الأربعاء، 8 يوليو 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3333 du 08 .07.2009

 archives : www.tunisnews.net


عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيــــان

د. مصطفى بن جعفر:بــــــــلاغ

قدس برس:تونس: الحزب الديمقراطي التقدمي يتهم الحكومة بتدبير اعتداء بالعنف على قيادييه

كلمة:الديمقراطي التقدمي يحمّل وزارة الداخلية مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له قياديوه

يو بي آي:تونس تنفي تعرض قادة معارضين لاعتداءات أمنية

المكاتب الفدرالية لكليات العلوم والحقوق والإقتصاد بتونس:بلاغ إعلامي

رئيس عمادة المهند سين يضرب عرض الحائط بتوصيات الجلسة العامة منذ أول أجتماع

واس:وزارة العدل التونسية – بيان

آكي:تونس تنفي استهداف أصوليين لعسكريين أجانب

عبدالحميد العدّاسي:سجن الإرهابيين تحقيق لإكرام الضيف الأمريكي

كلمة:تعتيم على ارتفاع عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير في تونس

الصباح:ارتفاع عدد الرّياضيين التونسيين «الحارقين» في إيطاليا إلى ستـّة

إبراهيم في لقائه مع الجامعيين:اعتبر أنّ المدخل الحقيقي للانتخابات القادمة هو حرية الإنسان والنهضة الثقافية 

الشيخ الهادي بريك:هل هي أعوام الحزن أم زمن الصحوة؟

ملفات « السياسيّة »:عزوف المثقف عن المشاركة السياسية:هل هناك حقّا مخاوف من « عصا السلطة السياسيّة » ؟

علي بوراوي* :تمتّع بحقك في الصراخ فأنت محظوظ

الصباح:النقل العمومي.. والصيف:المعاناة عامة داخل الحافلات والمترو والقطار

الصباح:مجلس النواب يصادق على ثلاثة مشاريع قوانين

الصباح: النجم العالمي شارل آزنافور:سأغنّي على ركح قرطاج 90 دقيقة دون توقف لأؤكد أنني لست شيخا!

الاتحاد الدولي للصحفيين: حملة للمطالبة بإطلاق سراح الصحفيين الإيرانيين

رويترز:خطوات تسعى امريكا لتتخذها دول عربية في خلاف الاستيطان الاسرائيلي

رويترز:الجزائر ترعى الصوفية لمكافحة التطرف

إبراهيم عيسى:الإسلاميون » إخوان مسلمون الجماعة المسجونة!

العرب:اغتيالات طالت بعضهم وفتاوى تهدر دماءهم مترجمون ومتعاقدون مع الجيش الأميركي يتهمونه بالخيانة والتخلي عنهم

العرب:بيريز يعد الفلسطينيين بـ«دولة عربية»:مبارك: شاليط سليم‎‎.. وأنا مستعد لزيارة إسرائيل


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  جانفي 2009:https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm         فيفري 2009:https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm  مارس 2009:https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm            أفريل 2009:https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي 2009:https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm

 


 

عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين

 


مرة أخرى تعاد محاكمة الرمز الوطني و الإسلامي عميد سجناء الحرية في تونس الدكتور الصادق شورو بتهمة خيالية « كما شرحها الدكتور أمام المحكمة عجبت من  إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها رئيس معلوم للقاسي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبال المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الإجتماعي. و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أن ذا أحال بمفردي » لم يتوفر فيها الحد الأدنى من أركانها القانونية فضلا عن كل ما شاب القضية من خر وقات فاضحة في الإجراءات و في التكييف القانوني للوقائع التي بموجبها وقعت الإحالة على القضاء في طوريه الابتدائي و الإستئنافي حيث أجمع لسان الدفاع على كيدية التهمة و على الطابع السياسي للمحاكمة الأمر الذي اظهر التوظيف السياسي للقضاء رغم أن الأزمة  » كما شرحها الدكتور أمام المحكمة فقد سئلت عن الوضع العام في البلاد فقلت أن العالم يمر بأزمة و أن بلادنا ليست في مأمن منها و أن تزامن محاكمتي  السياسية مع محاكمات الحوض ألمنجمي الاجتماعية دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية  التي تعيشها البلاد و ما على السلطة إلا أن تفتح الباب لحوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تعلم أنه لا بديل عن حريات مدنية و سياسية فعلية و حقيقية و عن عدالة اجتماعية لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق حركة النهضة في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. وعمدت السلطة إلى إنهاء الاحتجاجات الاجتماعية في الحوض ألمنجمي بمحاكمات ظالمة لرموز هذه الحركات وهذه المحاكمات هي دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية  التي تعيشها البلاد. والبلاد اليوم تعيش حالة تدجين للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و خنق الحريات ومحاصرة الإعلاميين امنيا وسياسيا …والسلطة تحاصر وتضيق على النقابة العامة منذ العام الماضي بسبب تقريرها حول الحريات الصحفية. إن أي إصلاح سياسي في تونس لن يكون له أي نجاح إلا إذا وقع إنجاز حوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تحترم الحريات المدنية والسياسية احتراما فعليا و حقيقيا وان تطبق العدالة الاجتماعية التي لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق التنظيمات الوطنية والإسلامية في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. ومن مقدمات هذا الإصلاح السياسي سن العفو التشريعي العام بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأصحاب الراى وسجناء الحوض ألمنجمي وعودة المغتربين. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب واسم الجمعية, و البلد  للعنوان الإلكتروني التالي:   aridha_wathania@yahoo.fr  
 

 

قائمة الإمضاءات :

الاسم

البلد

1-جمعية التضامن التونسي

2-جمعية الزيتونة

  3

Association des droits de la personne au Maghreb ADPM

4-

Mouvement de la libération de la Tunisie

5-جمعية ضحايا التعذيب بتونس

فرنسا

سويسرا

 

كندا

 

كندا

سويسرا

1- علي النجار

2- رياض بالطيب

3- رياض حجلاوي

4- حسين الجزيري

5- سمير الدريدي

 6- بكار الصغير

7- طاهر بوبحري

8- كمال العيفي

9- لخضر الوسلاتي

10- محمد بن سالم

11- فتحي فرخ

12- هشام بشير

13- بشير هلال

14- عامر لعريض

15- عبد الوهاب الرياحي

16- لزهر التومي

17- محمد الجموعي

18- محسن ذيبي

19- عبد الرؤوف الماجري

20- عبد الرؤوف نجار

21- محمد الهادي الكافي

22- رضا ادريس

23- زيتوني لسعد

24- السيد المبروك    

25- محمد ملك

26- منذر عمار 

27- معز الجماعي

28- عبدالسلام بوشداخ

29- نور الدين ختروشي

30- مالك الشارني

31- وليد بناني

32- ناصر غمراسي

33- الهادي بريك

34- البشير بوشيبة

35- عماد الدايمي

36- سامي حاج دحمان

37- صالح الحمراوي

38- محمد الصادقالشطي

39- هاشمي بن حمد

40- سليم بن حميدان 

41- غفران بن سالم

42 – قادري زروقي

43- بلقاسم همامي

44- عبدالله النوري

45- محمد النوري

46- بلقاسم نقاز

47- شكري مجولي

48- خالد الجماعي

49- محمد زري ق

50- رضا رجيبي

51- المنجي المدب

52- سالم الجديدي

53- اسماعيل الكوتي

54- محمد طرابلسي

55- عبد القادر الجبالي

56- نجيب العاشوري

57- طاهر حسني

58- عثمان كعباوي

59- محمد الغمقي

60- الهاشمــــي بم حامد

61- رفيق الشابي

62- رضا المازني

63- عبد الحميد البناني

64- الهادي لطيف

65- وحيد شريف 

66- محمد بن محمد

67- محمد الهادي غابي

68-كريم مسعودي

69- طاهر العبيدي

70- جيلاني العبدلي

71- مراد راشد

72- عبد الناصر نايت ليمان

73- نجاة العبيدي

74- عبد المجيد سبوعي

 75- كريمالماجري

76-  صالح المحضاوي

77- عبدالحميد العدّاسي

78- رضا القدري

79- عمور  غيلوافي

80- انور غربي

81- تمام الأصبعي

82- فتحي العابد

83- علي سعيد

84-محسن الجندوبي

85- عبدالعزيز عقوبي

86- عبد الرزاق موسى

87- سليم لعموز

88- الهادي الشبعان

89- عبدالباقي خليفة

90- عبد الناصر حيدوري

91– محمد حبيب مرزوقي

92– محمد قاضي

93- نبيل الرباعي

94-أحلام بن جفال

95-جمال سلامي

96- جمال دلالي

97- إسماعيل الخذري

98-محمد بوعلي

99-طارق السوسي

100-جمال الدين أجمد الفرجاوي

101-بوكثير بن عمر

102- طـه بعزاوي

103-  كوثر زروي

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

تونس

فرنسا

ألمانيا

تونس

فرنسا

فرنسا

سويسرا

بلجيكا

سويسرا

ألمانيا

سويسرا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

سويسرا

النمسا

ألمانيا

فرنسا

فرنسا

ألمانيا

سويسرا

ألمانيا

فرنسا

ألمانيا

بريطانيا

النرويج

كندا

فرنسا

تونس

النرويج

سويسر

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

فرنسا

 فرنسا

المانيا

فرنسا

فرنسا

بلجيكا

سويسرا

النرويج

إيطاليا

فرنسا

المانيا

فرنسا

فرنسا

سويسرا

سويسرا

تونس

سويسرا

 البوسنة

المانيا

الدّانمارك

تونس

 سويسرا

سويسرا

سويسرا

 السويد

إيطاليا

النرويج

ألمانيا

فرنسا

إيطاليا

إيطاليا

فرنسا

بريطانيا

ايطاليا

كندا

السويد

تونس

تونس

سويسرا

بريطانيا

سويسر

قطر

تونس

تونس

سويسر

ألمانيا

 ألمانيا


الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme  تونس في 07 جويلية  2009  بيــــــــــــــــــــــــــان  

 تعرض بعد ظهر  أمس الاثنين وفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي وعدد من مناضليه بسيدي بوزيد إلى اعتداء بالعنف الشديد  بمنطقة الهيشرية بسيدي بوزيد عندما كانوا يؤدون زيارة إلى عائلة السيد وحيد براهيمي  العضو بالحزب بمناسبة خروجه من السجن  بعد قضاء مدة العقاب المحكوم بها عليه. فقد هاجمت مجموعة من الأشخاص المسلحين بالحجارة والهراوات أعضاء الوفد الذي كان  بقيادة السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب، وتم تهشيم بلور سيارة الأمينة العامة وسيارتين أخريين فيما أصيب كل من الدكتور احمد بوعزي عضو المكتب السياسي والسيد الأسعد بوعزيزي عضو الحزب في سيدي بوزيد بإصابات بدنية متفاوتة من جراء الحجارة التي تهاطلت على أعضاء الوفد وعائلة البراهمي. وأكد أعضاء الوفد أن الاعتداء  تم داخل حرم منزل عائلة البراهمي على مرأى و مسمع رئيس مركز الحرس الوطني بالمكان وعدد من أعوان الأمن الذين لم يتدخلوا لردع المعتدين رغم دعوتهم لذلك من طرف أعضاء الوفد ، وأكدت السيدة الجريبي أن اتصالاتها الهاتفية بمكتب وزير الداخلية لم تكن أكثر نفعا إذ تم إعلامها أن « الوزارة تعمل حسب التوقيت الصيفي » إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تعاطفها مع المعتدى عليهم ، تشجب هذا الاعتداء على الأشخاص و الممتلكات وتدين  الانتهاك الفضيع للحرمة الجسدية للمواطنين وللحق في حرمة المسكن والحق في التنقل والاجتماع ،  وتنبه إلى خطورة إطلاق يد المليشيات للاعتداء على النشطاء الحقوقيين والسياسيين  وتطالب بوضع حد فوري لها وفتح تحقيق جدي في الموضوع وإحالة كل من تثبت مسؤوليته في هذه الاعتداءات أمرا وتنفيذا على القضاء.   عن الهيئة المديرة                             الرئيــس المختــار الطريفــي   21، نهج بودليــر- العمران-1005 تونس- الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892.866                             البريد الإلكترونــي:ltdhcongres6@yahoo.fr


بلاغ 6 جويلية 2009

  علمنا ببالغ الانشغال نبأ الاعتداء الذي تعرضت له الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدّمي خلال الزيارة التي أدتها إلى سيدي بوزيد رفقة عدد من زملائها من قياديي الحزب و من مناضليه مما خلّف للبعض منهم جروحا و آثارا مازلنا نجهل خطورتها.   إن التكتل يدين بشدّة هذا الاعتداء المشين و يطالب السلطات المعنية بفتح بحث في الموضوع من أجل تتبع مقترفي هذا الاعتداء و التثبت في الأسباب التي وقفت وراء الموقف السلبي الذي اتخذته  قوات حفظ الأمن التي كانت شاهدة عليه.   و التكتل يعبر للأخت ميه الجريبي عن تضامنه المطلق و عن بالغ تأثره بما حصل لها و لرفاقها و هو يدعو السلطات المعنية إلى التحكم في الوضع و البلاد تستعد إلى موعد انتخابي ليس في مصلحة أي طرف أن يدور في مثل هذا المناخ من التوتر و الانغلاق.   الأمين العام د. مصطفى بن جعفر

 

تونس: الحزب الديمقراطي التقدمي يتهم الحكومة بتدبير اعتداء بالعنف على قيادييه


القاهرة- خدمة قدس برس حمّلت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وزارة الداخلية مسؤولية الاعتداء الذي تعرضت له قيادة الحزب في قرية « الهيشرية » بمحافظة سيدي بوزيد (300 كلم جنوب العاصمة). وقالت مية الجريبي في مؤتمر صحفي عقدته يوم الثلاثاء (7/7) إنّ « ميليشيات » تابعة للحزب الحاكم (التجمع الدستوري) مسلحة بالهراوات والحجارة هاجمت أمس الاثنين منزلا ضمّ حفلا عائليا حضره وفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي بمناسبة بإطلاق سراح أحد شبابه بعد عامين سجنا. وقد ألحق الهجوم على الوفد الذي تتقدمه الأمينة العامة إصابات في صفوف بعض قيادات الحزب كما تم تهشيم بلور بعض السيارات. وعرضت خلال المؤتمر الصحفي مقاطع فيديو وصور عن مخلفات الاعتداء. وبحسب الجريبي فإنّ الهجوم الذي وصفته بالمنظم يعدّ سابقة خطيرة جرت تحت أنظار قيادات أمنيّة محلّية. واعتبرت ما جرى لقيادات حزبها في محافظة سيدي بوزيد دليلا على تدهور الوضع السياسي في البلاد ويترجم طريقة تعاطي الحكومة مع معارضيها، كما جاء على لسانها. واتهمت الأمينة العامة للديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بكونها فتحت المجال أمام عربدة الميليشيات والأعمال الإجرامية. ولم يصدر حتى اليوم موقف رسمي من السلطات حول ما وقع في سيدي بوزيد. وكان قد أطلق سراح الشاب وحيد براهمي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي قبل أسبوع بعد عامين وأربعة أشهر سجنا بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي. وقد اعتبر الحزب تلك التهمة ملفقة لمعاقبة أحد أعضائه.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 جويلية 2009)


الديمقراطي التقدمي يحمّل وزارة الداخلية مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له قياديوه


حمّل الحزب الديمقراطي التقدمي وزارة الداخلية مسؤولية الاعتداء الذي تعرضت له قيادة الحزب في قرية « الهيشرية » بولاية سيدي بوزيد. وقالت الأمينة العامة للحزب خلال ندوة صحفية عقدتها أمس الثلاثاء بالعاصمة إنّ ميليشيات مسلحة بالهراوات والحجارة هاجمت يوم الاثنين 6 جويلية منزلا ضمّ احتفالا خاصا بخروج أحد شباب الحزب من السجن. . وألحق الاعتداء إصابات بين أعضاء وفد الحزب الذي كان يضمّ السيدة مية الجريبي الأمينة العامة إضافة إلى أعضاء من المكتب السياسي، كما تم تهشيم زجاج بعض السيارات. وحمّلت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وزير الداخلية مسؤولية الأخطار التي تعرضت لها قيادات الحزب خلال وجودها بولاية سيدي بوزيد بعد تجاهل المحاولات التي أجرتها للاتصال بوزير الداخلية أو من ينوبه، واعتبرت المتحدثة أنّ ما حصل في سيدي بوزيد يترجم طريقة تعاطي الحكومة التونسية مع معارضيها وفتح المجال أمام الميليشيات والأعمال الإجرامية على حد عبارتها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 جويلية 2009)  

تونس تنفي الاعتداء على حزب معارض

 


 نفى مصدر رسمي تونسي اليوم تعرض قادة الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض لأي اعتداء من قبل عناصر أمنية، ووصف اتهامات الحزب بأنها مزاعم هدفها تضليل ومغالطة الرأي العام.   وقال المصدر في بيان إن عددا من أعضاء الحزب المذكور تعمدوا القيام بتصرفات استفزازية لساكني بلدة الهيشرية من ولاية سيدي بوزيد (وسط تونس)، تضمنت الاعتداء اللفظي وتوجيه الشتائم ورميهم بالحجارة.   وأضاف أن هذه التصرفات نجم عنها حدوث مناوشات واشتباكات بالأيدي وتراشق الطرفين بالحجارة، فتدخل أعوان الأمن في عين المكان لتفريق المتنازعين.   وأكد المصدر الرسمي في بيانه أنه لم تسجل أي شكوى في المراكز الأمنية، كما لم تسجل أي حالة لإصابات في مستشفى المنطقة بين هؤلاء الأفراد.   واعتبر أن التصرفات التي أقدم عليها أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي والتصريحات الصادرة عن مسؤوليه لا مبرر لها بتاتاً، وهي تهدف بكل وضوح إلى « تضليل ومغالطة الرأي العام ».   وأكد في بيانه أن « هذا الحزب ينشط كبقية الأحزاب القانونية، ويعبر عن مواقفه بكل حرية وبدون تضييقات في إطار ما يضمنه القانون ».    » مية الجريبي لم تستبعد اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة، ودعت المعارضة التونسية إلى توحيد صفوفها  » اتهام بالاعتداء وكانت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض مية الجريبي قد اتهمت أمس ما أسمتها مليشيات الحزب الحاكم في تونس باستهداف قادة حزبها بالهراوات والعصي أثناء زيارة إلى بلدة الهيشرية.   ووصفت ما تعرض له قادة حزبها بأنه « سابقة خطيرة واعتداء سافر مفضوح ومنظم على حزب قانوني »، وحمّلت وزير الداخلية مسؤولية ما جرى، وطالبت بفتح تحقيق في الحادثة.   واعتبرت الجريبي في مؤتمر صحفي أمس أن ما جرى لوفد حزبها يحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن الحزب الحاكم لا يرغب في الحوار ويؤمن فقط بسياسة العضلات المفتولة، وهو ما ترفضه القوى الديمقراطية وكافة الناشطين الحقوقيين.   ولم تستبعد الزعيمة المعارضة في المقابل اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة، ودعت المعارضة التونسية إلى توحيد صفوفها ومواصلة ما أسمتها معركة المطالبة بالمزيد من الإصلاحات السياسية والديمقراطية لإخراج البلاد من حالة الانغلاق التي تعيشها.   (المصدر: وكالة أنباء يو بي آي بتاريخ 08 جويلية 2009 )

إبراهيم في لقائه مع الجامعيين والمثقفين والمبدعين

اعتبر أنّ المدخل الحقيقي للانتخابات القادمة هو حرية الإنسان والنهضة الثقافية

  

دور محدود للمدرسة التونسيّة لأنّها لم تحرّر العقل ولم تنتصر للتقدّم …ولا بُدّ من حدود دنيا لإعلام ديمقراطي   

