الاثنين، 18 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2401 du 18.12.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: نـــداء عاجــل

عماد الدائمي: اعتداء حقير على الدكتور المرزوقي أمام مقبرة !!!

سليم بوخذير: إعتداء سافر اليوم على الدكتور المرزوقي في جنازة بالشتم ورمي البيض من الميلشيات المأجورة  !

رويترز: السجن 20 عاما لمتهم في تفجير معبد يهودي بجزيرة جربة التونسية

الموقف: في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – حصار أمني يمنع الفروع من الإجتماع

الموقف: خمس بوارج أطلسية ترسو في حلق الوادي

الصباح:

فرنسا: قضية هلاك المهاجر التونسي توفيق العامري

الصباح: «التونسي ما عــــــادش لاحق.. زعمة عــــــلاش»؟ سليم بوخذير: بعد إعتقال الزميل لطفي حجّي اليوم و “الإفراج” عنه  – لن تكسِرُوا أقلامنا الحُرّة . .
افتتاحية “الموقف”: غياب الإرادة صالح البحري: مع قناة “الجزيرة” – نواب خائفون.. واتصالات مقطوعة! فرحات حمودي: من غير المعقول تحرير الاقتصاد في ظل هيمنة الحزب الواحد
رامي الصّالحي: درس من الشّعب اللّبناني لنظيره التّونسي و آخر سياسيًا لنخبه
الحبيب أبو الوليد المكني: هل حقا يدعو الغنّوشي لمشروع طالباني ؟؟؟ مرسل الكسيبي: الليبراليون العرب إضافة فكرية وسياسية جمالية لساحتنا الإسلامية
خورشيد دلي: توفيق المديني معالجاً مشكلات الاندماج «المغاربي»
علي بن غذاهم: وزارة الدّاخلية تعيد الاعتبار “لفئة المنحرفين”؟! شهاب: “الاختلاط” مباح

معز الباي: مسرحية “خمسون” تجرأت على خدش حياء الصمت المقدّس

زياد عبد الواحد: أفلام عربية في قاع المدينة محمود الريماوي: المغرب العربي في مرآة مشرقية

رويترز: أزمة المصداقية تعرقل الإصلاحات الديمقراطية في المغرب

الجزيرة.نت: شبكة الجزيرة تطلق قناتها الوثائقية مطلع العام

إسلام أون لاين: الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف التمييز ضد المسلمين 

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

نـــداء عـاجــل

 

علمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الصحفي لطفي الحجي نائب رئيس فرع بنزرت للرابطة ورئيس نقابة الصحفيين التونسيين قد تم توجيه استدعاء إلى منزله ببنزرت بدون ذكر السبب على أن يتمّ سماعه بأحد مراكز تونس العاصمة على الساعة الثانية بعد الزوال اليوم الإثنين 18 ديسمبر 2006.

ولم تتسلم زوجته الإستدعاء لتغيب السيد لطفي الحجي عن منزله. وإثر ذلك علمت الرابطة أن مجموعة من أعوان الأمن حاصرت منزله تحت إمرة كبار المسؤولين بالجهة في انتظار رجوعه لإيقافه. ولما وصل إلى منزله حوالي الساعة السادسة مساء أخذ إلى وجهة مجهولة.

وقد تحول جمع من منخرطي فرع بنزرت للرابطة إلى منزل السيد لطفي الحجي لإستجلاء الأمر وعاينوا ما حصل للسيد لطفي الحجي.

إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تطالب السلطات التونسية بوضع حد فوري لهذه الإنتهاكات المتكررة ضد النشطاء وإيقاف سلسلة التتبعات والمضايقات اللاقانونية ضدهم.

كما تطالبها بتمكين السيد لطفي الحجي وجميع الصحفيين التونسيين من مزاولة مهنتم بحرية وفي كنف الإستقلالية وكما يمليه عليهم ضميرهم المهني.

وهي تحمل السلطة كل ما يمكن أن ينجر للصحفي لطفي الحجي من جراء الإنتهاكات المتكررة ضده.

 

عن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

نائب الرئيس

أنور القوصري

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 18 ديسمبر 2006)

 


 

 

اعتداء حقير على الدكتور المرزوقي أمام مقبرة !!!

 

تعرض الدكتور المرزوقي هذا المساء أمام مدخل مقبرة مدينة هرقلة لهجوم سافر من طرف عصابة هائجة متكونة من عدة عشرات من ميليشيا الحزب الحاكم الذين أمطروه بوابل من السباب والبذاءات المبتذلة دون أية مراعاة لحرمة المكان قبل أن يمطروه بوابل من البيض تحت مرأى عدد من أعوان بوليس لم يحركوا ساكنا.

وجاء المرزوقي إلى المقبرة صحبة أخيه الدكتور مخلص وزوجة أخيه لحضور مراسم دفن الدكتور الجراح فرحات وتقديم العزاء لأهله.

وقد صدمت وقاحة عناصر الميليشيا ومشاركة أعوان “الأمن” في الجريمة الحضور..

ولا شك أن تكرر هذه الجرائم والإعتداءات وتشابهها ومشاركة البوليس فيها دلائل قاطعة على أنها مخططة ومنظمة من أعلى مستويات القرار الأمني والسياسي في البلاد ..

والشيء من مأتاه لا يستغرب …

 

عماد الدائمي

مسؤول موقع المؤتمر من أجل الجمهورية

 


 

إعتداء سافر اليوم على الدكتور المرزوقي في جنازة بالشتم ورمي البيض من الميلشيات المأجورة  !

 

تعرّض اليوم الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية على إعتداء سافر جديد من الميلشيات المأجورة للحزب الحاكم و تحت رعاية البوليس كالعادة و السلطات الجهوية .

 

ومن المؤسف جدا أن يتعرّض إلى هذا الإعتداء في جنازة . . نعم في جنازة ،  الأمر الذي يُعطينا صورة واضحة عمّا بلغه نظام بن علي من سوء أخلاق إلى درجة عدم إحترامه لحُرمة الموت !

 

  ففي حدود الثالة ظهرا وبينما كان الدكتور المرزوقي بصدد مغادرة  جنازة الراحل الجرّاح المعروف الدكتور بن فرحات  الذي غادرنا أمس ، وذلك بمنطقة هرقلة (30 كلم تقريبا  عن منزل الدكتور منصف بالقنطاوي) صُحبة شقيقه مخلص و حرمه، هاجمتهم العناصر المأجورة  للسلطات  التي يبدو أنّ  الوالي و المعتمد  ومسؤولي حزب بن علي أعدّوهم  للدكتور المرزوقي فور مغادرته منزله  قبل ذلك بوقت لحضور الجنازة. و كالعادة نفّذت الميلشيا المأجورة  تعليمات الحُكم  بتوجيه شتّى نعوت التخوين للدكتور المرزوقي وإتهامه بالعمالة لأمريكا و إسرائيل  وذلك تحت حماية عدد كبير من أعوان البوليس . . كان كلّ هذا على مقربة من الجنازة و على مرأى و مسمع من الحاضرين الذين وقفوا  مرّة أخرى على ما بلغه هذا النظام  من عجز على مواجهة الرأي المُخالف بغير محاولة التهجّم على حُرمة شرفاء الوطن و على حُرمة الموت أيضا !

 

وليت الأمر اقتصر على الشتم و السُباب  و لكنّ المجموعة المأجورة  توجّهت  بعد ذلك و عند  إمتطاء  رئيس حزب المؤتمر ومُرافقيْه للسيارة قاصدين طريق العودة إلى البيت ، إلى وسيلة أخرى من وسائل  الإعتداء حيث رموا الدكتور المرزوقي  و ُمرافقيْه بالبيْض . . نعم بالبيض الذي أحضرت السلطات طبعا كميات هامّة للمجموعة لرميه على الدكتور المرزوقي!  لتصحبهم بعد ذلك سيارات أمنية عديدة في طريق العودة إلى المنزل ! . .

 

فما أعظم ما بلغه والي سوسة و معتمديه و من ورائه بن علي و وزرائه ، من عبقريّة  و بُعد نظر وحكمة عالية و تحضّر  في الردّ على رجل يُخاطب الناس بالفكر و العقل و الوطنية العالية ، فصاروا لا يردّون عليه سوى  بتأجير  الميلشيات للتهجّم عليه و رميه بالبيْض . .  البيض الذي هو تماما في حجم  عقولهم  التي تحسب  خائبة أنّ حالة المدّ الرافض التي بدأت تسري في تونس  ضدّ الدكتاتورية  ستُسكِتها وسائلهم السخيفة هذه و تلك !

 

** القلم الحرّ سليم بوخذير


منزل بورقيبة في: 18 ديسمبر 2006 نعي إنا لله و إنا إليه راجعون

 

تنعى مدينة منزل بورقيبة السجين السياسي السابق السيد عبد الحق بن محمَد بن صالح  بنعبدالله الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الإثنين 18 ديسمبر 2006 بمنزله الكائن بمنزل بورقيبة وهو من مواليد سنة 1936، قضَى سنة سجنا بعد محاكمة غير عادلة سنة 1991 بتهمة الانتماء إلى حركة النَهضة وبعد الإفراج عنه أجبروه على الإمضاء يوميَا بدعوى المراقبة الإداريَة رغم أنَه لم يصدر فيها حكم ضدَه وذلك لما بعد 2003 ما أدَى به إلى انهيار عصبي لازمه إلى حين وفاته.

والمرحوم كان معروفا في منزل بورقيبة بكنيته ” حمام المسجد ً وكان عنصرا ناشطا في النَقابة الأساسيَة للفولاذ.

رحم الله الفقيد وتغمَده برحمته الواسعة ورزق أهله وذويه وإخوانه أصحاب الدَرب جميل الصبر والسلوان.


 

 

سوسة: تشييع جثمان الدكتور حمادي فرحات

 

تم اليوم (الأحد 17 ديسمبر 2006) في مدينة هرقلة من ولاية سوسة تشيع جثمان الدكتور حمادي فرحات إلى مثواه الأخير بعد النزيف الحاد في الدماغ الذي تعرض إليه و تم على إثره نقله على إحدى المصحات و إجراء عملية جراحية استعجالية.

والدكتور حمادي فرحات طبيب جراح سابق بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة و أستاذ بكلية الطب بسوسة و مؤسس و رئيس سابق لفرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمناضل الحقوقي و السياسي المعروف.

و تتقدم جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي بأحر التعازي لعائلة الفقيد و أصدقائه راجية من الله أن يرزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان

مراسلة خاصة بالموقع

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 ديسمبر 2006)

 

 

 


 

فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

 

نفطة في : 18 ديسمبر 2006

 

وجّه فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان برقية تهنئة للإخوة المولدي الجندوبي ، بلقاسم العياري وحسين العباسي اثر انتخابهم لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل . هذا نصها

برقية تهنئة

يتقدم إليكم فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بأحر التهاني وأطيبها اثر نيلكم لثقة الشغيلة وانتخابكم عضوا بالمكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل راجيا لكم التوفيق في خدمة القضايا العادلة.

عن الفرع

الرئيس

شكري الذويبي

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 18 ديسمبر 2006)


 

السجن 20 عاما لمتهم في تفجير معبد يهودي بجزيرة جربة التونسية

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر قضائية يوم الاثنين ان محكمة استئناف تونسية أيدت حكما بالسجن 20 عاما على متهم بالتخطيط لهجوم انتحاري دموي على معبد يهودي بجزيرة جربة التونسية عام 2002 أوقع 21 قتيلا.

وكانت محكمة ابتدائية قد قضت في السابع من يونيو حزيران الماضي بسجن بلقاسم نوار لمدة 20 عاما وابقائه لمدة خمس سنوات تحت الرقابة الادارية بتهمة المشاركة في التفجير أمام معبد الغريبة بجربة.

وقال القاضي الشاذلي بوخريس يوم الاثنين للمتهم بلقاسم نوار “أنت متهم بقتل نفس بشرية عمدا والمشاركة في صنع وحيازة مواد متفجرة بدون ترخيص قانوني والتحضير للقيام باعتداء على اشخاص. بماذا ترد؟“.

ودفع المتهم الذي بدا عليه الاضطراب ببراءته وقال انه لم يكن على علم بنوايا ابن أخيه الذي نفذ الهجوم وقال إن عدة اعترافات انتزعت منه بالضغط.

وبلقاسم نوار هو عم نزار نوار المهاجم الذي اقتحم بسيارة صهريج محملة بغاز الطهي معبدا يهوديا بمنتجع جربة السياحي في ابريل نيسان عام 2002 ليقتل 21 شخصا.

وقتل خلال التفجير الذي تبناه تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن 14 سائحا ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيين واصيب ما لا يقل عن 30 اخرين.

وطالب المحامي سمير بن عمر المحكمة بالاستماع لشهود ألمان جرحوا خلال الحادث وشكك في أن المهاجم نزار نوار قد مات أصلا خلال التفجير.

وقال بن عمر محامي نوار لرويترز عقب صدور الحكم “الحكم قاس وتعسفي وهو مبني على أسس باطلة منذ بدأ التحقيق مع موكلي.”

واضاف انه سيلجأ للمرحلة الاخيرة وهي تعقيب الحكم.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 ديسمبر 2006)

 


 

في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

حصار أمني يمنع الفروع من الإجتماع

 

شهدت عدة مدن تونسية يوم الأحد 10 ديسمبر 2006 حصارا امنيا كثيفا، فقد أعلنت  عدة فروع للرابطة عزم مناضليها التوجه على مقرات الفروع لعقد اجتماعات بالمنخرطين والمناضلين وجميع المعنيين بحقوق الإنسان وذلك بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقد منعت قوات الأمن في كل الجهات من عقد تلك الإجتماعات فيما يتواصل إغلاق مقرات الفروع بدون وجه قانوني منذ سبتمبر 2005.

 

في جندوبة

تمّ إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة ووضع حواجز حديدية على الطرقات المؤدية إلى مقر الفرع ومنع أعضاء هيئة الفرع وكل الذين حضروا من نشطاء حقوقيين ونقابيين وطلبة من الوصول إليه، ومنع أعضاء الفرع الذين يقطنون خارج جندوبة من الوصول إليها.

 

في نفطة

دعت هيئة فرع توزر نفطة المناضلات والمناضلين إلى اجتماع بمقر الفرع الكائن بنفطة، إلا أن عددا كبيرا من أعوان الأمن بقيادة رئيس المنطقة اعترضوا سبيلهم، منعوهم من الإقتراب من المقر بدعوى وجود حكم قضائي وهو ما احتج عليه رئيس الفرع مؤكدا أنه حتى في صورة وجود هذا الحكم فلا علاقة للسلطات الأمنية بتنفيذه، بما أن تنفيذ الأحكام المدنية يتم بطلب من استصدرها، وبواسطة عدول التنفيذ، ملاحظا أن هذا التدخل من طرف قوات الأمن “يفضح الإدعاء بأن السلطة ليست طرفا فيما سمي أزمة الرابطة”، وجدد المنخرطون الذين تجمعوا قرب المقر عزمهم على النضال من أجل فرض حق الرابطة في استغلال مقراتها.

 

في قليبية

حالت قوات الأمن التي احتشدت بأعداد كبيرة منذ الصباح الباكر، دون وصول أعضاء هيئة الفرع والمناضلين الحقوقيين إلى مقر فرع قليبية – قربة، وتعللت بوجود “تعليمات” في الغرض. وأصدرت هيئة الفرع بيانا احتجت فيه على هذه الممارسات ” لما ينطوي عليه من خرق صارخ لقوانين البلاد وضرب سافر لحقوقنا القانونية والدستورية، يتناقض تماما مع ما تردده أبواق السلطة وخطابها الرسمي القائل يأن “الرابطة مكسب وطني تجب المحافظة عليه” وأن ما يجري في الرابطة هو “خلاف داخلي”. فكيف تقوم السلطة بالمحاولات المتكررة للإجهاز على الرابطة وشل نشاطها ومحاصرة مقراتها ومضايقة مناضليها ونشاطاتها، ومنعها من عقد مؤتمرها السادس ؟ ثم إذا كانت الحالة التي تعانيها الرابطة تعود إلى صراعات داخلية (بأساليبها الأمنية الفجة) نفسها طرفا مقابلا للرابطة وتجند أدواتها ووسائلها البوليسية لمنعنا من التعبير عن مواقفنا وضرب حقوقنا المشروعة في التجمع والإجتماع؟”

 

في سوسة

تجمع عدد هام من أعضاء هيئة الفرع والنشطاء في محاولة للوصول إلى مقر الفرع، وقد وجدوا جميع الأنهج المؤدية إليه مغلقة من طرف قوات الأمن، وقد أصر المناضلون على ممارسة حقهم في الإجتماع بمقرهم والإحتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، غير أن قوات الأمن كشفت تواجدها وداهمت الحاضرين لتفريقهم باستعمال القوة، وقد جلس الحاضرون أرضا متصدين بصورة سلمية إلى العنف البوليسي، فتمّ ضرب العديد منهم ودفعهم بقوة لإبعادهم عن المقر وفي خضم ذلك تمت سرقة هاتف السيد عبد الرزاق العثمني.

 

في بنزرت

حاصرت قوات هائلة وبأعداد غير مسبوقة مدينة بنزرت يوم الأحد 10 ديسمبر وأغلقت منافذها أمام جميع الذين حاولوا الوصول إلى مقر الفرع حيث برمجت هيئته اجتماعا عاما للإحتفال بذكرى الإعلان العالمي . كما أغلقت الأنهج المؤدية للفرع ووقف جمع كبير من الأعوان أمامه وتم اعتراض كل الذين أصروا على الوصول إلى المقر وقد أصدرت هيئة الفرع بيانا أدانت فيه هذه الممارسات.

 

في ماطر

احتشدت أعداد كبيرة من قوات الأمن بالأنهج المؤدية إلى مقر الفرع في ماطر وحالت دون الوصول إليه وقد تجمع عدد هام من النشطاء تتقدمهم هيئة الفرع  بهدف عقد اجتماع عام بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي غير أن الأمن منعهم من الإقتراب من المقر بدعوى وجود تعليمات.

 

في المنستير

انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن على الطرق المؤدية إلى مدينة المنستير وأوقفت السيارات للتثبت من هوية راكبيها ، ومنعت كل المناضلين من الدخول إلى المدينة، وأوقفت أعضاء هيئة الفرع والمناضلين المقيمين بمدينة المنستير من الوصول على المقر، وقد أصدرت هيئة الفرع بيانا أدانت فيه هذا المنع.

 

منع غير قانوني

منعت السلط التونسية فضاء التياترو يوم 10 ديسمبر 2006 دون أي تبرير من إهدائنا مائة وعشرين دقيقة من التعبيرات الفنية : مسرح، فيديو، موسيقى وغناء …  فحرموا بذلك الجميع من أن نحتفل بحقوق المرأة في جو من الطرب والفرح بمناسبة إحياء فرحة ذكرى حقوق الإنسان.

وتم هذا المنع اللاقانوني بحشد عدد هائل من قوات الأمن الذين طوقوا نزل المشتل حيث مقر التياترو ومنعوا المدعوين من الدخول إلى هذا الفضاء المغلق مسبقا من طرف السلطة.

