الجمعة، 2 مايو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2901  du 02.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  


 

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين محاكمات  بلا نهاية ..!

حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة :سامي الحاج  مصور قناة الجزيرة يطلق سراحه

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة أريانة :بيـــان مســاندة

لجنة حماية الصحفيين بعد ست سنوات من الاحتجاز قي جوانتانامو ، إطلاق سراح مصور الجزيرة

العرب:سامي الحاج.. طليقاً بعد 7 سنوات في غوانتانامو

الجزيرة.نت :سامي الحاج طليقا بالخرطوم بعد ست سنوات بأيدي الأميركيين

لجنة”النساء من أجل المساواة” (حركة التجديد) :دعوة

 قدس برس : ساركوزي في تونس: غابت السياسية وحضر الاقتصاد خبير إقتصادي تونسي: فرنسا تسعى لتوسيع أطرافها بالعودة إلى مستعمراتها القديمة

يو بي اي الرئيس التونسي يدعو إلى صحافة وطنية راقية وجريئة

إيلاف:بن علي: حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان

إيلاف: بن علي: حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان

رويترز:الرئيس التونسي يدعو إلى إعلام “أكثر جرأة”

يو بي أي :الرئيس التونسي يدعو إلى صحافة وطنية راقية وجريئة

  الحرية : رئيس الدولة يلقي خطابا بمناسبة عيد الشغل

وات : القرارات المعلنة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيد الشغل

وات : قائمة المكرمين بمناسبة عيد الشغل

الصباح :الأمن الاجتماعي

الكفاح العربي :زيادة أجور في تونس

واس : تعاقدات عمل من تونس

 الصباح:260 مؤسسة ألمانية منتصبة في تونس (مقابل أكثر من 2000 مؤسسة فرنسية…!!)

الصحبي عتيق:السجن…ساحة بين الموت و الحياة

محمد شمام: حتى لا يشوش على واجبي الشرعي (الحلقة الثالثة) صورة محمد شمام في خيال قصصي

الصباح : تحقيق من داخل معرض تونس الدولي للكتاب: ناشـــرون وزوّار: نعم للترشيد… لا للتبديـــد!

الصباح: الحوار مع الشباب :تنظيم أكثر من 2000 منبر حوار.. والمشاركات عن بعد أثقلت موقع الحوار على الأنترنات

إيلاف : ثقب الحاجب والأنف والوشم تقاليع غريبة تستهوي الشباب التونسي

الصحافة :«تونس المحروسة» بأوليائها الأربعة

نزهة صحفية براديو 6: المعطلون أخيرا يعملون العرافات أصحاب الشهادات

إيلاف:بنات تونس: “الشيشة” للذكر والأنثى المجتمع متمسّك بالنظرة السلبية تجاه المرأة المدخنة

صلاح الدين الجورشي:التجديد وانحصار المفكرين

 خــالد الطراولي : حـــرام- قصيدة

بحري العرفاوي :استنفـــــــارْ

 القدس العربي: حرب عصابات بين آلاف المدونين وأجهزة الأمن المصرية ربع مليون شاب انضموا للدعوة للاضراب في عيد ميلاد مبارك أحمد الخميسي:البدين والنحيف


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 02 ماي  2008 كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “:

محاكمات  بلا نهاية ..!

 

 
*  نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف  بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان اليوم الجمعة 02  ماي 2008 في :   – القضية عدد 11042 التي يحال فيها كل من : خالد العيوني و خالد الغنودي و محمد علي الطالبي و المنجي المنصوري و شاكر الجندوبي ومكرم الدخلاوي و منير العشي و محمد رباح و صابر قسيلة    بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  عبد الرؤوف العيادي و عبد الفتاح مورو و أنور أولاد  علي  و راضية النصراوي و سمير بن عمر و سمير ديلو.  و بعد مرافعات المحامين قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة  ، علما بأن الأحكام الإبتدائية تراوحت بين عامين و 10 سنوات سجنا . – والقضية عدد 11156 التي يحال فيها كل من :جمال بوقيمة و بسام الجراي و الطاهر ضيف الله و وليد الجراي و علي غريميل و عادالأشيهب و صلاح الدين المسعودي و محمد المحمودي و زيد شنينة ، بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  مختار الجماعي و عبد الفتاح مورو و البشير الصيد و سمير بن عمر ، و بعد المفاوضة الحينية قرر القاضي النظر في القضيةة لجلسة يوم 09  ماي 2008 .    عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير         حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 01/05/2008

سامي الحاج  مصور قناة الجزيرة يطلق سراحه

   

بعد ما قضى ما يقرب من ست سنوات في سجن قوانتناموا سيئ الذكر ، سامي الحاج  مصور قناة الجزيرة يطلق سراحه اليوم غرة ماي 2008 دون أن تثبت عليه أي تهمة . و حرية و إنصاف إذ تهنئ عائلة سامي و تهنئ قناة الجزيرة بخروج بطلها رافع لواء التحدي بعدما قضى أشهرا في إضراب عن الطعام فإنها تحمد الله على سلامته و تدعو له بالثبات و بمواصلة درب النضال  من اجل الكلمة الحرة و الصوت الحر و العمل على إغلاق سجن قوانتناموا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة أريانة بيـــان مســاندة  

على اثر الندوة التي نظمتها جامعة أريانة  للحزب الديمقراطي التقدمي بمناسبة اليوم العالمي للإعلام و حرية الصحافة و التي حاضر فيها الصحفي محمود الضوادي … تشكلت على إثرها لجنة مساندة للمضربين الأخوين رشيد خشانة و المنجي اللوز على خلفية التضييقات المسلطة على صحيفة الموقف في توزيعها و الحجز و المصادرة المتكررة للصحيفة و التتبعات القضائية المفروضة على مدير الصحيفة و رئيس تحريرها بدون وجه حق . و قد تشكلت اللجنة من الأسماء التالية : السيدة جميلة عياد              السيدة فائزة الراهم                 الطالبة مروة الرقيق الطالبة خولة عمروس        الآنسة ذكرى العياري           و السادة : مراد النوري                  بلقاسم قويسمية          زهير مخلوف        أنور الشابي حمزة حمزة                  الطاهر الحرزي            أسامة بن سالم      مالك الصغير عبد العزيز التميمي         علي الجوهري              و أصدروا البيان التالي : على اثر دخول الأخوين رشيد خشانة  رئيس تحرير صحيفة ‘’الموقف’’ و المنجي اللوز مديرها التنفيذي   في إضراب مفتوح عن الطعام منذ  26/04/2008 دفاعا عن حرية الكلمة و عن حق التونسيين في إعلام حر و نزيه  من خلال رفع التضييقات المسلطة على ‘’الموقف’’ في توزيعها و مصادرتها المتكررة و لإيقاف التتبعات القضائية المسلطة عليها . نعلن مساندتنا المطلقة لهذا التحرك و عزمنا على إنجاحه حتى تحقيق المطالب .


 

بعد ست سنوات من الاحتجاز قي جوانتانامو ، إطلاق سراح مصور الجزيرة نيويورك ، 1 أيار / مايو 2008

 
رحبت لجنة حماية الصحفيين بالإفراج اليوم عن مصور “الجزيرة” الذي ظل محتجزا لمدة ست سنوات، دون تهمة او محاكمة، في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو ، بكوبا.  وأفادت “الجزيرة” في وقت متأخر بعد ظهر اليوم أن سامي الحاج قد أُطلِق سراحه وقد أقلته إحدى الطائرات التي من المتوقع أن تهبط في العاصمة السودانية الخرطوم هذه الليلة. وكان البنتاجون قد امتنع عن إصدار أية تصريحات فورية بهذا الصدد.  وقال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين: “إن سامي الحاج هو آخر صحافي يتم الإفراج عنه من جانب المؤسسة العسكرية الأمريكية بعد أن قضى ست سنوات وراء القضبان على خلفية أدلة سرية دون تهمة رسمية او محاكمة”. وأضاف: “إنه لمن دواعي سرورنا أن سامي الحاج سيتمكن أخيرا من أن يجتمع شمله بأسرته وأصدقائه. ولكن احتجازه لمدة ست سنوات ، دون أبسط الإجراءات القانونية الواجبة، يعد ظلما فادحا، ويشكل خطرا على جميع الصحافيين العاملين في مناطق الصراع. ”  ويعد الحاج ، السوداني الجنسية ، بمثابة ثاني صحفي يتم إطلاق سراحه من قبل المؤسسة العسكرية الأمريكية في غضون الشهر الماضي بعد أن تم احتجازه لفترة طويلة دون مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة. ففي السادس عشر من نيسان (أبريل) ، تم إطلاق سراح مصور الأسوشيتد برس بلال حسين الذي كان رهن الاحتجاز لدى القوات الأمريكية في العراق ، لتنتهي بذلك محنة سنتين من الاعتقال على خلفية اتهامات لا سند لها من قبل المؤسسة العسكرية الأمريكية تدعي أنه كان يتعاون مع المتمردين العراقيين. وعلى العموم ، فإن عشرة صحفيين تعرضوا للاحتجاز لفترات طويلة من قبل العسكرية الأمريكية ، ثم أطلق سراحهم بدون توجيه تهمة لهم.  ولا تزال العسكرية الأمريكية تحتجز جواد أحمد ، وهو صحفي يعمل في محطة CTV الكندية ، في قاعدة باغرام الجوية في افغانستان. ويقبع أحمد رهن الاحتجاز دون تهمة منذ 26 تشرين الأول / أكتوبر  2007 ، بحسب ما أوردته محطة  CTV. وأكد سيمون أنه “ينبغي أن يتم توجيه تهم محددة إليه أو الإفراج عنه فورا.”  وكان الحاج ، البالغ من العمر 38 عاما ، قد اعتُقِل في كانون الأول / ديسمبر 2001 من قبل القوات الباكستانية على طول الحدود الباكستانية – الأفغانية بينما كان يغطى الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة لإسقاط حركة طالبان. وقد تم نقله في وقت لاحق من قبل الولايات المتحدة إلى قاعدة خليج جوانتانامو العسكرية في حزيران / يونيو 2002. وكان الحاج قد بدأ إضرابا عن الطعام في كانون الثاني / يناير 2007 احتجاجا على استمرار سجنه.  وخلال كل تلك السنوات لم يتهم الحاج، وهو الصحافي الوحيد المؤكد احتجازه في غوانتانامو، بارتكاب أية جريمة، كما أنه لم يخضع قط للمحاكمة. وكانت السلطات العسكرية الأمريكية تتهمه بالعمل كوسيط مالي للجماعات المسلحة وبمساعدة تنظيم القاعدة وشخصيات متطرفة بارزة. وكان محامي الحاج ، كلايف ستافرد سميث ، قد أكد أن هذه الاتهامات لا أساس لها، وقال إن موكله لم يرتكب أية جريمة.  وقال ستافرد سميث أن اعتقال الحاج هو اعتقال ذو طبيعة سياسية، وقد ركز المحققون الأمريكان بشكل يكاد يكون حصريا على الحصول على معلومات استخباراتية عن الجزيرة وموظفيها. وفي وقت من الأوقات ، قال أن المسئولين العسكريين أبلغوا الحاج أنه سيتم الإفراج عنه إذا ما وافق على إمداد سلطات المخابرات الأمريكية بمعلومات عن أنشطة شبكة الجزيرة الفضائية. وقال أن الحاج رفض الاستجابة للعرض. وفي تشرين الأول / أكتوبر 2006 ، أبرزت لجنة حماية الصحفيين المحنة التي يتعرض لها الحاج في تقرير خاص بعنوان “العدو؟”


سامي الحاج.. طليقاً بعد 7 سنوات في غوانتانامو

 
الخرطوم – عواطف محجوب –
أعلن مسؤولون سودانيون أمس، أن مصور فضائية الجزيرة سامي الحاج وسودانيين آخرين سيصلون اليوم عبر طائرة أميركية خاصة للخرطوم بعد الإفراج عنهم من معتقل غوانتنامو. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل للصحافيين أمس، إن السلطات الأميركية وافقت على الإفراج عن ثلاثة معتقلين سودانيين بغوانتنامو، وهم سامي الحاج، أمير يعقوب ووليد محمد. وفي سياق متصل زارت «العرب» منزل أسرة سامي الحاج، التي اختلطت عليها دموع الفرح بنبأ الإفراج بدموع الحسرة على سنوات السجن في لحظة ظلوا ينتظرونها على أحر من الجمر طوال سبع سنوات. شقيق سامي ياسر الحاج قال «إنه شعور لا يوصف، أن أسمع بخبر الإفراج عن سامي بعدما عشنا سبع سنوات في قلق وخوف شديدين عن ما يجري لسامي خلف القضبان رغم رسائله المطمئنة التي تصلنا متقطعة من قبل الصليب الأحمر». أما وفاء الحاج شقيقة سامي، فمتخوفة وقلقة وكلها رهبة من لحظة اللقاء منذ معرفتها بنبأ الإفراج عن شقيقها، وتنتابها مشاعر عجزت عن صياغتها في كلمات والتعبير عنها لـ «العرب». فيما اعتبرت خالتها نعمات أن الشارع السوداني وبزغاريد الفرح، ينتظر هذه اللحظات التاريخية الهامة لاستقبال سامي والاطمئنان عليه. المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 02 ماي 2008


 

