الثلاثاء، 9 مايو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2178 du 09.05.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

اللجنة الوطنية لمساندة الصحفي سليم بوخذير: بيان إلى الرأي العام

حركة النهضة: مساندة لإضرابات الجوع والاعتصامات

طلبة اسلاميون: في ذكرى احداث مجزرة 8 ماي 1991:من المنحاز لمصلحة الجامعة السلطة ام الاسلاميون؟

الهيئة الوطنية للمحامين بتونس: ثالثة بيانات

الجزيرة.نت: معهد المحاماة يفجر خلافا بين المحامين والحكومة بتونس

الجزيرة.نت: محامون تونسيون يتظاهرون ضد قانون يمس باستقلالية المهنة

رويترز: محامون تونسيون يعتصمون احتجاجا على قانون جديد

الشرق الاوسط: تأجيل محاكمة مشتبه في اعتداء على كنيس بتونس

الشرق الاوسط: اعتقال 57 على سواحل الأندلس و65 في جزيرة كناريا و26 على سواحل سلقطة التونسية

الشرق القطرية: تونس: تخفيض الديون الخارجية.. والقطاع الخاص يستحوذ على 70% من الاستثمارات

موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: تدشين مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان

الشروق: أول جامعة لـ «حزب الخضر» في قابس وقريبا افتتاح المقر المركزي في وسط العاصمة

لجنة حماية الصحفيين: أمراء، ورجال دين، وأجهزة رقابة

قدس برس: نقابة الصحفيين الليبيين تنتقد « مراسلون بلا حدود » وصحيفة ليبية تقول إن السلطات أغلقت موقعها في الداخل

قدس برس: إسلاميو المغرب يطالبون الاتحاد الأوربي بوقف حصار الفلسطينيين

الحبيب مباركى: شهادات ميلاد الإستبداد..على يدى النظام التونسى

الحبيب أبو وليد المكني: الوسطية : مفهوم آخر لا يرضى عنه  » أهل الصفوة والنقاء »

د. أحمد القديدي: تحية للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية  

هيثم مناع: الاغتيال السياسي بين السياسة والحقوق

الصباح: في الذكرى الثامنة والأربعين لوفاة الزعيم علي البلهوان:زعيم الشباب عاش ستا وعشرين شهـــرا… وتونـــس مستقلــة

الصباح : حسان بلخوجة هو الذي جعل بورقيبة يتراجع عن إيجاد منصب مساعد رئيس الجمهورية قائلا له «ستصبح مثل باي الأمحال»

الشروق: مصطفى الزعنوني يتذكّر(2): هذا ما قاله لي مزالي عن أحداث ثورة الخبز العربية.نت: قناة العربية تكذب شريط فيديو « مزعوم » يصور « ذبح » أطوار بهجت (رحمها الله تعالى)


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

« قناة الحوار » عادت إلى البثّ ابتداء من يوم الأحد 7 ماي 2006

 

مواعيد البث:

 ** كل يوم أحد من الساعة الواحدة الى الثالثة بعد الزوال.

** كل يوم أربعاء من الساعة السابعة الى التاسعة مساء.

 

المعطيات التقنية للقناة (مصححة)

 

Satellite: Hotbird 7a – 13° EST — FREQUENCE: 11.541—FEQ: 5/6 —POLARISATION: Verticale—SYMBOL RATE: 22.000 —-Nom DU CANAL: Arcoiris Tv


اللجنة الوطنية لمساندة الصحفي سليم بوخذير   9 ماي 2006  

بيان إلى الرأي العام

  عرف الوضع الصحي للصحفي الحر سليم بوخذير المضرب عن الطعام منذ الخامس من أفريل 2006 تدهورا خطيرا في اليومين الأخيرين أكده الأطباء المعالجون ، و قد صار بوخذير يعاني من ضعف وظائف الكبد و الكلى و الهزال بسبب فقدانه ل 15 كيلوغراما من وزنه و تسارع في دقات القلب  و إغماء متكرر .  و لذلك  قام جمع من المنظمات الحقوقية  الدولية و الوطنية بالتوجه بشكل عاجل  بمبادرة مشتركة نحو السيد بوخذير لمناشدته بإلحاح  قطع إضرابه عن الطعام حفاظا على حياته التي صارت في خطر. و تعهدت المنظمات صاحبة المبادرة بمواصلة مساندتها لقضيته العادلة و خوض حملة مشتركة لتحقيق مطالبه المشروعة و في مقدمتها حق العودة لعمله بجريدة الشروق و حق جواز السفر و البطاقة الصحفية و إيقاف مضايقاته الأمنية بسبب آرائه. و  ضمت قائمة الهيآت التي شاركت في هذه المبادرة عديد المنظمات  التونسية و الأحزاب  السياسية  إضافة إلى الإتحاد الدولي للصحافيين و منظمة مراسلون بلا حدود  و الشبكة الدولية لمنظمات حرية التعبير  *إيفاكس*  .    إن اللجنة الوطنية للتضامن مع الصحفي التونسي سليم بوخذير:
 * تعبر عن إرتياحها لاستجابته للمبادرة و تعلن أنه شرع بعد ظهر اليوم  9 ماي 2006 في تعليق إضرابه القاسي  عن الطعام الذي تواصل 35 يوما . *تعلن تواصل حملة المساندة من أجل تحقيق مطالب هذا الصحفي المشروعة ، و تعبر عن استيائها من الحكومة التونسية التي تمعن في تجاهل هذه المطالب  . *  تعلم الرأي العام بانطلاق سليم بوخذير في علاج الأمراض التي أصابته جراء إضراب الجوع و أيضا جراء الاعتداءات الوحشية عليه يوم عيد الصحافة ، و تحمل اللجنة  الحكومة التونسية المسؤولية في كل الأضرار الصحية التي لحقت بجسده .   أعضاء  اللجنة الوطنية للتضامن مع الصحفي سليم بوخذير     علي بن سالم رئيس ودادية قدما المقاومين لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين رشيد خشانة  رئيس تحرير الموقف نزيهة رجيبة ام زياد الموصد الوطني لحرية النشرو الابداع محمد الفراتي سكريتير تحرير الموقف سهام بن سدرين الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني للحريات خميس الشماري مستشار دولي في مجال حقوق الانسان محمود الذوادي كاتب عام نقابة الصحفيين التونسيين عبد الوهاب الهاني رئيس تحرير مجلة التونسي زهير لطيف صحفي تونسي بالمهجر العياشي الهمامي هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات ليلى بن محمود لجنة الدفاع عن محمد عبو بشير الصيد عميد سابق للمحامين عبد الرؤوف العيادي هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات سمير ديلو هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين انور القوصري نائب رئيس الرابطة اللتونسية للدفاع عن حقوق الانسان محمد القوماني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و الهيئة الديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مختار اليحياوي رئيس مركز تونس للاستقلال القضاء حمة الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي مصطفى بن جعفر الامين العام للتكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات خليل الزاوية عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات عبد القادر بن خميس المجلس الوطني للحريات مرسل الكسيبي كاتب واعلامي عن أسرة صحيفة الوسط التونسية راضية النصراوي جمعية مناهظة التعذيب العربي شويخة استاذ جامعي ناشط من اجل حرية الرأي و التعبير مرسل الكسيبي كاتب واعلامي عن أسرة صحيفة الوسط التونسية  سهير بلحسن  نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان      أحمد نجيب الشابي أمين عام الحزب الديمقراطي التقدمي محمد النوري رئيس الجمعية الدولية للمساجين السياسيين فتحي الجربي قيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الوهاب معطر محام و قيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عمر المستيري  المجلس الوطني للحريات جلال الماطري  إتحاد التونسيين بسويسرا لطفي الحيدوري المجلس الوطني للحريات منذر الشارني  محام و ناشط حقوقي من أجل حرية التعبير عبد الحميد الصغير طالب  
 

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة

مساندة لإضرابات الجوع والاعتصامات

 

تشهد بلادنا هذه الأيام موجة جديدة من القمع السلطوي  تتوسع دائرتها حتى طالت المساجين السياسيين ومكونات المجتمع المدني والمعارضة الوطنية الجادة سبيلا لإخماد الاحتجاجات المتصاعدة في المجتمعين السياسي والمدني ومنها سلسلة الإضرابات عن الشغل والإضرابات الطعام والاعتصامات ومن ذلك: 

 

1-  واجهت السلطة بوحشية بالغة التجمع الاحتجاجي لرموز 18 أكتوبريوم الاربعاء الماضي. وفرضت الحصار على مقر الحزب الديموقراطي التقدمي ما اضطر قيادته وعدد من مناضليه إلى الاعلان عن اعتصامهم بمقر حزبهم مطالبين برفع الحصار عنهم وعن الحياة السياسية.

 

2- تابعت السلطة مساعيها الانقلابية وتصفياتها ضد مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية القضاة والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وحزب الخضر.

 

3- أما على صعيد أوضاع المساجين فقد تفاقمت أوضاعهم الصحية بعد أزيد من عقد ونصف من التنكيل حيث فشت فيهم الأمراض الخطرة والإعاقات العضوية كما حصل مع الشيخ الحبيب اللوز الرئيس السابق للنهضة الذي يوشك أن يفقد بصره نهائيا، فلم يبق لديهم ما يخاطرون به غير بقايا أجساد ومن ذلك ما يشهده سجن برج العامري من إضراب يشنه الاخوة عبد الرؤوف التونكتي وماهر الخلصي و منير الشرقي وفي سجن الكاف يتواصل إضراب الأستاذ محمد عبو. كما تواصلت أوضاع الحصار والتنكيل المفروضة على السجناء القدامى فرضا للبطالة والتجويع عليهم ومنعا لهم حتى من الدواء كما حصل للأخ السجين السابق الهاشمي المكي الذي رمي به في بيته وترك لورمه السرطاني يستنزفه حتى الموت محروما من كل دواء.

 

4- وعلى صعيد الصحافة أمعنت السلطة في قمع أصحاب الأقلام الحرة ما اضطر الصحفية شهرزاد عكاشة إضرابها عن الطعام واعتصامها مطالبة بحقوقها المهنية وكذا الصحفي سليم بوخذير مراسل العربية إضرابه رغم التدهور الخطير في صحته والاعتداء الوحشي الذي تعرض له على أيد البوليس السياسي.

 

إن حركة النهضة إزاء هذه التطورات الخطيرة:

 

– تحيي صمود أبطالها وقلاعهم الأسرية العتيدة داخل السجن المضيق  والسجن الموسع. وتطالب بإطلاق سراحهم جميعا.

 

– تحيي أبطال حركة 18 أكتوبر وتشد على أيديهم وتدعو كل القوى الحية للالتفاف حولهم.

 

– تشد على أيدي الحركة النقابية في نضالها ضد النهب والطرد والتهميش.

 

– تجدد تضامنها مع الصحفيين المضربين السيد سليم بوخذير والآنسة شهرزاد عكاشة.

 

–  تعبر عن تضامنها مع قيادة ومناضلي الحزب الديموقراطي التقدمي وتطالب برفع الحصار عنهم وإيقاف الهرسلة والاستفزازات الامنية.

 

‏11‏ ربيع الثاني‏، 1427  الموافق 9 ماي 2006

 

الشيخ راشد الغنوشي

حركة النهضة

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 9 ماي 2006)

 


في ذكرى احداث مجزرة 8 ماي 1991:

من المنحاز لمصلحة الجامعة السلطة ام الاسلاميون؟

   تونس في 08ماي 2006  

  بسم الله الرحمان الرحيم والعاقبة للمتقين   قال تعالى: » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » مرة اخرى نقول: هنيئا بالشهادة لمن سقطوا في سبيل عزة الاسلام ومناعة المؤسسة الجامعية  ولمثل هذا فليعمل العاملون.
صدمة مجزرة المركب الجامعي الفاحشة التي ذهب ضحيتها الشهيدان عدنان بن سعيد واحمد العمري نحسبهم كذلك والله حسيبهم ينبغي ان لا تمر دون ان توقف عند وقائعها ونستخلص دروسها لانها تشكل نموذجا لكيفية تعامل السلطة مع ناشطي الحركة الطلابية الاسلامية والطريقة التي تفاعلت بها الاطراف الموجودة على الساحة السياسية في تلك الفترة مع هذه الفاجعة.
خلاصة الوقائع على النحو التالي : في 08 ماي 1991 استغلت السلطة تنظيم الطلبة لتجمعات عامة في المركب الجامعي احتجاجا على اتخاذ عبد الله  القلال ( الذي لم يمضي على تعييته وزيرا للداخلية الافترة قصيرة ) بتنسيق مع وزير التربية والتعليم انذاك يوم 29مارس 1991 لقرار بتعلق نشاط المنظمة  النقابية   » الاتحاد العام التونسي للطلبة « بدعوى انها حادت عن الاهداف المرسومة لها لتدفع بالمئات من أعوان الأمن مدججين بالأسلحة والآليات والكلاب المدربة لمهاجمة الكليات واطلاق الرصاص على الطلبة وفي اماكن قاتلة في سابقة لم نعرف لها الجامعة التونسية مثيلا وقد اسفر هذا الهجوم المذكور على سقوط العديد من الطلبة بين شهيد وجريح فاستشهد الطالبان عدنان بن سعيد من كلية العلوم واحمد العمري من المدرسة القومية للمهندسين واصيب عديد الطلبة بالرصاص واخطرها كانت حالات الطلبة بوبكر القلالي ومراد البدوي وسالم المهيري وحاولت السلطة تبرير الهجوم المذكور بادعاء انه كان ردا على هجوم مسلح استهدف مراكز الامن الجامعي .
ان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: لماذا لم تعلن منظمات (المجتمع المدني ) والاحزاب  استهجانها واستنكارها لموقف السلطة بشكل صريح و حازم؟ فصمتهم الغريب  يعتبر مساهمة غير مباشرة في جريمة ستظل وصمة عار في تاريخ ارض الزيتونة خاصة وان هذه المؤسسات  المذكورة لم تنج بدورها من مخالب السلطة التي شرعت في هرسلتها مباشلرة اثر التفرغ من تصفية الحركة الاسلامية.
اخيرا فان الواقعة وبعد خمسة عشر سنة و ماالت اليه الجامعة التونسية تجدد سؤالا اخر هو:   من المنحاز لمصلحة الجامعة السلطة ام الاسلاميون؟   طلبة اسلاميون


الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة ~  تونس  الحمد لله وحده،  تونس في  :  9 ماي 2006   بيان  
 
إن ندوة الفروع المجتمعة يوم الثلاثاء 9 ماي 2006 بقصر العدالة بتونس، وبعد إستعراضها لما جد صبيحة هذا اليوم من إعتداءات جسدية ولفظية صادرة عن أعوان الأمن وطالت عديد المحامين أثناء إعتصامهم بقصر العدالة بتونس كمنعهم من التنقل إلى دار المحامي ومنع العميد والهياكل المنتخبة من الإتصال بوزارة العدل لتبليغ إحتجاج المحامين على مشروع القانون المتعلق بإحداث معهد المحاماة والذي سيتم عرضه للمصادقة مساء هذا اليوم على مجلس النواب :   –  تندد بتلك الإعتداءات وتعتبرها حلقة من سلسلة متواصلة تهدف إلى النيل من مهنة المحاماة والإعتداء على هياكلها المنتخبة ديمقراطيا. –  تعتبر أن إمتناع وزير العدل عن مقابلة هياكل مهنة المحاماة يجسد تكريسا لقطع الحوار ولنهج التفرد باتخاذ القرارات التـي تمس من مهنة المحاماة.

