الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2751 du 05.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


لجنة مساندة سليم بوخذير: بيــان

حرّية و إنصاف: المولدي الزوابي يتعرض للاعتداء

حرّية و إنصاف: سياسة المنع والانتقاء تستمر ضد الحقوقيين والسياسيين

حرّية و إنصاف: سجين غوانتانامو يتعرض لمضايقات بسجن المرناقية

حرّية و إنصاف: اعتداء آخر على الحرية الشخصية

يومـيـّات إضـراب الجـوع: اليوم الرابع عشر

قدس برس: تونس: النهضة تعرب عن خيبة أملها لاستمرار السلطة في التضييق على الحريات

الحياة: تونس: السجن عاماً لصحافي اتهم باحتقار موظفين عموميين

طلبة تونس: أخبار الجامعة

صابر التونسي: سـواك حـار (59)

العربي القاسمي: خواطر الى عبد الكريم الهاروني

الصباح: ذكرى استشهاد فرحات حشاد

سويس انفو:حوار مع الدكتور عبد اللطيف الهرماسي  التنظيمات السلفية في المغرب العربي.. الظاهرة والأبعاد

طارق الكحلاوي : معضلة الموقف الأميركي من الإخوان

رويترز: الجزائر وفرنسا توقعان اتفاقا للتعاون النووي

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


لجنة مساندة سليم بوخذير

بيـــــــــــــــــــــــــان

قضت محكمة الناحية بساقية سيدي الزيت بصفاقس برئاسة القاضي حاتم واردة اليوم الاثنين 4 ديسمبر 2007 بسجن الزميل سليم سنة نافذة. و قد اعتبر المحامون الذين ترافعوا عن الزميل بوخذير أن الحكم قاس و يدخل في باب الأحكام الكيدية و التشفي في الزميل بوخزير جراء مقالاته التي تعرض فيها لقضايا الفساد في تونس ، مبرزين انه حكما سياسيا مغلفا بغلاف أخلاقي و هي التهم الموجهة إلى الزميل بوخذير عوض محاكمته بتهم سياسية واضحة و هو الأمر الذي تكرر مع عدد من النشطاء الحقوقيين و السياسيين في السنوات الأخيرة.

و بين المحامون كثرة الخروقات القانونية التي شابت محضر البحث و التي لا يمكن أن تجعل منه أساسا لحكم عادل و طالبوا بإعادة البحث. لكن المحكمة لم تستمع إلى مطالبهم و قررت الحكم بأقسى ما يمكن أن تحكم به محكمة الناحية.

إن لجنة الدفاع عن الزميل سليم بوخذير تدين هذا الحكم الجائر كما تدين الأسلوب الذي تنتهجه السلطة مع الصحفيين الذي يخترقون الخطوط الحمراء.

و تدعو إلى مراجعة هذا الحكم بما يقتضيه القانون و حسب ما بينه المحامون.

إمضاءات أولية:

لطفي حجي- محمود الذوادي – محمد معالي – كمال العبيدي – سهام بن سدرين أم زياد( نزبهة رجيبة) – لطفي الحيدوري – رشيد خشانة – محمد الحمروني – محسن المزليني- سمير ساسي – الصحبي صمارة – توفيق العياشي – الهادي يحمد – بسام بونني – نبيل ريحاني – غسان بن خليفة- محمد فوراتي- سقسان الشورابي- بدر السلام الطرابلسي

 


 

أطلقوا سراح الصحفي سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 05 ديسمبر 2007

 المولدي الزوابي يتعرض للاعتداء

 
تعرض السيد المولدي الزوابي عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي لاعتداء فظيع من قبل رئيس فرقة الارشاد ببوسالم ولاية جندوبة المدعو عمار العبيدي و مساعديه لطفي الكوكي     و شعبان العزيزي نتج عنه كسر الضلع الثامن من الجانب الأيمن للقفص الصدري ، و بعد معاينته من قبل طبيبة الصحة العمومية باستعجالي بوسالم حولته على وجه السرعة إلى طبيب مختص في جراحة العظام الذي منحه راحة بعشرين يوما ، و قد قدم شكاية إلى وكالة الجمهورية بجندوبة ضد الذين اعتدوا عليه من أعوان البوليس السياسي. و يأتي هذا الاعتداء إثر قيام السيد المولدي الزوابي مراسل قناة الحوار التونسي و ممثل جريدة الموقف بجهة جندوبة بتصوير حريق شب بسوق الفريب بمدينة بوسالم البارحة على الساعة الحادية عشر و النصف ، و قد افتك منه أعوان البوليس السياسي آلة التصوير الرقمية و أبرحوه ضربا أمام حوالي مئتي شخص حضروا الحريق. و تجدر الاشارة إلى أن السيد المولدي الزوابي رفض الاجابة عن أسئلة رئيس فرقة الارشاد عند تحريره للمحضر مؤكدا له أن إجراءات اعتقاله و مساءلته باطلة و لم يمض على المحضر. و حرية و إنصاف : 1) تستنكر الاعتداء الفظيع الذي تعرض له المناضل السياسي السيد المولدي الزوابي. 2) تدين بشدة التجاوزات المسجلة ضد أعوان البوليس السياسي و استغلال النفوذ دون حسيب أو رقيب. 3) تدعو السلطة القضائية إلى إنصاف السيد المولدي الزوابي و وضع حد لتجاوزات أعوان الأمن. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

أطلقوا سراح الصحفي سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 05 ديسمبر 2007

سياسة المنع والانتقاء تستمر ضد الحقوقيين والسياسيين

 
 منع أمس الثلاثاء 04/12/2007 أعوان البوليس السياسي الذين – تواجدوا بكثافة – الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف و الدكتور زياد الدولاتلي القيادي بحركة النهضة من الدخول إلى المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي لمّا أرادا الحضور للندوة السياسية التي دعا إليها كل من الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات. و حرية و إنصاف : 1) تندد بسياسة المنع المستمرة التي يتعرض لها المناضلون السياسيون و الناشطون الحقوقيون. 2) تستنكر أسلوب الانتقاء الموجه ضد فئة معينة من السياسيين و الحقوقيين   3) تدعو إلى إطلاق الحريات و رفع كل القيود المضروبة على الأنشطة السياسية و الحقوقية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

أطلقوا سراح الصحفي سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 05 ديسمبر 2007

سجين غوانتانامو يتعرض لمضايقات بسجن المرناقية

 
يتعرض السجين السياسي السيد عبد الله الحاجي المعتقل حاليا بسجن المرناقية إلى مضايقات كبيرة من قبل إدارة السجن المذكور و ذلك بوضعه في غرفة ضيقة جدا صحبة سجينين من سجناء الحق العام اللذين و بتحريض من الادارة يعتديان عليه لفظيا و يضايقانه باسقاطه ليلا من فراشه أثناء النوم مما تسبب له في أرق متواصل و توتر عصبي مستمر. علما بأن السيد عبد الله الحاجي قد قضى خمس سنوات بمعتقل غوانتانامو و سلمته السلطات الأمريكية لنظيرتها التونسية ليحاكم بسبع سنوات سجنا. و حرية و إنصاف : 1) تدين هذا التجاوز للقانون من قبل إدارة سجن المرناقية في حق السجين السياسي السيد عبد الله الحاجي. 2) تطالب بنقل سجيني الحق العام اللذين يضايقانه و يهددانه باستمرار . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

أطلقوا سراح الصحفي سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 05 ديسمبر 2007

اعتداء آخر على الحرية الشخصية

 
وردت علينا نسخة من منشور داخلي وقع تعليقه من قبل الكاتب العام للمعهد العالي للفنون الجميلة بنابل يتضمن فصول التراتيب التي فرضتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي        و التكنولوجيا مؤخرا على كل طلبة المعهد المذكور جاء في الفصل الرابع منها : على ( الطالب/ة ) الحضور إلى المعهد في لباس محترم و مظهر لائق ( ذقن محلوق و رأس مكشوف و هندام محترم ) و أن يمتنع عن ارتداء الأزياء ذات الايحاءات و الدلالات الطائفية التي لا تمت بصلة إلى هويتنا و تقاليدنا. ( انظر إلى نسخة المنشور ). و حرية و إنصاف : 1) تعتبر أن الفصل الرابع من هذا المنشور فيه انتهاك صارخ و صريح للحرية الشخصية في ارتداء اللباس و فيه مخالفة واضحة للدستور. 2) تطالب باحترام القناعات الشخصية للتلاميذ و الطلبة في إطار التزامهم بهويتهم العربية       و الاسلامية عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 


 

يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

اليوم الرابع عشر لإضراب الجوع: 03 ديسمبر 2007

يتواصل إضراب الجوع لليوم الرابع عشر على التوالي و دون انقطاع وتتواصل معه مظاهر التحدي للقهر والتضامن الواسع مع المضربين.

زيارات المتضامنين

عبر كلهم عن تضامنهم التام مع المضربين وتنديدهم بقرار الطرد التعسفي كما حملوا الوزارة مسؤولية أي ّ ضرر يلحق بالمضربين و قد زار المضربين

–        باسم الاتحاد المحي للشغل بطبرقة والاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: مساندة كافة النقابيين بالجهة للمضربين عن الطعام

–        الأخ حسن العيادي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بجندوبة : مساندة مطلقة

–        الأخ رضا بازين من الفرع الجامعي للسكك الحديدية بصفاقس : التضامن مع المضربين

–        الأخ حبيب التليلي الكاتب العام للنقابة الأساسية للبريد ببن عروس

–        الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي : مساندة مطلقة للمضربين ودعوة إلى الصمود والنضال

–        الأخ محمد حليم الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي مرفوقا بوفد هام من أعضاء الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي.

مراسلات وبرقيات المساندة

–        الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس مساندة مطلقة للإخوة المضربين عن الطعام احتجاجا على عملية الطرد وفيها تحميل الوزارة مسؤولية المضاعفات الصحية للمضربين

–        أصدر الاجتماع النقابي الجهوي للتعليم الثانوي بصفاقس المجتمع يوم 02/11/2007 قرارا بالإضراب الإنذاري كامل يوم الخميس 13/11/2007 بجميع المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية ومدارس المهن بالجهة، وقد تمّ الإبراق إلى الجهات المعنية في هذا الغرض.

–        المكتب القطاعي للشباب العامل للسكك الحديدية أبدى تضامنه  مع المضربين عن الطعام دفاعا عن حق الشغل.

إمضاء العريضة على نطاق واسع

يتواصل إمضاء عريضة المساندة للمضربين عن الطعام على نطاق واسع تعبيرا عن سخط الممضين على وزارة التربية والتكوين ودعوة إلى إرجاع المضربين إلى سالف عملهم.

الحالة الصحية للمضربين عن الطعام

سجلت اللجنة الطبية بعد التحاليل المجراة تدهورا في الوضع الصحي للمضربين تمثلت في انخفاض في الوزن ونقص في نسبة الأملاح كما لاحظت انخفاضا في ضغط الدم.

 

لجنة الإعلام والاتصال

للمساندة :

الفاكس: 21671337667

بريد الكتروني: profexclu@yahoo.fr

synd_tunis@hotmail.com

                                 

 


 

تونس: السجن عاماً لصحافي اتهم باحتقار موظفين عموميين

تونس – الحياة    

قضت محكمة محلية في مدينة صفاقس (280 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) بالسجن سنة على الصحافي سليم بوخذير (36 عاماً) وتغريمه خمسة دنانير (أربعة دولارات)، بعدما دانته بارتكاب ثلاث مخالفات هي «هضم جانب (احتقار) موظف عمومي» و «الاعتداء على الأخلاق الحميدة» و «عدم الاستظهار ببطاقة هوية».

