الاثنين، 25 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2317 du 25.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس: محنة الطالبات المحجبات في تونس تتجدد

الحياة: استئناف قضية كنيس جربة الشهر المقبل

الصباح: إحبـــاط 4 عمليـــات إبحــار خلسـة وإنقــاذ 35 «حارقـا» مــــن المـــوت

الصباح: تحقيق نسبة نموّ في حدود %5.9 وتوفير 85 ألف موطن شغل وتغطية حاجيات 5 أشهر من التوريد السنة المقبلة الصباح :مــاذا في مشـــروع إصـــــلاح النظام الداخلي لهيئة المحامين؟

الحياة:أميركا: مرشح جمهوري إلى مجلس الشيوخ في حرج لتنكره لأصوله التونسية – اليهودية

د,خالد الطراولي: المشهد السياسي التونسي: أزمة معارضة أم أزمة حكم ! [1/4]

عبدالحميد العدّاسي: كلمتي ليست سياسية

د.خالد شوكات يكتب عن الطريق إلى قازان سويس إنفو:الاشتراكيون يوسعون قاعدتهم قبيل الانتخابات في المغرب  البرلمان الاردني يقر قانونا ينظم التدريس والخطابة في المساجد إسلام أون لاين نت: تمرد « رمضاني » في ضواحي باريس! الحياة: طبطبائي: أميركا بنت لنا أول مفاعل في عهد الشاه رويترز: صحيفة إسرائيلية: أولمرت التقى مع مسؤول سعودي كبير رويترز:مصر تمنع توزيع صحف أجنبية « تحقر » الإسلام ناجي الخشناوي: ايران بين نجاد المحافظ ونجاد الثائر آلان نوري: الفساد في كردستان العراق لا يزيله إنزال علم صدام!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@hotmail.com Tel:00447944550651

محنة الطالبات المحجبات في تونس تتجدد

ملاحقتهن في الشوارع ونزع حجابهن وحرمانهن من الدراسة  

مع بداية السنة دراسية الجديدة تجددت محنة الطالبات المحجبات في تونس، بسبب قانون 108، الذي يمنعهن من ارتداء الحجاب في المعاهد والجامعات.  فقد منعت ادارة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية برداس الاسبوع الماضي، الطالبات المحجبات من دخول المعهد. وأحالت الطالب بشير الغريسي، على مجلس التأديب ومنعته من مواصلة دراسته بسبب دفاعه عن حق زميلاته في دخول المعهد ومواصلة دراستهن.  كما منع الكاتب العام للمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية بماطر، الطالبات من دخول المعهد، وطالبهن بنزع حجابهن او الحرمان من الدراسة. وبلغنا ان بعض نشطاء الحزب الحاكم ومديري المعاهد، عمدوا الى نزع الحجاب من على رؤوس الطالبات، وملاحقتهن  بعد خروجهن من المعاهد. وأمام هذا الامعان في انتهاك حقوق الطالبات، واجبارهن على نزع حجابهن بالقوة، وملاحقتهن خارج الحرم الجامعي، فإننا في الحملة الدولية من اجل حقوق الانسان في تونس: – نحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن الممارسات العدوانية ضد الطالبات، والاصرار على تنفيذ قانون بات يغذي مشاعر الحقد والغضب بين التونسيين. – نطالب السلطة مجددا بالغاء قانون 108،لمخالفته الدستورية، وانتهاكه للحرية الشخصية للتونسيات، في معارضة صريحة لمبادئ حقوق الانسان.  – نطالب ادارة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية برادس، بالسماح للطالب بشير الغريسي بالعودة الى المعهد، وايقاف المضايقات التي يتعرض لها بسبب انتصاره لحق زميلاته في الدراسة. – ندعو انصار الحرية ومناضلي حقوق الانسان في تونس، الى توحيد الجهود وبذل الوسع، من اجل الغاء القوانين المكبلة للحريات، وعلى رأسها قانون 108.   الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس المنسق علي بن عرفة لندن  في25 سبتمبر 2006


 

استئناف قضية كنيس جربة الشهر المقبل

تونس – رشيد خشانة أكدت مصادر قضائية أن محكمة الإستئناف في العاصمة التونسية ستعاود النظر في قضية بلقاسم نوار المشتبه بضلوعه في تفجير الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة (جنوب تونس) منتصف الشهر المقبل. وكان نزار نوار نجل شقيق بلقاسم العائد من كندا، قاد شاحنة صهريج وصدم بها الكنيس في نيسان (أبريل) 2002، ما أدى إلى احتراقه في الهجوم الذي قُتل فيه أيضا 21 شخصاً، بينهم 14 سائحاً ألمانياً وفرنسيان. وكانت محكمة الدرجة الأولى قضت في حزيران (يونيو) الماضي بسجن بلقاسم نوار عشرين عاماً، بعدما دانته بـ «المشاركة في القتل العمد» و «الإنضمام إلى عصابة أشرار»، في إشارة إلى تنظيم «القاعدة» الذي تبنى العملية و «المساهمة في صنع مواد متفجرة من دون الحصول على ترخيص قانوني». وقبل القضاء استئناف قرار محكمة الدرجة الأولى استجابة لطلب هيئة الدفاع عن نوار الذي سمحت السلطات التونسية لقضاة ألمان وفرنسيين بالمشاركة في التحقيق معه، وفي مقدمهم المكلف ملف الإرهاب جان لوي بريغيير. ويُذكر أن عملية التفجير أدت إلى انهيار إقبال السياح الألمان على تونس بعدما كانت أعدادهم تتجاوز المليون سنوياً. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


بين المنستير والشابة

إحبـــاط 4 عمليـــات إبحــار خلسـة وإنقــاذ 35 «حارقـا» مــــن المـــوت

الاسبوعي – القسم القضائي: ضربت الوحدات الأمنية للمنطقة البحرية بالمنستير خلال الاسبوع الفارط بقوة عندما نجحت في إحباط أربع عمليات إبحار خلسة باتجاه الاراضي الايطالية وبالتالي انقذت عشرات الشبان من الغرق والموت والمصير المجهول. إنقاذ 11 حارقا من الموت العملية الاولى تفيد أطوارها أن وحدة بحرية تابعة لمركز الحرس البحري بالشابة كانت بصدد مراقبة سيلان الملاحة بمنطقة نفوذها عندما تفطنوا لوجود زورق يواجه الامواج فسارعوا بالتوجه نحوه فعثروا على 11 شخصا افادوا أنهم ينحدرون من أرياف المهدية وقد كانوا في طريقهم نحو جزيرة «لمبدوزا» رغم الخطر المحدق بهم فألقي القبض عليهم وبالتالي إنقاذهم من الموت . ايقاف 7 شبان حاولوا «الحرقان». العملية الثانية أحبطها أعوان دورية للحرس البحري كانت بصدد حراسة شاطئ المنستير. وفي الاطار علمنا أن الأعوان وبناء على معلومة سرية بحوزتهم نصبوا كمينا لمجموعة من الشبان كانوا يستعدون للحرقان فأوقفوهم جميعا (7 أشخاص) وحجزوا زورقا ومحركا وكمية من المحروقات كان «الحارقون» ابتاعوها وقد اعترفوا بما نسب اليهم واحيلوا على انظار العدالة. القبض على 6 «حارقين» وفي الاطار ذاته أحبط أعوان فرقة الارشاد البحري بالمنستير عملية اجتياز الحدود خلسة شارك فيها ستة شبان وذلك إثر بلوغهم معلومة سرية حول مشاركة بعض الحالمين بأجواء أوروبا في عملية إبحار خلسة. وكشفت المعلومات المتوفرة أن المحققين توفرت لديهم معلومات تؤكد انطلاق زورق من احد شواطئ الجهة نحو الأراضي الايطالية وفي الحين قاموا بالتنسيق اللازم بين مختلف الوحدات واحبطت العملية وانقذ المشاركون من مصير مجهول قبل أن تتم إحالتهم على انظار القضاء. جاؤوا من صفاقس للحرقان

اما العملية الرابعة فقد انطلق التخطيط لها من جهة صفاقس وتفيد تفاصيلها ان 11 شابا خططوا للإبحار خلسة باتجاه جزيرة «لمبدوزا» الايطالية فجهزوا المعدات اللازمة وتوجهوا نحو أحد الشواطئ ثم أبحروا خلسة. غير أن أعوان الحرس البحري كانوا لهم بالمرصاد صباح الخميس الفارط وأوقفوهم في الأعماق واقتادوهم الى ميناء الصيد البحري بالشابة للتحري معهم قبل إحالتهم على العدالة لمقاضاتهم من أجل ما سينسب اليهم. صابر (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


دبي القابضة تنجز إجراءات قرض مجمع بـ 2.25 مليار دولار لتمويل شراء حصتها في مؤسسة الاتصالات التونسية

ابوظبي ـ القدس العربي من جمال المجايدة أعلنت دبي القابضة عن إنجاز إجراءات الحصول علي قرض مجمع بقيمة 2.25 مليار دولار أمريكي لتمويل شراء حصتها في مؤسسة الاتصالات التونسية البالغة 35% من إجمالي أسهم المؤسسة. وستتيح هذه الخطوة لتحالف تيكوم ـ مجموعة دبي للاستثمار، العضوين في دبي القابضة استكمال استثمارهما في مؤسسة الاتصالات التونسية وإنجاز كافة عمليات الاستحواذ. هذا وقد تم إقفال عمليات المساهمة في القرض المجمع، الذي سيتم سداده علي 18 شهراً، في شهر تموز (يوليو) الماضي، بعد أن حقق زيادة في الاكتتاب بلغت الضعف، حيث شارك أكثر من 45 بنكاً في عمليات الإقراض، نصف هذه البنوك من منطقة الشرق الأوسط، أما النصف الثاني فمن آسيا وأوروبا. وقد ساهم بنك الإمارات وبنك ستاندرد تشارترد بالحصة الكبري من القرض. وكانت عمليات تجميع القرض قد بدأت في أعقاب فوز عرض تحالف تيكوم ـ مجموعة دبي للاستثمار في شهر اذار (مارس) الماضي بالعطاء الذي طرحته مؤسسة الاتصالات التونسية لبيع 35% من أسهمها، ليتفوق بذلك علي 12 عرضاً آخر قدمتها كبري شركات الاتصالات في العالم، ليقوم التحالف في شهر أبريل (نيسان) بتوقيع اتفاقية شراء هذه الحصة. ويمثل استثمار دبي القابضة في مؤسسة الاتصالات التونسية جزءاً من إستراتيجيتها العامة لعقد صفقات مهمة ضمن قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وكانت تيكوم قد استحوذت في شهر أبريل الماضي علي حصة بلغت 60% من شركة مالطاكوم، مزود خدمات الاتصالات الرئيسي في مالطا، حيث اعتبر هذا الاستثمار استكمالا لخطط تيكوم لتأسيس مجمع لصناعة المعرفة في مدينة ريكاسول بمالطا. يذكر أن استثمار تحالف تيكوم ـ مجموعة دبي للاستثمار في مؤسسة الاتصالات التونسية سيعزز من قدرات المؤسسة علي تلبية مستويات النمو المتوقعة في الطلب علي خدمات الاتصالات، حيث يبلغ عدد سكان تونس 10.2 مليون نسمة، كما تمتلك المؤسسة قاعدة عملاء عريضة، فقد بلغ عدد عملائها في نهاية عام 2005 حوالي 3.4 مليون من مستخدمي الهواتف المتحركة، و1.2 مليون خط ثابت. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


تفاصيل حول مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2007

تحقيق نسبة نموّ في حدود %5.9 وتوفير 85 ألف موطن شغل وتغطية حاجيات 5 أشهر من التوريد السنة المقبلة

انحباس الأمطار… تباطؤ نسق نموّ السياحة وصناعتي النسيج والجلود وراء تراجع نسبة النموّ المتوقّعة سنة 2006 إلى %5.3

تونس -الاسبوعي: علمت «الأسبوعي» أن مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2007 بات شبه جاهز بعد أن نظرت فيه مؤخرا جلسة عمل وزارية وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن النتائج المنتظرة لسنة 2006 كما توقعها الميزان بناء على مؤشرات السبعة اشهر الاولى من السنة تقول ببلوغ نسبة نمو في حدود 5.3% مقابل 5.8% مرتقبة في حين حدّد لسنة 2007 التي تعتبر سنة محورية في تنفيذ البرنامج الرئاسي أن يبلغ النمو نسبة 5.9%. جرد أولي وذكرت مصادر لـ«الاسبوعي» استنادا لما جاء في مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2007 ان الظرف الاقتصادي خلال الاشهر الاولى من السنة الجارية اتسم بتطورات متضاربة بعض الشيء.. فرغم تماسك الانتاج الصناعي لم تشهد قطاعات الجلود والاحذية والنسيج والسياحة نسق النمو المرجو انضاف له أثر انحباس الامطار على صابة الحبوب اضافة لتواصل ارتفاع اسعار النفط للسنة الثالثة على التوالي.. ورغم ذلك فقد ارتفع المؤشر العام للانتاج الصناعي بـ 1.5% مقابل انخفاض بـ 0.05% خلال نفس الفترة من السنة المنقضية.. وعلى مستوى التجارة الخارجية سجل خلال السبعة اشهر الاولى من السنة تطور الصادرات بنسبة 11.4% مقابل 16% للواردات نتج عنه ارتفاع للعجز التجاري بـ 641.2 م د منها 292 م د كعجز في الميزان التجاري للطاقة.. كما يفسر تطور الواردات بتسارع نسق توريد المواد الغذائية 11.4% ومواد التجهيز 17.5% منها 29% اي 115 م د خصص لتوريد معدات اعلامية.  