عن ندوة الفروع        العميد            عبد الستار بن موسى  

 

الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة ~  تونس  الحمد لله وحده،  تونس في  :  9 ماي 2006    بيان  
إن ندوة الفروع المجتمعة يوم الثلاثاء 9 ماي 2006 بقصر العدالة بتونس، وبعد وقوفها على منع عميد المحامين وأعضاء مجلس الهيئة الوطنية وأعضاء مجالس الفروع الجهوية للمحامين من الحضور بمداولات مجلس النواب في جلسته المسائية حول مشروع القانون المحدث لمعهد المحاماة وعلى إثر غلق منافذ البرلمان أمامهم مع إستعمال المضايقات والعنف اللفظي والتهديد باستعمال العنف الجسدي من قبل أعوان الأمن :   –      تندد بتلك الممارسات وتعتبرها سابقة خطيرة لا بد من محاسبة مقترفيها. –  تعتبر أن تلك الممارسات لم تطل هياكل المحاماة فقط بل طالت أيضا وقبل كل شيء مجلس النواب الذي يعتبر مؤسسة دستورية ناضل التونسييون من أجلها بحرياتهم ودمائهم وأرواحهم. –    تؤكد على أن حق حضور مداولات مجلس النواب هو حق كفلته قوانين البلاد والمعاهدات الدولية.   عن ندوة الفروع العميد عبد الستار بن موسى


 
الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة ~  تونس الحمد لله وحده، تونس في  :  9 ماي 2006   بيان  
إن ندوة الفروع المجتمعة يوم الثلاثاء 9 ماي 2006 بقصر العدالة بتونس، وبعد تدارسها للمستجدات الأخيرة والمتمثلة في إقدام الحكومة على عرض مشروع معهد المحاماة على المصادقة أمام مجلس النواب دون الإستجابة إلى أي بند من مقترحات الهيئة أو حتى لملحوظات لجنة التشريع العام بمجلس النواب توصي :

أولا : بتنظيم إعتصام بدار المحامي بداية من اليوم 9 ماي 2006. ثانيا : تنظيم حركة إحتجاجية بمختلف المحاكم الإستئنافية. ثالثا : تنظيم يوم إحتجاج وطني بقصر العدالة بتونس يوم الثلاثاء 23 ماي 2006. رابعا : مقاطعة التساخير وتفعيل مقاطعة الإعانة العدلية. خامسا : تقديم شكايات في حق المحامين الذين تعرضوا إلى إعتداءات. سادسا :  تفعيل حملة التضامن الدولية. سابعا : تدعو كافة المحامين إلى الإلتفاف حول هياكلهم المنتخبة والتجند للدفاع عن مطالبهم المشروعة.

   عن ندوة الفروع           العميد عبد الستار بن موسى   قصر العدالة باب بنات تونس             الهاتف : 71.560.315/71.562.166        الفاكس : 71.568.923


الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة ~  تونس الحمد لله وحده، تونس في : 09/05/2006 اعلام  
 
يعلم   عميد  المحامين أنه وعلى اثر عرض مشروع معهد المحاماة بصفة فجئية على مصادقة مجلس النواب دون الأخذ باقتراحات الهيئة،  و تلبية لتوصيات ندوة فروع المحامين الملتئمة بتاريخ 09/05/2006 بقصر العدالة بتونس  وبعد موافقة مجلس الهيئة الوطنية ، تقرر تنظيم اعتصام احتجاجي بدار المحامي بتونس بداية من يوم 09 ماي 2006.      العميد عبد الستّار بن موسى  


معهد المحاماة يفجر خلافا بين المحامين والحكومة بتونس  

 

لطفي حجي (*) – تونس

 

دعا عميد المحامين التونسيين زملاء المهنة إلى الاعتصام اليوم في المحاكم التونسية احتجاجا على مشروع قانون حول المعهد الأعلى للمحاماة والذي تعتزم الحكومة عرضه على البرلمان.

وهدد عبد الستار بن موسى في جلسة عامة عقدها أمس بتونس باستقالة جماعية لأعضاء الهيئة الوطنية للمحامين التي تعد الإطار الشرعي والقانوني لكافة المحامين التونسيين.

وذكر عميد المحامين أنه قبل اتخاذ تلك القرارات تم توجيه رسالة إلى رئيس الدولة لمناشدته إرجاء مناقشة القانون المقرر اليوم حتى يتم الاستماع لمقترحات هيئة المحامين وأخذها بعين الاعتبار، كما وجه المحامون رسالة مماثلة إلى رئيس مجلس النواب.

 

الاستقلالية أولا

ويطالب المحامون التونسيون بأن يكون معهد المحاماة تحت إشراف هيئة المحامين، كما هو الحال في كافة بلدان العالم التي تضم معاهد مماثلة.

وتتهم وزارة العدل من قبل المحامين بالسعي للهيمنة على المعهد بغية التحكم في مداخل مهنتهم، والحد من استقلاليتها بعد أن أصبحت المحاماة حاضرة في كل قضايا الحريات بالبلاد.

وعبرت هيئة المحامين عن استغرابها من تصرف الحكومة التي قررت عرض المشروع على البرلمان دون استشارة المحامين، في حين أنهم أول من طالب بإحداث معهد للمحاماة لتوحيد المدخل إلى المهنة وضمان استقلاليتها عن كل الأطراف السياسية.

واتهم عميد المحامين الحزب الحاكم بالسعي إلى السيطرة على المحاماة، لكنه لم يفلح على امتداد تاريخ المهنة.

وقال إن المحامين المنتمين للحزب الحاكم يسعون إلى تكوين خلايا حزبية تابعة له داخل المهنة، وهو ما يتنافى مع استقلاليتها.

من جهتهم عبر محامو الحزب الحاكم عن اختلافهم مع موقف الهيئة وقالوا إن مشروع القانون نوقش لمدة طويلة وكافية، وإن المعهد بالصيغة التي تقترحها وزارة العدل سيضمن تمثيلية المحامين وسيمكنهم من تكوين مستمر وسيوحد المدخل للمهنة الذي كان مطلبا أساسيا من مطالب المحامين على امتداد السنوات الماضية.

وحسب ما برز من تدخلات المحامين في جلستهم الإخبارية فإن الخلاف بينهم والحكومة مرشح للتصعيد في الأيام القادمة، خاصة وأن هيئة المحامين -بحسب العميد- قررت مقاطعة المعهد إذا فرضت الحكومة مشروع القانون في شكله الحالي.

 

(*) مراسل الجزيرة نت

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 9 ماي 2006)  

 


 

محامون تونسيون يتظاهرون ضد قانون يمس باستقلالية المهنة

 

 اعتصم عشرات المحامين التونسيين في قصر العدالة بالعاصمة تونس للاحتجاج على مشروع قانون جديد سيعرض على البرلمان وصفوه بأنه خطير ويضرب استقلالية المهنة.

 

وينتظر أن يصادق مجلس النواب مساء اليوم على مشروع قانون ينص على إنشاء معهد أعلى للمحاماة تعين الحكومة مديره وتشرف عليه وزارتا التعليم العالي والعدل وحقوق الإنسان وتعتبره هيئة المحامين « تكريسا لاستحواذ السلطة على القطاع وضربا لاستقلاليته« .

 

وحاول المحامون الخروج في مسيرة إلى وزارة العدل للاحتجاج على مشروع القانون غير أن عشرات من أفراد الشرطة طوقوا المكان للحيلولة دون وصولهم للوزارة وحاصروهم أمام مقر قصر العدالة.

 

وتطالب هيئة المحامين بإشراف فعلي على المعهد الأعلى للمحاماة ودور فعال ومجلس إدارة منتخب بينما تعتبر الحكومة هذا المعهد مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية.

 

وأثناء تلك المظاهرة اشتبك بعض المحامين المعتصمين مع أخرين ينتمون لحزب التجمع الدستوري الحاكم وسط الشارع وتبادلوا الاتهامات.

 

 

وهددت الهيئة التي تطالب بإعادة النظر في مشروع القانون باستقالة جماعية في حال عدم تلبية كافة مطالبها.

 

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 9 ماي 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

 


محامون تونسيون يعتصمون احتجاجا على قانون جديد

 

تونس (رويترز) – اعتصم عشرات المحامين التونسيين في قصر العدالة بالعاصمة للاحتجاج على قانون جديد صادق عليه البرلمان يوم الثلاثاء ووصفوه بانه خطير ويضرب استقلالية المهنة.

 

وصادق مجلس النواب في جلسة شهدت نقاشا حادا على مشروع قانون انشاء معهد اعلى للمحاماة تعين الحكومة مديره وتشرف عليه وزارتا التعليم العالي والعدل وحقوق الانسان وهو ما تعتبره هيئة المحامين « تكريسا لاستحواذ السلطة على القطاع وضربا لاستقلاليته« .

 

وحاول المحامون الخروج في مسيرة إلى وزارة العدل للاحتجاج على القانون غير ان عشرات من افراد الشرطة طوقوا المكان للحيلولة دون وصولهم للوزارة وحاصروهم امام مقر قصر العدالة.

 

وتطالب هيئة المحامين باشراف فعلي على المعهد الاعلى للمحاماة ودور فعال ومجلس ادارة منتخب بينما تعتبر الحكومة هذا المعهد مؤسسة عمومية ذات صبغة ادارية.

 

وقالت وزارة العدل وحقوق الانسان ان القانون يقر اشراك هيئة المحامين في تسيير المعهد وضبط برامجه التكوينية وان الهيئة شاركت في دراسة مشروع القانون.

 

وردد المحامون هتافات « المحاماة حرة حرة والبوليس على بره » و »المحاماة لاتباح » و « بالروح بالدم نفديك ياحرية » قبل أن يواصلوا اعتصامهم بدار المحامي.

 

واشتبك بعض المحامين المعتصمين مع اخرين ينتمون لحزب التجمع الدستوري الحاكم وسط الشارع وتبادلوا الاتهامات.

 

وهددت الهيئة التي تطالب باعادة النظر في مشروع القانون باستقالة جماعية في حال عدم تلبية كافة مطالبها.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 9 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


تأجيل محاكمة مشتبه في اعتداء على كنيس بتونس

تونس: «الشرق الأوسط»

 

ارجأت المحكمة الابتدائية في تونس اول من امس محاكمة بلقاسم نوار الشريك المفترض الوحيد لمنفذ الاعتداء على كنيس في جربة (جنوب تونس) عام 2002، الى الثالث عشر من مايو ايار، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

 

ومثل المتهم (43 عاما) لبضع دقائق امام الدائرة الجنائية الرابعة في المحكمة برئاسة القاضي طارق برهام الذي ارجأ النظر في القضية بناء على طلب وكلاء الدفاع. وخلال الجلسة، طلب احد المحامين سمير بن عمر ان يعرض موكله على الفحص الطبي باعتبار انه تعرض للتعذيب وذلك لمعاينة الاضرار البدنية اللاحقة به.

 

ورفض المحاميان راضية نصراوي وعبد الرؤوف عيادي اللذان يدافعان عن حقوق الانسان وكلفا اخيرا متابعة القضية، مهلة الاسبوع التي حددتها المحكمة واعتبرا «انها قصيرة جدا لدرس ملف كبير والدفاع عن سجين يواجه عقوبة الاعدام».

 

وقالت نصراوي لوكالة فرانس برس اثر الجلسة ان «النيابة ماطلت لأعوام عدة والآن يريدون اجراء المحاكمة في شكل سريع وسري من دون ضمان حقوق المتهم».

 

ووجهت الى بلقاسم نوار تهمة «التواطؤ بهدف القتل العمد» مع قريبه نزار نوار، الانتحاري الذي قضى احتراقا في الشاحنة الصهريج التي فجرها في 11 ابريل (نيسان) 2002 امام كنيس الغريبة في جربة. واعتقل نوار المتهم بمساعدة قريبه على وضع صهريج فوق الشاحنة غداة العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل 21 شخصا (14 المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان).

 

واتهم ايضا «بالمشاركة في عصابة مفسدين» (القاعدة) و«بالمشاركة في صنع ومسك مواد متفجرة». وتبنى الاعتداء عضو في تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن في بيان بثته قناة الجزيرة الفضائية في 23 يونيو (حزيران) 2002. وكانت المحاكمة بدأت رسميا في 26 ابريل بجلسة سريعة لم يتم فيها سماع نوار ولا محاميه.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 8 ماي 2006)

 

موجة جديدة من المهاجرين بطرق غير مشروعة إلى إسبانيا وتونس

اعتقال 57 على سواحل الأندلس و65 في جزيرة كناريا و26 على سواحل سلقطة التونسية

الرباط: «الشرق الاوسط»

 

اعترض الحرس المدني الإسباني قارباً يقل 57 شخصاً بينهم امرأة في عرض سواحل الأندلس كانوا يحاولون التسلل والدخول الى البلاد من دون وثائق قانونية. وحسب الحرس المدني الاسباني فقد تم توقيف القارب، الذي يبلغ طوله 8 أمتار ومزود بمحرك بقوة 40 حصانا، في الساعات الأولى من صباح امس على بعد حوالي 5 أميال بحرية جنوب بلدة كاستيل دي فيرو بمنطقة غرناطة. ولم يحدد المصدر ذاته جنسية الأشخاص المعتقلين.

وتم نقل أحد المهاجرين الذي كان يشكو من إصابة في يده إلى مستشفى محلي فيما أحيل الآخرون على الشرطة بميناء موتريل. وهذا ثاني قارب يتم توقيفه المنطقة نفسها في أقل من أسبوع.

 

وكان قد تم اعتراض قارب ليل الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، وعلى متنه 28 مهاجرا من دون وثائق قانونية من بينهم قاصر جنوب ميناء موتريل. كما تم اعتقال 222 شخصا منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي في المنطقة نفسها على متن أربعة قوارب لدى محاولتهم الدخول سراً الى الاراضي الاسبانية عبر البحر. وكان أحد هذه القوارب الذي تم اعتراضه يوم 30 أبريل الماضي، ينقل37 مرشحا مغربيا للهجرة السرية.

 

وفي ارخبيل الكناري، اعترض الحرس المدني الإسباني اول من امس قاربا يقل 65 مهاجرا سريا من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، بينما كانوا في طريقهم إلى سواحل جزيرة كناريا الكبرى. وذكرت مصادر أمنية أنه تم تحديد موقع القارب على الساعة الخامسة (الاحد) من قبل أفراد طاقم باخرة، كانت موجودة في المنطقة والذين قاموا بإبلاغ عناصر الحرس المدني. وأضافت أن دورية من الحرس المدني، توجهت إلى عين المكان لإنقاذ المهاجرين السريين واقتيادهم إلى مرفأ «أرغينغين» في جنوب لاس بالماس. وبعد إجراءات المساعدة الانسانية، جرى تحقيق مع هؤلاء المهاجرين السريين، الذين لم تحدد هوياتهم، للتحقيق معهم. وبذلك يرتفع عدد المهاجرين المنحدرين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء الذين تم توقيفهم خلال نهاية هذا الاسبوع إلى 324 مهاجرا سريا.

 

وكان الحرس المدني الاسباني قد تمكن السبت من توقيف 259 مهاجرا سريا من بلدان جنوب الصحراء على متن ثلاثة قوارب، من بينهم 116 مهاجرا سريا جرى توقيفهم بعد الظهيرة على متن قارب للصيد بعرض ساحل الجزيرة.

 

وذكرت ذات المصادر أن الأمر يتعلق بأكبر قارب من هذا النوع حاول التسلل إلى السواحل الكنارية خلال السنة الجارية، في الوقت الذي قامت فيه مروحية برصده بعرض ساحل الجزيرة، حيث تم على الفور إرسال زورق للانقاذ البحري لإغاثة ركاب القارب واقتيادهم إلى ميناء (لوس كريستيانوس) جنوب جزيرة تينيريف. وأشارت إلى أنه تم قبل ذلك توقيف قاربين آخرين لدى وصولهما إلى سواحل جزيرة تينيريف وعلى متنهما على التوالي 73 و70 مهاجرا سريا ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء. وأمام تدفق المهاجرين السريين المتحدرين من بلدان جنوب الصحراء، أعرب الناطق الرسمي باسم حكومة الكناري المستقلة، ميغيل بيسيرا، في تصريحات لوكالة الأنباء الاسبانية «إيفي» عن «انشغال» الحكومة الكنارية بهذه المشكلة بسبب «غياب المراقبة» بسواحل الأرخبيل الكناري.

 

وذكرت تقارير إذاعية أنه يعتقد أن بعض هذه القوارب انطلق من السنغال بعدما كثفت إسبانيا تعاونها مع موريتانيا لمكافحة أنشطة الهجرة غير الشرعية. كما يعتقد بأن مئات المهاجرين توفوا غرقا منذ بداية العام الجاري خلال رحلتهم من موريتانيا إلى جزر الكناري التي يقطعون خلالها مسافة 800 كم. وتتسم الرحلة من السنغال لجزر الكناري بخطورة أكبر كما أن المسافة أطول.

 

الى ذلك، افادت «وكالة الانباء الالمانية» (د.ب.أ) ان السلطات التونسية اعتقلت 26 مهاجرا يحملون جنسية سيراليون لجأوا إلى سواحل منطقة سلقطة التابعة لمحافظة المهدية (250 كلم جنوب العاصمة تونس) بعد أن فاجأتهم عاصفة هوجاء وسط البحر وهم في طريقهم إلى جزيرة لمبدوزا الايطالية التي تبعد 140 كيلومترا عن سواحل تونس.

 

وذكر مصدر إعلامي امس أن المهاجرين انطلقوا من سواحل زوارة الليبية على متن زورق من نوع «زودياك» بعد أن اتفقوا مع منظم رحلات للمهاجرين المتسللين على تهريبهم إلى إيطاليا موضحا أنهم نجوا من موت محقق بعد أن قضوا ساعات من الرعب في مواجهة الأمواج العالية والرياح العاتية.