واعتقل بوخذير الذي كان مراسلاً غير متفرغ لصحف عربية وكاتبا في موقع قناة «العربية»، الأسبوع الماضي بينما كان متوجهاً من صفاقس إلى العاصمة تونس في سيارة تاكسي. وأشعر أصدقاءه بواسطة الهاتف الجوال كونه تلاسن مع أفراد دورية أوقفت التاكسي فجراً وطلبت منه إبراز بطاقة هويته. وخاض بوخذير إضراباً عن الطعام مطلع الشهر الماضي مع المحامي محمد النوري استمر ثمانية أيام للمطالبة بالحصول على جواز سفر، ووضعا حداً لإضرابهما بعد تلقي وعود بحل المشكلة.

ورأى محامون ترافعوا عن بوخذير أن المحكمة قضت بالعقاب الأقصى في التهم المنسوبة اليه، وعزوا ذلك إلى مقالاته النقدية الشديدة على الإنترنت. وكان الناشط الحقوقي المحامي محمد عبو (37 عاماً) أمضى أكثر من عامين في السجن بسبب مقال بثه على شبكة الإنترنت وشبّه فيه الأوضاع في السجون التونسية بمعتقل «أبو غريب» في العراق، لكن أفرج عنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قبل استكمال محكوميته.

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 ديسمبر 2007)

 


 

تونس: النهضة تعرب عن خيبة أملها لاستمرار السلطة في التضييق على الحريات

لندن ـ خدمة قدس برس

انتقدت حركة النهضة التونسية استمرار السلطات في البلاد بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق المواطنين وكرامتهم، واعتبرت ما ورد في خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين لوصوله إلى سدة الحكم، بعد تنحية سلفه الحبيب بورقيبة، عندما وعد  بالارتقاء بمنظومة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، دليلا على زيف هذه الوعود والدعاوى.

وأعربت حركة النهضة التونسية المحظورة في بيان لها وقعه رئيسها الشيخ راشد الغنوشي، ووصلت نسخة منه لـ »قدس برس » عن انشغالها بما أسمته بـ »نهج السلطة الثابت والمتفاقم في التعويل المطلق على أسلوب القمع والترهيب في التعامل مع كل المطالب المشروعة للمواطنين على اختلاف اتجاهاتهم، وقال البيان إن حركة النهضة « تعبرعن مساندتها الكاملة لكل ضحايا القمع وخصوصا الشباب المتدين الذي يتعرض لمخطط تصفية جسدية، وللمساجين السياسيين المضربين عن الطعام في مطالبهم العادلة في إطلاق سراحهم،  ولأنصار الحرية عامة والصحفيين ولنشطاء حقوق الإنسان ».

وناشدت حركة النهضة كل أنصار الحرية وضحايا القمع إلى وضع كل خلافاتهم وآرائهم جامعين صفهم حول مطلب الحرية للجميع، ومقاومة الاستبداد المسلط على رقاب الشعب، مطالبة السلطات التونسية بإطلاق سراح الصحفي السيد سليم بوخذير والطالبين ياسين الكواش وعبد الحميد الصغير، ومعربة عن مساندتها للأساتذة المضربين وحقهم في العودة الى أداء رسالتهم ، وللتحركات النقابية المختلفة التي انطلقت في العديد من القطاعات، كما جاء في البيان.

وذكر بيان النهضة أن السجين السياسي بوراوي مخلوف اضطر بعد 17عشر سنة من سجنه المضيق إلى المغامرة بما تبقى من جسده المنهك للانخراط في إضراب عن الطعام مفتوح، بداية من يوم الخميس 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي للمطالبة بإطلاق سراحه، بعد أن تم  إطلاق سراح بعض من حوكموا معه في نفس القضية و صدرت ضدهم نفس الأحكام. ولقد أخبرت زوجته بعد آخر زيارة له أنه لم يعد يقوى حتى على الوقوف ولا على الكلام، كما انخرط مساجين الرأي المحالين بمقتضى قانون الإرهاب بمختلف السجون التونسية في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم الاثنين 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشونها والانتهاكات الخطيرة والمتكررة التي تعرضوا ويتعرضون لها  وبالخصوص ما تعلق منها بالاضطهاد الديني المسلط عليهم مثل منعهم من صلاة  الجماعة ومن المصحف، على غرار ما مورس  على  مساجين حركة النهضة خلال عشرية التسعين، على حد تعبير البيان.

وأشارت النهضة إلى أن انتهاك حقوق الإنسان لم يعد يقتصر على السجون، وإنما شمل الخطف والاعتقال والتعذيب، والطرد التعسفي من العمل والمحاكمات الظالمة، مثل إيقاف الصحفي المناضل من أجل الحرية سليم بوخذير وإحالته على المحكمة بتهم باطلة، وافتعال قضية للمناضل النهضوي الأسعد الجوهري وإحالته على القضاء، واستمرار مطاردة المحجبات، « في تحد سافر لا لأحكام الدين المعلومة بالضرورة، وحسب، ولما يزعمونه من حرية المرأة واحترام حقوقها!! وإنما أيضا لحكم قضائي صريح باعتبار قرار حظر الحجاب قرارا غير دستوري، كما قضت بذلك المحكمة الادارية »، كما جاء في البيان.

هذا ويذكر أن حكما بالسجن لمدة عام صدر اليوم بحق الإعلامي التونسي سليم بوخذير الذي كان قد أعد مجموعة من التقارير الصحفية عن حالات الفساد التي تطبع الأوضاع في البلاد.

وكانت السلطات التونسية قد اعتقلت لعدة ساعات قبل أيام القيادي السابق في حركة النهضة نورالدين البحيري، والذي كان قد التقى قياديين من حركة النهضة تم الإفراج عنهم مؤخرا.

 (المصدر: وكالة قدس برس (بريطانيا) بتاريخ 5 ديسمبر 2007)


أخبار الجامعة

إنتخابات المجالس العلمية بالمؤسسات الجامعية :

تم تحديد يوم الخميس 13 ديسمبر 2007 لإجراء إنتخاب ممثلي الطلبة في المجالس العلمية لمختلف المؤسسات الجامعية و قد شرعت التيارات السياسية في إعداد قوائم مرشحيها و بياناتها الإنتخابية تمهيدا للحملة الإنتخابية التي تنطلق صباح يوم الإثنين 10 ديسمبر 2007 و ينتظر أن تشهد ساحات الكليات و المعاهد العليا أجواء إنتخابية ساخنة و صراعات بين مختلف مكونات الساحة الطلابية من يساريين و إسلاميين و دساترة من خلال سعي كل طرف منهم إلى تدعيم مواقعه و كسب مزيد من الأنصار و حصد أكثر ما يمكن من المقاعد في المجالس العلمية

و تتم هذه الإنتخابات في وقت يقوم فيه منخرطو و أنصار الإتحاد العام لطلبة تونس بالتحضير لعقد المؤتمر القادم وهم يسعون إلى تأكيد حضورهم القوي بين الطلبة و في مختلف الأجزاء الجامعية

يذكر أن إنتخابات السنة الفارطة شهدت تراجعا كبيرا للطلبة الدساترة و تحقيق تقدم واضح لقائمات الإتحاد العام لطلبة تونس مع بروز غير مسبوق للقائمات المستقلة في العديد من المؤسسات الجامعية

الوهم الكبير: الطلبة و الإنترنت و الـADSL

تتزايد يوما بعد يوم معاناة الطلبة من واقع الإنترنت في كامل أنحاء البلاد بسبب الإنقطاعات المتكررة و البطء الشديد في عملية الربط بحيث يضيع وقت ثمين في الإنتظار للحصول على الصفحات المطلوبة التي تحتوي أبحاثا أو معلومات ضرورية يستفيد منها الطالب في دراسته أو في البحث عن الشرائط المسجلة و شرائط الفيديو و التراسل بالصوت و الصورة و النشر الإلكتروني الفوري و متابعة المحاضرات عن بعد و من أي نقطة من العالم و القيام بعملية التحميل Telechargement

و رغم المزاعم المتكررة و الإدعاءات المتواصلة بـ » التقدم الكبير و القفزة النوعية الذي يشهده قطاع الإنترنت في   تونس  » فإن الواقع العملي يكذب هذه المقولات حيث تتصاعد التشكيات من كل جانب حول ضعف البنية التحتية ورداءة الخدمات

 وبمقارنة بسيطة مع البلدان المغاربية المجاورة يتبين الفارق الكبير في تطور قطاع الإنترنت :

ففي المغرب يمكن الحصول حاليا و بأسعار منخفضة بكثير عما هي عليه في تونس على الإنترنت عالي النطاق    

 و ذلك شهريا حسب الآتي :Haut Debit

   :              47 دينار   ( 299  درهم )    في تونس 1 ميغا بـ  80 دينار1 Mega- 1 ميغا  

   :              62 دينار   ( 399  درهم )2 Mega- 2 ميغا  

   :              110 دينار ( 699  درهم )4 Mega- 4 ميغا  

   :              141 دينار ( 899  درهم )8 Mega- 8 ميغا  

 :              157 دينار ( 999  درهم )20 Mega- 20 ميغا

تم اعتماد هذه التعريفات بداية من 1 نوفمبر 2007 وهي تشمل كافة المصاريف ( المزود و الهاتف )

كما يتوفر في الجزائر على الإنترنت عالي النطاق بسرعة 1 ميغا و 2 ميغا و 4 ميغا و 8 ميغا و 20 ميغا ….  

  حيث ADSL Haut Debit و يشتكي أغلب الطلبة من التكلفة الباهضة جدا عند استخدام الإنترنت عالي النطاق

ليس في مقدور أولياء أمورهم صرف مبلغ كبير على الإشتراك وهو ما يحرمهم من الإستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة التي قربت المسافات بشكل لم يسبق له مثيل و أتاحت لمن أراد ذلك الحصول على العلوم و المعارف دون قطع المسافات البعيدة فضلا عن الإستفادة القصوى من كل ما تنتجه الحضارة الإنسانية في مختلف المجالات و بسرعة فائقة

و في الأخير تجدر الإشارة إلى أنه وفي ظل الإعتماد المتنامي على الوسائل التكنولوجية الحديثة و خاصة شبكات الألياف البصرية عالية الجودة لم تبق سوى سنوات قليلة ( أربعة أو خمسة ) في عمر الخطوط الرقمية عالية النطاق لتترك مكانها تدريجيا للإنترنــت ذات النطاق العالـي جـداADSL Haut Debit الذي سيمكن المستخدم من الحصول على سرعة 100 ميغـــــا في الثانيـــة

(100 Mégabits de débit par seconde(Trés Haut Debit ( THD ) وهو ما سيجعل العالم يمر بثورة اتصالية لم يشهد لها تاريخ الإنسانية مثيلا.

