومكافحة الارهاب وفي لجان الكنغرس المعنية بالجرائم الالكترونية وبالعلاقات الخارجية والحروب ومشاريع السلام والتسوية. وستكون هذه الزيارة تتويجا لخدمة السفير الامريكي المنتهية مدته بتونس السيد روبير قوداك (Robert F. Godec) الذي باشر مهامه في بلادنا في نوفمبر 2006 وسيغادرها إلى مكاتب وزارة الخارجية في واشنطن في أوت القادم.. وسيكون نشاطه العمومي الرئيسي بعد غد الخميس بمناسبة الحفل السنوي للعيد الوطني الذي سيكون في نفس الوقت حفل توديعه.. وسيعوض السفير قوداك بالديبلوماسي والخبير في سفارة الولايات المتحدة ببغداد ومساعد نائب وزيرالخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط سابقا Gordon Gray. يذكرأن عددا من كبار الديبلوماسيين في السفارة الامريكية بتونس ينهون مهامهم خلال الصائفة الحالية أيضا هم مديرة المركز الثقافي والاعلامي باتريسيا كابرا والمستشار الاعلامي للسفارة ماثيو ويليام لونغ.. حـركيـة.. وكان الفريق الحالي للسفارة ـ برئاسة روبير قوداك ـ نظم محطات مهمة في العلاقات الثنائية التونسية الامريكية بينها زيارات وفود من الكنغرس وقائد القوات الامريكية المكلفة بافريقيا المستقرة بالمانيا.. الى جانب زيارة أدتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة رايس الى تونس والدول المغاربية موفى العام الماضي.. فضلاعن مشاركة الجانب التونسي في تنظيم عدد من زيارات ثلة من كبار المسؤولين في البلدين بينهم زيارات اداها الى واشنطن بالخصوص وزراء الخارجية السيد عبد الوهاب عبد الله والدفاع السيد كمال مرجان والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني والرئيس المديرالعام لوكالة الاتصال الخارجي السيد أسامة الرمضاني.. ونظمت في واشنطن وتونس تظاهرات ثنائية عديدة شاركت في تنظيمها الوكالة التونسية للاتصال الخارجي وجمعية الصداقة التونسية الامريكية برئاسة الاستاذ المنصف الباروني والغرفة التونسية الامريكية برئاسة السيد المنذربن عياد.. الذي تخلى قبل أيام عن خطته في الجلسة العامة الانتخابية الدورية لفائدة السيد نازه بن عمار.. وكان السيد سليم زروق نائب رئيس الغرفة لم يجدد بدوره ترشحه في الهيئة الجديدة. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان 2009)


مايكل جاكسون والتونسيات


يكتبه: كمال بن يونس
كانت بنت جيراننا الباسمة حزينة على غير عادتها وهي تشتري الخبز والحليب من « حانوت العطار » المجاور.. صافحتني ووجهها يتقطر قائلة: « بربي اكتبوا لنا المزيد عن مايكل جاكسون.. اني لم اتوقف عن البكاء طوال ايام.. منذ نزل خبر وفاته علي كالصاعقة.. » فركت عيني وسألت نفسي: ماذا أسمع؟ لكن دهشتي لم تدم طويلا.. فقد انضمت بسرعة الينا بنت جارنا الثالث وهي مرتدية لباسا أسود.. في طريقها الى عملها.. لتعبر بدورها على طريقتها عن حسرتها بعد وفاة « الحاج ما يكل جاكسون ».. « ملك الطرب » والموسيقى الامريكية والعالمية المعاصرة.. بدون منازع.. قلت في نفسي أول الامر قد يتعلق الامر ببنات حي النصر والمنار اللاتي سقطن ضحية تاثيرات الاعلام الغربي.. لكني فهمت لاحقا.. أن حزن نسبة كبيرة من الفتيات والفتيان في تونس على الراحل الكبير مايكل جاكسون.. يهم الفئات الشعبية أيضا.. وتذكرت ما سبق أن نشرته الصحف الشعبية (او « الصفراء ») في تونس والدول العربية عن محاولة بعض فتيات تونسيات وعربيات الانتحار لما حرمن من حضور الحفل الكبير الذي نظمه « الفقيد جاكسون » في ملعب المنزه لكرة القدم بتونس قبل حوالي 15 عاما.. مثلما سبق لفتيات عربيات من عدة بلدان أن انتحرن أو حاولن الانتحار بعد وفاة « العندليب الاسمر » عبد الحليم حافظ قبل عقود.. رحيل الفنان المتميز عالميا.. أو « الاكثر شعبية » تاريخيا.. حسب بعض التقييمات كان متوقعا رغم صغر سنه نسبيا بحكم استفحال مرضه ومعاناته منذ مدة.. والمؤكد أن نجاح فنه في استقطاب مئات الملايين من الشباب دليل ملموس على ابداعه والفريق المرافق له.. لكن من بين الاسئلة التي تحيرني: هل سيحزن شبان تونس وفتياتها لرحيل من تسميهم وسائل الاعلام التونسية والعربية « عمالقة الفن العربي » و »نجمات الطرب التونسي »؟ وإن كانت الاجابة سلبية، فهل لا يعني ذلك أن نجومية بعض الفنانين والعمالقة العرب والتونسيين مشكوك فيها؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جوان 2009)
 
 


متفوّقون في الباكالوريا يحلمون بـ «الحرقة»: إفلاس في الطموح.. أم أزمة مجتمع؟

 


* تونس ـ «الشروق»:
«خوك نلم في مبروك الباك.. توّ محسوب عندي 900 دينار.. نحب نلقى خيط باهي نقوّن معاه ونحرق للطليان».. صاحب هذا التصريح ليس عاطلا أو ذا سوابق عدلية بل هو ناجح جديد في الباكالوريا اجتاز الدورة الرئيسية بمعدل 12 من 20 . قال إنه لا يريد الجامعة ولا يريد أي اختصاص.. مادامت جميعها ممرات إلى بطالة قد تطول.. لذلك قرر المتميز اختصار الطريق والوصول إلى «جنّة» شمال المتوسط حتى وإن كانت الرحلة مجهولة المصير. ليس وحده بل كثيرون هم، من الناجحين في الباكالوريا، من تحدثوا عن هذا الاختيار فقالوا إنهم يريدون البديل لأبواب جامعات ستلفظهم بعد سنوات أرقاما أخرى إضافية، في قائمة العاطلين.. كيف يمكن تفسير هذا الاختيار؟ هل بإفلاس الطموح لدى هؤلاء خاصة وأن أغلب المتحدثين أصحاب معدلات محترمة؟ أم بالقول إن ترددات أزمة سوق الشغل أثارت المخاوف لدى الناجحين الجدد وأثرت في اختياراتهم؟.. أم أن لهذا الاختيار سببا آخر خفيّا مردّه ثقافة اجتماعية باتت تكرّس الرغبة الملحة في الكسب السهل والسريع دون تكلّف عناء التعلّم والتكوين؟ الأمل مكسور الاجابة كانت جاهزة.. فلم يتردد مطولا ولم يكلّف نفسه عناء التفكير وتقديم مقترحات أو ملحوظات حول دليل التوجيه الجامعي. قال بقناعة الواثقين إنه لا يريد إطالة المشوار حتى لا يخسر سنوات من عمره.. ويغمّس مشاريع حياته في فرضيات أحلام.. لم يتجاوز من عمره التسعة عشرة ربيعا بعد، ورغم ذلك يقول إنه تعلّم من تجربة الحياة أن يختصر الطريق.. أن يختزله لكسب مزيد من نقاط الربح في مشاريع حياته. اجتاز الدورة الرئيسية للباكالوريا بامتياز فتحصل على معدل 12 من 20 .. قال إن شعبته، الاقتصاد والتصرف، قد تفتح له أبوابا للتشغيل لكن اختناق سوق الشغل حاليا وتوسّع أزمة الاقتصاد قد تكسر تلك الأبواب.. وقد تضيّق أبواب الأمل بعد سنوات حين يحصل على شهادة تخرّجه. يبتسم بعنف ويتلفّظ بنفس القناعة «أريد إيطاليا.. نحب الطليان». كان يرافق أصدقاءه المؤجلين في «مهمة» صداقة لترميم معنوياتهم قصد ربح الشوط الأخير من أمل النجاح.. فيدقق في الاختيار ويحاول مناقشة الاجابات الأولية معهم.. ويهدئ من روع هذا ويخبر الآخر بأن خطأ ليس ذا شأن يذكر. عدم وضوح «أبحث عن توازني المادي والنفسي.. وفي وطني لن أحقق هذا التوازن» يردف هذه المقولة دون أن يفارق ابتسامته الغامضة متحدثا عن انسداد الآفاق وعن مشهد مأساوي قد يقع ضحية له بعد التخرّج. «جاي باش ناقف مع الأولاد» جملة أخرى يقولها الناجح محمد ضياء وهو يتوقف قبالة أحد المعاهد.. مرفوقا بصديقته. أحدهما لم يتردد في السؤال «الآفاق مسدودة ما فمّاش ركشة معاكم في الصحافة؟!!» ويستمر السؤال عن الغد القادم بعد سنوات الدراسة. ثم يستدرك هارون الأطرش ناجح من شعبة علوم إعلامية، ليقول: «أعرف أحدهم وهو صاحب دكتورا في الطب.. ضاقت به سوق الشغل فرمته في محلّ لبيع الدجاج في أحد الأسواق الشعبية»… وبعد صمت يقول حذيفة، ناجح من شعبة العلوم التقنية، إن التوجيه لا يستجيب لطلبات الناجح.. لأنه مرتبط بالمجموع (Score). ويؤكد الناجحون الثلاثة أن أغلبهم يدرس ليس من أجل العلم بل من أجل ضمان المستقبل. ويلوم الكثير من الناجحين عدم وضوح بعض الشعب في دليل التوجيه الجامعي من ذلك اختصاص «المعالجة بالعمل».. ويتساءلون من سيوضّح لنا هذا الاختصاص؟ وكم يلزمنا من الوقت كي نفهمه؟ الاجابة: لا وقت.. لذلك نلجأ إلى اختيار الشعب الكلاسيكية التي تفهم عناوينها مثل الطب والهندسة والانقليزية وغيرها. وهو ما أكده السيد خير الدين الصوابني المرشد في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ليشير إلى أن دليل التوجيه يحتاج إلى مراجعة وإعادة تصفية ربما. * أسماء سحبون

* مختص في علم الاجتماع لـ «الشروق»: حالة عدم ثقة في المستقبل

* تونس ـ الشروق: هناك حالة عدم ثقة في المستقبل يعيشها الكثيرون في المجتمع بالاضافة الى هشاشة العلاقات الاجتماعية وجمالية الصورة التي يقدّمها الغرب عن نفسه… كل تلك الأسباب يمكنها أن تفسّر هذه الرغبة في النفور من الجامعة والرغبة في «الحرقة». ويضيف حسّان القصار أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس أن المجتمع يحتاج ربما الى إعادة دراسة لأن الاشكالية عالقة بجيل كامل… وبالعلاقة مع الوطن إذ لا يعقل أن يرتبط حب الوطن بكرة القدم فقط. ويشير الاخصائي في علم الاجتماع الى تصاعد الأغاني الشعبية المتحدثة عن الهجرة وخاصة «الحرقة» ممّا يعكس ثقافة المجتمع الجديدة. * أسماء سحبون

