الثلاثاء، 29 مايو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2562 du 29.05.2007
 archives : www.tunisnews.net


 

فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين القدس العربي :صحافي تونسي يشتكي من تلقيه تهديدات بالقتل القدس العربي: تونس وايطاليا تبحثان قضية الهجرة وسبل تنظيمها الصباح: مصريون «حارقون» جرهم التيار نحو السواحل التونسية رويترز :مخيم « فخم » للمهاجرين غير الشرعيين يثير جدلا في جزيرة ايطالية الصباح :تونس – إيطاليا:مشروع مذكرة تفاهم ثنائية في مجال إدارة القضاء رويترز: تونس تزيد منح المدرسين قبل إضراب مقرر يوم الثلاثاء القدس العربي: نجاح جماهيري كبير لأول فيلم تونسي يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس عبد القادر شوكات: اتحاد الطلبة بين الواقع و المنشود منير أبو جهاد: نخبوية المعارضة وشمولية الفساد الحبيب أبو وليد المكني: بين المقالة الخلدونية و القياس الفاسد الوسط التونسية: تونس:جهات سياسية رسمية تبدي قلقها تجاه تضييع فرص للاصلاح مرسل الكسيبي: الغيرة الوطنية ليست كسرا للعظام وانما تصحيح للمسارات الموقف: التجديد يتحول إلى « الديمقراطي التقدمي الواسع » فهل يُقدم الإضافة المرجوة للساحة السياسية؟ الحياة: «نسمة تي في» تشن حرباً على القنوات المشرقية… وتتحدى «ستار أكاديمي» الشرق الأوسط الصباح: كتاب «ابن خلدون مرآة الجوكوندا»:ابن خلدون بين مديح الغرب وشتائــم العـــرب! الصباح »:اتحاد الكتّاب التونسيين يستضيف الدكتور المنجي الكعبي الموقف :مصدر: مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصري لقدس العربي: اغتيال شيخ خطاطي العالمين العربي والإسلامي اثر اقتحام منزله القدس العربي: لجنة دولية تؤكد مقتل 300 استاذ جامعي وهجرة اكثر من 3000 آخرين من العراق موقع سويس إنفو:مصدر : مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصريا توفيق المديني :معركة خلافة وولفويتز محمد جابر الأنصاري: إنجازاً للنهضة لا بد من «ائتلاف» المحافظين والمجددين! د. محمد سليم العوّا: ملامح من الوسطية السياسية الياس خوري: تفكك اللغة

عبد الباري عطوان:ا لقاعدة وصلت لبنان


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@gmail.com تونس في 29/05/2007

فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 
أعلن الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن رغبته في تسليم مشعل القيادة لإحدى الكفاءات الشابة من الناشطين الحقوقيين و قد ورد في الرسائل الموجهة لأعضاء الجمعية ما يلي :

 » إيمانا منّي بسنّة التداول على المسؤولية فقد سبق لي أن عبّرت قبل انتخابات 2005 عن رغبتي في إحالة مسؤولية الرئاسة إلى الكفاءات الشابة من بين الأعضاء الناشطين في الجمعية لكن إلحاح عدد كبير من أعضاء الجمعية على تجديد ترشحي دعاني لأن أستجيب لذلك على شرط أن لا أترشح مرّة أخرى. و وفاء منّي لتعهدي فإننّي لن أترشح من جديد. و حيث انتهت المدة النيابية الحالية فإنني أطلب من جميع الراغبين في الترشح الإعلان عن ذلك بتحرير طلب يقع إيداعه بمكتب الجمعية في أجل لا يتجاوز 7 جوان 2007 .

و نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها الجمعية نتيجة للمحاصرة المتواصلة من طرف البوليس السياسي لأعمال الجمعية فإن الانتخابات ستتم إن شاء الله يوم 21/06/2007 و إن تعذر ذلك فسيتم الانتخاب عن طريق المراسلة مثلما حصل ذلك في المرة السابقة.

لذا فالرجاء موافاة كتابة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بترشحكم لعضوية الهيئة المديرة للجمعية في أجل لا يتجاوز يوم 7 جوان 2007 وسنوافيكم خلال الثلاثة أيام الموالية لذلك التاريخ بأسماء المترشحين لتمكينكم من اختيار أعضاء الهيئة المديرة وذلك بمنح صوتكم لمن تجدون فيه الإخلاص في خدمة أهداف الجمعية و ندعوكم للحضور بالجلسة العامة الانتخابية التي ستنعقد يوم الخميس 21/06/2007  على الساعة الخامسة مساء بمقر الجمعية على أنه في صورة عدم انعقاد الجلسة العامة الانتخابية في الموعد المحدد فإنكم مطالبون بالاقتراع و ذلك باختيار سبعة من بين المترشحين و إرسال أسمائهم لكتابة الجمعية في أجل لا يتجاوز يوم 25/6/2007 و هو اليوم الذي سيقع فيه فتح الرسائل و فرز الأصوات على الساعة السادسة بعد الزوال بحضور كل من يرغب في ذلك من بين أعضاء الجمعية و نذكركم بمقتضيات الفصل 12 من القانون الداخلي للجمعية. » و في حفظ الله دمتم و السلام رئيس الجمعية                                                                               الأستاذ محمد النوري


صحافي تونسي يشتكي من تلقيه تهديدات بالقتل

 
لندن ـ القدس العربي: اشتكي صحافي تونسي مستقل من تلقيه تهديدات بالقتل عبر الهاتف، معتبرا ان التهديدات سببها نشاطه المهني في وسائل اعلامية في الخارج. وقال سليم بوخذير في اتصال مع القدس العربي امس الاحد انه تلقي ليل الخميس الجمعة الماضيين اتصالا هاتفيا من مجهول كال له الشتائم والكلام البذيء وهدده بالقتل. واصر بوخذير، وهو صحافي مستقل عُرف بنشاطه المهني والحقوقي الذي جلب له الكثير من المتاعب مع سلطات بلاده، علي ان المتصل لا بد ان يكون من البوليس السياسي المكلف بمراقبة تحركاته ونشاطه المهني . وقال ان المكالمة وردت بعد 24 ساعة من تصريحات ادلي بها لقناة الحوار الفضائية من لندن، اتهم فيها اقارب الرئيس بن علي باستغلال نفوذهم. واضاف ان المكالمة جاءت بعد أسبوع تقريبا من الاعتداء عليّ بالعنف الشديد بالعاصمة، علي يد بلطجي مجهول استقدمه اعوان البوليس السياسي بهدف الانتقام مني إثر نشري مقالات (في وسائل اعلام عربية) عن مسؤولية احد اقارب الرئيس بن علي في كارثة حفل ستار أكاديمي بمسرح صفاقس. وقال بوخذير انه يأخذ التهديدات الاخيرة علي محمل الجد، وعليه يحمّل النظام التونسي مسؤولية ما قد يلحق به من اذي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)

 

تونس وايطاليا تبحثان قضية الهجرة وسبل تنظيمها

 
تونس ـ يو بي أي: بحث رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي امس الاثنين مسألة الهجرة الي ايطاليا والوسائل الكفيلة بتنظيمها مع وزير العدل الايطالي كليمانتي الذي يزور تونس حاليا. وقال ماستيل في أعقاب هذه المحادثات انه استعرض مع الغنوشي العلاقات بين تونس وايطاليا علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي التي تعد نموذجا في المنطقة علي حد وصفه . وأضاف أن هذه المحادثات كانت مناسبة للتطرق لمسألة الهجرة والوسائل الكفيلة بمزيد تنظيمها ، مشيرا في الوقت نفسه الي تلاقي وجهات نظر البلدين حول هذه المسألة. ويأتي تنظيم هذه المحادثات في الوقت الذي تستعد فيه تونس لاستضافة مؤتمر وزاري دولي لبحث السبل الكفيلة بمكافحة الهجرة غير الشرعية في نهاية العام الجاري بمشاركة وزراء وخبراء من الدول الافريقية والمتوسطية. يشار الي أن موضوع الهجرة غير الشرعية يلقي منذ فترة بظلاله علي مجمل التّحركات السياسية والاتصالات الدبلوماسية بين العواصم الأورو-مغاربية، وبدأ في الآونة الأخيرة يتفاعل ويأخذ منحي دراماتيكيا وسط تزايد تدفق المهاجرين غير الشرعيين علي السواحل الايطالية والاسبانية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2007)

مصريون «حارقون» جرهم التيار نحو السواحل التونسية

 
ذكرت جريدة  الوفد المصرية على لسان نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية السفير هشام خليل أن أعوان الحرس البحري التونسي  كشفوا النقاب عن عملية ابحار خلسة الى الشواطئ الايطاليـــــة  على متن قارب وانقذت مجموعة من المصريين ضمن  ركاب القارب الذي كان يحمل مجموعة كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين. الرحلة حسب ما أفادت الصحيفة انطلقت من احد الموانئ الليبية في اتجاه جزيرة لامبدوزا الايطالية لكنهم وبعد سير عشرات الاميال  ضلوا طريقهم فجاعوا وعطشوا ونفدت مؤنهم ومن حسن حظهم  ان قادهم التيار الى السواحل التونسية وهناك رصدتهم عيون أعوان الحرس البحري فقاموا بانقاذهم واسعافهم  في انتظار عملية ترحيلهم الى بلدانهم. خاصة وان المركب لم يكن يضم في صفوفه مصريين فحسب وإنما  شبان من مختلف الجنسيات. وقد اكدت السفارة المصرية في تونس  صحة الخبر دون أن تحدد عدد المصريين المحتجزين. نعيمة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 ماي 2007)


مخيم « فخم » للمهاجرين غير الشرعيين يثير جدلا في جزيرة ايطالية

 
لامبدوسا (ايطاليا) (رويترز) – اختفت الاسلاك الشائكة وتبدو عنابر النوم بسيطة ولكنها نظيفة. انه الشكل الجديد لمخيم اللاجئين في جزيرة لامبدوسا. قبل عامين تعرضت الجزيرة وهي نقطة عبور رئيسية لالاف من مهاجري القوارب الذين يبحثون عن حياة أفضل في اوروبا لانتقادات شديدة بسبب القذارة وسوء المعاملة في المخيم المكتظ. وتغير الوضع الآن وفي القريب سيحل محله موقع اكثر اتساعا ومكيف الهواء مع تعهد ايطاليا بتوجه أكثر إنسانية في حربها ضد الهجرة غير المشروعة. غير أن الخطة لم تحظ بقبول من سكان الجزيرة الذين قدموا شكاوي ترددت في جميع انحاء اوروبا مفادها ان الساسة يهتمون بالمهاجرين غير الشرعيين أكثر من اهتمامهم بمواطنيهم. وهذا الشهر بعثوا برسالة واضحة لحكومة رومانو برودي التي تمثل يسار الوسط بالتصويت بشكل جماعي لصالح ائتلاف يميني يضم حزب رابطة الشمال ليدير الجزيرة. وكان حزب رابطة الشمال قد فقد منذ فترة طويلة الامل في كسب ود الجنوب الفقير. وقالت انجيلا مارافنتانو نائبة رئيس البلدية الجديدة والوحيدة من حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة التي تفوز في انتخابات الى الجنوب من توسكاني « لا يوجد مستشفى لائق في لامبدوسا ومدارسها تنهار بكل ما تعنيه الكلمة والان يريدون افتتاح فندق فخم للمهاجرين.. مستحيل. » وتقع لامبدوسا في اقصى جنوب ايطاليا وتبعد 113 كيلومترا فقط عن ساحل افريقيا وهي ترمز للمعضلة التي تواجه الحكومات الاوروبية التي تتصدى للهجرة غير الشرعية. وأدانت دول العالم القوانين الاكثر صرامة التي أصدرتها حكومة يمين الوسط السابقة في ايطاليا الا انها لم تمنع وصول 74 ألف مهاجر للجزيرة في السنوات الخمس الماضية وهو رقم يتجاوز تعداد سكان الجزيرة البالغ ستة الاف نسمة أكثر من 12 مرة. وأثار موقف برودي الاكثر تساهلا وشمل اقتراحا بتقديم أموال للمهاجرين « سرا » للعودة لديارهم هجوما شديدا في بلد يري 43 في المئة من سكانه ان المهاجرين يمثلون تهديدا أمنيا حسبما جاء في استطلاع اخير للرأي. واصبح المخيم القديم في لامبدوسا الذي افتتح في عام 1998 مرادفا للبؤس بعدما كشف صحفي متخف ظروف المعيشة المروعة والازدحام المفرط المزمن وسوء معاملة الشرطة التي بلغت حدا خطيرا. ووصفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة المخيم بانه متهالك وضغطت على السلطات للسماح بتواجد موظفين معنيين بالشؤون الانسانية طوال الوقت في المخيم حيث يتحدد مصير المهاجرين سواء بالطرد او الحصول على حق اللجوء. وسمحت السلطات بذلك في العام الماضي ويقول موظفو الاغاثة ان الاوضاع تحسنت منذ ذلك الحين. ووصل موسى عبد الرزاق لشاطيء لامبدوسا مع سبعة اخرين من تونس على متن قارب مطاطي طوله أربعة امتار وصرح لرويترز حين سمح للصحفيين بزيارة المعسكر لاول مرة « نلقى معاملة جيدة والناس يحسنون معاملتنا. » ويكلف إيواء المهاجر الواحد الحكومة الايطالية 50 يورو (67 دولار) يوميا ولكن المركز ليس فندق ذو خمسة نجوم. كما أن المخيم الجديد الذي يفتح الشهر المقبل لن يكون كذلك أيضا. وتتسع مبانيه المشيدة من ألواح من الحديد الى 700 شخص بينما بلغت سعة المركز القديم 194 في المركز القديم وتصطف بداخلها اسره بسيطة. ويضم المخيم مقصفا ووحدة طبية ومنطقة للعبادة ومكاتب للشرطة. ويحق فقط للعاملين في المركز فتح نوافذ عنابر النوم ولن يسمح للمهاجرين بمغادرة المكان. والى جانب ذلك تتخذ اجراءات امنيه تهدف لعزلهم باقصى قدر ممكن عن بقية الجزيرة وسكانها. ويقول سكان الجزيرة أن صور القوارب المتهالكة المحملة بمهاجرين بائسين يصلون للشاطيء تضر بصناعة السياحة. وبوسع الجزيرة الصخرية التي حبتها الطبيعة بمياه لازوردية وكهوف بديعة الى جانب شواطيء شهيرة تلجأ اليها السلاحف البحرية لوضع البيض ان تكون مزارا لتمضية العطلات. ولكنها مثل معظم جنوب ايطاليا تعاني من عقود من الاهمال وسوء الادارة. وتشوه كتل اسمنتية مؤذية للعين ومبان شيدت بشكل غير قانوني الجزيرة التي تفتقر لمياه شرب خاصة بها وتضم محطة تحلية مياه غير صالحة وسوء وسائل النقل لبقية البلاد وتضم منشات طبية اساسية فقط. واستغلت السلطات المحلية المنتخبة حديثا حالة الاستياء من المركز الجديد للمهاجرين ولا تبدي اي نية لتقديم تنازلات. وقالت مارافنتانو من حزب رابطة الشمال « اذا لم يمنحونا مدرسة جديدة سأخذ جميع الاطفال لمخيم المهاجرين ليدرسوا هناك. » وقررت مارافنتانو التي ترفع شعار « سادة على ارضنا » دخول المعترك السياسي قبل سبعة اعوام حين توفيت صديقتها البالغة من العمر 60 عاما بأزمة قلبية لم تفلح منشآت صحية محلية في التعامل معها. وكتبت مارافنتانو لجميع الاحزاب السياسية احتجاجا ولكن لم يصلها رد الا من حزب رابطة الشمال الذي لم يفوت فرصة لكسب موطيء قدم في الجنوب الذي اراد منذ فترة ليست بعيدة فصله عن بقية ايطاليا. وتقول عن أول لقاء لها مع زعيم الحزب امبرتو بوسي « اكتشفنا اننا نهتم بنفس الامور ».وكان بوسي قد صرح من قبل بانه ينبغي اطلاق الرصاص على قوارب المهاجرين. وتضيف مارافنتانو « الهجرة قنبلة موقوتة توشك ان تنفجر. » من سيلفيا الويسي (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 28 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

تونس تزيد منح المدرسين قبل إضراب مقرر يوم الثلاثاء (29 ماي 2007)

 
تونس (رويترز) – قالت الحكومة التونسية يوم الاثنين انها قررت زيادة منحة أخرى لمدرسي التعليم الاساسي في البلاد قبل يوم واحد من اضراب دعت إليه نقابة التعليم الاساسي يوم الثلاثاء. وقال بيان صادر عن الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية يوم الثلاثاء » تقديرا للرسالة النبيلة التي يضطلعون بها وحرصا على مزيد العناية بظروف عملهم تسند مرة واحدة في بداية كل سنة..تبلغ قيمتها 180 دينار (150 دولار). » ولكن نقابة التعليم الاساسي التي كانت قد أعلن عن الاضراب في وقت سابق يوم الاثنين قالت انها ماضية قدما في خطتها عمل الاضراب يوم الثلاثاء للمطالبة بتحسين الاوضاع الاجتماعية للمدرسين من خلال زيادة المنح وتسهيل حركة نقل المعلمين من مدينة لاخرى. وقال الطاهر ذاكر وهو عضو في نقابة التعليم الاساسي لرويترز ان  » النقابة قررت الدخول في اضراب عن العمل غدا الثلاثاء بعد وصول المفاوضات مع وزارة التربية الى طريق مسدود ». ويتجاوز عدد مدرسي التعليم الاساسي في تونس 50 الف مدرس. وقال ذاكر إن عدم استجابة الوزارة الى مطالب زيادة المنح وتخفيض ساعات العمل وتسهيل حركة نقل المدرسين من مدينة الى اخرى هي التي دفعت لاعلان الاضراب. واضاف البلاغ الحكومي ان الزيادات تأتي رغم الصعوبات التي تواجهها البلاد جراء ارتفاع اسعار المحروقات والمواد الاساسية في الاسواق العالمية. واضاف لرويترز « حركة نقل المدرسين يجب ان تكون اكثر مرونة ولا يجب ان تتحدد حسب ولاء وانتماء المدرس او من خلال المحسوبية. » وقال ان النقابة تطالب الوزارة بالشفافية وبضبط حركة النقل حسب الاولويات. وتتعامل وزارة التربية مع المئات من طلبات النقل كل عام لكن النقابة تريد ان تستجيب الوزارة لاكثر من ذلك. ويأتي هذا الاضراب بعد اضرابات متتالية شنها مدرسو التعليم الثانوي للمطالبة برفع اجورهم وزيادة المنح. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 28 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

أخبار جريدة « الصباح »

 
 
بين تونس وجنوب افريقيا

تم إلغاء التأشيرة لحاملي جوازات السفر الديبلوماسية والخاصة أو الرسمية بين تونس وجنوب افريقيا عملا بالاتفاق المبرم ببريتوريا في 9 جويلية 2004 بين حكومتي البلدين. قصر للعلوم

