الاثنين، 8 مايو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2177 du 08.05.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ الهيئــة الوطنيــة للمحاميــن: إعـــــلام بيان صحفي مشترك من 44 منظمة غير حكومية في 14 دولة عربية: نطالب الأمم المتحدة بعدم قبول الدول العربية المعادية لحقوق الإنسان في عضوية مجلسها لحقوق الإنسان نداء من مساندي الصحفي سليم بوخذير الموقف: تشديد الطوق الأمني و الإعلامي على الرابطة الموقف: حزب العمل الوطني الديمقراطي في ذكرى تأسيسه الصباح: حوالي 60 ألف موظفة معنية به – تفاصيل عن مشروع قانون العمل نصف الوقت بثلثي الأجر صــابر التونسي: »غـزوة » 8 ماي 1991 .. من « بطولات » التغيير! نبيل بن محمد: حتى الموتى ينالهم الظلم في العودة أيتها القوافل الأزهر مقداد: ثــريا بحري العرفاوي: الـجـسـد سويس انفو : خمسة وستون مرشحا لمجلس حقوق الإنسان عادل الحامدي: سيناريو التدخل الأمريكي شاهدا برهان غليون: في سبيل مبادرة دولية لإطلاق الحوارات الوطنية الممنوعة عبد الله كرمون: هل انتهي فعلا عهد مخافر التعذيب السرية في المغرب؟! ميشيل كيلو: تساؤلات حول العلاقة بين الأنظمة العربية والحركات الاسلامية القدس العربي: الامين العام لحزب العدالة والتنمية الاصولي المغربي يزور الولايات المتحدة لبحث قضية الصحراء الغربية والتعريف بالاصلاحات السياسية بالمغرب القدس العربي:  البرازيل مستعدة لبيع الجزائر أنظمة رادار متطورة القدس العربي: معاريف: رفعت يجري اتصالات سرية مع الرئيس بشار والمصالحة التاريخية بينهما قريبا القدس العربي: شريط يظهر تفاصيل مروعة لجريمة قتل اطوار بهجت المصري اليوم: هيكل في حوار مفتوح مع نخبة من الصحفيين: النظام الحالي بلا مشروع.. و«الدولة وقعت والكل يحارب الكل»


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 08 ماي 2006   بــــــــلاغ  
وقع التعرض صبيجة هذا اليوم الاثنين 8 ماي 2006 من طرف البوليس السياسي للأستاذ سمير ديلو المحامي عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المكلف بالعلاقات الخارجية و العضو المؤسس لهيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و وقع منعه من مواصلة السير بالطريق السريعة الرابطة بين مدينة بنزرت و العاصمة في انتظار التعليمات التي أتت بعد فترة زمنية تزيد عن النصف ساعة و بذلك يكون البوليس السياسي قد عطل تنقله العادي الذي كان يقوم به في إطار تعاطيه لمهنة المحاماة و هو ما كاد يحرمه من الحضور أمام محاكم العاصمة في الوقت المناسب للقيام بواجب الدفاع. و قد لفت الأستاذ سمير ديلو نظر الهيئة الوطنية للمحامين و جمعية المحامين الشبان و المنظمات الحقوقية لخطورة هذا التصرف الذي تتضرر منه مهنة المحاماة و المتقاضون و يؤدي لتعطيل سير القضاء.   عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرئيس الأستاذ محمد النوري

الهيئــة الوطنيــة للمحاميــن
 قصر العدالة   –   تونس  الحمد لله، تونس في    8  ماي 2006 إعــــــــــلام  
يعلم عميد المحامين أن مجلس الهيئة الوطنية  للمحامين بتونس وعلى إثر علمه عبر الصحف بأن مشروع القانون المتعلق بإحداث المعهد الأعلى للمحاماة سيعرض على الجلسة العامة المسائية بمجلس النواب يوم الثلاثاء 9 ماي 2006، عقد اجتماعا طارئا يوم الاثنين 8 ما ي 2006 ونظرا لخطورة ذلك المشروع على مستقبل المهنة كمؤسسة مستقلة وعلى مستقبل أجيال بأكملها ومخالفته للمبادىء الأساسية التي تقوم عليها مهنة المحاماة وعلى رأسها الاستقلالية وهي مبادىء ضمنتها  المواثيق الدولية المصادق عليها من قبل الدولة التونسية وكرسها القانون المنظم لمهنة المحاماة.  وبعد المداولة تولى المجلس توجيه برقية عاجلة إلى رئيس  الدولة مناشدا إياه بالإذن بإعادة النظر في ذلك المشروع واعتماد المبادىء والمواثيق والقوانين الملمع إليها كما قرر دعوة ندوة الفروع للانعقاد بصفة استثنائية يوم الثلاثاء 9 ماي 2006  على الساعة التاسعة صباحا بمكتبة المحامين ثم تنظيم اعتصام بداية من الساعة الحادية عشر صباحا بمن نفس اليوم بقصر العدالة بتونس كما تدارس المجلس إمكانية الإستقالة الجماعية في صورة عدم تلبية كافة مطالبه المشروعة.                        العميد           عبد الستار بن موسى قصر العدالة شارع باب بنات 1006 الهاتف: 71.560.315/71.562.166  الفاكس : 71.568.923

 


القاهرة في 8 مايو 2006

نطالب الأمم المتحدة بعدم قبول الدول العربية المعادية لحقوق الإنسان

في عضوية مجلسها لحقوق الإنسان

 

بيان صحفي مشترك من 44 منظمة غير حكومية في 14 دولة عربية

 

تجري الجمعية العامة بالأمم المتحدة في التاسع من مايو القادم أول انتخابات لاختيار 47 دولة لعضوية مجلس حقوق الإنسان المنشأ حديثا، وقد تقدم للترشح حتى الآن نحو 65 دولة من قارات العالم، من بينهم ثمانية دول عربية ضمن قوائم المرشحين في آسيا وأفريقيا.

إن منظمات حقوق الإنسان الموقعة على هذا البيان تعتبر أن الإعلان عن  المجلس الجديد يشكل خطوة للأمام، جاءت بعد نضال طويل من أجل تدعيم دور الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان ،إلا أن مصداقية المجلس وفعاليته تستلزم انتخاب أعضاء لديهم شعور بالمسئولية تجاه القانون الدولي لحقوق الإنسان، واستبعاد الدول الأسوأ في مجال احترام حقوق الإنسان، تطبيقا للشروط المتضمنة في قرار الجمعية العامة، والخاص بتأسيس المجلس، حيث أكد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، أثناء عملية التصويت على عضوية المجلس، رصيد الدول المرشحة في احترام المعايير العالمية لحقوق الإنسان. 

جدير بالذكر أن معظم حكومات المنطقة العربية تصنف من بين أسوأ دول العالم استهتارا بحقوق الإنسان، وقد دأبت لجان الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية العربية والدولية، على توثيق صور وأنماط مختلفة من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، تمارس بشكل واسع النطاق داخل معظم الدول العربية لسنوات طويلة.

إن المنظمات الموقعة تحث أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على عدم التصويت لصالح الدول المعروفة بعدائها المنهجي لحقوق الإنسان في المنطقة العربية، على سبيل المثال: تونس والسعودية والجزائر* من بين الدول التي رشحت نفسها حتى الآن، معتبرة أن التصويت لصالح هذه الحكومات سوف يضعف من أداء المجلس، ويقوّض مصداقيته، ويعيق دوره في تحسين وضعية حقوق الإنسان ليس داخل هذه الدول فحسب، بل في المنطقة العربية وفي العالم كله. ورغم تحفظات المنظمات الموقعة على سجل حقوق الإنسان في المغرب ولبنان ، إلا أنهما أفضل المرشحين في المنطقة العربية عن أفريقيا وآسيا، بالنظر إلى التطورات الايجابية التي شهدتها كلا من الدولتين في السنوات الأخيرة على صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان.

المنظمات الموقعة

 

1.                 مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.

2.                 الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ( مصر ).

3.                 المركز المصري الاجتماعي الديمقراطي ( مصر ).

4.                 جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء ( مصر ).

5.                 المنظمة العربية للإصلاح الجنائي ( مصر ).

6.                 منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ( اليمن ).

7.                 المنظمة السورية لحقوق الإنسان ( سوريا ).

8.                 مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ( سوريا ).

9.                 مركز أندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف ( مصر ).

10.             لجنة احترام حقوق الإنسان ( تونس ).

11.             الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات ( لبنان ).

12.             المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والابداع ( تونس ).

13.             الرابطة الليبية لحقوق الإنسان ( ليبيا ).

14.             المجلس الوطني للحريات ( تونس ).

15.             ملتقى المجتمع المدني ( اليمن ).

16.             جماعة تنمية الديمقراطية ( مصر ).

17.             المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان « حقوق » (لبنان)

18.             مركز البحرين لحقوق الإنسان

19.              المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (غزة)

20.             مؤسسة الخوئي ( العراق ).

21.             الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب. 

22.             المركز السعودي لحقوق الإنسان.

23.             المركز المصري لحقوق المرأة .

24.             مركز دراسات التنمية البديلة ( مصر ).

25.             مركز هشام مبارك للقانون ( مصر ).

26.             مركز حابي للحقوق البيئية ( مصر ).

27.             مركز قضايا المراة المصرية.

28.             الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ( مصر ).

29.             البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان ( مصر ).

30.             الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي ( مصر ).

31.             مركز الخليج لحرية الصحافة ( عمان ).

32.             المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية ( اليمن ).

33.             المنظمة العربية لحقوق الإنسان ( فرع سوريا ).

34.             جمعية الدفاع عن الحقوق والحريات « عدل » ( لبنان ).

35.             مركز النديم للتاهيل والعلاج النفسي لضحايا العنف ( مصر ).

36.             جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان.

37.             جمعية الحقوقيين (الامارات).

38.             الجمعية العراقية لحقوق الإنسان.

39.              المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب.

40.             المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.

41.             مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة.

42.             مركز الأمل لعلاج وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (السودان).

43.             الرابطة التونسية لحقوق الإنسان.

44.             المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

 

__________________________________________

Cairo Institute for Human Rights Studies

9 Rustom St, Garden City , Cairo, Egypt

P.O. Box : 117 Maglis El-Shaab- Cairo , Egypt

Fax          : 202 7921913

Phone      : 202 7951112 / 202 7963059

Web site  : www.cihrs.org

Email       : info@cihrs.org

 


 

لا تكسروا القلم الحر ..
 
 
نداء من مساندي الصحفي سليم بوخذير

 

نحن الممضين أسفله نعبر عن تندينا بجريمة الإعتداءات الوحشية التي تعرض  لها الصحفي التونسي المضرب عن الطعام  سليم بوخذير بالعاصمة التونسية  في يوم العيد العالمي لحرية الصحافة و بكل المضايقات التي ما فتئ يتعرّض من قبل السلطات التونسية بسبب  آرائه و هو ما يُعتبر إنتهاكا لحق التعبير . و إذ نعلن إنشغالنا  الفائق على وضعه الصحي الذي تدهور بشكل خطير أمس و اليوم 8 ماي رغم العناية الطبية  بسبب مواصلته لإضراب قاس عن الطعام منذ الخامس من أفريل 2006 .

 فإننا  نطالب الحكومة التونسية بالإستجابة  لكلّ مطالبه المشروعة و في مقدمتها  حق العمل و التعبير و جواز السفر و البطاقة الصحفية و بكفّ مضايقة  الصحافيين في تونس لمجرّد تعبيرهم عن آرائهم .

و  نناشد سليم بوخذير بشكل عاجل إيقاف إضرابه القاسي عن الطعام حرصا على حياته التي صارت في خطر و نعده بمواصلة خوض الخطوات النضالية اللازمة من أجل تحقيق مطالبه  ، و نحمّل المسؤولية في كل المضاعفات الصحية التي حدثت له إلى حدّ الآن  وتلك التي قد تحدث  له إلى  الحكومة التونسية .  

 
علي بن سالم رئيس ودادية قدماء المقاومين لوران كلور – مركز التضامن العملي (إتحاد نقابات العمل الأمريكية) ارترون جينيت الإتحاد الدولي للصحافيين مارك بانش الشبكة الدولية لحرية التعبير ايفاكس فرانشسكو ديازيو ايفاكس سالي سامي الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ( بعثة ايفاكس ) لينا طحيني منظمة مراسلون بلا حدود فيولات داغر اللجنة العربية لحقوق الإنسان لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف سهير بلحسن نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان نزيهة رجيبة ام زياد المرصد الوطني لحرية النشرو الابداع المختار اليحياوي رئيس مركز تونس لإستقلال القضاء خميس الشماري مستشار مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات أحمد نجيب الشابي الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي حمة الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمّل الشيوعي التونسي المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و عضو الشبكة العربية لحقوق الإنسان عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية محمد الفراتي سكريتير تحرير جريدة الموقف سهام بن سدرين الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني للحريات البشير الصيد عميد سابق للمحامين الحبيب بوعجيلة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي كمال العبيدي صحفي تونسي بالمهجر محمود الذوادي كاتب عام نقابة الصحفيين التونسيين عبد الوهاب الهاني رئيس تحرير مجلة التونسي زهير لطيف صحفي تونسي بالمهجر العياشي الهمامي هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ليلى بن محمود لجنة الدفاع عن محمد عبو محمد النوري رئيس الجمعية الدولية للمساجين السياسيين سمير ديلو هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين محمد القوماني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان راضية النصراوي جمعية مناهضة التعذيب جلال الماطري ناشط حقوقي تونسي بسويسرا عبد اللطيف العبيدي صحفي – فرنسا مرسل الكسيبي إعلامي وكاتب تونسي-عن صحيفة الوسط التونسية خليل الزاوية عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات عبد القادر بن خميس المجلس الوطني للحريات الطاهر بن حسين مدير قناة الحوار التونسي الفضائية الدكتور المنصف بن سالم أكاديمي تونسي مُضطهد الطاهر العبيدي الكاتب العام لاتحاد الصحفيين الأفارقة بالمنفى و عضو المنظمة العربية لحرية الصحافة المنذر الشارني محام محمد الحمروني صحفي بجريدة الموقف عبد الرزاق الكيلاني لجنة الدفاع عن محمد عبو محمد بن هندة جمعية التونسيين بسويسرا عبد الوهاب معطر حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عمر القرايدي الجمعية الدولية للمساجين السياسيين العربي شويخة استاذ جامعي ناشط من اجل حرية الرأي و التعبير عمر المستيري المجلس الوطني للحريات لطفي الحيدوري المجلس الوطني للحريات فتحي الجربي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية خالد الطراولي اللقاء الإصلاحي الديمقراطي ماهر حنين كاتب عام جامعة صفاقس للحزب الديمقراطي التقدمي عبد الله الزواري صحفي المنصف بن هنية التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات عبد الحميد العداسي الدنمارك سامي بن عبد الله ناشط حقوقي تونسي بفرنسا أسامة بن سالم طالب عبد الحميد الصغير طالب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة  عادل المباركي  محام
 المختار الطريفي  رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
 فتحي الشفي جريدة الموقف أسامة اللموشي – كندا مية الجربي الحزب الديمقراطي التقدمي لسعد الجوهري الجمعية الدولية للمساجين السياسيين أحمد قعلول مدير تحرير « أقلام أون لاين  » صالح الزغيدي عضو هيئة  الرابطة التونسية التونسية لحقوق الإنسان 
صفوة عيسى إعلامية – منظمة « فيريتي آكسيون  » (توقيع جماعي ) محسن ذهبي إعلامي – باريس علي شرطاني ناشط حقوقي بقفصة سيد الفرجاني جمعية ضحايا التعذيب ضد الإفلات من العقاب ( توقيع جماعي ) د . محمد بوعلي الأنصاري جامعي تونسي بالمهجر منجي المؤدب مهندس يعاد بن رجب طالبة أنيس كاراك أكاديمي تونسي بالجامعة الكندية عبد الناصر نايت ليمام جمعية مساندة ضحايا التعذيب – سويسرا عصام الشابي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي
جنات بن رجب مقيمة بلندن نور الدين الخميري ألمانيا- من أسرة تحرير صحيفة الوسط التونسية البروفسور عارف المعالج – أستاذ تعليم عالي بالمدرسة القومية للمهندسين بصفاقس ابراهيم العموري – جمعية أنصار الحرية -السويد عبد الرزاق داعي – كاتب عام جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي عمار بوملاسة- باحث – تونس
شوقي عريف صحفي جواهر شنة طالبة كرامة غريب طالبة الطيب الجبايلي طالب يوسف بن مرسى طالب حافظ الجندوبي طالب رفيق الضوايبي طالب وليد فلاح طالب محمد خباب الطرهوني طالب ضمير بن علية طالب (التصحيح ) مالك الصغيري طالب (التصحيح ) بسام خصخوصي طالب (التصحيح )
 خالد جمعة تاجر فوزي الصدقاوي الجمعية الدولية للمساجين السياسييين عثمان الجميلي الجمعية الدولية للمساجين السياسيين غسان بن خليفة طالب و عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي جيلاني العبدلي كاتب عام جامعة بنعروس للحزب الديمقراطي التقدمي
 هندة العرفاوي صحفية طارق السوسي الجمعية الدولية للمساجين السياسيين خولة الفرشيشي طالبة ( الشباب الديمقراطي التقدمي ) فتحي النصري محام و حقوقي تونسي سفيان الشورابي مراسل شبكة « البصرة  » الإعلامية من تونس عبد الواحد قرط لاجئ سياسي بسويسرا
زياد بن سعيد   طالب
………………………….. ……………………………… ……………………………… * للراغبين في إضافة أسمائهم إلى قائمة التوقيعات على هذه العريضة يمكن لهم أن يراسلوا البريد الإلكتروني الخاص بهذه العريضة على العنوان التالي

 


بسم الله الرحمان الرحيم

 

والد الأخ عبد العزيز بوزيد في ذمّة اللّه

 

تـــــــــــعــــزيّــــــــــــــــــــــــــة

 

ببالغ الأسى والحزن تلقّينا اليوم الأحد 07. 05. 2006 نبأ وفاة والد أخينا اللاجئ السيّاسي بألمانيا  عبد العزيز بوزيد  عن سنّ يناهز 77 سنة .

 

ولا يسعنا بالمناسبة إلاّ أن نتقدّم  بأحرّ التعازي إلى عائلة الفقيد وإلى  أخينا عبد العزيز داعين اللّه أن يلهمهم جميعا جميل الصّبر والسّلوان .

 

وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون

 

عن:   نورالدين الخميري ـ ألمانيا  / معز العوني ـ سويسرا

لمين الحنّاشي      ـ ألمانيا    / رضا المازني ـ فرنسا

رضا الإينوبلي   ـ    ألمانيا    / زياد العيّادي  ـ فرنسا

نوفل العيّادي     ـ   ألمانيا     / مولدي الغربي ـ فرنسا

لسعد الغزواني    ـ ألمانيا       /  جلال الكرتلي ـ فرنسا

محمّد الوسلاتي ـ   سويسرا     /  فتحي الجوّادي ـ بريطانيا

عبد النّاصر نايت ليمام ـ سويسرا


 

حزب العمل الوطني الديمقراطي في ذكرى تأسيسه

 

احتفل حزب العمل الوطني الديمقراطي بالذكرى السنوية الاولى لتأسيسه يوم السبت 29 افريل وذلك بتنظيم ندوة حول » حق التنظم والمشاركة السياسية في تونس » تحت اشراف المبادرة الائتلاف الديمقراطي والتقدمي. وقال الحزب في بيان بالمناسبة:

 

1- إن حزبنا مازال يعاني من حرمانه من حق العمل القانوني رغم استيفائه لكلّ الاجراءات القانونية، وقد تأسس على ذلك موقف الحزب في اعتبار نفسه قانونيا وهو مقرّ العزم على مواصلة النضال للظفر بحقوقه.