 

مراقبة مستمرة

ما زال منزل السيد عمر قويدر عضو هيئة فرع الرابطة بتوزر، يخضع لمراقبة بوليسية مستمرة من يوم 10 سبتمبر 2006، كما يخضع مقر الفرع المحاذي لمنزل السيد قويدر بمدينة نفطة إلى نفس المراقبة إذ يتداول 12 عون أمن ليلا نهارا على مراقبة المقر والمنزل بواقع أربع أعوان كل ثماني ساعات.

ورغم مراسلة وزير الداخلية منذ مدة لمطالبته برفع الحصار فإن شيئا من ذلك لم يقع. وقد عبرت الهيئة المديرة عن تضامنها مع السيد عمر قويدر وفرع توزر نفطة وتكرر المطالبة برفع هذا الحصار.

 

جريدة

تحصل التكتل الديمقراطي للعمل والحريات على وصل إيداع مطلب إصدار جريدة “مواطنون” وذلك بعد صعوبات عديدة إذ رفضت وزارة الداخلية في البداية تسليم الوصل الذي أوجب القانون تسليمه حال إيداع الوثائق المطلوبة. تهانينا الحارة وتمنياتنا بالنجاح.

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


خمس بوارج أطلسية ترسو في حلق الوادي
 

أفادت وكالات الأنباء أن وحدة بحرية من منظمة حلف الشمال الأطلسي الناتو تابعة للقوة العسكرية الدائمة للأطلسي في حوض البحر الأبيض المتوسط المعروفة اختصارا بـ سخحا 2 ترسو منذ الأحد الماضي بميناء حلق الوادي ولمدة ثلاثة أيام. ويقود هذه الوحدة المؤلفة من خمس بوارج تابعة لخمس دول أطلسية هي أمريكا وبريطانيا واليونان وتركيا واسبانيا، الأميرال مايكل غروثوسن. وقال غروثوسن ان الهدف من هذه الزيارة التي تندرج في اطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع تونس، هو تبادل الآراء والمعلومات والخبرات مع قيادة القوات البحرية التونسية ودعم الحوار المتوسطي باعتبار تونس عضوا في برنامج الحوار المتوسطي الى جانب الجزائر ومصر والأردن وموريتانيا والمغرب واسرائيل. وأضاف أن هذه الوحدة البحرية العسكرية الأطلسية التي تقودها البارجة اليونانية س بوبولينا ، ستنفذ بعض المهام والتدريبات العادية خلال زيارتها لتونس. ولم يوضح طبيعة هذه المهام والتدريبات، واكتفى بالاشارة الى أن رسو هذه الوحدة البحرية الأطلسية في ميناء تونسي يتيح الفرصة للتعريف بأنشطتها ولتوثيق الروابط والصلات مع البحرية التونسية بهدف تطوير التعاون في اطار برنامج الحوار المتوسطي . وأوضح أن الوحدة البحرية التي يقودها علي استعداد دائم للتدخل السريع في أوقات السلم وأثناء الأزمات والحروب، كما انها معنية بمراقبة المسالك البحرية والتحركات غير الشرعية في حوض المتوسط . واعتبر في هذا السياق ان برنامج الحوار المتوسطي الذي بدأ العمل به منذ العام 1995 ضمن اطار منظمة حلف الشمال الأطلسي يهدف الي ارساء الأمن والاستقرار والتعاون والرخاء في منطقة المتوسط . يشار الي أن القوات البحرية العسكرية التابعة للقوة الدائمة للأطلسي في حوض البحر الأبيض المتوسط المعروفة باسم سخحا 2 ، أصبحت معنية بعمليات التدخل والتنسيق في مجال مكافحة الارهاب منذ مؤتمر الحلف الأطلسي في براغ عام 2002، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار هذا الدور خلال قمة ريغا الأخيرة. وكان وفد رسمي تونسي شارك في القمة الأطلسية الأخيرة في ريغا لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تشر من قريب أو بعيد لتلك المشاركة. 

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


 

 

أخبــار سريعــــة

 

زيارة لمحمد العكروت

 

أدى وفد من جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي و فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقابس زيارة إلى السجين المفرج عنه أخيرا السيد محمد العكروت و الذي كان محكوما في القضية الأصلية ضمن حركة النهضة بالسجن المؤبد و بعد نضالات و إضرابات جوع , تم تخفيض المدة إلى أن أفرجت عنه السلطة ضمن الدفعة الأخيرة من المساجين المسرحين .

و قد عبر الوفد للسيد محمد العكروت عن تمسكه بإنهاء محنة السجناء و سن العفو التشريعي العام كشرط ضروري للانتقال إلى حياة سياسية طبيعية و متوازنة تمهد للتأسيس الديمقراطي .

و بدوره شكر محمد العكروت أعضاء الوفد تضامنهم معه و مساندتهم لأسرته طوال السنوات الأخيرة لاعتقاله معبرا عن أمله في أن تكلل النضالات الحالية بانفراج حقيقي .

 

عبد الجبار الرقيقي

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 

تصويب

طرأ خطأ في ذكر اسم أحد القضاة في التقرير المتعلق بمؤتمر جمعية القضاة المنشور في العدد الأخير من جريدتنا عندما أشار التقرير إلى أن أحد القضاة “بدا ناشطا متحرّكا من مجلس إلى آخر”، والإسم الصحيح للقاضي المعني هو السيد محرز الهمامي مما اقتضى التصحيح والإعتذار.

 

وداعا يا سي البشير 

 فارقنا إلى ذمة الله تعالى منذ أيام قليلة المناضل المرحوم البشير الهمامي و هو نقابي من قطاع عملة الرصيف عرفه زملاؤه و نقابيو جهة قابس بصلابته في الدفاع عن مطالب عمال الرصيف و عن المنظمة النقابية في المحن التي تتالت عليها  كما اشتهرت عنه جديته  و عمله الدؤوب بصمت و صبر  و الأكيد أن اسم البشير الهمامي سيظل علامة مضيئة في سجل النضال العمالي في الجهة و رمزا للاخلاص لمطالب الشغالين  و الوفاء لمنظمة محمد علي الحامي و فرحات حشاد ، تعازينا الحارة لعائلته و زملائه ولكافة النقابين الذين عرفوه.

عبد الجبار الرقيقي

 

مناخ تعددي

أفاد بيان أصدره الطلبة عبد الحميد الصغير وزياد بومخلاء وكريم الصيفي أن أحداث عنف جدت في اطار التحركات الطلابية لانتخابات المجالس العلمية للسنة الحالية وقالوا إن بعضا من المنتسبين للاتحاد العام لطلبة تونس تسببوا فيها بدعوى أن الاتحاد هو”الممثل القانوني والشرعي والوحيد للطلبة”.

وانتقدوا  انطلاقا من هذه الحادثة الكيفية التي يتعامل بها بعض الاطراف من الاتحاد العام لطلبة  تونس مع الطلبة الاسلاميين.

وأكد الموقعون على البيان عزمهم على مواصلة تبليغ اصواتهم في سعي منهم لتوفير مناخ تعددي يتسع لكل الاطراف.  

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 


 

فرنسا: قضية هلاك المهاجر التونسي توفيق العامري

** وكيل الجمهورية يتهم، ساركوزي يجمّد، نقابة الشرطة ترفض وزوجة الضحية تنتظر الحقيقة

أعوان الشرطة الثلاثة مهدّدون بالسجن من 5 سنوات إلى 20 سنة

** مسيرة صامتة جابت أمس شوارع نانت تندّد بالعنصرية

 

الاسبوعي ـ القسم القضائي: كنا انفردنا في العدد الفارط بنشر الملابسات الكاملة لاختفاء المهاجر التونسي توفيق العامري (33 سنة) أصيل منطقة الزارات بولاية قابس بالجنوب الشرقي التونسي بمقاطعة نانت الفرنسية في ظروف غامضة. وقد واصلت لاحقا مختلف وسائل الإعلام المحلية والفرنسية متابعة تطوّرات القضية لحظة بلحظة «الأسبوعي» التي عوّدتكم دائما بالمتابعة الدقيقة والأنفراد بالمعلومة واصلت متابعة هذه الحادثة وذلك بعد العثور على جثة الشاب التونسي في قنال سانت فيليكس بنانت وإليكم آخر المستجدات:

 

تجميد نشاط أعوان الأمن

 

بعد انتشال الجثة وتضارب أقوال أعوان الشرطة الثلاثة الذين كانوا اوقفوا في الليلة الفاصلة بين 22 و23 نوفمبر الفارط.. المهاجر التونسي حول مكان إخلاء سبيله والحالة التي كان عليها أصدر وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي قرارا بإيقافهم وتجميدهم عن العمل لفترة زمنية غير محدّدة. وفي الإطار رجّحت وسائل الإعلام الفرنسي ان المدة التي سيستغرقها البحث القضائي هي ذاتها مدة التجميد ومن بعدها يأتي القرار النهائي بناء على ما ستنتجه التحقيقات سواء بعزل الأعوان الثلاثة وإحالتهم على القضاء او تبرئة ساحتهم وهو قرار مستبعد.

 

بين 5 سنوات و20 سنة سجنا

وفي هذا السياق وحسب المصدر ذاته فإن الأعوان الثلاثة متهمون بالإدلاء بشهادة زور وإهمال شخص غير قادر على حماية نفسه وهو ما يعني ـ حسب القانون الفرنسي ـ ان الأعوان مهدّدون بالسجن لمدة خمس سنوات في صورة ثبوت إدانتهم في قضية الإهمال غير الناجمة عنها وفاة وبعشرين سنة سجنا في صورة ثبوت إدانتهم في قضية الإهمال الناجمة عنها وفاة وذكر وكيل الجمهورية بنانت ان القانون يستوجب نقل اي شخص يثبت من خلال مراقبته أنه بحالة سكر وغير قادر على حماية نفسه الى مقر أمني حتى يستعيد وعيه او الى اي مستشفى ولكن في هذه الحالة تغافل الأعوان عن القيام بواجبهم ولم ينقلوا توفيق الذي أثبت تقرير الطبيب الشرعي ان نسبة الكحول في دمه بلغت 3,74غ/لتر.

 

نقابة الشرطة تعقب

هذه الاتهامات المباشرة وغير المباشرة رفضها مسؤول عن نقابة الشرطة بـ «لوار أطلنطيك» بنانت يوم الجمعة الفارط وقال ان السلط القضائية تريد توريط جهاز الأمن في هذه القضية وأضاف: «حين نقوم بواجبنا يلومون علينا ويقولون أن عدد الموقوفين كبير واليوم يوجهون لنا اللوم والعتاب لأننا لم نوقف توفيق العامري».

 

محامي الزوجة يتهم

وفي السياق ذاته أكد محامي زوجة الشاب التونسي تورّط أعوان الشرطة الثلاثة في قضية إهمال اجتماعي من المرجح نتج عنه وفاة شاب (توفيق) وأضاف: «هنالك شيء ما حصل قبل سقوط توفيق العامري في القنال باعتبار ان رئتيه لم يكن فيهما ماء» وكان تقرير الطبيب الشرعي الأول أشار إلى وفاة الشاب التونسي غرقا في القنال دون العثور على ماء في رئتيه(!!) في المقابل تم العثور على كدمات على جثته.

 

الزوجة في أنتظار جثمان زوجها

اما زوجة الضحية «بريشيليا العامري» والتي مازالت غير مصدّقة لوفاة زوجها بهذه الطريقة الغامضة فقالت أنها مازالت في انتظار تسلّم جثمانه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ومواراته التراب وأضافت: «انها أيضا في انتظار ظهور الحقيقة» وكان والد الهالك السيد محمد العامري تقدّم بشكاية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقابس يطلب فيها المساعدة على اظهار حقيقة وفاة إبنه «توفيق».

 

مسيرة صامتة

وشهدت مدينة نانت مساء امس الاحد مسيرة صامته رفعت فيها صور الضحية التونسي وشعارات مثل «نريد الحقيقة» وقد شارك فيها عدة جمعيات مناهضة للعنصرية على غرار حركة مناهضة العنصرية (MRAP) وقد توقف المشاركون فترة طويلة قرب القنال التي شهدت اختفاء ووفاة المهاجر التونسي في ظروف غامضة.

 

صابر المكشر

 

(المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)

 


 

«التونسي ما عــــــادش لاحق.. زعمة عــــــلاش»؟

تونس-حافظ الغريبي

 

«ما عادش لاحق» جملة تتردد على أكثر من لسان.. تسمعها من «الزوالي» ومن «الشهار».. من «الصنايعي» والتاجر ورجل الاعمال.. وحتى من يشتغل في أكثر من شغل ليكون له اكثر من مورد رزق يجيبك عندما تسأله عن سبب لهفته تلك «ما عادش لاحق»..

كل من موقعه يمدّك بترسانة من التبريرات..الزوالي يقول لك «المدخول شوية» و«الكراء غالي» وطلبات الاطفال عديدة.. أما «الشهار» فيحدثك عن القروض التي تقضّ مضجعه بدءا من بنك الاسكان مرورا بقرض السيارة انتهاء بالقرض الشخصي.. «الصنايعي» يحدثك عن غزو المصنوعات الاجنبية وكثرة المنافسة اما التاجر فيتحدث عن الكساد ورجل الاعمال عن همّ فوائض البنوك وغول الصكوك بدون رصيد.

واذا سألتهم «آش لزّ العاقل لهذا؟» ولماذا لا يعمل الفرد منّا بمبدإ «أمدّ رجلي على قدر كسائي» يقال لك «ياخي أنا زايد على غيري» و«إذا ما نعملش هكّا ما نجمش نعيش» هكذا يقول «الشهار» ورجل الاعمال واذا عمقت النظر في واقع مجتمعنا تكتشف أن التونسي طموح لكن طموحه يقتصر بالاساس على كيفية العيش أرفع من مستواه.. فهو يطمح لاقتناء سيارة وشقة ويفكّر في الآن نفسه كيف يمكن ان يفرّط في الشقة المرهونة ليشتري فيلا وكيف يبيع السيارة ليشتري ما أرفه منها.. وقلّ وندر أن تجد تونسيا يوظف طموحه في غير منحى استهلاكي فتراه مثلا كما الياباني او الصيني يستنبط وينتج ما استنبطه خارج أوقات عمله ليحقق ذاته بالاساس ويشعر أنه فرد فاعل..

إن النهج الذي استفحل فينا منذ شهدت بلادنا انفتاحا اقتصاديا يستوجب تصحيحا عاجلا لانه لا خير في مجتمع يستهلك اكثر مما ينتج.. لذلك تجده «ما عادش لاحق».

 

(المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” التونسية الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)


 

تونس تحصل على قرضين من البنك الأوروبي للاستثمار

 

تونس – قنا – حصلت تونس من البنك الأوروبي للاستثمار بموجب اتفاقيتين وقعتا بينهما هنا على قرضين يبلغ حجمهما الاجمالى 154 مليون يورو «نحو 258 مليون دينار تونسى».

وسيخصص القرض الأول وقيمته 40 مليون اورو أي نحو 68 مليون دينار تونسى للاسهام في تمويل مشاريع للصرف الصحى في عدد من المناطق التونسية تابعة للديوان التونسى للتطهير بينما سيخصص القرض الثانى وقيمته 114 مليون يورو أي نحو 190 مليون دينار تونسى للاسهام في تمويل انجاز مشروع محطة لتوليد الكهرباء في مدينة غنوش من ولاية قابس في الجنوب التونسى.

وقد وقع الاتفاقيتين عن تونس السيد محمد النورى الجوينى وزير التنمية والتعاون الدولى وعن البنك نائب رئيسه المكلف بالآلية الأوروبية المتوسطية للاستثمار والشراكة فيليب دى فانتان فيف الذى يزور حاليا تونس.

وأعرب الوزير التونسى خلال حفل التوقيع عن ارتياحه للمستوى الذى بلغه التعاون بين تونس والبنك الأوروبي للاستثمار كما ونوعا حيث بلغت التعهدات منذ عام 1976 نحو544،2 مليار يورو أي ما ناهز 4 مليارات دينار تونسى منها اكثر من 5،1 مليار بعنوان برنامج التعاون «اوروماد 2 ».

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)

 


 

 

بعد إعتقال الزميل لطفي حجّي اليوم و “الإفراج” عنه :    لن تكسِرُوا أقلامنا الحُرّة . .