* مرشد تربوي لـ «الشروق»: غموض المستقبل يدفع التلاميذ الى خيارات خطرة

* تونس ـ الشروق : خبر رغبة الناجحين في الباكالوريا في «الحرقة» الى الشواطئ الايطالية لم يستغربه المرشد في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي السيد خيرالدين الصوابني… مشيرا الى أنه وصلته ترددات هذه الرغبة من التلاميذ. يقول «هناك احساس بعدم الطمأنينة لدى التلاميذ ممزوج بشبه فقدان للأمل… هناك يأس في المنظومة التربوية جعلتهم ربّما يفضلون العبور الى مرحلة أمل جديد هي التسلل الى ايطاليا رغم أن تلك المرحلة تحسب ضمن الأعمال الانتحارية ما دامت نوعا من المغامرة غير محسوبة العواقب». ويضيف المرشد التربوي «هناك نقص في المصاحبة النفسية والاجتماعية  يواجهه التلاميذ سواء في مؤسساتهم التربوية أو من قبل وسائل الاعلام… فهذه الأخيرة تبالغ في الحديث عن سلبيات الهجرة السريّة ولا تقدّم البديل المتمثل في ضمانات المستقبل لهؤلاء الراغبين في الهجرة. مؤكّدا أنه وجب توفير معلومة لا تبيع الوهم والايهام بل تقدّم الصورة الايجابية لفرصة العيش في الوطن. ويشير السيد خيرالدين الصوابني الى أن التلاميذ يعانون نوعا من التشكيك والشبهات ممّا يدفعهم الى الحديث عن التدخلات الشخصية في التوجيه الجامعي… وقد شهد شهر سبتمبر الماضي النظر في حوالي 10 آلاف مطلب إعادة توجيه. ويقول السيد خيرالدين الصوابني إن نقص المرافقة النفسية والاجتماعية للتلاميذ كان سببا لانعكاس المسافات… إذ تحوّلت المسافة الى ايطاليا أقرب من المسافة الى الجامعة في نفس الولاية مؤكدا أن عدم وضوح المستقبل أمام التلاميذ يدفعهم الى الوجهة «الانتحارية»… من جهتها أشارت المرشدة التربوية السيدة منيرة بوعزيز الى أن التلاميذ يعيشون موجة يأس وربّما انفلات… إذ كثيرون هم من تمّ تقديمهم الى مجالس التأديب خلال السنة الدراسية الماضية بسبب دخولهم الى قاعات الدرس «مزطولين» و»مخمورين». كما تقول إن عنف التلاميذ بلغ حدّ خلعهم لباب احدى القاعات ثم اعادة تركيبه بشكل وهمي وحين همت أستاذة العربية بالدخول وقع عليها الباب فصوّروها بالهواتف الجوّالة وتندروا بذلك الفيديو القصير على الموقع الاجتماعي «فايس بوك»… ولأن أغلب المتهمين كانوا من أبناء الأساتذة لم يقع طردهم بشكل نهائي بل حصلوا على رفت لمدة 15 يوما فقط… في حين عانت الاستاذة من احباط ظلت بسببه لمدّة شهر في راحة. * أسماء سحبون  

(المصدر:النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الثلاثاء 30 جوان 2009)


اهتمام الصحف التونسية

عراقيا تحدثت الصحف التونسية عن حالة تأهب قصوى لجميع قوات الأمن في البلاد استعدادا لانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من البلدات والمدن العراقية اليوم وسط سلسلة من التفجيرات شمال البلاد أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى. وعلى صعيد آخر اهتمت بإعلان إيران الإفراج عن خمسة من بين تسعة موظفين إيرانيين يعملون في السفارة البريطانية في طهران تم احتجازهم في وقت سابق بتهمة التورط في الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتجديد واشنطن استعدادها لاستئناف المباحثات مع إيران بشان برنامجها النووي. وضمن متفرقاتها الإقليمية والدولية نشرت صحف تونس تقارير حول اجتماع منتظر للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الوضع السياسي في الهندوراس بعد الإطاحة بالرئيس مانويل زيلايا وطرده من البلاد. ونشرت أيضا تقارير تشير إلى تجاوز عدد الإصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير في العالم سبعين ألف حالة أدت إلى وفاة أكثر من 300 شخص وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. //انتهى// 1347 ت م  (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 30 جوان 2009)

بيسكارا 2009-كرة اليد: تونس الى نصف النهائي


بيسكارا (إيطاليا) (ا ف ب) – ضمن المنتخب التونسي تأهله الى الدور نصف النهائي بعدما حقق الفوز الثالث على التوالي وكان على حساب نظيره الايطالي 26-25 (الشوط الاول 12-13) الاثنين في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة كرة اليد في دورة العاب البحر الابيض المتوسط السادسة عشرة التي تستضيفها مدينة بيسكارا الايطالية حتى 5 تموز/يوليو. وكانت تونس تغلبت على اليونان 33-28 في الجولة الاولى اول من امس السبت، وعلى البوسنة 26-24 الاحد. وعززت تونس موقعها في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط بفارق 4 نقاط امام اليونان التي تغلبت على البوسنة 36-26 (الشوط الاول 13-12) وتركيا التي ارتاحت اليوم. وتبقى لتونس مباراة واحدة امام تركيا غدا الثلاثاء وحتى في حال خسارتها ستضمن احدى المركزين المؤهلين الى دور الاربعة على الرغم من ان مطاردتيها المباشرتين اليونان وتركيا لعبتا مباراتين فقط وذلك لان الاخيرتين ستتواجهان بعد غد الاربعاء وبالتالي يستحيل ان يلحقا معا بتونس الى الصدارة. وفي المجموعة الاولى، منيت الجزائر بخسارتها الاولى عندما سقطت امام صربيا 29-30 (الشوط الاول 18-13). وكانت الجزائر سحقت البانيا 48-5 في الجولة الاولى. وتراجعت الجزائر الى المركز الثاني برصيد نقطتين وتخلت عن الصدارة لفرنسا التي حققت الفوز الثاني على التوالي بتغلبها على البانيا 58-4 (الشوط الاول 29-2). وتلتقي الجزائر مع فرنسا، وصربيا مع البانيا في الجولة الاخيرة بعد غد الاربعاء. ولدى السيدات، حقق المنتخب التركي فوزه الرابع على التوالي بتغلبه على الكرواتي 31-28 (الشوط الاول 17-14)، فيما تغلبت اسبانيا على ايطاليا بنتيجة كبيرة 40-20 (19-13) ضمن المجموعة الاولى. وفي منافسات المجموعة الثانية، فازت صربيا على جارتها مونتينيغرو 28-25 (الشوط الاول 14-12)، في حين تغلبت فرنسا على سلوفينيا 27-21 (الشوط الاول 13-11).
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 30 جوان 2009)


الأعمال.. والإعلام والحُـــريـّـــات


بقلم: محمد المنصف بن مراد بعد اقتناء مؤسسة الصباح من قبل السيد محمد صخر الماطري، تساءلت بعض الأوساط الاعلامية والسياسية عن استقلالية القطاع الاعلامي. أمام هذه التساؤلات كان لا بد من تحليل المشهد الاعلامي بصفة موضوعية: 1ـ إن وضع الاعلام المادي والتقني متوسط اليوم ولا يمكن لجلّ المؤسسات الاعلامية اقتحام الأسواق المغاربية أو العربية. 2ـ إن القطاع الاعلامي في حاجة إلى تمويلات من الخواص وإلى تطوير إمكاناته وتحسين محتواه. 3ـ مقارنة بمعظم المؤسسات الاعلامية العربية إن المؤسسات الاعلامية التونسية يطغى عليها الطابع المحلي وهي منكمشة ـ نسبيا ـ على نفسها.. وبعيدا كل البعد عن التوظيف السياسي الذي يعتمده بعضهم، وانطلاقا من تجربتي الاعلامية أعتبر أن الاعلام التونسي في حاجة إلى تمويل رجال الأعمال حتى ينافس وسائل الاعلام العربية الأخرى ويغزو المغرب والمشرق بفضل حرفية صحفيّيه وطموحات مموّليه ومع هذا يجب الحفاظ على صحف أحزاب المعارضة وكل الصحف والقنوات التلفزية المستقلة ومساندتها وتطويرها… إن التوازن الضروري بين مصالح القطاع الخاص في عالم الإعلام والمحافظة على استقلالية وموارد صحف الرأي وصحف المعارضة هو بيت القصيد… فإذا حافظنا على هذه التوازنات فإن قطاع الاعلام سيتطور بسرعة وسيضمن للصحفيين مناخا ماديا وتقنيا ومهنيا ممتازا وأحسن دليل على ذلك محافظة دار الصباح على خطها السياسي (نشر حوارات مع رموز المعارضة) وتوفير الإمكانات المالية لتغطية أحداث عالمية (انتخابات لبنان) وانتخابات أوروبية في فرنسا وحادثة الطائرة المفقودة وتغطية تمارين الفريق الوطني لكرة القدم في البرتغال)… كل هذا يحسب لدار الصباح ولمالكها الجديد. وانطلاقا من أن قطاع الاعلام هو قطاع استراتيجي هام ومحوري فإن على المسؤولين أن يوفّروا التشريعات التي تسمح بتطوير القطاع وتحسين ظروف العمل للإعلاميين بما فيها الأجور والتعايش بين القطاع الاعلامي الخاص ومتطلبات دعم الاعلام المستقل والمعارض… فإذا توفر هذا المناخ فلا خوف على الاعلام التونسي لأنّ تونس تزخر بإعلاميين من طراز عالمي وهم بحاجة إلى مؤسسات إعلامية قوية لغزو السوق المحلية والمغاربية والعالم العربي والاستجابة إلى انتظارات المواطن التونسي الذي يريد إعلاما حرّا ونزيها. (المصدر: صحيفة « أخبار الجمهورية » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 30 جوان 2009)


رد على تعليق حول نص ″الثورة في إيران، دروس الماضي تخيم على الحاضر″

أيوب أيوب  وصلني تعليق على نصي (الثورة في إيران، دروس الماضي تخيم على الحاضر) المنشور بكل من فضاء الديمقراطية السياسية والنقابية، والحوار المتمدن والعلمانيين العرب، وجدت انه من المفيد تناول بعض النقاط المطروحة في هذا التعليق والتي من شأنها مزيد إضاءة الموضوع.   – قول صاحب التعليق أن الموضوعة التي طرحتها في نصي حول الموقف من الأنتي-إمبريالية قد تم تناولها من طرف « قادة الشيوعية العمالية ». طبعا، فأنا لم أدع البتة أنني ابتدعت الموقف من الأنتي- إمبريالية، أو أن هذا الموقف هو من ابتداع هذا الشخص أو ذاك، بل هو موقف مسطر في البرنامج التاريخي للبروليتاريا، وفي دروس تجاربها الأممية، ولقد تبنته، بهذه الدرجة أو تلك من الوضوح، العديد من المجموعات الشيوعية، وكان قد عبر عنه، بهذه الطريقة أو تلك، العديد من المناضلين، وليس هنا، طبعا المجال لتعداد ذلك. لكن المهم في الموضوع ليس من قال هذا ومن قال ذاك، ولا هو موضوع ملكية فكرية، بل الموضوع هو من يمارس بالفعل في هذا الاتجاه، ومن يسير في طريق نقيض؟ فكون « قادة الشيوعية العمالية » كانوا قد عبروا عن هذا الموقف لا يعني أن الحزب الشيوعي العمالي الإيراني يمارس عمليا في هذا الاتجاه.  – إن رفض الشيوعيين للأنتي-إمبريالية لا يعني أن البروليتاريا لا تناضل ضد الأقطاب العالمية لرأس المال، وضد تدخلها في هذا القطر أو ذاك من أجل القضاء على الانتفاضات البروليتارية. بالعكس فإن شرطا من شروط نجاح الانتفاضة هو قدرة البروليتاريا العالمية على تعطيل الإمدادات اللوجستية والعسكرية التي تقدمها الدولة البورجوازية العالمية لهذه الدولة القطرية أو تلك، كذلك قدرتها على فضح دعايتها ومحاولتها إسناد أحد حلفائها في الداخل وتقديمه كبديل عن الفصيل السياسي الممسك بالحكومة من أجل الالتفاف على الثورة. لذلك فان الشيوعيين لا يتوجهون بخطاباتهم « لحكومات الدول وللأمين العام للأمم المتحدة »، بل لبروليتاريا بقية الدول من أجل طلب تضامنهم مع إخوانهم.  (بالتأكيد لا نقصد بان هذه العملية تجري بصورة ميكانيكية أو من خلال بيانات تضامنية من قبل هذه المجموعة السياسية أو تلك، بل من خلال التضامن الطبقي في الشروط المماثلة للشروط الإيرانية أو توجيه خطابات الثوريين للشغيلة بدل الحكومات التي هي مستهدفة في الأساس. فإلى من يتوجه نداء هذا الحزب « الشيوعي »؟ إلى الحكومات الأكثر ديمقراطية كالحكومة اليونانية و الفرنسية و البريطانية التي قامت بقمع نضالات البروليتاريين الطبقية بأكثر الصور عنيفة في الآونة الأخيرة، أم إلى البروليتاريا التي كان هذا اليسار نفسه يدعمها ببياناته ضد هذه الحكومات بالذات، أما اليوم فيتوجه بنداءاته إلى هذه الحكومات للدفاع عن البروليتاريا الإيرانية؟ هذا مضحك جدا و لا يثبت سوى فقر اليسار في التفكير)كذلك فان الوحيدين الذين يمكن أن يحاصروا النظام السياسي هم العمال أنفسهم وليست الحكومات البورجوازية التي لا تفعل، وقت الأزمات الثورية، سوى محاصرة التحركات البروليتارية ومحاولة منعها من الامتداد والتوسع وكسر التضامن العمالي بين جميع الشغيلة في العالم. –   الأنتي-إمبريالية والجبهوية هما الشيء نفسه، فالنضال ضد الجبهة الأنتي-إمبريالية لا معنى له بدون النضال أيضا ضد بقية الجبهات البورجوازية: الجبهة ضد الفاشية، الجبهة ضد الإسلام السياسي…الخ فالهدف دائما من دعوة البروليتاريا الثائرة إلى التوحد في جبهات مع طبقات أخرى ومشاريع طبقية أخرى هو تذويب البرنامج الشيوعي في البرامج الطبقية الأخرى. – الجبهة ضد الإسلام السياسي تقود، اليوم، أحزاب اليسار للتحالف مع « الإمبريالية »، مثلما قادتها الأنتي إمبريالية، بالأمس، للتحالف مع الإسلام السياسي. و »الإمبريالية » التي كانت بالنسبة لهم « عدوة الشعوب والأمم المضطهدة » بالأمس، هي، اليوم، زعيمة نشر الديمقراطية وحمامة السلام العالمي في مواجهة الإرهاب.  – ما هو الإسلام السياسي؟ وهل هناك إسلام غير سياسي؟ هل هناك مسيحية (أو يهودية، أو بوذية…الخ) سياسية وأخرى غير سياسية؟ كل هذه التعابير المضللة لا تهدف سوى لزرع الوهم في صفوف العمال حول طبيعة هذا الطرف البورجوازي أو ذاك. فالدين، مثله مثل كل إيديولوجيا في هذا العالم البائس، لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، أي تعبيرا من تعبيرات النظام الرأسمالي، ومثلما أن نضال البروليتاريا لا يستهدف القضاء على هذا الدين أو ذاك بل على الدين نفسه، فإن نضالها لا يستهدف الإطاحة بأحد الأحزاب البورجوازية (الرجعية أو التقدمية) بل بالبورجوازية كطبقة اجتماعية بكل تعبيراتها السياسية اليمينية كما اليسارية.  -إن كل ما يهم الأحزاب اليسارية هو حصولهم على السلطة السياسية، وإن الثورة التي يتحدثون عنها هي الثورة السياسية، أي استبدال هذا الحزب بذاك. ويحاولون إقناع العمال أثناء الانتفاضات أن استيلاء حزبهم على الحكومة سيكون ضمانا كافيا لتطبيق البرنامج الشيوعي عبر مراسيم يصدرها البرلمان « الثوري ». لذلك فإن جل ما يشغلهم زمن الانتفاضة هو أن يكونوا القيادة الشكلية لها، أن يكونوا هم الناطقين باسم العمال، أن يحظوا باعتراف بقية الدول بهم كممثلين شرعيين للشعب. أما الثورة نفسها، كما هي في الواقع، فأمر لا يعنيهم، أو هو يعنيهم في حدود أهدافهم الحزبوية والسكتارية الخاصة. ولذلك فإن موضوع البرنامج الاجتماعي الاقتصادي للثورة  شيء دائما مؤجل إلى ما بعد الثورة. ودائما هناك برنامج مؤقت بديل (أو برنامج الحد الأدنى) يتمثل في بعض الإصلاحات التي تختلف راديكاليتها من فصيل إلى آخر، يقدمونها كبرنامج مباشر، للتطبيق الفوري من طرف البروليتاريا.  – ليس مهما بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي الإيراني إلى أين تتجه الحركة فعليا، باتجاه البرنامج التاريخي للبروليتاريا، أم باتجاه البرنامج الإصلاحي البورجوازي. المهم هو  » قبول الحزب الشيوعي العمالي الإيراني كبديل للحكومة من قبل الجماهير »(هذا التيار الماركسي – الحكمتي الذي يعامل حركة الشغيلة بأكثر الصور تضليلية من أي تيار آخر). وكل من يتحدث من العمال عن (نزع ملكية البورجوازية)، عن (الاستيلاء على الإنتاج من طرف العمال وتوجيهه وجهة احتياجات الثورة وامتدادها)، عن (تحطيم أصنام النقد والمردودية الاقتصادية والمباشرة في تحقيق الاحتياجات الإنسانية لعموم الجماهير)، كل من يتحدث عن تحطيم السجون والثكنات والمحاكم حماة الملكية الخاصة، فإنه يصنف في خانة « القفز على الواقع »، « الفوضوية »، « اليسراوية ».   أيوب أيوب   (المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « ) الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


