الخميس، 26 يونيو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2956du 26.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الخامس )

   

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:علي العريض و عبد الكريم الهاروني : اضطهاد لا ينتهي ..!

حــرية و إنـصاف:اعتقال العريض و الفقراوي و محاصرة الهاروني

حركة النهضة:السجينان السابقان العوني وعمّار في إضراب جوع  من أجل حق الحياة متى تنتهي سياسة التشفي والتنكيل بالمعارضين السياسيين ؟

عمر الهاروني و أبنائه:عبد الكريم الهاروني في شوارع تونس إلى حدّ الفجر و لا يزال
بشير الحامدي: اجتماع ثالث في ساحة محمد علي تحت شعار لا لتجريم النضال الاجتماعي
بيان المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل حول أحداث الحوض المنجمي فرع الرابطة بتوزر : حق الشغل مقدس
ايلاف

: تونس: دعوات لتجمع تضامني مع مساجين سياسيين

وات:إيمـان راسخ بالتعدديـة والديموقراطيـــــة

الحبيب ستهم:إلى وليد حمام: صحة النوم

الموقف:أقدم المساجين السياسين في تونس … من هم؟

الموقف : جولات لقيادة الديمقراطي التقدمي في الولايات

الموقف :حملة شاملة على المواقع الإلكترونية

النشرة الألكترونيّة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، العدد 60 بتاريخ 26 جوان 2008

الموقف : مضايقـــــــــــــــات للنشطاء

الموقف :هل تزر وازرة وزر أخرى ؟

الموقف :الشابي في زيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي ببروكسل: اهتمام واسع بالإطار القانوني و السياسي للإنتخابات القادمة

الموقف:ما أسهل سحب الإعتماد من مراسل في المغرب العربي

الحكومة تُفوت في شركة التنقيب عن النفط في ذروة ازدهار القطاع

عبدالله الزواري: حصـــــــــــاد الأسبــــــــــــــوع

عبدالحميد العدّاسي : دردشة هاتفيّة مع الأخ الكريم الدكتور منصف بن سالم تثمر سماع خبر بُشرى

عبدالباقي خليفة :أسرار الحرب على العمل الخيري العربي الاسلامي

مختار اللواتي : رسالة مفتوحة إلى خميَس الخياطي، ابن بلدي…. في حب الوطن والحرية والحكمة !

بسام بونني : يوميات عربي في زيمبابوي

سمير بوعزيز : إلى الأستاذة الأصوليّة التي طردت طالبة من قاعة الامتحان لأنّ ذراعيها مكشوفان..

مدونة زياد الهاني: رجاء، أعيدوا الموميـاء إلى متحفهـا!؟

رويترز:مؤلف تونسي يرصد أسباب اخفاق حركة النهضة الإسلامية في تونس

د. بشير موسي نافع : تركيا تعيش صيفاً آخر من القلق وفقدان اليقين صبحي غندور: تسوية .. هدنة .. أم فخ؟

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 26  جوان 2008

أما آن للظلم أن ينجلي .. !؟ بالتوازي مع النفي الرسمي لانتهاك حقوق الإنسان .. علي العريض و عبد الكريم الهاروني : اضطهاد لا ينتهي ..!

 

 
* عبد الكريم الهاروني  يعتصم بالشارع احتجاجا على الحصار البوليسي .. ! لا يزال السجين السياسي السابق عبد الكريم الهاروني محل محاصرة  خانقة من البوليس السياسي مما جعله عاجزا عن مواصلة حياته بصورة طبيعية و ألجأه إلى الإعتصام بالشارع احتجاجا على الحصار البوليسي  و تجنيبا لعائلته تبعات هذه المضايقات المتواصلة منذ مغادرته السجن بعد 17 سنة من الإضطهاد .. مما يؤكد يوما بعد يوم أن التعامل مع النشطاء الحقوقيين و السياسيين تجاوز حد المضايقات الأمنية المعهودة ليضحي حملة واسعة تتزامن مع الهجوم  ، غير المسبوق ، على المواقع  » الحقوقية المشبوهة  » .. و العناوين الألكترونية للجمعيات المستقلة و النشطاء الحقوقيين ، علما أن عبد الكريم الهاروني مرابط خارج منزل العائلة منذ صباح الأمس بعد محاصرة مقر إقامة العائلة بأعداد كبيرة من البوليس السياسي بتعلة جلبه لـ  » الحديث معه  » بمنطقة الشرطة ، فيما يعتقد أنها محاولة لترهيبه و لمنعه من الإدلاء بتصريح لإحدى الفضائيات . * علي العريض  : احتجاز تعسفي  طيلة .. 11 ساعة.. ! مرة أخرى يتعرض السجين السياسي السابق ، القيادي بحركة النهضة ، علي العريض ، للإحتجاز التعسفي خارج إطار القانون ، فقد تم جلبه عللى الساعة الثامنة و 45 دقيقة من صباح اليوم الخميس 26 جوان 2008 إلى منطقة الأمن بباردو حيث تم احتجازه إلى حدود الساعة الثامنة و 10 دقائق ( حوالي ..11 ساعة .. ! ) و مساءلته حول نشاطه ضمن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات ، و اتصالاته ببعض المساجين السياسيين المسرحين ، و سبب إمضائه على عريضة  » السيادة للشعب  » ..و قد تم التنبيه عليه بوقف كل الإتصالات بالمجتمع المدني تحت طائلة التهديد بالإرجاع للسجن ، و قد عبر السيد علي العريض ، تماما كالمناسبات السابقة ،  عن رفضه لأن يتدخل الأمن في تحديد قائمة أصدقائه و أنه ليس من شروط مغادرته للسجن ، و لا من مقتضيات القانون و أحكام الدستور ، أن ينسحب طوعا أو كرها من الحياة العامة .. ! و إذ تعاين الجمعية  مفارقة تزامن هذا التصعيد الخطير في الحملة البوليسية على النشطاء الحقوقيين و السياسيين  مع نفي السلطة لما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان .. !، فإنها تطالب السلطات المعنية  بوقف اضطهاد علي العريض و عبد الكريم الهاروني و التخلي عن أسلوب التعامل الأمني مع السجناء السياسيين السابقين ، كما تناشد كل الجمعيات المستقلة الوطنية و الدولية مساندتها في المطالبة بحماية ضحايا الإضطهاد . عن الجمعيـة الهيئــــــــة المديــــــــــــــــــرة

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr Vérité-Action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   Email. info@verite-action.org                               تونس في 26 جوان 2008                               

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :    من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!

                                                                                         ( اليوم الخامس )                                                

 
 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر AISPPسجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين   ( سويسرا ) ، Verité-action و جمعية و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم .    عن الجمعيـة الدولية                                                          Verité-action                                                             لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                                                          الرئيـــــــــس   الأستاذة سعيدة العكرمي                                                          صفوةعيسى    
 
                                                                                                                                                           4 – محمد نجيب اللواتي:                                           بطاقة تعريف سجنية * الاسم و اللقب : محمد نجيب بن محمد بن أحمد اللواتي * تاريخ الولادة ومكانها : 25/10/1952 صفاقس * المستوى التعليمي: جامعي * المهنة : نقيب سابق بالجيش التونسي * الحالة الاجتماعية : متزوج  وله ولد (طالب . سنة رابعة. 24 سنة ) وبنت متخرجة من كلية الاداب قسم الترجمة عاطلة عن العمل وعمرها 27 سنة * تاريخ الدخول للسجن : تم ايقافه سنة 1987 ولكن  اطلق سراحه بعد حوالي السنة دون محاكمة أو توجيه أي تهمة ، وتم اعفاؤه من وظيفته بالجيش الوطني التونسي ، ثم أعيد اعتقاله سنة 1990 الحالة الصحية : تصر ادارة سجن صفاقس (حيث يقضي عقوبته حاليا ) على حرمانه من ابسط حقوقه بتركه فريسة لامراض عديدة  دون مده بالادوية  والعلاج المناسبين  مما يضطر عائلته لتوفيرها على حساب احتياجاتها كما تعمدت ادارة السجن التنكيل به بإجباره على الإقامة في غرفة مكتظة جدا بمساجين الحق العام و عزله عن بقية السجناء السياسيين .  ولم يحصل السيد محمد نجيب اللواتي طيلة سنوات  السجن الطويلة على المعالجة الكفيلة بوقف الالام التي تلازمه منذ سنة 1991 نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له في زنزانات الداخلية  حيث يشكو من الام حادة في الظهرنتيجة ضربه بادوات حديدية حادة على عموده الفقري  ، حيث يشكو من تدن  كبير في حاسة السمع جراء ما لقيه من صفع و لكم  عنيف أدى الى ثقب طبلة اذنه اليسرى  كما يعاني  من قرح المعدة وروماتيزم العظام  وحالات من الاغماءات  الدورية والمتكررة * الحكم : اجمعت المنظمات الحقوقية  المستقلة  وجميع الملاحظين  ان السيد محمد نجيب اللواتي لم يتمتع بمحاكمة عادلة  وان الحكم الصادر عليه  بالمؤبد قد انبنى على ملف باطل انتزع جميع ما تضمنه  تحت وطاة التعذيب الشديد  . قضى السيد محمد نجيب اللواتي  الى حد الان اكثر من 18 سنة سجنا ( ثلث عمره ..! ) متنقلا بين اجنحة العزلة  المدمرة للاعصاب والقدرات الذهنية  والبنية الجسدية  اغلبها برواق الموت في سجن 9 افريل  ثم تنقل بين سجون برج الرومي و الناظور(بنزرت ) و المهدية  و قابس و برج العامري و المرناقية  و  صفاقس . * العنوان : حي الزيتونة شقة عدد 4 مدرج 9 صفاقس رقم هاتف العائلة   20121739  نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …!                           حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين  »  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26/06/2008 الموافق ل 22 جمادى الثانية 1429

واقع الحريات في تونس اعتقال العريض و الفقراوي و محاصرة الهاروني

 
1)    عبد الكريم الهاروني من السجن إلى المحاصرة:  لا يزال الأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبد الكريم الهاروني عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف يبيت لليلة الثانية على التوالي خارج منزل والده المحاصر بسيارات تابعة لفرقة أمن الدولة على متنها عدد غفير من أعوان البوليس السياسي الذين أبلغوا والده بأن عبد الكريم قد خالف تراتيب المراقبة الإدارية التي تنص على عدم مغادرة منطقة سكناه إلا بعد إعلام السلطات الأمنية و أن تنقله إلى منطقة أخرى يحتاج إلى ترخيص مسبق منهم. 2)    زياد الفقراوي رهن الاعتقال لليوم الثاني على التوالي:  لا يزال الشاب زياد الفقراوي رهن الاعتقال لليوم الثاني على التوالي لدى إدارة أمن الدولة بتونس و قد حضرت والدته اليوم الخميس 26 جوان 2008 بمقر منظمة حرية و إنصاف لإطلاعنا على معاناة العائلة بعد اعتقال ابنها خصوصا و أنه وقع اقتياده إلى جهة مجهولة دون إعطاء أي توضيح أو مبرر لهذا الاعتقال كما أنها تحمل الجهة التي اعتقلته مسؤولية ما يمكن أن يتعرض له من سوء معاملة خاصة و أن تقرير منظمة العفو الدولية قد تعرض في مقدمته لما عاناه الشاب زياد الفقراوي من تعذيب وسوء معاملة أثناء فترة اعتقاله الأولى. 3)    اعتقال علي العريض من جديد:  بعد استدعائه من قبل منطقة الأمن بباردو حضر السيد علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة اليوم الخميس 26 جوان 2008 صباحا بالمنطقة المذكورة و لم يطلق سراحه لحد كتابة هذا البلاغ ، علما بأنها المرة الثالثة و العشرون التي يتعرض فيها السيد علي العريض إلى الإيقاف.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


بسم الله الرحمن الرحيم

السجينان السابقان العوني وعمّار في إضراب جوع  من أجل حق الحياة متى تنتهي سياسة التشفي والتنكيل بالمعارضين السياسيين ؟

   

يتعقد يوما بعد يوم الوضع الصحي لكلا  السجينين السياسيين السابقين عادل العوني و محمد عمار اللذين دخلا في إضراب عن الطعام منذ يوم الجمعة 13 جوان 2008 للمطالبة بالحق في العلاج و جبر الضرر لعادل العوني و بحق محمد عمار في العمل كسائق تاكسي. عادل العوني حكم عليه بالسجن لمدة 14سنة و3 اشهر و أطلق سراحه بتاريخ 06/11/1998 ولم يتمكن منذ الإفراج عنه من القيام بأي عمل يضمن عيشه نتيجة تدهور حالته الصحية متمثلة في  عجز مستمر و أعراض خطيرة مثل نوبات صرع  و عجز عن النوم بسبب الاعتداء بالضرب على رأسه من طرف نائب مدير سجن الهوارب عبد الرّحمان العيدودي سنة 1996  مما خلف له إصابة بليغة في رأسه، استوجبت القيام بعملية جراحية (تمت اليوم الأربعاء 25/6) أما السّجين السّياسي السّابق محمد عمار فقد صدر عليه حكم بالسجن مدة 35 سنة قضى منها 14 سنة   قبل أن يطلق سراحه في 2006 ليمنع من كسب رزقه مما تسبب في عجزه عن توفير الحاجيات الأساسية لابنيه و زوجته الحامل نتيجة الحصار وسياسة التجويع التي يتعرض لهما. وأما هذه المأساة، فقد قررا اللجوء إلى الإضراب عن الطعام للتحسيس بمعاناتهما و المطالبة بحقهما المشروع في العلاج و العمل و جبر الضرر ..   إن حركة النهضة: * تندد بسياسة الموت البطيء والتنكيل والتشفي من المساجين والمسرّحين وعائلاتهم، وتطالب بإيقاف هذه السياسة التعسفية التي تدفع مواطنين إلى اللجوء بالتضحية بحياتهم أمام هول المأساة التي يعيشونها لمجرد اختلاف في الرأي مع السلطة الحاكمة.   تطالب بتمكينهم من الحقوق التي يكفلها لهم قانون البلاد وتدعو السلطة  إلى الاستجابة لمطالب المضربين     تحث الجمعيّات الحقوقيّة والإنسانية وأصحاب الضمائر الحية إلى تقديم السند المادي والمعنوي لهؤلاء المضطهدين في أبسط حقوقهم    لندن في 26/6/2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة  

عبد الكريم الهاروني يبيت يوم الإربعاء 25 جوان 2008 في شوارع تونس إلى حدّ الفجر و لا يزال لأنّه لم يجد له مكانا آمنا يأويه في بلاده ليس له منزل غير منزل أبيه الغير آمن من البوليس

 

 
تونس في 26 جوان 2008 لا أمان في بيت والده لكثرة  تواجد و تردد البوليس عليه  بمختلف الاختصاصات منذ أن وقع إطلاق سراحه يوم 7 نوفمبر 2007 سراحا شرطيّا  حتّى 8 نوفمبر 2009 و مع الأسف الشّديد استمرّت هذه المضايقات اللا قانونية و اللا إنسانيّة عليه و علينا نحن عائلته رغم عديد التّشكّيات الّتي قام بها ابني عبد الكريم و نحن عائلته إلى جميع السّلط المعنيّة و إلى كلّ الأحرار في العالم لكن لم يقع الكفّ عن هذه التّجاوزات الخطيرة و المستمرّة و نحن طالبنا جميع الأطراف و على رأسهم السّلطة التّونسيّة و حتّى رئيس الدّولة شخصيّا أملا في ايقاف هذه المظلمة على أرض الواقع مع تقديم ضمانات ملموسة  لعدم تعريض ابني عبد الكريم لأيّ شكل من أشكال المضايقات البوليسيّة و غيرها و أن يتمتّع بحقّ العيش بكرامة و غير مسلوب الحقوق في وطنه تونس ألا يكفي أن وقع سجنه ظلما لمدّة أكثر من 16 سنة في سجون تونس في العزلة و في ظروف قاسية للغاية أي الموت البطئ الّتي كادت أن تؤدّي بحياته : إما أن يخرج ميّتا في صندوق أو أن يفقد مداركه العقليّة و لكن الله هو الّذي لطف به و حماه ليخرج من السّجن و لكن ليعود إلى منزل والديه و لكن بدون وجود والدته السّيّدة رحمها الله فيه، توفّت حسرة عليه من الظّلم و القهر و لم يكفي كلّ هذا فالدّور الآن على بقيّة أفراد عائلتنا و أوّلهم أنا والده و أنا مصاب بمرض ضغط الدّمّ، و قد سجّلت عديد المنظّمات الحقوقيّة الدّوليّة و المجتمع المدني التّونسي و رجال القضاء و غيرهم من الجهات في الدّاخل و الخارج أنّ المحاكمة العسكريّة الّتي حكمت على ابني بالسجن المؤبّد سنة 1991 لم تستجب  إلى المعايير الدّوليّة هذا الصّباح و على الساعة الحادية عشر طرق بابنا البوليس كالعادة و بدون تسليم استدعاء رسمي قانوني و سألوا عن عبد الكريم أين هو لم نره منذ يومين و إنّ له مراقبة إدارية تنصّ على عدم مغادرة المنطقة الّتي يسكن فيها و أن يعلمهم ليرخّصوا له بالتّنقّل خارج المنطقة و الحال أنّ ابني في الشّوارع و هو ليس مخالفا لهذا الأمر و عن المراقبة الاداريّة قال لنا أحد منهم انّه امتنع عن التوقيع يوميّا في المركز في حين أنّ قانون المراقبة الإداريّة لا ينصّ على ذلك ثمّ إنّ ابني يعلم القانون جيّدا و له الحكمة في التّصرّف و اتّخاذ القرارات المناسبة وقد قال لنا أنه ليس له الحقّ في أن يغادر المنطقة فكان جوابنا نحن هم الّذين نطالبكم بالمسؤوليّة على حياة ابني لأنّكم تسبّبتم في جعله يعيش في الشّارع أبعدتموه عن منزل والده المنزل الوحيد له و ليس له أي ّ منزل  بعد أن سجنتموه لمدّة تفوق ال 16 سنة و تتردّدون دائما على منزلنا لأخذه بالقوة و تمتنعون عن تطبيق القانون و تقديم استدعاء رسميّ و دائما نطالبكم بعدم مضايقة ابني و عائلتي و بيتي و إرجاع حقوق ابني عبد الكريم إليه كاملة ليعيش حرّا كريما, و قد أكّدنا لهم أنّهم هم المسؤولون عن هذه التّطوّرات الخطيرة و طلبنا منهم توفير ضمانات حقيقيّة لابني و لنا من قبل رئيس الدّولة شخصيّا حتّى يتوقّف و بصفة لا رجعة فيها هذا الإعدام الاجتماعي على ابني و على عائلتي أليست تونس لكلّ التّونسيّين ؟ في الوقت الّذي انتظرنا فيه أن تصلنا حلولا  من المسؤولين لتوفير الأمان و العيش بكرامة لابني و لعائلتي تعود الشّرطة مرّة أخرى إلى البيت و يستمرّ الأسلوب الأمني, منذ خروجه من السّجن لم يقع تمكين ابني من حقوقه ما عدى تسليمه بطاقة التعريف القوميّة و الّتي تتضمّن صفة « عامل يومي » والحال أنّه هو عاطل عن العمل ملاحق من قبل البوليس يمنع من حقّه في التّعبير عن رأيه  و يهدّده البوليس باللّجوء إلى القضاء  لإرجاع إلى السّجن و الآن فهو في الشّوارع ليس له بيت يتوفّر له فيه الأمان و أبسط مقوّمات العيش الكريم …. فالأمر لا علاقة له بقانون المراقبة الإداريّة عمر الهاروني و أبنائي 216-71 971 180 الهاتف : السّاعة 12:50 قالوا لنا إذا اتّصل بكم عبد الكريم قولوا له  ذلك أي حديثهم عن المراقبة الإداريّة مع العلم وأنّ سيّارة الأمن موجودة أمام المنزل  

اجتماع ثالث في ساحة محمد علي تحت شعار لا لتجريم النضال الاجتماعي

 
من أجل تعبئة أكبر وأوسع للنقابيين لمساندة انتفاضة الحوض المنجمي شهدت ساحة محمد علي اليوم 26 جوان تجمعا نقابيا ضم نقابيين مناضلين من أبناء الإتحاد العام التونسي للشغل وقد رفعت أثناء الاجتماع لافتات وشعارات تنادي بـ:    ـ وقف المحاكمات وإطلاق سراح كل موقوفي أحاث الحوض المنجمي. ـ رفع حالة الحصار المضروبة على بلدة الرديف والكف عن مداهة أهاليها ومطاردة شبابها. ـ تلبية مطالب أهالي البلدات المنجمية في الحق في الشغل وفي التنمية العادلة. وطالب الحاضرون مختلف هياكل الإتحاد العام التونسي للشغل بضرورة تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مساندة انتفاضة المناجم وتجاوز واقع السلبية واللامبالاة وذكّروا بأن المطالب المرفوعة من أهالي الحوض المنجمي هي مطالب في الأصل من صميم مطالب الإتحاد العام التونسي للشغل. كذلك أشار المتجمعون إلى المسار التفريطي الذي تسلكه قيادة الإتحاد وإلى الموقف الخياني الذي تقفه هذه القيادة من انتفاضة المناجم وندّدوا بصمتها عما يحدث من انتهاكات ومحاكمات وتنكيل بالأهالي كما طالب التجمع المعارضة الديمقراطية بكل مكوناتها بضرورة الارتقاء في مساندة أهالي الحوض المنجمي إلى مستوى ما قدمه الأهالي من تضحيات. وفي آخر الاجتماع دعا الحاضرون إلى ضرورة تكوين لجنة نقابية مستقلة ومناضلة صلب الإتحاد العام التونسي للشغل تتولى تنظيم وتفعيل مساندة نقابية نشيطة لدفع السلطة للتخلي عن النهج القمعي الذي تتوخاه في معالجة ما يحدث في بلدات الحوض المنجمي. وأختتم الاجتماع بالمطالبة بـ: ـ إطلاق سراح عدنان الحاجي وكل المعتقلين على خلفية أحداث الحوض المنجمي. ـ رفع حالة الحصار على بلدة الرديف. ـ وقف المداهمات والمطاردات المسلطة على سكان الرديف. ـ تلبية مطالب أهالي الحوض المنجمي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تونس 26 جوان 2008 بشير الحامدي


بيان المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل حول أحداث الحوض المنجمي

 