 

2- لقد انخرط حزبنا في العمل من اجل اطلاق الحريات لكل التونسيين على أسس مدنية ومن اهمها حق التنظم وحرية التعبير، وطالب باجراءات انفراجية عاجلة مثل العفو التشريعي العام ورفع التضييقات عن الاحزاب والجمعيات المدنية المستقلّة، وفي طليعتها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعية القضاة.

 

3- كما ساند النضالات الاجتماعية المطالبة بتحسين الاجور وتحسين ظروف العمل وتحقيق التغطية الاجتماعية والتصدي للغلاء والمضاربات…

 

4- كما كان حريصا على المطالبة الواضحة بالمساواة التامة بين الجنسين ورفض كل أشكال التمييز أو التهميش…

 

5- وبذل الحزب جهده في الدفاع عن القضايا الوطنية ومساندة المقاومة في العراق والنضال التحرري في فلسطين والتصدي لمؤامرات التطبيع مع الصهيونية…

 

ونحن نرى ان من واجبنا اليوم ان نمد اليد إلى كل القوى الصادقة والتي ارتقت بوعيها السياسي إلى مستوى رهانات المرحلة الراهنة لنعمل من اجل تعزيز المكاسب وتطويرها. كما نثمن المواقف النضالية الصادقة للقوى اليسارية المتقدمة والتي تقع عليها وعلينا جميعا مهمة الارتقاء بمستوى العمل وفتح أفق جدّي ليسار موحّد وفاعل.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية الصادرة يوم 5 ماي 2006)

 


تشديد الطوق الأمني و الإعلامي على الرابطة

 

عمدت قوات كبيرة من أعوان الأمن بالزي المدني يوم الأحد 30 أفريل 2006 إلى محاصرة المقر المركزي لرابطة حقوق الإنسان منذ الصباح الباكر وسدت المنافذ و الطرق المؤدية إليه على مسافات قريبة و بعيدة و منعت وصول أعضاء هيئات فروع الجنوب و الوسط التي كانت تعتزم حضور إجتماع مع الهيئة المديرة استعدادا للمؤتمر الوطني السادس المقرر ليومي 27 و 28 ماي الجاري وأرجعت العديد منهم على أعقابهم عند خروجهم من مدنهم أو أثناء تنقلهم إلى تونس العاصمة أو حال وصولهم إليها أو عند إقترابهم من المقر.

 

و كانت نفس قوات الأمن منعت إجتماعا مماثلا لفروع تونس الكبرى و الشمال يوم السبت 15 أفريل الفارط و إعتدت بالعنف على العديد من المسؤولين الرابطيين.

 

و يتزامن هذا المنع المتكرر خلال نصف شهر مع اجتماع بين الهيئة المديرة و فروع الرابطة مع فرض حصار يومي دائم على المقر المركزي للرابطة و منع دخول أي قاصد له بإستثناء أعضاء الهيئة المديرة و الإستحواذ على بريدها إضافة لقطع الإنترنت بين الفترة و الأخرى. وقالت الهيئة المديرة في بيان أرسل ل »الموقف » إن هذا الحصار ينضاف إلى ما عمدت إليه السلطة منذ شهر سبتمبر 2005 من فرض حراسة أمنية مطبقة على جميع مقرات فروع الرابطة بالجهات و منع أي شخص من الدخول إليها بمن في ذلك أعضاء هيئات الفروع، بدعوى صدور « تعليمات » و بدون تقديم أي تعلة حتى ولو كانت « قضائية ». و أدانت الهيئة المديرة المجتمعة بصفة إستثنائية يوم الأحد 30 أفريل بشدة الحصار الأمني معتبرة إياه تدخلا غير شرعي في شؤونها الداخلية من السلطة و إنتهاكا متواصلا لحق الإجتماع.

 

وذكرت بأنه يأتي في إطار تنفيذ قرار سياسي وتطبيق خطة مختلفة الأبعاد لشل الربطة و محاولة الإستحواذ عليها بضرب طوق أمني و إعلامي و دعائي على تحركاتها و نشاطاتها و مواقفها و على مسؤوليها لمنعها من ممارسة دورها الطبيعي.

 

وشددت على أن هذا الحصار المطبق لن يثني الرابطيين عن القيام بواجباتهم و لن يكون من نتائجه سوى شحذ عزائمهم في الدفاع بنجاح عن إستقلالية الرابطة حتى تقوم بوظيفتها التي بعثت من أجلها، كما نجح فيه الرابطيون سابقا بمناسبة الأزمات التي عملت السلطة على وضع الرابطة فيها.

 

ودعت الرأي العام الداخلي و الخارجي و جميع الهيئات إلى فعل ما بوسعها و أخذ المبادرات التي تراها مناسبة للوقوف إلى جانب الرابطة لحمل السلطة التونسية على رفع الحصار المضروب على مقراتها و أنشطتها و تمكينها من عقد مؤتمرها السادس يومي 27 و 28 ماي.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية الصادرة يوم 5 ماي 2006)

 


الله لطيف

تعرض المناضل المعروف الأخ علي بن سالم رئيس فرع رابطة حقوق الإنسان ببنزرت ورئيس ودادية قدماء المقاومين إلى عارض صحي استوجب نقله إلى قسم أمراض القلب بمستشفى منزل بورقيبة حيث خضع لفحوص دقيقة، ثم نُقل لاحقا إلى مستشفى بالعاصمة حيث مازال يخضع للرقابة الطبية. تمنياتنا للأخ علي باستعادة عافيته قريبا كي يعود إلى أسرته وأصدقائه ويملأ ساحات النضال التي شغلها دائما.

 

تعزية

انتقل الى جوار ربه نجل الأخ أنور الحسيني ريان الحسيني وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم جامعة صفاقس للحزب الديمقراطي التقدمي بتعازيها الحارة إلى والد الفقيد وكافة أعضاء أسرته داعية لهم بالصبر والسلوان .

 

بوخذير يواصل الإضراب منذ شهر

أكمل الزميل سليم بوخذير اليوم شهرا من الإضراب عن الطعام الذي بدأه منذ يوم 5 افريل . ويطالب الزميل بالعودة إلى عمله في جريدة « الشروق » ورفع المضايقات المسلطة عليه وتمكينه خاصة من البطاقة الصحفية وجواز السفر. ولوحظ توسَع حملة التضامن الوطنية والعالمية معه من ذلك إصدار رابطة حقوق الإنسان واللجنة العربية لحقوق الإنسان بياني تضامن معه ومع الزميلة شهرزاد عكاشة. ومعلوم أن عكاشة الصحفية بدار الأنوار تشن إضرابا عن الطعام منذ أكثر من اسبوعين ودعت جمعية النساء الديمقراطيات إلى لقاء تضامني معها بمقرها مساء الأربعاء الماضي بمناسبة اليوم العالمي لحرية.

 

ست شمعات

احتفل الموقع التونسي « تونس نيوز » يوم غرة ماي بمرور ست سنوات على إحداثه وبهذه المناسبة تتقدم أسرة « الموقف » بأحر التهاني للقائمين على هذا الموقع المتميز، راجية لهم اطراد التوفيق في رسالتهم لتكريس إعلام اليكتروني موضوعي ومتعدد ومتوازن.

 

تعليق « تونس نيوز »:

شكرا جزيلا للزملاء في هيئة تحرير صحيفة الموقف (ولجميع السادة والسيدات الكرام الذين تفضلوا بمراسلتنا للتهنئة) على هذه التحية اللطيفة ونسأل الله أن نكون عند حسن ظن الجميع.

 

ضغوط

تمارس بعض مراكز القوى ضغوطا على الحكومة لاستصدار قانون يبيح التفويت في الموانئ الترفيهية والتجارية للخواص عن طريق اللزمة وبدأ الحديث عن الإستجابة لتلك الضغوط والإستعداد لعرض مشروع قانون في هذا المعنى على مجلس النواب.

 

مؤتمر في القاهرة يساند القضاة التونسيين

عبر البيان الختامي لمؤتمر » دور القضاة في الاصلاح السياسي في مصر والعالم العربي » عن أسف المشاركين من « موقف الحكومة التونسية وتدخلاتها في شؤون جمعية القضاة التونسيين وتحرشها ضدّ اعضاء مكتبها التنفيذي وهيئتها الادارية وبصفة خاصة كل من القضاة مختار اليحياوي ومحمد خليفي وعبد الباقي كريد وأحمد الرحموني وكلثوم كنو وروضة القرافي ووسيلة الكعبي وليلى بحريّة، ويدعون المنظمات الدوليّة إلى عدم الاعتراف بالتغييرات التي تمّت في الهيئة الادارية لجمعية القضاة التونسيين تحت ضغط الحكومة التونسية وإدانة ما تبثه من فرقة بين قضاتها ».

 

يذكر أن هذا المؤتمر نظمه مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان بالتنسيق مع الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان والشبكة الاورومتوسطية لحقوق الانسان، وبدعم من المفوضيّة الأوروبية بمشاركة وفود من 11 دولة عربية هي مصر والمغرب والجزائر وتونس ولبنان وسوريا واليمن والسعودية والبحرين والامارات والسودان، فضلا عن فرنسا وألمانيا وأمريكا وعدد من المؤسسات الدولية والديبلوماسيين العرب والاجانب بصفة مراقب وعدد من الصحفيين.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية الصادرة يوم 5 ماي 2006)


حوالي 60 ألف موظفة معنية به

تفاصيل عن مشروع قانون العمل نصف الوقت بثلثي الأجر

تونس – الاسبوعي:

 

علمت «الاسبوعي» أن ملامح مشروع القانون المتعلق بنظام العمل نصف الوقت للأمهات المنتميات إلى قطاع الوظيفة العمومية بدأت تتوضح ملامحه تدريجيا وقد يتم عرضه قريبا على الجهات المعنية. ويهدف هذا المشروع الذي كثر حوله الحديث في المدة الاخيرة إلى إرساء نظام العمل نصف الوقت حسبما أعلن عنه رئيس الدولة في النقطة السادسة عشرة من برنامجه الانتخابي وذلك بتمكين المرأة من نظام خاص يتيح لها حسب طلبها، العمل نصف الوقت مقابل الثلثين من الاجر مع المحافظة على حقوقها كاملة في التقاعد والحيطة الاجتماعية وذلك لتمكينها من فرص أكبر للتوفيق بين الحياة الاسرية والحياة المهنية.

 

تفاصيل النظام

 

واستنادا إلى مصادر مطلعة في قطاع الوظيفة العمومية فإن المشروع يقضي بتمكين الامهات الموظفات المنتميات إلى هذا القطاع والخاضعات إلى أحكام النظام الاساسي العام لأعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الادارية من الانتفاع بنظام العمل نصف الوقت مع ضمان الحق في الانتفاع بثلثي الاجر وذلك بطلب منهن بعد موافقة رئيس الإدارة أو المؤسسة العمومية ذات الصيغة الادارية المعنية.

 

ومن المنتظر أن تنتفع بهذا الاجراء الامهات الموظفات اللاتي لهنّ طفل لا يتجاوز سنه السادسة عشرة وهي السن التي تسمح للطفل بالانخراط في العمل وفقا لأحكام مجلة الشغل، ولا ينطبق شرط السن على الابناء المصابين بإعاقة عميقة.

 

شروط

 

كما سيسحب هذا الاجراء على الامهات من سلك العملة اللاتي لا يتمتعن حاليا في إطار النظام الحالي للوظيفة العمومية بإمكانية العمل بنظام نصف الوقت.

 

وسيتم تحديد مدة الانتفاع بهذا النظام لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرتين باعتبار حاجة الطفل إلى رعاية أمه في السن المبكرة للطفولة ومعدل عدد الاطفال في الاسرة الواحدة.

 

وجدير بالتذكير أن عدد النساء المتزوجات اللاتي يتراوح سنهن بين 20 و50 سنة ويشملهن تطبيق نظام العمل نصف الوقت يقدر بحوالي 60 ألف موظفة من مجموع يبلغ حوالي 150 ألف امرأة تعمل بالوظيفة العمومية.

 

ومن المنتظر أن تبادر مصالح الوزارة الاولى على إثر المصادقة على هذا القانون إلى إصدار النصوص التطبيقية والمناشير التي توضح الطرق والاساليب الإدارية للانتفاع بهذا النظام وإعددا المطبوعات الخاصة بالترشح.

 

(المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 

« غـزوة » 8 ماي 1991 .. من « بطولات » التغيير!

صــابر التونسي  

 

 مر بنا الحديث أحبابي الصغار في جلسات سابقة عن بعض العباقرة الخالدين الذين كان لهم لمسات وبصمات  واضحة في مسار التاريخ. حتى وصل بنا الحديث إلى « بطل التغيير » وإنني وإن كنت أكره تمجيد الأحياء لأن كل حيّ لا تؤمن عواقبه، فإنني لم أجد غضاضة في أن أجعله إستثناء من القاعدة لأنه بإقدامه على التغيير في ذلك الظرف العصيب من تاريخ تونس وما كانت عليه من وضع حرج! قد أنقذ البلاد من هاوية كادت تتردى فيها وقطع الطريق على « عصابة المفسدين » وفعل ذلك بمهارة يعجز عنها قطاع الطرق المحترفين!

 

وفعله ذلك يغفر له ما تحمله مقبلات الأيام!

 

كما مر بنا الحديث عن أشهر معارك التاريخ وقادتها، فتحدثنا عن اليرموك والقادسية وعين جالوت والزلاقة وغيرها من المعارك الهامة والمفصلية في تاريخ أمتنا وبلادنا! حتى وصل بنا الحديث إلى معركة الجلاء ببنزرت ونقلنا عن المسيّس أنه برهن على أن  » السيد » الرئيس قد أبلى البلاء الحسن في تلك المعركة وقد كان حينها ضابطا شابا!

 

واليوم أحدثكم عن معركة من أهم المعارك في تاريخ تونس المعاصر، معركة ليست ككل المعارك!

 

و قد كنت شاهدا  على أحداثها وتطوراتها!

 

وقعت المعركة في الثامن من ماي سنة واحد وتسعين، سبقتها مشادات وتحرشات هنا وهناك ثم أعقبتها بعض أحداث « شغب » متفرّق!

 

وأما فريقي النزاع فهما من جهة « جنود » « التغيير »، أو ما يُعبّر عنهم بقوات التدخل السريع ومكافحة الشغب! الغرابيب السود حماة « الدمقراطية » والأمناء على أمن « المأمون ».

 

وأما في الجهة المقابلة فيأجوج ومأجوج! قوم هُمّج كما عبر عنهم المنصف السلايمي في مقامته الثقافية حيث قال عنهم  » قوم يقال لهم: بنو كُــلّـية من المارقين على الشرائع البشرية ».

 

فهم من جهة يرفضون الواقع والأعراف والتقاليد، طوباويون يحاربون الواقع ويفترضون له خيالات وأحلام بديلة! يستحيل أن يوجد لها في الواقع نظير!

 

وهم كما عبر عنهم برنامج المنظار في « ملفه وما لف لفه » بأنهم قوم متوحشون، جامعاتهم ومراكزهم  غابات وحوش ضارية الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود!

 

 لايحترمون قانونا ولا يوقرون « كبيرا » ولا يقدرون مصلحة عليا! ولا يرون بامتيازات خاصة « للخاصة »!

 

يعملون لحساب جهات خارجية مغرضة! ويلبون نداءات من وراء الحدود! يزعمون أنهم وطنيون !

 

متحمسون جدا ويندفعون وراء أهدافهم اندفاعا شديدا! وشعارهم:

 

نُفُوسُنَا السَّلْسَلُ الصّافِي فَإِنْ غَضَبَتْ***لِلْحَقِّ ثَارَتْ عَلَى البَاغِي بَرَاكِينَا

 

عِشْنَا أَبِيِينَ أحْرَارًا فَإنْ هَلــــكَـــــتْ ***فِي الحَـــقِّ أنْفُسَنَـــا مِتْنَا أبِيِينَــا

 

وأما عن تسليح الفريقين وعتادهم فقد كان التفاوت واضحا والإختلال كبيرا وقد كانت الكفـــة راجحــة « لبني الكلية » عتادا وعدة واندفاعا!

 

فلم يكن لرجال النظام وغرابيبه السود ما يكفي من السلاح والعتاد ما يخوضون به غمار معركة شرسة من هذا النوع! ولكن إصرار « أبطال » التغيير وعزيمتهم ـ في حرب كل من تسوّل له نفسه أن يحلم بما يناقض هوى الزعيم أو يعلن ردة سياسية ويطالب بتغيير « التغير » أو إصلاحه وإدخال تعديلات عليه ـ

 

جعلهم يخوضون المعركة مكتفين بالبنادق الأوتوماتكية! وقاذفات الغاز الخانق والرصاص المطاطي وخراطيم الماء الساخن! والكلاب المدربة! والدروع! والخوذات والعصي والسيارات المصفحة!

 

وفي المقابل كان سلاح « بني الـكُــلّـيّـة » مرعبا ومخيفا! كانوا يحملون في حقائبهم أقلاما ضخمة على شكل صواريخ مِدَادُها فيه الدمار الشامل! ولهم ألسنة كالسيوف تقطع كل من اعترضها! وأسنان حادة ومخالب مخيفة  وعضلات مفتولة! أما الحجارة فتتحول في أيديهم إلى شهب حارقة وقذائف عابرة للجامعات!

 

إنهم من سلالة الجبارين الذين خَافَهُمْ بنو إسرائيل وتَهيّبُوا حربهم وقالوا لموسى: » اذهب أنت وربك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون »!

 

ولو لا « الخبزة » لفعل جنود « التغيير » ما فعله بنو إسرائيل ولكن « الخبزة مرة » والجوع كافر!

 

لذلك دخلوا المعركة يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى كانوا يتدافعون على الصفوف الخلفية! من شدة شراسة الأعداء!

 

التقى الجمعان على أرض النزال! صاح « بنو الكُـلّـيَّة » بصوت واحد:

 

                وإنْ أُقْـتَلْ فحبُّ الموتِ قِدْمًا***لأجلِ الحقِّ كان لنا شِعارا

 

                سَأُوقِدُ من دمي للحقِّ فَجْرًا ***وأَجْعَلُ لَيْلنَا الدّاجِي نَهارا

 

وقد استجاب « أبطال » التغيير للطلبة وحققوا لهم أمانيهم فجعلوا دمائهم للحق فجرا!

 

واستفاد الغرابيب السود من خبرة النعامة في حماية نفسها! فحشوا رؤوسهم في الرمل وصوبوا بنادقهم تجاه الطلبة وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي!

 

أصيب « بنو الكُـلّـيَة » بالإرتباك ولم يتمكنوا من استعمال أسلحتهم الفتاكة!

 

وسقط منهم قتلى وجرحى! وأما « أبطال » التغيير فقد أفادهم أسلوب النعامة! فانقلبوا بقدرة قادر لم يمسسهم سوء في المعركة !