سامي الحاج طليقا بالخرطوم بعد ست سنوات بأيدي الأميركيين

 
                        يواصل مصور قناة الجزيرة سامي الحاج تلقي العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة السودانية بعد أن عاد إلى وطنه حرا طليقا في الساعات الأولى من فجر اليوم في أعقاب ست سنوات من الاعتقال بأيدي الأميركيين قضى جلها في سجن غوانتانامو. ووصل الصحفي السوداني سامي الحاج واثنان من المعتقلين السودانيين الذين كانوا معه في غوانتانامو إلى مطار الخرطوم على متن طائرة أميركية في ختام رحلة طويلة دامت حوالي 24 ساعة، ونقل على الفور إلى مستشفى الأمل في الخرطوم بأمر من الحكومة السودانية لتقديم العناية الصحية اللازمة له.  وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي بأن سامي الحاج حظي باستقبال رسمي في المطار حضره وزراء ومسؤولون، لكن غابت عنه قناة الجزيرة بسبب رفض السلطات الأميركية حضور ممثلي القناة أثناء تسليم الزميل الحاج.  وأوضح مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني أن الجانب الأميركي منع تصوير تسليم سامي الحاج إلى السلطات السودانية لأسباب أمنية, وحتى تجنب إعلان تاريخ الوصول كان مقصودا لتجنب الحشود الإعلامية, وكل شيء كان مرتبا بالاتفاق مع الجهات الأميركية.  أجواء إنسانية  وأضاف المراسل أنه إلى جانب الاستقبال الرسمي حظي سامي الحاج باستقبال عائلي وشعبي حار في المستشفى في أجواء إنسانية مؤثرة بحضور أقاربه وأهله وأصدقائه.  ورغم منعها من تصوير لحظة نزول سامي الحاج من الطائرة الأميركية إلى جانب معتقلين آخرين أفرج عنهما معه، رافقت الجزيرة سامي الحاج إلى المستشفى.  وقد أجهش سامي بالبكاء عندما التقى بأهله وأصحابه وعانق ابنه محمد في مشهد أثار مشاعر الحاضرين حيث ذرف بعضهم الدموع تأثرا بتلك اللحظة الإنسانية.  وقد نقل سامي الحاج من قسم الإسعاف الفوري إلى العناية المركزة، ويتوقع أن يبقى تحت الرعاية الطبية طيلة يومين بناء على تعليمات الأطباء الذين لاحظوا أن ضغط الدم لديه كان منخفضا جدا عندما وصل، لكن وضعه تحسن نسبيا وهو في حالة مستقرة الآن.  وقد حظي إطلاق سراح سامي الحاج وعودته إلى بلده باهتمام إعلامي واسع حيث رصدت مختلف المنابر السودانية تلك اللحظات أولا بأول وعكست الزخم الإنساني الذي رافقها.  وفي أولى تصريحاته لدى وصوله إلى المستشفى أعرب سامي الحاج عن سعادته الغامرة بعودته إلى الوطن, وقال إن المعتقلين في غوانتانامو محرومون من الصلاة ويتعرضون لانتهاكات دينية كبيرة على أيدي الجنود الأميركيين الذين يزعجونهم على الدوام ويدنسون القرآن.  وفي اتصال مع الجزيرة دعا سامي الحاج كل الحكومات إلى إعادة أبنائها من معتقل غوانتانامو, وأكد أن اعتقاله كان محاولة لإجهاض العمل الإعلامي الحر في الشرق الأوسط عبر الفضائيات.  حر طليق  وعن وضع سامي الحاج القانوني, أفاد مراسل الجزيرة استنادا لمصادر حكومية أن سامي الحاج سيخرج من المستشفى حرا طليقا بعد تلقي العلاج الكافي، مشيرا إلى أن المعتقلين الآخرين اللذين قدما معه ذهبا إلى أهلهما حرين طليقين بعد أن تلقيا العلاجات.  وكانت الجزيرة قد سألت وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات في وقت سابق بشأن الوضع القانوني للزميل الحاج فقال إن الخرطوم لا تعتقل أو تحقق مع مواطنين سودانيين بناء على أوامر من جهات عليا.  وأضاف سبدرات “يجب أن تكون هناك تهمة مبدئية تبرر تقديمه للمحاكمة, ونحن ليس لدينا ما يبرر اعتقاله”. وأكد أن سامي الحاج “مواطن سوداني عاد إلى وطنه, وهو حر مبدئيا في التنقل داخله كأي مواطن سوداني, ولا يوجد ما يحول دون إعطائه حريته”.  وعن السنوات الست التي قضاها في المعتقل, قال سبدرات إن “من حق سامي الحاج أن يطالب الحكومة الأميركية بالتعويض عن السنوات التي ضاعت من عمره, هذا حقه الطبيعي, وسيجد العون من الحكومة السودانية”.  ويشار إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه سامي الحاج واثنان من مواطنيه إلى الخرطوم، وصلت طائرة عسكرية أميركية إلى المطار العسكري بالقنيطرة بالمغرب وعلى متنها المواطن المغربي سعيد بوجعدية الذي كان معتقلا لدى الأميركيين في غوانتانامو.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 2 ماي 2008)


دعوة  
 تتشرّف لجنة “النساء من أجل المساواة” (حركة التجديد) بدعوتكم لمشاركتها الاحتفال بعيد الشغل تحت شعار “مساواة في المواطنة:مساواة في العمل” وذلك:   يوم السبت 3 ماي 2008 على الساعة الثالثة بعد الزوال على الساعة الثالثة بعد الزوال بفضاء الحمراء نهج الجزيرة تونس.   عن اللجنة نائلة جراد


 
 

ساركوزي في تونس: غابت السياسية وحضر الاقتصاد خبير إقتصادي تونسي: فرنسا تسعى لتوسيع أطرافها بالعودة إلى مستعمراتها القديمة

 

تونس ـ خدمة قدس برس حققت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تونس  من 28 إلى 30 نيسان (أبريل) الجاري أهمّ أهدافها خاصة بالنسبة إلى الطرف الفرنسي. فقد أبرمت الحكومتان صفقة طائرات أيرباص تقدر بمليار يورو وبناء مركز لتوليد الكهرباء بالجنوب التونسي مقابل 360 مليون يورو، وبناء مركز للطاقة النووية المستخدمة في المجال السلمي. كما تم إسناد قروض بلغت 138 مليون يورو لتونس في عدة مجالات وتوقيع اتفاقيات للتعاون الفني والبشري. وتعتبر فرنسا أول حريف وأول مزود للجمهورية التونسية وتحتل الاستثمارات الفرنسية في تونس المرتبة الأولى. كما تعد فرنسا من بين أهم الشركاء الماليين لتونس من حيث القروض المسندة إلى تونس. ويفد إلى تونس سنويا أكثر من مليون سائح. ويفوق عدد الجالية التونسية المقيمة بفرنسا نصف مليون مهاجر. وهذه هي الزيارة الثانية من نوعها في أقل من عام، حيث زار ساركوزي تونس في تموز (يوليو) الماضي، أسابيع قليلة بعد انتخابه. وكان ساركوزي قد أطلق مشروعا لإنشاء “اتحاد متوسطي”. وعبّر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عديد المناسبات عن تحمسه لهذا المشروع. و من المنتظر أنّ تونس سوف تحتضن مقر الأمانة العامة الدائمة لهذا الاتحاد. من جهة أخرى تطلعت الأوساط الحقوقية التونسية والدولية أن يساهم ساركوزي في الضغط على حكومة الرئيس زين العابدين بن علي من أجل حلحلة المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة منها المساجين السياسيين ووضع المنظمات غير الحكومية وحرية الصحافة وغيرها، إلاّ أنّ ساركوزي أدلى بكلمة مثيرة في ضيافة الرئيس بن علي قطع بها حبل الانتظارات مفادها “جئت ضيفا ولا أجد سببا في وضع نفسي في مقام إعطاء دروس لأحد”. وبذلك حدد ساركوزي أولوياته والتي يلخصها الخبير الاقتصادي التونسي عبد الجليل البدوي في: فتح الأسواق وتوسيع المجال الفرنسي في المنطقة. وذلك في مقابل قابلية تونسية وحماسها لأية مشاريع قادمة من الغرب.  (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 01 ماي 2008


الرئيس التونسي يدعو إلى صحافة وطنية راقية وجريئة

 

تونس : دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى مضاعفة العمل من أجل بناء صحافة “وطنية راقية وجريئة” في بلاده، تكون قادرة على الاداء الجيد والتبليغ الأمين بكل نزاهة ومسؤولية وبعيدا عن كل الرقابة الذاتية والخارجية. وشدد في رسالة بعث بها إلى رئيسي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف غدا السبت،على ضرورة تنويع منابر الحوار وإثرائها في مختلف وسائل الإعلام التونسية. وأعاد في رسالته التي وُزع نصها اليوم الجمعة التأكيد على أنه حرص دائما على دعم قطاع الإعلام والإتصال،باعتبار أن”حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان”. وأعرب عن ارتياحه إزاء ” ما أصبح يتميز به المشهد الإعلامي والإتصالي في تونس من تنوع في المضامين وتعدد في المقاربات،وحرص على تأمين حق المواطن في إعلام حر وصادق وهادف وإشاعة حقوق الإنسان والحريات العامة فكرا وممارسة”. ولكنه شدد بالمقابل على أهمية “صيانة هذه المكاسب والعمل علي تنويعها وإثرائها في إطار الإلتزام بالقيم والثوابت الوطنية وبمصلحة الوطن العليا والولاء التام لتونس دون سواها”. وتشير الإحصائيات الرسمية اٍلى أن أكثر من250 صحيفة ومجلة تصدر حاليا بتونس،تعود ملكية أغلبيتها اٍلى القطاع الخاص.كما أن المجال المرئي والمسموع الذي تعزز بأكثر من إذاعة وقناة تلفزيونية،إلى جانب تطور الصحافة الحزبية،حيث توجد حاليا في تونس ست صحف ناطقة باسم أحزاب معارضة،بالإضافة إلى إلغاء الرقابة على المنشورات والكتب، وجعل مسألة منع التوزيع من مشمولات القضاء وحده المصدر يو بي اي بتاريخ 2 ماي 2008


 بن علي: حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان

GMT 16:30:00 2008 الجمعة 2 مايو إسماعيل دبارة   

 إسماعيل دبارة من تونس: وجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم رسالة إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وأكد في كلمته أن حرية التعبير” حق أساسي من حقوق الإنسان وهو أمر أقرته بلاده وأصدرت من اجل تدعيمه العديد من القواعد والأنظمة”. ونوّه بن علي  بنبل وسمو دور الإعلام ورسالته وذكّر ببعض التدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية على صعيد تطوير قطاع الإعلام والحفاظ على حريته واستقلاليته من قبيل جعل “المجلس الأعلى للاتصال “مؤسسة لها ذاتيّتها واستقلالها المالي بالإضافة إلى دعمه  لصلاحيات هذا المجلس” ليتولى متابعة أداء المؤسسات الإعلامية وتقويم برامجها ومضامينها واقتراح التصورات المناسبة لتطويرها بما يستجيب لأخلاقيات المهنة الصحافية والعمل الإعلامي”. ودعا بن علي وسائل الإعلام إلى الالتزام في أداء رسالتها بالنزاهة والموضوعية وصيانة “المكتسبات التي حققها القطاع الإعلامي والعمل على تنويعها وإثرائها”. من جهة أخرى يواصل  صحافيان من جريدة الموقف المعارضة إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يوم السبت الماضي احتجاجا على مسمّياه المصادرة المتكررة للصحيفة الأسبوعية والمضايقات التي تتعرض لها باستمرار و هي اتهامات نفتها الحكومة بشدة واعتبرتها تضليلا يعمد إليه الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض مالك الصحيفة . وعلمت “إيلاف” أن الحزب الديمقراطي التقدمي يستعدّ لعقد اجتماع تضامني ضخم يوم غد بمقر صحيفة الموقف لمساندة الصحافيين المضربين رشيد خشانة ومنجي اللوز. ومن المتوقع أن يحضر عدد كبير من الإعلاميين والشخصيات السياسية و وسائل الإعلام المختلفة هذا الاجتماع.إلى ذلك انتقد الرئيس الأميركي جورج بوش يوم أمس الخميس الأنظمة السياسية في العالم التي تقمع وسائل الإعلام وأدرج تونس في اللائحة السوداء التي تضم ستة دول هي الصين وكوبا ومصر فينزويلا وفيتنام. واتهم بوش الدول الستّ بممارسة “الترهيب الجسدي والاضطهاد والتجاوزات الأخرى ضدّ الصحافيين.
 
(المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 2 ماي 2008)
 


 

الرئيس التونسي يدعو إلى إعلام “أكثر جرأة”

 
تونس 2 مايو أيار /رويترز/ حث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الجمعة الصحفيين ووسائل الاعلام التونسية على السعي الى صحافة حرة و//جريئة// قائلا ان حرية التعبير هي حق أساسي. وتتهم جماعات حقوق الانسان الحكومة التونسية بتكميم حرية الصحافة ولطالما طالبت بمزيد من التسامح مع المعارضة. وهذا الاسبوع تعرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لانتقادات بعدما هون من المخاوف بشأن سجل تونس في مجال حقوق الانسان وأشاد بمكافحة الحكومة للارهاب أثناء زيارة الى تونس. وفي بيان عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة غدا السبت قال بن علي ان حكومته اتخذت عدة اجراءات قاتونية وسياسية لتطوير اعلام حر ونابض بالحياة. وقال بن علي //أؤكد مجددا بهذه المناسبة اننا اعتبرنا دائما حرية التعبير حقا اساسيا من حقوق الانسان//. وأضاف //اننا نجدد الدعوة الي مضاعفة هذا الجهد والاجتهاد والعمل على تنويع فضاءات الحوار واثرائها في مختلف وسائل الاعلام لبناء صحافة وطنية راقية وجريئة  بعيدا عن كل اوجه الرقابة الذاتية والخارجية//. وتأتي تصريحاته في وقت يدخل اضراب صحفيين اثنين بصحيفة معارضة عن الطعام يومه السادس احتجاجا على ما يصفانه بخطة حكومية لخنق الوضع المالي لصحيفتهما ومنعها من التوزيع. وتنفي الحكومة اتهامات نجيب اللوز مدير تحرير صحيفة الموقف الاسبوعية ورشيد خشانة رئيس تحريرها. وفي وقت سابق هذا العام تأسست أول نقابة للصحفيين في تونس وتقول الحكومة ان هذه الخطوة تثبت التزامها بالاصلاحات الديمقراطية. وقال بن علي //وقد جددنا الدعوة الي العمل علي مزيد من النهوض بقطاع الاعلام حتى يكون اكثر جرأة في التطرق الي مختلف المواضيع//.
 (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 02 مايو  2008)

الرئيس التونسي يدعو إلى صحافة وطنية راقية وجريئة

 
تونس / 2 مايو-أيار / يو بي أي: دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى مضاعفة العمل من أجل بناء صحافة “وطنية راقية وجريئة” في بلاده، تكون قادرة على الاداء الجيد والتبليغ الأمين بكل نزاهة ومسؤولية وبعيدا عن كل الرقابة الذاتية والخارجية. وشدد في رسالة بعث بها إلى رئيسي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف غدا السبت،على ضرورة تنويع منابر الحوار وإثرائها في مختلف وسائل الإعلام التونسية. وأعاد في رسالته التي وُزع نصها اليوم الجمعة التأكيد على أنه حرص دائما على دعم قطاع الإعلام والإتصال،باعتبار أن”حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان”. وأعرب عن ارتياحه إزاء ” ما أصبح يتميز به المشهد الإعلامي والإتصالي في تونس من تنوع في المضامين وتعدد في المقاربات،وحرص على تأمين حق المواطن في إعلام حر وصادق وهادف وإشاعة حقوق الإنسان والحريات العامة فكرا وممارسة”. ولكنه شدد بالمقابل على أهمية  “صيانة هذه المكاسب والعمل علي تنويعها وإثرائها في إطار الإلتزام بالقيم والثوابت الوطنية وبمصلحة الوطن العليا والولاء التام لتونس دون سواها”. وتشير الإحصائيات الرسمية اٍلى أن أكثر من250 صحيفة ومجلة تصدر حاليا بتونس،تعود ملكية أغلبيتها اٍلى القطاع الخاص. كما أن المجال المرئي والمسموع الذي تعزز بأكثر من إذاعة وقناة تلفزيونية، إلى جانب تطور الصحافة الحزبية،حيث توجد حاليا في تونس ست صحف ناطقة باسم أحزاب معارضة،بالإضافة إلى إلغاء الرقابة على المنشورات والكتب، وجعل مسألة منع التوزيع من مشمولات القضاء وحده.
 