عبث الإنسان في ميزان الطبيعة

(أحدث جنون البقر وإنفلونزا الطيور والخنازير)

وسيحدث دمار البشرية


(وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) [الحجر : 19]  إن الله سبحانه وتعالى الخالق العظيم عندما خلق الخلق سواء كان إنساناً أوحيواناً    أونباتاً أو جماداً،لم يخلقه عبثاً (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون *فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) [المؤمنون :  115+116] أو يتركه يسيرعشوائياً وإنما وضع أطروضوابط ونظام دقيق لكل شيء خلقه يسير في مضماره،وذلك من أصغر خلية إلى أكبرمجرة في هذا الكون (وكل في فلك يسبحون) [يس : 40  [ وخلق كل شيء بقدر (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر : 49] . ووزن كل شيء بميزان دقيق وشديد الحساسية الى درجة أن هذا الميزان يزن واحد بالمليار بالمليار   (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) [الحجر : 19] فأي عبث في هذا الميزان يؤدي إلى كوارث وفي النهاية تؤدي إلى هلاك البشرية,  فمثلا الخلية في جسد الإنسان إذاما اختل ميزانها وأصيبت نواتها وخرجت عن نظامها الذي فطرها الله عليه فإنها تصبح تتكاثربشكل عشوائي وغيرمنتظم وخارج إطارها،مما يؤدي إلى مرض السرطان وبالتالي يموت الإنسان,وكذلك الذرة التي تعتبرأصغرجسيم في الكون إذاما تم تفجيرنواتها فإنه ينتج عنها طاقة هائلة تتحول إلى سلاح فتاك ضد البشرية لا يُبقي ولا يذروهوما يعرف بالسلاح الذري(النووي)، والذي إستخدم في الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا ضد اليابان,حيث قتلت أمريكا أكثرمن نصف مليون ياباني بثواني في أضخم مجزرة في التاريخ,وهكذا بالنسبة للكون البديع الذي خلقه الله من العدم بإنفجارعظيم يُعرف(بالإنفجارالكوني العظيم)وهذاالإنفجارقد أثبته العلم الحديث,ومن المعروف أن الإنفجار ينتج عنه الإنتشارالفوضوي للمواد المتفجرة ولكن هذا الإنفجارنتج عنه الكواكب والنجوم والمجرات والسموات والأرض والتي تجري في  مدارشديد الدقة والنظام والحساسية  وإذا ما حدث خلل في هذا النظام الموزون بميزان دقيق وحساس ولوواحد بالمليون بالمليارفإن الكون سيتعرض إلى الدمارالشامل والإنهيار،وعندما خلق الله الأرض هيأ المناخ المناسب عليها من أجل أن تصلح للحياة,فوضع نسب دقيقة لتوفيرأسباب الحياة،فبدون هذه النسب الموزونه بميزان رباني  كان لا يمكن أن تكون هناك حياة عليها،فمثلا أوجد الله اليابسة على الأرض بنسبة معينة وكذلك الماء بنسبة معينة وكذلك الغلاف الجوي،وجعل الماء من نسبة معينة من الأكسجين والهيدروجين،والهواء بنسبة معينة من الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون،فإذا اختلت هذه النسب الربانية فإن الماء يتحول إلى شيء أخرغيرالماءلايصلح للشرب وكذلك الهواء مما يؤدي إلى اختناق الكائنات الحية وموتها فتنعدم الحياة.    ومن اجل ان  تتحقق إستمرارية الحياة على الأرض وتتوازن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها خلق الله من كل مخلوق زوجين إثنين سالب وموجب,حتى الجماد فيه سالب وموجب,نيترون والكترون,فبدون هذا الميزان الرباني لا يمكن ان يكون حياة (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) [الذاريات : 49]   ومن أجل أن تتوازن الحياة في الطبيعة خلق من الغذاء سواء كان حيوانياً أونباتياً ما يصلح لغذاء الإنسان وأخريصلح لغذاء الحيوان وغذاء يصلح لغذاء النبات,فجعل الله بقدرته مخلوقاته تتغذى بعضها على بعض،فالحيوانات التي أباح الله للإنسان أن يأكلها هي التي  تتغذى على النباتات مع إستثناء بعضها من ذوات المخالب والحوافر,وحرم عليه أكل الحيوانات التي تتغذى على بعضها بعضا(القوي يأكل الضعيف)مع إستثناء صيدالبحر,وحرم الله من النبات كل مفترومخدرومُذهب للعقل ليحافظ على توازن  العقل .. وهكذا,وعندما حاول الإنسان العبث بهذا الميزان الإلهي وعمل على إطعام الحيوانات النباتية لحوما وإضافتها إلى غذائها،وعندما أحلت البشرية لحوم الحيوانات التي حرمها الله والتي تعيفها الفطرة السليمة(كالخنزير) والذي يتغذى على القاذورات والفضلات والزبالةإختل الميزان وأصيبت الحيوانات والإنسان بالجنون وأصبح هناك امراض مشتركة بين الانسان والحيوان،وأكبرمثال على ذلك ما يحصل الأن وفي السنوات الأخيرة مثل (انفلونزا الخنازير وقبلها انفلونزا الطيوروقبلها جنون البقر)فبريطانيا قبل عشر سنوات تقريبا إضطرت أن تتخلص من ثروتها الحيوانية وخصوصا البقرية التي تقدر بالمليارات نتيجة لهذا العبث الذي نتج عنه ما عُرف(بجنون البقر)الذي أصاب العالم بالذعر نتيجة خلط اللحوم والأسماك بعلف المواشي والأبقار  . ومن أجل أن يكون هناك توازن في غذاء الإنسان،جعل الله للإنسان محاصيل زراعية يأكلها على مدار الفصول وبالتناوب،فأوجد لنا فواكه وخضارومحاصيل يحتاجها الجسم في فصل الصيف وأخرى يحتاجها في فصل الشتاء،ولكن الإنسان تدخل فعبث في هذا الميزان,فبدأ يعبث في الجينات الوراثية للخضروات والفواكه    فأنتج بذورهجينة عقيمة لا تصلح للزراعة إلا مرة واحدة وهذه البذورلا تنموا نمواً طبيعياً وإنما يتم إنضاجها بهرمونات كيميائية وفي مناخ صناعي(البيوت البلاستيكية)فكثيرمن هذه البذور نتيجة هذا العبث مُسرطن,ولقد قرأت في إحدى الصحف المصرية قبل ايام جريدة النبأ خبراً يقول بأن هناك 300000 طن من بذور القمح المستوردة الى مصر مُسرطنة نتيجة المواد الكيماوية التي تحتوي عليها,وهذا العبث أيضا أفقد هذه الثمارمذاقها الرباني الطيب اللذيذ الطبيعي،فصرنا نأكل ثمارالصيف في الشتاء وثمارالشتاء في الصيف وعلى مدار العام وفي كل الفصول,فصار طعم البطيخ أشبه ما يكون بطعم الكوسا,فهذه البذور لها ضرركبيروإنعكاس خطيرعلى صحة الإنسان,حيث أحدثت خلل في  هرموناته مما أدى إلى الى خلل في ميزان الجسد,فكانت النتيجة انتشارأمراض خطيرة لم يكن يعرفها الذين سبقونا,وإنتشرت السُمنة والعقم بين الناس بشكل ملفت,وكذلك إختل ميزان العقول وأمزجتها,فإنتشرت الأمراض النفسية والعقلية والضعف الجنسي  وزادت حالات الطلاق،وصارت البشرية تعيش في ذعرورعب والمجتمعات مهددة  من هذه الامراض المتفشية،فالواحد منا صاريأكل الطعام وهوغيرمطمئن لما يأكل، وهاهوالغرب المادي الذي لا يعترف إلا بربوبية العلم والمادة يتمادى بعبثه هذا،يعمل على إستنساخ الإنسان بعد أن إستنسخ حيوانا ونباتا بمواصفات معينة،فقد يؤدي هذا إلى إستنساخ إنسان خالي من العواطف والرحمة الإنسانية وأشبه ما يكون بوحش في غابة بعد تنحية الجينات المتحكمة في العواطف الإنسانية,وفي نفس سياق هذا العبث في ميزان الطبيعة بدأنا نشهد في السنوات الأخيرة إنتشاراً واسعاً لما يًسمى(بعمليات التجميل)وخصوصا بين الفئة التي تسمي نفسها بالفنانين من ممثلين وممثلات ومغنين ومغنيات ومطربين ومطربات وراقصات وماإلى أخره من مُسميات تتغطى تحتها هذه الفئة حتى أننا نكاد أن نرى نسخة مكررة لكثيرمنهم,فلا تعرف هذه من تلك أوهذا من ذاك ولاالذكر من الأنثى,وحتى اصبح الناس لا يعرفون الجمال الحقيقي من المزور والمزيف إلى درجة ان الناس اصبحت تشك في كل جمال طبيعي بأنه مزيف,فعمليات تزويروتزييف الجمال أفقدت الجمال الطبيعي الرباني طبيعته الجميلة وافقدت هذه الفئة من الناس التي تخضع لمبضع الجراح ليعبث في فطرتهم التي فطرهم الله عليها إحساسهم بإنسانيتهم وأدميتهم لأنهم تنازلواعنها مقابل المال والشهرة وقبلوا أن يتحولوا إلى سلعة إستهلاكية إستثمارية,وأسست شركات مختصة بهذا الامرتحت غطاء شركات الإنتاج الفني تتنافس في ما بينها بالعبث  في إنسانية الإنسان وتحويلها الى سلعة إستثمارية تدر أرباحا بالملايين دون شفقة ولارحمة ولا إنسانية أوأي وازع من دين أوخلق,فلاهم لها إلا تحقيق اكبرعائد مالي فتأتي هذه الشركات بشابة أوصبية جمالها عادي أوأقل من العادي فيتم بتك(تقطيش)انفها ونفخ خدودها وشفاهها وصدرها وأردافها وأفخادها بمادة السليكون حسب مقاسات معينة وتغييرلون عينيها وبشرتها مما يجعلها تفقد جميع الملامح الإنسانية التي فطرها الله عليها,فتصبح وكأنها(لعبة باربي الشهيرة)لا يبدوعليها الإنفعالات الإنسانية,فقط عيون تتحرك في وجه جامد ويتم عرض هذا الجمال المزور والمزيف في سوق الرقيق الأبيض تحت غطاء عناوين متعددة ويتم أحيانا كثيرة بيع هذه النسخ المزورة والمزيفة بالملايين للسفهاء من الناس من اصحاب الملايين ليفتخربأنه يستطيع أن يقتني أحد هذه السلع الثمينة المزيفة ولو لفترة من الوقت قد لا تزيد عن اربع  وعشرين ساعة بموجب صفقة تحت غطاء الزواج وحتى يحصل على الشهرة المزيفة,حيث ان هذه السلع الانسانية اشهرمن الزعماء والقادة ومن المفكرين والعلماء وجميع اصحاب الفضيلة ولها رواج واسع,وقبل عام تقريبا وفي جريمة شغلت وسائل الإعلام  وصارت الخبرالأول حيث قام أحد هؤلاء السفهاء بذبح إحدى هذه السلع الإنسانية عندما إكتشف أنها عاقدة عدة صفقات من هذا القبيل مع عدة إشخاص غيره في نفس الوقت.    (فمئات من الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة مسخرة في خدمتهم وتقوم بتسويقهم,فهي الشغل الشاغل للإعلام في عالمنا العربي الرسمي والخاص)وبعد ان يشبع رغبته من إستعمال هذه السلعة أوإنتهاء مدة الصفقة يتم التنازل عنها إلى الشركة المزورة والمزيفة لتسثمرها بصفقة جديدة من خلال تسويقها بما يُسمى بالفيديو كليب والذي لا يوجد فيه إلا عرض للحم المنفوخ أو بالأفلام السينمائية السخيفة والتي لايوجد فيهاإلا الرذيلة والإنحطاط والضياع ,فاي كرامة تبقى لهذه الإنسانة السلعة والتي بعد ان تستهلك وتصبح غيرقابلة للنفخ أوتصاب بمرض خطير نتيجة هذا النفخ المتكرربمادة غريبة عن الجسم(بوتكس والسيلكون)تصبح سلعة مستهلكة ليس لها قيمة أواعتبار,فينفض عنها من في السوق البائعون والمشترون والمتفرجون,ففي مثل هؤلاء الذين يُغيرون خلق الله يقول سبحانه و تعالى على لسان الشيطان في كتابه العزيز  (ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) [النساء : 119-120]. إن التقدم العلمي الهائل والتطورالتكنولوجي الذي لم تعرفه البشرية من قبل والذي حصل في عصرنا هذا،جعل الإنسان ينسى الله رب السموات والأرض والقادرعلى كل شيء فظن هذا الإنسان التعيس الضعيف أنه إله قادرعلى كل شيء في هذه الحياة،فأخذ يعبث في خلق الله ومـيزانه الذي وزن فيه كل شيء،فإذاما إستمرهذا العبث بهذا التسارع فإنه سيؤدي إلى خلل كبيروخطيرفي ميزان الطبيعة لا يمكن بعدها للإنسان أن يسيطرعليه أويكبح جماحه,وما ثقب الأوزون والإحتباس الحراري وما ذكرناه سابقا من عبث في ميزان الطبيعة سيؤدي إلى دمار البشرية،فعلى الإنسانية أن تستيقظ قبل فوات الأوان وأن لا تفرح كثيراً بهذا العبث الخطير،الذي يجري تحت غطاء العلم والتقدم العلمي،الذي لن تكون نتيجته لصالح الإنسانية فالله سبحانه وتعالى توعد هؤلاء العابثين المستهترين الفرحين بما يفعلون ويعبثون (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) [الأنعام : 44-45] (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) [ يونس : 24 ]  .   محمد أسعد بيوض التميمي مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية bauodtamimi@hotmail.com bauodtamimi85@yahoo.com  