 

يذكر أن تونس التي تتعاون مع الاتحاد الاوروبي لمنع تسلل مهاجرين من أفريقيا نحو الضفة الاوروبية للمتوسط أوقفت منذ 1998 وحتى اليوم نحو 45 ألف متسلل من 53 جنسية.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 9 ماي 2006)


1.2% عجز موازنتها ونسبة النمو في حدود 3.6% ..

تونس: تخفيض الديون الخارجية.. والقطاع الخاص يستحوذ على 70% من الاستثمارات

تونس – صالح عطية 

 

شرعت الحكومة التونسية في الآونة الأخيرة، في الإعداد للعشرية المقبلة التي تمتد إلى حدود العام 2016، وذلك من خلال وضع جملة من السيناريوهات والتصورات في المجالات الحيوية، على غرار موازنة الحكومة وكيفية تمويلها ومصادر هذا التمويل، إلى جانب حجم الديون الخارجية المتوقعة، بالإضافة إلى التطور الديمغرافي وتداعياته على واقع التشغيل ومكافحة البطالة ..

 

كما اهتمت هذه السيناريوهات، بتحسين نسب النمو الاقتصادي، والحد من بطالة أصحاب الشهادات العليا، التي تعد أحد المشكلات التي تؤرق صناع القرار في تونس، بعد انفجار هذا المشكل خلال السنوات القادمة بشكل واضح ..

 

وتأتي هذه التصورات الإستشرافية في وقت تشكك المعارضة التونسية في قدرة الحكومة على استنباط حلول لمجمل هذه الملفات، وتطالبها بالمساهمة في صنع القرارات المستقبلية التي تهم البلاد، كما تطالبها بتدشين مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي من شأنه توفير مناخ من المشاركة السياسية، يسمح بإيجاد مخارج لعديد الملفات والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية والمالية، بعيدا عن انفراد الحكومة بالمعالجة « الترقيعية » على حد وصف بعض المعارضين ..

 

الموازنة والدين الخارجي ..

 

وذكرت معلومات حصلت عليها  » الشرق  » من مصادر قريبة من الحكومة، أن التقديرات التي وضعها استراتيجيو الحكومة، بخصوص موازنة السنوات العشر القادمة، تشير إلى أن نسبة العجز من الناتج المحلي الإجمالي، لن تتعدى نسبة 2.7 % سنة 2011 و2.1 % العام 2016، باعتبار عائدات عمليات الخصخصة التي ستطول شركات ومؤسسات حكومية عديدة تم وضعها على لائحة المؤسسات التي ستخضع للتفويت للقطاع الخاص ..

 

ولم يتجاوز عجز الموازنة التونسية خلال السنوات الخمسة عشر الماضية، نسبة الثلاثة في المائة، حيث حرصت الحكومة على الضغط على نسبة العجز، توقيا من انعكاساته على التضخم ..

 

وتتجه النية ـ ضمن هذا السيناريو ـ على التقليص من حجم التعويل على الخارج في تمويل اقتصاد البلاد، حيث من المتوقع أن لا يتجاوز حجم التمويلات الخارجية في أفق العام 2016، على نسبة 23.7 %، فيما سيجري تمويل الأنشطة الاقتصادية والمالية للحكومة، من الادخار الوطني ( أي في حدود 76.3 %، وهو ما يحصل لأول مرة منذ عقود …

 

تحديات المستقبل الديمغرافي

 

على صعيد المقاربة المستقبلية المتعلقة بالتطور الديموغرافي في تونس في أفق العام 2016، تفيد التوقعات الحكومية، أن معدل نمو السكان في تونس سيبلغ 1.12 % سنة 2011، فيما ترتفع إلى نحو 1.04 % سنة 2016 .. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان من 10 ملايين حاليا إلى 10.7 مليون نسمة في غضون العام 2011، و 11.3 مليون ساكن سنة 2016، في حين تشير بعض التقديرات، أن نسبة النمو السكاني في تونس، ستتراجع بشكل ملحوظ بعد ذلك، لكي تنحصر في حدود 0.94 % سنة 2019 …

 

ضـغـوط مـتـعـددة …

 

وتتوقع دوائر الخبراء والمتخصصين في وضع مثل هذا السيناريو المستقبلي، أن يؤدي هذا التطور الديمغرافي إلى حصول ثلاث نتائج أساسية :

 

– تقلص الطلب على التعليم وبخاصة التعليم الأساسي …

 

– بروز ظاهرة الشيخوخة بشكل لافت للنظر، وهو ما سوف يفرض ضغوطا إضافية على قطاعي الصحة ونفقات التغطية الاجتماعية ..

 

– ازدياد حجم السكان الذين هم في سن النشاط، وبالتالي تزايد الطلب الإضافي للتشغيل ..

 

وتفيد تقديرات العام 2016 في هذا السياق، أن الطلب الإضافي للتشغيل سيسجل ارتفاعا ملحوظا ليبلغ حوالي 87.2 ألفا سنويا خلال السنوات العشر القادمة ( 2007 ـ 2016 )، مقابل 80.3 ألف كمعدل سنوي خلال الخطة التنموية العاشرة التي تمتد بين عامي 2002 ـ 2006، وهو ما سيمكن الحكومة ـ وفق ذات التقديرات ـ من إيجاد حوالي 957 ألف فرصة عمل في غضون العشرية القادمة…

 

غير أن الأرقام المتوفرة، تشير إلى أن انخفاض الخصوبة والنمو السكاني المسجل في الأعوام الأخيرة لن يكون له تأثير محسوس على حجم الطلبات الإضافية للتشغيل، إلا مع نهاية السنوات الخمس الأخيرة ( 2012 ـ 2016 )، حيث ستتميز هيكلة السكان النشطين، بارتفاع حصة الذين لهم مستوى التعليم العالي، لترتقي من 14.1 % حاليا إلى 18.8 % سنة 2011، قبل أن تدرك نسبة 23.7% العام 2016..

 

النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة

 

لكن هذه المعطيات ـ على أهميتها ـ تبقى مرتبطة بتحقيق نسبة النمو التي سبقت الإشارة إليها .. وتشير الأرقام في هذا السياق، بأن التوصل إلى 6.3 % سنويا من النمو، سيمكن من تخفيض نسبة البطالة من 13.1 % العام 2011، إلى 10.3 % سنة 2016، وسيترتب عن ذلك تقلص في نسبة البطالة لدى حاملي الشهادات العليا من 16 % منتظرة للسنة الحالية، إلى 11.3 % العام 2016 ..

 

أما في صورة استقرار نسبة النمو خلال السنوات العشر القادمة، في حدود 4.6 %، وهي النسبة المتوفرة في الوقت الراهن، فإن عملية إحداث فرص العمل، ستسجل تراجعا إلى حدود 69 ألف فرصة عمل في السنة، فيما ستتفاقم البطالة بشكل ملحوظ، حيث سترتفع نسبتها من 14.2 % متوقعة للسنة الحالية، إلى 15.2 % سنة 2011، ثم 15.3 % سنة 2016 ..

 

وسينعكس ارتفاع نسبة البطالة بشكل عام، على تزايد عدد أصحاب الشهادات العليا، الذي من المتوقع أن يبلغ 16 % مع نهاية العام الجاري، وذلك باتجاه بلوغه 21.6 % سنة 2011، و26.1 % العام 2016 …

 

الاستثمارات الخارجية ..

 

وسيشهد الاستثمار، بصنفيه الداخلي والأجنبي، نسقا تصاعديا وفقا للأرقام والتوقعات المتوفرة، لينتقل بذلك من حجم 22.7 % من الناتج المحلي الإجمالي راهنا، إلى 25.3 % سنة 2011 ثم 26.1 % سنة 2016 ..

 

ويتوقع واضعو هذا السيناريو، أن ترتفع حصة القطاع الخاص من 57 % سنة 2006 إلى 65 % سنة 2011، لتصل إلى نحو 70 % العام 2016، وهو ما يستوجب بذل جهود مضنية لجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وذلك في مستوى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي في السنة خلال الفترة من 2007 إلى 2016 ..

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 7 ماي 2006)

 


تدشين مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان

 

تم يوم الأحد 7 ماي 2006 تدشين مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان. و قد حضر حفل التدشين عدد من أعضاء المكتب السياسي – عصام الشابي، مية الجريبي رشيد خشانة، المولدي الفاهم، محمد القوماني….يتقدمهم الأمين العام أحمد نجيب الشابي ومناضلين من جامعة سوسة و جامعة المنستير و جامعة بن عروس و جامعة أريانة.

 

و قد افتتح الأخ توفيق القداح كاتب عام جامعة القيروان حفل التدشين بكلمة ترحيبية ذكر فيها بالمحاولات العديدة لكراء مقر للحزب في القيروان و العراقيل التي تضعها السلطة في كل مرة. و قد تناول الكلمة الأستاذ احمد نجيب الشابي ليثمن هذا الإنجاز معتبرا أن على الحزب أن يحقق شعار جامعة و مقر في كل ولاية من ولايات الجمهورية. كما قدم لمحة عن الوضع السياسي و الاجتماعي الراهن المتميز بالانغلاق السياسي و الحيف الاجتماعي مذكرا بالمهام المطروحة على المعارضة الديمقراطية في تونس و مثمنا دور لجنة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات.

 

ثم تداول على الكلمة الأخ مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و ممثلي التكتل من اجل العمل و الحريات و ممثل حركة التجديد و حزب العمال الشيوعي وقد هنأ جميعهم الحزب الديمقراطي التقدمي بهذا الإنجاز معتبرين إياه مكسبا للحركة الديمقراطية بالجهة.

 

و قد تناول الكلمة في أخر هذه الجلسة الاخ رشيد خشانة أصيل مدينة القيروان ليتحدث عن النقائص التي تشكو منها مدينة القيروان عاصمة الأغالبة و التي كانت فيما مضى من المدن التونسية الهامة ليتراجع دورها في السنوات الماضية مشددا على ضرورة تظافر جهود كل أبنائها المخلصين حتى يتدعم إشعاعها و طنيا و إقليميا. و قد دعت جامعة القيروان وفد المكتب السياسي و الضيوف إلى مأدبة فطور.

 

و يقع المقر في شارع أبي زمعة البلوي أحد الشوارع الهامة في قلب مدينة القيروان و قد قام الإخوة بتثبيت لوحة جدارية كتب عليها بالون الأصفر لون الحزب إسم الجامعة. و المقر هو عبارة عن منزل  » عربي » جميل يحتوي على فناء واسع و قاعة اجتماعات فسيحة و مكاتب صغيرة زينتها اللافتات الصفراء التي تحمل شعارات الحزب مثل العفو التشريعي العام و البديل الديمقراطي… و قد نال المقر إعجاب الجميع لطابعه المعماري الأصيل و قد اعتبر الأستاذ الشابي أن هذا المقر سيسهل اجتماعات اللجنة المركزية في المستقبل لأنه يقع في وسط البلاد و يقرب المسافات على الإخوة الوافدين من داخل البلاد مذكرا برفض أحد النزل في القيروان احتضان اجتماع اللجنة المركزية.

 

و يضاف مقر القيروان إلى سلسلة مقرات الحزب في الجهات و هي بالإضافة إلى المقر المركزي للحزب بتونس العاصمة مقرات سوسة و المنستير و صفاقس و قابس و مدنين و تطاوين ليصبح أكثر الأحزاب بعد التجمع الدستوري طبعا التي لها مقرات في الجهات رغم تمتع أحزاب الموالاة بالتمويل العمومي الذي تمت مضاعفته مؤخرا إلى جانب حركة التجديد في حين أن الحزب الديمقراطي التقدمي إلى جانب التكتل ليس له أدنى تمويل و يتكلف أعضاؤه من أموالهم الخاصة بدفع معاليم كراء المحلات من أموالهم الخاصة إضافة إلى مصاريف التنقل و المطبوعات…..في ضرب اقتصادي و اجتماعي صعب. و كما لا يغيب الملح عن الطعام وقع حفل التدشين تحت حراسة أمنية مشددة صاحبت الوافدين من مداخل مدينة القيروان و مخارجها و يسجل أن قوات الأمن الكثيفة اكتفت بالمراقبة و لم يسجل أي تدخل عدا مراقبة هويات بعض الوافدين.

 

مراسلة خاصة بالموقع

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 8 ماي 2006)

 


أول جامعة لـ «حزب الخضر» في قابس وقريبا افتتاح المقر المركزي في وسط العاصمة

 

* تونس (الشروق)

قرر حزب الخضر ـ أحدث الأحزاب السياسية في تونس ـ دعوة مكتبه السياسي للاجتماع بعد غد الخميس وهو رابع اجتماع للمكتب منذ الاعلان عن تأسيس الحزب.

حزب الخضر للتقدم الذي تحصل على تأشيرة نشاطه القانونية يوم 3 مارس الماضي اختار ولاية قابس لبعث أول جامعة له.

وقال السيد منجي الخماسي الأمين العام لحزب الخضر في تصريح لـ»الشروق» أن اختيار «قابس» لبعث أول جامعة للحزب كان مقصودا باعتبار المشاكل البيئية التي تعرفها هذه المدينة اضافة الى وجود نواة للحزب تضم عددا من الوجوه الناشطة والمعروفة في المدينة.

وأضاف «الخماسي» أن الحزب سيعمل على بعث خمس جامعات على الأقل قبل نهاية السنة الحالية وسيتواصل بعث أول الجامعات في ولايات الوسط والجنوب حيث تجرى الآن اتصالات مكثفة مع اطارات عبروا عن استعدادهم للانضمام والنشاط في الحزب والالتزام بأهدافه ومبادئه التي تأسس من أجلها.

من جهة أخرى أعلن «الخماسي» عن قرب فتح المقر المركزي لحزب الخضر الذي سيكون في وسط العاصمة وفي احدى شوارعها الرئيسية.

وقال «الخماسي» ان مناضلي الحزب في الجهات سيتكفلون بفتح المقرات بمجهودهم الخاص وستكون تركيبة المكاتب وقتية الى حين عقد المؤتمرات.

وبيّن الخماسي أن حزب الخضر للتقدم سيعمل خلال الفترة القادمة على التعريف بأهدافه وبرامجه للرأي العام وعقد ندوات تتولى البحث في مشاكل البيئة.

ويعدّ حزب «الخضر للتقدم» الحزب التاسع في تونس والخامس الذي يتحصل على تأشيرة نشاطه في عهد التغيير.

 

* سفيان الأسود

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 9 ماي 2006)

 

لجنة حماية الصحفيين

 

330 Seventh Avenue, New York, NY 10001 USA

 

هاتف: (212) 465-1004 فاكس: (212) 465-9568 موقع الإنترنت: www.cpj.org إيميل: media@cpj.org

 

للاتصال: آبي رايت  – هاتف: (212) 465-1004 الرقم الفرعي: 105 إيميل: info@cpj.org

 

 

أمراء، ورجال دين، وأجهزة رقابة

 

تقرير خاص صادر عن لجنة حماية الصحفيين: مقاومة إصلاح الصحافة في المملكة العربية السعودية

 

 نيويورك، 9 أيار (مايو) 2006– وجد تقرير جديد للجنة حماية الصحفيين، إنه على الرغم من الضغوط الداخلية والدولية من أجل الإصلاح، تستخدم السلطات الحكومية والدينية في المملكة العربية السعودية طيفا واسعا من الضوابط من خلف الستار لتقليص التغطية الصحفية حول الأخبار السياسية والدينية الحساسة. كما يتعرض الكتاب بصفة معتادة إلى المنع من الكتابة، ويجري تسريح المحررين من عملهم، وتحجب الأخبار.

 

 ووجدت لجنة حماية الصحفيين في التقرير الذي أصدرته اليوم، بعنوان « أمراء، ورجال دين، وأجهزة رقابة »، أن القضايا الدينية تكمن في مركز أشد المعارك الصحفية في المملكة. كما وجدت اللجنة أن الصحفيين السعوديين الجريئين يتحدون ما يعتبرونه احتكارا للمجتمع السعودي من قبل المتطرفين الدينيين المتشددين.

 

 أعد التقرير جويل كمبانا، وهو منسق برامج متقدم مسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، وقد قام بزيارتين للمملكة أجرى خلالهما تحقيقات معمقة حيث قابل ما يزيد عن 80 شخصا من الصحفيين والكتاب والمحررين في الرياض وجدة والظهران والدمام والقطيف، إضافة إلى مقابلات مع مسؤولين رسميين من وزارتي الداخلية والإعلام. ويقول صحفيون سعوديون إن هناك حاجة ملحة لإصلاح وضع الصحافة لمجابهة القضايا الداخلية الخطيرة، مثل الفقر والفساد والإرهاب.

