الاثنين، 30 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2533 du 30.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان    فرع توزر-   نفطة :  بيان محاولة اختراق موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي الحوار نت: حـصـاد الأسـبـوع تونس أونلاين: المحامي طارق العبيدي: حاولوا تصفيتي عديد المرات الصباح: الحدث: في حفلة ستـــار أكــاديــمي 4 بــالقبــة الحياة: بلدان المغرب العربي تعزز التعاون الاستخباراتي بعد اجتماع في طرابلس لمواجهة تهديد «القاعدة» تونس أونلاين: المحامي طارق العبيدي: حاولوا تصفيتي عديد المرات د. محمد الهاشمي الحامدي: إلى الكاتب من أقصى الأرض: من بطل الأمتار الأخيرة؟ صــابر التونسي: المصالحة والمأزق الوطني د.أحمد القديدي: صانع التغيير هو صانع الوفاق محمد الهادي التواتي : 1 ماي 2007   » عيد بأية حال عدت يا عيد -بما مضى أم لأمر فيك تجديد » الطاهر عمران:  » ولو باتوا   عطاشا أو   جياعا «  الموقف: مقال : حول زيارة منطقة بغورة الموقف: كفّوا عن الأباطيل اتقوا اللّه في المربّين رشيد خشانة: روسيا تناور بالأسلحة والغاز لانتزاع موقع في شمال أفريقيا الحياة: تونس تستقطب السياح من أوروبا الشرقية والوسطى


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
فرع توزر- نفطة
نفطة في 28 افر يل 2007   
  تهنئة
بمناسبة انتخاب المناضلة الحقوقية سهير بلحسين على رأس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان لا يسع فرع توزر- نفطة للدفاع عن حقوق الإنسان إلا أن 1.      يتقدم لها بأحر التهاني و أصدقها و أن يعبر لها عن مزيد الاعتزاز بها في المجال الحقوقي خصوصا و كتونسية تجاسرت على كسر كل أطواق التخلف ( الفكري و الاجتماعي…) 2.      يعتبر انتخاب سهير بلحسين كرئيسة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان فخرا لتونس التي نريدها واحة حقوق و حريات و تتويجا لكل المدافعين عن حقوق الإنسان و المتصدين للجور.
عن هيئة الفرع الرئيس شكري الذويبي                                         


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان    فرع توزر-   نفطة  28 افريل 2007  بيان
انطلاقا من الحرص على احترام حق الأحزاب و المنظمات الوطنية في ممارسة نشاطها في مقراتها وفي الفضاءات العمومية فان فرع توزر- نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:
–      يعبر عن انشغاله الكبير لما يتعرض له الحزب الديمقراطي التقدمي من ضغوط من قبل مالك المقر المركزي بدعوى واهية علما وان هذا المحل مستغل منذ أكثر من عشر سنوات كمقر للحزب –      يذكر بما تتعرض له الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من منع لعقد مؤتمرها السادس لأكثر من مرة و بالإجراءات اللاقانونية المسلطة جورا على كافة فروع هذه المنظمة المستقلة واستنادا إلى حق الاجتماع و التنظم فان هيئة الفرع تؤكد على ضرورة وقوف قوى المجتمع المدني ضد هذه الممارسات و ذلك بالتصدي سلميا لكل ما يمكنه أن يعيق نشاطاتها.
عن هيئة الفرع الرئيس


محاولة اختراق موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي

تعرض موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي في أواخر الأسبوع الماضي إلى محاولة اختراق، وقد تمكن صاحب المحاولة من تغيير مفاتيح التحكم ودخول الموقع مما استحال على مشرف الموقع دخوله لفترة، غير أن المحاولة فشلت ووقع استرجاع امكانيات الإشراف بفضل الله أولا وباستعانة موقع الصيانة والشركة المضيفة. واللقاء إذ يندد بهذه المحاولة البائسة والتي تؤكد على عنجهية الاستبداد ورفضه قبول أي صوت معارض للفكرة الواحدة واللون الواحد والخطاب الأوحد، يدعو إلى مزيد اليقظة والتواصل بين أصحاب المواقع المضطهدة والتنديد بالصوت العالي ضد سياسات تكميم الأفواه وتجفيف منابع الكلمة الحرة والمستقلة، وضد هذه الوسائل الهابطة لمنع الرأي الأخر وفضحها وطنيا وعالميا. كما يحي اللقاء كل أصحاب هذه المواقع الصامدة ويدعوها على البقاء على الربوة في مواصلة الجهود لإيصال هذه الكلمة الحرة والصادقة إلى كل الوطن، وهو على يقين في عدم ترددها أو تلكئها في مواصلة المشوار، مشوار الوقوف والكرامة والتوعية والبناء.. شعارنا جميعا في ذلك : الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
باريس/ الأحد 29 أفريل 2007
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي د.خالد الطراولي
المصدر :  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net  

حـصـاد الأسـبـوع: الإثنين 30 أفريل 2007

E-Mail : info@alhiwar.net Site : www.alhiwar.net

أعدّه : عبد الله  زواري
1) علمت:
 1) على الساعة الواحدة و ثلاثين دقيقة من يوم الجمعة 27 أفريل هاتفني بنبرة شديدة التوتر و الاضطراب السيد عمر بن علي بن عون راشـــــــــد و هو من قدماء مساجين الرأي في القضية التي عرفت بقضية شبان جرجيس للإنترنات، و أعلمني بصوت متهدج أنه وقع إيقافه على الساعة التاسعة ليلا من يوم الخميس 26 أفريل الجاري أمام مركز التكوين المهني و النهوض بالمهن الحرة – حيث يدرس- من قبل أعوان من فرقة الحرس الوطني ببن قردان و بعد استظهاره ببطاقة تعريفه الوطنية طلبوا منه حلق لحيته فأعلمهم بان هذا أمر شخصي و من صميم حريته الخاصة فوقع عند ذلك جره إلى منطقة الحرس الوطني ببن قردان حيث تعرض للتعنيف اللفظي (إهانة، سب الوالدين، و سب الجلالة..) و المادي( صفع، ركل،….) و لم بقع أطلاق سراحه إلا بعد الساعة الواحدة ليلا متوعدين إياه بالمزيد من ذلك وطلبوا منه العودة إليهم بمنطقة الحرس الوطني اليوم الجمعة كما  احتفظوا ببطاقة هويته عندهم…
 2) السيد فرج الجامي من المساجين  السياسيين  الذين قضوا أكثر من خمسة عشر سنة بالسجون التونسية في الظروف الأإنسانية التي لا تخفى إلا على جحود مكابر، دخل مند  أكثر من نصف شهر في إضراب عن الطعام مطالبا بأبسط الحقوق التي لن تكفلها العهود و المواثيق الدولية فحسب بل كفلها القانون 52 لسنة 2001 و هو القانون المنظم للحياة داخل السجون التونسية، و مع ذلك يحرم فرج الجامي ( و كثير من إخوانه) من حقه في العلاج، ومع أن عائلته أعربت عى استعدادها على تحمل نفقات علاج منظورها، شعورا منها بخطورة المرض الذي يقاسي فرج منه، فإن الإدارة امتنعت عن الاستجابة لطلبها… و قد قابلت أمه العجوز و أخته المدير العام للسجون و الإصلاح و وضعوا طلبا كتابيا لمعالجة فرج و وعدهما بعرضه على الطبيب المختص و أنهما سيتأكدان من ذلك في زيارتهما له في الأسبوع الموالي… لكن ما بالطبع لا يتغير… لم بعرض فرج على الطبيب و هو لا يزال يواصل إضرابه إلى حدود كتابة هذا… و قد صرج له مدير السجن السيد فتحي الوشتاتي أن الآلات الطبية التي سيتم فحصه بها  في مستشفى شارم نيكول معطبة… فرد الجامي يعاني من قرحة المعدة ومن مرض القلب و من آلام مبرحة في مستوى ركبته من آثار ما تعرض له من تعذيب في محلات  » أمن الدولة »… فرج الآن يتحرك بصعوبة قصوى و فقد ما يزيد عن عشرة كلغ من وزنه، …
 2) تدبرت:
 » يوجد دائماً من هو أشقى منك ، فابتسم »
3) سمعت:
سمعت من العديد من أبناء البلد أن كثيرا من أبناء الجالية اليهودية ابدوا امتعاضهم من كثافة الحضور الأمني قرب متاجرهم و مساكنهم… معتبرين هذا الحضور في غير صالحهم بل يعمل على مزيد عزلهم عن بقية المواطنين مما يرفع من درجة الاحتقان و الكراهية لهم… لكن هناك من هو أدرى بمصالحهم منهم…
4) رأيت:
من جديد، و بمناسبة احتفاء الجالية اليهودية المحلية ب »الغريبة »، انتصبت الحواجز الأمنية بمدينة جرجيس  و ضواحيها، و تكثفت الدوريات و تعددت أزياء الفرق الأمنية المنتشرة في الجهة بعد تعزيز الفرق المحلية بمئات بل بآلاف من بقية الولايات…  الحواجز الأمنية منها حواجز قارة و أخرى متنقلة و أخرى  سيارة… و من الحواجز القارة اكتفي بذكر حاجز بالمنطقة السياحية بصانغو و آخر بالمنطقة الحرة و آخر أمام منطقة الأمن الوطني… فماذا يعني انتصاب هذه الحواجز بهذه الأمكنة بالذات؟؟؟
5): قرأت: عن وكالة الأنباء السعودية المشروبات الغازيه طريق الموت بالسرطان
عمان 25 رجب 1427هـ الموافق 19 اغسطس 2006م واس
اكدت الابحاث العلمية والطبية ان شرب البيبسى والكولا يؤدى للاصابه بالسرطان لان العنصر الاساسى فيهما ماخوذ من امعاء الخنازير ..علما بان الكتب السماوية /القران الكريم والانجيل والتورات حرمت اكل لحم الخنزير كونه الحيوان الوحيد الذى ياكل القاذورات والروث والبراز الامر الذى يجعل لحمه ملوثا بالجراثيم والميكروبات المميته والقاتله.
وجاء فى تقرير نشرته المجله الاردنية ان رئيس جامعة نيودلهى للعلوم والتكنولوجيا د.مانغوشادا اصدر بحثا علميا اثبت بموجبه ان العنصر الرئيسي للبيبسى والكولا ماخوذه من امعاء ودم الخنازير..وان مادة البيبسي تسبب السرطان للمعدة والقولون والبروستات والمرارة والبنكرياس والفم والبلعوم والكلى والمثانه وهذا هو التفسير العلمى لارتفاع اعداد الوفيات بامراض السرطان فى العالم.
فقد اجرت الجامعة الهندية اختبارات علمية حول اثر شرب البيبسى والكولا واثبتت ان شربهما يؤدي الى زيادة سرعة ضربات القلب وهبوط الضغط وان شرب ست زجاجات منها يؤدي للوفاة فورا كونهما مصنعان من مياه معالجة كيميائيا تحوى ثانى اكسيد الكربون وحامض الفوسفوريك وحامض السيتريك والكربونيك ومادة الكافيين التى تؤذى الاسنان وتسبب الاصابة بمرض هشاشة العظام ذلك ان التجارب اثبتت ان وضع سن مخلوع فى كاس من البيبسى يؤدى الى ذوبانه خلال اسبوع علما ان عظام الميت تبقى فى القبر ثلاثين عاما ..الابحاث نفسها اكدت ان الكالسيوم المذاب فى البيبسي يضعف نشاطات المثانة والكلى ويميت البنكرياس ويؤدي للاصابه بمرض السكري.
/ انتهى / 1119 ت م 6) نقلت:
هناغوانتانامو هنا يَفسُدُ الملحُ. يأسنُ ماءُ الينابيعِ. يؤذي النسيمُ. ويُعدي الغمامُ هنا تثلجُ الشمسُ. مبخرةُ الثلجِ تُشعلُ شعرَ الحواجبِ والأنفِ. تدنو الأفاعي. وينأى الحمامُ هنا يسهرُ الموتُ في اليومِ دهراً. وروحُ الحياةِ تنامُ نهاراً ودهراً تنامُ بكاءُ الرجالِ هنا. وبكاءُ النساءِ. ليضحكَ ملءَ البكاءِ لئامٌ لئامُ هنا غوانتانامو.. وجوهٌ وما من وجوهٍ. وصوتٌ ولا صوتَ. والوقتُ لا يعرفُ الوقتَ. لا ضوءَ. لا همسَ. لا لمسَ لا شيءَ. لا شمسَ. ليلٌ. وليلٌ يجبُّ النهارْ وراءَ الجدارِ. وبعد الحديدِ. وخلف الستار هنا قلقٌ لا يفيقُ. هنا أرقٌ لا ينامُ هنا غوانتانامو.. هنا غوانتانامو.. أتعلمُ أُمُّكَ أنّكَ تذوي حنيناً إليها؟ أتعلمُ أمّكَ يا أيّهذا الأسيرُ الغريبْ أتعلمُ أنّك تلمحُ في الموتِ كفَّ الطبيبْ أتعلمُ أمكَ أنكَ في ربقةِ الأسرِ تحلمُ حرّاً بدفءِ يديها وتبكي عليكَ. وتبكي عليها وأنّك تدعو وتدعو. وأنّ السماواتِ لا تستجيب لأنك في غوانتانامو وبعضُ الدّعاءِ مَلامُ.. تضنُّ القلوبُ بأسرارها. ويبوحُ المسدَّسُ. ما الحلُّ؟ يا جنرالَ الجهات . ويا سيّدَ النفطِ والحلِّ والرّبطِ . ما الحلُّ يا سيّدَ البورصةِ الخائفهْ ويا قاتلَ الوقتِ في رَحْمِ ساعاتِنا الواقفهْ إلى أين تمضي جنائزُ أحلامِك النازفهْ إلى أين يفضي السكوت؟ إلى أين يمضي الكلامُ؟ إلى غوانتانامو.. سميح القاسم 7) دعــــــــــــاء  » اللهم اجعل يومنا خيرا من أمسنا و اجعل غدنا خيرا من يومنا و زف إلينا فيه من الأخبار ما به تسر أصقاءنا  و نسيئ إلى أعدائنا » الصورة المرفقة الأولى: نسخة من برقية تهنئة للسيدة سهير بلحسن الصورة المرفقة الثانية إعلام برفت تلميذة بسبب تمسكها بالخمار
 عبدالله الـــــــــــــــــــزواري جرجيس في 27 أفريل 2007
 