احتياطي هام للعملة وعلى مستوى المدفوعات الخارجية ادى حسب ذات المصادر – توسع العجز التجاري من جهة وتباطؤ نسق العائدات السياحية من جهة اخرى الى ارتفاع العجز الجاري للمدفوعات الخارجية ليرتفع الى 830 م د مقابل 228 م د خلال نفس الفترة من السنة المنقضية في حين سجل ميزان الحسابات برأس المال والعمليات المالية فائضا بـ 3273 م د بعد بيع 35% من رأس مال اتصالات تونس بما رفع احتياطي العملة الى 8346 م د أي ما يعادل 161 يوما من التوريد . من جهة اخرى تطورت المداخيل الجبائية بـ 12.2% مقابل 4.6% بالاعتماد على تقديرات قانون المالية في حين شهدت المداخيل غير الجبائية تطورا بـ 58.8% مقابل تقديرات بـ 11% بسبب عائدات المساهمات والمؤسسات خلال الخمسة اشهر الاولى من السنة. التوقعات لبقية السنة وبسبب مراجعة احداثات مواطن الشغل في الصناعات المعملية لتباطؤ نشاط قطاع النسيج يتوقع أن تبلغ احداثات مواطن الشغل خلال السنة الجارية 76.6 الف موطن شغل مقابل 78 الف موطن شغل مقدرة.. على مستوى اخر بلغت نسبة التضخم خلال السبعة اشهر الاولى من السنة 4.7% مقابل 1.4% خلال نفس الفترة من السنة المنقضية.. ويعود ذلك بالاساس الى ارتفاع اسعار النقل والتغذية ويفسر العارفون ذلك بتأثير ارتفاع اسعار النفط الذي كان له انعكاس مباشر وغير مباشر على المؤشر العام للاسعار قدر خلال السنة المنقضية بـ 0.9% وتعمل الحكومة على حصر الزيادة في الاسعار في حدود لا تتعدى 4.2% من خلال احكام تزويد السوق ومواصلة سياسة نقدية حازمة . تفسير تراجع التوقعات وعلى اعتبار تباطؤ نسق نمو القطاع السياحي (4% مقابل 6.5% ) وانخفاض هام لانتاج قطاع الجلود (4% -مقابل 1%) وتقلص صابة الحبوب (16.1 مليون قنطار مقابل 18 مليون قنطار متوقعة) يتوقع بلوغ نسبة نمو في حدود 5.3% مقابل 5.8% متوقعة.. يأتي هذا تزامنا مع اشتداد الضغوط على ميزانية الدولة مع ارتفاع اسعار النفط التي بلغت 70 دولارا للبرميل مقابل 60 دولارا تم اعتمادها في قانون المالية مما سيؤدي الى عجز اضافي يقدر بـ 365 م د خلال كامل السنة. الظرف العام ذات المصدر يقول بان السنة القادمة ستكون سنة محورية فخلال هذه السنة ينطلق تنفيد المخطط الحادي عشر للتنمية (2007 – 2011) المعتبر كمرحلة حاسمة في المسار الانمائي ..وهي السنة الختامية من المرحلة الانتقالية لتنفيذ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي مع انتهائها سيتم الارساء الفعلي والتام لمنطقة التبادل الحر مع الاتحاد اضافة للدخول في مفاوضات لتحرير قطاعي الفلاحة والخدمات ومع المنظمة العالمية للتجارة.. ذات السنة تتزامن مع تواصل انتعاشة الاقتصاد العالمي (4.7% متوقعة كنسبة نمو) فكيف استعدت الحكومة لذلك؟. أهداف سنة 2007 حدد هدف النمو لسنة 2007 بـ 5.9% وذلك بالاعتماد على جملة من المؤشرات منها ارتفاع القيمة المضافة للانتاج الفلاحي بـ 3.5% على اساس انتاج 18 مليون قنطار من الحبوب و110 الف طن من زيت الزيتون مع نمو القطاع الصناعات المعملية بـ 3.9% بفضل تواصل تطور قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية وكذلك الصناعات الفلاحية والغذائية بالنظر لارتفاع انتاج زيت الزيتون.. ويتوقع كذلك تحقيق هذه النسبة من النمو بفضل تطور القيمة المضافة للقطاعات الصناعية غير المعملية بـ 4.4% مقابل 2.5% هذه السنة ويعود بالاساس لارتفاع انتاج المحروقات مع الزيادة في انتاج النفط المقدرة بـ 4 مليون طن مقابل 3.4 مليون طن السنة الجارية.. اضافة لتطور قطاع الخدمات 9% على اعتبار توجهات المخطط 11 الهادفة لتعزيز حصته. الصادرات والاستثمار وسيولي منوال النمو لسنة 2007 اهمية خاصة لدعم التصدير وبالتالي يتوقع أن تسهم الانتاجية الجملية لعناصر الانتاج بحوالي 49% من النمو مقابل 48% منتظرة سنة 2006 في حين يتوقع ان ترتفع مساهمة الصادرات من 31.7% هذه السنة الى 39.1% السنة القادمة.. كما سيتم العمل على دفع الادخار وترشيد الاستهلاك على اساس ارتفاع حجم هذا الاخير خلال السنوات الماضية مما ادى الى تراجع نسبة الادخار من 22% سنة 2003 الى 20.5% منتظرة سنة 2006.. ويسعى منوال النمو الى تحقيق نسبة ادخار في حدود 20.8% من الدخل القومي المتاح لسنة ..2007 على مستوى اخر يتوقع أن يبلغ حجم الاستثمار حدود الـ 10 آلاف مليون دينار اي بزيادة 11.5% مقارنة بالسنة الجارية مما يجعل نصيبه من الناتج المحلي الاجمالي في حدود 22.6% .. ويعود ذلك الى انطلاق عدد من مشاريع الكبرى في نطاق اللزمة كمطار النفيضة وميناء حلق الوادي للسفن السياحية ووحدة تكرير النفط بالصخيرة الى جانب المشاريع العمومية كتهيئة 800 كلم من الطرقات ومواصلة انجاز محولات وطرقات سيارة والسدود ..يأتي هذا لينضاف الى جهود القطاع الخاص في الاستثمار التي سترتقي من 56.5% الى 57%. التشغيل يتوقع لسنة 2007 استرجاع قطاع السياحة لنشاطه حيث ينتظر أن تبلغ عائداته 2955 م د كما ينتظر تطور محدود لصادرات النسيج والجلد في حدود 3% ..وعموما فإن منوال التنمية يتوقع تطورا بـ 9% بالاسعار الجارية لصادرات الخبرات والخدمات مقابل 8.4% للواردات..بما يسهم في التخفيض من العجز الجاري للمدفوعات الخارجية الذي سينحصر في حدود 2.5% مقابل 2.8% منتظرة لسنة 2006 وسيتم تمويل هذا العجز وبقية حاجيات التمويل وخاصة منها تسديد اصل الدين والترفيع في احتياطي العملة بـ 800 م د بما يغطي 5 أشهر من التوريد من خلال تعبئة موارد هامة بعنوان الهبات والقروض ومواصلة دفع الاستثمارات الاجنبية المباشرة لتبلغ 1315 م د .كما يتوقع أن تنخفض نسبة المديونية لـ 46.1% من الدخل القومي المتاح مقابل 49.1% سنة .2006 وفي مجال التشغيل يتوقع إحداث 85 الف موطن شغل مقابل 76.5 الف موطن شغل منتظرة السنة الجارية بما سيمكن من تلبية 95% من الطلبات الاضافية المتوقعة وستولى لحاملي الشهائد العليا عناية خاصة بما سيسمح من تقليص نسبة بطالة من 16.6% الى 16% وينتظر أن ينتفع 110 الف طالب شغل من تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل من حاملي الشهائد العليا وسيمنح بنك التضامن 10 آلاف قرض إضافة لـ 36 الف قرض في اطار القروض الصغرى.. كما سيتم العمل على حصر الزيادة في الاسعار في حدود لا تتجاوز الـ 3.5% . أهــــداف ســـــنـــة 2007 – تحقيق نسبة نمو في حدود 5,9% – ارتفاع القيمة المضافة للانتاج الفلاحي بـ 3,5% -نمو قطاع الصناعات المعملية بـ 3,9% – تطور الصناعات غير المعملية بـ 4.4% – الزيادة بـ 4 مليون طن في انتاج النفط – تطور قطاع الخدمات بـ 11% -ارتفاع مساهمة التصدير الى 39.1% – تطوير نسبة الادخار الى 20.8% من الدخل القومي المتاح – انطلاق مشاريع بناء مطار النفيضة وميناء حلق الوادي للسفن السياحية ووحدة تكرير النفط بالصخيرة. – تهيئة 800 كلم من الطرقات ومواصلة انجاز المحولات والطرق السيارة – توقع بلوغ عائدات القطاع السياحي 2955 م. د – تطور محدود لصادرات النسيج والجلود في حدود 3% -التخفيض في العجز الجاري للمدفوعات الخارجية الى حدود 2.5% – الترفيع في احتياطي العملة بـ 200 م د بما يغطي 5 أشهر من التوريد -احــداث 85 ألف موطـــن شغل تلبي 95% من الطلبات الاضافية. الظرف الاقتصادي خلال الأشهر الأولى من السنة – انحباس الامطار أثّر على مردود صابة الحبوب – تباطؤ نسق نمو قطاع السياحة والنسيج والجلود – ارتفاع المؤشر العام للانتاج الصناعي بـ 1.5% – تطور الصادرات بـ 11% والواردات بـ 16% – عجز تجاري بـ 641.2 م د – ارتفاع العجز الجاري للمدفوعات الخارجية الى 830 م د – تسجيل فائض بـ 3273 م د في ميزان الحسابات برأس المال والعمليات المالية – احتياطي هام للعملة بلغ 8346 م د و161 يوما من التوريد – تطور المداخيل الجبائية بـ 12.2% التوقعات لسنة 2006 – توفير 76.6 الف موطن شغل مقابل 78 الف مقدرة – العمل على حصر نسبة التضخم في الاسعار في حدود 4.2% – توقع بلوغ نسبة نمو في حدود 5.3% مقابل 5.8% متوقعة عجز اضافي لميزانية الدولة بـ 365 م د بسبب ارتفاع اسعار النفط (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