 

لقراءة التقرير: http://www.cpj.org/Briefings/2006/saudI_06/ArabicHTML/Saudi/saudi_06_ar.html 

 

www.cpj.org :لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة، غير ربحية، مقرها في نيويورك، وتعمل على حماية حرية الصحافة في العالم. لمزيد من المعلومات، يرجى الإطلاع على موقع الإنترنت

 


نقابة الصحفيين الليبيين تنتقد « مراسلون بلا حدود » وصحيفة ليبية تقول إن السلطات أغلقت موقعها في الداخل

 

طرابلس الغرب – خدمة قدس برس

 

ردت نقابة الصحافيين الليبيين، على تقرير منظمة « مراسلون بلا حدود »، والتي صنفت فيه ليبيا ضمن قائمة أسوأ دول العالم في مجال حرية الصحافة والتعبير، وسط تزايد الشكاوى من قيام السلطات الليبية بحجب وإغلاق مواقع الإنترنت المستقلة والمعارضة، ومنعها إنشاء أي صحف خاصة أو مستقلة.

 

واستنكرت النقابة الليبية في بيان وزعته على وسائل الإعلام، تقرير المنظمة، وقالت: « إنه كان على المنظمة أن تتصل بها، أو تقوم بزيارة ليبيا قبل ادعاءاتها »، مشددة على أن « الواقع الصحفي في ليبيا، يشهد أجواء الحرية الإعلامية دون قيد، وضمن الممارسة الديمقراطية المباشرة » بحسب تعبير البيان.

 

ونفى البيان صحة ما قالته « مراسلون بلا حدود »، واتهمتها بترويج تقارير « هي محض كذب وافتراء »، مشيرة إلى ما وصفته بـ « فضاء الحريات والتشريعات النافذة في ليبيا، منها الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان، وقانون تعزيز الحرية ».

 

وأضاف البيان: « إن ما نشر باسم  المنظمة، ربما يتحدث عن بلد آخر غير ليبيا، وأن مراسلين بلا حدود تمارس مصادرة حق الآخر في اختيار نهجه الفكري والسياسي، بتعسفها في فرض مقاييس حرية الصحافة، وفقا لمرجعيتها الغربية، دون اعتراف بالمرجعيات الفكرية والسياسية للغير ».

 

وجاءت هذه الردود وسط اتهامات وجهتها صحيفة ليبية إلى السلطات الرسمية، بقفل موقعها الإلكتروني داخل البلاد، موضحة أن الحجب جاء متزامنا مع تغطيتها لمظاهرات كانت قد وقعت في مدينة بنغازي، احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وقالت صحيفة /ليبيا اليوم/، وهي يومية إلكترونية تصدر من لندن، إنها « تلقت شكاوى من قبل مواطنين قالوا إنهم حُيل بينهم وبين الدخول إلى الصحيفة، في مناطق مختلفة من البلاد، منذ أحداث بنغازي الدامية، التي وقعت في 17 شباط (فبراير) الماضي.

 

وكانت الصحيفة المذكورة، قد تعرضت، عقب تغطيتها، لأحداث بنغازي التي راح ضحيتها عشرات المواطنين، عقب مظاهرة أمام القنصلية الإيطالية، لاختراق، قالت إنه وقع « من جهة مجهولة »، دمر جميع ملفاتها ومحتوياتها، مما اضطرها إلى أن تتوقف لمدة أربعة أيام عن البث، موضحة أن الاختراق، « تزامن مع قرار إغلاقها في الداخل ».

 

وأبدت الصحيفة أسفها لقرار الحجب هذا، ودعت السلطات الليبية الرسمية إلى إلغائه، و »السماح للمواطنين بتصفح الجريدة بعيدا عن أي حجب أو مصادرة »، على حد تعبيرها. 

 

وتتهم مواقع إلكترونية معارضة، السلطات الليبية بأنها تشن « هجوما إلكترونيا » من وقت إلى آخر، وتخترق مواقعها، كما تشكوا من حجب صفحاتها على الليبيين في الداخل.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 8 ماي 2006)


 

طالبوا دول النفط العربي بإخراج « زكاة المعادن » ..

إسلاميو المغرب يطالبون الاتحاد الأوربي بوقف حصار الفلسطينيين 

الرباط – خدمة قدس برس

 

طالبت حركة التوحيد والإصلاح المغربية في بيان تلقت « قدس برس » نسخة منه، الاتحاد الأوربي، بإعادة النظر في تعليق مساعداته المالية للفلسطينيين، واصفة القرار الأوربي بـ « الحصار غير الإنساني ».

 

وأكد البيان أن هذه الإجراءات من شأنها أن تسيء إلى العلاقات المتميزة بين الشعوب العربية والإسلامية وبين الاتحاد الأوربي، بسبب انحيازه للموقف الأمريكي، الذي قال عنه إنه « ما يزال يساند العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني مساندة غير مشروطة، بينما كان الموقف الأوربي أكثر توازنا وأقل انحياز ».

 

واعتبر البيان، الذي طالب رئيس الاتحاد الأوربي، بإبلاغ وجهة نظر إسلاميي المغرب لأعضاء البرلمان الأوربي، أنه « بدل الضغط على إسرائيل للإقرار بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، ومنها إزالة الاحتلال، وآثاره عن الأراضي المحتلة كالمستوطنات، وجدار الفصل العنصري، و تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، ومنها إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والاعتراف بحق العودة، فإن الاتحاد الأوربي قد اتجه فقط إلى الضغط على السلطة الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل ».

 

مضيفا بأن الاتحاد « فرض عقوبات على الحكومة الفلسطينية المنتخبة انتخابا حرا ديمقراطيا من لدن الشعب الفلسطيني »، الأمر الذي سوف يجعل الشعوب العربية والإسلامية لا تتفهم هذا الإجراء إلا أنه « معاقبة لشعب بكامله على اختياره الديمقراطي، وعلى إصراره على حقه في المقاومة الذي تقره المواثيق الدولية والشرائع السماوية ».

 

ومن جهة أخرى وجه الشيخ إدريس الكتاني باسم « نادي الفكر الإسلامي »، نداء للدول البترولية، لكي تخرج « زكاة المعادن »، وتوجهها للشعب الفلسطيني.

 

وجاء في رسالة الكتاني بأنه: « آن الأوان، لنطالب، باسم نادي الفكر الإسلامي، مجموعة الدول العربية والإسلامية المنتجة للنفط والغاز والفوسفات وغيرها من المعادن الثمينة، بإحداث  »صندوق الزكاة »، تلتزم فيه هذه الدول، أمام الشعوب الإسلامية، بوضع 20 في المائة، من دخلها السنوي الخالص في هذا الصندوق، بإشراف ورقابة ممثليها، للإنفاق منه على الفئات الثمانية التي حددها القرآن ».

 

معتبرة أنه في طليعة المستحقين لهذه الزكاة « الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة ديمقراطيا ».

 

وكانت جماعة العدل والإحسان الإسلامية، قد أصدرت بيانا أدانت فيه المواقف العربية، وطالبت بدعم الحكومة الفلسطينية المنتخبة. كما تطوع في وقت سابق نواب حزب العدالة والتنمية الإسلامي، برواتبهم مدة شهر، لصالح الحكومة الفلسطينية الجديدة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 8 ماي 2006)

 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

 شهادات ميلاد الإستبداد..على يدى النظام التونسى

مواقف من محنة الإسلاميين فى تونس
لا إِلاًّ ولا ذمة فى حرمة الدور وأهلها

 

فى متابعة لبعض مواقف العون سيىء الذكر صالح بوذريو والذى كما تابعتم فى الشهادة السابقة لم يتورع فى إنتهاك حرمة القرآن الكريم بشكل يثير الصدمة والحزن نورد اليوم على لسان الأخ بوكثير بن عمر موقف آخر لهذا النبت الخبيث وشر الخلق المدعو صالح بوذريو مساعد رئيس مركز الحرس بشربان و الذى إعتدى هذه المرة على القيم والأخلاق وإنتهك حرمة البيت وأهله وهذا الموقف يعكس بلا ريب مقدار الحقد الدفين والكره الأعمى لقيم الشعب التونسى ودينه من قبل تلامذة العهد السعيد وحامى الحمى والدين

 

  تواصلت الإقتحامات البوليسية لبيت العائلة الريفى الذى يسكنه كل من أبى وأمى وأخى الأكبر بصحبة زوجته وأبناءه منذ العام 1994 حتى العام 2001 , وقد كان أبطال هذه العمليات هم أفراد من مركز الشرطة والحرس بشربان وكذلك فرقة الأبحاث و التفتيش بالمنطقة الأمنية بالمهدية بحضور الجلاد ذائع الصيت المدعو « عبد الله » وقد كانت هذه المداهات الفجئية تنفذ بالليل والنهار دون أن تراعى أي توقيت حتى الأعياد والمناسبات , ومن دون إستإذان وبطريقة فجئية كانوا يطوقون البيت من كل جانب يصطحبون وهما أن أحدا سيفر منه هاربا أو أنهم سيجدون شقيقى الحسين الذى إستقر به المقام لاجئا بسويسرا , وهم الذين أدمنوا هذه الغارات الهمجية خلال 1987سنة  , حيث كانوا يرعون العائلة ويصادروا  أكياسا من الكتب الإسلامية والدراسية…والذى حدث هذه المرة أن أحد أفراد الفرقة المغيرة كان المدعو صالح بوذريو والذى تجاوز عمره الــ45 سنة . فتشوا الغرف واحدة وراء الأخرى وروعوا العجوزين أبى وأمى رحمها الله تعالى وأبناء أخى وأمهم الذين فزعوا وتملكهم الرعب من السلوك الهمجى للمغيرين معهم , برغم أن أخى كان متعاونا معهم فى التفتيش خوفا من بطشهم مؤكدا لهم أنه لا يوجد فى البيت ما يبحثون عنه , وبعد أن أنهوا مهمتهم وتنادوا للخروج عمد الشرير صالح بوذريو إلى الوقوف فى صحن المنزل وبحركة خسيسة أمام الجميع نزع سرواله حتى بان تبانه متعمدا بهذه الحركة الدنيئة إذلال أهل البيت والمبالغة فى إنتهاك حرماتهم قبل أن يغادرهم , ولم يجد أهلى إلا أن وجموا أمام هذا السلوك الخسيس و « بلعوا السكينة بدمها » كما يقول المثل الشعبى , أما الصغار فلم يفهوا معنى الموقف فتندروا به أياما…والله حسبنا ووكيلنا فى هؤلاء القوم الذين طاشت أيادى ظلمهم حتى لم تستثنى شيئا

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحبيب مباركى : سويســر

 


الوسطية : مفهوم آخر لا يرضى عنه  » أهل الصفوة والنقاء  « 

الحبيب أبو وليد المكني

 

لا يزال مفهوم الوسطية بما يحمله من معاني الاعتدال و الرفق و الاستعداد للحوار و حسن الجوار   والانفتاح على الإنسانية من خلق الله ،. وبما يدل عليه من  البعد عن التشدد و التزمت وما يشير إليه من الرغبة في التعاون و العمل المشترك و نبذ العنف و المجادلة بالتي هي أحسن في قضايا الأديان والفكر والسياسة و التلاقح الحضاري بين الشعوب … لا يزال هذا المفهوم خاليا من كل معاني الدس والدنس ، حتى قرأت مقالا يبدو أن صاحبة  ينتمي إلى ما سميته بأهل « الصفوة المختارة » وجدت فيه أن الأمر ليس بهذه البساطة التي كنت أعتقد بل إن المصطلح الحبيب  هو احد المعاول الهدامة التي بها يتسلل الأعداء بلبل إلى مضاربنا لتدمير نقاط القوة فينا و حسم المعركة قبل الاوان لصالح جهات مشبوهة لا هم لها إلا إبعاد الإسلام « الحقيقي » عن ساحة الصراع و الإبقاء على حالة التخبط و التبعية و الهوان التي نحن عليها .

 

يقول الدكتور 1 : » …و ألا نقع في فخ قاتل صنعته العلمانية و صنعه المستشرقون و صنعه التغريبيون من قبل ، عندما أخذوا ينتجون هذه المصطلحات الزائفة و يطرحونها في أسواقنا لنستهلكها بدورنا ضمن ما نستهلك من أنواع صادراتهم إلينا من الطعام و الثقافة و العلوم على السواء ، عن الإسلام السياسي والإسلام الصحراوي و الإسلام السلفي و الإسلام الشيعي ..و أخيرا الإسلام الوسطي، وهو فخ ينتهي من بعد إلى نوع من النسبية الهدامة في طرح ما هو إسلام ،عند ذلك ينتشر في أسواقنا نحن المستهلكون و قد أخذوا بالفعل ينتشرون  ، يتساءلون عن : أي أسلام نريد ؟ كأن الإسلام لا يزال مجهولا النسب بعد أكثر من اربعة عشر قرنا من ظهوره … و تلك أم الكوارث و الله أعلم « .

الأمر إذن على غاية من الاهمية . و المطلوب بإلحاح هو التخلي عن استعمال مصطلح الوسطية في كتاباتنا و منع التداول به في أسواقنا و إدانة المنتسبين إليه من بني جلدتنا و التفتيش عن مروجيه من زائرينا الاجانب تماما كما نفعل مع تجار المخدرات ، بل الأجدر أن يتم  بحرص أكبر ، فالأمر يتعلق بأم الكوارث بالقياس على أم المعارك .. ؟؟

 

و هكذا يكون و إلا بلاش ؟؟ تنقية الفكر الإسلامي من الشبهات و الشوائب و تطهيره من المفاهيم الدخيلة التي تمنع وصوله إلى البشرية صافيا مصفى . هكذا بعد أن بين الدكتور زيف المصطلح  وكشف عن كونه من عائلة النسبية الهدامة وأنه فخ قاتل نصب للأمة  لينتهي بها إلى أم الكوارث ، أدرك أن التخلي عنه و أمثاله هو ما يحتاجه الدعاة الصادقون على عجل لتكون دعوتهم  قادرة على تزكية النفوس و ملامسة القلوب و إطلاق الجوارح ، حتى تنطلق الأمة  في معركة البناء و التشييد وتحقق النصر السريع على أعدائها من حملة الصليب و اليهود ؟؟ .

 

و كان يسعنا أن لا نتطرق إلى هؤلاء القوم بتلميح أو بتجريح لولا أنهم يصرون على اقتحام  أبوابنا وتسفيه أحلامنا و التغرير بضعفائنا و إعطاء الحجج لأعدائنا الذين يتربصون بنا في كل مرصد فيسدون علينا المنافذ و يضيقون علينا الطرق و يعلنون علينا حروبا لم نتهيأ لها …

 

و كان يسعدنا أن يجتهد هؤلاء فيما يدعون أنه من أولياتهم  وهو التفوق في العلوم الشرعية فيكملوا بذلك  ما  سجل عندنا من نقص فيها لانشغالنا بمحاولة متابعة الأحداث من حولنا و الحرص على المشاركة في صنعها ، و لا شك اننا قد وقعنا في أخطاء عندما اردنا أن نعمل في كل ميدان و أن  نحارب على كل الجبهات .

 

و كان يمكن أن نترك هؤلاء و شأنهم إن أخذوا موقعا لهم على طول جبهة النضال إلى جانب غيرهم من الدعاة و المجاهدين و المناضلين من كل لون و دين  ، في مرحلة لا زالت فيها  قوى الخير و السلام و الإسلام ضعيفة في مواجهة اعدائها من الإستعماريين و المفسدين و المعتدين 2 . لكنهم  بعد أن ذهب ظنهم إلى كونهم قد وضعوا أيديهم على  وصفة سحرية كفيلة بتشخيص كل العلل و شفاء كل الأمراض و مواجهة كل الخصوم  فتحوا النار على الجميع دون تفريق بين عدو و صديق و صور لهم خيالهم أنهم  » الصفوة المختارة  » التي ستملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا .

 

و على هذا الأساس نعتقد أنه لم يعد بإمكاننا أن نصمت بعد أن بلغت هذه الجماعات مبلغا كبيرا في  بث مناهج التكفير و التدمير تحت مسميات التنقية و السلفية و التطهير و أخذت تضيق ما أوسعه الله ، فتغلق باب التوبة على الناس و تعلن أنها تتقرب إلى الله  بشتم أهل الفكر و العلماء و تتوعد أهل الفنون و الأدباء و تروج نسخة من الإسلام البدوي الذي  يريد أن يوقف عجلة التاريخ عند عتبة القرن الثامن الهجري  ..