سيتم خلال الفترة القليلة القادمة انشاء قصر العلوم في المنستير للتعريف بالثقافة العلمية.. ومن المنتظر أن يكون هذا «القصر» على صلة بمنتجات الجامعات التونسية في مجالات البحوث والدراسات والاكتشافات العلمية.. يذكر أن مجلس النواب صادق على انشاء هذا الفضاء العلمي الأول من نوعه في البلاد.. الامتحانات الجامعية
أنهت كل المؤسسات الجامعية تقريبا امتحانات الدورة الاولى للسنة الجامعية 2006/2007 وينتظر أن تبدأ عمليات التصريح بالنتائج خلال هذا الاسبوع لتتواصل في بعض الكليات الى غاية يوم 9 جوان على أن تكون الدورة الثانية في أغلب المؤسسات الجامعية بداية من يوم 11 جوان. لــــزمـــة
حددت وزارة النقل قائمة الخدمات الداخلة في مهام ديوان الطيران المدني والمطارات والتي يمكن أن تكون موضوع لزمة. وضبطت هذه الخدمات بـ: ـ الخدمات الأرضية لفائدة الطائرات في المربض ـ الخدمات الأرضية لفائدة المسافرين داخل المحطة الجوية وخارجها ـ الخدمات المتعلقة بالبريد وبالشحن الجوي ـ استغلال المطارات المفتوحة للجولان الجوي العمومي أو أجزاء منها ولا يمكن اسناد اللزمة الا بعد موافقة وزير النقل ووزير الداخلية والتنمية المحلية ووزير المالية. التجـــنيد
تبدأ يوم الخميس القادم الاول من جوان عمليات التجنيد الخاصة بالدورة الثانية لسنة 2007 التي ستتواصل الى غاية 30 من نفس الشهر بمراكز التجنيد والمعتمديات. مقترحــات
تنكب القيادة النقابية منذ فترة على اعداد مقترحات عملية تخص تطوير بعض الفصول من مجلة الشغل. وعلمت «الصباح» أن هذه المقترحات ستطال مسألة عقود الانتداب وأشكال التشغيل وغيرها. خـــلافات
علمت «الصباح» وجود خلاف صلب اعضاء المبادرة الجديدة المتعلقة بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وذلك بسبب صدور بيان في الآونة الأخيرة لم تكن بعض الاطراف صلب المبادرة على علم به، بل فوجئت بوجوده في الصحافة الوطنية.. وهو ما اعتبرته الاطراف «تجاوزا» في مستوى التنسيق. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 ماي 2007)

تونس – إيطاليا: مشروع مذكرة تفاهم ثنائية في مجال إدارة القضاء

 
تونس-الصباح: أدى السيد كليمانتي ماستيل وزير العدل الايطالي يوم أمس زيارة عمل إلى تونس تقابل خلالها مع نظيره التونسي السيد بشير التكاري وأجرى معه محادثة تناولت سبل تطوير التعاون القضائي بين البلدين.  وقد أشاد الوزير الايطالي خلال اللقاء بالعلاقات بين البلدين وقال إن تونس تعتبر شريكا فاعلا واستراتيجيا وتاريخيا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والقضائية، وأضاف أن تونس تعتبر أيضا نموذجا في بلدان حوض المتوسط في مجال إحلال السلم والأمان في المنطقة، داعيا إلى مزيد التقارب بين الإدارة القضائية التونسية ونظيرتها الايطالية. من جهته أكد السيد بشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان متانة العلاقات بين البلدين وبين أن اتفاقية التعاون القضائي بين وتونس وايطاليا تعتبر من أقدم الاتفاقيات الممضاة بين تونس وبقية دول العالم. وأضاف أن التعاون بين البلدين قائم ومتواصل في المجال القضائي وحل الإشكاليات التي قد تطرأ في المجالين المدني والجزائي.  ويجري حاليا دراسة مشروع مذكرة تفاهم في مجال إدارة القضاء تنظم مجالات عامة للتعاون بين وزارتي العدل بالبلدين على غرار تبادل التجارب والخبرات في مجال إدارة القضاء وتكوين القضاة وأعوان كتابات المحاكم والمشاركة في الملتقيات العلمية. وينتظر أن يتم امضاء المذكرة خلال الاجتماع المرتقب للجنة العليا المشتركة التونسية الايطالية المقرر عقدها في شهر أكتوبر القادم. ومن المقرر أن تسمح الزيارة بمزيد تدعيم علاقات التعاون بين البلدين في المجال القضائي كما ستسمح بمزيد توضيح الرؤى المستقبلية حول التقدم في مراجعة اتفاقية التعاون  القضائي الشاملة الجاري بها العمل في المواد المدنية والتجارية والجزائية وتعويضها باتفاقيات جديدة حسب المجالات المعنية. ويرتبط البلدان باتفاقية تعاون قضائي في المواد المدنية والتجارية والجزائية أبرمت بروما في 15 فيفري 1967 ودخلت حيز التنفيذ في 18 فيفري 1972 ويجري العمل بها بصفة عادية. وكان الوزير الايطالي قد تحادث قبل ذلك يوم أمس مع السيد محمد الغنوشي الوزير الأول بقصر الحكومة في القصبة. وقد تم خلال المحادثة التطرق إلى مسألة الهجرة والوسائل الكفيلة بمزيد تنظيمها جدير بالذكر أن تونس وايطاليا أبرمتا اتفاق صداقة وحسن جوار بروما في 10 فيفري 2003 الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 14 أفريل 2004. وتعد ايطاليا الشريك التجاري الثاني لتونس من حيث حجم المبادلات التجارية والثانية في ترتيب البلدان المستثمرة بتونس. كما يشمل التعاون بين البلدين عدة مجالات أخرى فنية ومالية إلى جانب التعاون القضائي. رفيق (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 ماي 2007)

نجاح جماهيري كبير لأول فيلم تونسي يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس

 

 
تونس ـ القدس العربي ـ من كارم الشريف: بنجاح هام تستمر بقاعات السينما بتونس ومنها المونديال بوسط العاصمة و أميلكار بضاحية المنار، وللأسبوع الثامن علي التوالي عروض الشريط السينمائي التونسي الجديد كلمة رجال للمخرج معز كمون. وسط إقبال جماهيري كبير فاق عدده 50 ألف مشاهد، مع الإشارة إلي انه مازال لم يعرض بعد داخل قاعات السينما ببقية الولايات. ويحقق الفيلم بهذا النجاح النادر حدوثه في تونس إنجازا سينمائيا جديدا يسجل بأحرف من ذهب في سجل السينما التونسية كواحد من الأفلام التي حققت نجاحا تجاريا قياسيا واستثنائيا. ويطرح الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل والنقاش في مختلف الأوساط الثقافية والاجتماعية بتونس، بجرأة كبيرة وغير مسبوقة عدة مواضيع وظواهر اجتماعية هامة وخطيرة لم يتطرق إليها في السينما التونسية من قبل، وشبه مسكوت عنها في المجتمع التونسي منها انتشار ظاهرة الزواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكك الاجتماعي. كما يتعمق في إبراز بعض التغيرات الاجتماعية السلبية التي تمس القيم الإنسانية الإيجابية التي كانت سائدة من قبل. إضافة إلي أن الفيلم يكشف بصراحة عن أسباب تردي الوضع الثقافي والفكري والعلمي ويقدم صورة واقعية عن الممارسات اللاإبداعية التي تسوده. ويعري الفيلم بعض الممارسات الخطيرة التي تحدث في الجامعات ومنها تقديم الأطروحات المشكوك فيها.. ويشارك فيه نخبة من ابرز نجوم التمثل في تونس منهم جمال ساسي وفتحي المسلماني وجميلة الشيحي ورمزي عزيز ولطفي الدزيري ونجوي زهير وهاجر حناشي وسوسن معالج وعبد المجيد الأكحل وسفيان الشعري. وجمع شريط كلمة رجال بين رموز الإبداع السينمائي والأدبي والموسيقي في تونس وهم: منتجه حسن دلدول الذي يعد أحد كبار رموز السينما التونسية ورائد من روادها الكبار الذي كان وراء ظهور اغلب كبار العاملين في المجال السينمائي التونسي من مخرجين وتقنيين ومنتجين وممثلين. وعلي امتداد أكثر من 40 سنة أنتج ـ كليا أو بالاشتراك ـ أكثر من 50 شريطا سينمائيا طويلا تونسيا وعربيا وأجنبيا منها علي سبيل الذكر السقامات للمخرج صلاح أبو سيف و بيروت: اللقاء للمخرج برهان علوية. والطرف الثاني هو الأديب التونسي الكبير حسن بن عثمان صاحب رواية بروموسبور التي استلهم منها الفيلم، وهي متوجة بجائزة الكومار الذهبي التي تمنح سنويا لأفضل رواية تونسية. والطرف الثالث هو الفنان والموسيقار التونسي القدير لطفي بوشناق الذي اشرف علي الجانب الموسيقي للفيلم وأنجز الموسيقي التصويرية وأدي أغنية جنريك النهاية له. والطرف الرابع هو مخرج الفيلم معز كمون الذي يحسب في تجربته السينمائية الأولي مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهي الواقعية والجدية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيه الكثير من الابتكار والإبداع. وهو يمتلك تجربة مهنية ثرية بحكم عمله كمساعد مخرج منذ حوالي 20 سنة مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين التونسيين ومنهم النوري بوزيد وتوفيق الجبالي ، والعالميين منهم المخرج جورج لوكاش في فيلمه حرب النجوم بجزأيه والمخرج انطوني مانقيلا في فيلمه المريض الإنكليزي . وذكر المخرج معز كمون في تصريح إعلامي عن نجاح الفيلم: بكل صدق لم أكن انتظر هذا النجاح الجماهيري الكبير لفيلمي، لأن الظروف التي أنتج وعرض فيها كانت ضده إلي حد ما، من ذلك أن عرضه تأخر أكثر من ثلاث سنوات إضافة إلي إن توقيت عرضه لم يكن مريحا خاصة وأن هذا الموسم عرف عرض ستة أفلام تونسية وكلها عرضت قبله. لكل هذا أنا في ذروة فرحي بهذا النجاح، أولا لأن الفيلم نجح في الدفاع عن نفسه وحقق كل هذا النجاح الباهر وهذا يحسب له. وثانيا لأنني تجنبت بكل قناعة أن استجيب لجميع أنواع الإملاءات والوصاية والإغراءات من أي جهة وكنت صادقا مع نفسي وعملي إلي ابعد حد. وأنا فخور بهذه التجربة لأن الأغلبية من آلاف المشاهدين قبلت أسلوبي وتفاعلت مع الفيلم الذي رأت انه عكس مشاغلها ومشاكلهاواهتماماتها وواقعها بكل صدق وعمق. كما أنني احترم موقف الأقلية التي لم يعجبها الفيلم لعدة أسباب أبرزها انه لم يكن وفيا لرواية الروائي التونسي القدير حسن بن عثمان التي استلهم منها. مع أننا أكدنا أنا وحسن علي أن لكل عمل إبداعي خصوصياته وفق المجال والرؤية الخاصة بصاحبه. وبغض النظر عن أنني صاحب الفيلم الذي لا أنكر صعوبته لأنه يقدم رؤية سينمائية جديدة للواقع التونسي خالية من كل أنواع التوابل التجارية، فإنني أشيد بردة فعل الجمهور الرائعة تجاه هذا الفيلم التي تؤكد أن الناس يفهمون السينما عكس ما يتم ترويجه. وكل هذا سيمنحني دعما معنويا هاما لإنجاز شريطي القادم الذي اخترت أن يكون عنوانه شهرزاد و سيكون مغايرا كليا لفيلم كلمة رجال لكن أحداثه ستدور حول تونس اليوم كما أراها. ويضيف المنتج حسن دلدول في نفس السياق: نجاح يمثل نجاح للإنتاج رغم أن إقبال الجمهور لم يكن وفق التقديرات التي كنت أريدها، إذ أنني كنت أطمح إلي أن يتجاوز عدد مشاهديه 100ألف وأن تتواصل عروضه بالقاعات علي امتداد 15 أسبوعا. ومع ذلك فأنا سعيد جدا بأن يتمكن شريط سينمائي تونسي من تحقيق هذا التميز والتألق ، خاصة وأننا لم نعتد في السينما التونسية إلا نادرا ومع كبار المخرجين، علي البقاء مثل هذه المدة التي مازالت مرشحة للزيادة بما أن الفيلم مازالت عروضه متواصلة. وأتمني أن يواصل المخرج معز كمون تألقه ويدعم هذا النجاح في أفلامه القادمة لأنني أعتبره من السينمائيين الجيدين والحاملين لمشروع قادر علي تحقيق فائدة مهمة وإضافة حقيقية للسينما التونسية، وهذا ما تؤكده تجربته الأولي مع فيلم كلمة رجال . واعتقد أن الفيلم رغم بعض الصعوبات التي اعترضته في البداية ومنها تأخر خروجه إلي القاعات واعتماده علي لغة سينمائية جديدة مغايرة للسينما التونسية المتداولة ، قد حقق عدة نجاحات أخري أهمها انه شد اهتمام الجمهور بمختلف فئاته واهتماماته من خلال الجدل الذي أثاره والنقاش الثري والعميق الذي أدخله علي المشهد الثقافي التونسي وسط أغلب المنابر وخاصة منها وسائل الإعلام التي تفاعلت معه ودعمته وفق إمكانياتها وتصوراتها . وأنا أؤمن بأن ما أنجزه الفيلم هو منتهي ما يبحث عنه كل مخرج ومنتج هدفه الأساسي تقديم سينما جادة ترتقي بالسينما التونسية وتمنحها إشعاعا اكبر. (المصدر: صحيفة « القدس العربي  » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2007)


 

اتحاد الطلبة بين الواقع و المنشود

      تتجه أنظار الطلبة اليوم إلى الاتحاد العام لطلبة تونس باعتبار عديد التجاذبات التي حفت به طيلة سنة كاملة أو ما يزيد عن ذلك عبر عديد المبادرات من القيادة الموحدة إلى المجالس العلمية إلى لجنة الحكماء و أخيرا اللجنة الوطنية لانجاز مؤتمر موحد و يأتي هذا في الوقت الذي تراكمت فيه المشاكل الطلابية و انحصار دور المنظمة الطلابية في الصراعات الفئوية  الضيقة مما افقدها دورها الطبيعي المتمثل أساسا في تأطير الطلبة و الدفاع عن مصالحهم المادية و المعنوية.      و بهذه المناسبة أود إن أشير أن الأهم هو أن تتجه الأنظار إلى استعادة  الاتحاد العام لطلبة تونس  مناضلا حرا و مستقل بدلا من السعي و اللهفة في انجاز مؤتمر لا يفي بطموح الطلبة  ولا يكون في حجم تاريخ الحركة الطلابية ,فالاتحاد العام لطلبة تونس هو نقابة عموم الطلبة و لا يستثني إلا من استثنى نفسه وهو ليس حكرا على الأطراف السياسية  المفترض أن تكون رافدا و داعما له مكونة أبعاده و اتجاهاته السياسية العريضة المتجذرة في حركة فيفري المجيدة.      فاللجنة الوطنية عليها أن تسعى إلى إعادة جماهيرية المنظمة كإحدى أولوياتها من خلال الدعاية الضرورية  داخل الجامعة و توزيع أقصى ما يمكن من الانخراطات بدلا من التقسيط  و اللهث وراء انجاز الانتخابات القاعدية دون مراعاة أبسط أشكال الديمقراطية ودون اعتبار تقاليد الحركة ولا احترام قانون المنظمة ولا نظامها الداخلي.     إن تزايد عدد الطلبة داخل الجامعة التونسية أدى إلى تراكم عديد المشاكل و الذي لم يواكبه تغيير في هياكل المنظمة التي مازالت تفتقد الى الآليات الضرورية التي تمكنها  من الاتصال المباشر بالطلبة و الإنصات إلى مشاغلهم و تأطيرهم  لترسيخ العمل النقابي و الجمعياتي لحمايتهم من كل أشكال التطرف و الانغلاق و سد الأبواب أمام كل المترصدين للحركة الطلابية التقدمية فالاتحاد يجب أن يوفر الفضاءات بمختلف أشكالها من منتديات فكرية ,ثقافية,علمية من أجل ترسيخ الثقافة الوطنية و الممارسة الديمقراطية و العقلانية بعيدا عن منطق الإقصاء و التهميش و نفي الآخر ولا أن ينحصر فعلها في المجال المطلبي فقط .     إن الخروج من الأزمة الحالية لن يمر حتما إلا عبر احترام الأطراف السياسية لشعارات الحركة و بلورتها على ارض الواقع فمطلب التوحيد أصبح ضرورة ملحة الى جانب اقتناعها بمبدأ حرية العمل النقابي والسياسي والحق في الاختلاف و التنوع والصراع  داخل الوحدة و أن تسعى الى أن يكون للاتحاد جمهوره الخاص الذي  من حقه أن يبدي رأيه و يشارك في اختيار قيادته و مراقبتها بعيدا عن كل أشكال الوصاية و الهيمنة الحزبية الضيقة, فمثل هذه العقلية الاحتكارية للمنظمة لا يمكن إلا أن تؤدي الى مزيد  تعميق حالة التشتت و التشرذم التي تعيشها الحركة الطلابية و التي لا تخدم إلا أعدائها سواء التيارات الظلامية أو السلطة و أزلامها. وأننا في هذه الفترة يجب أن نعي جميعا بأن هناك حاجة ماسة لبذل جهد إضافي وجدي وملموس من أجل النهوض بالمنظمة و إعادة جماهيريتها وانجاز هياكل ديمقراطية غير مسقطة على الطلبة فالديمقراطية  ليست شعارا نتباهى به بل هو قيمة مثلى علينا التقيد بها و احترامها.    في الختام المهم هو أن تعيد الاتحاد الى مساره الطبيعي لا الى انجاز مؤتمر تحت شعارات استهلاكية بالمحاصصة بين الأطراف بعيدا عن الطلاب كما أدعو الأطراف السياسية أن تعي دورها الطبيعي و المناط بعهدتها وهو أن تمثل صمام أمان الاتحاد عند الأزمات عبر الترويج له و الدفاع عنه.        عبد القادر شوكات      مناضل في الاتحاد العام لطلبة تونس   

تونس في 21 – 5 – 2007

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نخبوية المعارضة وشمولية الفساد

 

منير أبو جهاد

تعتبر المعارضة التونسية من أعجب المعارضات في العالم أجمع. إذ تفردت عن جميع تيارات المعارضة في العصور القديمة والعصر الحديث أيضا. فهي أول معارضة تقوم على عدد قليل جدا من الأشخاص أغلبهم يقيمون خارج حدود الوطن وقلة قليلة جدا منهم يقيمون بالداخل متدثرين بأغطية عديدة. بعضها بمنظمة العفو الدولي وبعضها بالحزب الديمقراطي التقدمي والبعض الآخر متدثر بجمعيات وأحزاب لا شرعية قانونية ولا وجود فعلي لها. ليست سوى أسماء سموا أنفسهم بها ليضمنوا لأنفسهم مقعدا مستقلا في تونس الغد كما صورتها لهم مخيلتهم. فيهم من أخذته العزة فعلا وغلبت عليه كرامته أو ربما عقيدته فتعلق بحبل الإصلاح وعمل له عمله فكرس نفسه ووقته وجهده وماله لأجل قضية آمن بها وملكت عليه وجدانه فكان ما يقدمه ناصعا طاهرا لم تدنسه مطامع سياسية ولا أهواء شيطانية ولا مخططات مستقبلية ومؤامرات وصولية. عملوا وأجهدوا أنفسهم وهم يعلمون أن جزاءهم لن يتجاوز أبدا في أحسن الأحوال « باياص » في السجن الجديد ببرج العامري خاصة وأ عددهم مجتمعين لا يكفي لأن يملأ غرفة واحدة بذلك السجن. فضمنوا أن لن يكون نصيبهم « الكدس ».

        لا أريد أن أذكر أسماءا كي لا أزايد على أحد ولا أزكي أحدا. الله أعلم بهم وسيجزيهم بنواياهم وبما يفعلون.