مــاذا في مشـــروع إصـــــلاح النظام الداخلي لهيئة المحامين؟

تحفظات وتساؤلات حول بعض الاحكام  

تونس ـ الاسبوعي انتهت الهيئة الوطنية للمحامين مؤخرا من صياغة مشروع النظام الداخلي الذي سيتم عرضه على جلسة عامة استثنائية لمناقشة مضامينه والمصادقة عليه يوم 20 ديسمبر المقبل. ومعلوم ان اعداد هذا المشروع يمتد الى حوالي عشر سنوات خلت فقد حاول عمداء سابقون للهيئة الوطنية للمحامين تقرير هذا النظام لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب المعارضة التي لقيها المشروع من اعداد كبيرة من المحامين، وتعود المحاولة مجردا للظفر بموافقة المحامين على المشروع في ظروف خاصة تقر بها المحاماة التونسية علاوة على اقتراب المواعيد الانتخابية التي ستلقي بظلالها حتما على الجلسة العامة. تنظيم وتضمن مشروع النظام الداخلي 177 فصلا توزعت على ثلاثة ابواب يهم الاول المبادئ الاساسية لممارسة مهنة المحاماة مثل اداب المهنة وتنظيم علاقة المحامين بهياكل التسيير وواجبات المحامين واخلاقيات الزمالة واخلاقيات التعامل مع القضاء ومع الحرفاء ومع مساعدي القضاء والادارات والمؤسسات وكذلك مع الخصوم والشهود. اما الباب الثاني فيهم تنظيم وتسيير الهيئة ومسك دفاتر وسجلات الفروع وكذلك الجلسات العامة للمحامين وصلاحيات العميد واعضاء مجلس الهيئة ومجالس الفروع والواجبات المحمولة عليهم الى جانب احكام تعلقت بالندوة الوطنية للفروع ومجلس العمداء الذي كان يجتمع بشكل مناسباتي ولا يوجد اي مرجع ترتيبي او قانوني ينظمه. الجلسات العامة ويتعلق الباب الثالث بوضعيات المحامين مثل الترسيم والتمرين والمباشره والاحالة على عدم المباشرة والتقاعد وتصفية المكاتب وكذلك التأديب وقد استرعى انتباه المتابعين لمضمون هذا المشروع توفره على احكام اقرت امكانية ان تكون الجلسات العامة مغلقة بقرار من مجلس الهيئة الوطنية او مجلس الفرع. وتضمن كذلك التنصيص على ان الجلسات العامة لا يحضرها الا المحامون المباشرون الخالصون في اشتراكاتهم المالية في الهيئة الوطنية ويمكن للمحامين المتقاعدين حضور هذه الجلسات بصفتهم ملاحظين. امتعاض وقد اثارت هذه الاحكام بعض الامتعاض وردود الفعل السلبية اذ ان حضور الجلسات العامة لم يكن مشروطا بخلاص الاشتراكات التي تحددها اجراءات اخرى تتيح للهيئة الوطنية امكانية احالة المعنيين بعدم الخلاص على مجلس التأديب. وقد تداخلت بعض احكام مشروع النظام الداخلي مع ما تضمنه القانون المنظم لمهنة المحاماة لسنة 1989 مثل تنظيم الانتخابات والصلاحيات الموكولة الى الهيئة والى عميدها ومجالس الفروع بما اعتبره بعض المتابعين خلطا مقصودا بين القانون والنظام الداخلي. صلاحيات مفتكة وتطرق النظام الداخلي من جهة اخرى الى كيفية تنظيم المجلس العلمي الذي يضم الكفاءات المهنية والعلمية من المحامين ويجتمع برئاسة العميد بصفة دورية ومهمته وضع التصورات بالنسبة للتكوين والندوات العلمية في مجالات الاجراءات والمرافعات واخلاقيات المهنة. وقد تم احداث صندوق لدعم النشاط العلمي للمحامين الشبان يشرف مجلس الهيئة على ادارته ويتم تمويله من جزء من الاشتراكات ومن نشر وبيع محاضرات التمرين ومجلة المحاماة كما يساهم الصندوق في مصاريف مشاركة المحامين الشبان في الندوات ويقدم بعض المنح التشجيعية مقابل كل عمل او بحث قانوني او فكري وهو ما اعتبره البعض افتكاكا لبعض المهام والصلاحيات الموكولة الى جمعية المحامين الشبان. ح ـ خ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


بارابول: لمالكي «موديلها»

النجاح في فك شفرة باقة الجزيــرة

نجح القراصنة في فك شفرة باقة الجزيرة المتوفرة بطاقاتها أو موديلاتها Module في العالم العربي.. هذا النجاح شمل «الموديل» الذي يستخدم نظام ايريدتو Irredetto ويفتح الباقة المبثوثة على القمر الصناعي «نيل سات» والذي يباع في عدد من المحلات وفي سوق المنصف باي بـ80 دينارا ويظل صالحا لمدة سنة فقط.. وقد تفطن من اقتنوه أنه بمرور السنة لم يعد بالامكان استخدامه لذلك لجؤوا لاقتناء بطاقة الجزيرة والتي تستعمل لفك الشفرة بنظام «فياكسيس» Viaccess وقيمتها 49 دينارا بحيث يفترض أن تكون لهم أجهزة استقبال تستخدم هذا النظام أو اشتراء «موديل» آخر من نوع فياكسيس لقراءة البطاقة التي لا تلتقط إلا على قمر «هوتبيرد» فقط.. لكن بنجاح القراصنة في فك الشفرة أصبح بإمكان أصحاب «موديلات ايريدتو» من شحنها مقابل 30 دينارا فقط لتبقى صالحة لمدة سنة علما وأن امكانية شحن «الموديل» ممكنة لسنة 2010 بمعدل مرة في السنة لأن هذا «الموديل» سيظل صالحا إلى حدود تلك المدة المذكورة يذكر أن باقة الجزيرة تضم عددا من القنوات الرياضية التي تبث مقابلات دولية مباشرة.  

رياض بن حمودة (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


احتراما للشهر الفضيل

قراصنة عرب رفضوا مدّ الشفرة الأسبوعية الجديدة لـباقة TPS

ذكر قراصنة عرب اختصوا في فك الشفرات للقنوات المبثوثة عبر البارابول أنه احتراما للشهر الفضيل لن يقدموا الشفرة الجديدة لباقة TPS التي تبث قنوات إباحية. ورد ذلك نهاية الاسبوع على المواقع المختصة الشيء الذي عطل وصول الشفرة الجديدة التي عادة ما ترد يوم الجمعة من كل أسبوع وتقدم الشفرة لـ5 أجهزة استقبال هي: 150 – Truman – Dream Box ftax 2600 – Astro vox – Fortec plaza + ultra5600 – Fortec إضافة لموديل Drago (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


المشهد السياسي التونسي: أزمة معارضة أم أزمة حكم ! [1/4]

الجزء الأول

د,خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr تتوالى الأيام تباعا والمشهد العام في تونس يسير نحو مناطق الظل ويتوغل نحو بقاع الرماد، حيث تتزاحم على الشفاه والأقلام تساؤلات كبيرة أصبحت تطرح نفسها بإلحاح وجرأة دون الوصول إلى تحديد كامل للإجابة… قضايا عديدة أصبح الملاحظ الخارجي والداخلي يتناولها مع ما يرافقها من أحاديث جريئة للمواطن التونسي في مسامراته الخفية، حول مسألة الخلافة وما يتبعها من كر وفر وتحضير واستعداد من جهة والوضع الاقتصادي والاجتماعي المرتبك والمهتز على أكثر من باب، من جهة أخرى… إجماع يحدث لعله لأول مرة بأن هناك شيء يحدث في تونس، نهاية حكم ونظام، أو نهاية حاكم وعهد، سقوط جنان معلقة ووعود بالرفاه والثراء، ارتباك هيكلي أم فشل مؤقت وسحابة صيف عابرة؟ أزمة نظام ومأزق عهد مرت سنوات البقرة الحلوب، وحلت سنوات القحط والبقر العجاف… انتهت مقولات تونس المعجزة وتايوان إفريقيا ونموذج العالم الثالث… انتهت قصة قصيرة كانت أعمدتها قراءة مغشوشة واستشراف فاشل للأحداث.. وأفاق المواطن التونسي على ثقب كبير في جيبه وأسعار تتصاعد ومرتبات تتقلص وشهادات مرمية على الطريق ومعروضة للبيع! آلاف من أصحاب الشهائد يلتحقون بركب « الحيطست » أو بمقاهي الحيّ أو بمركب يخوض بهم عباب بحر لجّي يودّون « حرقه » وكثير منهم محروق! هذه الأزمة ذات الأبعاد المتعددة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية، رغم تشعبها وتعدد مستوياتها، أضحت معروفة وهيكلية حتى وإن تخللها بين الحين والحين محاولات ترميم وترقيع لا تسمن ولا تغني ولا تؤسس لمسار جديد مزدهر ومستقر وآمن. فسياسة القطرة قطرة في معالجة قضية سجناء الرأي ليس حلا حقوقيا كاملا يبنى من أجل إنهاء العقلية الأمنية في مواجهة تعارض الأفكار واختلافها، حتى أصبحت العيون والقلوب في حالة انتظار دائم لموعد أو عيد أو ذكرى تعيد للبعض بسمة فقدوها تحت السياط، وأضحى العفو والمصالحة منا وسلوى ومكرمة من لدن يد عليا غليظة لأياد صغيرة وصاغرة مهمومة، مع تواصل المأساة. وأما في الإطار الاقتصادي، فإن محاولات الترفيع في بعض الأجور الدنيا لا يكفي لحل التدهور الجارف والمحسوس للقدرة الشرائية للمواطن التونسي وخاصة ذوي الدخل الضعيف، حيث يتجلى يوما بعد يوم عمق الهوة المتفاقمة بين القاعدة والقمة، وما تركته سياسات التشجيع على التداين من ويلات ومآسي وإفلاس. كما برز هذا التناقض وقشرية الحلول، في التبني الظاهر في الدعوة إلى التخلق والترفع عن الرذائل، يقابله تفاقم المحسوبية والفساد وانتشار الجريمة والتفسخ الأخلاقي إلى حد أصبح المواطن يعيش في بعض البقاع والأحوال هاجسا أمنيا مزعجا، عبّر عنه البروز المفاجئ والمتكاثر لأصناف من الجرائم الخبيثة، لم يتعود عليها التونسي ولم يرها إلا في التلفاز! أزمة السلطة ليس اكتشافا جديدا ولا نوعيا ولكن تفاقمها وهيكلتها هي التي أفرزتها السنين الأخيرة وجعلتها تظهر للعيان بأكثر وضوح وتواصل وقلق. فليست هناك طفرة أزمة مرتبطة بحالة أو ظاهرة أو وضع متنقل وغير ثابت، ولكنها ثقافة أزمة وعقلية أزمة بما تعنيه من بنيوية وتمكّن، مثلت انهيار منظومة القيم وسقوط الوازع الأخلاقي وهيمنة منشأة الاستبداد والهلاك (entreprise du K.O) ، إحدى الأسباب الرئيسية في هذا الاستفحال! ولقد كان للخلط المتفاقم والقاضح بين المصلحة الذاتية والمصلحة العامة، حيث تشابك عالم الأعمال وعالم السياسة، إحدى هذه البؤر المؤسسة للسقوط وذلك لانعدام موازين القسط والعدل والخير.