 

نعم إننا نعتقد أن هناك نسخ غير قليلة من الإسلام  بعضها يضيق على نفسه إلى حد التزمت والتطرف وبعضها يوسع على نفسه إلى حد التخفف من كل معاني الإلتزام . وهذه ليست خاصة بزمن من الأزمان بل كان الأمر كذلك و الرسول صلى الله عليه و سلم لا زال بيننا ..

 

و نحن نفهم الوسطية على أنها منهج في التعامل مع النص  فتختار بين الأمرين أيسرهما مالم يكن حراما . وهي منهج في التعامل مع الناس مؤمنهم وكافرهم يقوم على التبشير و ليس التنفير ، يقدم الكلمة الحسنة على  الكلمة المسيئة ، ومنهج في التنزيل يقوم على العمل على تحقيق الممكن قبل الانشغال بالأكمل .

 

وهي منهج في التعامل مع العصر يقوم على الانفتاح على مناهج البحث المبتكرة  و استيعابها في ثقافتنا حتى نعيش عصرنا و نطور أدوات تفكيرنا وصولا إلى تحقيق إضافة نوعية  لحضارتنا .

وهي كذلك منهج يقتح صدورنا لتقبل الأخر المختلف عنا و يجعلنا نؤمن أن الدنيا قائمة على الإختلاف والتنوع و أن الله قد خلقها للمؤمن والكافر على حد السواء وأن العاقبة بعد ذلك للمتقين و العذاب للكافرين: « و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها .. »

 

وهي كذلك رؤية متسامحة  تجتهد في إقامة الجسور و توسيع دائرة الأصدقاء في العالم بأسره لأن الاتجاه هو نحو ضرورة تعايش مختلف الثقافات و نحو التعاون بين جميع الأمم لمواجهة المصير المشترك و أن المسلمين يملكون ما يقدمون للمساهمة في صنع مستقبل البشرية بعد أم تخلفوا عن القيام بدورهم هذا في ماضيهم القريب ..و أنهم راغبون في تواصل حوار الحضارات بما يجنب البشرية  اخطار الحروب الدينية المدمرة ، دون أن يعني ذلك أن يختلط الحق و الباطل أو ان يتنازل طرف عن ثوابته لصالح غيره من الفرقاء على أن تتواصل سنة الله في التدافع بين القوى و لكن بأدوات مناسبة لعصرنا تضمن انتفاع الجميع بنتائج التطور الذي يتحقق كل يوم  .

 

و الوسطية عندنا في الأخير لا تتدخل في مجال عقيدتنا الإسلامية  و لا شأن لها بما له صلة بطقوس عبادتنا لأنها من الثوابت التي نتمسك بها دون تبديل أو تغيير. لذلك نعتقد أن الذين يعمدون إلى خلط الأوراق و الحديث في كل مقام ومجال بما لا يناسبه قصد تضييق دائرة المفلحين و فرض وصايتهم على الأمة باسم الدين ، نعتقد أن هؤلاء أبعد عن الهداية والمهتدين وأقرب إلى أهل الغواية و الشياطين لأنهم يفرقون بدل أن يجمعوا و يهدمون بدل أن يبنوا و يجهضون بدل أن يولدوا ، طاقات جديدة ومناهج موفقة تفتح لأمتنا مجالا واسعا لإحداث التوازن المفقود في عالم اليوم .

——————————————-

1  ــالد كتور يحيى هاشم حسن فرغل  : مجلة العصر الألكترونية

2  ــ يعتقد هؤلاء أنهم  الجماعة  التي تجاهد علىارض المعركة في حين أن  ما يسمون أنفسهم التيار الوسطي يشغلون أنفسهم في معارك وهمية مثل الإنتخابات و المشاركة في الحكم و حوار الحضارات و غيرها ، ونعتقد أنهم في الحقيقة هم الذين يضيعون أوقاتهم عندما  يندفعون لخوض معارك لم تتهيأ لها الأمة إن كانت عادلة  أو إيقترفون  جرائم  ضدة البشرية فيما يقومون به من أعمال إرهابية تستهدف الأبرياء هنا و هناك .

 


 

تحية للرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية 

  بقلم :د. أحمد القديدي (*)

 

في مؤتمر إعلامي مشهود انعقد في باريس مؤخراً أعلنت نخبة من أبناء المغرب العربي عن تأسيس الرابطة المغاربية من أجل الديمقراطية، وهي مبادرة التف حولها جمع كريم من المغاربيين والمغاربيات من الجزائر وتونس والمملكة المغربية وليبيا وموريتانيا وسعى إلى انجازها الإعلامي التونسي الأستاذ عمر صحابو مؤسس ورئيس تحرير مجلة المغرب وأحد أبرز الأقلام العربية منذ مطلع السبعينات والمناضل الذي أخلص للمثل الأعلى المغاربي على كل الأصعدة.

 

وهذه البادرة القيمة تأتي على خلفية ضمور فكرة الوحدة المغاربية وتعثر العمل الرسمي في الحكومات المغاربية في تحقيق حلم أجيال عديدة من شعوب الشمال الإفريقي في الوحدة بسبب تواصل المعضلة الصحراوية وعدم جرأة بعض الحكومات المغاربية على اقتحام التجارب الديمقراطية والتلاؤم مع العصر.

 

وتجمع الرابطة قائمة بأسماء مؤسسيها من البلدان الخمسة ومن مختلف الأجيال، من وزراء وسفراء ونواب برلمانيين سابقين وأساتذة جامعيين ونشطاء حقوقيين من رجال ونساء يجمع بينهم .

 

كما أعلن بيانها التأسيسي الوفاء لكوكبة من الشهداء الأبرار الذين لقوا ربهم منذ تاريخ استعمار الجزائر عام 1830 إلى تاريخ تحرير ثغر بنزرت التونسي عام 1961: قرن وثلث قرن من الجهاد والتضحيات والمعارك والملاحم تعاقبت فيها أحداث جسام وبطولات مجيدة لتحرير الشمال الإفريقي من الاستعمار وتحقيق بناء الدول المستقلة الحديثة وتحرير الإنسان بتحويله من رعية إلى مواطن، وبتحويله من مشاريع التنصير إلى مشاريع التأصيل ومن مؤامرات الإدماج والذوبان إلى فضاء حقوق الإنسان.

 

وتعود للذاكرة الأمينة بطولة القائد الشاعر فارس السيف والقلم الأمير عبد القادر الجزائري الذي قاوم جيوش الإمبراطورية الفرنسية وحافظ على عروبة الجزائر والمغرب العربي وإسلامها من مخاطر المحق والإبادة.

 

وكان ذلك البطل المجاهد كما شهد كاتب سيرته المؤرخ البريطاني تشرشل يصر على استعمال سيفه القادم من تونس وركوب فرسه القادمة من المغرب كرمز لكفاح البطل من أجل الشمال الإفريقي كله . وكذلك استشهاد عمر المختار وفرحات حشاد وديدوش مراد وتضحيات أجيال من أبناء هذا الشمال المناضل الباسل، ثم نرى اليوم حالة العطل والجمود التي أصابت البناء المغاربي بسبب استمرار قضية الصحراء منذ عام 1974 بلا أفق حل وحالة عدم الثقة التي أصابت المؤسسات الرسمية فلم يجتمع قادة الاتحاد المغاربي في قمة منذ تأسيس هذا الاتحاد في عام 1989 أي منذ سبعة عشر عاما.

 

مما فتح الأبواب أمام المناورات الدولية ولعبة إنشاء مناطق النفوذ ومحاولة تقاسم الأدوار في إقليم عربي ظل إلى اليوم من حسن حظه بعيدا عن الهزات الكبرى التي أتت على أقاليم أخرى.

 

وبلغ أمر التعطل المغاربي وضعا غريبا إلى درجة أن الشريكين الأوروبي والأميركي أصبحا يسعيان إلى تشكيل مجرد التنسيق المغاربي حتى يسهل التعامل الدولي مع هذه البلدان لأن كل ما فيها يجمع بينها من تاريخ وجغرافيا ولغة ودين واقتصاد ومجتمع متجانس وإنتاج زراعي وصناعي وتطلعات مستقبلية ولم يعد الأوروبيون ولا الأميركان يفهمون سر شتاتنا، فواشنطن جمعت بمبادرة خاصة وزراء التجارة ومحافظي المصارف المركزية المغاربية ليدفعوا باتجاه تكامل اقتصادي مغاربي .

 

كما أشار الزميل رشيد خشانة بصحيفة الحياة يوم 2 مايو الجاري، أما الاتحاد الأوروبي فما زال يدعو دول المغرب العربي إلى التجمع في إطار اتفاقية برشلونة للتحاور مع الشركاء الأوروبيين حول ضرورة التعاون في كل المجالات.

 

وتذكرنا هذه التحركات الأميركية والأوروبية بما قام به الغرب من سعي للتجميع والتوحيد لدول أوروبا الشرقية بعد انفراط عقد الاتحاد السوفييتي في عام 1989 لأن الدول العظمى أو التجمعات السياسية الكبرى تفضل التعامل مع الكتل المتناسقة على التعاطي مع دول قطرية صغيرة لا تمنح فضاء واسعا من التعاون والتبادل التجاري وتواصل المصالح المشتركة.

 

و لعل الأمر الذي اهتدى إليه مؤسسو هذه الرابطة هو أهمية تضامن المجتمعات المدنية المغاربية بعيدا عن مستحقات الدول ونواميس العلاقات الرسمية وبطء البناء الحكومي. وبالفعل فإن المنظمات الأهلية وغير الحكومية أكثر مرونة وإقداما وأقدر على ابتكار المستقبل وبناء المصير إذا ما اجتمعت الهمم وتلاقت الذمم وتوحدت الأمم، بل ولعلها تكون رائدة لدفع الدول إلى الحلول الحكيمة والتسريع بالبناء الوحدوي الذي وهب له جيل آبائنا الأرواح.

 

لكن هذه الرابطة أيضا محفوفة بالمخاطر ذاتها التي عطلت الحكومات، فهي كذلك متكونة من بشر والبشر لديهم اختلافات في الانتماء والطبائع والمستوى والقبول بالآخر المختلف. والدليل على ما أقول هو أن قلة من المؤسسين تمتعت بحق الفيتو لاستبعاد بعض المؤسسين الذين يختلفون معهم في الرأي، وهذا سلوك غريب في رابطة يؤكد اسمها بأنها ستعمل من أجل الديمقراطية!!.

 

فالديمقراطية التي اتخذتها الرابطة عنوانا تفرض على المنضوين تحت رايتها قبول الآخر المختلف لا المطالبة بإقصائه حيث إن المنطق السليم يقتضي أن يقصي الرافض للآخر نفسه هو إذا ما رفض التعامل مع المختلف!

 

على كل حال نبقى متفائلين وكان الله في عون شباب من المؤسسين أعرف بأنهم غير علمانيين ولا استئصاليين حين يتعاونون في منظمة واحدة مع المتطرفين الستالينيين الذين سيطالبون يوما قريبا بإقصائهم. ونتمنى أن نكون على خطأ ويكون المؤسسون على صواب، حتى تنجح الرابطة وتساهم بقسط في تحقيق شعارها.

 

(*) كاتب تونسي  

alqadidi@hotmail.com

 

(المصدر: صحيفة « البيان » الإماراتية الصادرة يوم 9 ماي 2006)


 

الاغتيال السياسي بين السياسة والحقوق

 

هيثم مناع

 

يلاحظ المؤرخون تحولا هاما في طبيعة الاغتيالات السياسية بين التاريخ والأزمنة الحديثة، ويكاد يكون ثمة إجماع على أن الاغتيالات كانت قبل صعود الديمقراطية الشكلية الأوربية تتوجه أكثر إلى المستبدين والحكام والأعداء خارج فضاء السيطرة، أي خارج الأراضي التي يمكن للدولة استخدامها للمحاسبة والمعاقبة. في حين أن هذه الاغتيالات أصبحت في الأزمنة الحديثة موضوع شراكة بين الظالم والمظلوم والحاكم ومعارضيه.. ويعزى الأمر ببساطة، إلى اتساع فضاءات العمل العام خارج قيود السلطة الحاكمة واتساع نفوذها وامتلاكها الشرعية السياسية والقانونية التي تحول دون الاعتقال أو الملاحقة، مما يضطر السلطة السياسية الحاكمة والجماعات المنظمة اقتصادية أو سياسية أو عقائدية،  أكثر فأكثر، إلى اللجوء إلى أساليب خارجة عن القانون. ويمكن القول بكل بساطة، أن هذا الخروج عن القانون، مع توفر الوسائل الرخيصة للقتل، يخضع لما يمكن تسميته دمقرطة الموت. بتعبير آخر، دخول قانون نيوتن للفعل ورد الفعل بقوة في الوقائع المجتمعية. لأن الأمن قضية نسبية، 

إذا كان القتل خارج القضاء يعتبر انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان، يمكن القول أن الاغتيال السياسي يشكل واحدا من أهم تعبيراته على الصعيد العالمي. هذه الظاهرة عالمية الطابع للأسف، رغم إدانتها من قبل الفلسفات والأديان الكبرى.

لم يتمكن المجتمعون في 1948 من جعل حق الحياة حقا غير قابل للتصرف، أي رفض حكم الإعدام صراحة. لكنهم أدانوا في المادتين الثالثة والخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 أي شكل من أشكال القتل أو المعاقبة بالقتل خارج القضاء. لقد أكدت المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربعة على حظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب وإصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا، تكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة. وقد جاء في اتفاقية جنيف الرابعة التعهد من الأطراف السامية باتخاذ إجراءات تشريعية ملزمة لفرض عقوبات جزائية فعالة على الأشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف مخالفة جسيمة (المادة 146)  وتحدد المادة 147 المخالفات الجسيمة بما يلي: الاعتداء على حياة المدنيين وسلامتهم البد نية والقتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والمهينة والتعذيب. اعتبرت هذه المادة الأفعال التالية من المخالفات الجسيمة: القتل العمد، التعذيب، المعاملة اللا إنسانية، تعمد إحداث آلام شديدة أو أضرار خطيرة بالسلامة البدنية أو الصحة. هذه المخالفات الجسيمة تعتبر من جرائم الحرب حسب البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية. كذلك الأمر في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998.

كما جاء في : المادتين الثالثة والخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والمادتين السادسة والسابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966، والمادة السادسة من اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، والمادة الأولى من الإعلان الدولي بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة لعام 1974، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984، والمادة الثالثة من المدونة الخاصة لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين 1979. تقضي هذه المواد بمجملها بعدم حرمان أحد من حياته بشكل تعسفي، أو تعريضه للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المحاطة بالكرامة.

 عندما ننتقل من حقوق الإنسان للسياسة يصبح الموضوع أكثر صعوبة وتعقيدا، فمفهوم الحق يرتبط بالانتهاك اليومي للكرامة الإنسانية وجملة المظالم التي تجعل منه قوة مجردة. نسبية العدل يعززها صنع الغالب للقانون وتحكّمه بتعريف الجريمة والعقاب، غالبا وفقا منطق الغنيمة أكثر منه منطق التجاوز لمسببات الصراع نفسها. الأمر الذي يبقي  أجنة العنف في المجتمعات عوضا عن خنقها. 

لا يوجد قاتل يقبل فكرة براءة ضحيته، فالإنسان كميلاد طبيعي وتكوين ثقافي متأثر بقيمة الحياة في الفلسفات والديانات الكبرى،  كائن  يرفض بالسليقة قتل أبناء جنسه. ويحتاج لشحنات عدوانية وتصور متماسك لتجريم الضحية. ورغم أن الموت هو الموت والاغتيال هو الاغتيال، فإن هوية القاتل، تحدد طبيعة الجريمة وحجم الجرم وقبول رأي عام معين لها ورفض رأي عام آخر. بهذا المعنى يمكن مثلا قراءة الفارق بين اغتيال رحبعام زئيفي واسحق رابين في الدلالة والتعامل داخل الكيان الصهيوني. ففي حين تشكل العملية التي قام بها فلسطينيون سابقة في الصراع تجعل استهداف قيادي فلسطيني (أبو علي مصطفى) سببا أخلاقيا وسياسيا كافيا لاستهداف وزير إسرائيلي متطرف، يحمل اغتيال رابين فيروس قتل يهودي ليهودي بدوافع سياسية ودينية في بلد يربط المواطنة الأولى بالدين، هذا الهاجس الذي تسعى النخب الإسرائيلية لمواجهته بكل الوسائل منذ اغتيال أول يهودي من قبل يهود في فلسطين عام 1924 (جاكوب إسرائيل دوهان الشاعر المتدين المناهض للصهيونية).