 

           وأمّاالآخرة فعدالتها قدسية الأحكام والميزان! و:

 

 

      تَبَّ الجُناةُ لقَدْ أصْمَوْا بِخِسّتِهِمْ*** قَلْبَ المُرُوءَةِ والأخْلاقِ والذِمَـــــــــمِ

 

…. مَا قَارَبَتْهُمْ وُحُوشُ الغَابِ ضَارِيَةً***في نَشْوَةِ الفَـتْـكِ أو في خِسّةِ الجُرمِ

 

     أفْحَشْـتُ في الظّلمِ إذ قَارَنْتُهَا بِِهِِـــمِ***أسْتَغْفِرُ الوَحْشَ في غابٍ وفي أجَمِ

 

 

(*) أبيات الشعر للأستاذ عصام العطار


 

حتى الموتى ينالهم الظلم في العودة أيتها القوافل‼

 

لكم حز في نفسي وأنفس إخواني ونحن نعزي أنفسنا في وفاة أختنا ثريا  بوفارس تقبلها الله في الشهداء تعامل السفارة التونسية مع موتانا. فلئن قبلنا وارتضينا تعاملهم معنا كمعارضة فلا تتصور سفارتنا الحمقاء أنه سيرضينا تعاملها مع أمواتنا أو أن ذلك سيحد من نشاطنا وسيرضخنا لقبول ظلمها الذي يتجرعه شعبنا كل ساعة بل كل لحظة .

 

أما آن لكم أن تتذكروا قوله تعالى :  » ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ».

 

أما آن للذي منع أمها من تمديد جوازها مطالبا إياها بأن يأتي زوج ابنها إلى السفارة فلما امتنع ولم يرضخ منعوا التمديد وأجبروها على الرجوع إلى البلاد تاركة ابنتها تعاني المرض العضال والفراق في أشد لحظاتها فلم تسعفها أمها بحضن قبل موتها ولا بتهوين الوفاة؟

 

أما آن لك أيها التعيس الجلف أن تتوب من سياسة الترويع والإرضاخ وتعرف أن ربك سائلك عن كل صغيرة وكبيرة؟ .

 

أما آن لمن مهمته إجبار الناس على العودة بثمن ذليل أن يعرف أنه يحطب بليل وأن رجال الحركة لا يرتضون ذلك؟.

 

أما آن للناعقة أن يعوا حقيقة ذكور الحكم في بلادنا كيف لا يرتضون بعودة أمواتنا وهم في نعوشهم؟…

 

فإليك سفارتنا الحقيرة هذه القصيدة عساها تكون حجة عليك يوم القيامة إن لم تسعفك توبة.

                                          

إلى سفارتنا الحمقاء

 

أهل الجلال شهامة وحيــــــــــــــاءُ                           فلتخرسي أيتها السفارة الحمقاءُ

كُفي عليك النبشَ في الأمـــــــــوات                          في َأنْعش مرت لها الأصفـــاء

يكفيك ما قد مضى من مالهــــــــــم                           هم أهل دين ما يُجْدهم إغـــراء

يكفيك من أجسادهم مرض عضـال                           صم وبكم وأعين عميـــــــــــاء

يكفيك من أطرافهم شلل وســــــــل                           لم يَنْسهم قـــــــــــرح ولا أدواء

فرقتمُ بين النعوش بظلمكــــــــــم                             نعش بمال لا يرتقيــــــه عُــواء

لم يُرضهنْ حظُ الجواز بغـــــــدرة                           لا ولا موت ولا إعيــــــــــــــاء

هن النساء المؤمنات عرفنـــــــــــه                          حبَ الإله شعارهن إبـــــــــــاء

يا بحر المظالم هجرت كل شريفـة                            ومضيت تبغي عزلهن هــراء

يا رب أنزل عقابك يحلل بهــــــــنْ                           ُزمَرٌ لهن من الفساد لـــــــواء

فتنوا عبادا وزينوا لهم الدنـــــــــــا                           وتترسوا تحت الرجوع  رجاء

أرسلتمُ لَهْلِ المعزة أعينـــــــــــــــا                           ورجوتموهم أذلة  بــــــــــدلاء

لكنما أهل الإله رموكُــــــــــــــــــمُ                           رميَ الكلاب الجيف والأهواء

أغواكم الإبليس زينها لكـــــــــــــم                           وصيركم كلابا تحتها ليـــــلاء

لم تحسبوا مكر الإله بظلمكـــــــــم                           وزادكم في غيكم إغــــــــــواء

لكنما سحر الخسيس يضركــــــــم                           حين يهب الأسد والأنــــــــواء

لا ينفع مال نهبتموه وربُكـــــــــــم                          لا ينفع قوْد ولا إرجـــــــــــــاء

لا ينفع ليل الكتوم إذا انجلــــــــــى                          وأشرقت بسره  الأضــــــــواء

أحجرتمُ عن أمها التمديـــــــــــــــد                          وأُرْسلت في إثرها أنبــــــــــاء

سلمتمُ مالا وزدتمُ أوراقــــــــــــــا                          زمر الفساد أغوتهم الأهـــــــواء

لكنما أهل الجلال أعــــــــــــــــزة                          وأنتم الأوغاد يقرفكم حيــــــــاء

 

ملاحظة : الأصل في من توفي خارج الوطن أن تتكفل السفارة بإرجاعه ليدفن في تراب الخضراء إلا موتى حركة النهضة فإنهم مستثنون كما فعلت السفارة مع أخينا محمد المولدي وأختنا جميلة وأختنا لطيفة وأخيرا مع أختنا ثريا تقبلهم الله في الشهداء. معذورون أيها الحكام فلعل ذلك ينقص من ثرواتكم ونحن لا ندري.

 

نبيل بن محمد.


 

ثـــــــــــريا

 الأزهر مقداد / سويسرا في 6/05/2006  

إلى أخي جلال المسروحي والأخت فائزة والى كل الأهل والأقارب، أتقدم بتعازي الحارة ومشاعري الفياضة. وأقول لهم يكفيكم عزاءا أن ذكر أختنا المرحومة ثريا، يعبق على بعد المسافة وطول فترة الهجرة، ممتدا من سويسرا إلى تونس، ذكرا طيبا وعلامات بشرى متعددة صاحبت أختنا الفاضلة. تغمدها الله برحمته وجمعنا بها في الصالحين.

غبِت  « ثريا » طواك iiالثرى      وبقلب  إخوانك حل iiالأسى وقد  كنت  قبل يوم iiمضى      لدينا   كبدر   يشع  iiضياء

لقد   كنت   أختا  عطوفا      إذا ازدت قربا بان الصفاء عرفنا  نسيما يهب iiصباحا      إذا حل بالصدر حل النقاء  

ُبليت   أختاه   بكل   iiأذى      بسقم  أضيف  الى iiالإبتلاء وِشلت  التحدي بكل صمود      وكان  في  الله كل iiالرجاء فكان  سلاحك  عند  البعاد      وكان  رجاؤك  عند iiالبلاء صَبرت  وقد  نلت  iiمنزلة      مقام    الشهادة   iiوالأتقياء ورغم  التغرب  لم  iiتذعني      ولم   يكسروا  فيك  iiالإباء

 

إن  أنت  ِمتّ  فأنت  iiلدينا      مكان  الثريا  بقلب iiالسماء رحلت   لكنك  لن  iiترحلي      بقلب  إخوانك  أنت الضياء وها  انك  من هنا iiترحلين      فلا   نامت  أعين  iiالجبناء تركت     بأعيننا    iiدمعة      لكن  قلبا  لرب  رحيم iiرَنا اعِزّي  جلالا  وإني معزّي      لنفسي  التي  ُملئت iiبالأسى وداعٍ   بقلب   مليئ  بحب      له  في  الإله  كل  iiالرجاء حتى يكون البديل  لك iiجنة      بقرب  الصحابة  iiوالأنبياء وأن  يحفظ  الله إبنا iiتركت      وزوجا  محبا وأهل  iiالوفاء ويجمعنا  بك  الله  في جنة      هي  الدار  نعم  دار iiالبقاء ويجزيك أختاه عما صبرت      جنة  خلد  كعرض iiالسماء

 

 

الـجـسـد

بحري العرفاوي

 

لايكفي ان تكون متشائما أو متفائلا ولا حتي (متشائلا)حيال هذا (الجسد) المستلقي… لايكف عن الهذيان والانين والشتائم… حالة تبدو عصية على التشخيص رغم التجارب والتحاليل المخبرية والأشعة ما تحت وما فوق البنفسجية ورغم مهارة الأطباء وكرامات المتطببين,!

 

(الوجع) في كل المواضع ولم تجد الوصفات المستوردة على عجل ولا المسكنات المحلية في تحقيق حالة مستقرة .

يقول الأطباء:إن حظوظ الإهتداء الى طبيعة المرض مرتبطة بحسن تعبير المريض عن أوجاعه ومواطنها ومواقيتها .وحسن التعبير هذا مشروط بمدى حضوره الذهني ما لم يصب بأخلاط ذهنية أو التهاب السحايا! هل طالت الحمى الدماغ واللسان والبصر والبصيرة والسمع ؟! يقول أطباء أيضا بأن نسبة من حظوظ التعافي مرتبطة بإرادة المريض واستقوائه على الألم ورغبته في القيام .

 

هل استشرى المرض في الجهاز النفسي وحفف دفق الامل والإرادة؟!

 

اضطرابات (الجسد) وتوتراته توحي بأن الوجع في كل المفاصل وأن ما قد يكون تسمما طال كل الأنسجة الخلوية وأن الكريات البيضاء ربما تكون أضربت عن مقاومة الجراثيم وأنه لا يعرف إن كانت هذه الجراثيم منتقلة بالعدوى من خارج أم متوالدة ذاتيا من طبيعة (الجسد)!

 

قد تكون حالة مر ضية عصية حين يعجز الأطباء والمتطببون على تحديد مواطن العطب أو على فهم تعبيرات المريض ودلالات توجعه انه غموض ( الجسد) و (الوجع)!!

 

جرب أطباء مبتدئون مضادات حيوية متنوعة ومتفاوتة الفاعليو زجرب متطببون محترفون كل الزائم والتمائم وجرب الناسكون المترهبون ادعيتهم وابتهالاتهم …

 

ولم تبد على (الجسد)علامات التعافي أو بشائر الاستقواء على (المرض) جرب الوخز بالابر ولم تصدر عنه ردود فعل!!

 

التحاليل المجراة في مخابر متخصصة تقول بأن (الجسد) يعاني تشوهاتفي الصبغيات وأنه لابد من تحوير في الجينيات!

يقول متطبب محلي:من الممكن الاستفادة من أحدث التجارب والنظريات وحتي غرس خلايا (غريبة ) طالما أن الفصيلة واحدة وقانون الطبيعة ناظم لكل الكائنات الحية .

 

(الجسد) في غيبوبة لا يعي ما يحصل فيه من فناء حلايا وتكسر صفائح دموية والتهاب سحايا وانسداد أوعية وتصلب شراين وزيغ بصر وانسداد مسام … ولا يعي بأن من حوله وعليه يدور صراع وتعد مشاريع انقضاض!!

 

… يصيح (طالع) لتوه من( الماء ) عليه بقايا من طين ويسطع على جبينه شعلع الشمس حميئة هذا (الجسد)أعرفه منذ قرون انه مصاب بالروماتيزم أكل البرد أعضاءه وتسلل الى عقله وروحه وأعطب كل حواسه إنه بلا سمع ولا ذائقة ولا بصر ولا يميز رائحة الحياة أو الموت ولا يلامس جوهرا لأو معني ..وإذا عالجتموه بما تزعمون فلن يكون إلا كسيحا.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 358 بتاريخ 5 ماي 2006)

 

خمسة وستون مرشحا لمجلس حقوق الإنسان

swissinfo  8 أيار/مايو 2006 – آخر تحديث 7:00     تقدمت خمس وستون دولة (من بينها 9 دول عربية) بترشيحاتها لعضوية مجلس حقوق الإنسان الذي حـل مكان لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وفيما اختارت الولايات المتحدة عدم الترشح هذه المرة، تخوض سويسرا أول محاولة عضوية في المحفل الأممي لحقوق الإنسان منذ انضمامها الى الأمم المتحدة.  
لم يعد يفصلنا عن موعد اختيار الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان سوى ساعات معدودة. ويتضح من الترشيحات المعروفة لحد الآن أن خمسا وستين دولة قررت خوض هذه التجربة لشغل المناصب السبعة والأربعين في المجلس الجديد. هذه المهمة سوف تقوم بها الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة يوم الثلاثاء 9 مايو في نيويورك وفقا لمعايير العضوية في مجلس حقوق الإنسان الجديد، أي بالتصويت في اقتراع سري على كل دولة مرشحة ضمن الحصص المخصصة لكل مجموعة إقليمية. وقد تم تخصيص 13 مقعدا لإفريقيا و 13 مقعدا لآسيا و 6 مقاعد لأوروبا الشرقية و8 مقاعد لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي و 7 مقاعد لدول أوروبا الغربية ودول اخرى من بينها كندا والولايات المتحدة الأمريكية. غياب أمريكي أول ما يميز هذا التنافس لشغل مقعد في مجلس حقوق الإنسان يتمثل في أن الولايات المتحدة قررت، بعد ان عارضت العديد من الخطوات التي مهدت لقيام هذا المجلس، عدم ترشيح نفسها للدورة الحالية. وجاء في تبريرات الرسميين الأمريكيين أن واشنطن « تريد أن تنتظر لرؤية ما سيحققه هذا المجلس في عامه الأول »، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة « لا تعقد آمالا كبرى على تحليه بالنجاعة أو بالمصداقية ». ولكن أصواتا كثيرة من منظمات المجتمع المدني رأت في غياب الترشيح الأمريكي تخوفا من إمكانية الرسوب في هذا الاختبار نظرا لأن الإجراءات الجديدة التي تم فرضها في عملية الترشيح لعضوية المجلس، تتطلب مراعاة سجل الدولة المرشحة في مجال حقوق الإنسان. وهو ما لا تقوى واشنطن على تجاهله بسبب تصرفاتها في كل من أفغانستان والعراق وبالأخص الإنتهاكات المسجلة في أماكن الإعتقال مثل سجن أبو غريب في بغداد أو قاعدة غوانتانامو. وهكذا سينحصر التنافس ضمن المجموعة الغربية من أجل إقصاء مرشحين من بين كل من ألمانيا وكندا وفنلندا وفرنسا واليونان وهولندا والبرتغال وبريطانيا وسويسرا. تنافس قوي في أقاليم أخرى إذا كانت المجموعة الإفريقية قد رشحت 14 بلدا من بينها 4 دول عربية، لشغل 13 مقعدا مخصصة لها في مجلس حقوق الإنسان، فإننا نجد ان الدول الآسيوية ودول أوربا الشرقية رشحت ضعف ما هو مسموح به وهو ما سيؤدي إلى خوض تنافس مرير فيما بينها وسيدفع الجمعية العامة الى التفريق بين المرشحين من خلال مراجعة دقيقة لسجل كل بلد منها في ميدان حقوق الإنسان. فالمجموعة الآسيوية رشحت 18 بلدا من بينها 5 دول عربية لشغل 13 مقعدا. ونجد من ضمن المرشحين كل الدول الآسيوية الكبرى مثل الصين والهند واندونيسيا واليابان وماليزيا وباكستان. من جهتها، ترشح 13 بلدا من أوروبا الشرقية من بينها روسيا لشغل 6 مقاعد في المجلس، فيما قامت دول امريكا اللاتينية بترشيح 11 بلدا لشغل 6 مقاعد. « الحملة الإنتخابية » للدول العربية إذا كانت الضجة الكبرى التي أثيرت حول شروط العضوية في لجنة حقوق الإنسان قد اندلعت عند تولي ليبيا رئاسة الدورة التاسعة والخمسين وتفاقمت بعد انضمام كل من العربية السعودية والسودان إلى اللجنة، من خلال اتهام البعض لتلك الدول بأن سجلاتها في ميدان حقوق الإنسان لا تسمح لها بالانتماء الى محفل يدافع عن حقوق الإنسان، فإن الدول العربية لم يثنها ذلك الانتقاد عن ترشيح نفسها لعضوية المجلس الجديد بحيث بلغت الترشيحات العربية تسعة (خمس دول من آسيا وأربع من إفريقيا). وبما أن اختيار بلد عضو في الأمم المتحدة يتم من خلال التصويت السري الذي يجب ان يتم بشكل فردي وليس جماعي عبر تفحص سجل كل بلد مترشح في مجال حقوق الإنسان ومدى التزامه بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، فقد تطلب الأمر أن تعرض كل دولة المزايا والمبررات التي ترى أنها تؤهلها للظفر بهذه العضوية أكثر من غيرها. فالجزائر وضعت في المقام الأول في خطاب الترشيح « تجربتها كمدافع عن حقوق الشعوب ومدى وتوقيعها على المواثيق الدولية، واختيار بعض من أبنائها في محافل دولية لحقوق الإنسان، واستعدادها لمواجهة تحدي مراجعة مدى تطبيقها للمعايير في ميدان حقوق الإنسان ». أما المغرب فقد شدد في خطاب ترشيحه على « أنه شرع بطريقة لا رجعة فيها في مسار الديمقراطية ودولة القانون، وحسن التسيير والإدارة معتمدا في ذلك على قيم التسامح التي يتميز بها الدين الإسلامي وعلى المواثيق والمعاهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان والحريات الأساسية ». تونس وضعت في مقدمة خطاب ترشيحها لمجلس حقوق الإنسان « جملة من الإجراءات لترسيخ دولة القانون وضمان الحريات الأساسية وكرامة الذات البشرية »، واعتبرت أن « النهوض بالديمقراطية والتعددية السياسية المدعومة بالمكاسب الاقتصادية والاجتماعية وبمجتمع مدني نشيط وفاعل »، جعلها « تحتل مرتبة متقدمة في مصاف الدول الصاعدة ». المملكة العربية السعودية لخصت التزاماتها في خطاب مختصر شددت فيه على « مواصلة التزامها بسياسة التعاون النشط مع المنظمات الدولية وعلى تفعيل التجربة التي اكتسبتها من خلال مشاركتها في لجنة حقوق الإنسان » في السنوات الأخيرة، ومن خلال « الانضمام الى ثمان آليات دولية لحقوق الإنسان ». مملكة البحرين قالت في معرض تعليلها لطلب الانضمام إلى المجلس أن « حماية حقوق الإنسان تشكل أولوية من أوليات سياستها الداخلية والخارجية ». وأشارت البحرين الى أنها « تدرس بفعالية عملية الانضمام الى الصكين الدوليين حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحول الحقوق السياسية والمدنية ». ومن المعلوم أن هذين الصكين يشكلان لب منظومة حقوق الإنسان في عالم اليوم. العراق برر في خطاب انضمامه « العزلة التي عاشها على الساحة الدولية منذ عام 1968 بسبب السياسة الدكتاتورية » التي كانت تمارس في البلد. ويرى المسؤولون العراقيون بما أن بلدهم يمثل « ديمقراطية حديثة تناضل بقوة من أجل إقامة مؤسسات يحكمها القانون، فإنهم يبحثون عن إقامة نظام يضمن احترام حقوق الإنسان والحرية لكل العراقيين ». المملكة الأردنية الهاشمية شددت في بداية خطابها على أنها « ملتزمة للتعامل مع كل الأطراف الحكومية وغير الحكومية لضمان أن الآليات الجديدة بإمكانها أن تقدم أحسن وأنجع وسيلة للترويج ولحماية حقوق الإنسان. وقد شددت الحكومة الأردنية على « دور وسائل الرقابة الوطنية في جرد والتعريف بالانتهاكات التي ترتكب في مجال حقوق الإنسان ». وشددت عمان في خطابها على « التزام الشفافية والخضوع للمحاسبة بترحيبها بكل الهيئات المحلية والدولية لحقوق الإنسان للتحقيق في الادعاءات بارتكاب انتهاكات وتجاوزات بالأردن »، كما وجهت دعوة « لكل المقررين الخاصين والخبراء المستقلين لزيارة الأردن في إطار مهامهم ». لبنان وضع في مقدمة مزاياه للترشيح لعضوية مجلس حقوق الإنسان كونه « يطرح لنقاش عام خصوصية التسامح التي يقوم عليها نظامه والنابعة من حوار متواصل بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية التي يتكون منها مجتمعه المتعدد الطوائف ». وذكر بأن لبنان كان من الرواد وأن أحد أبنائه « شارل مالك ترأس لجنة حقوق الإنسان خلال عامي 1951 و1952 ». أخيرا، عبرت دولة جيبوتي في خطابها عن الأمل في قيام مجلس « اقل تسييسا »، وقد كان هذا هو السبب الرئيسي او على الأقل الذريعة الكبرى التي قدمت من قبل البعض لنسف ما كان إيجابيا في لجنة حقوق الإنسان. سويسرا عضو لأول مرة سويسرا التي كانت وراء فكرة إنشاء مجلس لحقوق الإنسان عبرت في خطاب عضويتها عن « التزامها ببذل كل ما في وسعها لكي يتحول مجلس حقوق الإنسان الى آلية قوية وفعالة وأن يتمكن من نشر والدفاع عن حقوق الإنسان في كل بقاع العالم ». كما ذكرت باستعدادها لوضع مكاتب تحت تصرف الدول التي ليست لها ممثليات في جنيف. كما أبرزت السلطات السويسرية في تعليل ترشيحها، « الالتزام بمواصلة تطبيق سياسة نشيطة في مجال حقوق الإنسان على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية وفقا لما يتطلبه القانون الدولي ووفقا لنظرة ترتكز على القانون ». وذكرت برن بأن سويسرا على الرغم من نشاطها المكثف أثناء انعقاد دورات لجنة حقوق الإنسان في الأعوام الأخيرة في جنيف إلا أنه « لم يسبق لها ان شاركت كعضو في لجنة حقوق الإنسان »، نظرا لأنها لم تكن منخرطة في منظمة الأمم المتحدة. وإذا كانت الانتقادات الكبرى التي أثيرت من طرف عدة أطراف قبل إقرار الأسس التي انبنى عليها مجلس حقوق الإنسان قد تركزت على « رغبة البعض في منع وصول دول لعضوية المحفل الدولي العالمي الهام لحقوق الإنسان بسجلات حافلة بالانتهاكات »، فإن النتائج التي سوف تتمخض عنها عملية اختيار الدول الأعضاء يوم 9 مايو ستعطي إشارة أولية عما إذا كان هذا الهدف قد تحقق وهل تم استيعاب الدروس من الماضي أم لا. سويس انفو – محمد شريف – جنيف (المصدر: موقع سويس انفو بتاريخ 8 ماي 2006 )