ليست مهمة هذه الورقة التعرض بالتفصيل لهذه الحالة ولعله سوف نعطيها حقها في كتابات لاحقة ولكننا سوف نسعى في السطور التالية في البحث ببعض الاقتضاب عن تساءل شرعي يفرض نفسه بأكثر قوة وجرأة هذه الأيام… وهل تعيش المعارضة التونسية حالة أزمة فأضحت جزءا من المشكلة وقد خلناها لسنوات عديدة جزء من الحل إن لم يكن كل الحل؟ إذا كان من معاني مفهوم الأزمة اصطلاحا هي الصرخة والاحتجاج، فإننا نلج هذا الباب تحت يافطة البناء، حيث يتجلى فهمنا للأزمة ليس في مقابل الاستبداد والسلطة فقط، وهو ما هيمن غالبا على كتاباتنا وأطروحاتنا، ولكنه في إطار منظومة علاقات لا تمثل العلاقة مع السلطة إلا عنصرا من عناصرها المتعددة والمعقدة. فتبرز العلاقات بين أطراف المعارضة مع تموجاتها ونزولها وصعودها، والقرب والطلاق…، والعلاقة مع الجماهير في انتظار فهم البعض للبعض…، والعلاقة مع الخارج وإدماج عنصر الآخر بمصالحه وثوابته في معادلة البناء..، والعلاقة مع المصطلحات والمفاهيم حيث غالبا ما غلبت الثنائيات الحاسمة في مواقفنا بين أبيض وأسود، مما ولد التشنج والتنطع في بعض المناهج والممارسات، وغابت مفاهيم ومصطلحات، أو غاب الفهم الرشيد والواعي لها، والذي يحترم الواقع بإفرازاته وتضاريسه، ولا يتعدى على المبادئ والثوابت… وإذا كانت الأزمة إجمالا تحمل عناوين السقوط والانهيار، فهي كذلك تحوي بين طياتها احتمالات التجاوز والخروج، إذا وجد المسار الصحيح والخطاب السليم والمنهجية القويمة، وحمل مشروع التجاوز والتغيير رجال ونساء بوعي ورشاد وفقه بالمرحلة وما تحملها من ثابت ومتطور. أزمــة معــارضة إذا كنا نعتقد جازمين بأن النظام يعيش أزمة هيكلية سياسية واقتصادية وثقافية ولعلها تتبلور إلى أزمة اجتماعية تتمثل في تململ شعبي ووعي بالخروج إلى الشارع، فإننا إذا بحثنا عن المعارضة في هذا المشهد العام المضطرب وجدنا حالة من الفعل أو عدم الفعل لا تستجيب إلى عمق الأزمة التي يعيشها المجتمع أو يتهيأ لمعايشتها، ولذلك نستطيع البوح بأن هناك أزمة تعيشها المعارضة، وإذا لم نفقهها ونفقه مكوناتها وأسبابها فإنه سوف يتواصل العجز ويتواصل الاستبداد رغم أنه يعيش أصعب أيامه. لن نأتي بما لم تأت به الأوائل، وليست أزمة المعارضة بالسهولة التي تكفيها ورقة وبعض الكلمات، فهذه الأزمة تبدو متعددة وشائكة وحساسة، ليست وليدة اللحظة ولكنها مراكمة لخطابات ومواقف وممارسات، ساهم فيها التاريخ والحاضر، زعماء وقواعد، تتعدد أبعادها وزوايا طرحها والمنطلق الأيديولوجي والمرجعية في فهمها وحصرها، والحسابات السياسية في تجاوزها، وهي مهمة يمكن أن تكون موضوعا منفردا لبرنامج عمل مركز بحث بكامله، لذلك ارتأينا في هذا المقال بكل تواضع ودون أستاذية، التعرض لهذه الأزمة من زاوية واحدة ودون التوسع في ذلك حتى لا نزعج القارئ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، فتجاوزنا قضية الثقة والأحلاف والزعامة والبرامج وغيرها من أسباب أزمات المعارضة التي ذكرناها آنفا، وبسطنا أكفنا لمعالجة بسيطة من زاوية لعلها جديدة أو قليلة السرد. غايتنا التفريج وليس التعقيد، المساهمة وليس المغالبة، الإخراج وليس الإحراج، والبناء وليس الهدم، والجماعة وليس الفرد! ـ يتبـــع ـ المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


كلمتي ليست سياسية

 

كتبها عبدالحميد العدّاسي

بعد أن أتممت قراءة مقال السيد برهان بسيس  » عن التكفير ومدرسته « ، المنشور على صفحات تونس نيوز بتاريخ 23 سبتمبر، 2006 خطر لي أمر مفاده: أنّ هذا الآدمي لم يفقد الإحساس نهائيّا كما كنت أتصوّر، فردُّ فعله هذا يدلّ على بقيّة من إحساسه ( ولكنّه إحساس للمدافعة ليس إلاّ ). ذلك أنّ مبالغته في الأذى للمسلمين وللمستضعفين في تونس دفعتني إلى مخاطبته بلغة لا تليق إلاّ به وبأمثاله، وقد كان ذلك لمرّات عديدة، تعمّد هو فيها كلّها عدم الردّ، محاولة منه الإشارة إلى أنّ أمثالي (  » من التكفيريين النهضويين خدمة الغنّوشي  » ) لا يرتقون إلى مستوى السماع منهم أو الرّدود عليهم، ولعلّ إشارتي الصريحة، في المقال الأخير المعنون  » قلبي معك على أموال الشعب التونسي  » الصادر على صفحات تونس نيوز بتاريخ 20 سبتمبر 2006، في ردّي على مقاله المعنون « أفكار ضدّ التطرّف « ، إلى أنّ كتاباتي لم تكن أبدا لاستجداء ردّ منه، وهي بصدق لم تكن كذلك لأنّي أعاف التعامل مع من باع ذمّته، قد جعلته ينتفض هذه الانتفاضة العجيبة التي أنطقته قرآنا يُتلى…

وإذا عدّت إلى الموضوع فإنّي – وبقطع النظر عن الأسلوب المباشر أو التلميحي الذي توخّاه برهان بسيس، وبقطع النظر كذلك عن المديح الذي ساقه المدّاحون له – أتوقّف عند هذه الطريقة التي لا تُخرج صاحبها من فنّ التلبيس على النّاس والتدليس للحقائق. فأنا أقرأ ما يُكتب دون أن ألتجئ إلى الهاتف للاستفسار من صاحب النصّ عن مدلول الكلمات كما يفعل البعض (*).. وأنا أتابع المواقف والتصرّفات فأستحسن حَسَنَها وأستقبح قبيحها مستعينا في ذلك طبعا بالعرف والدين وبالمحيط المثقّف الواعي، ومع إيماني بأنّ الله قادر على كلّ شيء، ومع إيماني بأنّ الرجل قد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا أو قد يصبح كافرا ويمسي مؤمنا، فإنّي لم ألحظ بعد ما يخرج برهان بسيس من خانة المتربّصين بالضعفاء وخاصّة منهم الإسلاميين، أويخرجه من خانة المتملّقين إلى الظالم المتمعشين من صحبته، أويخرجه من خانة المُبغضين للإسلاميين من أهل بلده. وكتاباته وحواراته التلفزية كلّها تدلّل على ما أقول، وشخصيات طيبة وطنية من داخل البلاد وخارجها – تأبى الانحدار – تدلّل على ذلك كذلك…

قد أكون وقعت في  » السباب  » وقد يكون هذا السباب رخيصا ( هكذا وصفه بسيس ) لأنّي استعملته مع من لا ينفع معه  » غمز ولا همز « . ولكنّ ذلك لن يفقد العبارات مدلولاتها…

وتعالى معي – إن شئت – نتوقّف عند بعض ما جاء في الردّ البرهاني: فالرّجل لا يزال مصرّا على أنّ الحجاب هو مجرّد قطعة قماش لا يلتزم بالدعوة إليها والدّفاع عنها إلاّ ولوع بالحديث عن العورة وحدودها عند المرأة والرّجل من أمثال العدّاسي وغيره من  » التكفيريين  » (**)، ضاربا عرض الحائط بالنصوص الثابتة الواضحة.. ثمّ، ومبالغة في صرف النّظر عن خطورة ما يذهب إليه هو وأزواجه، فإنّه يحاول وصف المدافعين عن الحجاب بالقصور العقلي والتحجّر الفكري فيتّهمهم بأنّهم لا يرون من إيمان المرأة إلاّ لباسها، ليعود إلى عزف النوتة التقدمية الممجوجة بأنّ الصلاح في القلب، دون أن يسأل نفسه عن هذه المفاسد المنبثقة من القلوب  » الصالحة « . والرّجل لا يزال يستعمل تلك المعادلات الفاسدة كما في قوله:  » لا أخفي اعتقادي أنّ الاسلام أكبر من أن يتحول الى مصمم أزياء للنساء أو للرجال وأن خالق الكون تعالى وتبارك أكبر من أن يقيم محاسبة صارمة لطرق تصفيف الشعر أو شذب اللحية أو وضع العمامة وأن هذه التفاصيل الجزئية إنما أمور متروكة لتدبير البشر حسب تشريط الزمان والمكان بحكمة خالق الكون الذي لا بد أنه يعاين نفاق الذين يريدون اقناعنا أن الإيمان هو وصفة تشبه دليل طبخ الأطعمة حتى اذا صحّت التفاصيل والمقادير صدق الايمان وحسن أما الجوهر فيترك لحكم السماء بعد أن تعطي كنيسة الفقهاء الأرضية حكمها على المظهر« ، فكأنّه يقول إذا كان الله كبيرا فعليه ألاّ يتدخّل في صغائر الأمور، جلّ وتعالى علوّا كبيرا. دون أن تمرّ بذهنه آية واحدة ترشده إلى أنّ الله سبحانه وتعالى يهتمّ بأمر السماوات والأرض وبكلّ ما يجري فيها من كبير وصغيروجلّ ودقّ ورطب ويابس، دون أن يغفل عن صنعة التلبيس حيث يخلط بين أمور خطيرة وأخرى وردت في باب الإباحة والعفو: إذ ما الذي يجمع الحجاب مع تصفيف الشعر أو وضع العمامة أو غيرها من المظاهر التي لم تعد قائمة اليوم، ربّما لتمسّك النّظام التونسي وأعوانه الخادمين – وهو منهم – باللباس التقليدي التونسي الصرف. «  كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعملون « ، ثمّ يبالغ في الغشّ بالقول بأنّ مسألة الحجاب لا تخرج في تونس عن أنّها مسألة سياسية، ما يجعله يوحي بأنّ قيامها لن يكون إلاّ بقيام خصم سياسي قد  يستغرق الوقت لقيامه عشرات السنين، فهو الموصوف بالتطرّف وهو المحارب من قبل  » التنويريين  » المدعومين رأسا من صاحب التغيير…

 

يجعل بسيس من نفسه مواطنا متمتّعا بكلّ الوسائل والإمكانيات التونسية المحروسة والمشجّعَة من طرف السيد الرّئيس ومسؤولي الدولة ( وكلّهم سيسألون )، المساعدة له على التعبير عن كلّ ما يجول بخلده، ويمنّ علينا بفضل إنسانية لديه طالت ملفّ المساجين السياسيين في تونس. ويجعل منّي مواطنا منسيا مكبّلا فاقد الفعل في مملكة الغنّوشي المهجريّة. ثمّ بعد أن يتحدّ ث عن حادثة باب سويقة المغشوشة هي أيضا ( لا يكفي الحديث عن نتائج الحادثة، بل على المنصف البحثُ في الأسباب والكيفية التي بها بلغ المرحوم عتبة القبر )، يرجو منّي ومن أمثالي أن نلتفت إلى غسيلنا الخاصّ بدل الحديث عن العفّة والطهارة، في إشارة أعانه عليها ما يسمّيه الوسطي ذكاء وأسميه أنا خبثا، إلى ما تزخر به صفوف الإسلاميين هذه الأيّام من تدافع ينمّ أغلبه عن مبالغة في جلد الذات. وأقول ختاما: أنّه لولا الأوساخ الكثيرة التي لحقت بذواتنا، نحن أبناء تونس القابعين في  » المهجر الهادئ النّاعم  » كما يسمّيه هذا البسيّس، من أثر إفرازات بسيس وأمثاله ما تحدّثت ولا تحدّث الآخرون يوما عن العفّة أو الطهارة، ولا جرّ قلمي حرفا واحدا قد يجرّئ عليّ الوصوليون من الأقارب أو الأباعد… 

ـــــــــــــ

(*): إذا اضطررت يوما لاختيار أحدهما لصحبتي، فإنّي سأختار برهان بسيس لا محالة، لأنّ برهان قد خدم الظالم مباشرة – ولعلّ هناك ما اضطرّه لهذا الفعل – ولكنّ الآخر قد خدم عون الظالم، وما من شيء يدعوه إلى ذلك سوى حرصُه المبالغ فيه على البروز حتّى ولو كان ذلك على حساب الرّجولة والمروءة ( راجع مقاله المنشور على صفحات تونس نيوز بتاريخ 24 سبتمبر 2006 )