محاكمات جديدة وأحكام قاسية :

في جلستها المنعقدة يوم السبت 24 نوفمبر 2007  اصدرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة برئاسة القاضي محرز الهمامي عدة أحكام بالسجن عل عدد من الطلبة ( القضية عدد 11432 ) مفصلة حسب الآتي :

– 12 سنة سجنا :

– غيث بن بلقاسم بن عباس مكي : مولود في 1 سبتمبر 1979 و يدرس بالمرحلة الثالثة في كلية الحقوق بسوسة

– وجدي المزوغي : مولود في 16 جانفي 1982

– 6 سنوات سجنا :

– الطاهر البوزيدي : مولود في 28 أفريل 1982

– شعيب الجمني : مولود في 20 نوفمبر 1984

و قد تمت محاكمتهم حسب الفصول 12 و 13 و 14 و 18 و 19 من قانون  » مكافحة الإرهاب

 

حمى الإعتقالات متواصلة

اقتحمت مجموعة من أعوان البوليس بالزي المدني مساء يوم الأحد 25 نوفمبر 2007 ( الساعة التاسعة ) أحد المنازل في جهة الزهروني على بعد كيلومترات قليلة من وسط تونس العاصمة و ألقت القبض على عدد من الطلبة و الخريجين

وهم :

– عصام : طالب

– محمد أمين نصيبي : طالب أصيل سيدي بوزيد و يدرس في السنة الثانية

– إلياس شيخ روحه : أصيل صفاقس و يدرس في الماجستير محاسبة

– حبيب بن محمد : أصيل زغوان و مجاز في الإقتصاد و التصرف

– سمير فضلون : أصيل بنزرت و مجاز في الإقتصاد و التصرف

ميزانية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا لسنة 2008 : 974 مليار

تم ضبط ميزانية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا ( نفقات التصرف و التنمية ) لسنة 2008 لتبلغ 974,141  مليون دينار لتصبح بذلك ثاني ميزانية على مستوى الوزارات متقدمة على وزارة الداخلية التي أصبحت في المرتبة الثالثة بعدما كانت في المرتبة الثانية و يمكن تفسير ذلك بسبب دمج وزارة التعليم العالي مع وزارة البحث العلمي حيث كانت هذه الأخيرة مستقلة بذاتها في الميزانية السابقة ( سنة 2007 ) و بذلك يكون ترتيب الوزارات حسب ميزانياتها ( بالمليون دينار ) على النحو التالي :

1 – وزارة التربيـة و التكويـــــن :                   2599,942             2430,818

2 – وزارة التعليم العالي و البحث العلمي :                   974,141                901,370

3 – وزارة الداخليـــــــــة :                   951,215                 858,786

4 – وزارة الصحــــــــة :                                                  774,011

5 – وزارة التجــــــــــــــــــــــــــــــــارة :                    766,473                371,861

6 – وزارة الفلاحــــــــــــــــــــــــــــــــة :                     712,896                700,646

7 – وزارة الدفــــــــــــــــــــــــــــــــاع  :                     669,136                612,033

 

اليوم العالمي للسيدا : استهتار بالقيم في دولة مسلمة

صباح يوم الإربعاء 28 نوفمبر 2007  انتشر مجموعة من الطلبة أغلبهم من الدساترة و ينشطون في نادي الصحة في ساحات كلية العلوم بتونس و قاموا وسط القهقهات و الحركات اللاأخلاقية و في تحد سافر لكل القيم المحافظة للمجتمع التونسي الذي يرفض تطبيع الرذيلة و الفساد في المجتمع و بصفة خاصة العلاقات المحرمة قاموا بتوزيع الواقي على كل من اعترضهم من الطلبة و الطالبات دون خجل و لا وجل و تحت سمع و بصر و أنظار إدارة الكلية و البوليس الجامعي و ذلك في دعوة صريحة إلى ممارسة العلاقات المحرمة و إباحتها في الوسط الجامعي  

و لنا أن نتساءل عن موقف الأولياء الذين يرسلون أبناءهم للدراسة فيتعرضون لمثل هذه الممارسات المستهترة و الداعية إلى ولوج عالم الإنحراف من الباب الكبير

مناظرة القيمين : 70 ألف مترشح لـ 500 خطة ….

رغم أن المستوى المطلوب للمشاركة في المناظرة الوطنية الخاصة بانتداب أعوان وقتيين من صنف  » ب  » للقيام بخطة قيم داخل المدارس الإعدادية و المعاهد الثانوية هو الباكالوريا إلاأن أغلب المترشحين الذين شاركوا في هذه المناظرة يوم الأحد 25 نوفمبر 2007 كانوا من مختلف المستويات الجامعية و خاصة من حاملي الشهادات العليا و الخريجين الذين ضاقت بهم السبل و انحسرت سوق الشغل أمامهم و أخذوا يقتنصون كل فرصة تتاح لهم عسى أن تمثل بارقة أمل لهم للحصول على وظيفة و تجاوز محنة البطالة التي أصبحت مصدر قلق و إزعاج لا ينتهي لهم و لعائلاتهم .

كلية العلوم الإقتصادية و التصرف بتونس : بناء مقر جديد

بعد التأكد من عدم صلوحية أرضية المبنى القديم للكلية قررت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي إنشاء مقر جديد للكلية التي تضم أكثر من عشرة آلاف طالب

و تبلغ تكلفة المقر الجديد 14 مليون دينار و تم الحصول على التمويل من خلال إمضاء الوزارة لاتفاقية إيجار مالي مع الشركة العصرية للإيجار المالي المتفرعة عن بنك الإسكان و هذه أول مرة يتم فيها تشريك القطاع الخاص في تحمل أباء التعليم العالي

 طالبة ضمن عصابة لتهريب المخدرات ….

ألقي القبض خلال شهر نوفمبر 2007 على عناصر شبكة لتهريب المخدرات و بحوزتها 5 كلغ من عجين التكروري

تم إدخالها خلسة عبر الحدود الغربية للبلاد من جهة طبرقة بتنسيق مع أطراف جزائرية ومن ضمن الموقوفين طالبة أصيلة الشمال الغربي و موظفة بمؤسسة إعلامية معروفة و كان يتم توظيف الفتاتين للتمويه على أساس أنهم يقومون برحلة ترفيهية إلى مدينة سياحية …

و يعود نشاط الشبكة إلى ما لايقل عن 11 عاما قاموا خلالها بتهريب و ترويج كميات كبيرة من المخدرات دون أن يتم التفطن إليهم إلا مؤخرا ……

و في الختام :

 » إن العلم يعطي المعرفة ، إنه يعطي اللباقة و المهارة ، وفقا للمستوى الإجتماعي الذي يتم عليه البحث العلمي ، و العلم يعطي إمتلاك القيم التقنية التي تولد الأشياء .

و الثقافة تعطي العلم ، إنها تعطي السلوك و الغنى الذاتي الذي يتواجد على كل مستويات المجتمع ؛ و الثقافة تعطي إمتلاك القيم الإنسانية التي تخلق الحضارة .

الثقافة و العلم ليسا مترادفين .

الثقافة تولد العلم دائما ، و العلم لا يولد الثقافة دوما ، و لا يمكن استبدال أحد هذين المفهومين بالآخر . إن هذا التمييز أساسي ، أولا لدى وضع برنامج يهدف إلى الإرتفاع بثقافة بلد ما إلى أعلى مستوى من مستويات الحضارة ، و ثانيا في فهم الظواهر الإجتماعية و السياسية ذات الأهمية الأساسية

إن فيتنام لم تستطع أن تجابه الإمبريالية بالعلم الذي لا يزال في مراحله الأولى ، و إنما بإدراك يجسده زارع الأرز كما يجسده صاحب أعلى مرتبة ، أو المفكر الأشد إطلاعا .

كذلك ، لم يستطع الشعب الجزائري أن ينتزع إستقلاله بالمعرفة التي تتمتع بها النخبة فيه ، بل بالإدراك الذي وجد على المستوى الشعبي في وجه الإستعمار . « 

مالك بن نبي –  » من أجل التغيير « 

(المصدر: أخبار الجامعة عن موقع « طلبة تونس »، السنة الثانية – العدد رقم 5 السبت 1 ديسمبر  2007)

الرابط: www.tunisie-talaba.net


 
 

سـواك حـار (59)

صابر التونسي

* أؤكّد أنّ الفقيد محمد المنصوري كان قبيل وفاته في حالة انحدار نحو Etat de choc وحالة Détresse Respiratoire ناتجة عن التعذيب والصعق بالكهرباء من طرف الأعوان المذكورين بمصالح أمن الدولة و لكن تقرير الطبيب الشرعي الدكتور عبد العزيز الغشام الذي كان يشغل في فترة ما عميد كلية الطب بتونس جاء مجانبا للحقيقة ومتستّرا عن الواقع إذ أفاد في تقريره أنّ الفقيد المذكور توفّي نتيجة سكتة قلبيّـة متناسيا في ذلك أنّ الحقّ يعلو ولا يعلى عليه. (د: الصحبي العمري نقله العداسي:الحوار نت)

لا أعرف الدكتور عبد العزيز غشام ولكني أتساءل كيف له أن لا يوقع الشهادة وهو يرى مثالا  » حيّا » بين يديه لما يمكن أن يحصل له لو أنه رفض التوقيع، ولذلك أقول: « كما لا طلاق لمكره لا شهادة لمكره »!! … وستكتب شهادتهم ويسألون!

* وللعلم فإن هذا الترخيص (الباتيندا) لايقدر على إستصداره إلا القلة القلية ، ومعظم المحلات كبيرة كانت او صغيرة لا تحتكم على هذه الوثيقة بما فيها بعض المحلات ذات رأس المال الكبير والذائعة الصيت في الجهة. (الحوار.نت 29 نوفمبر 2007)

المحلات الكبيرة لا تحتاج إلى « بتيندا » لأن بعضها تملكه « المافيا » والبعض الآخر يدفع « لها » « ضريبتين »، واحدة عن الربح أو الخسارة! والثانية عن رأس المال!!

* (…) وأعاد (بن علي) الاعتبار لإسم الزيتونة، حين حوّل كلية الشريعة وأصول الدِّين إلى جامعة، (الزيتونة) (…) (صلاح الدين الجورشي: تونس نيوز عن سويس إنفو)

إذا أراد الجزار أن يسلخ ذبيحته ينفخها ثم يباشر عملية السلخ!! … وهو ما حصل بالضبط مع « جامعة الزيتونة » ضخّم الإسم وقزّم المسمى … ليتحول الإسم إلى رخامة جميلة تغطي قبرا!!

* (…) الأطراف وجدت نفسها أقرب إلى اليتم السياسي في ظِـل غياب حزب من هذا القبيل (حزب إسلامي) ( الجورشي عن بسيس)

أن يعيش الحرّ يتيما أهون عليه ألف مرة من أن يعيش في ظل « رجل » يعتقد خطأ أنه أباه …!!

* نعود مجددا الى الحديث عن فكرة هذا المقال بعد أن اقتنعنا من خلال بالون اختبار أطلقناه قبل أيام بخصوص موضوع التفكير الرسمي في الاعتراف بحزب مدني ذي خلفية إسلامية معتدلة (مرسل الكسيبي: تونس نيوز عن الوسط)

كل يدعي ببالون « الحزب الجديد » وصلا وهو لا يقر لهم بذاك!! … و »البالون »يبقى « بالونا » انفلاقه أيسر من نفخه!! آمل أن لا يتعامل القراء مع بقية « البالونات » كما تعامل المغيثون مع المستصرخ من الذئب « أكلني الذئب »!