(المصدر: وكالة يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 30 أفريل 2008) 


رئيس الدولة يلقي خطابا بمناسبة عيد الشغل

العمل على تعزيز تنافسية الاقتصاد، تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي والمحافظة على مواطن الشغل الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل: إشادة بالدعم الرئاسي للمنظمة الشغيلة قراءة رئيس الدولة المتبصرة لتحولات الفضاء العالمي خير حافز للتونسيين على مضاعفة البذل  

 

أكرم الرئيس زين العابدين بن علي، خلال الموكب الذي انتظم صباح يوم امس احتفالا بعيد الشغل، النقابيين والشغالين والمؤسسات بإسناد وسام الشغل وتسليم جوائز العامل المثالي والتقدم الاجتماعي واللجان الاستشارية للمؤسسات ونيابات العملة. وقد تميز هذا الموكب بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي الميدالية الأولى للجمعية العالمية لتفقد الشغل من الكاتب العام لهذه الجمعية السيد بول فيبير وذلك تقديرا لحرص سيادته الدؤوب منذ تحول السابع من نوفمبر على تأمين افضل ظروف العمل وتنمية الحوار الاجتماعي مما مكن تونس من حضور متميز في الهيئات والفعاليات الاممية وعزز اشعاع النموذج التونسي في مجال تفقد الشغل على الصعيد الدولي. والقى رئيس الدولة في هذا الموكب خطابا ابرز فيه الجهود والمبادرات التي ما فتئت تقوم بها تونس لتأمين حقوق العمال والمحافظة على مصالحهم وتحسين طاقاتهم الشرائية بما مكن من ترسيخ تقاليد الحوار والوفاق بين جميع الاطراف الاجتماعية. واكد سيادة الرئيس التمسك رغم كل الصعوبات بانتظام دورات التفاوض الاجتماعي والتعويل في ذلك على ما تتحلى به جميع الاطراف من عزم على انجاح الجولة الجديدة من المفاوضات على غرار سابقاتها وعلى انهائها في الآجال المحددة. وشدد على ان مكاسب الضمان الاجتماعي التي تحققت للعمال ولسائر أفراد الشعب بمختلف فئاته تعد مبعث فخر واعتزاز للمضي قدما في تحسين نسبة التغطية التي بلغت قرابة 92 في المائة وتنفيذ الاصلاحات الكبرى التي يستوجبها تطور المجتمع مضيفا ان الجهود ستتواصل للترفيع في نسبة التغطية الاجتماعية في اطار برنامج تونس الغد لتبلغ 95 في المائة مع نهاية سنة 2009 . وأعلن رئيس الدولة بهذه المناسبة عن جملة من القرارات والاجراءات تتعلق بالخصوص بالزيادة في الاجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي وبوضع برنامج وطني للتصرف في الاخطار المهنية. كما اذن باحداث 56 مدرسة اعدادية تقنية انطلاقا من العودة المدرسية المقبلة وبمراجعة السلم الوطني للمهارات والتعجيل باحداث مرصد للمهارات والمهن المتجددة والجديدة فضلا عن اجراء تقويم دقيق لواقع التنمية بالمعتمديات ذات الاولوية. وجدد سيادة الرئيس التأكيد على ان التشغيل يظل «اولويته» الدائمة باعتباره حقا اساسيا من حقوق الانسان وعاملا جوهريا في تعزيز كرامة الفرد وهو اليوم رهان كبير تعمل البلاد على كسبه. ثم تولى الرئيس زين العابدين بن علي اسناد وسام الشغل من الدرجة الاستثنائية الى ثلة من الاطارات والمسؤولين النقابيين تقديرا لعملهم من اجل ارساء علاقات مهنية يسودها التفاهم والحوار بما يؤمّن عوامل التنمية ويوازن بين مقتضيات النجاعة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي. كما اسند سيادة الرئيس جائزة العامل المثالي لمن تميزوا بروح البذل والاجتهاد والحرص على الزيادة في الانتاج وتحسين الانتاجية. واكرم رئيس الدولة عددا من المؤسسات التي تميزت بالمجهود المتواصل لتطوير وسائل الانتاج وتحسين ظروف العمل وذلك باسنادها جائزة التقدم الاجتماعي. كما اكرم اللجان الاستشارية للمؤسسات ونيابات العمل التي تميزت بمساهمتها الفاعلة في النهوض بالحوار الاجتماعي والعلاقات المهنية داخل المؤسسة. وكان السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل القى بهذه المناسبة كلمة بين فيها ان حرص الرئيس زين العابدين بن علي على توسيم عدد من النقابيين والعمال وأصحاب المؤسسات يعكس السياسة المتبصرة لسيادته والهادفة الى شحذ همم التونسيين وتعزيز ايمانهم بقدسية العمل وبقدرتهم على تحدي الصعاب. واكد ان رئيس الدولة جعل من الحوار الاجتماعي منهجا ثابتا في التعامل بين أطراف الانتاج وحرص على صون المجتمع من مساوىء العولمة وعلى ان يكون تأمين الحياة الكريمة لجميع الفئات والجهات هو غاية التنمية بما مكن من ارساء منوال تنمية يوفق بين النجاعة الاقتصادية والرقي الاجتماعي وجلب للبلاد تقدير المنظمات الدولية التي تعلم جيدا أن نجاح تونس في ظل محدودية الثروات الطبيعية مرتبط بالحكمة السياسية وصواب الخيارات المرسومة. واعرب عن اليقين بأن قراءة رئيس الدولة المتبصرة لتحولات الفضاء العالمي وتعامله الرصين مع الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة وبخاصة الارتفاع المشط لاسعار النفط والمنتجات الفلاحية مثل خير حافز لجميع التونسيين والتونسيات على مضاعفة البذل من أجل دعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وترسيخ مقومات الرفاه والاستقرار الاجتماعي. واكد ان النقابيين والشغالين الذين يدركون جيدا جسامة التحديات المطروحة سيظلون اوفياء لمنهج الحوار الاجتماعي مشيدا بالدعم الذي ما فتىء يوليه رئيس الدولة للمنظمة الشغيلة وبمثابرة سيادته في تعزيز البعد الاجتماعي في مناخ عالمي يشهد تراجعا اجتماعيا. واشار الى ان ما تنعم به تونس من حرية نقابية وتعاون بين الشركاء الاجتماعيين مثل دافعا قويا للنقابيين والشغالين للانخراط بحماس في مجهود التنمية تحدوهم ثقة كبيرة في تمشي رئيس الدولة الاصلاحي الذي أثمر حصيلة هامة من المكاسب في مقدمتها الترفيع السنوي في أجور الشغالين وتطوير تشريعات العمل. وجدد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عزم النقابيين والشغالين على استكمال الجولة الجديدة من المفاوضات الاجتماعية في كنف التشاور بين أطراف الانتاج بما يعزز مكاسب الاجراء ويرتقي بقدرتهم الشرائية ويدعم الوئام بين مختلف فئات المجتمع. واكد في هذا الصدد ان هذه المكتسبات ستتعزز قريبا بدخول المرحلة الثانية من نظام التأمين على المرض حيز التطبيق بالتوازي مع انطلاق البرنامج التأهيلي لقطاع الصحة العمومية علاوة على الاستعدادات الجارية لعقد الندوة الوطنية حول التشغيل. وقد التقى الرئيس زين العابدين بن علي باعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قبل انطلاق الموكب الذي حضره النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع واعضاء الحكومة. كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من الاطارات والشخصيات الوطنية.   (المصدر: جريدة الحرية (يومية – تونس) بتاريخ 2 ماي 2008)

 
 

القرارات المعلنة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيد الشغل

 

 تونس 1 ماي 2008 (وات) في ما يلي القرارات التي أعلن عنها الرئيس زين العابدين بن علي في الخطاب الذى القاه يوم الخميس لدى اشرافه على موكب بمناسبة عيد الشغلز /الزيادة في الاجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي.   /الاذن بوضع برنامج وطني للتصرف في الاخطار المهنية تتم صياغته علي أساس تحليل عميق للوضع الحالي يتضمن اهدافا ومؤشرات واليات وبرامج من شانها ان تساعد على توفير محيط عمل صحي سليم وامن.   /الاذن باجراء تقويم دقيق لواقع التنمية بالمعتمديات ذات الاولوية وتشخيص الاوضاع بالمعتمديات التي ما تزال تتطلب الدعم لوضع برنامج خصوصي جديد يلائم واقعها ويتطور مع ظروفها.   /الاذن باحداث 56 مدرسة انطلاقا من العودة المدرسية المقبلة واحكام توزيعها حتى تغطي كامل جهات الجمهورية.   /تفعيل مبدا “شهادة لكل متكون” قصد حفز الحرفيين الى اكتساب الخبرة في ممارسة مختلف المهن المرتبطة بالصناعات التقليدية والعمل على تطويرها.   /الاذن بمراجعة السلم الوطني للمهارات والتعجيل باحداث مرصد للمهارات والمهن المتجددة والجديدة بما يساعد على احكام عملية الاستشراف ومواكبة المستجدات التكنولوجية ويستجيب لحاجيات الاقتصاد الوطني من الكفاءات والمهارات.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 ماي 2008)  


قائمة المكرمين بمناسبة عيد الشغل

 

 
قرطاج 1 ماي 2008 (وات) في ما يلي قائمة المكرمين من قبل الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل:   ** وسام الشغل من الدرجة الاستثنائية   /السيد لطفي الشيخ الكاتب العام للاتحاد الجهوى للشغل ببنزرت   /السيد الحبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة العامة للنسيج والملابس والاحذية   /السيد المنصف قزقز الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بمنوبة   /السيد مصطفي العجرودى الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بباجة   /السيد محمد بوسنينة الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بسوسة   /السيد صالح النصرى الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل باريانة   /السيد هارون بوعفة الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بتوزر   /السيد صالح بوجليدة الكاتب العام للنقابة الاساسية لاعوان وموظفي الاتحاد العام التونسي للشغل   /السيد محمد الصغير ميراوى الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بقفصة   /السيد عمر المحمدى الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوى للشغل بالقصرين   /السيد الهاشمي المعتمرى الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للنفط   /السيد المنجي المطوسي الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للعدلية     ** جائزة العامل المثالي   قطاع الانتاج   /السيد منجي بن عمر العبيدى شركة المرجى لتربية الماشية وتنمية الزراعة “سماديا” ولاية جندوبة   /السيدة سهام بن رجب شركة “ستيرنغ ويلز تونيزيا” ولاية زغوان   /السيد محمد جوادى شركة الجبس التونسي “كناوف” ولاية سيدى بوزيد   /السيد كمال البلعي الشركة الجهوية للنقل لولاية نابل /ولاية نابل   /السيدة جميلة حسين الشركة العقارية والسياحية “نزل المهدى” ولاية المهدية   /السيد ابراهيم برهومي شركة فسفاط قفصة /ولاية قفصة   /السيد الحسين دردور المجمع الكيميائي التونسي “معمل سماد الداب” ولاية قابس   /السيدة حدى دشراوى مؤسسة “فوتاكس” للخياطة بفوسانة /ولاية القصرين   /السيدة مباركة بوكردوغة نزل “الغزال” بتطاوين /ولاية تطاوين   قطاع الوظيفة العمومية   /السيدة جميلة الجويني النمرى /رئاسة الجمهورية   /السيد البشير بنعيسى /رئاسة الجمهورية   /السيد محمد بن عمار بنبدر /وزارة الدفاع الوطني   /السيد رشيد اللواتي/ وزارة الفلاحة والموارد المائية /المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنزرت /ولاية بنزرت   جائزة التقدم الاجتماعي   “شركة ميكرو الكترونيكس” ولاية أريانة وتسلم الجائزة السيد هشام بن حميدة رئيس المؤسسة   /الشركة التونسية للصناعات الصيدلية “سيفات” ولاية بن عروس وتسلم الجائزة السيد ماهر كمون الرئيس المدير العام للمؤسسة   /الشركة المتوسطية للاصلاحات بتونس /ولاية بنزرت/ وتسلم الجائزة السيد كلود ميغاى رئيس المؤسسة   /شركة المواد الصحية /ولاية باجة/ وتسلمت الجائزة السيدة جليلة المازني رئيسة المؤسسة   /الديوان الوطني للتطهير /ولاية تونس/ وتسلم الجائزة السيد خليل عطية الرئيس المدير العام للديوان   /شركة اسمنت النفيضة /ولاية سوسة/ وتسلم الجائزة السيد الطاهر غنيمة رئيس مجلس الادارة   /مصنع الورق الخشبي بالجنوب /ولاية صفاقس/ وتسلم الجائزة السيد سفيان السلامي رئيس المؤسسة /شركة “هافيب كافتاكس” ولاية الكاف وتسلم الجائزة السيد بيتر ديلبورت   جائزة اللجان الاستشارية للمؤسسات ونيابات العملة   /اللجنة الاستشارية للمؤسسة بشركة /علمية للتبريد/ بمنزل جميل /ولاية بنزرت/ وتسلم الجائزة السيد محمد العربي علمية رئيس الشركة   /اللجنة الاستشارية للمؤسسة بالمركب السياحي والعقارى /جربة الهناء/ ولاية مدنين وتسلم الجائزة السيد عبد السلام ساسي رئيس المؤسسة   /اللجنة الاستشارية للمؤسسة بشركة /الطيران الجديد/ ولاية المنستير وتسلم الجائزة السيد عزيز ميلاد الرئيس المدير العام للشركة .   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 1 ماي 2008)  

 
 
 
 
 
 


 
الأمن الاجتماعي  
 
كمال بن يونس توقف خطاب الرئيس زين العابدين بن علي أمس بمناسبة اليوم العالمي للعمال عند ملفات عديدة تهم مستقبل الامن الاجتماعي في البلاد وعلى رأسها ضمان الحق في الشغل الدائم واللائق ومواكبة الاجور لتطورات عدة مؤشرات اقتصادية واجتماعية محلية ودولية.. إلى جانب ملف التأمين على المرض وضمان التغطية الاجتماعية للغالبية الساحقة من التونسيين والتونسيات في مختلف الجهات والقطاعات. خطاب رئيس الدولة أعلن مجددا تمسكه بأحد أبرز الثوابت في  سياسة تونس منذ التغيير، أي تنظيم المفاوضات الاجتماعية التي تضمن زيادات تصاعدية في الاجور تمتص نسبة من التضخم والزيادات في الاسعار.. مع مراعاة ظروف مختلف القطاعات والمؤسسات.. والمستجدات الاقليمية والعالمية التي تسببت في ارتفاع تكاليف الانتاج في بعض القطاعات بسبب زيادات اسعار المحروقات والمواد الغذائية وقيمة بعض العملات مقارنة بالدينار التونسي، لا سيما الأورو.. وأوكل رئيس الدولة للاطراف الاجتماعية مهمة انجاح المفاوضات الاجتماعية الحالية في آجالها المحددة لان من مصلحة الجميع ضمان الامن الاجتماعي.. ومتابعة الرهان على المسار الذي جنّب البلاد خلال العقدين الماضيين الاضطرابات الاجتماعية والامنية والفوضى السياسية بخلاف ما كان سائدا في العقد الاخير قبل التغيير. ومن بين أبرز النقاط التي حسمها خطاب رئيس الدولة ضمن عرضه عن الامن الاجتماعي تنويهه بالنظام الجديد للتأمين على المرض ودعوته مختلف الاطراف الى المساهمة في انجاح مسار تطبيق المرحلة الجديدة منه مع مراعاة ظروف البلاد وموازنة الصناديق الاجتماعية التي تمر بصعوبات بحكم ارتفاع نسبة المتقاعدين وتضاعف اعبائها نتيجة ارتفاع معدل الحياة في تونس. ولا بد لتونس المعاصرة التي تقدمت في جل الميادين أن تمضي في تنفيذ النظام الجديد والموحد للتأمين على المرض بدعم من مختلف القطاعات المتدخلة، لا سيما اطباء الاختصاص والصيادلة ومؤسسات العلاج الخاصة المختلفة.. على أساس أن التدرج سيضمن مصالح الجميع دون تهديد توازنات الصناديق الاجتماعية وصندوق التأمين على المرض. وفي كل الحالات فان اليوم العالمي للعمل والعمال ينبغي أن يحفز الهمم لمزيد الكد والجهد.. لمواكبة التحديات الضخمة التي تواجه المجتمع والبلاد في صورة عدم تحقيق انتصار حاسم على البطالة والمشاكل الناجمة عنها، ومن بينها التسكع والانحراف والجريمة المنظمة والتطرف والعنف والإرهاب.. والسير بالبلاد نحو المجهول.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 2 ماي 2008)  

 


زيادة أجور في تونس

 

 
اتخذ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي جملة من القرارات لمصلحة العمال شملت زيادات في الاجور وتحسين القدرة الشرائية وتعزيز الرعاية الاجتماعية والصحية وتحسين ظروف العمل. فقد قرر الرئيس بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة عيد العمال العالمي زيادات جديدة في اجور عمال القطاعين الزراعي وغير الزراعي كما اعلن عن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية بين ممثلين عن الحكومة والمنظمات المهنية بقصد الترفيع في اجور حوالى مليونين ونصف المليون من الموظفين والعمال, وجدد حرصه على تأمين حقوق العمال والمحافظة على مصالحهم وتحسين طاقتهم الشرائية مؤكداً تمسكه بانتظام دورات التفاوض والحوار الاجتماعيين. وقد دأبت تونس منذ سنة 1987 على زيادات سنوية في اجور العمال والموظفين بقصد الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين مما ساعد على مضاعفة معدل الدخل الفردي اكثر من اربع مرات. وقال بن علي: «ان التشغيل يظل «اولويتي» دائماً, باعتباره حقا اساسيا من حقوق الانسان» داعيا الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والنسيج الجمعياتي للمساهمة في الاستشارة الوطنية للتشغيل التي كان قرر تنظيمها خلال السنة الحالية بهدف مزيد توفير فرص العمل. كما حث على تعزيز تنافسية الاقتصاد وتحقيق الأمن الغذائي, مبرزا ان التشغيل يظل مرتبطا بمدى قوة المؤسسات وتنافسيتها. المصدر صحيفة الكفاح العربي أسبوعية سياسية – لبنان بتاريخ 02 ماي 2008 http://www.kifaharabi.com/index.aspx?channelId=1&EditionId=256


 

تعاقدات عمل من تونس

 

 
تونس واس  :  افادت احصاءات رسمية تونسية بان 9950 تونسيا تم التعاقد معهم العام الماضى للعمل بالخارج في اطار التعاون الفني بين تونس ومختلف دول العالم. وبينت ان 82 بالمائة من اولئك المتعاقدين يعملون بالبلدان العربية وخاصة دول الخليج العربي وان نسبة 7 بالمائة تعمل بالبلدان الاوروبية وتتوزع النسبة المتبقية بين دول اسيا وافريقيا وامريكا ومنظمات دولية واقليمية . واشارت الى ان 69 لجنة من مختلف دول العالم زارت تونس سنة 2007 للتعاقد مع كوادر تونسية خاصة في مجالات الطباعة والصحة النفسية والفندقة والخدمات والمبيعات والهندسة الكهربائية المدنية والميكانيكية والطب والتمريض والتعليم العالي والتدريب المهني . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية  بتاريخ02 ماي  2008


 

260 مؤسسة ألمانية منتصبة في تونس

(مقابل أكثر من 2000 مؤسسة فرنسية…!!)  