شدّد السيد أحمد إبراهيم مرشح المبادرة الوطنية للديمقراطية والتقدم على أن التحول الديمقراطي في تونس لا يمكن أن يتم إلا بعقلية جديدة يكون الجانب الثقافي احد أهم روافدها ،  وأكد إبراهيم في لقاء جمعه بنخبة من المثقفين والجامعيين والمبدعين يوم الثلاثاء 7 جويلية الجاري بمقر حركة التجديد بتونس العاصمة على أنّ المدخل الحقيقي للانتخابات القادمة يتمثل في حرية الإنسان والنهضة الثقافية.  وأضاف: »نريد أن نعمل على نهضة ثقافية مبنية على حرية الرأي والتفكير وزعزعة المسلمات الرجعية » ، وذكّر في كلمته بأنه يريد دائما أن يكون في خدمة المثقفين وصوت من لا صوت لهم. وأوضح بأن هنالك مجال لأن توجد ثقافة منتجة على محيطها وتعيش انتماءاتها شرط أن تتوفر ظروف التعبير الحر. هذا وقد أتى في حديثه على المدرسة التونسية في مفهومها الواسع (الجامعة، المعهد..) متحدثا على محدودية دورها المنوط بها  من أجل أن تكون منارة علم وتفكير متعدد إلا أنها في الظرف الحالي تتخلى عن دورها في هذا المضمار لأنها، حسب رأيه، لم تحرر العقل وتنتصر للتقدم. وبين السيد إبراهيم في مداخلته أمام حشد المثقفين بأنّ: »هنالك تصميم على دفعنا للمقاطعة » وبأنّ حقه في الترشح ليس منة من أحد وسيمارسه بكل الوسائل الممكنة والتي هي في تقلص مستمر. وأعلن بأنه « إما تتوفر ظروف دنيا لإعلام ديمقراطي حتى يقنع الخطاب وإما هنالك نية بأن يبقى الحصار على هذا الترشح » ، وختم بقوله: »يجب أن نفتك حقنا في أن تكون هنالك منافسة في هذه الانتخابات  » ويضيف  » فإما أن نستغل هذه الفجوة وإما أن نستقيل ونحتج بشديد اللهجة ». أما السيد صالح الحاجي فقد اعتبر أن فضاء النقاش عن السياسة والانتخابات والثقافة يجب أن يكون موجه للمجتمع والناس بدل أن يكون الخطاب « وجها لوجه مع السلطة ». وفي الإطار ذاته، يرى بأن اقتحام فضاء المجتمع يكون بالتزود برؤية يأتي بها ذوو الفكر وان الإرادة السياسية لا يمكن أن تكون فاعلة إلا إذا كانت مستندة للفكر ، ووضح السيد الحاجي بأنّ هنالك افتقاد كبير لإنتاج رؤية وهذا الفراغ يمتلأ في أيامنا هذه بما تنتجه العولمة منزّلا القضية على ماهو عربي على اعتبار أن الأنظمة العربية مجتمعة، حسب تحليله، لا يمكن أن تكون نظاما سياسي. إلى ذلك، عبر الناشط السياسي السيد محمد القوماني عن تعاطفه ومساندته لترشح السيد أحمد إبراهيم وتطلعه بأن يكون ترشحه نوعيا من أجل صالح تونس. وشدّد على أن الاقتراب من الاستحقاق السياسي يستوجب علينا الانتقال من فضاء التشكي والدفاع إلى فضاء الهجوم والاقتراح والحديث عن مشاكل تونس. وركّز السيد القوماني في تدخله على طرح العديد من الإشكاليات الحساسة في الحملة الانتخابية والبرنامج السياسي للسيد أحمد إبراهيم من قبيل طلبه من مرشح المبادرة أن يلخص برنامجه ومشاكل المجتمع في عدد محدد من النقاط وتساؤله عن ماهية رهانه السياسي من الحملة الانتخابية في ظروف تونس الحالية التي لا تتيح تغييرا حقيقيا ؟ والتنافس « الند للند » الذي رفعه شعارا لحملته الانتخابية من أجل ماذا؟  وهل توجد خطة جديدة للتواصل مع الأجيال الجديدة بالوسائل الحديثة؟ وهل يفكر إبراهيم في الخروج للإقليمي والعربي والدولي باعتبار أنّه مرشح تونسي يرى ظروفا جديدة؟ وكيف يختزل المعوقات الذهنية الموجودة في المجتمع التونسي؟ وماهي مرتكزاته في خلق ثقافة جديدة؟ على صعيد آخر، تطرق النقاش الذي أثراه عدد من الجامعيين والمثقفين إلى عدد من القضايا المرتبطة بالجامعة التونسية ووظيفتها ومكانة الأساتذة والأكاديميين فيها حيث اعتبر الجامعي حبيب القسدغلي أن الأساتذة والباحثين لا يتمتعون بالمكانة اللائقة بهم وبأن على مرشح الرئاسة السيد أحمد إبراهيم أن يكون صوت المثقفين والجامعيين ، كما تم تداول إشكالية المثقف والسياسي وأهمية توافقهم على التعامل البناء سوية من أجل المجتمع. وفي إجابته على أحد المحاورين أكد السيد إبراهيم على أن اتحاد الشغل يمثل كل الحساسيات في تونس ودوره يكمن في معركته من أجل استقلاليته التي تحصل عليها بعد نضال مرير وهو ما يجعله يلعب دور المحايد والحكم الذي يشجع على الديمقراطية  ولا يقف إلى جانب مرشح واحد.    بدر السلام الطرابلسي (المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 8 جويلية  2009)  


بلاغ إعلامي  

تونس في 08/07/2009 تم اليوم الأربعاء  08/07/2009 اختطاف  الرفيق فارس جبري  كاتب عام المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت من منزله  الكائن بمنزل جميل من ولاية بنزرت من قبل أعوان بوليس بالزي المدني إلى جهة مجهولة إلى حد كتابة هذا  البلاغ . ويأتي ذلك في إطار حملة قمعية جديدة بدأت منذ الأسبوع الفارط في عديد جهات البلاد تجاه مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس  تستهدف مزيد التضييق على الاتحاد العام لطلبة تونس ومناضليه وعليه نخن في المكاتب الفدرالية للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الحقوق بتونس وكلية العلوم بتونس وكلية الاقتصاد نعلن الآتي: 1-نطالب بالإفراج الفوري على الرفيق فارس جبري. 2-نرفض هذه الحملة القمعية التي تستهدف مناضلينا ومنظمتنا ونطالب بإيقاف جميع التتبعات العدلية في حق كل مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس. 3-نعتبر أن هذا تصعيد غير مبرر من قبل أجهزة البوليس السياسي  خاصة بعد منع انعقاد المؤتمر الوطني الموحد25 للاتحاد. 4-تمسكنا بحق منظمتنا في النشاط الطبيعي بعيدا عن كل أشكال الهرسلة والتضييق. 5-نهيب بكل منظمات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية والتقدمية للوقوف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس ومناضليه. عاش الاتحاد العام لطلبة تونس  حرا, مناضلا, ديمقراطيا, مستقلا, وموحدا. المكتب الفدرالي كلية الحقوق بتونس المكتب الفدرالي كلية العلوم بتونس المكتب الفدرالي كلية الاقتصاد بتونس

 

رئيس عمادة المهند سين يضرب عرض الحائط بتوصيات الجلسة العامة منذ أول أجتماع

 


نحن مجموعة من المهندسين المنتمين إلى الهياكل المركزية والقطاعية والجهوية للعمادة نتوجه  إلى الرأى العام الهندسى وإلى السلط الإدارية والحزبية وإلى الحكومة بالبيان التالى.                                                                                تابعنا بكل أهتمام ما دار من نقاش خلال الجلسة العامة الأخيرة التي سيطرت عليها لوائح اللوم والنقد الشديد للمجلس المتخلى مثلما نقلته بكل أمانة وسائل الإعلام(أنضر المقال المرفق لجريدة الصباح)  نتيجة أداءه الهزيل ولكن بالخصـوص لتهاونه في أخذ موقف حازم من التجاوزات الخطيرة والمتكررة التى أقدم عليها نائب الرئيس المتخلى المسمى « عفيف » قيدارة .فلقد أجمعت الجلسة العامة عن تبرؤها من ممارسات هذا الأخير وخاصة في ما أجمع المتدخلون علي وصفه بالفضيحة التى لوثت شرف المهنة وجلبت العار للعمادة والمتمثلة في نسخ  العديد من المقالات لمفكرين غربيين ونشرها بإمضائه ضمن أفتتاحية مجلّة المهندس التّونسى.  فقد وصل الأمر بعديد المتدخلين إلى الإصداح  علنا وأمام الجميع بأن ما يحدث صلب المجلس أفقدهم شعورالإعتزاز بالإنتساب  إلى المهنة. وقد كنا نعتقد وأن موجة الإحتجاج التى رافقت الإنتخابات والنبرة الحادة التى تميزت بها جل المداخلات كانت كافية لإضفاء الوعي لدى  رئيس العمادة ونائبه بحجم الغضب الذى يسري فى صفوف المهندسين والذى توسعت دائرته ليشمل أعضاء المجالس السابقة ورموز المهنة الذين  كان غيابهم عن الجلسة العامة بارزا مثلما أشارت إليه جريدة الصباح. .فلأول مرة فى تاريخ العمادة تتغيب وجوه مثل الصادق بن جمعة ومحمد بالحاج عمر ومنصف المولهي ومحمد علي السويسى ومحمد الشاوش ومنصف بن سعيد وغيرها ومن الرموز الهندسية المؤلوفة والتى ساءها ما آلت إليه العمادة فخيرت العزوف عن الحضور وفيها من خرج عن صمته مبديا آمتعاضه مما يحدث.كما كان الحضور محتشما وكانت الجلسة باهتة تفتقد إلى الحيوية المعهودة حيث كانت أشبه بالمبكاة عن واقع العمادة.  غيرأنه يبدو وأن رئيس العمادة لم يستوعب مدلول مقاطعة هؤلاء المقصودة للجلسة العامة ولا غضب المهندسون الذين عبروا عنه بأشكال متعددة عبر المداخلات بالجلسة العامة  وحملات التشهير عن طريق الأنترنات ووسائل الإعلام ومبادرتهم بالتنبيه رسميا عن طريق عدل منفذ.فمباشرة بعد آنتخابه لرئاسة العمادة عاد من جديد ليقدم الدعم للمدعو « عفيف » قيدارة  متحديا إرادة المهندسين وتوصيات الجلسة العامة التي طالبت بعرضه على مجلس التأديب.غير أن السيد غلام دباش رئيس العمادة تنكر لكل ذلك وتنكر حتى للمهندسين الذين ساندو قائمته في اللإنتخابات مقابل تعده بالتخلى عن المسمى « عفيف » قيدارة و هاهو يفاجئ الجميع في أول اجتماع بممارسة ضغوط متعددة علي أعضاء المجلس للإنتخاب « عفيف » قيدارة لمنصب كاتب عام العمادة للمدة النيابية الجديدة وهى مسؤولية مركزية  لا تتماشي والسمعة السية التي يتمتع بها هذا الأخير لدى غالبية المهندسين الذين يشعرون تجاهه بالإشمئزاز وبالكره الشديد. وبناء  على ذلك فإننا نحن المهندسون المتبنون لهذا البيان نطالب رئيس العمادة بحمل الكاتب العام « المنتخب » على الاستقالة من منصبه ونناشد أعضاء المجلس بتحمل مسؤولياتهم.كما نؤكد وأن تحركنا التلقائي ليس مبنى علي أغراض شخصية ولكن الغاية منه المحافضة على وحدة الصف الهندسي من أجل تسخير جل طاقاتنا لخدمة مصلحة منظمتنا في إطار الوفاء لوطننا العزيز .كما أننا ومن خلال مواصلة تحركنا الذى سبق الإنتخابات نبين للجميع وأن هدفنا لم يكن يتمثل في كسب مواقع وإنما فى تطهير العمادة من الذين لوثوا شرفها.وقد نجحنا في إفشال المشروع الذى كان رئيس المجلس ونائبه يعملان على تنفييذه والمتمثل فى أنتخاب هذا الأخير لرئاسة العمادة .غير أننا لا نقبل به أيضا ككاتب في جميع الحالات خاصة بعد ما تبرأت منه الجلسة العامة بصفة علنية.كما ندعو جميع المهندسين إلى التحرك من أجل فرض هذه الإستقالة ونعلن فى صورة حدوثها عن آستعدادنا للعمل مع الرئيس والمجلس المنتخب والمحافضة علي الوئام وعلي وحدة الصف وبدون ذلك فإن الإستقرار لن يسود المجلس الوطنى علما وأن 45 بالمائة من أعضاءه صوتوا ضد قائمة رئيس العمادة أما المتبقون فصوتوا لها بناء على تعهد هذا بالتخلي عن نائبه.نرجو أن يتفهم الجميع وخاصة رئيس العمادة وأننا كأعضاء المجلس الوطني لا نستطيع العمل مع مجلس يتحمل شخص لوث شرف المهنة مسؤولية متقدمة صلبه. وفي صورة عدم الإستجابة لطلبنا فإننا نحتفظ بحقنا فى مواصلة النضال بجميع الوسائل المشروعة .كما أننا سنعل بالخصوص علي :       – دعوة أعضاء المجلس الوطنى الذين صوتوا ضد قائمة رئيس العمادة(45 بالمائة من الأعضاء) وكذلك الذين أبدو رفضهم للمسمي  « عفيف » قيدارة إلي الإستقالة الجماعية من أجل إجبار المجلس على عقد جلسة عامة استثنائية وإعادة الإنتخابات .ونحن متفائلون   بقدرتنا على تعبئة ما يزيد عن 80 بالمائة من الأعضاء .                                 – نقل نضالنا أمام الرأى العام عبر جميع وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية -الإلتجاء إلي  القضاء لمقاضاة   »عفييف » قيدارة لإخلاله بشرف المهنة وسرقاته الأدبية التي يجرمها القانون التونسى.وفي مرحلة أولى فإننا نعتزم إرسال العريضة المصاحبة إلي عناية السيد الوزير الأول والسيد المدعي العمومي المخول لهما قانونا الدعوة لإحالة مهندس أمام مجلس التأديب إضافة إلى الحالات الأخري الواردة بالفصل  26 من القانون عدد 12 لسنة 1982 المحدث لعمادة المهندسين وذلك قصد إحالة المدعو عفيف قيدارة أمام مجلس التأديب  -كما نحمل رئيس العمادة والمسمى « عفيف » قيدارة مسؤولية الإضطرابات والتوترات الذى سوف تشق القطاع الهندسي ونود أن نذكر رئيس العمادة وأننا فى سنة سياسية تقتضي منه بوصفه يحضي مع الأسف الشديد بدعم السلطة الحكمة واليقضة للمحافضة على الهدوء صلب القطاع . كما  نؤكد على أن خلافنا مع رئيس العمادة والكاتب العام » المنتخب » ليست له أبعاد سياسية.يهمّنا التّأكيد على ذلك لأن  هؤلاء تعوّدا على تلفيق التّهم السيّاسية لمن يخالفهم التّوجّه وذلك لتحويل الخلاف معهما  القائم على أسباب موضوعية التسيير إلى خلاف سياسي من أجل الإستقواء بالسلطة وإيهام المسئولين بأنهما مستهدفان ليس من أجل طريقة تصرفهما وإنما  بحكم انتسابهما  إلى السلطة. وفى ذلك مغالطة مفضوحة للمسئولين السيّاسيّين والحكوميين وهو تصرّف لا أخلاقى نشمئز منه.وذلك لوحده كاف للإعلان عن تبرّئنا من تصرّفاتهم. وفي الختام فإننا ندعو جميع أعضاء هياكل العمادة المنتخبة إلي مقاومة النزعة الجهوية التي آستفحلت صلب العمادة وأصبحت هي المقياس لدى رئيس العمادة وأتباعه.وفي نفس الوقت فإننا نعبر عن آحترامنا لجهة صفاقص وإلي رجالاتها البررة ونعتبرها بريئة من مثل هذه الممارسات.  
 

وزارة العدل التونسية – بيان


تونس – واس – انتقدت السلطات التونسية قيام بعض الأفراد التونسيين المقيمين في الخارج بتأسيس منظمة باسم ( المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين ) ووصفت هذه الخطوة بأنها مغالطة للرأي العام مؤكدة عدم وجود مهجرين أو مبعدين تونسيين عن وطنهم . وجاء في بيان لوزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية: « إن تونس لم يسبق لها أن طردت أيا من مواطنيها أو منعت عودته إلى بلاده بسبب مواقفه أو أفعاله أو جرائم اقترفها أو أية دواعي أخرى » . وشدد البيان على أن الدستور والقوانين المعمول بها في تونس تكفل لكل مواطن حق وحرية التنقل بما في ذلك حق العودة للوطن وهي لا تتضمن بصورة أو بأخرى عقوبة النفي .
(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس – رسمية) بتاريخ 8 جويلية 2009)  

تونس تنفي استهداف أصوليين لعسكريين أجانب


تونس – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – نفت السلطات التونسية اليوم الأربعاء الأنباء التي تحدثت عن حبسها لإصوليين من مواطنيها بتهمة الاعتداء على عسكريين أجانب. وقال مصدر قضائي مأذون في توضيحات أرسلت لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء إن القرار القضائي بفتح البحث في هذه المسألة والذي تمّ بموجبه تحديد الجرائم الموجهة إلى هؤلاء الأشخاص « لم يتضمن أيّة إشارة » إلى الإعداد لاعتداءات على عسكريين أجانب. من جهة أخرى، أفاد المصدر الرسمي بأن الأبحاث الأولية شملت مجموعة متكونة من 14 شخصا، بينهم ستة من الفارين، يشتبه بانتمائهم إلى « مجموعة أصولية متطرفة كانت تعدّ لارتكاب جرائم ضدّ الأشخاص والممتلكات » وان قاضي التحقيق قرر الإبقاء بحالة سراح على خمسة من المشتبه بهم بعد سماع أقوالهم، وفق نص التوضيحات. وجاء في التوضيحات الرسمية أيضا أن استنطاق المتهمين من قبل قاضي التحقيق في الرابع من الشهر الجاري لم تظهر أيّة دلائل تثبت تورط أفراد هذه المجموعة الأربعة عشر بمن فيهم العسكريون التونسيون، في أفعال تستهدف النيل من عسكريين أجانب. وكان المحامي سمير بن عمر قد ذكر لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن السلطات الأمنية في بلاده اعتقلت قبل نحو ثلاثة أسابيع تسعة أشخاص، 7 مدنيين وعسكريين اثنين، ووجهت إليهم تهمة التخطيط لقتل ضباط أميركيين كانوا يزورون تونس في إطار مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين. هذا، واتهمت السلطات التونسية المحامي بن عمر « بتحريف الأحداث »، كون تصريحاته بما احتوته من إشارة إلى وجود إعداد للاعتداء على عسكريين أجانب، تضمنت « تحريفا للمعطيات الواردة بملف التحقيق ونسبه أفعال إلى عناصر لم يكلفوه بنيابتهم وليس لها سندٌ في الملف » مضيفة أن تصرفات هذا المحامي تعد « خرقا لواجبات الدفاع وتجاوزا لقانون المحاماة »، على حد وصفها.
(المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 8 جويلية 2009) الرابط:http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Security/?id=3.0.3521548070  