* حفظ الله تونس من كل مكروه وفرّج سبحانه عن جميع المساجين القدامى والجدد وخفف عن المنفيين داخلها ويسّر عودة المغتربين إليها من أصقاع الأرض وأعان حكامها جميعا ومعارضيها جميعا وشعبها جميعا على ما فيه الخير والصلاح، إنه سميع قريب مجيب الدعاء. (فريق « تونس نيوز » 1ديسمبر2007

لتونس حاكم واحد قهر شعبه واستبد به، كنتم من أهم وسائل مقاومته ولكن قراركم بالإنسحاب سيجعله يرقص طربا! … ومن للضحايا بعد « تونس نيوز » يواسي الجراح؟!

هذه الصورة تم توزيعها على الطالبات المحجبات من طرف إدارة معهد الفنون الجميلة بنابل تحدد لهن الوضعية التي يمكن على أساسها قبولهن بمقاعد الدراسة.. فعلا إنها التقريطة التونسية وإنها الفولارة التونسية؟؟؟؟ وبتلك الجواهر والحلي ولباس الحفلات تكون الدراسة (الحوار نت عن جامعة نابل ح. د. ت)

ما حيلتنا و « رسام » بلادنا و »مشرّعها » يأبى إلا أن يكون مراهقا!! … في أرذل العمر؟؟!!

* وفي اتصال هاتفي برويترز قال عبد الوهاب معطر أحد محامي بوخذير: إن محكمة بمنطقة ساقية الزيت الواقعة على بعد 230 كم جنوبي العاصمة قضت بسجن الصحفي سليم بوخضير عامًا بتهمة « الاعتداء على الأخلاق الحميدة والاعتداء اللفظي وإهانة ضابط شرطة ». ووصف معطر هذه المحاكمة بأنها « فخ نُصِب له لإنزال عقوبة عليه؛ بسبب كتاباته اللاذعة ». (إسلام أون لاين عن وكالات)

يبدو أن في الأمر سوء تفاهم فالسيد بوخذير كان يطالب بجواز يمكنه من الخروج من « السجن الموسع » ولكن « الجواز » الذي وُعد به ـ لفك إضرابه عن الطعام، واستعلمه فعلا ـ قد نزل به دركة وحط به في السجن المضيق … و « صاحبنا » لا يخلف وعده!! … وهذه قضية أخرى نلتف حولها وننشغل بها عما سواها ما دامت السياسة السائدة عندنا « اضربه على التبن ينسى الشعير »!!

سـواك: صابر التونسي


خواطر الى عبد الكريم الهاروني

بقلم العربي القاسمي

في إحدى المكالمات الهاتفية مع أحد إخوانه المهجّرين قال الأخ العزيز المجاهد عبد الكريم الهاروني : » ناضلتم من أجلنا لنخرج و سنناضل من أجلكم لتعودوا « 

وقع هذا الكلام في نفسي فكانت هذه الخواطر، تدفقت بلا ضوابط و لا قواعد. هي حديث نفس و لا أدعي أنها شعر و إني أستسمح الشعراء و كل من لا يعجبه هذا الشكل من التعبير أن خلوا بيني و بين أخي « كريم » أخاطبه كما أشاء

كابدتُ أعوام البعــاد            كي تحي حرّا في البلاد

أبليتَ من أجلي القيـود            لكي أعود إلى البلاد

أنت أخي و أنا أخـوك            رغم الحواجز و الحدود

ردءًا أشدّ عضْــدك             كدحا لجنات الخلود

أخوين في الله حيينــا            رغم الطغاة و العبيد

عبد الكريم أيا هصور             إزأر و صل صول الأسود

لم يثنك غِلّ الحديــد             و نزلت للسّاح عنيد

حتما سنلتقي يا كريـم             و نجدّد أسمى العهود

سنقيم يا هارون عرسا             عريسنا فيه الشهيد

و ضيوفنا جمع غفيـر            من سجين و طريد

و نغني لحنا خالــدا             للجدّ، للأخ، للوليد

لحن الإباءْ، لحن الوفاءْ            لحن الكرامة و الصمود

لحن يــؤرق ظالما              و يعيد ماضينا التليد

سنعيد للخَضرا)ء(بها)ؤ(ها        فبهاؤها حكم رشيد

عدل و إحسان و أمــن          و الشعب في رغد سعيد

صبرا أحبتي فجرنــا            آت و إن طالت عقود

وعد الإله صــادق              أن بعد قرح سنسود

العربي القاسمي ـ نوشاتيل ـ سويسرا في 04.12.2007

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


وسائل الإعلام والسيدا

في سبر لآراء الشباب أنجزه المرصد الوطني للشباب على موقعه على شبكة الانترنيت حول كيفية حصول المبحر في هذا الموقع على المعلومات المتعلقة بمرض السيدا تبين أن 67 بالمائة يحصلون على المعلومة عبر وسائل الإعلام و19 بالمائة عن طريق الأصدقاء و10 بالمائة عن طريق الجمعيات والنوادي المختصة والبقية عن طريق العائلة.

عادت الى موطنها الأصلي..

تصل غدا الخميس الى مطار توزر الدولي مجموعة من الأنواع الحيوانية المنقرضة التي تعمل الادارة العامة للغابات على اعادتها الى مواطنها الاصلية وتشمل هذه الاصناف عدد من «ابي حراب ORYX) والمها ADAX) وذلك في اطار هبة من حدائق الحيوانات بامريكا واوروبا وستطلق مجموعة تتكون من 13 مها بالحديقة الوطنية بجبيل (قبلي) و9 من ابي حراب بالحديقة الوطنية بدغموس توزر.. وسيصاحب وصول هذه الحيوانات البرية عدد من الخبراء الأجانب

عودة «الحرارة»

بعد صمت وانقطاع بلغ بعضها الاشهر عادت جل خطوط الهاتف القار المتوقفة عن العمل في حي الغزالة وبالتحديد في حي الصحافيين الى الاشتغال ودبت فيها الحرارة من جديد بعد حملة اصلاح وصيانة لجأت اليها مصالح اتصالات تونس مشكورة طيلة الايام الاخيرة.

تخفيضات

بمناسبة العطلة المدرسية والجامعية ,اعدت عديد النزل والفنادق حملات اشهارية وتسويقية وذلك عبر اعلان التخفيض في أسعار الاقامة للعائلات وذلك للتشجيع على السياحة الداخلية واستقطاب اقصى ما يمكن من العائلات التونسية  لقضاء جزء من العطلة في ضيافتها بتخفيضات تتراوح بن الــ20 والــ40 بالمائة…عروض وتسهيلات نتمنى توفرها في الصيف كذلك.

طريق رواد والظلمة

تعتبر طريق رواد من الطرقات ذات الحركة الدائبة ليلا ونهارا على اعتبار كثرة سكانها والاحياء المحيطة بها، وايضا من ابرز الشرايين الطرقية المؤدية الى ضاحية قمرت السياحية.. ولئن تم الاهتمام بمعبدها لتوسعته خلال السنة الفارطة وادخال جملة من الاصلاحات عليه، فان هذه الطريق تغط في ظلام دامس مما يجبر اصحاب السيارات المارين منها على استعمال الاضاءات العالية خوفا من الاصطدام بالمارة. فهل تتولى بلدية المكان او وزارة التجهيز انارة هذه الطريق تجنبا لحوادث يمكنها ان تحصل في اية لحظة

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 ديسمبر 2007)


 

ذكرى استشهاد فرحات حشاد

بقلم: مبروك صالح المناعي

كان يهتف: أحبّك يا شعب، رحمه اللّه رحمة واسعة إنه الوطني المخلص المجاهد البطل الزعيم النقابي الشجاع إنه ابن تونس البار فرحات حشاد الذي استشهد يوم 5 ديسمبر 1952 فهذه الذكرى الخامسة والخمسون لاستشهاده.

في تلك الفترة كنا نعيش في ريف قرية الأخوات المناضلة بمنطقة قعفور فاهتزت قلوب المواطنين لاستشهاد حشاد، إثر ذلك انتشرت في البلاد مدائح رثائية تمجد مسيرة فرحات، أذكر ثنائيا متجولا كان ينشد:

كيف جانا خبر الممات

قصدنا رّبي في فرحات

في أول تلك السنة اندلعت الثورة المباركة فالتحق الثوار بالجبال وشهد جبل برقو القريب منا أكبر تجمع للثوار حيث دارت أكبر معركة ضد الجيش الأجنبي في نوفمبر 1954.

في مرحلة التعليم الابتدائى بقريتنا كنا كتلاميذ واعين بثورة شعبنا المباركة نتابع كفاح زعمائنا الأبرار ونسمع الكثير عن زعامة حشاد.

في التعليم الثانوي بمجاز الباب كان لنا أستاذ جزائري اسمه محمد الشريف العيساوي رحمه اللّه كان من اللاجئين، يذكّرنا كل سنة يوم 5 ديسمبر بخصال فرحات حيث يقدم لنا عنه لمحة وعيناه تقطران دموعا.

في مسيرة شغلي بالسكك الحديدية بورشات سيدي فتح اللّه بأحواز  العاصمة كل سنة يوم 5 ديسمبر على الساعة الثامنة و10 دقائق تقريبا تصفّر صفارة الشغل فنخرج ونقف مصطفين أمام المكاتب والورشات في صمت احياء لذكرى استشهاد حشاد.

منذ الأربعينات كان عمي يسكن ويعمل بأحواز العاصمة حيث واكب عن كثب مسيرة حشاد النضالية فحكى لنا عن بطولته وشجاعته، قال لنا ان سبب اغتياله كان لموقف له مشهود: كان في يوم من سنة 1952 جالسا الى جانب محمد الأمين باشا باي تونس لما قدم مبعوث من المقيم العام الفرنسي برسالة الى الباي فأخذها فرحات من يده وفتحها فقرأ المكتوب ثم مزّقه ورمى به في سلّة المهملات، اثر ذلك كلفت عصابة اليد الحمراء باغتياله، وبعد تلك العملية النكراء أحدثت الثورة التونسية جبهة اليد السوداء.

ويجدر التساؤل حول هذا الحدث هل وقع بالفعل؟.. لعل بعض المناضلين القدامى يعرفون حقيقة هذه القصة ويستطيعون تقديم معلومات عنها.

ولد فرحات حشاد يوم 3 فيفري 1914 بجزيرة قرقنة، والده كان صياد أسماك زاول  فرحات دراسته الابتدائية بمسقط رأسه سنة 1928 نال الشهادة الابتدائية بتفوّق ثم انقطع عن الدراسة بسبب ظروف العيش القاسية وبدأ يشتغل لمساعدة والده بمحل تجارة بصفاقس ثم عمل قابضا بحافلات الشركة التونسية للنقل في الساحل ثم عينته الشركة كاتبا محاسبا بديوانها بمدينة سوسة.

بدأ الكفاح النقابي عن طريق الجامعة العامة للعمل (س.ج.ت) وانتخب سنة 1936 كاتبا عاما لنقابة عمال شركة النقل التابعة لفرع سوسة – تونس من منظمة (س.ج.ت) ثم انتخب عضوا بالاتحاد المحلي بالمكتب الجامعي لتلك المنظمة بعد مدة انسحب منها لسيرها في ركاب الاستعمار فكوّن مع مجموعة من رفاقه الأحرار بصفاقس اتحاد النقابات المستقلة للجنوب التونسي اذ جعله منظمة تشعّ على صفاقس وما حولها وكوّن سنة 1945 اتحاد النقابات المستقلة للشمال الى جانب الجامعة العامة للموظفين التونسيين التي كانت موجودة آنذاك.

في 20 جانفي 1946 انعقد مؤتمر ضم تلك المنظمات الثلاث حيث ولد الاتحاد العام التونسي للشغل وانتخب حشاد كاتبا عاما له وانخرط في الجامعة العالمية للنقابات.