(**): لا أدري هل سيستقبح زميل برهان هذا الوصف أم سيرفضه، أم أنّه سيتّخذ حلاّ وسطا فيجعلني في مجموعة السائرين إلى التكفير؟  


د.خالد شوكات (*) يكتب عن الطريق إلى قازان

 

قبل أيام من زيارتي لمدينة « قازان » عاصمة تترستان، المتمتعة بالحكم الذاتي ضمن الفيدرالية الروسية، كنت منهمكا في قراءة كتاب محمد أسد « الطريق إلى مكة »، وهو خلاصة تجربة شخصية ثرية لرجل غربي نمساوي من أصل يهودي، جاء إلى الجزيرة العربية بالصدفة، فانجذب إلى عبقها الروحي، ووجد في قيمها وعادات وتقاليد أهلها ما أشبع وجدانه الباحث عن الحقيقة، و خرج منها إلى باكستان مفكرا مسلما وأحد المساهمين في بناء أول دولة إسلامية معاصرة، صاحب فيها شاعرها وفيلسوفها الكبير محمد إقبال، ومثل حكومتها سفيرا لدى هيئة الأمم المتحدة الناشئة.   بعد عودتي من قازان، التي قضيت فيها أسبوعا واحدا، هو الفترة المخصصة لفعاليات الدورة الثانية لمهرجان سينما الدول المسلمة، اكتشفت أن طريقي إلى هذه المدينة المسلمة الواقعة على سفوح جبال الأورال وضفاف نهر الفولغا العظيم، في أعماق الامبراطورية الروسية مترامية الأطراف، لم يكن طريقا عاديا كتلك الطرق التي سلكتها طيلة ما يقارب العقدين من الترحال المتواصل بلا كلل، بل طريقا لإعادة البناء النفسي والفكري وسبيلا لبسترويكا روحية تقوي في داخلي قناعات بدأت في التشكل خلال السنوات القليلة الماضية، التي كانت حبلى بالعديد من الأسئلة العميقة عن الوجود والروح والرسل والعقائد والأفكار الكبيرة.   قد يزور شخصان نفس قازان ويقضيان فيها ذات الأسبوع، لكن طريقهما إليها لن يكون متماهيا، ولا نتاجهما واحد، فالتجارب الروحية والوجدانية هي برأيي تجارب خاصة جدا ليس بالمقدور وصفها كما هي، إنما كل المتاح محاولة تقريب الصور منها وتشجيع الخيال على السباحة في بحرها، وما كان طبيعيا ومألوفا لدى القازانيين كان بالنسبة لي مفاجئة، وما كان لديهم ممارسة يومية تلقائية، كان بالنسبة لي طموحا أتمنى لو وجدت بلاد المسلمين جميعا من عرب وعجم مهتدية إليه، وخلاصة التجربة أن في قازان قد تصالح الإسلام مع الحياة وأحب المسلمون السعي للاستمتاع بمباهجها، في حين تصر غالبية أرجاء العالم الإسلامي على قرن الإسلام بالفناء و تزيين الموت للمسلمين.   رئيس مهرجان قازان السينمائي، هو مفتي روسيا الشيخ راوي عين الدين، الذي لم يتخرج من الأزهر أو النجف أو الزيتونة أو القرويين، بل تخرج من أكاديمية السينما في موسكو، وهو حريص على جعل الفنون وسائل إلى الإحساس أكثر بجمال خلق الله، وحث مسلمي بلاده على التنافس مع غيرهم في إنتاج الآداب والعلوم والثقافة بما يفيد الوطن والإنسانية وينمي الحضارة البشرية ويمنح قيمة ايجابية مضافة للتاريخ والجغرافيا.   خلال فعاليات مهرجان قازان السينمائي، حضر المسيحيون واليهود إلى جانب المسلمين، وفي قاعات الافتتاح والاختتام ومختلف العروض جلست الفتيات والنساء التتريات المسلمات المحجبات جنبا إلى جنب مع فتيات ونساء تتريات وروسيات حاسرات الرأس دون منح أي فرصة لإحساس بنفور أو نشاز، وغير بعيد من مسجد « كول شريف » رمز تتارستان الجديدة غير الشيوعية، تنتصب العديد من الكنائس والبيعات والمقاهي وأماكن السهر الليلية، ففي هذه الجمهورية الروسية من حق كل مواطن أن يختار طريقة عيشه الخاصة بكل حرية، ورقابة الحكومة لا تفتيش فيها على عقائد الناس أو انتماءاتهم الدينية أو الروحية، إنما اختصاصها محصور في الشئون العامة الخاصة بالناس باعتبارهم مواطنين أمام القانون سواء.   قازان لوحة فنية جميلة، فيها قباب ومآذن وصوامع وأجراس، وفيها أيضا مسارح وقاعات سينما ومدارس فنون متعددة، والقازانيون خليط من تتار يعتزون بانتمائهم للدين الإسلامي دون غلو، وروس لا يرون في حكم المسلمين ولا تمسكهم بهويتهم الدينية والثقافية ما يتناقض مع أسس الدولة الروسية الفيدرالية، وهم فخورون بشراكتهم العريقة مع التتار، وواثقون من قدرة جيرانهم المسلمين على إنتاج قيم التسامح والتعايش السلمي مع غيرهم.   في بعض حفلات المهرجان القازاني، كان ثمة شعور يغمرني بأن المدينة التترية – التي احتفلت السنة الماضية بمرور ألف سنة على تأسيسها- تتحدى ضيوفها بلوحاتها الفنية والطبيعية المبهرة، فإذا كانت الطبيعة الساحرة هبة الله، فإن الفنون هبة الحضارة التي يصنعها البشر، وخلال حفل قازاني قد يستغرق ثلاث ساعات يمكن للحاضر أن يستمتع بعشرين لوحة فنية، لكل واحدة منها انتماؤها ونوعها الخاص وألوانها الرائعة المميزة وتعبيراتها المتباينة، حتى لكأن كل أهل المدينة فنانون بالضرورة أو متذوقون للفن، يحترمون الفن ويجلون موهوبيه ويأتون إلى عروضه وهم في أحسن ما عندهم من طيب و هندام   في عدد كبير من مدن العالم العربي الإسلامي يبيع أدعياء الفقه والعلم الشرعي المخدرات الدينية والسياسية للشباب اليائس المحبط بالبطالة والفساد والاستبداد، ويزينون له الانتحار ويصورنه شهادة في سبيل الله، أما الشيخ راوي عين الدين ومن سار على دربه من القازانيين، فيعلمون الشباب المسلم كيف يحب الحياة أكثر باعتبارها مطية الآخرة، وكيف يصنع من خلال الفنون والآداب والثقافة والعلوم ما يشرف به دينه وعقيدته ويسعد به البشر ويرضي به ربه..   في قازان قيل لي أن الشيخ راوي لا يتقن اللغة العربية ولا يحفظ من القرءان الكثير، فقلت أن العربية لسان من ألسنة عديدة خلقها الله آيات، وليست ركنا من أركان الدين، يدخل أو يخرج من الملة، أما حفظ القرءان فقد يكون مثله في حالة البعض كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا، وهو مثل قرءاني ضربه الله بيانا لتركيز بعض بني إسرائيل على حفظ التوراة دون إدراك معانيه الحقيقية، فإذا ما جرت المفاضلة بين حافظ جاهل بمعاني القرءان الإنسانية وغير حافظ ملم بهذه المعاني، فإن الفاضل هو من فهم حقيقة المتن لا من لازم الحواشي مقلدا كالببغاء يردد ما قيل منذ أربعة عشرة قرنا، لا يزيد عليه ما يجدد أو ينفع الناس في حياتهم.   في قازان أيضا وجدت فئة من المسلمين ناشزة، جاءت زاعمة تعليم التتار دينهم، وليتهم قبعوا في صحرائهم الرملية بدل تصحير سهوب التتار الثلجية، فالإسلام عند هؤلاء ليس بيت الحكمة أو التراجم أو عصر العباسيين الذهبي الزاخر بالألوان والبهجة والشعر والفلسفة، ولا سماحة الأندلس وتعايش أهل الملل والنحل والديانات على أرضها الخصبة والحمراء وليالي قرطبة وابن رشد وابن حزم ومقاصد الشاطبي، إنما السيف البتار والغزوات والعبيد وما ملكت الأيمان والأصل في الأشياء الحرام بدل الطيب الحلال.   في قازان ثمة نقمة على روسيا القيصر »ايفان الرهيب » الذي قمع « بلغار الفولغا » (الإسم القديم لمملكة التتتار) وشردهم وحاصرهم وأجبر بعضهم على التنصر وهدم مسجدهم « كول شريف »، ولهذا فقد أصر التتار بعد نيلهم الإستقلال الذاتي على إعادة بناء المسجد المهدم، لكنهم لم يريدوه رمزا خاصا بالتتار المسلمين، بل رمزا وطنيا لتتارستان الجديدة، القائمة على احترام جميع العقائد والأديان والحريات العامة والشخصية، وقد بنوه في كرملين المدينة (مقر الرئاسة والحكومة المحلية) تماما كما يضم كرملين موسكو كنيسة مسيحية أرثودوكسية.   والنقمة على روسيا إيفان تقابلها لدى التتارستانيين غبطة بروسيا الجديدة الليبرالية والعلمانية، وتقدير كبير لما يقوم به الرئيس بوتين من مساعي لمكافحة الفساد والإرهاب وتحقيق الاستقرار الضروري لكل تنمية، ولما يتطلع إليه من تعاون مع الجمهوريات المسلمة المتمتعة بالاستقلال الذاتي ضمن الفيدرالية الروسية المتعددة الأعراق والطوائف والأديان والقوميات، فخيار الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية والعمل على تحسين مستوى المعيشة الاقتصادي والاجتماعي مضمون للمسلمين ماداموا مواطنين روس كغيرهم من المواطنين، يعشقون الحياة ولا يرفعون الموت شعارا ويفسرون دينهم عطاء للإنسانية فنونا وعلوما وآدابا.   (*) مدير مهرجان الفيلم العربي بروتردام   

(المصدر: موقع شبكة السينما العربية بتاريخ 24 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.cinearabe.net/Article.aspx?ArticleID=1378&SectionID=1&SectionName=الصفحة%20الرئيسية


رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية يؤكد تزويد الروس طهران يورانيوم لمدة سنة …

طبطبائي: أميركا بنت لنا أول مفاعل في عهد الشاه

تونس – رشيد خشانة أكد مدير معهد الدراسات الإستراتيجية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية محمد طبطبائي أن إيران ماضية في تخصيب اليورانيوم الذي استأنفته بعد توقف استمر حوالى 20 شهراً استعداداً لتشغيل مولد بوشهر المقرر في أيلول (سبتمبر) 2007. وقال طبطبائي في محاضرة ألقاها أمس على منبر جمعية الدراسات الدولية في تونس، إن برنامج إيران النووي انطلق قبل 49 عاماً بدعم أميركي وإن الجمهورية الإسلامية بعد قيام الثورة تابعت تنفيذ بنوده ومن ضمنها إقامة مركز بوشهر الذي يثير حالياً أزمة مع البلدان الغربية. وأوضح أن الولايات المتحدة هي التي أنشأت أول مولد يعمل بالطاقة الذرية في جامعة طهران عام 1974، في إطار خطة تشمل إقامة 20 مولداً أحدها في مدينة بوشهر. وأضاف أن الأولويات الأميركية في المنطقة تغيرت بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران فباتت تحول دون متابعة البلدان الأخرى تنفيذ برامجها النووية، ومن ضمنها ألمانيا، ما حمل الإيرانيين على التعاون مع روسيا لاستكمال تنفيذ برنامجهم. وأكد طبطبائي أن اليورانيوم المخصب ضروري لتشغيل مولد بوشهر، وأن إيران تحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاثين طناً من هذه المادة. وهي تتفاوض للحصول على الوقود اللازم للتشغيل. إلا أنه أوضح أن «الروس وعدونا بتأمين حاجاتنا لسنة واحدة لكن علماءنا باتوا حالياً قادرين على إنتاج اليورانيوم المخصّب». وزاد أن استخدام اليورانيوم يمكن أن يكون مدنياً أو عسكرياً «ونحن متمسكون باستخدامه في المجالات المدنية فقط». واستدل بسماح طهران بالتفتيش في 135 موقعاً وإجازة رصدها عبر آلات تصوير تلتقط صوراً كل 35 ثانية. وأوضح أن إنتاج القنبلة النووية يحتاج إلى درجة من التخصيب تتجاوز ثلاث درجات وثمانية أعشار فيما البرنامج الإيراني لا يتعدى ثلاث درجات وخمسة أعشار. وعزا طبطبائي الإصرار الإيراني على إنتاج الطاقة النووية إلى ضرورة تنويع مصادر الطاقة المحلية أسوة بما تفعله أوروبا وأميركا، مؤكداً أن إيران تستهلك حالياً 60 في المئة من منتوجها النفطي وأن النسبة سترتفع إلى 80 في المئة سنة 2010، فضلاً عن الزيادة المتسارعة في استهلاك الطاقة الكهربائية. وقدر ثروة إيران غير المستغلة من اليورانيوم بـ36 ألف طن، مشيراً إلى أن 25 في المئة من الطاقة في العالم مصدرها نووي وتصل هذه النسبة إلى 80 في المئة في فرنسا. واستبعد طبطبائي قبول إيران وقف برنامجها لأن ذلك يعني التخلي عنه في نهاية المطاف وإحالة الخبراء والموظفين إلى البطالة. واعتبر أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة في لبنان أثبتت أن القوة النووية لم تعد لها قيمة في ظل الصيغ الجديدة للحروب إذ لم تنفع اسرائيل ترسانتها النووية، ولم تحل دون اضطرارها لوقف الحرب من دون تحقيق الأهداف المعلنة. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 سبتمبر 2006)