 

 

مخاطر انفلات الدول العظمي من ربقة الأمم المتحدة:

سيناريو التدخل الأمريكي شاهدا

عادل الحامدي (*)

 

ارتطمت نظرية اليمين المتشدد المحيط بعضه بالرئيس الأمريكي في أول اختبار لواقعية تفكيره بالصخرة العراقية الصلبة. ولسوء طالع اليمين المتشدد مطلقا فإن عراق الستة آلاف سنة حضارة قد انتحرت علي بابله حضارات أشد قوة وأكثر بأسا، ذلك ما ينبئنا به التاريخ وإن شئت فاسأل بذلك خبيرا..

 

ووفقا لنظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع فإن التحالف أقدم علي شن حرب علي العراق علي عجل غير مبال بصرخات جماهير كل من البلدين الرئيسيين في التحالف، غير عابئين بتحذيرات العقلاء من ذوي العقول الذين تبين أنهم يحسنون قراءة الواقع والتاريخ والجغرافيا أكثر من هؤلاء الذين ننتخبهم ونثق في قدراتهم العقلية خصوصا، ولكن مأزق العراق أكد لنا مثلما كان الشأن في الحرب العالمية الثانية أن الحروب يتورط فيها السياسيون وجيوشهم علي كراهة من شعوبهم ذاتها وفي أحيان كثيرة تتعارض مع مصالحهم كما بينت الأحداث.

 

وما خفف عنا وطأة هذه الحرب التي نعتبرها من مخلفات الحرب الباردة هي وعود رجلين من أكبر قادة العالم ليس بدمقرطة العراق فحسب وطي صفحة ثلاثين سنة من الحكم الفردي الغاشم، لا بل وعد كل من بوش وحليفه الوزير الأول البريطاني بأن منطقة الشرق الأوسط قادمة لا محالة علي حياة سياسية ترقي إلي مستوي ما عليه جل البلدان الأروبية دون حاجة لتعداد معسول تلك الوعود التي دغدغت عواطف بعضنا يومها. إن فيتنام المصغرة التي تكتوي بنارها شعوب منطقة الشرق الأوسط اليوم والتي مكنت حكومات المنطقة من تبريرات علي حساب صك البياض الذي يدفعه المشروع الديمقراطي الفاشل، قلت أعطت الحجة لتلك الحكومات لإعادة تضييق الخناق الحديدية علي رقبة المواطن العربي. وأحسب أن المشروع الديمقراطي قد دخل غرفة الإنعاش في كل من لبنان وسورية والعراق بل ومصر التي شهدت آخر الحلقات الإنتخابية التي لم تفض إلي شيء يذكر وما تفجيرات منتجع دهب وشبه جزيرة سيناء المحررة إلا خير دليل علي ذلك.

 

لا شك أن سهولة المغنم في أفغانستان قد أغرت الإدارة الأمريكية التي لم تمعن النظر في هذه المغامرة غير المحسوبة بالمضي قدما في الإطاحة بأنظمة سياسية متحجرة ومتسلطة، إلا أن الطامة الكبري هي أن هذا الاغراء أصبح يشكل ورطة لعدة أسباب: أولها هو هذا الحلم الزائف والفكر الماضوي الخاوي الذي يستحضر الأرواح من عقلية القرون الوسطي لإنزاله علي واقع يختلف بكل دقائقه وحيثياته والذي يصر استكبارا علي أن الدينونة في هذا الكون يجب أن تصير حتما إلي ثقافة واحدة، وهي تمامية شهد التاريخ مثيلا لها لعل أحدثها الفكر النازي وما جذب علي العالم من كوارث يعرفها الجميع.

 

إن القوة العظمي وأعني بها الولايات المتحدة الأمريكية ليست في منأي عما يمنجق به أهل الأرض من تحديات ليس أشدها هولا ثقب الأوزون ولا ذوبان ثلوج الأرض ولا ارتفاع أسعار البترول الذي بلغ برميله قبل أيام 75 دولارا مهددا بذلك استقرار اقتصاد العالم بالكاد، وهو أمر ليس هينا، فالكل يعلم أن أمريكا هي الأقوي ليس عسكريا فقط ولكن باقتصادها الذي يبلغ ثماني مرات حجم اقتصاد الصين فاضطرابها اضطراب لنا جميعا، إذ المصير مصير واحد وهذا ما تجاهله الفكر النيوكنزي النكوصي.

 

إن التحالف أضعف من أن ينوء بمثل هذه المهمات الجليلة التي لم تعد تتعلق باقتصاد بلد ما أو بمدي قدرته علي المنافسة والصمود في عالم مضطرب وإنما تتعلق المسألة بمصير الإنسان ذاته علي هذا الكوكب، فأي خطأ في الحساب قد يكلف أعظم دولة أن تتحول إلي مجرد رقم دولي كبقية الأرقام. وإنه لمن السذاجة والتهميش أن نتحدث عن صراع حضارات ولم نعد نحن وعلماؤنا وجميع أجهزتنا نعلم علي وجه الدقة متي يطوينا طوفان نوح إن استمر معدل درجات الحرارة في الارتفاع واستمر تجاهلنا لهذه الحقائق وتهميشنا لأكبر التحديات وتهرب الأقوياء من الإذعان إلي ما تتطلبه المصلحة لبني الإنسان.

 

فبدلا من الإجهاز علي الفقر والأمراض المستعصية وجعلها تاريخا كما نادي بذلك الوزير الأول البريطاني فإن مجهودات التحالف بدت وكأنها تهدف وهي في تسلل من التاريخ إلي تكريس إعادة عقلية الشرطي العالمي الواحد.

قي هذه الأجواء ولهذه الأسباب تحول المشروع الواعد إلي مجرد كابوس عربي بالدرجة الأولي يطارد ربع بليون من ساكني المنطقة لم يعد بينهم وبين حكامهم من وجاء إلا العصا الأمنية. وهكذا تحولت الأشعار المتغنية بالديمقراطية إلي عصي وهراوات في كثير من الأقطار وخصوصا في المناسبات الانتخابية التي كان يمكن أن تخلص المنطقة من كوابيس الحكم الفردي للعصور الحجرية.

 

إن الدفاع عن الأنظمة العربية الحاكمة هو أشد وطأة من شهادة الزور عند المسلمين وعند غيرهم، ولكن مع ذلك يبقي خلع الرئيس صدام حسين سابقة خطيرة علي المستوي الدولي لا لأن صدام حسين كان يجب أن يستمر في الحكم ولكن أقول ذلك لأن تدخل التحالف في العراق أصبح بحكم الواقع وبحكم ما آلت إليه التجربة بعد ما يناهز الأربع سنوات من إسالة الدماء أصبحت أقرب إلي عملية ثأرية من التاريخ. وإنه لمن المحير أن يستمر بعض السياسيين في الغرب النفخ في النار والعزف علي أوتار الأديان وتنافي القيم الإنسانية وتبعيضها بين غرب وشرق، أصبح كل ذلك في حس المواطن العربي والمسلم بشكل عام كما لو أن حضارة غالبة تنتقم من حضارة مغايرة مغلوبة علي أمرها. وإنه لما يبعث علي الحيرة والارتباك أن يقف زعيم غربي خطيبا لا يفرق بين الاسلام والقتل باسمه بل ويعمد بعد أن فشل في تمرير مشروع مشكوك في نواياه إلي الخلط بين الاسلام ذلك الدين الحنيف الذي نهلت من ينابيعه الصافية كل الحضارات وبين المصالح السياسية الآنية التي لا تبالي بكل القيم بل وتتنافي مع الحروب الحضارية ومع الصدام الحضاري أصلا: إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم وليس أقواكم!

 

فإيران هذا الذي لم تخرج جيوشه خارج حدود هذا البلد الآسيوي الكبير منذ حوالي قرنين من الزمن يحاول الكثير من الغربيين حشرها في الزاوية وحملها علي التهور والدفاع عن الذات حتي بالتي هي أسوأ. وفي هذا يفهم ذلك التهديد السياسوي لاسرائيل. إلا أن الغرب وهو يحكم قبضته علي هذا البلد إنما يخسر صداقة إحدي أكبر دول المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها 80 مليونا تقريبا وتتمتع بثروة بترولية مهمة واستقرار سياسي غير مغشوش وموقع جغرافي يجعل منها بلدا متميزا في ضمان استمرار مد السوق النفطية بما تحتاجه، بل إن هذا البلد إبان حكم الشاه الذي حكم إيران بقبضة من حديد كانت إيران تمثل إحدي أهم الدول الآسيوية التي تساهم في التوازن الدولي.

 

وعلي الرغم من اختلافنا الجوهري مع بعض الخيارات السياسية والفكرية للحكومة الإيرانية فإن ذلك لا يمنع من التنويه بأنها البلد الوحيد في الشرق الأوسط بعد لبنان الذي تداول سلميا علي حكمه خمسة رؤساء منذ 1979 وبرلمان يمارس سلطة الرقابة علي الحكومة بكل ما تقتضيه من معني، وهو برلمان منتخب أقرب ما يكون إلي ما يبشر به الغرب من حياة سياسية متطورة. فدفع إيران إلي الأقصي وفشل الولايات المتحدة في مد يد الصداقة إلي هذا البلد هو ما قد يجعلنا نواجه سيناريو عراقياً دامياً آخر لا قدر الله لا يخدم أحدا غير المتشددين من أهل اليمين المتطرف.

 

أظن أن الوقت قد حان لأن يعيد الغرب النظر في رسم سياساته المتعلقة ليس بالشرق الأوسط وحده ولكن تلك التي تعني الآخر بصفة عامة. فتعديل اليمين المتمكن ساعته علي دقات ساعة العصر يجعلنا جميعا في مأمن من المغامرات غير المحسوبة كما ينأي بدول عظمي عن أن يضطرها بعض الحالمين من العصور الخوالي إلي سحبها ذليلة من ميدان المعركة دون أن تستطيع بسط النفوذ علي الشعوب الأخري ومحو ثقافاتها وتذويب عنصرها في مدرسة فكرية أحادية رسومها هلامــــية عند أصحابها قبل غيرهم. فقد مضت تلك العصور المظلمة التي يمكن فيها استعباد الإنسان لأخيه الإنسان فقـــــدرنا التعارف والتعاون وليس الحيلة والاحتلال، وقدرنا جميــــعا هو التفاهم بين الحضارات وليس الصدام بينها وعلي الذين يزعمون غير ذلك أن يتأملوا في كل أحداث التاريخ منذ أقدم أحقابه حيث تكــــون الكلمة الأخيرة دائما لإرادة الشعوب علي حساب القوة وعلي حساب الفكر الانتصاري الحالم الزائف، وإذا الشعب يوما أراد الحياة فمن الممكن أن يستجيب له رب العالمين.

 

(*) كاتب واعلامي تونسي يقيم في بريطانيا

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 


 

في سبيل مبادرة دولية لإطلاق الحوارات الوطنية الممنوعة

برهان غليون (*)

 

أصبح من البديهي اليوم لكل المراقبين أن عمليات الضغط والتدخل العسكري التي قادتها واشنطن في أفغانستان والعراق، قد أثرت بشكل سلبي تماما على مسارات التحول الديمقراطي في العالم أجمع.

 

وبدل أن تقود الضغوط الأجنبية التي مورست في السنوات الخمس الماضية إلى تعزيز فرص التحولات الديمقراطية، عملت على عزل القوى الديمقراطية وتهميشها وتوجيه أصابع الاتهام لها من قبل فئات واسعة من الرأي العام العربي والعالمي.

 

وهكذا، بدل الثورة الديمقراطية الموعودة، بمساعدة القوى الأطلسية التي اكتشفت بعد عقود طويلة مساوئ تعزيز النظم الاستبدادية، دخلت الشعوب في أزمة جديدة تتجاوز بمخاطرها ما كانت تعيشه من قبل.

 

فقد أدت السياسات اللامسؤولة للدول الكبرى الصناعية التي ربطت بين التحول الديمقراطي وإعادة تجديد نظام السيطرة شبه الاستعمارية في المنطقة، إلى كسر ديناميكيات التحولات الداخلية، ودفع جميع الأطراف إلى التثبت على مواقف إقصائية مغالية، لا يمكن أن تقود إلا إلى طريق مسدود.

 

ونحن نعيش اليوم هذا الانسداد كما لم نعشه في أي حقبة سابقة. فلا النخب الحاكمة مستعدة لتفهم أوضاع المجتمعات وإدراك الحاجة المتزايدة لإعادة إشراك الشعب في الحياة السياسية وتحمل قسطه من المسؤولية في عالم يسير أكثر فأكثر نحو الاندماج والتوحد، ولا المعارضات الديمقراطية التي اعتقدت بأن المناخ الدولي قد تغير لصالح أطروحاتها، تمكنت من صوغ أجندة واقعية وعملية لفرض التقدم إلى الأمام على قوى المحافظة الرسمية.

 

وفي العالم العربي بشكل خاص أخفقت جميع المساعي التي بذلتها القوى المدنية لجر الحكومات إلى مائدة الحوار، في أي مستوى كان، خلال السنين الطويلة الماضية.

 

وبالرغم من اعتراف السلطات نفسها بالأزمة العميقة التي تعيشها مجتمعاتها، وتأكيدها على الرغبة في الإصلاح، أو حسب وثيقة الجامعة العربية، في التطوير والتحديث، والانتقال من التسلطية السائدة إلى نظام التعددية الحزبية، وبالرغم من إدانة قوى المعارضة الرئيسية التدخلات الأجنبية وتضحيتها بحلفاء خارجيين ممكنين كثر، وتبنيها برنامج عمل يشدد على الانتقال السلمي والتدريجي المتفق عليه إلى الديمقراطية، لم يمكن تحقيق أي تقدم يذكر على هذا الصعيد، ولا يزال العالم العربي يبدو في نظر الرأي العام الدولي منطقة مستعصية على أي تغيير ديمقراطي.

 

بل ليس من المبالغة القول إنه بالرغم من تنامي وزن المعارضات وتيارات المعارضة الديمقراطية الفكرية، تشهد العديد من الدول العربية تراجعا مؤلما على صعيد احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.

 

ويسيطر على بعضها مناخ الحرب الأهلية مع مسلسل الاغتيالات والقتل على الهوية، بينما يستمر مسلسل تعقب الناشطين المدنيين وأصحاب الرأي من المثقفين، والتنكيل بهم وتشويه سمعتهم، بالإضافة إلى عودة سياسات الخطف والاختفاء التي عادت إلى الواجهة من جديد لتغييب المعارضين أو الانتقام منهم ومن أسرهم، في بعضها الآخر.

 

يقود هذا التحول السلبي، بما يجسده من تراجع عن وعود الإصلاح وانكفاء على مواقف دفاعية أكثر تصلبا، إلى اليأس، ويقتل أي أمل ولد في السنوات الخمس الماضية في إمكانية الخروج من النظام القائم على التسلط والتعسف والعنف بالوسائل الذاتية وبالأساليب السلمية التفاوضية.

 

والنتيجة الطبيعية لهذا الوضع تنامي الرهان على التدخلات الخارجية والانكفاء من جديد، كما حصل في عقد الثمانينيات والتسعينيات في العديد من الأقطار العربية، على الوسائل العنيفة، وربما الاستسلام لإغراء الحروب الداخلية والطائفية منها بشكل خاص كتعبير عن التخبط والمراوحة في المكان.

 

وحتى لو نأت المعارضة الديمقراطية بنفسها عن هذه المخاطر وتابعت سياستها النشيطة في لجم قواها والخاضعين لنفوذها ومنعهم من الانجرار وراء مثل هذا الحل، فليس هناك ما يضمن أن لا يثير هذا الوضع اليائس شهية قوى خارجية لا تحسب أي حساب لمصالح البلاد، وأن لا يفجر غرائز قوى داخلية ضائعة فقدت جميع الآمال وأصبحت مستعدة وجاهزة لكل المخاطرات.

 

أمام هذا الوضع الذي يزيده الجمود الاقتصادي والتدهور الاجتماعي والضغوط الخارجية هشاشة لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، ولا الانتظار حتى لحظة الانفجار.