 
تنتصب 260 مؤسسة ذات مساهمات ألمانية منها 195 مؤسسة تعمل في القطاع الصناعي في تونس حسب إحصائيات أوردتها وكالة تنمية الاستثمار الخارجي. وتوفر هذه المؤسسات على كامل تراب الجمهورية حوالي 35 ألف فرصة عمل. وتعد ألمانيا الشريك التجاري الثالث لتونس (وراء فرنسا وبريطانيا) بحصة تبلغ نسبتها 7.9% من الحجم الاجمالي للواردات التونسية. وسجل حجم المبادلات التجارية التونسية الالمانية تطورا بنسبة 400 بالمائة لترتفع قيمته من 537.11 مليون اورو سنة 1979 إلى نحو 2.1 مليار أورو في سنة 2006. وتتمثل أهم المنتجات المتبادلة بين تونس وألمانيا في النسيج والملابس وقطع غيار الآلات الميكانيكية والكهربائية والجلود والأحذية ومعدات النقل والبلاستيك وكذلك المنتجات البحرية.   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 ماي 2008)
 

 حتى لا يشوش على واجبي الشرعي (الحلقة الثالثة) صورة محمد شمام في خيال قصصي

 
بقلم محمد شمام   تمهيد:   نشرتُ في السبيل أون لاين ، بتاريخ 09-04-2008 ، أول حلقة في حلقات التفاعل مع نص “الهوية والدولة والديمقراطية ” الموضوع في سياق هيئة 18 أكتوبر، فكانت عليها ردود أفعال متنوعة. وما شدني منها، تلك التي لا تتعلق بالموقف ذاته ولكن بملابسات ماضية .   لقد كتبت أداءا لواجبي الشرعي ، إلا أن هذه الملابسات يبدو أنها شوشت على ذلك الأداء مما أصبح الأمر يقتضي إزالة هذا التشويش قبل المواصلة. وقد خصصنا لذلك سلسلة عارضة من الحلقات تحت عنوان “حتى لا يشوش على واجبي الشرعي” – ولكل واجبه الشرعي – ، وقد قدمنا منها الحلقتين الأولى والثانية، وهذه الآن الحلقة الثالثة ، فالله المستعان.   لقد تقدم في الحلقة السابقة الحديث عن محمد شمام كما قدمته السلطة في الإعلام العمومي وفي التلفزة وبالصورة والرسوم، فأي صورة ستصبح في الأذهان لدى القاصي والداني عن محمد شمام؟ وختمتها بالقول:   “ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل جاء الخيال القصصي – وأنا مقطوع الصلة عن العالم – ليكمل دفع تلك الصورة إلى أقصاها وقمتها، كما سنراه في الحلقة القادمة إن شاء الله ، من خلال ما فاجأني به أحد الأحباب في كتاب ” تنظيمات الإرهاب في العالم الإسلامي” لعبد الله عمامي. ونحن الآن بصدد هذه الحلقة ، والخيال القصصي لهذا الكاتب كما سنراه فيما يلي :   1 – المقطع الأول: التقديــم   ” مشروع هذه الدراسة كان سيصدر منقوصا لولا أن أتاحت لي مصالح وزارة العدل فرصة الاستفادة بما توافر لها من وثائق تهم موضوع الدراسة أسوة بما تتيحه وزارة العدل في مصر للتعاون مع الباحثين من مصريين وأجانب بتمكينهم من الوصول إلى الوثائق وتوظيف المركز المصري للبحوث الجنائية أداة لتشجيع الدراسات التي تسمح بفهم الظواهر الجنائية الكبرى لتتوافر للسلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية على السواء إمكانية الوقاية والتدبر….»   ” إن الظاهرة لا يمكن فهمها دون التعريف بجذورها والتوقف عند مثيلاتها لأن المضامين التي وردت في مجلة المعرفة أو في مساهمات فكرية أخرى أو بيانات سياسية لأعضاء قيادية لا تتضح حقيقتها إلا من خلال وضعها في إطارها العام وهو إطار منظومة الفكر الأصولي كما برزت أثناء العشرينات في شكلها الحركي من خلال منظمة الإخوان المسلمين ، وكما تفرعت حديثا في شكل الجماعات الإسلامية التي اختلفت أسماؤها وتنوعت بلدانها ولكنها كانت كلها إفرازات خارجة من بطن واحد هو بطن المنظمة الإخوانية . ولقد اتضح – مع تواصل البحث – أن خيوط الالتقاء والتلاحم هي على نحو من التعدد بشكل لا يسمح بإغفالها لأن البعد المحلي لهذه الظواهر متواضع بالنظر إلى بعدها ” الإسلامي ” العام ليس ذلك في مستوى الأطروحات الفكرية فحسب بل أيضا في مستوى شبكة التحرك ونوعية الارتباطات .”   2 – المقطع الثاني : هل يعقل هذا ، وأنا ما بين (81 ـ84) سجين ؟   يقول عمامي في هذا المقطع: « عنصر الاتصال بالجهاز العسكري سيكون منذ بداية الثمانينات محمد شمام .   محمد شمام خريج شعبة الرياضيات التي أعطت للتنظيم مع شعبة التقنية الأغلبية الساحقة من اتباعه . تم استقطابه منذ المرحلة الثانوية واختلطت لديه حقائق التنظيم بحقائق النظريات الحسابية في بداهتها وطابعها المطلق . وتكرس هذا التكوين في كلية العلوم وأفضى إلى نحت عقلية سيعتبر راشد أنها مؤهلة كل الأهلية للقيام بدور عنصر الاتصال مع الجناح العسكري .   بدأ شمام خطته كعنصر اتصال ثم توسع دوره تدريجيا ليصبح صاحب الإشراف على هذا الجناح مع الاستمرار في أداء وظيفة الاتصال بين الجناح والقيادة.   لم يكن محمد شمام يحضر الاجتماعات الأسبوعية التي يعقدها المكتب التنفيذي ، إلا أنه كان له لقاء أسبوعي مع حمادي الجبالي في واحد من مقرات هذا الأخير في اريانة أو منوبة أو الحي الأولمبي .   المهندس حمادي الجبالي وأستاذ الرياضيات محمد شمام كانا يجلسان ساعات للنقاش في تركيبة الجناح العسكري ضمن عنقود التنظيم، ويبحثان بدقة نوعية الخلايا التي يتكون منها، ويدرسان سويا عند نجاح عملية استقطاب جديدة قرار الالتحاق بهذه الخلية أو تلك في شأن العنصر الجديد . كان كلاهما يكمل الآخر في ملكات التنظيم والقدرة على التحرك السري ، إلا أن حمادي الجبالي كان يشعر مع ذلك بالحاجة إلى أن يكون له اتصال ومعرفة شخصية بأفراد الجناح العسكري وربما لاعتقاده أن القيادة الجديدة في الحركة ينبغي ألا تكون نكرة بالنسبة لأعضاء الجناح العسكري، وأن إتاحة فرصة للحديث مباشرة معهم من شأنه أن يدعم الثقة ، خاصة وأن هذا الاتصال يأتي بعد مرور حوالي سنتين على سجن القيادة القديمة ، وشعور الجبالي بأنه قدم ما يكفي مما يثبت أهليته لقيادة الحركة. وتحضيرا لهذا اللقاء تحرك محمد شمام في البحث عن المكان المناسب فكان اختياره لمنزل في الزهروني تم تسويغه لهذه الغاية ، واستقبل فيه الجبالي أعضاء الجناح العسكري في خلايا صغيرة وأحيانا تتم المقابلة مع فرد واحد إذا كان يؤلف وحده خلية بحالها .   كان التنظيم يسير على هذه الحال وينشط في التعبئة وفي التهريب وجمع المال وفي تعميق الاختراق للمؤسسات العسكرية والأمنية، وكان في الآن نفسه يسعى لمد الجسور نحو محمد مزالي للاستفادة منه في تسريح قيادته المسجونة إلى أن تحقق له ذلك غداة أحداث الخبز ، التي اندلعت في الثالث من يناير 1984 » ( ص 150 ) .   فهل يعقل كل هذا وأنا كنت مع تلك القيادة المسجونة وقتها التي لبثت في السجن ما بين (81 ـ84)؟     3 – المقطع الثالث: من يقرؤ هذا المقطع لايخلد في ذهنه إلا أن حركة النهضة قد ذهبت في خيار الحسم من 1986 !!!!!   ” اليوم كان شديد الحر بمدينة المنستير التي اعتاد بورقيبة أن يقضي بها فترة الصيف من كل سنة . كان كل شيء يسير كعادته في صيف سنة 1986 إلى أن حزم بعض أعضاء الحكومة أمرهم وخرجوا من فترة التردد التي لازمتهم على مدى سنتين فتوجهوا إلى المنستير وطلبوا التحدث إلى الرئيس بورقيبة فيما لم يجرؤوا من قبل على محادثته فيه وفيما لم يعد بورقيبة قادرا على التنبه إليه بمفرده .   استعرضوا أمامه أرقاما، وكشفوا له صورة الانهيار الذي آلت إليه البلاد في أوضاعها الاقتصادية وعجزها المالي ، وأطلعوه على إنذارات المؤسسات الدولية وتقارير البنك العالمي ، وأبلغوه آراءهم فيما ينبغي اتخاذه من تدابير لمحاولة التدارك وعجزهم في تحويل هذه التدابير إلى مستوى التنفيذ ، لأن وزيره الأول لا يؤمن بالأرقام ويهزأ علانية من كل من يخاطبه بلغة المعادلات والخطوط البيانية وكشوف الأرصدة وآجال الديون.   تم الإعلان يومها عن إقالة محمد مزالي . هذه الإقالة مثلت بداية مرحلة جديدة في تاريخ تنظيم الجماعة الإسلامية التي اتخذت اسما علنيا هو الاتجاه الإسلامي .   البادرة الأولى التي سجلت عن التنظيم بعد إعلان خبر الإقالة تمثلت في اجتماع ثنائي انعقد على عجل بين رجلين من قيادة الحركة هما راشد الغنوشي الأمير ومحمد شمام صاحب الإشراف على الجناح الخاص .   ابتداء من هذه اللحظة ، سيتحرك الرجلان سويا ويبادران بدعوة عمال المناطق إلى اجتماع عاجل في تونس لم يحضره من القيادة سوى الأمير ورئيس الجناح الخاص ، أما بقية القيادة من مكتب تنفيذي ومجلس شورى ، فقد صدرت إليها الدعوة للتفرغ إلى تنظيم مؤتمر جديد في أسرع وقت وانعقد المؤتمر فعلا بعد أسابيع بضاحية المنزه .   التحليل الذي اعتمد في المؤتمر هو أن الحركة غنمت كثيرا في الفترة الماضية ، لكنها انتهت سياسيا إلى مأزق، ومعنى ذلك أن الوضع الجديد الناشىء من خروج مزالي من جهاز الحكم يضع حدا لحظوظها في مواصلة الانتشار والاستفادة من ذلك التحالف الضمني الذي كان سائدا بين الطرفين .   دور محمد شمام في هذا المؤتمر كان رئيسيا ، فهو الذي تولى طرح نظريات الأمير إزاء الوضع الجديد وما يمليه من مستجدات على الحركة، فذكر أن هذا الوضع لا يفاجؤ الحركة ولا يرهبها لأنها أدخلت دوما في حسابها حصول تصادم جديد بينها وبين السلطة ، وأن التحرك داخل التنظيم كان يتم دوما على ثلاثة أصعدة هي العمل العلني عن طريق بعض الرموز القيادية ، والعمل التعبوي عن طريق المكتب التنفيذي ومشروع البدائل في مستوى الجناح الخاص .   وفسّر محمد شمام أن هذا الجناح كان بطبيعته مبعدا عن الأنشطة العادية التي يتحرك التنظيم في إطارها، لكن هذا الجناح لم يكن مجمد النشاط ، بل كان يتحرك ضمن مستويين: الأول هو مستوى الاستقطاب للأتباع الجدد والثاني هو المستوى التعبوي السري وتحركه العلني . وكان الجناح العسكري يعد على هذا الأساس البدائل الممكنة في صيغ متعددة تتلاءم مع مختلف الافتراضات .   مؤتمر المنزه لسنة 1986 سيتخذ قرارين :   الأول : المصادقة على وثيقة ” الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي لحركة الاتجاه الإسلامي ” على أساس أن هذه المصادقة هي من أولويات الحركة لأن المرحلة الجديدة التي تبدأ ستقترن بكثير من المصاعب وهو أمر يحتم تجميع الصفوف وسد كل الفتحات الممكنة وهو ما لا يتحقق إلا بالاستناد إلى مرجع فكري واحد يرص الصفوف إلى بعضها حتى في غياب القيادة .   الثاني: اعتماد الخطة البديلة المقترحة من الجناح الخاص المتعلقة بمشروع انقلابي للإطاحة بالنظام .   التوصية الصادرة عن المؤتمر في خصوص المشروع البديل تضمنت توضيحا في خصوص سبل الانجاز يقتضي تشريك الروافد الثلاثة لأتباع الحركة من عسكريين وأعوان أمن ومدنيين .   ومن البديهي أن هذا التصور لسبل الإنجاز يستمد مبرراته من نقطتين: الأولى أن العسكريين وحدهم لا يمثلون الكفاية، والثانية أن القيادة الأصولية تحتفظ ذاكرتها بأمثلة حديثة عن جماعات إسلامية اعتمدت – مثلما حدث ذلك في باكستان – على العسكريين وحدهم، ثم وجدت نفسها بعد ذلك مهمّشة لفائدة هؤلاء . التوصية الثانية تعلقت بتعيين لجنة متابعة وإشراف من المدنيين ضمت كلا من محمد شمام والمنصف بن سالم وبلقاسم الفرشيشي و سيد الفرجاني . وذلك للتنسيق بين القيادة المدنية والجهاز العسكري ومتابعة عملية التحضير للمشروع الانقلابي .   انطلاقا من هذه التوصيات جمع محمد شمام الجناح العسكري وأبلغ أعضاءه قرارات القيادة المدنية، وطلب تشكيل لجنة فنية تتولى وضع تفاصيل الخطة والبت في لمساتها الأخيرة انطلاقا من قرارات المؤتمر والاستعانة بالمشاريع القديمة التي بدأ طبخها منذ سنوات .   تكونت على هذا الأساس لجنة عسكرية فنية ضمت ضابطين من الجيش هما سامي الغربي والبشير بن أحمد ، ومن ملازم من الحرس الوطني يدعى توفيق الماجري .   في هذه الأثناء لجأ راشد الغنوشي إلى تجميد نشاطه بشعوره أن تحركاته أصبحت مراقبة، وأن استمراره في التحرك يمكن أن يكون وخيما في عواقبه. وأفضى هذا الوضع إلى عودة قيادة الصف الأول من أمثال صالح كركر وحمادي الجبالي.   ولم تمض إلا بضعة أسابيع حتى فرض على راشد الغنوشي نظام الإقامة الجبرية خلال شهر أكتوبر من سنة 1986 فتأكدت سلطة القيادة الجديدة التي تألفت بسرعة في شكل مكتب تنفيذي جديد ضم كلا من حمادي الجبالي وصالح كركر وعلي العريض والفاضل البلدي ومحمد شمام وعلي الزروي .   عقدت القيادة الجديدة اجتماعها الأول في الأسبوع الأول من نوفمبر بمنزل حمادي الجبالي بالحي الأولمبي .   هذا الاجتماع ظل مفتوحا خلال 4 جلسات أفضى إلى جملة من القرارات الخطيرة أهمها اعتبار القيادة نفسها ملزمة بتحقيق مشروع البديل الانقلابي الذي أقره المؤتمر في ظرف سنة انطلاقا من نهاية الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 1986 وتولى محمد شمام في الحال ابلاغ اللجنة العسكرية الفنية هذا القرار كي تعتمده في خطتها.   المحور الثاني لهذا الاجتماع تركز على درس سبل تحريك الجهاز المدني السري للتشويش على النظام وجعل أنظاره تتجه إلى اضطرابات الشارع وتغفل عما يعده الجناح الخاص.   المحور الثالث تعلق بضبط خطة سماها صالح كركر خطة تنضيج الثمرة كناية عن خلق الشروط المناسبة لسقوط الحكم في أيدي التنظيم، وتم في هذا المستوى ضبط مجالات التحرك، فتقرر مثلما هو الحال دائما وقت الأزمات تحريك الجامعة والمعاهد ، كما تقرر ضرب الاقتصاد وإفشال الموسم السياحي وتعبئة كل طاقات التنظيم .   وفي حملة إعلامية يسهل على الحركة الصعود إلى الحكم عند اقتناع كل الأطراف داخليا وخارجيا أن مفتاح الأمن والاستقرار خرج من يد الدولة وأصبح في أيدي التنظيم. وعندما يشيع هذا الاعتقاد ويترسخ في الأذهان يتحرك الجهاز العسكري لانجاز الخطة الانقلابية . وأعطى التنظيم لنفسه مهلة للانجاز أقصاها الثامن من نوفمبر 1987 ” ( ص : 170- 171 – 172 ) .   4 – المقطع الرابع: هل يمكن هذا وأنا لم أسافر إلى السودان أصلا بل كنت مختفيا بالجزائر؟   يتحدث صاحب الكتاب في هذا المقطع عن مخططات السودان الإرهابية – حسب زعمه – ، والمؤتمر الشعبي الإسلامي الذي انعقد في أفريل 1991 فيقول : أن السودان ” أعطى لنفسه حق منح الحصانة الدبلوماسية لكل المنتسبين إلى الجهاز الجديد بما في ذلك راشد الغنوشي الذي أسندت إليه في الشبكة الجديدة مهمات تتصل بمتابعة برنامج تكوين الجيش الإسلامي ، وهو برنامج تشترك فيه الحركات الإخوانية اللاجئة بالسودان بتوجيهها أقصى ما يمكن من أتباعها إلى معسكر “القطينة” المعد لتكوين هذا الجيش .   إن التكوين العقائدي في هذا المعسكر ، لا يقل أهمية عن التكوين القتالي . ويتميز راشد الغنوشي بمعرفته الجيدة لهذا الفن، ويكمله في الجانب القتالي شريكه محمد شمام، ويلتقي الاثنان مع مدرسة إخوانية سودانية ، كانت دائما تؤمن أنه لا بد في إقامة الدولة الإسلامية من الاستناد إلى ركيزة عسكرية ، وتستنتج من قراءتها للتاريخ الإسلامي أن شوكة الدولة في الإسلام تقوم على الجيش الجهادي . ( ص 233 من التنظيمات الإرهابية )   وهل يمكن ويعقل هذا وأنا لا أعرف من الأمور العسكرية ولا الفنون القتالية ولا حتى الرياضية شيئا، ولم تلمس يداي سلاحا قط ولو كان بندقية صيد، بل حتى الرياضات الدفاعية ليس لي فيها أي باع ؟   وهل يعقل هذا وأنا لم أسافر إلى السودان أصلا بل كنت مختفيا بالجزائر التي قدمت إليها في ديسمبر1990 حتى جئت للسويد في جوان 2002 ؟.   إنه الخيال القصصي الذي يريد أن يصنع قصة ، أبطالها أشخاص حقيقيون ليوهم أن القصة حقيقية، وجعلني أحد أبطال تلك القصة .   5 – سلوكات صادرة عن تلك الصورة :   ونظرا لهذه الصورة فقد تمت مداهمة منزلي عندما اكتشف عام 1991 – كما وصفت لي زوجتي – بأعداد هائلة من قوات الأمن (17 سيارة). ولأنهم لم يعتقلوني – حيث كنت وقتها في الجزائر- ، ولأنهم فرقة غير مختصّة لم يسبق لهم معرفة بصورتي غير صورة البطولة التي رأينا، عرضوا على أحد أقاربي صورا شمسية لأشخاص ذوي هامات وقامات وأجسام ضخمة، على عكس جسمي النحيف مما أوشك أن يورطه في الضحك تعجبا .   وبعد ذلك ، مدت السلطة التونسية السلطة الجزائرية بملفات ضخمة عني مطالبة بتسليمي إياها ، مما دعا السلطة الجزائرية – وقد كانت علاقتنا بها جيدة – للتأكيد على مقابلتي لتتعرف عليّ. وجرت المقابلة ، وتمت على أحسن ما يرام ، وأقدر أنها تعرفت على شخص آخر غير الذي تضمنته ملفات السلطة التونسية وأقوالها .   ونظرا لهذه الصورة المضخمة، فإنه بعدما خرجت من عزلتي والتقيت بإخواني في المهجر وجدتُهم حذرين جدا في التعامل مع قضيتي، وذكروا لي أن السلطة التونسية تبحث عنّي بشدة، وأنها أدرجتني في قائمة البوليس الدولي ( أنتربول ). وبخلاف كل التوقعات، وبالتشاور مع بعض الإخوة، وفق الله للتعامل مع الأمر ببساطة ومن دون كلفة متوكلين علي الله، حيث سار مطلب اللجوء السياسي بشكل عجيب وسريع، بعيدا عن أي تعقيد ولا أي التفات إلى ذلك الركام حول وضعيتي. وقد كان- في حدود علمي- أيسر ملف من ملفات من قدّموا طلب اللجوء السياسي الذي تحصلت عليه في ظرف أقل من ستة أشهر .   خاتمة:   وبعد هذا كله ، يبقى السؤال المهم هنا ، هو كيف تتحول جهودنا من صناعة بطولات الصراع إلى صناعة بطولات الخير وصناعة الحياة ؟ هذا سؤال يهم كل التونسيين ومطروح عليهم جميعا . ومهما يكن الجواب فيبدو أنه لا مناص لنا نحن التونسيين من مراجعة وتجديد شاملين لكل شؤوننا الخاصة والعامة كما سنفصله في مناسبات أخرى إن شاء الله ، يمر ضرورة من مثل هذه التقويمات والراجعات المفتوحة بين التونسيين.   وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل   (المصدر: موقع “السبيل أونلاين.نت” بتاريخ 1 ماي 2008) الرابط: http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=738&Itemid=1    