 

        وهناك أيضا آخرون إنتسبوا للمعارضة كأشبه ما يكون بانتساب عبد الله إبن أبي بن سلول للإسلام. يتربصون الدوائر فإن كانت لهم نالوا منها وإن كانت عليهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون.. حرصوا على المناصب فتجدهم فجأة وبقدرة قادر على رأس حزب أو جمعية لمجرد موقف وقفوه أو خطاب ألقوه. وفيهم من جعل نفسه لصيقا.. يلصق إسمه على كل صفحة وفي كل عريضة ولديه يقين بأن تونس ستصبح يوما مثل العراق فلم لا يكون معارضة العراق… وعبد الحليم خدام ليس عنهم ببعيد. والسودان في بداية المشوار بعد سقوط الصومال.. أو ربما يظن أنه البديل الأفضل للنظام التونسي حسب المعايير الأمريكية  أو حسب ما يقتضيه النظام العالمي الجديد. وفي ظنه أن نظام بن علي متداع متهالك ضعيف في حين أنه من أقوى الأنظمة العربية في الوقت الراهن. فكان أغلب أصحاب هذا المذهب من المعارضة التونسية لا يجرؤ بأي كلمة على النظام الأمريكي البوشوي الجديد.بل تحس في كلامهم شبح لمودة والتملق لأمريكا.. وللأسف هؤلاء لم يتقنوا غير الكلام. لا منهجية لديهم ولا برنامج معارضة حقيقي. ولا حتى شبهة إمتداد شعبي أو إديولوجي سوى ركوب الموجة العلمانية من منظور أمريكي والنباح طوال الوقت على أعداء أمريكا من الجهاديين بمختلف طوائفهم. وحينا تراهم مسلمين لكن إسلام أمريكي أيضا… دعنا ممن يطلقون على أنفسهم اليسار الإسلامي فنصفهم باع للحاكم نفسه والنصف الآخر لازال يخبط خبط عشواء وحده.

 

هل فكر أحدهم يوما أن يوجه خطابه لهذا الشعب المسكين؟. هل إهتم أحدهم يوما بمنح بعض الإهتمام لعامة الناس؟. حين كانت المعارضة التونسية معارضة فعلا.. كان لكل تيار من تياراتها إهتماما فعليا بالناس وإمتدادا عميقا فيهم. فكانت هناك برامج متعددة يسعون لتطبيقها على قاعدة شعبية عريضة جدا ممن كانوا يهتمون بالشأن السياسي لبلادهم. سواء في ذلك الإسلاميون واليساريون والقوميون, فكانت لديهم قدرة كبيرة على تحريك الشارع عند كل شاردة وواردة. أما اليوم فصارت ذلك من التاريخ وصار رموز تلك المعارضة عاجزين حتى على تحريك أطرافهم من أجل التظاهر في الطريق العام. إنعدمت لديهم كل مقدرة وكل رغبة فاستعاب هذا الشعب الذي يريدون أن يحكموه يوما. وإن حدثتهم عن ذلك نظروا لك باستخفاف وكأنك تتحدث عن أتفه ما يمكن الحديث عنه. وكأنهم منشغلون ببناء صرح رهيب…

هذا للأسف حال المعارضة عندنا وتلك صورتها المقطعة الأطراف كتقطع قلبي وأنا أتأملها.. معارضة لو إجتمع كل أعضاءها اعجزوا عن ملإ زنزانة واحدة من زنازين برج الرومي. ويفكرون في ملإ البرلمان ومجلس الوزراء وقصر الرئاسة والمجلس الإستشاري الخ.. الأمر في بلادنا مأساة كبيرة أكبر بكثير من هته المعارضة البائسة.. فمتى ترى تكبر المعارضة حتى تصبح في مستوى مأساة البلاد التونسية…

 


بين المقالة الخلدونية و القياس الفاسد

الحبيب أبو وليد المكني

 Benalim17@yahoo.fr

 

         على هامش الجدل حول مصالحة لا ندري على أي أساس ستنبني لأنها تطالب جانبا من المعادلة باستسلام لا تقبله حتى الدواب بما وضعه الله فيها من غريزة حب البقاء فنراها تكافح إلى آخر رمق ، مؤمنة بحظوظها في الدفاع عن وجودها ، طالعت مقالا للدكتور خالد شوكات الذي عرفناه رجلا اضطرته الظروف ليهاجر حتى بحمي نفسه من « هيجة » استبدادية عرفتها البلاد التونسية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي و لا تزال تعيش على وقعها بدليل هذا الحوار الذي ينشغل به بعض الناس . هيجة لم تفرق بين من يحمل بذور الحداثة و العلمانية و جينات الحرباء التي ستغير لونها مع كل عود تحط عليه  ،و بين من رسخت في كيانه « جرثومة » النضال و تعلقت همته بقيم الحرية و العدالة و الشرف و حسن البلاء في جهاد الأعداء و الاستشهاد لقول كلمة حق في حضرة سلطان جائر . وهي قيم على أية حال لم تعد تليق بمن يبحث له عن مقعد مريح في مجالس الصفوة المختارة و يدرك  أن المال هو قوام الأعمال و لا يهم من أجله التفريط بل « التسامح  » في المبادئ و لا ضرر من التخلي عن هدف تفكيك منظومة الاستبداد العربي الذي كتبنا فيها أطروحة وقع بثها في مختلف الصحف و المواقع الالكترونية و الاستعاضة عنه بأطروحة تبريره بما صار يستحي من عمله  حتى من تبقى على قيد الحياة من رجال دولة بورقيبة و يتصدر للقيام به الدكتور خالد شوكات على أسوء وجه لينتهي في مقاله الأخير ليس لتبيض وجه الاستبداد فحسب بل ليعلن نهاية تاريخ النضال من أجل التغيير على اعتبار أنه في الماضي لم يكن إلا من عمل الغوغاء و المهووسين بطلب الملك  و في الحاضر ليس إلا من عمل « شعراء بتبعهم الغاوون » أو رموز هزيمة مكابرة تتوهم القدرة على مناطحة السحاب ،  يقتفي أثرها مساكين سيقضون أعمارهم في الجري وراء  سراب كاذب …

 

1 ــ حول مقالة العلامة  ابن خلدون  .

       يستند الدكتور شوكات على فقرة جاءت في مقدمة ابن خلدون وهو في ذلك يتفق مع الدكتور الحامدي على أن هذه الأسطر القليلة من الكتاب الشهير كفيلة بنقض بنيان الحركات السياسية ذات المرجعيات الإسلامية من جذورها .و أستسمح القارئ الكريم في الإتيان بهذه الفقرة كما جاءت في مقالات السيدين الكريمين

  : »إن كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك طرق الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله، فيكثر أتباعهم والمتلثلثون بهم من الغوغاء والدهماء ويعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك. وأكثرهم يهلكون في هذا السبيل مأزورين غير مأجورين، لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم، وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه. قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه. وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لا يزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر كما قدمناه. وهكذا كان حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم إلى الله بالعشائر والعصائب وهم المؤيدون من الله بالكون كله لو شاء. لكنه إنما أجرى الأمور على مستقر العادة والله حكيم عليم. فإذا ذهب أحد من الناس هذا المذهب، وكان فيه محقا، قصر به الإنفراد عن العصبية فطاح في هوة الهلاك. وأما إن كان من المتلبسين بذلك في طلب الرئاسة فأجدر أن تعوقه العوائق وتنقطع به المهالك، لأنه أمر الله لا يتم إلا برضاه وإعانته والإخلاص له والنصيحة للمسلمين. ولا يشك في ذلك مسلم ولا يرتاب فيه ذو بصيرة ». (ابن خلدون، المقدمة، الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم. بيروت: دار القلم، الطبعة الخامسة، 1984. ص (159-160).

و حتى لا يلتبس علينا الأمر و نخلط بين منزلة عبد الرحمان بن خلدون العلامة الشهير الذي أسس علم الإجتماع أو علم العمران كما يسميه و وضع بعض القواعد  الحديثة في علم التاريخ وبين عبد الرحمان ابن خلدون السياسي الذي قضى عمره متنقلا بين سلطان و آخر  في المغرب الغربي و الأندلس و في بلاد الشام و مصر دون أن يحدث نفسه على حد ما كتب عنه بالقيام بدور نضالي بمعايير زمانه  في مواجهة الانحطاط السياسي التي كان يعيشه المسلمون ، رغم أن هذا الانحطاط الذي كان من أبرز مظاهره الاستبداد قد وقع عليه  فنال منه الحساد و أصحاب المصالح واضطروه إلى الترحال فوضع نفسه في خدمة هذا الملك و غريمه حتى روي أنه لم يلبث أن وجد نفسه في خدمة تيمورلنك قائد جيش التتار الذي كان يحتل آنذاك بلاد الشام و ما يأتي دونها من أقاليم بلاد المسلمين و كان من جاء قبله  بعشرات من السنين و في مثل منزلته العلمية و الفقهية  العز بن عبد السلام قد هدد ملوك مصر المماليك بإعادتهم إلى العبودية إذا لم ينهضوا للقيام بواجبهم في التصدي لجنكزخان ملك المغول الشهير …

أما ابن خلدون المؤرخ فلم بكن كما يجمع الدارسون في مستوى مقدمته فجاء كتاب العبر من تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، غير متمبز ويظهر ذلك من عنوانه الذي يتحدث عن السلطان الأكبر قي عصر ملوك الطوائف ،و غير متميز عن كنب التاريخ الأخرى من حيث عدم التدقيق في المعلومات و غلبة الكم على الكيف في مختلف فصوله مما بفسر الإهمال الواضح لهذا الكتاب مقارنة بالاهتمام الكبير الذي تتمتع به مقدمته الشهيرة .

 ما جرني للإشارة لهذا الجانب الذي  ليس من عادة المثقفين العرب الخوض فيه لأسباب معلومة و مقدرة هو تقديم  الدكتورين الحامدي و شوكات لتلك الفقرة وكأنها اكتشاف مذهل قادر على إلهام القلوب و تنوير العقول بما لا فبل لها على رده ، أو كأنها آيات من التنزيل الحكبم  لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها  ، و هما بذلك يستفيدان من وزن العلامة ابن خلدون في نفوس المثقفين العرب و الأجانب و ما له من قدر كبير في أوساط الإسلاميين منهم لما له من دور في الربط بيت التراث الإسلامي و فكر الحداثة وهو ما لا يمكن أن تقلل من شأنه مثل تلك السطور الذي مرت علينا منذ حين … وحسبي أن أكون بها قد بينت أننا معشر المسلمين ننزع القداسة عن كل ما بقع بين أيدينا من نصوص و نحصرها في آيات الوحي المنزل من رب العالمين …

وفيما يتعلق بتناول تلك الفقرة الخلدونية التي اشتهرت بيننا هذا الشهر( ماي 2007) كما لم تشتهر من قبل فسيأتي  بيانه في العنصر الموالي .

 

2 ــ القياس الفاسد ..

ما يدعوني للاستغراب حقا هو أن بصدر هذا القياس عن مثقفين يحملان درجة الدكتوراء في اختصاصين لهما علاقة مباشرة بالفكر الإسلامي و الحداثة ، و كان من المنتظر منها أن يكتبا بما يتوفر لديهما من وقت في التدليل على أن ما درج عليه كثير من الإسلاميين والأصوليين من قياس الحاضر على الماضي و اعتماد أسس مجتمع القرن الهجري الأول على أنها هي نفسها أسس القرن الخامس عشر واعتبار أن الحلول التي توصل إليها فقهاء القرون الأولى صالحة لمواجهة حاجة القرون الأخيرة ، هو عمل باطل لا يصدر إلا عن جاهل بسنن التاريخ أنفق عمره بين صفحات كتب التراث  فامتزج عنده الماضي بالحاضر و اختلط لديه الحابل بالنابل فلم يعد يشعر بالفرق بين عهد طلحة و عصر البعير و عهد مارتن لوثر و عصر الكمبيوتر …و لكنها بعض مواصفات ثقافة المناظرة التي يبدو أنها علقت بذهن الدكتور الحامدي نتيجة كثرة المناظرات التي نظمها بين المنتمين  إلى مذاهب مختلفة ثم وجد فيها الدكتور شوكات  ضالته وهو على ما يبدو بمر بمرحلة مراجعة لأفكاره السابقة جعلته بميل إلى أن التغيير الديمقراطي في بلاده هدف صعب المنال و النبيه هو الذي يدرك قبل غيره  في  أي اتجاه ، تهب رياح العولمة و على المنطقة العربية بالذات ، حتى يحتار طريقه ويحدد أسس خطابه …

 

 و إلا فكيف يمكننا أن نفهم السيب الذي يجعل السيدين الكريمين يجمعان بين الحركة الإسلامية في تونس و محتوى هذا النص  التقريري و الاعتباري , وأحدهما كان أحد رموزها في الجامعة وكتب في عشك الحرية و أشواقها ما كتب من عبارات ملهمة وخطب في ساحاتها ما خطب في موضوعات التعددية و القبول بالآخر و الصراع الديمقراطي و الدفاع عن المستضعفين و مواجهة المستكبرين  , و جاهد ما شاء له أن يجاهد من أجل تأسيس المنظمة النقابية الطلابية ثم تحقيق هدف الاعتراف بها .وهو الذي سجل قلمه ما سجل من دعوة المصالحة بين التجمع الدستوري الحاكم في تونس و حركة النهضة التي كان أحد قادتها ، على قاعدة أن ما يجمع بينهما من مبادئ و أفكار هو أكثر تما يفرق و أن الوسطية  هي الصفة الجامعة بين الطرفين  و أن التعاون بينهما من أجل إقامة توازن سياسي جديد بدخل البلاد عصر الحداثة السياسية و الديمقراطية هو الذي يستجيب لمتطلبات الواقع التونسي و يتناغم مع طبيعة كلا الفريقين المتنافسين ، ولم يسجل على الشيح راشد الغنوشي  ، « زعيم فرقة الفواطم أو القرامطة  » كما يوحي بذلك البعض من مقالة الدكتور شوكات ، أنه يعترض على هذا الموقف الذي عبر عنه أحد رفاقه المخلصين ,

 

هل صدرت هذه البيانات و المواقف عن زعيم فرقة من الخوارج و الفواطم  كثر أتباعه و المتلثلثون به من الغوغاء و الدهماء و عرض نفسه إلى المهالك ليذهب مأزورا لا مأجورا  لمخالفته سنن الله في التغيير على حد تعبير العلامة ابن حلدون ، أم كانت تصدر عن جماعة تأسست من أجل خدمة الدين الإسلامي في وقت كانت تنال منه الألسن و السيوف و بعجز رجاله أن يدفعوا عنه لهرم بلغه جلهم أو لضعف هممهم وقلة أنصارهم ، و لم تحدث نفسها بالعمل السياسي إلا بعد أن تبين لها أن قطاعات من الشعب تنشد التغيير و تستعد له و تضحي من أجله على النحو الذي أطهرته أحداث 26 يناير 1978م فلم تجد بدا من المساهمة في هذا النضال بما تستطيع إلى أن دفعتها التطورات إلى صدارة الأحداث فحاولت أن تقوم بواجبها بما توفر لديها من جهد و خبرة سياسية متواضعة فأخطأت و أصابت ، وكان على منافسيها ممن توفرت لهم الخبرة السياسية الكبيرة و ممن يحكمون البلاد و يُستأمنون على حاضرها و مستقبلها أن يراعوا كل ذلك في صراعهم معها فيجعلوا البلاد تستفيد من حماسة شبابها و يعملوا على صقل مواهبهم و ترشيد خطابهم و تنمية ما لديهم من روح وطنية عالية و لكنهم بدلا من ذلك  أعمتهم المصالح الضيقة و ثقافة الاستبداد المتجذرة في نفوسهم فأعلنوا الحرب الشاملة في غير موضعها ، حربا دنكوشوطية تستهدف طواحين الهواء و يبشر  أصحابها  بانتصارات وهمية بمعايير مصلحة الأوطان ، تجد صداها في كتابات الحامدي و شوكات في حق الحركة الإسلامية على أنها هزائم نهائية يجب الاستسلام الكامل لنتائجها …

 

 ألم  تكن المعارك التي خاضتها الحركة الإسلامية التونسية منذ أن أعلنت عن نفسها إلى اليوم ، معارك من أجل الاعتراف القانوني بها ثم من أجل الوقوف إلى جانب شباب تونس و عمالها الطامحين للحرية و العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص ؟ بقطع النظر عن الأخطاء التكتيكية و ضبابية الأهداف الاستراتيجية وضعف الخبرة السياسية ..أين نحن إذن من دعوات الخوارج و الفواطم و القرامطة وصاحب الحمار ؟؟ رغم إيماننا بأن هذه الدعوات كان ما يبررها ولكن نحن الآن لسنا في معرض ذلك ..

ألم بعبر الطالب محمد الهاشمي الحامدي عن ذلك الطموح و تلك الأهداف بما لها و ما عليها أم أنه كان يعيد إنتاج فكر الخوارج و اعتداءاتهم على الدول المستقرة و المسلمين الآمنين ؟؟

 

و لأن الدكتور الهاشمي يضع بيضه كله في سلة النظام الحاكم في تونس و ينطلق من الاعتراف بالهزيمة النهائية للمشروع الذي أهداه أحلى سنين عمره … و لأن شوكات قد بدأ اهتمامه بالشأن العام مناصرا لهذه الحركة وهو اليوم يكتب لما بعدها مستشرفا زوالها وضياع أعمار « المساكين » الذين لا يزالون على ولاءهم لها فقط لأن النظام القائم في تونس كما يجزمان لن يعترف بها  ،  و أن الأسس التي قامت عليها لم تعد تقنعهما و أن زوالها أنفع لتونس وشعبها من بقاءها؟!… ،أذكّر بأن القيم النبيلة لا تموت مهما لحق بأنصارها من هزائم بل بعض الهزائم أحيانا تكون شرطا لتحقيق الانتصار العريض لأنها تكون سبيلا لمعرفة عوامل النصر بعد أن تبينت أسباب الهزيمة ، بل أن الهزائم النهائية قد يكون آثرها في شحذ الهمم و التعلق بالمبادئ التي جاهد المنهزمون من أجل تحقيقها أكبر من الانتصارات التي قد يذهب بمكاسبها البعض و يتسلط بها على البعض الآخر ..و ليس هذا مدحا للهزائم و هجاء للانتصارات كما يمكن أن يخطر ببال البعض و لكنه تذكير ببعض البديهيات و السنن التي  سرعانا ما يتنكر لها المتعجلون و المحبطون  بشرط أن يعرف الأتباع كيف يستفيدون منها و أن بكون الهدف جامعا وليس فرديا ، لذلك نرى كيف حولت الشعوب المسيحية  نهاية المسيح حسب روايتها وهو في نظر  حكام ذلك العصر انتصار لهم على ديانته  حدثا ملهما لكل القيم الجامعة يكاد يطغى على تعاليم الديانة نفسها و كيف حولت الشيعة  استشهاد الحسين بن علي ورفاقه إلى حدث مؤسس للمذهب لا زال يلهم أنصارها ويحدد هويتهم ، وكيف ألهمت هزيمة أحمد عرابي الشعب المصري الإصرار على النضال من أجل الثورة و الاستقلال وكيف تعيش ثورة على بن غذاهم المهزومة في ذاكرة الشعب التونسي على أنها وقفة شجاعة في وجه المستبد يستلهم منها مبادئ رفض الطغيان و التسلط … إلى غير ذلك من الهزائم التي اندحر فيها الجيش وبقيت الرايات مرفوعة لتتجاوز الحدود و تخترق الآفاق .

 

وفي الحقيقة لم أكن أريد أن أعقب على مقال للسيد خالد شوكات بمثل ما فعلت و لم أكن أحب أن أذكّر السيد محمد الهاشمي الحامدي بمثل ما ذكّرت  ولكن متابعتي للجدل الدائر منذ أزيد من شهر أرغمتني على المشاركة بما شاركت ، وكم يسعدني أن يعود  الأول إلى ما عهدناه عليه من فارس في الدفاع عن الديمقراطية و تفكيك منظومة الاستبداد ويعود الثاني منشدا لقصائد الحرية و معبرا عن أشواقها .