 

ولا بد في نظري من مبادرة جريئة تساعدنا، في العديد من أقطار العالم العربي التي تعيش حالة من الاستعصاء والأزمة المتفاقمة، على كسر مناخ الحرب الداخلية وتجاوز القطيعة القائمة، وتفتح الباب أمام إمكانية الانتقال المفاوض عليه نحو صيغ للحكم والإدارة تقضي على بؤر النزاع المشتعلة والكامنة، وتفتح الطريق أمام تسوية سياسية وعودة إلى الحالة الطبيعية، أي إلى حالة السلام الأهلي الذي لم يعد من الممكن تجاهلها من دون تعريض مستقبل المجتمعات في التنمية والتقدم الإنساني، بل في وجودها نفسه للخطر. وأنا أقترح:

 

1- ما دمنا قد أثبتنا فشلنا حتى الآن، معظم البلاد العربية، في فتح حوار جدي في ما بيننا، أقصد بين السلطة والمعارضة، فنحن نحتاج لا محالة إلى وسيط خارجي نزيه يساعدنا على فتح هذا الحوار وتنظيمه حتى يؤتي ثماره ويبعدنا عن خيار المواجهة والحرب الأهلية التي هي الثمن الحتمي لكل احتباس وانسداد في حياة المجتمعات.

 

فليس هناك شك في أن سنوات طويلة من إلغاء الحياة السياسية والسيطرة الشاملة على جميع مقدرات الشعوب باسم الثورة أو مقاومة الاعتداءات الخارجية، جعل العديد من النخب الحاكمة تستسهل الحكم عن طريق احتكار السلطة، والتمديد التلقائي لقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، واستبدال الوصاية الأمنية على المجتمع بالحوار.

 

فهي لا تجهل طرق الحكم السياسية فحسب ولكنها أكثر من ذلك تخشى أن يقود أي انفتاح في اتجاه المعارضة إلى خلق الانطباع عند قطاعات واسعة من الرأي العام بأنها أصبحت ضعيفة، أو أن يتحول إلى مناسبة لتفجير طوفان النقمة والاحتجاج الشعبي المرتبط بتدهور مستويات المعيشة وشروطها الإنسانية.

 

وبالمقابل، ليس هناك شك في أن استمرار ضعف المعارضة الديمقراطية وعدم قدرتها على كسر الحصار الذي فرضته السلطات القائمة عليها لا يساعدانها على أن تشكل قوة ضغط مقنعة بما فيه الكفاية حتى تأخذها الأنظمة بالاعتبار.

 

وحتى نضمن الحد الأكبر من نجاح هذه المبادرة، لا بد أن يتحلى الوسيط الدولي الذي نتطلع إلى مساعدته لنا بحد كبير من الحكمة والنزاهة والصدقية.

 

وقد يكون على شكل لجنة مساع حميدة دولية، مكونة من شخصيات عالمية معروفة برجاحة عقلها واستقلالها، ولديها قسط كبير من الرصيد السياسي والأخلاقي والمعنوي.

 

وأنا أفكر بأشخاص من نوع نيلسون منديلا وجيمي كارتر والسيدة ماري روبنسون والسيدة غاندي وغيرهم ممن يتمتعون برصيد معنوي كبير مثل الحائزين على جائزة نوبل المعروفين بمواقفهم الإنسانية والديمقراطية.

 

2- ليس الغاية من لجنة الوساطة الدولية فرض حلول على أي طرف من الأطراف. وليس هذا هو المطلوب منها. إن غايتها هي تسهيل فتح الحوار بين الأطراف المتنابذة، وتذليل العقبات التي تحول دون تواصل هذه الأطراف، وإبراز إمكانية المراهنة على الحلول السياسية المتفاوض عليها وجدواها.

 

أي وضع الأطراف أمام مسؤولياتها ودفعها إلى التوصل هي نفسها إلى حلول قابلة للحياة والتطور. وهي تستند في ذلك إلى تعزيز ثقة الأطراف بعضها بالبعض الآخر، ومساعدتها على بلورة أجندة واضحة ومحددة للحوار بهدف بلورة مشروع للتحول التدريجي والسلمي والمفاوض عليه إلى التعددية والديمقراطية، والسهر على تحقيقه وتقديم الاقتراحات البناءة للتوصل إلى التفاهم المطلوب عند الحاجة.

 

وتحتاج من أجل ذلك إلى إزالة المخاوف والحساسيات، وتشجع الأطراف على اتخاذ المخاطرات المطلوبة والضرورية وتجنيبها المفاجآت والانقلابات التي يمكن أن تحرف الحوار عن هدفه الحقيقي الأول، وهو الانتقال السلمي والتدريجي من صيغ الحكم المطلقة التي أصبحت مصدرا لأزمة شاملة إلى صيغ تعددية وديمقراطية تقوم على مشاركة جميع الأطراف وتفتح الطريق أمام تجديد الحياة السياسية وتنشيط الحياة الاقتصادية وتغيير المناخ الاجتماعي الذي تسوده التوترات ومخاطر المواجهات الدموية.

 

وفي اعتقادي أن مثل هذا الخيار يشكل اليوم البديل الوحيد لمواقف ثلاثة متعايشة تجاه أزمة التسلطية والعجز عن استبدالها في العديد من الأقطار، وفي مقدمها الأقطار العربية: الاستقالة السياسية المحلية والدولية وترك المجتمعات تتخبط إلى ما لانهاية، القبول بالمغامرات الانقلابية العسكرية والمدنية معا، وأخيرا التسليم بحتمية سياسات التدخل والضغط والعقوبات الجماعية باعتبارها الدواء الأخير الذي لا مهرب منه لمحاربة بؤر التعفن والفساد العالمي، بالرغم مما أبرزته التدخلات التي حصلت في الأعوام الماضية من نتائج سلبية ومساهمتها غالبا في تفاقم أوضاع التعفن والفساد هذه.

 

3- من المفيد والضروري أن يتم تشكيل هذه اللجنة في إطار الأمم المتحدة وبالتعاون مع أمينها العام السيد كوفي أنان، لكن مع الاحتفاظ بكامل استقلالها في كل ما يتعلق بأجندة تدخلاتها الإنسانية ومساعيها لتطوير عمليات الانفتاح.

 

4- لا تلجأ اللجنة إلى أي تهديد ولا يرتبط بعملها أي نظام عقوبات. إن وظيفتها تتوقف على إزالة عوامل انعدام الثقة المتبادل وطمأنة الأطراف المختلفة وحماية المعارضات الديمقراطية في الأنظمة التي تفتقر لحكم القانون. وليس لدى هذه اللجنة أداة للضغط على الأطراف المتفاوضة سوى سمعتها المعنوية ونفوذها الأدبي وتواصلها مع الرأي العام المحلي والعالمي، الذي ينبغي أن تتوجه إليه للإعلان عن ثمرة مساعيها وحدود نجاحاتها.

 

إن ما هو مطلوب منها ليس إجبار أحد على الانخراط في عملية التحول الديمقراطي وإنما وضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتها في مواجهة الرأي العام، والإشارة إلى من يخل منها بالتزاماته أو يعمل على عرقلة التقدم في اتجاه بلورة أجندة وطنية للعودة إلى الحالة الطبيعية، أي إلى حكم القانون وتداول السلطة ونظام التعددية والمنافسة بين النخب السياسية والإصلاح.

 

بالتأكيد لن تقوم الحكومات بمثل هذه المبادرة التي تضعها تحت أنظار الرأي العام وليس من مصلحتها عمل ذلك. كما أن الدول الغربية الكبرى المعنية بضمان نفوذها وسيطرتها الدولية لن تقبل بالتخلي عن قميص عثمانها الذي هو اليوم الديمقراطية التي تستخدمها لفرض أجندتها على الدول الضعيفة والصغيرة، لصالح لجنة دولية لا تخدم مصالحها وإنما تقطع عليها طريق التدخل السياسي وربما العسكري في الشؤون العالمية.

 

إن السعي إلى تشكيل مثل هذه اللجنة يقع على كاهل القوى الديمقراطية المحاصرة والمثقفين العالميين الذين يشعرون بالمسؤولية في مواجهة المشاريع الاستبدادية والاستعمارية معا ويأملون في فتح طريق آخر للعمل المدني خارج الخطط والإستراتيجيات الرسمية، مؤمنين بإمكانية الرهان على الرأي العام والاعتماد عليه في التغيير.

 

فعليهم يقع واجب اتخاذ المبادرة والتشاور في الأمر، في العالم العربي وخارجه معا. وأنا على يقين من أنه لو قيض لهذه اللجنة أن تتشكل في القريب، وأن تحصل على دعم المنظمة الدولية والمؤسسات الإنسانية المعروفة بنزاهتها، فستكون لها مساهمة فعالة في التقليل من مخاطر اللجوء، هنا وهناك، إلى سيف العقوبات الاقتصادية الذي لا يطال في النهاية سوى الشعوب، وبشكل أكبر، من مخاطر اللجوء إلى التدخل الأجنبي المباشر أو، وهذا أهم أيضا، في تجنب انحلال عرى العديد من الجماعات الوطنية وتفجرها، عبر حروب طائفية ودينية وعرقية لا طاقة للمجموعة الدولية اليوم في احتمال نتائجها الكارثية، كما هو حاصل اليوم في أفغانستان والعراق بشكل خاص، وفي العديد من البلدان التي تعيش حالة استعصاء وانسداد سياسي مماثل.

 

(*) كاتب سوري

 

(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 8 ماي 2006)  


الغرفة السوداء، درب مولاي الشريف لحسن بن جلون:

هل انتهي فعلا عهد مخافر التعذيب السرية في المغرب؟!

عبد الله كرمون

نظم في الأيام الأخيــرة مهرجان بانوراما السينما المغربية بمدينة سان دوني بدعوة من جمعيةFilm indigéne

وبالتعاون مع سينما l’Ecran بالحيوية المعهودة في مديرها بوريس سبير و كذا بمجهودات عناصر جمعوية و أطراف سياسية مغربية، و بدعم بلدية سان دوني التي ركزت في شخص عمدتها علي التوأمة التي سجلت بين مدينته و مدينة تزنيت المغربية الواقعة جنوب أكادير.

 

لقد عرضت أفلام أخري و أفلام قصيرة بالإضافة إلي بعض الفقرات الموسيقية ونقاشات متنوعة بحضور جمعيات حقوقية و إنسانية و معتقلين سابقين في سجون الأنظمة القمعية.

غير أنني سوف أتناول فقط فيلم الغرفة السوداء أو المظلمة، دون أن يعني ذلك اعتبارا ناتجا عن حكم قيمي يستثنيه من بين الأفلام الأخري و يقصيها.

 

الفيلم مأخوذ من كتاب جواد مديديش الغرفة السوداء الصادر بالفرنسية فبراير 2001 وقد قدم له المعتقل السابق ابراهام السرفاتي والذي كان من مؤسسي المنظمة السرية المغربية إلي الأمام ذات التوجه الماركسي اللينيني آنذاك.

 

لم يكن الفيلم جديدا، إذ ظهر في موسم 2004 وعرض في القاعات السينمائية المغربية و كذا في بعض قاعات مدينة بولوني الإيطالية قبل أن تعرضه التلفزة في المغرب بعد ستة أشهر من ظهوره دون أن تحترم حتي الأجل القانوني في استغلال النتاج السينمائي تلفزيونيا! مع أن بعض التوجهات السياسية، مثلما أوضح ذلك حسن بن جلون، قد قدمت آنذاك في المغرب مشروع قانون لمنع الفيلم غير أن البرلمان لم يأخذه بعين الاعتبار!

 

أمر آخر أن السفير المغربي بباريس قد تدخل كي يمنع ظهور الفيلم باليونسكو بعد أن برمج ثمة قبل مدة، غير أن الفيلم قد عرض بعد ذلك! (سنفهم فيما بعد مغزي هذه الرقصات!).

 

القاعات السينمائية الباريسية التي تعرض أفلام الجنوب لم ترد قط أن تعرضه بدعوي أنه من الأفلام التي لا تعني و لا تهم الجمهور الفرنسي، بغض النظر عن مدير لكرون الذي قبل عرضه في إطار المهرجان السابق الذكر!

و إن تناهت إلي مسامعي أن سينما la Cl‚ الباريسية ستعرضه هي أيضا لاحقا و لربما فقط في موعد محدد.

المخفر السري درب مولاي الشريف بمدينة الدار البيضاء إذن أم فيلم حسن بن جلون؟!

 

عندما نتتبع الفيلم بشكل جيد لنكاد نحس أنه قد أنجز تحت طلب، غير مباشر، و أن بن جلون نفسه يركض مع الذين أصيبوا بإسهال ما و نشروا مذكرات حول أيام القمع الكبري، محددين كونها تنتمي إلي ماض، و كأنهم يتحدثون عن الحروب الصليبية الأولي!

 

يأخذ الفيلم، محاصرا بالنص الذي أخذ منه و إن كانت فقرات كثيرة أضيفت إليه بخصوص الإثارة وحب نجاة، نموذج تجربة جواد مديديش الذي سبق له أن انتمي إلي منظمة إلي الأمام الثورية دون أن يبدو في بدء الفيلم سوي علي أنه شاب مفعم بالحياة و إلي جنب خلواته ثمة عشيقته التي يذوق معها كل حلاوة و يحلم، عكس كل مناضل حر في تلك الفترة، ليس بالثورة و تحرر الإنسان من الفقر و القمع و الظلم الاجتماعي و إنما بزيارة روما و البندقية و باريس علي أعقاب امرأة جميلة!

 

يختار حسن بن جلون للحديث عن فترة قمع النظام المغربي لتحرك الحركة اليسارية الراديكالية بين بداية السبعينيات و الثمانينيات نموذج شخص تراجع عن مواقفه السياسية لأنه أخطأ الطريق في نظره و ألجم في ذاته حرية الإنسان! لتبدو بذلك تجربته داخل مراكز التعذيب و كأنها بدون معني أو أكثر من ذلك عبثية.

 

أمر آخر يؤكد سلبية رؤية بن جلون سواء لأفكار المرحلة أو لتاريخها، ما يدل أكثر علي كونه لُفَّ في كيس اللجنة التي سميت ب المصالحة و الإنصاف و التي خرجت من ردن ملك المغرب. و كأن الأمر يتعلق بجناية طفيفة لا تتطلب أكثر من مصالحة بسيطة و بعض دية ما إن اقتضي الأمر!

 

هنا نفهم ذلك التهافت علي الفيلم في المغرب و كونه بهذا المعني يخدم قضية ما يسميه المخزن و يتبعه في ذلك كثير من اليساريين و ضحايا التعذيب بعملية طي الصفحة ، و لنعجب لهم كيف استساغوا الأمر و كأن ما حدث خلال سبعينيات القرن الماضي لم يكن سوي كوارث جاءت من شراسة شخص واحد اسمه الحسن الثاني(1929ـ1999). و نسوا بذلك أن ذلك يمكن أن يتكرر، بل و يتكرر علي الدوام، بطرق أخري و بوسائل أخري في أماكن أو أخري من العالم!

 

يحاول بن جلون أن يضع المشاهد رهن ضغطين أولهما بارد و الآخر حار، و ذلك إذ كان يلهو، بل لم يكن يلهو بأمور جدية مثلما أكد نفسه علي ذلك، لذا فهو يتلاعب بالمشاهد و يمرره من منطقة مناخية إلي أخري بدرجات حرارية قصوي في الأقصي كل مرة.

 

من ينظر جيدا إلي الفيلم يري كيف يقدم زبانية مركز التعذيب و إن في بهلوانية تقمصهم لجلادين حقيقيين علي أنهم من يجعل المشاهد، في سياق تراجيدي واضح، يضحك و ينتشي. كل ألفاظ الشتم التي تثير الضحك أكثر مما تسيء إلي عزة الشخص، لقطة كمال و هو يغتسل و انقطع في أفكاره ونسي انتهاء المدة الزمنية المحددة و الحاج الذي يباغته في عريه كي يذكره و يضيف مُلحة دالة، بلكنة مراكشية، أنه لم يداهمه لأمر آخر،نفهم أنه متعلق بالجنس، و إنما لغلق صنبور الماء!

 

تبدو إذن الصيغ التي وظفت في الفيلم عادية جدا بل مسموح باستعمالها و تداولها اليوم و لم يكن الهدف إذن نابعا من رغبة فنان أن يتناول حقيقة تاريخية مؤلمة و بنيوية في كل نظام ديكتاتوري. لذا فحتي حفل مغادرة بعض المختطفين للمخفر السري قدم فيها الجلادون و القيّمون علي ذلك المركز الدموي بعض شهادات أخوة و أبوة إزاء الضحايا، و إن شاء المخرج أن يكون الأمر مجرد استهزاء فإن ذلك لا يستوي قط، لما تم القول لهم بأنهم يحبونهم و سوف يفتقدونهم كثيرا و إن ضربناكم كما يقول المتكلم.

 

في ثنايا الفيلم أيضا بعض التصريحات المدسوسة هنا و هناك تكشف دوما عن سلبية المخرج و اعتباره مادة فيلمه و كأنها مجرد حكاية تبدأ ب : كان يا ما كان في قديم الزمان ملك … ، مثل أن يأتي علي لسان أحد الجلادين بأن كل أولائك المعتقلين كانوا سذجا و أنهم بالفعل كانوا أكثر من ذلك حمقي إذ كيف سولت لهم أنفسهم أن يتحدوا مثل كمشة ضئيلة دولة كبري و قوية!! أو أن يشير أحدهم مرة أخري إلي كونهم ألعوبة في يد اليهودي و يقصد بذلك ابراهام السرفاتي لكونه يهوديا مغربيا.

 

أشياء أخري مثل أن يركز علي مسألة أن يدل أحد المعذبين علي رفيق له مثلما فعل كمال لما جيء به إلي الحارة درب الفقراء كي يدل علي عبد الرحيم و قد كان هو نفسه ضحية خيانة من نفس النوع من طرف أحمد. لا أمحص الآن هذه الأمور و غيرها مما يتعلق بمنظمة إلي الأمام و إنما استقريء كيف قدم المخرج كل هذه الأمور دون أن أشير حتي الآن إلي فشل الفيلم سينمائيا علي كل الأصعدة.

 

رأينا كيف أن حسن بن جلون تصرف نوعا في كتاب جواد مديديش و أضاف حكاية الحب التي أريد بها أن تشد المشاهد و يتتبعها و كأنها أجمل من بشاعة ما يعنيه فقط ذكر المخفر السري درب مولاي الشريف! فلماذا لم يضف أشياء أخري و لماذا لم يجعل تجارب آخرين تتفاعل في فيلمه و تقدم لنا بشكل واضح بعض ما جري دون أن نطالبه بكتابة التاريخ لأنه فنان من المفترض أن تكون لديه طريقته الخاصة في سبك مجريات الوعي الإنساني. لماذا لم تحضر النساء بدرب مولاي الشريف أو بسجن غبيلة و قد وضع حد ثمة لحياة سعيدة المنبهي في الإضراب عن الطعام الشهير و الذي ذكر في الفيلم (علل بن جلون ذلك الغياب بأنه صوّر مشاهد لنساء لكنه لم يحتفظ بها نظرا لسبب تقني!) و إن كان بن جلون يفضل أن يتحدث عن تندر المضربين و نوستالجيا الطعام لديهم و لو قدم بعض هذيانات أحد المعتقلين المصدومين لكون كثرة منهم لم يكن لهم عهد و لا قدرة تحمل بما يعنيه الوقوع في قبضة الزبانية. يريد بن جلون أن يضحكنا إذن و يثير رغبة مصطفي أن يأكل خروفا مشويا بأكمله بعد الإضراب و يرد عليه آخر بقوله و لما لا جملا مشويا و يتقبل الآخر قائلا جملا مشويا محشوا بخروف مشويّ! ألن نضحك إذن؟ أما أنا فقد ضحكت و لكني لم أبك مثلما بكي كثيرون!