 

       *القلم الحرّ سليم بوخذير    أطلقت منذ حين (التاسعة ليلا  تقريبا بتوقيت تونس) مخافر البوليس في تونس سراح الزميل العزيز لطفي حجّي رئيس نقابة الصحافيين التونسيين و مراسل “الجزيرة” في تونس .  و كان عدد من أعوان البوليس قد إختطفوا الزميل لطفي منذ عصر اليوم من مقرّ إقامته بمدينة بنزرت إلى جهة لم يعلنوها لعائلته ولا لنُشطاء الرابطة ببنزرت، ليتّضح بعد ذلك أنّ الجماعة إختطفوا لطفي نحو ما يدّعون أنّه “مقرّ الشرطة العدلية” باب البحر  بالعاصمة بينما الذين إستجوبوه هم عناصر أمن الدولة حتما كما يعرف القاصي و الداني في البلد .   و قال لي الزميل لطفي منذ حين إنّ  أهل البوليس  أرادوا  توقيعه على “محضر تنبيه” بأن  يتوقّف مستقبلا عمّا وصفوه  بعمله مراسلا ل”الجزيرة” بطريقة “غير قانونية” على حدّ زعمهم  ذاكرين أنّهم  سمعوه يحدّث “الجزيرة” عبر  الهاتف و هو إثبات جديد على ممارسة دوائر البوليس في تونس  للتنصّت على مكالمات المواطنين في إطارعادة يتميّزون بكثافة ممارستها عالميا و تعوّدوا أن ينكروها، فيما  تمسّك الزميل  بحقّه في مواصلة عمله و رفضه القاطع التخلّي عن واجبه كصحفي  ينقل الأحداث بأمانة رغم ما عاناه  جرّاء ذلك من متاعب في بلده  تراوحت بين الإختطافات الأمنية المتكرّرة في السنتين الماضيتين و قطع مكالماته الهاتفية و مراقبته  و منعه من بطاقته الصحفيّة  و التضييق بكلّ الوسائل على مورد رزقه  و حرمانه من عديد الحقوق الأخرى . و رفض الزميل لطفي التوقيع واصفا السلطات بأنّها هي التي تمارس ضدّه وسائل غير قانونية  منذ فترة طويلة آخرها و أبسطها أن يقع إستنطاقه اليوم خارج التوقيت الإداري و دون توجيه إستدعاء كتابي فيه تحديد السبب بوضوح .   و كان الزميل العزيز قد رفض ظهر اليوم و قبل إختطافه ، الإستجابة  لإستدعاءين من دوائر البوليس الأوّل كان عبر الهاتف و الثاني كان كتابيا لم يحترم  باعثوه فيه حقّ المُستدعى  في أن يعرف الموضوع .  و هذه هي  أوّل مرّة  تعلن فيها السلطات بشكل مباشر و صريح مُحاسبة  لطفي حجّي على عمله كصحفي و تحديدا كمراسل  ل”الجزيرة” لأنّها في العادة كانت تمارس عليه مضايقاتها البوليسية و غير البوليسية دون إعلان أنّها تفعل ذلك  بسبب عمله الصحفي المحايد الذي يؤدّيه بأمانة الشرفاء النزهاء منذ سنوات  ،  و هذه المحاسبة الصريحة تأتي لتزيد كلّ العالم  أدلّة على أدلة على حجم مُعاداة الحكومة التونسية للصحافيين المُحايدين المُتمسكين بإستقلاليتهم المهنية  و حجم ما بلغته من أشواط في  التضييق عليهم و هرسلتهم و مُحاولة ترويعهم لإثنائهم عن أداء رسالتهم رغم الصعوبات  ، و ذلك على خلاف ما يُحاول الحُكم  إدّعاءه دائما في وسائل إعلامه المُؤتمرة بأمره .  و  تُحيلنا محاولة محاسبة لطفي حجّي أمنيا على  عمله مراسلا ل”الجزيرة”  ، من جديد إلى مسألة  إسناد بطاقات إعتماد مراسلي وسائل الإعلام الخارجية من تونس  ، ففيما يجد المراسلون في دول عديدة في العالم حتى تلك التي لا تحكمها أنظمة ديمقراطية ، مرونة  في السماح للمراسلين بالعمل ، تُعامل السلطات في تونس المراسل و كأنّه جاسوس  لجهات أجنبية  إذا ما قرّر رفض الإنصياع للضغوط التي تمارسه عليه ما يُسمّى ب “وكالة الإتصال الخارجي”  و جهات حكومية أخرى  ، و لذلك تمارس عليه مختلف التضييقات .  و قد إبتكرت الحكومة التونسية  سلاحا حسبته فعّالا يتمثّل في إحتجاز بطاقات إعتماد مراسلي وسائل الإعلام  قبل  إسنادها  لهم حتّى و لو إستوفى الصحفي منهم  شروط الحصول عليها من ذلك  توجيه رسالة من مدير مؤسسته الإعلامية  بإعتماده مراسلا لها .     إلاّ أنّ هذا السلاح لم ينفع مع عديد الصحافيين المُتشبّعين جيّدا بميثاق شرف المهنة و قيم الواجب المهني في إحترام قدسيّة نقل الحقيقة  كلّفهم و في مقدّمتهم الزميل لطفي حجّي  الذي واصل عمله الصحفي رغم ذلك  ، و قبله الزميل محمد الفوراتي مراسل وكلة “قدس براس” .   و من المخجل لبلد  ينصّ دستوره على إحترام حريّة التعبير و أمضت حكومته على فائق المعاهدات  بإحترام حرية الإعلام ، أن تخرُق فيه ما يسمّى  ب”وكالة الإتصال الخارجي”  نفسها القانون بإحتجازها لبطاقات إعتماد الصحافيين عندها “رهينة” في  رُفوفها ، ثمّ حين يعمل المراسل منهم دون الحصول عليها  يُتّهم هو بخرق القانون .   و لكن إذا كانت السلطات تأمل من خلال محاولات التضييق مثل التي إستهدفت اليوم الزميل لطفي ، في أن  يتوقّف من لم يحصل من المراسلين في تونس على بطاقات إعتمادهم -للأسباب المعروفة- عن نشر الحقيقة و عن أداء رسالته الإعلامية المقدّسة ، فلتحلم  سلطاتناطويلا بهذا ، لأنّ ذلك لن يتحقّق أبدا ، و لن  تُكْسر أقلامنا الحرّة  مهما حاولوا. . لن تُكْسر . . لن تُكْسر . .

 


 

افتتاحية “الموقف”

غياب الإرادة

رشيد خشانة

 

لم يبق شيء يمكن أن يُقال عن معضلة حرية الإعلام في بلادنا، فالقضية قُتلت بحثا ونقاشا منذ ما يُقارب العقدين والمرض يزداد استفحالا وانتشارا، من الصحافة المكتوبة إلى الإعلام المسموع والمرئي وانتهاء بالإنترنت.

 

ومختصر الحديث أن المشكلة لا تكمن في مراجعة النصوص القانونية فقط بل أولا في توفير المناخ الملائم لخلع ثياب الخوف وانطلاق الإعلاميين المكبلين نحو القيام بالدور المنوط بهم في المجتمع والذين أثبتوا مرارا وتكرارا، في الداخل كما في الخارج، قدرتهم على النهوض به.

 

مع ذلك لاحظنا أن المناقشات التي جرت في مجلسي النواب والمستشارين حول هذه المعضلة أتت نسخة مكررة من مناقشات مستعادة منذ سنة 1994. ولعل الفارق الوحيد هو أن نواب التسعينات كانوا أكثر جرأة ووضوحا من زملائهم الحاليين، لذلك لم يُطرح البعد المتصل بحرية التعبير إلا بكثير من الغمغمة على نحو يؤدي إلى المزيد من الإبهام والإلتباس لدى الرأي العام. ونسي السادة النواب أن حل هذه المشكلة ينبغي أن يوضع في خانة “السهل الممتنع” (سهل على الإعلاميين ومُمتنع على الحكومة).

 

ومن دلائل امتناعه على الحكومة أن الوزارة المكلفة بهذا الملف نظمت ندوة حول “مصادر الخبر” حشدت له حشدا كبيرا من الحاضرين القاسم المشترك الوحيد بينهم أنهم يعتمدون على مصدر واحد للخبر. أما الذين يستقون الأخبار من مصادرها ولا ينتظرون وكالة “الأمس” للأخبار فلم يكن لهم مكان في الندوة (هنيئا لهم كما قال أحد الحضور).

 

ولعل أغرب مفارقة هي أن كثيرا من الصحف التي كتبت عن ندوة “مصادر الخبر” أوردت التغطية من الوكالة نفسها، فنُشر الخبر بالمضمون (الدعائي) نفسه والعبارات (البائتة) نفسها في أكثر من صحيفة. فهل هناك من حاجة إلى أنموذج حي آخر على حالة الوصول إلى مصادر الأخبار في بلادنا؟ لهذا السبب فقط ربما لم تذهب النفقات الباهظة التي صُرفت على الندوة سدى.

 

على أن ما يغيب عن مداولات المجلسين وما يتم تفادي الخوض فيه خلال الندوات التي تُعقد عن الإعلام هو لبَ الموضوع، وهو المتصل بغياب الإرادة لدى الحكم للإقدام على إصلاحات حقيقية في القطاع. وينطلق الإصرار على إيصاد بوابة الإصلاح من قناعة راسخة بأن تونس غير مؤهلة للتعددية الإعلامية الحقيقية، وبخاصة في مجال الإعلام المسموع والمرئي، بدعوى أن “المتطرفين” سيستفيدون منها. وهل هناك تطرف أعتى من الذي نعاني؟

 

ونتيجة تلك القناعة يُغلق الحكم جميع الأبواب والنوافذ التي يمكن أن تتسرب منها خيوط الضوء، ويسعى في عصر العولمة إلى قطع الإتصال بين النخب بعضها ببعض وبينها وبين العالم الخارجي، لكن شعاع الحرية سيفرض سطوعه على ربوعنا، وإن تأخر، اعتمادا على كفاءاتنا التي نفخر بمستواها، والتي لن تبقى قطعا مثل قناديل باب منارة…

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


 

مع قناة “الجزيرة”

نواب خائفون.. واتصالات مقطوعة!

صالح البحري

 

أبرزت تجربة نشرة “الجزيرة” المغاربية التي تُبث من مكتب الرباط والتي دخلت أسبوعها الثالث ، الكثير من الثغرات في المشهد السياسي و الاتصالي التونسي بما يحد من تطويره.

 

تزامن بث النشرة الجديدة مع انطلاق مداولات مجلس النواب  فكانت رغبة المشرفين عليها في إشراك نواب تونسيين للتعليق على النقاشات التي تدور بينهم في فضاء المجلس. وجاء بيان الحكومة الذي ألقاه الوزير الأول السيد محمد الغنوشي في جلسة الافتتاح فبثت النشرة الخبر وبحثت عن نائب للتعليق على هذا الخبر المحايد بما يراه صالحا  فكان البحث مضنيا يبرز ما آلت إليه حالة جزء من النخبة التونسية  من ضعف و هوان و بحث عن المصلحة الضيقة التي تغيَب البعد الوطني.

 

لقد كانت تجربة الاتصال ببعض “نواب الأمة” مريرة مثلما تبرز الأمثلة التالية:

 

النائب الأول كان تجمعيا ممن لا يتوانى عن مهاجمة زملائه المحامين المستقلين  في الساحة الوطنية وفي تكوين لجان المساندة لرموز خلية الحزب الحاكم بمهنة المحاماة، و في التظاهر بالدفاع عن النظام القائم.  رد صاحبنا على  محدثه من قناة “الجزيرة” طالبا أن يتصل به بعد عشر دقائق لأنه في اجتماع

و تحولت العشر دقائق إلى ساعات لأنه أغلق هاتفه و تبخر!

 

النائب الثاني كان تجمعيا أيضا و رئيس لجنة بالبرلمان و ممن تعلو أصواتهم داخل قبة البرلمان لمهاجمة من تسول له نفسه نقد الحكومة . هذا النائب خير على عكس زميله ألا يرفع السماعة و ألا يعطي موعدا لمحدثيه!

 

النائب الثالث كان من حزب معارض في البرلمان تكلم في جلسة الافتتاح بطريقة جيدة عن جملة من القضايا المطروحة على الساحة الوطنية.  اعتذر منذ البداية مقدما بعض التبريرات غير المقنعة والتي يستنتج منها الخوف من المحاسبة إن هو تدخل في قناة “الجزيرة” حتى و إن قال كلاما لصالح الحكومة لان الخبر حينها كان عن ميزانية الدولة و لم يكن عن حقوق الإنسان في تونس!

 

النائب الرابع كان من حزب معارض آخر في البرلمان عبر عن استعداده للتدخل في القناة بنوع من الحماس.. لكنه اتصل بعد عشر دقائق ليقول للمعنيين بالأمر إن الأمين العام لحزبه المعارض في الحياة و في البرلمان طلب منه عدم التدخل بالقناة!

 

النائب الخامس كان أيضا من حزب معارض وعد بالحديث وعبر عن رغبة في ذلك خاصة و أن الموضوع ليس فيه ما يقلق أو يقود إلى المحاسبة. لكن يبدو أن صاحبنا ابتكر طريقة أكثر حيلة من زملائه السابقين فحين طلبه المشرفون على النشرة في الوقت المحدد لتدخله ترك جهاز الهاتف يرن دون أن يجيب فادخل بلبلة مهنية على معدي النشرة الذين خصصوا له وقتا يصعب ملؤه في مثل هذه المفاجآت!

 

هذا عن سلوك بعض النواب و ابتكاراتهم أما عن سلوك السلطة تجاه النشطاء الحقوقيين و السياسيين  فيتلخص في كلمة واحدة هي قطع الطريق عنهم بقطع هواتفهم بمجرد أن تتصل بهم القناة و تحدد موعدا لذلك. و لا ينفع في مثل هذه الحالة الهاتف الجوال  ولا الهاتف الأرضي، كما تستوي شركتا الاتصالات الحكومية والخاصة الموجودة ببلادنا.

 

و مبدأ القطع الذي تعتمده الحكومة علاوة على كونه يتناقض مع شعار” على درب الحداثة” الذي جعلته شركة اتصالات تونس عنوانا لخدماتها فانه يبرز أن يد الأمن هي التي تتحكم في هذه الحداثة المزعومة و ليست جودة الخدمات و احترام الحرفاء  مصدر ربح الشركة، مثلما تفرض القوانين التجارية و أعراف المنافسة في عهد الخصخصة الذي برعت فيها الحكومة.

 

ثم إن أسلوب القطع يتناقض مع التعهدات الدولية التي أخذتها الحكومة على نفسها أثناء القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي انعقدت ببلادنا السنة الماضية.

 

ويبرز مدى ضيق صدرها عن الاستماع إلى آراء مخالفيها فهي تقفل أمامهم وسائل الاتصال في الداخل ما عدا بعض المنابر المعارضة المحدودة جدا، و تحاصرهم في الخارج بوسائل منافسة غير شريفة بما أنها تتحكم في شرايين الخدمات في مختلف القطاعات .

 

كما أن أسلوب القطع  دليل على استبلاه الحكومة للمواطن مما يخلف لديه نوعا من الغبن،  خاصة عندما يرى نشطاء من موريتانيا والمغرب وليبيا يدلون بآرائهم مباشرة، و ليس بالهاتف، حول الأحداث في بلدانهم . فهل  يحق بعد ذلك للحكومة أن تكرر على مسامع الناس الاسطوانة المشروخة التي تقول إنها حققت انجازات كبرى في مجال الإعلام؟

 

يبقى التذكير بأن سلوك النواب التجمعيين تجاه “الجزيرة” يسقط ورقة التوت عن خطاب الحكومة الذي يردد أن هذه القناة منحازة و تفسح شاشتها للمعارضة فقط. إنها مضغة تلوكها السلطة للتغطية عن عجز ممثليها و نوابها الذين يتقاضون رواتب عالية عن تقديم خطاب مقنع للرأي العام الوطني والعربي والدولي.

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


من غير المعقول تحرير الاقتصاد في ظل هيمنة الحزب الواحد

فرحات حمودي

 

تعيش البلاد التونسية حالة من الاستبداد السياسي أفضت إلى هيمنة الحزب الواحد طيلة نصف القرن. وبقدر ما تلونت السياسة الاقتصادية للبلاد ، فإنها ظلت دوما سياسة عرجاء فبعد سياسة التعاضد في الستينات وحالة من الانفتاح الاقتصادي خلال عشرية السبعينات، قامت الحكومات التي تتالت منذ منتصف الثمانينات و بإيعاز من المؤسسات المالية العالمية ( صندوق النقد الدولي ) بخطوات في اتجاه تحرير الاقتصاد ولكن الليبرالية الاقتصادية التونسية ظلت مشوهة لسبب بسيط هو عدم تلاؤم التوجهات الاقتصادية مع التوجهات السياسية للبلاد. فهل تلائم سيطرة الحزب الواحد الليبرالية الاقتصادية؟

 

إن نجاح الليبرالية الاقتصادية يشترط وبإلحاح ليبرالية سياسية. ومن هذه الزاوية يمكن القول إن المشروع السياسي لهيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات القائم على الانتقال الديمقراطي يقتضي نموذجا اقتصاديا انتقاليا، نموذجا تلعب فيه المنظمات الأهلية دورا متميزا.

 

اتحاد الفلاحين: تُعتبر هذه المنظمة من أعرق المنظمات الأهلية في تونس إذ تأسست مع نشأة دولة الاستقلال لتكون الهيكل الشرعي لكل الفلاحين، صغارا كانوا أم أصحاب ملكيات كبيرة وليكون هذا الهيكل شريكا فعليا في رسم خيارات البلاد على مستوى القطاع الفلاحي، هذا القطاع الذي يمثل الحلقة الأساسية والأكثر حساسية لكل اقتصادات العالم، سيما اقتصادات الدول النامية، فهو مازال يساهم بالنسبة الأهم في الناتج الداخلي الخام ومازال يشغل العدد الأكبر من قوة العمل ويساهم بالقسط الأكبر في الصادرات.

أُوجد إذن هذا الهيكل ليكون شريكا فعليا بل ومسئولا عن اختيارات البلاد الفلاحية ولكن التفاف الحزب الحاكم عليه أفقده كل دور فصار هيكلا صوريا يوافق ويبارك وتم تغييبه بشكل مفزع.

إننا اليوم و أمام التحديات الاقتصادية المطروحة والمتغيرات العالمية المتسارعة، نجد أنفسنا أمام حتمية إعادة إحياء هذه المنظمة، لتكون شريكا فعليا و لتساهم بحق في بلورة السياسة الفلاحية للبلاد. إن هذه المنظمة مدعوة لأن تعبر عن نبض الفلاحين، مصغية لمشاكلهم، مُقترحة حلولها.

ويشكل إحياء اتحاد الفلاحين الديمقراطي والمستقل مطلبا ملحا ليكون مشاركا مسؤولا على خيارات البلاد الفلاحية.

 

الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة: يعتبر بدوره من أعرق منظمات المجتمع الأهلي، منظمة ينضوي تحت لوائها كل الأعراف في قطاعي الصناعة والتجارة فتكون بذلك مسؤولة على أكثر من ثلثي الاقتصاد التونسي. و يتعاظم دور هذه المنظمة في ظل التحولات والمتغيرات الطارئة على بنية الإنتاج؛ فنسبة مساهمة هذين القطاعين في الناتج الداخلي الخام ما فتئت ترتفع، كما يمكن ملاحظة هجرة اليد العاملة من القطاع الفلاحي إلى القطاع الصناعي في مرحلة أولى ثم من قطاعي الصناعة والفلاحة إلى قطاع الخدمات في مرحلة ثانية. كما يساهم هذان القطاعان بنسبة هامة في الصادرات.

إن تحقيق نمو اقتصادي مستمر يشترط نهوضا حقيقيا و فعليا بهذين القطاعين.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه خصخصة الإنتاج سياسة فعلية في البلاد وتخلت الدولة عن أغلب قطاعات الإنتاج بات من الضروري التفكر مليا في الدور المفترض للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة.

إن هذه المنظمة مدعوة متى أُعطيت الحرية و الاستقلال في التفكير والتصرف إلى لعب دورها بكل روح المسؤولية والوطنية، بصفتها ترتبط مباشرة بالإنتاج والمنتجين. والإصغاء إلى المنتجين واشراكهم و إدماجهم هو السبيل الوحيد للنهوض بالإنتاج. لذلك نجد أنفسنا أمام حتمية توزيع جديد للأدوار وللمسؤوليات، فهذه المنظمة الوطنية مدعوة إلى التفكر مليا في مشاكل الإنتاج والاستثمار و القدرة التنافسية و التصدير واستنباط الحلول لها. و هذه المنظمة مدعوة إلى المساهمة في إنشاء الأقطاب التكنولوجية ( جامعات، مراكز أبحاث، مؤسسات اقتصادية ). كما أنها مدعوة للمساهمة في بلورة التوجهات الكبرى للسياسة التعليمية لأنها الأكثر معرفة بحاجيات سوق الشغل و التغيرات التي تطرأ عليه.

إن الصبغة الانتقالية للظرفية السياسية ( الانتقال الديمقراطي ) تقتضي برنامجا اقتصاديا انتقاليا يلعب فيه اتحاد الصناعة والتجارة دورا مركزيا بصفته مسؤولا وشريكا فاعلا.

 

الاتحاد العام التونسي للشغل: تعتبر هذه المنظمة الأكبر على الإطلاق بين المنظمات الأهلية، تأسست قبل الاستقلال فخاضت معركته وساهمت فعليا في تحرير الأرض و دحر الاستعمار. ينضوي تحت لوائها أغلب العمال من مختلف القطاعات، وقد لعبت دورا مهما في كل الأوقات و حافظت في مراحل عديدة على استقلالية القرار. كما شكلت دوما سلاح السلطة في وجه مشاريع الليبرالية الجديدة التي أرادت فرضها المؤسسات المالية العالمية، وكانت أيضا ممتص الصدمات حين يعلو الغضب الشعبي من السلطة.