 
إنّ المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل المجتمع استثنائيا اليوم  السبت 07 جوان 2008، برئاسة الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، وهو يتابع بانشغال شديد تطوّر الأوضاع الاجتماعية في ولاية قفصة وتحديدا في الحوض المنجمي، وحرصا منه على المساهمة من موقعه في البحث عن السبل الأنجع لآليات التعامل مع ما قد يحدث من توترات اجتماعية فإنّه: أوّلا: يذكّر بأن الشغل حقّ مشروع ضمّنته المواثيق والمعاهدات الدولية ودستور البلاد. ويؤكّد على أن العدالة في التشغيل تظلّ الخيار الأسلم لتجنّب بعض مظاهر الحيف التي قد تأثّر سلبا على العاطلين عن العمل وخاصة منهم حاملي الشهادات الجامعية. ثانيا: يؤكّد من جديد على أن بعض المناطق الداخلية ظلّت محرومة من الاستثمارات المشغّلة سواء الأجنبية منها أو المحلية رغم الحوافز والتشجيعات المتعدّدة، وهو ما يجعل النهوض بالمشاريع في الجهات المعنية مسؤولية الدولة من أجل تنمية مستديمة وعادلة. ثالثا: إذ يذكّر بأنّ سلامة المجتمع وثيقة الصلة بضمان حرّية الرأي والتعبير وأشكال الاحتجاج السلمي طبقا لما تضمنه قوانين البلاد، فإنّه يؤكّد أنّ سبل التجاوز ومعالجة التوترات الاجتماعية ليست في الحلول الأمنية بل في توسيع دائرة الحوار وفي تشريك الجميع في الشأن المجتمعي بعيدا عن العنف الذي لن يسهم إلاّ في تعقّد الأوضاع وتشعّبها. رابعا: إذ يناشد الجميع الانحياز إلى الحلول الهادئة، فإنّه يدعو إلى إطلاق سراح الموقوفين لتوفير مناخ يساعد على إنجاز حوار جدّي ومسؤول حول واقع التشغيل وآفاقه في الجهة من أجل حلول تقلّص من حدّة التوتر تزامنا مع انطلاقة الاستشارات المحلية والجهوية والوطنية حول التشغيل. تونس، في 7 جوان 2008 عن المكتب التنفيذي الأمين العام عبد السلام جراد (المصدر: مدونة ‘تونيزيا ووتش’ (المحجوبة في تونس) لمختار اليحياوي بتاريخ 26 جوان 2008) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org/  

فرع الرابطة بتوزر : حق الشغل مقدس

 
أكد فرع توزر ـ نفطة لرابطة حقوق الإنسان أن حق الشغل هو حق مقدس وليس مزية أو منة ، وقال في بلاغ أرسل لـ »الموقف » إن المطالبة السلمية بهذا الحق واجب من الواجبات الملحة وإن حرية التعبير في كل مظاهرها وتجلياتها هي حرية أساسية من دونها تكون كرامة المواطن وإنسانيته منقوصتين. وعبر عن معاضدته الكاملة لأهالي الحوض المنجمي  ومناضليه وخصوصا أهالي مدينة الرديف في كل أشكال نضالهم السلمي الرامي إلى الحصول على شغل يوفر العيش الكريم لشبابهم ويصون كرامتهم ويجعلهم يشعرون فعليا بمواطنتهم كاملة وإلى تحقيق بقية المطالب المرفوعة. وأنكر الفرع في البلاغ الذي وقعه رئيسه السيد شكري الذويبي على السلطة توخيها الحلول الأمنية واستعمالها للذخيرة الحية تجاه المواطنين في محاولة منها للخروج من هذه الأزمة التي ما انفكت تزداد استفحالا. وطالب السلطة بفتح تحقيق جدي ونزيه لمعاقبة الجناة ورفع الحصار عن مدينة الرديف منذ أشهر والإسراع بإيجاد حلول عبر الحوار الجدي مع ممثلي الأهالي تلبي مطالب شباب الحوض المنجمي.  


تونس: دعوات لتجمع تضامني مع مساجين سياسيين

 

 
إسماعيل دبارة  إسماعيل دبارة من تونس: علمت إيلاف من مصدر حقوقي تونسي رفض الكشف عن اسمه باستعداد عدد من الجمعيات التونسية و المغاربية و العربية والدولية و بمشاركة عدد من الشخصيات الحقوقية المعروفة تنظيم تجمع بساحة حقوق الإنسان بباريس. ويهدف التجمع إلى « إطلاق سراح السجناء السياسيين وسجناء الرأي وسن عفو تشريعي عام لفائدة جميع ضحايا القمع السياسي »،  ومن أجل التأكيد على حق العودة الكريمة للمهجرين قسرا على حدّ تعبير ذات المصدر الحقوقي.   و سيتزامن التجمع الذي سيقام في باريس في الثامن و العشرين من يونيو /جوان الجاري مع اليوم العالمي لمناهضة التعذيب و تحت شعار  » من أجل الإفراج عن جميع السجناء السياسيين …من أجل حق عودة كريمة للمنفيين السياسيين ». وسيمتدّ التجمع التضامني من الساعة الثامنة ليلا و حتى الحادية عشرة ليلا بتوقيت باريس و سيقام بساحة حقوق الإنسان بالعاصمة الفرنسية حسب ذات المصدر.   يذكر أن منظمتين حقوقيتين في تونس أطلقتا في الـ20 من يونيو الجاري حملة دولية من أجل إطلاق سراح مساجين سياسيين ينتمي معظمهم إلى حركة النهضة الإسلامية المحظورة وقد مضى على اعتقالهم ما يقارب العشرين سنة. وقالت كل من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين (مقرها تونس ) وجمعية الحقيقة والعمل (مقرها فريبورغ بسويسرا ) إنّه « لم يعد مقبولا تواصل الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من القرن الماضي ».   وأكّدت المنظمتان في وقت سابق « إنّ هؤلاء المساجين اعتقلوا في بداية التسعينات من القرن الماضي على خلفية أنشطتهم السياسية وقناعاتهم الفكرية ولم يتمتعوا بمحاكمات عادلة ». و سيشارك في التجمع التضامني عدد من المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان مثل « الصوت الحرّ » و »اللجنة العربية لحقوق الإنسان » و « لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس » و الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان من مصر و المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية و جمعية « ضمير » لحقوق الإنسان من فلسطين وجمعية حقيقة وعمل وغيرهم.   ويأتي الإعلان عن هذا التحرك الاحتجاجي بعد يومين من صدور تقرير لمنظمة العفو الدولية عن أوضاع حقوق الإنسان في تونس. وحملت أمنستي في تقريرها الخاص بالعام 2008 بشدة على الدول الغربية التي قامت بإعادة رعايا تونسيين إلى بلادهم، وذلك على الرغم من التنبيه إلى إمكانية تعرضهم للتعذيب.   وقالت المنظمة «إنه بدلاً عن الإعادة القسرية للمواطنين التونسيين الذين يواجهون التعذيب وإساءة المعاملة، كان ينبغي على الحكومات الأجنبية أن تمارس الضغط على الحكومة التونسية لحملها على اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز إصلاح حقوق الإنسان». وأعلنت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لـ «العفو الدولية»: «أن الحكومة التونسية ما فتئت تكرر التأكيد على أنها تتقيد بالالتزامات الدولية لحقوق الإنسان، بيد أن ذلك بعيد كل البعد عن الواقع، وقد آن الأوان لأن تكف السلطات عن التشدق بحقوق الإنسان، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لوضع حد للانتهاكات».   وطالبت الصحراوي السلطات التونسية بالاعتراف «بالمزاعم المثيرة للقلق الموثَّقة في هذا التقرير، وأن تلتزم بإجراء تحقيق فيها وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة». من جهتها رفضت الحكومة التونسية رفضت جملة وتفصيلا ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية. وقالت في بيان وصل « إيلاف » نسخة منه  : « إن ما نشرته «العفو الدولية» هو إدعاءات غير موضوعية وخالية من المصداقية.. نقلتها عن هياكل وأفراد معروفين بتحيزهم وبمواقفهم المسبقة ضد تونس.   المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 25 جوان 2008  


 

إيمـان راسخ بالتعدديـة والديموقراطيـــــة

 

 
تونس (وات) استقبل الرئيس زين العابدين بن علي ظهر أمس الاربعاء السيد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية  الذي صرح أنه أبلغ سيادة الرئيس تحيات مناضلي واطارات الحزب  وتقديرهم للجهود الدؤوبة التي ما انفك يبذلها من أجل مزيد الارتقاء بتونس وتحقيق مناعتها.   وقال في هذا الصدد « لقد أكدت لسيادة الرئيس انخراط حزب الوحدة الشعبية الثابت في دعم خيارات وسياسات التوافق الوطني  الذي تعيش في ظله بلادنا منذ 7 نوفمبر 1987 وادراكه جيدا لاهمية الاصلاحات السياسية التي أنجزها رئيس الجمهورية في تطوير الحياة  السياسية بالبلاد ».   وأضاف أن هذا اللقاء أبرز من جديد الاهتمام الذي يوليه رئيس الدولة لنشاط الاحزاب السياسية ولدورها في تأطير المواطنين  وايمانه الراسخ بالتعددية والديموقراطية علاوة على حرصه الدائم  على الاصغاء لمشاغل المواطنين ولاراء الشباب وتطلعاتهم  وايلائها كل العناية في نحت مستقبل تونس.   كما أبرز حرص سيادة الرئيس على مشاركة كل الاطراف في تقديم التصورات  وكل ما من شأنه أن يدعم قدرة بلادنا على مواجهة تحديات العولمة.   المصدر: جريدة الصباح نقلا عن وكالة تونس افريقيا للانباء بتاريخ 26 جوان 2008


إلى وليد حمام: صحة النوم

 

 
الحبيب ستهم وليد:  كان في علمي أنك عاطل عن العمل وتناضل مع أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وإذا بي أكتشف من خلال مقالك الأخير فلى نشرية تونس نيوز ليوم 24-06-2008 أنه قد تم توظيفك، فألف مبروك الوظيفة الجديدة القديمة في التاريخ. وليد:  يبدو من خلال المعلومات المقدمة في مقالك حول المحجبات أنك بارع في التعداد والإحصاء فهلا أكملت المهمة بتعداد أصحاب الذقون واللحي الصغيرة والكبيرة وكل من له علامة في جبينه بسبب تمسحه على الحصير وحبذا لو تستعين بهاتف مصور حتى تكون تقاريرك مدعمة بالصورة والحجة والبرهان. وليد:  عادة ما تتوجع البطن من تخليط الطعام والأكل كذلك هي العقول والأدمغة تفقد هيبتها وقيمتها إذا لم تدري ما تفعل وأصبحت تخلط الأمور وتجيب وتجلب مثل الجمع في مقالك لطالبان مع الطاهر الحداد مع أفغانستان على وزارة التربية والتكنولوجيا على النقاب على الزنود على التطرف على التزمت على القيم على الفكر على التعبير على الاعتدال على الحسم على التسامح كل هذه الكلمات في مقال لا يخطئ عاقل في تحديد لونه ورائحته تخرجه من دائرة الاحتجاج والاستنكار إلى دائرة التآمر والتحريض على أكبر شريحة تعرضت للقمع والاقصاء والتجويع والحرمان من أبسط  الحقوق المدنية والحياتية والمواطنة . وليد:  أنت حر في كل ما تريد ولكن ليس أن تجعل من غيرك قنطرة لبلوغ أهدافك ولا يحق لك اتهامهم بالزيف والكذب فأحداث التنكيل بالمحجبات موثقة بالمكان والزمان والأفراد ضحايا ومسؤولين وماعليك إلا أن تتصل بالرابطة التونسية للدفاع حن حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية وجمعية حرية وانصاف والمحكمة الإدارية أيضا وإن تشكك في كل هذا فإني أنصحك بالتوجه إلى مراكز الشرطة والاطلاع على الكم الهائل من الالتزامات الممضات من طرف المحجبات بعدم لبس الحجاب ثانية لذا فإن اتهام الآخرين جزافا ليس من حسن التصرف ومن كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة. وليد:   أنا لا أوفق على قيام المدرسة بدور الإدارة ولا دور البوليس وأتعاطف مع الطالبة التي فقدت تركيزها وربما أفسدت امتحانها وأعتبر ذلك التصرف تجاوزا وتدخل في خصوصية الغير ولكن أنت أين قلمك وصوتك وضميرك من كل ما يسلط على مؤسسات المجتمع المدني من محاصرة ومطاردة وتجويع ومحاكمات واغلاق لمقرات ومنع كلي من الامتحانات للمناضلين من المجتمع المدني ومنع من الترشح لمجالس الجامعات.. حتى لجنة مساندة المضربين عن الطعام دفاعا عن مقر الحزب الديمقراطي التقدمي التي تشكلت بنابل من مختلف التيارات السياسية اعترضت على ادراج اسمك فيها ؟ ربما كنت  حينها تفتش عن الهوية السياسية.. يبدوا أنك قد عثرت عليها الآن.. فقط أرجوا وأتمنى أن لا ينموا ويكبر عندك عامل الإقصاء لأن المستقبل للتعايش المشترك في كنف الاحترام المتبادل على قاعدة التنوع والقبول بالآخر كما هو وسيجد الإقصائيون أنفسهم مقصيين شاؤوا أم أبوا. أخيرا، إذا كنت فعلا تريد الخير لهذا الوطن وأهله وترفض الاستبداد وتدعوا للحرية والتسامح فلتعلم أن ذلك لا يكون بزرع الأشواك وتأجيج الأحقاد وبث الفرقة في المجتمع والقفز على هوية الشعب ومطالبة الحاكم بالإجهاز على خصومك أنت ومن يشاطرك الرأي والتوجه ولا بالسب والشتم والتحامل المفضوح بل بتوطين النفس على الحق والحرية والمواطنة والنقاش البناء والمسؤول والاصطفاف مع المظلومين ورفض الظلم مهما كان مأتاه واحترام الأطراف الأخرى في قناعاتها  والابتعاد عن الأحكام المسبقة والأفكار الإقصائية التي لم تنتج عبر التاريخ البشري سوى التسلط  والدكتاتورية. أرجوا أن لا يصدق فيك قول الشاعر: لا خير في ود امرئ متملق … حيث مالت الريح يميل الحبيب ستهم

أقدم المساجين السياسين في تونس … من هم؟

 

يقبع خمسة وعشرون سجينا سياسيا من قيادات حركة « النهضة » في السجن منذ حوالي عشرين سنة، وهم يُعتبرون أقدم مساجين رأي في تونس وربما في المغرب العربي. هؤلاء المساجين هم السادة الصادق شورو – ابراهيم الدريدي – رضا البوكادي – نورالدين العرباوي – عبد الكريم بعلوش – منذر البجاوي – الياس بن رمضان – عبد النبي بن رابح – الهادي الغالي – حسين الغضبان-  كمال الغضبان –  منير الحناشي – بشير اللواتي – محمد نجيب اللواتي – الشاذلي النقاش – وحيد السرايري –  بوراوي مخلوف – وصفي الزغلامي – عبدالباسط الصليعي – لطفي الداسي – الصادق العكاري – هشام بنور – منير غيث – بشير رمضان – فتحي العلج
 المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13 جوان2008


جولات لقيادة الديمقراطي التقدمي في الولايات

 

 
في إطار التواصل مع أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي في الجهات كان للأمينة العامة بمعية الأخ رياض البرهومي عضو المكتب السياسي لقاء مع إطارات الحزب بجهة نابل وذلك يوم الأحد 15 جوان شملت محاوره الوضع الداخلي للحزب والاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، إضافة للانحدار الخطر للوضع الاجتماعي والأمني في الحوض المنجمي، وما رافقه من استعمال للذخيرة الحية ضد المواطنين العزل نتج عنه سقوط شهيد وإصابة العشرات بالرصاص الحي ناهيك عن الاعتقالات والملاحقات المتواصلة إلى اليوم والزج بالعديد من شباب المنطقة في السجون وهم الذين خرجوا للمطالبة بالشغل والعيش الكريم. وتميز اللقاء بالتناغم والتجانس في الأفكار والمواقف بين مناضلي الجهة أنفسهم وبينهم وبين قيادة الحزب سواء فيما يخص الوضع الداخلي إذ أكد الجميع على ضرورة اضطلاع مؤسسات الحزب وهياكله بمهامها كل في إطار صلاحياته وحسبما وقع اقراره في لوائح الحزب المنبثقة عن المؤتمر الأخير. وأكد الحاضرون أن مبدأ المحاسبة والمساءلة ينسحب على كل أفراد الحزب مهما كانت سلطتهم وصفاتهم، فلا معنى للمطالبة بمحاسبة السلطة والنظام الحاكم ومساءلة أجهزته التنفيذية إذا كنا ننكر هذه العملية في صلب حزبنا تحت أي تبرير أو تعلة، مشددين على أن قضايا الحزب الداخلية تعالج فقط داخل الحزب وليس لأحد الحق في التدخل فيها أو المزايدة بها أوعليها. أما بخصوص الاستحقاق الرئاسي والتشريعي القادم فأكد الجميع الموقف الذي أقرته اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي  للحزب والمتمثل في حرية اختيار ممثله للمنافسة على الرئاسة، وعلى هذا الأساس جددوا دعمهم لترشح الأخ أحمد نجيب الشابي تكريسا لاستقلالية الحزب. كما زار وفد من المكتب السياسي ضم الأمينة العامة والإخوة عصام الشابي ومنجي اللوز جامعات قابس وتطاوين ومدنين وناقش مع أعضاء الحزب في الولايات الثلاثة صيغ التعاطي مع الإستحقاقات السياسية والإنتخابية المقبلة، ولاسيما الندوة الديمقراطية الخاصة بشروط الإنتخابات الحرة التي دعا الحزب إلى عقدها في العاصمة يوم 5 جويلية المقبل. كما زار في الإطار نفسه الأخوان رشيد خشانة ومنجي اللوز جامعة سوسة وبحثا مع أعضائها خيارات الحزب إزاء الإستحقاقات القادمة ووسائل إحكام بنائه التنظيمي كي يكون مستعدا لمواجهة تحديات المرحلة الدقيقة المقبلة. وتحول الأخ منجي اللوز إلى صفاقس حيث كان له لقاء مع أعضاء الجامعة تطرق إلى القضايا نفسها. وزار وفد مؤلف من الأخوين أحمد بوعزي ومولدي الفاهم جامعتي القصرين وقفصة للوقوف على  أوضاعها التنظيمية وبحثا مع أعضائها آفاق تحرك الحزب في الفترة المقبلة وخاصة الندوة الديمقراطية في مستهل شهر جويلية التي دُعيت لحضورها عديد الشخصيات السياسية والجامعية، بالإضافة لإطارات الحزب. وفي السياق نفسه عقد الأخ عصام الشابي اجتماعا مع أعضاء جامعة تونس وتطرق معهم إلى المسائل السياسية والتنظيمية نفسها المتصلة باستحقاقات المرحلة. الحبيب ستهم
المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13 جوان2008


النشرة الألكترونيّة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، العدد 60 بتاريخ 26 جوان 2008

 