 

حملة نهاية العام الدراسي على الحجاب بتونس

محمد الحمروني تونس- مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي في تونس، قامت السلطات الأمنية بمنع العديد من الطالبات المحجبات من دخول المدارس والجامعات، وهو ما أثار تخوف المراقبين للشأن الداخلي من حملة مضايقات أمنية جديدة للمحجبات. وذكرت مصادر طلابية لإسلام أون لاين.نت أن السلطات الأمنية قامت مطلع الأسبوع الجاري بمنع الطالبات المحجبات من الدخول إلى المدرسة العليا للتكنولوجيات بمنطقة الشرقية -وسط تونس العاصمة- وتم سحب بطاقة إحداهن بسبب إصرارها على الدخول بالحجاب. وبحسب عدد من الطالبات، فإن هذا الإجراء يأتي في إطار استعداد الأجهزة الأمنية لمنع المحجبات من اجتياز امتحانات آخر السنة، الأمر الذي تكرر في السنوات الأخيرة بشكل يكاد يكون منهجيا في عدد كبير من المعاهد والمدارس العليا. ووقع المنع نفسه أمام منطقة الأمن بوادي الليل قرب العاصمة، حيث قامت قوات الأمن بحملة إيقاف وتثبت من الهوية إزاء طالبات محجبات بعد خروجهن من الجامعة التونسية، وقال أحد الشهود إنه رأى مساء الجمعة أعوانا يستوقفون الحافلات وينزلون منها ما يقرب من 20 طالبة محجبة بدعوى مخالفتهن للقانون الذي يعتبر الحجاب « زيا طائفيا ». ورأت طالبات أن هذه الوقائع وغيرها تنذر بعودة حملة المضايقات التي تمارسها السلطات ضد المحجبات خاصة مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي. مداهمة الأسواق وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شنت قوات الأمن أكثر من حملة استهدفت المحجبات في الأسواق العامة والمعاهد وأمام المساجد، حيث داهمت شرطة منطقة السيجومي -في ضواحي تونس العاصمة- سوق المنطقة واعتقلت عددا من المحجبات من السوق، وتم اقتيادهن إلى مركز الشرطة، حيث تعرضن للإهانة والاعتداء اللفظي، وممارسة ضغوط شديدة من أجل إرغامهن على نزع خمُرهن. وفي الإطار نفسه قامت قوات الأمن في مدينة منزل بورقيبة -شمال العاصمة- بجمع أكثر من عشرين محجبة من أمام المسجد الكبير بالمدينة، أخذن إلى مركز الشرطة. وفي رمضان الماضي شنت السلطات حملة واسعة ضد المحجبات، كما قامت بسحب الدمية « فلّة » التي تمثل طفلة محجبة وتلقى إقبالا في تونس، وكل الأدوات المدرسية التي تحمل صورتها، كما قامت في نفس الفترة بحملة ضد كل مظاهر التدين في البلاد شملت عددا من أئمة المساجد. ودأبت الأجهزة الأمنية على إيقاف المحجبات وإجبارهن على إمضاء تعهدات بعدم عودتهن لارتداء الحجاب إضافة إلى الضغط عليهن وإرهابهن من أجل نزعه، وتتصاعد هذه الحملة بشكل دوري مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي التي تستهدف الطالبات. وشهدت المدن التونسية في السنوات القليلة الماضية عودة قوية ولافتة لارتداء الحجاب الذي كان قد اختفى تقريبًا منذ صدور مرسوم حكومي في ثمانينيات القرن الماضي يمنع ارتداءه في المؤسسات التعليمية والإدارية. ويعتبر القانون 108، الصادر عام 1981 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الحجاب « زيًّا طائفيًّا »، وليس فريضة دينية، ومن ثَمَّ يُحظر ارتداؤه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية؛ وهو ما يعارضه بشدة قطاع كبير من الشارع التونسي.
سلسلة محاكمات
من جهة أخرى تتواصل في تونس سلسلة المحاكمات التي يتعرض لها الشباب المتدين من مختلف التيارات وخاصة ما بات يعرف منهم بـ »التيار السلفي ». وتتابع المحاكم التونسية النظر في مثل تلك القضايا وإصدار الأحكام بحق هؤلاء الشبان كان آخرها الأحكام التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي بحق 12 منهم. وتراوحت الأحكام بين 4 أعوام سجنا و6 أشهر مع إخضاع المتهمين لعقوبة تكميلية بـ 5 سنوات مراقبة إدارية. وكان المتهمون أوقفوا سنة 2005 على خلفية تكوين « مجموعة جهادية » ومحاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية، بحسب قرار الاتهام. لكن محاميي الدفاع شددوا على بطلان إجراءات الإيقاف والتتبع بعد ثبوت تزوير تواريخ المحاضر، إضافة إلى ما أورده المتهمون من شهادات تثبت تعرضهم للتعذيب من طرف أعوان الأمن الذين تولوا استجوابهم. كما أكد الدفاع على خلو قرار الاتهام من أي تعليل قانوني وأنه ورد في شكل لائحة إدانة سياسية. وقال عبد الرءوف العيادي المحامي المختص في قضايا الحركات الإسلامية في تصريح لـ إسلام أون لاين.نت: « اعتبارا لكون ملفات الإحالة كانت فارغة تقريبا ما عدا ما ورد فيها من تقارير الأمن، ولأن التهم الموجهة ضد موكليَّ لم تستند إلى أيّ دليل واضح يمكن اعتماده من طرف القضاء كدليل أو قرينة، تقدمت بطعن في قرار إحالة هؤلاء الشبان للمحاكمة، لكن الطلب رفض دون أن يتم فحص المطاعن التي قدمتها، ولا أن يقع الرد عليها »، معتبرا أن هذا الأمر يمثل تخليا من القضاء عن القيام بدوره.
محاكمات سياسية
من جانبه قال محمد النوري الناشط الحقوقي: إن « هذه المحاكمات لا تقوم على أساس قانوني وإنها محاكمات سياسية بامتياز الهدف منها أساسا هو تجريم المقاومة والانخراط في الأجندة الأمريكية لمكافحة الإرهاب ». وحذر النوري من أن الأحكام الجائرة التي تصدر يوميا في حق هؤلاء الشبان قد يكون لها أثر عكسي، مؤكدا على ضرورة « الاتعاظ بتجارب البلدان الشقيقة والصديقة » حتى لا تقع بلادنا في مثل ما وقعت فيه تلك البلدان، في إشارة إلى التفجيرات التي شهدتها الجزائر والمغرب مؤخرا والتي ثبت تورط معتقلين سابقين في عدد منها. ويقول مراسل إسلام أون لاين إنه في ظل الدور الذي يلعبه المحامون في المعركة القضائية والحقوقية الدائرة الآن على هامش هذه المحاكمات أصبح الدفاع نفسه مستهدفا، فقد تعرض العيادي منذ أسبوعين للضرب أمام قاعة المحكمة، الأمر الذي تطلب حينها انسحاب المحامين تضامنا مع زميلهم، كما مُنع قبل يومين المحاميان سمير بن عمر وأنور القوصري من زيارة موكليهم داخل السجن. ويرجح قانونيون أن يكون سبب منع تلك الزيارات هو حرمان المعتقلين من الوسيلة الوحيدة التي تمكنهم من تبيان التجاوزات التي تعرضوا لها سواء خلال الاستجواب أو في السجن.
 
(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 30 أفريل 2007)

 

الحدث: في حفلة ستـــار أكــاديــمي 4 بــالقبــة

الجمــهور يلقـي الأســاور والقـلادات الـــذهبية على النجوم… هستيريا بالجملة… لكن لـماذا بكت شذى؟ أيــن اخــتــــفت جدة مروى ولـمــــاذا اضطــربـــت أمـــها؟

 
أصبحت حفلات ستار اكاديمي بتونس بمثابة التقاليد المنتظر احياؤها سنويا بفارغ الصبر بداية من اللحظة التي تنتهي حلقاتها التلفزيونية وتونس كالعادة هي «السباقة في تنظيم وانجاح اولى حفلاتهم «الاسبوعي» كانت حاضرة في سهرة افتتاح اول حفلات «استاراك 4» بتونس بقبة المنزه مساء السبت 28 أفريل 2007. مواكبة: حافظ الشتيوي تصوير: محمد فليس ليلة من الف ليلة وليلة عاشت الجماهير الغفيرة مساء السبت الفارط ليلة من الف ليلة مع نجوم طلاب الأكاديمية 4 في اولى حفلاتهم حيث تفاعلوا مع مختلف الفقرات والاغاني واللوحات الراقصة التي قدمت بامتياز في اطار جمالي ناغم بين رشاقة الحركة وحرفية اللوحات الراقصة وعفوية الطلاب النجوم في استقبال الجماهير التي ناهزت العشرة الاف لم يتوان بعضها في القاء قلادات واساور ذهبية ان لم تكن اكثر وما زاد في روعة جمالية العرض مع الاعتماد على عنصر الابهار من حيث تقاطع الأضواء الليزرية وتعدد الوان الكشافات والبخار الاخراجي من الجانبين ما جعل من اللوحات والاغاني عبارة عن كليب حي فوق الركح زادته جمالا مع تنوع اللباس وجماليته هستيريا الجمهور قبل البداية غصت مدارج وارضية قصر الرياضة بالمنزه بالجماهير التي توافدت من الثالثة ظهرا وحرص الجميع على اتخاذ اماكن قريبة من المنصة تسمح بالمشاهدة وقد لاحظنا اجيالا مختلفة الأعمار متفاعلة بنفس الدرجة ونفس الحماس وكأن عامل الزمن والعمر قد الغي وكانت الأعصاب مشدودة والأنفاس متقطعة والحناجر مدوية منادية باسماء نجومهم وفي تمام الساعة التاسعة الا عشر دقائق اطفئت الأضواء واهتزت المدارج وعلا الصراخ في هستيريا متواصلة لم تخفت بل ازدادت حدة مع انطلاق السهرة باغاني غربية مسجلة. انطلاق الحفل وذهول الطلاب في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة انطلقت فعاليات السهرة بمجموعة من الراقصين والراقصات في لباس فضفاض مثير فضي اللون تغيرت الوانه المشعة بتغير الوان الأضواء فكان عبارة عن لوحة زيتية متحركة فوق الركح يرقصون على أنغام اغنية «جينا لنغني» فاسحين المجال لدخول النجوم الطلاب اخيرا الذين بدت عيونهم منبهرة بهذا المد الشبابي الهائل المنادي باسمائهم فردا فردا واخذوا يتنقلون على الركح في حركات مدروسة مرة على اليمين واخرى على الشمال ومرات كثيرة في عمق الركح وامام الجمهور مما اعطاهم شحنة معنوية ازالت الرهبة التي كانت تسكنهم قبل انطلاق الحفل واثر انتهاء الأغنية تلتها لوحة «مسيناكم يا اهل الدار» غادرت المجموعة على اثرها الركح بسرعة فاسحين المجال لنجمة الاكاديمية «شذى» تفتتح اولى فقرات البرنامج باغنية «أكثر» وعندما اشتعلت الأضواء وصاحت الجماهير ارتبكت النجمة وارتعش صوتها وتفجرت عيونها بالبكاء متأثرة بهذا التفاعل الكبير الذي لم تكن ابدا تحلم به في حياتها وأخيرا نطقت قائلة بتأثر وبصدق «بحبكم.. وبحب مروى» فاهتزت المدارج ودوت الحناجر بالصراخ والتحية وتفاعلت عديد الفتيات معها بالبكاء مما اعطى لشذى الدفع المعنوي الكبير فانطلقت تغني وان لم يكن في البداية مستوى الصوت بارزا فقد كانت الصورة جميلة إلى أن مسكت بزمام الأمور وافتكت الاعجاب الجماهيري إلى نهاية الاغنية ولم تغادر الركح بل التحقت بها تينا ثم مروى لاداء اغنية نانسي عجرم «با طبطب» وبقدر ما كانت الجماهير متفاعلة بقدر ما كانت الطالبات فوق الركح يجرين يمنة ويسرة لالقاء التحية غير مصدقات كل هذه الحفاوة وخاصة مروى التي وجدت تحية خاصة بها وتفاعل كبير مع كل نغمة وكلمة ترددها مما جعلها تهرع إلى ضابط الايقاع وتقرع بنفسها بعض الضربات على «التام التام» واثر نهاية الأغنية توجهت إلى الجمهور والقت عليه التحية شاكرة اياه على وقوفه إلى جانبها وتفاعله معها فكانت أشبه بطفلة سعيدة تلقت أجمل هدية يوم عيد ميلادها وبنفس الدرجة كان التفاعل الجماهيري مع التونسي عماد عندما غنى مع علي السعودي ومحمد القماح من الكويت اغنية صابر الرباعي «يا دلولة» اذ اصبح يرقص رقصة «المزاودي» بالطريقة الشعبية التي لا نعرف سرها الا نحن فحرك الخصور الراقصة على المدارج وارتفعت الحناجر المدوية من كل مكان فسارع هو ايضا إلى ضابط الايقاع واصبح «يدربك» بالفزاني منتشيا بهذا التفاعل الجماهيري واثر نهاية الاغنية توجه إلى الجمهور ملهبا حماسه اكثر بقوله «انحبكم وانموت على التونسي وانموت في التونسي». وتواصلت مختلف الفقرات الغنائية واللوحات الراقصة في ايقاع سريع متواصل دون توقف وقد تم تقديم 23 فقرة متنوعة تداول عليها الطلاب التسعة وهم تيناو كارلو من لبنان وعماد الجلولي ومروى الصغير من تونس وسالي من مصر وعلي من السعودية وشذى من العراق واحمد ومحمد القماح من الكويت نهاية السهرة وذهول الجمهور تواصلت السهرة إلى حدود الساعة الحادية عشرة والربع بنفس النسق المتواصل عندما اشتعلت اضواء القبة معلنة عن انتهاء الحفل ذهل الجمهور الغفير وكانه لم يستوعب مرور الزمن بمثل هذه السرعة الزمنية وظل مرابطا بالمقاعد وكأنه ينتظر اطلالة أخيرة لنجومه المفضلة وارتأت نسبة اخرى اكثر واقعية من أن تسرع في الخروج مشاهدة مغادرة النجوم إلى الحافلة ولكن الصدمة كانت قاسية جدا اذا أن الجميع بقي في التسلل فقد غادر الطلاب ليس من الركح فقط بل من القبة والأنوار مازالت لم تشتعل بعد والايقاع التوديعي للاغنية لم ينقطع ايضا ورغم مغادرة الطلاب القبة في توقيت مبكر جدا وذلك كنقطة تنظيمية بحتة اجتنابا للتدافع الا أن الجماهير الغفيرة ظلت مرابطة امام المدخل املة في رؤية اخيرة رغم تأكيد الفريق التقني على مغادرة الجميع والطريف في الأمر أن الفريق التقني المرافق من لبنان اخذ حظه من الجمهور حيث تدافع الجميع نحو الحافلة املين في اخذ حتى بعض المعطيات الهامشية حول اسرار النجوم والاكاديمية ولولا حزم فرقة الامن لما تحركت الحافلة قيد انملة تنظيم محكم… ولكن؟.. رغم التنظيم المحكم الذي اشرف على سير مجمل ردهات الحفل إلا أننا فوجئنا بمنع اي صحفي أو مصور يحاول الاقتراب من كواليس النجوم والفرقة وكانت التعليمات واضحة وصريحة «كل شي لا» رغم محاولات الاقناع الا ان الاعتذار كان سيد الموقف بدعوى أن اللبنانيين يرفضون ذلك وبذلك تعذر علينا اخذ بعض الشواهد الحية من الطلاب كما عودناكم هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ورغم النظام المحكم الا انه بات واضحا أن ارادة الجمهور فوق اي حصار فقد تمكنت اعداد غفيرة جدا من الجماهير المتواجدة على ارضية القاعة من التدفق امام الركح وعلى الجانبين متخطين بذلك الحواجز الحديدية والأمنية ولولا خبرة عديد المصورين الصحفيين وتمرسهم بمثل هذه التظاهرات الكبرى لعجزوا عنا ختيار الزوايا الجميلة للصور التوثيقية وازاء هذه الملاحظات الهامشية وما لاحظناه من اكتظاظ جماهيري غفير امام القبة لم يستطع بعضهم الدخول فيمكن القول انه بات من الضروري التفكير بجدية في فضاء ارحب يمكن أن يستوعب اكبر عدد ممكن كأن يقع التفكير مستقبلا في ملعب زويتن لما لا وهكذا يمكن تلبية جميع الرغبات واحكام السيطرة اكثر.
 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2007)
 