هنا تكمن قوة وضعف أطروحة ألكسندر دومانت  Alexander Demandt الذي يعتبر الشرعية في القتل ابنة الموقع الذي يحتله الشخص في الصراع. وإن كان هذا الموقع، يجد فيما بعد التفسير السياسي أو الإيديولوجي المناسب، لتصفية « خائن » أو « منافق » أو التخلص من عدو شرس، فإن البشر بطبيعتهم، لم ينتظروا حكم التاريخ في كل عمليات الاغتيال التي نالت مرتكب جريمة جسيمة أو طاغية. وكثيرا ما هللت بعفوية للاغتيال السياسي في حالات كهذه، ولا غرابة في الأمر، فما هو مثلا عدد الأشخاص الذين سيبكون هتلر لو نجحت عملية اغتياله في 20/8/1944 ؟ على العكس من ذلك، وفي حين بكت الجموع شخصية اعتبارية أو ضحية نبيلة، هناك أشخاص أعاد لهم الاغتيال السياسي تاجا معنويا فقدوه أثناء حياتهم.

خاض اللوبي الصهيوني في السنوات الأخيرة معركة جيو سياسية كبيرة اعتمدت على أساسين

الأول، هو خلق قبول عام لفكرة القتل المستهدف لقيادات فلسطينية لم تتخل عن فكرة المقاومة المسلحة.

الثاني، هو التفريق بين ما تسميه حقها في الاغتيال السياسي في « الصراع العسكري الذي لا يختلف عن حالة الحرب »، وبين التفجيرات الفلسطينية التي تستهدف المدنيين.

وقد استنفرت لهذا الغرض عددا من قدماء المحاربين والخبراء العسكريين في أوربة والولايات المتحدة الذين اعتمدوا، فيما اعتمدوا، على واقعة قامت بها القوات المسلحة الأمريكية في نيسان/أبريل 1943 عندما ضربت طائرة الأميرال إيسورو ياماموتو  Isoru Yamamoto في عملية ذهب ضحيتها مع عدد من هيئة أركانه. ويمكن القول بنشوء تيار قوي في صفوف المحافظين الجدد واللوبي الموالي لإسرائيل لدعم فكرة الاغتيال السياسي مع كل ما تحمله من مخاطر.

وإن كان موضوع الاغتيال السياسي قد أصبح بالفعل، رغم الإجراءات الأممية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والتي لا تدل الأحداث على إمكانية تحويلها لسابقة في القانون الدولي، من الصعب إقامة فصل بين التعبيرات المختلفة للعنف والعنف المضاد في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وليس بالإمكان، برأينا،  قراءة التحول من انتفاضة الحجارة إلى تفجير الذات في الآخر دون تتبع التصعيد الكبير لاستعمال العنف من قبل قوات الاحتلال. وإذا تركنا جانبا أشكال العنف غير المباشر ذات الصلة بالحصار الاقتصادي والإنساني ومصادرة الأراضي والاعتداء على الزرع وبناء المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري، هناك العنف المباشر المتجسد في المعاملة اللا إنسانية والمهينة والتعذيب واستهداف حق الحياة للناشطين السياسيين الفلسطينيين.  فلو تتبعنا الاغتيال السياسي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، نجد بأنه لم يكن يوما حصرا على المقاتلين.  ووفقا لتقرير لمركز المعلومات والإعلام أعده خالد الحلبي وصل عدد جرائم الاغتيال السياسي التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق قادة سياسيين وناشطين فلسطينيين، منذ بدء الانتفاضة في 28/9/2000، وحتى 30/4/2004، إلى (177) جريمة في الضفة الغربية وقطاع غزة بمعدل جريمة كل أسبوع. راح ضحيتها (374) مواطن فلسطيني، بينهم (239) من المستهدفين(بينهم 5 أطفال).  وسقط في هذه الجرائم (135) مواطناً غير مستهدفين، تواجدوا مصادفة في مكان الجريمة، بينهم (45) طفلاً و(14) امرأة، و(18)شيخ.   كما بلغ عدد المصابين في تلك الجرائم (787) مواطناً، بينهم (41) مستهدفاً، إلى جانب (746) غير مستهدفين، تواجدوا مصادفة في مكان وقوع الجريمة، تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة.

في غياب كامل للمحاسبة، وتفاوت كبير في موازين القوى العسكرية، ومواجهة يومية مباشرة بين كيان متخم بالدعم والمساعدات وشعب محروم من الأوليات، تتحول منظومة القيم الحقوقية إلى نص مجرد في عالم الغاب، ويصبح من العدمية بمكان الاستشهاد باليابان أو أمريكا اللاتينية بل وحتى نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا. فمن يملك الحق في مطالبة الضحية باحترام كرامة الجلاد في لحظة رأسها تحت البسطار العسكري ولقمتها ومستقبلها رهن موافقة دبابته؟

 العنف هو أيضا الابن الطبيعي للاحتقار المنهجي للآخر بدعوى حماية أمن دولة أو أشخاص دون غيرهم.

—————————   

مفكر عربي من سورية

 


في الذكرى الثامنة والأربعين لوفاة الزعيم علي البلهوان:

زعيم الشباب عاش ستا وعشرين شهـــرا… وتونـــس مستقلــة

 

زعيم وطني بارز ومناضل كبير عاش فقيرا ومات فقيرا، ناضل وجاهد دون الحصول على امتيازات دنيوية أو احتكار كرسي المسؤولية الحزبية.. ساهم في دفع عجلة التحرير مساهمة فاعلة قولا وفعلا، وهو الذي توفي في ريعان الشباب، إنه المرحوم علي البلهوان ذلك الزعيم والأستاذ الكبير في «الوطنية» والمثقف والمحرك لسواكن الأجيال، في زمن الاستعمار وفي بداية عهد الاستقلال وتأسيس الدولة التونسية المستقلة.   لقد ولد المرحوم علي البلهوان يوم 13 أفريـــل سنة 1909، وتوفـــي في 9 ماي 1958 أي بعد حصولنا على الاستقلال بـ754 يوما، نشأ بالعاصمة وتربى على أيدي مشايخ الزيتونة والصادقية وأساتذتها، فعلموه حب الوطن وبصروه بواقع البلاد، وبظلم المستعمر، وقهره واقصائه وتهميشه لأبناء تونس آنذاك، ثم تلقى تعليمه العالي بفرنسا ( (في باريس) فتعلم الآداب والفلسفة واطلع على مبادئ الثورة الفرنسية وعلى أفكار فلاسفة الغرب التقدمية، كما حذق الآداب العربية وكانت قراءاته متجذرة في التراث العربي الاسلامي، فعاشر بالمطالعة والدراسة الفلاسفة العرب والمسلمين، وكانت له صداقة روحية مع أبي حامد الغزالي، ولما عاد الى تونس مجازا، تولى التدريس بالمعهد الصادقي، فكانت له فرصة لتغذية الأجيال وتربيتهم على حب الوطن والدفاع عنه، والهاب جذوة الثورة على الظالم المستبد.   وقد برز المرحوم الزعيم علي بلهوان خطيبا فصيحا ينفذ كلامه الى القلوب والعقول، وبذلك أصبح واحدا من المجموعة المثقفة ومن الزعماء والمناضلين الذين هيّأوا البلاد والأجيال لخوض معركة التحرير فيما بعد الحرب العالمية الثانية وقبيل الاستقلال الداخلي سنة 1954..   ولقد كانت حوادث 8 و9  أفريل 1938 امتحانا للمرحوم علي البلهوان الذي قاد تلك المظاهرة الصاخبة المؤلفة من آلاف التونسيين والتونسيات وقد ألهبهم الحماس الوطني الفياض، فهتفوا طويلا في شوارع العاصمة منادين: « برلمان تونسي!  برلمان تونسي! » وبذلك أسمعوا المستعمر الفرنسي صوت الشعب الغاضب، صوت المظلومين والأميين والمقصيين والمهمشين وأنين الجياع، وزفرات المرضى المطالبين جميعا بحقهم وحق تونس في الحرية والاستقلال والكرامة واستعادة الحرية المسلوبة.   ومما جـــاء في خطاب الزعيم علي البلهوان يوم 8 أفريل 1938 بساحة الاقامة العامة بتونس العاصمة ما يلي: « جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا – قوة الشباب الجبارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه، جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا أمام هذا العاجز (يشير الى المقيم العام « غيون » الذي كان يطل من شرفة السفارة الفرنسية)  الـــذي لا يقدر أن يدير شؤونه بنفسه ويتنازل عنها الى « كارتون » (الكاتب العام للحكومة يومئذ) ذلك الغادر الذي يكيد للتونسيين الشرّ والمذلّة والمحق ويريد سحقهم في هذه البلاد لا قدّر الله!   قال الزعيم البلهوان: « يا أيها الذين آمنوا بالقضية التونسية، يا أيها الذين آمنوا بالبرلمان التونسي، ان البرلمان التونسي لا ينبني الا على جماجم العباد، ولا يقام الا على سواعد الشباب!  جاهدوا في الله حق جهاده، اذا اعترضكم الجيش الفرنسي أو الجندرمة شرّدوهم في الفيافي والصحاري وافعلوا بهم ما شئتم، وأنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم  (أي الاستعماريون) الدخلاء عليكم! بالله قولوا حكومة خرقاء سياستها خرقاء وقوانينها خرقاء يجب أن تحطّم وأن تداس، وها نحن حطّمناها ومزّقناها، فالحكومة قد منعت وحجّرت رفع العلم التونسي، وها نحن نرفعه في هذه الساحة رغما عنها!  والحكومة قد منعت التظاهر وها نحن نتظاهر ونملئ الشوارع بجماهير بشريّة نساء ورجالا وأطفالا تملأ الجوّ هتافا وحماسا ».    بعد ذلك الخطاب الحماسي والتاريخي ساد سكون رهيب واذا برئيس الحزب  « المستقيل » الدكتور المرحوم محمود الماطري الذي انضم الى المظاهرة في الطريق تضامنا مع الشعب في وثبــــة يتناول بدوره الكلمة لينصح الشعب بالتعقــــل والهدوء وعدم التصادم مع البوليس الفرنسي و(لا شك أنه كان يرغب في تجنيب المواطنين كارثة الاصطدام مع قوات الأمن وبذلك اختلف مع الزعيم بورقيبة في المزاج وليس في المنهاج).   لقد تأثـّر المرحوم علي البلهوان بأحداث 8 و 9 أفريل، واعتبرها حدا فاصلا بين السبات والحركة، وبين النوم واليقظة، وبين الخذلان والوعي، فهي أحداث ساهمت في توعية أبناء تونس بضرورة الوقوف صفا واحدا في وجه العدو الفرنسي للمطالبة بحقوقهم في برلمان تونسي وحكومة تونسيّة وصولا الى الاستقلال، وقد كتب عنها المرحوم الزعيم علي البلهوان مقالات قيمة ودراسات عميقة وكثيرة، وهو الذي ألف عن الحركة التحريرية وعن الشباب وعن الثورة التونسية عموما، سواء في كتابه المرجع  » تونس الثائرة  » أو في غيره من الكتب وأشهر الصحف والمجلات.  فلا غرو أن يلقب علي البلهوان بزعيم الشباب أو بزعيم 9 أفريل، فقد ولد في الربيع، وقاد المظاهرة في ربيع سنة 1938، وتوفــي في الربيع يــــوم 9 ماي 1958 بعد أن تحررت البلاد ونال الشعب استقلاله.   ولقد كان ذلك الرجل رحمه الله شجاعا وجريئا، صادقا ووطنيّا نظيفا، صريحا صادقا من غير تحفظـّ، لا يداهن ولا يتلوّن وليس له وجهان، انه يهاجم الاستعمار جهرا، ويشهر بأعماله الدنيئة وبتصرفاته الوحشية تجاه أبناء شعبنا، ولم يخش السجون ولا المنافي ولا الإقصاء من قبل المستعمر الفرنسي، وظل يبثّ الوعي في صفوف الشباب تلاميذ وطلبة وفي جموع الشعـــــب، في كل الاجتماعات، وينشر أحسن المقالات على صفحات أكبر المجلات وفي جريدتــــي « الصباح » و « الكفاح »  ومجلة « الشباب » وغيرهما، وفي كل ما قال وخطب أو كتب كان يتوخـّى الصراحة دون مراوغة أو مجاملة ويبسط قضايا المجتمع، ويؤدي دور المثقف على أحسن ما يرام وصدق المناضل الصادق بن جمعة عندما قال: إن كتابات المرحوم علي البلهوان تعبر عن شخصية فذة، شخصية رجل وطني ثائر جريء، اتـّخذ من جهاد شعبه قاعدة للنضال رأس ماله «قلمه» و«فصاحة لسانه»، لبث الوعي والتنوير بآرائه التقدمية الرائعة.   ويضيف المناضل بن جمعة قائلا: لقد نبّه المرحوم علي البلهوان في دعوته الاصلاحية الثورية الى ما كان يسعى اليه الاستعمار من محو للهوية التونسية وتاريخ الوطن رغبة منه في تجنيس أبناء البلاد وفرنستهم، وقد كان مؤلفــه «نحن أمة» برنامجنا الرفع من شأن هذا الشعب وثورته على الجمود، وتحريكا لسواكن بعض المثقفين الذين اختاروا الانزواء والوقوف على الربوة والعيش في بروجهم العاجيّة بعيدا عن معاناة أفراد الأمة، فدعاهم الى خوض معترك النضال مع الجماهير الكادحة، لأن مسؤولية المثقف، في رأيه تضاعفت أدوارها، و«الثقافة تجعل الرجل أكمل انسانية، وأوسع أفقا، وأنصح عقلا، وأدق تفكيرا، وأسرع فهما من الجاهل، لذلك كانت مسؤوليته في المجتمع أكبر، وواجباته نحو أمته أثقل، اذ يمكنه أن يبحث ويحلل، ثم يبين ويشرح، ثم يرشد ويوجه ثم يطبق ويكون المثال الأعلى في السلوك والصدق والوطنية والشجاعة بابداء رأيه والتفاني في خدمة البلاد والعباد دون حسابات ضيقة أو أهداف شخصية دنياوية.   لقد استغل المرحوم علي البلهوان كل المناسبات (ابّان فترة الاستعمار) ليدعو الناس الى مواصلة النضال، والى العمل والجهاد والاجتهاد من أجل احلال التونسي المقام اللائق به، ودعا الى التعلّم والقضاء على الأميّة، ووجّه تلاميذه وكل الشباب الى العلم، وحثّ الأثرياء أن يتبرعوا الى المحتاجين بالمال حتى يتمكن الفقراء من مواصلة دراساتهم، داخل تونس وخارجها، ولا أدل على ذلك النداء الذي توجه به، في جريدة «الزهرة» سنة 1947 لمؤازرة الطلبة التونسيين حتى يكملوا تعليمهم، بمناسبة تنظيم « يوم الطالب « من (جمعية قدماء الصادقية) بعنوان مؤثر رنان: «جودوا على العلم»، جاء فيه قوله: «العلم غذاء النفوس، والأمة الجاهلة جسد بلا روح، وآلة مسخرة، الجهل عبودية ورق، والشبيبة التونسية تدعوا أمتها الى كسر الأغلال، وفك الرقاب من تلك العبودية… الجهل ظلام وضلال… فهل نبقي أبناءنا في الظلام وهم يسعون الى إخراجنا الى النور؟ وهل نبخل ببعض المال الضئيل على من سيأتي الينا بكنز لا يفنى فنضيع الحاضر والمستقبل؟ فالأمم توزن بميزان العلم، والأمة الجاهلة لا تساوي جناح بعوضة في كفة ذلك الميزان… والعلم وحده يحقق الغايات ويذلل الصعاب. فهل تتحد البلاد ويشيد صرحها الثقافي والاقتصادي بغير علم، والعلم أساس كل بنيان، وكل نهضة وكل رقي…؟ من أنفق في سبيل العلم فقد أعتق رقبة من الجهل، ووضع حجرا في صرح نهضتنا وخطا أعظم خطوة في سبيل الخلاص، جودوا على العلم يجد على أمتكم بأضعاف ما جدتم عليه..».   لقد واصل الزعيم علي البلهوان الكفاح في أحلك فترات معركة التحرير والقمع الاستعماري بروح الثائر وعزم المناضل وصدق الغيور على وطنه وشعبه، وواصل بعد ذلك العمل والبذل في سبيل تركيز مقومات الدولة، ابان الاستقلال، ولكن المنية لم تمهله، فمات ولم يبلغ الخمسين من عمره، وقد ترك أطيب الأثر في الشعب التونسي وفي الوطنيين الصادقين، وخلف رصيدا هائلا من المقالات والمؤلفات تبين مدى وطنيته وحبه لتونس وتفانيه من أجل شعبها، وتظهر ثقافته العالية، وحسه الوطني العالي، وغيرته على طلبته وتلاميذه وتوعيتهم، كما يتضح مما كتب في أهم الجرائد والمجلات غيرته على هويته العربية الاسلامية واظهار الوجه الناصع للفكر الاسلامي من خلال كتابه «ثورة الفكر أو مشكلة المعرفة عند الغزالي»، وهو بذلك يقدم للشباب أمثلة حية للمجددين المفكرين الأحرار الذين جاهدوا في سبيل نشر الدين الصحيح، باعتباره أحد مقومات الشخصية التونسية حتى يجنب أبناءنا التفسخ أو الذوبان في الغير. ولقد كان للمرحوم علي البلهوان أسلوب خاص في الكتابة والخطابة فريد من نوعه، بحيث كان لخطبه الحماسية وقع كبير في النفوس، وتأثير عميق لدى السامعين أو القراء، وفي ذلك يقول المرحوم محمد الفاضل بن عاشور متحدثا عن خصائص كتاباته: «لم يزل مرانه الخطابي يمد روحه، وسمو ثقافته يرفع بيانه، وسعة مطالعته ودراسته للأدب تهذب تعبيره، حتى أصبح بين أقرانه الخطيب الممتاز الذي لا ينازل طول نفس، وسلامة تركيب وفصاحة لفظ وبلاغة جملة.   وقد صدق عميد المناضلين أستاذنا الكبير المناضل الرشيد ادريس (أطال الله في عمره) الذي التقيت به بمكتبه حيث قال عن الزعيــــم علي البلهوان: «انه كان رجل فكر وأخلاق ولعله كان مثل الكثيرين من أبناء جيلنا أو أكثر منا بقليل، انه رجل اعلام انه كان يرجو ويتمنى أن تنعكس في المجتمع التونسي كل ما انتفى من أراء مثالية درسها في دروس الفلسفة والآداب. وحلم بها وهو شاب ولكنه كان يرى الواقع يتطور بالبلاد وأهلها يشاد ما يشاد ويشوه ما يشوه ويقام ما يقام ويهدم ما يهدم، وما أيسر الهدم وأصعب البناء، لقد كان البلهوان في آخر أيام حياته وهو أول رئيس لبلدية تونس العاصمة والمسؤول على مصير معالمها أمام مشكلة ترمز الى التحول الذي كان حاصلا في تونس وهي مشكلة هدم معالم قائمة وشوارع كاملة في حين أن حركة البناء بطيئة وباهظة.   ويا ليت البلهوان عاش معنا ليرى كيف تطورت البلاد وعم العمران في كل أنحاء البلاد وأنا كلما تقدمنا واكتشفنا سرعة التطور واتجاهه وضرورة المحافظة على الآثار وعلى القيم الأخلاقية العالية نتذكر البلهوان، على أني أعتقد أن الشؤون البلدية الصرفة لم تكن هم علي البلهوان الأول وهو المربي الثائر المصلح الذي كان يريد أن يسهم في بناء المغرب العربي الكبير، لقد ساهم في إعلان الجمهورية وحمل الى الباي محمد الأمين كلمة الشعب مساء 25 جويلية… انه كان شعلة… ولما عاد من طانجة، وكان في التاسعة والأربعين من عمره… لفظ النفس الأخير… ولم تنطفئ الشعلة!  فمازال نفسه كاللهب نشعر بحرارته اذا اقتربنا منه في كتاباته وتمعنا في فقرات مقالاته وفي أعماله وفيما يرمز اليه من قيم أخلاقية عالية. وعسى أن تستمر صورة البلهوان، واضحة في العقول والأذهان وأن تبقى حياته عبرة لمن يعتبر ومصدرا من مصادر التجديد لرسالة البناء والتشييد في شعبنا الحي!»   هذه على كل حال لمسة وفاء موجزة ومختصرة نحو زعيم ومناضل كبير وركن من أركان نهضة تونس الحديثة، ومجاهد في سبيل استقلال تونس، توفي بعد 754 يوما من حصولنا عليه، مات ولا يملك مسكنا ولا رصيدا ضخما في البنوك ولا شريكا أو مساهمــا في رؤوس أموال الشركـــــات أو مالكا لأشهر الضيعات الفلاحية أو أكبر وأضخم العقارات والعمارات، وكان موته اثر نوبة قلبية أصابته ذات يوم، فتوقف نبضه ولكن روحه باقية خالدة مرفرفة بيننا.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 ماي 2006)