سنة 1951 قرر الاتحاد العام التونسي للشغل إثر مؤتمر خارق للعادة الانسلاخ من الجامعة العالمية للنقابات نظرا لصبغتها الشيوعية ولتطرفها المذهبي وانخرط في الجامعة الدولية للنقابات الحرة.

في 18 جانفي 1952 اعتقل بورقيبة ورفاقه وبقى حشاد طليقا لم تستطع السلطة الاستعمارية اعتقاله لصبغته النقابية وما يتمتع به من مكانة ممتازة في الأوساط النقابية الدولية لأنه كان مسؤولا في الجامعة العالمية للنقابات الحرة، بذلك وجد فرحات نفسه عن قيادة الثورة سرا وجهرا الى جانب عمله في الداخل كان يعمل في الخارج لجذب الأنطار للقضية الوطنية في المحافل النقابية في العالم.

في صباح الجمعة 5 ديسمبر 1952 اغتال المجرمون الاستعماريون زعيم العمال التونسيين وهو في نضاله من أجل الكادحين التونسيين، من أجل الحرية والكرامة والتقدم… كان يوم ممطرا للغاية وقد غادر منزله بضاحية رادس حوالي الساعة السابعة صباحا بمفرده في سيارته «سيمكا» في طريقه الى تونس العاصمة.

بعد مسافة كيلومترين في سيدي رزيق بمنطقة مقرين (بجانب مقبرة) التحقت به سيارة من صنع أمريكي (اتضح فيما بعد أنها على ملك طبيب أوقف في شهر ماي 1956) بها أربعة أنفار من عصابة «اليد الحمراء» الفرنسية، كانوا مسلحين بمسدسات ورشاشات من صنع إيطالي ومن صنع ألماني لما اقتربوا من سيارته اطلقوا عليها أربع طلقات لكنهم لم يصيبوه رغم أن سيارته خربها الرصاص وفقدت توازها فانتهت الى الحاشية الترابية فتجاوزتها سيارة الجناة  ومن الأمام أطلقوا الرصاص مرتين فجرح فرحات على مستوى الكتف برصاصة وعلى مستوى الحزام برصاصة ثانية لكنه لم يمت فخرج من سيارته يمسك بكتفه وتوجه نحو الطريق العام لطلب النجدة.

رغم احتياط البوليس والجندرمة بنصب السدود على الطريق ومنع الجولان من رادس في اتجاه العاصمة فان عديد الشهود حضروا العملية وكانوا قريبين جدا من موقع الجريمة، وقد طلب منهم فرحات نقله الى المستشفى، عندها ظهرت فجأة السيارة الثانية، نوعها «سيمكا أروند» يمتطيها ثلاثة أنفار نزل منها اثنان وأسرعا نحو الجريح وعاجلاه بضربتين بمؤخرة سلاحيهما على رأسه فأغمي عليه، عندها أدخلاه السيارة التي انطلقت بكل سرعة وهي على ملك مفتش شرطة هو عون من أعوان المحافظ  الفرنسي بتونس.

هذه المعلومات أخذتها من كتاب مشاهير التونسيين لمحمد بوذينة.

وفيما سمعنا أن السيارة الثانية رمت فرحات وسط كرم العنب على الطريق الرابطة بين رادس ونعسان قريبا من محطة الأرتال ببئر القصعة حيث عثر على جثته راعيان.

استشهد حشاد في سن مبكرة اذ كان عمره بين ثمانية وثلاثين وتسعة وثلاثين.

إن تونس الخضراء العربية الإسلامية العريقة العزيزة المناضلة لتعتز بأبنائها العلماء والزعماء وتفخر بأبطال النضال وشهداء الحرية فتذكرهم دائما وتمجد استشهادهم وتستقبل أيام ذكراهم بخشوع واجلال وتقديس.

فهذه ذكرى استشهاد حشاد رحمه اللّه رحمة واسعة وأسكنه الفردوس وجازاه اللّه عنّا وعن ذويه الأجر الكبير.

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 ديسمبر 2007)

 


 

التنظيمات السلفية في المغرب العربي.. الظاهرة والأبعاد

تنامت في السنوات الأخيرة التنظيمات السلفية المسلحة في المغرب العربي، التي لم تقتصر دائرة نشاطها على شمال إفريقيا، بل امتدّت إلى أوروبا، وخاصة فرنسا وإسبانيا. وفي هذا الحوار، الذي خص به الخبير التونسي الدكتور عبد اللطيف الهرماسي سويس إنفو، يرصد لنا هذا الأخير انزلاق التيارات المتشدّدة من المفهوم الدِّيني للجهاد، الذي كان يُبرِّر الصراع ضدّ المحتل الأجنبي، إلى الصراع الطائفي وتكفير الخصوم الداخليين.

يُتابع الخبير التونسي منذ عدة أعوام تطوّر العقل التكفيري ليشمل اليوم قِـسما كبيرا من المجتمع المحلي، بدءا من الحكّـام والقائمين على الدولة وموظفيها وأنصار الأنظمة القائمة، وصولا إلى الأحزاب العاملة من أجل التقدم والديمقراطية والمنظمات الأهلية.

ويُدرِّس الدكتور الهرماسي عِـلم الاجتماع في الجامعة التونسية ومن مؤلفاته كتاب « الحركة الإسلامية في تونس »، الذي صدر سنة 1985 وكتاب « الدولة والتنمية في المغرب العربي »، الصادر عن دار سراس للنشر سنة 1993، وهو يعكِـف منذ مطلع الثمانينات على دراسة الحركات الإسلامية في الجزائر وتونس، وأعد عنهما رسالته لنيل دكتوراه الدولة.

سويس انفو: هل لهذا التيار السلفي الجهادي جذور في الحركة الأصولية المعاصرة؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: لئن راج مصطلح « السلفية الجهادية » في السنوات الأخيرة، فإنّ المقُـولات الإيديولوجية أو إذا شِـئنا العناصر العقائدية لهذا التيار، ليست بالجديدة. كان سيّـد قطب قدّم صياغة لها في بداية الستينات بالاستناد إلى بعض توجّـهات « الإخوان المسلمين »، خاصة لدى عبد القادر عودة، وأدبيات « حزب التحرير » ومؤسسه تقي الدين النبهاني، وكتابات مؤسس « الجماعة الإسلامية » الباكستانية أبو الأعلى المودودي.

كما حاول قطب تطبيق هذه المقولات، وهو على رأس التنظيم السري للإخوان المسلمين، هذه المفاهيم، وفي المركز منها ثنائية الجاهلية/الحاكمية، تمّـت استعادتها مع تعديلات من قِـبل جماعة التكفير والهجرة، وخاصّة من طرف جماعة الجهاد التي وضعتها حيّـز التنفيذ في مصر في عهدي السادات ومبارك.

 كما تجسّدت في الأعمال العنيفة للمعارضة السلفية الجهادية في المملكة العربية السعودية منذ أحداث البيت الحرام الشهيرة (1979)، وكذلك في ممارسات وتبريرات « الجماعة الإسلامية المسلحة » بالجزائر وسليلتها « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » (تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي حاليا)، علاوة على سائر أنشطة شبكة « تنظيم القاعدة ».

سويس انفو: وهل لكم أن تعرِّفوا بالسلفية الجهادية نفسها؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: السلفية الجهادية تيار إيديولوجي ومشروع تحمله جماعات حركية مناهضة بشكل مطلق لما هو قائم من أنظمة اجتماعية وسلطات سياسية وثقافة سائدة وعلاقات دولية، ونجد لقيامها أسبابا ومبرّرات شتّى، كما أنها تجنـّد أفرادا ينتمون إلى قطاعات اجتماعية مختلفة، فقيرة الحال أو متوسطة أو ثرية أحيانا، كما أنّ منها القليل الحظ من التعليم ومنها ذوو المستوى التعليمي المتوسط أو العالي، ومنها خرّيجو المعاهد الدينية التقليدية والمتخرّجون من الجامعات الحديثة، والقاسم المشترك بين هذه المكوِّنات، على اختلاف ملامحها ودوافعها، هو طبيعة الإيديولوجية السياسية الدينية التي تسوّغ لها أهدافها وأنشطتها، وهي إيديولوجية تتّـسم بالخاصية المزدوجة التالية:

– أنّها تشكّل الصيغة الأكثر جِـذرية لتقسيم البشرية على أساس ديني، إذ لا تكتفي بالتقسيم التقليدي للبشر إلى مسلمين وكفار، بل توسّع معنى الكُـفر أو الشّرك وتقدّم تعريفا ضيّقا للإسلام يؤدّي إلى إخراج جزء كبير من المسلمين من حضيرته.

– أنّها تقدّم في نفس الوقت الصيغة الأكثر جذرية لتسييس الدِّين، فتتعامل به كإيديولوجية صِـداميّة لا تقف عند هدف استعادة النظام السياسي الإسلامي في فضائه التاريخي المعروف، وإنما تتجاوزه إلى الجهاد ضدّ ما تُسمّيه بالطاغوت والجاهلية في كل مكان من الكرة الأرضية، والعمل على إقامة دولة خلافة عالمية، أي حكم الإسلام للعالم كافة.

سويس انفو: وما هي العوامل والدوافع التي تقف وراء ظهور هذا التيار وصعوده المتسارع في السنوات الأخيرة؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: هذا السؤال يُـحيلنا إلى السياق التاريخي لبُـروز السلفية الجهادية. يأتي هذا التيار كنتيجة لتداخل سِـياقين، يتعلق أولهما بالمدى المتوسط ويغطّـي المرحلة التاريخية التي عرفت اختراق الحداثة في صيغتها الاستعمارية، للعالمين العربي والإسلامي، والثاني بالظرفية التاريخية الراهنة.

على المستوى الأول، عاش العرب والمسلمون زهاء القرنين تحدِّيات غير مسبوقة، تمثّـلت في استعمار الجُـزء الأعظم من العالم الإسلامي وتقسيمه وتفكيك الإمبراطورية العثمانية وإلغاء الخلافة وزرع الكيان الصهيوني وتوسّـعه. لقد تراوحت الاستجابة لتلك التطورات بين قطبين: الأوّل، يسعى للنهوض باستيعاب مقوِّمات القوة لدى الخَـصم مع ما ينطوي عليه هذا الخيار من مزالق التماهي مع ذلك الخصم. والثاني، يرفض الوافد ويقتدي بالماضي ويمجِّـده، مع ما تنطوي عليه هذه الإستراتيجية من خطر ارتهان الهوية في الماضي.

أما ما يتعلق بالأوضاع الراهنة، فتجدر الملاحظة أن ما حقّـقته الدول الوطنية المستقلـّة، لم يرتقِ إلى مستوى التطلّـعات، سواء ما يتعلق منها بالتنمية أو ما يهُـم إدارة الشأن العام أو ما يتعلق بتجسيم شعارات الاستقلال والوحدة والمناعة.

لم تقدر الأنظمة على إيجاد حلّ مشرّف للقضية الفلسطينية، والكثير منها بدّد ثروات الأمة وطاقاتها في النزاعات على الحدود أو على النفوذ الجهوي أو في الإنفاق والترفيه، كما تنامى الفساد مع تراجع المشروع الوطني.