سجن الإرهابيين تحقيق لإكرام الضيف الأمريكي


كتبه عبدالحميد العدّاسي:   لمّا أبدى بعض الضبّاط التلامذة التونسيين شيئا من الامتعاض والرفض سنة 1979، حاول قادتهم السّامون – الوافدون يومها عليهم من العاصمة ضمن لجنة وزاريّة تفقديّة – إقناعهم بأنّ جلوسهم أمام جنود أمريكيين لأخذ دروس يرونها تافهة، إنّما يأتي مجاملة للأمريكان وليس طعنا في مستويات ضبّاطنا العسكريّة… فهذه الجلسات تساعد في فتح الأبواب في وجه بعثات الطلاّب الضبّاط والضبّاط التلامذة إلى البقاع الأمريكيّة ومدارسها حيث يُستوفى التكوينُ وتُنالُ الشهاداتُ وتُغنمُ الفوائدُ ما ظهر منها وما بطن، دون أن يلحظ القادة مدى الإذلال الذي لحق ضبّاطهم في عقر دارهم نتيجة تلكم المجاملة… وذات صائفة من صوائف منتصف الثمانينات كان أحد أولئك الضبّاط التلامذة قد باشر عمله وترقّى فيه وفي الرتبة العسكريّة، وكان – بحكم سلطته الترابية وصلاحياته القيادية – مشرفا على « معسكر » أمريكيّ جاء أفرادُه هذه المرّة من أجل التعرّف على الصحراء ومناخها وتضاريسها وكثبان رمالها ومخلوقاتها وطريقة العيش فيها.. وقد لاحظ الضّابط من خلال كثير من تصرّفات الضيوف ما يسيء لسيادة بلده ولقيمته هو الذاتية، ما جعله يسارع إلى كتابة تقرير لمن يهمّه الأمر من قيادته المباشرة شرح فيه بإسهاب تفاصيل تجعله « يؤاخذ » القيادة على تلكم الاستضافة أو على الطريقة التي تمّت بها:   – فقد كان ضمن الضيوف طبيب (أو هو بيطري)، لا يقنع بفحص مرضى الحيّ المجاور للمركز الصحراوي (حسب ما اتفق عليه) ووصف الدّواء لهم والذي لم يتجاوز النصح بالإكثار من شرب الماء البارد (والماء لا يبرد إلاّ في البرّاد وما من أحد يملك برّادا)، ولكن تعدّاه إلى إشباع هوايته المتمثّلة في التقاط الصور الاستثناية، فقد كانت عدسته لا تقع إلاّ على الأطمار والأسمال أو على هياكل آدميّة مكدودة أو على وجوه يتجمهر فوقها ذباب نهم يعلق ما فاض من أوساخ من العيون أو الأنوف أو الأفواه أو غيرها من « المغريات »!…   – وقد كان الضيوف على اتصال بأصدقائهم وقياداتهم المتواجدين في أساطيلهم بالبحر الأبيض المتوسّط أو في قواعدهم الحرّة في بلداننا المُضيّق على أهلها، ولم يكن للقائد المحلّي – الضابط التونسي الصغير الغيور على بلده – أيّ علم بما يحدث ولا بما يُرسَل ولا بما يُستقبَل! فالضابط ليس له من الأمر إلاّ المحافظة على البناءة الرّابضة بين الكثبان وما فيها من وسائل زهيدة، ومراقبة الطبخ والإطعام أو الأنشطة المبرمجة لفائدة ضيوف تونس المبجّلين… فمسؤوليته وسيادته أو سيادة بلده لا تقع إلاّ في مخيّلته الحالمة غير الخاضعة للواقع الأليم…   – بل لقد حاول أحد ضبّاط الضيوف ممّن تنقصه اللياقة ويُعدم الاحترام أخذ زمام الأمور بيده بحجّة أنّهم جميعا عسكريون وأنّ رتبته أرفع من رتبة الضابط التونسي الصغير!..، ولولا مقاومة شديدة لدى الضابط التونسي غذّاها فيه حبّه لوطنه وإحساسه بأنّه المالك الأصلي للتراب وللمركز والمتصرّف الوحيد في كلّ الوسائل المحشورة فيه، كما غذّاها فيه عدم قناعته بما يحدث إذ كان شديد الاقتناع بأنّ إقدام الضيوف على تلكم العيشة الضنك ما كان ليحصل لولا وجود سبب قويّ يدفع إليه (وقد رأى الضابط بعضا منه فيما بعد في العراق وغيرها من الأماكن الصحراوية)، قلت لولا تلكم المقاومة و »عدم انضباطه » لكان ذلك المركز الصحراوي – حقيقة أو مجاملة –  مجرّد منطقة صفراء خاضعة للقيادة الأمريكية الظاهرة (إذ لا سلطة للضابط على ما خفي كما سبق بيانه) في المنطقة الخضراء!…   كان زميله – من قيادته المباشرة – دمث الأخلاق ودودا غيورا – كما هو – محبّا لبلده مقتنعا بكلّ كلامه، ومع ذلك فقد صرف نظره بلطف عن كلّ ما كتب محاولا التقليل من حماسته مُفهِمًا إيّاه أنّ الأمر لا بدّ أن يكون كذلك لأنّ لهؤلاء الضيوف أياديَ بيضاء على « تونس »، ما يجعل « القيادة » تتجاوز عن بعص التصرّفات التي قد يراها الصغار أمثاله مهينة!… فاقتنع الضابط الصغير كرها بعدم حريّته نتيجة عدم استقلالية بلده!… وقد حصلت تلكم القناعة دون تأثيرات جانبية إذ لم يكن الأمريكان يومها – كما هم اليوم – يحتلّون عراقا ولا أفغانستانا من أرض المسلمين!..   غير أنّ الوضع اليوم – والخبر يحكي عن اتّهام تونسيين بالتخطيط لقتل أمريكان ضيوف – يختلف كثيرا عمّا كان عليه في أيّام ذلك الضابط الصغير الذي أنهى مشواره « فاسدا مُفسدا مُخطّطا ضدّ مصلحة تونس » حسب ما بيّن قادة تونس المجاملون…، فالأمريكان يزورون اليوم تونس ربّما كما كان شأنهم دائما، ولكنّ الجديد يتمثّل في أنّ « القادة » التونسيين يستقبلونهم وقد بالغوا في المجاملة القاتلة للدين وللذّات، إلى درجة أنّهم اتّهموا ضبّاطهم وعسكرييهم بالإرهاب وبرّؤوهم هم ممّا يصنعون في فلسطين والعراق وأفغانستان… ولا أدري حقيقة ما سيكون عليه حال كلّ ضابط أو كلّ عسكري ورث من أمّه تونس الشريفة المسلمة ذات المشاعر والأحاسيس التي كان يتحلّى بها ضبّاط الثمانينات؟! فهل سيزجّ بهم قادتهم جميعا في السجون مجاملة للضيوف وتطبيقا لقوانين الإرهاب؟!… وإذًا، مَن سوف يرهب العدوّ « المصطلح » الذي من أجله بني صرح الجيش الوطني التونسي، إذا كان منخرطوه كلّهم أو بعضهم من الإرهابيين الذين لا يريد لهم قادتُهم الحياة، على الأقلّ اجتنابا لإزعاج الضيوف، أو كانوا بالمقابل كقادتهم يجاملون حتّى من يعتدي على حرماتهم وعلى نسائهم!؟…  

تعتيم على ارتفاع عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير في تونس


  أضيف من قبل الكتابة في الثلاثاء, 07. جويلية 2009 ذكرت منظمة الصحة العالمية في موقعها على الانترنت ضمن إحصائياتها في رصد انتشار وباء أنفلونزا الخنازير أنّ العدد الجملي للإصابات في تونس بلغ إلى حدود صبيحة يوم الاثنين 6 جويلية خمس إصابات. وبحسب نفس الموقع فإنّ عدد الإصابات ارتفع من 3 حالات مسجلة إلى حدود يوم 3 جويلية إلى خمس، دون حصول وفيات.  ولم يتم الإعلان رسميا في تونس عن حصول الإصابتين الجديدتين، وكان آخر بلاغ في هذا الصدد قد صدر يوم 24 جوان بخصوص إصابة ثالثة اكتشفت لدى مضيفة طيران عائدة من المملكة العربية السعودية بعد يومين من الإعلان عن إصابة طالبتين عائدتين من الولايات المتحدة الأمريكية. كما أشارت المصادر الرسمية إلى أنّ الحالات الثلاثة تم معالجتها واتخاذ التدابير اللازمة لمراقبتها. وذكر الموقع الاكتروني المتخصص في الشؤون الاقتصادية « بيزنس نيوز » أنّ الحالتين اكتشفتا لدى غاني مقيم بتونس ومواطن تونسي كانا قادمين من كندا.  من جهة أخرى أوردت يومية « الصباح » في عددها ليوم الثلاثاء 7 جويلية أنّه تم رصد حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بمدينة صفاقس يوم السبت الماضي لدى رضيع عمره 10 أشهر قدم صحبة والديه من كندا. وهو ما يرفع عدد الإصابات في تونس إلى ست.  يشار إلى أنّ وسائل الإعلام التونسية الحكومية والخاصة كانت قد اكتفت بنقل البلاغين الرسميين بخصوص متابعة تطور الوضع الوبائي في البلاد.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 جويلية 2009)  


ارتفاع عدد الرّياضيين التونسيين «الحارقين» في إيطاليا إلى ستـّة

5  في بيسكارا… والسّادس «حرق» في مطار روما بمجرّد وصوله مع منتخب الأصاغر لألعاب القوى ** المصارع حمزة اللواتي ينضمّ إلى فريق إيطالي ويتـّصل بعائلته يوميًّا

تونس ـ الصباح – ارتفع عدد العناصر التونسية الهاربة في ايطاليا اثر العاب بيسكارا المتوسطية الى خمس حيث قرر العداء شلبي شعيب البقاء في ايطاليا في وقت كان فيه منتخب العاب القوى في المطار لامتطاء الطائرة في طريق العودة الى تونس واكد لنا المدير الفني للجامعة السيد صلاح الدريسي ان العداء شلبي تخلى حتى عن جواز سفره وهو ما يعني ان قراره كان عدم العودة مع الاصرار وقد تم اتخاذ الاجراءات القانونية التي يقتضيها الحال حيث تم اشعار سلطات المطار والسفارة التونسية ببقاء العداء شلبي في ايطاليا والمساعي حثيثة لاقناعه بالعودة من طرف عائلته بالخصوص حيث اتصل والد شعيب بالجامعة للمطالبة بعودة ابنه وتكثيف المساعي للغرض. وعدد الهاربين لم يقف عند هذا الحد فقد هرب أيضا العداء نضال العبيدي الذي سافر الى ايطاليا منذ يومين للمشاركة في بطولة العالم للاصاغر وبمجرد الوصول إلى مطار روما قرر الاختفاء عن الانظار وهو ما يعني انه رتب للهروب من قبل تماما مثل المصارع حمزة اللواتي الذي تأكد لـ«الصباح» انه التحق بعد بفريق ايطالي وقد شرع في التدريب معه وتصل أخباره يوميا إلى زاوية مرناق حيث مقر والديه هاتفيا إلا أن الامر يتم عبر الهاتف العمومي فهو لا يريد ان يكون اتصاله بتونس الا بالتاكسيفون ليقينه بأن الهاتف الجوال والقار سيمكن من التعرف على موقعه. وشكلت الجامعة التونسية لرفع الاثقال لجنة أزمة لبحث قضية الرباع الهارب حمدي دغمان وقررت فيما قررت شطبه من المنتخب مدى الحياة ونعتقد ان الاجراء جاء متأخرا جدا فالوقاية كانت ممكنة منذ ان صدرت تقارير في خصوص تصرفات هذا الرباع الذي اصبح محل ملاحقة قضائية في ايطاليا حيث قرر مدربه رفع قضية ضد دغمان متهما إياه بالسرقة، علما ان قائمة الهاربين قد اصبحت تضم كلا من:  حمدي دغمان (رفع الاثقال) ـ حمزة اللواتي (المصارعة) ـ رمزي العباسي ـ نضال العبيدي ـ شلبي شعيب (ألعاب القوى) وحسن بن نصر (الدراجات). الطاهر ساسي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 جويلية 2009)

هل هي أعوام الحزن أم زمن الصحوة؟ هلا جمعت ما يلي في قلبك متدبرا.

1 ــ تخترم الشهيدة مروة الشربيني يوم الفاتح من يوليو تموز 09 بما يناهز عشرين طعنة بسكين ثور هائج من ثيران النازية الألمانية الجديدة يؤزه الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين. ولو كان الشارع مسرحا لذلك العدوان الأبشع في تاريخ ألمانيا الهتلرية لهان الأمر ولكن كانت قاعة العدالة بمحكمة ( درسدن) شاهدا على إغتيال العدالة ودفن المساواة وكان قاضيها بمستشاريه وعسسه وحرسه شاهد زور أو كبش فداء إستخدمته العنصرية النازية الغربية إستخدام الجلاد الشره لعصاه الغليظة..   2 ــ السيد الطنطاوي شيخ الأزهر يظهر في الصورة جنبا إلى جنب مع كبير السفاحين الصهاينة شمعون بيريز ( رئيس الكيان المحتل) من فوق منصة مؤتمر لحوار الأديان بكازاخستان في بحر هذا الأسبوع الأول من شهر يوليو تموز 09 مؤكدا هذه المرة ما حاول التنصل منه في مناسبة سابقة حين أظهرته الصورة قبل شهور قليلة مصافحا للسفاح ذاته في مؤتمر بواشنطن. كانت كذبته الصغرى يومها أنه صافح رأس الأفعى دون أن يتفرس في وجهه بسبب أنه لم تنله الأقدار شرف إلتقائه.. ولكم أصاب الإعلامي العربي فهمي هويدي كبد الحقيقة عندما علق قائلا :  » لكل زمان مناسب شيخه المناسب « .. ألم يكن مناسبا جدا أن يلتقي من يمثل أمة الإسلام كلها عربا وعجما كبير الصهاينة مرتين بعيد محرقة غزة ( محرقة الألفية الميلادية بإمتياز ليس له نظير 09)!!!   3 ــ موجات عداء جديدة ضد مسلمي الصين في إقليم سينكيانج ( مسلمي الإيجور). والحصيلة حتى الآن في غضون ثلاثة أيام فحسب : 200 قتيل و800 جريح و1500 معتقل والمجزرة مفتوحة على مصراعيها. ومعلوم أن الصين ( الإمبراطورية الشيوعية السابقة) إستولت بالقوة على هذا الإقليم الذي كان يسمى آنذاك عام 1949 تركستان الشرقية التي تضم 8 ملايين نسمة بما يعادل عدد سكان كثير من بلدان الخليج مجتمعة. أقلية مسلمة في الصين من مئات الأقليات الإسلامية في آسيا التي زحفت عليها الشيوعيات الماوية واللينينية والستالينية فمحت وجودها الديني والثقافي محوا كاملا إلا من تحصن منهم بالأنفاق السرية التي يلجأ إليها السكان يحفظون فيها بعض ورقات متناثرة من المصحف الشريف ينهلون منها لأبنائهم عقيدة أو خلقا وعبادة. إلتقيت صديقا أرغمته مطاردة النظام البوليسي التونسي قبل سنوات طويلة على الهجرة من العربية السعودية فلجأ إلى قيرغيزيا التي لبث فيها أعواما طويلة مكنته من معاينة آثار تلك المأساة ونقل إلي منها فصولا عجيبة وغريبة تقشعر لها الجلود وتذوب القلوب منها كمدا. لكم رجوته أن يدون مما رأى ببصره وإلتقط سمعه وذلك أضعف الإيمان ولكن سجن قلمه سامحه الله وغفر له ولنا جميعا..   هلا ظفرت يوما بشطر كلمة تدافع عن تلك الأقليات الإسلامية المتناثرة فوق جلد آسيا؟ وهل تعرف السبب؟ لا نكلف أنفسنا شطر كلمة لهم لأنهم ليسوا عربا مثلنا وأنى لأمة عربية أن تدافع عن غير العربي!! لا نكلف أنفسنا ذلك لأنهم في عصمة أنظمة مستقلة معترف بها أمميا وأنى لنا أن نتدخل في الشأن الداخلي لغيرنا!! لا نكلف أنفسنا ذلك لأن الذي يعنينا هي الحريات السياسية أما الحريات الشخصية الخاصة من مثل حرية الإعتقاد والتدين والعبادة فلا نهتم بها إلا إذا كان ضحيتها مسيحي أو يهودي أو لا ديني أصلا أما المسلم فليس عليه سوى أن يتعلمن أو يتمسح أو يتهود أو يتمجس أو يتغرب فرارا من جحيم تحمل العقائد والعبادات وإستحقاقات الدين!!   4 ــ أما عن الإقتتال ( الأخوي الإسلامي) في الصومال بين المجاهدين ضد الوجود الأجنبي وهو في أوج حمأة إستعاره في هذه الأيام القائظة من تموز يوليو 09 إسوة بفضيحة المجاهدين من الإخوة الأعداء في أفغانستان سابقا.. عن التنازع الإسلامي على السلطة وعين الصهيونية في فلسطين قريرة فحدث ولا حرج!! وأي حرج عليك وأنت تكحل مقلتيك مع مطلع كل شمس ومغربها بشهيد جديد بل بشهداء جدد!! قتلى المتغلبين بالسلطة شهداء وقتلى المعارضين للسلطة شهداء كذلك!! وأي ضير مادامت الجنة في عقل شراذم هؤلاء الصبيان المخدوعين نزل فخم لا يرد يد لامس يرحب بضيوفه من كل ملة كأنما هي جنة الحلاج!! جنة تخفض جناحيها للقاتل والمقتول سواء بسواء : قاتل في سبيل الله ومقتول في سبيل الله وما أبعد الشقة عن سبيل الله لو أننا نعتبر من التاريخ القريب : أفغانستان الذي أهداها التنازع الإسلامي على طبق من ورد وفضة عروسا مليحة للأساطيل الأمريكية تمزقها بالجيوش ذاتها التي مزقت بها العراق!!!   هل هي أعوام الحزن أم هو زمن الصحوة؟   ليس ما أنف ذكره سوى غيض من فيض ولو جلت بباصرتك ذات يمين وشمال لألفيت عجبا عجابا من أمة إنقلب عليها الأمويون بعد إغتيال الخلافة الراشدة حتى أضحت سورة الشورى في الكتاب العزيز يتيمة لا نصير لها بين أمراء المؤمنين من الأمويين ثم بين المعتصم بالله والمتوكل على الله و ( الكافر بالله كما قال أحد الشعراء المعاصرين).. وأضحت آيات الشورى الأخرى في القرآن الكريم وآيات التبايع والتراضي بما يؤسس لعلاقة إسلامية حضارية راقية بين الحاكم وكيلا عن الأمة خادما لها وبين الأمة قوامها كرامة الإنسان تحريرا وتعليما وعمارة وخلافة وإستئمانا.. أضحى كل ذلك أثرا بعد عين. لم تقف النكبة عند ذاك الحد حتى قيض الشيطان للأمة من أمثال الطنطاوي عبثا بأكبر معلم إسلامي بعد وأد الزيتونة في تونس.. علماء سوء وبطانة فساد فكرت وقدرت حتى إهتدت إلى نظرية إسلامية جديدة عنوانها : عدم إلزامية الشورى!!! يعرض أمير المؤمنين الذي ورث حكم الأمة متغلبا قاهرا بسبب الوراثة ( كما كان الحال مثلا مع يزيد إبن أبي سفيان قاتل سبط محمد عليه الصلاة والسلام وسيد شباب أهل الجنة).. يعرض الذي أراد من القضايا على من شاء من أهل الحل والعقد الذين يسميهم هو و ملأه ثم يعزم على الأمر الذي يشاء.. إنقلاب أموي دموي رهيب ضد مخ السلطان في الإسلام أي قيمة الشورى التي هي آية من الكتاب من أقامها فقد أقام الكتاب ومن هدمها فقد هدم الكتاب.. إنقلاب أسس لعالمانية إسلامية جزئية تسللت على إستحياء ينصرها السيف المتغلب إضطر معها الفقهاء وهم نخبة المجتمع يومها إلى إصلاح المجتمع وترك ما لقيصر لقيصر سيما بعد الدرس البليغ الذي لقنه العباسيون للأمة جمعاء قاطبة من خلال التنكيل بالإمام أحمد ومن قبله بالإمام مالك ومن بعدهما بالإمام سعيد إبن جبير على يد مؤسس السفاحة الإسلامية : الحجاج إبن يوسف..   إنقلاب ضد الشورى ثم إنقلاب ضد المؤسسات العلمية ( مالك وأحمد وإبن جبير) ثم إنقلاب ضد المرأة بإسم سد ذرائع الفتنة والفساد والفاحشة حتى غدا صوتها في المخيال الإسلامي شرقا وغربا موثقا في مراجع كتب الفقه وأكثر المخطوطات تقريبا عدا القرآن والسنة.. حتى غدا صوتها عورة ووجهها عورة وصلاتها في غير أظلم مكان حتى بيتها فضلا عن خارج بيتها عورة ثم غدت يدها عورة لا تريح ذبيحة ولا تصافح ذكرا ولا تكتب حرفا وأنى لها بذلك والعلم مقصور على الذكور وشاعت فينا ثقافة إتخذناها دينا مدينا نتقرب بها إلى الله سبحانه قوامها أن المرأة رجس من الشيطان بمثل الكلب الأسود العقور ونجس لا يقرب المصليات ولا يمس مصحفا ولا حظ له في العقل والكسب دينا ودنيا وأسير لا يبرح سجنه إلا مرات ثلاث : من رحم أمه إلى بيت أبيه ثم من بيت أبيه إلى بيت الطاعة في عصمة زوجه ثم من هناك إلى القبر ولو كان لأرباب تلك الثقافة الجاهلية التي إنقلب عليها المسلمون بعيد سنوات قليلة من وأد الخلافة الراشدة .. لو كان لهم سلطان على يوم البعث لملأوا جهنم بالنساء بسبب لعنة الأنوثة التي تلاحقهن فلا تسمح لهن بإختيار زوج ولا بالتعبير عن خلجة حب ولا بطلب علم فإن طلبنه لم يسمح لهن بالقضاء والحكم وكيف نولي أمرنا إمرأة تحيض وتنفس ونحن لا نحيض ولا ننفس وكيف نولي أمرنا إمرأة تلد وترضع وتترك الصلاة لأيام وأيام أخرى للصوم وكيف نولي إمرأة ترث نصف ما نرث وتشهد بنصف ما نشهد وهي نزل إبليس الفخم وهي التي ورطتنا في هذه الأرض بعد أن أغرت آدم بالأكل من الشجرة..   لا يتسع هذا المجال لإستقراء جملة من الإنقلابات المدمرة ضد إرث محمد عليه الصلاة والسلام وضد الخلافة الراشدة التي أمرنا بإقتفاء أثرها في منهجها العام الذي هو مخ السلفية لمن يريد أن يصنف نفسه لعل لقب الإسلام وحده قاصرا عن تحديد هويته.. إنقلابات ضد الحكم الإسلامي وإنقلابات ضد العلم الإسلامي وإنقلابات ضد المرأة ومن وراءها الحياة الإجتماعية الإسلامية وإنقلابات ضد المال الإسلامي وحق الأمة فيه مما أثمر تفرقا داخليا وتمزقا إجتماعيا أتيا على أعظم مكاسب الإسلام وأمته بعد مكسب التوحيد أي : الوحدة الإسلامية وبإندثار هيبة الوحدة الإسلامية إندثرت هيبات أخرى منيعة كفيلة بحفظ الأمة من مثل كرامة الإنسان ثم إنعكست تلك الإنقلابات المدمرة على بقية مظاهر الحياة الإسلامية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ثم إنتهى الأمر بأن جثم الإنحطاط بكلاكله الثخينة الثقيلة فكان محضنا خصبا لسقوط الخلافة العباسية في بغداد وسقوط غرناطة في الأندلس ونشوء الحروب الصليبية وإحتلال بيت المقدس ثم الإحتلال العسكري الغربي وإنتهت خرافة الخلافة التي حفظت ما يمكن حفظه من أمة الإسلام وتراث الإسلام على يد الصهيونية وأذنابها وأثمرت سلسلة الإنقلابات ضد إرث النبوة : إستسلاما وتغربا وتمكنت الشيوعية فينا وتحكمت العالمانية في مصائر الدول ودك العدو أدق شرايين القلب الإسلامي النابض ( قدس فلسطين).. وإغتصبت بكارات فتياتنا واحدة بعد الأخرى من بغداد إلى غرناطة ومن الزيتونة بتونس إلى القدس ونحن مخدرون نلهو ونلعب ..   ونحن الآن في مأزق ليس ما قدمت به لهذه المقالة من أمارات وعلامات إلا غيضا من فيض.أجل. يمكن لكن أن تعترض بالمقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان وبالصحوة في كل بلد عربي وإسلامي وأروبي.. يمكن لك أن تعترض بتركيا وإيران إلخ .. يمكن لك أن تعترض بحركة إعتناق الإسلام .. بل يمكن لك أن تعترض بحركة الفتح التاريخية التي طوت المسافة العقدية بين أقصى الشرق وأقصى الغرب ( طنجة وجاكرتا كما يقال).. بل يمكن أن تعترض بأن الدين محفوظ بعناية إلهية وأن المستقبل للإسلام وأننا ننال منهم بأكثر مما ينالون منا.. يمكن لك ذلك وأكثر منه بألف ألف مرة.. ولكن كل ذلك لا يمسح حزنا ألم بي بعد مقتل الشهيدة مروة الشربيني في مكان للعدالة بألمانيا بمثل ذلك التنكيل المسف والتشفي المقرف.. كل ذلك لا يلأم جرحا غائرا.. لا بل ينكأه نكء..   لست آيسا وكيف آيس من الإنسان الذي أودعه الله روحه بنفخة من روحه ثم إصطفاه خليفة مستعمرا مستأمنا معلما مكرما محررا مسؤولا.. لست آيسا و كيف آيس من الإنسان ومنه النبي والصديق والشهيد.. لست آيسا وكيف آيس من الإنسان وفي رأس قافلة الإنسان خديجة أول مؤمن على وجه البسيطة وسمية أول شهيد على وجه البسيطة وحفصة أول مستحفظ على آخر كلمة من السماء على وجه البسيطة.. كيف آيس وفي الأمة عائشة أم الفقه وإحدى أكبر أحباره وأم السعد الإسكندرية أشهر مقرئة قرآن على 14 قراءة متواترة.. كيف آيس وفي الأمة مجاهدون قضوا نحبهم من مثل الإمام البنا وسيد قطب وأحمد يسن والرنتيسي وسعيد صيام.. كيف آيس وفي الأمة علوم موثقة تفيض فقها وحكمة من بعد كتاب الله من مثل الصحيحين .. كيف آيس وفي الأمة معالم تذكر بالإسلام ومجده التليد من مثل الزيتونة والأزهر بعد الحرم الثلاثة.. لن أيأس أبدا إذ لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ولكن من ييأس من الإنسان فهو عندي دون أدنى ريب أشد اليأسى من روح الله.. اليأس من الإنسان = يأس من رب الإنسان.   لست آيسا.. ولكني حزين.. أجل. ورب الكعبة حزين..   الهادي بريك ـ ألمانيا  