إن دور هذه المنظمة/ الصرح يزداد أهمية وخطورة في ظل ما يشهده العالم من تحولات فهي علاوة على وقوفها الدائم نصيرة للشغيلة، عليها أيضا إرساء عقلية جديدة لدى العامل التونسي في علاقته بمنتوجه. فعاملنا التونسي يجب أن يعي تمام الوعي أهمية الدور الموكول إليه فهو المسؤول الأول عن جودة المنتوج وهو بذلك المسؤول الأول عن نجاح هذا المنتوج في غزو الأسواق العالمية وعلى تمكن منتجاتنا من قدرة تنافسية عالية المستوى.

إن حرب المنافسة المشتدة تقتضي شروطا جديدة للعمل و ظروفا جديدة للعامل. ومن أجل التموقع في عالم السوق على العامل أن يعي أنه بصدد إنتاج أفضل منتوج في العالم مع ما يقتضيه ذلك من وعي جديد ومهارة عالية. من هنا يكون دور الاتحاد العام التونسي للشغل مركزيا في تحديد نجاحنا من عدمه في الاندماج في عالم السوق.

 

إن العلاقة بين العمل ورأس المال على درجة قصوى من الأهمية في تحديد نوعية المنتوج لذلك بات من الحتمي أن تحكم هذه العلاقة سياسة تعاقدية بين الأجير و المؤجر من أجل هدف واحد وهو جودة المنتوج ليكون قادرا على منافسة كل المنتجات العالمية. ويكون تحسيس العامل وتوعيته بجسامة مسؤولياته الدور المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل، فهذا الهيكل الذي يسعى دوما إلى حماية حقوق العامل عليه اليوم أن يرسي سياسة تعاقدية مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة.

 

وعلى هذا الأساس يعطي الدفاع بأمانة ومسؤولية عن حقوق العامل المادية والمعنوية هذا الهيكل إمكانية التواصل مع العامل الذي بدوره تكون ثقته بمنظمته المهنية بقدر استبسالها في الدفاع على حقوقه وكرامته. ومن هنا فإن لبناء علاقة من الثقة بين الأجير والمؤجر منافعها العديدة؛ أولها زيادة إنتاجية العامل مما يؤدي إلى الضغط على التكلفة فتتحسن بذلك قدرة المنتوج التنافسية، وثانيها حرص العامل حرصا شديدا على جودة منتجه فتتحسن أيضا قدرة المنتوج التنافسية.

 

وعليه فتغيير عقلية الأجير من أوكد مهام الاتحاد كما أن تغيير عقلية المؤجر من أوكد مهام الاتحادين التونسي للصناعة والتجارة و الفلاحين، ليبقى دور الدولة رقابيا، حياديا، ضامنا لاستقلالية هذه المنظمات، علاوة على تهيئة وتعصير البنية الأساسية و ضمان استقلالية القضاء و حرية الصحافة.

إن نجاح أي نموذج اقتصادي يكون بمدى ملاءمة البنية السياسية للبنية الاقتصادية فمن غير المجدي والمعقول أن تحاول تحرير الاقتصاد في ظل هيمنة الحزب الواحد، كما أن من غير المجدي تطبيق نظام اقتصادي تكون فيه الدولة اللاعب الأساسي في ظل نظام سياسي ديمقراطي تعددي.       أحمد

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


 

 

درس من الشّعب اللّبناني لنظيره التّونسي و آخر سياسيًا لنخبه

رامي الصّالحي

 

شهدت السّاحة اللّبنانية خلال الأسبوعين الماضيين تحرّكات شعبية للمعارضة أقلّ ما يقال عنها هو كونها كانت جدّ مكثّفة بحجمها الجماهيري و انضباطها السّياسي و بتنوّع تعبيراتها الدّينية و الطّائفية، بهدف إسقاط حكومة السّنيورة و تحالف قوى 14 آذار.

 

لاشك أن هناك سّياقات دولية حفّت بهذا التحرّك أدت إلى تمايز معسكرين جليّين ألا وهما: معسكر قوى الأغلبية المدعومة من السّفارة الأمريكية و من ورائها بعض الدّول العربية و ضمنيا إسرائيل التي لم تتردّد وزيرة خارجيتها في التعبير عن قلق الكيان الصّهيوني من الأوضاع في لبنان و أمله في صمود حكومة السّنيورة، و معسكر قوى المعارضة بريادة حزب اللّه و التيّار الوطني الحرّ الذي تتطلّع كلّ من سوريا و إيران إلى تحرّكاته بكلّ انتباه. لكن بغض النّظر عن هذه السّياقات الخارجية فإنّ هذا التحرّك الجماهيري و من ورائه القيادة السّياسية التي تعمل على تأطيره و توجيهه نحو أهدافها  يفترض أن يلفت انتباهنا لبعض المسائل الهامّة أبرزها القطيعة التي تعيشها جميع الشعوب العربية مع العمل السّياسي لاسيما المعارض منه، و الإنفصام الذي تعيشه النّخب السّياسية العربية لاسيما المعارضة منها.

 

 فلئن لم يخرج الموقف الرّسمي العربي عن دائرتي الحياد أو دعم حكومة السّنيورة، فإنّ تفاعلات الشّعوب العربية لم تكن جليّة و لا ميدانية غير أنّها في معظمها و من خلال ما تنقله بعض الفضائيات و الصّحف اليومية تتطلّع إلى هذا التحرّك بأعين حالمة، لا لكون هذا التحرّك يمسّها مباشرة و لا لكونه سيغيّر الأنظمة المتكلّسة التي تحكمها و لكن لسببين رئيسيين على الأقلّ:

 

يتمثّل الأوّل في كون هذا التحرّك الشّعبي وهو تحرّك سّياسي سلمي يمثّل امتدادا للمعركة العسكرية التّاريخية التي قادتها المقاومة اللّبنانية، و التي كسبت بفضل نجاحها فيها رصيدا عاليا من المصداقية والتأييد ممّا يجعلها محلّ متابعة و احترام من قبل الشّعوب العربية. أمّا الثّاني و هو الأهمّ فيتمثّل في غرابة الموقف لدى هذه الشّعوب العربية لكونه لم يسبق لها و أن رأت حشودا من طينتها تجتمع في السّاحات العامّة بشكل سلمي و حضاري من مختلف الأديان و الطّوائف و المذاهب و التوجّهات الفكرية و السّياسية لتعبّر مجتمعة عن رفضها للحكومة التي تسودها و تدعو لإسقاطها، و ما يحصل في تونس خير دليل على ذلك (مع عميق وعينا بالبون الشّاسع بين الواقعين اللّبناني و التّونسي). فنحن في تونس شعبا و نخبا وسياسيوّن لا نتمثّل معنى التّجمعات السّلمية في السّاحات العامّة لأنّنا ببساطة محرومين منها إلى أجل غير مسمّى، و حتّى و إن صادف و أن رغبنا تعنّتا و إصرارا في القيام بها، تعبّأ لنا أجهزة الأمن و البوليس بمختلف تشكيلاتها لتمنعنا بطرقها اللّطيفة و الحضارية من الإقتراب من وسط العاصمة أو حتّى القدوم إليها من مدن مجاورة. بل الأغرب من ذلك هو كوننا لم نعد نملك الحقّ الدّستوري و القانوني في عقد اجتماعاتنا و لا تنظيم تظاهراتنا و في أفضل الحالات يضرب طوق أمني حول مقرّاتنا ليختار المشرفون عليه بمعرفتهم و حسب أهوائهم من يسمحون له بالدّخول ومن يطردونه. فالحزب الدّيمقراطي التقدّمي على سبيل المثال لم يستطع إلى حدّ كتابة هذه الأسطر الحصول على مكان لائق لعقد مؤتمره الرّابع الذي لم يبق على تاريخ افتتاحه سوى أسبوعين، ليس لعدم وجود أماكن لائقة في بلادنا و لكن بتوصيات معهودة تهدف إلى مزيد التضييق على نشاطه (هذا حال حزب قانوني غير معترف به فما بالنا بالأحزاب غير المرخّص لها و غير المعترف بها معًا).

 

و لكن رغم جميع هذه الإجراءات الزجرية فقد تمكّنت قوى المعارضة المستقلّة و المناضلة في تونس كسر حاجز الخوف و الترهيب الذي يمارسه الأمن و حقّقت اختراقات عديدة بالتّجمع و التظاهر في بعض الشّوارع و السّاحات المحظورة و قامت بتنظيم بعض المسيرات التضامنية مع أشقّائنا في العراق و فلسطين و لبنان، هذه المسيرات التي تتخلّلها من هناك و هناك صرخات المناضلات و المناضلين و هم يصدّون ركلات و لكمات و عصيّ ملائكة الرّحمة الذين سرعان ما يلبّون نداء الواجب للحفاظ على أمن البلاد و استقرارها. غير أنّه للأسف و رغم أهمّية هذه التحرّكات و جرأتها لم تنجح في استمالة الشّارع التّونسي و تحريك ما في داخله من مخزون نضالي و تاريخ حافل، هذا الشّارع الذي خيّر البقاء على الرّبوة و رضي بمقولة “أكل القوت و انتظار الموت”. إنّ هذه السّلبية و اللاّمبالاة تجعلنا نطرح تساؤلا هامّا على أنفسنا: لماذا اختار الشعب التّونسي الاستكانة و الخضوع؟ قد أجد شخصيا بعض المبرّرات مثل القمع الأمني و تهديد الأرزاق و مراقبة الحزب الحاكم… و لكن هنالك دوافع أخرى أيضا أعتقد أنّنا كقوى معارضة ساهمنا فيها بدورنا.

 

أعود للمشهد اللّبناني الذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يقارن بما نعيشه اليوم في تونس و لكنّه قد يمثّل مدخلا نموذجيا للتطرّق إلى نقطتين أخريين على غاية من الأهمّية:

 

إنّ تحرّك قوى المعارضة اللّبنانية جمع المسيحي و المسلم، السّني و الشّيعي، حزب اللّه و الحزب الشيوعي اللّبناني، حركة أمل و التّيار الوطني الدّيمقراطي…و في كلّ يوم يزداد التنسيق بينهم إحكاما و تزداد مواقفهم انسجاما، و يكسبون أنصارا و متعاطفين إضافييّن. أمّا في تونس و في السّنوات القليلة المنصرمة، لم يفلح الثّلاثي و لا الرّباعي و لا المبادرة الدّيمقراطية و لا حركة 18 أكتوبر في جمع الفرقاء و حتّى الأصدقاء السّياسيين و المحافظة على تجمّعهم، فكأنّه و مع حدوث أي حمل بمبادرة سياسية توفيقية تكون بذرة الفرقة و الجفاء قد زرعت بعد في الرّحم، عقود خلت و المعارضة التّونسيّة تعيش نفس الأزمة: حمل لا يكتب له أن يدوم حتّى نرى جنينه ينمو و يترعرع لتولد جبهة سياسية معارضة موحّدة. لقد ساهمت هذه الوضعية و بدون مبالغة في خلق و تأبيد أزمة الثقة بين جميع الفاعلين السّياسيّين المعارضين في تونس و جعلت مهمّة إلتقائهم من جديد تصعب يوما بعد آخر في ظلّ الإرث العلائقي غير السّليم الذي يتراكم سنة تلو الأخرى بينهم، و بالتّالي من المنطقي أن لا يجد الشّعب المبرّرات الكافية ليضع ثقته فيهم أشخاصا أو أحزابا أو ائتلافات.

 

إنّ الحنكة السّياسية التي تتعامل بها قوى المعارضة اللّبنانية و طريقة إدارتها لمعركتها السّياسية مع الفريق الحاكم، يجب أن تجعلنا نعي تماما أنّ العمل السّياسي يتطلّب الكثير من الرّصانة و الواقعية. فبالرّغم من إجماع المتابعين للتحرّك الشعبي في لبنان على أنّ قوى المعارضة حشدت جماهيرا لم يسبق لأيةّ قوّة لبنانية و في أي ظرف من الظروف جمعها من قبل، و بالرّغم من كون هذه المعارضة تكسب تعاطفا داخليا كبيرا و تصاعديا يوما بعد آخر، و من كونها تواجه في المقابل قوى الأغلبية ضعيفة الرّصيد و الحجّة –في الوقت الرّاهن على الأقلّ-، رغم هذا التباين الكبير في موازين القوى الدّاخلية لم يسمح حزب اللّه و حلفائه لأنفسهم بالقول أنّهم سيلقون بالحكومة وراء البحار، و لم ينادوا بإقصائها و لا باجتثاثها من جذورها و لا غير ذلك من الشعارات الرّنانة، بل هم لم يكفّوا إلى حدّ اليوم العاشر من التحرّك عن الدّعوة إلى تشكيل حكومة وطنية موحّدة تعبّر عن الشّارع اللّبناني و عن جميع قواه الحيّة  بما في ذلك قوى 14 آذار، بل هم لم يطالبوا سوى بالثّلث الضّامن في الحكومة (ثلث عدد الوزراء زائد واحد).

 

إنّ الرّسالة التي يفترض أن نفكّك شفرتها من الممارسة السّياسية لقوى المعارضة اللّبنانية هي كونها رغم قوّتها و شرعية مطالبها و الوقوف القويّ جدّا للشارع معها فهي لم تطالب سوى بالحدّ الأدنى والحال أنّ جميع المؤشّرات تسمح لها بالذّهاب نحو الأقصى، أمّا حركتنا المعارضة في تونس – و هذا بيت القصيد – رغم ضعفها داخليا (من حيث الإمتداد الشّعبي) و خارجيا (العلاقات الدّولية) و تشتّتها وفشل جميع مبادرات توحيدها، لا تزال بعض أطرافها تتوعّد الحكم و تدعو لإلغائه و إقامة حكم جديد و دستور جديد و دولة جديدة…و هو ما قد يجعلنا نخال نصف الشّعب على الأقلّ معها، و الحال أنّها تتجاهل في المقابل حجمهما جدّ المتواضع و قوّاها الذّاتية المختلّة ليكون بذلك الخطاب في وادٍ و القدرة على الإنجاز في وادٍ آخر، و هو لعمري أحد أسباب انصراف النّاس عنّا جميعا.

 

(المصدر: صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 385 بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 


 

هل حقا يدعو الغنّوشي لمشروع طالباني ؟؟؟

الحبيب أبو الوليد المكني

 

كتب السيد بسام خلف تعقيبا على مقال لي نشر تحت عنوان  “الليبراليون العرب وعقدة الخوف من الإسلاميين ـ الدكتورة رجاء بن سلامة نموذجاـ ” تعليقا جديرا بالاهتمام يلفت الانتباه فيه خاصة إلى أن الطريق التي يمكن أن تفضي لحوار بناء بين الليبراليين العرب و الإسلاميين ما زالت طويلة  واستند في ذلك إلى ما عبر عنه بإرهاب بعض الأقلام “النهضوية”و إلى عمق الخلاف حول مسألة الدولة المدنية التي تتعارض مطلقا مع المفاهيم الإسلامية مهما بلغت من الاعتدال و الوسطية.لأنها حسب وجهة نظره سوف تعني عمليا” انتفاء أي معارضة غير إسلامية وانتفاء كل تعددية ديمقراطية”.

و كنت في المقال المذكور قد أبرزت عمق الخلاف بين الجانبين دون أن أغفل عن الخلافات الجذرية التي تشق جماعات الليبراليين في موقفهم من الإسلاميين  وفي تعاملهم معهم وفي تعاملهم فيما بينهم ودون أن أنسى بيان ما أعنيه بالليبراليين الجدد، وهو الجناح ـالذي في تقديري الخاص ـ تنتمي إليه الدكتورة رجاء بن سلامة وبينت كذلك أن الإسلاميين أنفسهم تشقهم خلافات أساسية  حول عدة مفاهيم  ومنها مفهوم الدولة المدنية و ما إليها من شرعية  النظم القائمة في البلاد العربية و التداول السلمي على السلطة و تحديد مدة الولاية و أشرت في النهاية إلى أن أكبر المعضلات التي تعترض من وجهة نظري الخطاب السياسي الإسلامي هي  ما يسببه الخلط بين الثقافي بما هو دين وتراث و عادات و تقاليد موروثة و السياسي بما هو فن التعامل مع الواقع من أجل المشاركة  في اتخاذ القرار الحكومي من موقع الحكم أو المعارضة وفي إطار الدولة المدنية التي من المفروض أن تقوم على أساس القيم التعاقدية وليس على أساس القيم الموروثة مهما كانت قداستها .

 

1 ــ مناطق الغموض نجدها من كل جهة

 عادة ما يرفض فريق من الإسلاميين هذه الإشكالية ويراها قضية مغلوطة لأنه بالانتماء إلى الإسلام ينتفي أي تعارض بين الديني والمدني ، فالإسلام دين ودولة وعقيدة وحياة ، منهج في العبادة و منهاج لإدارة شؤون الحكم ، وهذه جملة من المقولات الصلبة التي بدون الاعتقاد فيها و تمثلها عقيدة وسلوكا وخطابا تنتفي الصفة الإسلامية للفرد ، وعليه أو يبحث له عن حقل أخر يعمل فيه ،.بيد أن الأمر في الحقيقة أعمق من هذا الاستنتاج السطحي  ، فهو يتعلق بمستقبل الأوطان و إرساء  دولة القانون والمؤسسات و الديمقراطية ( الدولة المدنية باختصار) حيث سيتعايش الإسلاميون و العلمانيون واللادينيون وحيث ستحترم حقوق المواطنة و حقوق الأقليات و حرية المعتقد وحرية الالتزام الديني” وحرية المعصية” في إطار القانون .وحيث لا يجب أن يتعارض كل ذلك مع مقتضيات احترام مقومات هوية المجتمع لأننا لسنا جمعا من البشر التقينا في أحد النزل لنقضي وقتا محددا ونحتاج فقط إلى آليات وحدود تضمن إمكانية التعايش تلك الأسابيع أو الأيام ولكننا أبناء وطن ينتمي إلى أمة  ، وهذا الوطن له تاريخ وله عادات وتقاليد و دين جامع ومصالح مشتركة قد تتناغم وقد تتعارض مع مصالح الأوطان الأخرى ونحتاج إلى الالتقاء على جملة من المفاهيم التي تضمن اجتماعنا على الهدف المشترك و إرادة الحياة المشتركة إلى أجل غير محدود .