في هذا المناخ، ونتيجة تغيير الأوضاع الدولية وبروز الولايات المتحدة كقوة قيادية، شكّـلت الضربة التي تلقّـتها في رمز تفوّقها وكِـبريائها (أحداث 11 سبتمبر 2001)، فرصتها لإحكام القبضة على العالمين، الإسلامي والعربي، من خلال احتلال العراق ودعم المجازِر التي يرتكبها الصهاينة، وهي في الجُـملة أوضاع ملائمة لتنامي مشاعر السخط والنِّـقمة والشعور بالمهانة الدِّينية والوطنية والاجتماعية، واعتماد المنظور الدِّيني عاملا مُـفسّـرا ومعيارا وحيدا للحكم على الأحداث وتنشيط المخيال الدِّيني الموروث وإسقاط صوره ورموزه على الحاضر.

سويس انفو: كيف تتجلّى تعبئة الموروث الدِّيني واستخدامه استخداما مُوجها في صراعات الحاضر؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: تذهب الفصائل السِّـلمية إلى أبعد حدّ في الإستراتيجية القائمة على الحطّ من شأن الخصوم ونزع كل شرعية عنهم، مقابل تمجيد ذاتها وحقيقتها الخاصّة، فهي تضع مشروعها وأفعالها تحت مِـظلة الجهاد الدِّيني، وخاصة النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) ضد الجاهلية والشرك، ويستحضر خطابها، وهو يهاجم الأنظمة السياسية الحالية والقائمين عليها وأعوانها، وما يتخلّل سوَر القرآن من صُـور عن طغيان فرعون وأمثاله، وعن كُـفر المشركين من العرب واتخاذهم أربابا من دون الله، كما يستذكر وهو يتوعّـد الولايات المتحدة وحلفاءها، الانتصارات التي حققها الخلفاء على الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية.

ويماثل بين الاعتداءات الإمبريالية الجديدة وغزوات الصليبيين أو التتار لديار الإسلام، ويُنعش ذاكرة النزاعات القديمة والعداوات بين السُـنة والشيعة، والسُـنة والمُحكمة (الخوارج).

ففي هذا المناخ الإيديولوجي، يصبح من الممكن تحويل ردود الفعل العفوية للجماهير المسلمة إلى إستراتيجية للمواجهة، تختزل واقعا بالغ التعقيد إلى ثنائيات متصادمة، كثنائية الإيمان/الكفر أو الإسلام/الشِّـرك ودار الإسلام/دار الحرب وإحياء مفردات الصِّـراع بين أهل الإسلام وأهل الرِدّة أو بين أصحاب الدِّين القويم والمبتدعة.

بهذا المعنى، فإن السلفية الجهادية ليست سوى التجسيد الأبلغ لانزياح الوعي الإسلامي نحو هذه الأشكال القصوى من التعارض والانقسام والعدائية والخلط بين رهانات الحاضر وصراعات الماضي.

وإذا ما تصفحنا أدَبيات أو خطابات الفصائل الجهادية الحالية، مشرقا ومغربا، فسنُـعاين بوضوح انزلاق التوظيف الإيديولوجي للمخيال (أو الموروث) الدِّيني من الجِـهاد أو الصِّـراع ضدّ المحتل الأمريكي أو الصهيوني إلى الصِّراع الطائفي وتكفير الخصوم الداخلين.

إنّ الجهاد هنا لا يتّـجه فقط إلى الخصم الخارجي بل يطال قسما كبيرا من المجتمع الأهلي، بدءا بالحكّـام والقائمين على الدولة وموظفيها وأنصار الأنظمة القائمة، وصولا إلى القِـوى والأحزاب العاملة من أجل التقدّم والديمقراطية وإرساء الحريات السياسية والمدنية.

فكل هؤلاء يعامِـلهم التيار السلفي الجهادي ككُـفار أو مرتدِّين، بل يعتبرهم أخطر من القِـوى الخارجية المعتدية وأولى منها بالقتال، لذلك، نبحث عبَـثا في خطاب السلفية الجهادية عن الدائرة الإسلامية الواسعة، فهذه الأخيرة تضيق لتنحصر في أهل السُـنة والجماعة، وهذه الدائرة تضيق بدورها لتنحصر في الجماعة السلفية، كما تضيق هذه الأخيرة فيُستثنى منها السلفيون الموالون للنظام الوهّـابي السعودي، بحيث لا يبقى من الأمّـة أو الجماعة المسلمة سوى دُعاة السلفية الجهادية وأنصارها، فهم الوحيدون الذين ينطِـقون بالحق ويجسِـّدون الشرعية.

سويس انفو: إذا حصرنا الحديث في منطقة المغرب العربي، فما هي في نظركم دلالات سبق الحركة الأصولية بالجزائر إلى إعلان المقاومة المسلحة ضد النظام، وحجم الصراع الذي شهدته خلال تسعينات القرن الماضي؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: هذا السؤال يضعنا أمام خصوصيات تتميّز بها الجزائر عن باقي محيطها المغاربي، وهي خصوصيات موروثة عن الماضي التاريخي البعيد والقريب. فمن ناحية، لا يوجد بالجزائر تقليد دولوي (نسبة إلى الدولة، التحرير) راسخ كما هو الشأن في تونس والمغرب الأقصى.

الجزائر الحالية لم تجتمع أطرافها كدولة مركزية جامعة، باستثناء فترات محدودة، وليس لديها تقليد الخضوع لمثل هذه الدولة أو تعظيم شأنها، فحتى الدايات العثمانيون بقيت علاقتهم بالمجتمع الجزائري خارجية، همّـها الأساسي جمع الضرائب. ولمّا أتت المركزية السياسية والإدارية مع فرنسا، فقد حصلت مقابل حرب مدمرة.

فرنسا اصطدمت في الجزائر بمقاومة عنيدة دامت نحو سبعين سنة واستعمارها للجزائر خلّـف آثارا لا تُـمحى من الذاكرة الجماعية للجزائريين، كما أنّ حرب التحرير الطويلة والمدمّرة، عمّقت هذا الجرح، وعليه، يمكن القول أنّ الحِـقبة الاستعمارية كان لها دور رئيسي في تغذية نزعة العنف والعدوانية في الشخصية القاعدية الجزائرية، وهذه العناصر بالذات وجدت أسبابا للاستمرار في ظل دولة الاستقلال، إذ من المعلوم أنّ هذه الأخيرة ولِـدت بدورها في مناخ من العنف الداخلي وبسطت سلطانها بالقوة، مما جعلها تعاني من عجز في الشرعية.

ومن المهم أن نضيف لما سبق، عاملا ثالثا يتمثل في الأهمية الخاصة التي لعبها الدِّين في سيرورة استرداد الجزائر لهويتها المسلوبة، وهي التي تعرّضت لعملية إلحاق وفرنسة لا مثيل لهما في تونس والمغرب.

لا غرابة إذن أن تكون الحركة الإسلامية بالجزائر قد أفرزت تيارات تميل إلى العُـنف المسلح في تعاملها مع السلطة، وهو ما يتجلّـى في الحركة التي قادها مصطفى بويعلي في أواسط الثمانينات، كما أنّ أسلوب الحكم في إدارة الشأن العام مَـدّ هذه الظاهرة بمبرِّرات للامتداد والتضخّم.

سويس انفو: هل تقصد توقيف المسار الانتخابي الذي أوشكت « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » على الفوز به في أول انتخابات تعددية منذ الاستقلال؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: لا أشير فقط إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في سنة 1992، وإنما كذلك إلى المضاعفات الاجتماعية لسياسة إنمائية ضحـّت بالزراعة وبالاستقرار وأفرزت اختناقات كبيرة على مستوى الإسكان والمواصلات، وإلى نتائج سياسة ثقافية وتعليمية عمّـقت الهُـوّة بين المُفرنسين والمُعرّبين، فضلا عن ظواهر الفساد والإثراء غير المشروع وملف البيروقراطية العسكرية.

فالجزائر في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، كانت بلدا ملغوما بالتناقضات، وينبغي أخذ مُـجمل المعطيات السالِـفة في الاعتبار لكي نفهم بعضا من عوامل عودة العُـنف وانتشاره على نطاق واسع وتنامي تيار السلفية الجهادية والأشكال القصوى التي اتّـخذتها المواجهات والتّـصفيات الدامية خلال الحرب الأهلية الأخيرة.

سويس انفو: لكن خطابات وتوجّـهات الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تُؤشّر إلى وجود اختلافات بالمقارنة مع ما كانت عليه الجماعة الإسلامية المسلحة…

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: هذا صحيح، ومن الممكن وضع الإصبع على مستويين من مستويات الاختلاف، بالرغم من اشتراك الفصيلين في الأرضية الإيديولوجية وتبرير اللجوء إلى العنف.

فالجماعة الإسلامية المسلحة كانت عمدت خاصة في عهد « الأمير » عنتر الزوابري إلى تكفير الشعب الجزائري في مُـجمله وارتكبت مذابح في صفوف المدنيين. ولا شكّ أنّ الإدانة الشاملة التي أثارتها تلك المجازر وانعكاساتها السلبية على « شعبية » الجماعة المسلحة كانت وراء الانقسام الذي حدث في صفوفها وتبرؤ أمراء الجماعة السلفية للدعوة والقتال منها واعتبارها من باب الزيغ والانحراف، لكن هذه الجماعة الأخيرة حافظت على عقيدة التكفير، وهي تَـعتبر النظام الجزائري مرتَـدّا عن الإسلام وتُـبرر بذلك الاستمرار في قتاله.

أمّا الوجه الثاني للاختلاف، فيتعلّق بتوسع مجال التحرّك إلى الصعيد المغاربي والشمال إفريقي، وهو يعود، حسب رأيي، إلى عاملين: أولهما، انحسار مجال النشاط المسلح في الجزائر في علاقة بالآثار المدمّـرة للحرب الأهلية، ومن جهة ثانية، خروج « تنظيم القاعدة » من منطقة تمركُـزه الأصلية بأفغانستان وتحوّله إلى شبكة لها امتدادات في مناطق عديدة، وهو ما يُـعطي للسلفية الجهادية بُـعدا عالميا، ويمكّـن فصائلها المختلفة من وسائل إضافية للعمل

سويس انفو: في المُحصّـلة، هل تعتقدون أن السلفية الجهادية هي تعبير أقصى عن التوترات التي يعيشها الإسلام في علاقة بالحداثة؟ وما هي انعكاسات الطرح السلفي الجهادي على موقف أصحابه من القضايا الملحة لمجتمعاتنا، وبصورة أعم على علاقة الإسلام بالحداثة؟

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: عَـبثا نفتش في خطابات السلفية الجهادية عن اهتمام بقضايا التنمية ومكافحة البطالة والفقر ونشر المعرفة الحديثة وتبيئة التكنولوجيا ومسائل الديمقراطية الاجتماعية أو المشاركة السياسية والكفاح ضدّ الاستبداد والفساد.