 


تحقيق من داخل معرض تونس الدولي للكتاب: ناشـــرون وزوّار: نعم للترشيد… لا للتبديـــد!

 

 

تونس ـ الصباح تحقيق ونقل محسن الزغلامي   حتى قبل ان يفتح قصر المعارض بالكرم ابوابه رسميا للعموم وتستقبل مختلف الاجنحة فيه زوارها ايذانا ببلوغ تظاهرة معرض تونس الدولي للكتاب هذا العام دورتها السادسة والعشرين ظهرت على اعمدة بعض الصحف كتابات «يتنبّأ» اصحابها مبكرا بنجاح هذه الدورة الجديدة من المعرض على اعتبار انها دورة «نوعية» و«مختلفة» شعارها الترويج لكتب الحداثة والتضييق على مصنّفات «الخرافة والشعوذة والمتاجرة بالمقدّس والغيبيات»!! وبصرف النظر عن طبيعة وخلفيات مثل هذه الكتابات التي استبقت الحدث سواء منها الايديولوجية او المصلحية والتي تبدو في اغلبها كتابات دعائية متزلفة و«موالية» لسلطة الاشراف فانه لا يسع أي متابع الا ينتصر ـ من حيث المبدأ ـ لمقولات التنوير والحداثة وترشيد التظاهرات الثقافية ـ في المطلق ـ حتى تحقق اهدافها الثقافية والمعرفية السامية التي بُعثت ـ اصلا ـ من اجلها. ولكن هذا الانتصار المبدئي لجهود ترشيد التظاهرات الثقافية الكبرى وتحيينها ـ ومن بينها تظاهرة معرض تونس الدولي للكتاب ـ وجعلها تبدو حاضرة في العصر ومواكبة وحاضنة وعارضة للمستجدات والمبتكرات في مجال قطاع النشر و«صناعة» الافكار والكتاب لا يجب ان يكون على حساب واحدة من اهم الميزات التاريخية لتظاهرة معرض تونس الدولي للكتاب ونعني بها ميزة الانفتاح المطلق ـ نعم المطلق ـ على مختلف المؤلفات والعناوين وخاصة منها حديثة الصدور التي تدفع بها دور النشر العربية والأجنبية بشكل يومي تقريبا وتملأ بها ساحة النشر ورفوف المكتبات.. ان جهود الترشيد لا يجب أن تتحوّل الى عملية تبديد لمكاسب ومزايا ظلّت لسنوات طوال تميز تظاهرة معرض تونس الدولي للكتاب بوصفه فضاء حرية يشد اليه الرحال سنويا من طرف الناشرين العرب والأجانب ليتنافسوا في اطاره على استقطاب قارئ تونسي نهم وذكي وفطن يقبل بشراهة غريبة على اقتناء الكتاب وهي الظاهرة التي اثارت ـ على ما يبدو ـ حفيظة بعض كتاب «الموالاة» والتعصّب الايديولوجي فراحوا يشنعون عليها لانها ـ في رأيهم ـ ظاهرة «تكوص وارتداد فكري  واجتماعي» في حين هي تبدو في العمق ظاهرة صحة ومدنية وثقة وانفتاح فكري وسياسي وحضاري. ذلك هو تقريبا ملخص الافكار والاراء التي استقيناها من افواه بعض العارضين والزوار لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين نوردها كما جاءت على ألسنتهم في هذا التحقيق السريع..   «فريب» للكتب! منتصر ـ ع ـ طالب تونسي وجدناه داخل احدى الاجنحة لم يكن قد اشترى ولا كتاب واحد، سألناه: لماذا انت صفر اليدين.. أين مشترياتك من الكتب والمنشورات؟ فأجاب: انا هنا في معرض تونس الدولي للكتاب ليس من أجل الشراء وانما من اجل «التسكّع» والاطلاع.. وذلك ـ من جهة ـ لانه ليس لديّ فائض مالي اخصصه لشراء الكتب و ـ من جهة ثانية ـ لان معرض تونس الدولي للكتاب قد تحوّل على مدى دوراته القليلة الاخيرة الى «فريب» للكتاب.. فالعناوين المعروضة وفي مختلف انواع المعرفة والابداع هي قديمة قياسا بما نرصده يوميا ونقرأ عنه في المواقع المتخصصة في التعريف بالاصدارات الجديدة في عالم الكتاب والنشر على شبكة الانترنات.. ثم ـ يضيف منتصر ـ  هناك «نكهة» كانت موجودة وفقدها ـ في رأي ـ معرض تونس الدولي للكتاب واقصد بها تلك «الاحتفالية» العفوية التي كان يصنعها الاقبال الجماهيري الكثيف على المعرض الدولي لم تعد موجودة  ـ ولست ادري لماذا ـ.. فالاقبال الجماهيري على المعرض اخذ في التقلص من دورة الى أخرى وهي ظاهرة مزعجة ـ في رأيي ـ ويجب البحث في اسبابها حتى لا تكون لها انعكاسات سلبية على المعرض ذاته..   ضيق.. وتضييق الاستاذ م-ع، ناشر لبناني وصاحب جناح عرض تحدث الينا عن امرين قال عنهما بانهما على درجة كبيرة من الخطورة والاهمية لانهما في رأيه يهددان ـ والعبارة له ـ مستقبل معرض تونس الدولي للكتاب. الامر الأول الثمن المرتفع لمعلوم كراء المتر المربع الواحد لاجنحة العرض داخل فضاء معرض تونس الدولي للكتاب.. وهو معلوم يحتم على العارض او الناشر ان يكتفي بمساحة محدودة ان لم نقل ضيقة يقيم عليها جناحه هذا اذا لم يشأ لمشاركته ان تكون خاسرة تجاريا. اما الامر الثاني فيخص الرقابة الادارية المبالغ فيها ـ والعبارة له ـ على العناوين والكتب التي يجلبها الناشر العربي ليؤثث بها جناح العرض.. والتي يقع استثناء جزءا  كبيرا منها من طرف الرقابة الادارية فتظل مكدسة في مخازن المصالح المعنية.. فتنضاف خسارة شحنها الى خسارة عدم عرضها.. اني أريد ان اتوجه الى القائمين على معرض تونس الدولي للكتاب ـ يضيف الاستاذ م-ع بوصفي ناشرا لبنانيا واكبت مختلف دورات معرض تونس الدولي للكتاب منذ انطلاقه بان يحافظوا على الميزة  لاهم لهذا المعرض العربي الشهير والتي تتمثل في كونه ظل لسنوات طويلة نسبيا فضاء للحرية «يحج» اليه الناشرون من كل البلدان ويتنافسون في اطاره على استقطاب قارئ تونسي ذكي ونهم ومتفتح.. هذه الميزة بدأت تفقد نسبة حضورها خلال الدورات القليلة الاخيرة.. ان أقول هذا بشيء من الأسف لان هذا لا يخدم المعرض ولا الناشر والعارض ولا الجمهور.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 2 ماي 2008)


الحوار مع الشباب:

تنظيم أكثر من 2000 منبر حوار.. والمشاركات عن بعد أثقلت موقع الحوار على الانترنت رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب: لا بد من توظيف جميع وسائل جذب الشباب للمشاركة في هذا الحوار  