 
** يتعرٌض رفيقنا محمد جمور لعدد من الملاحقات والمظالم منها محاولة ردع حرفائه وتهديدهم ان تعاملوا معه أو مطالبتهم بكشوف للقضايا التي نابهم فيها المحامي محمد جمور، كما قامت مصلحة الضرائب بملاحقته على غير وجه حق… تدوم هذه الحال منذ سنتين على الأقل بسبب نشاط رفيقنا السياسي والحقوقي…يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الحكومة لرفع المضايقات الإدارية المسلٌطة على الرفيق عضو الهيئة التأسيسية ومدير صحيفة ‘الإرادة’. للتضامن مع الرفيق محمد جمور، يرجى مراسلة موقع الحزب: info@hezbelamal.org تونس- شيء من الذوق السليم: انتظم في مسرح صغير بالعاصمة التونسية، أيام 20 و21 و22 جوان/حزيران، مهرجان الأغنية الملتزمة. هدف المهرجان ‘تقديم موسيقى بديلة عن التيار السائد’ حسب المنظمين. تونس-خصخصة الثقافة: هبط المستوى الفني والذوقي لمهرجان قرطاج الصيفي السنوي في الآعوام الأخيرة، خاصة منذ اتفاقية الشراكة التي أبرمتها إدارة المهرجان (وزارة الثقافة) مع قناة روتانا التلفزية للموسيقى، وهي على ملك رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، وتحتكر ‘روتانا’ المهرجان وتتحكم في تفاصيله… تبدأ هذ السنة الدورة 44 يوم 11/07/08 وتتضمن 44 حفلا وتنتهي في 17/08/08، وتبلغ ميزانية الدورة 1,5 مليون دولار. تونس-الحوض المنجمي: تعرّض بعض المناضلين إلى حصار أمني حول مساكنهم قبل إلقاء القبض على البعض مثل عدنان الحاجي واقتحام مساكن البعض الآخر…كما وجّهت إلى 12 شابا موقوفا بالرديٌف تهم مختلفة منها ‘تكوين عصابة مفسدين وتكوين وفاق جنائي والإعتداء على موظف أثناء أداء عمله… عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي 21 و 22/06/08 . أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا، ممضى باسم الرئيس ‘مختار الطريفي’، يوم 23/06/08، جاء فيه أن عدنان الحاجي أحيل على حاكم التحقيق بمحكمة ‘قفصة’ الإبتدائية، بحالة إيقاف، ووجهت له قائمة طويلة من التهم، بمعية 13 آخرين في حالة إيقاف، وعدد آخر ‘في حالة فرار’…يطالب حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بإطلاق سراح الموقوفين وفتح تحقيق جدي في قضايا التعذيب واطلاق الرصاص الحي الذي انجرت عنه الموت والإصابات والجروح، ومعاقبة من قام بذلك ومن أمر به، وفك الحصار الأمني، ومعالجة مشاكل البطالة والتنمية والبيئة في المناطق المحرومة… وتجمٌع يوم 20/06/08 عدد من النقابيين، للأسبوع الثاني، أمام المقرّ المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل، لمساندة أهالي الحوض المنجمي وللمطالبة برفع الحصار ووقف المحاكمات وتلبية مطالب المواطنين وإيجاد حلول لمشاكل البطالة… تونس – محاكمات: مثل يومي 20 و21 جوان ، 28 شابا أمام محاكم العاصمة، في قضايا وجلسات منفصلة بتهم ‘عقد اجتماعات محظورة والحض على ارتكاب جرائم ارهابية وانتداب عناصر للمشاركة في اعمال ارهابية وتلقي تدريبات في الخارج…’ بموجب ما عرف بقانون مكافحة الإرهاب ل10/12/2003 . الحياة 22/06/08 تونس – ارهاب؟ ينعقد يومي 25 و26 جوان بتونس المؤتمر الحادي عشر لرؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب العرب، للبحث في ‘تجفيف المنابع المالية للتنظيمات الإرهابية… ونشوء الجماعات الإرهابية وكيفية تشكٌلها، والنظرة المستقبلية للإرهاب …’ كما ينعقد اجتماع ‘فريق الخبراء العرب في مجال مكافحة الإرهاب’. يو بي أي 23/06/08 تونس: تفاقم عجز الميزان التجاري خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، وازداد الخلل بين قيمة الصادرات والواردات، فبلغ العجز التجاري 1,15 مليون دينار في الثلاثي الأول من السنة مقابل 1,12 مليون دينار في نفس الفترة من عام 2007 (عن المعهد الوطني للإحصاء)، ويتوقع أن تبلغ الكميات المصدٌرة من زيت الزيتون 150 ألف طن بعائدات تقدر ب650 مليون دينار أي ما يعادل 545 مليون دولار. توفي يوم 21/06/08، المواطن التونسي بلقاسم الصٌولي، وعمرة 41 سنة، بمركز الإيقاف في ضاحية فانسان (باريس)، عندما كان موقوفا، قبل ترحيله إلى تونس، بسبب تواجده على التراب الفرنسي بدون وثائق إقامة… أدٌى هذا الحادث إلى احتجاج المعتقلين، وهي ليست المرة الأولى التي يموت فيها المعتقلون بسبب رداءة ظروف ‘الإقامة’…وأدى الإكتظاظ ورداءة التجهيزات وانعدام الصيانة إلى احتراق المبنى غداة وفاة بلقاسم الصٌولي، وكان بداخله 249 موقوفا من جنسيات مختلفة في انتظار الترحيل. سبق ان اشتكت بعض المنظمات الحقوقية من انعدام شروط الأمن والصحة داخل هذا المحل. أ.ف.ب. 22/06/08. يعزٌي حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ عائلة القتيل ‘بلقاسم الصٌولي’ ويطالب بمراجعة العلاقات الثنائية وعلاقات الشراكة مع الإتحاد الأروبي بشكل يضمن كرامة المواطنين التونسيين، وحرية التنقٌل والعمل في اوروبا الجزائر: أمضى رئيس الحكومة الفرنسية عددا من الإتفاقيات مع الجزائر، أثناء زيارته لها برفقة أكثر من 20 رئيس مؤسسة كبرى. من جملة الإتفاقيات الممضاة، اتفاقية عسكرية، تاريخية، ‘للتعاون في مجال التدريب والتأهيل والتعاون في مجال الصناعات العسكرية’ وستشتري الجزائر طائرات مروحية وبوارج عسكرية فرنسية. أ.ف.ب. 21/06/08. يوم 23/06/08، عاد أحمد أويحي إلى رئاسة الحكومة بعد أن استقال منها في ماي 2006، لفائدة عبد العزيز بلخادم، الذي أصبح ‘ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية’. أمٌا التغيير الوزاري الذي طال 7 وزارات فلم يطل ‘وزارات السيادة’. فلسطين المحتلة: في اجتماع ‘الدول المانحة’ ببرلين، قدٌم فريق محمود عباس خطة لجمع 180 مليون دولار يحتاجها لبناء ثكنات ومحاكم وسجون ومراكز شرطة ولتوفير مزيد من التدريب لقوات الشرطة ‘للقضاء على المتطرفين الفلسطينيين’. رويترز 24/06/08 فلسطين المحتلة عام 1948: جرت تظاهرة في مدينة ‘عرابة’ يوم 19/06 وأخرى في ‘شفا عمرو’ يوم 21/06، احتجاجا على استدعاء 12 شابا من ‘شفا عمرو’ من طرف النيابة الصهيونية واتهامهم بقتل الجندي المجرم الذي أطلق الرصاص بسلاحه العسكري فقتل 4 وأصاب 15 بجروح في حافلة استقلٌها بقصد ارتكاب جريمته، في أوت 2006 . في نفس الوقت أعلنت النيابة إغلاق ملف شهداء هبة أكتوبر 2000ا، بدون تتبٌع أو توجيه تهمة للقتلة. الأردن- طفح الكيل: بعد عمليٌات بيع مشبوهة لممتلكات ومؤسسات عمومية، منها ميناء العقبة، والمدينة الطبٌيٌة (اشتهرت بجراحة القلب) وعشرات الهكتارات في عمٌان، أمضت 150 شخصيٌة أردنية (وزراء سابقون ونوٌاب وموظفون سامون ومثقفون) بيانا ينادي بوضع حدٌ للخصخصة وتفكيك الدولة ‘التي أملتها متطلٌبات المشروع الأمريكي… وأدٌت إلى الإثراء غير المشروع وتشويه النسيج الإجتماعي وتعميق الفوارق الطبقية… وتعميم الفقر والعوز’. العراق المحتل- كردستان: دعا ‘داود باغستاني’ أحد القادة الأكراد المتأمركين المتصهينين، إلى تشكيل وفد شعبي من أكراد العراق،  لزيارة القادة الصهاينة وتقديم الولاء لهم في فلسطين المحتلٌة، قائلا:’إن العلاقة التي تربط بين الأكراد وإسرائيل أفضل بكثير من العلاقة بينهم وبين العرب والأتراك والفرس الذين احتلٌوا أراضينا بينما لم نتعرٌض لهذا الإضطهاد من الإسرائيليين’ الدستور 23/06/08 لبنان: تلبية لدعوة من الرئيس السابق لجمعية تجار النبطية، حلٌ ركب السيدة ميشال ساسون، القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة ببيروت، بهذه المدينة الواقعة جنوب لبنان، والتي عاث فيها الصهاينة فسادا وحرقا وتجريفا وهدما وتقتيلا بين سنتي 1978 و2000 ثم عام 2006. تجمهر السكان ورموا الحجارة على سيارة ‘ممثلة أمريكا’، وأمهلوها 5 دقائق لمغادرة المكان، وهو ما حصل فعلا، بعد تدخل قوى الأمن الداخلي لإجلاء ‘ممثلة أمريكا’… أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا تنفي فيه علمها بالزيارة، وبالتالي عدم تحمل نتائجها. الأخبار (وصحف لبنانية أخرى) 21/06/08 السودان: اكتشف فريق آثار سويسري، بقايا تجمٌع سكني يعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد في منطقة ‘كرمة’ التي كانت عاصمة المملكة النوبية (شمال السودان)، ويعتقد أنها من أولى المستوطنات البشرية في منطقة وادي النيل، وهي مغايرة للنمط المعماري المعروف عن المدن القديمة عند اليونان أو الرومان أو المصريين… سويس انفو 23/06/08 ماليزيا-إسلام سياسي ‘معتدل’؟ أصدرت سلطات ولاية كيلانتان، التي يحكمها الحزب الإسلامي الماليزي، بقيادة ‘شافعي اسماعيل’، قرارا يجبر كافة العاملات والمتواجدات في الفضاء العمومي (طرقات عامة، وسائل نقل، أسواق، حدائق…) على ارتداء ‘الحجاب الساتر لجميع العورة’، وحسب شافعي اسماعيل ‘أي أن يكون الحجاب سميكا ومغطيا للصدر، مع قميص طويل الأكمام، وجوارب تغطٌي القدمين… للحد من انتشار الأعمال  الشريرة ضد النساء مثل الإغتصاب والزنا، ولحماية كرامة مسلمات الولاية…’ تعاقب المرأة المخالفة للمرة الأولى بغرامة قدرها 500 رنغيت أي ما يعادل 153 دولار. وكالة الأنباء الماليزية ‘برناما’ 24/06/08 . فرنسا: بلغ عجز الميزان التجاري رقما قياسيا تاريخيا عام 2007، وصل حدٌ 39,2 مليار أورو، ويتوقع أن يتفاقم في نهاية 2008، ولن تتجاوز نسبة النمو 1,6% نظرا لتوفر عدة عناصر للحد من نسبة النمو: أزمة مالية وعملة مرتفعة وتضخم في ارتفاع متزايد، مما يضعف ‘المقدرة الشرائية’ للمواطنين… أ.ف.ب. 22/06/08 فرنسا- الكيان الصهيوني: ‘أريد أن أؤكٌد عزم فرنسا على تدعيم مساندتها الدائمة لإسرائيل، لتأمين حياتها وأمنها… إن أمن إسرائيل ليس موضوع تفاوض ووجودها ليس موضوع نقاش…’ نيكولا ساركوزي، عشية زيارته لفلسطين المحتلٌة، من حديث لصحيفتي يدعوت أحرنوت ومعاريف 22/06/08. في ظرف 50 سنة تلقٌى الكيان الصهيوني مبالغ (بعنوان هبة) من الولايات المتحدة تفوق 135 مليار دولار أي أن كل مستعمر صهيوني تلقٌى (من دافعي الضرائب الأمريكيين) ما يعادل 15 ألف دولار، وإذا أضفنا الإعفاء من الضرائب (لدخول السلع) وإلغاء الفوائد والتعامل التفاضلي مع الكيان الصهيوني، يرتفع المبلغ إلى 23 ألف دولار، وقررت الولايات المتحدة أثناء آخر زيارة لأولمرت زيادة المساعدات بنسبة 25% طيلة السنوات العشر القادمة. الكيان الصهيوني-تهديد مستمر: قام الجيش الصهيوني (بمعية الجيش اليوناني، المنتمي للحلف الأطلسي) بمناورات ضخمة شاركت فيها أكثر من 100 طائرة أف 15 و16 ومروحيات وطائرات للتزود بالوقود على مسافة تزيد عن 1500 كيلومتر، وقال ‘ايتان بن الياهو’ القائد السابق لسلاح الجو، في تصريح إذاعي ‘ان هذه المناورات رسالة إلى الإيرانيين والمجتمع الدولي، مفادها ان اسرائيل مستعدة للضرب في حال لم تعط الضغوط التي تمارس على طهران، النتيجة المرجوٌة’ هآرتس 23/06/08 الولايات المتحدة – بضاعة فاسدة: اكتشفت الحكومة الكندية (حليفة الولايات المتحدة في افغانستان) ان الولايات المتحدة صدرت لها طماطم مصابة ببكتيريا ‘صالمونال’، وذلك منذ شهر ماي، وتستهلك هذه الطماطم في سلسلة المطاعم السريعة الأمريكية، مما أدى إلى إصابة نحو 400  من روادها والإبقاء على 48 منهم بالمستشفى. وأعلنت إدارة مراقبة الأغذية والأدوية (فود أند دروغ أدمنيستريشن) الأمريكية أنها تجهل أسباب التلوث. لابراس (كندا) 23/06/08 الولايات المتحدة: أعلنت المجموعة المصرفية والمالية ‘سيتي غروب’، ومقرها نيويورك، عن خسائر بلغت 5,1 مليار دولار، في الربع الأول من السنة، واتخذت قرارا بطرد 9 آلاف موظف، إضافة إلى 4200 فصلوا في آخر 2007، ويبلغ موظفو قسم الإستثمارات البنكية للمجموعة 65 ألف. وول ستريت جرنال’ 23/06/08 (المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 26 جوان 2008


مضايقـــــــــــــــات للنشطاء  
 
تواصل الإدارة التونسية مساعيها الرامية للتضييق على المحامي محمد جمور عضو الهيئة التأسيسيّة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ ومدير جريدة « الإرادة ». وعرفت هذه الحملة منحى جديدا في الأيام الأخيرة إذ أخذت الإدارة تتصل بحرفاء الاستاذ جمور الواحد تلو الآخر لمطالبتهم بمدّها بوثائق تتعلّق بتعاملهم معه. وترمي هذه الحملة إلى ضرب المحامي جمور في لقمة عيشه واثنائه عن مواقفه الحقوقية والسياسية. واستنكر حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ في بلاغ أرسل لـ »الموقف » « هذه الممارسات وطالب الحكومة بوضع حدّ لها. كما دعاها إلى « الكفّ عن التوظيف السياسي للإدارة الذي لن يخدم مصلحة البلاد ». والجدير بالذكر أن عددا كبيرا من المحامين والنشطاء عموما يتعرضون هذه الأيام لضغوط إدارية، وخاصة عن طريق مكاتب الجباية وصندوق الضمان الإجتماعي، من أجل ترهيبهم ووصلت الأمور إلى حد توظيف خطايا ضخمة على المحامي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وعضو جمعية « حرية وإنصاف » و تجميد حسابه البنكي لإرباك عمله المهني. موقع منصف المرزوقي يتعرض للقرصنة في ظرف أسبوع دمّر موقعي أربع مرات . ما أن يعود حتى يتعرض لهجوم جديد من القراصنة وهذا اليوم أصبح النقر على عنوانه لا يعطي إلا صفحة بيضاء بدل الصفحات السابقة التي كانت تتبجح بأنه وقع السطو عليه. كل هذا بالطبع متزامن مع حملة شرطة الانترنت التونسي على الصناديق الالكترونية وفي إطار سعيه المتواصل لخنق كل الأصوات الحرة خاصة في هذه المرحلة التاريخية… هذا الإصرار على منع موقعي من الوجود لا يواجه إلا بإصرار مماثل على وجوده بل  وعلى توسيع دائرة خطابه… إن معركة وجود  هذا الموقع ، مثل بقية المعارك  على فضاء الانترنت هي  جزء من حرب اتخذت اليوم أكثر من مستوى لم يعهد من قبل .. لكنني على ثقة أنه يوجد من بين خبراء الانترنت من لا يبيعون ضميرهم ومن سيتطوعون للدفاع عن هذا الموقع لأنه لا يدافع منذ وجد إلا عن كرامتهم وحقوقهم .   وفي الانتظار أطلب حق اللجوء في كل المواقع التي تقبل بأن تفتح فضاءها مؤقتا لكتاباتي وهل من رسالة أحسن لزبانية الاستبداد أن حركة التحرّر واحدة وستخترع وسائل الدفاع  عن نفسها ووسائل جديدة للهجوم على من يهاجمها ؟ المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008


حملة شاملة على المواقع الإلكترونية

 

 
تشن شرطة  الإنترنيت  في تونس هذه الأيام حملة واسعة على المواقع والبريد الأكتروني لمعظم النشطاء وقيادات المعارضة والشخصيات المستقلة في الداخل والخارج، شملت حتى شخصيات كانت تحتل مواقع في الدولة في السابق. وفي هذا السياق تم تدمير موقع الدكتور منصف المرزوقي على رغم وجوده في باريس مما حمله على طلب اللجوء لدى مواقع أخرى، كما فوجئ كثيرون بصفحات بيضاء كلما أرادوا قراءة الرسائل الإلكترونية التي تصل إلى بريدهم. وفي هذا السياق قالت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إن هذه الحملة غير المسبوقة تتواصل منذ أسابيع وهي تستهدف البريد الألكتروني للجمعيات و المنظمات الحقوقية المستقلة  و للشخصيات السياسية المعارضة و النشطاء الحقوقيين.  وأضافت في بلاغ وقعه كاتبها العام المحامي سمير ديلو « أصبح المتصفح لبريده الألكتروني يصاب بالدهشة حين يفتح رسالة من إحدى الجمعيات الحقوقية ليجدها محتوية شتائم مقذعة أو متضمنة عبارات مثل   « البارحة أصبت بآلام في المعدة ، هل أنت طبيب ؟  » أو  » أنا أبحث عن كارلا ، هل صادفتها ؟ّ  » أو مضمونها   » البارحة مشيت حتى القمر ، أشعر بتعب شديد « . و استنتجت أن القدرات التقنية لشرطة الأنترنيت تتعزز يوما بعد يوم .. مع حضور جلي لروح الدعابة .. السوداء .. !  و قد  دأب القائمون على الرقابة على حجب المواقع الإخبارية   » المغضوب عليها » ( نواة ، تونس نيوز ، نهضة أنفو ، ديلي موشن ، يوتيوب ، العربية نت ، الفجر نيوز ، السبيل أونلاين ، إسلام أونلاين ، الحوار نت .. ) و مواقع الأحزاب غير المعترف بها (  حركة النهضة ، حزب العمال الشيوعي التونسي ، المؤتمر من أجل الجمهورية  ..) و حتى مواقع بعض الأحزاب المعترف بها ( الحزب الديمقراطي التقدمي ، التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات ..) كما تتعرض المواقع الشخصية للنشطاء و المعارضين لحملات قرصنة و تخريب تعتمد تقنيات متطورة. وحملت الجمعية القائمين على الوكالة التو نسية للإنترنيت ( بوصفها الجهة المشرفة على خدمات الإنترنيت تحت سلطة وزارة تكنولجيات الإتصال ) المسؤولية الكاملة عن العربدة في الإنترنيت ، و اعتبرتها اعتداء سافرا على القانون الذي يضمن حرية وصول جميع المواطنين للمعلومة و تشويها لسمعة البلاد خاصة و أنه ليس في  تقارير » منظمة العفو الدولية » أو  » هيومن رايتس ووتش  » أو  » مراسلون بلا حدود  » أو   بلاغات الجمعيات الحقوقية الوطنية  المستقلة ، و لا في بيانات الأحزاب الوطنية المعارضة و لا في مقالات المدونين ما يروّج ( كما يدّعي الخطاب الرسمي ) للخلاعة و الإباحية أو ..الإرهاب .. ! المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008  


هل تزر وازرة وزر أخرى ؟
 
سأسرد بعض أحاديث المقاهي منذ سنوات خلت وما صار الآن الحديث الأبرز خلال هذه الأيّام الأخيرة .أحاديثهم في شكل تساؤلات غامضة لعلّ جوابها إن وجد سيكون أشدّ غموضا منها وهذه بعضها وهي لعمري غيض من فيض. هل المسؤولون على علم بكلّ مايفع من تجاوزات في بلادنا وخاصّة في ولايتنا ولاية القصرين ؟ هل هؤلاء المتنفّذون جهويّا هم أيضا متنفّذون على المستوى الوطنيّ ولا رادع لهم ؟ هل سيأتي يوم نتخلّص فيه من ربقتهم وحيفهم وظلمهم ؟ إنّهم يتدخّلون في كلّ صغيرة وكبيرة وفي كلّ شاردة وواردة. التشغيل بأيديهم في الشّركات الحكوميّة وحتّى الخاصّة ولامجال للعمل لمن لايعلن الولاء التّامّ أو يكون حتّى ذا قرابة بما يسمّونه (معارضا). وقد تأكّد ذلك لدى المواطنين إثر الأحداث الأخيرة حينما تمّ الاعتداء وأمام الجميع من كبار رجال الأمن من طرف مجموعة تنتمي شئنا أم أبينا إلى الحزب الحاكم _ وإن كان الكثير منهم عبّروا عن رفضهم لمثل هذه التّجاوزات والتّصرّفات الّتي بليت مع الزّمان الغابر _ على الأخ محمّد عاطف زائري  و تسبّبوا فيما آلت إليه الأوضاع في فريانة.ولعلّ أهمّ ما يدمي القلوب هو الزّجّ بالعديد من الشّباب الّذين هم على درجة كبيرة من الوعي في المعتقل والسّجن وهم الآن يترقّبون المحاكمة بعد أن عانوا من سوء المعاملة لا لوزر ارتكبوه بل ليتحمّلوا وزر آخرين أشعلوا نار الفتنة ووقفوا على الرّبوة ينظرون من يحترق بها من غيرهم . أمّهات يبكين فلذات أكبادهنّ وهم في ريعان الشّباب بل ولا يدرين ما الّذي تحمله لهم الأيّام ولهنّ بالطّبع . جاؤوا والأمل يحدوهم إلى مقابلة السّيّد الوالي الّذي وعدوا بمقابلته وما يمكن أن يحمله لهم من بشائر فصاروا والألم يعتصرهم إلى ما آلوا  إليه .    ويبقى بعض الأمل معلّقا على السّادة القضاة الّذين بإمكانهم أن يعرفوا من المذنب ومن المدفوع إلى الذّنب والجميع يناشدونهم إلى إطلاق سراح أبنائهم وذويهم فالقوانين الوضعيّة والشّرائع السّماويّة تعلن أنّه : << ولا تزر وازرة  وزر أخرى >>      الحسين عبيدي 
المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008 

الشابي في زيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي ببروكسل
اهتمام واسع بالإطار القانوني و السياسي للإنتخابات القادمة

 