هوامش:

جمــــهور مــــن ذهب يلـــقي الــــذهــب

– بدأت القاعة تستوعب الوافدين بداية من الساعة الرابعة مساء – كتبت عديد الشعارات المرحبة بالنجوم وخاصة باسم مروى «مروى ستار» «احبك يا مروى» اما احمد فقد كتب عنه عبارات طريفة جدا منها «أحمد يا حوات» «يخرب بيتك شو حبيتك» «يا أحمد سخطة على قبك» – عند انطلاق الحفل كانت والدة مروى السيدة ابتسام قلقة متوترة غير مبتسمة حيث افادتنا بانها لم تجد والدتها بين الجمهور وان سعادة مروى تكون أكثر لو وجدت امامها جدتها وظلت طيلة السهرة متنقلة بين القاعة والكواليس ومدخل الفنانين مما جعل الجمهور يتفطن اليها ويرغب في محادثتها – لاول مرة في تاريخ الحفلات الفنية نسجل رمي الجمهور الفنانين بالذهب عوضا عن الورد فقد رمت بعض الفتيات بقلائدهن وأساور على الركح وسط ذهول وسعادة الطلاب – في احدث اللوحات احتضن كارلو راقصة لكن ذلك كاد  ان يسقط الميكروفون من أذنه لولا تفطنه – احد الجمهور اهدى عماد علم تونس فاهداه بدوره إلى مروى التي التحفت به. – عديد الفتيات الجالسات امام مدخل الفنانين إلى الركح كن ينخرطن في البكاء والصراخ كلما مر أحد الطلاب أمامهم. – سالي ارادت أن تحيي الجمهور بجانب الركح فمنعها الحراس خوفا على سلامتها – شاركت في اللوحات الاستعراضية الثمانية راقصات من روسيا – اعتمد الفريق الكامل الوافد من لبنان على 25 شخصا من مسؤولين وتقنيين وفنانين وحراس – شهدت السهرة حضور عديد وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية الاجنبية والمحلية – استمتع الجمهور بــ8 لوحات راقصة منها لوحة الصعيدي بلباس مصري صعيدي ولوحة اوروبية غني خلالها كارلو اغنية على ايقاع الروك اندرول. واغنية أخرى غنتها تينا  بلباس الحرس الانقليزي الاحمر بذلك الطربوش الشهير وعلقت بعض الحاضرات نرجو أن نرى في المرة القادمة لوحات تونسية جميلة.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 أفريل 2007)


بلدان المغرب العربي تعزز التعاون الاستخباراتي بعد اجتماع في طرابلس لمواجهة تهديد «القاعدة»

تونس – رشيد خشانة     اعتمدت بلدان المغرب العربي الخمسة نظاماً جديداً لتعزيز التنسيق بين أجهزة استخباراتها، متجاوزة خلافات ثنائية بين بعضها بعضاً كانت تعطل التعاون الأمني بينها. وكشفت مصادر مطلعة أن كبار المسؤولين الأمنيين في المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا اتفقوا على الآلية الجديدة خلال اجتماع في طرابلس الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا أبرزها مكافحة الإرهاب. وعلى رغم استمرار الخلافات السياسية التي تشل مؤسسات الاتحاد المغاربي منذ أكثر من عشر سنوات، وفي مقدمها النزاع المغربي – الجزائري على الصحراء، فإن تصاعد خطر التفجيرات الإرهابية ساهم في تكريس التقارب بين بلدان المنطقة لمجابهة الخطر المشترك، خصوصاً بعد ظهور تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» على أنقاض «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية. وقالت المصادر إن قادة الأجهزة الأمنية في البلدان المغاربية اتفقوا خلال اجتماعاتهم مطلع الأسبوع الماضي على خطة لتبادل المعلومات والتعاون في ملاحقة التنظيمات المسلحة في المنطقة. وشارك في الاجتماعات التي استمرت يومين المدير العام للأمن الجزائري علي التونسي ونظيره المغربي شرقي درايس والمدير العام للأمن الوطني في تونس عبدالستار بنور وأمين اللجنة الشعبية للأمن العام في ليبيا ناصر المبروك عبدالله ومدير الأمن الموريتاني محمد ولد الشيخ محمد أحمد. وذكرت صحف جزائرية أن المشاركين في اللقاء أجمعوا على أن النظام الحالي للأمن في بلدان المنطقة «محفوف بالمخاطر»، وأن هجمات الجزائر والدار البيضاء أثارت مخاوف من «انعكاسات إهمال التنسيق» منذ بداية ظهور الأعمال الإرهابية في شمال أفريقيا. وأفادت أن ممثلي جهاز الأمن الجزائري عرضوا آليات مكافحة الإرهاب في بلدهم، وقدموا معلومات عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومواقعه. وتناولت المناقشات تكنولوجيا الاتصالات التي تستخدمها الجماعات المسلحة. وجاءت الاجتماعات في أعقاب تبادل مبعوثين بين قادة البلدان الخمسة لدرس وسائل تكثيف التعاون الأمني. وعُلم أن المشاورات بين عواصم المنطقة أسفرت عن اتفاق على تجاوز الجفاء والريبة المتبادلة بعدما أديا إلى ظهور ثغرات تمكنت جماعات مسلحة من استثمارها لمحاولة تنفيذ خططها الإرهابية. وعُقد الاجتماع الأول للتنسيق الأمني المغاربي في ليبيا بناء على قرار اتخذه زعماء المنطقة لإطلاق مسار جديد من التعاون في هذا المجال. وأكدت المصادر أن الاتصالات شملت أيضاً ثلاث دول أوروبية معنية بالملف الأمني، هي إيطاليا وفرنسا واسبانيا. وزار موفدون من البلدان الثلاثة عواصم مغاربية أخيراً للبحث في هذه الملفات، وفي مقدمهم وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما الذي زار الجزائر وتونس وأجرى محادثات على أعلى المستويات ركزت على تزايد التهديدات الإرهابية في المنطقة. وفي السياق ذاته، زار وزير الدفاع الإيطالي أرتورو باريزي تونس قبل أيام وركزت محادثاته مع المسؤولين التونسيين على سبل تعزيز الأمن في المتوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة. ورأس باريزي خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام مع نظيره كمال مرجان اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة التي ركزت أعمالها على التكوين العسكري ومراقبة المياه في الحوض الغربي للمتوسط. كذلك، دخلت أميركا على خط التنسيق الأمني والعسكري، وعرضت التعاون مع الجزائر والمغرب في مكافحة خلايا «القاعدة». وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك قال في أعقاب التفجيرات التي ضربت الجزائر والدار البيضاء الشهر الجاري إن واشنطن «تدعم السلطات المغربية والجزائرية في كل ما تراه مناسباً لكشف هوية» منفذي التفجيرات. وتزور قطع حربية أميركية تونس بقيادة الأدميرال إدموند غامباستياني نهاية الأسبوع الجاري. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أفريل 2007)

 


المحامي طارق العبيدي: حاولوا تصفيتي عديد المرات

 

حاوره الطاهر العبيدي / تونس أونلاين. نت 30 أفريل/ نيسان 2007

taharlabidi@free.fr

 » لديّتعليمات بإعطاء الأمر لأعواني بإطلاق الرصاص عليك في حال المغادرة « ، هذا ما قاله رئيس دورية الحرس الوطني بالطريق العام الرابط بين مشيخة الفالتة ومعتمدية قلعة سنان، للأستاذ طارق العبيدي المحامي الذي ذهب لزيارة عائلته في مسقط رأسه يوم الجمعة 6 / أفريل / 2007، وأثناء العودة إلى مدينة الكاف، وتحديدا الساعةالسابعة وخمسين دقيقة مساء تعرّض لتفتيش سيارته ، دون أي مخالفة مرتكبة، واحتجز لمدة 41 د من طرف دورية للحرس الوطني بالمكان والذين يعرفونه، ويعرفون حتى مكان سكن عائلته، بحكم وجودهم على عين المكان، وبحكم تردّده المستمر لزيارة والديه، وظل كما روى ينتظر ممنوعا من المغادرة، وفي الأثناء اتصل هاتفيا بالعديد من الزملاء والنشطاء الحقوقيين، منهم نجيب الحسني عبد الرؤوف العيادي لطفي الحيدوري عمر المستيري… لاطلاعهم أنه محجوزا دون سبب ووقع تهديده بإطلاق الرصاص إن هو تابع سيره، والكل عبّر عن تضامنه معه، وبعد مدة انتظار طالب فيها طارق توضيح سبب احتجازه فقوبل باللامبلاة، يذكر أنه قال لرئيس الدورية إني ذاهب في سيارتي ولك أن تأمر أعوانك كي يطلقوا عليّ الرصاص، لتبقى لكم فضيحة العصر وواصل طريقه في سيارته تاركا لهم نسخة من رخصة سياقته، لاستكشاف ملابسات هذه القضية اتصلنا بالأستاذ طارق العبيدي وقمنا بهذا الحديث معه..

   

طارق العبيدي، محامي لا ينتمي إلى أي تيار سياسي، وليس له نشاط ميداني، ومع ذلك يتعرّض للعديد من المضايقات، آخرها توقيفه من طرف دورية أمن في طريق قلعة سنان، وتهديده بإطلاق النار، فمن أنت حتى تصبح هدفا سياسيا يراد إسكاته ؟   

مواطن تونسي من مواليد 10/02/1969 الفالتة أعزب، درست الابتدائية ببرج الديوانة والثانوية بمدينة تاجروين ومدينة عنابة الجزائرية التي غادرتها سنة 1989 بسبب الأحداث، وتحصّلت على الباكالوريا علوم رياضيات بامتياز بمعهد الفارارابي باب توما دمشق سوريا سنة 1991، عدت إلى تونس وبقيت عاطلا عن الدراسة، ثم مرّة أخرى هاجرت إلى المغرب سنة 1992 وحصلت على الأستاذية في الحقوق بميزة حسن من كلية حقوق مدينة « وجدة » المغرب سنة 1996، ثم رجعت إلى تونس لأواصل دراستي، وقد تحصلت على شهادة الدراسات المعمّقة في القانون الخاص بميزة حسن من كلية الحقوق بتونس سنة 1998، تم قبولي سنة 1999 بجامعة  » لافال بالكيبيك  » كندا لمواصلة دراسة الدكتوراه ولم أسافر بسبب عديد العوائق.

التحقت بمهنة المحاماة في نهاية  1999 بمدينة  بالكاف، وكدت أهاجر من جديد، لمّا وجدت المدينة مثل كل المدن التونسية تعاني الحصار والعسكرة الأمنية، غير أن تعرّفي على الأستاذ محمد نجيب الحسني سنة 2000 بعث في الأمل أن هناك نبض حياة في تونس، تربّصت بمكتبه وتعلمت منه الكثير…

هل نفهم من ذلك أن متاعبك ابتدأت على إثر  تربصك بمكتب الأستاذ نجيب الحسني؟

طبعا علاقتي بالأستاذ الحسني كزميل تربّصت بمكتبه، واقتربت منه مهنيا، وتعرّفت عن قرب على نضالاته المستمرّة، جعلت السلطة تنظر لي بعين الارتياب وعدم الرضا، في البداية حاولوا إغرائي من بعيد ثم من قريب… ولمّا يئسوا من انضمامي لهم نسجوا لي تهمة باطلة، ووقفت أول مرة في حياتي متهما أمام القاضي وأنا محام مبتدأ، وكان ذلك سنة 2001، وقد استنصر لي الأستاذ الحسني وفنّد كل الأباطيل، ولم يجدوا بدّا من طيّ الملف بعد أن واجههم زميلي نجيب الحسني بكل الحجج التي تبرأ ساحتي….