فـــي لقــاء الذاكــرة الوطنيـــة (2ـ2)

وزير التخطيط السابق مصطفى الزعنوني يدلي بشهادة تاريخية:

حسان بلخوجة هو الذي جعل بورقيبة يتراجع عن إيجاد منصب مساعد رئيس الجمهورية قائلا له «ستصبح مثل باي الأمحال»

لو لم تُمضي تونس على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لبقيت على هامـش التاريـخ

 

تونس ـ الصباح

 

على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي أدلى وزير التخطيط السابق السيد مصطفى الزعنوني بشهادة تاريخية كانت «الصباح» قد نشرت جزأها الأول في عدد يوم الأحد وتتولى اليوم موافاة قرائها ببقية التفاصيل في هذه الورقة.

 

ويقول الوزير السابق متحدثا عن فترة الثمانينات أنه حينما كان سفيرا لتونس بباريس اخبروه أن بورقيبة يرغب في القدوم إلى فرنسا لعلاج أسنانه وكان ذلك في ديسمبر 1986 فرتب له استقبالا رسميا بالمطار وانتظره مع جاك شيراك وتحول لمكان اقامته حيث قضى عشرين يوما هناك واكتشف وزيره السابق أن بورقيبة تغير ولم يعد بورقيبة الخمسينات والستينات وحتى السبعينات فقد كان في ما مضى يهتم بالاقتصاد ويسأله عن سير المشاريع الكبرى ومدى تطورها ولكنه لما رآه بباريس لاحظ أن حالته تدهورت ولم يكن  يهتم الا بثلاثة أشياء وكان يردد دائما انه يريد القضاء على الاسلاميين وعلى المساكن القصديرية وعلى الفساد.. ولم يكن يدرك ما أصبحت عليه الأمور السياسية في تونس بل ينشغل بالأمور العالمية ويواظب على مطالعة الجرائد العالمية ولا يقرأ الجرائد التونسية..

 

 وقال الزعنوني ان بورقيبة عندما أقام في باريس كان يستيقظ كل يوم على الساعة السادسة صباحا ليتناول الافطار ثم يقوم بجولة قرب السفارة ويرتاح قليلا ويفطر ويقوم بجولة ثانية وفي المساء يقرأ عليه الأستاذ عمر الشاذلي بعض الصحف أو المذكرات قبل العشاء وبعده وينام على الساعة العاشرة.. وكانت السيدة سعيدة ساسي تقيم بنزل آخر وتزوره لتطمئن عليه و«يبدو أنها كانت مصابة بمرض نفسي وكانت لا تتدخل في السياسة لكنها تمنع بورقيبة من تقديم مساعدات لأفراد عائلته»..

 

ويضيف «بعد أن أمضى بورقيبة  عشرين يوما في باريس عاد الى تونس.. وأذكر أنه كان صاحب نكتة حتى أنه لما ذهب لعلاج أسنانه قال لي انه «بحبح» الممرضة ولما سألته كم أعطاها من المال قال خمسة مليمات..  لقد كان بورقيبة رجلا عظيما في بدايته ومن مزاياه ابان الاستقلال أنه قام بتعميم التعليم وتحرير المرأة والتنظيم العائلي وبعث ديوان التنظيم العائلي.. لكنني اعتقد أن مسيرته بعد سنة 1966 شهدت الكثير من الأخطاء وكان خلال مؤتمر المنستير في غيبوبة وهناك من نصحه بأن يكون في السلطة مساعدا لرئيس الدولة وتم عام 1972 اعداد مشروع قانون لهذا الغرض لعرضه على مجلس الأمة لكن حسان بالخوجة ذهب لبورقيبة وقال له «ستصبح مثل باي الأمحال» فبكى بورقيبة وتراجع عن قراره».

 

ومن أخطاء بورقيبة على حد تعبير وزيره السابق ما يتعلق بمشروع الوحدة مع ليبيا فهو يرى أن العملية ليست جيدة لأن الوحدة تقتضي اتباع المرحلية لكن القيام بحكومة اندماجية يعد أمرا صعبا للغاية.. والغريب أنه قرر الوحدة لما كان الوزير الأول في ايران..

 

ويضيف: «بالنسبة لحوادث 26 جانفي 1978 أرى أنه كان من المفروض أن يستدعي بورقيبة الحبيب عاشور ويتحدث معه في مسالة الشغالين لكنه لم يفعل. وحينما قال له محمد الصياح ان البلاد في أزمة لم يتدخل واكتفى باجابته أنه لا يهتم  بالخلاف الشخصي بينه أي الصياح وبين الحبيب  عاشور.. اذن لم يكن بورقيبة واعيا بالخطر.. وأرى أنه من عام 1956 الى عام 1966 أعطى بورقيبة من نفسه الكثير.. لكن بعد هذا التاريخ ارتكب الكثير من الأخطاء وبعد سنة 1986 أصبح الوضع صعبا للغاية اذ تم حرق مقر شعبة باب سويقة والهجوم على مركز الشرطة في باجة وحدث قمع كبير واقتحم رجال الشرطة الجامعة وكثرت الاضرابات.. ولم يتحسن الأمر الا حينما انتهى الصراع على الخلافة واختفت الرؤوس القديمة».  وتحدث مصطفى الزعنوني عن العولمة وعن امضاء تونس على اتفاقية الشراكة عام 1995 وقال في هذا السياق «الآن تطرح الكثير من الأسئلة هل نحن قادرون على المنافسة أم لا؟؟

 

وبين أن امضاء اتفاقية الشراكة مفروض على تونس واذا لم تفعل ذلك كانت ستبقى في الهامش..  ولاحظ أن نتائج انخفاض تزايد السكان لن يبرز مفعوله الا بداية من عام 2016.. وذكر أن هناك رهانا كبيرا تواجهه البلاد وهو تطور عدد الدارسين في التعليم العالي ومشكلة البطالة لان سوق الشغل لن تتمكن الا من استيعاب ثلثي خريجي التعليم العالي فقط وهناك الآن 40 ألف من حاملي الشهادات العليا يعانون من البطالة..

 

وقال: «ستكون السنوات العشر القادمة سنوات صعبة وربما ستجعلنا العولمة نقلب الأمور رأس على عقب واذا أردنا مضاعفة الاستثمارات التونسية فلا بد من اصلاح جذري للشركات العمومية مثل الشركة التونسية للكهرباء والغاز والديوان الوطني للتطهير وتونس الجوية ويجب أن تكون هناك نظرة أخرى لأن الامتيازات الجبائية الممنوحة للمستثمر الأجنبي غير كافية فهو يريد تسهيلات لاخراج سلعه».

 

صراع مع الشيوعيين

 

عن مسيرته قبل الاستقلال قال مصطفى الزعنوني انه لما كان يدرس في الصادقية كان دستوريا ويشارك في الاضرابات مع الزيتونيين ولم يكن يعرف بورقيبة عن كثب وقابله ثلاث مرات فقط لما كان في باريس..

 

وذكر أنه أسس مع عدد من رفاقه جمعية الطلبة التونسيين عام  1952 بعد أن تحصلوا على رخصة من الباي بشق الأنفس وبعد تكوين هذه الجمعية التي أصبح مساعد رئيسها أصبح له اتصال مباشر مع فرحات حشاد والمنجي سليم وصالح بن يوسف وكان بين الجمعية وبين الشيوعيين صراع مباشر لأن الشيوعيين أصدروا في فيفري 1951 لائحة ضد الحزب..

 

وعن سؤال يتعلق بمدى اعتماد الساسة على الخبرات الشابة بين الوزير السابق أنه بعد التخرج قضى ثلاثة أشهر في تربص بالمدرسة القومية للادارة وطلب منه الباهي الأدغم تقسيم تونس الى ولايات.. ففعل وتم اعتماد تقسيمه.

 

أسئلة وأجوبة

 

بعد أن قدم شهادته التاريخية توجه عدد من المواكبين لمنتدى الذاكرة الوطنية للوزير السابق مصطفى الزعنوني بعدد من الأسئلة والاستفسارات وقدم بعضهم اضافات وايضاحات..

 

وفي هذا الاطار طرح عليه المؤرخ الدكتور علية علاني سؤالا حول موقفه من مسالة الخلاف اليوسفي البورقيبي وان كانت لفرنسا في الفترة الأخيرة لعهد بورقيبة تأثيرات على حرب الخلافة؟؟ واستفسر ان كان احداث منصب مساعد رئيس جمهورية في سنة 1972 والذي تم اجهاضه قد وقع بمبادرة من وسيلة بورقيبة وتساءل عن خلفيات احداث هذا المنصب؟؟

 

واجابة عن هذا السؤال بين الزعنوني أن الانسان العاقل لا يقبل أن يتم قتل صالح بن يوسف في الخارج وقال «كنت ضد عملية اغتيال بن يوسف في الخارج لكن لا ننسى أن بن يوسف نظم بدوره عديد المحاولات لاغتيال بورقيبة وكان جمال عبد الناصر على علم بذلك»..

 

لكن هل كان لصالح بن يوسف برنامج اقتصادي واضح؟؟ عن هذا السؤال أجاب «لم نكن نعرف برنامج بن يوسف فنحن لا نعرفه عن كثب وكنت قد استمعت اليه في اجتماع بجامع صاحب الطابع ولم يكن له برنامج واضح المعالم». وعن فترة أواخر حكم بورقيبة والصراع على الخلافة قال انه كان آن آنذاك سفيرا لتونس بفرنسا ولم تكن له معلومات كافية عن هذه المسالة.. وعن احداث منصب مساعد رئيس بين انه لم تكن له معلومات حول ما إذا كانت وسيلة هي التي حالت دون ذلك لان موقفها من المسالة لم يكن واضحا مثلما كان عليه الحال من مسالة الوحدة بين تونس وليبيا فقد رفضت آنذاك الوحدة.

 

وبين المحامي الطاهر بوسمة أنه عرف مصطفى الزعنوني لما كان واليا في الكاف ثم في قفصة وفي القيروان.. وبين أن حكم الزعنوني على بورقيبة من 1965 الى 1966 كان حكما صارما لأن بورقيبة على حد تعبيره كانت له صفة الزعيم الذي أنقذ البلاد من الاستعمار وصفته قائد النظام السياسي.. ويكفيه انه ركز الاستقلال ودعمه وجاء بالدينار وتحرير الأراضي والتحرير العسكري.. وذكر أن بورقيبة ظل بورقيبة نفسه الى سنة 1980 وكان الى حد هذا التاريخ مؤهلا لحل المشاكل.

 

وعن المسائل الاقتصادية بين أنه بعد الانتهاء من التجربة التعاضدية التي خلفت الكثير من المشاكل واكب التحولات التي عاشتها البلاد من سنة 1970 لما كان واليا في الكاف الى أفريل 1978  لما كان واليا على القيروان. وكانت حياته الادارية والسياسية مع الوزير الأول الهادي نويرة وهو يذكر صدمته من موقف الهادي نويرة من صندوق التعويض فقام بدراسة الموضوع وتقديم تقرير للحكومة وقال فيه ان التعويض ينتفع به المنتج الفرنسي والغربي عموما وليس التونسي لذلك من المفروض تعويض المستهلك وليس المنتج..

 

وأضاف بوسمة انه عاش أزمة الخبز وكيف تحدث زكريا بن مصطفى لبورقيبة عن «إلقاء الخبز في المزابل» فتم الترفيع في سعر الخبز وكانت هناك زلة وأضاف أنه ليس هناك تحليلا جديا دقيقا لأزمة الخبز.

 

وتدخل الزعنوني وبين أن تحقيق الاستقلال الحقيقي كان أمرا ضروريا.. وأن بورقيبة استغل غارة سيدي يوسف لتأليب الأمم المتحدة على العملية واخراج الجيش الفرنسي..