خطاب سلام فياض في أبوديس

 


منير شفيق ألقى سلام فياض رئيس الحكومة غير الشرعية في رام الله خطاباً في جامعة القدس في قرية أبوديس من قضاء القدس، بتاريخ 21/6/2009. ويبدو من اللحظة الأولى أن اختيار قرية أبوديس يكشفه قوله: «نلتقي في مدينة القدس»، وهي القرية المرشحة لأن تكون مركز «الدولة الفلسطينية» باعتبارها القدس بعد مصادرة القدس الغربية والشرقية. فهذا التشاطر من جانب سلام فياض يفضح نفسه بنفسه، فأبوديس ليست القدس، الالتقاء فيها ليس التقاءً في القدس. وكان أولمرت قد لام ضم أبوديس إلى القدس الكبرى، لأن ذلك يصّعب عملية التسوية حين يتقرّر أن أبوديس هي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة. على أن الخطاب وضع هدفاً للشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية يتلخص على حد قول سلام فياض في «إقامة مؤسسات الدولة المستقلة خلال عامين» ويريدها أن تقوم على أساس «الحكم الرشيد»! ماذا يعني ذلك؟ باختصار وبلا مقدّمات: إعادة تنظيم الوزارات والمؤسسات من خلال إحالات واسعة للتقاعد والإتيان بكادر مدرَّب جديد على يد كينيث دايتون، أو تحت إشرافه من خلال خبراء أوروبيين. فالمهمة التي بدأت بإحالة سبعة آلاف ضابط من فتح على التقاعد من أجل إعادة بناء القوات بعيداً عن فتح ولإخضاعها عندما يلزم الأمر، وهو ما أسماه دايتون «ولادة الفلسطيني الجديد» الذي يعتبر هدفه بناء الدولة وليس قتال الإسرائيليين أو مقاومة الاحتلال. وقال دايتون إن القادة العسكريين الإسرائيليين راحوا يسألونه بعد أن ذُهِلوا بأداء قوات الأمن الجديدة: «كم من هؤلاء الفلسطينيين الجدد تستطيع أن تُنتج، وبأسرع وقت، لأنهم يمثلون طريق مغادرتنا الضفة». والمقصود أنهم سيحافظون على أمن الاحتلال بلا حاجة إلى كل ذلك العدد الضخم من قوات «جيش الدفاع الإسرائيلي». هذا النص وما سيليه من نصوص من كينيث دايتون مقتبس من كلمته في معهد واشنطن: «ندوة سويت 2009» في 7/5/2009. وهو لا يزال في عهد باراك أوباما يقوم بمهمته باعتباره «المنسّق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». ويتابع دايتون بعد أن يستفيض في كيفية بناء تلك القوات وسهره عليها، قائلاً: «خلال العام والنصف الماضيين شن الفلسطينيون سلسلة حملات أمنية في الضفة الغربية وبشكل منسّق جيداً مع الجيش الإسرائيلي». ويواصل دايتون وصف إنجازات قوات الأمن التي بناها بالتعاون مع سلام فياض: «بل في الحقيقة إن نسبة كبيرة من الجنود الإسرائيليين الذين توجهوا إلى غزة انتقلوا من مواقعهم في الضفة الغربية وقد كان القائد الإسرائيلي للضفة غائباً عن عمله لثمانية أسابيع متواصلة». طبعاً ما كان للجيش الذي ذهب لاحتلال قطاع غزة أن يسحب معظم قواته من الضفة لولا وثوقه بحكومة سلام فياض وأجهزتها الأمنية، وهنا يريد دايتون أن يوحي بأن «لا حاجة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية». وتعليقاً على ما سمحت به حكومة سلام فياض من تحركات للتضامن مع «الضحايا» في قطاع غزة يقول دايتون: «كان القائد الفلسطيني يتصل بنظيره الإسرائيلي: لدينا مظاهرة ستتحرك من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) وستكون قريبة جداً من حاجز بيت إيل. وسنكون ممتنين إذا ما تخليتم عن الحاجز لمدة ساعتين حتى تمر المظاهرة وتعود. ومن ثم يمكنكم العودة». ويعلق دايتون: «لقد كان ذلك بالفعل ما فعلوه.. مذهل». ذلكم من بعض إنجازات دايتون- فياض في بناء الأجهزة الأمنية للدولة العتيدة، وهو ما يسّميه دايتون وبفخر «ولادة الفلسطيني الجديد»، أو ما يُسَّمون «الفلسطينيون الجدد». استهدفت هذه الإنجازات تصفية خلايا المقاومة من كل الفصائل الفلسطينية مع تركيز خاص على حماس والجهاد وصولاً إلى الجمعيات الخيرية والتعليمية والصحية، ولكنها استهدفت أيضاً تصفية وجود فتح في الأجهزة الأمنية، ففتح الآن في الضفة الغربية بلا مخالب ولا أنياب، بل تحت التهديد كذلك. والآن عندما حدّد سلام فياض في خطابه آنف الذكر أن الهدف الرئيس يتلخص في إقامة مؤسسات الدولة المستقلة خلال عامين يجب أن يُفهم ذلك على ضوء ما حدث بالنسبة إلى القوات الأمنية بأنه «ولادة الفلسطيني الجديد» في الوزارات المختلفة والإدارات جميعاً وتعريفه وفقاً لدايتون: «الفلسطيني الذي يعتبر بناء الدولة هدفه وليس قتال الإسرائيليين». هذا يعني أن عملية «حلاقة» على الصفر تنتظر كوادر فتح الذين فيهم بعض بقايا من فتح، تماماً، كما حدث مع زملائهم من ضباط فتح بحيث لا يبقى إلا بعض من كانوا في الصف الرابع، في التراتب، ليساوموا على إحداث قفزة كبيرة في وضعهم مكان الذين أحيلوا للتقاعد إذا ما حوّلوا ولاءهم إلى سلام فياض وقبلوا بدايتون وميتشل الموجهين السياسيين والأيديولوجيين لهم، وهذا يفسّر قفزات بعضهم فوق المراحل. وهكذا تكون إدارة أوباما قد عززت ما أنجزته إدارة بوش أمنياً وأخذت «الراية» لتعيد بناء مؤسسات «الدويلة» سياسياً، ومن خلال ولادة «الفلسطيني الجديد» فيها كذلك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 جوان 2009)  