 


 

تونس: جهات سياسية رسمية تبدي قلقها تجاه تضييع فرص للاصلاح

 
الوسط التونسية -تونس-مصادر سياسية: أعربت أوساط سياسية نافذة في الحزب الحاكم بتونس عن قلقها العميق تجاه تضييع فرص عدة للمراجعة السياسية والاصلاح . وذكرت مصادر مطلعة على علاقة صداقة بالوسط التونسية أن حوارا موازيا يدور داخل اللجنة المركزية للحزب الحاكم وهيئات المستشارين وجهات سياسية عليا حول كيفية التعاطي مع الحوار الحالي الذي يشق التيار الاسلامي التونسي حول موضوعات المصالحة الوطنية والاصلاح . وفيما أعربت عناصر عديدة من داخل أجهزة الحكم عن تنامي قلقها تجاه خيبة الأمل التي حصلت في الأوساط الاصلاحية المعارضة بعد تراجع وتردي وضع الحريات ,وكردة فعل منها على عدم استجابة السلطة لمطالبها بالاصلاح , فان مصادر عليمة أكدت للوسط تذمر جهات تجمعية عليا من تنامي نفوذ عناصر راديكالية بأجهزة الحكم والدولة ,مبدية تذمرها الشديد من توسع نفوذ السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية داخل أجهزة الأمن وكثير من مؤسسات الدولة التونسية. وضمن نفس السياق أكدت نفس المصادر للوسط أن عناصر وجهات حكومية رسمية نظرت بعين الازدراء للدور الذي لعبه مدير فضائية المستقلة د.محمد الهاشمي الحامدي في الترويج بطريقة وصفتها بالفاشلة لموضوع المصالحة . هذا وأوردت نفس المصادر السياسية من داخل هرم الحزب الحاكم بأن ماقام به مدير قناة المستقلة لايخرج عن اطار بعض المصالح المالية والاقتصادية الشخصية التي تربطه بالسلطة ,وأن ماروج له على مدار حوالي شهر من مبادرة سخر منها في الأوساط الحكومية والمعارضة على حد سواء , عبر عن محاولة تزلف محمومة الى صانعي القرار . وفسرت نفس المصادر السياسية المقربة في حديثها مع الوسط التونسية تعطل موضوع الانفتاح والاصلاح بالبلاد التونسية بوجود مستشارين نافذين يمارسون أدوارا حاذقة داخل مؤسسة الرئاسة, حيث يعمل هؤلاء وبحسب نفس المصدر على تخويف الرجل الأول للدولة من ادخال جرعات اصلاحية تمهد لتقزيم أدوارهم في الحياة السياسية . تجدر الاشارة الى أن أوساط حزبية عليا نصحت الرئيس بن علي بتقديم بعض التنازلات السياسية في موضوع العلاقة بالمعارضة وهيئات المجتمع المدني وفي موضوع العلاقة بحزب النهضة ذي التوجه الاسلامي المعتدل ,غير أن عناصر محسوبة على التيار اللائكي المتشدد سارعت الى تخويفه مجددا من خطوات تتخذ باتجاه الاصلاح على خلفية التوجس من اضعاف مواقعها داخل الكثير من المؤسسات العليا ووزارات السيادة . هذا وأكدت نفس المصادر على أن عناصر تجمعية نصحت مسؤولين سامين بالدولة بالبحث عن مخرج مشرف للأزمة السياسية والحقوقية التي تشهدها تونس ,محذرة من مغبة التمادي في الاعتماد على الحلول الأمنية وفي التعامل المتشنج مع مطالب النخبة والمجتمع بالاصلاح . (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 28 ماي 2007)

الغيرة الوطنية ليست كسرا للعظام وانما تصحيح للمسارات

 
مرسل الكسيبي (*) أحيي في الأخ الفاضل والكريم د.خالد الطراولي غيرته على المشروع الوطني والوسطي والاسلامي وأنوه الى جمالية تحرك النخبة الاسلامية التونسية هذه الأيام للتفاعل الراقي في حوارات ذكرتني في حيويتها وكثافتها بحقبة المطارحات على جريدة الرأي التونسية فترة الثمانينات من القرن الماضي . أنطلق مجددا من أهمية أن تتدافع الأطروحات والتصورات في موضوع المصالحة الوطنية هذه الأيام أو غيرها من الموضوعات, وأود الاشارة الى أننا من خلال حوارنا مع الأخ الفاضل الدكتور محمد الهاشمي الحامدي لم نكن قط بصدد كسر عظام ,أو تصفية حساب مع أحد ,فالدكتور الحامدي يبقى أخونا مهما اختلفنا معه ونرجو من الله تعالى له ولجميع أبناء هذا الوطن العزيز الهداية والتسديد الى أقوم السبل وأرشدها . جدير بالذكر أيضا أن حساسية الموضوع المطروح وتداعياته الخطيرة على الساحة التونسية ارتفاعا وترقية وتطويرا واصلاحا أو على العكس من ذلك انتكاسا واطالة للأزمة وتعميقا لمراوغات الاستبداد , هو الذي دفعنا الى الصدع برأينا في هذا الموضوع الخطير عبر سلسلة من التحليلات والحوارات والمقالات والسجالات والتقارير الاخبارية التي تحرينا فيها الصدق والموضوعية في السرد من باب الاحاطة الشاملة بتطورات الوضع السياسي والحقوقي التونسي في زمن عرض التنازلات عبر العرائض أو ماشابهها من البيانات التي انزعجنا لتقديمها بالطرق المنكسرة أو المتملقة وفي زمن نتشوف عبر محطاته الى فرض الحريات والاصلاح من منطلق الحق والواجب القانوني والدستوري وليس من باب التسول وطلب الصدقات . وحينئذ فاننا لانريد للأخ الفاضل الدكتور محمد الهاشمي الحامدي الا القفز من على ظهر العربة البخارية المشبوهة التي ركبها ظانا عن حسن نية أو عن سوء تقدير بأنها موصلة الى بر الاصلاح والتطوير والتغيير … قد نكون قسونا على الأخ الحامدي من خلال استعمال ألفاظ  الاصرار على ركوب العربة البخارية المشبوهة أو الترويج للبن مغشوش في سوق تعج بالمحاسبين وأدوات الرقابة على اللبانين , أو من خلال مطالبته بالكشف عن الجهة التي أوعزت له بفتح موضوع المصالحة المغشوشة في مثل هذا التوقيت الذي يشهد تصاعدا غير طبيعي في الخروقات الحقوقية والسياسية التي لن يستمرئها التونسيون والتونسيات مهما قيل عن تطبعهم مع الوضع الحالي …, غير أن مقصدنا في كل هذا هو دفع الأخ الكريم دكتور محمد الهاشمي الى النأي بنفسه عن أجنحة مراوغة داخل السلطة توهمنا كل مرة بقرب ساعة الفرج والانفتاح ولكنها تشفعنا في كل مرة يطرح فيها هذا الموضوع ضربا ولكما واعتقالا وتعذيبا يصل الى حد اتلاف الذاكرة الفردية والجماعية … المتأمل في واقع الساحة التونسية لايمكن أن يخرج الا بقناعة أن هذا البلد الامن المطمئن ,محكوم بصمت القبور المفروض على أهله من خلال اشاعة الرعب والترهيب والتخويف بماكينة تعذيب وحشية تفعل فعلتها السادية الشاذة في كل موسم سياسي جديد بعيدا عن أعين البرلمانيين والمستشارين ورجال السياسة ورجال الحركة الحقوقية ورجال الاعلام …,حيث تنقسم تونس الى فضاءين  مسرحيين غير متشابهين ,أولهما بمثابة واجهة بلور خارجية تزين بالعرائس ونجوم المهرجانات الصيفية وعروض الأزياء من طراز haut de couture  ونجوم السينما والفن ومجسمات الفنادق السياحية الممتدة على شريط رملي ذهبي ساحر .., وبالمقابل هناك فضاء مسرحي تونسي ثاني مخفي وراء كواليس واجهة العروض البلورية , حيث يقبع المئات من شباب تونس وراء قضبان حديدية صدئة وسميكة ويتخفي وراء جثثهم وأجسادهم الصامدة والنحيلة طاقم من الجلادين المتخفين وراء ملابس فاخرة وياقات وقمصان تعكس من لمعانها مشهد واجهة العروض البلورية الفاخرة لتونس الجميلة … مشهدان متناقضان لواقعين ركحيين لايمكن تقديم فصل منهما دون عرض تفاصيل المشهد الثاني والا فسدت البنية القصصية للمسرحية السياسية التونسية … ان المخرج أو المعلن لفصول عرض المسرحية التونسية لايمكن اطلاقا أن يقدم للمشاهدين فصلا واحدا دون أن يقدم للمتابع  تفاصيل المشهد الثاني , وهو ماأظن أن الاخوة الكرام الأستاذ خميس بن على الماجري والدكتور محمد الهاشمي الحامدي وبدرجة أقل أخونا الفاضل والصديق العزيز الدكتور خالد شوكات قد وقعوا فيه حين حملوا مسؤولية الأزمة السياسية في تونس الى حزب معارض ارتكب بلاشك أخطاء سياسية قد تكون فادحة غير أنها لاتبرر اطلاقا الفصل الثاني من المسرحية حيث تونس المحروسة التي تتخفى وراء أناقة الملابس الفاخرة وهامات وقامات المعتقلين السياسين الذين جردوا من حقهم في الادمية ولاأقول المواطنة حين وقع تغييب صوتهم وحقوقهم وأرواح بعضهم وكرامة عوائلهم وراء سراديب وأبراج وأقبية لاتليق بتونس الحضارة والعراقة والثقافة والكرامة التي ضحت من اجلها أجيال دفعت من أجسادها ومهجها وأرواحها ثمن الاستقلال .. هذه ببساطة مشكلتنا مع ماطرحه الأخ الدكتور محمد الحامدي الذي نعتذر لديه ان قسونا أو أسأنا ونرجو منه أن يفهم الرسالة على أنها رغبة صادقة منا في تصحيح مساراته الاعلامية والسياسية التي استدرج لها البعض من اخوانه دون أن تعود عليه وعلى الوطن بأدنى فائدة غير تشويه صورته واضعاف الصف السياسي الوطني المعارض وتقديم هدايا مجانية للاعبي الفصل الأول والثاني من المسرحية التونسية . نقاط نضعها على الحروف من أجل قراءة سليمة لنص حواراتنا وسجالاتنا ومواقفنا في موضوع وطني حساس لم نرد تحويله الى ساحة لتصفية حسابات أو لمعركة تهدف الى كسر العظام , بقدر ماأننا رجونا فيه الارتقاء بالحوار وتجذير مطالب الاصلاحيين من باب الحق القانوني والدستوري والانساني والوطني الذي لاينبغي اخضاعه مطلقا للهواتف والفاكسات أو نظام العلاقات العامة أو امتيازات رجال المال والأعمال أو نظام الصدقات السياسية التطوعية التي تسقط باعراض الحاكم عنها وتتوجب بتسول الرحمة والشفقة وطلب الغفران . (*) رئيس تحرير « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 28 ماي 2007)


 
 
موقع www.gsbespdp.org

: مولود جديد على شبكة الانترنت

 
قابس – معز الجماعي تمكنت جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي في الفترة الأخيرة و بمجهود خاص من كاتبها العام الرفيق عبد الوهاب العمري، من بعث موقع لها شبكة الانترنت (www.Gsbespdp.org) هذا الموقع تشدك إليه صفحته الرائسية التي تحتوي على صور إضراب الجوع يومي 23 و 24 أكتوبر 2005 الذي خاضه مناضلوا جامعة قابس لمساندة فرسان حركة أكتوبر المضربين عن الطعام آنذاك للمطالبة بالحد الأدنى للحريات في تونس ( سن قانون العضو التشريعي العام – إطلاق حرية التعبير و التظاهر – إطلاق حرية التنظيم الحزبي و النقابي ) . تحتوي هذه الصفحة كذلك على ما يمكنك الإطلاع عليه في الموقع ( الجامعة – ولاية قابس – الشباب – النقاش – الاقتصاد – الثقافة ) أهم ما يميز هذا الموقع عن بقية المواقع هو صفحة ( البكالوريا) و موجهة لتلاميذ البكالوريا يحتوي على عدد من الامتحانات و حلولها في شكل منتدى تفيدهم أثناء فترة المراجعة، كذلك من أهم مميزاته صفحة أحوال و هي تتضمن قصائد و مقالات باللغة المحلية لأهالي ولاية قابس قصد التعريف بها و الاعتزاز بهذا الموروث التاريخي. تحاول جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي من خلال هذا الموقع المساهمة في دور مكونات مجتمع المدني في تاطير الشباب لنبذ العنف و التطرف، إضافة لفضح تجاوزات السلطة تجاه كل من يخالفها الرأي بصفة عامة و الحزب الديمقراطي التقدمي بصفة خاصة. موقع يستحق الإطلاع عليه وإثراءه و هو مفتوح لكل من يريد المشاركة معنا إيصال رسالتنا و تحقيق أهدافنا من اجل تونس ديمقراطية و شعب تونسي حر. يمكنكم مراسلة هذا الموقع عبر البريد الالكتروني: lepdp@hotmail.Com

التجديد يتحول إلى « الديمقراطي التقدمي الواسع » فهل يُقدم الإضافة المرجوة للساحة السياسية؟

 
محمد الحمروني أعلنت حركة التجديد خلال الندوة الصحفية التي عقدتها بمقرها يوم الأربعاء 16 ماي الجاري أن المؤتمر القادم للحزب لن يكون عاديا وان عددا جديدا من المناضلين المستقلين سيلتحقون بالحزب من اجل تكوين تنظيم جديد ينتظر أن يطلق عليه اسم الحزب الديمقراطي التقدمي الواسع. وشدد السيد حاتم الشعبوني في مداخلته على ان « فكرة تكوين حزب على أسس ديمقراطية وتقدمية تعود إلى سنة 1989 حين كشفت الانتخابات حينها وجود حالة من الاستقطاب الثنائي بين السلطة والإسلاميين، فبرزت فكرة بناء قطب ديمقراطي تقدمي يتباين مع هذين القطبين وتلعب من خلاله القوى التقدمية دورها ولا تهمش ». وذكر الشعبوني بالمحاولات السابقة لبناء هذا القطب، ومن بينها مبادرة الـ150 والتحالف الثلاثي بين الحزب الشيوعي وحركة الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين في مطلع التسعينات، غير أن هذه المحاولات لم توفق أو كانت لها « نجاحات متفاوتة »! وشكلت سنة 2004 نقطة انطلاق جديدة لفكرة القطب الديمقراطي ولحظة تاريخية هامة في هذا الاتجاه، إذ تبلورت المبادرة الديمقراطية من حركة التجديد والمستقلين ومجموعة الشيوعيين الديمقراطيين والتفت كلها حول هدف مرحلي هو تقديم مرشح مستقل للانتخابات الرئاسية مقابل المرشح الرسمي السيد زين العابدين بن علي. وتواصل هذا التنسيق بعد الانتخابات « وتعززت العلاقات بين مكوناته » وأقيمت عدة ندوات لتقويم التجربة وبدا جليا وجود رغبة قوية لتكوين حزب جديد يجمع مختلف تلك الحساسيات باستثناء الشيوعيين الديمقراطيين ومجموعة العمل الوطني الديمقراطي اللتين فضلتا تأسيس حزبين خاصين بهما. وتواصل في مقابل ذلك النقاش والحوار بين التجديد والمستقلين من أجل تكوين « الحزب الديمقراطي التقدمي الواسع » وكانت الندوة الوطنية التي عقدت يومي 17 و18 فيفري الماضي أول ندوة تمهيدية للمؤتمر وقع خلالها التطرق لموضوع الحزب ووضع الأسس الفكرية والتنظيمية له وكذلك كيفية تحضير المؤتمر. ..واسع وحسب المشرفين على الندوة تم الاتفاق على المفهوم الذي يريدون إعطاءه للديمقراطية والتقدمية. فالديمقراطية تعني كما يرون المساهمة في المعارضة الحقيقية الواضحة والمسؤولة، لا الشكلية التي تساند السلطة! وتقدمي « أي انه متمسك بالحداثة وبما تحقق من مكاسب في هذا المجال ويعمل على تطويرها، كما أنه تقدمي أيضا لانه يدافع عن حقوق العمال والشغالين ويطالب بالمزيد من العدالة الاجتماعية ». أما صفة الواسع التي ينوي المؤسسون إطلاقها على اسم الحزب فتعني « انه حزب ليس له فكر معين أو إيديولوجيا رسمية.. هو حزب سياسي يعمل على تغيير الواقع على أساس ديمقراطي تقدمي وعلى تحقيق إصلاحات جوهرية في البلاد، ويمكن أن يكون فيه تعدد واختلافات حول قضايا فكرية لأن المنتمين له يمكن أن تكون لهم منطلقات إيديولوجية خاصة لكن الحزب ليست له إيديولوجيا معينة، ولا ينفي هذا التعدد الوحدة ..وحدة العمل الميداني ووحدة الرؤية في كيفية تغيير الواقع ». كما تم التطرق خلال الندوة الى كيفية إنجاز المؤتمر، ووقع الاتفاق على مبدإ التناصف بين التجديديين والمستقلين. وعلى هذا الأساس دار نقاش بعد ندوة فيفري انتهى إلى تكوين هيئة وطنية للإشراف على المؤتمر وهي هيئة متناصفة وتم الاتفاق على أن تضم 74 عضوا 37 منهم من التجديد و37 من المستقلين الموقف من الإسلاميين وبمحاولة ربط تكوين القطب الجديد بإرهاصات الفكرة التي تعود إلى سنة 1989 وحالة الاستقطاب الثنائي الذي برز حينها بين السلطة والإسلاميين، يؤكد أصحاب الدعوة للحزب الجديد على أن الخلاف الأساسي بينهم وبين باقي مكونات الساحة السياسية هو الموقف من تيار الإسلام السياسي. وفي حين قررت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التعامل مع الإسلاميين كمكوّن من مكونات الساحة السياسية واعتبار أن إقصاء أي طرف مهما كان يمثل ضربا لإمكانية قيام تجربة ديمقراطية تعددية حقيقية، تصر بعض الأطراف التي رفضت الانخراط في هيئة 18 أكتوبر على مواقفها القديمة من الإسلاميين وعلى الشعارات التي رفعوها منذ 17 سنة من مثل « مجتمع مدني دون أصولية ». ليبقى السؤال هل يمكن أن تبني مجموعة ما برنامجها السياسي وان تجتمع فقط على إقصاء طرف محدد؟ الجديد ..في التجديد بالتوازي مع الموقف من الإسلاميين، يبدو من خلال الأسئلة التي طرحت خلال الندوة الصحفية أن السقف الذي تطرحه هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات مرتفع جدا بالنسبة لحركة التجديد وتشكيلتها الجديدة، لذلك وعندما سأل أحد الصحافيين عن الفرق بين المبادرة التي يدعو إليها التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي من جهة، والقطب الديمقراطي وهيئة 18 أكتوبر من جهة أخرى أجاب الشعبوني « معارضتنا واقعية ومسؤولة » فعلق الصحفي الذي ألقى السؤال قائلا « لم افهم ما تعني بالواقعية والمسؤولية » فهل أن معارضة الديمقراطي التقدمي غير واعية وغير مسؤولة مثلا؟ الإشكال الآخر الذي يبدو أن التشكيلة الجديدة ستواجه صعوبة في الإجابة عنه هو الفروق التي تفصل بينها وبين مكونات حزبية موجودة على الساحة فما الفرق مثلا بين الحزب الجديد والحزب الديمقراطي التقدمي، وبين القطب الديمقراطي الذي تطمح له حركة التجديد وهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات؟ وهذا يصل بنا إلى التساؤل عن المطالب التي سيرفعها الحزب الجديد هل يمكن أن تكون غير المطالب الثلاث التي رفعتها 18 أكتوبر وهي حرية التعبير والتنظم والعفو التشريعي العام؟ أسئلة لا بد منها وبدا واضحا من خلال أسئلة الصحفيين أن إشكالات عديدة يبقى على القائمين على الحركة الوليدة الإجابة عنها ومنها: 1- ما هي الإضافة التي ستقدمها هذه الحركة للساحة السياسية عدا الاسم الذي يطرح بدوره إشكالا كبيرا، ذلك أن إطلاق اسم الديمقراطي التقدمي على الحزب الجديد مع وجود الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ترأسه السيدة مية الجريبي لن يكون مهضوما من الطبقة السياسية حتى وإن حاول القائمون على الحزب الجديد خلق نوع من التمايز بإضافة صفة الواسع عليه. 2 – كلمة الواسع تطرح بدورها إشكالا أكثر مما ترفع من الحرج الأخلاقي، فالواسع حسب الداعين لهذا الحزب الجديد تعني عدم وجود إيديولوجية رسمية له دون أن يتعارض هذا مع إمكانية أن يحتفظ أعضاؤه بأفكارهم وهذا حقهم كما جاء في الندوة الصحفية. والسؤال ماذا لو أرادت عناصر غير يسارية الإنضمام لهذا الحزب هل سيقع القبول بها أم لا؟ إجابة القائمين على الندوة الصحفية هي أنهم لن يقبلوا داخل حزبهم إلا من كان تقدميا ديمقراطيا حداثيا حقيقة ويؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة وغيرها، ليبقى التساؤل قائما عمن يحدد الحداثي من غير الحداثي والديمقراطي من غيره والى متى تظل هذه المفاهيم كرأس مال رمزي أو أصل تجاري قابل للإستثمار وكأن الحداثة والتقدمية والديمقراطية كلفت من يكون وصيا عليها ! 3 – موقع حركة التجديد من هذا الحزب الديمقراطي التقدمي الواسع، ذلك أن أغلب الحاضرين في الندوة الصحفية ذهب بهم الظن إلى أن هذا الحزب لن يكون تواصلا لحركة التجديد لا من حيث فكرها السياسي ولا من حيث إيديولوجيتها. هذا الأمر دعا السيد محمد حرمل إلى اخذ الكلمة وتوضيح ما بدا غامضا للصحفيين، وشدد على أن ولادة الحزب الجديد لا تعني انه نشأ من عدم فهو ولد في رحم حركة التجديد ومناضلوها هم الذين فكروا بمعية المستقلين وهم الذين يعملون على مواصلة بناء الحزب الجديد. غير أن هذا لا يعني كما قال السيد حرمل أن حركة التجديد ستبتلع المستقلين وان هذا الفريق سيضمحل في داخلها، وأوضح أن هذه الفئة ستكون محترمة داخل الهيكل ..الجديد. وتبقى رغم ذلك بعض الملاحظات قائمة ومنها: رغم تكوين الهيئة الوطنية بالتناصف واعتماد نفس المبدإ في تكوين اللجان (مقررين وكاتبين: واحد تجديدي والآخر مستقل) فإن نصيب المستقلين من القيادة لن يكون على ما يبدو بالتناصف أيضا. ويطرح هذا الأمر مسألة الأمانة العامة التي تتكتم قيادة التجديد عن القرارات المتخذة بشأنها، ففي حين قالت مصادر مطلعة من الحركة لجريدة « الموقف » أن النية تتجه إلى إسناد منصب شرفي للامين العام الحالي السيد حرمل كأن يعين رئيسا للحزب، أكد المشرفون على الندوة الصحفية انه لم تتخذ بعد قرارات في هذا الخصوص، كما أكدوا انه لن يعتمد مبدأ المناصفة خلال اختيار القيادة القادمة للحزب. ويبدو أن السيد حرمل تنبّه إلى حجم « المآزق » المطروحة خلال الندوة وعلم انه من الأفضل عدم الانجرار في الرد على عديد الأسئلة التي تمثل مطبّات يصعب الخروج منها فخيّر أن يصرف أنظار الحاضرين عن التركيز على حركته إلى الوضع العام في البلاد، وبعد أن أخذ الكلمة وكان آخر المتدخلين هذه المرة، أوضح أن إعلان ولادة الحزب الجديد ليست بحثا عن حلول لمشاكل تعاني منها حركة التجديد بقدر ما هي محاولة للبحث عن حلول للازمة التي تتخبط فيها المعارضة التونسية ككل ولم تستطع الخروج منها إلى الآن، كما لم تستطع توحيد صفوفها وتقديم نموذج معارض للحكم قادر على تعبئة الناس وخاصة الشباب. حزب جديد ينتظر أن يولد إذا على أنقاض حركة سمّت نفسها بالتجديد ما يجعلها كما قال احد الحاضرين إسما على مسمى، والسؤال الذي لن يجد على ما يبدو إجابة عنه، في المدى المنظور على الأقل هو: إلى أي مدى سيكون هذا الحزب قادرا على تقديم الإضافة المرجوة للساحة السياسية بالبلاد؟ والى أي مدى سيكون جديدا وواسعا بالنظر إلى أن كل المنتمين إليه هم من فئة سياسية واحدة؟ وهل سينهي تكوين هذا الحزب حالة التأرجح التي عرفها جزء من اليسار بين محاولة التوحيد ورص الصفوف والانقسام على النفس؟ (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن العدد 407 من صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 25 ماي 2007)