 

يؤكد بن جلون نفسه كونه يستجيب في انجاز الفيلم لتوصيات معينة و هو يقول بعد عرض فيلمه في مهرجان سان دوني أن القاعة التي عرض فيها في الأول بالمغرب كانت مكتظة خلافا لكل التوقعات و قد جاء الجميع حسب قوله، ضحايا القمع الأسود و جلاديهم القدامي، الضحية تظل دائما ضحية و لن يستطيع أحد أن يسقط عن الجلاد وصمَته. الشيء المدهش الذي نبس به بن جلون هو أنه بعد نهاية الفيلم لمح معتقلا سابقا و جلادا يلتف أحدهما في ذراعي الآخر و يبكيان جميعهما! يا للعار!! و يضيف أن فيلمه إذن قد حقق هدفه!

إذن هذا هو هدف الفيلم : المصالحة !!

 

كان المغرب آنذاك يعج بالمخافر، و ما يزال، بعد درب مولاي الشريف المشئوم (الذي كان يديره المسمي يوسفي قدور و الذي ترقي الآن بعد كل ما ارتكب ليصير مستشارا للإدارة العامة للأمن الوطني. فمع من سيتصالح الضحايا إذن؟ و كيف؟) و بفيلات الخطف و التعذيب مثل دار المقري أو( PF2) و دار أو جنان بريشا و دار الريسوني و غيرها من المراكز و المزارع خاصة في الغرب. مثلما ما تزال قطع أثيرة من أرضنا تواري في صمت منقطع كثيرا من المقابر الجماعية، و رفات كل الذين خرجوا ذات يوم من منازلهم من أجل وطن حر و عادل. لم يعودوا قط و لا تحرر الوطن أبدا!!

 

لم يكن هدف حسن بن جلون ذكر كل هذا و لم يكن بمقدوره حتي أن يصور في السجن إذ يري أن الزنازين جد ضيقة و يستحيل معها كل اشتغال سليم لأدوات التصوير لذلك حاول سردابا ثم تخلي عن الفكرة و صور أمكنة درب مولاي الشريف في حمام موريسكي مهجور كان في نظره ما يقترب في الواقع من حقيقة ذلك المخفر السري.

 

كان فيلم بن جلون ركيكا علي مستوي اللغة و الحوار و لم يستطع، مثل غيره من الأفلام المغربية، أن يمنح للمشاهد عملا ذا عمق فني و فلسفي لأنه مطالب بذلك، فالسينما ليست مجرد حوار و تصوير كيفما اتفق و إنما هي عمل فني لا يحضر فيه عنصر من العناصر كيفما كانت طبيعته إلا و كان يحضر من أجل دلالة معينة. و لست ألقن الأمر للمخرج و لكني كمشاهد ألمح غياب أي بعد فني عال في تناول قضية بطبيعة الحال كبيرة و ما تزال تثقل الرأي العام الحقوقي و الإنساني. نلحظ من داخل الزنزانة أن كمال يحمل دوما كتابا و بلغة أجنبية (الفرنسية) و لكن المخرج لم يلتفت قط إلي الأمر أبدا و كأنه ديكور جامد لا معني له أبدا إذ ينسخ نص جواد حرفيا حيث لا يليق ذلك. فمتي كان الفيلم يناقش نظريا أو حتي بشكل سجالي : لماذا الاختطاف؟ و ما هي الماركسية؟ و ما معني التعذيب؟ و ما هي الحرية؟ و ما هي الديكتاتورية؟ أو غير ذلك. ثمة واجهة إحدي المحلات العمومية تحمل سنة سعيدة 75 ، كوع من الضبط الزمني لكرنولوجيا ما، و لم ينس قط أن يحشر موكبا لما يسمي بالمسيرة الخضراء لربما دون أن يدرك لماذا؟ صحيح أن ثمة كان آنذاك مسلسل الإجماع الوطني حول عدو خارجي بخصوص الصحراء الغربية و كانت بعض تسريحات جزئية لامتصاص السخط العام، و لإبرام صفقات مع أحزاب ما، كما يحدث دوما.

 

إن الحق في الحياة مقدس، فأن نعذب جسديا و نفسانيا أشخاص يحملون أفكار لهو الضعف الكبير الذي يخفيه الديكتاتور بالقمع. فلماذا مر بن جلون كذلك حول قضية التعذيب، إذ أشار إليها سريعا و لم يظهرها للمشاهد، سينمائيا بطبيعة الحال، هل لأن ما مورس بدرب مولاي الشريف، مادام هو المثال الذي منح في الفيلم، هو مجرد بعض ضرب و ضرب رأس بالحائط و إطفاء عقب سيجارة علي جسد المعذَّب و كفي؟

 

تلك ثغرة أخري في الفيلم كان لزاما علي المخرج أن يقدمها كي تكتمل الصورة و تتضح أبعادها، و إن كان يطيل في باب الدموع و النشيج سواء من طرف الأمهات و غيرهن و كأنه يستجدي دموع المشاهد و كأنها هي أيضا هدف الفيلم، و لما لا فهي التي سترطب، في منطق بن جلون، قلوب الذين كانوا من أهان كرامة الإنسان ومرغوا جسده في أفظع و أبشع صور التعذيب التي شهدها التاريخ كي تتحقق المصالحة مرة أخري!! بالمفهوم الإسلامي !! كما كتب، في جريدة القدس العربي مؤخرا، أحد المغفلين أو المتواطئين مع النظام.

 

يعيد الفيلم عقد محاكمة1975 الشهيرة في تاريخ المغرب و بنوع من الحذر و في أجواء بعيدة كل البعد عن الواقعي إن تجاوزنا قدرة السينما علي إعطاء أبعاد أخري نرغبها لأحداث أردنا إعادة الإمساك بالمتشابك فيها و المخفي و غير المصرح به. يردد أولائك المعتقلون داخل المحكمة ذلك النشيد المعروف بعد صدور أحكام قاسية في حقهم و لم ينس بن جلون أن يحذف الفقرة التي تتضمن مركبا هو طغاة النظام .

 

كان من الممكن أن يكون الفيلم رائعا لولا أنه أريد له فقط أن يرد قضية كبري و خطيرة في تاريخ المغرب و في بنية نظامه السياسي، المخزنة (ما يزال تسلط بعض الشيوخ جاريا إلي يومنا في بعض بوادينا!)، الاستنطاق، الاختطاف، كم الأفواه، التعذيب … و كأنها قضية بسيطة و مرتبطة بفترة محددة، الفيلم يريد أن يعومها، أن يسلخ عنها جلدها الحقيقي و تصير شيئا مشوها، ليصل إلي المصالحة . أية مهزلة أن نتحدث عن جلادين و كأنا نتحدث عن أشباح، في الوقت الذي ينعمون فيه برفاه بلا نظير. و إن كنت أري أن إعلان أسمائهم و محاكمتهم لا يكفي دون أن يصاحبه فهم و وعي كامل بأن أولائك ليسوا سوي منفذين و إن كانوا ذوي قرار، لمنطق مرتبط بنظام الحكم و بإطلاقيته و مركزية سلطه، و أعتقد أن وضع مرهم للجرح دون قطع جذر الداء لا يفيد في شيء و طريق الديمقراطية طويل و طويل!

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 6 ماي 2006)

 


الامين العام لحزب العدالة والتنمية الاصولي المغربي يزور الولايات المتحدة لبحث قضية الصحراء الغربية والتعريف بالاصلاحات السياسية بالمغرب

 

الرباط ـ القدس العربي :

شكلت قضية الصحراء الغربية والتعريف بالاصلاحات السياسية الجارية لتعزيز المسار الديمقراطي بالمغرب، وتحسيس الجالية المغربية باهمية المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحاور الرئيسية الزيارة التي يقوم بها حاليا للولايات المتحدة الدكتور سعد الدين العثماني الامين العام لحزب العدالة والتنمية الاصولي المغربي المعتدل، والتي تستغرق عدة ايام.

وقال العثماني ان مباحثاتي مع اعضاء من الكونغرس ورؤساء مراكز الدراسات والابحاث بالولايات المتحدة، تتمحور اساسا حول الدفاع عن مغربية الصحراء التي تعرف حاليا مستجدات وتطورات علي مستويي الامم المتحدة والدوائر الدبلوماسية .

ونقلت وكالة الانباء المغربية عن العثماني قوله ان حزب العدالة والتنمية سيعبر عن موقفه بخصوص مغربية الصحراء الذي يترجم اجماع كافة مكونات الشعب المغربي ، مؤكدا ان قضية الصحراء المغربية تشكل الموضوع الرئيسي لمهمة الحزب في كل تنقلاته الي الخارج .

ويلقي العثماني اليوم الاثنين محاضرة بمؤسسة (كارنيجي) بواشنطن وذلك في اطار زياراته لواشنطن التي بدات الجمعة الماضي، وقال العثماني ان تقييم اهم الاصلاحات السياسية التي تحققت بالمغرب، والاصلاحات المامولة في المستقبل وتقديم الخطوط العريضة لبرنامج حزب العدالة والتنمية تشكل ايضا المواضيع الرئيسية لهذه اللقاءات. ويتضمن برنامج هذه الزيارة بالاضافة الي ذلك، لقاءات مع اطر واعضاء نشيطين من الجالية المغربية المقيمة بكل من واشنطن وبوسطن ونيويورك.

ودعا الامين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي الي ضرورة تعبئة المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة وتحسيسهم بالدور الكبير الذي يمكن ان يضطلعوا به لتقديم الدعم للمملكة في مجالات السياسة والتنمية والاستثمار .

وتم الجمعة منح الامين العام لحزب العدالة والتنمية جائزة المسلم الديمقراطي للسنة الذي سلم له من قبل مركز الدراسات حول الاسلام والديقراطية علي هامش المؤتمر السنوي السابع الذي عقد بواشنطن حول تحديات الديمقراطية في العالم الاسلامي بمشاركة نخبة من الباحثين والمفكرين من البلدان العربية والاسلامية ومن الولايات المتحدة.

وقال في عرض حول موضوع الاحزاب الاسلامية وتحديات الاصلاحات الديمقراطية اذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه بنفسه بشكل مباشر او غير مباشر، فان الاعتقاد بوجود تعارض ما بين الديمقراطية والاسلام قد يكون خطا جليا .

واوضح ان السبب الاول وراء ذلك يكمن في ان الاسلام لا يحدد اي شكل واضح لما يجب ان تكون عليه الحكومة او مشاركة المواطنين فيها، ولكنه يترك ذلك للابداع البشري وتطوره حسب التطور الحضاري للانسان .

واشار الي ان القول بوجود تطابق او تنافر بين الشوري والديمقراطية قد يكون ايضا خطا، لان الشوري مبدا وليست نظاما للحكم .

واشار العثماني الي ان الاحزاب الاسلامية المعتدلة في العالم العربي والاسلامي تضطلع بمسؤولية كبيرة تاريخية وحضارية، بما انها مدعوة اليوم الي الاضطلاع بدور هام في العملية الاصلاحية السياسية والديمقراطية في بلدانها .

ويسعي حزب العدالة والتنمية الذي يحتل في مجلس النواب المغربي المرتبة الثالثة بـ 43 مقعدا وترشحه الاوساط المعنية بالوضع العراقي باحتلال المرتبة الاولي في انتخاب 2007 الي ترتيب علاقات دولية خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية المؤثرة وكان العثماني قد قام خلال الشهور الماضية بزيارة كل من مدريد وباريس.

 

احزاب الكتلة المغربية نحو انتفاضة سياسية لتدارك اكتساح العدالة والتنمية الاصولي للراي العام

 

مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:

تعيش احزاب الكتلة المغربية والمكونة من حزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي حركة نشيطة خلال الاسابيع الاخيرة من خلال تسطير اجندة للاصلاحات السياسية وعلي راسها الاصلاحات الدستورية والتنسيق من اجل انتخابات 2007 او في قضايا استراتيجية مثل الصحراء الغربية، ويبدو ان برودة الراي العام تجاه هذه الاحزاب واهتمامه بحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاصولي يوجد وراء ما يمكن تصنيفه بـ انتفاضة الكتلة .

ولعل المراقب السياسي يقف مشدوها امام الزخم والاهتمام الذي كانت تتمتع به الكتلة في بداية التسعينات والاهتمام المحدود جدا في الوقت الراهن، والتساؤل، هل يتعلق الامر بغياب الكاريزما عن الزعامات الجديدة التي تشغل منصب الامانة العامة مثل محمد اليازغي عن الاشتراكيين وعباس الفاسي عن الاستقلاليين واسماعيل العلوي عن التقدميين التي حلت محل الزعامات التاريخية والمخضرمة مثل محمد بوستة وعبد الرحمان اليوسفي وعلي يعته، ام ان خطاب ومواقف احزاب الكتلة في السنوات الاخيرة لا تثير اهتمام المواطن المغربي؟

لعل هناك مقياسا يشير الي تراجع خطاب الكتلة وهو ان جرائدها، العلم ولوبنيون والاتحاد الاشتراكي والبيان وليبراسيون لا تبيع اكثر من 50 الف نسخة في المجموع وفي احسن الاحوال بعدما كانت في بداية تاسيس الكتلة وابان السنة الاولي لحكومة التناوب سنة 1997 تتجاوز200 الف نسخة، والفرق بين الرقمين يظهر بجلاء غياب الاهتمام بما يصدر عن الكتلة من خطاب سياسي او تجاهل الراي العام لنشاطها.

وينضاف الي هذا المعطي ان الراي العام المغربي بدا يهتم بحزب العدالة والتنمية المتزعم للمعارضة حاليا، وتجد اخبار هذا الحزب وزيارة زعيمه، العثماني الي الخارج تتصدر صفحات الجرائد المستقلة، بل واصبح البعض يتحدث علي ان المغرب مقبل علي تناوب حكومي وسياسي جديد، فالاحزاب التاريخية صعدت الي الحكم بعدما قضت عقودا في المعارضة والتناوب المقبل يعني وصول الاسلاميين الي تسيير الشان الحكومي.

ولعل تصريحات الامين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي بعد اجتماع المجلس الوطني للحزب خلال الايام الماضية تعبر حقيقة عن انتفاضة الكتلة من خلال المطالب التي طرحها واجندة العمل المستقبلية. الفاسي طرح الاصلاح الدستوري من خلال اعادة النظر في وظيفة الغرفة الثانية (مجلس الشيوخ) التي كان الهدف من خلقها هو مراقبة الغرفة الاولي (مجلس النواب)، وتوسيع صلاحيات الوزير الاول بدل ان يبقي خارج دائرة الاحداث، ويقول حرفيا طبعا لجلالة الملك ملفات السيادة، لكن من حق الوزير الاول والحكومة متابعة هذه الملفات . كما طرح ضرورة خلق مسطرة (قانون او مرسوم) للتعيين في المناصب السامية علي غرار فرنسا مثلا، اذ يتداول مجلس الوزراء قائمة تتعلق بالتعيين في 120منصبا.

واكد عباس الفاسي ان الكتلة لا تريد مواجهة مع جلالة الملك، بل نرغب في التوافق بشان هذه الاصلاحات لان المواجهة اضاعت علي المغرب 40 سنة . وعبر عن تفاؤله في استجابة جلالة الملك لهذه المطالب.

عباس الفاسي وللتاكيد علي صحة وانتفاضة الكتلة، اوضح ان حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي يتعهدان بالعمل المشترك اما دخول الحكومة سوية او العودة الي المعارضة سوية وليقفل الباب امام اي مبادرة للتنسيق مستقبلا مع حزب العدالة والتنمية.

الاصلاح الدستوري الذي يبقي العمود الفقري لكل تقدمي سياسي قد يكون المحرك الاساسي للوضع السياسي في البلاد، وقبل المذكرة الدستورية التي من الممكن تقديمها الي ملك البلاد في منتصف ايار (مايو) الجاري، نسقت الكتلة فيما بينها بشان مذكرة مشتركة حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وهو المقترح الذي سيتم تقديمه الي مجلس الامن الدولي خلال الشهور المقبلة.

وبدوره، وان كان اكثر تحفظا، يحاول محمد اليازغي زعيم الاشتراكيين شد الانتباه ببعض التصريحات كما جري في المؤتمر الاقليمي للحزب عندما قال يكفي من تجارب التناوب ويجب ان ندخل عملية سياسية سليمة عبر تاسيس الفائز في الانتخابات الحكومة المقبلة .

وبدوره انهي حزب التقدم والاشتراكية مؤتمره السابع العام بمطالب واضحة تدعو الي اصلاح الوضع السياسي لاعادة المصداقية الي الممارسة السياسية.

ويبقي التساؤل، هل الكتلة قادرة علي استعادة زخمها السابق الذي تمتعت به في الماضي؟ ويؤكد عبد اللطيف حسني مدير وجهة نظر المختصة في الشان السياسي والاستاذ الجامعي الكتلة لا تدرك ان هناك تغييرات حصلت في المجتمع خلال السنوات الاخيرة وان هناك احزاب جديدة وايديولوجية تشد الانتباه اليها مثل العدالة والتنمية، احزابا الكتلة مطالبة ان تكون في مستوي الاحداث وواضحة في خطابها، عندما يتعلق الامر بخرق لحقوق الانسان كما جري في بلدنا في عدد من المرات، يجب ان ترفع صوتها، عندما تتعرض الصحافة للمنع والملاحقة تنديدها يجب ان يكون علانية وليس في الكواليس وفي الاجتماعات الداخلية وكانها تخاف من رد فعل القصر .

اغلبية الآراء تبرز ان نتيجة استطلاع الراي للمعهد الجمهوري الامريكي الذي منح حزب العدالة والتنمية 47 % افاقت الكتلة من سبتها العميق، ويقول مسؤول حزبي من الكتلة فضل عدم الكشف عن هويته علانية قللنا من نتائج هذا الاستطلاع، وداخليا شكل لنا ناقوس الخطر، اما ان نتحرك واما ان نصبح احزابا تحال علي الارشيف او المتحف .

وعليه، كيف سيكون خطاب الكتلة الجديد، هل ستعتمد علي نتائج ما حققته في الحكومة، وهي نتائج يشك الجميع في مصداقيتها ويصنفها بالسلبية ام ستستعيد خطاب المعارضة القديم والذي ربما لن يفيد كثيرا في الوقت الراهن، بعدما تبنت ذلك الخطاب الحركات الاسلامية والمجتمع المدني والصحافة المستقلة نتيجة الفراغ الذي تركه دخولها الي حكومة التناوب.

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 


تساؤلات حول العلاقة بين الأنظمة العربية والحركات الاسلامية

ميشيل كيلو (*)

 

الي ما قبل اعوام قليلة، احتفت النظم العربية كثيرا بمتانة اوضاعها وقدرتها علي احتواء حركات الاحتجاج والمعارضة الداخلية، وتباهت بنجاحها في كسر واحتواء موجة المقاومة والممانعة الاسلامية الاولي، التي ظهرت في أواخر السبعينيات، وتم تدميرها خلال مواجهات عنيفة ومفتوحة مع اجهزة أمن وجيوش بعض الدول، بعد ان بدأ وكان ضياع تضحيات حرب تشرين، والفشل في بلوغ سلام مشرف مع العدو الاسرائيلي، والنجاح في اقامة نظم تكره المشاركة وترفض الحرية والديمقراطية، تنجب قدرا غير مسبوق من التفاوت الاجتماعي والسياسي وتفتقر الي الرغبة الصادقة في التصدي للمشكلات التي نشأت علي يديها ونتيجة لخياراتها ومصالحها، قد اعد الاجواء الملائمة لانقضاض الحركات الاسلامية علي النظم القائمة، التي خال بعض قادة هذه الحركات انه لم يعد لديها ما تدافع به عن سلطتها ووجودها.