أزمة إيران من الأرصفة إلى الأروقة

د. فهمي هويدي صحيح أن الشارع هدأ في طهران، لكن تداعيات الأزمة انتقلت من الأرصفة إلى الأروقة، مخلفة في الفضاء الإيراني، وفي المنطقة بأسرها، أسئلة كثيرة تبحث عن تفسير لما جرى وتقدير لما سيجرى. (1) هذه الأيام لن تعدم أصواتا تسمع في شمال طهران عندما يحل الظلام تطلق الهتاف «الله أكبر»، وقد يتجاوب معها آخرون مرددين الهتاف ذاته، وربما أضاف البعض كلمات أخرى تقول (مرك بر خامنئي، أي الموت لخامنئي)، وهو ما يتلقفه المراسلون الأجانب في تقارير قرأتها، لكي يستدلوا به على أن جذوة التمرد على النظام والانقلاب عليه لم تهدأ، والخبر صحيح لا ريب، لكن تأويله فيه من التمني أكثر مما فيه من قراءة الواقع، لأن شمال طهران هو عالم الأثرياء والقادرين الذين ظل أغلبهم معارضين للثورة ونافرين منها ومتصيدين لها منذ قامت قبل 30 عاما، مثل هذه الهتافات لا تسمع في الأحياء الشعبية في جنوب طهران، ولا أثر لها في طهران الكبرى التي تضم عشر مدن ونواحٍ (طهران إسلام شهر- دماوند- ري- فيروزكوه- شهريار- كرج- رباط كريم.. إلخ). لا أستبعد أن تكون القراءة المغلوطة لما شهدته طهران قد أسهمت في إشعال نار الغضب الذي رأيناه، لأن النخبة تعارفت كما ذكرت قبلا على اعتبار مدينة طهران مرآة المزاج الإيراني وبوصلته، الفائز فيها يحسم الأمر ويصبح فائزا في كل إيران، وهذا ما حدث في الانتخابات الأخيرة، فقد فاز مير حسين موسوي على أحمدي نجاد بثلثي الأصوات في المدينة، لكن الموقف تغير حين تم فرز أصوات طهران الكبرى بمدنها العشر، إذ تفوق الثاني على الأول بمائتي ألف صوت، ولهذا فحين يقول أنصار موسوي إنه فاز بثلثي الأصوات فإنهم يسجلون حقيقة وقعت بالفعل، لكنهم حين يعممون النسبة على بقية مدن الإقليم، أو على بقية الأقاليم الإيرانية الثلاثين فإن ذلك يصبح بداية الخطأ في الحساب، الأمر الذي يضع يدنا على شرارات الغضب الأولى. لقد كان سكان الأحياء الشعبية والمناطق النائية هم الكتلة التصويتية التي رجحت كفة أحمدي نجاد، وهو ما يدفعني إلى عدم التسليم بدعوى تزوير نتائج الانتخابات، لأن فارق الأصوات بين أحمدي نجاد وموسوي 12 مليون صوت لصالح الأول، وتزوير تلك الأصوات في أكثر من 46 ألف لجنة انتخابية، وفي ظل وجود مندوبين للمرشحين أمر ليس سهلا، وهو يحتاج إلى قرار مركزي من المرشد السيد علي خامنئي، وتلك خطوة إذا تمت فإنها تعد مغامرة كبرى من جانبه تهدد نزاهته وعدالته، فضلا عن أن الرجل لم يلجأ إلى هذا الأسلوب طوال العشرين سنة الماضية، وهذا لا ينفي بالضرورة احتمال اللعب في الفرز في بعض الدوائر بسبب ضغوط محلية أيا كان مصدرها (كما حدث في حالة بوش وآل غور مثلا)، لكن ذلك اللعب يتعذر عليه أن يحدث الفرق الكبير بين الرجلين، لكن يبدو أن التعبئة الإعلامية الهائلة التي أثارت مسألة التزوير، والتي أسهمت فيها أجهزة الإعلام الخارجية بدور كبير ومثير، نجحت في أن تحول الادعاء إلى مسألة مسلم بها ومفروغ منها. (2) مَن هؤلاء الذين خرجوا في المظاهرات؟ لا مفر من الاعتراف بأن هذه هي المرة الأولى منذ قيام الثورة التي تنطلق فيها مظاهرات بهذا الحجم معبرة عن الغضب والاحتجاج على الحكومة والمرشد، صحيح أن جامعة طهران شهدت مظاهرات قوية في عام 99، أثناء رئاسة السيد محمد خاتمي، هتف فيها الطلاب ضد المرشد وهم يطالبون بمزيد من الحريات، ولكن تلك المظاهرات اقتصرت على الطلاب وتم احتواؤها حينذاك. لكن فيما يتعلق بما جرى هذه المرة، يتعذر تصنيف جميع المتظاهرين تحت عنوان واحد، وإن ظل «الغضب» يمثل قاسما مشتركا بينهم، سواء كان غضبا للبعض من النتيجة التي أسفرت عن خسارة موسوي، أو غضبا من الضغوط السياسية التي تضيق بها صدور الشباب الذين يتطلعون إلى توسيع هامش الحريات العامة، علما بأن نسبة غير قليلة من أولئك الشبان ولدوا بعد الثورة ولم يعيشوا عهد الشاه. وقيل لي إن منهم من لم يقتنع بأسباب اشتباك بلادهم مع السياسة الأميركية. ثمة آخرون غاضبون من وطأة الغلاء وقسوة أعباء المعيشة أو البطالة. وهناك مجموعات أخرى ليبرالية تعارض فكرة ولاية الفقيه وتسعى إلى إعادة النظر في الأسس الدستورية للجمهورية، وفيما علمت فقد تبين في وقت لاحق أن عناصر سنية وعربية وكردية قومية نشطة اشتركت في المظاهرات، بعدما جذبتها وعود السيد موسوي التي ركزت على إعطائهم مزيدا من الحقوق، والذي لا شك فيه أن ضغوط الخارج كان لها دورها في تأجيج الغضب وإشاعته. والخارج الذي أعنيه يتراوح بين المعارضين الإيرانيين وأنصار النظام السابق -الذين سلط عليهم الإعلام الغربي أضواءه القوية- وأوساط المخابرات الغربية التي ألقت بثقل كبير في عملية التحريض ومحاولة تفجير الموقف في الداخل. لذلك فإنها لعبت دورا نشطا في تصعيد وتشجيع الحركة الاحتجاجية، سواء بواسطة دس العملاء أو من خلال حملة التعبئة والتشبيك الواسعة النطاق التي استخدمت أحدث تقنيات الاتصال (تويتر- فيس بوك- يوتيوب). وهى الحملة التي توازت مع إطلاق سيل البرامج المقدمة باللغة الفارسية التي شرعت الإذاعات والفضائيات الغربية في تقديمها في اليوم التالي مباشرة لإجراء الانتخابات وقبل إعلان نتائج الفرز رسميا. هذه الخلفية تسوغ لي أن أقول إن نتائج الانتخابات لم تكن السبب الوحيد لخروج المظاهرات، وإنما كانت المناسبة التي استدعت هذه الفئات جميعها إلى الشارع، ولذلك يتعذر اعتبار تلك المظاهرات قرينة على اتساع نطاق المقتنعين بتزوير الانتخابات، كما يتعذر اعتبارها معيارا لقياس حجم المؤيدين لمير حسين موسوي. (3) لأن المرشحين الثلاثة الذين نافسوا أحمدي نجاد (موسوي- كروبي- رضائي) من أبناء الثورة الشرعيين، فقد أطلقت شائعة في قم اتهمت أحمدي نجاد الذي هو من جيل لاحق بأنه من جماعة «المهدويين» الذين يسعون إلى تخريب الثورة، لعدم اقتناعهم بولاية الفقيه، وتمسكهم بانتظار الإمام المهدي الغائب. وهى جماعة نشطت بعد قيام الثورة، ولكنها لوحقت حتى اختفت ولم يعد لها دور يذكر منذ ربع قرن. الذين أشاعوا الحكاية أرادوا فيما يبدو أن يؤلبوا الحوزة العلمية على أحمدي نجاد، ويدفعوا أركانها إلى الانقلاب عليه. وهي الحيلة التي نجحت في خمسينيات القرن الماضي عقب انقلاب رئيس الوزراء محمد مصدق على الشاه، حين اتهمه اثنان من الصحفيين بأنه من أعضاء الحزب الشيوعي. وأدى الترويج للتهمة إلى انقلاب فقهاء قم -وعلى رأسهم آية الله كاشاني المرجع الكبير- على الرجل، وسحب تأييدهم له، مما ترتب عليه سقوطه وعودة الشاه من منفاه خارج البلاد. يقول البعض في طهران إن انتشار الشائعة كان أحد الأسباب التي شجعت السيد علي خامنئي على أن يلقي خطبة الجمعة يوم 19/6 التي أعلن فيها تأييده لأحمدي نجاد، وهو ما اعتبر تكذيبا لدعوى انتمائه إلى «المهدويين»، حيث لم يكن معقولا أن يؤيد مرشد الثورة عضوا في جماعة تسعى إلى تخريبها. ليس معروفا مصدر الشائعة، وإنما دلالتها هي المهمة. ذلك أن الأضواء سلطت منذ إعلان نتائج الانتخابات على المتظاهرين في الشارع الإيراني، لكن التفاعلات الحاصلة في دوائر صناعة القرار، خصوصا المراجع والفقهاء، لم تنل حظها من الاهتمام، وقد بدأت تلك التفاعلات تطفو على السطح حين هدأت المظاهرات، وبدا واضحا أن كل طرف لا يريد أن يتزحزح عن موقفه (مجلس صيانة الدستور رفض دعاوى التزوير وفكرة إعادة الانتخابات، وموسوي وكروبي يتمسكان بطعنهما في النتائج ويطالبان بالإعادة)، وهو ما استدعى تدخل طرف ثالث للبحث عن مخرج من الأزمة. ضاعف من أهمية تدخل الطرف الثالث أن الانقسام وصل إلى صلب المؤسسة الدينية، حيث أصبح بعض المراجع يؤيدون مير موسوي، في حين أيد البعض الآخر أحمدي نجاد، الأمر الذي يعني أن الانقسام انتقل من الشارع إلى النخبة، ومن المجتمع إلى السلطة صاحبة القرار. وهذا وضع لا سابقة له في تاريخ الثورة الإسلامية. من البداية التزم بعض مراجع قم الصمت إزاء ما جرى، وكان ذلك موقفا غير مألوف، وحين سألت عن السبب في ذلك، قيل لي إن الصامتين هم المعارضون لأحمدي نجاد، ولكنهم فضلوا عدم الإعلان عن مواقفهم، لأنهم لا يريدون أن يظهروا في العلن خلافهم مع المرشد الداعم له. الوحيد الذي جهر بموقفه كان آية الله منتظري المعروف بنقده المستمر للأوضاع القائمة. أما الآخرون من أمثال آيات الله نوري همداني ويوسف صانعي وموسوي أردبيلي وغيرهم فلم يتكلموا بشيء، وحمل سكوتهم على أنه من علامات عدم الرضا. المعلومات المتوافرة تشير إلى أمرين، أولهما أن العلماء والشخصيات من ذوي العلاقة الحسنة بالطرفين يواصلون السعي بين الجانبين للتوصل إلى مخرج سياسي يهدئ الأوضاع ويحتوي الانقسام الراهن. ويؤدي الشيخ هاشمي رفسنجاني دورا محوريا في هذه الاتصالات، ذلك أنه محسوب حقا على مجموعة مير موسوي، إلا أنه على تفاهم جيد مع السيد خامنئي. وفي هذا السياق يذكر أيضا أن رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الدبلوماسي السابق علاء البروجردي يبذل جهدا موازيا في الوساطة. أما الأمر الثاني فهو أن الكلام كله يدور في حدود ضرورة الالتزام بالقانون والعمل من خلال مؤسسات الدولة في أي محاولة لتجاوز الأزمة، (رفسنجاني تدخل علنا لأول مرة، وأصدر بيانا بهذا المعنى يوم السبت الماضي (27/6) باسم مجمع تشخيص المصلحة). (4) لا أحد يستطع أن ينكر أن ما حدث أثر على صورة النظام في الخارج، وربما دفع الدول المشتبكة مع إيران إلى المراهنة على أوضاع وقوى في الداخل يمكن استثمار موقفها في ممارسة الضغوط على السلطة. وبالمثل فإن أحدا لا ينكر أن التعبئة الواسعة النطاق التي حدثت والإشارات التي أرسلت إلى المتظاهرين موحية لهم بأن الخارج يقف معهم ويؤازرهم، هذه التعبئة سلحت العناصر المحركة للمظاهرات بمزيد من الجرأة على النظام وعلى الولي الفقيه. وبذات القدر فإن الشرخ الذي حدث في صف النخبة -والعلماء بوجه أخص- أصبح يحتاج إلى حكمة شديدة ووقت طويل لعلاجه وإعادة لحمته. على صعيد آخر، ثمة أوضاع داخلية عدة باتت بحاجة إلى إعادة نظر، فقد أبرزت الأزمة الحاجة الملحة إلى تقنين الأحزاب السياسية، لأن الأوراق اختلطت وتداخلت بحيث لم يعد يعرف من هم الإصلاحيون ومن هم المحافظون، علما بأن كل فريق يضم ما بين 10 و15 مجموعة، وكان واضحا أثناء الانتخابات أن الناس يصوتون لأشخاص وليس لأحزاب وبرامج سياسية، موسوي ليس له حزب، وكروبي استعان بجماعة رفسنجاني «كوادر البناء» لكي يقوموا بحملته، رغم أن له تجمعا صغيرا باسم «اعتماد ملي» (إرادة الأمة)، ومن ناحية أخرى فإن أسباب الغضب الذي تستشعره بعض الفئات -خصوصا قطاع الشباب- تحتاج إلى علاج. أكرر أننا نتحدث عن الشأن الداخلي الإيراني، فنفتح ملفات ونخوض في أمور لا نستطيع أن نتطرق إليها فيما يخص أقطارا عربية أخرى، ومنها ما لا يجرؤ مواطنو الدولة أنفسهم على الحديث فيها. لكن أهمية التجربة الإيرانية ومواقفها الشجاعة في مواجهة الهيمنة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي، جعلت الشأن الإيراني برمته شاغلا للجميع. استوقفني في السياق الذي نحن بصدده مقال كتبه باتريك سيل الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قال فيه إنه لا يسع أحدا الآن أن يصدق أن ذلك المجتمع الناضج والحي والشفاف الذي يناضل من أجل العدالة والديمقراطية يرغب في أن يسيطر على الشرق الأوسط.. وعوضا عن أن تكون إيران مصدر خوف، فقد تصبح مصدر وحي للشعوب في الشرق الأوسط التي يعيش معظمها في ظل أنظمة سياسية مستبدة ومتحجرة (الحياة اللندنية -264/6)- ما رأيكم دام فضلكم؟ (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 جوان 2009)