 

وقال «ان بورقيبة هو رجل المراحل وهناك من كان يقول ان بورقيبة تسرع في المطالبة بالاستقلال الحقيقي وتأميم الأراضي وكنت مثلهم من دعاة التريث.. رغم أنني ذهبت بنفسي وتجولت في الأراضي التي هي على ملك الفرنسيين لتقييم ثرواتها وانطلقنا في شراء الأراضي واسترجعنا 400 ألف هكتار وظلت 450 ألف هكتار وكان من المنتظر أن نحصل عليها بأسعار ميسرة.. وأعتقد أنه لو صبرنا سنتين فقط أو ثلاث سنوات على فرنسا لما خسرنا صابة جويلية 1964 بسبب التأميم. وبالنسبة لصندوق التعويض كان الجدال حول المسألة كبيرا وتم الاتفاق على منح الدعم للحبوب والسكر وغيرها ورأينا أننا حينما ندعم ونخفف الأسعار فهذا دعم للمستهلك التونسي الذي يشتري الخبز والحليب بنصف السعر وكان البنك الدولي ضد الدعم ويطالب بالتدرج في زيادة الأسعار وحينما حدثت «ثورة الخبز» كنت في الخارج ولكن ما هو متأكد لي أن الوزراء الذين ناقشوا الترفيع في أسعار الخبز يرون أن مزالي له ضلع في المسالة.. «لأنه يعلم أن من كان يلقي بالخبز في الزبالة هم الأثرياء وليس عامة الناس وكان بالامكان جعل بورقيبة يغير رأيه وصرف النظر عن الترفيع في سعر الخبز».

 

وتساءل الصحفي رشيد خشانة عن المقارنة بين المنوال التنموي في تونس وفي بلدان كانت مشابهة لتونس في الستينات مثل كوريا الجنوبية لكن الآن توجد فوارق كبيرة بين البلدين.. فلماذا انتهى بهم المسار الى ما هم عليه وانتهى بنا لما نحن عليه؟؟

 

وذكر انه لا يتفق مع الطاهر بوسمة ويرى أن الهزة حدثت سنة 1970 وتحديدا في 8 جوان لما اعترف بورقيبة أنه أخطأ بسبب اتباع سياسة التعاضد وفي بلدان أخرى كان الرئيس يستقيل حينما يخفق لكن بورقيبة لم يفعل.. ولاحظ أن التكنوقراطيين مثل الزعنوني لم تكن لهم قدرة على عقلنة القرار السياسي.. واجابة عن سؤاله قال «في عام 1962 كان لأحمد بن صالح قدرة على الكلام لم تكن لي مثلها.. وكان بورقيبة يتأثر بالسياسيين أكثر من تأثره بالتكنوقراطيين»..

 

وبين أن البلدان الآسيوية تقدمت لأن «عقليات التايلندي والكوري مختلفة عن عقلية التونسي فهم أناس خلاقون ويريدون التغلب على أوروبا.. لكن التونسي ليس خلاقا وليس رجل أعمال يقبل المخاطرة بل يكتفي بالتقليد والنسج على منوال غيره ولم يرث من الفينيقيين شيئا».

 

صحف جريئة

 

عن سؤال وجهه أحد الحضور أجاب الزعنوني أن الصحف الوطنية خلال السبعينات كانت جريئة وعن سؤال آخر أجاب أن الخطر على الحزب في السبعينات كان من اليساريين والشيوعيين أكثر من الاسلاميين حتى أن الحزب أراد الاستفادة من الاسلاميين بتحريضهم على الشيوعيين.

 

وأضاف أنه لما كان وزيرا للتخطيط لم ينطق في خطاباته اسم  بورقيبة مثلما يفعل بقية الوزراء وكانوا حينما ينطقون اسم الرئيس يصمتون ليفسحون المجال للتصفيق وبين أن ما كان يشغله هو كيفية جلب الأموال لتمويل السد والمطار والمشاريع.

 

وذكر الدكتور التميمي أنه التقى مؤخرا بفاروق الباز الذي قال لا سبيل لانقاذ هذه الأمة الا اذا تم منح الكفاءات العلمية مكانها الذي تستحق..  وأضاف أنه أراد في عديد المرات الحصول على دراسات معهد الدراسات الاستراتيجية لكنه لم يتمكن من تحقيق رغبته.. وتساءل ان كانت للمنظمات الدولية القدرة على تغيير وضع البلدان العربية.

 

فأجابه الوزير السابق أن مركز الدراسات الاستراتيجية الذي ساهم في بعثه مع الرشيد صفر.. ليست له أية صيغة مشابهة  للمعاهد الاستراتيجية الموجودة في بلدان العالم لأن مهمته تقتصر على اعداد الدراسات للرئاسة وهو مؤسسة استشارية.

 

وعن آثار العولمة بين الزعنوني انه من الضروري التأقلم معها وأن تحقيق نسبة نمو تصل الى 7 بالمائة يتطلب ارضاء المستثمر الأجنبي وتسهيل مأموريه لأن الاعفاءات الجبائية غير كافية ويجب تحسين أوضاع المزودين الذين يتعاملون مع الأجانب.

 

وعن سؤال حول دور المنظمات الدولية بين أنه يجب توظيف التمويل في مشاريع مجدية وذكر أن تونس استغلت بصورة طيبة لكل الصناديق والمنظمات المانحة خلافا لكثير من البلدان الافريقية حيث خان قادتها ووزراؤها المسؤولية وخانوا شعبهم.. وبين أنه لما كان في المنظمة الأممية لم يتمكن من افادة تونس الا بقدر معين لأنه كان مسؤولا على الدول العربية ككل. وعن سؤال للأستاذ الأسعد الدنداني حول مستقبل السياحة التونسية مقارنة بتركيا بين أن هناك اختلاف بين حظوظ البلدين ولا مجال للمقارنة.

 

وقال محمد الحمروني الخبير في وزارة تكنولوجيات الاتصال «انه منذ الغاء النظام الملكي دخلنا في النظام الرئاسي في تونس وسرنا في نظام ليبرالي ثم اشتراكي وحدثت النكسة وعدنا للنظام الليبرالي فهل يمكن أن نقول ان النظام الرئاسي يجعل الرئيس محور القرار؟؟ وهل كان للوزير الأول حرية المبادرة وتحديد السياسات وهل أن بورقيبة عجز عن اختيار الأشخاص؟ وهل أن فشل الدولة راجع لمساوئ النظام الرئاسي بالمقارنة مع بقية الأنظمة الأخرى أم يعود لبورقيبة نفسه؟؟»..

 

عن هذا السؤال أجاب أن «النظام الرئاسي فيه تداول على السلطة لكن بورقيبة حول النظام الرئاسي الى نظام ملكي لأنه جعل الحكم مدى الحياة..».

 

تغطية: سعيدة بوهلال

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 ماي 2006)

 


مصطفى الزعنوني يتذكّر(2):

هذا ما قاله لي مزالي عن أحداث ثورة الخبز

* تونس «الشروق» نُواصل اليوم تقديم الجزء الثاني والأخير من الشهادة التاريخية التي قدمها الدكتور مصطفى الزعنوني، الذي عرف وزيرا للتخطيط في حكومة الوزير الأول الأسبق المرحوم الهادي نويرة لمنتدى الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات. وفي هذا الجزء يتناول الزعنوني خاصة أحداث الخبز لسنة 1984 وما سبقها من صراعات على خلافة بورقيبة وكذلك من تجربة اقتصادية فاشلة اقترنت باسم محمد مزالي الوزير الأول في تلك الفترة. يقول الدكتور الزعنوني إنه تم تعيينه في الفترة من عام 1982 إلى 1986 مساعدا للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة مكلفا بالمعونة الفنية للعالم العربي.   * متابعة ويضيف: «كنت حينها أتابع الوضع في تونس وكنت أتوقع أن يتم الحفاظ على الانتعاشة الاقتصادية ومعدل النمو السنوي المقدر بنسبة 7.3 أو تدعيمه لكنني صدمت بالأخبار التي كانت تصلني عن تونس ووضعها الذي بدأ يتراجع عن طريق مسؤول أممي يبدو أنه كان يعلم كل شيء عن تونس أكثر مما أعلمه أنا شخصيا حيث كان أحيانا يزودني بأخبار ومعلومات دقيقة جدا عما يجري داخل القصر الرئاسي وعن الأجنحة المتصارعة على السلطة وعلى خلافة بورقيبة في ذلك الوقت الذي بدأ يظهر خلاله العديد من الراغبين في أن يخلفوا بورقيبة مثل الطاهر بلخوجة ومحمود بن حسين ومحمد مزالي، والهادي المبروك الذي كان يقيم في باريس وعن تداعيات هذا الصراع قال المتحدث إنه أثّر كثيرا على اقتصاد البلاد وأفضى إلى الإفلاس والعجز التام لأغلبية المؤسسات العمومية وممّا زاد تعقيد الوضع هو أن محمد مزالي (الوزير الأول السابق) لم تكن له القدرة على إدارة اقتصاد البلاد على خلاف الهادي نويرة الذي كان رجل قانون ولكنه اكتسب خبرة اقتصادية بتقليده لمناصب ومسؤوليات مالية مثل منصب وزير المالية ومحافظ البنك المركزي زد على ذلك أنه كان يعمل مع مجموعة من ذوي الكفاءة والخبرة الاقتصادية نجح في تجميعهم والتعاون معهم من خلال الثقة التي منحها لهم والعلاقات الجيدة التي كانت تربطه بهم على عكس محمد مزالي الذي اصطدم بخلافات وصراعات حادة مع وزرائه.   * فترة حساسة ويذكر السيد مصطفى الزعنوني جيدا الفترة الحساسة من تاريخ تونس وهي الفترة التي سبقت ما سمي بأحداث الخبز في أوائل سنة 1984 فيقول في ديسمبر 1983 علمت أن اجتماعا هاما عقد بمقر البنك المركزي وبحث مسألة مضاعفة أسعار الخبز وأن هناك تخوفات كبيرة من هذا الإجراء في أوساط الحكومة فلم أصدق هذا الأمر ورجحت أنها مجرد إشاعات لكن اتضح أنها حقيقة وتم فعلا تطبيق الإجراء وحصل ما حصل من اضطرابات في الشارع التونسي. وفي مارس 1984 اتصلت هاتفيا بمحمد مزالي واستفسرت عن حقيقة ما حصل فقال لي حرفيا إن الولاة قد غالطوه وقالوا له أن الأمر بسيط وأنه لن يحدث شيء بمضاعفة سعر الخبزة. وتابع مسؤول الحكومة الأسبق قوله وفي عام 1986 شهدت البلاد أزمة اقتصادية خانقة شبيهة بأزمة سنة 1961 حتى أن البنك الدولي تعهّد كتابيا بأنه لن يمنح تونس أي قرض واقترح عليها برنامج الإصلاح الهيكلي (P.A.S.) الذي يقضي بالتحكم في العجز وتقليص النفقات إلى أدنى درجة وتحرير الأسعار والتجارة الخارجية بصفة تدريجية فوافقت الحكومة التي كان يرأسها في ذلك الحين رشيد صفر على هذا البرنامج.   * مرحلة أخيرة حول المرحلة الأخيرة من حكم بورقيبة قال الدكتور الزعنوني في أواخر سنة 1986 كنت سفيرا لتونس بفرنسا وحضر بورقيبة وقتها إلى باريس لمعالجة أسنانه واستقبلة جاك شيراك الذي كان وقتها يشغل منصبا في الحكومة الفرنسية بعد أن سجلت الطائرة تأخيرا بساعة كاملة… وخلال هذه الزيارة قضى بورقيبة عشرين (20) يوما كاملة بباريس والتقيته وقتها وكان في حالة صحية متدهورة جدا لم يكن بورقيبة الذي عرفته في السبعينات وأنا الذي التقيته أكثر من خمسين مرة لم يسأل كعادته وبحيويته المعتادة عن كل المشاريع الكبرى بل كان يردد عبارة وحيدة طيلة الزيارة وهي «سأقضي على المتطرفين الإسلاميين وعلى الفساد، وعلى اخر كوخ في تونس» بورقيبة تغيّر والوعي والحرص الذي كان لديه في السابق وتحديدا في فترة السبعينات بالمشاريع الكبرى انتهى تماما، لكن ورغم حالته المتردية حافظ على ظرافته وعلى «ضمارو» بل إني اكتشفت فيه هذا الجانب خلال تلك الزيارة وأذكر كيف همس لي قائلا بعد خروجه من عند طبيب الأسنان: الممرضة «بحبحتها» (يعني أكرمها) فقلت له كم أعطيتها قال: خمسة (5) فرنكات. ثم أذكر كيف قال لي خلال الزيارة نفسها أنه أعطى 15 ألف دينار لمحمد الصياح ليبني بها منزلا فأيقنت وقتها أن بورقيبة لا علاقة له مطلقا بقيمة العملة ولا يعرف أن ذلك المبلغ لا يساوي ثمن مسكن لائق.   * تذبذب بورقيبة واختتم الزعنوني حديثه بالقول إن بورقيبة كان في أوج قوته خلال الفترة من 1956 إلى 1966 فطيلة هذه السنوات العشر أعطى بورقيبة كل ما عنده لتونس ثم تراجع هذا العطاء بعد السبعينات وفقد السيطرة على الوضع وأصبح متذبذبا ومترددا وبرز ذلك في أكثر من مناسبة فمثلا لو كان بورقيبة في كامل طاقته وقوته في جانفي 1978 وجّه دعوة إلى الحبيب عاشور ونبهه على الأقل إلي صعوبة الوضع وحال دون اندلاع الحوادث في تلك الفترة. كما أن تذبذب بورقيبة برز جليا عندما وافق على إحداث منصب نائب رئيس الجمهورية ثم تراجع بعد ذلك بتأثير من حسان بلخوجة وفاجأنا ولم يحضر الجلسة التي يفترض أن يتم فيها إقرار هذا الإجراء الذي ألغي تماما في ذلك الوقت.   * محمد اليزيدي   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 9 ماي 2006)

أشارت له « صنداي تايمز » وانتشر في المواقع الإلكترونية والمنتديات

قناة العربية تكذب شريط فيديو « مزعوم » يصور « ذبح » أطوار بهجت (رحمها الله تعالى)

دبي-العربية.نت

 

نفت قناة العربية الاثنين 8-5-2006م أن تكون الزميلة أطوار بهجت هي المرأة التي تظهر في شريط فيديو، وقد تم ذبحها في مشهد مرعب ومثير للاشمئزاز. وفي تقرير أعده الزميل ضياء الناصري من بغداد وبث في نشرة أخبار السادسة مساء بتوقيت غرينتش أكدت المرأة التي غسلت جثة الشهيدة أطوار أن جسدها كان كاملا ولم يبتر منه أي جزء.

 

وقالت المرأة:  » عندما استلمنا جثمان الشهيدة أطوار بهجت من الطب العدلي لم يكن رأسها مفصولا عن جسدها، ولم يكن هناك أي شيء من مبتور من جسمها.. كانت هناك آثار تعذيب وكانت الشهيدة مرتدية كافة ملابسها المضرجة بالدم ».

 

وكانت صحيفة « صنداي تايمز » البريطانية زعمت أنها حصلت علي شريط صور بكاميرا هاتف نقال رصد اللحظات الأخيرة للصحفية أطوار بهجت مراسلة قناة العربية وهي تذبح ويمثل بها.

 

وتم نشر هذا الشريط في منتديات عربية على شبكة الإنترنت، كما نقلت خبر الصحيفة البريطانية صحف عربية عديدة. كما كانت مصادر ذكرت أن هذا الشريط يباع مسجلا على أقراص مضغوطة في شوارع بغداد.

 

 وأبدى عدد من الزملاء الصحفيين في العراق استغرابهم الشديد للقول بأن أطوار بهجت هي التي تظهر في الفيلم، وقال أحدهم إن جميع وسائل الإعلام كانت حاضرة أثناء تشييع جثمانها وقبل ذلك كنا قد استلمنا الجثة وأخذناها للطب العدلي في تكريت ثم إلى مستشفى سامراء، حيث أكد لنا أحد الأطباء أن وفاتها كانت بعد تعرضها لإطلاق رصاص.

 

وأشار زميل آخر إلى أن عائلة أطوار سمعت بهذا الشريط، ولكنهم استغربوا بشدة هذا الكلام لأنها غسّلوا أطوار بأيديهم ويعرفون أن هذه المعلومات غير صحيحة أبدا وسخروا من هذا الكلام، كما أن كل الصحفيين الذين شاركوا في تشييع جثمانها يعرفون أن هذا الكلام غير صحيح، وقال « نحن نعرف أنها تعرضت للتعذيب، ولكن يظهر أن حكم الإعدام كان عبر إطلاق الرصاص الذي نفذ بها بسرعة ».

 

وكانت أطوار بهجت تقوم مع اثنين من الفريق التقني لقناة « العربية » في العراق بتغطية أحداث سامراء، اثر تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في 22 من فبراير/ شباط 2006م، عندما تعرضوا للخطف ثم عثر على جثثهم اليوم التالي.

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 8 ماي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.