 
أدى المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة الأستاذ أحمد نجيب الشابي زيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوربي ببروكسيل (البرلمان والمفوضية والمجلس) حيث كان له لقاء يوم الثلاثاء 10 جوان الجاري، مع رئيس البرلمان الأوروبي السيد هانس جرت بوتورينغ ( Hans Gert Pöttering)، تبادل فيه الجانبان الحديث حول الديمقراطية ودورها في دفع التنمية والحفاظ على الاستقرار والتعاون بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. كما كان اللقاء فرصة للاستماع إلى وجهة نظر المعارضة التونسية حول الإطار القانوني والمناخ السياسي الذي ستدور فيه الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة وضرورة تطويره وإصلاحه حتى تكون هذه الانتخابات فرصة للإصلاح ودعم الاستقرار. كما كان للزائر التونسي لقاء مع نائبة رئيس البرلمان السيدة رادي كراتسا ( Radi Kratsa) من اليونان ومع رئيس لجنة المغرب العربي بالبرلمان الأوروبي النائب الإسباني كارلوس إيتورقايز آنوغولو ( Carlos Iturgaiz Anugulo) وينتمي النائبان إلى الكتلة الشعبية في البرلمان الأوروبي. كما كان له لقاء مع النائب الاشتراكي هارلام ديزير (Harlem Désir). ومثلت هذه اللقاءات فرصة لتبادل وجهة النظر حول العلاقات التونسية الأوربية وتأكيد تمسك الطرفين بالقيم الديمقراطية المشتركة كما كانت فرصة عرض فيها المرشح التونسي برنامجه السياسي وموقفه من الاستحقاق الانتخابي القادم وضرورة إصلاح الإطار القانوني والمناخ السياسي الذي سيدور فيه. ومن جهة أخرى التقى الزائر التونسي السيدة بيلن كربونال مرتيناز ( Belen Carbonnel Martinez ) المعاونة الرئيسية لمسؤولة العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوربية السيدة فيريرو (Ferrero  Beneta). وقدمت المسؤولة الأوروبية في هذا اللقاء عرضا عن سياسة الجوار الأوروبي مع دول الجنوب وعن دور التنمية الديمقراطية فيها كما تعرضت إلى تقرير الإتحاد المنشور بداية شهر أفريل الماضي والخاص بتقييم السياسة التونسية في ميدان الإصلاحات السياسية وصون الحريات، والذي جاء في خلاصته بأن « القضايا الأساسية في هذا الميدان لا تزال تنتظر الإنجاز في تونس ». وجددت المسؤولة الأوروبية التزام الاتحاد بجعل مسألة الديمقراطية واحدا من الأسس التي تقوم عليها الشراكة مع دول الجوار الأوروبي. وحضر اللقاء السيد أليسيو كابيلاني ( Alessio Capellani) مسؤول وحدة المغرب العربي وهو إيطالي الجنسية والسيد مارتين لسن سكيلف ( Martin Lassen Skylv) مسؤول قسم تونس وهو دانمركي الجنسية. كما كان للزائر التونسي لقاء مع مسؤولة وحدة حقوق الإنسان بالمفوضية الأوروبية السيدة فيرونيك أرنو ( Véronique Arnaud) بحضور السيدين أليسيو كابيلاني ومارتين لسن سكيلف المذكورين وعبرت المسؤولة الأوروبية عن شديد اهتمامها بوضع الحريات وحقوق الإنسان في تونس، مؤكدة على أن العلاقات مع الحكومة التونسية تتسم بالصراحة التامة في هذا الميدان. وأكدت على حرص الإتحاد على أن لا تتعارض المصالح والمبادلات التجارية بين أوروبا ودول الجوار مع القيم المشتركة والمضمنة باتفاقيات الشراكة وفي مقدمتها صون الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومن جهة أخرى التقى المعارض التونسي السيدة نيكول ريكينغر ( Nicole Reckinger) مسؤولة وحدة حقوق الإنسان بالمجلس الأوروبي التي عبرت عن اهتمام المجلس بقضايا الحريات وحقوق الإنسان وعن تعلقه بأن تكون إحدى دعائم التعاون والشراكة بين الاتحاد الأوربي ودول الجوار في الجنوب المتوسطي وشرق أوروبا. كما أكدت المسؤولة الأوروبية على أن هذه القضايا هي محل اهتمام ومتابعة متواصلين مع الطرف التونسي، واستمعت إلى وجهة نظر الضيف حول علاقة الاستحقاقات الانتخابية القادمة بتطوير وضع الحريات وحقوق الإنسان بتونس من خلال إصلاح النظام القانوني لهذه الانتخابات وتنقية المناخ السياسي المحيط بها وبخاصة إطلاق حرية التعبير والاجتماع والتجمع وإطلاق المساجين وعودة المهجرين. والتقى الزائر التونسي السيد ميلتن نيكولايداس ( Milton Nicolaides) مسؤول قسم تونس بالمجلس الأوروبي وكان اللقاء مناسبة للتعرف على المرشح التونسي ولتبادل الحديث معه حول علاقة الشراكة بين الطرفين التونسي والأوروبي في مختلف المجالات وعن أهمية تنمية الديمقراطية ودعمها لاستقرار هذه العلاقة وتحقيق أهدافها في جعل منطقة المتوسط منطقة رخاء متقاسم. وعلى هامش هذه الزيارة كان للأستاذ أحمد نجيب الشابي لقاء بوزارة الخارجية البلجيكية ضم كلا من السيدة فرنسواز جوستان (Françoise Gustin) رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والسيدة لورا بوليتو ( Laura Poletto) الملحقة بنفس الإدارة والسيدة ناتالي روندو ( Nathalie Rondeux) مسؤولة قسم حقوق الإنسان بالوزارة وكان اللقاء مناسبة لتعرف الطرف البلجيكي على المرشح التونسي وعلى برنامجه الإصلاحي كما كان مناسبة لاستعراض العلاقات الطيبة بين البلدين. والتقى الزائر التونسي من جهة أخرى السيدة لوت ليخت ( Lott Reicht) مسؤولة منظمة هيومان رايتس واتش (Human Rights Watch ) عن منطقة أوروبا، بمقر المنظمة ببروكسل، وكان اللقاء مناسبة عبرت فيه المسؤولة الحقوقية عن انشغال منظمتها بوضع حقوق الإنسان بتونس وتعرفت خلاله على برنامج المرشح التونسي لإصلاح الأوضاع السياسية وصون حقوق الإنسان والحريات العامة ببلاده.
المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008  

ما أسهل سحب الإعتماد من مراسل في المغرب العربي

 

 
الموقف- إسماعيل المدنيني على الرغم من حداثة عهدي بعالم الصحافة والإخبار وتناقل المعلومة ، إلا أن الدروس التي استفدتها من المحيط الذي أحاول بناء تجربتي فيه تعتبر ‘محترمة إلا حدّ ما وتبشّر بالخير الكثير’. وأهمّ هذه الدروس التي استفدتُها أنه ليس صعبا أو مستحيلا أن يتم سحب اعتماد أي مراسل تسوّل له نفسه العمل في منطقة المغرب العربي ، كما أنه ليس صعبا أن يجد الصحفي أو المراسل الذي سُحب اعتماده، نفسه أمام المحكمة أو أمام الابتزاز والدعوة للاعتذار و التهديد بالقضاء على مستقبله المهني بتصريح من وزير أو مسؤول حكومي أو بدعوى قضائية ترفع ضدّه. ما حدث في المغرب مع الزميل حسن الراشدي مدير مكتب قناة « الجزيرة » في الرباط سيناريو سمعناه و ألفناه من قبل هنا في تونس . فسحب اعتماد الراشدي و محاكمته المرتقبة تذكّرنا بما تعرض له زميلنا العزيز الأستاذ لطفي حجي مراسل قناة « الجزيرة » في تونس من سحب لاعتماد ومحاولة تجويع ومضايقات بالجملة قد نعجز عن حصرها، وقبله الزميل كمال العبيدي وغيرهما كثيرون. تصورنا لوهلة أن رحابة صدر المغرب فاقت رحابة صدر بقية الحكومات المغاربية التي أثبتت في عدد من المناسبات عداءها التاريخي للإعلام الحرّ والمستقل. إلا أن تربّص الحكومة المغربية بقناة « الجزيرة » وجد ضالته في أحداث منطقة سيدي ايفني المضطربة، ليسارع الإعلام المغربي الرسمي إلى كيل الاتهامات و التخوين والاجتهاد في ‘شيطنة’ حسن الراشدي ومن يقف خلفه، لأنه بث معلومات أولية عن وفاة أحد المتظاهرين و ينشر في ذات الخبر تكذيبا من الحكومة المغربية لحالة الوفاة. و لعلّ الحكومة المغربية التي تعرضت لضغط رهيب من جيرانها لحمل « الجزيرة » على مغادرة هذه المنطقة إلى الأبد، لم تجتهد كثيرا في إيجاد طريقة ‘تلفّق’ بها اتهاما أو محاكمة لصوت مزعج بدأ في تناول المحظور. واضح أن المغرب استقى هذا الأسلوب الترهيبيّ من جارته تونس التي تربصت طويلا بجريدة ‘الموقف’ الحرة التي وجدت فيها نشازا وجب إخراس صوته للأبد، لينعم التونسي بنغمة إعلامية متناسقة ورقصة طبول مألوفة. دفاعنا عن حسن الراشدي وعن « الموقف » ولطفي حجي وصحيفة « المساء » المغربية وسليم بوخذير وكل صوت حرّ مخالف للسائد لا يعني البتة دعوة للتخلي عن ميثاق الشرف الصحفي أو الالتفاف على مبدإ التحري من المعلومة قبل نشرها أو بثها. لكن ما لا نقبله أن يكون ‘طلب الاعتذار ‘أو ‘القضاء ‘ أو ‘الاتهام بخدمة مصالح أجنبية غيورة’ مطية لتركيع الإعلام الحرّ وإخراس صوته ودفعه إلى الاستقالة والمغادرة. ما حدث في الجزائر الشقيقة التي أثبتت لوقت قريب احترامها للإعلام وحرية التعبير هو الآخر ضرب من ضروب النهل من النموذج المغاربي الرديء في التعامل مع وسائل الإعلام. فأن يخطئ مراسلو  « رويترز » أو وكالة الصحافة الفرنسية في بث خبر مغلوط لان مصادره لم تكن موثوقا بها، فذلك يقتضي لزاما التصحيح والتراجع، و في حالات أخرى الاعتذار الصريح. أما أن يخوّن المراسل و يسحب اعتماده ويُقطع رزقه فذلك دليل على عداء من نوع آخر يندر وجوده كما قلنا خارج منطقتنا المغاربية، وهو دلالة على الركوب على الأخطاء والثغرات لتصفية الحساب و تسجيل الأهداف. متى نفهم أن محاولة تركيع الإعلام لا تأتي البتة بالنتائج التي تدور بخلد الحكومات ، فهل سحب اعتماد حجي أدى إلى غضّ طرف ‘الجزيرة’ عما يحدث في تونس من أحداث ، وهل سجن بوخذير أخاف بقية الأقلام الحرة فانحرفت بخياراتها التحريرية إلى الدعاية و التهليل؟ وهل محاولات دفع « الموقف للاحتجاب » عبر منعها من التوزيع تارة ، وعقلة رصيدها البنكي تارة أخرى و رفع عدد من الدعاوى ضدّها طورا ثالثا، دفعها إلى التخلي عن الوظيفة الإخبارية التي أناطتها بعهدتها؟ دعوة أخويّة ومن مصلحة وطنية إلى مراجعة أسس العلاقة مع حق التعبير والنشر والحصول على المعلومة، و احترام الصحفي الذي يتحمّل مسؤولية كبرى في ظروف استثنائية للغاية، خصوصا أننا في عصر عولمة المعلومة وانهيار الحدود والحواجز أيا كان مصدرها. المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008

الحكومة تُفوت في شركة التنقيب عن النفط في ذروة ازدهار القطاع
 
أصدرت الإدارة العامة للخوصصة في الوزارة الأولى يوم 5 جوان الجاري إعلان نوايا للتفويت في كتلة من الأسهم في رأس مال الشركة التونسية للتنقيب لفائدة « مستثمر استراتيجي » ممن لهم خبرة في الحفر في اليابسة و (أو) في البحر. ويُقفل هذا الطلب يوم 30 جوان 2008. ويُستخلص من هذا الإعلان ما يلي: أولا أن كتلة الأسهم المعروضة للتفويت لم تُحدد في الإعلان مع العلم أن الحكومة تعتزم التخلي عن 51 بالمائة من رأس مال الشركة. فهل أن الإعراض عن ذكر مقدار الكتلة هو تراجع نسبي عن التفويت في أغلبية الأسهم؟ وهل أن النسبة ستنزل إلى حدود 35 بالمائة، أسوة بنسبة التفويت في رأس مال « اتصالات تونس » خلال المرحلة الأولى من خوصصتها مع إصدار قرار خاص بالشركة يُعفي المؤسسة من الرجوع لوزارة الإشراف في تحديد الأجور والإنتداب؟ ثانيا اقتصر التصريح بالنتائج المالية للشركة في الإعلان على سنة 2006 وتم غض النظر عن نتائج سنتي  2005 و2007، بل تم تضخيم نشاط الشركة في السوق التونسية إلى 60 بالمائة عوضا عن 41 بالمائة كما هو في الواقع. ويرمي ذلك التضخيم إلى التغطية على تراجع الدور العملياتي للشركة بالبلاد التونسية. ويجدر أن نوضح في هذا المضمار أن الشركة ظلت رابحة رغم تراجع نشاطها لأسباب عدة، من بينها وقف الإستثمار منذ عقدين والحد من التكوين بالإضافة لسوء التصرف. وتفيد الحسابات الدقيقة أن الشركة حققت فوائد مقدارها 0.6 مليون دينار (2005) و5.4 ملايين دينار (2006) و6.2 مليون دينار (2007) رغم تراجع نشاطها في السوق التونسية من 67 بالمائة (2005) إلى  41  بالمائة  (2006) و23  بالمائة (2007). وتدل المؤشرات الأولية على أن نتائجها ستكون ضعيفة في سنة 2008 وهي تُقدر بـ15 بالمائة، وأن النتيجة المالية ستكون سلبية. وإذا ثبت ذلك ستكون أول سنة سلبية في حياة الشركة منذ تأسيسها في 1981. وهذا يطرح السؤال مجددا عن دوافع التفويت فيها في الوقت الذي ازدهر فيه نشاط الحفر في تونس مع الإرتفاع المتسارع في أسعار المحروقات عالميا. ثالثا تم تحديد مهلة لتقديم العروض قصد التعبير عن الرغبة في التفويت في كتلة الأسهم، بأربعة وعشرين يوما بينما جرت العادة أن تُعطى مهلة تصل إلى عدة أشهر عند التفويت في مثل هذه المؤسسات بالنظر لأهمية الموضوع. وهذا دليل على الرغبة في تسريع مسار التخلص من الشركة بعيدا عن رقابة الهياكل المنتخبة التي تمثل المجتمع المدني، وفي ظل تعتيم إعلامي وعدم تفاعل نقابي. وعزز هذا المنحى مخاوف العمال والفنيين العاملين في قطاع الطاقة على مصيرهم، خاصة عندما شاهدوا انتداب عمال غير مختصين من رومانيا والهند والفليبين وماليزيا … لقبولهم بأجور أدنى.  ويتعزز هذا الشعور بالخوف عندما نرى مفعول القوة المتزايدة لتدخل المتنفذين، الباحثين عن الربح السريع، الذين يتجاوزون المحظورات مثل دفع الحكومة إلى السماح لمصانع الإسمنت التي تم التفويت فيها باستبدال الفيول بالفحم البترولي المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 456 بتاريخ 13جوان 2008


 
 حصـــــــــــاد الأسبــــــــــــــوع  
 
 
 
 
 
بقلم: عبدالله الزواري Abzouari@hotmail.com  ‘أتعلم أين ينامُ الليلة أخوك عبدالكريم الهاروني؟؟؟’ 1) عـلـمــتُ: 1- الشاب البشير العويساوي لم تسعفه ظروف مختلفة من مواصلة تعليمه بالبلاد التونسية فاضطر للهجرة بحثا عن تحقيق ما كان يصبو إليه من تحصيل علمي..و استقر به المقام منذ خمس سنوات بالبلاد السورية..لا شيء كان يمنعه من العودة إلى البلد في السنوات الماضية غير ضيق ذات اليد فكان يستغل العطلة الصيفية في القيام ببعض الأشغال المختلفة ليوفر شيئا من المال يعينه على نوائب الغربة… و في نهاية الأسبوع الأول من شهر جوان الجاري هاتف عائلته معلنا عودته إلى البلد.. غير أن المسكين نزل به ما لم يكن في الحسبان إذ وقع إيقافه قبل أن يشم ‘ريحة البلاد’ و أحيل إلى ‘مصلحة أمن الدولة’ حيث تعرض لما يتعرض له كل من مر من هناك… و في قانون العاشر من ديسمبر 2003 متسع ليجد كل تونسي مهما كان رأيه و نهجه ما يناسب مت تهم كفيلة لتغيببه وراء الشمس مددا تطول أو تقصر حسب الرغبة… ثم كان سجن المرناقية… الشاب البشير العويساوي – من مواليد 1980 بقرية سيدي عمر بوحجلة- ظن أنه سيدخل فرحة طالما انتظرتها عائلته برجوعه إلى البلد متوجها بشهادة البكالوريا لكن كانت هناك إرادة أخرى لم تكتف بحرمانه من هذه الفرحة بل تجاوزتها لتدخل العائلة بكاملها في متاهات المحاكم و القضاء… و يمثل الشاب البشير غدا الخميس أمام المحكمة الابتدائية المختصة بتونس العاصمة….. في القضية رقم 4/ 12831…… 2- حرم السيد علي العريض السجين السياسي السابق من الحياة الطبيعية في بلده و لا يكاد يمضي أسبوع إلا و يدعى إلى أحد مخافر ‘الأمن’… و رغم عشرات المرات التي دعي فيها إلى هذه المخافر لم يقدم له  استدعاء واحد سواء كان وفق ما ينص عليه القانون أو دون ذلك….. سؤال يردد في ألف مناسبة و مناسبة’ ما المانع من تقديم استدعاء قانوني لمن يريدون حضوره لديهم؟؟؟ عجز العقل البسيط عن وجود سبب مقنع لهذا الإصرار… لكن أحدهم أدرك السبب فقال: ‘ إنه الإصرار على عدم احترام القانون بل الإصرار على دوسه و انتهاكه في إشارة ذكية ‘إننا لن نحترم شكليات القانون فما بالكم بروحه’… قدم اليوم عون أمن بلباس مدني إلى بيت السيد علي العريض و طلب منه الحضور غدا الخميس السيد علي العريض 26 جوان 2008 على الساعة الثامنة و النصف صباحا بمنطقة ‘الأمن الوطني’ بباردو… و عند سؤالهم عن استدعاء قيل له ليس لدينا أي استدعاء، أليس في حضورنا كفاية؟؟ و قرر السيد علي العريض الذهاب غدا هناك.. و عند سؤاله عن السبب المتوقع؟ أجاب لا أدري… قد تكون استجابتي لدعوة وفد هيومن رايتس ووتش للحضور معهم عند إقامتهم في تونس المدة الماضية… 2) تـدبرت: ‘ الصحافة الحرة لا وجود لها. أنتم، أصدقائي الأعزاء، تعرفون ذلك، و أنا أعرف ذلك، لا أحد منكم يستطيع أن يعطي رأيه الشخصي علنا. إننا تلك الدمى التي تتحرك و تقفز إذا جذبوا خيوطها. إن علمنا و قدراتنا بل و حياتنا ملك لهم. إننا أدوات و زينة القوى المالية التي تقف خلفنا. إننا لسنا أكثر من بغايا مثقفين’ جون سوايتن ناشر ‘ نيويورك تايمز’ في خطابه توديعي.. 3) سمعت: البكالوريا: عند اجتياز مادة  من المواد اقترب أستاذ مراقب من أحد التلاميذ     و طلب منه ‘تعمير’ الفراغات في ورقة المناظرة (الاسم و اللقب، تاريخ        و مكان الولادة…) و كانت الكتابة بالفرنسية –اللغة الثانية في البلاد- .. لم يفهم التلميذ المجتاز لمناظرة البكالوريا معنى كلمة lieuفطلب من الأستاذ  شرحها له… ذهل الأستاذ من سؤال التلميذ، فاستفسره هل يمزح أم يتحدث بجد؟ فأجاب التلميذ : و هل هذا وقت مزاح؟.. فأجابه الأستاذ عن معنى الكلمة و لسان حاله يقول: لو لم تكن تمزح طيلة خمسة عشر سنة لعرفت معنى الكلمة… عندما روى الأستاذ المراقب هذه الحادثة عقب آخر قائلا: ‘ في أول السنة الدراسية جرت العادة بتقديم التلاميذ بطاقة إرشادات شخصية تحتوي الاسم و اللقب و اسم الأب و مهنته……إلى غير ذلك من الإرشادات… وبعد جمع هذه البطاقات استرعى الانتباه وجود بطاقتين لتلميذ واحد لكن بخط مختلف… فسألت التلميذ لم قدم بطاقتين فنفى ذلك و بعد التثبت تبين أن زميله الذي يجلس قربه قدم الورقة الأخرى… زميله هذا ظن أن في الأمر اختبارا فعمد إلى ما كان يعمد إليه أي ‘تنقيل’ ما يكتبه أحد زملائه…’ عندئذ استفسر أحد الحاضرين الأستاذ: ‘ ألم يكن قادرا على كتابة اسمه و لقبه؟؟’ فأقسم الأستاذ أنه لم يكن قادرا على ذلك، أي على كتابة اسمه و لقبه بصورة صحيحة…. هذا التلميذ يزاول تعليمه بالسنة الثامنة من التعليم الأساسي في المدرسة الإعدادية ب…… و له من العمر ما لا يقل عن أربعة عشر سنة… أليس هذا وجها آخر من نجاحات تونس العهد الجديد؟؟؟؟ 4) رأيــت: أساليب و طرق الهجرة متنوعة وغريبة أحيانا… جمعت بعضها مما بلغه سمعي لكني رأيت و لا أزال أرى أن في نشرها ما يضيق على الراغبين فيها و بالتالي حرمانهم من تحقيق البعض من طموحاتهم… لكن يبدو أن في كشفها –لمن لا يعرفها- بيان لحال البلد و تضحية بعض أبنائه بالغالي والنفيس ليس في الدفاع عنه بل للهروب منه و من جنته لأنهم اكتووا – و لا يزالون – بنار المذلة         و الهوان، و جحيم القهر و النكاية و شربوا حتى الثمالة من كؤوس الحرمان، الحرمان من مختلف الحقوق التي ترتقي بهم إلى مستوى الآدمية….. هل يصدق البعض أن أحدهم دفع ثلاثين ألف دينار مقابل الوصول إلى أوروبا… هل يصدق أن بعضهم باع ما يملك من أجل الفرار من جنة البلد… هل يصدق أن بعضهم وصل إلى الصين أو البرازيل  طمعا في أن يحط عصا الترحال هناك… قد يقول البعض مجانين هؤلاء، لكن ألا يكون في الجنون حكمة؟؟؟ عبدالكريم الهاروني المهندس الأول والسجين السياسي السابق و المناضل النقابي يعرف كثيرا من هذا لذلك قرر أن يعيش ‘رحالة’ دون مقر ثابت متنقلا بين الغابات و المدينة و بين الشواطئ و الجبال تمسكا بشيء من آدميته… عبد الكريم أين يقضي ليلته هذه؟؟ ألم يكن في سجنه أكثر أمانا و أقل انشغالا على والده المسن الذي أصبح بيته نقطة مراقبة ثابتة بالليل و النهار لأعوان أمن منعوا العائلة من حياة طبيعية هادئة…. 5) قــرأت: كيف تعاونت الصهيونية مع النازية في ألمانيا؟                                كتب أ. أورخان محمد علي*    20/06/2008 تأسست إسرائيل على أسطورة التطهير العرقي. وترسخ تأييد الرأي العالمي لها بعد قيامها باستغلال هذه الأسطورة أذكى استغلال وأمهره، فكتبت مئات الآلاف من المقالات وألفت آلاف الكتب –بجميع اللغات العالمية- عنها وصور أكثر من مائة فلم في هوليود تحكي عن هذه المأساة الإنسانية وتصور اليهود شعباً طيباً ذكياً يميل إلى الخير والحب، وكيف أنه تعرض لمأساة إنسانية كبيرة تمثلت في قيام النازية في ألمانيا باعتقال اليهود في معسكرات الاعتقال والقضاء على 6 ملايين على زعمهم  في غرف الغاز السام.واستخدمت كل وسائل الإعلام في ترويج هذه الخدعة. ……………………………………………………………………….. من يقرأ كتاب الكاتب اليهودي الأمريكي (لني برينر Lenni Brenner)المعنون بـ  (Zionism in The age of dictators) أي (الصهيونية في العهد الديكتاتوري) سيقرأ أموراً عجيبة، فمثلاً يشير الكاتب اليهودي إلى أن (منظمة شتيرن) اليهودية التي كانت تسعى لإنشاء دولة يهودية في أرض فلسطين اقترحت عام 1941 التعاون مع النازية. وتجلى هذا الاقتراح في (وثيقة أنقرة). مع أن عام 1941م هو العام الذي يقول التاريخ الرسمي بأنه العام الذي صدر فيه (الحل النهائي Final Solution) أي قرار إبادة اليهود. والغريب أن أهم شخصية من الشخصيات الثلاثة الذين قدموا اقتراح التعاون مع النازية من منظمة شتيرن كان إسحاق شامير من حزب ليكود. …………………………… استطاع اليهود الدخول إلى المعترك السياسي في أوروبا بعد الثورة الفرنسية التي أضعفت نفوذ الكنيسة وزادت في أثنائها المطالبة بحقوق الإنسان وبحرياته بصرف النظر عن دينه. لذا فقد رفعت الحواجز الدينية تدريجيا، وبدأت أوروبا تحكم بالعلمانية وليست بالكنيسة. وهذا فتح الأبواب أمام اليهود للدخول إلى المعترك السياسي وامتلاك القوة السياسية بجانب القوة الاقتصادية، لذا نرى أن المصرفي اليهودي البارز روتشليد يدخل إلى مجلس اللوردات لأول مرة في انكلترة، وبعد وقت قصير تربع يهودي آخر وهو بنيامين دزرائيلي على كرسي رئاسة الوزراء في انكلترة. وكلما قل أثر الكنيسة وأثر الدين زاد نفوذ اليهود، وبدأت نغمة إعطاء الحقوق لهم تتردد كثيراً في أوروبا. ومن هذه الحقوق حق عودتهم إلى فلسطين التي أجلوا عنها عام 70م. وبدأت الكثرة من الأوساط في أوروبا تنظر بعين العطف إلى هذا الحق!!. ولكن معظم اليهود كانوا يعتقدون بأن رجوعهم إلى فلسطين لن يكون إلا بعد ظهور المسيح الحقيقي.  ………………………………………………………………………. أي كان للصهيونية دور كبير في المآسي التي تجرعها اليهود ولا سيما في ألمانيا ، لأنها ساندت النازية وساهمت في إيصال هتلر إلى الحكم. ولولا وصول هتلر إلى الحكم لما حدثت كل تلك المآسي. ولكن زعماء الصهيونية – مع وجود كل هذا التاريخ الأسود لهم في تأييد النازية – لم يخجلوا من التباكي أمام العالم على الضحايا اليهود في ألمانيا ثم في البلدان التي احتلها الألمان، ولم يتوانوا عن استغلال هذه المآسي -التي لهم ضلع كبير فيها- لابتزاز الشعب الألماني وأخذ تعويضات مالية كبيرة منه، وزرع عقدة الذنب فيه، مثلما ابتزوا الرأي العالمي واستغفلوه وجعلوا من مأساة اليهود حجة وذريعة لاغتصاب ارض فلسطين وتهجير وقتل أبنائه، مع أنه لم يكن لهم أي دور فيما حدث لليهود. الرابط: http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2958&Itemid=1 6) نقلــت: اعتذارات بقلم: اوري أفنيري 22 جوان 2008 هذا الأسبوع: قام الوزير الأول الكندي  بتصريح أمام البرلمان: إنه قدم اعتذاراته للسكان الأصليين في بلاده عن المظالم التي سلطت عليهم طيلة أجيال الحكومات الكندية المتعاقبة.. و بهذه الطريقة تحاول كندا البيضاء التي احتل أجدادها البلد محاولين محو ثقافة السكان الأصلين.. إن تقديم اعتذارات عن مظالم  سابقة أصبح عنصرا من الثقافية السياسية المعاصرة. و هذا أمر ليس من الهين القيام به، و يمكن أن يقول السينيك بأن هذا عمل غير نزيه، إنها مجرد كلمات، و الكلمات هي منتوج بخس الثمن.. لكن  مثل هذا العمل له دلالة عميقة في الواقع.. إن الكائن البشري يبدي امتعاضا في الاعتراف بالمظالم التي وقعت و الفظاعات المرتكبة فما بالك بأمة بأكملها..       و هذا يستدعي إعادة كتابة الصيرورة التاريخية التي تمثل أساس التناسق الوطني.. و يتطلب تغيير عميق للكتب المدرسية و تغيير كيفية النظر لمتعلقات الأمة. و في العموم تستنكف الحكومات من فعل ذلك بسبب الديماغوجيون الوطنيون و تجار الكراهية المتواجدون في كل البلدان. الرابط:http://www.mondialisation.ca/index.php?context=va&aid=9413 7) دعـاء: ‘اللهم لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها و لا جنة إلا هتكتها ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها’ (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 24 جوان 2008)