أميركا: مرشح جمهوري إلى مجلس الشيوخ في حرج لتنكره لأصوله التونسية – اليهودية

واشنطن – جويس كرم دخلت دولة تونس والتاريخ الاستعماري لشمال أفريقيا على خط الانتخابات النيابية في ولاية فيرجينيا الأميركية، بعد اتهامات لأبرز وجوه الحزب الجمهوري السناتور جورج ألن بـ«التهرب من جذوره اليهودية – التونسية» التي انكشفت بعد استخدامه خلال الحملة لفظة «مكاكا» (القرد القذر) المأخوذة من قاموس المستعمرين في القارة الافريقية. وبدل ان تتناول الحملة، قبل خمسة أسابيع من موعد الانتخابات النصفية في الكونغرس، مواضيع الحرب على العراق والأداء الاقتصادي التي تتصدر هموم الأميركيين، تركزت في فيرجينيا على الأصول التونسية واليهودية للسناتور ألن، والتي اتهمه بعضهم «بالتنصل منها». وذلك، بعد تصريحاته الأسبوع الماضي التي قال فيها إنه يتناول «شرائح الخنزير ظهرا» ولباسه المفضل هو «لباس رعاة البقر»، كما يفعل سائر الاميركيين البيض. الامر الذي وضع المرشح الجمهوري في مأزق مع الأقلية اليهودية الأميركية، وبات يهدد مستقبله السياسي الذي يتعدى نطاق فيرجينيا باعتباره أبرز المرشحين المحافظين في انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في 2008. الجدل بدأ في منتصف الشهر الماضي عندما وصف ألن مشارك أسود البشرة في جمع انتخابي بـ «القرد القذر». وانهالت على المرشح الجمهوري الاتهامات بالتمييز العنصري في ولايته حيث تعيش غالبية من البيض أوصلته منذ العام 1982 الى مقعد مجلس الشيوخ، نظرا الى اعجابه بالقيم «المسيحية» ومواقفه المحافظة و«اعتماره حذاء رعاة البقر». واستغل المنافس الديموقراطي جايمس ويب الحادثة ليقفز عشرة نقاط في استطلاعات الرأي ويقلص الفارق مع ألن الى 4 في المئة في الولاية المعروفة بميولها الجمهورية. واستعمل ويب اللقطة في اعلان تلفزيوني لمح فيها الى الاصل التونسي – اليهودي لوالدة منافسه هنرييت لومبارسا. وخلافا لتجارب سياسيين أميركيين، مثل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت والمرشحين السابقين للرئاسة جون كيري وويسلي كلارك، الذين استعملوا جذورهم اليهودية للتقرب من عامة الأميركيين وكدليل تنوع، اعتبر آلن ان أصوله التونسية – اليهودية «مسألة مثيرة للاهتمام لا غير»، مشيراً الى أنه «اكتشفها عبر مقالة صحافية» ومؤكدا أنه تربى على القيم المسيحية وأن والدته تطهو «شرائح الخنزير» وهو «يتناولها وقت الغداء». وتحاول حملة آلن ضبط الجدل الانتخابي من خلال التأكيد أنه «فخور بهذه الجذور»، و «لم يعرف معنى كلمة (مكاكا) عند لفظها». (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


صحيفة إسرائيلية: أولمرت التقى مع مسؤول سعودي كبير

القدس (رويترز) – – قالت صحيفة يديعوت احرونوت يوم الاثنين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عقد في الاونة الاخيرة محادثات مع احد أفراد العائلة المالكة السعودية بشأن السلام في الشرق الاوسط والبرنامج النووي الايراني. وقالت يديعوت احرونوت اوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا ان بعضا من مصادرها الذين لم تذكر اسماءهم قال ان اولمرت التقى مع الملك عبد الله قبل عشرة ايام. وقالت الصحيفة ان مصادر اخرى حددت شخصية هذا السعودي بأنه عضو بارز اخر في العائلة المالكة. وسئلت متحدثة باسم اولمرت عن الاجتماع المذكور فقالت « لا علم لي به. لا اعرف شيئا. » وقال جدعون عيزرا الوزير بالحكومة الاسرائيلية على راديو اسرائيل ان المعلومات الوحيدة التي لديه هي من التقرير الذي نشرته الصحيفة. وكانت السعودية هي القوة الدافعة وراء مبادرة السلام العربية لعام 2002. وتفيد الصحيفة ان خطة السلام كانت العنوان الرئيسي في جدول الاعمال الاسرائيلي السعودي. وقالت الصحيفة ان دعم ايران لجماعة حزب الله اللبنانية وطموح ايران النووية أديا لتصاعد المخاوف في الرياض وساعد في تمهيد الطريق للاجتماع في غمرة حرب استمرت 34 يوما بين اسرائيل وحزب الله. وأضافت ان الولايات المتحدة حليف اسرائيل الرئيسي وافقت على المحادثات. ولم تذكر الصحيفة أين عقد الاجتماع. وفي مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت الاسبوع الماضي أشاد أولمرت بالعاهل السعودي الملك عبد الله بسبب « حكمته وشعوره بالمسؤولية. » وسئل أولمرت في المقابلة عما اذا كانت اسرائيل تجري اتصالات سرية مع السعودية فقال « لا يتعين علي أن أجيب على كل سؤال. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


ايران بين نجاد المحافظ ونجاد الثائر

ناجي الخشناوي (*) في خطاب تعبوي حماسي أمام تجمع طلابي بمناسبة يوم الشباب بطهران، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان تغيير النظام التعليمي العلماني المهيمن علي جامعاتنا منذ 150عاما سيكون صعبا، الا انه علينا أن نقوم بهذه المهمة معا داعيا طلاب الجامعات الايرانية للاحتجاج علي الفكر الليبرالي وعلي الاقتصاد الليبرالي باعتبارهما لا يوليان أية أهمية لهويتنا ، قائلا لهم علي الطالب أن يحتج علي رئيس الجمهورية لمعرفة لماذا لا يمنحه أستاذ جامعي علماني نقاطا كافية لطالب لا يشاطره آراءه . ان مثل هذا الحشد الاصطلاحي الذي رصفه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ضمن خطاب لم يتجاوز زمنه أكثر من نصف ساعة ـ علي أقصي التقدير ـ والحماسة المفرطة في تعبئة فئة بعينها من الشعب الايراني، وهي الفئة الأكثر تذبذبا (طلاب الجامعات والمثقفون عموما) والمنتمية الي الطبقة الوسطي أو الي البورجوازية الصاعدة، وان مثل هذا الطرح الراديكالي واستيقاظ الحاسة التاريخية فجأة لدي أحمدي نجاد المحافظ المتشدد بشأن الفكر الليبرالي وبشأن النظام التعليمي العلماني، يجعلنا نتوقف بكثير من التريث والتثبت فيما تلفظ به نجاد المحافظ أمام شعبه الذي سيصوت له لاستمرار حكمه من جهة، ومن جهة ثانية نجاد الثائر الذي يركب موجة التحدي أمام امبراطورية الشر المتمثلة في أمريكا (الشيطان الأكبر حسب تعبير نجاد) والكيان الصهيوني ومن حالفهما. واذا كان توقفنا عابرا وغير مستفيض، فان نقاط الاستفهام والاشارات التي سنوردها لها ما يكفي ـ ولو نسبيا ـ لاعادة النظر في صدقية هذا الخطاب التعبوي وفي مشروعية وقابلية تحقق هذا الطرح الراديكالي . فلو أردنا في البداية، تصنيف خطاب احمدي نجاد أمام طلبة جامعة طهران تصنيفا تاريخيا، فاننا سنصنفه ضمن تيار الرفضية الفكرية ، هذا التيار الذي تغدي أكثر في فترة صراع النهضة العربية بين شقيها التوفيقية الاسلامية من ناحية والعلمانية المسيحية من ناحية ثانية، وهو تيار قام أساسا بموجب وجود منبهات/صدمات حضارية غير اسلامية وغير عربية، بمعني أن التغيير الذي يدعو له احمدي نجاد ليس تغييرا نابعا من الداخل وليس مطلبا ايرانيا صميما بقدر ما يمثل رد فعل انفعالي مثار من الخارج، مثله مثل فكرة الثورة الاسلامية الايرانية مع من سبقه. كما أن هذا التيار الرفضي ينطلق أساسا من موقف أيديولوجي قائم علي قطبي (ضد/مع) وهو بالضرورة لا ينسحب علي الواقع الايراني وعلي متطلبات الشعب الايراني، أولا لنزعته التدميرية والفوضوية، وثانيا لأن كلام أحمدي نجاد بخصوص العلمانية كنظام تعليمي يكشف لنا نظر ميكانيكية لتحديد طبيعة الصراع القائم بين ايران تحديدا والعالم الاسلامي عموما من جهة وأمريكا تحديدا والعالم الغربي عموما من جهة ثانية، وهو بهذه النظرة يدور داخل سياج دوغمائي مغلق وسلبي. أما السؤال الذي يطرح بالحاح في خضم هذا الاحتشاد الاصطلاحي في خطاب نجاد، هو أية علمانية يبتغي الرئيس الايراني أن تغيرها جماهيره الطلابية؟ أهي العلمانية المسيحية التي جلبت معها الفكر الاجتماعي التطوري الاشتراكي والنزعة اليسارية المبكرة في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات؟ أم هي علمانية محمد عبده التي انبنت علي نزعة قبولية وروح مهادنة شبه مطلقة للفكر الأوروبي ولمقولات اللورد كرومر؟ أم هي العلمانية التوفيقية التي تولدت مع الأفغاني والكواكبي كامتداد لمحمد عبده؟ أم أن احمدي نجاد يقصد العلمانية الأوروبية المتجسدة في تجربة تركيا الكمالية؟ أم هي علمانية علي عبد الرازق المتجلية بالخصوص في كتابه الاسلام وأصول الحكم ؟ أم علمانية طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي الذي اعتمد في متنه علي منهج الشك الديكارتي وعلي منهج النقد التاريخي الأوروبي؟ أم أن نجاد يعني علمانية اليســـــار اللبناني مع يوسف يزبك الذي اتخذ من تاريخ الأممية الثالثة 1919 تقـــــويما جديدا بدلا عن التاريخين الهجــــري والميلادي؟ أم انه يقصد العلمانية القومية مع ساطع الحصري الذي أكد علي أن قيام امة عربية غير مرتبط بالضرورة بمفهوم دار الاسلام ؟… ان الدكتور محمود احمدي نجاد هنا، لا يظهر لنا كرئيس دولة اسلامية له موقف فكري حاسم بشان النظام التعليمي العلماني بقدر ما هو يؤجج شعورا شوفينيا/ ارتودوكسيا يتلبس بلبوس حضاري ليدافع به عن تحد عسكري ومطمح حربي، كما أن ثورته الفردية ـ لا الوطنية ـ هي عبارة عن ثورة فوقية وليست ثورة جذرية ، فهي لا تدعو لتأسيس خلايا ثقافية عمالية وتلميذية وطلابية… وانما هي تدعو في أقصي ثوريتها الي احتجاج طالب علي أستاذ جامعي علماني لا يشاطره رأيه ؟ هذا فيما يخص مفهوم العلمانية وثورة احمدي نجاد المحتملة ضدها كنظام تعليمي تمتد جذوره الي أكثر من 150 سنة في ايران، أما فيما يخص الفكر الليبرالي، فلا اعتقد أن نجاد يدعو طلاب جامعته الي تقويض هذا الفكر علي أساس انه سلوك طبقي ، بقدر ما هو يدعوهم الي تقويض الليبرالية ـ فكرا واقتصادا ـ باعتبارها موقفا مجردا. فدعوته لتقويض الفكر الليبرالي باعتباره سلوكا طبقيا سيعود حتما عليه بالوبال من طرف المضطهدين الايرانيين ومن طرف الايرانيين الذين قمعوا وحرموا من حرياتهم الفردية والعامة. فاحمدي نجاد يظل بالأخير ليبراليا في نظام حكمه وبورجوازيا في سلوكه لم يمنح مواطنيه حرياتهم الا بما يخدم مصالح طبقته (رغم انه من طبقة فقيرة أصلا) وهو لهذا يستعمل جمهور الطلبة كأداة ضمن صراعه السياسي ضد أمريكا وهو أيضا يطوع الاقتصاد الايراني لبناء دولة عسكرية ستناوش أعداءها قليلا لتقمع شعبها كثيرا… هكذا يظل محمود احمدي نجاد رئيسا ايرانيا بامتياز لا يختلف كثيرا عن الشاه الايراني ولا عن الامام الخميني، فهو مثلهما مليء بالتناقضات ومهووس بحلم العظمة والكاريزما الفردية ولو علي حساب الشعب الايراني بأكمله… ومثلهما يظل محمود احمدي تنازعه تارة نجاد المحافظ وطورا نجاد الثائر ليظل بالأخير الشعب الايراني أمام الوجهين كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولو كان الشاعر الايراني رزبهان الشيرازي حيا لأعاد قوله هذا الجنون الي المستحيل أمام حماسة نجاد وتعبئته لطلبة جامعاته. (*) صحافي وكاتب قصة من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