إيران وشجون أخرى.. الصورة من زاوية المواطنة

د. عزمي بشارة – تختلف منطلقات أوساط جيل إيراني معلمن بتوقه إلى حياة ينحسر فيها تدخل الدين (رجال الدين والدولة باسم الدين) في حياتهم وقراراتهم كمواطنين عن حسابات التيار الإصلاحي السياسية الداخلية والخارجية. 2 – ويسود تفاوت أكبر بين منطلقات كل منهما وحسابات المحافظين من الشق الذي تضرر من فترة حكم نجاد، وبات يختلف مع طريقه في السياسة الداخلية والخارجية. 3- تختلف مصالحهم داخليا وتلتقي حاليا ضد نجاد، ولصالح إضعاف دور المرشد. ولكن حساباتهم جميعا تلتقي خارجيا في رؤية وطنية لإيران كدولة. وهي دولة تجاوزت نضجا في نظرهم ما يسمى بمبادئ الثورة الإسلامية. ودعم القضايا العربية غير قائم في حساباتهم، خاصة إذا تعارض هذا الدعم مع السعي لكسر الحصار على إيران. وهم يقفون منه موقفا يتفاوت بين الأداتية والتحفظ والعداء. 4- عادة تنسجم النزعة لتعزيز مفهوم المواطنة وواقعها، حقوقا وواجبات، مع تعزيز مفهوم الدولة الوطنية وحدودها وواقعها وهويتها. 5- يخطئ من يعتقد أن التوق إلى تعزيز حقوق المواطنة هو نضال الأغنياء، حتى لو أخذنا بعين الاعتبار أن قواعد الاحتجاج تنشأ بين أبناء الطبقات الوسطى. 6- في الدول الاشتراكية سابقا اتخذ تعزيز المواطنة وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية أيضا شكل ارتداد ضد الدور المدفوع (أو المبرَّر فقط) بالأيديولوجيا خارج الحدود الوطنية. ومن هنا الردة لصالح الصهيونية وضد قوى التحرر الوطني في العالم في دول المعسكر الاشتراكي سابقا. لقد أوهمتهم حكومات الحزب الواحد أن مستوى معيشتهم المتردي ليس ناجما عن جمود رأسمالية الدولة البيروقراطية وانعدام الديناميكية في الإنتاج والتوزيع والعرض والطلب، بل بسبب دعمها للشعوب خارجها. فظهر التردي الاقتصادي وكأنه تضحية مفروضة من أجل الغير. وارتبطت حركات التحرر في أذهان تلك الشعوب بالـ »نومنكلاتورا » والبيروقراطية الفاسدة وانعدام الديمقراطية. 7- وهذا ما سوف يحصل في إيران، على مستوى أوساط واسعة من الرأي العام ضد القضايا العربية، إذا لم تجد الدولة التوازن المناسب بين المواطنة ومهام الدولة داخليا وخارجيا. نقول هذا مؤكدين ما كتبناه سابقا أن مؤسسات الدولة، والمنافسة السياسية المؤطرة، والرابط المذهبي تشكل عوائق جدية أمام تطور كهذا في إيران. ولكن حين تتمأسس الثورة يصبح العائق الرئيس أمام أصولييها هو تطلعات وحقوق المواطن وتوقعاته من الدولة، ويعقبها دخول هذه التوقعات والحاجات حلبة الصراع السياسي بين القوى المتصارعة على الحكم. ب 1- الفجوة بين السياسات الخارجية الأميركية والأوروبية وأهدافها في إيران من جهة ومسألة المواطنة في إيران أو في بلادهم ذاتها من جهة أخرى هي أكبر من الموصوفة أعلاه. فالهدف الأميركي والأوروبي هو حاليا وقف برنامج إيران النووي، والتعاون الإيراني الكامل في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان. أما داخليا، فحال رفع العقوبات والحصار كتحصيل حاصل لتغير السياسات فسوف يتضح: أن الاقتصاد والمجتمع الإيراني قابل للانسجام مع السوق العالمي، أكثر حتى من دول محيطة به، وأن نمط الحياة سوف يتغير نتيجة لذلك على الأقل بالاتجاه الذي يحلم به أبناء الطبقات الوسطى، وأن الغرب لن يأبه كثيرا لمسألة الحقوق المدنية والسياسية التي تُترَك للإيرانيين وحدهم. 2- الادعاء الغربي بالرغبة في الحوار مع البلد لإقناعه بلجم مشروعه النووي، والتآمر عليه داخليا وخارجيا في الوقت ذاته، هو ما يطلق عليه اسم لعبة الدول. يريدون إضعافه في المفاوضات، ولن يذرفوا دمعة إذا سقط بالمناسبة. ولكن عُقَّال المؤسسات الحاكمة يعلمون أن إيران سوف تجتاز الأزمة. ولذلك يريدون التوقف قبل تطور رد فعل إيراني على التدخل الحالي، يتجسد في التصلب في المفاوضات، والتسبب بأوجاع رأس لأميركا في ملفات أخرى معقدة أصبح لإيران دور فيها. 3- ولا بد من التذكير أن من « المتعاطفين » مع الاحتجاج في إيران من دعوا لقصف إيران. لم يكن لديهم مانع من قصف نفس هؤلاء المتظاهرين وعائلاتهم من طائرات لن تميز بين الإصلاحي والمحافظ. يتظاهرون بالتأثر لصورة فتاة سقطت مدماة برصاص قمع المظاهرات، ولكنهم قتلوا الملايين في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان. وما زالوا حتى هذه اللحظة يدعون لقصف إيران، أي لقتل الآلاف مثلها في طهران نفسها. جون ماكين أنشد عمليا وعلى الملأ « اقصفوا، اقصفوا، اقصفوا إيران » أثناء حملته الانتخابية. وحين كان عمدة نيويورك السابق جولياني مرشحا للرئاسة فضَّل أن تتم الضربة بالسلاح التقليدي، ولكنه لم يستثن إمكانية استخدام سلاح نووي في ضرب إيران (موقع سي إن إن 5 حزيران 2007). كم فتاة بجينز وبجلباب، بشادور وبدون شادور، كان هذا التافه على استعداد أن يقتل؟ 4- الخبر الأكثر أهمية في هذه الأثناء هو دخول دينيس روس (إياه) البيت الأبيض مستشارا لهذه الشؤون بعد أن عينته كلينتون مسؤول الملف في الخارجية. وهو الذي عمل طوال الحملة الانتخابية الرئاسية من قبل اللوبي الإسرائيلي لإقناع حملتي أوباما وماكين بالتوقيع على بيان تعهّد بمنع إيران من التمكن من إنتاج سلاح نووي في حالة الفوز بالرئاسة. وقد وقع مركزا الحملتين في حينه فعلا على بيان كهذا. وبعدما نشرت كافة الأجهزة الأمنية الأميركية في تقريرهاNIE, (National Intelligence Estimate) للعام 2007 باسم 16 جهازا أمنيا واستخباريا أميركيا (الذي حاول ديك تشيني منع نشره) استنتاجها أنه ليس لدى إيران خطط لإنتاج سلاح نووي، كتب المذكور مقالا في وول ستريت جورنال تحت عنوان « كل إنسان يجب أن يقلق بشأن إيران ». إنه نفس دينيس روس الذي يعلن صراحة أنه يؤمن بتصعيد العقوبات إلى درجة إقفال الممرات المائية أمام صادرات إيران من النفط، ثم الانتقال إلى قصف شامل يشل قدرة إيران على إنتاج أي تكنولوجيا ويعيدها عقودا إلى الوراء. إنه نفس المسؤول الأميركي الذي بدأ الحملة على ياسر عرفات بعد أوسلو مباشرة، وعرقل إعادة الجولان كاملا في مفاوضات جنيف، وُعيِّن من قبل الوكالة اليهودية رئيس لجنة لفحص العلاقة بين إسرائيل ويهود الشتات. سيكون هذا الرجل قريبا من أذن أوباما في الشأن الإيراني. هذا خبر! 5- نعرف جميعا بلدا عربيا كبيرا تحالف مع الغرب وانفتح اقتصاديا وعقد صلحا مع إسرائيل، وتغير نمط الحياة فيه فعلا، واتسعت فيه الهوة بين الغني والفقير، وتوسعت الحريات أيضا بالمناسبة. ولكن الغرب تعامل مع تزييف الانتخابات فيه كأنها « فُرجَة » لا أكثر. وأقصد هنا كافة عناصر التزييف الممكنة: رفع نسبة التصويت اصطناعيا، وتزييف النتائج، واستخدام العنف. ونشرت صور ضرب المرشحين والمصوتين بالهري، يوم الانتخابات وقبله وبين جولتي الانتخابات. وأذكر صورة تحد لناشط من الحزب الحاكم وهو يدخل مئات الأصوات إلى الصندوق في غرفة وحده غير آبه. 6- لا داعي طبعا للتعليق على إعجاب نتنياهو بشجاعة المتظاهرين في طهران. ولكن حين تصبح « إيكونومست » الرصينة والنادرة الانفعال، المثابرة في دعمها حسابات رأس المال الباردة والخصخصة غير آبهةٍ بمعاناةِ أحد، عاطفيةً دون سابق إنذار فيجب أن نستنفر. في عددها الأخير (20-26 يونيو/حزيران) تكتب وهي تغص بالدموع عن متظاهر لم يخرج من فمه بالإنجليزية سوى كلمة « فريدوم »، حرية. لا شيء يثير القلق أكثر من شاعرية ذي إيكونومست المفاجئة. ففي عددها هذا تتحدث عن تزوير لا بد أنه وقع، لأن فوز موسوي كان متوقعا. وجدت نفسي أراجع عددها السابق الذي أغلق عشية الانتخابات، فلا أجد ولا حتى خبر، ناهيك عن مقال يذكر الانتخابات بإيران. ذهلت من هذا التدهور. فإذا كان فوز الإصلاحيين متوقعا كما تدعي بعد الانتخابات، هل أهملت مجلة جدية كهذه موضوع « الفوز المتوقع » برمته في ظرف مركزية إيران والخليج في الاقتصاد والأمن والسياسة بالنسبة للغرب؟ لا. ما كانت لتفوت أمرا كهذا. 7- أما مجلة تايم فتفرد صفحات لوصف الجوانب الإنسانية في حسين موسوي. فجأة تتكشف لها، وللقارئ طبعا، مواهبه كرسام ومهندس، وأن له منزلا وعائلة. وليس لأحمدي نجاد حديقة ومواهب وعائلة، ليس في تايم طبعا. علينا أن نتذكر أن موسوي -وهو رئيس حكومة سابق- كان متهما من قبل الأميركان بكل عناصر « الظلامية »، وبالوقوف وراء « الإرهاب » ضدهم في لبنان ومناطق أخرى في الثمانينيات. 8- نفس الإعلام الغربي بيَّض صفحة ياسر عرفات إلى درجة جائزة نوبل للسلام حين لزم، وحين لم يتابع بالاتجاه الذي يريدون عادوا لتشويه صورته وقتله سياسيا وحتى التمهيد لقتله جسديا. ويمكننا أن نتخيل نفس المسار لو فاز موسوي. ماذا لو توقف اندفاعه السياسي بالانفتاح على الغرب عند حد معين؟ كيف كانت نفس الصحافة ستخرج صوره من ماضيه الآخر « الإرهابي »؟ 9- عن « تويتر » حدث ولا حرج. لدينا ماكينة إعلامية كانت قبل الأحداث في إيران تساوي 250 مليون دولار، وتجذب في العام استثمارات تقدر بنحو عشرين إلى ثلاثين مليون دولار في فترة ركود اقتصادي (كل هذا دون خطة اقتصادية معروفة، ودون دعاية تجارية واحدة). وتتقاطع في سيرة نفس الأفراد عضوية في إدارتها وإدارة فيس بوك ويو تيوب وتقديم الاستشارة رسميا للخارجية الأميركية في كيفية استخدام « الإعلام البديل » في تعزيز سياستها في الشرق الأوسط (انظر نيو يوركر، 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2007). وطبعا بعض الأخوة المتحمسين بحق للإمكانيات التي يتيحها « الإعلام البديل » و »الإعلام الاجتماعي » يتحمسون لكل جديد، فكم بالحري حين يتقاطع الهاتف النقال أو المحمول مع الإنترنت؟ ولكن هنالك فرق بين مدونة لشاب أو مثقف تقدمي يبذل فيها جهدا في جمع معلومات وبلورة رأي للوصول إلى القراء متحديا الإعلام الممأسس من جهة، وشبكة ممولة لا يُعرَف من يشارك فيها من جهة أخرى. تخاطب المشاركون حول إيران بالإنجليزية، ولم يمكن التثبت من منهم من إيران فعلا ومن يدعي ذلك. ونُشِرَت جملٌ قصيرة وشعارات، منها ما هو صحيح، ولكن نشر معه كم من الإشاعات دون تبيين المصدر وصحته، وتناقلوا الصور والأفلام وغيرها دون أي فحص لدقتها ولتاريخ تصويرها الفعلي. شارك إيرانيون بأعداد قليلة، وشارك إسرائيليون وأميركيون بأعداد أكبر بكثير، ومنهم من ادعي أنه إيراني. وبالمجمل جرت ثورة عنكبوتية نيابة عن الإيرانيين بين كابوتشينو وآخر في منازل نبراسكا وأوكلاهوما. ولوضع الأمور في سياقها نذكِّر، أن ثلث الإيرانيين فقط يرتبط بالإنترنت، وأنه إذا كان في كندا المربوطة كلها بالشبكة 74% لم يسمعوا بـ »تويتر »، فكم من الإيرانيين سمع؟ لقد أحرجت جماعات من الشباب بهذه الطريقة الإعلام الرسمي بسبب تجاهله الاحتجاجات الإيرانية، وأجبرته على إعادة النظر. هذا صحيح. ولكن هذا لم يجعلهم مصدرا أفضل للمعلومات. من ينشر ويعلك (وباختصار يوَتوِت من وَتْوَتَة، وبالإنجليزية « تويت » و »ري- تويت ») أخبارا وأكاذيب، ويجتر إضافة لذلك دناءات إسرائيلية من نوع « شوهد مجندون من حزب الله وحماس يقمعون المتظاهرين في طهران »، على نفس الموجة التي نعرفها « الحرس الثوري الإيراني يحارب في غزة ولبنان »، لا يشكِّلُ إعلاما بديلا. فهو يجتر ويعمم نفس القاذورات على فئات لم تكن معرَّضة لها من الشباب الذين لا يتابعون الإعلام الممأسس. إنهم يعرِّضونَهم لنفس الأكاذيب برقابة أقل وهذا جيد، ولكن أيضا بدرجة مسؤولية ومهنية وفحص أقل. قد تعمم الشبكة مقالة ممتازة وموثقة لمدون مغمور ما كان الإعلام الرئيسي ليسمح بنشرها، وقد تعمم الجهل والهستيريا مثل أي « ميديا ». وبعض المواقع العربية والغربية هي مجمعات نفايات. 10- ليس هؤلاء نموذجا للمواطن الأميركي المهتم بما يجري. ونحن نجد على المدونات الكثير من المواطنين الأميركيين الحريصين على حقوق الإنسان وعلى دور أميركا، بمقالات موثقة ومعدة جديا عما يجري في إيران تنتقد إيران، ولكنها تنتقد أكثر دور بلادهم فيها. امتحان المواطنة المدنية الأميركية ليس في الشبكات الممأسسة، حيث دخلت المؤسسة الأميركية الحاكمة ومالها، كما دخل الإسرائيليون بقوة. بل في مئات الملايين من المواطنين الأميركيين والأوروبيين الذين يعيشون حياتهم يوميا يمارسون حقوقا غير متاحة في بلادنا. ونعم، يقعون ضحية تدخل المشهد الإعلامي في تصميم رأيهم عن الدنيا، ولكن بعضهم يدافع عن حيّزه الخاص ضد هذه الشمولية، وبعضهم يساهم في الحيز العام في الدفاع عن الحقوق المدنية وعن جسد الإنسان وروحه وعن البيئة وعن المساواة ضد الشركات الكبرى التي لا تعرف إلاها غير الربح. وبعضهم يدافع أيضا عن الشعوب الأخرى ضد عدوانية بلاده. هنا المواطنة قائمة فعلا وتمارس. ج 1- إذا كانت إيران الدولة الوطنية المنظمة بمؤسساتها تتعرض لمثل هذه الهجمة الإعلامية فتصمد وتحمي نفسها بمشروعها الوطني، فيمكننا أن نتخيل أثر ما تتعرض له أمة دون دول مثل الأمة العربية. كل شيء عند العرب يصرخ بغياب الأمة والمواطن بنفس الدرجة. وأن تغييبهما لا ينتج دولة بل ينتج سلطة ورعية، وقبيلة وعشيرة وطائفة وأسرا حاكمة وزعامات وأتباعا. هنا ما زال الكاتبُ أو القائل يناقَشُ في أصله وفصله وهويته ومذهبة ومذهب أهله، وليس في مضمون قوله. 2- بين وجود جزئي وغياب كامل للمواطن والأمة والدولة ليس العرب معرَّضين فقط لحملات إعلامية بل يذروهم أي نسيم إعلامي كأنه إعصار. فتتفاوت الردود بين اجترار ما يقال في الغرب من « نيويورك تايمز » وحتى « تويتر »، وتسويق أية إشاعة إسرائيلية ترغب إسرائيل في نشرها بترجمتها إلى العربية وبثها في كل مكان من جهة، وردود الفعل العصبية الرافضة لأية معلومة أو رأي، دون فحص أو تمحيص من جهة أخرى. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جوان 2009)  