ملفات « السياسيّة »:عزوف المثقف عن المشاركة السياسية

ما هي الأسباب ؟ هل هناك حقّا مخاوف من « عصا السلطة السياسيّة » ؟ أين يتقاطع الفعل السياسي والفعل الثقافي؟ وهل للإفلاس الإيديولوجي دور في تأبيد القطيعة بين المثقّف والإسهام السياسي؟  


  بالحاج حميدة وشوكات وإدريس والخشناوي والعويني والشرقاوي يتحدّثون لـ »السياسيّة » ويُحلّلون   عند تناول العلاقة بين المثقف والسياسة ومدى اقترابه منها وانخراطه في شعابها من موقع الإعلامي الناقل للظاهرة والممحص في أسبابها وتمظهراتها، يُسكن في بداية تمشيه بالهاجس الابستمولوجي الذي يطرأ على علاقة رجل الفكر والمعرفة بالحقل العام وبالسياسي وانزياحه التدريجي لرجل الإعلام، ليس من موقع الصراع الانتهازي أو التلون الحربائي للمناصب الرسمية الفارهة أو للعملات التي تخلفها صقور ما وراء المحيطات وإنما لانزياح الثقافي للرقمي والورقي للافتراضي والأصيل للمتقدم بناء على الصراع الوجودي الذي يحركه عديد الفواعل المجردين كالسلفي ( حقله مختلف أنواع الفكر وليس ديني بالضرورة) والحداثي وما بعد الحداثي وهلم جرا..ومن ثمة فإننا في هذا الملف الفكري الذي نفتحه في موقع « السياسية » حول الأسباب التي تجعل من المثقف بعيدا عن السياسة مستقيلا عنها، نجد أنفسنا أمام تحدّ مهني وأكاديمي وهو الوقوف بين مختلف الرؤى المفكرة في الظاهرة كما رصدناها لدى عدد من المثقفين والسياسيين بتمسك حذر بالموضوع بالممكن من التباعد عن الذات وجاذبيتها في هكذا سياق، وبتشبث « مستتر » بالخيط الرفيع الذي يربطها ببعض ورتق دقيق لما يمكن أن يفرّق بين اختلافاتها حتى نظمن كتلة معرفية نظرية مفارقة للسائد ومتقدمة بالأزمان المتكلسة برغم تبايناتها واختلافاتها وفاعلة في الواقع بغيرية أصبحت متندرا بها لدى أصحاب القرار ومعارضي القرار في الآن ذاته.وللملمة الآراء من مختلف المشارب والذهنيات وتأصيل الموضع معرفيا وإعلاميا بغية ملامسة مكامن الأشكلة  فيه وتطارحها في أفق البناء لتصورات جديدة تذيب الجليد بين المثقف والسياسي وتؤسس لعلاقات بديلة قادرة على « تطبيع » القطيعة وتقريب الهواجس والانشغالات على العام والخاص في الداخل الوطني نقدم لقراء « السياسية » هذه الاتجاهات المقارنة لواقع الوعي بالقضية حتى يبقى الجدل مفتوحا والتشييد لمنعرج جديد لهذه العلاقة قائما ومتوثبا في تاريخ بلادنا المعاصر. ملف من إعداد:بدر السلام الطرابلسي ثامر إدريس: أستاذ جامعي ونائب في البرلمان عن حركة التجديد

من التجنّي توظيف العلاقة المتوتّرة بين رجل السياسة والمثقف للتحامل عليه باتهامه بالانعزالية والانكفاء على الذات فالمثقف مناضل إلا أنه غير ميداني الاستقالة عن الشأن العام موضوع جدير بالعناية والاهتمام نظرا لتفاقم الظاهرة وما يخلّفه ذلك من تراجع الشعور بالمصلحة المشتركة وتهلهل العقد الاجتماعي. لاسيما في ظل أزمة القيم التي تعصف بالواقع على خلفية الصراعات القائمة والانتصار الجارف للعولمة. ومفهوم أن تكون الأغلبية صامتة بحكم انصرافها إلى اليومي وإلى تلبية متطلبات الحياة الصعبة. لكن أن تكف النخبة المثقفة عن الاهتمام بالشأن العام، في ظل التراجعات الكبيرة والانهيارات المتتالية، فهذا يستوجب التوقف بتسليط بعض الأضواء. وللاقتراب أكثر من الموضوع أميّز بين أنواع من المثقفين: فهناك مثقف يعمل على إغناء المعرفة بإعادة صياغة الأدوات المفهومية معتمدا التحليل والتركيب والنقد في سعيه إلى استيعاب الواقع، ويعرف بسعيه الدائم للخروج من قوقعة الأفكار لإنتاج فكر جديد لإثراء الثقافة والفكر والحقيقة والحرية. وهو لا يدعي أنه بديل عن المجتمع ولا يقبل بأن يضع نفسه على هامش الواقع الحي. ورغم كونه غير ميداني في نضاله، ورغم كونه ليس بالقائد السياسي أو بالزعيم الحزبي  فإنه لا ينقطع عن الاهتمام بالشأن العام. ولكبار المثقفين من هذه الطينة دور كبير في تحريك السواكن ودفع المجتمع نحو التطور، إن لم يكن في حياته فيمكن أن يحصل ذلك بعد مماته، مثلما حصل مثلا مع الطاهر الحداد. النوع الثاني هو الذي أدرك أن المجتمع لم يعد في حاجة إلى المثقف ليزرع المعرفة وليحرّر من القيود، بعد دخول المعلومة الرقمية مجالات الحياة، وبعد انتشار الأحزاب السياسية، وبروز وظيفة الإعلام كمنافس لدور الثقافة، وتراجع الانتاج الفكري في حقول معرفية كان لها الفضل الكبير على المثقفين. وما يزيد في تراجع دور هذا النوع من المثقفين الانهيارات الكبرى التي عرفتها بعض الإيديولوجيات، كالماركسية والقومية العربية والتي لم تعد مفاهيمها تساعد على فهم الصراعات التي نحياها اليوم في عصر العولمة واكتساح اقتصاد السوق. فخيّر الانكفاء على الذات، مقتنعا بأن المجتمعات لا تسير وفق ما تريده النخب السياسية والثقافية، بل هو نتاج لجميع الفاعلين في مختلف مجالات الإنتاج وفق قوانين موضوعية.إن هذا المنطق قد ترك  المجال إلى شريحة أخرى من المثقفين تستند إلى المراجع الدينية وتوظّف الدين في السياسة للتبشير بأن الحل لمشاكلنا الحالية يكمن في الإسلام. وهذا يجر إلى رصد ملامح نوع آخر من المثقف.   المثقف الآخر لا يجد مانعا من الانخراط في الأحزاب السياسية والترويج لرؤاها المجتمعية والاقتصادية. وهذا النوع من المثقفين نجد فيه من ينهل من مناهل قديمة سلفية، كما نجد فيه من ينهل عادة من مناهل القرن التاسع عشر والقرن العشرين غير مدرك، عن وعي أو غير وعي، التحولات الجديدة في العلاقات بين البشر. وبحكم ما يمتلكه من قدرة على الخطاب وفن الإقناع بصواب الاختيارات السياسية للجهة التي ينحاز إليها يروج لليقين وللشعارات مثلما تفعله وسائل الإعلام. وبقدر ما يملك من قدرة على المحاجة وعلى الرد على الرؤى المغايرة والمعارضة، فإنه يفعل ذلك بغير إدراك عميق لتغيرات الواقع وضروراته فيبدو كالطفل المتمسك بالرغبات المستحيلة.   وإلى جانب الفروق بين المثقفين، توجد فروق بين السياسي والمثقف في النظر إلى الأشياء، حيث ينظر الأوّل إلى الشأن العام من داخله ويبحث فيما هو كائن ويتحدث عن فن الممكن وعيا بتعقيدات الواقع وما يفرضه ذلك من صعوبات، بينما ينظر المثقف إلى الشأن العام ليحكم عليه من الخارج فيتحدث عما يجب أن يكون، معتقدا بأن كل شيء قابل للتحقيق، لكن هذه الفروق لا تشرّع للمثقف الانقطاع عن الشأن العام. كما لا يعني توتر علاقته مع السياسيين واتسام علاقته بهم بالكر والفر تبرير اتهامه بالاستقالة والوقوف على الربوة. ومن التجنّي توظيف هذه العلاقة المتوتّرة بين رجل السياسة والمثقف للتحامل عليه باتهامه بالانعزالية والانكفاء على الذات. فالمثقف مناضل إلا أنه غير ميداني. وعدم تحزبه وتحرره من الدغمائية يساعدان أيما مساعدة في نشر المعرفة الصحيحة. إذ من المعلوم أن النظرة الحزبية الضيقة وما يعرف بالفئوية والعصبوية من ألد أعداء نشر المعرفة على نطاق واسع. إن العزوف عن الشأن العام ملحوظ أكثر لدى الغالبية منه لدى المثقفين.    والكل مدعو إلى تكثيف الجهود مع النخبة السياسية في عملية البناء الوطني عبر تغيير البنى الفوقية للمجتمع وتغيير البنى الفكرية.. وإذا أخذنا بعين الاعتبار التحولات السريعة التي تعرفها العلاقات بين البشر بفعل ثورة تكنولوجيات الاتصال وبروز وظيفة الإعلام كمنافس لدور الثقافة سابقا، وإذا ما نظرنا إلى أزمة القيم وتفشي ظاهرة قلة الحياء في ترويج الأكاذيب من دون أدنى شعور بالخجل، فإنه والحال هذه لا زال يُنتظر من المثقف القيام بدوره في تفنيد الباطل ومقاومة مظاهر الفساد ونشر المعرفة الصحيحة.  بشرى بالحاج حميدة: حقوقية وناشطة نسوية مجتمعاتنا نعيش تحت أنظمة سياسية تقمع حرية الفكر وتحاول الحط من قيمة المثقف والقوى السياسية التقدمية لا تُعير للفكر أهمية حقيقية إن مسالة مشاركة المثقفين في الحياة السياسية مطروحة في  كل المجتمعات وذلك منذ  أمد بعيد وتختلف وجهات النظر حول دور المثقف في المجتمع وعلاقته بالسياسة ويمكن اختزالها في اتجاهين إذ يرى البعض أن دور المثقف هو التفسير والإنارة الفكرية دون التدخل في المجال السياسي في حين يعتبر البعض الآخر أنه من واجب المثقف الخروج من  برجه العاجي وتحمل مسؤولية التغير داخل المجتمع وذلك من خلال الالتزام السياسي. وشخصيا أرى أن المسألة متشعبة وليست بهذا الوضوح: 1 – أن ما يميز  مجتمعاتنا  بصفة عامة  هو عزوف المواطن والمواطنة  عن السياسة  وعن الشأن العام  واعتبارها  مسألة نخبوية أو  قائمة على المصلحة الضيقة  له ، فنحن نعيش في مجتمعات غير حرة وتحت أنظمة سياسية تقمع حرية الفكر بل تحاول الحط من قيمة المثقف والثقافة  مما لا يشجع المثقف على خوض مغامرة السياسة. كما نلاحظ القوى السياسية التقدمية لا تعير للفكر أهمية حقيقية بل لا تعترف بحرية المثقف ويصبح هذا الأخير مطالبا بالانتماء الحزبي. 2  – تفتقد السياسة في بلداننا أدنى قواعد اللعبة السياسية: فهي تكاد تنحصر في مسألة السلطة دون اعتبار لطموحات وحاجيات ومتطلبات المجتمع . فنجد من جهة ماسكي السلطة يرفضون التخلي عنها وهم مستعدون بالتضحية بكل شيء للاستمرار في الحكم ومن جهة ثانية المعارضين المهشمين والذين يتطلعون إلى البلوغ إلى السلطة (وهو حق غير قابل للنقاش ولا للمنازعة) ولكن دون الاستجابة لمتطلبات المجتمع ، لهذا فالمثقف يجد نفسه عاجزا على التدخل في الحياة السياسة بصفة مباشرة   والتأثير على الخيارات الأساسية للمجتمع. وقد حاول بعض المثقفين في بلادنا المشاركة في الحياة السياسية سواء من منطلق فكري تفسيري أو بمنطق حزبي ضيق.فغالبا لم تكن هذه التجارب ناجحة  فمنهم من صدموا بالواقع السياسي وحساباته  ومتطلباته  وتراجعوا .و منهم من  حققوا مصالح مادية  حولتهم إلى رجال أو نساء سياسة فاشلين. ولكن هذا لا يعني أن المثقف لا يلعب دورا سياسيا بل بالعكس فالمثقف يلعب  دورا أساسيا في المجتمع من خلال نشر أفكاره وأدوات تفسيره لما يستوجب المجتمع من تغيرات ، فهو ليس بحاجة إلى  ممارسة السياسة بمفهومها الضيق أي الدولة والمعارضة بل يتدخل في المسائل المصيرية التي يرى فيها خطرا على بلاده أو على مستقبل المجتمع أو على الإنسان. وهذا ما يقوم به العديد من المثقفين ببلادنا مثلا لكن ما نلاحظه أن الدولة لا تشجعهم وأن نشر أفكارهم يبقى محدودا لأنه غالبا ما يكون محصورا في أوساط متعلمة. وخلاصة القول أن المثقف ليس مطالبا بالتدخل في الحياة السياسية كسياسي تقليدي يمكن أن يلعب دورا هاما ومؤثرا على الحياة السياسية فهو يحاول إثارة نقاشات حول مسائل مصيرية  بفكره  ويمكن أن يساهم على طريقته ورغم العراقيل في  تطور المجتمع  بل والعالم. خالد شوكات دكتور تونسي مقيم بهولاندا وعضو المجلس البلدي فيها ورئيس تحرير مجلة تصدر بالعربية المثقف العربي واقع بين الخوف من عصا السلطة وبين تقديره أن السلطة ليست شرا مطلقا مثلما يريد البعض أن يصوره ما تزال الحياة السياسية في جل البلاد العربية في رأيي، محكومة بقواعد أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مريبة و غير سليمة، خلافا لما هو سائد في البلاد الغربية، التي تظهر فيها السياسة شأنا عاما حقيقيا يشرف أي مواطن الانخراط فيه. والمثقف أكثر حساسية من غيره، وهو بالتالي مؤهل للوقوع تحت سيطرة الخوف أكثر من غيره أيضا، وهو خوف مزدوج الاتجاهات غالبا، خوف من الانغماس في فساد السلطة ومكارهها، وخوف من عدم القدرة على ربح رهان التغيير إن فكر في الانخراط في حركة المعارضة. والمثقف أيضا قارئ للتاريخ، وقراءة التاريخ عادة ما تغرس روح النسبية في التفكير، مما يقلص من دائرة وضوح الرؤية في المعارك السياسية الآنية، فالمثقف عادة ما لا يتحمس للمشاريع الثورية لأنه يدرك من التاريخ أن نتائجها ليست بالضرورة ودائما إيجابية، كما يخشى أن يحسب على « مثقفي السلطان » فينأى بنفسه عن دوائر الحكم، ويفضل ما يعتقد أنه تغيير بعيد المدى، يساهم في وضع أسسه اليوم، لتجني ثماره الأجيال القادمة غدا. ولأن المثقف عادة ما ينتمي اجتماعيا للطبقة الوسطى، فهو في أغلب الأحيان غير خاضع لضغوط الحاجة وضيق سبل الرزق، مما يجعل الاستعداد للمغامرة عنده أقل من الشرائح الاجتماعية التي لن تخسر شيئا إن أقدمت على المجازفة. وخلاصة القول أن المثقف العربي واقع في أكثر الحالات، بين الخوف من عصا السلطة وعدم الرغبة في الحصول على حلواها، وبين تقديره أن السلطة ليست شرا مطلقا مثلما يريد البعض أن يصور، تماما كما أن المعارضة ليست خيرا مطلقا، فكم من معارضة هي اليوم ديمقراطية الخطاب، ستتحول غدا إن مكنت من السلطة إلى ما هو أشر وألعن. عبد الناصر العويني محامي وناشط حقوقي المثقف في تونس يُعاني من حالة هشاشة وعدم وضوح الرؤيا ونقص في الجرأة مما جعله قابلا للشراء والرشوة والاستقالة وضعية الشأن السياسي وأهميته في إدارة شؤون الشعوب والدول منذ المصادقة على الاتفاقية الدولية للتجارة نتجت نزعة جديدة تم فيها التقليل من الشأن السياسي وتهميشه لصالح البعد الاقتصادي التكنوقراطي بمعنى عندما نفسر موقع رجل السياسة إما في مركز اتخاذ القرار أو في مواقع التأثير على مراكز اتخاذ القرار. -النزعة الليبرالية الجديدة سلمت مقاليد اتخاذ القرار إلى تكنوقراطيين اقتصاديين هاجسهم الرئيسي هو مضاعفة الربح والريع المالي في تناقض مع هاجس السياسيين الذي يتمثل في تحقيق نجاحات سياسية وحسن تسيير دواليب السلطة، هذه الحالة انعكست في الدول ذات الاقتصاديات التابعة خصوصا في مستويين: 1- المستوى التعليمي حيث تحولت السياسة التعليمية إلى سياسة تسعى إلى خلق مؤسسات تكوين في اختصاصات تقنية بإنتاج ما يسمى بتكنوقراط المعرفة في قطيعة مع السياسة التعليمية والكلاسيكية والتي كانت تهدف إلى إنتاج مثقف شمولي بغض النظر عن معتقداته السياسية. نفس الأمر انعكس على المستوى الثقافي ونزع كل أهداف المنتوج الثقافي بالسوق. -الركود السياسي يعني أن المشهد السياسي في تونس يعاني من حالة من الجمود ومحافظة في مستوى الأفكار والأشخاص والتنظيمات. 2- احتكار الحزب الحاكم للإمكانيات المادية والبشرية المدعمة للعمل السياسي وانتهاج السلطة لبرنامج محاصرة كل الفضاءات التي من شأنها أن تنتج حالة استقطاب بديلة ومناقضة لها. المثقف في تونس يعاني من حالة هشاشة وعدم وضوح الرؤيا ونقص في الجرأة مما جعله قابلا للشراء والرشوة والاستقالة.     ناجي الخشناوي: كاتب وصحفي(جريدة الشعب) التذكير المستمرّ بتاريخ التبعيّة والاستبداد وبتاريخ الفعل السياسي المتطلّع إلى التحرّر الوطني رغم أن دور المثقف يدور في مدار الأخلاق إلا أن لهذا الدوران التباساته، إذ لا يمكن الاقتراب علميّا من دور المثقف دون الاقتراب من أجهزة الدولة الثقافية والإيديولوجيّة التي تحدّد موقع المثقف، إن كان مندرجا في آلتها (مُنضوي)، أو إذا كان يتطلع إلى بديل سياسي وثقافي واقتصادي، (مقصي) وان كان سؤال الدولة في شكله المجرّد يقود إلى أسئلة الهيمنة والتعددية السياسية والفكرية وإنتاج الثقافة واستهلاكها، فإنّ الانطلاق من وضع الدولة التابعة التي ترفض أشكال التعددّية بالضرورة تحيل مباشرة على إشكالية التبعيّة / القمع حيث يكون دور المثقف النضال من أجل التحرّر والديمقراطية، ويشير مفهوم التبعيّة إلى السببيّة التاريخية التي تنتج الدكتاتوريّة أي يشير إلى تاريخ التحرّر الوطني والإخفاق السياسي الذي لازمه وانطلاقا من هذا التقاطع يكون دور المثقف التذكير المستمرّ بتاريخ التبعيّة والاستبداد من ناحية وبتاريخ الفعل السياسي المتطلّع إلى التحرّر الوطني من ناحية ثانية أي أنّه لا يشير إلى وضع السلطة إلا بقدر ما يُلقي الضوء على الشروط التي أنتجت هذه السلطة ومنحتها إمكانات الاستمرار، انّه مثقّف الذاكرة الوطنية المجبول بالتاريخ والمسكون بالسياسة والمحرّض على إنتاج المعارف والقيم وهو لهذا ليس مصلحا اجتماعيّا بقدر ما هو مناضل ثوريّ لأنّ الإصلاح يومئ إلى خُطى محدودة والمشار إليه آنفا يستدعي الهدم والتدمير قولا وممارسة، وخطاب المثقف لا يثبت قيمته إلا بتطبيقه لأنّ الخطاب كما يحدّده ميشال فوكو في كتابه «أركيولوجيا المعرفة» «ليس وعيا يسكن مشروعه في الشكل الخارجي للغة، ليس لغة تُضاف لها ذات تتكلمها بل هو ممارسة لها أشكالها الخصوصية من الترابط والتتابع»، هذه الممارسة التي تشتغل وفق تحوّل مدروس « من أشياء المنطق إلى منطق الأشياء » حسب تعبير كارل ماركس أي النزول من الوجود في النظرية إلى الوجود في الواقع العملي فلا تتعالى على الجسد/الإنسان والحرية/الوطن والتاريخ/الوجود ولهذا هي محفوفة بقمع السلطة وسجونها وإغراءاتها.   وإذا ما كانت تمثّل الثقافة مجمل التصوّرات الذهنية المتراكمة زمانا ومكانا والتي تلعب دور الوسيط في إدراك الإنسان لما حوله ومحاولة تغيير المفاهيم والتمثّلات المجرّدة إلى قيمٍ وأحكام إجرائية وعمليّة، فإن مشاركة المثقف في الانتخابات الرئاسية من عدمها إنّما تكمن في هذه النقطة المُشار إليها آنفا، فمجموع المفاهيم والتصوّرات والقيم اكتسبت صفة الثبات المطلق والجمود والسكون وفقدت بالتالي الصلة مع الواقع والمحيط المتغيّر، ممّا جعلها ثقافة انهزاميّة انكسارية لا تحسن إلا إنتاج مبرّرات السقوط والضعف والتراجع والخيانة وذلك لفقدانها للمصداقيّة الفكريّة والفاعليّة النضاليّة، وتحوّل المثقف التونسي اليوم إلى شاهد أخرس أو شاهدة قبر لأنّ مفاهيم خطابه لا تعكس الواقع الراهن ولا تعبّر عن ظرفيته الآنيّة، وهو ربما لهذا يستنبط أكثر من منفذ للهروب من الفعل السياسي عند تناول العلاقة بين المثقف والسياسة ومدى اقترابه منها وانخراطه في شعابها من موقع الإعلامي الناقل للظاهرة والممحص في أسبابها وتمظهراتها، يُسكن في بداية تمشيه بالهاجس الابستمولوجي الذي يطرأ على علاقة رجل الفكر والمعرفة بالحقل العام وبالسياسي وانزياحه التدريجي لرجل الإعلام، ليس من موقع الصراع الانتهازي أو التلون الحربائي للمناصب الرسمية الفارهة أو للعملات التي تخلفها صقور ما وراء المحيطات وإنما لانزياح الثقافي للرقمي والورقي للافتراضي والأصيل للمتقدم بناء على الصراع الوجودي الذي يحركه عديد الفواعل المجردين كالسلفي ( حقله مختلف أنواع الفكر وليس ديني بالضرورة) والحداثي وما بعد الحداثي وهلم جرا..ومن ثمة فإننا في هذا الملف الفكري الذي نفتحه في موقع « السياسية » حول الأسباب التي تجعل من المثقف بعيدا عن السياسة مستقيلا عنها، نجد أنفسنا أمام تحدّ مهني وأكاديمي وهو الوقوف بين مختلف الرؤى المفكرة في الظاهرة كما رصدناها لدى عدد من المثقفين والسياسيين بتمسك حذر بالموضوع بالممكن من التباعد عن الذات وجاذبيتها في هكذا سياق، وبتشبث « مستتر » بالخيط الرفيع الذي يربطها ببعض ورتق دقيق لما يمكن أن يفرّق بين اختلافاتها حتى نظمن كتلة معرفية نظرية مفارقة للسائد ومتقدمة بالأزمان المتكلسة برغم تبايناتها واختلافاتها وفاعلة في الواقع بغيرية أصبحت متندرا بها لدى أصحاب القرار ومعارضي القرار في الآن ذاته.وللملمة الآراء من مختلف المشارب والذهنيات وتأصيل الموضع معرفيا وإعلاميا بغية ملامسة مكامن الأشكلة  فيه وتطارحها في أفق البناء لتصورات جديدة تذيب الجليد بين المثقف والسياسي وتؤسس لعلاقات بديلة قادرة على « تطبيع » القطيعة وتقريب الهواجس والانشغالات على العام والخاص في الداخل الوطني نقدم لقراء « السياسية » هذه الاتجاهات المقارنة لواقع الوعي بالقضية حتى يبقى الجدل مفتوحا والتشييد لمنعرج جديد لهذه العلاقة قائما ومتوثبا في تاريخ بلادنا المعاصر. فاتن الشرقاوي: رئيسة تحرير صحيفة التونسي (أسبوعية- معارضة) ابتعاد المثقّف عن الفعل السياسي يعود إلى إفلاس العديد من الأيديولوجيات السياسية التي كانت لها عدة عواقب على الاقتصاد والثقافة المجتمعية  يقول إحسان أحمد العطّار: « الثقافة لا تنفصل عن السياسة بل يجب أن لا تنفصل لأن أي انفصال يعني وضع السياسة تحت رحمة الرؤية الغير صحيحة للواقع القائمة على تحقيق الأهداف الآنية دون اخذ الأهداف بعيدة المدى بعين الاعتبار ». لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بدأ المثقّف العربي خصوصا يبتعد عن العمل السياسي؟ كانت السياسة سابقا هي المنهل الذي يستوحي منه كتاباته بحيث يتداخل البعدين السياسي والثقافي ليساهما في تكوين شخصية سياسية وثقافية بامتياز وتقدم معرفة منظمة وعقلانية للواقع الإنساني بما تملكه من أدوات تحليل متطورة ومن قدرة على طرح البدائل من خلال تقديم حلول واقعية لحل مشاكله. ويوضح ذلك أن تكوين شخصية السياسي المحترف وشخصية المثقف يتوقف على شتى الظروف المتغيرة باستمرار وأن مدى التوتر بينهما أيضا متوقف على تلك الظروف. وبحكم هذه الحالة فإن العلاقة بين السياسي المحترف والإنسان غير السياسي المحترف يمكن أن تكون من سماتها العديدة استبعاد السياسي المحترف للمثقف أو تقريبه منه أو علاقة لا تنطوي على الاستبعاد أو التقريب ، فالسياسة ترتكزُ على إدارة مصالح العامة، وهو ما يجعل العمل السياسي مرتبط بجلب المصلحة ودفع المضرة ومن هنا فإن العمل السياسي يتعامل مع الواقع شأنه في ذلك شأن الفعل الثقافي خاصة وأن المعطيات التي يتعامل معها السياسي هي نفس المعطيات التي يتعامل معها المثقف ومن هنا نفهم أن الفرق بين السياسي والمثقّف يكمن في كون الفعل السياسي يغلب عليه المعطى اليومي في حين أن الفعل الثقافي يقوم بتجريد المعطى اليومي ليقوم باستخراج الحقائق التي يمكن أن يخفيها الفعل السياسي وما يمكن أن يترتّب عنه من نتائج. إجمالا يعود ابتعاد المثقّف عن الفعل السياسي إلى إفلاس العديد من الأيديولوجيات السياسية التي كانت لها عدة عواقب على الاقتصاد والثقافة المجتمعية لعديد الأقطار ومن هنا وجب التفكير والأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تقدّمه بعض الأيديولوجيات السياسية الحديثة من بدائل على المستويين الثقافي والسياسي في آن وبالتالي المصالحة بين الثقافي والسياسي، ومن بين هذه الأيديولوجيات الفكر البيئي والايكولوجي الذي يعتبر أهم بديل سياسي خاصة وأن البيئة هي المستقبل.
 (المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 8 جويلية 2009)  