 

في تلك الحقبة، برزت داخل الحركات الاسلامية التاريخية، وعلي رأسها جماعة الاخوان المسلمين، تيارات دعت الي العنف باعتباره الاداة الملائمة للعصر الاستبدادي المهيمن، الذي اخضع كل شيء لسيطرته ورقابته، بما في ذلك المساجد والمؤسسة الدينية والمؤمنون انفسهم، وحال بين السياسة الاسلامية وبين الرأي العام، بان منعها ولاحقها، بينما تلاشي الرأي العام اكثر فاكثر، بسبب ما تعرض له من تفتيت واعادة تركيب، وما عاشه الشعب عموما، وخاصة فئاته المهتمة بالشأن العام، من سحق طحنتها طحنا.

 

لم تجد قيادات الاسلام التاريخي ما تفعله في مواجهة هذا التيار، الذي يريد تغيير الاوضاع بالحديد والنار، فانساقت معه او سايرته او ايدته او تحمست له او وجدت نفسها مجبرة علي التنحي والوقوف جانبا… الخ، وذهب الاسلام السياسي الي حقبة جهادية، غذتها ادبيات بررت وفلسفت ما سيقع من افعال علي يد الاسلام الجديد، بدا وكأن الواقع القائم يسوغها بصورة تامة، وانه هو الذي استدعاها وتطلبها، حتي خال من كان يراقب تلك الفترة ان الاسلام طوي صفحة الدعوة السلمية والقول الحواري، وانه سيرث الارض ومن عليها بسلاحه، رغم انه لم يكن موحدا، سواء في قراءته للواقع ام لنوع الردود المطلوبة عليه، ولم يقطع تماما بان حملة السلاح هم الكلمة الاخيرة، التي ستدفع الي هوامش الوجود العام بمن لا يتبعهم او ينخرط في صفوفهم، وبان العصر الذي انجب من سبقهم من الجماعات الاسلامية قد مضي وولي، وخاصة منها تلك التي عرفتها حقبة اواخر الثلاثينيات، وبقيت متمسكة بالدعوة بالكلمة والموعظة الحسنة.

 

بانهيار الجماعات المسلحة، وخاصة في مصر وسورية والجزائر، رغم ما بينها من فروق واختلافات وخلافات، خالت النظم العربية عموما انها طوت صفحة التحدي الاسلامي، واجتازت امتحان وجودها بجدارة، وانه يستبعد كثيرا ان تخوض مواجهة جديدة معه، خاصة وان كسر الحركات الجهادية واجتثاثها كان يعني عمليا كسر واجتثاث جسم المعارضة الرئيسي، لذلك مالت النظم الي اعتبار انتصارها نهائيا ليس فقط علي فئة او تيار، بل علي كل ما هو غير رسمي وغير سلطوي، وقال بعض قادتها بصراحة انه لن تقوم بعد ذاك قائمة لاية معارضة من اي نوع كان. بعد الانتصار، ركزت النظم جهدها علي اختراق المجتمع: الطريقة الوحيدة التي تمنع بواسطتها اعادة بناء قوي وفصائل معارضة، وخاصة الاسلامية منها. بدل المصالحة مع المجتمع، التي كانت ستتم في شروط مثالية بالنسبة الي النظم، استنتج الحكام العكس وقالوا بضرورة تشديد قبضتهم علي المواطنين ومنعهم من القيام بأي حراك عام.

 

أدي انكسار التيار المسلح الي بروز بديلين داخل الصف الاسلامي: واحد قال باستعادة خطه التقليدي في العمل السلمي والشرعي والعلني، وآخر دفع بالتشدد الي درجة قصوي من التطرف، لا تترك مجالا لأي حوار او لقاء مع العالم القائم، وليس فقط مع النظم الحاكمة، فالدار دار حرب وجهاد، والمسلمون في الجاهلية، والحكم لله وحده، ولا قعود عن الجهاد الا اذا اراد المسلم ان يكون خارجا علي الله ورسوله.

 

رد التيار الاول علي الفشل بتطوير رؤيته، التي مالت اكثر فأكثر الي المطالبة بالديمقراطية كخيار تاريخي يرجح نجاحه تهافت النظام العربي، بعد انهيار النظام الدولي الثنائي القطبية، وتبلور بدايات جديدة لحراك مجتمعي ما انفك يتعاظم ويتعمق في كل مكان وبلد، وتعرض النظم القائمة لمشكلات يومية وشاملة في الداخل والخارج، بينما تقادمت سياساتها، ودب الفساد في ابنيتها، وفقدت في الواقع، كما في نظر المواطن، القدرة علي بلورة خيارات يمكن ان تضفي عليها شرعية تستعيض بها عن شرعيتها المتآكلة.

 

ورد التيار الثاني بحمل السلاح وبدء المعركة في كل مكان من العالم، وبتبني نظرية في السياسة تنبع من حرب حضارات ابدية، لا مجال فيها لتسوية، او لهدنة، او لاستراحة، هي حرب وجود وليست معركة سياسية، كل من لا ينخرط فيها علي الجانب الصديق عدو يستحق القتل، كائنا من كان.

 

يتصارع هذان التياران اليوم. وقد انفتح اولهما علي الصف السياسي غير الاسلامي، واقترب احيانا منه وتوصل معه الي فهم مشترك لبديل ديمقراطي ما. بينما يقوض الثاني جهوده وينافسه علي الحاضر والمستقبل ويسفه سياساته ومطالبه ويعدها خروجا علي السياسات الاسلامية ـ خطاب الظواهري ضد حماس ـ بالمقابل، تفيد النظم من هذا التناقض، الذي يمنحها القدرة علي التلاعب بالاسلام السياسي عموما، بغض النظر عن تياراته وخياراته، ويمكنها من مواصلة نهج يقوم علي ملاحقة الجميع، سواء بعصا العنف ام بجزرة السياسة. بالنتيجة، تتضاءل فرص المصالحة بين عديد من النظم وبين من يمدون ايديهم اليها بالمصالحة والحوار من الاسلاميين، وتتلاعب الحكومات بانقسامات الصف الاسلامي، رغم ان تيار التشدد لن يتيح لها، متي اشتد ساعده، هوامش حركة او مناورة حقيقية، وسيشكل تحديا جديا بالنسبة اليها، خاصة بعد ان نجح في تنظيم مواجهة عنيفة وفاعلة الي ابعد حد للاحتلال الامريكي ـ البريطاني في العراق وافغانستان، وافلح في التغلغل الي معظم ساحات المواجهة: بما في ذلك ساحات العالم الاسلامي والعربي الداخلية، فلا مبالغة في القول، ان السياسات، التي تضغط علي الاسلام الحواري وتضيق الخناق عليه تخدم، بوعي ام بلا وعي، تيارات التشدد الجهادي، التي سيكون حسابها معها عسيرا، بسبب ما توغل فيه من عنف، وتعلنه من حرب ضد كل من لا يقاسمها آراؤها ويشاركها حمل السلاح وتكفير العالم.

 

مع المقاومة في العراق، وانتصارات الاسلام السياسي والمجاهد في مصر وفلسطين، واحتجاز الحراك الديمقراطي، العلماني والمدني، وتخبط النظم، تبدو موجة الاسلام الثانية وكأنها ستكتسح كل شيء، في المدي المنظور، ويبدو التيار الجهادي وكأنه قدر لا راد له، الا اذا تفاهمت جميع القوي: من الاسلام السلمي والديمقراطي الي اقصي اليسار مرورا بمن بقي في رؤوسهم عقل من جماعات السلطة، وقررت اغلاق الدرب امام التيار الجهادي، الذي يغلق بدوره جميع المنافذ امام الآخر والمختلف، ولا يترك لأحد خيارا غير الاستسلام او القتل.

 

ماذا يختار العرب والمسلمون، قبل ان تحرقهم نار ليست من الاسلام في شيء، مع انها تنتشر في كل مكان من دنياه؟

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 


البرازيل مستعدة لبيع الجزائر أنظمة رادار متطورة

 

الجزائر ـ يو بي أي: كشف السفير البرازيلي في الجزائر سرجيو فرانسا دانيز أن بلاده ترغب في بيع أنظمة رادار متطورة للجزائر لمراقبة حدودها الشاسعة.

وأوضح دانيز في حديث نشر امس الأحد في صحيفة الخبر الجزائرية أن بلاده مستعدة لتحويل المعرفة والتكنولوجيا في اطار شراكة مثالية وفعلية مع الجزائر من خلال مساعدتهاعلي تأمين ترابها الواسع لا سيما الجنوب بفضل نظام المراقبة الرادارية الذي اعتمدته بنجاح في غابة الامازون التي تمتد علي مساحة تقدر بضعف مساحة الجزائر .

وأكد السفير البرازيلي أن الوضع الجزائري الحالي يسمح بالاستفادة من نظام المراقبة الجديد الذي تقوم البرازيل بتصنيعه وتطويره، وستقوم في حال تجسيد المشروع بتحويل المعرفة والتكنولوجيا وعدم الاقتصار علي البيع .

وكشف دانيز أن بلاده طورت نظام المراقبة في غابة الأمازون وطورت أنظمة معلوماتية وبرامج خاصة يمكن أن تستفيد منها الجزائر التي تعاني من مخاطر عديدة في مجال مراقبة حدودها الواسعة خاصة في الجنوب في اشارة الي الصحراء الكبري التي تشكل 80 في المئة من مساحة الجزائر الاجمالية البالغة أكثر من 4.2 مليون كيلومتر مربع.

وأشار دانيز الي أن مجموعة اتيش تتكفل بالشراكة مع الحكومة البرازيلية بتطوير هذا النظام الذي ستقترحه علي الجزائر، مؤكدا أن هذا النظام يمتاز بخاصية مراقبة حركة الطيران ومراقبة الحدود والتغطية الرادارية.

وقال السفير البرازيلي أن العلاقات السياسية بين البلدين مثالية لكن يتعين تطويرها في مجال الشراكة الاقتصادية ، مشيرا الي أن حجم التجارة الخارجية عرف نموا حيث قدرت قيمة المبادلات بـ3.5 مليار دولار، الا أن الميزان التجاري لا يزال بصورة كبيرة لمصلحة الجزائر بفضل صادرات المحروقات.

وتعتبر الجزائر أول شريك للبرازيل في المنطقة العربية والثاني افريقيا والـ16 عالميا.

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)


قالت ان التقارب بدأ بعد الانسحاب السوري من لبنان

معاريف: رفعت يجري اتصالات سرية مع الرئيس بشار والمصالحة التاريخية بينهما قريبا

 

الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:

 

قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر امس الاحد ان تقاربا كبيرا سجل في الفترة الاخيرة بين الرئيس السوري بشار الاسد وبين عمه رفعت الاسد، وذلك بعيدا عن اعين وسائل الاعلام.

وقال مراسل الصحيفة الاسرائيلية لشؤون العالم العربي جاكي حوغي في تقريره الحصري الذي اعتمد علي مصادر عربية مطلعة علي حد قوله ان المصالحة بين الشخصين باتت قريبة للغاية من أي وقت مضي، لافتا انه من غير المستبعد ان تعقد المصالحة بين الرجلين في الفترة القريبة.

ونقل الصحافي حوغي عن مصدر عربي وصفه بانه رفيع المستوي قوله ان المفاوضات بين الرئيس الاسد وعمه رفعت تتم بواسطة مبعوثين، وان هذا التقارب بدأ بعد الانسحاب السوري من الاراضي اللبنانية في العام الماضي، بالاضافة الي ذلك، فقد قام رفعت الاسد بموافقة عمه، وفق الصحيفة الاسرائيلية بنقل محطة التلفزة التابعة له الي العاصمة اللبنانية بيروت، زاعما ان السوريين ما زالوا يشغلون العديد من الجواسيس في بيروت لصالحهم، كما انهم يسيطرون علي عدد صغير من المواقع العسكرية، وكل هذه الامور تجري بعيدا عن وسائل الاعلام المحلية والعالمية، علي حد تعبيره.

وقال الصحافي الاسرائيلي ايضا ان العــلاقات بين رفعت الاسد وشقيقه الراحل الرئيس السوري السابق حافظ الاسد وصلت الي حد القطيعة في العام 1984 بعد ان اصيب الرئيس الاسد بنوبة قلبية، الامر الذي اخاف مستشاريه، وبدورهم قاموا باسداء النصائح للرئيس وابلغوه بان شقيقه يحاول ان يسيطر علي مقاليد الحكم بسبب حالة الرئيس الصحية.

وبعد ذلك قرر الرئيس الاسد ابعاد شقيقه رفعت من سورية، وسمح له وفق الصحيفة الاسرائيلية بان يأخذ معه اموالا طائلة. رفعت الاسد استوطن في روسيا، ومن ثم الي باريس وبعد ذلك انتقل للعيش في اسبانيا، وفي العام 1988 قرر الرئيس الاسد اقالة شقيقه من جميع مناصبه الامر الذي حول الصراع بينهما الي صراع علني. كما اعلنت عنه السلطات السورية بأنه شخصية غير مرغوب فيها في دمشق وهددته بتقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي.

ومضي الصحافي الاسرائيلي قائلا ان محطة التلفزة التي اقامها رفعت الاسد (ann) في لندن وجهت سهام نقذها اللاذعة الي النظام السوري ومع انتخاب بشار الاسد رئيسا للجمهورية في العام 2000 اعتبر رفعت الاسد بانه اكبر خطر علي النظام الحاكم في دمشق، ولكنه لم يعمل شيئا من اجل السيطرة علي السلطة في دمشق، علي حد قول الصحيفة الاسرائيلية.

وحسب المصادر التي تحدثت الي معــــاريف الاسرائيلية فان الخــــلاف بين رفعت الاسد وبين الرئيس الاسد لم يكن في يوم من الايام خلافا وصــــراعا حقيقيا، كما صور في وسائل الاعلام المختلفة الـعربية والغربية، وان رفعت في جلسات مغلقة اعرب عن تاييده لسياسات الرئيس بشار الاسد ولكنه عندما ظهر في التلفزيون تحدث ضد ممارسات النظام السوري داخليا وخارجيا.

علاوة علي ذلك، قالت الصحافي الاسرائيلي ان رفعت الاسد اعرب في مناسبات عديدة عن استعداده التام لتقديم الدعم المادي والمعنوي لمنظمة حزب الله اللبنانية، بضوء اخضر من الرئيس بشار الاسد. وشدد الصحافي حوغي انه من غير المستبعد ان تتم المصالحة بين الاسد الرئيس وبين الاسد العم في الفترة القريبة وبصورة علنية.

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)


صوره احد المهاجمين بكاميرا هاتف نقال

شريط يظهر تفاصيل مروعة لجريمة قتل اطوار بهجت

 

لندن ـ القدس العربي:

 

حصلت صحيفة صنداي تايمز البريطانية علي شريط صور بكاميرا هاتف نقال رصد اللحظات الأخيرة للصحافية اطوار بهجت وهي تذبح ويمثل بها، ويظهر لأول مرة عمل فرق الموت العراقية في الميدان، لكن دون أن يعرف من يقف وراءها، رغم بعض الإشارات المتناقضة.

ومنعت الحواجز في 22 شباط (فبراير) الماضي الشهيدة أطوار من دخول مسقط رأسها مدينة سامراء لتتابع تفجير مرقد الإمام العسكري، وقد بدا القلق واضحا في آخر تقرير لأطوار.

وفي ذلك اليوم اقترب رجلان علي متن سيارة من جمع صغير من الناس وسألا عنها، واستغاثت أطوار بمن حولها، لكن ما من مغيث.

وقيل حينها إن أطوار قتلت رميا بالرصاص، مع مصورها وفني الصوت، لكن تبين الآن أن معاناتها كانت تفوق ذلك.

وتظهر أطوار في الشريط بين يدي رجلين مفتولي العضلات في لباس عسكري، وقد أوثقت يداها خلف ظهرها، وتجمد الدم في وجهها ذعرا، وعندما بدأ التصوير، كانت عيناها قد عصـــــبتا بعصابة بيضــــاء، والدم ينزف من جرح في الجزء الأيسر من الرأس.

واقترب رجل ضخم بلباس عسكري وجزمة وقلنسوة من أطوار من الوراء وكم فمها بيده اليسري، وأمسك في يده اليمني بسكين كبيرة بمقبض أسود وشفرة طولها ثماني بوصات، وبدأ في ذبحها من الوريد الي الوريد، وتسمع صرخات أطوار تتعالي فوق صيحات الله أكبر التي يرددها حامل الهاتف النقال.

ويأتي بعد ذلك رجل آخر يرتدي قميصا أسود ويضع جزمته اليمني علي بطنها ويدفع بقوة ثماني مرات لينزف الدم من جروحها، وهي تحرك رأسها من اليمين الي اليسار، وحينها فقط يعود ذابحها ليكمل عمله، ويجز الرأس.

تفاصيل أخري لم يلتقطها الفيلم، لكن احتفظ بها أحد أصدقاء بهجت لم يشأ ذكر اسمه، متحدثا عن تسعة ثقوب في يدها اليمني وعشرة في اليسري، وثقوب في رجليها وبطنها وعينها اليمني.

وإذا كانت الملابس التي يرتديها قتلة بهجت هي ملابس الحرس الوطني العراقي فإنها لا تقيم دليلا قاطعا، لأنها قد تكون ملابس مسروقة من أجل التمويه، حسب الصحيفة.

كما أنه رغم أن المصدر الذي زود صنداي تايمز بالفيلم أكد أن الهاتف عثر عليه مع عنصر من مليشيات بدر لقي مصرعه في اشتباك في بغداد، فلا سبيل الي الجزم بأن المنظمة مسؤولة عن قتلها.

وتواصل الصحيفة صحيح أنه يحكي في العراق أن المثقاب هو الطريقة المفضلة لدي عناصر بدر لتعذيب ضحاياهم، لكن لم يعثر علي دليل جازم بتورط جهة معينة.

وقالت صنداي تايمز إن كل ما هناك إذن إشارات متناقضة، والأكيد أن الطريقة التي قتلت بها أطوار شهادة علي حالة الفوضي التي وصل إليها العراق، وشهادة علي أن الانتماء لهذا الفريق أو ذاك لن يحميك، فأطوار كانت شيعية وسنية، في الوقت نفسه، لكنها جمعت في مقتلها عذابات الفريقين.

 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 


هيكل في حوار مفتوح مع نخبة من الصحفيين:

النظام الحالي بلا مشروع.. و«الدولة وقعت والكل يحارب الكل»

** مبارك ليس امتداداً لعبدالناصر والسادات.. ومصر في حاجة لدستور جديد

** عبدالناصر أهتم بالاستقلال.. والسادات ركز علي السلام.. ومبارك قوي بيروقراطية الدولة

 

 اعداد  محمد عبدالخالق مساهل

 

في البداية قال هيكل: وليس هناك ما يسمي بأجواء سبتمبر، وأعتقد أن الحاجات اللي خايف منها علي الصحافة المصرية هو نوع أسئلة مثل: إيه هو الحل للأزمات التي تواجهان مصر. هتقول إيه الحل، هذا ليس طب، أنا كفرد أواجه متاعبي بأن أذهب للدكتور واشتكي، وعنده أجد دلائل حقيقية يحصر فيها ما أعانيه بعد أن يفحص أعضائي، ولكن فيما يتعلق بالأمم، محدش فينا عنده حل، أنت لا تعرف ارتباطاتك، وأنا لا أعرف ارتباط مصر أما في حالة الفرد فأنا أضعه في جهاز وأتبين ما به من علل.

 

وقال: نحن في بلد عنده أوجاع وغير قابل لفحوصات الطب فلا أحد منا دكتور، لهذا فإن البلد يحتاج لعقد اجتماعي سياسي جديد وجمعية تأسيسية وانتخابات ووضع دستور جديد وضمانات تحدد ما نريده.