هل هذه المضايقات التي ذكرت كانت تشملك وحدك، أم أنها طالت أفراد عائلتك؟ 

التضييقات كانت مسلطة عليّ مرة من طرف ميليشيات الحزب الحاكم، وأخرى من أباطرة الفساد

والبوليس السياسي…..ولم تقتصر علي،ّ بل طالت أفرادا من عائلتي، حيث أصبحت أشعر بأنني سببا في حرمان أشقائي خرّيجي الجامعة من الانتداب للعمل، ولا يمكنني  نسيان برقية انتداب توصّل بها شقيقي سنة 2002 تمّ العدول عنها وأسرّ له المسؤولين بأن السبب هو الملف الأمني.

هناك العديد من المحامين الذين تربّصوا  بمكتب الأستاذ نجيب حسني، وهم الآن يمارسون المحاماة دون أن يصبحوا محل تتبعات، فلماذا أنت بالذات؟

 أود الملاحظة أولا أن كل من قضى تربصه بمكتب الأستاذ الحسني هو محل اتهام، وشك في « وطنيته « ، حتى وإن لم تحصل له مضايقات عينية، فإنه يظل في نظرهم من العصاة المتمردين، ومحل شبهة…إلى جانب اهتمامي بالشأن العام للبلاد وبالحقوق والحريات، إضافة إلى مواقفي المصحوبة بالأفعال لمكافحة الفساد والسمسرة،  أعتقد أنها أحد أسباب المضايقات حيث في نهاية سنة  2003 فتحت مكتبا مستقلا بالكاف….وقد رفعت شكوى في موضوع السمسرة في قطاع المحاماة سنة ،2005 فعطل البحث فيه من طرف السلطات النافذة حماية لأباطرة الفساد في البلاد، وفي ماي من سنة 2006 قزّم الملف و قضي فيه كما أراد حماة الفساد

ما هي مضاعفات هذه القضية، وكيف تعاملت معك سلطة القرار على اثر هذه الشكوى؟

في نهاية شهر جوان من سنة 2006 تعرّضت لمحاولة قتل عبر افتعال حادث مرور، مشفوعا بالاعتداء بالعنف ما سبب لي كسورا بوجهي،

وحدث ذلك على مستوى طريق الفالتة الحميمة قلعة سنان، من طرف خبير بناء غير حامل لأي شهادة علمية انتدبته المحكمة، وشقيقه يشتغل مسؤولا أمنيا مرموقا رئيس إقليم أمن….أقمت بسبب ذلك الاعتداء  بمستشفى « شارل نيكول  » لمدة خمسة أيام،

و أجريت لي العمليات الجراحية، وقرن فكاي بإحكام لمدة 60 يوما فكان الغذاء سائلا لطيلة  تلك المدة…

وماذا عن الفاعل هل تمت ملاحقته قضائيا؟

 للأسف المجرم طليقا يتجول إلى الآن، لقد كرّست قوى الشر كامل جهدها كالعادة لحبك الروايات الباطلة، واستغلال الأوساط النافذة….وللاطلاع أكثر على ملفي الموثق بالمجلس الوطني للحريات،

 والأستاذ  لطفي الحيدوري أحد المتابعين لكل تفاصيل قضيتي ….أعتقد جازما بأن ميليشيا الحزب الحاكم وأباطرة الفساد والسمسرة، كرّسوا جهدا كبيرا للشحن والتحريض، ثم حبكوا خطة للنيل مني، واستدرجوني شيء فشيء إلى شباكهم…

بما أنك كما ذكرت قدمت شكوى ضد أباطرة الفساد، ألم تكن تستشعر خطر مثل هذا المسعى، وردود أفعال النافذين في هذا المجال، الذين حاولت كشفهم كما تروي؟   

كنت أتحسّس منذ سنة 2005 أنهم يرومون الاعتداء عليّ، وأخبرت زميلي نجيب حسني بذلك في مرات عدة…..ومنذ ذاك التاريخ تعرّضت لعديد التحرشات، أشهرها أن امرأة تهجّمت عليّ في حرم المحكمة، وعلى مرأى ومسمع العديد، ثم تحريض المرتزقة لرفع شكاوي باطلة لوزارة العدل، تلتها العديد من  التضييقات في عملي، حيث تقلص حجم الحرفاء بسبب ترهيبهم…

وهل كانت المضايقات متواصلة أم اقتصرت على فترة محددة؟

لم تنقطع المحاصرة والإزعاج والمضايقات، ففي 2007 منعت من استخدام الإنترنت، وحرّض البوليس السياسي صاحبة المحل الذي أرتاده في بعض المرّات، فتهجمت عليّ أمام حرفائها، أطردتني شر طردة، صياحها يكاد يبلغ القمر…

 » ما تحشمش تقرى في الممنوعات عندي أخرج عليّ… » إلى غير ذلك… وأخيرا التهديد بإطلاق الرصاص واحتجاز رخصة سياقتي التي احتجزت دون رجعة منذ سنة 2006

 

هوامش

1 / انظر بيان المجلس الوطني للحريات بتونس، بعنوان  » اعتداءات على نشطاء تونسيين  »  / تونس نيوز بتاريخ 7 / 4 / 2007 وموقع تونس اولاين بنفس التاريخ

 

2 / انظر توضيح المعني بالأمر تونس نيوز بتاريخ 7 /  – 4 – 2007  وعلى موقع تونس اون لاين في 8  200 

 

3 /  تقدم الأستاذ العبيدي بشكوى لدى وكيل الجمهورية بالكاف، من أجل الاعتداء على حريته تحت طائلة التهديد بإطلاق النار من سلاح رشّاش، واحتجاز رخصة سياقة تعسّفيا. وسجّلت تحت عدد

8379/07

 

3 / راجع مقال الطاهر العبيدي في هذا الشأن بعنوان

 » تونس المعاصرة لا تختلف عن غزة المحاصرة  » /  موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 29 ماي 2006 وموقع نواة وتونس نيوز

 

www.tunis-online.net

info@tunis-online.net

 


بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الكاتب من أقصى الأرض: من بطل الأمتار الأخيرة؟

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

كتب أبو أنيس من أقصى الأرض في نشرة « تونس نيوز » الغراء بتاريخ 27 أفريل 2007 مقالة عنوانها « مرة أخرى إلى أخي وحبيبي الهاشمي بطل الأمتار الأخيرة ». ومما تضمنته المقالة هذه الفقرة: « ومرت السنون ثقيلة دون حراك من أي جهة ,ولما أشرفت المحنة على نهايتها بإذن الله تعالى تعالت الأصوات التي ما كنا نسمع لها ركزا ليجعلوا من الجلاد ضحية ومن الضحية مجرما و ليكونوا أبطال الأمتار الأخيرة. فالآن و بعد كل العذابات و لما أوشك النظام على نهايته المحتومة جاء من يقول: إعترفوا أنكم أخطاتم في حق التجمع ورئيسه واطلبوا العفو والصفح وامنحوهم سنة أو سنتين أو لم لا عشرية أخرى ليقبلوا اعتذاركم و يسامحوا جرأتكم على معارضتهم ورغبتكم في مشاركتهم ملك أجدادهم. إنه منطق غريب يذكرني بعادل إمام في إحدى مسرحياته الفكاهية لما صفع شخصا ثم بكى واشتكى و قال{ ضربني » بوشو » (وجهه) على كفي ». (انتهى النقل)

أعتقد أن مثل هذه المقولات تحتاج لنقد وتصحيح. وهذا ما أحاول القيام به مستعينا بالله متوكلا عليه سبحانه وهو القدير، وهو السميع المجيب.

أخي أبو أنيس: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من هو بطل الأمتار الأخيرة حفظك الله ورعاك؟ هل تحرّيت الأمر قبل أن تطلق التهمة؟ هل تأكدت من مصادرك ومعلوماتك، أم أخذت ثورة غضب هوجاء فظلمت أخا لك في الدين والوطن؟

مهما تكن دوافعك، اسمع مني الخبر اليقين. لا أدري متى كنتَ في السجن على وجه التحديد يا أبا أنيس، لكن إن كنتَ فيه عام 1998، أي قبل تسع سنوات كاملة من تاريخ نشر مقالتك التي أرد عليها اليوم، فإن مما ينبغي أن تعرفه وتعترف به أن أخاك الذي يرسل إليك هذا الجواب، كان قد حسم أمره وتوكل على خالقه وركب الطائرة إلى تونس لملاقاة الرئيس زين العابدين بن علي ومفاتحته بشأن مصير المعتقلين الإسلاميين ولطلب التوصل إلى تسوية شاملة لأزمة الحركة الإسلامية التونسية.

في تونس العاصمة، وقبل أن ألتقي بالرئيس بن علي، تناولت طعام العشاء مع صديقين: رئيس حزب تونسي معترف به، وصحافي معروف وكاتب نشط في الساحة التونسية. قلت لهما إنني أنوي مناقشة وضع الحركة الإسلامية مع الرئيس، فقال لي رئيس الحزب: لا تفعل إن كنت تريد أن تخرج سالما من قصر قرطاج!!

تذكر جيدا يا أبا أنيس. الوقائع التي أعرضها عليك حدثت صيف عام 1998. مرّت على محاكمات الإسلاميين خمس سنوات فقط. لم يكن أحد آنذاك يتحدث عنهم. كان الحصار السياسي والإعلامي عليهم كاملا وشاملا تقريبا، باستثناء بعض الأصوات الحقوقية في منابر معزولة لا تصل لأسماع الشعب التونسي والرأي العام العربي. وفي تلك الظروف الصعبة، قدّرت أن من واجبي تحمل المخاطرة وإثارة الموضوع من جديد.

كنت مترددا في السفر إلى آخر لحظة، ولكنني سافرت. وكنت أعرف حساسية موضوع الإسلاميين لكنني صممت على مفاتحة الرئيس بشأنه. ثم وفيت بما ألزمت به نفسي، وطرحت الموضوع على رئيس الدولة، وشرحته وفصلته، وطلبت تسوية نهائية للملف، شجعني في ذلك حسن استقبال الرئيس بن علي لي، وسعة صدره، وإنصاته لحديثي، وتشجيعه لي على أن أقول كل ما أفكر فيه دون خوف أو وجل، وتفاعله الكريم مع الموضوع,

بسبب تلك المبادرة، أعيد ملف الإسلاميين التونسيين إلى الواجهة داخل تونس وخارجها. وعاد الإعلاميون يكتبون عنه ويبثون البرامج التلفزيونية عنه ويحاورون بعض قادته ورموزه. وبسبب تلك المبادرة، أطلق سراح المئات من المساجين، وألغيت أحكام الرقابة الإدارية عن المئات منهم، وعاد عدد من المنفيين، وكنا قاب قوسين أو أدنى من حل نهائي شامل يطبّع أوضاع الحركة الإسلامية عبر حزب سياسي أو عبر جمعية دينية. جرى ذلك في أكتوبر من عام 1999، لكن ردود الأفعال المتشنجة المتسرعة أفسدت تلك المبادرة وعطلتها، وهي ذات ردود الأفعال التي أقرؤها هذه الأيام كل صباح تعليقا على دعوتي الجديدة للصلح والوفاق.

أخي أبو أنيس: اسمع مني رضي الله عنك ما عايشته وخبرته مباشرة من دون وسيط. السياسي التونسي الذي تفاعل مع تلك المبادرة إلى أبعد مدى ممكن، هو رئيس الجمهورية الرئيس زين العابدين بن علي. كان غاية في اللطف والتهذيب. أتاح لي الفرصة للحديث معه بكل صراحة، وتفاعل بأريحية مع الكثير من المقترحات، ولم يغلق باب البحث في الموضوع أبدا.

لدي المقالات المنشورة يا أبا أنيس، والبرامج المصورة، والمداخلات الموثقة التي تشهد وتثبت أن كاتب هذه السطور هو السياسي التونسي الوحيد ولا فخر الذي لم يتوقف عن الدعوة للصلح بين السلطة والإسلاميين في أي وقت من الأوقات. دعا إليها في الرسالة التي استقال بها من حركة النهضة عام 1992. ثم في جريدة المستقلة. وفي قناة المستقلة. وفي كل منبر إعلامي آخر أتيح له أن يكتب أو يتحدث فيه.

فكيف، غفر الله ولي لك، تقول عني بأنني بطل الأمتار الأخيرة؟

ليتك تدرك أن إثارة موضوع الصلح بين السلطة والإسلاميين لا مغانم فيه. المغانم كل المغانم في تركه وتجاهله. قل لي بالله عليك ماذا أكسب منه: كان يمكن لعلاقاتي مع الرئيس بن علي والسلطات التونسية أن تكون أوثق وأفضل مما هي عليه الآن مرات كثيرة لو أنني صرفت النظر عن موضوع الإسلاميين. وكان يمكن لعلاقاتي الشخصية أن تكون أفضل بكثير مع قطاع مؤثر من الحركيين الإسلاميين لو أنني صرفت النظر عن موضوع الصلح بينهم وبين السلطة، لأن مُناهُم ومنتهى رجاءهم أن أتركه وأتخلى عنه.

يتهمني قلة من خصومي الألداء بالتقلب وقلب الفيستة. بالله عليك، هل يتهم بالتقلب من دافع عن نفس المبادئ كل عمره تقريبا، عندما كان في حركة النهضة وعندما خرج منها، وعندما كانت علاقاته فاترة مع النظام ثم عندما تحسنت وقويت تلك العلاقات؟

اسمع يا أبا أنيس في أقصى الأرض: عندما تخالف شخصا في وجهة نظر، خالفه كما تشاء، لكن أوصيك ونفسي بتجنب اتهام المخالفين في الرأي بالباطل والتشنيع عليهم ظلما وعدوانا.

الشجاعة أن تحترم مخالفيك في الرأي لا أن تروج الإتهامات الباطلة بحقهم.

كاتب هذه السطور ليس بطل الأمتار الأخيرة، بل داعية الصلح والوفاق الوطني، من منطلق شرعي، ومن منطلق وطني. وسيبقى على هذا النهج بإذن الله، واثقا أنه النهج الأفضل للبلاد والعباد، وسيظل يخاطبك ويخاطب بقية أخوانه في الدين والوطن بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، إلى أن تنشرح الصدور لكلمة الصلح ومنطق الوفاق.

غفر الله لك، ولي، ولكل قراء هذه المقالة، وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد بن عبد الله صاحب الخلق العظيم.

 


 

المصالحة والمأزق الوطني

الجزء الرابع

 

كنت أرغب أن أواصل الكتابة في الفقرات المتبقية المكملة للحلقات التي نشرت بهذا العنوان ولكن رد الأخ الهاشمي في مقاله  » حالة طوارئ وأسئلة محيرة »

جعل هذه الحلقة للتعليق عليه!