وفي هذه القضايا التي تتعلق بالهوية و الخصوصية والمشترك نلاحظ أن اللبراليين الجدد يلجئون في أحسن الأحوال إلى الغموض و في المقابل يركزون على نقد الثوابت و الهجوم على ما يسمونه بالمعتقدات البائدة ويطرحون رؤى قد تتعارض مع  مقتضيات الهوية باسم نتائج العلوم الإنسانية التي لا ترقى أبدا أن تكون علوما صحيحة رغم أنها تبقى وسيلة هامة للكشف عن أخطاء الماضي و تنمية العقول المسلمة و إرشادها حتى تكون أقدر على صنع المستقبل الأفضل …

و الجدير بالذكر أن علماء الاجتماع  و الأنثروبولوجيات  و اللسانيات و الفلسفة لا يهمهم أن تلتقي نظرياتهم ونتائج بحوثهم مع النصوص الدينية أو تتعارض ، ولكن  الليبراليين الجدد من اللاأدريين و الملحدين يحرصون على تناول نتائج هذه الدراسات من زاوية كونها تنقد ثوابت الدين و تبطل صدق الرسالات السماوية بما يصل إلى تجاوزات يراد بها استفزاز المجتمع وتسفيه الآباء وتحدي الأبناء ، وهذه أمور لا يمكن أن يسمح بها أي نظام سياسي يتحمل فعلا المسؤولية في المحافظة على وحدة قواه إلا أن يكون الأمر لتحقيق أهداف سياسوية  قذرة .

 بقى أنه من حق القارئ أن يتساءل  بعد ما ذكرته عن الجهة التي ستحدد الفرق بين الكتابات و الأقوال التي تدخل في نطاق حرية التعبير و تلك التي ستعتبر تجاوزات ومحرمات لصيانة وحدة المجتمع …

وهنا لا بد أن نقر جميعا وبعد سلسلة التجارب التي عاشتها المجتمعات الديمقراطية شرقا وعربا أن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق و أن القوانين التي تصادق عليها أعرق البرلمانيات الأوروبية  لتحرّم الخوض في موضوع  المحرقة ضد اليهود ومنع الأحزاب النازية ، وفي نفس الوقت لا تقيد حرية التعرض للأنبياء والرسل بعد أن ضمرت الحياة الدينية في الغرب وصار ذلك لا يشكل خطرا على وحدة المجتمعات ، وما جرى منذ الحادي عشر من سبتمبر من تضييقات جوهرية على حرية التعبير و التنظم  و … كل ذلك يعني أن المُحدد  ـبفتح الدال ـ سيكون متغيرا حسب الظروف أما المحدد ـ بكسر الدال ـ فستكون السلطة التشريعية بدون تحفظ ما دمنا نتحدث عن دولة مدنية .

 

2 – كيف سيوفق الإسلامي بين التزامه الديني والتزامه المدني؟

أترك منطقة الغموض الخاصة بالليبراليين الجدد حتى يجيبوننا عنها بالوضوح الكافي  بعد أن يتخلصوا من وهم أنهم في هذا الجانب فوق كل الشبهات و أتناول منطقة الغموض التي تهم الإسلاميين  لأكتب فيها بعض السطور لعلني بذلك أنجح في تجلي  بعض ملامح المشروع الإسلامي  السياسي  الذي لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال” مشروعا طالبانيا” كما يدعي العلمانيون المتطرفون ،

وكنت في مقالي المذكور أعلاه قد أشرت إلى أن الساحة الإسلامية تشقها اختلافات كبيرة حول القضايا المتعلقة  بالديمقراطية و الدولة المدنية و ما إليها من موضوع الحريات التي ذكرتها آنفا لكن الغموض بقي يلف الموضوع من عدة جوانب لأسباب تتجاوز حدود هذا المقال معظمها يتعلق بأن ما وصل إليه الحوار الداخلي لا يرقى للحسم في هذه القضية و تبيان الموقف النهائي منها و بالتالي فهذه السطور لا تعبر إلا عن رأي كاتبها .

ولا يخفى أن الخصوم من العلمانيين المتطرفين بالخصوص كثيرا ما يهملون المواقف التي يعبر عنها الإسلاميون من خلال أد بياتهم  أو يقتطعون منها ما يؤيد وجهة نظرهم دون القيام بدراسات كافية لأن هذه المقتطعات تتماشى مع هوى نفوسهم وما حصل في عقولهم من قناعات مطلقة من خلال النصوص الإسلامية  الأصلية  أي القرآن الكريم و السنة الشريفة وهذه بطبيعة الحال ملك للمسلمين جميعا وهم يتفاعلون معها حسب ما تمليه عليهم معتقداتهم الجديدة و القديمة .إلا أن هذه التصورات كثيرا ما تبتعد قليلا أو كثيرا عن الصواب ،ولنأخذ كمثال على ذلك تناول هذه الأطراف لكتابات الشيخ راشد الغنوشي .فهم كثيرا ما ينتهون بعد الإيهام بأنهم قد اطلعوا عليها جميعا، أنها” تبشر بمشروع طلباني لا غبار عليه” وهم بذلك وبكل المقاييس يسقطون فيما يمكن أن أسميه دون حرج “بالتخريف ” .إلا أن يكون ذلك لأغراض سياسوية  لا تستحق الاهتمام وبعيدا عن العقلانية و البحث العلمي . فالرجل هو الذي صرح منذ ثلاث عقود بأنه يقبل بنتائج صناديق الاقتراع إذا جاءت بحزب شيوعي ليتولى الحكم وليس له بعد ذلك إلا أن يتوجه للشعب لعله يقنعه بتغيير موقفه في المناسبة الانتخابية القادمة . وهو  من الرواد الذين قالوا بأن الديمقراطية بضاعتنا ردت إلينا و حتى لا نطيل يعتبر الرجل عند مختلف الأوساط الإسلامية مفكرا إسلاميا ديمقراطيا وعند البعض الآخر من أهل التشدد و الانغلاق “ترابيا” مبتدعا وعلمانيا كافرا؟؟ ، كل هذا لأنه قبل بالتعامل مع الأطراف الوطنية ودعا إلى العمل معها ضد الاستبداد و الديكتاتورية وتوسيع هامش الحريات و الديمقراطية ، وموقفه من المرأة يمكن أن يكون متطرفا في اتجاه فتح جميع الأبواب أمامها حتى تنهل من العلم ما هي أهل له و أن تتقلد من المناصب ما يتناسب مع مؤهلاتها ، وهو القائل بأن البيت لا يجب أن يعيق المرأة المسلمة عن الحياة العامة لأنها ليست المسؤولة وحدها عن الأسرة بل يشاركها في ذلك مناصفة الزوج (.أنظر ما كتبه  تحت عنوان ” المرأة في الحركة الإسلامية” منذ عقدين ونصف) . فأن يقول أحدهم أن الغنوشي يبشر بمشروع طالباني فذاك نوع من التخريف حتى و إن نسب للدكتور الطالبي ونحن نعرف من هو  الدكتور الطالبي الذي وقف مدافعا عن الإسلاميين ، وديباجة التقرير الشهير الذي أصدره المجلس الوطني للحريات سنة 2000م تغني عن أي دليل .وسوف لن نكذب أنفسنا ونصدق مجلة جون أفريك التي لا ندري من يقف وراءها حتى تنشر مثل هذا الكلام ,

مشكلة  الشيخ الغنوشي ـ حفظه الله ـ  لعلها تتلخص في أنه لم ينتبه إلى أن دوره كمفكر إسلامي قد يتعارض مع دوره كرئيس لحركة سياسية تصارع من أجل الوصول إلى الحكم، لذلك تجده أحيانا  يقع في التعارض بين ما ينادي به من حرية المعتقد  و إجاباته المترددة فيما يتعلق بحكم الردة مثلا في انتظار موقف يجمع عليه جمهور الفقراء المعاصرين ،وقس على ذلك بعض التعارض الذي نلمسه في خطابه الداخلي الذي يقدمه في شكل مواعظ دينية تدعو إلى الالتزام بالإسلام و العمل من أجله ومقتضيات الخطاب السياسي الذي يتعامل مع  الممكن و يبحث له عن موطن قدم بين مختلف التحديات القاهرة .

المشكل يرجع  كما أشرت إليه منذ حين إلى ما يوجد  من خلط بين السياسي و الثقافي  يجعل المراقبين في الحقل السياسي يترجمون ما يأتي على لسانه من سرد واستشهاد باجتهادات الفقهاء القدامى و المحدثين على أنه مواقف سياسية و قوانين ينوي تطبيقها إذا وصل إلى الحكم باعتبارها الحق الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .ومن ذلك مثلا لما سئل عن موقف الفقهاء المسلمين من قضية تحديد مدة الولاية بالنسبة لرئيس الدولة  أجاب بتلقائية أن مدة ولاية الأمير عند الفقهاء ليست محددة ، فأخذ البعض قوله ذاك على أنه يؤمن بالرئاسة مدى الحياة مثله في ذلك مثل أي ديكتاتور عربي أصيل؟؟…

وبعيدا عن كل هذه الإشكاليات التي لا يجوز أبدا التقليل من أهميتها نؤكد على أن إيمان الإسلامي بالديمقراطية و العمل من أجل الدولة المدنية يعني أنه يناضل من أجل إرساء نظام ديمقراطي  سوف لن يختلف عن النماذج الديمقراطية  الموجودة اليوم في الغرب حيث ستحترم الحريات العامة والفردية ، وحيث ستكون الشرعية لنتائج صناديق الاقتراع بعد أن توضع الضمانات الدستورية التي ستكفل تواصل العمل بمبدأ التداول السلمي على السلطة وتحمي الأقليات و تضمن حرية المعتقد ..الدولة التي تؤسس فيها القوانين على أساس القيم التعاقدية وليس القيم الموروثة بمعنى أن السلطة التشريعية ستكون الجهة الوحيدة التي تشرع القوانين استنادا لكل المصادر المتاحة ، وضعية كانت أو إسلامية ، لا يحدد ذلك إلا موازين القوى السياسية التي تتأسس على الشرعية الانتخابية ، وسيحتفظ كل إنسان بقناعته تجاه الدين إيمانا وكفرا، التزاما و تسيّبا ، لكن وزنه عند اتخاذ القرار ستحدده إرادة المواطن الناخب..

و لا أظن أن أي طرف يحق أن يزايد على الإسلاميين بعد هذه التوضيحات لأن سجل هؤلاء على أرض الواقع من ناحية إرساء دولة الحقوق والحريات والديمقراطية لا يسر أحد.


 

 

الليبراليون العرب إضافة فكرية وسياسية جمالية لساحتنا الإسلامية

كتبه مرسل الكسيبي (*)

 

ليس من الخافي على المتابع لتقسيمات وتشكيلات الساحة الايديولوجية العربية عمق مايخفيه الاسلاميون العرب والأعاجم من ضبابية في مشروعهم الفكري والسياسي ,فبين قائل بحرمة الفن وتقزيم دور المرأة في الحياة الى الدرجة التي تتحول فيها الى كيان مهمل ومظلوم وراء ثقوب شادور أسود بدعوى عورة صوتها وجسدها كليا وضمور دورها في اطار مهام لاتخرج عن تلبية حاجيات الرجل الجنسية والذكورية,وبين من يتردد في اعلان مواقفه الحقيقية من قضايا التداول على السلطة ومشاركة العلمانيين وغيرهم من التيارات السياسية العربية القومية واليسارية والليبرالية في شؤون الحكم ,حيث قصر دور المشاركة في السلطة والادارة على لون التنظيمات الاسلامية ,وبين تيارات احادية تحتكر السلطة بقوة السلاح والنار ولا تتنازل عنها لارادة انتخابية حرة وشفافة كما هو حاصل في مناطق وبلدان أصبحت تحت نفوذ حركات اسلامية ,وصولا الى تيارات مدنية متقدمة في طروحاتها الى الدرجة التي تعرضت فيها للتخوين والاتهام بالعلمنة من قبل من يدعي الوقوف على أرضية اسلامية ,كما هو حاصل في تجربة العدالة والتنمية التركية…

 

ربما يريد البعض اليوم من خلال دفاعه عن شخصيات اسلامية بارزة تقوية موقعه حركيا وسياسيا من خلال ممارسة دور التسويق الفكري والسياسي لطروحاتها دون اعمال مدماك النقد العقلي الحقيقي والموضوعي فيما تقدمه هذه الشخصيات من ممارسات تتناقض مع ماتروج له من حريات عامة وشخصية,وهو ماجعل تخميرة الولاء الحركي تغلب على روح اعمال العقل بموضوعية وانصاف فيما يقدمه الاخوان الليبراليون أو غيرهم من اليساريين من طروحات نقدية جديرة بالتأمل والنظر بعيدا عن مناطق الاحتماء بظل المشائخ والأحزاب التي بقدر مانكن لها من احترام فاننا نرى في نقدها الحازم والجاد شرطا من شروط  نضجها وتطورها.

 

حول مدارس الليبرالية العربية :

لقد تابعت على مدار الأسابيع الفارطة والأيام التي خلت جملة من السجالات بين مجموعة من الكتاب الليبراليين العرب وبعض أنصار المدارس الاسلامية ,فكان أن اقتنعت بوجود تمايز بين خطين حقيقيين يشقان تيار الليبرالية العربية :

 

-تيار ليبرالي وسطي ليس له عقدة مع هويتنا العربية والاسلامية وهو يتحرك في اطار الذود عن قيم العدل واحترام حقوق الانسان والديمقراطية وجرعات أكبر من الحريات الفردية والجماعية ويقوده مجموعة من الكتاب والأكاديميين العرب أعتبر أبرزهم الدكتور سعد الدين ابراهيم ود.خالد شوكات والدكتور أحمد الربعي.

 

-تيار ليبيرالي يساري الجذور يطرح الدفاع عن قيم اللاادرية والمادية وحرية الالحاد تحت جبة الليبرالية الأمريكية المنتصرة على أعتى أنظمة القهر والتسلط العربي ونموذجها “الصدامي”,وأعتبر من نماذجه المغالية أحيانا الدكتور أبو خولة ود.رجاء بن سلامة وعفيف لخضر.

 

وبقدر ماأثمن وجود هذا التيار الليبرالي في الساحة العربية والاسلامية بجناحيه كاضافة فكرية ونقدية للفكر السياسي العربي ,فانني أضع نفسي بوضوح ضمن تيار الليبرالية الوسطية الذي يقوده الجناح الأول والذي يدافع عن حق الجميع في التفكير الحر والتنظم السياسي الديمقراطي مع احترام المنظومة العقدية والدينية لمجتمعاتنا العربية والاسلامية ,وتعزيز لمكانة الاسلام الوسطي والمعتدل والمتسامح مع الرأي الاخر والمدارس الفكرية والسياسية المغايرة في ساحتنا العربية .

 

لست بهذا متنازلا عن قناعاتي في عدالة وجمالية الاسلام بصفته التبشيرية الأولى التي قدمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من الذين ضربوا المثل الأعلى في العدل والتحديث ونهضة الدنيا بالدين وتشذيب سلطان الملوك والأكاسرة والقياصرة بقيود السلطان الدنيوية والمدنية ,ولدي بلا شك بعض الاحترازات حول التبسيط الليبرالي الذي يمارسه البعض عبر المتاجرة بجسد المرأة بشكل لافت دون مراعاة خصوصية الليبرالية العربية والاسلامية بمفهومها الواعي والتقدمي ضمن دائرة توقير القيمة الاسلامية وأنسنة ثقافية نسبية للبعد الفكري الليبرالي.

 

ما يميز تيار الليبرالية العربية والاسلامية :

اننا بلا شك أمام ظاهرة قديمة جديدة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ولكنها أخذت تبرز على الساحة الفكرية والثقافية في التصدي لشمولية بعض المدارس الاسلامية والتي تدعي امتلاك الحقيقة وترى في نفسها عناصر الاكتمال والتنزه عن النقص ,كما استقطبت الأضواء عبر نضالها المدني والسلمي الجاد في التصدي للانحرافات السياسية الموجودة في كثير من البلاد العربية والاسلامية ,ولعلني ضمن هذا الاطار أحيي نضال الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد المصري في نضاله ضد التوريث وأحيي عالم الاجتماع العربي والمسلم ورئيس مركز بن خلدون الدكتور سعد الدين ابراهيم في كفاحه من أجل الدمقرطة والتداول ,وأنوه باعتدال ووسطية وتوازن الدكتور أحمد الربعي في نقده للأوضاع السياسية الداخلية في منطقة الخليج العربي ,وأثمن جرأة صديقنا وأخينا د.خالد شوكات في نقده لظواهر التسلط والاستبداد لدى كثير من حكوماتنا العربية ,كما أحزابنا التي تحاول التستر على أخطائها السياسية الفادحة ضمن التجلبب برداء المشائخ المقدسين أو في اطار من احتكار صفة الخطاب الاسلامي.

 

ليست الفكرة الاسلامية بالتأكيد حكرا على الحركة الاسلامية التقليدية من خلال توغلها في خطاب الوعظ والارشاد, وخطاب التبشير بمجتمع أفضل أخلاقيا وتربويا مع العجز عن تقديم برامج عملية في الاقتصاد والتقنية والعلوم والادارة والسياسة من شأنها اخراج مجتمعاتها من واقع الأزمة ,وليست الشعبية والجماهيرية حلا لمشاكلنا اليومية من خلال دغدغة المشاعر الدينية من أجل استقطاب الجمهور العريض من الناس دون تقديم حلول عملية لحاجياتهم الأساسية,وانما المشروع الاسلامي الوسطي يمكن ان يكون مشروعا تجديديا وتطويريا من خلال تقديم حلول عملية لمفاصل الأزمة والايمان بحق الاخر في الاختلاف وتعزيز مساحة الحرية في أوطاننا ودرء المفاسد وجلب المصالح وتعزيز مساحات التواصل مع مكونات البئة السياسية الرسمية والمعارضة في اطار التجرد من العقد التاريخية التي رسمتها ثنائية الصراع بين السلطات الحاكمة والحركات الاسلامية المغالبة ,والتي لم تجني من ورائها بلادنا ومنطقتنا الا مزيدا من الخراب أو الدمار أو التخلف أو مزيدا من التوغل الأجنبي.

 

من أجل مأسسة التيار الليبرالي الوسطي والاسلامي :

 

انني في نهاية هذا المقال أؤكد على ضرورة تأسيس تيار ليبرالي اسلامي وسطي يسود ساحتنا العربية ويخلصنا من ثنائية الاستقطاب المدمر بين أحزاب حاكمة بالحديد والنار وحركات اسلامية أفلحت في استقطاب الجماهير كما أفلحت في اشاعة الذعر لدى النخب والمخالفين في التمذهب السياسي بل انها اثارت حفيظة الغرب والعالم المتقدم علينا الى الدرجة التي أصبحت فيها الأوطان مهددة بين الفينة والأخرى بالتدخل الأجنبي وهو مايثبته اليوم واقع التجربة السودانية والايرانية والفلسطينية والصومالية والأفغانية والعراقية …ولكن يبدو أن الكثير من انصار الحركة الاسلامية المعاصرة لم يستفق بعد من تخميرته السياسية فيعمل بذلك على المأسسة والتحديث والتطوير والعصرنة والاستفادة من التجارب الانسانية كلها بدل التوغل في منطق المريد الذي يستسلم أمام سلطان المشائخ الذين لايحدهم تداول ولاتناوب ,كما يعمل على اتهام الاخر بالذعر والتخوف الوهمي ,والحال أن كل التجارب البشرية دينية كانت أو دنيوية لايمكن أن تتجرد اطلاقا من سلطان الخوف الأزلي.