ورغم أن هذه القضايا تحرّك ولاشكّ العديد ممّن ينتمون لهذا التيار أو يتعاطفون معه، إلا أنّ الخطاب يسكت عنها أو يتجاهلها، أما الحقوق السياسية والضمانات الدستورية وإرساء دولة القانون وحقوق الأقليات وحقوق المرأة وما إليها، فهي، بحكم مفهومه اللاّعقلاني لحكم الله وإلغائه لحرية البشر، مسائل مغلوطة أو باطلة، بل مدّعاة للتكفير والوصم بالجاهلية الحديثة…

سويس انفو: وكيف تُفسِّـرون ذلك

الدكتور عبد اللطيف الهرماسي: الخطاب السلفي الجهادي يختزل كل القضايا إلى القضية الدينية ويوسّـع صلاحيات الشريعة لتبتلع كل فضاءات الحرية، وصلاحية الدِّين لتبتلع كل القضايا الدنيوية، بدل أن يكون منظومة قِـيم تستلهمها مجتمعاتنا وتسترشد بها في معالجة التحديات العديدة المفروضة عليها، إنه يختزل التناقضات بين المجتمعات والأنظمة وبين المجتمع المدني والدولة في مسألة العمل بمقتضى الشريعة، فيرمي منافسيه أو خصومه السياسيين والمفكرين بتُـهم الردّة والكُـفر ويتوعّـدهم بالقتال، وكذلك يفعل وهو يتوجّـه إلى الحكومات الغربية والشعوب ذات الثقافات المغايرة لثقافتنا، فلا يعود من الممكن إدراك سياسات الدول الكبرى أو تدخلاتها بمنطق المصالح ولا من المتاح التمييز داخل القوى التي تصنع الرأي العام العالمي بين أنصار التقدم والسلام والعدل من جهة، وصقور الاستعمار من جهة ثانية، ولا من المُـتاح العمل على كسب أو تحييد الطرف الأول وعزل أو مقاومة الشق الثاني، فهذا الخطاب يرفض كل من يختلف مع رؤيته داخل العالم الإسلامي، كما يقود إلى مخاصمة باقي البشرية، متجاهلا ما نادى به الإسلام من الدعوة والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة، وما يتحلى به من قِـيم التعايش والسماحة.

إنه لا يفعل أكثر من تغذية الحملات العدائية والمغرضة التي تقدم الإسلام كَـدِين يُـمجِـّد العنف ويقوم على الحرب ويفرّخ الإرهاب.

أجرى الحديث في تونس : رشيد خشانة

(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 30 نوفمبر 2007)

 


 

معضلة الموقف الأميركي من الإخوان

 

طارق الكحلاوي  

يبدو تحديد الموقف الرسمي الأميركي من « الإخوان المسلمين » صعبا للغاية لعدد من العوامل منها تعدد وتباين الأطراف المشاركة بأشكال مباشرة وغير مباشرة في صنعه.

ويعقد كل ذلك تسرع بعض التحليلات التي يمكن أن تمنح بعض الدراسات التي تصدرها مراكز بحث ربما تكون مقربة من الإدارة الأميركية أهمية وصيتا أكثر مما تستحق.

غير أن كل ذلك يبدو بنفس أهمية عامل آخر في هذا المشهد المعقد وهو بكل بساطة تردد الإدارات الأميركية المتعاقبة إزاء تحديد موقف معمق وشامل من ظاهرة « الإخوان »، والاقتصار على تقييمات سريعة موجهة لملء مؤقت لفراغات في مستوى السياسة التنفيذية.

 

موقف مصادر القرار لا يبدو من المفاجئ أن يكون الموقف الرسمي الأميركي المعلن تجاه تنظيم « الإخوان المسلمين » غامضا. ومن أبرز لحظات هذا الغموض في الفترة الأخيرة تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الربيع الماضي عندما بادرت إلى استبعاد استقبالها قياديين « إخوانيين » عند زيارتها مصر بدعوى أن تنظيمهم « غير قانوني » طبقا للقانون المصري.

في مقابل ذلك نظمت السفارة الأميركية في القاهرة لقاء في أبريل/ نيسان الماضي بين ستيني هوير ثاني أهم نائب في الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأميركي وبين مجموعة من نواب مجلس الشعب المصري كان من أهمهم زعيم كتلة « الإخوان » في المجلس محمد الكتاتني.

وعموما يبدو هذا الغموض في التصريحات العلنية مصدر اضطراب كثير من التحليلات للموقف الأميركي تجاه « الإخوان ».

وعلى سبيل المثال سادت لدى البعض على مدى الحرب الباردة تقديرات تتحدث عن تحالف أميركي مع الإسلاميين -بمن فيهم « الإخوان »- لمواجهة النفوذ السوفياتي، الأمر الذي يبدو في مسار متناقض مع الاشتباك القوي بين الإدارة الأميركية و »الثورة الإيرانية » وهي التي نجحت بسرعة في تشكيل تحالفات واسعة في المنطقة على مستوى القوى الإسلامية.

 

إن الرؤية التي تحاول استقراء النظرة الأميركية الرسمية على مدى طويل رؤية صائبة بالأساس لكنها تحتاج إلى الاستعانة بمصادر أكثر ثقة مثل المصادر الأرشيفية.

ففي نظرة إجمالية للأرشيف الأميركي الخاص بمختلف المؤسسات السياسية والاستخبارية، أمكن لي الخروج بانطباع أكثر انسجاما يبدو فيه الموقف الأميركي من القوى الإسلامية -وتحديدا من « الإخوان »- ثابتا على مدى نصف القرن الماضي على درجة عالية من الريبة تصل أحيانا درجة الاستعداء.

ولو أن هذا الموقف كان دوما متعلقا بتقييمات سريعة ومختصرة تتعرض « للإخوان » ضمن ظرفيات وإشكاليات عامة. ومن بين أولى الوثائق الأميركية التي تتعرض « للإخوان » تقرير (بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1947) من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي آيه) عرفهم بأنهم « معادين لأي تدخل أجنبي في العالم العربي ».

ولا تختلف الوثائق الأرشيفية في مراحل لاحقة عن هذا التقييم السلبي حتى عند الحاجة الأميركية للبحث عن حلفاء في الداخل المصري لمواجهة القيادة الناصرية الصاعدة خلال الخمسينيات والستينيات.

فقد تم وصف « الإخوان » بشكل متكرر « بالرجعية » وممارسة « أعمال إرهابية » (مثلا في تقرير الاستخبارات المركزية يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955).

وهو ما انطبق على تنظيمات إخوانية أخرى في مراحل لاحقة وفي أوضاع مشابهة، بما في ذلك « إخوان » سوريا حيث وقع تصنيفهم ضمن « التنيظيمات الإرهابية » (تقرير الاستخبارات المركزية يوم 1 يونيو/ حزيران 1981).

 

لكن الموقف الأميركي لم يتوقف عند التقييم السياسي والفكري الإجمالي بل تعداه لرصد وزن « الإخوان » المتصاعد خاصة فيما بعد حرب 1967.

فالتقارير الأرشيفية منذ تلك الفترة حتى بداية الثمانينيات تشير بشكل واضح إلى وعي أميركي بنمو شعبية « الإخوان » مع الاعتقاد بإمكانية تحوير مواقفهم كلما انخرطوا في العمل السياسي.

إذ نجد في تحليل قديم -ولكن معبر تماما في الظروف الراهنة- للخارجية الأميركية (بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني 1969) الإشارة إلى « الإخوان » كنموذج « يميني » سيأتي يوم يغير مواقفه الفكرية نحو اتجاهات أكثر « ليبرالية » تحت الضغوط السياسية.

وهنا تبدو بعض تأويلات الموقف الأميركي من انتصار حركة « حماس » في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة منسجمة تماما مع هذا الموقف القديم، إذ تشير إلى تعويل الإدارة الأميركية على دور الممارسة السياسية في صفوف السلطة لتحوير مواقف الحركة الفلسطينية ذات الارتباطات « الإخوانية ».

 

وهذا التعامل المزدوج -أي بين المواجهة ومحاولة الترويض- يبدو أكثر وضوحا في تعامل الإدارة الأميركية مع مؤسسات في الداخل الأميركي يشير المراقبون إلى ارتباطاتها « الإخوانية ».

ففي مقابل إصرار السلطات الفدرالية على المشاركة في المؤتمر السنوي لمنظمة « الجمعية الإسلامية لشمال أميركا » (إيسنا) رغم الحملة التي قام بها البعض باعتبارها « واجهة للإخوان » وأن الأخيرين « مصدر العديد من التنظيمات الإرهابية »، قامت السلطات نفسها بتتبع مؤسسة « الأرض المقدسة » خلال الأشهر الأخيرة على أساس وجود « مؤامرة إخوانية للسيطرة على أميركا ».

 

رؤى تشارك في صناعة القرار يوجد نموذجان لعلاقة الموقف من « الإخوان »، على الرؤى النابعة من استشارات حكومية لمحللين ليسوا بالضرورة مصادر لاتخاذ القرار.

النموذج الأول تقارير « مجلس الاستخبارات القومية » الأميركي الذي يقوم بشكل دوري بإصدار بحوث استشرافية توضغ فيها توقعات عامة للسنوات الخمس عشرة القادمة.

يتم في هذا الإطار استشارة خبراء دوليين غير حكوميين عدد منهم غير معلن. هناك بالتحديد تقريران نشرا في السنوات الأخيرة يقع فيهما التعرض لدور التيار الإسلامي بشكل عام ثم « للإخوان » بشكل خاص.

فقد صدر في ديسمبر/ كانون الأول 2004 تقرير « مشروع 2020 » الذي يؤكد الاستنتاجات العامة التي تم التوصل إليها في تقرير « مشروع 2015 » الصادر في ديسمبر/ كانون الأول 2000 والتي تتحدث عن الجاذبية الشعبية الجارفة المرتقبة مع حلول العام 2015 للإسلام السياسي في جميع أشكاله، وبأنه المرشح للوصول إلى السلطة في حالة توجه دول شرق أوسطية نحو الليبرالية السياسية.

وقد راجع « مجلس الاستخبارات القومي » هذه النتائج العامة في ورشة عمل خاصة بالمنطقة العربية تميزت بنقاشات أكثر تفصيلا وبحضور عدد أكبر من الخبراء وصدرت في تقرير خلال مايو/ أيار 2005 بعنوان « خريطة مستقبل الشرق الأوسط ».

وأمام تشكيك بعض المشاركين في تمسك القوى الإسلامية بالتداول الديمقراطي في حالة إمساكهم بالسلطة، ركز البعض على برنامج « الإخوان » المعلن عام 2004 وعلى التنسيق المتزايد بينهم وبين قوى ديمقراطية مثل حركة « كفاية » كمؤشرات للتدليل -حسب رأيهم- على « تعهد بالنهج الديمقراطي ».

 

النموذج الثاني على هذه الرؤى المشاركة في صناعة الموقف الرسمي نجد على سبيل المثال التقارير التي قدمها مكتب « خدمة البحث في الكونغرس » عام 2006 و خاصة تلك المتعلقة بمصر.

وقد كتب جزءا هاما منها جيريمي شارب، وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط مقرب من أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس.

ففي تقرير خاص بمصر في يوليو/ تموز 2006 يقع التنصيص على اعتقاد « غالبية المحللين » بأن « الإخوان » هم الطرف الأقدر في مصر على تجنيد معارضة شعبية مؤثرة، رغم الغموض حول مدى التأييد الذي يحظون به والاختلاف حول ما إذا كان من مصلحة « الغرب » الدفع باتجاه إدماجهم بشكل واسع في الحياة السياسية.

وقد سبق صدور هذا التقرير في يونيو/ حزيران 2006 تقرير من نفس المصدر حرره جيريمي شارب بعنوان « السياسة الأميركية لترويج الديمقراطية في الشرق الأوسط.. المعضلة الإسلامية ».

وهنا من الواضح أن مجمل التحليل يتجه إلى الحذر من البديل الذي يمكن أن يطرحه « الإخوان » في مصر على أساس التخوف من آفاق سياستهم الخارجية عموما وفي علاقتهم بالصراع العربي الإسرائيلي تحديدا.