 
دردشة هاتفيّة مع الأخ الكريم الدكتور منصف بن سالم تثمر سماع خبر بُشرى

 

 
دردشها وحوّلها إلى الحروف عبدالحميد العدّاسي   كان ذلك، اليوم الخميس 26 جوان 2008، ظهرا… والحديث مع المنصف ليس عملا إعلاميّا ولكنّه عمل تعبّدي، ففيه برّ الأصدقاء وفيه صلة الرّحم وفيه توقير الكبير وفيه تبجيل العالم وفيه مواساة المظلوم وفيه الاعتراف بالفضل لصاحب الفضل…   وقد تطرّقنا في بداية الحديث إلى الدعوة أو الفكرة التي اقترحها موقع الحوار.نت والمتثّلة في إحداث « جائزة ابن سالم »، حيث بيّن منصف (*) أنّه قد سمع بالأمر (**)، وقد تأثّر منه حتّى البكاء (ومنصف « الشديد » من البكّائين، كما عرفته) مشيرا إلى أنّ العلماء في تونس كُثر، وقد كان يمكن أو يجب تسمية الجائزة بمن هو أفضل منه – حسب تعبيره – وسمّى أستاذنا السجين، الواقف، الجبل، الدكتور الصادق شورو، وأخاه الفتى، عبّاس شورو… فما لبثت أن قلت مهوّنا: أنا أعرفكم ثلاثتكم، فالصادق أستاذي في الكيمياء العضوية وعبّاس أستاذي في الفيزياء التقديرية أو الكميّة إن صحّ التعبير (La physique quantique)، وأنت صاحبي وأستاذي في الحياة، وأنتم عندي من شجرة طيّبة واحدة: شجرة العلوم النّافعة، شجرة الخير…   الخبر: ثمّ تحدّثنا عن العائلة وخصصنا بالذكر بعض أفرادها، فكان أن سمعت هذا الخبر البُشرى: مريم بنت منصف بن سالم حاولت مرّات كثيرة الاستفادة من المدرسة القوميّة للمهندسين بصفاقس، ليس فقط لقربها من محلّ سكناها ولكن أيضا لعِلمها أنّ هذه المدرسة قدّ أسّسها والدها ابن تونس البارّ وأحد أهمّ علماء إفريقيا – إن لم نقل العالم – في تخصّصاته المتعدّدة، حسبما تظهره سيرته الذاتيّة وما يشهد به العلماء، وما كانت تتصوّر أنّ كفران النعمة يصل بالمسؤول التونسي إلى حدّ تحريم النعمة، غير أنّها قوبلت بالرفض التام وجَنت من زياراتها كلّها الكثير من السباب المقذع، دون أن تتمكّن من التسجيل فيها أو الانتفاع ببعض نِتاج عرق أبيها. ولكنّ الله سبحانه وتعالى جعل لها مخرجا بأن وجدت مكانا لها في المعهد العالي للإعلاميّة والملتيميديا (multimedia)، ثمّ كان أن اتّخذت مريمُ من البيت قاعة للدّراسة عوّضتها صعوبة الالتحاق بقابس التي يوجد بها المعهد المذكور والتي تبعد عن مقرّ سكنى العائلة أكثر من 130 كلم (136)… ثمّ إنّها نظرت من حولها فوجدت هذا الدكتور العملاق الذي أجبروه على التقاعد مانعين خيره من الوصول إلى العباد، فدعته بلباقة وحياء إلى تنشيط نفسه للإشراف على رسالة بعضِ نفسه، فلذة كبده… فكان أن نشط هذا العملاق ثمّ ما لبث أن انخرط معها في إنجاز بحث أثمر « نظريّة جديدة في البحث العلمي »، ساهم فيها نبوغ المنصف في الرّياضيات التطبيقية كما هو معلوم… بحث مرتبط بالإعلاميّة وتطبيقاتها في مجالات البرمجة وغيرها، وسوف تطلعنا الأيّام بإذن الله على فحوى هذه النظريّة في الأيّام التي تلي يوم غد الجمعة، موعد مثول مريم الطالبة الزائرة أمام اللجنة العلميّة لمناقشة رسالة الماجستير في الإعلاميّة التي كانت تحت إشراف أبيها الأستاذ الدكتور المحاصر، وذلك على الساعة الرّابعة بعد الزوال بالتوقيت المحلّي التونسي بإذن الله….   سؤال: قلت: سأسألك سؤالا استفزازيا بعض الشيء، إذ كيف يمكن أن تأتينا ومريمُ بنظريّة جديدة في البحث العلمي في ميدان الإعلاميّة، علما وأنّ الإعلاميّة ما تطوّرت وتقدّمت على النحو الذي نراها عليه الآن إلاّ بعد أن وقع عزلك عن الحياة العلميّة والعامّة في نفس الوقت؟! قال منصف: أخي عبدالحميد، اعلم أوّلا أنّ البحث العلميّ والعلم هو حريّة أو لا يكون… فلا علم ولا بحث فيه بدون حرّية كاملة. هذا من ناحيّة وأمّا عن كيف يمكنني الإسهام في الإعلاميّة فأنا أملك العلم الصحيح الأوّل « الرّياضيات » الذي على أساسه تُبنى كلّ العلوم!… أليست الرّياضيات هي من جاد على الإعلاميّة برقمي الصفر والواحد (0، 1)؟! لكم تمنّيت أخي الحديث عن منطق الرّياضيات وارتباطه الوثيق بالإيمان… فهذه الحياة مبنيّة على المنطق، والإيمان كذلك مبنيّ على المنطق (La logique)، وهو الضالة التي نجدها في الرّياضيات…   ثمّ… استأذنته في أن أنقل إليكم بتصرّف فحوى هذه الدردشة، فأذن، ففعلت ذلك دون تردّد!… فقط لأبرز أنّ العبد لن يقدر أبدا على إطفاء نور تكفّل الله سبحانه وتعالى بجعله في قلب مؤمن ثمّ جعله بين يدي مؤمن يصير به على بصيرة بين النّاس إلى الله الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله محرّما بين النّاس!…       ـــــــــــــــــــــــــ (*): القرب من منصف ومحبّته تقتضي عدم الارتكاز على ألقابه الكثيرة، وأنا أعلم أنّ أحبّها إليه أنّه عبد الله!… (**): حدّثني عن الصعوبات الكثيرة والكبيرة في الوصول إلى مصادر الخبر، فإنّ كلّ المواقع (تونس نيوز- الحوار وغيرها) مراقبة ولا يمكن الوصول إلى تصفّحها إلاّ بما يسّر ربيّ…

 
 

أسرار الحرب على العمل الخيري العربي الاسلامي الهجمة العدوانية على المؤسسات الخيرية .. البوسنة نموذجا رئيس هيئة خيرية ‘ للحوار.نت’: الهدف من التحقيقات هو تشويه العمل الخيري الإسلامي أمام الرأي العام

 