 

تمتّع بحقك في الصراخ فأنت محظوظ

علي بوراوي* تمتّعت الأسبوع الماضي بملف دسم بثته القناة المغربية الثانية، حول الإنتخابات الجماعية التي جرت يوم 10 يونيو الماضي. فقد تابعَتْ كاميرا البرنامج عددا من قادة الأحزاب السياسية خلال حملتهم الإنتخابية، والتحالفات التي خاضها الناجحون منهم، لانتخاب رؤساء الجماعات المحلية ومجالس المدن. كما نقلت بحِرَفيّة عالية، أجواء الإنتخابات، ووقائع منع الصحفيين من متابعة انتخاب رئيس بلدية الرباط، واحتجاجاتهم على ذلك. ولم أحسّ بأنّ طرفا ما وقع غمط حقه، أو أنّ مقصّ إدارة القناة قد تدخّل بشكل ملفت أو مخلّ، رغم أنها قناة حكومية، وهذا ما لا تجرؤ عليه وسائل الإعلام الحكومية، في الدول العربية. هذه الجرأة في التناول، أعادتني بسرعة إلى الوضع الإعلامي في المغرب، وقد اشتغلت هناك أكثر من عقد من الزمن مراسلا لعدد من الصّحف العربية. فرغم ما يثيره الصحفيون المغاربة من مخاوف على هامش الحرية الذي يشتغلون فيه، ومن التتبعات القضائية التي تلاحق عددا من أهم صحف البلاد وصحفييها، فإنهم في وضع لا يحلم به كثير من زملائهم في دول عربية كثيرة. تزامن بثّ الملف الذي ذكرت، مع صدور حكم قضائي يقضي بتغريم ثلاث صحف مستقلّة بمبلغ مالي ضخم، يؤدي بها قطعا إلى الإفلاس والموت، وهي صحف « الجريدة الأولى »، و »المساء » و « الأحداث المغربية »، بسبب ما اعتبره القضاء إساءة إلى رئيس دولة شقيقة هي ليبيا. ولكن الذي رأيته في المغرب، هو أنّ الصحف قد تقسو عليها السياسة لتختفي، ولكن صحفييها لا يختفون، بل يعودون إلى الساحة بسرعة، وبصوت أقوى وأبلغ. الحركة الصحفية في هذا البلد نشطة لا تعرف الركود، والجسم الصحفي يعجّ بطاقات كثيرة تستميت في أداء رسالتها، وترفض بشدّة أن تنحني للمتربّصين بها، فغدا حضورها وتأثيرها بارزا ووازنا، يزاحم تأثير الأحزاب، ويشوّش على طموحات السياسيين. بل إنّ دفء الصّحافة في المغرب، نجح في احتضان الصحفيين وتحصينهم من خصومهم، دون الحاجة إلى أحزاب تحمي ظهورهم. وكانت استقالة خالد الجامعي، رئيس تحرير صحيفة « لوبينيون » اليومية (لسان حزب الإستقلال بالفرنسية)، من اللجنة المركزية لحزبه، ومن رئاسة تحرير الصحيفة في منتصف التسعينيات، علامة صارخة، عندما قدّم الرجل انتماءه الصحفي على انتمائه الحزبي، وظل اسمه مميّزا ومواقفه محلّ إعجاب، وهو يمارس عمله صحفيا مستقلا. وكانت معركته مع وزير الداخلية والإعلام السابق إدريس البصري مدوّية عندما قال له الوزير مستخفّا به ساخرا منه: من أنت؟ فردّ عليه الجامعي بمقال ناري في شكل رسالة مفتوحة، أحرجت قيادة حزب الإستقلال. يقول الجامعي عن الصحافة المغربية غير المتحزّبة، التي أصبح واحدا من أهمّ رموزها « إنّها هي المعارضة، ويقع التّعامل مع أصحابها كمعارضين، ومن ثمّ اضطررنا نحن الصحافيين إلى تقمّص هذا الدور الذي زهد فيه السياسيون ». هكذا لجأ عدد من الصحفيين المغاربة، إلى التّحصّن بمهنة المتاعب، كلّما ضاقت أوعية أحزابهم عن استيعاب مواقفهم. ووجد عدد غير قليل من الصحفيين غير المنتمين حزبيا، ملاذا دافئا في الحركة الصحفية، وانتزعوا لأنفسهم مواقع جدّ محترمة في المشهد الإعلامي، حتى أصبحت كتاباتهم مفتاحا أساسيا لفهم حراك البلاد، وصاغوا بإراداتهم وأقلامهم، متعة القراءة الصحفية الهادفة في المغرب. تحضرني في هذا المقام بعض المشاهد التي عشتها هناك، وهي ليست إلاّ أمثلة قليلة، تعبّر عن حال الصحافة والصّحفيين في المغرب، بما تحمله من إضاءات وعطاء وأخطاء وتجاوزات وتنازع.  فإثر إعلان نتائج الإنتخابات التشريعية سنة 1997، دعا مرشحان من تيار « الوفاء للديمقراطية » الذين انشقوا فيما بعد عن حزب الإتحاد الإشتراكي، إلى ندوة صحفية في نادي الصحافة بالرباط. وتحدث كل من محمد الساسي ومحمد حفيظ يومها، وقالا إنّ الأصوات الفعلية التي حصل عليها كلّ منهما لا تخوّل لهما الفوز، ولكن تزويرا حصل بفعلٍ مدبّر (كانا يلمّحان إلى وزارة الداخلية تحت إشراف إدريس البصري)، ليكونا هما الفائزان على حساب الفائزين الحقيقيين. وتناقلت وسائل الإعلام تصريحاتهما، دون أن يمسّ أحدهما، أو واحد من الصحفيين الذين نقلوا تصريحاتهما إلى أذى. وعقد الشيخ عبد السلام ياسين، مرشد جماعة العدل والإحسان المحظورة، ندوة صحفية في بيته، إثر رفع الإقامة الجبرية عنه سنة 2000. وحضر النّدوة عدد غفير من الصحفيين، حتّى ضاقت بهم ساحة منزله. وكان بعض المحسوبين على الحكومة يهنّئونه برفع الإقامة الجبرية عنه، قبل أن يطرحوا عليه أسئلتهم. كما درجت الجماعة على عقد ندوة صحفية سنوية في كلّ رمضان، في شكل سهرة مفتوحة، يقوم خلالها قياديوها بعرض مواقفهم من المستجدات، وعلاقاتهم بمختلف الأطراف، وطرح رؤيتهم في التغيير. وفي ندوة صحفية عقدها رئيس الحكومة عبد الرحمان اليوسفي مع نظيره الإسباني ثاباتيرو في الرباط، في ختام زيارة رسمية قام بها الأخير إلى المغرب سنة 2000 ، أعطيت الكلمة لعلي المرابط الذي كان يرأس تحرير مجلة « دومان » الساخرة. وشن السيد المرابط هجوما عنيفا على اليوسفي. وكان مما قاله وهو يخاطب ثاباتيرو: إن صديقك عبد الرحمان اليوسفي الذي يجلس إلى جانبك، ويقول إنه اشتراكي، قد أوقف صحيفتي، وهو يحاربني بقسوة، ويمنعني من ممارسة عملي الصحفي، ويكلف أجهزته بملاحقتي، وينغّص حياتي ». انقبض وجه اليوسفي وهو يسمع إلى المرابط، وعبّرت ملامحه عن امتعاض بليغ، ولكن أحدا لم يحاول منع الصحفيّ من إكمال تدخله والتعبير عمّا كان يراه. ثم إن المرابط أكمل الندوة الصحفية كغيره من الصحفيين، ثم ولّى وجهه بعد ذلك قبل ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية الذين تسابقوا إليه. ويبدو أنّ هذا هو هدفه من حضور تلك الندوة. وفي ندوة صحفية أخرى، تمّت هذه المرّة سنة 2001 في مبنى وزارة الداخلية في الرباط، نظمها أحمد الميداوي الذي خلف إدريس البصري في الوزارة. وكان من جملة القضايا التي طرحت يومها، التضييقات التي تعرّضت لها صحيفتا « لو جورنال هبدومادير » و « الصحيفة »، ما جعل ناشرهما الصحفي الشاب أبوبكر الجامعي يرفع شكوى قضائية ضد الوزير، متّهما إياه بإهانته والقدح في وطنيته، في حديث تلفزيوني. و تدخّل أحد الصحفيين واقترح أن يلتقي الطرفان (الوزير أحمد الميداوي والصحفي أبوبكر الجامعي) في جلسة خاصة، لحلّ المشكلات العالقة وتصفية الأجواء. وردّ الوزير قائلا: أنا موافق ومستعدّ لذلك. ثم أخذ الكلمة من بعده أبوبكر الجامعي وقال: أنا لا أتشرّف بلقاء شخص مثلك، ولا حاجة لي باللقاء بك. وانتهت الندوة الصحفية مثل أي ندوة صحفية أخرى، وعاد الجامعي إلى حيث يريد، دون أن يمسسه سوء. وأضيف أنّي خلال أحد عشر عاما قضيتها في المغرب، لم أحس يوما بحاجز يمنعني من الإتصال بأي كان، في إطار البحث عن الخبر والمعلومة، سواء من رجال السلطة، أو من المعارضة، بما فيها غير المعترف بها، ولم ألاحظ أنّ أمام المغاربة حاجزا يمنعهم من الإتصال بالصحافة. كان مختلف الفاعلين السياسيين والجمعويين، ينظمون ندوات صحفية، ويقولون فيها ما يريدون، ولا أذكر أنّ زميلا تعرّض مرة لمساءلة أو مضايقة بسبب ذلك. ليس معنى هذا أنّ البلاد تعيش فوضى إعلامية، تغوّل فيها الصحفيون، وانعدم فيها الشعور بالمسؤولية، وتخلّت أجهزة الدولة عن دورها. ولكنّها أجواء عمل تساعد على تطوّر الصحافة، وتشجّع الصحفيين على القيام بواجباتهم المهنية، وفي نفس الوقت، كانت أجهزة الأمن تقوم بدورها كاملا غير منقوص، مثل باقي مؤسسات الدولة الأخرى. عندما انتقلت للإقامة في المغرب، استدعاني الكاتب العام في وزارة الإعلام السيد الصديق معنينو، إلى جلسة في مكتبه. وأحسست خلال حديثي معه، أنّها جلسة مع صديق أكثر منها مع مسؤول. حدّثني عن المغرب ومؤسساته الدستورية، وألمح إلى تجنّب المساس بثلاث: الدين، والوحدة الترابية (مسألة الصحراء، وسبتة وملياية)، والملك. ودعاني في نهاية اللقاء إلى عدم التردّد في الإتصال به أو بأحد مساعديه، كلما احتجت إلى ذلك. وقضيت في المغرب أحد عشر سنة وبضعة أشهر، لم تتغيّر فيها تلك الخطوط الحمر، ولم يوقفني يوما شرطي يطلب بطاقة هويتي، إلا خارجا من حدود البلاد أو عائدا إليها. مرة واحدة أوقفت فيها سيارتي وأخرجت أوراقي لرجل أمن مسلّح، على مشارف مدينة تمارة، إحدى ضواحي الرباط. كان ذلك عندما تعرّضت مدينة مراكش إلى هجوم مسلح على فندقين. واعتذر إليّ رجل الأمن عندما اكتشف أنّني صحفي وقال: لقد اضطرّنا هؤلاء الإرهابيون إلى ما ترى، فمعذرة. لا أزعم هنا أنّ الصحافة والصحفيين في المغرب في أحسن حال، وأنّهم ينعمون بما يريدون، فلهم همومهم ومشكلاتهم ومعاناتهم، كما هو حال الصحافيين في أي بلد. ولكنهم يستطيعون أن يمارسوا مهنتهم، وأن يصلوا إلى المعلومة التي يريدون، وأن ينشروها بالشكل الذي يختارون، وأن يتكلّموا بصوت مسموع، دون أن تخدش أقلامهم يد سجّان، أو حتّى شرطي.  يقول البعض إنّها ليست سوى لوحة جميلة رسمتها ريشة فنان متمرّس، وسياسة ذكية صاغتها تجربة مؤسّسات محنّكة، ورؤية في التنفيس عن الإحتقان الإجتماعي والسياسي، تساعد كثيرا في تهوئة البيت المغربي، وتقليص دائرة المجهول فيه. وقال لي زميل مغربي: إنهم يسمحون لنا فقط بالصياح والعويل، ولكن الواقع يظل كما هو لا يتغيّر. لقد شبعنا صياحا وعويلا وثغاء، ونريد تغييرا حقيقيا. قلت له: أفهم ما تقول، وأدرك ما تعنيه، ولكن تأكّد أنكم محسودون على ما تنعمون به من « حرية في الصراخ والبكاء والعويل »، وأنّ كثيرا من زملائكم محرومون من ذلك. يجلدون في كلّ يوم ألف جلدة، ولا يُسمح لهم بالبكاء وذرف الدموع. فهنيئا لكم بهذا الحق، حق الصراخ والبكاء والعويل.   ·       صحفي تونسي مقيم في باريس. نشر في العربية.نت 7 جويلية 2009  