الاشتراكيون يوسعون قاعدتهم قبيل الانتخابات في المغرب

الرباط (رويترز) – بدأ الاشتراكيون الذين كانوا من قبل يعملون في سرية حملة ضخمة لضم أعضاء جدد لتعزيز فرصهم في الانتخابات التي تواجه فيها رسالتهم الداعية الى التحديث العلماني تحديا من جانب الاسلاميين. ويأمل قادة الاعمال وصفوة سكان المدن أن يتمكن الاشتراكيون من منع حركة اسلامية من الوصول الى السلطة اذ انهم يعتبرونها عقبة في طريق تنمية المغرب ليصبح ديمقراطية حرة بعد عقود من الحكم القمعي. وقال محمد اليازغي رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حديث مع رويترز في الفترة الاخيرة « نحتاج لتعبئة الناس لبناء دولة حديثة. » ورد على سؤال عما اذا كان يعتبر الاسلاميين المنافسين الرئيسيين له قائلا « لا أريد أن احدد حزبا لكن خصومنا هم القوى المناهضة للديمقراطية. نريد لشعبنا ان يبني مستقبلا أفضل وأن يفخر بتاريخه وماضيه. » وتابع « لا نقبل ان يشبه مستقبلنا ماضينا » في اشارة غير مباشرة الى الجماعات الاسلامية التي يتهمها الاشتراكيون بالرغبة في تقليص الحقوق الفردية بما فيها حريات المرأة والحريات الاجتماعية. وينفي الاسلاميون ذلك. ويقول حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي يعتبر المنافس الرئيسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انه يريد محاربة الفساد والفقر وليس طرح جدول اعمال ديني متطرف. والانتخابات قد تكون فرصة نادرة بالنسبة للمغرب حيث اثار تصاعد الميول الاسلامية واستمرار انتشار الفقر على نطاق واسع المخاوف من اندلاع اضطرابات في البلد الذي تفضل النخبة الحاكمة الموالية لقادة الاعمال فيه نظاما مستقبليا قائما على الحداثة العلمانية. وخفف حزب الاتحاد الاشتراكي الحزب الرئيس في البرلمان الذي يضم 325 عضوا من القيود على الانضمام هذا الشهر لاجتذاب المزيد من الشباب والنساء الى صفوفه التي طالما كان يهيمن عليها المؤمنون الاساسيون بفكر الحزب. وقال اليازغي « المغرب يتغير. نحن في مرحلة تحول الى الديمقراطية. » ودعا الحزب من يرغبون في الانضمام اليه لارسال طلبات بالفاكس والبريد الالكتروني أو الاتصال بمقار الحزب لاجراء مقابلات. وهذا الانفتاح تغير كبير في الحزب الذي قاد الدفاع عن حقوق الانسان اثناء حكم الملك الحسن. ومهارته في ضم الاعضاء الجدد قد تحدد أداءه في الانتخابات.  

وحظي الحزب باحترام واسع النطاق لمطالبته بالديمقراطية في عهد من القمع في الفترة من الستينيات الى التسعينيات عندما كان النشطاء وغيرهم واغلبهم من الاشتراكيين يعذبون ويقتلون او يجبرون على العمل في السر أو الخروج الى المنفي. ومن أجل ان يستمر استخدم الحزب نظاما حديديا واعتمد على السرية وهي عادات يقول الحزب انه يتعين عليه التخلص منها جزئيا الان من أجل زيادة قاعدة أعضائه. ويقول المحللون والساسة ان الاقبال الكبير من جانب الناخبين سيفيد القوى غير الاسلامية. لكن المحللين يقولون ان الاشتراكيين يواجهون خطر انقلاب الناخبين ضدهم لانهم كانوا الحزب الرئيسي في حكومة ائتلافية منذ عام 1998. ويقول النقاد ان الحكومة فشلت في حل مشكلات خطيرة مثل الفقر والبطالة. وقالت الحكومة انها فخورة بسجلها الاقتصادي والاجتماعي الذي يشمل تحقيق نمو بمعدل 7.2 بالمئة هذا العام. ويتبنى الحزب الذي يعتبر الان ديمقراطيا اشتراكيا أكثر منه اشتراكيا سياسات تحرر اقتصادي لكن مع دور كبير للدولة في معالجة المشاكل الاجتماعية. وقال اليازغي الذي يشغل حاليا منصب وزير البنية الاساسية والمياه والبيئة والمتوقع أن يتولى رئاسة الوزراء في حال حصول حزبه على أغلبية الاصوات ان الحزب يثق الان في الدولة على الرغم من معاناة أعضائه في الماضي اثناء سنوات القمع. وأشار أحدث استطلاع للرأي نشر في صحيفة لايكونوميست الى ان حزب الاتحاد الاشتراكي سيتقدم قليلا على حزب العدالة والتنمية. وحزب الاتحاد الاشتراكي هو الاكبر في البرلمان حاليا ويسيطر على 50 مقعدا وحزب العدالة والتنمية يأتي في المرتبة الثالثة ويسيطر على 42 مقعدا. الامين الغانمي (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


الحركة الإسلامية الأردنية تتحدث عن وجود عشرة معتقلين لها

البرلمان الاردني يقر قانونا ينظم التدريس والخطابة في المساجد

عمان ـ رويترز ـ يو بي آي: اقر مجلس النواب الاردني امس الاحد مشروع قانون يلزم كل من يقوم بالوعظ والارشاد والخطابة في المساجد بالحصول علي اذن من وزير الاوقاف. وعلي الرغم من اعتراض وانسحاب نواب جبهة العمل الاسلامي وبعض النواب الاخرين احتجاجا علي النص بمعاقبة مخالفي القانون في الوعظ والارشاد والتدريس الا ان المجلس اقر القانون في جلسته امس. ووافق النواب في الاسبوع الماضي علي مشروع القانون بصيغة تفصل بين تقديم العظة يوم الجمعة والتدريس والارشاد حيث اتفقوا علي ان يعاقب من يقوم بالقاء خطب الجمعة من دون اذن مسبق علي ألا تطبق هذه العقوبات علي من يقدم العظة او الدرس. الا ان مجلس الاعيان اعاد دمج الخطبة والتدريس والوعظ والارشاد لتكون مشمولة بها. وقال النائب الاسلامي زهير ابو الراغب لرويترز انه من منطلق ديني لا يجوز ان تكون الفتوي والتدريس منوطة باذن. ديننا يحث ان لا يكتم الناس الفتوي والتدريس . واضاف انه حسب القانون الذي تمت الموافقة عليه اليوم فان اي شخص يقوم بالقاء خطبة او التدريس او الوعظ والارشاد من دون موافقة من قبل وزير الاوقاف فسيعاقب بالسجن ما بين اسبوع الي شهر او بغرامة مالية. واقر البرلمان الاردني اواخر شهر آب (اغسطس) الماضي قانون منع الارهاب الذي يعطي قوات الامن صلاحيات اكبر منها الاعتقال الوقائي للمشتبه بهم علي الرغم من احتجاجات من ان القانون يحد من الحريات العامة. من جهة اخري قالت الحركة الإسلامية في الأردن ان السلطات الأمنية تعتقل عشرة من أعضائها علي خلفية سياسية. واوردت الحركة امس الأحد علي الموقع الإلكتروني لحزب جبهة العمل الإسلامي اسماء معتقليها يتقدمهم النائبان الإسلاميان محمد ابو فارس وعلي ابو السكر اللذان يمضيان عقوبة السجن بعد ان أدانتهما محكمة امن الدولة الشهر الماضي بتهمة تعكير صفو الوحدة الوطنية بإثارة النعرات المذهبية وقضت بسجن كل واحد منهما عاما وشهرا، واسقطت فتوي دستورية عضويتهما من مجلس النواب واعتبرت هذه الفتوي ان الجريمة التي يعاقبان بسببها غير سياسية فيما تصر الحركة الإسلامية انها سياسية. كما شملت القائمة أسماء ثمانية اشخاص ينتمون للحركة الإسلامية تعتقلهم السلطات الأردنية علي خلفية قضية اسلحة حركة حماس في الأردن التي أثيرت في ايار (مايو) الماضي حيث تهمت الحكومة الأردنية حركة حماس الفلسطينية بتهريب أسلحة من سورية وتخزينها في الأردن لإستخدامها ضد أهداف أردنية. وقالت السلطات الأردنية انها اعتقلت نحو عشرين شخصا علي خلفية القضية من بينهم ثمانية من المنتمين للحركة الإسلامية في الأردن. وجددت الحركة مطالبها بالإفراج عن معتقليها السياسيين.


تمرد « رمضاني » في ضواحي باريس!