«نسمة تي في» تشن حرباً على القنوات المشرقية… وتتحدى «ستار أكاديمي» الشرق الأوسط

 
تونس – سلام كيالي     «لا شرقية ولا غربية… مغاربية»، شعار رفعته قناة «نسمة تي في» الترفيهية منذ اليوم الأول لانطلاقتها، ربما من باب الثأر من القنوات المشرقية، التي لم تبد اهتماماً واضحاً بالمغرب العربي… أو حتى رداً على استقطاب القنوات الغربية للمشاهد المغاربي. وتشدد مديرة قسم الاتصالات في القناة مريم بزّازي على دور هذه القناة في إعادة الاعتبار للتقاليد المغاربية «التي لم تعد موجودة على الشاشات». وتشير الى دراسة أجرتها «نسمة تي في»، وخلصت الى غياب الأغنيات المصورة المغاربية عن الشاشات المشرقية، باستثناء كليبات لمغاربة اعتمدوا الغناء الشرقي، مثل لطيفة وصابر الرباعي والراحلة ذكرى. ولا تلقي بزّازي اللوم على هؤلاء، إنما تتحدث عن تقصير مغاربي في هذا الإطار، وتقدم صابر الرباعي مثلاً، فهو، كما تقول، «لم يستطع تحقيق حلمه على المستوى المغاربي لعدم تبنيه من شركات الإنتاج في بلادنا، لكن الشركات المشرقية وجدت فيه مشروع نجم، من هنا هو مضطر لمجاراتها كنوع من العرفان بالجميل». ويوضح القائمون على القناة التي كلفت 30 مليون دينار ( 24 مليون دولار) للانطلاق، أنهم حرصوا على البث من فرنسا، عوضاً من البث من احد بلدان المغرب العربي، كي لا تتأثر القناة بسياسة البلد المضيف على حساب البلدان الأخرى. وقد لاقت هذه القناة تشجيعاً وتسهيلات من جميع بلدان المغرب العربي، لكن نسبة حضورها في تونس، حتى الآن، مقارنة بالقناتين الأبرز «حنابعل» و»تونس 7» لم تتجاوز 16.67 في المئة، وهي النسبة ذاتها التي حصلت عليها قناة «تونس 7» الحكومية، بينما حصلت «حنابعل» على النسبة الأكبر وبفارق واضح (66.67في المئة). امام هذه الأرقام ترى بزازي أنه لا يجوز مقارنة «نسمة تي في» بقناة «حنابعل» التي مضى على انطلاقتها ثلاث سنوات، أو بقناة «تونس 7» التي لها أكثر من عشرين سنة في مضمار البث التلفزيوني. وتلفت الى أن هذه القناة الجديدة في عالم الفضائيات تحتل المرتبة الثانية في الجزائر والمغرب، والمرتبة الأولى في ليبيا. منافسة مغاربية – مشرقية ومن البرامج التي تعتمد عليها القناة لجذب أكبر نسبة من الجمهور «ستار أكاديمي المغرب العربي». إذ يشدد القائمون على البرنامج انه يختلف عن النسختين العربية والفرنسية. فهو، كما تقول بزازي، «مغاربي بحت، وعصري لكنه يحافظ على الأصالة. فمثلاً أزياء الفتيات على الموضة لكنها لا تلفت الأنظار وتجعلهن سلعاً لجذب المشاهدين». أياً يكن الامر، من يتابع «ستار أكاديمي المغرب العربي» يستنتج ان القناة فشلت في إحدى مهماتها، وهي فهم اللهجات المختلفة لهذه المنطقة، والتي تزداد صعوبة كلما اتجهنا غرباً، ما يضطر المشتركين الى التحدث بالفرنسية أحياناً. أما مريم بزازي فرأيها مختلف. وتقول: «موضوع اللهجة كان موضع تساؤل، والخوف من الفشل كان محتملاً، ولكن ومن خلال استطلاع آراء الناس، وما يقال في الصحف، الحلم تحقق، وربما استطاع البرنامج أن يخلق لغة للمغرب العربي، ليست عربية خالصة». وتعتبر بزازي أن البرنامج بنسخته المغاربية استطاع منافسة «ستار أكاديمي» الشرق الأوسط (النسخة اللبنانية)، أو على الأقل أن يقلق المشرفين على النسخة اللبنانية. وتضيف: «بعض قطع الأثاث في الدار المخصصة لـ «ستار أكاديمي المغرب» استحدثت في الأكاديمية في لبنان، كما أنه كان واضحاً أن «ستار أكاديمي» لبنان بدأ على العمل من الآن على استقطاب المشاركين المغاربة كنوع من المنافسة مع النسخة المغربية. وهذا دليل على خوف وقلق». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)


 
 

كتاب «ابن خلدون مرآة الجوكوندا»: ابن خلدون بين مديح الغرب وشتائــم العـــرب!

طه حسين في أطروحته: لم يأنف ابن خلدون من ارتكاب الجريمة لنيل السلطة

 
تونس/الصباح ضمن سلسلة «مقام مقال» التي تنشرها دار المعرفة للنشر، أصدر الدكتور نبيل خلدون قريسة كتابا يحمل عنوان «ابن خلدون مرآة الجوكوندا» وفيه خاض غمار عدة اشكاليات تتعلق بمضمون مشروع ابن خلدون وبكيفية تلقي خطابه الفكري وليس من الصعب على قارئ هذا الكتاب التوقف عند اعجاب نبيل قريسة بابن خلدون والدفاع عنه ضد من بخس له حقه من كتابنا ومفكرينا العرب. وتتضح هذه المسألة بالذات في طبيعة العناوين التي نجدها في فهرس الكتاب حيث يجعل من ابن خلدون مرآة لضميرنا ومرآة لعصرنا ومستقبلنا الفكري ويصفه في بعض المواقع  بالمؤرخ المنسي. طبعا الكتاب حاول الاحاطة بفكر العلامة ابن خلدون من خلال التوقف عند اهم مفاهيمه ومقولاته من ذلك منطقة ومفهوم الشورى وغير ذلك. في هذه الورقة، سنقتصر على خلاصة الجرد الذي قام به نبيل قريسة ليبرز موقع ابن خلدون من تاريخ الفكر الانساني عموما والاسلامي بصفة خاصة وما كتب حول اسهام الرجل على امتداد قرن ونصف في الغرب والشرق. ونظرا للكم الغزير من الكتابات التي تناولت مشروع ابن خلدون الفكري، فان الكتابات المتراكمة حول «المقدمة» قد اباحت حسب المفكر محمد أركون وصفه بالظاهرة مع العلم ان الجابري قد زاد في التدقيق مشخصا ظاهرة ابن خلدون من خلال وصفها بالظاهرة الفكرية الفريدة وذلك لكونه قام  بفلسفة التاريخ الاسلامي على نحو لا نجد له مثيلا في التراث العربي الفكري. وبالنسبة الى مواقف بعض مفكري  الغرب من علم ابن خلدون، فهي ايجابية في مجملها  ويمكن صياغتها كما يلي: ـ جورج لابيكا اعتبر آراء ابن خلدون في التاريخ والاقتصاد والفلسفة الاجتماعية ذات اسهام اساسي في ارث البشرية الذهني. ـ المؤرخ البريطاني ارنولد توينبي، بين ان ابن خلدون كان ألمع مترجم لمورفولوجية التاريخ الى حد اليوم. ـ ألفرد بل، وصف «مقدمة» ابن خلدون باعظم مؤلفات عصره واهمها من جهة العمق في التفكير. ـ ايف لاكوست كتب بان المقدمة بمثابة اسهام اساسي في تاريخ التخلف لذلك يضع ظاهرة ابن خلدون في اطار التاريخ الحالي للعالم الثالث. ويعلق صاحب الكتاب على هذه الآراء الغربية الايجابية والمنبهرة بـ«مقدمة» ابن خلدون بقوله انه ليس من باب الصدفة أن اكثر الذين مدحوا الرجل او حتى عبروا عن انبهارهم به كانوا من الغرب. ذلك انه قد كان الامر مفاجئا تماما بالنسبة اليهم ان يجدوا عربيا مسلما يفكر بهذا المستوى في وقت كان فيه الاستعمار الاوروبي قد احكم قبضته على البلاد الاسلامية. وفي هذا السياق تحديدا توقف لاكوست عند مدى تطابق الاعجاب الظاهري بابن خلدون لدى مفكري الغرب والذي يظهر من خلال كثافة تواتر اوصاف تفاضلية مثل «اعظم» و«أفضل» وغيرهما، كيف قرأ العرب «اقرباء» ابن خلدون فكره؟ انه نرجسي! وقبل النظر في قائمة الشتائم والتهم الموجهة الى ابن خلدون من الاهمية المرور بملاحظة اعتمدها الكاتب مفتاحا في التعاطي مع القراءات العربية، حيث ذكر ان الاحكام المسلطة على الشخصيات التاريخية الكبرى والتي قد تتراوح بين المدح المبالغ فيه والذم او التنكير الجارحين تعبر لاشعوريا عن مركبات نفسية تصلح للتحليل انفسي. وفي هذا السياق يقول نبيل قريسة ان ابن خلدون يمثل مضمون امتحان حقيقي لضمير الامة والتي افنى حياته في خدمتها ومع ذلك فان بعض المثقفين العرب المعاصرين قد سقطوا في هذا الامتحان لاعتبارات ضيقة وربما اقليمية لا تمت بصلة الى العلم واحيانا تتخذ موقفا عدائيا مما اتفقوا على اعتباره نرجسية مرفوضة. ويبدو ان عميد الادب العربي الدكتور طه حسين قد وضع حجر الاساس لخطاب التهم ضد ابن خلدون والذي اعتمدته البقية من بعده. من ذلك ان طه حسين قد ذكر في اطروحته ان التربية التي تلقاها ابن خلدون في حداثته وصباه لم تكن خارقة ولم تتعد في مجموعها ما يتلقاه اليوم فتيان الازهر، بالاضافة الى قوله ان معلومات ابن خلدون الفلسفية لم تنضج سوى في الاثني عشر عاما التي قضاها بالقاهرة. كما ينتقد طه حسين اعتزاز ابن خلدون بنفسه ويوغل في اتهامه مبرزا ان ابن خلدون لم يأنف من ارتكاب  الخيانة لنيل السلطة وانه لم يعرف وطنا ولا أسرة، بدليل انه غادر تونس الى مصر دون أسف! من جهة اخرى لم يتوان علي الوردي في كتابه «منطق ابن خلدون» من محاكمة نوايا ابن خلدون النفسية، حيث حرص على التقليل من شأن ابن خلدون من خلال التركيز على فكرة ان ابن خلدون كان يريد التباهي بعلمه امام غيره من المؤلفين معتقدا انه قد اسس علما جديدا والحال ان تأسيس العلوم الجديدة ليس بالامر النادر في الاسلام. اما محمد عبد الله عنان فقد تبنّى موقفا قاسيا في مؤلفه «ابن خلدون، حياته وتراثه الفكري» ملمحا الى انه كان يضمر الخقد الشعوبي ضد العرب لانه ينتمي في الواقع الى البربر. وبالنظر الى هذه الآراء رأى نبيل قريسة ان اكثر المثقفين العرب لم بستوعبوا صدمة الحداثة ولم ينضج لديهم الفكر النهضوي والاصلاحي بمدلوله التاريخي فضلوا حبيسي الاقليمية والمذهبية والشعوبية. وبعد الاطلاع على مجمل الآراء الشرقية خاصة، فان الواضح ان ابن خلدون لم ينل بعض حقه او حقه كله في الجغرا-الثقافية العربية سوى في منطقة المغرب العربي مع بعض الاستثناءات طبعا. حيث ان كل من الجابري والعروي وأبو يعرب المرزوقي ومحمود الذوادي وغيرهم  كثير من المغرب العربي، قد تعاطوا مع فكر ابن خلدون بايجابية واحيانا بقداسة منعتهم من ممارسة النقد الموضوعي الذي لا يكاد يفلت منه اي مشروع فكري ومهما كان عمقه وصيته. ونجد في مشاريع فكرية مغاربية معاصرة استفادة قصوى من تراث ابن خلدون حيث انهم نجحوا في الاشتغال فكريا على مفاهيم خلدونية بالاساس ونقصد بذلك كمفاهيم الغنيمة والعصبية والقبلية التي ارتكزت عليها اعمال محمد عابد الجابري التي اعتمدها كآليات جدد من خلالها طبيعة العقل العربي. من هذا المنطلق فان كتاب «ابن خلدون في مرآة الجوكوندا» يعتبر غنيا على أكثر من مستوى ورصينا بالمعنى العلمي وموفقا في عملية الاستقراء قام بها بشكل موضوعي ومقنع. ونعتقد ان اشتغال نبيل قريسة على مفهوم «المرآة» في هذا العمل هو الذي حدد طرافة التحليل وربما يحرضه مستقبلا على مزيد الاشتغال من هذه الزاوية وبتطوير آفاق وامكانات استثمار مفهوم «المرآة» كحالة وكدلالة. آمال موسى (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 ماي 2007)  

اتحاد الكتّاب التونسيين يستضيف الدكتور المنجي الكعبي – الدكتور صلاح الدين بوجاه يقول: الكعبي نموذج فريد ضمن أساتذة الأدب القديم