سعيت قدر المستطاع خلال الحلقات الثلاث الماضية من هذا الحوار مع الأخ الهاشمي الحامدي ومن سايره في طرحه لما سماه مصالحة أن يكون الإطار العام للحوار بيننا الأدب الإسلامي وحق الاختلاف دون تقول أو تجن ولكن المتابع لردوده وتعليقاته يتبين أن الرجل يناور  ولا يحاور ولا يرغب أن يرى أي نص يكتب فيه طرح يخالف طرحه أو منهجه.

لقد حرصت أن  أقرأ كل ما كتب حول الموضوع وقد كان جله كتابات متحلية بالأدب واحترام المخالف، ولا فرق في ذلك بين من كتب باسمه الحقيقي أو باسم مستعار ولكن صاحبنا لم يرق له ذلك واعتبره  » خطة محكمة، مقصود منها استفزاز الرئيس التونسي ومساعديه لأقصى حد ممكن على أمل أن يحلفوا بأغلظ الايمان، في لحظة غضب، أنهم لن ينظروا في إمكانية قبول فكرة الصلح هذه قط.

الخطة تقضي باستفزاز دعاة الصلح إلى أبعد مدى ممكن، إلى أن ينسحبوا جميعا من الميدان، طلبا للسلامة من الهجمات اليومية التي تشوه سمعتهم وتدعي معرفة نواياهم ».فأين هو حق الإختلاف واحترام الرأي الذي يتحدث عنه؟  » اختلفا معي ما طاب لكما الخلاف، فسأحترم رأي كل منكما، وقد نتفق مستقبلا أو لا نتفق، لكن لنتعاهد على إحسان الظن بعضنا ببعض، والتماس العذر بعضنا لبعض، ولنقبل على الأمر بروح الباحث عن الحقيقة، لا المتعصب لرأيه صائبا كان أم مخطئا.

 وقد غلب الطبع التطبع وأبت الشخصية الحقيقية التي عمل صاحبها على اخفائها إلا أن تمد عنقها!… أليس هذا الكلام مجرد مزايدة لا يصمد أمام تجميع ما كتبه الأخ في الموضوع، حيث أنه جعل من الآراء المخالفة له « خطة محكمة » وهو يعي ويقصد ما يقول لأنه كررها مرارا. لذلك فهو يزعم  بأن هناك أناس جلسوا في الخفاء وخططوا لمواجهة « خطة صلحه » وهذه دعاوى يشهد الله أنها باطلة (في ما أعلمه) وأن الذين كتبوا جميعا كان ذلك تفاعلا  فرديا منهم لم يدعهم إليه أحد غير ما يؤمنون به وبصوابه بقطع النظر عن صحته أو خطئه.

وإنه حقا منطق غريب ينم عن عقلية « استبدادية » (معذرة فلم أجد ألطف منها) حين يدعو « الصامتين » أن يكتبوا وأن يتركوا الصمت ويرفعوا أصواتهم مساندين « لمشروعه »هذا نداء للصامتين من الإسلامين. إلى متى الصمت؟ هل سيجدي الصمت شيئا؟  فإذا برزت أصوات أخرى مخالفة لنوعية طرحه يزعجه ذلك فلا يملك إلا أن يتهجم على أصحابها بأنهم أعداء الصلح وأنهم ينتمون إلى تيارات إستئصالية مندسون لبث الفرقة وقطع الطريق على « المصالحة المنشودة »!فيتساءل« هل هذه الأسماء المستعارة التي تهاجم دعاة الصلح وتصعّد ضد السلطة تنتمي فعلا للتيار الحركي الإسلامي، أم أنها تنتمي لتيار استئصالي مضاد له، وتتقن الكلام بمفرداته، من أجل أن تبقيه دائما مطاردا ومحاصرا ومهمشا؟ »  إنه أمر يسير أن تعلق فشل الحوار على الأسماء المستعارة فالحق « يعرف » بالأسماء ! ومعك حق فعبد الكريم الهاروني السجين منذ 16 سنة استئصالي يحمل اسما مستعارا، نكرة ومجهول لا يعرفه أحد وهو يعمل ضمن « خطة محكمة » حين رد بشموخ ورفض دعوة بسيس في العفو « الإنساني » وطالب برفع كل المظلمة عنه وعن إخوانه وعن تونس الجميلة!

نوعية الصلح الذي يريده الأخ يطابق نوعية الحوار الذي يديره فهو يريد « مصالحة » من جانب واحد يتنازل فيها الضحية عن كل حقوقه بما في ذلك أدنى حقوق المواطنة، ويريد حوارا لإقناع الناس بهذا التوجه ولكن يجب أن يكون الحوار في طريق ذات اتجاه واحد حتى لا يسمع صوتا أو رأيا مخالفا ولعلها أول ثمار التصالح مع الإستبداد ومن عاشر الفحام نال سواده.

(قد يتبع إذا أراد الله)

 

صــابر التونسي

 


صانع التغيير هو صانعالوفاق

د.أحمد القديدي تحية خالصة من القلب للخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي يوم الاثنين 23/4 فهو خطاب أقنع الأغلبية من التونسيين بأن صانع التغيير هو الذي يكون صانع الوفاق.و عبارة الوفاق استعملها سيادة الرئيس نفسه حين تحدث عن شروط المناعة و الرفاه لبلادنا فقال حرفيا بأن في طليعة هذه الشروط توسيع مجالات الحوار والتشاور و الوفاق و ترسيخ قيم التسامح و الوسطية و الاعتدال والتصدي لكل مظاهر التعصب و التطرف و العنف. و أضاف الرئيس بأن الاهتمام بالشأن الوطني و المشاركة في صياغة مضامينه و أهدافه حق مشاع بين جميع التونسيين والتونسيات. و هنا لا بد من أن نشيد بهذه الروح الوطنية العالية التي تخللت كل فقرات هذا الخطاب بمناسبة يوم الجمعيات أي يوم المجتمع المدني، وهي معاني الحرص على الوفاق الوطني الذي نعتبره استكمالا لمسيرة التحول الواقع في تونس على يد الرئيس و الحزب الحاكم و بمشاركة طلائع المجتمع المدني الموقعة على الميثاق الوطني في السابع من نوفمبر 1987. و نحن حين نبارك كل ما جاء على لسان سيادة الرئيس في هذا الخطاب التاريخي فانما ندعو كل التونسيين الذين يعانون من محنة المنافي الى مد اليد ذراعا بعد أن مدها السيد الرئيس باعا، فالوفاق هو وفاقهم قبل كل شيء و لا شرط لانجازه سوى الانخراط في هذه القيم التي عددها السيد الرئيس، وهو أمر بديهي لأن كل التونسيين مهما تباعدت بينهم الشقة ينبذون العنف و يدينون التطرف و يطمحون الى المشاركة في الشأن العام في اطار الشرعية و احترام القانون و التخلص من التحزب الضيق لأن الوطن فوق الأحزاب. ثم ان رفض الوفاق لم يكن حكرا على المختلفين مع التوجهات الرسمية بل اننا مع الأسف نجده لدى أقلية متنفذة في بعض وسائل الاعلام أو هياكل الأحزاب و دواليب التربية و التعليم و الثقافة، تحت شعارات متنوعة و لكنها باطلة وهي تؤجل الوفاق لأسباب ايديولوجية أو مصلحية ضيقة لا تخدم البلاد. و بالعكس نسجل في عديد الأوساط الدستورية و الادارية و الاعلامية ما يشرفها من مواقف الاعتدال والتسامح و طي الصفحات القديمة، وهي القوى الخيرة التي تساند الرئيس بحق وتتجاوب مع رغبته الصادقة في اقرار الوفاق. و لنكن صرحاء في هذا المناخ الايجابي من بوادر الوفاق ،فالقطيعة ظلت مستحكمة فقط بين شريحة واحدة من المجتمع و بين الدولة بجميع مكوناتها،وهي شريحة الراديكاليين، لأننا نعلم بأن الاختلافات موجودة بل و طبيعية بين الدولة و بعض أطياف المجتمع المدني الأخرى من يسارية و عروبية و حقوقية، لكنها لم تبلغ القطيعة و لم تصل الى غلق الباب و لم تدخلها مزايدات و لم تشبها مشاحنات. وهذه الشريحة التي نالها السجن و المنفى مهما ساد سوء التفاهم بينها و بين الاخرين تظل جزءا من تونس ويظل أبناؤها أبناء تونس، لكن المطلوب والضروري و المأمول هو أن تقوم هي نفسها بنقدها الذاتي و تهجر خطابها الراديكالي و المهدد و تتخلى عن عبارات الشتيمة و الحقد و تكفير الخصم و تجريم المختلف، و احتكار تمثيل الاسلام رسميا بتحريف الخلاف الطبيعي و المدني بين أبناء الأمة من خلاف بين التوجهات و الخيارات الى خلاف بين الحق و الباطل، وتحريف الاختلاف بين الصالح و الأصلح سياسيا و اقتصاديا الى اختلاف بين الحلال و الحرام، حتى نقترب من حل هذه المعضلة التي طال أمدها، لا في تونس وحدها بل في كل مجتمعات العالم الاسلامي بتفاصيل طفيفة، وحتى نفتح صفحة ناصعة تتميز بالوفاق الوطني الذي تحدث عنه السيد الرئيس. و قد لمسنا في حديث بعض الاخوة المقربين من السلطة على قناة المستقلة ليلة الجمعة 27/4 كلاما طيبا من المنطقي و الأخلاقي أن يكون الجواب عليه بالكلام الطيب. فالرفض القاطع الذي يميز الخطاب السائد لدى البعض ممن لا يوقع باسمه الصريح لن يحل أي اشكال ولن يجلب أي خير، في محيط اقليمي و دولي يدرك الجميع بأنه لا يتحرك حسب الأمال الطوباوية بل حسب نواميس المصالح العالمية، و بلادنا قدرها أنها تقع في ملتقى الحضارات الكبرى و تشكل حلقة من سلسلة متماسكة من المستحقات الجغراستراتيجية، وهو قدر لم ينشأ في العصر الحديث، بل واكب مسيرة الشعب التونسي منذ فجر تاريخه حتى قبل الفتح الاسلامي لبلاد شمال افريقيا. و لم تحد تونس يوما خلال القرون منذ قرطاج الفينيقية و القيروان الأغلبية و المهد ية الفاطمية و تونس الحفصية عن أداء رسالتها الخالدة في كونها جسر حضارات ومفترق طرق ثقافات و محطة اعتدال و حمالة وسطية في الدين والسياسة والفكر. و هذا هو سر ما نسميه بالعبقرية التونسية التي قدمت للعالم تباعا القديس أوغسطين مجدد التعاليم المسيحية و القادة الفاتحين عقبة و طارق وشعراء العربية المجددين الحصري و ابن شرف و ابن رشيق و حجة اللغة العربية ابن منظور صاحب لسان العرب و رائد استقلال القضاء الامام سحنون بن سعيد التنوخي و العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع و فلسفة التاريخ ثم كوكبة المصلحين أمثال الوزير خير الدين و ابن أبي الضياف وصولا بنفس العبقرية الى أبطال الاستقلال و من أخذ منهم المشعل الى اليوم. فكيف ينكر عاقل اليوم بأن تونس تعد من أفضل بلدان اقليمها المغاربي و محيطها العربي و اكثر المجتمعات تجانسا و أمنا و بأن مستوى الحياة ارتفع بالنسبة للمواطن على مدى العقدين الأخيرين بشكل يشرف كل من ساهم في هذا التطور الكبير. و هذا ييسر الوفاق الوطني لأنه يحمي تونس من المغامرة و يقيها من الفتنة. و أنا كمسلم أضعه في فقه مقاصد الشريعة لأن الدولة الحديثة في تونس حققت سعادة البشر و وفرت أرضية التميز و النجاح لكل المواطنين، و لا نتراجع عن هذا التقييم حين نؤيد دعاة الوفاق ايمانا بأن الوفاق الذي تحدث عنه السيد الرئيس هو المسار الطبيعي للأهداف النبيلة التي رسمها التحول لجميع التونسيين و التونسيات. و يبقى رجائي هو أن نجتمع على كلمة سواء و أن نلغي الحقد و البغضاء و أدعو الله سبحانه أن يجمعنا في يوم قريب للصلاة في جامع العابدين في قرطاج وهو المعلم العظيم الذي رفعه سيادة الرئيس أعلى و أشمخ من كاتدرائية القديس لويس التي انفردت بهضبة قرطاج منذ ألف سنة. و الله من وراء القصد.

 

 


 

محمد الهادي التواتي : 1 ماي 2007

 

 » عيد بأية حال عدت يا عيد          بما مضى أم لأمر فيك تجديد »

 

عيد الشغل هو عيد العمال بالفكر والساعد، عيد كل الشغالين وليس عيد البيرقراطية النقابية وزبانيتها ، عيد الشغل يرمز إلى نضالات كل الشغالين وتضحياتهم من أجل التحرر والانعتاق من الاستغلال وقيود الذل والهوان المفروضة عليهم من طرف الرأسمالية المتوحشة وحلفائها هذه الرأسمالية التي ظهرت اليوم بعباءة العولمة معتمدة على الشركات العابرة للقارات والمؤسسات المالية غايتها تمرير مخططاتها الاستعمارية الجديدة والالتفاف على المكاسب التي دفع العمال في سبيل تحقيقها ضريبة الدم منذ ماي 1886.

تاريخ الحركة النقابية مليء بالمحطات النضالية المشرقة ولكن ذكرى 1 ماي 1886 لها دلالاتها الخاصة المرتبطة بالنقلة النوعية التي حدثت في الحياة المهنية للشغالين.

وبالرجوع إلى تاريخ هذه المحطة يمكننا الوقوف على الانجازات التي تحققت (الحق النقابي، الحق في العمل القار، تحديد ساعات العمل اليومية والأسبوعية، التمتع بالعطل الأسبوعية والسنوية وفي الأعياد،و…) واستخلاص الدروس والعبر من نضالات وتضحيات الأوائل.

هذه الدروس والعبر التي افتقدتها الذاكرة والوعي النقابي في بلادنا نتيجة النسيان واللامبالاة وتفشي عقلية الوصولية والانتفاع التي شجعتها القيادات البيرقراطية التي تداولت على دواليب المنظمة في السنوات الأخيرة.