انها فعلا دعوة صادقة للاخوة الأفاضل من الاسلاميين الى التفكر فيما صار اليه وضع التجربة الحركية الاسلامية نتيجة الانغلاق والتحجر والصنمية التي يمارسها البعض باسم التصدي للظلم والاستبداد والمنكر ,والحال أن ثمة مساحات من الفعل الخيري والانساني والاجتماعي والثقافي والسياسي الهادئ التي غيبت وراء غبار وجلبة الصراع المدمر بين سلطة وحركات اسلامية ,وهو مايدعوها اليوم الى تسليط الضوء على عيوبها الفكرية والسياسية قبل أن تبحث عن معارك دنكوشوتية مرة مع أنظمة الحكم ومرة مع دعاة الليبرالية العربية ومرات ومرات مع “خصوم” يمكن تحويلهم الى أصدقاء وشركاء لو أحسنا الخطاب والممارسة والحوار والتفاعل .

 

(*) مدير صحيفة “الوسط التونسية”

 

(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الالكترونية بتاريخ 17 ديسمبر 2006)


توفيق المديني معالجاً مشكلات الاندماج «المغاربي»

دمشق – خورشيد دلي    

يسعى الباحث التونسي توفيق المديني المقيم في دمشق عبر كتابه «اتحاد المغرب العربي بين الإحياء والتأجيل» (اتحاد كتّاب العرب، دمشق – 2006)، وهو دراسة تاريخية سياسية، وضع منهجية متكاملة لفهم العوامل التي تقف وراء التوجه لإقامة اتحاد المغرب العربي ومن ثم قراءة سنوات هذه التجربة والقضايا والمشكلات التي اعترضتها وتشخيص الأسباب التي حالت حتى الآن من دون تحقيق الاتحاد المنشود، والباحث في كل هذا لا يتوانى عن نقد الأنظمة المغاربية ونهجها اللاديموقراطي في الحكم ولعل هذا ما دفع وزارة الإعلام السورية إلى منع توزيع الكتاب، بعد الشكوى التي تقدمت بها بعض البلدان المغاربية، لا سيما التونسية منها. وتتلخص الشكوى في نقطتين: الأولى، التحليل الذي تفرد به الباحث في الفصل: الاختراق الصهيوني الكبير للمغرب العربي. والثانية، التحليل المعمق الذي قدمه الباحث عن الدور الريادي للشيخ راشد الغنوشي في نقل الحداثة إلى الفكر الإسلامي، وفي نقل الإسلام إلى عالم الحداثة.

علماً أن هذه السابقة تعتبر الأولى في تاريخ اتحاد الكتاب العرب في دمشق، الذي يعد منظمة شعبية مستقلة.

ينطلق الباحث في مسألة التوجه إلى إقامة الاتحاد المغرب العربي من حاجة الأنظمة المغاربية إلى الاتحاد كمشروع إقليمي لدى النخبة السياسية والرسمية وذلك كأسلوب لخلط الأوراق في السياسات الرسمية بعد ان شهدت بلدان المغرب العربي خلال الثمانينات من القرن الماضي سلسلة من الانفجارات الشعبية تحولت إلى حركات اجتماعية وسياسية ضد السياسات الرسمية وقد أحدثت هذه الحركات خللاً في البنية العامة التقليدية للبلدان المغاربية لمصلحة الحركات الشعبية على حساب الأنظمة التي لجأت إلى الانفتاح على بعضها البعض باسم الاتحاد إلا أنها هدفت من وراء ذلك الى خلط الأوراق والسياسات بهدف إدامتها في الحكم أولاً ولمنع حدوث أي إصلاح سياسي حقيقي في الداخل ثانياً.

في الواقع، إذا كانت هذه هي الأرضية الحقيقية التي ينطلق منها الباحث في قراءته للتوجه نحو إقامة الاتحاد المغرب العربي فإنه (التوجه) سرعان ما أصطدم بمجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية تمثلت بالخلافات الحدودية والقضايا السياسية الخلافية والمعوِّقات الأيديولوجية المتعلقة ببنية الأنظمة وارتباطاتها الإقليميين والدولية فضلاً عن تطلعاتها إلى الدور والزعامة الإقليمية، أي ان الأرضية التي انطلقت منها الأنظمة المغاربية نحو الاتحاد كانت أرضية فوقية نابعة من واقع التجزئة والقطرية، أرضية أساسها تحقيق السلم للأنظمة عبر حل الأزمات المتفاقمة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، والسيطرة على بؤر التوتر، أي التعاون من أجل حماية البعض للبعض المهدد بعوامله الداخلية.

 

عقبات

ومع ان لا ثنائية في دول المغرب العربي بين الإسلام والهوية القومية كما هو الحال في دول المشرق إلا أن مشروع الاتحاد المغاربي أصطدم بمجموعة من العقبات والعوامل، يلخصها الباحث المديني في ثلاثة ملفات أساسية:

 

1 – حرب الصحراء التي تفجرت عام 1975 وأثر هذه الحرب في احتدام الصراع الإقليمي بين المغرب والجزائر ولم تنفع المبادرات والحلول العديدة التي طرحت لتسوية الأزمة حتى الآن بل ان مسألة تقسيم الصحراء من شأنها إعادة النزاع إلى مربعه الأول وهو الأمر الذي يعني بقاء القضية الصحراوية النقطة المركزية في استراتيجية التطويق والمحاصرة لدى كل من النظامين المغربي والجزائري بحسب الباحث.

 

2- الإشكاليات الحدودية التي برزت بين الدول المغاربية، كتلك بين الجزائر والمغرب، وبين ليبيا وتونس، والجزائر وتونس… إذ ينظر إلى هذه الإشكالات الحدودية كإطار لاستكمال بناء الدولة الوطنية بمفهومها القطري لدى كل نظام وذلك عكس التوجهات الاتحادية المفترضة والمنشودة من إقامة الاتحاد المغربي.

 

3- التناقضات الأيديولوجية والسياسية العميقة بين أنظمة المغرب العربي، إذ لكل نظام توجهات وارتباطات مختلفة عن الآخر، ففي الوقت الذي توجهت فيه كل من ليبيا والجزائر في المرحلة الماضية إلى الارتباط بالاتحاد السوفياتي السابق اتجهت تونس والمغرب غرباً، وانهيار الاتحاد السوفياتي لم يحل هذه الثنائيات التي تصل أحياناً إلى مستوى التناقض، فالصراع بين فرنسا وأميركا انعكس خلافاً بين المغرب وتونس في حين أن الدول التي اتجهت شرقاً انكفأت نحو السلطة والهيمنة تحت أسماء وتجارب مثل (الجماهيرية).

 

هذه القضايا والإشكاليات التي خيَّمت على كل قمة أو مؤتمر بين قادة دول المغرب والذين لم ينجحوا في حلها أو تجاوزها حتى الآن كشفت عن أزمة الذات لدى النخب والقيادات، وهي أزمة تتعلق بغياب الإرادة لدى هذه القيادات أولاً. وبانعدام حرية الرأي والتعبير ثانياً. والصراع على الزعامة المغاربية ثالثاً. وبعدم وعي أهمية المشروع الوحدوي المغاربي على المستوى الاستراتيجي رابعاً. فالإشكالية هنا ليست إشكالية بين الإسلام والعروبة لأنها غير موجودة في التركيبة الاجتماعية للمغرب العربي كإقليم بل الإشكالية هنا لها علاقة ببنية الأنظمة وسياستها وحساباتها السلطوية التي شكلت على الدوام جداراً حديداً يمنع من التقدم باتجاه الوحدة أو الاتحاد.

 

الوجه الآخر لتعثر تجربة الاتحاد المغاربي يتعلق بمستويين، الأول: إخفاق مشاريع المصالحة بين الدول المغاربية، والثاني: تعثر الإصلاح السياسي في هذه البلدان. فعلى المستوى الأول اصطدمت الجهود والمساعي والاتفاقات التي تم التوقيع عليها للمصالحة بين الدول المغاربية ولا سيما بين الجزائر والمغرب بالقضايا الخلافية وغياب الإرادة السياسية وعليه سرعان ما كانت الأمور مع كل خطوة أو أمل بالدخول إلى مرحلة جديدة من العلاقات ترجع إلى المربع الأول، وعلى المستوى الثاني فإنه على رغم اختلاف تجربة الإصلاح السياسي من بلد مغاربي إلى أخر فإن السمة المشتركة لهذه التجربة أو التجارب هو التعثر. إذ انتهت التجربة الجزائرية مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى اشتراط المصالحة على السياسيين إدارة ظهورهم للسياسة وإجراء تعديلات دستورية لتعزيز سلطة الرئيس، فيما انتهت التجربة التونسية إلى نوع من الضبط والسيطرة على الحراك الديموقراطي الذي شهدته تونس مع ثقافة الحركة الإسلامية التونسية كما ان التعديل الدستوري انتهى إلى المآل الجزائري لجهة تعزيز قبضة السلطة على المجتمع… فيما ظلت ليبيا تجتر شعاراتها التقليدية الثورية والجماهيرية على رغم التحول الذي شهدته سياستها الخارجية، وعلى الطرف الجنوب ظلت موريتانيا تشهد الانقلاب تلو الآخر في ظل هشاشة الدولة.

 

في الواقع مع ان العنوان العام لتعثر مسار الإصلاح السياسي هو تمسك الحكام بالسلطة والصلاحيات التي تصل أحياناً إلى حدود المطلق إلا ان البنية السياسة العامة للمجتمعات المغاربية لم تكن بمنأى عن تأثير الليبيرالية الأميركية المصدرة من طريق الحرب أو حتى من منتدى المستقبل، ومع انه في الحالين جرى التأسيس لاستنهاض حركة شعبية باحثة عن الديموقراطية كمشروع من دون أن يعني قدرة على اختراق نظام الهيمنة المركب في الداخل والخارج.

 

من كل ما سبق، فإن تجربة اتحاد المغرب العربي بقيت من دون آليات فاعلة للتحقيق المنشود، تجربة تصطدم بالخلافات بين الأنظمة وارتباطاتها وتطلعاتها الإقليمية، تجربة باتت سنواتها الطويلة تطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبلها في وقت يتحدث البعض عن نهايات لها لا تختلف كثيراً عن نهاية تجربة الوحدة السورية – المصرية (1958- 1961) أو نهايات بعض التجارب العربية المماثلة.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)

 

 


 

 

وزارة الدّاخلية تعيد الاعتبار “لفئة المنحرفين”؟!

علي بن غذاهم

 

وزارة الدّاخلية تعيد الاعتبار “لفئة المنحرفين “؟؟؟؟

بعد حرمان دام حقبة طويلة من الزّمن قرّرت وزارة الدّاخلية التونسية بالتّعاون مع المليشيا التجمّعية وبتوجيه من لدن سيادة الرئيس إعادة الاعتبار لشريحة مهمّة من “المواطنين التّونسيين ” عبر استحداث” مناظرة وطنية” لانتداب عشرات الآلاف من أصحاب الكفاءات والخبرة العالية !! من المنحرفين والمنحرفات و” الخلايق” و”الكلوشّرات” والمومسات علي المستوي الوطني

مهامّ هذا الجيش الجرّار من ” أراذل القوم” هي مباشرة التصدّي بكل حزم لعشرات” الخونة” و “العملاء” و”الصهانية” و”الارهابيين “و”المتطرّفين” من الناشطين السياسيين وقادة المجتمع المدني وناشطي العمل الحقوقي والنقابي والإعلاميين المستقلّين و وقدماء المجاهدين او المقاومين والسجناء السياسيين الخارجين لتوّهم من السجن الصّغير إلي السجن الكبير وعائلات السجناء السياسيين والمتحجّبات ,وكل المناوئين للدكتاتورية وسياسة الإقصاء والتهميش وكل الرّافضين لتأبيد الدكتاتورية ” الرئاسة مدي الحياة

هذا وقد وضعت الوزارة شروط مشدّدة لقبول المشاركة في المناضرة تتعلّق بالكفاءة والخبرة!! من اهمّها :

ان يكون المنحرف او المنحرفة حامل لشهادة تثبت تخرّجه من احد السجون التونسية ومكوثه بها لمدد لا تقل عن عشرة سنوات لجرائم متنوّعة ارتكبها تتعلّق بالحق العام !!

ان يكون المنحرف او المنحرفة المترشّح للمناظرة من عديمي الضّمائر والاخلاق والحياء

ان يكون مستواه الثقافي لا يتجاوز السادسة ابتدائي والافضل ان يكون امّيا لا يعرف الكتابة او القراءة ” بالعربي يبصم “!!

ان يكون المترشّح او المترشّحة ممّن يتوفّر علي مخزون هائل من افظع المصطلحات البذيئة والكلام الفاحش ويسب الدّين والجلالة بانتظام

بالنسبة للإناث يفضّل ان تكون المترشّحة للمناظرة من المومسات اللاتي يتوفّرن علي خبرة لاتقل عن عشرة سنوات وحاملة لشهادة تثبت تخرّجها من احد المواخير التونسية كما يشترط ان تكون محترفة في” رمي بليتها ” علي الضحايا المستهدفين بكل دقّة علي نفس الطريقة التي تحصل كل مرّة مع الدكتور المنصف المرزوقي !!

هذا وتتعهد وزارة الداخلية بحماية كل المنحرفين والمنحرفات عند وبعد قيامهم” بواجبهم النبيل” وتاكّد منحهم الحصانة مدي الحياة !!

كما تؤكّد الوزارة ان كلّ” المهام ” والعمليات التي يقوم بها هولاء المنحرفين والمنحرفات ستتمّ برعاية وتحت الاشراف المباشر و”حماية ” البوليس السياسي بالتنسيق مع المليشيا التجمّعية

 

امّا الحوافز والمرتّبات التي سيتقاضاها هؤلاء “الاراذل” فتتراوح بين منحهم بعض المؤن المخصّصة في الاصل لمساعدة المعوزين من علب طماطم واكياس مقرونة!! الي غضّ الطرف عليهم عند ارتكابهم لجرائم تروّع امن المواطنين الي التدخّل واعطاء الاوامر الي الجهات القضائية لمنع مقاضاتهم من اجل ارتكابهم جميع صنوف الجرائم بحق المواطنين.

هذا وقد اعلنت الوزارة ان الخطّة “أ” المتمثّلة في استخدام 150 ألف بوليس و300ألف مخبر قد فشلت في ارهاب ولجم وتكميم افواه المعارضين السياسيين ومناضلي المجتمع المدني والحقوقيين ممّا اضطرّها الي الانتقال الي الخطّة “ب” المتمثّلة في استخدام فئة المنحرفين خاصّة بعد استفحال ظاهرة المعارضة والتصدّي للدّكتاتورية.

 

 (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 18 ديسمبر 2006)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 “الاختلاط” مباح

لي تعقيب سريع على ما جاء في مقال السيد ياسين في معرض ردَه على مقال الشيخ راشد الغنوشي حول مسألة “الاختلاط “.

نعم ما قاله الشيخ راشد صحيح. إن لفظ الاختلاط غريب وغامض ودخيل على الثقافة الاسلامية غريب وغامض بالنظر إلى أنه لفظ  يفهم منه الضم والمزج بين شيئين أو جنسين(1) وهذا ما لا يقصده من أجاز ” الاختلاط ” بين الرجال والنساء وهو لفظ دخيل لأنه ترجمة حرفية لكلمة أعجمية مدلولها له إيحاء غير مريح بالنظر لحس الانسان المسلم(2) لهذين السببين لا يحبذ الشيخ راشد وغيره كالشيخ القرضاوي استعمال لفظ الاختلاط ويفضلون استعمال لفظ مشاركة وما شابهها عند الحديث عن تواجد النساء والرجال في مكان واحد.   

 ولو تجاوزنا الخلاف اللفظي فإننا نجد أن السيد ياسين بن علي في معرض حديثه عن مسألة “الاختلاط” أورد مسائل متشابهة تتعلق بالمرأة لم يتطرق لها الشيخ راشد في مقاله. إن هذا الخلط بين المسألة المتنازع فيها ومسائل أخرى راجع عند السيد ياسين بن علي فيما يبدو إلى حداثة عهده  بمجال الاستدلال العلمي على المسائل الشرعية. لذلك فقد وقع سريعا في خطإ منهجي يكرهه المناطقة والأصوليون والفقهاء بل يسخرون ممن يقع فيه حيث لم يحرر محل النزاع وخلط مسألة مشاركة النساء للرجال بمسائل ليست هي محل النزاع بينه وبين الشيخ راشد على الأقل في مقاله المذكور.

 في بداية مطالعتي لمقال السيد ياسين شدتني استدلالته اللغوية على المسألة وقلت لعلَه يأتينا بجديد مفيد فيما هو بصدده غير إني حينما قرأت طريقة استدلاله على ما ذهب إليه قلت في نفسي “آن لشهاب أن يمدَ رجليه” فقد خيَب ظني, إذ أن الرجل إنَما حاول أن يحشو مقاله بأحاديث وأثار لا تتناسب مع المسألة التي يناقشها وإلاَ ما دخل تحريم الخلوة واشتراط المحرم في السفر وحرمة دخول الأجنبي إلى البيت من دون استئذان في مسألة الاختلاط . إن هذا استخفاف بعقل القارئ. كيف تسمح لنفسك بخلط المسائل والأدلَة وأنت الذي استشهدت بفقهاء وأصوليين كبار أمثال السرخسي وابن القيم. لعله خطأ غير مقصود. لكنَك زدت الطين بلَة حينما ضربت عرض الحائط بمقصد المصلحة في الشريعة الاسلامية حينما قلت :”إذ العمل بالمنفعة نظرة غربية لا تمتّ إلى الإسلام بصل. ما هذا الكلام! المصلحة معتبرة في الشريعة الاسلامية وقصد الشارع من الأحكام كلَها إنما جلب المصالح ودرء المفاسد للفرد والمجتمع على حد سواء . ويتأكد النظر إلى المصلحة في المسائل التي لم يرد دليل واضح صريح على حكمها مثل مسألة “الاختلاط” .  

وقد ختم السيد ياسين بن علي مقاله بقوله “والحاصل، فإن حكم وجوب فصل الرجال عن النساء وحرمة الاختلاط  من الأمور البديهية المعلومة من الدين بالضرورة عند المسلمين.وبغض النظر عما توصل إليه من نتيجة باهرة في حكم مخالطة الرجال للنساء بعد نظر مظن في الأدلة فيما يبدو فإن السيد ياسين بن علي لا يزال يخلط الأمور بعضها ببعض ويسوق مصطلحات المناطقة وعلماء الشريعة في غير محلَها ومن ذلك وصفه لحكم “الاختلاط” بأنه من الأمور البديهية المعلومة من الدين بالضرورة. اعلم يا سيدي أن العلم الضروري في الدين هو ما يحصل للمسلم باضطرار لا يمكنه دفعه أو انكاره لكثرة وروده ولعدم اختلاف ـ ولو مسلميْن اثنين ـ عليه من مثل وحدانية الله ووجوب الصلاة ووجوب الايمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ….. فكيف تصف مسألة الاختلاط بأنها معلومة ضرورة والحال أن الخلاف فيها حاصل وإن كانت كما وصفت فلماذا تجشَمت أنت عناء الاستدلال على حكمها إنَ هذا لأمر عجاب.