 
احتفى اتحاد الكتاب التونسيين مساء الجمعة الماضي بالنّاقد والباحث الأستاذ المنجي الكعبي إذ استضافه لمحاورته حول تجربته الثقافية والأدبية والنقدية والتربويّة وذلك في نطاق نشاط منتدى القصاصين الذي ينشطه الشاعر عبد الله مالك القاسمي. وقد تولّى الأستاذ صلاح الدين بوجاه رئيس اتحاد الكتاب التونسيين تقديمه بنفسه بنصّ مطوّل هو شهادة خاصّة عن الرّجل. يقول صلاح الديـــــــــن بوجاه فـــــي شهادتــــــــه: ** عرفتُ المنجي الكعبي في ظروف خاصة امتزج فيها الاداري بالابداعي والعائلي. ووجهُ ذلك أنني كنتُ قد رغبتُ في سنةٍ ماضية بعيدة أن أعيد توجيهي من شعبة الفرنسية (التي كنت متفوّقا فيها دون ميل كبير) الى شعبة العربية التي اعتبرتها قَدَري ومنتهى أملي. فالتَمَسْتُ من والدي أن يسعى في إعانتي على ذلك، فاتّصل بالسيد الكعبي عن طريق صديق آخر من معارفه، فكان لي مــــــــا أردت. وأذكر أنني قد صَعدتُ بعد ذلك مباشرة الى مكتبه في مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بنهج اسبانيا متعثرًا شاكرًا جميله ، منصتًا لحديثه غير الطويل عن « الدولة الطاهرية في خراسان والعراق » وعن شهادة دكتوراه الدولة. منذ ذلك الحين البعيد الذي يرتقي الى اثنتين وثلاثين سنة مضت، أي الى سنة 1975 من القرن الماضي، نشأت في ذهني صورة عن الدكتور المنجي الكعبي لم تتغيّر، رغم كَرّ الحقب وتعاقب الاحداث، بل لعلها ما فتئت تتأكد وتترسخ. فالرجل أستاذ جامعي من الدرجة الأولى، بل أعلنها صريحة دون مواربة فأقول إنه أفضل كثيرًا من كثير من أساتذة الدرجة الأولى. أقول هذا وأتشبّث به، وأكرّره لأنني، ولئن كنتُ من المجاملين، فما كنت يومًا من المنافقين، والبونُ بين الصنفين شاسع كبير، ويعنيني أن أعلن ما هو عندي من قبيل اليقين. والرّجلُ كيّسٌ لبِقٌ، مهذّب، حتى إنني أكاد أعلن أنه حييّ في الحياة العامة، وضمن علاقته بصحبه وزملائه وأحبابه، لكنّ قلمه 0 في العلم والحقّ- يتحول الى مقصلة تُصدر حكمها القاطع الباتّ الذي لا رجعة فيه، بالاستناد الى علم ثرٍّ دقيق غزير يتوق اليه أكثرنا، فنكاد لا نُصيبُ منه شيئـــــــــــــــا! ذلك أنّ أستاذنا الكعبي نموذج فريد ضمن أساتذة الأدب القديم خاصة، يستند علمُه الى معارف تاريخية وفقهية ودهائية وشعرية، ونثرية ترسُّلية، وإدارية سُلطانية ونحوية وصرفية ومعجمية وعروضية شتى عَزّت في أيّامنا، وقلَّ اجتماعها عند شخص واحد. لهذا أعلن بين يديْ حضراتكم أنني مدين لهذا الرجل بالكثير، بل بأكثر مما يعلم هو ذاتُه. ويُشرّفني أن يحدث هذا، لأن الرجل ليس من الأدعياء، بل هو في صمته وانزوائه وتعفّفه يكاد يكون نسيجَ وحده. ولو قُيِّضَ لغيره – في هذا الزمان- نصف معرفته لملأ الدنيا وشغل الناس،  وأعْلَنَ أنّه الأديب الفذّ والمحقّق الأوحد، والمؤرخ الجهبذ الذي لم تُنْجِبه الآدابُ العربية، وهل يتيسّر لها ذلك!! لهذا فإنه يحلو لي – بعد إذنِكم – أن أستعرضَ معكم نبذًا سريعة من مُصنَّفِه حول دولة بني طاهر، وهو المصنّف المتوفّر بالقرب مني اليوم. لهذا أتناوله ذِكرًا لا حصرًا قصد الإشارة الى تجذّر أسلوبه في سياق الآداب العربية الرفيعة، التي يحلو لنا جميعا الانتساب إليها: «كان الطاهريون، وهم من أرومة فارسية عربًا بالولاء في خزاعة، وإليها يرجعون بالنّسب في معظم الدواوين. وكان ولاؤهم في خزاعة عن طريق جدّهم الأعلى … في أوّل الإسلام. وكان للخزاعيين سابقة في الدعوة الهاشمية ومشاركة في السلطة منذ ما قبل العهد الأموي… … وكانت الثورة العباسية تعُدُّ في رجالاتها الكثير من الخزاعيين، وأشهرهم طلحة الطلحات الخزاعي، وكان صاحب كلمة مسموعة عند أبي مسلم الخراساني قائد الثورة… … وتُعَدّ الطاهرية أقدَم دولةٍ إسلامية ظهورًا في الشرق، وظلّت موالية لبغداد الى آخر أمرائها، خلافًا لدول كثيرة أعقَبَتْها في خراسان، وقامت منازعة لسلطة الخلافة ..الخ» (مقدمة الكتاب). وإنّما رغبتُ أن أُحِيلَ على هذا المقطع ذِكرًا لا حصرًا، وقد أظْفَرني به وجوده عندي في هذا الظرف بعيدًا عن المكتبة  والكتب. وأريد أن ألفت انتباه حضراتكم الى متانة أسلوب الرجل وجزالة لفظه، واندراجه ضمن أفُقِ انتظار العربية الأنيقــــة. الكعبي يرُدّ التحيّة وفي نهاية الجلسة تحدّث الدّكتور المنجي الكعبي وممّا قاله: … وإن كان لي فضل في مساعدة الصديق صلاح الدين بوجاه، كما ذكر الآن أمامكم – على إعادة توجيهه من شعبة الفرنسية التي كان ناجحا فيها الى العربية التي تعلقت بها غاياته الادبية والعلمية، فلأني وجدته شابًا واعدًا مأمولاً، فلم أفعل سوى أني أوسعت للنهر في مجراه لتكسب العربية بإبداعه ونبوغه. ولأن الفتى وما أحبّه في ما استقرّ عليه اختياره لمستقبله. ولأنّي كنت أؤمن بذلك وأدافع عنه في الجامعة وفي الحياة السياسية، إذ كنت آنذاك بمجلس الامة. فلم آثم في حق الفرنسية من عبقرية الاستاذ بوجاه، ولكني آثرتُ العربية حين ضمنت لها كسبًا منه هي به أوْلى. وكنتُ آثمُ في حق العربية لو ترددتُ، ولكني جمعت بين حسنتين، إذ لحدّ علمي أصبح الاستاذ صلاح الدين بوجاه متخصّصا ومرجعا مرموقا في حياة الادبين العربي والفرنسي في تونس ومحطينا المغربي العربي في القصة، وفي كل شؤون الفكر والأدب باللغتين في هذه الاصقاع. ولو بقي على توجيهه الاوّل لفاتَ العربية فضل كثير مما يملكه الآن من موهبة ومكانة وإبداع وإشعاع في لغته الاصلية، ولفاته ربما ما حققه كذلك من اعتبار وتقدير في اللغة الفرنسية، بل وفي لغات آداب أجنبية أخرى لهذه الخاصية فيه بالذات. وحين كنت في مدّتي النيابية أوّل الداعين لتأسيس قطب جامعي بالقيروان كانت سعادتي عظيمة حين أصبح الاستاذ بوجاه – وهو من هو في تقديري له واعتزازي به – عميدًا لتلك الكلية، كلية الآداب التي تأسست بها. وحين كنت أغادر المجلس النيابي قيل لي إنه سوف لن يخلفك جامعي يترك ما تركتَه من أثر على الحياة العامة والنيابية والحزبية بالخصوص، لقلّة من يوفق من الجامعيين بين متناقضين،السياسة والفكر. كان تقديري بالعكس يتّجه الى أن المفكر والعالم والجامعي والكاتب بصفة عامة لا يكون الجديرَ بمكانته في الحياة العامة إذا تخلّى عن قيمه الذاتية كعالم ومفكر وكاتب وأستاذ. وأن الأثر الذي تركته مهما يكن التوفيق الذي وجدته فيه في نظر الملاحظين، الاّ أنني كنت أعتقد أنه سوف يثمر في نفوس الاجيال تعلّقًا بإقامة العلاقة السليمة بين الفكريّ والسياسيّ وبين الادبيّ والواقعيّ حتمًا في حياتنا الحديثة، كما كان أسد ابن الفرات أو ابن خلدون أو غيرهما من الاعلام في السابق. وصديقنا الاستاذ الدكتور صلاح الدين بوجاه هو اليوم منارة ثانية وأكثر إضاءة على الطريـق. وأنهى الدكتور الكعبي كلمته قائلا: … يمكن القول بأن اتحادنا بحق تجدد شبابه من جوانب كثيرة، وأنه بفضل الدعم الذي يلقاه من المسؤولين على رعاية الفكر والثقافة والأدب أصبح أعضاؤه والكتاب التونسيون بصفة عامة ينعمون بأمن وأمان القلم والتعبير، من أجل القيام بدورهم الطليعي في نهضة بلادنا وتقدّمها ونهضة الامة التي ننتمي اليها وإشعاعها، ومن أجل حمل مشعل التجديد والتقدّم والحداثة في عالم العولمة ومعترك الاصالة والهوية والإبداع، وهم طبعًا عند كل تضحية وضريبة للمحافظة على القيم والمكاسب. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 ماي 2007)

مصدر: مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصري

 
الجزائر (رويترز) – قال مصدر أمني يوم الثلاثاء ان مسلحين متنكرين في زي الشرطة خطفوا مهندسا مصريا من منطقة القبائل غير المستقرة سياسيا. وذكر المصدر دون اسهاب ان ثلاثة مسلحين يرتدون زي الشرطة خطفوا المهندس المصري (26 عاما) من منطقة قرب بلدة تيزي وزو على بعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة مساء الاحد الماضي. وقال مسؤول في السفارة المصرية في الجزائر ان المتحدث باسم البعثة ليس متاحا على الفور. وتكثر عمليات خطف الجزائريين ومن بينهم اطفال في منطقة تيزي وزو وتقول الشرطة ان عادة ما يكون الهدف منها الحصول على فدية وتنفذها عصابات اجرامية او اسلاميون متمردون. ويندر خطف الاجانب في الجزائر. ولا يقيم سوى عدد قليل من الاجانب في منطقة القبائل الجبلية نظرا لافتقارها للامن. ومازال هناك مئات من المتمردين الاسلاميين طلقاء في المنطقة وحولها نظرا لصلات اسرية او لصلات بعصابات اجرامية او نظرا للحماية التي توفرها لهم وعورة المنطقة. والمنطقة هي أيضا معقلا للبربر الذين بينهم وبين السلطات علاقة توتر ويحتجون دائما على التفرقة ضدهم من قبل الاغلبية العربية الاصل. (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن العدد 407 من صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 25 ماي 2007)

اغتيال شيخ خطاطي العالمين العربي والإسلامي اثر اقتحام منزله

 
بغداد ـ القدس العربي: دان سكرتير اللجنة العليا لمنظمات الثقافة في العراق ونائب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في العراق قاسم سبتي عملية الاغتيال ووصفها بـ العمل البربري محذرا من استهداف رموز المثقفين العراقيين بعد ان استهدفت صروحا ثقافية منها شارع المتنبي وغيرها. حيث اغتيل خليل ابراهيم الزهاوي وهو اشهر خطاطي العالمين العربي والإسلامي اثر اقتحام مسلحين منزله في منطقة بغداد الجديدة امس قبل ان يمطروه بوابل من الرصاص. وقال ان جمعية التشكيليين ستبادر الي مجابهة هذا العمل البربري باقامة معرض للفنان الزهاوي تعرض فيها نتاجه الثري من لوحات للحرف وغرافيك وغيرها من اللوحات. الزهاوي المتحدر من مدينة (خانقين) يبلغ من العمر 65 عاما وله ثمانية اولاد ويعيش في بغداد حيث يمارس عمله كخطاط منذ عقود. وعمل الزهاوي في نهاية السبعينيات في مركز الفنون خبيرا للخط العربي لاكثر من 20 عاما قبل ان يؤسس اسلوبا خاصا في فن الخط العربي. كما ادخل الكثير علي تشكيلاته حيث حررها من الجمود وجعلها تنطلق نحو الدمج بين الحرف والشكل وصار اكثر ميلا الي ادخال الحرف في اعمال الغرافيك والجداريات. وللزهاوي مؤلفات في الخط العربي منها تشكيلات الخط العربي و مصور الخط العربي و مصور خط التعليق و جماليات الخط العربي و ميزان الخط العربي و موسوعة الزهاوي لفنون الخط العربي . وله كتاب بعنوان بردة المديح للامام البصيري كتبه بخط التعليق وهو عبارة عن اشعار في الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وغيرها من المؤلفات. وشارك الزهاوي في 34 معرضا فنيا علميا وعربيا اولها عام 1965 اضافة الي 300 مشاركة في معارض اخري داخل وخارج العراق. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)

لجنة دولية تؤكد مقتل 300 استاذ جامعي وهجرة اكثر من 3000 آخرين من العراق

 
بغداد ـ القدس العربي : اظهرت اخر احصائيات اللجنة الدولية للتضامن مع الاساتذة العراقيين ان نحو 60 استاذا جامعيا ما يزال مصيرهم مجهولا. وقال مدير مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة بغداد الدكتور بهاء ابراهيم قال خلال الندوة التي عقدت امس بعنوان التأمين في خدمة الاستاذ الجامعي ان الاحصائيات التي اطلقتها مؤخرا تلك اللجنة كشفت عن مقتل ما يقرب من 300 استاذ جامعي وهجرة اكثر من 3000 اخرين خارج العراق منذ نيسان (ابريل) 2003 ولحد الان . ودعا جامعة بغداد الي ان تتحمل المسؤولية في استنهاض الفكر والهمم من اجل تطوير العملية التدريسية وايجاد افضل الظروف للاستاذ والطالب باعتبارها الجامعة الام التي تشمل اكبر عدد من التدريسيين والعلماء والموظفين والطلبة. الي ذلك قال مدير فرع التامين علي الحياة في شركة التامين الوطنية عبد الكريم حسن اللامي: ان الشركة قررت مؤخرا شمول منتسبي دوائر الدولة وخصوصا الاساتذة بتأمين ضد خطر العمليات الارهابية. واضاف ان هذا التامين لا يكلف المشتركين سوي مبالغ بسيطة مبينا ان الهدف منه المساهمة في الحد من خطورة العمليات الارهابية فضلا عن وقف هجرة العقول العراقية الي خارج البلاد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)

مصدر : مسلحون في الجزائر يخطفون مهندسا مصريا

 
الجزائر (رويترز) – قال مصدر أمني يوم الثلاثاء ان مسلحين متنكرين في زي الشرطة خطفوا مهندسا مصريا من منطقة القبائل غير المستقرة سياسيا. وذكر المصدر دون اسهاب ان ثلاثة مسلحين يرتدون زي الشرطة خطفوا المهندس المصري (26 عاما) من منطقة قرب بلدة تيزي وزو على بعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة مساء الاحد الماضي. وقال مسؤول في السفارة المصرية في الجزائر ان المتحدث باسم البعثة ليس متاحا على الفور. وتكثر عمليات خطف الجزائريين ومن بينهم اطفال في منطقة تيزي وزو وتقول الشرطة ان عادة ما يكون الهدف منها الحصول على فدية وتنفذها عصابات اجرامية او اسلاميون متمردون. ويندر خطف الاجانب في الجزائر. ولا يقيم سوى عدد قليل من الاجانب في منطقة القبائل الجبلية نظرا لافتقارها للامن. ومازال هناك مئات من المتمردين الاسلاميين طلقاء في المنطقة وحولها نظرا لصلات اسرية او لصلات بعصابات اجرامية او نظرا للحماية التي توفرها لهم وعورة المنطقة. والمنطقة هي أيضا معقلا للبربر الذين بينهم وبين السلطات علاقة توتر ويحتجون دائما على التفرقة ضدهم من قبل الاغلبية العربية الاصل. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 28 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء) 

 

معركة خلافة وولفويتز

 
 
توفيق المديني   يغادر بول وولفويتز رئاسة البنك الدولي في الثلاثين من يونيو/ حزيران المقبل محتفظا بأقل القليل من ماء وجهه بفضل الصيغة “المشرفة” لبيان الطرد الذي أصدره مجلس الإدارة، والذي يكفل له لوولفويتز رحيلا من دون تحميله الأخطار رسميا. وكان رئيس البنك الدولي الذي وضع الحاكمية الجيدة، ومكافحة الفساد في قلب استراتيجيته تجاه البلدان الفقيرة، فقد كل مصداقيته بسبب الفضيحة التي كشفت عنها لجنة المحاسبة داخل البنك، حين ذكرت في تقريرها أن صديقته الموظفة في البنك الدولي مسؤولة العلاقات العامة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تدعى شاها رضا، أمريكية من أصل تونسي في الخمسينات من عمرها، والتي تم نقلها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، قام وولفويتز بترقيتها وإعطائها راتبا يفوق راتب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، ومن دون استشارة “لجنة أخلاقيات المهنة” في البنك الدولي ولا مجلس الإدارة،إذحصلت على زيادات في الراتب بلغت 61 ألف دولار أمريكي، ما رفع أجرها السنوي إلى أكثر من 590.193 ألف دولار، أي أكثر مما تحصل عليه وزيرة الخارجية كوندليزا رايس نفسها والذي يبلغ 186 ألفاً قبل خصم الضرائب منه. وأثارت تلك الفضيحة مطالبات بإقالة وولفويتز الذي تعهد عند تقلده منصبه بمحاربة الفساد الإداري فى المؤسسة التي تقرض أكثر من 150 دولة لدعم مشروعات التنمية ومكافحة الفقر. وتشكّل الأزمة الحالية في البنك الدولي، وأخيراً، فرصة لإصلاح المشكلات الإدارية في المؤسّسة الأكبر في العالم المعنيّة بترويج التنمية. وحان الوقت كي تتخلّى الولايات المتحدة عن سيطرتها على اختيار رئيس البنك الدولي، وكي تتخلّى أوروبا عن قبضتها على اختيار رئيس صندوق النقد الدولي. لو كانت عمليّة اختيار الرئيس ديموقراطية وعادلة فعلاً، من شبه المؤكّد أنّ وولفويتز ما كان ليتولّى هذا المنصب. وكان ثمّة إجماع عالمي الآن أجبر وولفويتز على مغادرة البنك الدولي. في المجتمعات الديمقراطية، يجب أن يتمتّع القائد بثقة من يقودهم. وخسر وولفويتز تلك الثقة. الحاكمية الجيّدة هي التي تجعل المكلّفين في البلدان الأوروبية التي تؤمّن الشطر الاكبر من تلك الأموال (الولايات المتّحدة لا تدفع حصّتها حتّى) يثقوا بالمؤسّسات التي تدير أموالهم. وهؤلاء المكلّفون فقدوا، على غرار موظّفي البنك، ثقتهم برئيسه. وولفويتز صقر المحافظين الجدد والقادم من البنتاغون إلى البنك الدولي لقيادة “مسيرة التنمية” في العالم الثالث، بإصرار من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على الرغم من اعتراض الكثير من الدول الحليفة للولايات المتحدة في العام 2005 على تبوئه هذا المنصب، أعلن أنه سيستقيل في أواخر يونيو/ حزيران المقبل لإنهاء أزمة أثارها اتهامه بالمحاباة. وهي الفضيحة التي ترقى إلى أكثر من السرقة الموصوفة. إن مكافحة الفساد شرط جوهري للتنمية، ويجب أن تظل أولوية البنك الدولي، لكن هذا الأمر لم يكن ممكناً في ظل قيادة وولفويتز الذي خسر المصداقية الضرورية لإتمام المهمة التي يدافع عنها. وولفويتز أداة السيطرة الأمريكية على البنك الدولي أصبح من الماضي. قد تكون الأزمة الحالية فرصة لتغيير الحاكمية للمؤسستين الدوليتين: البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ففي عالم أصبحت فيه آسيا الدائن الأول في الكرة الأرضية، أصبح هذا الاحتكار الأطلسي في رئاسة هاتين المؤسستين ليس متقادما فقط، بل ضارا. فهو يعكس عقلية احتكارالغربيين الذين يريدون أن يظلوا وحدهم “أسياد هذا العالم”. فلا يوجد أي سبب على الإطلاق، يتم تعيين رئيسي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وفقا للمعايير السياسية. والحال هذه، فإن وولفويتز، لن يكون بمقدوره أن يحصل على منصب رئاسة البنك الدولي، لو وضع ترشحه في إطار المنافسة الديمقراطية مع مرشحين آخرين.فهو ليس متخصصا في الشؤون البنكية، ولا متخصصا في شؤون التنمية في العالم الثالث. فالرجل متخصص في المسائل الاستراتيجية والدفاع، وكان أحد صقور المحافظين الجدد داخل الحكومة الأمريكية، والرجل الثاني في البنتاجون، ولعب دورا رئيسيا في مفهوم حرب الخير الصليبية ضد الشر، وكان له تأثيره الحاسم في قرار المغامرة العسكرية الأمريكية في العراق. وأراد بوش مكافأة هذا الوفي لنهجه، وهو الآن متردد في إقالته، حتى لا يتعرض لهزيمة جديدة. على الرغم من رئاسته للبنك الدولي منذ سنتين، لم يحصل وولفويتز على سمعة جيدة. فهو متهم بأنه محاط من قبل شخصيات قريبة منه ايديولوجياً وثقافياً، ولكنها آتية من خارج البنك الدولي. كما أنه يتم نقده بسبب سلوكه الفردي والمتشدد، وإرادة تركيزه حصريا على سياسة البنك الدولي في إفريقيا ومكافحة الفساد. ويشكل هذا الموقف ضربة موجعة لرئيس البنك الدولي وولفويتز، الذي عينه بوش قبل خمسة عشر شهرا، والذي جعل من مكافحة الفساد، وزد على ذلك ضد “الحاكمية السيئة” أولويته. إن مطلب مكافحة الفساد يرتد ضد بول وولفويتز، بسبب فضيحة الفساد الإداري المرتبطة برئيس البنك الدولي وصديقته شاها رضا، والتي انتهت عند إعلان وولفويتز بالاستقالة، موفرا على مجلس إدارة البنك الدولي مزيدا من الإحراج. وأوضح المجلس الذين يمثلون 185 دولة أنهم قبلوا تأكيد رئيسهم أنه تصرف “وفق القواعد الأخلاقية وبحسن نية”. وتترك الاستقالة أحد أهم المناصب في المنظمات الدولية شاغرا. وهنا تبدأ معركة الولايات المتحدة لاختيار رئيس جديد للبنك الدولي وفقا للتقليد المتبع منذ إنشاء هذه المؤسسة بعد الحرب العالمية الثانية، الذي جاء لمصلحة واشنطن مقابل احتكار الأوروبيين لتعيين رئيس صندوق النقد الدولي. ولا ينقص العالم المرشحين الأكفاء من أمثال جوزيف ستيغليتز، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد والنائب السابق لرئيس البنك الدولي. وهناك أشخاص من الطراز الأوّل يلبّون المعايير ومن بينهم أرمينيو فراغا. وتولّى فراغا الذي يحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد من جامعة برنستون، مناصب رفيعة عدّة في إدارة صندوق سوروس وفي “سالومون بروذرز”، وقام بعمل مذهل في رئاسة المصرف المركزي البرازيلي. وخيار ممتاز آخر هو كمال درويش، رئيس برنامج الأمم المتّحدة للتنمية الذي علّم في جامعة برنستون وعمل نائب رئيس في البنك الدولي وأثبت مهارته وزيراً فاعلاً وشعبياً للمال في تركيا عندما كانت تواجه اضطراباً مالياً. إذا كان هنري بولسون سكرتير الخزانة الفيدرالية الأمريكية، يعتقد “أنه من المهم أن تظل رئاسة البنك الدولي يديرها أمريكي”، فإن البيت الأبيض صرح أنه لا يستبعد تعيين شخصية غير أمريكية. ويتمنى الأوروبيون أن تقدم لهم واشنطن لائحة بأسماء المرشحين لتولي هذا المنصب. بيد أن الرئيس بوش يمكن أن يفاجئ الجميع بتعيين طوني بلير الذي سيغادر10 داون ستريت في يونيو/ حزيران المقبل. ويرى خبراء منهم برينس روميرو من منظمة أوكسفام الدولية للتنمية أن إعطاء الولايات المتحدة الأمريكية حق اختيار وتعيين رئيس البنك الدولي هو شيء ظالم يجب أن ينتهي العمل به، في حين دعت نانسي بيرد سال رئيس مركز غلوبال ديفول ليمنت إلى تغيير أسلوب التعيين بعد تجربة الاختيار الخاطىء لوولفويتز، مضيفة: نأمل أن تعتمد الإدارة الأمريكية معيار الكفاءة لا الجنسية. وتتضمن لائحة الأسماء المرشحين لمنصب رئيس البنك الدولي أيضا نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق روبرت زوليك، وآلان هوبارد، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، ونائب وزير الخزانة الأمريكي روبرت كيميت. كاتب اقتصادي   (المصدر: صحيفة  » الخليج »  آراء وتحليات  الصادرة يوم 29 ماي 2007) 