بعد الاستقلال وحتى بداية السبعينات من القرن الماضي- الفترة التي عايشناها- كانت الاحتفالات بعيد الشغل تلقائية وفي حجم وحدة الشغالين ونضالاتهم وتضحياتهم.

كانت حقيقة عيدا بأتم معنى الكلمة. تظاهرة عمالية تنطلق من بطحاء محمد علي تجوب شوارع العاصمة تشارك فيها وفود من كل الجهات والقطاعات تختم باجتماع جماهيري حاشد يعلن فيه المسؤولون عن الانجازات والامتيازات الجديدة التي تحققت للشغالين بين عيدين ويستخلص فيه  المناضلون الدروس والعبر من نضالات الأوائل الأبرار وتضحياتهم، دروس وعبر تشحن النفوس وتقوي العزائم وتدفع نحو الوحدة والمزيد من رص الصفوف والنضال والتضحية في سبيل مصالح الشغالين والبلاد.

واليوم ونحن على مشارف السنة السابعة من القرن الجديد وحالة المنظمة على ما هي من تدهور يعلمها القاصي والداني بماذا ستتحفنا القيادة الجديدة القديمة وعلى ماذا ستحدثنا؟

        على نقض عهودها مع الأطراف الاجتماعية واستخفافها بمصداقية المنظمة !

        على تشجيعها للإضرابات التي تحمل في طيات تنظيمها عناصر فشلها !

        على التسيير الفوضوي الذي طغى على دواليب المنظمة  !

        على إفلاس مؤسسات الاتحاد بفعل فاعلين لإقناع النقابيين بالتفريط فيها !

        على المشاكل التي تنخر الاتحادات الجهوية نتيجة سوء التصرف في أموال الانخراطات وتبرعات الشركات الوطنية .  (قفصة، مدنين، نابل…….) !

        على اختلاسات أموال نزل أميلكار وسوء التصرف في أموال تأمينات الاتحاد!

        على القضايا المرفوعة ضد المنظمة!

        على خصخصة المؤسسات الاقتصادية التابعة للمنظمة (أميلكار،التأمينات،البنك…) !

        على التفريط في الأراضي التي كانت على ملك الاتحاد!

        على التعددية النقابية التي برزت من جديد نتيجة أخطاء هذه « القيادة »!

        على خرق قوانين المنظمة التي صاغتها هذه القيادة على مقاسها!

        على المناصب المهنية والوظائف العليا التي حصل عليها بعض أفرادها دون موجب قانوني ولا قدرة مهنية أو كفاءة علمية !

        على السفرات المكوكية وما تكلفه لخزينة المنظمة!

        على الأموال التي تصرف في الهدايا التي تغدق على ضيوفهم والمقربين منهم!

        على الأموال التي يتحصلون عليها من المؤسسات الاقتصادية دون إن نجد أثرا لها في الموازنة المالية للمنظمة !

        على الصراعات التي تشق المكتب التنفيذي الحالي !

        على بناء دار الاتحاد في بقعة نائية ! (هذا حلم راود المرحوم عاشور!)

        على تصفية الحسابات مع خصوم اليوم أصدقاء الأمس!

        على تضاؤل عدد المنخرطين وعزوف العمال عن الانخراط في النضال النقابي!

        على المناولة، على التأمين على المرض، على …..على…..كلام….كلام…. !

– هذا غيض من فيض إنجازاتها التي نشرتها الصحف اليومية و الأسبوعية!

لأعضاء هذه القيادة ، قيادة الخطاب المزدوج ، قيادة الاستقلالية الوهمية والديمقراطية الفوضوية نقول ما قاله العلامة ابن خلدون « التاريخ في ظاهره لا يزيد على إخبار وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل… » وهو أساسا موعظة فليتعظ من له منهم ضمير حي وليواصل الآخرون تصرفاتهم المخلة بالمبادئ والقيم التي ضحى من أجلها رواد الحركة النقابية بداية ممن سقطوا في أحداث شيكاغو وصولا إلى محمد علي وحشاد أبناء تونس العزيزة والعار كل العار لمن يتشدق بخصال هؤلاء الرواد الأبرار ويحتمي بنضالهم ويأتي بنقيضها. لهؤلاء الأشباه، الأشباح وأتباعهم نقول إن التاريخ سيسجل أفعالهم المشينة وإن حسابهم آت لا ريب فيه إن آجلا أو عاجلا، والتاريخ لا يرحم وإن أمهل فلن يهمل.

 

عاشت الحركة النقابية حرة مستقلة مناضلة

من أجل العدالة الاجتماعية ورفاهة البلاد

 

   محمد الهادي التواتي

أمين عام مساعد للاتحاد سابقا


 

 » ولو باتوا   عطاشا أو   جياعا « 

شعر الطاهر عمران

 

إلى كلثوم كنو الكاتب العام لجمعية القضاة التونسيين قاضية رائدة وأما شجاعا

 والى كل القضاة الذين حملوا القضاء شرفا ومعاناة

 

إذا حبس القضاء فقل سلاما              على عقل البلاد وقل وداعا

 وهل قصر العدالة غير رمس            إذا صرح العدالة قد تداعى  

وهل مازال من يرجو خلاصا           وينتظر الحماية   والدفاعا

لقد سجنوا  القضاء    وكبلوه            ولكن القضية  لن     تباعا

أتطمع  ربة   القش   المذرى            لكي  تقوى  وتقتلع القلاعا

نياشين  الولاء  تنال  جهرا              فيضحي الفاسدون لهم ذراعا

تذيق العادلين سياط   ظلم               وتهدي خيرها رجلا أطاعا

وتعلي شأن من باعوا ضميرا         وتندب السلاحف والضباعا

وهل يرضى القضاة بان يذلوا         ولو باتوا   عطاشا أو   جياعا

وهل يرضى القضاة بان يساموا      صنوف البغي تزداد اتساعا

وهل يحمي القضية غير قاض        شجاع القلب لايخشى السباعا

سخي النفس يأبى كل ضيم            نقي الفكر  يرتفع    ارتفاعا

 

 


 

تعليق على بيان لجنة بوسالم للدفاع عن خريجي الجامعة وحاملي الشهائد العليا ببوسالم

المولدي الزوابي تزامنا مع يوم الإضراب الذي خاضه رجال التعليم يوم 11 افريل الجاري أصدرت اللجنة المحلية للدفاع عن خريجي الجامعة وحاملي الشهائد العليا ببوسالم بيانا عبرت فيه عن استيائها الشديد من موقف السلط المحلية والجهوية التي مازالت تتعمد إقصاء أعضاء اللجنة عن العمل وتهميش مطالبهم وتنصلها من الوعود التي عبرت عنها وعلى رأسها الاجتماع الذي عقد مع السيد الكاتب العام للولاية بتاريخ 28 مارس2007 ولئن انتهى الاجتماع باتفاق مفاده أن الولاية في استعداد تام لتشغيل أعضاء اللجنة وبشكل جدي وفوري مقابل التزام أعضاء اللجنة بعدم الاحتجاج أمام مقر الولاية بشكل جماعي.فقد رفضت الولاية مقابلة المنسق العام للجنة واحد أعضائها لم يتعد جواب الولاية المماطلة والتسويف الأمر الذي أدى إلى رفض بقية الأعضاء الالتزام بالاتفاق المشار إليه أعلاه . وجاء في البيان »…كما بدى كاشفا زيف الوعود التي أطلقتها السلط المحلية والجهوية المعنية وعدم ارتقائها بعد إلى مستوى التعامل الإداري المسؤول والصادق، وبات من المؤكد أن السلط المعنية تتعمد إقصاء وتهميش مطلب الأعضاء من خلال عدم فتح باب مكتب والي الجهة لمجرد الإصغاء والمحاورة بل تعدت ذلك لممارسة مبدأ التخوين والمماطلة والضغوطات بشتى أنواعها مستخدمة بذلك كل آلياتها والإيهام الزائف بعدم استقلالية اللجنة ». واستنكرت اللجنة بشدة الاستخفاف بمشاعر أعضاء اللجنة وأهدافهم الدستورية.كما نددت بسياسة غلق الأبواب وعدم تمكين السلطة المعنية مقابلة أعضاء اللجنة فضلا عن الإصغاء لمطالبهم ومشاغلهم وعدم حل مشاكلهم بشكل نهائـي. وأعلنت الدخول في تحركات احتجاجية ونضالية نوعية إلى أن تستجيب السلط إلى مطالبها المشروعة،متمسكة بحقها في النضال الهادف إلى الشغل باعتباره مقوما أساسيا من مقومات الحياة. وناشدت كل القوى الديمقراطية بمختلف تشكيلاتها مساندة أعضاء اللجنة في تحركاتها المستقبلية. وتجدر الإشارة إلى ان لجنة بوسالم تخوض من شهر اوت2006 عددا من التحركات تمكنت من خلالها تشغيل خمسة من أعضاءها .  

————————————
غار الدماء

اعتصام عمال التبغ

اعتصم بمقر الوكالة الفرعية للتبغ والوقيد بغار الدماء وعلى مدى 15 يوم تقريبا من الشهر الجاري نحو 80 عامل من عمال التبغ بمنطقة غار الدماء. وقد جاء هذا الاحتجاج كرد فعل على تعمد إدارة الوكالة عدم تمتيع العمال من حقوقهم في التغطية الاجتماعية والترسيم وصرخة استغاثة لإنهاء الاستغلال وتغييب حقوقهم المهنية خاصة وان منهم من يعمل منذ عشرات السنين دون أن يتمتع بتلك الحقوق ،وإرغامهم على خدمة ساعات إضافية بدون مقابل تجاوزت الثلاث ساعات في بعض الأيام فضلا عما يتعرضون له من معاناة بلغت درجة الاهانات والاحتقار -على حد تعبير العمال- وهو أمر يمكن أن تلمسه بمجرد وقوفك ولو للحظة بمنبت زراعة التبغ بغار الدماء. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الجهوي للشغل يسعى إلى تقريب وجهات النظر والبحث عن حل جذري ينهي معاناة هؤلاء العمال خاصة وان بداية موسم زراعة التبغ قد بدأت بعد ان عقد جلسة في الغرض مع الأطراف المعنية. وقد شفع هذا الاعتصام بحضور امني مكثف وضغوطات من قبل بعض المسؤولين الإداريين تراوحت بين التهديد بالطرد وأخرى بالسجن والسبب هو استفاقة هؤلاء العمال خاصة بعد أن أسسوا هيكل نقابي للدفاع عن مطالبهم مع مطلع السنة الحالية. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)  


مقال : حول زيارة منطقة بغورة

المولدي الزوابي أدى الشهر الماضي وفد عن ممثلي بعض الأحزاب السياسية المعارضة بولايـــة جندوبـــة زيارة إلى منطقة بغورة من عمادة بولعابة معتمدية بوعــوان واطلع الوفد على خطورة تلوث مياه العيون وانقطاع الماء الصالح للشراب بشكل كلي على المنطقة والذي سبق وان اشتكى منه مواطني العمادة وقدموا فيه عدة عرائض إلى السلـط المحلية والجهوية والعليا ونشرت في شانه عدة مقالات صحفية غير أن السلـط المعنية والى حد تلك الزيارة لم تتخذ أي إجراء عملي ينهي معاناة هؤلاء المواطنين التي تجاوزت -حسب تصريحاتهم- الثلاث سنوات مما يظطرهم إلى التنقل على مسافات بعيدة للحصول على ماء الشرب.أو الالتجاء لمياه « النقاقيع » الملوثة. ولاحظ الوفد بان العيون –مصدر الشرب الحالي- تفتقر إلى الصيانة والمراقبة الصحية حيث علقت بها بعض الحشرات والأوساخ والطحالب والتي من شانها أن تتسبب في عدة أمراض.خاصة وانها معرضة لتراكم الأتربة الناجمة عن عملية الانجراف وبالتالي الانسداد الجزئي أو الكلي لها. وفي اتصال ببعض مواطني الجهة أفادوا بان انقطاع الماء منذ ثلاث سنوات كان نتيجة لعدم وجود جمعية منتخبة تؤمن بالعمل التطوعي وبالمسؤولية ذلك أن مبدأ تعيين الأعضاء المعتمد في الجمعيات لاعتبارات يمليها الحزب الحاكم لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يقدم أية إفادة لسكان المنطقة،ولعل هروب الجمعية عن إسداء خدماتها فيه ما يعلل هذا الاتجاه سيمــا وان بعض الأيادي قد تعمدت إفلاس الجمعية وإدخالها في دوامة من الديون حالت دون مواصلة نشاطها. إن أكثر ما يثير التساؤل في هذه القضية هو ذلك الفشل الذريع الذي منيت به الجمعيات المائية في ولاية جندوبة بشقيها الصالح للشرب والصالح للري رغم غنى الجهة بموارد مائية ضخمة، لتتعطل خدماتها إما لديون متخلدة بالذمة أو لانسداد القنوات أو لاصطدام المشروع بعوامل ظرفية عجزت ميزانياتها عن تجاوزها.هذا الأمر يتأكد لك عندما تتطلع على إحدى الحنفيات التي تعود حسب شيوخ المنطقة إلى القرن التاسع عشر والتي أقامها احد المعمرين الأوروبيين في ضيعة كائنة بعمادة بولعابــة حيث لازالت إلى حد الساعة تسدي خدماتها بشكل ملفت للنظر كما أن المتتبع لمثل هذه الجمعيات يلاحظ مدى تهافت أعضاء الجمعيات على رآسة الجمعية وأمانة المال؟ واعتراضهم عن خضوعها لمبدأ الانتخاب الحر والديمقراطي الكفيل الوحيد بالمراقبة والمحاسبة والمتابعة !!.ذلك أن التنمية في مفهومها الشامل لا يمكن لها أن تنجح في ظل احتكار حقوق المواطن والدوس على مشاعره وعدم تشريكه في العمل والقرار. وفي بيان مشترك ندد ممثلي الأحزاب الذين زاروا المنطقة بتعامل السلطة اللامسؤول مع مثل هذه الملفات الحياتية والخطيرة وأبدوا مساندتهم المطلقة واللامشروطة لمطالب المواطنين والعمل معهم على رفع تلك المظلمة .وقد علمنا بان ماء الجمعية قد عاد للضخ فهنيئا لمتساكني بغورة . (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)  