إن الوقوف على طريقة الاستدلال ومعرفة صحتها من سقمها لهو أهم عندي من الخوض في المسألة نفسها إذ أن حكم “الاختلاط” قد أشبع بحثا وأقصى ما يمكن أن يقال فيه إنه مسألة مختلف فيها والذي ترجح عند أهل النظر أنه أمر مباح. لأن الأصل في الأشياء كما قرر أهل العلم الإباحة وقد جاء الاسلام فوجد عند العرب من التصرفاتِ والعاداتِ ما هو حسنٌ يتفق وتعاليمَه ، فأقرَ هذه التصرفاتِ والعاداتِ ، وأكّد عليها ، ووجد من الأعمال ما يتنافى مع تعاليمه فحرَمها. فنهى مثلا عن كشف العورات ، وأمر بغض البصر، وحرَم الخلوة وشدد على تحريم الزنى ، لكنه لم يتعرض للاختلاط الذي كان موجوداً في مجتمعهم ، ولا يجد الباحثُ نصّاً واحداً صريحاً صحيحاً يُحذّر من هذه الظاهرة ، أو يرغبُ فيها ، ما يدلّ على أنّ الأصل في الاختلاط الإباحة إذا روعيت الشروط التي ذكرها الشيخ راشد في مقاله (3)  والله أعلم

شهاب

 (1) خلطتُ الشيءَ بغيرِه ـ من باب ضرب ـ : ضممتُه إليه ، سواء أكان المخلوطان جامدين ، أم مائعين ، أم أحدهما مائعاً ، والآخر جامداً . ويقال ـ أيضاً ـ : اختلط الشيءُ بالشيءِ ، قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ}

(2) أنظر فتوى الشيخ القرضاوي في مسألة الاختلاط على اسلام أولين

(3)  أنظر دراسة حول مسألة الاختلاط للدكتور محمود بن مجيد بن مسعود الكبيسي

 


 

مسرحية “خمسون” تجرأت على خدش حياء الصمت المقدّس

معز الباي (*)

 

حين كتب الروائي جورج أورويل روايته الشهيرة “1984” كان يطلق صرخة تنبيه وقلق لما سيؤول إليه حال المبدع والمفكّر خاصّة، والناس عامّة، في ظل غياب أبسط هوامش الحرّيّة. ونحن اليوم ندرك جيّدا أنه لم يبالغ في تصوّره الكابوسي ذاك، ندرك اليوم كيف أنّ ما أسماه “الجريمة بالفكرة” « Le crime par la pensée» و”البوليس الفكري”- ذلك الجهاز الرهيب الذي يحاصرك أينما حلّ تفكيرك- هما كابوس مبدعنا اليوم (حتى لأتساءل إن لم يخطئ جورج أورويل عنوان روايته ببضع سنوات).

ما حدث منذ أيام من مصادرة لمسرحية “خمسون” للمخرج التونسي الرائد الفاضل الجعايبي لا يتعدّى كونه حلقة أخرى من حلقات لا حصر لها من مسلسل تقليم الأظافر المزعجة الذي يمارسه واحد من أجهزة البوليس الفكري ببلادنا تحت اسم “لجنة التوجيه المسرحي” (أو لجنة الوصاية على المبدعين القصّر). هذه المرة لم يمرّ الأمر بسلام فقد تناول مقصّ اللجنة ظفرا أكبر من المعتاد لتشذيبه وتقليمه، مما أتاح للنخب المثقفة التي فاض بها الكيل، فسحة لإطلاق صرخة ألم طالما اختزنتها الشفاه المصادرة بدورها.

لا ريب أن مسرحية “خمسون” تجرّأت على خدش حياء الصمت المقدّس ولمس “التابو” بمساءلة تاريخ حرج، والتسلل إلى بيت الغول النائم الذي طالما أثار خوف الجميع. الأمر الذي حدا بلجنة “التوجيه” إلى فرض وصايتها على هذا القاصر الشقيّ، وبالفاضل الجعايبي إلى التمسّك بحقّ فنّه في الخروج إلى النور غير مبتور الأطراف، وبكل “امرئ حرج” إلى الوقوف في صفّ المدافعين عن حرّيّة الإبداع.

ما يثير الاهتمام أكثر في هذه القضية هو التصريح الذي أدلى به وزير الثقافة والمحافظة على التراث في حوار أجرته معه جريدة فسيفساء الثقافية نشر بعددها الصادر يوم 15/11/2006، حيث لم يجد السيد الوزير من تبرير لقرار هذه اللجنة غير الحديث عن أطروحتيه (إحداهما أطروحة دكتوراه) وعن لجان التحكيم التي ناقشت الأطروحتين وأبدت ملاحظاتها فيهما، في مقارنة ضبابية بين الحالتين. وكما نرى فالأمر يحتاج إلى سعة خيال (قد تصل حدّ الإبداع) وإلى مهارات لاعب سيرك حتى نعثر على وجه للمقارنة بين لجنتين إحداهما تناقش موضوعا علميا أكاديميّا والأخرى تراقب بأسلوب بوليسي مقدار استجابة عمل فنّي إبداعي لكراس شروط غير معلنة وتمارس وصاية غير شرعيّة على الركح، وهو أمر يدفعنا للتساؤل إن كان السيد وزير الثقافة يحسن الظنّ بالمهارات “الأكروباتية” للمثقّف التونسي لدرجة التمكّن من ابتلاع مثل هذه المقارنة. (معذرة، الحجر أكبر من قدرتنا على ابتلاعه، هذه المرة!)

ولأنّ أمثال هذه اللجنة لم تصادر فقط حرّيّة الفنّان وإنما حقوق المتلقّي كذلك، يصبح من المتوجّب علينا المطالبة لا فقط بالإفراج عن مسرحية “خمسون” وإنما عن كلّ عمل إبداعيّ، والمطالبة بإلغاء كل أجهزة “البوليس الفكري”، وكحدّ أدنى مراجعة أساليب عمل هذه اللجان حتى تتوفر فيها الشفافية والمصداقية المطلوبة، وحتى لا نجد أنفسنا ذات صباح في كابوس “جورج أورويل” ولافتة في كلّ شوارعنا تقول بحروف مستفزّة: “الأخ الكبير يراقبك”.

 

(*) روائي من جماعة أفلاك المدينة الأدبية بصفاقس

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 ديسمبر 2006)

 


 

أفلام عربية في قاع المدينة

زياد عبد الواحد

 

هدأت ضجّة المهرجانات التي اكتظّ بها المشهد السينمائي العربي خلال الشهرين الماضيين، وجاء وقت الجردة. هنا قراءة مقارنة لتجارب من لبنان وتونس ومصر، كلّها تدور في دوّامة العنف، المعلن أو المستتر، في ليل المدينة…

تتيح المهرجانات السينمائية، وآخرها مهرجان «دبي السينمائي الدولي» الذي اختُتمت فعالياته أمس، فرصة «مكثّفة» لتفقّد «حصاد العام» على مستوى الإنتاج السينمائي. ولا يمكن لهذا التكثيف (عرض مهرجان دبي 110 أفلام في أسبوع واحد)، إلا أن يسرّب إلى المشاهد، الكثير من الصور واللغات المشتركة، بين سينمائيين موزّعين على شرق وغرب. إلا أنّ أدواتهم تبدو متقاربة حين يقفون أمام عالم يحتضر، ومدن تضيّق الخناق على أبنائها وتجهض أحلامهم. «عرس الذيب» و«خشخاش» من تونس، «أطلال» و«فلافل» من لبنان، «قصّ ولزّق» و«البنات دول» من مصر، أفلام شاهدناها في دبي، وتدور حول الثيمة نفسها: المدينة التي تخنق أبناءها وتقذفهم الى الهاوية. قصص عن ضياع جيل لا يجد متنفساً لأحلامه، يعاني الظلم، فإما أن يغرق في الانتقام… أو يتآكله الإحباط ويعيش في حالة هروب من الواقع.

يغوص التونسي جيلاني السعدي في ليل المدينة، متعقّباً أربعة شبان تائهين ينتظرون الفريسة على باب المرقص ليرقصوا معها في «عرس الذيب». يغتصب ثلاثة منهم الفتاة (أنيسة داوود) التي تعمل بائعة هوى بإرادتها، ويفشل الرابع في ردعهم. والنتيجة أنه سيكون أول من تطلب الفتاة رأسه في رحلة انتقامها، تدّعي أن ستوفا (محمد غراية) اغتصبها. فيتعرض للضرب المبرّح ويُنقل في عربة نفايات الى المستشفى. ثم يهرب ليقابل بائعة الهوى من جديد، ويأخذها بجولة على دراجته النارية في شوارع المدينة القاسية والكئيبة. في تلك الشوارع، لا مكان للغفران، ورغبة البؤساء في مواجهة الظلم تؤدي إلى ظلم آخرين. الضحية تريد أن تمص دماء المدينة بأسرها.

وإذا كان السعدي، صاحب «خرمة» (2003)، صوّر تيه الضحية (بائعة الهوى أو المدينة ذاتها)، ورحلتها الشيطانية في تحصيل «حقها» من «المغتصبين»، فإن اللبناني ميشال كمّون الذي تذكّر مناخاته بشكل مدهش بأجواء فيلم السعدي (ولو أن الثاني أكثر نضجاً على مستوى اللغة الفيلميّة)، ترك الحكم معلقاً في نهاية فيلمه «فلافل». يريد توفيق (إيلي متري) أن ينتقم من الظلم الذي وقع عليه، أثناء احتفاله مع رفاقه في شقة في بيروت، حيث الرقص والحب والجنس. لكن أحد المسلحين المتغطرسين يدّعي أن الشباب «ضربوا» سيارته، وينهال على توفيق ضرباً، بعد أن يهــــــــدّدة بالسلاح. في ليل بيروت القاسي والموحش، يبحث توفيق على دراجته النارية عن طريدته. يشتري سلاحاً. تدخل الضحية في رحلة مطاردة لجلادها. المدينة العاجزة التي تستــكثر على أبنائها البهجة، قد تتواطأ مع الجلاد ضد الضحية. إنها رحلة إلى أعماق المدينة، غوص في لاوعي الجماعة. «فلافل» فيلم عن العـــــــنف الكامن، وعلاقات القوّة التي تشكّل طــــــقساً اجتماعياً وثقافياً، ومشاهد العنف العسكري والخطف في بلد الحروب الأهليّة الدائمة… يحمل توفيق مسدسه، ولا ندري إن كان يطلب رأس ظالمه أو رأس بيروت! المشهد الأخيـــــــر يحبس الانفجار. ينام توفيق الى جانب أخيه الطفل، فيما المسدس ينتظر الى جانبه.

المدينة المتواطئة ضد الفرح والأمل هي ذاتها مدينة اللبناني غسان سلهب. اختار صاحب «أرض مجهولة» هذه المرّة الطرح الميتافيزيقي، للتعبير عن الضياع الفردي والجماعي، وعن استحالة المستقبل، وعن الغرق التدريجي في لجّة ليل بلا قرار… بعد «أشباح بيروت» (١٩٩٨)، يحوم سلهب مجدداً في شوارع بيروت، كما المجرم حول مسرح الجريمة، مطارداً أشباحه الحميمة في متاهات المدينة المستحيلة. “أطلال” مدينة تحتفي بالدم ومصاصيه، والضحية فيه تتماهى مع جلادها، فتمص الدماء مثله.

أما التونسية سلمى بكار، فتذهب ببطلتها الى الجنون. الضحية عاجزة هذه المرة عن الانتقام. المدينة ليست أرصفة وطرقات وليلاً، بل فراش لا يشبع حواس زكية (ربيعة بن عبد الله). نحن في تونس الأربعينيات، حيث البوح ضد الاستعمار جائز، فيما البوح ضد الرجل ممنوع. لكن زوج زكية مُثلي ينام مع خادمه. يحبه ويبكي لرحيله ويلوم أمه التي لم تفهمه أبداً. زكية تذهب الى الخشخاش المخدّر هرباً من واقعها. هذه الزوجة لا تريد أن تفضح زوجها، بل ربما تستّر عنه على رغم الألم الذي يعصرها. تتعاطف الضحية مع جلادها، رغم كل شيء، لأن الجلاد ضحية بدوره. الانسحاب كحلّ لمواجهة القسوة، موضوع اشتغلت عليه المصرية هالة خليل أيضاً في فيلمها «قصّ ولزّق». البطلة حنان ترك (قبل الحجاب) تتحايل على قسوة المدينة. تعرف أنها لن تهزمها، لكنها تريد كسب ما تستطيع من الوقت قبل الهروب. تشتري من ناس المدينة ما يريدون التخلص منه، وتعود فتبيعه الى آخرين. ترضى بفُتات المدينة، ريثما تجمع «النقاط» الكافية التي تخوّلها الهجرة الى نيوزيلندا. هناك حيث مدينة جديدة ووهم آخر. حنان ترك، في هوسها بالهجرة والانسحاب، تستـــــــهلك «خشــــــــــخاشـــــــاً» من نوع آخر.

إنّه الخشخاش الذي قد يحمل في القاهرة اسم «الكولة». الطريقة الوحيدة التي تجعل «البنات دول» قادرات على العيش، وتحمّل قسوة المدينة، وطحنها لأحلامهن. تذهب المصرية تهاني راشد في فيلمها التسجيلي النادر، في وجعه وعمقه وذكائه الى «أطلال» سلهب و«خشخاش» بكار و«ذيب» السعدي و«فلافل» كمّون. يختزل فيلمها وجع كل ضحايا المدن التي تنبذ أبناءها وتقتلهم وترمي بأحلامهم. تذهب إلى الصدمة الكاملة… تبكي تاتا، «رئيسة» الشارع وضحيته في الوقت ذاته، أمام عدسة الكاميرا. يسيح الكحل الرخيص على خدّها. تقول: «تُرى لماذا يولد الأطفال المجهولون؟».

 

(المصدر: صحيفة “الأخبار” اللبنانية الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)

 


 

المغرب العربي في مرآة مشرقية

 

 
محمود الريماوي لوحظ أن عدداً من القنوات الفضائية العربية، بدأت تولي في الآونة الأخيرة اهتماماً خاصاً لمنطقة المغرب العربي، كما أن بعض هذه القنوات شرعت في بث برامج إخبارية من الرباط. ويأتي هذا الاهتمام المتزايد في إطار التنافس بين المحطات والسعي لتوسيع دائرة المشاهدين، وللبرهنة على أن محطات بعينها باتت ذات تأثير في منطقة المغرب الكبير لا في المشرق فحسب. مع الأخذ في الاعتبار سعي هذه المحطات لاجتذاب حملات إعلانية موجهة الى الجمهور المغاربي. وأياً كان تقدير هذه الخطوة، فإنها في المحصلة تعتبر مفيدة في التقريب بين مكونات العالم العربي، وما دامت وسائل الإعلام هذه عربية تنطق بلغة الضاد، فمن المنطقي أن تخاطب العرب جميعا وسائر الناطقين بهذه اللغة، وما دام الفضاء المفتوح يتسع لمزيد من التنافس. وفي واقع الأمر أن المطبوعات العربية (المشرقية) من صحف ودوريات، كانت سباقة في الاهتمام بالمنطقة المغاربية، وعلى الأقل منذ انتقال مقر الجامعة العربية بصفة مؤقتة الى تونس في العام ،1979 ثم مع انتقال مقر منظمة التحرير الفلسطينية الى هذا البلد في خريف العام 1982. وتزخر صحف عربية بكتابات لأقلام مغاربية وبالذات في هذه الصحيفة “الخليج”، كما أن متابعة الصحافة المشرقية لمجريات الأحداث في مغرب العالم العربي لم تنقطع، وإن انخفضت وتيرته في الأعوام الأربعة الماضية مع التطورات الدراماتيكية التي ما زال يشهدها العراق، فضلاً عن التطورات المتزامنة واللاحقة في فلسطين ولبنان، والتي طغت على الاهتمام العام.  والآن فإن التوجه المكثف لبعض الفضائيات نحو المغرب العربي، يجدد الاهتمام بهذه المنطقة وشعوبها، ولعل ثمة مفارقة في دواعي هذا الأمر. فالأحداث الساخنة في المشرق، واحتلالها الأولوية في المتابعة والرصد، باتت في المقاييس الإعلامية المحضة، تنحو نحو الرتابة بسبب جمود الأوضاع رغم خطورتها. وكانت النتيجة هي محاولة الخروج من هذا الجمود، والتوجه نحو فتح نوافذ أو آفاق جديدة لاجتذاب مشاهدين (ومعلنين) جدداً، ومخاطبة شواغلهم المحلية والإقليمية، وتخصيص حيز واسع لذلك بدل الاكتفاء السابق بالقضايا القومية فحسب، مع منح هامش ضيق للشؤون الوطنية في مغرب العالم العربي. وبهذا بات في إمكان المشاهد المشرقي معاينة اهتمامات خاصة بأبناء تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، تتعلق بالوضع الاقتصادي والسياسة الداخلية والتنافس الحزبي وسوى ذلك من شؤون. وقد لا يكشف المرء مستوراً بالإشارة الى أن اهتمام الجمهور المشرقي بالاوضاع الداخلية  في دول المغرب، على درجة من الضعف، فالانشغال يتوجه الى الاحداث الدراماتيكية مثل انقلابات موريتانيا، وما له علاقة بالموقف من واشنطن وتل أبيب وانعكاساته على ملف الشرق الأوسط، مع اهتمام متجدد بأحوال التيارات الإسلامية هنا وهناك في تلك الدول والمجتمعات. وإن كانت بعض النخب المشرقية باتت على تماس بتطورات الأوضاع في المجال الحزبي والانتخابي والديمقراطي عموماً، وخاصة في المملكة المغربية ذات التجربة المميزة على هذا الصعيد. أما موريتانيا فما زالت علاقتها بالدولة العبرية تطغى على التحول الديمقراطي الناشىء في بلاد شنقيط. بينما ووجهت إدارة الظهر للعالم العربي في الجماهيرية الليبية، برد فعل مشابه تقريباً من انخفاض الاهتمام بما يجري هناك. ومن الملاحظ بعدئذ في غمرة ارتياد فضائيات للآفاق المغاربية، أن هذا التطور يأتي متزامناً مع ضعف التفاعل السياسي بين دول المشرق والمغرب في هذه المرحلة. ويجد ذلك تفسيراً له في تراجع مفاهيم ورؤى الأمن الجماعي العربي، وهو ما ينعكس بالسلب حتى على العلاقة بين الكيانات المشرقية، فكيف بينها وبين تلك التي في الإقليم المغاربي. المأمول أن يؤدي الاهتمام التلفزيوني الواسع والناشىء بالمنطقة المغاربية، الى التقريب أكثر فأكثر بين الشعوب والمجتمعات والقوى الحية هنا وهناك، والحرص ما أمكن على استقرار المجتمعات المغربية وازدهارها، لا التماس أحداث “ساخنة” هناك حتى لو كانت سلبية، مع الوفاء لمقتضيات المهنة الإعلامية،.وألا يتم بث ثقافة خطابية وشعاراتية و”أصولية” وبقية ثغرات و”شمائل” الثقافة السياسية المشرقية نحو المجتمعات المغاربية، وحيث لكل بلد ثقافته وأولوياته وبالتالي خصوصياته في السعي لمقاربة أهدافه. وفي نهاية المطاف فإن أبناء المغرب العربي وخاصة نخبه وممثليه، هم الأقدر على فحص هذه التجربة وتقييمها، وهي ليست بنت ساعتها، إذ هي تتويج لحالات من التواصل الإعلامي والثقافي الذي لم ينقطع في الحقبة الأخيرة منذ أكثر من ربع قرن، مع ملاحظة أخيرة مفادها أن الاهتمام الإعلامي المغاربي بمنطقة المشرق لم يحقق الطموحات الواقعية بعد، حتى أن جمهرة متابعي وسائل الميديا المرئية والمسموعة والمقروءة في دول مشرقنا، بالكاد يعرفون وسيلة إعلام في دول المغرب تدفعهم لمتابعتها بشيء من الشغف، وربما لذلك صلة بخصوصيات تطور المجال الإعلامي وطريقة أدائه، وهو ما يستحق تناولاً خاصاً، وبالذات من الزملاء في الديار المغاربية.
(المصدر: صحيفة الخليج الصادرة يوم 18 ديسمبر 2006)

 

 


 

أزمة المصداقية تعرقل الإصلاحات الديمقراطية في المغرب

 

الرباط (رويترز) – يناضل المغرب لاتخاذ قرار بشأن شكل الديمقراطية التي يجب ان تطبق بعد سنوات من الاصلاح الحذر الذي ساعد المملكة الواقعة في شمال افريقيا على تجاوز ماض قمعي.