إنجازاً للنهضة لا بد من «ائتلاف» المحافظين والمجددين!

 
محمد جابر الأنصاري (*)      من أسباب سرعة الإنجاز النهضوي في اليابان، أن جيل النهضة فيها لم يقع في مطب الصراع المزمن والمنهك بين معسكر المحافظين أو السلفيين، ومعسكر التقدميين، إن جاز التعبير، وهو الصراع المستشري في المجتمعات العربية لعقود طويلة، وما يزال، الأمر الذي أهدر طاقات عربية ثمينة وعرقل تحقيق النهضة العربية إلى يومنا هذا، وهي التي بدأت قبل النهضة اليابانية وتتلمذت عليها هذه النهضة… بل إن هذا الاستقطاب بين المعسكرين تسبب في الحروب الأهلية، وطنياً وقومياً، بين «الرجعيين» و «الثوريين»، إذا شئنا استذكار خطابنا ومناخنا السياسي غير البعيد… ولا يمكن أن نذهب بعيداً فكل مكاسب النضال الفلسطيني تحترق في هذه المرحلة عبثاً في اقتتال سيئ التوقيت – تاريخياً وسياسياً – بين «حماس» و «فتح»، كمثال واحد بين نزاعات عربية وإسلامية عديدة مدمرة. في الدراسة التي قمت بها لأسباب نجاح النهضة في اليابان، لفت نظري بشكل مدهش ان شخصية رجل النهضة الياباني انطوت على تعايش حقيقي وطبيعي بين الثوابت العميقة في الكيان الياباني وبين مستلزمات التقدم الحضاري والعلمي الذي تحتمه حركة العصر، وخاصة ما تمثل منها في التحدي الحضاري الغربي الذي كانت بوارجه «السوداء» تحيط باليابان احاطة الغربان بالشجرة. لقد كان رجل النهضة الياباني «سلفياً» بالمقاييس اليابانية فيما يجب أن يبقى محافظاًَ عليه، وكان في الوقت ذاته «تقدمياً» بل «حداثوياً» شديد التقدمية والحداثة فيما لا مفر من استيعابه من لوازم التقدم ونظمه. ولم تكن المسألة «توفيقية» ذهنية أو لفظية تتحايل على التناقضات الحقيقية في الواقع وبرامج العمل، لتتأرجح بين التوفيق و… التلفيق! بطبيعة الحال، لم يستطع المجتمع الياباني تجنب الصراع كلياً وطوال الوقت بين قديمه وجديده، وبين الموروث أو التراث إن شئنا، ومتغيرات العصر. وربما كان إقدام الكاتب الروائي الياباني المعروف يوكويميشيما على الانتحار عام 1970 في الكلية العسكرية، للتعبير عن رفضه «سلمية» اليابان ودستورها المسالم على حساب تقاليدها العسكرية وقيمها القومية التاريخية من مظاهر هذا الصراع. إلا أن السخرية التي جابه بها طلبة المدرسة العسكرية خطبته المتوترة قبل انتحاره دللت على أن المناخ العام والشبابي بخاصة في اليابان لم يعد مأخوذاً بنزعات التعصب والعنف، وليس معادياً للتحديث كما هو حال بعض القطاعات في المجتمعات العربية التي تؤخذ بمثل هذه الأعمال، لتوهّمها أنها تعكس روح الدفاع عن الهوية الجماعية، بينما هي تنسفها من الداخل. غير أن هذا لا يعني أن اليابان استسلمت لأميركا والغرب، في الجوهر والعمق، بعد أن اضطرت للاستسلام عسكرياً وسياسياً للمحتل الأميركي في البداية (1945 – 1954)، بفعل المحرقة النووية الرهيبة. ففي تلك الأعوام الصعبة مثّل خريجو جامعة طوكيو الإمبراطورية – التي يمكن اعتبارها على سبيل المقارنة ومع حفظ الفارق جامعة «الأزهر» اليابانية وقد استوعبت بدرجة أفضل العلوم التطبيقية الحديثة – مثّل أولئك الخريجون اليابانيون المقاومة الفكرية الأصلب عوداً حيال «أمركة» النظام الاجتماعي والتعليمي في بلدهم المحتل، وكان كبار الضباط الأميركيين يسألون أي مسؤول ياباني يقابلونه لأي عمل إن كان من خريجي تلك الجامعة، فإن كان جوابه بالإيجاب رفضوا الاستمرار في مقابلته باعتبار أنه لا يمكن التعاون معه في تنفيذ خطط الاحتلال الأميركي بشأن اليابان…! ولا يخفي المفكرون اليابانيون ذوو النزعة المستقلة أن الجوانب التي تمت أمركتها من النظام التربوي الياباني كالمبالغة في عدد الكليات والجامعات بحجة شعبية التعليم، قد منيت بفشل كبير، كما أعلن المفكر الياباني المستقل كاواساكي مؤلف الكتاب النادر في صراحته وتعريته: «اليابان بلا أقنعة». وربما استطاع اليابانيون المواءمة والمصالحة الحقة بين «سلفيتهم» و «تقدمية» العصر، لأنهم لم يقعوا أيضاً في مطب آخر أكثر خطورة. وهو مطب الخلط في مفهوم واحد ونظرة واحدة بين الغرب الاستعماري والغرب الحضاري، وهو الخلط الذي طغى على رؤية العرب والمسلمين إلى هذا الغرب، رغم أن بعض رواد نهضتهم في بدايتها استطاعوا التمييز بين البعدين في الظاهرة الغربية. لكن هذا التمييز تلاشى تدريجاً إلى أن أضاع العرب إدراكهم لحقيقة الحضارة الغربية وجوانبها الايجابية في غمرة صراعهم ضد الغرب «الإمبريالي». وحتى على المستوى الحضاري الخالص فإن المسألة اليوم مسألة «تحديث» كما فهمته اليابان ومعها النمور الآسيوية، لا مسألة «تغريب» كما يتصوره «السلفي» العربي، الذي لا بد أن يتحرر من أوهامه وهواجسه في رؤيته لحقيقة العالم الحديث وأبعاده المتناقضة والمركبة. وفي ضوء هذا المفهوم الايجابي، مفهوم التحديث، فإن الإنسان الشرقي لن يجد غضاضة في عقد المصالحة بين ثوابته وعقائده… ومستلزمات هذا «التحديث» الإنساني العام، بينما تنفر نفسه وعقيدته الشرقية من «تغريب» مفروض عليه لأي اعتبار. ولعل المصالحة في شخصية رجل النهضة الياباني بين السلفي والتقدمي مردها هذه الرؤية اليابانية المبكرة والثاقبة لحقيقة الظاهرة الغربية في بُعدْيها، مع التمييز بينهما كاستعمار وكحضارة… حضارة حديثة قابلة للاستنبات في مختلف البيئات الإنسانية… واستعمار لا بد أن تذهب به رياح التاريخ. فمرد الصراع المزمن في الشخصية العربية بين الهوية والعصر عائد إلى حصر الغرب في بُعده الاستعماري… وهو بعد حقيقي لا ينكر… لكن الأخطر، لصالح الاستعمار ذاته، عدم إدراك بُعده الحضاري مصدر القوة والمقاومة لكل شعب مغلوب على أمره، ومن زاوية «التحديث» الذي لا بد منه، لا «التغريب» الذي ينبغي أن يقاوم. من هنا فإن العدو الحقيقي للغرب في هذه المنطقة هو الباحث عن جوهر التقدم وسر القوة في الحضارة الحديثة. عندما بدأ محمد علي الكبير مشروعه التحديثي بمصر وشرع بإرسال البعثات إلى أوروبا وبدأ التصنيع في بلاده، ودخل، بالتالي، في صراع مع السلطنة التركية العثمانية المتهاوية فإما أن يطورها وإما أن يرثها، تغيرت مواقف الدول الأوروبية من «المسألة الشرقية» مئة وثمانين درجة: فمن العمل على تفكيك السلطنة العثمانية، كما كانت سياستها منذ عهـود، أصبحت «الصيحة» القضاء على مشروع التحديث والتقدم في مصر قبل كل شيء وهكذا كان، وجاء الخديوي عباس بعد محمد علي ليخنق كل بذور التحديث… وينفي شيخ النهضة ورائدها رفاعة رافع الطهطاوي إلى السودان. (*) مفكر وكاتب من البحرين (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)

ملامح من الوسطية السياسية

 
د. محمد سليم العوّا (*) الوسطية المعاصرة تيار يسري في الجسد الفكري والثقافي للأمة العربية الإسلامية، يستنهض العزم نحو التقدم، ويستلهم الطبيعة الأصيلة للأمة العربية الإسلامية كما قررها القرآن الكريم: ﴿ وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143]. والأمة الإسلامية أمة وسط باعتدالها واستقامتها التي تبتعد بها عن الإفراط والتفريط، وما يتبع كلا منهما من غلو أو تقصير. وأهل هذه الوسطية هم العُدول الذين وصفهم رسول الله قائلا: « يَحْمِلُ هَذَا العِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وَتَأوِيلَ الجَاهِلِينَ ». والوسطية الإسلامية تبدأ من الواقع، وهو نقطة الوصل بين الماضي والحاضر؛ وهي إذ تبدأ من الحاضر تستصحب الماضي لتتطلع إلى المستقبل عاملة -أو آملة على الأقل- أن يكون أفضل من الماضي والحاضر معا. وبهذا الفهم للوسطية ننظر إلى الوسطية السياسية باعتبارها فرعا من فروع الوسطية الواجبة على هذه الأمة بجعل الله إياها أمة وسطا. تحرير مفهوم الدين والدولة تنظر الوسطية الإسلامية السياسية إلى مسألة العلاقة بين الدين والدولة على أنها علاقة اجتهادية، توجب على العلماء المؤهلين استمرار الاجتهاد في كل عصر. وتنطلق من أن الإسلام دينٌ يُتعبّد به وشريعةٌ قانونية تحكم تصرفات الناس وأفعالهم؛ فهو دين ودولة. والمقصود بكلمة (دولة) في هذا المقام هو الشريعة التي أقلُّها نصوصٌ صريحة قطعية الورود والدلالة، وأكثرها ظني فيهما أو في أحدهما، والفقه المبني على النوعين معا هو الاجتهاد البشري. والمراد من كون الإسلام (دينا ودولةً) هو قبول المرجعية الإسلامية العامة التي تسمح بتعدد الآراء وتنوعها في الشأن السياسي، كما تسمح بتعددها وتنوعها في كل شأن إسلامي آخر. ولا يُعترض على هذا التنوع بمسألة نظام الخلافة؛ لأن هذا اللفظ لا يعني في مدلوله السياسي أو الدستوري أكثر من تنظيم رئاسة الدولة الإسلامية تنظيما يشمل اختيار رئيسها وتحديد حقوقه وواجباته التي مرجعها كلها إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وإلى الاجتهاد في فهمهما والعمل بهما. الاجتهاد المعاصر في الفقه السياسي وقد اجتهد حديثا في مسألة الخلافة هذه؛ فالاجتهاد الفقهي المعاصر يرى أن مسألة النسب القرشي كانت متصلة بزمان نشأة الإسلام والظروفِ القَبَلية التي أحاطت بهذه النشأة. ويذهب إلى أنه لا يلزم المسلمين أن يبايعوا بيعةً أبديةً، بحيث يتم تداول السلطة بما يؤدي إلى ألا يُنفرد بحكم الناس إلى ما لا نهاية ، ولا يتحقق هذا التداول للسلطة إلا باتباع نظام (الانتخاب). والاجتهاد السني السابق قابله اجتهاد في الفقه الشيعي الإمامي مضى في الطريق نفسه، يتغيا الغاية نفسها؛ أعني تحقيق مصالح الأمة. فالأصل عند إخواننا الإمامية أن الحكومة الإسلامية لن تقوم حتى يعود الإمام الغائب (المهدي المنتظر). وجاء الإمام الخميني -رحمه الله- وقال : إنه من غير المعقول أن يبقى المسلمون بلا حكومة إسلامية منذ الغيبة الصغرى للإمام الثاني عشر إلى أن يعود، ورأى ضرورة قيام الحكومة التي تنفذ الشريعة، وأن الذي يتولاها هو الفقيه الجامع للشرائط، العادل، وأنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي منها. وهناك اجتهاد آخر لآية الله محمد مهدي شمس الدين ويقترح فيه صيغة بديلة عن الخلافة السنية وعن ولاية الفقيه الشيعية، يسميها (ولاية الأمة على نفسها)، وهي تقتضي أن يقيم كل شعب مسلم لنفسه نظام حكمه الخاص، في إطار وحدة الأمة الإسلامية . ونظرية (ولاية الأمة) هذه ترضي الأطراف كافة من الناحية الفقهية أو الاجتهادية؛ فهي ترضي السنة لأنهم يقولون بمبدأ حق الأمة في الاختيار والتولية، ويقبل بها الشيعة ما دام الإمام المعصوم غائبا، وهكذا تصبح الحكومة الإسلامية المقيمة للشريعة حكومة تولّيها الأمة وتغيرها بإرادتها الحرة. دور القيم الإسلامية السياسية يضبط إيقاع الاجتهاد الإسلامي السياسي الالتزام بالقيم السياسية المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وما بُني على هذه القيم من قواعد فقهية. فأما القيم السياسية الإسلامية فنعني بها أحكاما ملزمة للحكام والمحكومين والفقهاء والمجتهدين، على السواء. والقيمة الأساسية التي تتفرع عنها سائر القيم السياسية الإسلامية هي مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]. والقيمة السياسية الإسلامية التي تلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأهمية هي الشورى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [الشورى: 38]. والصحيح من أقوال الفقهاء -وبه نأخذ- وجوب الشورى ابتداء، ولزومها أو إلزامها انتهاء.. وثمة قيم كثيرة أخرى متصلة بالمقام السياسي لا يتسع لها المقام. التعددية السياسية والتعددية السياسية أصل من الأصول التي تسلّم بها المدرسة الوسطية في الفكر الإسلامي المعاصر. والتعددية تعني في جوهرها التسليم بالاختلاف: التسليم به واقعا لا يسع عاقلا إنكاره. ومن رأينا أن وجود الأحزاب السياسية في الظروف الحالية للمجتمعات الإسلامية ضرورة لتقدمها، ولحرية الرأي فيها، ولضمان عدم استبداد الحاكمين بالمحكومين. المرأة والعمل السياسي تثور في كل حديث عن الإسلام والسياسة في عصرنا مسألة الدور السياسي للمرأة، ويدور الأمر بين نقيضين: من يقصر دور المرأة على البيت ومن يبيح لها كل شيء دون ضابط. والأصل في العمل السياسي كله أنه تطبيق من تطبيقات أصل إسلامي أعم؛ بل فرض من فروض الكفاية على الأمة، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يرمي في النهاية إلى غاية أساسية واحدة هي تحقيق الصلاح الاجتماعي ومنع الفساد الاجتماعي، والمرأة -كما الرجل- مطالبة بذلك، فلم يفرق القرآن في خطابه بينهما: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71]، فهذا نص صريح في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الرجال والنساء سواء بسواء. ومثل هذا ما رواه الإمام مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ». والمرأة والرجل سواء في مطالبتهم بالتدين بالإسلام والامتثال له، فإذا كان (الدين) هو النصيحة؛ أي كانت النصيحة جزءا لا يتجزأ منه وفرعا لا ينفصل عنه فكيف يصح أن يقال: إن النساء لسن مسئولات عن أداء هذا الواجب؟ وهل العمل العام -كله أو جلّه- إلا نصيحة بوجه من الوجوه وهي قيام بواجب من واجبات الدين؟ فمن الذي يستطيع حرمان النساء -بلا دليل ولا شبه دليل- من أداء هذا الواجب؟. ولقد شاركت النساء في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، والهجرة عمل سياسي، كما شاركت في الجيوش، وفي الشورى السياسية كما فعلت أم سلمة مع نبينا الأكرم. وقد استخرج صاحب موسوعة « تحرير المرأة في عصر الرسالة » نحوا من ثلاثمائة دليل من السنة الصحيحة وحدها على أن مشاركة النساء في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية أمر لا يمنعه الشرع . أما من يعترض على ولاية المرأة للمناصب السياسية بحديث الرسول: « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأةً »، فهذا الحديث لا حجة فيه؛ لأن الأمر الذي يشير إليه هو أمر الولاية العامة التي ليس فوقها ولاية، وهي الخلافة أو الرئاسة العامة للدولة الإسلامية الواحدة التي تضم العالم الإسلامي كله، وهي دولة لم تعد موجودة الآن. وليس هذا الاجتهاد في أمر العمل السياسي النسائي مقصورا على السنة؛ فله نظير في الفقه الشيعي المعاصر؛ فقد انتهى العلامة الإمام مهدي شمس الدين -رحمه الله- إلى مثله في كتابه: « أهلية المرأة لتولي السلطة » ؛ حيث ذهب إلى أن لفظ « لن يفلح قوم… » لا يفيد بطلان ولاية المرأة من الناحية الشرعية، وإنما غاية ما يفيد خطأ الاختيار، أو عدم ترتب الغرض عليه. وضع غير المسلمين في الدولة الإسلامية والمواطنون غير المسلمين في الدولة الإسلامية يتساوون مع المسلمين في حقوق المواطنة وواجباتها، لا فرق بينهما في التمتع بالخدمات والانتفاع بالمرافق وشغل الوظائف -غير الدينية- التي يقوم بها كيان الدولة وبنيانها. وقد انقضى العقد الذي كان يعرف -تاريخيا- باسم عقد الذمة؛ فالذمة عقد وليس وضعا، والعقود بطبيعتها قابلة للانتهاء والإنهاء . ولغير المسلمين في الدولة الإسلامية إقامة دور العبادات الخاصة بأديانهم، ولا صحة لما يلهج به كثيرون من أن ذلك لا يجوز في الأمصار (أي المدن) التي مصّرها (أي أنشأها) المسلمون؛ لأننا ما دمنا لا نمنعهم من الإقامة فيها؛ فإننا لا يجوز أن نمنعه من إقامة دور كافية لأعدادهم. والدول غير الإسلامية لا تحرم مواطنيها أو المقيمين مؤقتا في أراضيها من حقهم في التعبد في دور عبادة يقيمونها لأنفسهم.. فهل نفعلها نحن؟!. الواقع المعاصر للعلاقات الدولية تقسيم العالم إلى دارين: دار الإسلام ودار الحرب نشأ في الفقه الإسلامي لمقابلة مفهوم آخر لتقسيم العالم، وهو المفهوم الروماني الذي كان يقسم العالم إلى ثلاثة أقسام: العالم الروماني، والعالم اللاتيني، وعالم الآخرين. والمفهوم الإسلامي كان يستمد من حقيقتين: العقيدة، والظرف الواقعي، ولم يقسم الناس على أساس طائفي أو عرقي كالرومان. والتنظيم الدولي الحديث أحال العالم كله إلى مثل ما كان يسميه الفقهاء (دار العهد) فهل يجوز للفقيه أن يستبقي التقسيم القديم وما يترتب عليه عند الفقهاء من أحكام؟! إنني أرى أن الاجتهاد القديم القائل بمثل ذلك التقسيم قد انقضى زمنه، وفي تقديرنا أن العالم الآن دار واحدة هي دار عهد وموادعة، وأن أحكام الإسلام تنطبق على المسلمين أينما كانوا، سواء أكانوا في دار يغلب الإسلام على أهلها أم كانوا أقلية أو أفرادا في دار غالبية أهلها غير مسلمين. وليس لهذا الرأي أثر في مسألة استمرار الجهاد ووجوب إقامته إلى يوم القيامة ، فإنه إذا انتقلت العلاقة بين الدولة الإسلامية وغيرها من حال السلم إلى حال الحرب، فإن الواجب هو الدفاع عن الوطن ورد العدوان عليه. (*) الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المصدر: موقع « المركز العالمي للوسطية »، تصفح يوم 29 29 ماي 2007)