كفّوا عن الأباطيل اتقوا اللّه في المربّين

ماهر حنين قيل في زمن يحترم فيه المدرّس وتقدّس فيه مهنة التّعليم : « من علّمني حرفا صرت له عبدا » كما قيل: قف للمعلّم وفّه التّبجيل…كاد المعلّم أن يكون رسولا. لكن المتابع للحملة الإعلامية التي سبقت الإضراب الناجح للأساتذة والمعلّمين يوم 11 أفريل 2007 يقف على حقيقة هي أنّ بعض أصحاب المصالح الشخصية الضيّقة يحاول زعزعة الصّورة المثالية للمربي متوهّما أنّه يخدم مصلحة البلاد بالتّشكيك في وطنيّة المدرّس الذي جرّم لمجرّد أنّه يطالب بحقوقه المشروعة مثل بقيّة الموظّفين في جميع القطاعات وكأنّه لإثبات وطنيّته مطالب بأن : _يتخلّى عن حقّه في قانون أساسيّ متكامل البنود ينظّم مهنته ويحدد واجباته وحقوقه. _يتنازل عن حقّه في ممارسة العمل النّقابي داخل المؤسسة التربوية. _يرضى بصيغة مهينة في انتداب زملائه الأساتذة وهي صيغة المتعاون صنف أ. _يتحمّل ظاهرة العنف المدرسيّ المتنامية في مدارسنا ويرضى بدور الضحيّة دون تشكّ أو تبرّم. _يمرّر مشروع مجلس المؤسسة بالصيغة التي طرحتها وزارة التربية دون تعديل أو نقاش. _يطبّق برامج تعليمية مسقطة لا يحقّ له المشاركة في صياغتها (وأهل مكّة أدرى بشعابها). _وأخيرا وليس آخرا يقتطع من مرتّبه ومن لقمة عيش أبنائه قدرا من المال لاقتناء لوازم العودة المدرسية دون المطالبة باسترجاعها.. إنّ المربّي لا يحتاج إلى شهادات في الوطنية لأن الوطنية هي روح مهنته وليست شعارا يتشدّق به على الملإ في المناسبات إنها أفعال يعاينها التلميذ في القسم في النهار وتراقبها عائلة المربي في الليل وهي تضحيات يشهد بها حتّى القلم والكراس والطباشير والمكتب.إن المربي هو من يقدم الدروس في الوطنية لكل الأجيال لأن الكل مرّ من هنا بمن في ذلك من تنكر لمن علّمه و قال عن المعلم « تعوّد بالتكركير ». إنّ من يسمع ويرى ويقرأ ما يقال عن الأساتذة و المعلّمين من قبيل ما نشرته صحيفة االأخبار في عددها الصادر يوم 10 أفريل 2007 تحت عنوان »سابقة في الوظيفة العمومية 130 ألف أستاذ ومعلم يطالبون براتب إضافيّ  » يدرك أن هذا الكلام بوعي أو بغير وعي يسيء للمربي ويظهره للرأي العام في صورة الجشع الأناني غير الحريص على مصلحة البلاد. ومن باب الغيرة على المربي سأرفع الضيم عنه وأقيم الحجة على وطنيته التي لا تحتاح لبرهنة في النقاط التالية: _إن التركيز في وسائل الإعلام على المطالب المادية للمربّي والسكوت على المطالب المعنوية الواردة آنفا ينطبق عليه االمثل الشعبي: »حديث غائب شطره » _القول بأنّ المربّين يطالبون بالراتب الثالث عشر مغالطة كبرى فالأساتذة والمعلمون يطالبون بمنحة العودة المدرسية لأنهم عكس الوظائف الأخرى ينفقون على مهنتهم من مرتّباتهم منذ عقود ومن حقّهم استرداد هذه المصاريف المثقلة لكاهلهم واسألوا أبناءنا التلاميذ عن محفظة المدرس الثقيلة وما يخرجه منها من مستلزمات مكتبية و بيداغوجية … _إذا افترضنا أن الأمر يتعلق براتب إضافي فهذا المطلب ليس بدعة في الوظيفة العمومية. _إذا كانت مطالبة نقابتي التعليم بمنحة عودة تساوي أجر شهر مشطّا فإن اقتراح الوزارة على الأساتذة 25 دينارا لا يحتاج إلى تعليق. _لماذا يذكر سعر برميل النفط المرتفع بهذه المناسبة ولا يستحضر انخفاضها عن السنة الفارطة بنحو عشرة دولارات ولماذا لا تعاد على مسامعنا نسب النمو الباهرة التي يحققها الاقتصاد الوطني والتي تتجاوز 5 بالمائة. هناك أرقام تصف الوضعية المادية للأستاذ قد لا يذكرها هو نفسه خجلا مثل الأجر الأساسي البالغ 190 دينارا وهو الأدنى تقريبا وهذا له انعكاس على الساعة الإضافية التي لا تتجاوز قيمتها 2600 مليما لأنها تحتسب اعتمادا على الأجر الأساسي أما إذا تعلّق الأمر بخصم لسبب من الأسباب فيقع احتساب الأجر الصافي ليصل خصم يوم واحد إلى 30 دينارا. ثم إن الساعات الإضافية التي ينجزها المربي بأجر زهيد توفر على الوزارة عديد الانتدابات. وفيما يخصّ منحة الإنتاج فلا يتجاوز مجموعها سنويا 210د موزعة حسب الثلاثيات كالآتي : (56د-56د-56د-37د) بينما يحصل من هو دون مستوى الباكالوريا أحيانا في القطاعات العمومية والخاصة على أكثر من ألف دينار نهاية كل سنة كمنحة إنتاج رغم أنه قيل لنا يوما إنّ المربي هو الأكثر إنتاجية لأنه يصنع العقول ويخرج أجيالا من الكفاءات التي يقوم عليها اقتصاد البلاد . ألا يحق للمربي أن يطمح إلى تحسين وضعيته المعنوية قبل المادية ومهنته يصنفها الخبراء من بين أكثر المهن إرهاقا وتصنف عالميّا الثانية بعد عمال المناجم والدليل على ذلك كثرة المصابين من المدرسين بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية والنفسية حتى أن أمل الحياة في صفوف المدرسين منخفض مقارنة بغيرهم . لكن الذي جعل مهنة التعليم أكثر مشقة ظروف االعمل الصعبة في مدارسنا المتمثلة في قلّة التجهيزات و كثافة التلاميذ في الأقسام وانعدام الرغبة عند الكثير منهم في الدراسة متحججين أمام المدرّس بتضاؤل الأمل في التشغيل وهو ما يجعل منهم عناصر مشاغبة تعطّل سير الدرس وتفقد المدرس أعصابه وتجعل من الحصة وقتا متشنجا يسعى فيها المدرس إلى إنجاز درسه وإرضاء ضميره أمام تلاميذ لم يعد المعلم والأستاذ الكادحين إلى ربهما مثلهم الأعلى بل « الكوارجية والمغنين » الذين يحتكرون وسائل الإعلام ليلا نهارا ويظهرون بسيارات فخمة وفي قصور ضخمة وملابس فاخرة والذين تستحدث لهم القنوات التلفزية الخاصة ويكرّمون ويبجّلون. ومهنة التعليم صارت أكثر إرهاقا لأن المدرس يبذل مجهودا خرافيا مع تلاميذه ثمّ لا يجني ثمرة عمله لأن النتائج في تراجع مستمرّ والأدهى أن المدرّس يحمّل مسؤولية الفشل الدراسي ويتم تناسي الأسباب الحقيقية مثل ( تناقص فرص الشغل / اتباع سياسة النجاح والارتقاء الآلي / إلغاء بعض المناظرات….) ليجد االمدرس نفسه ممزقا بين الموضوعية في إسناد الأعداد وبين إرضاء التلميذ والولي والإدارة وفي الحالتين يتعذب المدرس ويتحسر على زمن ضائع …. إن المدرس كالجندي يعمل في كل المواقع في الريف قبل المدينة وهو ملتزم بذلك ومقدم عليه بروح وطنية عالية ولا أذيع سرّا إذا قلت أن الآلاف من المعلمين والأساتذة يدرسون في مؤسسات تربوية تبعد عن مقرات سكناهم مئات الكيلومترات في ولايات غير ولاياتهم وعشرات الكيلومترات في إطار الولاية الواحدة وللتنقل لتلاميذهم ينفقون يوميا ما بين 5 و10 د وشهريا ما بين 100و200د . فهل أكثر من هذا نضالية ووطنية . لكن الذي يشعر المربي بالضيم ضبابية المعايير في الانتدابات وفي حركات النقل فكم من أستاذ أصيل المهدية يعين في قبلي وأستاذ من قبلي يعين في المهدية وكم من أستاذ من بنزرت يعين في رمادة بينما زميله يعين قرب مقر سكناه وكم من أستاذ بمجرد إتمامه عمله الدوري تجده بقدرة قدير يعمل بجانب بيته .ألا يشعر هذا بالإحباط وانعدام العدالة؟ أخيرا أقول أنّه كان حريّا ألاّ توظف أموال المجموعة الوطنية لكيل التّهم لرجال التعليم زورا وبهتانا وتشويه صورتهم ولأنّ الوطنية ممارسة وليست قولا كان من الأفضل توفير تكاليف هذه الحملة في بناء قاعات جديدة أو تعزيز بعض المدارس بتجهيزات هي في أمسّ الحاجة إليها. كما أؤكّد على أنّ أسلوب كيل التّهم الجاهزة بدءا بالتسيّس انتهاء بالتخوين ساهم في نجاح إضراب رجال التربية إلى حدّ بعيد فهل تستفيد وزارة التربية من التجارب السابقة لتفتح لتفاوض جدّي وصادق مع نقابتي التعليم وتخرج قطاع التربية من الأزمة التي بدأت تطول وتتفرغ كلّ الأطراف للعمل الجادّ والمسؤول؟ (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 403 بتاريخ 27 أفريل 2007)