 

وستتعمق المعضلة مع العد التنازلي للانتخابات التي ستجري العام المقبل التي تواجه فيها الرسالة التي تبنتها النخبة الاقتصادية عن حداثة علمانية تحديا من الاسلاميين الذين استعادوا نشاطهم من جديد.

 

وستحظى نتائج الانتخابات المغربية بمتابعة وثيقة في انحاء افريقيا والشرق الاوسط حيث تتعرض المنطقتين لضغط لممارسة ديمقراطية كاملة بعد ان جعلت السياسة الخارجية الامريكية هذا الهدف من أولوياتها.

 

وربما تحدد النتائج سرعة التغيير الذي يسانده العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يحظي بشعبية وتشمل صلاحياته الواسعة تعيين رئيس الوزراء وحق الاعتراض على اي تشريع.

 

ويقول منتقدون ان هناك تحسنا حدث في قضايا مثل حقوق الانسان وحرية التعبير ولكن عندما يأتي الامر للسياسة لم تقم السلطات بأكثر من لمسات شكلية.

 

يقول جمال بوراوي المعلق السياسي ورئيس تحرير صحيفة الناس التي تصدر بالعربية “نواجه كارثة حقيقية هنا” بسبب فجوة المصداقية بين الحديث عن التغيير والانتقال الديمقراطي الحقيقي.

 

وتجاهل الملك محمد السادس نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2002 واختار رجل الاعمال ادريس جطو رئيسا للوزراء وليس لجطو اي انتماء سياسي معروف.

 

وقال الاستاذ الجامعي اليساري محمد ساسي لحشد من النشطاء السياسيين انه من الامور المحيرة انه بعد سنوات من الاصلاحات ما زال المغاربة ينتظرون تشكيل أول حكومة تمثلهم من خلال صناديق الاقتراع.

 

وفي بلد يمتلك فيه عشرة في المئة من تعداد السكان البالغ نحو 32 مليون نسمة 90 بالمئة من الثروة يواجه النشطاء الذين يسعون الى ان يكون لرجل الشارع كلمة أكبر في شؤون البلاد اختلالا في ميزان القوى بين نظام ملكي قوي وحكومة ضعيفة ولامبالاة وفساد مستشريين.

واثار الفقر المدقع وتنامي المشاعر المؤيدة للاسلاميين مخاوف من عدم الاستقرار خاصة بعد الهجمات الانتحارية التي قتلت 45 شخصا في الدار البيضاء العاصمة التجارية عام 2003 .

وذكر تقرير ناقشه سياسيون ومعلقون صحفيون على نطاق واسع ان المغرب هو الدولة الوحيدة التي تنافس لبنان على لقب “أكثر الدول العربية انفتاحا” لكنه يقول ان احراز مزيد من التقدم لا يمكن اعتباره مضمونا.

وقالت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في التقرير “المناخ في المغرب موات نسبيا للتغيير وليس للديمقراطية. الديمقراطية الحقيقية لا يمكن ان توجد بدون قيود رسمية على صلاحيات الملك.”

ويقول العاهل المغربي الذي يترفع عن الجدل السياسي الحزبي انه يريد مزيدا من الديمقراطية لكنه لم يذكر كيف يمكن ان يحدث هذا. وبوصفه أميرا للمؤمنين يمثل الزعامة الدينية التي تضيف الى صلاحياته الكلية.

ويعتبر الكثيرون من المغاربة الملك محمد السادس أكثر الشخصيات السياسية شعبية لعمله الدؤوب ويشيرون الى أنه قطع 90 الف كيلومتر بطول البلاد وعرضها هذا العام لتدشين مشروعات تنمية لمكافحة الفقر.

وقال الناشط اليميني محمد مجيد ان الملك محمد السادس حول المغرب الى موقع بناء ضخم واستعاد الثقة وحسن صورة البلاد.

اما الحل الذي يفضله ساسي ونشطاء اخرون فهو ديمقراطية برلمانية تحول الملك من سلطة تنفيذية الى ملك دستوري له دور رمزي بصورة أكبر.

لكن هل يقبل العاهل المغربي بتقليص سلطاته وهو يعلم ان الذين يسعون لملكية اكثر رمزية هم انفسهم يحتاجون مساعدته في مجابهة النفوذ الاسلامي.

ويقول توفيق بوعشرين المحلل السياسي البارز انه اذا ما تحمل الملك مسؤولية التصدي “للخطر الاسلامي” فسيحتفظ بمعظم صلاحياته في مقابل اقدامه على هذه المخاطرة.

وفي الانتخابات تواجه الاحزاب العلمانية معارضة اسلامية قوية. تناضل الاحزاب غير الاسلامية لحشد التأييد وسط حالة متفشية من اللامبالاة السياسية بين الشبان.

ويقول عبد الهادي خيرت من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المناويء للاسلاميين ان الفساد يستشري على كافة المستويات في البلاد لكن الكارثة الاكبر هي اعراض الناس عن النشاط السياسي.

ويقول حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل والمتوقع على نطاق واسع ان يبلى بلاء حسنا في الانتخابات انه يريد مكافحة الفساد والفقر لا طرح برنامج أصولي ديني.

ويتهم الاشتراكيون الحزب بالرغبة في تقليص الحقوق الفردية ومن بينها الحريات الممنوحة للمرأة والحريات الاجتماعية.

 

وتتسامح الحكومة المغربية مع حركة العدل والاحسان كبرى الحركات الاسلامية الا انها محظورة بسبب عدائها الصريح للملكية. وتقول الحركة انها تريد ان تحدث تغييرا في المغرب من خلال العمل الاجتماعي والسياسي دون اللجوء الى العنف.

وفي وقت سابق هذا الشهر قالت ابنة مؤسس حركة العدل والاحسان ان الحركة ستبقى خارج العمل السياسي حتى ان فاز حزب العدالة والتنمية بانتخابات العام المقبل.

ويتطلع المفكرون العلمانيون والليبراليون ونشطاء حقوق المرأة الى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الشريك الرئيسي في الائتلاف الحكومي من أجل كبح نفوذ الاسلاميين.

وقاد الحزب الكفاح من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في الفترة من الستينيات الى التسعينيات من القرن الماضي.

وقال النشط عبد الباقي احمد ان الحزب يخشى من ان يقطف الاسلاميون ثمار كفاحه على مدى 40 عاما.

 

من الامين الغانمي

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 18 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

شبكة الجزيرة تطلق قناتها الوثائقية مطلع العام

 

تستعد شبكة الجزيرة الفضائية لإطلاق خدمة إعلامية جديدة هي “قناة الجزيرة الوثائقية” مطلع العام القادم، ويأتي الإطلاق في السياق الطبيعي لتوسع وتطور مؤسسة الجزيرة.

وتنطلق القناة من اهتمام أساسي قوامه الإنسان وبيئته والتفاعل بينهما، وتسعى لتقديم فهم أعمق للمشاهدين في مختلف المواضيع، والريادة في إشاعة الثقافة التوثيقية وثقافة الصورة في العالم العربي وعالم الجنوب، وخلق صناعة وثائقية ورعاية مبدعيها وصانعيها.

وستقدم لمشاهديها طيفا واسعا من الأفلام الوثائقية ذات الجودة العالية، تتناول بالتحليل المعمق القضايا السياسية والتاريخية والعلمية والفنية والسياحية والصحية والدينية والاجتماعية، كما ستبث برامج عن الطبيعة والحياة البرية وأخرى تتناول شخصيات عالمية إلى جانب برامج نقد وتعليم وتدريب.

ويعد تشجيع الإنتاج العربي الوثائقي والجيل الصاعد من المخرجين أحد أهداف القناة، وستبث برامج من إنتاج الجزيرة فضلا عن برامج لمنتجين عرب وأجانب. 

 

الإنسان أولا

وستركز القناة في أولوياتها على القضايا الإنسانية، وحقوق الإنسان والأقليات وقضايا التحرر الوطني والإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من مواضيع الاهتمام لدى المشاهد العربي في جميع أنحاء العالم.

كما سيكون محور اهتمام القناة ما اصطلح عليه باسم “المناطق والقضايا الرمادية” التي شوهت أو وقع تناسيها في الإعلام الغربي باعتبارها هامشية أو غير ذات أولوية للمصالح الغربية، في حين أنها ذات أهمية للعرب والمسلمين بالدرجة الأولى، وعلى مستو أوسع للإنسان الباحث عن الحقيقة عبر بديل إعلامي صادق.

وستتميز القناة بالتركيز على قضايا الإنسان العربي وقضايا البشر والمجتمعات الأقل حظا (وهو ما اصطلحوا عليه بـ”أبناء الجنوب”) بالتغطية الإعلامية، لتكون منبرا لهم ومرآة تعكس بشكل حقيقي وموضوعي قضاياهم.

وستكمل الوثائقية عمل القناة الأم ولا تنافسها من حيث تقديم تقارير خاصة بها، وقال المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر إن ما ستبثه الوثائقية سيكون قريبا من الحس العربي ومن حياته وفهمه وقيمه وإنها ستقدم “عملا نابعا من روح المنطقة العربية”.

 

يذكر أن إطلاق القناة الوثائقية يأتي بعد احتفال قناة الجزيرة الإخبارية بمرور عشر سنوات من عمرها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقد حققت الجزيرة قفزة كبيرة في مسيرتها وتحولت في أقل من عشر سنوات إلى شبكة إعلامية ضخمة، تضم باقة من المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة باللغتين العربية والإنجليزية.

 

 )المصدر:موقع الجزيرة.نت بتاريخ 17 ديسمبر 2006)

 


 

الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف التمييز ضد المسلمين

فيينا- رويترز- إسلام أون لاين.نت

 

أقرت دراسة للاتحاد الأوروبي هي الأولى من نوعها بتعرض المسلمين في دول الاتحاد الخمسة والعشرين للتمييز في التعليم والإسكان والوظائف؛ وهو ما قد يعزلهم عن المجتمع.

وحثت الدراسة الساسة الأوروبيين على تطبيق إرشادات مناهضة للتمييز وضمان الاندماج العنصري والطائفي في الفصول المدرسية وتشجيع وسائل الإعلام على التغطية المتوازنة لتفادي جعل المسلمين يشعرون بوصمة عار.

وقام معدو الدراسة التي أجراها المركز الأوروبي لمراقبة التمييز ومعاداة الأجانب عنوان “المسلمون في الاتحاد الأوروبي” بإجراء لقاءات مع شبان مسلمين تحدثوا عن تجربتهم في التهميش داخل مجتمعاتهم رغم أنهم ولدوا في أوطانهم.

 

وفي هذا السياق، قال شبان مسلمون في هولندا إنهم تم وضعهم في فصول مدرسية على أساس عرقي وطائفي وتم تصنيفهم على أنهم “أجانب”، رغم أنهم ولدوا في هولندا”، بحسب الدراسة التي نشرت رويترز أجزاء منها اليوم الإثنين.

 

وقالت هولندية مسلمة: “السؤال الذي وجه إلي كثيرا هو متى ستعودين؟ غير أني أجيب قائلة ولدت في روتردام فإلى أين أذهب؟، إنه حقا سؤال مؤلم ويجعلك تشعر بأنك أجنبي… عليك أن تقبل بأنك أجنبي عند نقطة ما”.

 

الحجاب والنقاب

وروى ألماني من أصل تركي كيف اختتم مدرس ذات مرة محاضرة عن وصول قوات الإمبراطورية العثمانية في وقت ما إلى حدود فيينا.

وقال المسلم الألماني إن المدرس قال في نهاية المحاضرة: “حمدا لله أننا هزمناهم (العثمانيين) وإلا كنتم ستعيشون في مشكلة كبرى”.

وأضاف أن المدرس “نظر إلى الأولاد في الفصل، وقال: كلكم كنتم ستتعرضون لعمليات ختان. ثم نظر للبنات في الفصل، وقال: أما أنتن فكان عليكن ارتداء الحجاب”.

كما اتفق الكثير ممن أجري معهم لقاءات في الدراسة على أن المسلمة التي ترتدي الحجاب تجد صعوبة أكبر في العثور على وظيفة، وأن كثيرين من أصحاب الأعمال يخشون نفور زبائنهم.

 

وشهدت دول أوروبية خلال السنوات الأخيرة جدلا حول النقاب والحجاب، حيث حظرت هولندا في نوفمبر الماضي ارتداء النقاب، كما أوقف مجلس التعليم البريطاني مؤخرا معلمة مسلمة عن العمل لرفضها نزع النقاب خلال أوقات العمل.

 

كما طالب رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي المسلمات المهاجرات بعدم ارتداء النقاب، بينما قالت وزيرة الاندماج السويدية: إن النقاب وغطاء الرأس يؤديان إلى وضع التلميذات المسلمات في عزلة عن المجتمع. وكانت فرنسا منعت في مارس 2004 ارتداء الحجاب في المدارس والدوائر العمومية.

 

أحوال سكنية فقيرة

 

وعن التمييز الذي يتعرض له المسلمون في الإسكان، أفادت الدراسة أن “البيانات المتاحة تظهر أن المسلمين الأوروبيين هم عادة غير ممثلين بصورة مناسبة في المناطق، ويعانون من أحوال سكنية فقيرة بينما يتدنى ما يحققونه في مجال التعليم عن المتوسط كما تزيد معدلات البطالة بينهم عن المتوسط”.

وألقت الدراسة بهذه المشاكل على عاتق أعمال الشغب التي حدثت قبل عدة أشهر في الأحياء التي يعيش فيها المهاجرون في فرنسا والتي حدثت أيضا في مدارس برلين بألمانيا.

وشهدت ضواحي باريس موجة احتجاجات عنيفة في العام الماضي من جانب المهاجرين على أوضاعهم المتردية. كما شهدت مدرسة “روتلي” المتوسطة التي يرتادها أغلبية من أبناء المهاجرين أعمال عنف وشغب قام بها الطلاب تجاه مدرسيهم.

الدراسة عرضت أيضا عشرات من استطلاعات الرأي والدراسات في العديد من الدول الأوروبية التي تكشف معاناة الكثير من المسلمين خاصة الشبان من القيود المفروضة على زواجهم، وأيضا من مشاكل متعلقة بالتقدم الاجتماعي ومن ثم تشيع بينهم “مشاعر اليأس والإبعاد”.

 

“إسلاموفوبيا”

 

أما عن ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وهي العداء أو الخوف من الإسلام الناتج عن الميل المتزايد للربط بين المسلمين بشكل عام والأعمال الإرهابية، فقد لفتت الدراسة إلى أنها تضافرت مع شعور معاداة الأجانب الموجود مسبقا ليذكي التمييز في الكثير من مناحي الحياة.

كما أشارت إلى أن الممارسات المتعلقة بالخوف من الإسلام هي في الأغلب شفهية ولا تترجم إلى أفعال لكنها تمر في الأغلب دون إبلاغ؛ وهو ما يصعب مهمة تطوير إجراءات فعالة للتصدي لهذه المشكلة. لكن المسلمين يرون أيضا أن بوسعهم بذل مزيد من الجهد لمساعدة أنفسهم.

وللتصدي لهذه الإشكاليات حثت الدراسة الساسة الأوروبيين على تطبيق إرشادات مناهضة للتمييز وتدريب الشرطة على التعامل مع نوعيات مختلفة وضمان الاندماج العنصري والطائفي في الفصول المدرسية وتشجيع وسائل الإعلام على التغطية المتوازنة لتفادي جعل المسلمين يشعرون بوصمة عار.

 

مسئولية أكبر

لكن الدراسة حملت المسلمين جزءا من المسئولية، بقولها: “أظهرت اللقاءات أن عددا كبيرا من المسلمين يقر أن عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد للتعامل مع المجتمع الواسع وتحمل مسئولية أكبر في الاندماج… والابتعاد عن أسلوب النظر إلى الداخل”.

وقال بعض المسلمين: إن المساجد لا تتطرق إلى القضايا الملحة التي تواجههم في الحياة العلمانية في أوروبا منها “العلاقات والجنس والمخدرات”.

فهذا شاب من هولندا يقول: “أئمة المساجد غير قادرين على إعطائنا الردود الصحيحة. ويقولون لا طبقا لتقاليدنا وثقافتنا يجب ألا تنضم إلى مأدبة عشاء أو إلى حفل، لكنهم لا يعرفون أنك حين لا تفعل ذلك تصبح وحيدا لا تنضم إلى مجموعة ولن تنضم إلى مجموعة أبدا”.

وصعدت السلطات في العديد من الدول الأوروبية من إجراءاتها الأمنية ضد الأقلية المسلمة عقب التفجيرات التي استهدفت 3 محطات لمترو الأنفاق وحافلة ركاب بالعاصمة البريطانية يوم 7-7-2005؛ حيث أخضعت المسلمين لرقابة مشددة.

ويعيش في الاتحاد الأوروبي نحو 20 مليون مسلم ويشكلون ثاني أكبر ديانة في دول الاتحاد وعددها 25 دولة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 18 ديسمبر 2006)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

8 janvier 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3517 du 08.01.2010  archives : www.tunisnews.net  OLPEC: Imprisoned journalist’s health deteriorating, family launches

En savoir plus +

13 mai 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1819 du 13.05.2005  archives : www.tunisnews.net حركة النهضة بتونس: ندين بشدة تدنيس المصحف الشريف

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.