تفكك اللغة
 
الياس خوري (*) قال انت تؤيد الجيش الأمريكي في العراق، فالمنطق الأمريكي يبرر قتل المدنيين العراقيين بحجة الحرب علي الارهاب وعلي القاعدة . حاولت ان اشرح للمثقف العربي الصديق ان المقارنة غير مقبولة، الجيش الامريكي جيش احتلال، اما الجيش اللبناني فهو في بلاده. هنا تفتق الذكاء، اعترف محدثي بأنه اخطأ التشبيه، وقال طيب، الصورة تشبه ايلول 1970 في الأردن. كان الجيش الأردني محقا اذاً في سحق الفدائيين، اليس كذلك، كان الجيش الأردني يدافع عن النظام العام، مثلما يفعل الجيش اللبناني في نهر البارد. عبثا حاولت ان اشرح له الفرق، قلت ان الجيش الأردني كان يحاول سحق حركة تحرر وطني، وان المقارنة مستحيلة، الا اذا كان يعتقد ان فتح الاسلام حركة تحرر؟ لم يستطع محدثي الاجابة، لكنه ذهب في غيبوبة شتم عنصرية الشعب اللبناني ضد الفلسطينيين. وعندما حاولت ان اشرح له الفرق بين خطاب عنصري فاشي نقاومه في لبنان، وبين الشعب اللبناني، لم يقل السيد المثقف سوي ان الفلسطينيين يواجهون مجزرة في مخيم نهر البارد. هذا النموذج من الحوار الذي جري بيني وبين احد الاصدقاء لا يشير الا الي مسألة واحدة اسمها تفكك اللغة. فاللغة يمكن ان تتفكك وتتحول اشلاء. وهذا ما تشهده اللغة السياسية العربية في مرحلة افول الفكرة الوطنية، واستبدالها بالانتماءات الدينية والطائفية. التفكك الذي تشهده اللغة السياسية العربية هو عين الكارثة. العراق محتل، فلسطين تواجه ابادة سياسية، ولبنان يلعب به الديكتاتور العربي، ويتعرض لخطر العودة ساحة مفتوحة للخوف والموت، ومع ذلك لا وجود لنصاب يميز الوطني من الخائن. لم نفهم دلالات غياب القيادة الوطنية الفلسطينية الا اليوم. فبعد سقوط الناصرية، شكلت المقاومة الفلسطينية بوصلة للحياة السياسية العربية. كانت فلسطين تحملنا وتتحمل ضياعنا الوطني. لكن مع غياب البوصلة الفلسطينية، وهو غياب تشكل عبر مسار طويل بدأ في اوسلو وانتهي بقتل ياسر عرفات بالسم، لم يعد هناك من اتجاه. تشظي العرب في كل الاتجاهات، صارت المقاومة دينية، وغرق العراق في الدم والفوضي، ولم نعد نفهم ماذا يجري في فلسطين، هل هي حرب اهلية نائمة تستيقظ بين فترة واخري، ام مقاومة تغيب خلف صراعات داخلية طاحنة. لم تنتصر امريكا، لكن الديكتاتور والانظمة النفطية هي التي انتصرت علي العرب. وهذا يعني ان امريكا واسرائيل تستفيدان من دون اي جهد، فالانحلال السياسي العربي كفيل بمنع العرب من تحقيق اي شيء. غياب فلسطين كبوصلة لم يعرض اللغة السياسية العربية الي خطر الانحلال فقط، بل يهدد فلسطين نفسها بالموت. وانا لا اتحدث هنا عن الجريمة الاسرائيلية المتواصلة في غزة والضفة، بل اتحدث عن نهر البارد. فأن تستطيع مجموعة مسلحة تتكلم لغة القاعدة وآتية من سورية ان تخطف مخيما فلسطينيا كبيرا، وتحوله اداة ابتزاز وقتل، مهمشة القوي الفلسطينية الأساسية من فتح الي حماس، فهذا يعني ان فلسطين في خطر حقيقي. المسألة ان تفكك اللغة السياسية يحول السياسة لعبة لأجهزة المخابرات. لا اريد اختزال الأشياء، فالمخابرات ما كان لها ان تلعب بالدم الفلسطيني واللبناني، لو كان هناك بوصلة سياسية تميز بين الأشياء وتضع حدودا لا يمكن اختراقها. ففتح الاسلام، التي انشقت عن فتح الانتفاضة، تشبه المنظمة التي خرجت منها، في انها اداة استخدمها النظام السوري. وهذا لا ينفي ان لغتها قاعدية، وانها جزء من حال الفوضي السياسية العامة، التي تنتج ظواهر من الجنون العسكري والسياسي، التي تهدد بتفكيك الأوطان. هذه اللعبة ناجمة في الأساس عن انهيار البوصلة الوطنية الفلسطينية. فالمخيمات في لبنان، التي حررتها الثورة من عسف قمع المكتب الثاني عام 1969، تعرضت لمذابح متنوعة، من تل الزعتر الي صبرا وشاتيلا، الي حرب المخيمات، قبل ان ينجح النظام السوري في كسر مناعتها الوطنية، حتي وصلنا الي اللحظة الراهنة. غير ان الضغط الخارجي لا يكفي وحده لتفسير ظاهرة فقدان المناعة الوطنية. اذ ان هذه المناعة تحطمت بفعل انهيار الخطاب الوطني الفلسطيني، وتراجع فتح عن دورها في قيادة الحركة الوطنية، عبر وهم بناء السلطة، التي تحولت حطاما. اردت ان اقول للمثقف الذي كان يوزع شهادات الوطنية علي الناس، بأننا نحتاج الي الكثير من التواضع والاعتراف بالأخطاء، كي يحق لنا ان نستعيد حقنا في اللغة. فاللغة لا تستعاد الا اذا رجعت القضية الوطنية الي موقعها في الصدارة، وعاد العالم العربي الي الف باء الدفاع عن النفس في وجه خطر التهميش والانهيار. نهر البارد في فخ الموت. فالمعركة التي افتعلتها فتح الاسلام مع الجيش اللبناني، مزدوجة الاهداف، فهي حلقة من تفكيك لبنان والفلسطينيين، كي يتحول كل شيء هنا قاعا صفصفا، وكي لا يبقي في بلادنا سوي الخيار بين الديكتاتور والفوضي. انها لعبة الموت، لكنها قد تؤدي في النتيجة الي انهيار كل شيء. لذا فالمسألة اكثر تعقيدا من اللغة التبسيطية التي تري الاشياء بالأبيض والاسود. فالواقع اكثر تعقيدا، والمسألة لا علاقة لها بمقاومة المشروع الأمريكي، بل هي محاولة من النظام السوري للمصالحة مع هذا النظام علي اشلاء الشعبين اللبناني والفلسطيني. مقاومة التحول الي اشلاء تبدأ باعادة الاعتبار الي اللغة الوطنية، وبانقاذ البوصلة الفلسطينية. (*) كاتب  وصحفي من لبنان (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 29 ماي 2007)

 

القاعدة وصلت لبنان

 
عبد الباري عطوان تعيش منطقة الشرق الاوسط حالة من الفوضي والتدهور الامني لم يسبق لها مثيل، ابتداء من افغانستان ومرورا بالعراق وانتهاء بلبنان، الامر الذي ينبيء بموجة من اعمال العنف قد تشمل مختلف الدول الاخري التي ظلت محصنة وشبه آمنة، مثل مصر والاردن وسورية والمملكة العربية السعودية. واذا كان الانفلات الامني في العراق والانهيار الواضح للسلطة المركزية في مواجهة حركة مقاومة شرسة بات معروفا وليس بحاجة الي المزيد من الشروحات، فان تطورات الوضع في لبنان يجب ان تشكل مصدر قلق اكبر للمراقبين وصناع القرار، بسبب ما يمكن ان يترتب عليها من انعكاسات ليس فقط علي دول الجوار وخاصة اسرائيل وانما علي القارة الاوروبية ايضا، لان الفوضي الحالية المتنامية في هذا البلد يمكن ان تشكل منصة لتصدير العنف، والارهاب، الي اكثر من دولة اوروبية، مثلما كان عليه الحال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ما يجري حاليا في مخيم نهر البارد الفلسطيني بالقرب من مدينة طرابلس، هو أول تجسيد عملي لاستراتيجية تنظيم القاعدة التي ترمي الي اقامة هلال سني عنفي يمتد من العراق مرورا بالاردن وسورية وصولا الي لبنان، يجسد في نهاية المطاف طوقا يحاصر الانظمة القائمة المتهمة بالعجز، ويخلق موضع قدم، طالما تطلع اليه قادة التنظيم، لفتح جبهة مع اسرائيل، بحيث لا يكون شرف الحرب ضدها محصورا في تنظيم حزب الله اللبناني الشيعي. رسالة الدكتور ايمن الظواهري العقل الاستراتيجي والايديولوجي لتنظيم القاعدة التي حث فيها اعضاء التنظيم علي نقل المعركة الي دول جوار العراق، تعكس الخطط المستقبلية، وتؤشر لما يمكن ان يحدث في المنطقة من تطورات، بعد ان باتت خسارة الادارة الامريكية لحربها في العراق شبه مؤكدة، اي تأكيد عولمة التنظيم وتنفيذ اهدافه في الوصول الي لب الصراع وجوهره، واغلاق ثغرة كانت دائما تستغل من قبل منتقديه للهجوم عليه، اي عدم فتح جبهة مع الدولة العبرية والانشغال فقط في حروب ومواجهات في اطراف العالم الاسلامي. الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قال ان استراتيجية ادارته تتركز علي تجميع تنظيم القاعدة وشن حرب للقضاء عليه في العراق حتي لا تصل هجماته الي الاراضي الامريكية، وقد نجح في ايجاد ارضية للتنظيم بغزوه العراق ولكنه لم ينجح في حصاره والقضاء عليه، لان التنظيم يتوسع منذ الحرب علي الارهاب بعد هجمات سبتمبر ، وبات يتناسل بشكل مرعب ويؤسس فروعا، وآخرها في لبنان، لينضم الي فروعه الاخري في السعودية والعراق واوروبا والمغرب الاسلامي. الضغوط الامريكية حققت نجاحا في اغلاق الحدود السورية امام متطوعي القاعدة الراغبين في الانضمام الي زملائهم في العراق، ولكن هذا النجاح بدأ يعطي نتائج عكسية اكثر خطورة، لان هؤلاء بدأوا يحولون وجهتهم الي لبنان، ويجدون في حدوده المفتوحة فرصة لهم للتمركز والتخطيط للخطوة المقبلة من استراتيجية التنظيم اي الوصول الي الحدود الاسرائيلية، والتجسيد الامثل هو وجود سعوديين ويمنيين وكويتيين ضمن كوادر فتح الاسلام في شمال لبنان. لبنان يشكل البيئة الملائمة لتنظيم القاعدة، وكل الجماعات المتشددة الاخري المماثلة، لانه يعيش فراغا في السلطة، وضعفا واضحا لحكومته المركزية، وفساد الطبقة السياسية ـ باستثناء القلة ـ واستعداداتها المتجددة للارتهان للقوي الخارجية، اقليمية كانت او دولية. التنظيمات المتشددة، و القاعدة علي وجه الخصوص تزدهر في ظل وجود دولة فاشلة، أو انقسامات عرقية وطائفية، ولبنان جمع بين الاثنين، فالمخيمات الفلسطينية باتت تشكل دويلات صغيرة فاشلة في وسط دولة مركزية اكثر فشلا. اما الصراعات الطائفية في لبنان فهي واضحة للعيان، والحرب الاهلية التي اندلعت في منتصف السبعينات انتقلت من الاشتباكات العسكرية الي المماحكات السياسية، وبقي جمرها تحت الرماد ينتظر الوقت والتوقيت للاشتعال مجددا، وما عمليات التسليح الحالية، وعمليات التجييش المكثفة لمختلف الطوائف الا احد مظاهر الاستعدادات لهذه الحرب التي باتت وشيكة جدا. لبنان يعيش نظاما برأسين، وانقساما رأسيا واضحا. رئيس جمهورية معزول ومتمسك بخيار يري انه وطني، وحكومة تعتقد انها برهانها علي الولايات المتحدة ومحور الاعتدال العربي المتحالف معها، ستقود البلاد الي بر الأمان. وبات الجيش اللبناني الذي من المفترض ان يكون حارسا للوحدة الوطنية، وفوق المماحكات الطائفية حائرا مرتبكا، الامر الذي ادي الي فشله بشكل مخجل في اول اختبار عملي له امام مجموعة صغيرة اسمها فتح الاسلام في مخيم نهر البارد. التجارب علمتنا ان الجيوش تتشرذم مع اطلاق الرصاصة الاولي في اي حرب اهلية، ولا نعتقد ان الجيش اللبناني سيكون استثناء، فهو ليس علي درجة قوية من الصلابة بحيث يستعصي علي الانقسام اذا ما تطورت الاوضاع في لبنان نحو الصدام الطائفي او الوطني، او اي تسمية اخري، ولعل الجسر الجوي الامريكي الذي اقيم تحت ذريعة تسليحه لمواجهة فتح الاسلام قد يكون بداية في هذا الاتجاه، لان امريكا لم تدعم مطلقا جيشا عربيا الا لمواجهة جيش او ميليشيات عربية، وليس لخوض حرب ضد اعداء الأمة والعقيدة. اللافت هو غياب المرجعية التوحيدية في لبنان، ووجود مرجعيات عديدة. فهناك مرجعيات مارونية، واخري سنية، وثالثة شيعية. والشيء نفسه يقال ايضا عن المخيمات الفلسطينية. فلكل مخيم اكثر من مرجعية، فهناك فتح الام و فتح الانتفاضة و فتح الاسلام ، والجبهات الشعبية بمختلف انواعها ومشاربها، بالاضافة الي الوافدين الجدد مثل حماس و الجهاد الاسلامي . تعدد المرجعيات يؤدي الي ضعف قبضتها، ويفتح المجال امام حالة من الفوضي، وهذا ما يفسر لجوء الكثير من المتشددين العرب الي المخيمات الفلسطينية، واقامة قواعد فيها، سواء عسكرية او ايديولوجية مثل جند الاسلام و جند الشام و الاحباش وغيرها. اكبر خطأ ارتكبته الأنظمة العربية، والولايات المتحدة علي وجه الخصوص، الي جانب اخطاء كثيرة، هو اضعاف مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية داخل المخيمات الفلسطينية. فالمنظمة كانت تمثل الضمان الاجتماعي و الضمان السياسي للفلسطينيين في مخيمات لبنان، وعندما جري تجفيف منابع المال للمنظمة بعد حرب العراق الاولي انتقاما، ضعفت قبضتها علي المخيمات، ولم تعد عنصر توظيف وسيطرة، وهذا ما يفسر وجود فراغ بدأت التنظيمات المتشددة في شغله بما تملكه من اموال وايديولوجيات تستقطب المحبطين اليائسين العاطلين عن العمل. وصول القاعدة الي لبنان يعني وصول خبرة هائلة في السيارات المفخخة، والعمليات التفجيرية الانتحارية، فالعائدون من العراق بدأوا يبحثون كيفية توظيف خبراتهم التي اكتسبوها علي مدي اربع سنوات في مواجهة اكثر الجيوش تسليحا وتدريبا في العالم (الجيشين الامريكي والبريطاني) ضد الدولة العبرية اولا، والانظمة العربية العاجزة، وسورية والاردن ربما يكونان الخطوة الاولي في هذا الاتجاه. لبنان امام مشهد جديد، وربما مزيج من اكثر من مشهد: المشهد العراقي، المشهد الافغاني او المشهد الصومالي. والقاسم المشترك فيها جميعا هو القاعدة .  (المصدر: صحيفة « القدس العربي  » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ماي 2007)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

السبت، 2 أغسطس 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N°2993 du 02.08.2008  archives : www.tunisnews.net  Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.