 
المنستير ـ الصباح : سعيدة بوهلال احتضنت ولاية المنستير أمس اللقاء التقييمي الاول لتظاهرة الحوار مع الشباب أشرف عليه السيد الصادق شعبان رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب وحضره منسقون ومقررون ومكلفون بالاعلام ومكلفون بالانترنات في اللجان الجهوية للحوار مع الشباب بمختلف ولايات الجمهورية وتم خلاله تقديم حصيلة أولية للاعمال التي تم انجازها منذ تاريخ انطلاق الحوار.  
ولاحظنا أن هذا الملتقى شهد حضورا إعلاميا مكثفا لكنه اقتصر على الجلسة الافتتاحية الرسمية نظرا لان بقية الاشغال كانت مغلقة أو كما وصفها السيد شعبان بـ “المطبخ الداخلي”. وخلال الافتتاح ذكر السيد الصادق شعبان أن الحوار مع الشباب يعد فرصة كبيرة للشباب للتحاور فيما بينهم وأن هذه التظاهرة أدخلت حركية كبرى في البلاد.. وبين أنه تم تنظيم ما يزيد عن ألفي منبر حوار مع الشباب داخل البلاد كما تمت برمجة 340 حوارا مع الشباب في الخارج و6 آلاف حوار في الداخل.. وأن وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية اهتمت بالحوار وقد تم بث الكثير من الحصص التلفزية والاذاعية وكتابة عديد المقالات الصحفية. وفيما يتعلق بموقع الحوار على شبكة الانترنات فقد زاره 22 ألف مبحر وتم تصفح حوالي مليون صفحة.وبالنسبة لمنتدى الحوار فقد سجل فيه 336 عضوا وبلغ عدد المشاركات في هذا المنتدى أكثر من 5 آلاف. وبين السيد شعبان أنه تم تقديم 630 فكرة من أجل تونس فيها الجيد وفيها السيء. ودعا المنسقين الجهويين للحوار مع الشباب إلى حث الشباب على تشكيل مجموعات حوار جديدة.. وبلغ عدد مجموعات الحوار على الانترنات 186 مجموعة حوار. ولاحظ أن الشباب شارك فعلا في فضاءات الحوار وخاصة في المحامل الجديدة من انترنات وإرساليات قصيرة.. حيث بلغ عدد هذه الاخيرة 7100 واحتوت كل واحدة منها على “فكرة عن تونس”.. وذكر أن المراكز العمومية للانترنات خصصت حصصا مجانية للشباب للنفاذ إلى موقع الحوار مع الشباب وهو ما مكن العديد منهم من المشاركة في الحوار.   حافلات عمومية للانترنات تحدث السيد شعبان عن الحافلات العمومية للانترنات التي جابت الكثير من الولايات لتشريك الشباب في الحوار عن بعد وذكر أنه تم تكليف مجموعة من الشبان للاستماع إلى الشباب والرد على مكالماته الهاتفية. وفي ما يتعلق بمنتدى الحوار مع الشباب بين أن هناك من دخل في الموقع المخصص للحوار مع الشباب وبدأ يتحدث عن الحجاب واللباس الطائفي ودعا الحضور لحث الشباب على الرد عليهم.. وذكر أنه يجب دعوة الشباب للدخول في الاجندا الاعلامية والمشاركة في الحوار بالانترنات. فالاكثار من الحوار عن طريق الانترنات يحسّن مرتبة تونس الدولية في تكنولوجيات الاتصال ودعاهم لكي يكوّنوا مدونات جديدة وقال “من المؤسف أن توجد مدونات تنتقد البلاد.. وليس من المعقول أن تمسك عناصر أخرى بالانترنات ولا نمسكها نحن”. وذكر أن استخدام الارساليات القصيرة أمر سهل.. ودعا لحث الشباب على استخدامها كما أكد على ضرورة تغطية الحوار مع الشباب بالصور. وأعلن السيد شعبان عن نية إعداد فيلم عن الحوار مع الشباب ودعا المنسقين الجهويين للحوار مع الشباب لاعداد أفلام عن الحوارات مع الشباب وقال إنه سيتم جمع الصور المتميزة للحوار.. ومنح جائزة لافضل فلم وثائقي. ودعا للتركيز خاصة على تجديد أدوات الحوار خاصة من حيث الشعارات ومحتوى الحوار.. وقال “سيتم بداية من 20 سبتمبر إلى 30 نوفمبر القادم إعداد الميثاق وعرضه” . وذكر أنه سيتم تنظيم سهرات شبابية كبيرة ومصيف شبابي وتوظيف اليوم العالمي للشباب لابراز الحوار إعلاميا في الخارج.. وتشريك الفنانين والرياضيين والمبدعين والمثقفين وشباب الاعمال الناجحين والمشاهير في عمليات الحوار وعن محتوى الحوار بين أن التخوف من أن يحيد الحوار عن الاهداف المرجوة منه قد زال وأن 70 بالمائة من المشاركين فيه اهتموا بمضامين الحوار الاساسية وهو أمر جيد.. أما البقية فقد شاركوا فيه لغايات مطلبية على غرار البحث عن شغل إذ حصل خلط في الاذهان بين الحوار وبين الاستشارة الوطنية للتشغيل. وقال السيد شعبان “لا بد من توظيف جميع وسائل جذب الشباب للمشاركة في هذا الحوار”. وخلال النقاش دعا المشاركون إلى إضافة الوجوه الرياضية والفنية في لجنة الحوار ومزيد رصد جوائز للشباب خلال منابر الحوار لتشجيعهم على المشاركة وتنظيم حوارات مع الشباب في قطارات الخطوط البعيدة وتحسين فرص النفاذ إلى موقع الحوار على شبكة الانترنات كما وجه البعض انتقادات إلى وسائل الاعلام بدعوى أنها لم تقم بتغطية الحوارات مع الشباب في الجهات.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 2 ماي 2008)

 

ثقب الحاجب والأنف والوشم تقاليع غريبة تستهوي الشباب التونسي

 
أمال الهلالي من تونس    ” أعشق التميز وأرفض الكلاسيكية والرتابة، وقد وجدت في وضع’ بلوطة ‘ ( قرط) في أذني اليسرى، ووشم  ثعبان فوق زندي أفضل طريقة للتعبير عن نفسي،  كما أني أحتفظ بشعري مجعدا هكذا منذ وقت طويل” بهذه الطريقة الهجومية تحدث  معنا خالد 23 سنة الطالب في كلية العلوم السياسية ويضيف ” أحب الحرية والتمرد على العادات والتقاليد البالية ”   حالة خالد هذه ليست سوى نموذج لظاهرة أصبحت شائعة في صفوف الشباب التونسي أو كما يحلو لهذه الفئة أن تطلق عليها بالعامية التونسية “عفسة من العفسات” أي تقليعة جديدة. فالأقراط التي كانت في ما مضى حكرا على الفتيات، اقتحمت عوالم الفتيان من أوسع الأبواب: أقراط في الأذن و”بيرسنغ” في الأنوف و فوق الحاجب وأشكال متنوعة من الوشم أو” التاتو” تفنن في رسمها الشباب، نساء عاريات ، ثعابين ورموز ذات أبعاد إيديولوجية علاوة على الصبائغ ذات الألوان الفاقعة:حمراء وصفراء وبنفسجية تلون رؤوسهم ويتباهون بها في ما بينهم.    منتصر( 22سنة طالب)  يرتدي قرطا منذ 11 سنة في أذنه اليسرى يرى أنه ليس من العيب ارتداء الشاب للحلي ولا ينقص هذا الأمر من رجولته، كل ما في الأمر أنه لوك جميل و”عفسة” استهوته بالإضافة إلى تأثره  بفرق الراب الأميركية ” كالراد مان و الميتود مان”.    أما صديقته” بوبة” كما يحلو لأصدقائها أن يطلقوا عليها فقد ارتأت أن تقص شعرها بشكل لافت للأنظار كما أبدت رغبتها في وضع بيرسنغ على الأنف تقول بوبة:”الناس يرونني” مسترجلة” أي شبيهة بالرجال لكني أرى نفسي جميلة هكذا ولا أهتم لرأيهم كثيرا”   الياس( 25 سنة مهندس في الصوت ) وضع البيرسنغ في ذقنه لمدة طويلة لكنه اضطر إلى إزالته بحكم التحاقه بالوظيفة العمومية و الطريف في الأمر أنه جرب البيرسنغ عبر تقنية الفوتوشوب فلما بدت له مثيرة طبقها على أرض الواقع.   حكاية محمد ( 21 سنة ) مثيرة نوعا ما فليس هو من اختار ثقب أذنه ووضع “البلوطة” بل جدته منذ أن كان رضيعا، وهي حسب قوله عادة قديمة لطرد شبح الموت عن المولود الذكر.أما عن شعره الكثيف فقد علل ذلك بشدة هوسه بلوك الـ “فنكي” و “الأفرو” فضلا عن حبه لفنان البلوز” جيني هاندريكس”.   ثرية ( طالبة سنة ثالثة فرنسية) اختارت  تزيين أنفها بالبيرسنغ  وترى أن ذلك يدخل ضمن الحريات الشخصية وقد قامت بعملية الثقب في انقلترا فترة مراهقتها من باب تغيير اللوك وتؤكد أن مثل هذا التصرف لا يمس أخلاقها فهي من أسرة محترمة وذات مستوى علمي مرموق .ثرية صرحت كذلك أنها ستقوم قريبا بوضع تاتواج أسفل ظهرها يرمز إلى السلام و الحب.    معز( 23 سنة طالب سنة أولى علم نفس) أبدى سعادة كبيرة كونه يحمل لوكا جذابا فشعره الملون بالأصفر الفاقع يجعله جذابا و مثيرا للاهتمام أمام شلته وقد كانت البداية من باب التسلية عند صديقه الحلاق  ثم أعجبته الفكرة ولا يخفي رغبته  في ثقب حاجبه ليضع بيرسنغ يزيد جاذبيته( حسب قوله). وإذا كان هوس تغيير اللوك والتميز هو الدافع  الذي وحد وجهة نظر المستجوبين وعلل سلوكهم، فان لرياض (27سنة مهندس في تقنية الديزاين )وجهة نظر مختلفة إذ علل شعره الطويل والمجعد ولحيته المنسابة بتبنيه  للفكر “الراستي” كونه طريقة للعيش والعودة  إلى الطبيعة .   وجدي( 23 سنة) ليس من هواة الأقراط إذ يعتبرها فكرة مستهجنة ولا تليق بالشباب المسلم لكنه في الوقت ذاته اختار أن يقوم بظفائر في شعره من باب المتعة و إثارة اهتمام الفتيات فهو يرى نفسه وسيما هكذا.   ظاهرة حمل الذكور للأقراط ليست دخيلة على المجتمع المغاربي فقد بينت الدراسات السوسيولوجية أن عبيد شمال إفريقيا كانوا يرتدون الأقراط في أذنهم و أنوفهم من جهة ثانية  فان بعض التقاليد كانت تمارس من قبل الأمهات حين يموت مولودها البكر بوضع قرط للمولود الموالي اعتقادا منهن أن ذلك يحميه و يطيل في عمره.   ويفسر الأستاذ أحمد السهيلي المختص في علم الاجتماع تبني الشباب لقيم و تقليعات  غربية كنتيجة طبيعية للغزو الثقافي والاجتماعي الأجنبي المتجسد خاصة في انتشار  الفضائيات ما يجعل الشباب مبهورا بفرق وأنماط  موسيقية غربية ويسعون إلى تقليدهم في المظهر والسلوك بشكل عام.كما أن غياب دور الأسرة في مراقبة الأبناء و ترشيدهم يقف وراء انتشار هذا السلوك لا سيما عند فئة المراهقين الذين يسعون إلى إبراز ذواتهم  بطريقة متمردة و خارجة عن النظام الاجتماعي .   وينبه بعض المختصين إلى خطورة ثقب أماكن حساسة  من الجسد كالأنف و اللسان ما من شأنه أن يحدث تعفنات جلدية وتعكرات في الجسم يمكن أن تتطور إلى أمراض خطرة كالسيدا والسيلان.   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 1 ماي 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphGuys/2008/5/326640.htm