حسني مبارك في السعودية


د. محمد المسفر قلت سابقا وأقول اليوم باني لا اشعر بالاطمئنان على امتنا العربية وسيادتها واستقلالها وسلامة قرارها السياسي كلما تحرك الرئيس حسني مبارك إلى خارج جمهوريته الرابعة، وازعم باني لست في حاجة إلى استعراض نتائج تحركات سيادته قبل فرض الحصار الشامل والقاتل على العراق الشقيق عام 1990 كما انني لست في حاجة لتذكير القارئ الكريم بتحركات سيادته في فترة الإعداد الأمريكي البريطاني لاحتلال العراق من عام 2000 إلى أن تم الاحتلال عام 2003، كل تلك المعلومات يستطيع القارئ الكريم الوصول إليها مسجلة على الشبكة العنكبوتية. حركة الرئيس حسني اليوم إلى خارج مصر تأتي في ظروف قاسية يمر بها وطننا العربي الكبير، السودان في مأزق، الصومال يسبح في دماء أبنائه تنهشه دول الجوار ويتجاهله العرب، اليمن يعيش في بحر من الأزمات والاضطرابات ونظامه السياسي أمعن في توزيع الاتهامات على القوى السياسية اليمنية الفاعلة، وعلى قوى خارجية مجهولة، العراق حدث ولا حرج. أما فلسطين وما يدور على أرضها وما يحاك ضد شعبها في الداخل والخارج فلسطينيا وعربيا ودوليا فتلك اعلى مراحل الضعف العربي وأعلى مراحل الخيانة الوطنية لبعض القيادات الفلسطينية. في هذه الظروف المؤلمة تأتي زيارة حسني مبارك إلى السعودية، يقول البيان الصحافي الصادر عن تحركات الرئيس إنها تأتي لتنقية الأجواء العربية، ومعرفة مسار التسوية مع إسرائيل، والحوار الفلسطيني الفلسطيني، والتعامل مع خطاب نتنياهو، فماذا عساه يقول؟ إذا أخذنا بند تنقية الأجواء العربية التي يسعى لها، فنقطة البدء رفع الحصار عن أهلنا في غزة وفتح جميع المعابر الحدودية بين مصر وفلسطين دون قيد أو شرط، الإفراج عن أموال الشعب الفلسطيني المحتجزة في مصارف القاهرة لتنفق على هذا الشعب المحاصر الصابر المجاهد، وإعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية عليها في مطلع هذا العام.عدم فرض أي تنظيم أو أشخاص على الشعب الفلسطيني لأنه القادر على إدارة قضيته العادلة بأيد أمينة طاهرة ليست متسخة بالفساد والرذيلة وحب الذات، الاعتراف بانتهاء ولاية السلطة العباسية في رام الله، وأنها فشلت فشلا ذريعا في مشروعها السياسي المبني على التفاوض مع العدو الصهيوني. إن مسار التسوية الذي يريد سيادة الرئيس حسني إمعان النظر فيه مع العاهل السعودي أمر مؤسف، وبكل بساطة نتنياهو الذي استقبله حسني في مصر وضع النقاط على الأحرف بلاءاته الست ولا أريد إعادة ذكرها هنا فقد رددتها كل وسائل الإعلام العربي والدولي وباركت دول الاتحاد الاوروبي وأمريكا كل ما قال به نتنياهو، بكل اختصار إسرائيل تريد كيانا يحمي أمنها وسلامة مستوطنيها، وسم ذلك الكيان ما شئت. لقد أرعبني وغيري من المهتمين بأمر امتنا العربية ما ورد في الاجتماع الوزاري العربي الاستثنائي الأخير الذي عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة انه ‘لا يستبعد التطبيع التدريجي مع إسرائيل في إطار دعم التحرك الأمريكي’ وراح الأمين العام للجامعة العربية يبحث في كلمات قرار مجلس الأمن 242 سيئ الذكر ليؤكد القبول العربي ‘بإمكانية إجراء تعديلات على جانبي الحدود’ معنى ذلك، التنازل عن عودة إسرائيل إلى ما وراء خطوط الخامس من حزيران (يونيو) 1967 وخاصة ما يتعلق بالضفة الغربية ومدينة القدس. إن التسوية عندنا لا تعني اقل من تطبيق قرارات الشرعية الدولية الصادرة عامي 1948، 1949 وما في حكمها، وإطلاق صراح جميع الأسرى الفلسطينيين الأكثر من احد عشر إلفا من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية دون قيد أو شرط. أما الحوار الفلسطيني ــ الفلسطيني فلا يحتاج إلى عبقرية عربية، أو جهود مصرية. المطلوب في هذا المجال من الفلسطينيين تنظيف السجون الفلسطينية من جميع المعتقلين السياسيين ورجال المقاومة سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة، ويجب الإيمان المطلق والاعتراف الصريح عند كل القوى الفلسطينية الفاعلة بان العدو الصهيوني لا يفرق بينهم فكلهم عنده أعداء الدولة الصهيونية، بمن في ذلك العملاء من الفلسطينيين الذين يعملون لصالح الكيان الإسرائيلي. إن حوارات القاهرة الجارية اليوم هدر للزمن الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني غير قابل للقسمة على أي رقم فردي أو زوجي، الأمر الفلسطيني واضح وضوح الشمس، اما مقاومة حتى النصر وطرائق المقاومة لا تتجزأ، واما استسلام وذل وخنوع. الأول جربته معظم شعوب العالم وحققت انتصارا على أعدائها، والثاني جربته حركة فتح وفشلت في تحقيق أهداف الشعب التي نادت بها في مطلع ستينات القرن الماضي، وعليها ان ترحل من المسرح. آخر القول: إني ادعو الله عز وجل أن يحمي ولاة الأمر في الرياض من أن يقعوا في شباك الخدع السياسية التي ينصبها لهم ضيفهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جوان 2009)  


 