ونحتاج إلي إعادة توصيف أحوالنا، وأزعم أنك لا تعرف حقيقة ما يحدث في هذا البلد، تجاوزنا هذه المرحلة إلي الشارع، ولكنني خائف، فالشارع ممزق والنخب ممزقة.

 

وتحدث هيكل عن المشروع القومي لمصر قائلا: المشروع القومي يهدف لإعادة ترتيب الأوضاع الموجودة، فمثلا النظام الذي انتخبته النهارده بينه أغنياء وفقراء، ومسلمون وأقباط وأفاجأ بقسوة فالمشروع القومي يهدف لإعادة صياغة عقد اجتماعي مختلف، الناس تقعد فيه لتحديد حقوق المواطنة، إحنا مين وعايزين نتكلم في إيه.

 

وانتخاب جمعية تأسيسية جديدة وهيئة منتخبة جديدة لابد من التمهيد لها وتسمح للناس تتكلم، وقوي وطنية تعبر عن أحوالها ومطالبها وتصوراتها للمستقبل، وخلق حجم الضغوط التي تجعل هذا ممكناً.

وعن التوريث قال هيكل: أتصور إن التغيير الشامل هو جزء لوقف مخطط للسلطة، لكن القضية هي كيف يمكن أن يكون هناك تصور لما بعد هذا، هو مش موضوع بس أوقف حاجة، لكن إلي أين بعد ذلك، بقي صعب جدا يتعمل في اعتقادي،

 

 لأن هناك رفض شعبي لذلك اللي بيخليه سهل إنه معندناش التصور وراء هذا لأنه بيوصل البلد إلي إعادة استمرارية النظام أو السلطة عن طريق التوريث وأما فوضي المشكلة، الكارثة، الأزمة الكبري إنك انت مش راضي تدي تصور إلي مدخل للمستقبل معنديش وسيلة أقول مستقبل، لكن أقول مدخل للمستقبل، عقد اجتماعي جديد إن القوي كلها تضغط في سبيل أن البلد كله تأخذ وقفة Pause يفكر فيها في شؤونه بجد ويناقش فيها ويفرض تصورات معينة أو يصل لتصورات معينة يضغط لقبولها.

 

وفيه حد معين لاحتمال الناس واستمرار ضغط السلطة بالطريقة دي ممكن يؤدي إلي عواقب ثقيلة جداً، وتودي البلد لطريق مسدود، لأن البلد مثلاً رافضة حاجة معينة وانت بتلح عليها، وده اللي بيخلي المأزق شديد جداً، لأن هدفك أن تمنع، ولكن ليس لديك تصور لما بعد ذلك، وأنت بتضييق الخيارات بلا شك بتقفل مستقبل كامل وتركز علي حاجة واحدة صغيرة وبعدين لما المعركة كلها تنحصر في أن تمنع أو تسمح يبقي هو ده الموجود وبما أنه معندكش بدايل تضطر غصب عنك ترضخ، يبقي لا تقبل ولا تسمح وفي الآخر بترضخ،

 

وإذا كان علي المنع امنع زي ما انت عايز، أنا موافق جداً وفاهم وعايز ومتحمس، ولكنه مطلوب لكي تمنع أن تمتلك ضمان ضد ما تمنعه وأن يكون فيه تصورات أبعد وأوسع من كده.

ونحتاج مرحلة قبول الآخر وفترة تقعد فيها الناس وتتدبر أمورها بالطريقة دي اللي إحنا قاعدين بيها الناس هاتيجي تجعل الدين الإسلامي المصدر الوحيد للتشريع.

 

وعن أزمة القضاة قال هيكل: أنا متحمس جداً لمطالب القضاة، ولكنهم لم يعطوا صورة للمستقبل، ولكن قد يعطوا صورة للخلل في مجال العدل والشفافية، النهارده محدش عارف.

أما فيما يتعلق بحكومة القضاة فهذه جاءت في ظروف معينة شاركت فيها كل القوي مع بعضها سواء مع الجيش أو القوي السياسية وكونت نواة حقيقية في المجتمع.

 

النظام القائم منذ ثورة ٥٢ وحتي الآن لا يمكن أن يقال عنه أنه عهد واحد فهذا غير صحيح، فكل واحد من الثلاثة حكم بمرجعية مختلفة.

 

فـ «عبدالناصر» جاء بتصور معين قائم علي انتزاع الاستقلال حتي لو بالتنازل، ونظرية العدل الاجتماعي لها تكاليف كثيرة، بينما اعتمد «السادات» علي خيار آخر وهو السلام، أما «مبارك» فعنده منطق لإدارة السلطة والنظام من الداخل وبيروقراطية الدولة، وجميعها مرجعيات مختلفة تماماً.

والمشكلة في مرجعية الدولة والسلطة التي تحكم بها هو عدم وجود مشروع اقتصادي وسياسي واجتماعي.

 

فليس هناك مشروع قومي، ولا يمكن أن تقوم الدولة علي مبدأ السلطة، ولابد من مشروع اقتصادي وسياسي واجتماعي، لكن النظام بلا مشروع، وهذه هي الكارثة الكبري، وما أراه في البلد لا يخلق مشروعاً وجعلنا ندخل فيما يسميه «هوبز» أن فكرة الدولة وقعت وأن الكل يحارب الكل.

 

وقال هيكل: إن نظام مبارك ليس امتداداً للنظم السابقة قائلا: مفيش امتداد، الامتداد يكون في خط واحد، وإذا قلت إن مبارك له امتداد لشرعية عبدالناصر فهذا غير صحيح، فالسلطة ليست هي النظام، والعقد الأساسي الذي تصدر منه التصرفات هو النظام.

 

مفيش حد هايقبل التغيير طواعية، ولكن المسألة المهمة هي حجم وكمية ما نستطيع أن نمارسه كمجتمع من ضغوط حقيقية لكي نفرض موقفاً.

الشارع مش هايعمل تغيير.. هذا الشارع نحن مزقناه وأنا خايف لأن النخبة قادت الشارع إلي حاجات تانية ومشاكل كتيرة جداً، وحقيقة أنا أتصور هذا. في الموضوع القبطي مثلاً لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

لكن مين إحنا ومين هما؟ ده موضوع عايز كلام كتير جداً.

لكن اللي حاصل إني لو سبت الشارع النهارده، البوق بتاع محمد عبدالقدوس مش هايكفي لكبح جماح ناس منفلتين وهلاقي نفسي داخل في مصائب كبري،

 

 وهنا أعتقد أننا أمام لحظة فيها مسؤولية كبيرة جداً علي النخب في هذا البلد، التي يجب أن تمارس جميع الضغوط الممكنة لكي تحقق الوقفة وإلا مفيش فايدة.

 

. هل تستطيع الصحافة أن تنعزل عن المجتمع؟

ـ الصحافة مش مطلوب إنها تعمل تعبئة، لكن يجب أن تكون «Informative» «معلوماتية».. فالصحافة جزء من حياة متكاملة إذا كانت موضوعية، ولما أقول «Informative» يمكن تتصور أنني أتحدث عن المعلومات فقط، لكن النهارده «  to be Informative» مش معناها الناس تتكلم عن أخبار بس، لكنها تتكلم عن كل ما هو مستجد سواء ما هو واقع أو جاري، أو في مجال ما هو دائر في الفكر، إضافة إلي أنك جزء من الحياة السياسية.

 

تم توزيعه علي كل الاتجاهات الموجودة، والصحفي ليس مبرءاً من ذلك.. وأقول كل ما هو مطلوب للصحافة، أن يستطيع الصحفيون إبراز وتفضيل جانبهم المهني علي أي انتماءات ثانية، وكل المطلوب منهم في اعتقادي أن يكونوا «Informatile» ويعملوا دور الصحفيين بحقيقة.

ـ أحاول أن أرد الدين للمهنة بالمشروع الذي أقوم به في نقابة الصحفيين، وللعلم أنا ما أخدتش فلوس من المهنة في مصر إطلاقاً، ولكن مصر ادتني كل حاجة، لأن اللي عملته والتجربة اللي خضتها برة مصر هي التجربة اللي خلتني أكتب كتبي،

 

أعتبر أن علي دين للمهنة، قلت إن فيه فلوس معينة Fond، وبحثت في أماكن كثيرة جداً، ولكن قلت ستكون متاحف، ورغم المحاذير،

 

عرفت أن نقابة الصحفيين عندها أدوار إدارية، فذهبت أول واحد اتشطروا علي، بيحاسبوني علي المتر في الشهر.. موش عايز أقول.. المهم أنني سأدفع نصف مليون جنيه كل سنة إيجار وأنا قابل، لكن اكتشفنا أنهم عايزين يدوني هذه الأدوار الإدارية بدون مياه أو كهرباء وأجيب كهربتي وميتي من تحت المهم وصلنا إلي عقد، ولكن «in-between» أدينا مهندسين عملوا تصميم، وعملنا مجموعة اتفاقات مثلاً منها اتفاق للتدريب مع

Londonschool of journalism

كلية الصحافة جامعة لندن، وقلنا هانديهم إحنا Donation «تبرعات» سنوية، ونبعث ٥ كل سنة بيتدربوا في لندن لمدة ستة أشهر يدرسوا.

 

سندعو لاستمرار ذلك، وسنضع هناك مكتبة معقولة وورق له قيمة مقسم علي درجات Grades معينة، سواء حاجات علنية أو حاجات نصف علنية أو حاجات لها طابع سري تتشاف في ظروف مختلفة وبعدين أكبر مكتب استشاري هندسي في مصر صنع تصميما وجاء مهندس بريطاني ورأي الموقع وأبدي تصوره للمكان وخدنا الألفين متر بالإيجار، ومسؤولو النقابة دفعونا إيجارها خمس سنوات مقدماً.

 

ـ المفروض نعمل جوائز للصحفيين الشبان وليس للصحفيين العواجيز اللي زي حالاتي، ونعمل ندوات مكثفة ليوم واحد، ونحضر ضيف مرة كل شهر يناقش قضية واحدة محددة علي سبيل المثل قضية المصادر مثل القضية التي دخلت فيها صحفية «Newyork

Times» علي حكاية حفظ المصدر هل هي  صحيحة أم لا.

 

وأجيب واحد يناقش ويعمل «Brainstorming» في يوم واحد طوال النهار في الصباح وبعد الظهر مع مجموعة من ٣٠ أو ٤٠ صحفيا شابا يسمعوا ويتكملوا ويتناقشوا معه.

 

وبشكل عام المشروع له مجلس أوصياء ولا علاقة له بالصحافة، لكن من الحاجات المطروحة أننا سنعطي تبرعات لجهات معينة مثلاً عايز أدي إلي جهة، مثلاً هاقول اسم افتراضي مثل سلامة أحمد سلامة، ممكن أدي صلاحيات تتحط تحت تصرفه أو أي حد تاني في موقعه، سواء في كتابة المقال أو استقصاءات الرأي العام، سنعطيهم «Danation grant» معينة كل سنة يطلع بيها قائمة علشان ياخدوا مجموعات من الشباب يتولوا تدريبهم سواء في مقر المؤسسة أو في كلية الإعلام أو في النقابة نفسها، يعملوا برامج لوحدها.

 

. هل ستلبي المؤسسات الصحفية طلبات واحتياجات الصحفيين؟

ـ تنفيذ اقتراحات الصحفيين سيكون في حدود إمكانياتها، لأننا لا نريد أن نكرر خدمات موجودة في حتت تانية، فمثلاً الأهرام عنده مركز لغات.. يبقي مقدرش أعمل مركز جديد بمعني عايزين نشجع الآخرين أنهم يعملوا حاجات ويعملوا أدوارهم، لكن لابد أن نحدد هدفا محددا يكون بالنسبة لك يمكن الوصول إليه.

 

كل مهارة في الدنيا ترتبط بدرجة من المعرفة للنظام اللغوي، خاصة اللغة العربية، وأنا شايف مستوي اللغات الأجنبية مقلق جداً، وأتذكر أنني كنت موجودا من حوالي ١٢ سنة في زيارة لصحيفة «الدايلي تلجراف»، وحضرت اجتماعا مع السفير ماكس هيستنج رئيس التحرير، وقال

 

ماكس عايزينك تكون «guest – editor»، فقلت له ماقدرش لأنه بقالي فترة طويلة معملتش جورنال، لكن هاكون معاك النهاردة «co-editor»، رئيس تحرير مساعد لأشارك، وقعدت معاهم وشفت حاجات مدهشة في التنظيم ورجعت، وكلمت واحد من اخواننا وقلت يا أستاذ أنا كنت موجود وحكيت له الحكاية، وقلت له إني رتبت معاهم إنك ممكن تمر معاهم بنفس التجربة، بمعني أنهم مش هايخدوك «co

editor» لكن هتروح وتقعد مع ماكس

 

هتينجس طول النهار لحد ما تطلع الطبعة، فقال كويس هايل قوي، ورتبنا ذهابه إلي هناك في وقت ذهابه إلي لندن لكنه مارحش، الراجل قال بعد ٥ أيام «Your Frind did

not show up» الراجل مجاش، قلت له أنت ماروحتش ليه.. فقال لي أغرب رد «هاروح يعقدوا يتكلموا إنجليزي معقد».

 

وأتصور أننا كنا عملنا عملية اختراق، حيث كان أحمد بهاء الدين الله يرحمه مخترقا للصحافة الفرنسية، وعنده اتصالاته وأنا كان عندي اتصال مع الصحافة الأمريكية والإنجليزية.

 

ونتيجة لذلك، نشأت علاقة ما بين الصحافة المصرية والصحافة الأجنبية، ولنا اتصال وعلاقة مع الناس دول، لكن من الحاجات المقلقة جداً أننا تحولنا إلي صحافة «بنادر هايلة» كفر الشيخ وشربين، علي عيني وراسي، لكن المفروض لما تيجي تتكلم تقول القاهرة، هل معقول ألاقي النهاردة جرنال زي «الحياة» مثلاً أو أي حاجة تانية مع تسليمي بأن «المصري اليوم» قطع جهد مش بطال أبداً لكن هنا عندنا مشكلة اللغة، وأنا ماقدرش أحل المشاكل دي، وعلي الصحفيين تحسين مستوي اللغة، لأنه من المستحيل إنك تقدر تتحاور مع العالم من غير ما تستعمل لغته.

 

عندي في المؤسسة «fund» محدود وقضية معينة بمبلغ معين ولذلك باضطر أقول هاعمل اللي هاقدر عليه، وكل اللي أقدر عليه هو «straching» لكل مواردي بأقصي قدر ممكن لكن فيه أشياء لازم تساعد فيها النقابة ويساعد فيها الصحفين أنفسهم، وأنا شايف مستوي التعليم، لكن عندي أكبر مشروع لمكتبة في العالم، ولكن كيفية الاستفادة منها أنا ماقدرش أضمنها، لأني أقدر أحط مكتبة لكن صعب جداً أعلم اللغة، بمعني إني أمام محدودية الموارد لازم أختار أولوية وأفضلية مشروعات نركز عليها ونقدر نعمل فيها نتايج.

 

وعندما ذهبت لمبني النقابة أول مرة، البعض قال: إن هيكل راح يستولي علي النقابة، قلت مش رايح، وقلت أنا مستعد للتبرع بخمسة ملايين دولار.

 

أول مرة أدخل مبني النقابة كان هناك واحد اسمه خليل طاهر كان رجل مهتم بالنقابة جداً، وواحد اسمه علي الجمال وفي أعوام ٦٢، ٦٣، ٦٤ كان الزملاء يلحون علي أن أرشح نفسي للنقابة وأعتقد أن فيه ناس يقدروا علي العمل النقابي وآخرون عملهم هوالصحافة فقط.

وكنت عايز أروح النقابة كل يوم وأقعد وألم مجموعة من الشباب وأتكلم معاهم، ولكن خطر لي أن بعض إخواننا ها يقولوا إن ده تنظيم وهيكل بيعمل مش عارف إيه.

 

أنا راجل مخلص في حياتي وراض علي اللي عملته بمقدار ما هو ممكن إنسانياً بصدق وأنا مش عايز حاجة، لكن كل اللي ممكن لو عندنا في هذا السن في هذه الظروف فايدة للأجيال الجديدة المختلفة نعطيها لهم، لكن هاعوز إيه يعني،

 

 والغريب إن بعض المعاتية يكتبوا ويقولوا إني عايز أكون مستشار مش عارف لمين «يضحك هيكل» مستشار لإيه.

هذا الهجوم لم يغضبني شخصياً، لأنه كلام فارغ وفي مرة لما حصلت الثورة الشيوعية فأخوانا الـ «fabian society» أرسلوا واحداً مشهورا جداً، وكان صحفياً روسياً علشان يبص بصة، وبعت لهم برقية، كتب يقول إيه:

 

saw the future and it works أي شفت المستقبل وهو بيشتغل، والمشكلة إن اللي أنا باشوفه لا يؤثر في شخصياً أبداً ولكنه يريني المستقبل وكيف يعمل، والكارثة الكبري أنه إذا كانت هذه بشائر ما هو مقبل، فهي ليست مُبشرة بالمرة.

الصحافة المصرية عمرها ما وصلت للمستوي اللي وصلت له لا أقول التدهور، ولكن ده جزء من البلد الذي نعيش فيه.

وعن ملكية الصحف قال هيكل: قاومت قانون تنظيم الصحافة، لأن الملكية العامة للصحافة خطأ، والملكية الفردية للصحف غلط أيضاً وفي اعتقادي هذه مشكلة في العالم كله،وأنا معجب جداً بموردخ كيني آدم، ولكني لست موافقاً علي الطريقة التي تدار بها جرائده، وأنا معجب جداً بمجموعة الدايلي تليجراف، والناس اللي فيها كلهم.

 

والملكية الفردية للجرائد أعتقد أنها تحتاج للمناقشة، ولما جاء قانون تنظيم الصحافة كنت شايف إن المشاكل موجودة في رأس المال في الصحف الخاصة وعارف مشاكلها، وعموماً إحنا محتاجين صيغة أخري مختلفة لملكية الصحافة، وده ممكن في اللحظة الراهنة، يعني زمان أنا كنت باقول الملكية التعاونية  وخدنا نظام الماضي، وطبقناه في قانون الصحافة العربية المتحدة اللي ألغاه الرئيس السادات بعد كده.

وأتصور أنه في شأن ملكية الصحافة في اللحظة الراهنة معنديش مانع أبداً في شركة مساهمة أو جمعية تعاونية، وأذكر أن الوضع الذي كان موجوداً بعد إلغاء قانون الصحافة المصرية المتحدة في ١٩٧٤ طلع «الأهرام» بمانشيت «فك قبضة هيكل»،

 

 بالرغم من أنني كنت رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكاتب «reports» ومقال وباخد ٥ آلاف جنيه وسعيد بيها، ولما جيت أمشي حطيت كل دخلي في الصحافة، لكن الآن العملية الصحفية معقدة ودخلت فيها الصناعة واعتبارات كثيرة جداً، ومع ذلك لابد أن تكون جزءاً من أشياء، لكنك مطالباً بضمانات معينة للحرية ولو خلي بين حكومة وبين الجرايد المسائل بتضيع.

 

(المصدر: صحيفة « المصري اليوم » الصادرة يوم 8 ماي 2006، الصفحة الخامسة)

وصلة الموضوع:http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=15765


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

5 avril 2005

Accueil TUNISNEWS 5 ème année, N° 1781 du 05.04.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المحامون التونسيون

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.