بعدما اخترق بوتين أسوار المغرب …

روسيا تناور بالأسلحة والغاز لانتزاع موقع في شمال أفريقيا

رشيد خشانة (*) تُبصر العلاقات الروسية المغاربية انعطافاً لافتاً في الفترة الراهنة أعاد موسكو إلى شطرنج المنافسة الإقليمية بعد غياب طويل، بل جعل منها لاعباً رئيساً تخشاه أميركا أكثر من ذي قبل. وجديد العودة الروسية إلى المنطقة أنها لم تعد تقتصر على علاقات جيدة مع الجزائر وإنما باتت تشمل أيضاً إقامة تعاون وثيق مع المغرب منذ زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى كل من الرباط والجزائر العام الماضي. ولم يعد الروس يتعاطون في صفقات التسليح فقط وإنما يهتمون أيضاً بالتنسيق الغازي وتزويد بلدان المنطقة التكنولوجيا النووية وتعزيز التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب وتكثيف المبادلات التجارية. من هذه الزاوية شكل رد الفعل الروسي السريع على التفجيرات الأخيرة في الجزائر علامة على طبيعة العلاقات الروسية – المغاربية الجديدة، فإضافة الى البرقية التي أرسلها بوتين إلى نظيره عبدالعزيز بوتفليقة (والتي لم تكن بروتوكولية) أكد وزير الخارجية الروسي سيرغاي لافروف أن مكافحة الإرهاب «تشكل ركناً مهماً من التعاون متعدد الأشكال بين روسيا والجزائر»، وأن التفجيرات «عززت قناعتنا المشتركة بالمضي بمكافحة الإرهاب بلا هوادة على الصعيدين الثنائي والمتعدد». وأوضح لافروف أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة بوتين الجزائر «تم تنفيذها بنجاح، لكن، ما زال كثير ينبغي فعله في المستقبل». وفي هذا السياق عكست زيارة وزير الخارجية الجزائري محمد البجاوي لموسكو أواسط الشهر الجاري الأهمية التي يوليها الجانبان لتطوير العلاقات الثنائية، خصوصاً في المجال العسكري بعد إبرام صفقة أسلحة ضخمة كانت الأهم في المنطقة وأثارت مخاوف ليس فقط في المغرب بل حتى لدى إسبانيا، بسبب تزايد النفوذ الروسي في شمال أفريقيا. وكشفت صحيفة «كومرسنت» الاقتصادية الروسية في 31 آذار (مارس) الماضي أن الجزائر حضت موسكو على المشاركة في صفقة تعتزم طرحها لشراء سرب من المُطاردات من طراز سوخوي سو 32 وميغ 29 وفرقاطة حاملة للمروحيات، إضافة الى دبابات من طراز ت90 وصواريخ أرض – جو من نوع «بانتسير». وإذا تحققت الصفقة التي قُدرت قيمتها بـ 7 بلايين دولار، فستقفز الجزائر إلى المرتبة الأولى بين زبائن الأسلحة الروسية على الصعيد العالمي. وتشكل تلك الخطوة، التي رأى فيها مُحللون عسكريون أكبر صفقة عسكرية تتوصل إليها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، امتداداً لتسخين العلاقات العسكرية الثنائية الذي جسدته زيارة رئيس الأركان النائب الأول لوزير الدفاع الروسي يوري بالويفسكي للجزائر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي رداً على زيارة رئيس الأركان الجزائري العميد قايد صالح. لكن السلاح ليس الوحيد الذي قرّب المسافة بين موسكو والجزائر، فالتنسيق الغازي من «الغاز» عزز التفاهم بينهما كون روسيا تؤمن 29 في المئة من حاجات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي فيما تؤمن الجزائر 11 في المئة منها. وعلى هذا الأساس ناقش بجاوي خلال زيارته الأخيرة لموسكو مشروع إنشاء منظمة للبلدان المُصدرة للغاز على رغم المعارضة الشديدة التي يلقاها من العواصم الغربية. وتبرز هنا حدة السباق الأميركي – الروسي – الفرنسي للتودد إلى الجزائر، إذ استُقبل بجاوي بحفاوة خصوصاً لدى زيارته واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي وأهدته الوزيرة رايس نسخة من «معاهدة السلم والصداقة» التي توصل إليها البلدان في السنة 1795 بين باي الجزائر والجمهورية الأميركية اليافعة، ما جعل مُراقبين يربطون تلك الرسالة بإخفاق جهود باريس والجزائر للتوصل إلى معاهدة مماثلة طيلة السنوات الثلاث الأخيرة. وأظهرت محادثات وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي مع بوتفليقة في نيسان الماضي طيلة ساعتين ونصف الساعة أن الجزائر لا تستعجل التوقيع على معاهدة كهذه. في المقابل حاول الروس أن يحيطوا زيارة بجاوي لموسكو في وقت سابق من هذا الشهر بحفاوة تعادل حفاوة الأميركيين، وهو ما انعكس في سير المحادثات «التي كانت سالكة أكثر مما توقعنا» طبقاً لمعلومات مصدر روسي. مع بوتين تخلت السياسة الروسية في شمال أفريقيا عن الاعتبارات الإيديولوجية وأخذت في الاعتبار المصالح الاقتصادية في الدرجة الأولى طاوية نهائياً صفحة المحاور التي كانت تُقسم المنطقة إلى «تقدميين» و «رجعيين». ولو كان نيكيتا خروتشوف أو ليونيد بريجنيف محل فلاديمير بوتين الذي زار المغرب العربي في سنة 2006 (وهو أول رئيس روسي وطأت قدماه المنطقة منذ أكثر من ربع قرن)، لذهب إلى ليبيا ثم الجزائر طبقاً لخريطة التحالفات الروسية أيام الحرب الباردة. أما بعدما وضعت تلك «الحرب» أوزارها وتغيرت ملامح المنطقة فإنه فضل تجاهل ليبيا وركز على الجزائر والمغرب لأسباب براغماتية تتعلق بوزنهما السكاني والاقتصادي والإستراتيجي في شمال أفريقيا. وفيما تصدر ملف التسليح المحادثات الثنائية التي أجراها بوتين مع بوتفليقة في الجزائر في آذار (مارس) الماضي، طغت ملفات التعاون الاقتصادي على محادثاته في المغرب، الذي زاره في أيلول (سبتمبر). ويمكن القول إن بوتين منح روسيا منفذاً ثميناً للمغرب الأقصى الذي يعتبر أحد دولتين رئيسيتين في المنطقة، ربما للتعويض عن «خسارة» ليبيا بعد الصفقة التي عقدها الزعيم الليبي معمر القذافي مع واشنطن لتطبيع العلاقات الثنائية، والتي أخرجت الشركات الروسية من لعبة تقاسم الكعكة النفطية في مرحلة ما بعد إنهاء العقوبات الدولية. ولا يمكن فصل زيارتي بوتين لبلدين مغاربيين، في أوقات متباعدة، عن سباق النفوذ الأميركي الروسي في القارة الأفريقية، فموسكو شعرت بالخسارة ولذلك اتجه الروس إلى تعزيز العلاقات مع الجزائر من جهة وفتح بوابة المغرب (وإن في شكل خفر حتى الآن) من جهة ثانية. وبات واضحاً في ظل علاقات باردة مع كل من تونس وموريتانيا طوال نصف قرن أن المخططين الروس يلعبون ورقة المغرب، وإن كانوا مدركين أنه حلبة مُنافسة أميركية – فرنسية لا مكان فيها للاعب كبير ثالث. وقال محلل روسي رفض الكشف عن هويته: «لم نستطع تأمين زيارة لرئيس تونسي إلى موسكو منذ استقلال هذا البلد الذي تربطنا به، مع ذلك، علاقات جيدة منذ الخمسينات، ولم يزر أي رئيس روسي تونس أيضاً». وأضاف أن موريتانيا «اختارت الذهاب بعيداً في علاقاتها مع أميركا وإسرائيل في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد طايع الذي لم يترك مجالاً لإقامة علاقات متوازنة مع أطراف دولية من المعسكر الآخر». وكان الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة تعلل بأن الأمين العام السابق للحزب الشيوعي السوفياتي ليونيد بريجنيف رفض أن يكون في استقباله في موسكو فألغى مشروع زيارة أعدها سفيره لدى روسيا محمود المستيري في أواسط السبعينات. وكان المستيري كشف في تصريحات أدلى بها قبل وفاته في العام الماضي أن بورقيبة لم يكن راغباً في الزيارة لأنه كان يتوقع أن ينهار الاتحاد السوفياتي السابق. وظلت العلاقات الثنائية مُقتصرة طيلة نصف قرن على التعاون العلمي والتجاري والثقافي. أما مع موريتانيا فلم تشهد العلاقات الثنائية فترة ذهبية في ظل أي من الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البلد. من هنا تبدو الجزائر حلقة رئيسة في سياسة موسكو المغاربية بل الأفريقية، وهي إضافة الى طابعها العسكري البارز ترتدي أبعاداً أخرى سياسية واقتصادية لا تقل أهمية بالنسبة الى موسكو. وقبل أن يزور بوتين الجزائر كانت الحكومتان تقدمتا في المفاوضات على صفقة ضخمة شملت شراء 300 دبابة من طراز 90 أم بي تي أس و84 طائرة مُطاردة من طرازي سوخوي وميغ. وتمت الصفقة، التي كشفت صحيفة «لوجان أنديباندان» الجزائرية عن قيمتها (بلغت 1 بليون دولار) نهائياً في أيلول الماضي. وتسلمت الجزائر مطلع العام الحالي الدفعة الأولى من الدبابات التي تُصممها شركة «روزوبورن إكسبور» الحكومية وعددها 45 من مجموع 180 ستتسلمها قبل نهاية 2007. وجرب الجيش الجزائري تلك الدبابة قبل التوقيع على الصفقة التي شملت أيضاً تدريب العسكريين الجزائريين على قيادة الدبابة. وفي السياق نفسه يُنتظر أن تزود روسيا الجزائر 28 مطاردة من نوع سوخوي 30 أم كا من تصميم شركة «إيركوت» و40 مطاردة من نوع ميغ 29 و16 مطادرة خاصة بالتدريب من نوع ياك 130. وشملت الصفقة الضخمة التي تم التوقيع عليها أثناء زيارة بوتين، (بلغت قيمتها 5.7 بليون دولار)، ثمانية صواريخ أرض جو من طراز تونغوسكي وتجديد 250 دبابة جزائرية من طراز تي 27 وعدد غير معلوم من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز ميتيس وكورنت و300 دبابة من طراز تي 90، إضافة الى صيانة السفن الحربية الجزائرية الروسية الصنع. بهذا المعنى استمرت الجزائر مثلما كانت منذ السنوات الأولى للاستقلال، الحليف الأكبر لروسيا في المغرب العربي، ولم تُغير نهاية الحرب الباردة من هذه العلاقة الخاصة شيئاً. بل إن زيارة بوتين كانت مناسبة لمقايضة الديون الجزائرية تجاه موسكو والمُقدَرة بـ4.7 بليون دولار بصفقة الدبابات والطائرات، إذ قبل الروس شطب الديون في مقابل إبرام صفقة الأسلحة. وهذا النوع من العلاقة تعذر مع ليبيا مثلاً التي صارت مرتبطة أكثر بالدول الغربية منذ رفع العقوبات الدولية عنها، ناهيك أنها صارت ترسل طياريها المدنيين للتدريب في مدينة سياتل الأميركية. لكن الوضع مختلف مع المغرب إذ ان موسكو تُولي اهتماماً كبيراً للقارة الأفريقية بوصفها خزان المستقبل الذي تتهافت عليه القوى الكبرى، والأرجح أن أفريقيا باتت تشكل في نظر موسكو سوقاً تجارية كبيرة ومجالاً فسيحاً للاستثمار ومصدراً مهماً للخامات والمعادن والمواد الأولية، خصوصاً بالنسبة الى اقتصاد نشط ومنتعش. لذلك سافر بوتين من المغرب إلى أفريقيا الجنوبية عابراً القارة من الشمال إلى الجنوب. فأمام الاندفاع الصيني للانتشار في القارة السمراء يعتقد الروس بأن التعاون مع بريتوريا، التي لديها خطط سياسية واقتصادية لكامل المنطقة، يشكل جسراً قوياً للوصول إلى الجيران. ومن هذه الزاوية أيضاً يمكن فهم الحرص الروسي على تكريس التوازن في العلاقات مع كل من الرباط والجزائر، فهي تسعى إلى أن تكون حاضرة في البلد الرئيس الثاني في المنطقة، إلى جانب حضورها التاريخي في الجزائر، خصوصاً بعد انهيار الحواجز العقائدية السابقة. وتجسد ذلك من خلال التوقيع على سلسلة من الاتفاقات الثنائية لمناسبة زيارة بوتين الرباط، شملت تجديد السماح لاثنتي عشرة سفينة صيد روسية بالصيد في السواحل المغربية لمدة ثلاث سنوات أخرى، وتسليم المطلوبين للقضاء وتنشيط إرسال السياح الروس إلى المغرب، وتبادل المنح الدراسية للطلاب وتكثيف التعاون العلمي والثقافي والرياضي. واللافت هنا أن أحد مستشاري بوتين أفاد أن التعاون العسكري كان مطروحاً على جدول المحادثات من دون إعطاء إيضاحات أخرى، كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن شركة روسية ستكون بين المشاركين في العطاء الدولي لإقامة أول مفاعل نووي سلمي في المغرب. وعلى هذا الأساس تبرز ملامح سياسة بوتينية جديدة في شمال أفريقيا تُركز على الجزائر بصفتها قُطب الرحى في المشهد الإقليمي، لكنها لا تقيم وزناً للاعتبارات الأيديولوجية القديمة بقدر ما تُركز على تطوير المصالح الاقتصادية، خصوصاً مع شركاء غير تقليديين. (*) من أسرة «الحياة». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أفريل 2007)

تونس تستقطب السياح من أوروبا الشرقية والوسطى

تونس – سميرة الصدفي      تسعى تونس الى استقطاب السياح من أوروبا الشرقية عبر حملات ترويجية أطلقتها أخيراً وعينُها على السوق الألمانية التي كانت المصدر الرئيسي للسياح قبل العام 2003. ولوحظت زيادة سريعة في أعداد السياح الروس الذين زاروا البلد خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت أعدادهم إلى 109 آلاف سائح في السنة الماضية أي بزيادة بلغت نسبتها 15 في المئة قياساً على السنة 2005. ويفضل السياح الروس زيارة تونس عندما يرغبون بالسفر إلى الصحراء أو البحث عن سواحل متوسطية دافئة، خصوصاً في سوسة والمنستير والمهدية، وهم يُقيمون في فنادق يعتبرونها فخمة قياساً على تلك المُتاحة في بلدان أخرى اعتادوا على زيارتها في الماضي. وتكثفت الرحلات الجوية بين موسكو والمطارات التونسية في الفترة الأخيرة وبخاصة مطار تونس وجربة والمنستير. كذلك وضع التونسيون خططاً لتكثيف استقطاب السياح من البلدان المجاورة لروسيا. وأفيد أن شركة النقل التونسية الخاصة «الطيران الجديد» ستفتتح قريباً خطاً مباشراً يربط بين كييف وجزيرة جربة التي يحب الأوكرانيون تمضية الإجازات على سواحلها الدافئة. وشارك التونسيون بكثافة في المعرض السياحي الأخير في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في إطار سعيهم الى تعزيز حضورهم في أسواق بلدان البلطيق. وتستقطب تونس 16 ألف سائح سنويا من أستونيا ومولدوفيا وليتوانيا على رغم صغر حجم السوق إذ لا يتجاوز عدد سكان دول البلطيق 7.5 مليون نسمة. إلا أن عيون التونسيين ما زالت على ألمانيا التي كانت تؤمن أكثر من 25 في المئة من أعداد السياح الذين زاروا البلد قبل السنة 2003 تاريخ العملية الإنتحارية التي استهدفت كنيس «الغريبة» في جزيرة جربة (جنوب)، والتي راح ضحيتها 14 سائحاً ألمانياً. واجتاز عدد الألمان في السنوات التي سبقت تلك الحادثة حاجز المليون سائح في السنة، لكنه تراجع أخيراً إلى 540 ألف سائح فقط في السنة. وأشارت تقديرات غير رسمية إلى أن 140 ألف سائح ألماني زاروا تونس في الشتاء الحالي ومن المتوقع أن تزيد أعدادهم في الصيف المقبل بنسبة 20 في المئة قياساً على الصيف الماضي. ويحتل الألمان حالياً الرتبة الرابعة بين زوار البلد بعد الليبيين والفرنسيين والجزائريين. وأظهر استطلاع للرأي أن 58 في المئة من الألمان الذين أتوا إلى تونس اختاروها من أجل البحر والشمس، فيما اختارها 14 في المئة من أجل الرياضة والثقافة. وفي إطار تنويع المعروض السياحي يسعى التونسيون الى استقطاب الألمان المولعين برياضة الغولف من خلال تأمين 9 ملاعب غولف في مناطق مختلفة من البلد. وشاركوا الشهر الماضي في المعرض السياحي الدولي في برلين للترويج لسياحة العلاج التي تحتل تونس فيها الرتبة الثانية على رغم وجود منافسة قوية من تركيا ومصر. غير أن الإهتمام باستقدام مزيد من السياح من أوروبا الشرقية والوسطى لا يعني أن التونسيين يئسوا من السوق الأميركية. وهم يسعون من خلال صيغ شراكة مع البلدان الأوروبية القريبة منهم، خصوصاً إيطاليا وفرنسا، إلى استقطاب سياح أميركيين في إطار برامج قصيرة الأمد لدى زيارتهم اوروبا. ويزور تونس أكثر من 16 ألف سائح أميركي في السنة من أصل 85 ألف سائح يزورون بلداناً أفريقية. إلا أن مسؤولاً سياحياً أكد لـ «الحياة» أن الإمكانات المُتاحة للإستفادة من السوق الأميركية والتي تُقدر بـ68 مليون سائح سنوياً، أكبر من ذلك بكثير. وأفاد أن تونس تضع حالياً خططًا لتكثيف الترويج السياحي في المدن الأميركية بما في ذلك درس فتح خط جوي مباشر إلى الولايات المتحدة أو كندا، واستثمار الخط الذي فتحته أخيراً الخطوط الجزائرية إلى أميركا. يُذكر أن تونس احتلت الرتبة الأولى في أفريقيا والثانية في العالم العربي على مؤشر تنافسية السياحة والسفر الذي يضعه سنوياً «منتدى دافوس» الإقتصادي العالمي والذي شمل 124 دولة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أفريل 2007)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

19 juin 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année,N° 1856 du 19.06.2005  archives :www.tunisnews.net اللقاء الإصلاحي الديمقراطي : الحركة والصحوة، والدعوة والسياسة – الخطوط

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.