«تونس المحروسة» بأوليائها الأربعة  
 
جمع وإعداد: صبري  تعرف مدينة تونس باسم تونس المحروسة، نظرا لكون المدينة يحرسها من الجهات الاربعة (شمالا وجنوبا، شرقا وغربا) ثلاثة أولياء صالحين من الرجال البررة لتونس وهم: الولي الصالح محرز ابن ابي خلف الملقب بسلطان المدينة وحاميها الاول فالولي الصالح الثاني ابي الحسن الشاذلي، وثالثا الولي الصالح ابي سعيد الباجي الملقّب بريّس الأبحار حامي تونس من واجهتها البحريّة وأخيرا سيّدة فاضلة هي السيدة المنوبيّة التي تضفي على المدينة طقسا روحانيا بفضل تباريكها وكراماتها.  الولي الصالح محرز ابن خلف الصديقي او سيدي محرز الملقب بسلطان مدينة تونس الروحي ودفينها سنة 413 هـ / 1022م، رغم ولادته بضاحية اريانة سنة 348 هـ / 957م. هو رجل دين وطريقة عرف بورعه الشديد وكرمه الاشد. قضى حياته يعلم القرآن ولهذا عرف بالمؤدب ـ وهو مدفون في المحل الذي كان يلقي فيه دروسه حيث بنيت الزاوية. ويكنّ التونسيون اليهود لهذا الولي بالغ التقدير لانه حماهم واسكنهم في حومة الحارة بالقرب من مسكنه بعد ان كانوا يسكنون خارج اسوار المدينة. وللولي زاوية في قلب مدينة تونس التي تمتاز بقاعة جنائزية فسيحة تغطيها قبة بيضوية الشكل تستند الى اربعة قوقعات مفروشة بالجص المنقوش. اما الجدران فيغشيها الخزف الملوّن الذي يعلوه افريز من الجص المحفور.يقيم رواد الطريقة الشاذلية المناسك الاسبوعية في هذه الزاوية أيام الاربعاء صباحا ما عدا شهر رمضان. وغير بعيد عن الزاوية وتيمنا ببركة سلطان المدينة سيدي محرز تم تشييد جامع حامل لاسمه سنة 1104 هـ / 1692م، على يد محمد باي المرادي، نجل مراد الثاني. وهو أهم وأكبر جامع للمذهب الحنفي، ويشكل جامع محمد باي المرادي المسجد الوحيد ذو القبة في تونس، مجسدا بذلك تأثيرا تركيا يذكر بكنيسة القديسة صوفي وبجامع السلطان احمد في اسطنبول وبمصنع السمك في الجزائر. كما له خلوة تنسب اليه تمتاز بشدة الارتفاع. وقد تم بناؤها بأمر من أحمد باي الاول وحضيت بعناية خاصة وشهرة كبيرة وكان البايات يقومون بزيارة تلك الخلوة الشريف للسكينة والخشوع. ومن بين الخلوات الأخرى التي نسبت الى سيدي محرز مسجد المحرزية الذي يقع في زاوية نهج بوشناق و23 نهج عبد الوهاب والذ ي بادر ببنائه الوزير مصطفى خزندار سنة 1290 هـ / 1873 م.  أبو الحسن الشاذلي هو أبو الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية سكن الاسكندرية وله عبارات في التصوّف، ولد رضي الله عنه 571هـ بقبيلة الاخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة (شاذلة) ونسب إليها، وتوفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجها الى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656 هـ . تتلمذ أبو الحسن الشاذلي في صغره على أبي محمد عبد السلام بن مشيش في المغرب، وكان له كل الاثر في حياته العلمية والصوفية. ثم رحل الى تونس، والى جبل زغوان تحديدا حيث اعتكف للعبادة وهناك ارتقى منازل عالية ورحل بعد ذلك الى مصر و اقام بالاسكندرية، حيث تزوج وانجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب. وفي الاسكندرية اصبح له اتابع ومريدون وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، و انتشر صيته على انه من اقطاب الصوفية. ويوجد ضريح ابي الحسن الشاذلي او سيدي بالحسن في أعلى هضبة الزلاّج جنوب مدينة تونس، وقد أعيد بناؤه في هيئته الحالية في نهاية القرن التاسع عشر من قبل الوزير الاول مصطفى خزندار. وقد أعيد بناؤه اربعة عشر مرّة على الاقل. ومن اعلى الهضبة يمتد البصر ليشمل مدينة تونس وكذلك سيدي بوسعيد وقرطاج وحلق الوادي ورادس. ويحتوي المقام على حجرات للزوار وعلى قاعة جنائزية او تربة ثريّة بالزخرف دفن بها عدد من الامراء والأميرات الحسينيين، وتطل القاعة على بهو مفتوح او «صحن» فيه رواقان وصهريج. كما توجد قبالة التربة بيت الصلاة التي تنقسم الى جزءين، تقام في احدهما طقوس الطريقة الصوفية يوم الخميس من كل اسبوع حتى ساعة متأخرة من الليل وعشيّة الأعياد الدينية مباشرة بعد صلاة المغرب.  أبي سعيد الباجي ولد أبو سعيد بن خلف التميمي الباجي سنة 1156 هـ وتوفي سنة 1231 هـ وكان صوفيا دافع عن الاسلام ضد حملات المشركين عندما كان من بين الجنود الذين يراقبون السّاحل، ووهب نفسه للتأمل والتمارين الروحية وتفرّغ الى الصلاة وتقديم الدروس الى التلاميذ. دفن أبو سعيد في مدينة سيدي بوسعيد التي سميت باسمه تخليدا لذكراه الطاهرة، ولم يقع بناء جامع الزاوية الا في القرن 18 والذي احتضن ضريحه بأمر من محمود باي والذي شيد لنفسه مسكنا بالقرب من المسجد، ومنذ ذلك الوقت بنت عائلات تونسية عدة منازل على التلة وحول مقام سيدي أبي سعيد لتصبح التلة مكانا للاصطياف والتسلية في جو من الورع الديني اذ كانت تقام احتفالات من أهمها الخرجة التي ما تزال الى يوم الناس هذا. ويرقد في مدينة سيدي بو سعيد الصغيرة أكثر من 500 ولي صالح على رأسهم سيدي بوسعيد الباجي (ريّس الابحار) وكذلك سيدي الجبالي وسيدي الظريف وسيدي بوفارس وسيدي الشبعان وسيدي الشهلول وسيدي عزيزي وللاّ المعمورة وللا شريفة ابنة سيدي أبو سعيد.  السيدة المنوبية الولية الصالحة السيدة عائشة المنوبية او «السيدة المنوبية» هي سيدة تونسية عرفت بالتواضع والبركة والحنانة والعفة وتدعى عائشة بنت الشيخ ابي موسى عمران بن الحاج سليمان المنوبي، وأمها فاطمة بنت عبد السميع ومولدها في منوبة غرب تونس العاصمة. نشأت في حجر ابيها وقد اعتنى برتبيتها فعلمها القرآن الكريم حتى أحسنت حفظه ثم لاحت عليها علائم الزهد والصلاح فأراد أبوها تزويجها بأحد أقاربها فلم تقبل وبقيت على عزوبيتها. وكان شأنها في ا لعبادة وغزل الصوف وهو مورد حياتها، روى في مناقبها انها ختمت القرآن الكريم في حياتها الف وخمسمائة وعشرين مرة وكانت تبر بالفقراء، والمساكنين ، وتكرم المحتاجين فما تحصل عليه من عمل يدها تصرفه في سبيل الله، يروى عنها انه اذا بات في جيبها درهم ولم تتصدق به تقول: «الليلة عبادتي ناقصة». وهذا ما يدل على خيرها وحنانها، وكانت ربما تنقطع اياما عن الذكر، ولما تسأل عن ذلك تجيب: «لا خير في ذكر اللسان ما لم يكن القلب حاضرا». وأخذت السيدة عائشة علوم اليقين عن الصالح الجليل وحبر الصوفية الكبير الإمام أبي الحسن الشاذلي، ولها في شيخها اخبار مذكورة وأحاديث مشهورة يرويها محبوها خلفا عن سلف، وشاع خبر صلاحها في تونس وقطرها فلم تزل معظمة مكرمة الى ان أجابت دعوة ربها يوم الجمعة الحادي والعشرين من رجب سنة 665 هـ على عهد السلطان المستنصر بن ابي زكريا الحفصي، وحضر جنازتها اغلب علماء تونس في ذلك العصر، وآخر كلام سمع منها عند احتضارها:» «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون». توفيت عائشة المنوبية في سن السادسة والسبعين من عمرها، ولم تدفن بمنزلها، بل دفنت في روضة القرجاني. ويشير حسن حسني عبد الوهاب في كتابه «شهيرات التونسيات» الى ان الزاوية تقع بمركاض رياض صعود. وتعتبر السيدة عائشة المنوبية من اتباع الولي الصالح أبي الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية. وقد توفيت في شهر ديسمبر من سنة 655 هـ / 1266 م. في سن يناهز 76، ودفنت بمقبرة القرجاني سابقا التي اصبحت حديقة اليوم.   (المصدر: جريدة الصحافة (يومية – تونس) بتاريخ 2 ماي 2008)


السجن…ساحة بين الموت و الحياة

        “قد يقتلعون الأزهار كلها لكنهم لن يمنعوا حلول الربيع”           بابلونيرودا(شاعر من الشيلي)  
 
 
 
الصحبي عتيق
بعد تجربة مريرة في مختلف السجون التونسية و بعد متابعتي لهذا الملف المؤلم؛ ما زال عدد من أبناء النهضة و قياداتها يقبعون في السجون..وراء الأسوار العالية والأسلاك الشائكة و انظم إليهم عدد كبير من الشباب الإسلامي الذي حوكم بموجب قانون الإرهاب الجائر وما زالت معاناتهم متواصلة رغم طولها(17سنة) وما زالت المظلمة تلقي بقتامتها على المساجين و عائلاتهم.هؤلاء المساجين هم من خيرة ما أنجبت تونس…رجال عظماء..دوحات فارعة و هامات كبيرة من العلم و الأدب و الصبر يتقدمهم الأستاذ الجامعي الدكتور الصادق شورو و الأخ الفاضل عميد السجناء نجيب اللواتي والإخوة المرابطون بوراوي مخلوف ونورالدين العرباوي وعبد الكريم بعلوش و رضا البوكادي و البشير اللواتي وحسين الغضبان والشاذلي النقاش..هذا الشاب الذي كان يتأهب لخوض امتحان الباكالوريا ودخول الجامعة ليجد نفسه في أقبية السجون والزنزانات الموحشة محكوما بالمؤبد لتمارس عليه كل ضروب التنكيل مع إخوانه من حركة النهضة.. وما زالت عائلاتهم تنتظر بحرقة ساعة الإفراج لتطفئ ظمأ السنين العجاف ..آباء تركوا أولادهم رضعا أو في أرحام الأمهات و ما زالوا يتوقون إلى ضمهم إلى أحضانهم دون رقابة و بعيدا عن الحواجز و القضبان وأعين الرقباء..وبعيدا عن الزجاج الغليظ الذي يفصل بين السجناء و الزوار حيث يكون الحديث عبر هاتف مراقب يحصي عليهم أنفاسهم..إنها دولة المراقبة..مراقبة في الغرفة..تنصت في الزيارة و في الفسحة ثم مراقبة مستمرة بعد السجن الصغير..أهذه دولة القانون والمؤسسات أم دولة البوليس حيث يعمم الرعب ويطلق الاستبداد. السجن ساحة بين الموت والحياة . موت بطيء ..أمراض تنخر ما خلفه التعذيب والاعتقال على الطريقة العربية..عائلات تشردت وذاقت كل صنوف الحرمان في وطن لا يعرف الإنسانية إلا في مناسبات قليلة ينتظرها الناس في نشرات الأنباء ثم تخلع أثواب الزينة و الاستعراض بعد المناسبات أو عندما يغادر أعضاء لجنة الصليب الأحمر السجون،هكذا عشنا داخل السجن و أثناء المحاكمة. لقد مورست علينا أنواع من التشريد والتنكيل و التجهيل برياء مفرط يتخفى وراء بهرج من الشعارات الجميلة تقوم عليه وجوه كالحة لا علاقة لها بالإنسانية و الحق والعدل و الجمال محاطة بكل قذارة المرحلة من استبداد وصمت وتواطؤ وقسوة في التنفيذ. السجين في بلادي يعتصر من المعاناة بعض لحظات الفرح ويتحايل على الوجع أمام العائلة..يتحايل على الحقيقة المؤلمة حتى لا يزيد من ألم الأوفياء من ذويه و يخفف من إحساسهم المضني بالمرارة و القهر.السجن في بلادي تسوده علاقة إخضاع وامتهان لكرامة الإنسان وانتهاك لحقوقه الأساسية وعلى رأسها حريته التي تعبر عن أخص خصائصه كإنسان و التي جعلها الله من أعلى مقاصد الوحي و في أرقى سلم القيم إلى جانب قداسة حرمة الجسد الذي يتعرض إلى التعذيب إلى حد الموت(كمال المطماطي و عبد العزيز الخماسي…)  إن التعامل الأمني مع ملف الإسلاميين و التضييق على ظاهرة التدين عموما لن يزيد الشباب إلا غلوا ولن يوقف السجن و لا التضييق خارجه الحقيقة والمد الإسلامي المتنامي في البلاد والعالم ولن يوقف احتكار الرأي ومحاصرة الكلمة و مصادرة الصحف(الموقف)جهود القوى الوطنية في البلاد في رسم ملامح الانتقال الديمقراطي. فلن تفتح صفحة جديدة من الإصلاح الديمقراطي إلا بتسوية ملف الإسلاميين من المساجين والمهجرين و المسرحين الذين يعانون من كل أنواع الرقابة و التضييق و الحرمان ولا يسمح للإعلام بالخوض فيه في ظل انغلاق سياسي وإقصاء أمني .إن قضية السجناء اليوم قضية وطنية وإن إنهاء كل أشكال التنكيل داخل السجون وخارجها هوالطريق نحو تعامل عقلاني ينهي مأساة الآلاف من العائلات ويعيد الحقوق السياسية والمدنية لأصحابها مع جبر أضرارهم والتعويض لهم.إن إطلاق سراح المساجين وسن عفو تشريعي عام هما المدخل  الحقيقي لكل انفتاح سياسي في البلاد وهل يمكن اليوم الحديث عن ديمقراطية في تونس دون صيغة من صيغ تشريك الإسلاميين ؟وهل يمكن أن تتوفر مصداقية لأي تحول ديمقراطي في البلاد العربية دون الطرف الإسلامي ؟ والحال أن بلادنا مقبلة على انتخابات رئاسية وتشريعية فهل يمكن أن تكون نزيهة دون رد المظالم وإنهاء هذه المأساة التي شارفت عن العقدين. ا 


 

المعطلون أخيرا يعملون العرافات أصحاب الشهادات

 

    ظاهرة ما فتأت تتفاقم يوما بعد يوم لتشد أنظار الشباب التونسي، خريجي الجامعة، مراكز المكالمات، التي تعرف “بسنتر دابال”( Centres d’appels  )  لقد ظهرت منذ سنة 1999 لتصبح ملجأ الآلاف من المعطلين أصحاب الشهادات العليا حيث يجدون، حسب رأيهم، الراتب الشهري المغري بالإضافة إلى التشجيعات  التي تصل في بعض الحالات إلى ألف دينار. فهل صحيح أن هذه المراكز يمكن أن تحد من بطالة أصحاب الشهائد العليا؟ هل ما تقوم به مثل هذه الشركات قانونيا ؟ وأي قانون تنضوي تحته هل هو القانون الفرنسي أم التونسي؟ وكيف يضمن العاملون بهذه الشركات حقوقهم عندما يقرر الأعراف العودة إلى بلدانهم وغلق مشاريعهم؟   اتفق مجموعة من المستجوبين ممن عملوا أو مازالوا يعملون بمراكز المكالمات بأنها تساهم في تخدير الشباب المعطل عن العمل وتحويل وجهته نحو المجهول بداية بتجريده من هويته وإعطائه اسما مستعارا مثل سيلفي أو باتريك ثم يجبرونه على العمل أكثر من ثمانية ساعات في اليوم بالإضافة إلى عقود العمل محددة المدة وظروف العمل المتعبة والغير محمية فهم مهددون بالإصابة باضطرابات في مستوى الدماغ جرّاء استعمال السماعة أو ما يسمى بـ الكاسك. يعمل بهذه الشركات الشاب التونسي المعطل أو الطالب قصد ربح بعض المال في انتظار تعيين من قبل الحكومة أو نجاح في مناظرة ليجد نفسه يعمل كامل اليوم فيضيع بذلك مستقبله العلمي إن كان طالبا ولن يجد الوقت للمراجعة للاجتياز إحدى المناظرات الوطنية إن كان معطلا. “سناء” طالبة بإحدى الجامعات التونسية بالعاصمة تقول باكية أنها قد عملت بثلاث مراكز لمدة تتراوح بين الثلاث إلى الأربع أشهر دون مقابل وهي الآن لا تجد ثمن تذكرة الحافلة للتنقل أو للبحث عن عمل جديد فقد تملكها اليأس جراء هذه الشركات التي ما انفكت تتفاقم يوما بعد يوم. هذه الفتاة ليست سوى عينة من مجموعة كبيرة تعرضت للاحتيال من قبل إما شركات وهمية أو شركات قررت فجأة تغيير اسمها ومقرها إن أمكن لتجدد طاقم العمل كله ولا حق لأي عامل فيها وقع طرده في أي تعويض ، هكذا انفجرت نرجس زميلة سناء بنفس الجامعة وقد تعرضت هي الأخرى للاحتيال من قبل أشباه الشركات كما أكدت على ذلك طوال حديثها. مراكز للدجل والشعوذة “تحت اسم شمس أو soleil لصاحبها السيد عبد السلام الغيلوفي نقوم بأعمال دجل وشعوذة موجهة للجالية العربية بفرنسا وللفرنسيين إن وقعت آذانهم على إذاعة “بور أف أم  ” -ـــــــ اتصلوا الآن بالحاج **** على الرقم ***** يفتح الكتاب و يخفف المكتوب ويبطل السحر” ــــــــــــــ. هذا الإشهار تجده على موجات الأثير وطوال فترة بثه  يتصل الناس لنجيبهم نحن لنخلق لهم مشاكل مع من حولهم ونوهمهم أن أحدا يحقد عليهم وأن آخر قام بسحرهم والحل بأيدينا نحن فقط والثمن لا يقل عن خمس مائة أورو ليصل في أغلب الأحيان إلى أكثر من ألف أورو. هذه الشركة قامت بتكويننا في مادة علم النفس لمدة شهر ونصف وأوهمتنا بأننا سوف نقوم بمعالجة  المتصلين نفسيا ومساعدتهم للخروج من أزماتهم وحل مشاكلهم وما سنقوم به جائز قانونيا ودينيا , بل بالعكس سوف نربح إضافة للمال الـ”ثواب” في الآخرة  فما راعنا إلا أننا وخلافا لكل المراكز الأخرى نجبر على التعامل مع  المتصلين العرب بأسماء عربية لعرافين نساء أو رجال متقدمين في السن وعوض أن نتكلم بالفرنسية كما هو معلوم عند الجميع نجبر على التحدث معهم بلهجاتهم الأصل كأن يتصل مواطن من أصل مغربي لابد أن أكون أنا مغربية الأصل حتى يثق بقدراتي ويسهل بذلك التدجيل عليه بقيمة تتجاوز في أغلب الأحيان  الألف أورو”    هذا ما قالته فتاة تعمل في نفس الشركة ورفضت التصريح باسمها لأنها مازالت تعمل إلى الآن وأضافت مبررة بقائها بهذا العمل ” أنا في حاجة للمال فقد بقيت عاطلة عن العمل لمدة ستة سنوات وفي انتظار النجاح في  مناظرة من المناظرات اضطررت للعمل ” تكازة ” ومستعدة من أجل جني لقمة العيش أن أعمل بأماكن أكثر قذارة من هذا العمل.   لمن نلجأ؟   أي دور للدولة أمام الازدياد الهائل لمراكز المكالمات التي وصلت إلى أكثر من مائة مركز ومتى سوف تتدخل لتقنن وتنظم هذا القطاع هكذا تساءل الشاب “سيف” وهو يعمل في مركز للمكالمات منذ سنة 2001 وأضاف متسائلا عن  مصير الستة سنوات التي قضاها من عمره وهويجدد كل ستة أشهر عقده مع الشركة قائلا “ما هو الحل؟”. أما الطالب” وليد ” فقد صرّح بأنه قد وقع طرده ثلاث مرات دون أن يأخذ مستحقاته من الأعراف الذين يغلقون الباب أمامه كل ما طالب بها” فلمن نلجأ حين نطرد تعسفا من هذه المراكز” فوضعها القانوني غير مفهوم بالإضافة إلى أن العرف حين يستمع إلى أحدهم و قد تحدث مرة واحدة عن حق وحقوق يطرده فورا بعلة أنه تطاول و”هو إلي –عامل عليه مزية-” بتشغيله. وأضاف وليد , بالرغم من أني مطرود حديثا من مركز نداء, مع ذلك أنا أبحث عن مركز آخر أعمل فيه لأنه لا خيار أمامي سواهم.   الأعراف والعمال بمراكز النداء مسئولون عن تدني الأوضاع المهنية والمشاكل، هكذا تفاعل السيد “منذر” مواصلا فكرة صديقه وليد وصاح محتجا لو كان العمال صفا واحدا من أجل مصلحتهم لما وقف أمامهم أحد فالنقابة هي الملجأ الوحيد لكل العمال منذ الأزل، أما الأعراف فتتحمل المسؤولية حين تشغل العمال وتطردهم دون تطبيق القانون والتعالي على الشغيلة وحرمانهم من حقهم في تكوين نقابة تدافع عنهم.        ليست هذه سوى عينة من نتائج الخوصصة وسياسة البقاء للأقوى، لقد استحوذ الرأسمال الأجنبي على أفضل القطاعات ولأكثرها ربحا  مما زاد في رهن البلاد للاحتكارات الدولية وهو ما جعل  السلطة  تتراجع عن تطبيق القوانين المنظمة للحياة المهنية وكذلك عن النظر في أهم قضايا الشعب وخاصة التشغيل.  نزهة صحفية براديو 6 تونس