الصباح :النقل العمومي.. والصيف
مسافر زاده الانتظار والعرق والازدحـام المعاناة عامة داخل الحافلات والمترو والقطار  

تونس ـ الصباح  هذا يسكب جرعة ماء من قارورة ماء معدني تزود  بها، وأمثاله بالمئات.. الاخرى وضعت حقيبتها اليدوية ومجلة على رأسها لتقي نفسها حرارة الشمس اللاذعة.. ثالث أخذ منديلا وراح يمسح العرق المتصبب منه.. بعضهم احتمى بظل شجرة..  وآخرون تراصوا تحت واقي المحطة.. مشهد أفرز وضعا لمستعملي وسائل النقل العمومي لا يحسدون عليه.. بعضهم ينتظر قدوم المترو.. وآخرون في انتظار حافلات الترابط.. الكل واجم صابر وصاغر ينتظر فرج إطلالة المترو أو قدوم الحافلة التي ستنقله الى وجهته. إنها معاناة الصيف اليومية للالاف من المواطنين الذين لا حل لهم في تنقلاتهم سوى النقل العمومي.. لكن متى تتغير أحوال هذا النقل، وترتقي خدماته الى مستوى يستجيب لضغوطات الصيف والصعوبات التي يعانيها المواطن داخله؟ في محطة الترابط بأريانة المترو يدفع بالمئات من الركاب في كل رحلة من رحلاته المتواترة القادمة من العاصمة أو المؤدية إليها.. محطة الترابط 10 ديسمبر تعج بالركاب الذين قبعوا تحت حرارة الشمس في انتظار الحافلات لنقلهم باتجاه رواد، حي الغزالة، النحلي، برج الطويل، سكرة شطرانة، وغيرها من الوجهات العديدة. وجوه الجميع وأجسامهم تتصبب عرقا.. الكل يلتقط أنفاسه تحت وطء حرارة صيف لا توصف.. بعضهم ركن لظل شجيرة أو واق من أوقية المحطة، والبعض الاخر تظلل بجريدة أو قبعة.. هذا يبحث عن هواء رطب ويده لا تتوقف عن تحريك مجلة أو جريدة.. الاخر لم يجد بدا مما هو فيه سوى سكب الماء عن رأسه، وإزالة العرق المتصبب منه مدرارا بمنديل.. ذلك هو المشهد الذي تابعناه في هذه المحطة الغاصة بالناس الذين ينشدون التنقل الى عشرات الوجهات المختلفة. داخل المحطة توقفت بعض الحافلات، وتراص الركاب داخلها وهم يتصببون عرقا، ويطلون بوجوههم من شبابيكها بحثا عن لفحة هواء ولو كانت حارة. وبين الحين والاخر يطل مراقب الحافلات، فتتعالى اًصوات الحاضرين استنجادا به لانطلاق الحافلة، أو بالسؤال عن حافلة مضى عليها ساعة زمن دون أن تحل بالمحطة. وتتعالى الاصوات أحيانا بالاحتجاج.. لكن لا حيلة للجميع سوى الصبر وتحمل وطء الحرارة في انتظار أن يمن الله عليهم بقدوم الحافلة أو وصول المترو.  وبين الحين والاخر يتسرب بعض سواق الحافلة من مقر أدارة المحطة، فيعود بظهورهم أمل من ركبوا الحافلات في انطلاقها، لكن هؤلاء تراهم غير مكترثين بالوضع، يسيرون بخطى بطيئة، يتوقفون للحديث، تعلو أصواتهم مع المراقبين بالرفض أحيانا.. ولا شك أن آخر اهتمامهم يكون بتلك الجموع التي تنتظرهم سواء داخل الحافلات التي تحركت محركاتها وزادتها حرارة أو في المحطة بانتظار الحافلات الفارغة والراسية في المكان المقابل.  وفي محطة المترو المحاذية تجمع العشرات من المواطنين في انتظار وصوله، بعضهم تظلل تحت واقيات المحطة، وآخرون وقفوا تحت حرارة الشمس.. وكان مشهدهم لا يقل عذابا عن الاخرين الذين ينتظرون انطلاق الحافلات.. ويصل المترو بعد انتظار قد يطول أو لا يطول.. ويكون في العموم مرصوصا بالركاب حد الاختناق، لكن لا حيلة لمنتظريه في المحطة سوى الهرولة باتجاه الابواب والسعي الى الصعود داخل المترو كلفهم ذلك ما كلفهم.   وعنوة حاولنا الصعود الى المترو لقطع محطة أو محطتين، وذلك لمعاينة الوضع داخله، والحالة التي عليها الركاب.. وخلال هذه السفرة القصيرة وقفنا على عجب عجاب من الازدحام والاختناق.. فلا تكييف ولا تهوئة.. والجميع غارق في بحر من العرق المتصبب من الاجساد.  سألنا بعضهم عن هذه المعاناة، فقال محمد الصغير: « ليس لي من خيار، سوى الصبر على هذا الوضع.. ومعاناتي لا تنتهي هنا فحسب، بل ستتجدد مع صعود الحافلة باتجاه الزهروني.. إنه عذاب يحصل كل يوم، ولا أحد فكر في تخفيف هذا العبء الذي يعانيه المواطن داخل النقل العمومي ». أما آمال جلولي فقد قالت: « لقد انتظرت المترو زهاء نصف ساعة، وكاد يغمى علي من شدة الحرارة، لولا جرعة الماء التي أشربها بين الحين والاخر.. هذا الانتظار وحرارة الطقس والازدحام والعرق والاختناق نعانيه كل يوم، ولا ندري متى يفرج كربنا وتتحسن ظروف النقل العمومي ». وبينما كان ينهمك بإزالة ما تصبب منه من عرق غزير، قال لنا ابراهيم عمارة لم يعد تهمنا الحرارة، ولا الازدحام، بل همنا الوحيد هو الوصول الى منازلنا في أسرع وقت ممكن ». وفي محطة حي الخضراء نزلنا، وانتهت رحلتنا القصيرة، وهناك وجدنا جموعا من الناس ينتظرون المترو في الاتجاهين ولعل الذي هالنا أن بعضهم ارتضى البقاء في المحطة على الصعود في المترو، ريثما تمر فترة الذروة، ويقل الركاب. ولعل هؤلاء عملوا بالمثل القائل « هرب من القطرة جاء تحت الميزاب ».   هذه عينة من بعض المحطات التي زرناها من خلال هذا الريبورتاج السريع والخاطف.. وهذا حال من تجمعوا بها من المواطنين بانتظار وسائل النقل العمومي، حافلات كانت أو مترو.. لكننا نعتقد جازمين أن بقية محطات الترابط، والمواطنين داخلها يعيشون نفس هذا الوضع، ويتحملون نفس المعاناة، فلا فرق بين محطات برشلونة أو باب عليوة، أو نهج باريس، أو باب الخضراء أو غيرها من المحطات في مثل هذه الفترة من فصل الصيف.  فكلها تعرف نفس الاكتظاط وكل ركاب الحافلات العمومية والمترو وحتى قطارات الضاحية  يعيشون نفس المعاناة، وكل وسائل النقل متساوية لا تهوئة داخلها ولا مكيفات، وتعيش نفس حالة الاكتظاظ بالركاب. فمتى تتجه العناية الى النقل العمومي، ويقع تطويره باتجاه رفاه مستعمليه من آلاف المواطنين، ولو لزم الامر في فترة فصل الصيف؟ علي الزايدي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 جويلية 2009)  

مجلس النواب يصادق على ثلاثة مشاريع قوانين:
إنجاز «مدينة تونس للاتصالات».. تبسيط الاجراءات الادارية في الفلاحة والصيد البحري و«نظام المجموعات» لمجلس النواب

باردو ـ الصباح نظر مجلس النواب صباح أمس في ثلاثة مشاريع قوانين يتعلق الأول بالترخيص للدولة في الالتزام باتفاقية استثمار لانجاز مشروع « مدينة تونس للاتصالات » بقلعة الأندلس ويهم الثاني تبسيط الاجراءات الادارية في قطاع الفلاحة والصيد البحري ويخص الثالث تنقيح النظام الداخلي لمجلس النواب.  وثمن النواب في تدخلاتهم مشروع القانون الخاص بمدينة تونس للاتصالات  واشاروا الى مساهمة الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي في تونس في استقطاب الاستثمارات الخارجية الكبرى وتكريس الثقة الموضوعة في بلادنا من قبل المستثمرين الاجانب وتكثيف علاقات التعاون والشراكة مع البلدان العربية والاجنبية. واشار النواب في تدخلاتهم الى الدور الذي سيلعه المشروع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لما يوفره من فرص التشغيل وامكانيات لتطوير قطاع الخدمات في مجالات الاتصال والاعلامية والملتيميديا.. واكدوا  على اهمية وأولوية التشغيل في قبول الاستثمارات ومنحها التسهيلات الحكومية. وفي ردوده على النواب، ذكر السيد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي أن مشروع القانون الخاص باتفاقية استثمار لانجاز مشروع مدينة تونس للاتصالات. وقال بان توفق تونس في استقطاب المشروع سيعطي للاقتصاد الوطني اهمية بارزة وبالخصوص في قطاع تكنولوجيا الاتصال مع اشتداد المنافسة، مؤكدا أن للمشروع عدة جوانب أخرى كالتحكم في الكلفة الذي يبقى من اوكد الاولويات  وتعزيز القدرة التكنولوجية وتحقيق الوفرة في قطاع الشغل وتاهيل المؤسسة تكنولوجيا والرفع من المحتوى التكنولوجي للمؤسسات. واضاف بأن المشروع حصل على امتيازات من الدولة امام اهميته خاصة في مضاعفة عدد المهندسين ومساعدته على احداث اختصاصات هندسية وتقنية جديدة واقامة مؤسسات تعليم عالي هندسية جديدة في الاتصالات والالكترونيك واستقطاب استثمارات اخرى.  وذكّر الجويني بما تم تحقيقه سنة 2008 حيث أن تونس تمكنت من استقطاب 3 مليارات و250 مليون دينار وهو ما ساهم في تغطية ربع الاحداثات السنوية للتشغيل. واضاف وزير التنمية والتعاون الدولي أن مشروع مدينة تونس للاتصالات سيساهم في احداث 25الف موطن شغل في مرحلة أولى مع اضافة 11 ألف موطن شغل عند بداية مرحلة التطبيق. من جهته أكد السيد الحاج قليعي وزير تكنولوجيات الاتصال أن مشروع مدينة تونس للاتصالات برنامج طموح سيوفر مواطن شغل لأكثرمن 25 ألف مختص وسيزيد من دعم البنية التكنولوجية لبلادنا وتطويرها من 5 جيغابايت سنة 2008 الى 15 جيغابايت سنة 2009. وابرز اهمية المشروع على مستوى التطور التكنولوجي والهندسي وكذلك الاقتصادي والاجتماعي. الاجراءات الادارية في قطاع الفلاحة والصيد البحري وبعد المصادقة بالاجماع على مشروع القانون الخاص بالترخيص للدولة في الالتزام باتفاقية استثمار لانجاز مشروع « مدينة تونس للاتصالات » بقلعة الأندلس، تم المرور الى مناقشة المشروع الثاني الخاص بتبسيط الاجراءات الادارية في قطاع الفلاحة والصيد البحري. وتطرق النواب في تدخلاتهم الى الراحة البيولوجية وابرزوا اهميتها في المحافظة على الثروة السمكية وطالبوا بتشديد المراقبة على الصيد العشوائي كما طالبوا بتوضيحات حول العقوبات المنجرة عن المخالفات المرتبطة بالراحة البيولوجية والتمييز بين المخالفة الخطيرة والمخالفة غير الخطيرة.وتساءلوا عن ارتفاع الأداءات الموظفة على تصدير منتوجات البحر. كما تساءلوا عن اسباب التخفيض في الأداءات على بعض الزراعات دون الأخرى من ذلك عنب الخمور دون عنب الطاولة. كذلك تم التطرق الى المخالفات المرتكبة ضد الغابات وتساءلوا عن مدى السماح للخواص باستغلال الغابات العائدة ملكيتها الى الدولة. وأجاب السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية أن نسبة هامة من الرخص الفلاحية تم حذفها وتعويضها بكراسات شروط وذلك بتسهيل الاجراءات على الفلاح.وحول تصدير الزيوت وتعويض الرخصة بكراس شروط استبعد الوزير ذلك مشيرا الى أن هذا العام شهد تصدير56700 طن من زيت الزيتون وهو رقم يفوق ما تم تصديره العام الماضي الذي شهد تصدير 160 ألف طن من مختلف الزيوت البيولوجية والمعلبة وزيت الزيتون. وبخصوص الراحة البيولوجية للصيد البحري اجاب الوزير أن هذا القانون تم اصداره بتوافق كل الاطراف بما في ذلك المهنيين وذلك بهدف تجديد المخزون السمكي والمحافظة على الثروة السمكية. وفيما يتعلق بنسبة الاداءات المحددة بـ2 بالمائة على مصدري المنتوجات البحرية،اجاب وزير الفلاحة أن النسبة مضبوطة على المستوى القمرقي وهي غير مرتفعة ولا يمكن الاستغناء عنها. وحول المخالفات المرتكبة من قبل زوارق الصيد البحري اجاب الوزير أن المخالفات تختلف من واحدة الى أخرى والمسؤولية جماعية تهم طاقم السفينة ككل من مالك ورايس وبحارة وجميعهم يتعرضون للعقاب. وحول قانون الغابات فان الهدف منه اعطاء فرصة للخواص لاستغلال الغابات والنشاط فيها والهدف من ذلك ادخال حركية اقتصادية في الغابات واحداث نشاط اقتصادي صلبها. وتمت المصادقة على مشروع القانون بالاجماع بعد ادخال تعديلات لغوية على النص الأصلي. النظام الداخلي لمجلس النواب ونظر مجلس النواب في آخر الجلسة في مشروع القانون الخاص بتنقيح النظام الداخلي لمجلس النواب والذي شهد عديد التدخلات من قبل النواب ذهبت جميعها اتجاه الاشادة ومباركة المشروع  والتأكيد على أهميته وثرائه. ووصف النواب المشروع  بالعمل المميز والمشروع المتكامل والمحكم واشاروا الى انسجامه مع روح النص الاصلي للنظام الداخلي ومع الدستور. واعتبر النواب المشروع بأنه جاء لتوسيع قاعدة المجموعات البرلمانية وتنسيق مواقفها وهو ما سيطور ويضفي حركية على الحوار البرلماني وأن تعديل النظام الداخلي يكتسي اهمية خاصة لا تقل عن اهمية تعديل المجلة الانتخابية وسيضبط أكثر سير المجلس وهياكله وهو التعديل الرابع منذ تحول 7 نوفمبر.واكدت اغلب التدخلات على ان هذا المشروع سيعطي دورا أكبر للمعارضة داخل البرلمان وخارجه. وتمت المصادقة على مشروع هذا القانون بالاجماع. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 جويلية 2009)

سأغنّي على ركح قرطاج 90 دقيقة دون توقف لأؤكد أنني لست شيخا!

تونس – الصّباح ليس من اليسير اجراء لقاء صحفي مع نجم عالمي كبير في حجم شارل آزنافور… فقد انطلقت المساعي منذ حوالي الشهر من خلال الاتصال بأكثر من طرف حتى أمكن تحقيق هذا السبق الاعلامي الذي تنفرد به جريدة «الصّباح» والشكر للسيدين نبيل الباسطي رئيس مكتب الاتصال لمهرجان قرطاج الدولي ومراد سعيّد المنظم والمشرف على سهرة النجم العالمي شارل آزنافور. * * وصلني صوت شارل آزنافورعبر الهاتف حميميا هادئا ينضح ثقة بالنفس ليؤكد أن الـ85 ربيعا التي عاشها لم تزده إلا شبابا وحيوية وأنه مازال يعانق الابداع ويحتضن معاني الفن الانساني النبيل ليشنف آذان محبيه بالمتعة والامتاع بأغان هي الصفاء والبهاء والنقاء. شارل آزنافور أجاب عن أسئلتنا والمرح يغمره أكاد ألمسه من خلال تعابيره وكلماته المفعمة بالحب لتونس والشوق الكبير للقاء جمهور قرطاج. ** الفنان العالمي شارل آزنافور… مرحبا بك في ضيافة جريدة الصباح ـ الصحيفة المستقلة الاولى في تونس. ـ شكرا وأنا سعيد بالحديث لصحيفة تونسية باللغة العربية لاول مرة.. وأنا أتكلم الفرنسية وأرجوك ان تكون مترجما دقيقا لما سأقوله. ** هذا ما سأعمل به. أعتقد انها المرة الاولى التي ستلتقي فيها بالجمهور التونسي في حفل فني؟ ـ هذا شرف عظيم ان يغني شارل آزنافور لجمهور بلد يعشق الثقافة والاغاني ذات المضامين الانسانية النبيلة. لقد سبق ان غنيت سابقا في هذا البلد الجميل. ** لكن.. اسعار تذاكر حفلك مشطة؟ ـ انت تعتقد ذلك.. انها في نظري اسعار في المتناول.. لمن يريد الاستمتاع بأغاني الحب والانسان والحياة والامل.. ان سعر التذكرة الواحدة هو 500 أورو في باريس. وفي كامل اوروبا.. ولا ارى انها مشطة.. وانها اسعار مناسبة لا ارى انها تمثل عائقا لاحباء شارل آزنافور.. وأؤكد مرة اخرى ان تونس بسياستها الثقافية الرائدة تنتصر للذوق الرفيع وتدفع لاجل الابداع الجيد الذي يبعث الحرارة والحب في الانسان. ان ثمن تذاكر الحفل مناسبة ولابد هنا من التنويه بموقف واختيارات وزارة الثقافة في تونس حتى يكون شارل آزنافور على ركح قرطاج يوم 21 جويلية. ** ماذا اعددت لهذا الموعد؟ ـ سأغني على امتداد 90 دقيقة دون انقطاع وبطريقة مباشرة.. اتدري لماذا؟ ** أنت تملك الاجابة؟ ـ لأؤكد للجميع أن شارل آزنافور البالغ حاليا من العمر 85 سنة ليس شيخا.. انه لازال شابا يغني للحب والحياة وسعادة الانسان. ** لكنك في ذات الوقت ستعلن اعتزالك الغناء؟ ـ شرف لي ان اعلن اعتزالي الغناء في تونس من خلال حفلي على ركح قرطاج فقرطاج لها مكانة كبيرة وحضور هام في نفسي.. قرطاج هي الحضارة والتاريخ وهي الخلود.. وسيكتب التاريخ ان شارل آزنافور اختار قرطاج ليعلن اعتزاله الفن.. وهذا فخر كبير لي. ** أعتقد انك على علم بما قيل وكتب حول حفلك المنتظر على ركح قرطاج. ـ اذا كنت تقصد شروطي.. أؤكد ان لا اساس لها من الصحة.. ** وحتى «الوسادة» التي يبلغ ثمنها 5 آلاف دولار؟ ـ (يضحك).. لا ادري من أين جاءت حكاية (الوسادة).. وهل تعتقد ان شارل آزنافور يشترط مثل هذا الامر… ** لكن القاعدة تؤكد ان كل نجم عالمي له طقوسه التي لا مجال للتخلي عنها؟ ـ ليست لي شروط محددة سوى الجدية والانضباط واحترام التوقيت والاعداد الجيد لاي حفل وان يكون مكان الاقامة مريحا ويتوفر على كل الضروريات التي تساعد على كسب الرهان ويمكن المبدع من تقديم عمله باتقان شديد وباحترام للمتلقي. ** متى سيكون حلولك بتونس؟ ـ يوم 19 جويلية بعد الظهر لاغادر تونس يوم 22 جويلية في اتجاه باريس ثم جنيف حيث اقضي صحبة عائلتي حوالي 3 اسابيع اعود بعدها الى تونس. ** ستغني مرة اخرى؟ ـ ليس الامر كذلك.. سأعود الى تونس للراحة والاستجمام صحبة عائلتي.. والبحث عن منزل حتى اشتريه. ** تنوي الاستقرار في تونس؟ ـ خلال فصل الصيف على وجه الخصوص. اريد ان يكون لي منزل خاص في بلدكم الجميل. ** قرب الموعد للقاء جمهور مهرجان قرطاج هل هناك كلمة خاصة تتوجه بها اليه؟ ـ أعرف من خلال محيطي ومكتبي الاعلامي ان جمهور مهرجان قرطاج ذواق.. يتوفر على حس فني راق وانا سعيد باللقاء معه واقول انني سأعمل على تقديم افضل ما عندي وان تكون السهرة تاريخية وستبقى خالدة في الاذهان.. واود ان احيي بحرارة وزارة الثقافة وهيئة مهرجان قرطاج والصديق العزيز مراد سعيد الخبير العالمي في اعداد وتنظيم مثل هذه اللقاءات الفنية الكبرى واقول في الختام اني اخفي مفاجأة كبيرة للجمهور التونسي سأكشف عنها في سهرة 21 جويلية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 جويلية 2009)  