 
عبدالباقي خليفة (*) مثل الموقف المشرف لحكومة الكويت من الاجراءات العبثية والاحتباطية والتعسفية لوزارة الخزانة الاميركية ، والمتمثلة في قرار تجميد أصول وأموال ،جمعية احياء التراث الاسلامي ، بزعم ضلوعها في دعم وتمويل تنظيم القاعدة بدون أي أدلة .مثل ذلك الموقف التاريخي والشجاع والذي يستحق الثناء والاشادة ،إذ أنه من المواقف العزيزة للدول الاسلامية التي تستحق مرتبة الشرف وسنام المجد . فقد تمكنت وزرة الخارجية الكويتية من تجميد قرار في مجلس الأمن يقر بتجميد أصول وأموال ، جمعية احياء التراث الاسلامي ، وهي جمعية خيرية لها أيادي بيضاء في مختلف أنحاء العالم ، في أوربا وافريقيا وآسيا وكل مكان تقريبا . تعرفها الحكومات والمنظمات الأهلية في جميع الدول التي تعمل بها بنظافة اليد والبعد عن الشبهات مثلها مثل بقية الهيئآت الاسلامية ولا سيما الخليجية التي أعطت صورة مشرقة عن الكويت والسعودية ودولة الامارات وقطر ، ورفعت اسمها عاليا في تلك الدول ورسخت انطباعا عظيما لدى شعوبها تجاه بلاد الخير والعمل الخيري المؤسسي ،لو أنفقت تلك الدول أضعاف ما أنقته تلك المؤسسات من الملايين لتحسين صورتها في العالم لما أنجزت ما أنجزته تلك المؤسسات لصالحها . وأقول ذلك بحكم عملي الطويل في الاعلام وتحديدا العمل الاغاثي الخليجي . وإن كان هناك من تساؤل فهو كيف تسمح دولة مثل الولايات المتحدة الاميركية ، التي تنصب نفسها وصيا على حقوق الانسان في العالم وتزعم أنها دولة قانون أن تصدر منها مثل هذه القرارات والاجراءت بحق مؤسسات مثل ‘ جمعية احياء التراث ، وهي مؤسسة نزيهة ومعروفة بالتزامها بقوانين الدول التي تعمل فيها وبالقانون الدولي وتحرص على ذلك ،وتوصي به موظفيها . ولأنه لا يمكن تغطية كل ما يتعلق بالحرب ضد المؤسسات الخيرية الاسلامية ( المقصرة في المجال الاعلامي لحد الرثاء فهي لا تعرف بانجازاتها لدى حكوماتها والحكومات المعنية وأمام الرأي العام المحلي في دولها وفي الدول التي تعمل فيها ولدى الراي العام العالمي والمنظمات الدولية رغم انجازاتها العظيمة التي وقفنا عليها وكنا شهود عيان لها في أكثر من دولة ) ، فإننا سنقتصر على البوسنة التي واكبنا فيها نشاط المؤسسات الخيرية الاسلامية ، كما واكبنا فيها الحرب التي طالتها والتي لاتزال تطالها في هذا البلد العزيز المغلوب على أمره ،حيث هناك نفوذ طاغ للأميركان وللاوروبيين لا يستطيع أحد مقاومته . الحرب السرية : وهذا ما كشفه تقرير تم تسريبه مؤخر على أن ‘ المنظمات الإسلامية تحتل المقام الأول في نشاط كافة أجهزة المخابرات الدولية إذ تم تشغيل عدد كبير من المخبرين والمتعاونين معها لمتابعة نشاط المنظمات الإسلامية والعاملين بها والمتعاونين معها ومحبيها . وتخصص المخابرات  وفق المصدر لهذا الغرض مبالغ مالية كبيرة ‘ . مما يعني أن بعض وكالات الاستخبارات قد تسقط فريسة كذب مخبريها ، الذين يحرصون على تبليغ معلومات ترفع من أهميتهم حتى لو كانت كاذبة . ومن بين المنظمات الخيرية التي خضعت وتخضع للمراقبة الصارمة لأنها عربية اسلامية نجد مؤسسات  مثل مؤسسة طيبة الخيرية العالمية  ( لقد ألغيت هذه المؤسسة لكن استمرت في نشاطها تحت غطاء  من خلال فروعها المسجلة قانوناًوبشكل منفصل مثل المركز الإسلامي في حاجيتشي ـ 30 كيلومتر جنوب غرب سراييفو ،وجمعية الهلال الأحمر الخيرية .ومؤسسة العون العالمية ـ Human Apel Internationalوهيئة الإغاثة الانسانية المصرية . ومؤسسة الوقف الإسلامية الخيرية ،واللجنة الكويتية المشتركة ،ومؤسسة  الرحمة العالمية ،ومركز الملك فهد الثقافي ،ومؤسسة المستقبل الخيرية ( وارثة مؤسسة قطر الخيرية ) ومؤسسة FOO   الخيرية ،ومدرسة الأمل الابتدائية ،ومؤسسة النور والأمل للتعليم  قبل المدرسي ( حضانة ) ومدرسة المنار الابتدائية،ومنظمة الدعوة الإسلامية العالمية،ووكالة إسراء الخيرية،والندوة العالمية الاسلامية،  ومؤسسة(حضانة) علاء الدين للتعليم قبل المدرسي في توزلا ، ومؤسسة ( حضانة ) رياض الصالحين للتعليم قبل المدرسي في بيهاتش ،ومؤسسة العون الإسلامي الخيرية .((moslem aidوشركة Zischi  وعيادة ساناسا Sanasa  . وشركة سنابل ‘ Senabil وغيرها . وهكذا نجد أن كل المؤسسات الاسلامية تقريبا في دائرة الشبهة الملفقة. وهناك نوع من الارهاب السياسي تمارسه الاستخبارات الدولية ضد المسلمين ولا سيما في الحكومة البوسنية للاستجابة لطلباتهم بتجميد حسابات المؤسسات الاسلامية أو اغلاقها ، ودون أي أدلة على تورطها في دعم الارهاب المزعوم أو ما شابه ، ولكن ذلك لاهداف أخرى كما سيأتي . الارهاب ضد المؤسسات الاسلامية : لقد استجابت البوسنة مكرهة لاملاءات وارهاب الاستخبارات الدولية وحكوماتها في واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وغيرها ،وفتح الادعاء العام في البوسنة تحقيقات تشمل ما لا يقل عن 7 مؤسسات خيرية اسلامية متهمة زورا وبهتانا بتبييض الأموال . وقالت صحيفة ‘ نيزافيسني ‘ الصربية الصادرة في بنيالوكا ، 240 كيلومتر شمال سراييفو ،نقلا عن مصادر في الادعاء العام البوسني ‘ التحقيقات انطلقت بعد وصول معلومات تفيد بأن هذه المؤسسات تقوم بتبييض الاموال ‘ وذكرت الصحيفة أسماء عدد من المؤسسات الاغاثية من دول الخليج ولا سيما دولة الامارات العربية المتحدة والكويت ،وهي المؤسسات التي استثنيت في وقت سابق من المداهمات المستمرة والاتهامات بالعلاقة مع الارهاب ،ومعظمها مؤسسات خيرية سعودية .وقال المصدر أن بعض الهيئات التي تخضع للتحقيق حاليا موجودة على لائحة الامم المتحدة للمنظمات المتهمة بدعم الارهاب . ورغم أن التهم الموجهة إلى المؤسسات الخيرية الاسلامية لم يتم إثباتها قضائيا ،ولا حتى أمنيا ،إلا أن عددا منها تم إغلاقه وهو ما ترسخ لدى الراي العام بأن الموقف منها ليس مبنيا على أساس قضائي وإنما هو موقف سياسي تم املاؤه من الخارج وبدافع من بعض الجهات الاثنية والسياسية داخل البوسنة . وعودة للتقرير آنف الذكر فإن ‘ المنظمات الإسلامية المذكورة والمؤسسات الخيرية والشركات الخاصة مغطاة تماماً من قبل المخابرات حيث يتم استخدام كافة تقنيات المخابرات تجاهها مثل التنصت علي المكالمات الهاتفية ومتابعة كبار المسئولين والعاملين فيها وإدخال عملائها وإيجاد المتعاونين معها من الداخل ‘ وذلك ‘ من أجل اكتشاف علاقاتها المحتملة مع منظمة  ‘الشبان المسلمون ‘ المحلية (Mladi Muslimani) وذلك عن طريق الأقسام العملية التابعة للمخابرات والطرق الفنية العملية الأخرى مع العمل علي توفير الشروط العملية لتنفيذ محتمل للتصنت في الأماكن الرسمية والخاصة على حد سواء بالنسبة للأشخاص الذين ينفذ ضدهم عمل المراقبة , والقيام بشكل مستمر بتحليل وكشف المكالمات عن طريق الهواتف الثابتة والجوالة التي يستخدمها الأشخاص المعنيون بهدف التعرف على علاقاتهم ولغرض محاولة توفيق عملي محتمل مع بعضهم وتوجههم تجاه المجموعة المذكورة ‘ أحط أنواع الايذاء : لم تكتف الجهات المعادية للعمل الخيري العربي الاسلامي ، بنشر الاكاذيب ضد المؤسسات الخيرية الاسلامية ، حول علاقتها بالارهاب ، وتبييض الأموال ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ،وهو الزعم بأنها تنتج أسلحة بيولوجية ( هكذا ) وهذا ما حصل في البوسنة فقد قام فريق تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية ، الاف بي آي ،مؤخرا بتفتيش مقرات هيئات إغاثة اسلامية في سراييفو ،وبيوت موظفيها بحثا عن أسلحة بيولوجية داخلها ، لكنها لم تعثرعلى أي شئ من ذلك القبيل وفق ما صرحت به الشرطة البوسنية ، التي اشتركت في التفتيش كدروع بشرية !. وكانت معلومات استخبارية ، وفق مصادر اعلامية محلية ،في البوسنة ‘قد وصلت مكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية ، الاف بي آي ،الذي سارع في إرسال وفد من خبراء الاسلحة البيولوجية إلى سراييفو ومن ثم مداهمة مقرات الهيئآت الاغاثية ومنازل موظفيها بحثا عن تلك الاسلحة ‘.وتعتبر المؤسسات التي تمت مداهمتها وتفتيشها من بين الهيئات الاغاثية التي تعرضت في السنوات الماضية ولا سيما سنة 2002 م للمداهمة والتفتيش وعلى رأسها مؤسسة ، يو تي إن ، الباكستانية ،ومؤسسة طيبة انترناشيونال ، وغلوبال ريليف فونديشن . وقد اتهمت مؤسسة يوتي إن ،الباكستانية سنة 2002 م بالاعداد لهجمات ارهابية بالاسلحة البيولوجية في الولايات المتحدة الاميركية . لكن تلك التهم لم تثبت عند تمحيص المعلومات الاستخبارية التي وصفتها بعض المصادر ولا سيما الاغاثية في حينها بالكيدية . وتحتفظ وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وكذلك مكتب التحقيقات الفيدرالية بمكاتب لها في البلقان منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 م. وتقوم بمراقبة الأشخاص والهيئآت المختلفة ولا سيما ذات الطابع الاسلامي ،وبالأخص الأجنبية ،وتحظىالجهات العربية بما فيها الدبلوماسية بمراقبة مكثفة وخاصة . وقال موظفون يعملون بالمؤسسات المذكورة ، طلبوا عدم الاشارة إلى أسمائهم ، في اتصال هاتفي أجراه معهم ‘ الحوار ‘ ‘بالفعل تم اقتحام مقر سكنانا وكذلك مقر المؤسسة، ولم يعثروا على أي شئ كما صرحت بذلك الشرطة البوسنية ‘وعن سبب الاقتحام من وجهة نظرهم أجمع كل من اتصل  بهم ‘ الحوار ‘على أن السبب والهدف من ذلك ‘ وجود معلومات كاذبة كيدية يهدف أصحابها منذ عدة سنوات لتلطيخ سمعة الهيئات الاغاثية بالمعلومات الكاذبة ‘ و’ وهم ( الجهات التي أخبرت الاميركان ) كانوا يتمنون لو كانت أكاذيبهم صحيحة لتقديم الدليل على أن الهيئات الاغاثية متورطة في أعمال منافية للشرع قبل أن تكون منافية لاصول الضيافة والقيم الانسانية التي حث عليها الاسلام ‘ وقال موظفوا الاغاثة الذين تحدث  إليهم ‘ الحوار ‘ أنهم تعرضوا لازعاج شديد وانتهاك خصوصياتهم أثناء التفتيش ، بينما أشار مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى أنهم مارسوا عملهم بمهنية وحددوا أماكن عمال الاغاثة أثناء البحث ، ثم أطلقوا سراحهم واعتذروا لهم بعد نهاية التفتيش ، حيث لم يعثروا على أي شئ . وفق المصادر الثلاثة ، الاف بي آي ، والشرطة البوسنية ، وموظفي الاغاثة . تطوير العمل الاغاثي المحلي : لقد أدى حصار وضرب العمل الاغاثي الاسلامي إلى بروز ( بدائل ) محلية ضعيفة جدا نظرا  لحالة الفقر التي عليها المسلمين في الكثير من المناطق ، حيث تقوم منظمة الشباب المسلم (**) في البوسنة بجهود متواضعة على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية رغم قلة الامكانيات وحدة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادهم منذ حرب الابادة التي تعرض لها المسلمون  سنة 1992 م. ورغم أن الغالبية العظمى منهم من الشباب الجامعي إلا أنهم استطاعو توفير الجهد الناصب والقليل من المال لمساعدة النشئ المسلم على تعلم دينه وإدخال البهجة والسرور على الأطفال المحرومين . ومن الأعمال الخيرية التي تقوم بها جمعية الشباب المسلم رعاية حلقات تحفيظ القرآن لأطفال المسلمين ولا سيما في المناطق النائية . وقالت رئيسة إدارة الأعمال الخيرية في الجمعية ، أنديرا هرتسغوفاتس ، ‘للحوار ‘ ‘ نقوم بجمع الأموال من الأعضاء وممن يجد في نفسه الاستعداد والقدرة على التبرع بما يستطيع ‘ وعن مقدار التبرع أو الحد الأدنى ، ذكرت هرتسغوفاتس ‘ ليس للطلبة رواتب أو أي دخل مادي ولكنهم يتبرعون من مصروف جيوبهم وبثمن قهوة وهناك من يحرم نفسه من بعض الضروريات للمساهمة في المشروع ‘وأشارت إلى أنها تذهب كل مرة بكيس من النقود المعدنية التي يتبرع بها الطلبة وغيرهم إلى البنك لاستبدالها بأوراق نقدية لتسهيل عملية الشراء من المحلات ‘ وعن المواد التي يتم شراءها ومن ثم تقديمها للأطفال الفقراء قالت ‘ بدرجة أولى الأدوات المدرسية ثم الهدايا الصغيرة والمأكولات كالشوكولاطة والحلوى والعصائر وغيرها ‘ وعن طريقة التنقل أجابت ‘ لا نملك أي وسيلة نقل ولا توجد لدينا سيارة ،أحد الإخوة العرب يستخدم سيارته الصغيرة لمساعدتنا فكلما احتجنا شيئا نتصل به وهو يلبي النداء فورا ،ولكن عندما نريد التوجه إلى الأماكن البعيدة نحتاج إلى سيارة نقل للبضائع وهي سيارات لا توجد بها مقاعد فنضطر لتحمل كل المشاق في الطرق الوعرة ‘وعن آخر حملة قامت بها الجمعية قالت ‘بمناسبة رأس العام الهجرية نظمنا حملة لجمع التبرعات ونقلنا مواد مدرسية وهدايا للأطفال الفقراء في براتوناتس القريبة من سريبرينتسا حيث وزعنا المساعدات على أربع قرى ‘ وناشدت أهل الخير في الدول الاسلامية ولا سيما المنظمات الشبابية إنشاء جمعيات مماثلة سواء لمساعدة الأطفال في بلدانهم أو ارسال المساعدات إلى أطفال المسلمين عبر العالم عن طريق المنظمات الشبابية ومنهم أطفال البوسنة الذين يتعرضون لعمليات ممنهجة لسلخهم عن دينهم . كما بدأت مدرسة ‘ دار الوالدين للايتام  قزاز ‘ في جمع التبرعات من المحسنين في مساجد البوسنة ولا سيما سراييفو بعد حصار استمر طويلا على مركز التمويل في السعودية ،لتتمكن من توفير الطعام للايتام  الذين تكفلهم الدار التعليمية . وقد حث أئمة بعض المساجد في العاصمة البوسنية للتبرع للمدرسة  التي لم تعد تابعة لمؤسسة ‘ الحرمين والمسجد الاقصى ‘ الخيرية  بعد أن تولت لجنة بوسنية  تضم في عضويتها وزير الخارجية البوسني الاسبق زلادكو لوجومجيا وتطلق على نفسها ‘ سفاتلو بودوجنوست ‘ أي ‘ نور المستقبل ‘ مهمة الاشراف على المدرسة . إلا أن التبرعات  كما أكد  ج ص أحد المسؤولين في المدرسة ‘ للحوار ‘ لا تفي بالحاجيات الملحة للمدرسة والتي تبلغ نفقاتها الشهرية نحو نصف مليون دولار ‘ بل لا تمثل نسبة 0،1 % من حاجيات الطعام  فضلا عن الضورويات الاخرى ‘ وتشكو المدرسة منذ انتقالها إلى أيدي البوسنيين من ضعف الموارد المالية ومن الازمات المتلاحقة بتعبير عضو مجلس إدارة المدرسة  ناظم عابد خليلوفيتش الذي حث المواطنين عبر مكبرات  صوت أحد المساجد للتبرع للمدرسة ‘ التي تعيش أزمة ‘ وكانت الحكومة البوسنية قد جمدت في وقت سابق الحسابات المصرفية للمدرسة بعد اتهامات خارجية لها ، وهو ما نفاه القائمون عليها آنذاك والذين عاد معظمهم إلى بلدانهم أو انتقلوا لممارسة أعمال أخرى في البوسنة ودول أخرى . وقال  عدد من طلبة المدرسة ‘ للحوار  » بدأت عمليات التقشف بغياب المشروبات والعصائر من طاولات الطعام ثم تطورت الامور إلى مستوى الوجبات التي يتم تقديمها ‘ وتسري شائعات داخل المدرسة وخارجها عن تخفيضات في عدد الموظفين وعمال النظافة وربما المدرسين للتغلب على الازمة التي تضييق الخناق على إدارة المدرسة . ويقول البعض إن إدارة المدرسة قد تلجأ لتأجير بعض مباني المدرسة والصالة الرياضية لتوفير بعض العائدات التي من شأنها سد بعض الاحتياجات الضروروية للمدرسة . ومن المقترحات الاخرى فتح مدرسة خاصة يتم فيها قبول الطلبة بمقابل مادي يصرف الفائض منه على مدرسة الايتام . لكن أي من هذه المقترحات والاجراءات لم يتم التوصل إلى أي حل نهائي بخصوصها . وكانت الجهات السعودية المالكة للمدرسة قد سجلتها رسميا كوقف تابع للمشيخة الاسلامية في البوسنة منذ عدة شهور . وقد سمعنا ونحن ننهي هذا التقرير أن المياه عادت لمجاريها و أن وضع المدرسة تحسن بعد عودة التمويل من المملكة العربية السعودية .  أهداف الحرب ضد العمل الخيري : لقد أثبت العمل الخيري العربي الاسلامي نجاعته ونجاحه في تخفيف الكرب عن المكروبين والآلام عن الجرحى والمعذبين ، وحقق أهدافه الانسانية في مساعدة المستضعفين والمحرومين فكفل آلاف الايتام وحفر آلاف الآبار وبنى آلاف المدرس وأقام آلاف المساجد وقدم الدواء والكساء لملايين البشر في أوربا وافريقيا وآسيا ولا سيما المسلمين المضطهدين في العالم وضحايا الحروب والعدوان والكورث الطبيعية . وهذا ما أغاض الاعداء ولا سيما أولئك الذين يستغلون تلك الكوارث لمضاعفة آلام الناس واستغلال حاجتهم فيقدمون لهم ايديولوجياتهم مقابل الطعام والكساء . ولكن المؤسسات الاسلامية أفسدت عليهم تجارتهم تلك فعزمو على محاربتها ،وقبل 11/ 9 الذي يتعلل به البعض . وللأسف فإن الامم المتحدة وبرامجها والمنظمات المتفرعة عنها والتي تمول من قبل حكومات اسلامية وتتلقى منها الهبات باسم دعم العمل الانساني ، تقوم بتمويل منظمات تنصيرية تعمل في أوساط المسلمين في أوربا وافريقيا وآسيا ، كعمل بالوكالة . وعوض أن تتلقى المؤسسات الاسلامية بدورها الاموال من الامم المتحدة مثل بقية المؤسسات الخيرية في العالم يتم ضربها بهذه الطريقة البريرية والهمجية . وقال مدير مؤسسة خيرية اسلامية في البوسنة ‘ للحوار ‘ طلب عدم ذكر اسمه ‘ الهدف من التحقيقات هو تشويه العمل الخيري الاسلامي أمام الراي العام ‘وأضاف ‘ لقد تم إغلاق مؤسسات إغاثية اسلامية بحجة أن لها علاقة مع الارهاب ، فلماذا لم يتم سجن أصحابها إذا كان الأمر كذلك ‘وتابع ‘ إذا كان للمؤسسات الاغاثية علاقات مشبوهة مع الجريمة المنظمة كتبييض الاموال والارهاب كما قيل سابقا ،لماذا لم يتم نشر الادلة الدامغة في وسائل الاعلام بدل الاتهامات الفارغة من أي مضمون حقيقي ‘ . وقد امتنع الناطق باسم الادعاء في البوسنة ‘ بوريس غروبوشيتش ‘ في اتصال هاتفي أجراه معه ‘الحوار ‘عن الادلاء باي معلومات حول التحقيقات الجارية في الوقت الحاضر . وقال ‘ ليس لدي معلومات حول هذه القضية ولذلك لا أرغب في الحديث عنها ‘وتابع ‘هناك جهات تتابع عمل المؤسسات الاغاثية الاسلامية ولا تريد الافصاح عما تعمله ولهذا ليس لدي معلومات أقدمها لكم ‘ ويعتقد العاملون في المؤسسات الخيرية الاسلامية أن ‘ التحقيقات الجارية والتي سبقتها منذ 11 نوفمبر 2001 م وحتى قبل ذلك بكثير تهدف لتشويه العمل الخيري الاسلامي ، والشخصيات المرتبطة به ،وإعطاء صورة منفرة عنه للراي العام والجهات الداعمة له ، والمستفيدة منه على حد سواء ‘ . ** رقم هاتف الجمعية في سراييفو / البوسنة / 0038733271471 الايميل :  mmuslim@bih.net.ba (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 24 جوان 2008)  

 رسالة مفتوحة إلى خميَس الخياطي، ابن بلدي…                 … في حب الوطن والحرية والحكمة !

 

 
أهنئك بدءً، بوليدك الجديد، الذي، على أهمية ما سبق أن قرأتُ لك، أعتبره الأقرب إلى عقلي وقلبي ! وقد ترك له ‘تسريب الرمل’ المكان، راضيا مرضيا !. أحييك بَعداً، على شجاعتك، وعلى نزاهتك في آختيار موضوع هذا الكتاب، ‘من بلدي… يوميات مواطن عادي’، بفروعه المختلفة، أو قل بملامحه المتعددة: فهل هو تحقيق صحفي عن سلوكات التونسي اليومية؟. لا أرى أنه كذلك فحسب ! أم هو دراسة تحليلية لشخصية التونسي، منذ القدم وإلى الآن؟. هذا أيضا أراه، منفردا، هضماً لحقوق الكتاب والكاتب معاً ! إذن، هو بحث آجتماعي عن العيوب والعلل التي تنخر المجتمع التونسي؟. برأيي أنه ليس من الإنصاف الإكتفاء بذلك ! الحقيقة، برأيي كذلك، أن الكتاب هو كل ذلك، وأكثر !  إشادةٌ واجبة،قبلاً، بالأسلوب الذي اعتمدته لطرح الموضوع. وأعني بالأسلوب، فرعيه،اللغوي والهيكلي-البنائي للنص. فعلى المستوى اللغوي، نجحتَ في مراوغة أو مشاكسة القارئ، في نفس الوقت، بلغة سهلة ومباشرة حينا، ساخرة متهكمة، جامعة بين الأمثال وحكمة الفلاسفة، حينا ثانيا، ساخطة، غاضبة، أحيانا أخرى. مخاطبة للقاريء مرة، محاورة للذات مرة، صاعدة إلى أعالي ‘الأوليمب’ وغائصة في ذاكرة الفلاسفة، وناطقة بألسنتهم مرات… فتركتَني، وكذا القراء على ما أعتقد، في حال لهث دائم، من غير تعب، وراءك… دون أن أدري، ألِنباغت من أنت بصدد ملاحقتهم، أم لنباغت أنفسنا ؟ فنجحتَ، أيما نجاح، في شد الإنتباه. وبرهنتَ على قدرة فائقة في تطويع اللغة الفرنسية لمرماك ولمشروعك، بل… ولتونسيتك !. وعلى المستوى البنائي، فبرغم جدية وخطورة الموضوع الذي تطرقتَ إليه، فقد أقمتَ نصه على بناء حكائي مشوق، بل مخاتل، جعلت القاريء أحد طرفيه، ليكتشف أنه، هو الآخر، متورط معك ومع الآخرين  Les Chlakers أيا وكيفما كانوا، للأذقان، وفي نفس الوقت. درى بذلك من قبل، أم لم يَدرِ !.. في البداية، شرعتَ بزرع عناوين أو مفاتيح مواضيع، حتى ليخالها القاريء هي الأساس والسقف، من قساوةٍ على بعضنا البعض، وحدَةٍ في الطباع، وآنعدامِ ذوق، وتلوثِ لغةٍ في الشارع، وآستخفافٍ بما هو عمومي، برغم صفات النبوغ والتفرد، في المعنى الإيجابي، التي بقِيَت أسماءُ رموزها خالدةً إلى اليوم. وهكذا، جعلتَ القاريء معلَقاً بين السماء والأرض، على أبواب التسليم بأن ما نحن عليه، من فوضى وقلةِ ذوق، قدَرٌ، نحمل وزره منذ آلاف السنين، وسنظل !.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، الذي له في خلقه شؤون…. لكنك لا تترك للقاريء وقت تجرع بقايا ما آلتهمه من.. علقم، حتى تفتحَ أمامه مداخل جديدة إلى المدينة، أو بالأحرى إلى البلد..فتوخزه أن أَفِق، فالرحلة لم تنته بعد..وتظلَ تحتفظ لنفسك بكلمة السر لدخول البوابة الكاشفة لأسباب العلل، أو لجزء هام منها، إلى نهايات الكتاب ! : المشروع الثقافي إن النسبة الأكبر من بليَِتِنا تعود إلى غياب المشروع الثقافي التحديثي الكبير، الذي يعيد بناء فكر وسلوك الإنسان، منذ طفولته. ويخطط لمستقبله ومستقبل بلده، على أساس الحرية والعقلانية والتسامح، والتي هي عناصر الحصانة الحقيقية والصلبة والدائمة للهوية !. ولن تكون الهوية في خطر إلا عند الحجر على تلك العناصر، أو الأكاسير.. وفي هذا السياق، أشاركك سؤالك الحارق عن مصير أطفالنا إزاء الخطر الداهم. وكم كان رائعاً ومؤثراً تشبيهك له بتلك البكتيريا أو الطفيليات التي تتكاثر آليا(مِنو فيه..) لتمتص رحيق الزهر الجميل اليانع الفواح !. فتركتَني أتساءل معك، هل من أمل لإنقاذ أطفالنا وشبابنا، رحيق عمرنا ومستقبل بلدنا، من طفيليات متربصة بهم، لتمتص منهم أعز ما ملك الإنسان، أو أعز ما وهب الله للإنسان، العقل ؟. إذن المشروع الثقافي كان الجزء الأول من كلمة السر، وفقدانه،أو ضبابيته، هو/هي سبب ضياعنا وفوضانا وقلةِ ذوقنا، وبقائِنا لقمة سائغة للطفيليات تنهشنا، وهي لعمري آخذة في التكاثر..وهنا يأتي الجزء الثاني من كلمة السر: الغزو الخارجي : إنه غزو مركَب، يتكامل فيه تيارٌ رجعي، يعتمد الكتاب(أوالنشر) والتلفزيون(أوالصورة)، وآستعمارٌعسكري وآقتصادي،عالمي،حديث، يعتمد سياسة حرق الأرض،قريبة أو بعيدة، بمن عليها، لنهب مافيها.. وكلاهما يصب الزيت في نار الآخر. أما الجزء الأخير من كلمة السر فكان: الدولة: فمن المسؤول الرئيسي على إنجاز المشروع الثقافي بأبعاده الثلاثة،التربوي/التعليمي، الإعلامي، والثقافي من مسرح وسينما وكتاب؟ أليست الدولة ؟  فأين قيم الحرية والحداثة والعقلانية والتسامح في كل هذا؟ * في الخوف من الرأي المخالف وتحريمه؟ سواء جاء من معارض أو من مستقل… لايهم ! فمن ليس مؤيدَنا لابد أن يكون ضدَنا ! * في جعل الإذاعة والتلفزيون بوقا للتسبيح بحمد الحاكم؟ وإغماض العين عن النقائص ؟ * في تشجيع الناشئة على عدم آحترام وعد تقطعه على نفسها؟ * في الاستخفاف بالدستور؟ * في الرؤية و’الاستئناس’ بالحساب؟ وكأن إعلاء القرآن من شأن العلم والعلماء كان من أجل أن يُحيلَ هؤلاء دورهم في حساب بدايات ونهايات الأشهر القمرية، وهي الرؤية العلمية الأكيدة، للرائين من فوق السطوح ! * في رفع الأذان بالراديو والتلفزيون؟ وكأنه هو دليل إسلامنا وشهادة إثباته ! * في غلاء أسعار الكتب ؟ ومنع دخول أو إصدار العقلاني منها؟ إلا ما قلَ وندر، وفتح الأبواب أمام المدمَِر من بينها؟ ولعل الدورة الأخيرة لمعرض تونس للكتاب، وكثيرة قبلها، أبلغ الأدلة ! * في ملء الساحة بعنواين الصحف التي تصيب بالدوار والغثيان؟ حتى تاه الجدَِي منها في الزحام؟ ومنع التراخيص عن الصحف التي يمكن أن تقوم بدور المقاومة والتعديل؟ وملاحقة التي تحاول أن تضطلع بهذا الدور؟ * في شن الحملات الأمنية، من دون التعمق الجدي والعلمي في الأسباب الحقيقية لنزعة العنف، أو التعصب، أو اليأس لدى شريحة مهمة من الشباب؟ والاكتفاء بالترديد بأننا ‘دولة القانون والمؤسسات’ و’الأمن والأمان’؟ وبأننا قضينا على الإرهاب وآستأصلناه من الجذور؟؟ * في السكوت على ‘لاهِفِي’ المال العام، بكل الحيل، وعلى المرتشين الذين لاينقصهم إلا إحداث كراس شروط تضبط معاملاتهم؟ إن لم يكونوا قد فعلوا بعد ! صحيح، هناك خطاب سياسي حداثي، لرئيس الدولة بالأساس، يبشر بمستقبل راق متطور، ولكن الخطوات المقطوعة والأسس الموضوعة لإنجازه محتشمة وضنينة. وفي كثير من الأحيان تذهب في عكس آتجاه ذلك الخطاب، فبقي هو في واد والواقع في واد ! ونتيجة لكل ذلك، أخذت قاعدة الأغلبية الصامتة، وفي غفلة من الجميع، تتسع بآستمرار، لترسل أو تبث، بالقصد أو من دونه، إشاراتها الرمزية أو الدلالية، التي عرضتَ في كتابك جانبا هاما منها، عسى أولو ‘الأمر’ يتداركون ‘الأمر’ قبل استفحال ‘الأمر’ أكثر !! والكتاب، لعمري في الآخر، سلوك وطني بامتياز، قبل أن يكون ما سبق أن ذكرتُ في هذه الرسالة. بكلمة، إن كتابك أيها الصديق، ناقوس خطر !.. على أن لا يُفهَم أنه لأهل مالطة !!.. سامحني على الإطالة.. فقد أثار فيّ الكتاب كثيرا من الشجون، وذكَرني بمعاناة لي في نفس الإتجاه.. لكنه أفرحني، أيما فرح، لرؤيته النور أولا، ولكونك أنت كاتبه ثانيا ! أذكر أني عندما قرأت، بداية عام 2000، كتابا في سياقٍ مشابه، للصحفي الإيطالي ‘ماورسيو كوستانسو’، بعنوان ‘بلد غير عادي’. وطبعا المقصود إيطاليا، بلده، تمنيت أن يوجد كتاب مثله في بلدي، إلى درجة أني فكرت مرة أن أقوم بذلك ! وها أن حلمي يتحقق بميلاد الكتاب على يديك أنت. وكم كانت فرحتي كبيرة عندما وجدت كتابك أعمق من كتاب ‘كوستانسو’ مضموناً، وأرشق أسلوباً !. وكذلك، أنضج وأذكى مما خططتُ، أنا، لكتابته !. فإلى الأمام، يا ابن بلدي، ولك كل الثناء والتقدير !!.                                        زميلك وصديقك، مختار اللواتي (صحفي متقاعد من إذاعة صفاقس) (المصدر: صحيفة ‘مواطنون’، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (أسبوعية معارضة – تونس) ، العدد 68 بتاريخ25  جوان 2008، الصفحة12)