لماذا يتراجع الإسلاميون في الانتخابات؟

ياسر الزعاترة لم يكن التراجع الانتخابي للإسلاميين في الكويت سوى الحلقة الأخيرة من سلسلة تراجعات متتالية (المغرب، الجزائر، الأردن، مصر، اليمن)، الأمر الذي يستحق التوقف، لاسيما حين يحتفل به البعض بوصفه مؤشر انحسار للظاهرة الإسلامية برمتها، وأقله لما يسمونه الإسلام السياسي. من الضروري القول ابتداءً إن النتائج التي خرجت بها معظم تلك الجولات الانتخابية ليست صحيحة بالكامل، إذ إن الاعتراف بالتراجع الذي أصاب الإسلاميين لا يعني صحة الأرقام المعلنة. وإذا كان من الصعب الحديث عن تلاعب مباشر في الحالة الكويتية، فإن أشكالا كثيرة من التلاعب قد وقعت في عدد من الدول الأخرى، مع العلم بأن التلاعب قد لا يأخذ شكل التزوير المباشر دائما أيضا (هناك الكثير من هذا اللون)، بل يتم من خلال صياغة القانون الانتخابي، والدوائر الانتخابية، مع السماح لرجال الأعمال بشراء الأصوات ونقلها من مكان إلى آخر دون رقيب أو حسيب، إلى غير ذلك من الوسائل التي تختلف أهمية كل منها بين بلد وآخر. هناك بالطبع بعض الاستثناءات، كما هو الحال في فلسطين حيث تقدمت حماس بسبب فعلها الجهادي وانحياز الناس لخيار المقاومة، ولا يعرف ماذا سيحث إن تكررت التجربة بعدما ثبتت عبثية الديمقراطية في ظل الاحتلال (قد يعزف الناس عن المشاركة)، كما أن هناك الحالة اللبنانية والعراقية ذات الخصوصية الطائفية، مع أن القوى الإسلامية في العراق قد سجلت بدورها تراجعا واضحا في الانتخابات البلدية الأخيرة. الأكيد أنه لو وقع التصويت في الدول العربية وفق نظام القائمة النسبية التي تترجم على نحو أكثر وضوحا في الدولة العبرية، وحيث يتم التصويت لصالح أحزاب (الأحزاب تختار قائمتها الانتخابية بناء على انتخابات داخلية)، وليس لصالح أشخاص، لو حصل ذلك لحاز الإسلاميون أغلبية مريحة، وأقله نسبة أصوات أعلى بكثير من أي تيار سياسي آخر، أو مما حصلوا عليه، ولعل ذلك هو ما يفسر الرفض العنيف لهذا النظام في الدول العربية على رغم أنه الأكثر عدالة، والأكثر تعزيزا لمسار الديمقراطية التي تنتج حرية حقيقة وتداولا على السلطة (سيشير البعض هنا إلى رفض حماس لنظام القائمة النسبية الكاملة، مع أنها تقبل به بنسبة عالية، وينسون أن فتح هي التي صممت النظام الحالي – نصف للقائمة النسبية ونصف للدوائر- وتريد تغييره من دون مرجعية المجلس التشريعي بعدما تبين أنه لا يخدمها، كما ينسون أن ثلثي الشعب الفلسطيني في الخارج وأراضي 48 مغيبون عن الانتخابات رغم أن أكثريتهم وفق نظام القائمة النسبية سيصوتون لحماس). ما ينبغي الاعتراف به ابتداءً ولا ينكره أي منصف هو أن ظاهرة التدين في المجتمعات الإسلامية هي الأكثر اتساعا منذ قرون، مما يعني وفق المنطق الطبيعي أن يحظى المتدينون بقدر من الشعبية حين يخوضون أي انتخابات هنا وهناك، لكن حدوث العكس له أسبابه التي ينبغي التوقف عندها. هناك بالتأكيد بُعد له علاقة بثقافة التدين الجديدة التي أشاعتها بعض الدوائر السلفية التقليدية، وهي ثقافة تنشر قيم الخلاص الفردي التي لا صلة لها بالعمل الجماعي أو المجتمعي. كما تنشر بين الناس مقولة « من السياسة ترك السياسة »، مع أنها لا تترك سوى السياسة المعارضة، أما المؤيدة فتبقي عليها، بدليل أنها لا تكف عن الحديث عن طاعة ولاة الأمر، لكنها تحرّم المشاركة في الانتخابات خلافا لرأيهم، الأمر الذي تفضله الأنظمة تبعا لمساهمته في تحجيم التيار الإسلامي المسيّس. واللافت هو لقاء هذا التيار مع الآخر الصوفي في ذات الخط السياسي على رغم خلافهما الشديد في الفقه والاعتقاد. يذكر أن هذا اللون من التدين لا ينتشر بين الناس بقوة الإقناع، بل لأنه يمنح المنابر والفرص للفعل والتأثير، ولو تعرض للمنع كما هو حال الآخرين لانحسر تأثيره إلى حد كبير، مع العلم بأن الحرب عليه ستبدأ حال انتهاء المهمة المبرمجة ممثلة في محاربة الإسلام السياسي، ومن يعتقد أن الأنظمة ستسمح لأي تيار بتغيير منظومتها الفكرية والاجتماعية بسهولة فهو واهم كل الوهم. على أن السبب الأهم الذي يقف خلف التراجع الانتخابي للإسلاميين هو تراجع قناعة الناس بجدوى الديمقراطية المبرمجة التي طبقت في عدد كبير من الدول العربية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وهي قناعة تتجلى في بعدين؛ يتمثل الأول في عزوف كامل عن المشاركة، الأمر الذي يتبدى بوضوح في تراجع نسب التصويت بصورة مذهلة، كما وقع في الجزائر والمغرب بشكل خاص، بينما ينعكس من جهة أخرى في ظاهرة الانحياز للبعد القبلي أو نواب الخدمات الأقدر على الحصول على منافع للناخبين، إلى جانب ظاهرة بيع الأصوات لمن يشتري من رجال الأعمال الراغبين في الحصول على مقعد نيابي. حدث ذلك لأن اللعبة الديمقراطية القائمة في عدد من الدول العربية لم تعد مقنعة للكتلة العريضة من الجماهير، وبالطبع بعد أن ثبت أنها منحت مزيدا من الشرعية للأوضاع القائمة بكل ما فيها من بؤس بدل المساهمة في تغييرها. من الأسباب التي أفقدت الناس حماسهم للمشاركة في الانتخابات؛ تلك المتعلقة بأداء الإسلاميين أنفسهم، وهو أداء شابه الكثير من الإشكاليات التي تبدأ من عملية اختيار المرشحين على نحو يعكس التوازنات الداخلية في الجماعات والأحزاب أكثر مما يعكس مبدأ الكفاءة والقرب من الجماهير والتعبير عن هواجسها، ثم تمتد لتشمل الأداء النيابي بعد الفوز، وهنا يمكن القول إن اللعبة قد كشفت عورة بعض الإسلاميين في علاقتهم بالسلطة والمكاسب التي تمنحها للنواب المعارضين من أجل إسكاتهم، لاسيما المكاسب الشخصية (يجري تبرير بعض هذا السلوك بالقول إن الحكومات لا تمنح مكاسب لدوائر النواب الذين يعارضونها، وهو تبرير سخيف في واقع الحال لأن الأصل أنهم نواب وطن وليسو نواب دوائر يشترون المكاسب لحفنة من ناخبيهم بالدفع من جيب قضية التغيير التي خرجوا يدافعون عنها)، ولعل الدليل الأبرز على رفض الجماهير لهذه اللعبة هو انحيازهم للنواب الأكثر قوة ومبدأية، والذين ما زالوا يفوزون رغم تراجع القناعة باللعبة بشكل عام، الأمر الذي تأبعناه مؤخرا في الكويت بفوز من عرفوا بنواب « التأزيم ». وعموما يمكن القول إن الجماهير لم تشعر أن الكتل الإسلامية في البرلمانات قد عبرت بالقدر الكافي، والأهم، بالقوة الكافية عن ضميرها ومصالحها (للحالة الكويتية خصوصيتها التي لن نركز عليها هنا، والتي تتعلق بطبيعة نظام الحكم وطبيعة القوى الإسلامية ذاتها من أخطاء حراكها ومعاركها وخلافاتها، فضلا عن التفوق الكبير للبعد القبلي وانحياز الناس لنواب الخدمات أكثر من نواب السياسة في بلد ليس ثمة أفق حقيقي لتغيير طبيعة الحكم فيه). هناك جانب لا بد من الإشارة إليه يتمثل في أن القوى الإسلامية لم تعد الممثل الوحيد للهوية الإسلامية في بلاد يخوض الانتخابات فيها مستقلون بعضهم ينسجم مع المظاهر الإسلامية، مما يعني أن التصويت لم يعد يعبر بالضرورة عن الهوية، بقدر ما يعبر عن القناعات، وهنا يبرز ميل الغالبية نحو العزوف عن اللعبة برمتها تبعا لعدم القناعة بها كما أشير من قبل. نأتي إلى القراءة المتعسفة لتراجع الإسلاميين في البرلمان، والتي تراه مؤشرا على انحسار الظاهرة الإسلامية برمتها، وأقله الإسلام السياسي. وهنا يمكن القول إن اتساع نطاق الظاهرة الإسلامية بكل تجلياتها المتمثلة في مظاهر التدين العديدة أمر لا يماري فيه عاقل، وإذا وقع التركيز على الإسلام السياسي، فإن الرد هو أن ذات الحركات التي تتراجع في البرلمانات ما زالت متقدمة في الجامعات والنقابات، في حين أن حركات إسلامية مسيّسة ترفض لعبة البرلمان بصيغتها الحالية، وتصر على ديمقراطية حقيقية مازالت تتمتع بالكثير من الشعبية مثل حركة العدل والإحسان في المغرب. في هذا السياق، وإضافة إلى الأسباب التي ذكرت آنفا بخصوص أسباب التراجع في الانتخابات البرلمانية، يبرز سبب آخر يتعلق بهامشية حضور الحركات الإسلامية المسيّسة خارج الطبقة الوسطى الآخذة بدورها في الانحسار بفعل الأزمات المالية وشيوع الفساد والتوزيع غير العادل للسلطة والثروة، بل وهيمنة فئات محدودة على السلطة والثروة في آن. إنها معضلة يجب على القوى الإسلامية الالتفات إليه عبر تبني مطالب الفقراء والعمال، وخوض نضال اجتماعي لصالح همومهم وقضاياهم، لاسيما أنهم باتوا الأكثرية في أكثر الدول العربية. والحق أنه إذا لم يتدارك الإسلاميون هذه المعضلة ويبتكروا وسائل جديدة للعمل السياسي والنضال الجماهيري السلمي القادر على التغيير الحقيقي والشامل لمنظومة الحكم، حتى لو وقع الإبقاء على مشاركة برلمانية رمزية، وبالطبع معطوفة على عمل دعوي واجتماعي فاعل، إذا لم يحدث ذلك وصولا إلى وقف مهزلة استئثار نخب محدودة بالسلطة والثروة، فإن شعبيتهم ستواصل التراجع من دون أن يعني ذلك تراجعا للظاهرة الإسلامية أو صعودا لتيارات أخرى مناهضة لها كما هو حال التيارات العلمانية واليسارية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 جوان 2009)

شقيق الوليد بن طلال ينادي بالحجر على اموال اخيه


صعد الأمير خالد بن طلال هجومه على شقيقه الملياردير السعودي الأمير الوليد حيث وصفه بأنه « يعاني من جنون العظمة » وأن « الحل هو بالحجر على أمواله ومنعه من السفر حتى يصحح مساره ». ولم يصدر عن مكتب الوليد بن طلال اي رد على الحوار الذي نشره موقع جريدة لجينات الالكترونية في 27 يونيو/حزيران. وفي الحوار، قال خالد بن طلال في رد فعل على عرض شركة روتانا التي يملكها الوليد بن طلال فيلما سينمائيا للعامة في بعض المدن السعودية « إن أهداف الأمير الوليد وغيره تتلخص في سعيهم لفتح المجال على مصراعيه لإحداث تغيير فكري يقلب الأعراف الدينية والأخلاقية، بحيث يستطيعون أن يدخلوا ما يريدون من أفكار كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية علناً ». وتمنع السعودية اقامة العروض السينمائية في صالات عامة على خلفية دعوى مخالفتها للطابع المحافظ للمجتمع السعودي. وقد احتل الوليد بن طلال على مدى سنوات مراتب متقدمة على قائمة مجلة فوربس لاثرى اثرياء العالم حيث تقدر ثروته حاليا بـ 17 مليار دولار. وقد برز الخلاف بين الشقيقين على مدى العقد الماضي، وهي خلافات كما وصفها خالد بن طلال قد اتخذت طابعا شخصيا في البداية. حيث قال خالد بن طلال ان خلافه مع اخيه اتخذ طابعا شخصيا على مدى 14 سنة، الا انه اضاف « بعد التوبة والحمد لله فإن انتقادي له لدوافع شرعية ، أما الدوافع الشخصية فقد انقطعت تماماً ». وكان الامير خالد قد اودع في السجن بعدما اطلق الرصاص بشكل عشوائي خلال محاولة اقتحامه لبرج المملكة الذي يملكه اخوه الوليد بن طلال في العاصمة الرياض بينما كان البرج الذي يعد الاطول في السعودية طور الإنشاء في حينها. وحول السبب وراء توقيت صدور هذا الانتقاد قال خالد بن طلال انه كان يتحاشى نقد أخيه الوليد، إلا ان « الكيل طفح من تصرفاته » حسب تعبيره، متهما إياه « بمخالفة الشريعة الإسلامية، وآخر مخالفاته تحقيق مشروعه السينمائي في المملكة ». وقد اتسمت شخصية الامير خالد بن طلال بمسحة دينية ظاهرة على مدى السنوات التسع الماضي والتي وصفها في الحوار بانها « توبة » لا ترتبط باي سبب عدا انه أحس « فجأة بالتقرب إلى سماع تلاوة وقراءة القرآن الكريم والتقرب من الصالحين ». (المصدر: وكالة انباء ( ب ب س- عربي) بتاريخ 29  جوان 2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

الأحد، 1 يونيو 2008

Home – Accueil – TUNISNEWS 8 ème année, N° 2931  du 01.05.2008  archives : www.tunisnews.net   المؤتمر من أجل الجمهـــــــــــــــــــــــــــــــــورية: بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.