 

باريس – هادي يحمد – إسلام أون لاين نت بعد « ثورة الضواحي » وتمردها على أجهزة الدولة الفرنسية قبل نحو عام، عاشت المنطقة « 93 » شمال باريس تمردا آخر ولكنه « رمضاني » هذه المرة، فرغم إعلان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يوم الأحد 24-9-2006 أول أيام رمضان المبارك، شهدت هذه المنطقة حالة من الصيام يوم السبت استجابة لدعوة من منظمتين مسلمتين ذات ثقل، وهو ما اعتبر حالة « تمرد رمضاني » يدلل على ضعف أداء المجلس خلال الفترة الماضية. وفي جولة لشبكة « إسلام أون لاين » في المنطقة 93 لوحظ أن هناك إجماعا شبه تام داخل المنطقة على أن أول أيام رمضان هو السبت؛ حيث خلت المطاعم العربية من روادها فيما شهدت المجازر الإسلامية والمحال التجارية إقبالا كبيرا قبل ساعات قليلة من وقت الإفطار. ولفت العديد ممن حاورهم مراسل « إسلام أون لاين » إلى أنهم اتبعوا في صيامهم أئمة مساجد المنطقة التي يسيطر عليها المجلس الفرنسي للأئمة. وقال الشيخ زهير بريك رئيس المجلس الفرنسي للأئمة في تصريحات لـ »إسلام أون لاين »: إن « غالبية مساجد المنطقة أعلنت الصيام يوم السبت، وبالتالي اتبعت القرار الذي اتخذه المجلس في هذا الشأن ». وأضاف بريك: « إن 11 دولة إسلامية أعلنت الصيام يوم السبت وبالتالي فإن المجلس اعتمد في قراره على الرؤية واتباع قرار المجلس الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة والذي أقر بأن ثبوت أول رؤية للهلال في بلد إسلامي كاف بأن يتبع من قبل بلدان إسلامية أخرى ». وعبر العديد من شباب المنطقة 93 ممن حاورتهم « إسلام أون لاين » عن ثقتهم في إعلان أئمة منطقتهم عن أول أيام رمضان، حيث يقول « خالد الحناشي » ( 23 سنة) من حي « إبرفيلي » أحد أحياء المنطقة: « مسجد الحي أعلن أن اليوم (السبت) هو أول أيام رمضان، ونحن في الجهة نثق فيما يقوله مسئولو المسجد ». وعن موقفه من إعلان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الممثل الرسمي للمسلمين، علق قائلا: « هؤلاء دمى متحركة في أيادي (نيكولا) ساركوزي (وزير داخلية فرنسا) الذي وصفنا (سكان الضواحي) بالأوباش!! ». أكبر ضربة ولم يخف « محمد هنيش » الكاتب العام لـ »اتحاد الجمعيات المسلمة في المنطقة 93″، والتي أعلنت بدورها أن أول أيام رمضان هو يوم السبت، « أن حالة الصيام العام التي شملت ما نسبته 70% من سكان المنطقة 93 تمثل أكبر ضربة لشرعية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والذي فشل حتى الآن في تمثيل مسلمي فرنسا، بل شطرته في المدة الأخيرة الانقسامات، وانعزل عن الهموم العامة لمسلمي فرنسا وخاصة أثناء وبعد ما عرف بثورة الضواحي ». وأضاف « هنيش » في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت »: « أن صيام المنطقة 93 يوم السبت فضلا عن كونه شرعيا فهو رمزي باعتبار المنطقة 93 هي معقل المهاجرين والإسلام في فرنسا ». وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وبعد اجتماع له برئاسة دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس، أعلن أن يوم الأحد 24-9-2006 هو أول أيام رمضان المبارك. وقال التهامي إبريز، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية، وهو أحد أكبر المنظمات المسلمة المشاركة في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في تصريحات لـ »إسلام أون لاين »: « إنه كان توافقا داخل المجلس استنادا إلى الرؤية واستئناسا بالرؤية في العديد من البلدان الإسلامية أن بداية شهر رمضان هو يوم الأحد ». وشهد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في الفترة الأخيرة انقسامات حادة انتهت بإجبار « محمد البشاري » نائب رئيس المجلس على الاستقالة من منصبه، كما عرف المجلس، الذي واجه انتقادات كبيرة لجمود نشاطه، خلافات حادة بين كتله وخاصة داخل كتلة ما يسمى بـ »المغاربة » أي المساجد التي يسيطر عليها مسلمو المغرب. ويعيش بالمنطقة 93 أكبر تجمع للأقلية المسلمة بفرنسا، ويضم حوالي نصف مليون مسلم، كما يوجد بها أكبر عدد من المساجد في منطقة واحدة بفرنسا، وهو حوالي 500 مسجد من جملة حوالي 1600. وعرفت المنطقة 93 أواخر العام الماضي بما عرف بـ »ثورة الضواحي » حيث اندلعت فيها الشرارة الأولى لأعمال الشغب التي قادها الشباب المهاجر، وأغلبهم من أصول عربية وإفريقية مسلمة، ضد وضعية التهميش الاجتماعي والإقصاء والعنصرية في فرنسا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 سبتمبر 2006)


مصر تمنع توزيع صحف أجنبية « تحقر » الإسلام

القاهرة (رويترز) – قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط يوم الاحد إن مصر منعت توزيع طبعات اثنين من الصحف الفرنسية والالمانية هما صحيفة لوفيجارو الفرنسية وأحد أعداد صحيفة فرانكفورتر الجماينه الالمانية لنشرهما مقالات « تحقر » الاسلام. وقالت انه بموجب مرسوم اصدره وزير الاعلام أنس الفقي فلن يسمح بدخول الصحيفتين الى البلاد. وأضافت أن سبب المنع أن تلك الصحف نشرت مقالات « تحقر من الدين الاسلامي و(تتضمن) الادعاء بأن دين الاسلام انتشر بحد السيف وأن (محمدا) رسول الله… هو رسول الشر. » وقالت ان طبعة الصحيفة الالمانية المؤرخة في 16 سبتمبر ايلول تحتوي مقالا للمؤرخ الالماني ايجون فليج يبحث كيف نجح النبي محمد كقائد عسكري خلال حياته. وقدم فليج مجادلات اخرى تؤيد وجهة النظر بان الاسلام كان له تاريخ يتسم بالعنف. وتضمنت مقالة في عدد صحيفة لوفيجارو الفرنسية الصادر بتاريخ 19 سبتمبر موضوعا للرأي عن الاسلام والنبي محمد للفيلسوف الفرنسي روبير ريديكيه. وكتب يقول « يصور محمد نفسه في القران على انه مقاتل لا يرحم قام بالنهب وهو قاهر لليهود ومتعدد الزوجات… يتضمن القران الذي يتعلمه كل مسلم الكراهية والعنف. » ونقلت الوكالة عن الفقي أنه لن يسمح لاي مطبوعة « تسيء للدين الاسلامي الحنيف أو تحض على كراهية وازدراء أي دين بالتوزيع داخل مصر. » ولم تربط بين المقالات ومحاضرة البابا بنديكت السادس عشر في المانيا يوم 12 سبتمبر ايلول التي اقتبس فيها عن امبراطور بيزنطي تعليقات مماثلة حول الاسلام والنبي محمد. ونادرا ما تصادر الحكومة المصرية صحفا او مجلات اوروبية رئيسية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


الفساد في كردستان العراق لا يزيله إنزال علم صدام!

آلان نوري (*) أثار موضوع إنزال العَلم العراقي عن المباني الرسمية في إقليم كردستان العراق زوبعة عرّت بؤس ما دأب عليه الفكر العربي السائد من تهافت عنصري يسهم في تفتيت الهوية الجمعية في المجتمعات العربية. ففي آخر صولات هذا «الفكر»، الذي عرف حق قدره الراحل اميل حبيبي فسمّى منتجيه بعصافير عصفورية، انبرى هذا الفكر للانقضاض على الاكراد لإنكارهم «كرم الضيافة» وإنزالهم عَلما اتّفقت أغلب القوى والفعّاليات العراقية المنخرطة في العملية السياسية على وجوب إبداله بآخر يحترم التنوع القومي والثقافي في العراق، فيكون بذلك موحّدا لا مفرّقا للعراقيين كما يفعل العلم الحالي. وصرّح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن إنزال هذا العَلم بعينه إنّما هو إجراء موقت لحين إقرار العَلم الجديد وحرص على لفت الإنتباه الى إبداله مؤقتا بالعَلم العراقي الذي سبق الحالي وهو عَلم مكانته في الذاكرة الجمعيّة العراقية توازي مكانة عَلم ثورة يوليو في مصر. فكيف تحوّل هذا التمسك بوحدة العراق والبحث عن رموز جامعة له الى دليل على «خيانة ناجزة»؟ الجواب هو الذي يبرع في إنتاجه الفكر الصادر من عصفوريّات الثقافة العربية السائدة. لو أن السخرية من هذا النمط من الفكر هي السبب الوحيد وراء كتابة هذه الأسطر لما كتبت! فقد كفّى ووفّى هذا الأمر لفيف من خيرة مثقفي العرب، ومن بينهم الصديق المفكر عصام الخفاجي. ولكن كي لا يُفهم من كتابات أصدقاء الاكراد المجرّبين في المحن أن الفكر السياسي الكردي السائد هو واحة العقلانيّة في صحراء الفكر المشرقي، أردتُ أن أتناول موضوع العَلم ودلالاته من الجانب الكردي من المسألة. فجدل الموقف من العَلم الحالي ليس جديدا في المعترك السياسي في كردستان العراق، وقد أُثير في أولى جلسات البرلمان الكردستاني عقب تشكيله عام 1992. وحينها، كما الآن، كان هذا العَلم رمزاً لإقصاء الاكراد ولتوريط المقولات والرموز الدينية في أوحال سياسة انتجت النهب وانتهاك الأعراض المنظم في الكويت، تماماً كما أنتجت من قبل في كردستان الإبادة الجماعية والنهب والانتهاك المنظم في عمليّات وحشية. في تلك الجلسة، انبرى برلمانيّون بارزون من كتلة مسعود بارزاني، وشاهدهم الناس في معظم قنوات التلفزيون في كردستان، للدفاع عن إبقاء العَلم بدعوى أنه رمز لوحدة العراق وأن إنزاله هو إيحاء بنيّة في الانفصال لم تتوصل اليها القيادات السياسية في كردستان. وهو الموقف نفسه الذي ينبري لتفنيده مسعود بارزاني اليوم. وكم هو محقّ في ذلك! ولكن يحق للمرء أن يتساءل عما حصل. فالموقفان السابق والحالي لا يستقيمان معا! فإن كان الحالي نتاج نضج في الفكر ينسخ السابق فإن أحدا لم يشهد ذلك الجدل الداخلي الذي ولّد هذا التغيير الفكري. لقد اعتاد قادة الاكراد، ولأمد طويل، أن يكون الفكر المتبنى في تنظيماتهم السياسة هو الحالي (الراسخ والطارئ معا) مما يدور في ذهنهم هم وحدهم وبارزاني ليس استثناء هنا. وإن دلًّ هذا فإنّما يدلّ على بنى سياسية وتنظيمية سائدة في كردستان ليس الفكر السياسي عمادها ولم تعتد الجدل الداخلي سبيلا لحراك الفكر فيها والأدهى أنها تتحكّم، وهذا حالها، في مسار الديموقراطية في كردستان. وكما الفكر السائد في سائر المشرق، ينشغل السائد الكردي منه بتذكير دعاة التغيير والديموقراطية في كردستان بالأخطار المحدقة من كل صوب بالاكراد لإزاحة التغيير والديموقراطية من الأجندة السياسية كلما وجد لذلك سبيلا. والأخطار، كما يصوّرها هذا الفكر، هي أخطار وجودية، تهدد الاكراد لكونهم اكرادا. وهي بذلك أخطار دائمة لا تزول لعل دوامها يديم الحال السائد فتبقي المتسيّدين في سيادتهم. لقد وفر انفلات العقل العصفوري العربي عقب إنزال عَلم صدّام من الدوائر الرسمية في كردستان مناخا ملائما للسائد الفكري الكردي للتأكيد على أبدية الخطر المحيط به. فهل نأتي بجديد حين نقول إن ما يبدو صراعا بين مكوّنات السائد الفكري في المشرق إنّما هو السبيل لإعادة إنتاج بعضه بعضاً؟ لكن استفحال الفساد الإداري والنهب المنظّم للموارد العامة والتمييز العلني في مجال الخدمات الإدارية العامة في كردستان العراق، هي ظواهر لا تُفسّرها الأخطار الأبدية المحدقة ولا يزيلها إنزال عَلم صدّام من على المباني الرسمية. ومهما طال الوقت فسوف يأتي ذلك اليوم الذي يُساءَل فيه من يتولون الأمر في كردستان عمّا فعلوا لمواجهتها في عالم الملموس والمحسوس. (*) باحث كردي (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 25 سبتمبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.