 
       

يوميات عربي في زيمبابوي
 
بسام بونني bbounenni@yahoo.fr كان العالم بأسره ينتظر نتائج الانتخابات في زيمبابوي وكأن خروج روبرت موغابي من الحكم سيأتي برياح التغيير في بلاد أنهكتها الأزمات الداخلية والمقاطعة الدولية. لم نر مثيلا للضغط الخارجي الذي مورس على النظام الزيمبابوي، رغم أن هذا البلد الذي احتضن أعرق حضارة في إفريقيا السمراء يخرج من دائرة اهتمام الغرب المتجهة أنظاره إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لكن، ما كان يحصل في زيمبابوي لم يكن أفظع مما يسجل يوميا بل وفي كل لحظة من تجاوزات وانتهاكات للحقوق الفردية والعامة في المنطقة العربية. والعملية الانتخابية في زيمبابوي بمساوءها لم تكن أكثر سذاجة من المسرحيات المنتظمة التي أصبحت فنا عربيا خالصا، تتفنن كل حكومة في تغيير السيناريو وإيجاد ممثلين جدد وكل ما تفرضه العملية الدرامية التي لم تعد لتضحكنا. إعلام حر لم يكن عدد الصحفيين الذين أتوا إلى زيمبابوي لتغطية الانتخابات العامة التي جرت يوم التاسع والعشرين من مايو يتعدى العشرة. كنا ثلاثة فرق ننتمي للإعلام المرئي. أما الإعلام المسموع والمقروء فقد اقتصر على الدول « الصديقة » لهاراري كروسيا وإيران وفينيزويلا والصين وجنوب إفريقيا. لكن لم تسجل انتهاكات واضحة. وحتى الاعتقالات التي استهدفت صحفيين أجانب يعود في الأساس لتغطيتهم للانتخابات دون ترخيص من السلطات المحلية. وبغض النظر عن رأينا في الاعتقال، فإن السلكات الزيمبابوية كانت لها سندا قانونينا. وهو مؤسف في كل الحالات.  وقد اختار نظام الرئيس موغابي شهوده لكنه أخفق في لي ذراعهم وتجنيدهم لصالحه. وهو ما انعكس على عملنا حين اعتقلنا في ثلاث مناسبات. لكن الاعتقال في زيمبابوي يختلف كليا عن الاعتقال في العالم العربي. فلم يمنعنا رجال الأمن من الاتصال بأرباب أعمالنا، بل سمحوا لنا بذلك دون أدنى تردد. وقد ذهلت من تعاملهم معنا، في وقت أسمع فيه بخرافات – لكنها حقيقية للأسف – تعامل البوليس العربي مع الصحفيين : اعتداءات لفظية وجسدية، حرمان المسجونين منهم من محاكمة عادلة وحتى من التقاء ذويهم ومحاميهم. نددت منظمات أهلية مستقلة في الأثناء من ضيق الحيز الزمني والمكاني المخصص للمعارضة في الإعلام الحكومي. لكن، كانت صورتا مورغان تشانغراي، مرشح الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، وسيمبا ماكوني، المترشح المستقل، توشحان الصفحة الأخيرة من صحيفة « الهيرالد » المملوكة من الحكومة والتي تعتبر البوق الأكثر إزعاجا وغوغائية لموغابي وجماعته. تذكرت حينها الصحف الحكومية في مصر التي حرمت مرشحي المعارضة في الانتخابات الرئاسية عام ألفين وستة من ربع عمود على صفحاتها … حتى لو كانت في صفحة الوفيات. تذكرت أيضا ما حصل في جريدة « لابراس » التونسية التي منعت نشر نعي للمرحوم نور الدين بن خضر لتاريخه النضالي. وعلى مدى أيام، اتخذت حركة التغيير من أجل الديمقراطية من فندق « ميكلس »، أفخم فنادق هاراري، مركزا لها تدعو فيه إلى اللقاءات والمؤتمرات الصحفية، تحت أعين أجهزة الاستخبارات لكن دون تدخلها بأي شكل من الأشكال. كنت أشعر أحيانا بأني أعيش حلما أرى فيه دولة من أفقر دول العالم تعيش على نسق ديمقراطي تنقصه بعض التفاصيل والضمانات لكنه نسق متزن ومتواصل. وازداد هذا الشعور حدة عندما كنا نتطلع بفارغ الصبر للنتائج النهائية. وذات يوم أفقنا على خبر بالبنط العريض لصحيفة « ذو زيمبابوييان » المستقلة : « مجلس عسكري يحكم البلاد ». عنوان مثير في ظرف عصيب. اتصلنا برئيس تحرير الصحيفة والسفارات الغربية وأكدوا كلهم الخبر. لكن ما شد انتباهي هو العنوان ذاته. تكهنت بالأسوأ للصحيفة وصاحبها. مر بذهني شريط من التعذيب والتنكيل بصاحب المقال. بيد أن لا شيء من تشاؤمي أصاب الزميل الزيمبابوي. تساءلت هنا : ماذا لو نشر عنوان كهذا في صحيفة عربية ؟ فالخبر لا يمس من الحكومة فحسب بل من الجهاز العسكري الذي يعتبر مقدسا في دولنا العربية، حتى في تلك التي تتظاهر بمدنية حكمها. وفي دولة كمصر، لا يمكن التطرق إلى الجهاز العسكري، لا بالشر ولا بالخير، دون صدور بيان رسمي منه. وكذا سوريا وتونس … أعود هنا إلى مسألة المنظمات الأهلية. فقد كانت تعقد اللقاءات والمؤتمرات بغير حساب، تحت أعين الاستخبارات. كانت تقاريرها يومية وتخلو من الشعارات. كان لها مندوبون ميدانيون توزعوا في كامل أرجاء زيمبابوي. معارضة بلا أغلال فعلا كان عملا أهليا وجمعياتيا على أعلى مستوى، مهنيا وأخلاقيا. وهو يؤكد أن المعارضة ليست دمى تحركها السلطة بل ركن من أركان المشهد السياسي. فمبنى « هارفست هاوس » حيث مقر الحركة من أجل التغيير الديمقراطي أضحى قبلة الصحفيين والدبلوماسيين وقطاعات واسعة من الزيمبابويين. والتنظيم المحكم داخل الحركة جعل لكل عضو في مكتبها التنفيذي هامشا من التحرك، خاصة مع وسائل الإعلام. فعندما كنت أتصل بالناطق باسم الحركة، نيلسون تشاميسا، لأسأله عن موضوع معين، كان يرشح لي إسما، مبررا ذلك بأن فلانا « أفضل مطلع على هذا الموضوع أو ذاك ». لم يكن يفكر أحد أعضاء المكتب التنفيذي للحركة أن يسرق الأضواء أو أن يفرض نفسه على الصحفيين أو أن يدّعي بطولة ما. تذكرت بعد أيام ما حصل مع الأعضاء المؤسسين لحركة « كفاية » في مصر. في عام 2005، شاءت الصدف أن أكون قريبا من الحركة وأنا أواصل بحوثي في القاهرة. وقد تعرفت على أغلب رموز الحركة. وكنت أصاب بالاشمئزاز حين ألتقي أحدهم رأسا لرأس فيسر لي بأنه هو من أطلق على الحركة إسم « كفاية ». وبمرور السنوات، اتضح فعلا أن أكثر ما أزعج السلطات المصرية هو إسم الحركة. لكن، مصر والعالم العربي، إجمالا، في حاجة إلى أكثر وأعمق من مجرد إسم لتغيير واقعه المزري. لكن، أهم من ذلك كله هو ترشح شخصيتين بارزتين في زيمبابوي لانتخابات الرئاسة. الأول هو مورغان تشانجراي، الزعيم النقابي السابق. كانت لو صولات وجولات في زيمبابوي، أثناء الحملة الانتخابية. مهرجاناته كانت تجمع الآلاف من المواطنين. وهو أمر لم ولن نراه في العالم العربي، في ظل الأنظمة الشمولية التي تسيطر عليه. أما الرجل الثاني، فمجرد ترشحه يعتبر صفعة لحزب زانو الحاكم. سيمبا ماكوني كان وزيرا للاقتصاد. وتكهن له البعض بأن يخلف موغابي في الحكم. لكنه قرر الابتعاد عن نظام يقول إنه سبب البلاء في الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يعصف بالبلاد. رفضت اللجنة الزيمبابوية للانتخابات الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة. فتحركت الآلة الدبلوماسية في المنطقة. ولم يتم تغييب المرشحين المعارضين. بل حضر مورغان تشانجراي قمة لوساكا لدول مجموعة التنمية في جنوب إفريقيا !!!!!!!! كان اعترافا ضمنيا من قادة المنطقة بوزن تشانغراي السياسي، وإن لم تتمخض عن القمة قرارات أو نتائج ملموسة. كلها وقائع نرويها للقارئ لكي يقف على حقيقة الوضع العربي مقارنة بدول تتمنى أن تعيش يوما من الرخاء الذي ننعم به اقتصاديا على الأقل. فباستثناء قطاع غزة والصومال ودجيبوتي، تبقى الدول العربية جنة قياسا إلى دولة كزيمبابوي، حيث تبلغ نسبة التضخم المالي سنويا أكثر من 160 ألفا في المائة. شعب يطالب بالتغيير لكن الحراك السياسي في زيمبابوي لم يكن ممكنا دون وعي شعبي وجماهيري كبير. كنا نعاني الأمرين في إعداد تقاريرنا لاصطياد مواطن يعبر عن مساندته لروبرت موغابي. فالكل يطالب بالتغيير ولا شيء غير التغيير. وفي يوم الانتخابات، كان الإقبال مكثفا على مكاتب الاقتراع. وعندما تأخرت النتائج، لم يعد الحديث إلا عن الانتخابات. حتى ملاعب الكريكت، الرياضة الأكثر شعبية في زيمبابوي، خلت من جماهيرها. تشانغراي نفسه أسر لي في لقاء قبل الانتخابات أنه حتى لو تمكن من الفوز فإنه سيغير كل شيء انطلاقا من القانون الانتخابي الذي قد يمكنه من الفوز. اكتظت الكنائس بالمصلين وخلت البلاد من مظاهر العنف، ترقبا للخبر اليقين. واعتبر كل فرد أن له يدا في النتيجة النهائية، في إحساس بالغ وغير مبالغ فيه بالمسؤولية. وعندما بدأ يلوح سيناريو الإعادة في الأفق، عبر معظم الزيمبابويين عن تشاؤهم. فالنظام الذي يقود البلاد منذ أكثر من ثمانية وعشرين عاما باستطاعنه تحديد الوجهة بالعنف. لكن لهذا الشعب على الأقل شرف دفع نظام بأكمله إلى جولة الإعادة، وهي عبارة قد لن نستعملها قط في العالم العربي. ومن العجائب أن لدى عودتي إلى الدوحة، فوجئت بكم هائل من التحاليل والمقالات في الصحف العربية التي « تشجب مسرحية انتخابية » في زيمبابوي. اكتشفت حينها كم كنت محظوظا أني كنت على عين المكان. وأراهن أن أي عربي مهما كانت صفته أو مستواه لو رافقني في تجربتي الإفريقية لصرخ من فرط الصاعقة : « حتى زيمبابوي » !!!!!!!!! نعم، حتى زيمبابوي !!!!!!! بمساوئها، أضحت زيمبابوي مثالا يجب لكل دولة عربية أن تحتذي به. فهذا سقف طموحنا … اليوم على الأقل.

إلى الأستاذة الأصوليّة التي طردت طالبة من قاعة الامتحان لأنّ ذراعيها مكشوفان..

 

 
بقلم سمير بوعزيز
نشر أحد مواقع الانترنت (تونسنيوز) خبرا أكّده شهود عيان، ومفاده أن أستاذة جامعية بإحدى الكليات التونسية (كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل) طردت طالبة من قاعة الامتحان لأن ذراعيها مكشوفان. ولم تتمكن الطالبة من اجتياز الاختبار إلا بعد أن وجد لها أحد الأساتذة قميصا ارتدته! وبطبيعة الحال كانت الأممية الإسلامية ستقلب العالم لو  مُنعت هذه الأستاذة من دخول الحرم الجامعي لأنها محجبة. وكان الأصوليون، سيفتحون معجم الحريات من ألفه إلى يائه و يمطرون الدنيا نضالا حقوقيا (على عادتهم الجديدة)، وكانوا – دون شك- سيتحدثون عن الاضطهاد  والقمع، وستُمضى العرائض وتُشكل اللجان. وتعليقا على هذا الخبر،  أتوجه برسالة موجزة إلى هذه الأستاذة علّها تجد فيها ما يمكن أن ينهيها عما أتت من انتهاك لحقّ الطّالبة ولحرمة المؤسسة التعليميّة : سيدتي، لا شك أنك تحدثت لكثير من معارفك وزملائك عن غزوتك الأخيرة، حيث ساهمت من موقعك في تطبيق الشريعة ولو جزئيا، وربما علّقت أو علّق من ساندك: ذلك أضعف الإيمان. وأقدّر أنك صلّيت ركعتين بعد عودتك وشكرت الله طويلا على هذا النصر المبين. وربما أقسمت أن تواصلي على درب جهادك، حتى تحرّري الجامعة التونسية من كل مخالفة ومخالف للشريعة. يهمّني أن أقول لك، وصفا لما قمت به لا شتما أو تعديا، أنك أصولية ولست متدينة. أنا شخصيا أعارض قمع المتدينين رغم أنني لم أدع إلى التدين يوما، وأندّد بكل قمع يسلط على شخص بسبب معتقداته أو خياراته أو لباسه، وقد سبق أن كتبت ضد المنشور 108 (نص قانوني في تونس يحجّر لبس الحجاب داخل المؤسسات العمومية)، ولا زلت أعتبر أنه ليس منشورا تقدميا كما يريد بعض المدّعين وصفه، لأنّ الحلول الأمنية أو ذات الصبغة الأمنية لا يمكن أن تساهم في مواجهة عوائق الحداثة. فالتأسيس لقيم المواطنة والتقدم و العقلانية، وإرساء مبادئ الجمهورية والقانون والحرية، هي بوابات النهوض وضمانة مجتمع حديث ومتطور. وكان من الممكن أن أكون الآن بصدد كتابة نص أستهجن فيه تعدّيا عليك، وقد مُنعت من مزاولة مهنتك بسبب ارتدائك حجابك. سيدتي، أعلمك بكل أسف أنه في حال اعتداء على حريتك لن تجدي، من المختلفين معك، غير قلّة تقف إلى جانبك، فأنت تشرّعين لكل من له سلطة أن يفرض رأيه على الآخرين وأن يتعدى على حقوقهم وأن يفرض ما تتطلبه رؤيته ومشروعه. أنا شخصيا سأدافع عنك، دون الدفاع عن حجابك، وهذا فضلي عليك. قد ترفضين دفاعي، ولكني لن أفعل دفاعا عن شخصك، إني أدافع عن القيم التي أؤمن بها. ولأجلها أدعو للتصدي لكل سلوك من جنس ما أتيت. واعلمي أنك انتهكت أكثر من حقّ من حقوق الإنسان الأساسية، وأنك تجاوزت القانون بحيث يمكن للطالبة مقاضاتك. وإذ لم يتسنّ لي التثبت من حالتك المدنية، فإنّي أشك أنك تونسية، ففي تونس، رغم كل النقائص التي يشار إليها، يصعب أن يقدم أحد على تجاوز بمثل هذه الكارثية. لقد حاكمت وأصدرت الحكم، ونفذت وعاقبت. هل إن النصوص الترتيبية التي تشرّع سير الامتحانات فيها ما يشير إلى تصرّفك فيبرّره؟ بل والنصوص القانونية عموما، في هذا البلد، تخوّل لك فعلتك؟ سيدتي، هناك تواطؤ إداري مع حاملي فكرك. هذا أمر ثبت قبل صنيعك، وتأكّد بعد فعلك. حيث كان على المسؤولين الإداريين للكلية أن يطلبوا منك مغادرة قاعة الامتحانات، فأنت المتجاوزة للقانون. كان عليهم أن يدافعوا عن القانون، وعن مكتسبات الجامعة التونسية، ويدافعوا عن المكتسبات الوطنية في مجال حرية المرأة، لا أن يسمحوا لبوليس النوايا والمشيرين بالتكفير والتدنيس أن يحكموا ويعاقبوا. لم ترتكبي الجرم وحدك، وما فعلته هو أقل مما كان من القائمين على الكلية، الذين لم يحرصوا على صيانة المؤسسة، وعلى تطبيق القانون. والذين لم يضعوا حدّا لهذا التجاوز الأخلاقي. نعم أنت التي تجاوزت الأخلاق و الأعراف والقيم الإنسانية. أنت حارسة النوايا، وهل تسمحين لأحد أن يجبرك أن تكوني مثله؟ هل أنت المثال، وغيرك  الآثام والمعاصي؟ أأنت الحقيقة والصواب، وغيرك الأخطاء؟ هل كلّفك ربّ غيبيّ أو أرضيّ بهذه المهمة؟ سيدتي، أنا مشفق عليك، لم تتعلّمي شيئا في هذا البلد، وتخرّجت من جامعته كما لو لم تدخلي. ودخلت مدرّسة فقدّمت درسا في الرجعية. هل أردت صيانة شيء؟ كم أودّ أن أسمع ردّا. حتى لو سمعتك، ليس لك غير جمل صفراء. أعرفها… وقد تزايد أصحاب صوتك إنكم الآن تحدثون جلبة. اذهبي « لن أقتلك »، ولن يقتلك أحد. (المصدر: موقع الأوان (*) بتاريخ 26 جوان 2008) الرابط:http://www.alawan.org/?page=articles&op=display_articles&article_id=2148  (*) تعريف بموقع ‘الأوان’ حسبما ورد في ركن ‘من نحن’ بنفس الموقع: ‘الأوان’ موقع فكريّ ثقافيّ انطلق منذ غرّة آذار/ مارس 2007 بمبادرة وتمويل من رجل الأعمال والمثقّف اللّيبيّ محمّد عبد المطّلب الهوني، وهو منبر ‘رابطة العقلانيّين العرب’ التي تمّ الإعلان عن تأسيسها في باريس يوم 24 نوفمبر 2007. ويهدف موقع الأوان إلى: 1.    خلق هامش للتّفكير الحرّ المستقلّ والمعرفة النّقديّة. 2.    ربط الصلة بين الطاقات الفكرية والأدبية والفنية في العالم العربي بتوفير فضاء التقاء وتبادل وحوار. 3.    العمل على نشر وتطوير المعرفة حول مبادئ حقوق الإنسان، وحول القيم السّياسيّة والأخلاقيّة الحديثة، لا سيّما العلمانيّة التي تتأكّد الحاجة إلى إرسائها في العالم العربيّ. 4.    الانتقال من المنهج الدّفاعيّ السّلبيّ عن الحرّيّة إلى منهج إيجابيّ، يهتمّ بتجارب الحرّيّة في مجالات مختلفة. هيئة تحرير الأوان: د. رجاء بن سلامة (رئيسة) عادل الحاج سالم وائل السواح سمير بو عزيز الهيئة الاستشارية : صادق جلال العظم جورج طرابيشي عزيز العظمة محمد عبد المطلب الهوني رجاء بن سلامة الإشراف التقني: وسيم حسن (المصدر: موقع الأوان، تصفح يوم 26 جوان 2008)


 
من مدونة زياد الهاني

رجاء، أعيدوا الموميـاء إلى متحفهـا!؟

 
تصوّروا، مدير جريدة يوجّـه استجوابا إلى صحفي ليحاكمه على كتاباته في مدوّنته الخاصة. يحصل هذا عام 2008 واضح جدا أن السيد المدير يفهم جدا، بل يبدو الرجل سابقا لعصره من كثرة فهمه إلى كل من يهمه الأمر: رجاء، أعيدوا الموميـاء إلى متحفهـا!؟ للاطلاع على ردّي على الرجاء النقر على الوصلة التالية: http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/06/9.html

مؤلف تونسي يرصد أسباب اخفاق حركة النهضة الإسلامية في تونس

 

 
  تونس (رويترز) – اعتبر مؤلف تونسي أن فشل حركة النهضة الإسلامية في تونس ومحدودية تأثيرها على الرأي العام ليس نتيجة للملاحقات الأمنية فحسب بقدر ما هو بسبب التصدع التنظيمي للحركة وبسبب التداخل بين السياسي والديني.  وحاول الدكتور اعلية العلاني في كتابه « الحركات الاسلامية بالوطن العربي-تونس نموذجا » ان يرصد اسباب اخفاق ومحدودية تأثير هذه الحركة في الاوساط الشعبية.  وصدر الكتاب عن دار النجاح الجديدة بالرباط عام 2008 وجاء في 303 صفحات تصدرت غلافه صورة لشخصين يمثلان حركة اسلامية.  ولم يستثن العلاني في كتابه اغلب الحركات الاسلامية بالعالم العربي بالدراسة لكنه حاول التركيز في الجزء الاكبر من الكتاب على أسباب فشل حركة النهضة الاسلامية المحظورة منذ 1990 في تونس.  وقال العلاني لرويترز انه تطرق « الى موضوع الحركات الاسلامية لانها ظاهرة تتطور سلبيا وايجابيا حيث عبرت عن قضايا الهوية المهمشة قبل ان تنشطر الى تيارات راديكالية جهادية واخرى انتهازية ».  واضاف انه بعد اعتداءات 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولايات المتحدة وقع خلط كبير بين التيارات الاسلامية وتيارات الاسلام السياسي.  ويعتبر العلاني في كتابه المكون من ستة محاور ان حركة النهضة الاسلامية لم تستغل الفرصة التي اتيحت لها للاندماج في المنظومة السياسية عند وصول الرئيس زين العابدين بن علي للحكم عام 1987 بعد سنوات من المواجهة مع السلطة مطلع الثمانينات.  واوضح العلاني في كتابه ان انفتاح حكومة بن علي انذاك على الحركة الاسلامية تجلى من خلال الافراج عن مساجين الحركة ومن بينهم راشد الغنوشي زعيم الحركة وعدد آخر من القادة وفتح المجال امامهم للمشاركة في الحياة السياسية والمشاركة في مجالس حكومية.  غير انه قال ان فشل المصالحة التاريخية التي منحت لهم كانت بسبب خطاب الحركة الذي اصبحت تعتبره السلطة « خطيرا واصوليا » عندما لوح بعض مرشحيها في الانتخابات البرلمانية لعام 1989 بامكانية التراجع عن قبول (مجلة) الاحوال الشخصية والمطالبة بارجاع العمل بنظام تعدد الزوجات. وأنهت انتخابات عام 1989 عهد مشاركة حركة النهضة لتتحول الى مواجهة واعتقالات ومحاكمات شملت مئات الاعضاء والقياديين وفرار قادة اخرين من بينهم زعيم الحركة الغنوشي الى الخارج.  وقال العلاني لرويترز ان حركة النهضة كان بالامكان ان تنجح لو التزمت بثوابت النظام الجمهوري والحفاظ على المكاسب التعددية وان تكون حزبا سياسيا لا دينيا.  وخلص الكاتب الى ان الحركة شدت اليها الانظار كحركة جماهيرية بسبب القمع الذي تعرضت له في فترة حكم الرئيس الحبيب بورقيبة لكن جهازها التنظيمي لم يكن متماسكا وكانت تشقها خلافات ايديولوجية.  وارجع صلابة الحركة خصوصا في مطلع الثمانينات الى نفوذها المالي الكبير واستفادتها من اخطاء النظام البورقيبي الذي تعامل مع المسألة الدينية « بشكل اعتباطي وانتهازي » حينما اظهرت السلطة عداءا متكررا لبعض القيم الدينية بشكل اثار حفيظة شق كبير من الراي العام تعاطف تلقائيا معها ظانا بانها الملجأ الوحيد للدفاع عن هوية الشعب التونسي الحضارية.  ومنذ عامين عادت حركة النهضة لتبرز من جديد على الساحة رغم انها محظورة عندما أعلن قياديون منها الانضمام الى تحالف « 18 اكتوبر الحقوقي » الذي يضم اتجاهات سياسية متباعدة من بينها العلمانية. ويدعو هذا التحالف الحقوقي الى اطلاق الحريات العامة وسن عفو تشريعي عام.  ولاقت هذه الخطوة رفضا شديدا من بعض الاحزاب العلمانية واليسارية ومن قبل السلطة التي وصفت التحالف بانه « ظلامي » بينما اعتبره حقوقيون اخرون بانه بادرة تثبت ان الحركة تتفق مع باقي الاتجاهات في عدة مسائل جوهرية. من طارق عمارة   المصدر: وكالة أنباء رويتز بتاريخ 26 جوان 2008 