وما يلفت الانتباه هو استعانة شارب للتدليل على هذا التخوف بمقاطع فيديو مختارة ومترجمة إلى الإنجليزية من قبل « معهد البحث في إعلام الشرق الأوسط » الممول إسرائيليا، تظهر ما أسماه الكاتب تصريحات « معادية للسامية » من قبل قيادات « إخوانية ».

 

إسهامات مراكز الأبحاث والأكاديميين حول هذه الحلقات الرسمية وشبه الرسمية توجد أطياف بحثية وأكاديمية ذات تأثيرات متنوعة ومتفاوتة في تشكيل الموقف الأميركي من « الإخوان المسلمين ».

فمراكز الأبحاث « الثينك تانك » لا يمكن تصنيف مواقفها من « الإخوان » كما هو معتاد على أساس إما جمهوري و إما ديمقراطي، إذ تبدو الصورة أكثر تعقيدا.

فهناك مثلا مراكز بحث مقربة من الجمهوريين ومقربة من الإدارة الحالية أضحت تختلف جذريا في تقييمها لظاهرة « الإخوان ».

فمن جهة أولى يوجد تيار من داخل المحافظين الجدد، وبعكس مواقف محافظين جدد آخرين، يضع جميع التيارات الإسلامية وخاصة « الإخوان المسلمين » في نفس السلة مع « القاعدة » وبقية التنظيمات التي تمارس العنف، ممثلا على وجه الخصوص بدانيال بايبس والمراكز التي ينشط فيها، خاصة « منتدى الشرق الأوسط » الذي يديره.

ويرفض بايبس بشدة تصنيف الإسلام السياسي إلى « معتدلين » و »متطرفين » حيث يعتبر جميع الإسلاميين « متطرفين » بالضرورة، في حين أن « المعتدل » هو تحديدا « المسلم غير الإسلامي ».

ويقود بايبس عموما مع مقربين منه مثل ستيفن إيمرسون حملات منتظمة ضد « الإخوان » والمؤسسات المحسوبة عليهم خاصة في الداخل الأميركي بما في ذلك الحملة الأخيرة على مؤسسة « الأرض المقدسة ».

في الجهة المقابلة تبرز أصوات متصاعدة من داخل مراكز بحث محسوبة على الجمهوريين للمناداة بإشراك « الإخوان » في الحياة السياسية. وعلى سبيل المثال فإن باحثين من « مركز نيكسون » لأبحاث الأمن القومي هما روبرت لايكين وستيفن بروك -رغم تسجيلهما تباينا مصلحيا في عدد من المستويات- دافعا في مقال في عدد مارس/ أيلول-أبريل/ نيسان 2007 من نشرية « شؤون خارجية »، عن إمكانية « التعاون » بين الإدارة الأميركية و »الإخوان » في ملفات محددة مثل « مواجهة القاعدة، والتشجيع على الديمقراطية، ومقاومة التأثير الإيراني المتسع ».

ومن الواضح أن الفارق بين هاتين الرؤيتين يكمن تحديدا في تقييم الأولويات في علاقة بموقع إسرائيل في الإستراتيجية الأميركية، إذ إن الرؤية الأخيرة لا تعتبر ضمنيا الاختلاف حول طريقة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي بين الإدارة الأميركية و »الإخوان » مسألة جوهرية ومن ثم عقبة أمام التنسيق في ملفات أخرى.

وعلى منوال هذا الموقف تبرز مواقف مماثلة تدافع عن الحوار مع « الإخوان » من قبل مراكز أبحاث أخرى مقربة من الديمقراطيين مثل « مركز سابان » التابع لمعهد « بروكينغز » ولكن مع التركيز على ضرورة إيجاد تسوية مشتركة في علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

 

بعيدا عن « الثينك تانك » ينشط أكاديميون أكثر تحررا من الارتباطات السياسية والاستنتاجات المتعلقة بالسياسة التنفيذية في ملف « الإخوان ».

فقد بدأ يبرز متخصصون يتميزون بدراسات معمقة تتجاوز الظاهر السياسي لمحاولة فهم شعبية وانتشار « الإخوان » بالنظر إلى العوامل الاجتماعية والثقافية.

ينطبق ذلك مثلا على أبحاث كل من الجامعيتين الكندية جانين كلارك والأميركية جيليان شويدلير اللتين جلبتا الانتباه في السنوات الأخيرة بدراسات ميدانية « لإخوان » مصر والأردن واليمن، تستعمل المقاربات التفسيرية لباحثين أساسيين في الموضوع اقتصروا على تحليل النصوص « الإخوانية » مثل جون إسبوزيتو.

 

خلاصة إن المعطيات أعلاه تشير إلى استمرار الموقف الرسمي الأميركي على مستوى عدم الثقة في إمكانية التعاون مع « الإخوان » بالنظر إلى الاختلاف بين مشروع كل طرف.

لكن رغم ذلك يقع صانع القرار بشكل متزايد تحت تأثير مواقف متضاربة تساهم في زعزعة ثقته في نجاعة أسلوب الاستبعاد والتجاهل الراهنين، خاصة عندما تتزايد المؤشرات الاستشرافية الأميركية على أن الإسلام السياسي السلمي عموما ممثلا أساسا في « الإخوان »، هو الطرف الرئيسي القادر على ضمان تسويات جدية في المنطقة.

كما أن الوقت ليس في مصلحة النفوذ الأميركي المتراجع الذي سيزداد تراجعا في العشريات القادمة حسب توقعات « مجلس الاستخبارات القومية » الأميركي ذاته (انظر خلاصات « مشروع 2015″ و »مشروع 2020 »)، وهو على الأرجح ما سيجعل الرؤى البحثية والأكاديمية غير المرتهنة بأولوية المصلحة الإسرائيلية في المنطقة والمهتمة أكثر بتحليل معمق للظاهرة « الإخوانية »، على قدر متزايد من التأثير لدى صانع القرار.

في مقابل ذلك يبدو أن التململ الراهن في قيادة « الإخوان » في علاقة بتحديد مشروعهم الإستراتيجي بما في ذلك طبيعة العلاقة مع إسرائيل، وهو ما اتضح في الأسابيع الأخيرة عند إعلان رؤيتهم في الحكم، تؤكد التوقعات الأميركية حول تأثير الممارسة السياسية في الرؤى « الإخوانية ». ــــــــــــــ كاتب تونسي

(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 ديسمبر 2007)


 

الجزائر وفرنسا توقعان اتفاقا للتعاون النووي

تبسة (الجزائر) (رويترز) – وقعت الجزائر وفرنسا يوم الثلاثاء مجموعة من الاتفاقيات للاستثمار والتعاون تجاوزت قيمتها سبعة مليارات دولار خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر يوم الثلاثاء في غمرة احتدام جدل حول الماضي الاستعماري.

ورفض ساركوزي الاعتذار عن فترة الحكم الاستعماري الفرنسي للجزائر الذي استمر 132 عاما وقال ان الوقت قد حان لتنحية خلافات الماضي جانبا والنظر الى المستقبل.

لكنه قال في كلمة يوم الاثنين ان النظام الاستعماري كان « ظالما بشدة » وان « جرائم مروعة » ارتكبت اثناء حرب الاستقلال الجزائرية.

وقال نور الدين زرهوني وزير الداخلية الجزائري يوم الثلاثاء ان تصريحات ساركوزي تشير الى تقدم لكنها لم ترق للمستوى المطلوب.

وقال زرهوني على هامش زيارة ساركوزي لموقع تبسة القديم الذي يبعد 70 كيلومترا غربي العاصمة ان بلاده لا تزال ترى أن هذه التصريحات ليست كافية لكنها في الاتجاه الصحيح.

وقلل زرهوني من شأن تصريح لوزير جزائري في الاونة الاخيرة تناولته الصحافة الفرنسية على نطاق واسع مفاده ان ساركوزي فاز في انتخابات الرئاسة في مايو ايار بفضل « لوبي يهودي » في اشارة غير مباشرة لوالدة ساركوزي اليهودية.

وقال زرهوني للصحفيين الفرنسيين الذين جاءوا مع ساركوزي ان الصحفيين يعلقون أهمية زائدة على ايحاءات بعينها يثيرها هذا التعليق

وكان اول لقاء للرئيس الفرنسي مع السكان الجزائريين في تبسة صامتا.

ووقف حشد من الناس بلغ عددهم نحو 300 شخص خلف اسيجة معدنية يلوحون باعلام الجزائر وفرنسا وصور ساركوزي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بينما عزفت فرقة موسيقية تقليدية الحانها في الخلفية.

 ولم يكن هناك الا قليل من التصفيق وزغاريد النساء ترحيبا بساركوزي.

وانتقد أحد الاشخاص ساركوزي لسيره في ركاب سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش. وبسط رجل اخر في العقد السابع من العمر صحيفة في صفحتها الاولى موضوع عن مخاطر الالغام الارضية التي تعود الى الحقبة الاستعمارية بينما قال انه يامل أن تأتي فرنسا وتستثمر في الجزائر.

وتجلت الاجراءات الامنية المشددة في الوجود المكثف للشرطة في بلاد مازالت الحكومة تحارب فيها متشددين يسيرون على نهج القاعدة نفذوا سلسلة من التفجيرات الانتحارية القاتلة هذا العام.

ويقول معلقون جزائريون ان تحسن العلاقات السياسية يظل رهنا بمسألة الماضي وهو موضوع أثير لدى القيادة الجزائرية الحالية حيث قضى معظمهم شبابهم في النضال الثوري ضد فرنسا.

ويقول رجال أعمال فرنسيون ان العلاقات السياسية المتوترة أحيانا لبلادهم مع الجزائر ليس لها تأثير يذكر على العلاقات التجارية المتسعة التي جعلت فرنسا أكبر مستثمر اجنبي.

ولاثبات أن الوضع لم يتغير وسعت شركة جاز دو فرانس تعاقداتها يوم الثلاثاء لشراء غاز طبيعي مسال من الجزائر حتى عام 2019 في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 3.7 مليار دولار سنويا.

كما أعلنت شركة توتال أنها ستستثمر 1.5 مليار دولار في مصنع للبتروكيماويات كما وقعت شركة الستوم الهندسية اتفاقا تزيد قيمته على 1.3 مليار يورو (1.92 مليار دولار) لبناء محطة كهرباء تعمل بالغاز.

ووقعت شركة النقل العام في باريس اتفاقا لتشغيل وصيانة خط جديد لقطارات الانفاق في العاصمة الجزائرية.

كما وقعت فرنسا أيضا اتفاقية تعاون لمنح الجزائر اتفاق تعاون في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية المدنية وهو أول اتفاق من نوعه بين فرنسا ودولة عربية مسلمة.

ويتعين على الاتحاد الاوروبي أن يصادق أولا على الاتفاق الذي يغطي توليد الكهرباء وتطبيقات التكنولوجيا النووية في الزراعة وعلوم الحياة وموارد المياه.

وفي يوليو تموز وبعد موافقته على اقامة تعاون نووي مع ليبيا قال ساركوزي ان على الغرب أن يثق في الدول العربية وان يتركها تطور هذه التكنولوجيا لاغراض سلمية والا خاطر باشعال صراع حضارات.

 وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الشهر الماضي ان الجزائر المصدرة للبترول وعضو أوبك تتطلع الى توليد الطاقة النووية ويمكن أن تبدأ بناء محطة للطاقة خلال السنوات العشر القادمة.

(شارك في التغطية الامين الغانمي وتوم فايفر)

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.