الاتحاد الدولي للصحفيين: حملة للمطالبة بإطلاق سراح الصحفيين الإيرانيين

 


7 جويلية 2009 عبرالاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه الشديد بسبب الاجراءات القاسية التي تمارسها السلطات الإيرانية لقمع الصحافة المستقلة التي تقوم بعملها في الكتابة عن المظاهرات والاحتجاجات التي تلت الانتخابات المثيرة للجدل وأسفرت عن اعادة انتخاب الرئيس محمد احمدي نجاد الشهر الماضي. وقد قامت الحكومة بحملة واسعة ضد الإعلام المستقل اشتملت على طرد المراسلين الأجانب، واغلاق مؤسسات اعلامية، ومحاولة للتشويش على ارسال محطات التلفزيون الدولية، وإغلاق عدد كبير من المواقع الالكترونية. وتم اعتقال عدد كبير من الصحفيين الايرانيين بينما توارى عدد آخر عن الأنظار تفاديا للاعتقال. ويوجد الآن ما لا يقل عن 30 صحفيا في السجون الإيرانية. وأوردت التقارير أن آية الله محمد هاشمي الشهرودي، رئيس الجهاز القضائي، قد بعث مذكرة في تاريخ 5 تموز إلى القضاة يقول فيها ان هناك حاجة لاتخاذ اجراءات صارمة لاحتواء الانتقادات المتزايدة للحكومة في الإعلام المستقل. وقد حدد في مذكرته مواقع الكترونية ومحطات تلفزيون وطالب بمعاقبة اي صحفي يتعامل معها. وتورد التقارير ايضا ان مندوبين من أجهزة الأمن الايرانيين يعملون من داخل غرف الأخبار في الصحف المستقلة يتحكمون بالمواد التي يتم ارسالها إلى الطباعة ويفرضون رقابة على المواد المنشورة. كما هناك تهديد للصحفيين الايرانيين بالاعتقال اذا تحدثوا إلى الإعلام الأجنبي الناطق بالفارسية. وقال الاتحاد الدولي للصحفيين بأن استهداف الإعلام، والاعتقال التعسفي للصحفيين الايرانيين، والقيود الصارمة التي تم فرضها على الصحافة الوطنية والعالمية يعتبر خرقا شاملا لتعهدات ايران بالالتزام بالمقاييس الدولية لحقوق الإنسان، وحرية الصحافة، وحرية التعبير التي ينص عليها الدستور الإيراني. ويدعو الاتحاد الدولي للصحفيين السلطات الإيرانية إلى احترام تعهداتها باحترام المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين بوقف فوري لجميع الانتهاكات واطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين. شارك في الحملة ناشد الاتحاد الدولي للصحفيين جميع اعضائه في 124 دولة لارسال رسالة احتجاج إلى السلطات الايرانية انضم إلى الحملة وابعث رسالة إلى السلطات الايرانية. يمكنك ايضا ان تقوم بحملة في بلدك وان تجمع توقيعات تدعوا إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في ايران بسبب عملهم الصحفي ابعثوا الرسائل إلى المرشد الأعلي لجمهورية ايران الإسلامية His Excellency Ayatollah Sayed ‘Ali KhameneiThe Office of the Supreme LeaderIslamic Republic Street Tehran, Islamic Republic of Iran الرئيس His Excellency Mahmoud AhmadinejadThe Presidency, Palestine Avenue, Azerbaijan Intersection, Tehran, Islamic Republic of IranFax: + 98 21 6 649 5880 رئيس البرلمان His Excellency Ali LarijaniMajles-e Shoura-ye Eslami, Baharestan Square,Tehran, Islamic Republic of Iran. Fax: +98 21 3355 6408 رئيس الجهاز القضائي Ayatollah Mahmoud Hashemi Shahroudi Howzeh Riyasat-e Qoveh Qazaiyeh Office of the Head of the JudiciaryPasteur St., Vali Asr Ave., south of Serah-e Jomhouri,Tehran, Islamic Republic of Iran نزل الوثائق من الموقع الالكتروني http://mena.ifj.org/ar/pages/campaigns نموذج الرسالة قائمة الصحفيين المسجونين حول العالم الإيرانية السفارات عناوين  http://www.irangovernment.com/embassies.htm  

خطوات تسعى امريكا لتتخذها دول عربية في خلاف الاستيطان الاسرائيلي

(رويترز) – يضغط جورج ميتشل مبعوث الولايات المتحدة للشرق الاوسط لوقف الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية ملوحا باحتمال اتخاذ الدول العربية خطوات في المقابل نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل. وانتهت محادثات عقدت في العاصمة البريطانية لندن يوم الاثنين بين ميتشل ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حول صفقة يمكن أن تتضمن تجميد الاستيطان والتطبيع دون نتيجة حاسمة. ومن المزمع اجراء مزيد من المناقشات بين ميتشل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاسبوع القادم. ومصر والاردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان لهما علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. فيما يلي خطوات للتطبيع بالمنطقة يقول مسؤولون أمريكيون وغربيون ان واشنطن تسعى اليها: – تسمح الدول العربية في الخليج لطائرات الركاب وطائرات الشحن المدنية الاسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها. وستوفر هذه الخطوة منعطفات طويلة في الرحلات الجوية الى اسيا وهي وجهة تحظى باقبال المسافرين الاسرائيليين. – تتمكن اسرائيل من فتح مكاتب لتمثيل المصالح في سفارات دول أخرى بعواصم عربية مثل الرياض وابو ظبي. وكان لاسرائيل مكاتب تمثيل في عدة دول عربية لكن تم اغلاقها بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2000. – ترفع الدول العربية الحظر على دخول السياح والزوار الاخرين الذين تحمل جوازات سفرهم تأشيرات أو أختام دخول اسرائيلية. ومن شأن هذه الخطوة تسهيل السفر في المنطقة للسياح ورجال الاعمال. – تسمح الدول العربية بتشغيل الهواتف المحمولة المسجلة في اسرائيل على الشبكات العربية وهي خطوة يمكن أن تعزز الاتصالات الاقتصادية. – يجري تبادل ثقافي بين اسرائيل والدول العربية. تخفف الدول العربية من القيود التي تحول دون اجتماع مسؤوليها مع نظرائهم الاسرائيليين في المناسبات الدولية. وقال مسؤول اسرائيلي بارز مطلع على محادثات ميتشل ان اسرائيل متشككة في أن المبعوث الامريكي سيتمكن من اقناع الدول العربية بتقديم تعهدات ملموسة بالتطبيع اذا أعلن تجميد مؤقت فقط للاستيطان. وقال المسؤول « حتى اذا استطاع الامريكيون الوصول الى تجميد جاد للاستيطان لن تطبق خطوات التطبيع الا تدريجيا وبناء على أداء اسرائيل ». (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 جويلية 2009)  

الجزائر ترعى الصوفية لمكافحة التطرف


من لمين شيخي (شاركت في التغطية كاثرين بوسلي) الجزائر (رويترز) – بعد ان استخدمت غارات الشرطة والاعتقالات وتبادل اطلاق النيران في قتالها ضد المتشددين الاسلاميين تلجأ الجزائر الان الى سلاح اكثر دهاء هو الصوفية المرتبطة بالتأمل وليس القتال. وتروج حكومة الجزائر المنتجة للنفط والغاز للصوفية وهي حركة اسلامية تعتبرها بديلا الطف للسلفية التي يعتنقها الكثير من المتشددين الذين يقفون وراء العمليات المسلحة التي عانت منها الجزائر. وأنشأت السلطات قناة تلفزيونية وأخرى اذاعية للترويج للصوفية فضلا عن اقامة « الزوايا » التي تقوم بتدريس تعاليمها وتمارسها فضلا عن الظهور المنتظم لشيوخ صوفيين على قنوات أخرى. وجميعها خاضعة لسيطرة محكمة للدولة. وتركز الصوفية الموجودة في أجزاء كثيرة من العالم الاسلامي بدرجة اكبر على الصلاة والذكر ويميل اتباعها الى الابتعاد عن السياسة. وفي الجزائر لا تحيطها الكثير من الاضواء حيث ان معظم المساجد أقرب الى السلفية لكن دون المفاهيم التي تنطوي على عنف التي تحملها في بعض الاحيان. ومن الصعب الحصول على أرقام محددة لكن جورج جوف الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة كيمبريدج يقدر ان هناك ما بين مليون ومليون ونصف المليون صوفي في الجزائر من جملة السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة. ويعتقد مسؤولون أن الصوفية تستطيع المساعدة في تحقيق السلام للجزائر التي ما زالت تحاول الخروج من صراع عانت منه في التسعينات بين القوات الحكومية والمتشددين الاسلاميين. ويقدر البعض ان هذا الصراع أسفر عن سقوط 200 الف قتيل. وقال محمد ادير مشنان المسؤول بوزارة الشؤون الدينية « أختلف مع الايديولوجية السلفية لانها لا تضع في الاعتبار الطبيعة الخاصة للجزائر. » وقال لرويترز « نبذل الكثير من الجهد لتشجيع الناس على العودة الى اسلامنا التقليدي. الاسلام السلمي المتسامح المتفتح الذهن. وبفضل الله الناس ينجذبون لرسالتنا اكثر مما ينجذبون للرسالة السلفية. » ولمنح الزوايا الصوفية دورا اكثر محورية في المجتمع يجري تشجيعها لترتيب الزيجات والمساعدة في رعاية الايتام وتحفيظ القران وتوزيع الصدقات. ويقول الحاج الاخضر غنية عضو زاوية التيجانية « الاسلام موجود في هذه الدولة منذ اكثر من 14 قرنا. » وأضاف قائلا لرويترز « كنا نعيش… في سلام وتناغم. لكن اليوم الذي قال فيه السلفيون يجب أن نطبق اسلاما جديدا في الجزائر بدأت المشاكل والمتاعب. » وعلى الرغم من انخفاض العنف انخفاضا حادا ما زال متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة يشنون هجمات متقطعة على أهداف حكومية وهو ما يمثل تحديا للاستقرار في الجزائر التي هي رابع اكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وفكرة استخدام الصوفية في مواجهة التشدد الاسلامي ليست جديدة. وذكر تقرير لمؤسسة راند البحثية ومقرها الولايات المتحدة صدر عام 2007 أن من الممكن تسخير الصوفية للمساعدة في تعزيز الاسلام المعتدل. وقال التقرير « التقليديون والصوفيون حلفاء طبيعيون للغرب لدرجة أنه يمكن الوصول الى أرضية مشتركة بينهم. » وقد يكون لتشجيع الجزائر للصوفية اثارا على دول مثل العراق وافغانستان التي لديها تراث صوفي ايضا وحيث تسعى الحكومات الغربية جاهدة لمواجهة تأثير المتشددين الاسلاميين. وقال الحاج الاخضر غنية « يجب أن يتواصل الصوفي مع الله من خلال الابتهال والدعاء. على سبيل المثال نقضي عدة ساعات ايام الجمعة… في تلاوة الادعية والقران. نذكر اسم الله 1200 مرة ونصلي على النبي محمد 1200 مرة. » ووجود السلفيين في الجزائر ملحوظ اكثر من الصوفيين لان الصوفيين لا يرتدون اي زي مميز بينما يطلق معظم السلفيين لحاهم ويرتدون « القميص » وهو جلباب ابيض طويل في الشوارع وقلنسوات بيضاء. وبالنسبة لبعض المتشددين فان التزمت السلفي يقود الى تفسير متشدد للدين يبرر استعمال العنف ضد غير السلفيين. وترفض الكثير من الشخصيات السلفية البارزة العنف ونبذه اخرون منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة. لكن بعض الجماعات المتشددة ما زالت تعتنق السلفية كأيديولوجية ويقول متشددون اسلاميون ان الممارسات الصوفية مثل زيارة مقابر الاولياء الصوفيين للتبرك ترقى الى درجة الوثنية. وقال الشيخ عبد الفتاح وهو امام سلفي بارز يتخذ من الجزائر مقرا له « الصوفية سلبية. انها لا تسعى الى التغيير. تشجع الدجل. » وأضاف الامام الملتحي الذي كان يرتدي قميصا « السلفية جيدة وتكافح الافكار المؤذية. نشجع شبابنا على اتباع قواعد الاسلام والابتعاد عن أسلوب الحياة الغربية. » وتأثرت الجماعة التي سبقت تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بهذا الفكر وأطلقت على نفسها اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. غير أنه منذ عام 2001 صدرت فتاوى عن رجال دين سلفيين ينددون بالعنف. وكان رجل الدين الجزائري السلفي البارز عبد المالك رمضاني الذي يعيش في السعودية قد دعا أنصاره منذ عام مضى الى الابتعاد عن السياسة والكف عن استعمال العنف. لكن بالنسبة لمولودي محمد الخبير في القضايا الاسلامية فان افضل طريقة لمكافحة التطرف هي العودة الى الاسلام التقليدي وليس السلفية المستوحاة من السعودية. وقال « لا أظن أن علينا استيراد حلول بل الالتزام بالاسلام الذي اتبعه آباؤنا للعيش في سلام. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 جويلية 2009)  

الإسلاميون » إخوان مسلمون
الجماعة المسجونة!