 
 

تركيا تعيش صيفاً آخر من القلق وفقدان اليقين

 

 
د. بشير موسي نافع (*) عاش الأتراك أسبوعاً رياضياً غير مسبوق عندما نجح فريقهم القومي لكرة القدم في تحقيق الفوز علي الفريقين التشيكي والكرواتي في اللحظات الأخيرة من مباراتين ملحميتين، لتصل تركيا بذلك للمرة الأولي إلي الدور نصف النهائي من البطولة الأوروبية. ولكن تركيا السياسية كانت تعيش أجواء أخري مختلفة تماماً. فقد نشرت صحيفة طرف التركية وثائق، ذكرت أنها حصلت عليها من مصادر داخل الجيش، تحمل مخططاً تفصيلياً يستهدف تصحيح التوجه السياسي لتركيا ، ويفترض أنه أعد في ايلول (سبتمبر) الماضي. والمقصود بهذا التصحيح ، بالطبع، السياسات التي تتبناها حكومة حزب العدالة والتنمية. والمفترض أن يشمل هذا المخطط السيطرة علي، وتوجيه، وسائل الإعلام ومؤسسة القضاء، لاسيما المحاكم العليا، ويوصي باستخدام كتاب كبار وسياسيين متقاعدين وصحافيين لتشويه سمعة المخالفين للمؤسسة العسكرية. هذا، إضافة إلي العمل علي حظر حزب المجتمع الديمقراطي الكردي (الذي يشتبه بارتباطه مع حزب العمال الكردستاني) ومنعه من العمل السياسي؛ وإلي العمل علي إبقاء شمال العراق منطقة عمليات للجيش التركي، ليس فقط لتدمير قواعد حزب العمال الكردستاني، ولكن أيضاً لمعاقبة من يقدمون الدعم له. قامت قيادة أركان الجيش التركي بمجرد نشر الوثائق بتوجيه انتقادات حادة لما وصفتها بـ حملة التشهير المفضوحة التي تتعهدها بعض وسائل الإعلام ضد دور الجيش وسمعته. ولكن صياغة بيان قيادة الإركان لم تخل من الغموض؛ ففي حين ينفي الجيش تنفيذه المخطط الذي وصفته الوثائق، لم يكن البيان قاطعاً في نفيه صحة الوثائق نفسها. بعض المعلقين الأتراك أشار إلي أنه مهما كانت مصداقية هذه الوثائق، فإن ما تشهده تركيا منذ شهور يشبه إلي حد كبير المخطط المذكور. ثمة حملة واسعة النطاق أطلقتها دوائر تركية إعلامية وسياسية معينة منذ شهور ضد حكومة حزب العدالة والتنمية؛ بينما يواجه الحزب بالفعل خطر حظره وحظر عشرات من قياداته من العمل الحزبي المنظم، بمن في ذلك رئيس الوزراء الطيب رجب اردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غول. والمشكلة بالتأكيد ليست فيما إن كانت قيادات الجيش قد أعدت مخططاً ما لـ تصحيح مسار تركيا السياسي، أم لا؛ المشكلة أن الدوائر التي ترفض التعايش مع الحكومة المنتخبة ديمقراطياً، وتسعي بكل جهد ممكن لإطاحة هذه الحكومة والحزب الذي يقودها، هي أكبر من المؤسسة العسكرية، بالرغم من أن الجيش هو بلاشك أداتها الرئيسية. تعود الأزمة التي تمر بها تركيا اليوم إلي ربيع العام الماضي، عندما أعلن عبد الله غول، وزير خارجية حكومة العدالة والتنمية الأولي، ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية. ولأن زوجة غول ترتدي غطاء الرأس (الشائع وصفه بالحجاب)، فقد ثارت ثائرة القوي العلمانية الراديكالية، كما أصدرت قيادة أركان الجيش بيانها الإلكتروني الشهير، الذي أعربت فيه عن معارضتها ترشح غول. خلال الأسابيع القليلة التالية، أدخلت المحكمة الدستورية إلي ساحة الصراع السياسي، ونجحت كتلة حزب الشعب الجمهوري المعارضة في تعطيل جلسات انتخاب الرئيس في البرلمان. للخروج من المأزق، قامت حكومة اردوغان بحل البرلمان ودعت إلي انتخابات مبكرة، سبقت الموعد المقرر لها بعدة شهور. مثلت الانتخابات تصويتاً شعبياً علي مصداقية العدالة والتنمية وكفاءته في إدارة شؤون الحكم والبلاد، علي النزعات الانقلابية المتبقية في صفوف المؤسسة العسكرية، وعلي سياسات التعطيل التي اتبعتها المعارضة. وقد جاءت نتائج الانتخابات لتجدد الثقة في حزب العدالة والتنمية وقيادته، بل إن الحزب نجح في رفع نصيبه من أصوات الناخبين بدرجة ملموسة. انتخب غول رئيساً للجمهورية، ومضت الحكومة الجديدة لوضع بعض من وعودها الانتخابية موضع التنفيذ. ولكن قيادة العدالة والتنمية أظهرت إيماناً مثالياً بالدولة ومستوي من حسن النية تجاه المعارضة أوقعا البلاد في براثن الأزمة من جديد. تصور اردوغان ربما أن فوزه القاطع في الانتخابات يكفي لمنحه تفويضاً بالحكم لفترة برلمانية ثانية بدون تحركات المعارضة الانقلابية؛ وتصور، في تعبير عن الحرص التركي الجمعي التقليدي علي بقاء الدولة وحراسة الاستقرار، أن المعارضة لن تلجأ إلي ما يمكن أن يزعزع ثقة الشعب بالحكم ويقوض صورة البلاد الخارجية. ولكنه أخطأ التقدير. كان حزب العدالة والتنمية قد وعد الناخبين بإعداد دستور جديد، يحل محل الدستور الحالي الذي وضعه النظام العسكري الانقلابي في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ليلائم متطلباته وتصوره للدولة. ولكن الحكومة تباطأت في إعداد الدستور الجديد، وتباطأت أكثر في إطلاق النقاش الوطني حول مسودته ومن ثم إقراره. وبدلاً من التعامل مع الملف الدستوري، أقرت الحكومة تعديلاً دستورياً جزئياً يكفل حق التعليم الجامعي لكافة الأتراك؛ وهو التعديل الذي قصد به وضع حد لمهزلة منع الفتيات المحجبات من دخول الحرم الجامعي. وكما أثار حجاب السيدة غول ثائرة العلمانيين الاستئصاليين في العام الماضي، أطلق التعديل الدستوري الخاص بالتعليم الجامعي عاصفة من الصراع السياسي، كان عنوانها الرئيسي أن العلمانية التركية في خطر و أن حكومة العدالة والتنمية تهدد الأسس التي قامت عليها الجمهورية . منذ اللحظة التي اندلع فيها الصراع حول الحجاب والجامعة، كان واضحاً أن هذه هي الفرصة الأخيرة للانقضاض علي حكومة العدالة والتنمية وما تعنيه من تحولات في التاريخ السياسي والاجتماعي لتركيا الحديثة. الحزب الذي يمثل فئات اجتماعية جديدة، تعود في جذورها إلي الطبقات الدنيا من أبناء القري والمدن الأناضولية الصغيرة، حاز مرتين علي ثقة الشعب، بعد أن نجح في إدارة الاقتصاد والسياسة الخارجية التركية كما لم ينجح أي حزب آخر منذ تأسيس الجمهورية. أما النخبة الحاكمة منذ ثمانية عقود، فإن نصيبها من الثروة والحكم آخذ في التراجع. وقد شاع في أوساط المراقبين السياسيين الأتراك الاعتقاد بأن البلاد باتت تحكم بدون قوة معارضة جادة ولا بديل سياسيا حقيقيا، بعد أن أخفق حزب الشعب الجمهوري في المحافظة علي نصيبه من أصوات الناخبين وفي الظهور بمظهر الحزب المسؤول. وكان واضحاً أن أربع سنوات أخري من حكم العدالة والتنمية تعني ليس دستوراً جديداً وحسب، بل أيضاً تغييراً ملموساً في بنية بيروقراطية الدولة، في الجهاز القضائي وسلطات المحكمة الدستورية، في دور الجيش في الحكم، وفي مجلس التعليم الأعلي، الذي يتحكم بكافة جوانب العملية التعليمية. بعد سنوات طويلة من الانقسام الداخلي العميق، من التفسيرات العصابية للميراث الأتاتوركي، ومن سيطرة نخبة استئصالية علي مقدرات الدولة والإعلام والثروة، جعل العدالة والتنمية من مهمته مصالحة تركيا مع نفسها، بدون المس بالأسس التي ترتكز إليها الجمهورية. وهو ما رأت فيه النخبة التقليدية الحاكمة تقويضاً نهائياً لموقعها ودورها، وأدي بالتالي إلي أن يصل الصراع أخيراً إلي مرحلة كسر العظم. دفعت المعارضة التعديل الدستوري الخاص بحق التعليم الجامعي إلي المحكمة الدستورية؛ وقبل أن تصدر المحكمة حكمها، كان النائب العام يتقدم بقضية ترتكز إلي ملف طويل من التفاصيل الهزيلة، يطلب من المحكمة حظر حزب العدالة والتنمية ومنع سبعين من قياداته من العمل الحزبي. بإمكان الحكومة بالطبع أن تقوم بتعديل دستوري يضع نهاية لمهزلة تدخل المحكمة الدستورية السياسي المستمر في التدافع بين الحكومة والمعارضة، ولكن مثل هذا التعديل تأخر عن موعده ولن يضع نهاية للأزمة. والسبب بسيط، فاي مسعي للتعديل الدستوري سينتهي حتماً إلي المحكمة الدستورية، التي يقتضي جدول أعمالها وضعه بعد قضية حظر العدالة والتنمية وقياداته؛ وهو ما يعني بالضرورة أن علي اردوغان ورفاقه التعامل مع إمكانية صدور قرار من المحكمة ضد الحزب، قبل النظر في مسألة التعديل الدستوري. وبالنظر إلي أن المحكمة تجاوزت صلاحياتها (التي تؤهلها للحكم علي شكل التعديلات الدستورية لا مادتها) وأصدرت حكماً ضد التعديل الخاص بحق التعليم الجامعي، فليس من المستبعد أن تتبعه بحكم يؤدي بالفعل إلي حظر حزب العدالة والتنمية وقياداته. إن صدر مثل هذا الحكم، فكيف لحكومة اردوغان أن تتصرف؟ ثمة عدد من الخيارات، التي لا يبدو أن أياً منها يمكن أن يوفر مخرجاً سلساً من الأزمة. صدور قرار بالحظر علي اردوغان وغول، يقوض السلطة المعنوية (وربما الدستورية) لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بالرغم من أن أحداً لا يستطيع إجبار الأول علي الاستقالة. حل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة، يخوضها العدالة والتنمية في إطار حزبي جديد، بينما يخوضها اردوغان بصفة مستقلة، قد لا يكون ممكناً إن استمر النائب العام في تلفيق عدد من الملفات القضائية لرئيس الوزراء. الحديث المتكرر في الأوساط التركية حول انقلاب قضائي علي إرادة الشعب هو حديث واقعي بالتأكيد. فمنذ أزمة رئاسة الجمهورية في العام الماضي، أدركت كافة أطراف الصراع أن خيار الانقلاب العسكري لم يعد مطروحاً، لاسباب عديدة تتعلق بقوة المعارضة الشعبية لتدخل الجيش في السياسة ولوضع تركيا الدولي والإقليمي. ولذا، فإن الانقلاب القضائي أصبح الخيار الوحيد المتبقي. مهما كان الأمر، فإن هناك من المؤشرات ما يكفي للدلالة علي أن المزاج الشعبي قد ازداد انحيازاً للعدالة والتنمية، كما ازداد ازدراء بقوي النخبة التقليدية. في أية انتخابات جديدة لن تكون حظوظ المعارضة أفضل مما كانت عليه في انتخابات العام الماضي. ولكن قيادة العدالة والتنمية تقف أمام امتحان تاريخي. قياساً بتقاليد الحكم والسياسة التركية، كانت السنوات الست الماضية سهلة نسبياً بالنسبة لاردوغان وحكومته، ليس علي المستوي الداخلي وحسب، بل أيضاً علي صعيد السياسة الخارجية. بكلمة أخري، منذ فوز العدالة والتنمية في انتخابات 2002 وتوليه حكم البلاد، لم يواجه اردوغان وحزبه امتحاناً كبيراً؛ وهو يقف اليوم أمام امتحان من النوع الذي يظهر فيه معدن الزعماء. إن كان اردوغان يؤمن فعلاً بأن العدالة والتنمية جدير بالحكم وأنه يمتلك الرؤية القادرة علي إخراج البلاد من أزماتها المتكررة، فعليه أن يدافع باستبسال وحكمة عن الثقة التي أولاها الشعب إياه. (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جوان 2008)  
 
 

تسوية .. هدنة .. أم فخ؟
 
صبحي غندور* تدور الآن تساؤلات عدّة حول أبعاد وأهداف القطع المبعثرة في التسويات الجزئية التي حدثت وتحدث في المنطقة العربية. فهل هي مقدّمة لتسويات شاملة في المنطقة أم مجرّد هدنة مؤقتّة هنا أو هناك، أم هي كمائن وأفخاخ تستهدف ظاهرة المقاومة وتحجيم الدور الإيراني في الصراع العربي/الإسرائيلي؟ رأس جبل هذه التطوّرات الأخيرة ظهر أولاً في الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة ترعاها تركيا بين سوريا وإسرائيل، ثمّ حدثت تطوّرات أمنية وسياسية في لبنان دفعت إلى « اتفاق الدوحة » وما نتج عنه من انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وتوافق على حصص وزارية وعلى دوائر انتخابية نيابية. واستتبع « اتفاق الدوحة » اللبناني تنشيط لمحاولات رأب الصدع الداخلي الفلسطيني ولحلّ مشكلة الانقسام السياسي والجغرافي الحاصل بين الضفّة وغزّة. لكن عوضاً عن حدوث التفاهم الداخلي الفلسطيني أولاً، جرى التفاهم (برعاية مصرية) على إعلان اتفاق للهدنة بين إسرائيل وحركة « حماس » التي يخضع قطاع غزّة لإدارتها الكاملة. الملاحظ هنا، أنّ المفاوضات غير المباشرة الجارية بين سوريا وإسرائيل تحدث برعاية تركية، وليس برعاية أميركية أو أوروبية كما كان عهد المفاوضات الأخرى مع إسرائيل، وفي ظلّ استمرار التأزّم في العلاقات ما بين دمشق وواشنطن. ثمّ حصل « اتفاق الدوحة » اللبناني دون أن يسبقه تفاهم سوري/سعودي أو إيراني/أميركي، وهذا ما كان مفاجئاً ومثيراً لكثير من التساؤلات عن مدى جدّية هذا الاتفاق وقابليته للتنفيذ الكامل. ثمّ، أيضاً، حصل اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس دون اتفاق مسبق بين حركتيْ فتح وحماس أو بين الأطراف العربية والإقليمية والدولية الداعمة لهذه الجهة الفلسطينية أو تلك. إذن، نحن أمام تسويات جزئية تحدث في المصبّ الأخير للأزمات لا في ينابيعها، أي كمن يضع سدوداً أمام أنهر جارفة قبل أن تُحدِث الطوفان في مناطق أخرى. أهي إذن مجرّد هدنات مؤقتّة ستنفجر الأمور بعدها من جديد؟ هذا احتمال وارد إذا كان هناك من مصلحة في تفجير لاحق، بينما المؤشرات كلّها تدلّ على أنّ أطراف الصراع السياسي والعسكري الدائر الآن في المنطقة قد وصلت جميعها إلى طريق مسدود لا تقدر على تجاوزه، وهي بحاجة إلى مخرج من هذا التأزّم الناتج عن سلّة من الأزمات المتشابكة. فهناك متغيّرات تحدث الآن تتطلّب تعديلاً في النهج المتّبع لدى الأطراف عموماً. فالسنوات الخمس الماضية، أي منذ غزو العراق في ربيع العام 2003، شهدت في النصف الأول من هذه الفترة الزمنية صعوداً  بالمشروع الأميركي/الإسرائيلي لإحداث تحوّلات سياسية كبيرة في المنطقة كان أولها احتلال العراق وتغيير نظامه، ثمّ كان الهدف اللاحق الضغط على طهران ودمشق لتغيير « سلوكهما » أو التهديد بتغيير الأنظمة فيهما، أي تخيير طهران ودمشق ما بين « النموذج العراقي » أو « النموذج الليبي ». وكان في سياق المشروع الأميركي/الإسرائيلي أيضاً إنهاء ظاهرة المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وفلسطين من خلال استخدام أقصى درجات القوة العسكرية ضد المقاومة، ومحاولات العزل السياسي لها، وافتعال الأزمات الداخلية معها؛ كما حدث في بيروت وغزّة، وفي العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006، وفي القصف الوحشي والاغتيالات المتكرّرة على قطاع غزّة. هذا المشروع الأميركي/الإسرائيلي في المنطقة فشل وتعثّر رغم ما أحدثه من دمٍ ودمار، وأهدافه لم تتحقّق على امتداد الشريط الممتد من غزّة إلى طهران مروراً بدمشق وبيروت وبغداد. عسكرياً نجحت واشنطن في نهج الهدم بالعراق لكنّها فشلت سياسياً وأمنياً هناك بينما زاد التأثير الإيراني في العراق. وإسرائيل نجحت في التدمير والقتل داخل لبنان وفلسطين لكنّها فشلت في إنهاء ظاهرة المقاومة أو في إحداث انقلابات سياسية وأمنية على قواها الأساسية. ولم يعد الآن أمام إدارتيْ بوش وأولمرت إلا خيار التفاوض مع « الطرف الآخر »، خاصّةً في ظلّ ضعف سياسي داخلي كبير لكلٍّ من بوش وأولمرت والقوى الداعمة لهما، وحاجة بوش وأولمرت الآن لانتصارات سياسية. إنّ النصف الثاني من فترة السنوات الخمس الماضية كان مرحلة الانحدار والتراجعات والتعثّر  بالنسبة لمشروع وأجندة إدارة بوش، ولم يبقَ لهذه الإدارة في الحكم إلا أشهر قليلة، كذلك الحال بالنسبة لحكومة أولمرت المهدّدة بالسقوط حتى من داخل أعضائها. إنّ إدارة بوش فشلت في أهداف حروبها أو سياساتها في كلٍّ من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، ولم تستطع حليفتها إسرائيل أيضاً تعويض هذا الفشل بل زادته خسارة في أكثر من مجال. كذلك هو حال الموقف الأميركي/الإسرائيلي من إيران. ولم ينجح الجبروت العسكري الأميركي والإسرائيلي في القضاء على حركات المقاومة ولا في إضعاف الدول الإقليمية المؤيّدة لها. وكان ذلك، وما يزال، العامل الأهم في اضطرار إدارة بوش إلى مراجعة مسار سياستها الفاشلة في الشرق الأوسط. لذلك، ربّما تكون التسويات الجزئية الجارية هي مقدّمة لصيغة تسوية شاملة قد تحدث في سبتمبر أو أكتوبر، وفيها تحاول إدارة بوش استثمار ما يتمّ تحقيقه الآن من خطوات تفاوض تحصل بين إسرائيل وسوريا، والتي ستنعكس حتماً على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، فتؤدّي فلسطينياً إلى تفاهمات بين « فتح » و »حماس » حول مصير المفاوضات مع إسرائيل والمشاركة بالسلطة الفلسطينية، كما هو ممكن أن تنعكس هذه المفاوضات لبنانياً بحدوث تفاهمات حول مشاركة لبنان في مؤتمر دولي يحسم مصير ما تبقّى من أرض لبنانية محتلّة، ويكون الاتفاق اللبناني/الإسرائيلي بشأنها مرادفاً ومتلازماً مع الاتفاق السوري/الإسرائيلي الممكن التوصّل إليه. وهذه التسويات الجزئية الجارية الآن لا تعني برداً وسلاماً فورياً في أزمات الشرق الأوسط، بل إنّ صراع الإرادات المحلية والخارجية سيستمرّ بأشكال مختلفة إلى حين التوصّل إلى صيغ مقبولة من كل الأطراف الفاعلة في هذه الأزمات، لكن ما هو الآن في حال التعطيل أو التجميد، هو الخيارات العسكرية لهذه الأزمات. * مدير « مركز الحوار العربي »

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.