إبراهيم عيسى 05-07-2009 لم يعد هناك مانع ولا ممنوع أن تصحو مصر من النوم إذ فجأة فتجد مرشد الإخوان المسلمين في السجن! لقد جربت الدولة جماعة الإخوان فبينما تضرب أجهزة الأمن في منطقة حساسة داخل الجسد الإخواني فتجد صمتا وتراجعا، فإنها تقترب أكثر وتلكم أقوي وتختار منطقة أكثر حساسية وأوجع ألما فتضرب، فإذا بالجماعة ترجع وتتراجع فتغري بمزيد من الضغط والحصار والضربات ويبدو أنها صارت أكياس ملاكمة بالنسبة للأجهزة الأمنية تتدرب عليها وفيها علي فنون الإيذاء بينما الجماعة مستسلمة ورخوة الاستجابة! الآن ما الذي يدفع البعض (بعض الناس) إلي أن يراهنوا علي قدرة جماعة الإخوان علي تشكيل قوة ضغط ودفع للنظام بالمشاركة مع قوي وطنية وتيارات سياسية أخري نحو تنفيذ إصلاحات وتعديل قوانين وتعديل دستور والسماح بحرية انتخابات نزيهة وتداول سلطة حقيقي؟! لا شيء يمكن أن يجعل الجمهور العاقل يتصور أن يفعلها تيار كالإخوان يضرب الأمن نوابه في البرلمان علنا وأمام ناخبيهم في إهانات موجعة فيصمت التيار وتنحني الجماعة للإهانة وتفوت بلا مغاضبة ولا حتي معاتبة ولا رد اعتبار، ثم تتلقي سيدات وبنات شريفات عظيمات من عائلات الإخوان اعتداءات سفيهة وخسيسة من أفراد أجهزة أمنية أثناء محاكمات الإخوان ولا يصرخن «وامعتصماه» ولا تنجدهن نخوة جماعة ولا فروسية تيار ولا تنتفض عروق كبرياء ترد وتصد عن الزوجات والأمهات الصفعة والركلة واللكمة بل كاظمين للغيظ يحسبونه إيمانا، ثم إذا بهم يتعرضون للعصف الأمني الأسبوعي وشبه اليومي فيما يشبه الخطف البوليسي لكوادرهم فإذا بالصمت ردا والسكوت جوابا والصبر احتسابا كأنهم تبنوا فجأة نظرية المهاتما غاندي فيتصاعد العصف إلي عاصفة أمنية تأخذ عددا من كبار قياداتهم وأعضاء في أعلي قيادة للإخوان ويتم الزج بهم في قضايا وتهم وسجن وسجون فيكون الرد الوحيد الذي يملكه الإخوان (هو ما لا يملكون غيره) مزيدا من الصبر مما يعطي لمراقب الموقف إحساسا بأن هذا هو هدفهم أن يكونوا ضحية! الإخوان أدري بشئون دنياهم ولسنا في موضع إملاء مواقف عليهم ولا انتظار ردود أفعال مأمولة منهم فهم أحرار وهي جماعة مغلقة علي نفسها ولا تسمع إلا لصوتها، وهي معجبة كذلك بقدرتها علي الحياة أكثر من ثمانين عاما رغم العداء الحكومي الصارخ لها لكن يبقي السؤال ماذا فعلت ليس مهماًً بقدر كيف عاشت؟ المشكلة أن جماعة الإخوان مشكلة لنفسها وللنظام وللمعارضة في الوقت ذاته، فهي جماعة قوية ذات أنصار وكوادر وقيادات ومتعاطفين لكنها كهؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة لا يفعلون بها شيئا ويدفنونها في جب أو سرداب لا عمروا بها الأرض ولا زرعوا بها الجدب، ثم هي جماعة يتصارع فيها حب البقاء مع حب الوطن ولا ينتهي الصراع أبدا فالجماعة تظل باقية (ضعيفة ومسلولة ومشلولة وخائفة علي نفسها) ويبقي الوطن في حاجة لمن يحبه أكثر ممن يحب البقاء فيه! هذه مشكلة عند الجماعة وللجماعة، لكنها مشكلة عميقة كذلك للنظام، فالنظام لا يخشي في الشارع السياسي أحدا ولا شيئا إلا الإخوان المسلمين، وأستطيع أن أكرر باطمئنان شديد أن نظام مبارك يكره الإخوان كراهية مطلقة وكاملة وغير محدودة، وأنه يتصور الإخوان كائنا هائلا صاحب مكانة ضخمة أكثر من الحقيقة وبمبالغة صدقها الإخوان بنفس درجة تصديق الدولة والنظام لها، وكما أنه حريص علي تكسير عظام الإخوان فهو أكثر حرصا علي الإبقاء عليها والاستفادة من وجودها كفزاعة للغرب يخوفونه بها من وصول تيار إسلامي للحكم وهم كذلك فزاعة للأقباط لابتزازهم والحصول علي مساندة قبطية في الداخل والخارج مبنية علي الذعر من الإخواني المغتصب فاللجوء لأحضان النظام المتحرش، ثم هم وسيلة لضرب المربوط فيخاف السائب من الأحزاب السائبة من النخبة الذين يرتعدون من المواجهة ويمثل لهم مصير الحبس والاعتقال رأس الذئب الطائر. كما يبقي الإخوان في خزانة مدخرات النظام للجوء إليهم في التعبئة ضد الغرب وأمريكا متي لزم الأمر والاستخدام المنضبط لهم في الديكور الديمقراطي، ولعلك تتذكر أن معظم- إن لم تكن كل- المظاهرات الإخوانية التي تجاوزت الثلاثين والخمسين ألفا من المواطنين تمت بموافقة وبتوافق سابق بين الأمن والإخوان ولم يحدث أن فاجأ الإخوان النظام بمظاهرة ولا فاجأ الأمن الإخوان بالتسامح مع مظاهرة غير متفق عليها، ولا كانت مظاهرات الإخوان بعشرات الألوف إلا بناء علي حساب محسوب وكذا في مدن غير القاهرة وبشعارات ملتزمة ومهذبة مع منع مشاركة أي فريق سياسي في مظاهرت الإخوان المعدة سابقة التجهيز حتي لا ينفلت الفالتون من غير الإخوان إلي غير ما اتفق عليه الأمن والإخوان! ماذا يفعل الأمن الآن بعد أن ذاق لحم الإخوان فلم يجده مريرا كما تصور توهما، ها هو ينشب نابه ويغرس أظلافه أعمق ولعل القبض علي قيادي مرموق واسم كبير ومحترم ونجم سياسي جماهيري بحجم دكتور عبد المنعم أبو الفتوح لينضم إلي إخوانه من أعضاء مكتب الإرشاد المقبوض عليهم يدلنا علي أهداف تنمو وترتفع طموحاتها مع هذا الصمت الإخواني المريب والمعيب وتتركز هذه الأهداف في: 1- إنهاء الهيبة.. فيفقد الإخوان لدي جماعتهم ولدي كوادرهم وأنصارهم هيبة القوة والمكنة والقدرة علي مواجهة النظام. 2- ضرب الرهبة.. فما كان يتصوره الإخوان من محرمات اللعبة الأمنية وهي عدم الاقتراب أو المساس بالقيادات العليا والأسماء الكبيرة ويظل الأمر مقصورا علي وقود الإخوان من الشباب والكوادر غير الشهيرة والمحجوبة عن الأضواء، ها هو الأمن يضرب العصب ويخرق الرهبة وهو ما يسمح بالتوقع المنطقي أن يزور مرشد الإخوان السجن في أي وقت. 3- سحب جماهيرية الإخوان القائمة علي أنه الفصيل الوحيد المعارض القادر علي مواجهة النظام وتحويل هذه الجماهيرية من تعاطف إلي عطف وشفقة علي جماعة تفقد كبرياءها السياسي كل يوم. 4- تراجع الإخوان وتقوقعهم وعودتهم إلي المربع صفر حيث تعرف المؤسسة الأمنية الطبيعة الإخوانية التي تهبط إلي أسفل وتتخندق بمجرد إحساسها بالخطر وشعورها بالفيضان وتدخل مرحلة الكمون التاريخي الذي تحتاجه الدولة الآن بشدة وسط تشابك عدة سيناريوهات بعضها يحاول التعجيل بتوريث جمال مبارك وبعضها يبحث عن طريقة لإجهاض هذا السيناريو. .. ماذا تريد الدولة من الإخوان المسلمين من الآن وطالع؟ تريد منهم أن يصبحوا حزب التجمع، أن يكونوا تحت السيطرة، أن يقولوا كلامًا معارضًا مثل غزل البنات تلحسه بأصبع، ويعارضوا جميع المسئولين لكنهم لا يعارضون مبارك، وأن يقولوا مثل كل المعارضين الأشاوس في مؤتمراتهم إن الحزب الوطني مزور وخرب البلد، والحكومة فاشلة ومصر منهارة.. لكن الرئيس حسني مبارك عظيم ورائع، ونتوسل إليه أن يتدخل ونبوس يد الرئاسة الكريمة أن تخلصنا من الحزب (الذي هو للمصادفة رئيسه ووالد رئيسه الفعلي)، الدولة تريد من الإخوان أن يلعبوا دور المعارضة علي ألا يأخذهم الدور ويندمجوا فيه «قوي» وأن ينسقوا مع جهاز أمن الدولة: من الذي سينجح منهم في الانتخابات؟.. ومن سيسقط؟ بل من يتم القبض عليه ومن يتم الإفراج عنه؟ ويتم توزيع نصيب الإخوان أزيد حتة من «الوفد» و«التجمع» في أي انتخابات أو حتي تعيينات شوري، لكن في خانة من عشرة لعشرين عضوا ليس أكثر وربما أقل، وأن يلتزم الإخوان بعدم اللعب خارج النجيل الأخضر ويكتفوا بأقل مما يتوقعون، ثم يدعمون الدولة بفتاوى وبيانات ضد الإرهاب ويتفقون معها علي كيفية التعامل مع السعودية وحماس، فضلاً عن لجم دور التنظيم الدولي الذي لا مانع من إدارة علاقة بينه وأجهزة الأمن المصرية (أرفع)، ثم ما تريده الدولة من الإخوان أن يبعدوا تمامًا عن الأمريكان، وإذا أرادوا مقابلة أوروبيين أو ممثلين من دول أوروبية ماشي.. لكن أمريكان لأ، وكذا ضرورة أن يلعب الإخوان مع إدارة الشئون العربية في أمن الدولة بالهجوم علي الشيعة وإيران واستخدام رموز من الإخوان في حملات حكومية ضد دولة ما أو زعيم ما. الحقيقة أنه مطلوب من الإخوان أن يتحولوا أحيانًا كأنهم حزب الوفد أو التجمع، وأحيانًا كأنهم الكنيسة أو مؤسسة الأزهر، ولعل هذا السيناريو هو الذي وضع ملامحه الأولي الرئيس أنور السادات في صفقته الكبرى لإخراج الإخوان المسلمين من السجون عقب فترة عبد الناصر والسماح للمهاجرين المنفيين منهم بالعودة إلي مصر، وهو السيناريو نفسه ــ مع بعض التعديلات ــ الذي رسمه السعوديون في المملكة لتعاملهم وتعاونهم مع الإخوان منذ أوائل الستينيات، لكن جماعة الإخوان تمردت منذ البداية علي كل هذه الأطواق لأسباب دينية وسياسية، ولأسباب لا أعلمها.. والتزمت بما ألزمت به نفسها فقط وهي تذهب وتجيء وتتمنع وتتوافق أحياناً.. وأظن أن الضربات المتلاحقة قد تجبرها علي شيء من هذا إن لم يكن هذا كله! علي الناحية الأخرى: كيف تمثل الإخوان مشكلة للمعارضة؟ هذا يقتضي بنا أن نسأل أولا: ماذا تريد قوي معارضة مبارك ونظامه من جماعة الإخوان المسلمين؟ تريد أن تعلن قوي المعارضة عن مظاهرة فلا تتمكن من تجميع ثلاثمائة شخص، فيلحقنا الإخوان بثلاثة آلاف حتي تصبح المظاهرة حاشدة وجماهيرية بشرط ألا يرفعوا أي شعار لهم ولا يظهروا باعتبارهم الأقوى، وتريد المعارضة من الإخوان أنه لو تم القبض علي معارض يساري أو ليبرالي تقلب الدنيا علي رأس نظام مبارك مظاهرات واعتصامات واستجوابات من أجله، بينما عندما يتم سجن إخواني فالمعارضة تفضل أن يقلب الإخوان أيضا الدنيا من أجله، أما قوي المعارضة فليس لديها سوي تصريحات صحفية لمن يطلبها، ويريد المعارضون من الإخوان أن يخرجوا في مظاهرات واعتصامات واحتجاجات تملأ شوارع مصر ضد مبارك والتوريث، وليس مهما أن يتم القبض علي ألفين أو خمسة آلاف إخواني، المهم أن نواجه مبارك حتي آخر إخواني، أما المعارضة قليلة العدد والعدة فهي ستندد علي استحياء بالمحاكم العسكرية للإخوان وبالقبض عليهم، والمعارضة تريد من الإخوان أن يغيروا برنامجهم السياسي، فلا يتكلمون عن أن «الإسلام هو الحل»، وبعض المعارضة يريد أن يقنع الإخوان بأن الليبرالية هي الحل وبعضها الآخر يريد أن يقنعها بأن الاشتراكية هي الحل، والمعارضة ــ يا للغرابة ــ تريد من جماعة الإخوان أن تقتنع، والمعارضة تريد من الإخوان ألا تتفاوض مع الدولة أبدا، بينما ممكن المعارضة تتحاور وتتفاوض، فإذا توقفت الدولة عن سجن الإخوان يبقوا عملوا صفقة مع بعض، وإذا نجح الإخوان في الانتخابات يبقي وافقوا علي تمرير التوريث.. ولهذا الدولة سابتهم.. وإذا سجنت الحكومة الإخوان يبقي لأن الإخوان عقدوا صفقة مع الأمريكان والحكومة كشفتهم! ها أنا أعرف ماذا تريد الدولة من الإخوان.. وما الذي يريده المعارضون من جماعة الإخوان.. بقي أن أعرف ماذا يريد الإخوان من أنفسهم أو ماذا كان يريد الإخوان من أنفسهم؟! المحصلة أن الإخوان جماعة تديرها عقول مخلصة وأمينة ونبيلة لكنها عقول قديمة تربت تحت ظلال السجون والمعتقلات الطويلة فتتعامل مع البلد كأنه سجن وكأنهم نزلاؤه. وفي السجن من الضروري التحصن بتكاتف الجماعة والتضامن بين أفرادها حتى لا يفترسهم الآخرون، وهم يتعاملون مع الدولة باعتبارها إدارة السجن التي يسعون للحصول منها علي أعلي مزايا للسجناء والفرح الهائل بساعة فسحة زيادة أو الموافقة علي دخول التليفزيون أو تمديد فترة الزيارة، كل ما يتحصل عليه قيادات جماعة الإخوان من نظام مبارك خلال 28سنة هو مكاسب تافهة وصغيرة تصح أن تكون نصرا عظيما في السجن لكن ليست انتصارات ولا مكاسب لوطن ولا لجماعة في وطن بل لمجموعة في سجن! ومن ثم فالمؤكد أن الإخوان لا يسعون لحرية الوطن ولا للهروب من السجن بل يتعايشون مع الوطن – السجن ومع السجن – الوطن ويعتبرونها فترة بلاء واختبار وفرصة للتقرب من الله عز وجل، وهذا ما يفسر السلام الروحي الباهر في تلقيهم أحكام السجن وقرارات الاعتقالات. مرة أخري ليست لدي اقتراحات للإخوان وليس هذا شأني، لكن الأزمة الحقيقية هنا أنه لا يمكن أن تتحرك أي قوي وطنية في مصر نحو النضال من أجل التغيير والإصلاح دون وجود ومشاركة الإخوان، ولا يمكن أن يتحرك الإخوان وحدهم دون مشاركة بقية التيارات والقوي، ومن ثم فالمعارضة لا تبرح مكانها؛ وهو ما يجعل الحكم لا يبرح مكانه أيضا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 05 جويلية 2009)   

اغتيالات طالت بعضهم وفتاوى تهدر دماءهم مترجمون ومتعاقدون مع الجيش الأميركي يتهمونه بالخيانة والتخلي عنهم

 


  العرب – عثمان المختار  اتهم عشرات المترجمين والمتعاقدين العراقيين مع قوات الاحتلال الأميركية من الذين عملوا معهم لقاء مبالغ مالية كبيرة عقب غزو البلاد في مارس 2003 الجيش الأميركي بالكذب والخيانة وعدم الإيفاء بالوعود التي قطعوها لهم خلال سنوات عملهم مع الجيش الأميركي في المدن العراقية, وذلك بعد أيام قليلة من الانسحاب الفعلي للقوات القتالية الأميركية من مراكز المدن وتسريح مئات المترجمين والمتعاونين ممن يعرفون بالمخبر السري والمقاولين الذين يجهزون القواعد الأميركية بالمواد الضرورية لهم. ونقلت «العرب» في العاصمة العراقية بغداد عن تجمع ضم العشرات منهم أمام دائرة جوازات الكرخ ببغداد لدى محاولتهم الحصول على جوازات سفر للهجرة خارج العراق, بعد إعلان عدة فصائل عراقية مسلحة إهدار دمهم بسبب ما أسموه خيانة الشعب والبلاد, وتحولهم إلى عملاء لخدمة المحتل. واتهم التجمع القوات الأميركية بخيانتهم وعدم الإيفاء بالوعود التي قطعوها لهم وأغروهم بها, مثل منحهم هجرة شرعية إلى أميركيا, ثم منحهم الجنسية أو صرف مبلغ نصف مليون دولار لكل شخص منهم كمكافئة نهاية خدمة لهم, وتعيينهم فيما بعد بوزارات الحكومة العراقية الأمنية. وقال أحدهم ويدعى باسل حسام: عملت مع الجيش الأميركي ست سنوات بعد وعود كثيرة منهم بأنهم لن يخرجوا من العراق إلا وأنا معهم!. وها هم اليوم يكذبون ويتبخرون من المدن, بينما بقينا نحن تحت مرمى الإرهابيين على حد وصفه. وأضاف قبل يومين قتل زميل لي كان يعمل معهم, وأنا مهدد حاليا بالقتل, والجيش الأميركي خان الاتفاق ونكث العهد وخرج حتى دون أن يسأل عنا. فيما قال آخر ويدعى سلون كردي: الهرب من العراق هو أضمن طريقة لنا حاليا, بعد تخلي الجيش الأميركي عن عهوده لنا، وأصبح لدى مراجعتنا له في قواعده الجديدة خارج المدن كأنه لا يعرفنا أو لم يتعامل معنا البتة. وفي أول تعليق حكومي حول ظاهرة هروب من يطلق عليهم في الشارع العراقي اليوم «العملاء» قال فؤاد عبدالله ضابط شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية إن الحكومة لا يمكن لها أن تحصي جميع من عمل مع الجيش الأميركي وتوفر لهم الحماية بعد ذلك، لكن يبقى أن نقول إنهم متساوون مع كافة العراقيين من حيث حرصنا على توفير الحماية لهم. وعلق على اتهامهم للجيش الأميركي بالخيانة بقوله: «هم لم يأتوا إلينا ليطلبوا رأينا في عملهم مع الجانب الأميركي, ولا بد من أن يكون عملهم السابق خطرا خلال وبعد الانسحاب، ولن نمنعهم من السفر، كما لن نعدهم بأي حماية فهم عادوا مواطنين كأي فرد بالشعب العراقي». وسبقت عملية انسحاب الجيش الأميركي من مراكز المدن العراقية عملية تسريح المئات منهم دون منحهم أي مكافئات مالية أو امتيازات, على خلاف ما وُعدوا به من قبل الاحتلال. كما برزت أصوات كثيرة في المجتمع العراقي تدعو إلى مقاطعة من تسميهم بالخونة والعملاء, في إشارة إلى كل من قدم مساعدة للقوات الأميركية خلال حربها في العراق, وتجاوز الحد إلى إصدار فتاوى دينية تحرم مخالطتهم أو تزويجهم أو حتى البيع لهم. الأمر الذي جعلهم في موقف حرج للغاية, دفع أغلبهم إلى الهرب وطلب اللجوء الإنساني إلى دول الجوار. وقال ضابط في شرطة كمارك العراق على الحدود العراقية مع المملكة الأردنية الهاشمية إن عشرات الشبان غادروا إلى الأردن خلال الأيام القليلة الماضية, معظمهم كانوا عاملين مع الجيش الأميركي, حيث قرر المجتمع العراقي نبذهم وعدم التعامل معهم وقررت فصائل مسلحة إهدار دمائهم بسبب ما تسميه الخيانة. وقال عبد الدليمي العامل في جمارك الأنبار خلال اتصال هاتفي مع مراسل العرب, أكثر ما يخشى من عراق ما بعد الاحتلال, هو عملية الأخذ بالثأر, حيث هناك خلافات كبيرة لم تحسم بعد, وأعتقد أنها ستكون فوضى عارمة إن لم تنتبه الحكومة العراقية لذلك الأمر بسرعة. وحسب تقارير طبية عراقية فإن 54 عراقيا ممن يعملون مع القوات الأميركية قتلوا خلال الأيام الماضية في مناطق متفرقة من العراق, وعزت التقارير الطبية العراقية سبب مقتلهم إلى عملهم السابق مع الجيش الأميركي. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 08 جويلية  2009)  

بيريز يعد الفلسطينيين بـ«دولة عربية» مبارك: شاليط سليم‎‎.. وأنا مستعد لزيارة إسرائيل

القاهرة – شريف عبدالغني  قال الرئيس المصري حسني مبارك عقب مباحثاته مع نظيره ‏الإسرائيلي شيمون بيريز في القاهرة أمس إن‎ ‎نجاح عملية السلام ‏في الشرق الأوسط يتطلب «إرادة سياسية إسرائيلية»، و»شجاعة ‏لاتخاذ‎ ‎قرارات صعبة»، معربا عن اعتقاده بأن الجلوس إلى مائدة ‏المفاوضات بعيدا عن «الفرقعة‎ ‎الإعلامية يؤدي إلى «حل ‏واقعي» لمشاكل المنطقة. ‎ وأكد الرئيس، في مؤتمر‎ ‎صحافي مشترك مع بيريز أمس: «لدينا ‏أسس واضحة للسلام العادل والشامل، وتشتد‎ ‎الحاجة الآن لإرادة ‏سياسية من جانب إسرائيل، إرادة سياسية تمتلك شجاعة اتخاذ‎ ‎القرارات الصعبة. وقال إن «عملية السلام لا‎ ‎تحتمل فشلا آخر»، مشددا على أن ‏‏»السلام وحده هو الكفيل بفتح صفحة جديدة في الشرق‎ ‎الأوسط.. ‏تحقق الأمن لكافة دوله وشعوبه وترسي دعائم علاقات طبيعية ‏وتعاون إقليمي‎ مثمر فيما بينها». ‎من جهته، قال بيريز إن‎ ‎المحادثات التي أجراها مع مبارك ‏‏»كانت صريحة»، مؤكدا أن النقاش حول حل‎ ‎الدولتين انتهى، معتبرا أن ‏إسرائيل ستكون دولة «يهودية»، وسيكون للفلسطينيين دولة «عربية‎»، ‎‎غير أن بيريز كرر مواقف‎ ‎حكومة اليمين الإسرائيلية التي ‏يترأسها زعيم الليكود بنيامين نتنياهو بشأن‎ ‎الاستيطان، إذ أكد أن ‏إسرائيل «لن تصادر أراضي جديدة، ولن تقيم مستوطنات‎ جديدة‎» ،‎وفي حين تطالب إدارة‎ ‎الرئيس الأميركي باراك أوباما بوقف تام ‏للاستيطان، فإن إسرائيل مصرة على استمرار ما‎ ‎تسميه «النمو ‏الطبيعي للمستوطنات‎». ‎وردا على سؤال بشأن‎ ‎اقتراح إسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية ‏بحدود مؤقتة في مرحلة أولى، قال بيريز: «ليس ‎هذا مقترحا جديدا، ‏فخارطة الطريق تنص على إقامة دولة فلسطينية بحدود ‎مؤقتة‎»، وأشار في هذا الصدد إلى‎ ‎أن الفلسطينيين والعرب والمجتمع ‏الدولي كله يقبل بخارطة الطريق‎. وتعليقا على هذا‎ ‎الاقتراح، قال مبارك من جانبه: «أعتقد أننا عندما ‏تبدأ المفاوضات سنصل إلى الحدود‎ ‎الدائمة‎». ‎واعتبر الرئيس مبارك أن‎ ‎بعض التصريحات التي تطلق في ‏الإعلام تكون لأغراض «تكتيكية»، وبعضها الآخر يكون‎ ‎تعبيرا ‏عن «مواقف حقيقية، وعندما نجلس إلى مائدة المفاوضات ستتضح‎ ‎الأمور‎». ‎وتابع: «إذا جلسنا إلى‎ ‎مائدة المفاوضات» بعيدا عن «الفرقعة ‏الإعلامية فأعتقد أننا سنصل إلى حل ‎واقعي‎». وفي رده على سؤال عن عدم‎ ‎زيارة رئيس مصر لإسرائيل منذ ‏أكثر من ثلاثين سنة، قال الرئيس مبارك: «لابد أن نتحدث‎ ‎عن السلام ‏وليس عن زيارة إسرائيل، لأن الزيارات بين المسؤولين ‏المصريين‎ والإسرائيليين لا تتوقف، وليس هذا هو الموضوع ‏الرئيسي للسلام حتى يتعايش الناس مع‎ ‎بعضهم‎». وأضاف مبارك: «يجب أن نكون‎ واقعيين في الأسئلة وفي الحديث ‏عن السلام»، مشيرا إلى أنه «لو كانت الزيارة ستنهي‎ ‎كافة ‏المشاكل ونعيش في سلام فأنا لن أتأخر‎». وعن الجندي الإسرائيلي‎ ‎المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليط، ‏قال الرئيس مبارك إن هناك اتصالات بهذا الشأن،‏‎ ‎مؤكدا أن شاليط ‏‏»سليم»، معربا عن أمله في أن ينتهي موضوع هذا الجندي في ‏أقرب وقت». (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 08 جويلية  2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.