بنات تونس: “الشيشة” للذكر والأنثى المجتمع متمسّك بالنظرة السلبية تجاه المرأة المدخنة

 
إسماعيل دبارة من تونس   في مقهى فاخر يقع بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة ، انبرت الشابة هدى مصمودي تستنشق دخان نرجيلتها ذات الرائحة النفّاذة، وتتجاذب أطراف الحديث مع زميلاتها دون أن تعرن اهتماما لبعض الأعين المتفرسة فيهنّ. شابة جميلة ، تجلس في المقهى ، تستنشق الشيشة بشراهة و تدخّن، مثال للبنت اللعوب التي تستهوي الشباب ومعاكساته “. بهذه العبارات تردّ هدى على سؤال ” إيلاف ” حول مدى تعوّدها على النظرات المنددة بما تمارسه بعض الشابات التونسيات من تصرفات متحررة يحلو للبعض تسميته بـ” الطيش ومحاولة لفت أنظار الشباب “. وتضيف هدى بثقة: لم أمارس عيبا ولم أقم بما يعاقب عليه القانون، الشيشة والسجائر والقهوة متوفرة للجميع في تونس فلم نستثني الفتيات منها ولم نعاتبهنّ لمّا يقبلن عليها؟ الشيشة أو النرجيلة مع ما تحمله من أخطار و أمراض على صحة الإنسان في مجتمع تونسي يعتبر إلى حدّ ما مجتمعا محافظا، أضحت ظاهرة تقبل عليها الشابات كما الذكور وربما أكثر.   ويقول سليم عيادي وهو نادل بأحد المقاهي: تطلب الفتيات “الشيشة” من النادل و كأنهن يطلبن مشروبا غازيا أو قهوة أو قارورة ماء معدني ، لا خجل ولا استحياء و كان الأمر عادي …من الصعب عليّ شخصيا فهم هذه التصرفات الوافدة …أعتقد أن مجتمعنا متمسّك بالنظرة السلبية تجاه المرأة المدخنة.” الدراسة التي أجريت سنة 2007 على 2000 فتاة، أثبتت أن 327 شابة يترددن على المقهى أكثر من تردّدهن على صالات الرّياضة والرّشاقة ومراكز الإنترنت العموميّة ودور الثقافة وحتى المراكز التجارية في حين يفضّل 719 من الذكور من جملة 2000 شاب تم استجوابهم المقهى على بقية مراكز الترفيه.   السّهرة مع الشّيشة …ولا أروع   الطالبة ثريا 23 عاما اشترطت على زميلها بكلية الآداب أن يدفع ثمن شيشة حتى توافق على اصطحابه إلى المقهى ليلة السبت (العطلة الرسمية في تونس) وتقول ثريا لإيلاف:لا يمنعني والدي من الخروج رفقة زملائي إلى المقاهي ، ولكنه يمنعني من طلب “الشيشة” خشية أدماني عليها كما حصل معه منذ صغره…أتذكر مرة أنه همّ بضربي لما استعرت “شيشة” احد الزملاء و عدت بها إلى المنزل”.   واليوم ستُغافل ثريا والدها وستعود إلى “شيشتها” المفضلة وتضيف: سهرة السبت بدون” شيشة” لا تعني شيئا بالنسبة لي ومهما اجتهد أصدقائي في إضفاء جوّ من البهجة …سهرتنا ستضل ناقصة حتما بدونها.”   مساواة بين الرجل و الأنثى   سمية الخياطي 27 سنة ، وجدناه تجادل نادل المقهى بسبب عدم توفر شيشة بنكهة التفاح كما ذكرت. ويبدو من خلال إلمام الشابة بمعظم أنواع “الشيشة ” التونسية إنها مدمنة عليها منذ أمد بعيد وتقول:منعت السلطات تدخين الشيشة في المقاهي دون مبرر ،لكن من منا يمتثل لمثل هذا القانون،شخصيا لا أدخنها أمام الجميع ولكنني أفضل المقاهي المعزولة والبعيدة عن محل سكناي …أعرف أنواع الشيشة هنا أكثر من أنواع الملابس النسائية والماركات المختلفة”.   أما الشابة “ربيعة ستهم” فترى أن تونس اشتهرت بالمساواة بين المرأة والرجل بفضل المفكّر الكبير “الطاهر الحداد ” الذي دعا إلى نموذج نسويّ تونسي متفرّد في العالم العربي على حدّ تعبيرها وأن “إقبالها على الشيشة و تفهّم المجتمع التونسي لذلك لدليل واضح على أن المساواة بين كل من الرجل والمرأة هو واقع معيش في تونس”. ذات التصور تحمله ندى 25 سنة والتي تعتبر “الشيشة في تونس للذكر والأنثى وليس كما هو الحال في بلدان أخرى يحتكر فيها الذكور كل نواحي الحياة”.   لم تدخّن حواء النرجيلة؟   إيلاف طرحت السؤال على عدد من “المُشيّشات” كما يقال في تونس(مدمنات على الشيشة) فتراوحت الإجابات بين الرغبة في التقليد بين الفتيات من جهة وبين الفتيات والذكور من جهة أخرى ، وبين كسر المحرمات الاجتماعية البالية والتقاليد الجوفاء على حد تعبير بعضهنّ. أما البعض فقد تحدث عن “تسلية قصوى” تلي الإقبال على الشيشة و “متعة منقطعة النظير”.   وتقول حسناء 30 عاما : تعودت إتيان كل ما يرفضونه بتعلة الحرام و العيب،الشيشة وغيرها متوفرة بكثرة ..من يريد محاربة “المُشيّشات ” فليحارب من أتى بالشيشة ويقوم ببيعها للعموم…ثم إن الشيشة لعلمكم مسموح بها في لدى نساء الشرق فهي أمر عادي للغاية هناك”. أما السيدة لمياء فتقول أن أول شيشة جربتها كانت بسبب عبارة زوجها المدمن عليها ، الأمر الذي زادها إصرارا على تعاطيها لتثبت” أن الأنثى لا يستهان بها أبدا”.   وتقول:”طلبتُ من زوجي ذات مرة أن يمكنني من تجربة بسيطة لاستنشاق الشيشة ،فقد كنت راغبة في معرفة مدى السعادة والغبطة التي تشعرُ بها زميلاتي المدخنات فقال لي أن جسدي الضعيف لن يتمكن من استنشاق دخان الشيشة القاتل،وبما أنني عنيدة بطبعي فقد كررت التجربة أمامه في محاولة مني لقبول التحدي الذي فرضه عليّ، قبل أن أجد نفسي مُدمنة على هذه الآلة العجيبة بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم الواحد.”   السيد محسن المزليني باحث في علم الاجتماع ،يعتبر لجوء المرأة إلى الشيشة بحثا مألوفا من قبل النساء عن المكانة الاجتماعية الراقية، ويفسّر لإيلاف:الشيشة بالنسبة لحوّاء مظهر من مظاهر التحررّ، والتحرر في الذاكرة الجمعية للتونسيين والتونسيات مرتبط بالرقيّ والمكانة الاجتماعية المحترمة ،فالمجتمع التونسي يعيش ظاهرة انتقالية خصوصا مع ولوج المرأة للفضاء العام و أقصد هنا سوق الشغل ، ففي كثير من الأحيان أضحت هي المعيل الأول للأسرة وظهر ما يُسمى اليوم بتأنيث العائلة التونسية وبالتالي فهامش التحكّم وإتيان ما تريد توسّع بشكل كبير ولا يمكن لمعشر الرجال اليوم الرجوع الى الخلف أمام هذا التيار التحرري المفاجئ،ربما رفضوا في البداية واستغربوا هذه التصرفات ولكن أُسقط في أيديهم الآن فالمجتمع يستغرب ثم يألف و العادة تولّد الألفة كما يقال”.   الشيشة تهدد جمال المرأة    وبخصوص المضار المتعدد للشيشة اعتبرت الأخصائية في أمراض النساء الدكتورة هادية عواسة أن الشيشة كنوع من التدخين تعتبر مضرّة للغاية بجمال المرأة وشبابها وأناقتها و أن الإقبال عليها يأتي في تناقض مع تطمح إليه السيدة التونسية من رشاقة واعتناء بالجسم وحفاظ على تناسقه ورونقه. وتقول لإيلاف:المُعسّل الموجود بالشيشة يحوي مواد سامة و خطيرة للغاية وبعضها مسرطنة كما أن تداول عدد كبير من الأشخاص على نفس الشيشة عادة ما يفضي إلى انتقال العدوى و الجراثيم التي قد تبلى بها بعض المدخنات ..لم تفهم الشابات المُدخنات إلى حد الآن أن للشيشة قواعد تنظيف وصيانة معيّنة عادة ما تكون محل إهمال في المقاهي التي يترددون عليها .”   (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 2 ماي 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2008/5/326759.htm
 


التجديد وانحصار المفكرين

صلاح الدين الجورشي (*)   هناك ظاهرة عالمية، لكنها أكثر بروزا وحدة في العالم العربي والإسلامي. وتتمثل هذه الظاهرة في تراجع دور المفكرين الكبار، وانحسار حركة الإبداع داخل مساحات وجداول صغيرة جدا، إلى درجة تأذن بالتوقف والاندثار. وفي المقابل، يشهد الفكر المحافظ ونزعات التقليد والتقوقع داخل متاريس دفاعية انتشارا متسارع الوتيرة، ومخترقا الحدود والمجتمعات والفئات بشكل ينبئ بدخول دورة ثقافية تعيد إقامة التعارض بين النقل والعقل، وبين الماضي والمستقبل، وبين المتن والمعنى، وبين الجزئي والكلي، وبين المرحلي والتاريخي أو الوسائل والمقاصد. كما أخذت تتعمق غربة المثقف المغامر داخل مجتمعه، ليحتل صدارة التوجيه الواعظ الفقير في ثقافته والمقطوع عن عصره، أو السياسي الفاقد لمشروع كبير والحامل للعصا والجزرة. إنها بعدٌ آخر من أبعاد أزمة الوجود العربي الإسلامي، وهو بعد يستوجب التوقف عند البحث عن تلازم الإبداع مع الحرية.   التجديد حركة مفتوحة، أطلقها النص القرآني لمواجهة سلطة التقليد، ومارسها الصحابة بتفاوت فيما بينهم، واختلف العلماء والفقهاء فيما بعد حول الآليات والضوابط التي اقترحوها لممارسة عملية الاجتهاد واستنباط الأحكام والأصول، سواء بخلفية توسيع دائرة النظر في النص والواقع، أو بهدف مصادرة الإسلام واحتكاره. لكن التجربة التاريخية أثبتت أنه كلما تراجعت نزعات التجديد والاجتهاد، وسيطر التقليد على الفكر والممارسة، أدى ذلك إلى حالة من التوقف الحضاري، أو تفاقمت الأزمات الداخلية الخانقة التي تفتح المجال أمام التهديدات الخارجية. يوجد جدل لا يزال مفتوحا حول أي المصطلحات أقرب إلى الإحاطة بالمعنى المطلوب. هناك عديد المصطلحات التي وضعت واستعملت ولا تزال للتعبير ضمنيا عن نفس الغرض، مثل «التجديد» و «التحديث» و «الاجتهاد»، و «الإصلاح الديني». ولا شك في أن لكل كلمة أو مصطلح ظلاله المعرفية وظروفه التاريخية. ولهذا، سيستمر النقاش بين الفرقاء حول مسألة المصطلح، وهو نقاش مشروع وهام، لكنه يعكس إيمانا لدى أصحابه بأن الفكر الإسلامي أو الثقافة الإسلامية في حاجة أكيدة إلى تحيين للمضامين والمناهج. وأن هذا التحيين شرط لكي يتمكن المؤمن من التصالح مع اللحظة التاريخية التي يحياها ويواجهها. لكن في المقابل هناك، من ينطلق من مناقشة مجمل هذه المصطلحات، ليس من باب نقد دلالاتها وإيحاءاتها، ولكن لإفراغ عملية التجديد من أبعادها العميقة، وخلق حالة من الخوف والحذر الشديد والمبالغ فيه من مسألة إعادة التأسيس المعرفي أو التشريعي.   لكن لماذا هذا الخوف من التجديد؟ كلما نزع التجديد نحو الشمول والتجذر، تنامت المخاوف والشكوك، وتعددت المحاذير والاتهامات. ولا يعود ذلك فقط إلى سلطة الماضي وقوة التراث الذي يسكن الأفراد والمجتمعات، وإنما أيضا لحساسية المجال ودقته. إذ كيف نعيد بناء المقدس دون أن نلغي قداسته، أو نفرغه من دلالاته الرمزية التي يتشابك فيها الدنيوي بالمفارق. فكما أن جراحة القلب تعتبر من أخطر العمليات الجراحية وأدقها، فإن تحرك المجدد داخل فضاء النص الديني يكون أحيانا بمثابة المشي فوق منطقة ألغام.   مبررات الخوف عديدة، ويمكن إيجاز أهمها في ما يلي:   – يعتقد المحذرون من التجديد أن الإسلام كدين ونظام للحياة منظومة قائمة وشاملة ليست في حاجة لجهد بشري يرمي إلى مراجعتها أو تطويرها. ويرفض هؤلاء مقولة «القراءات المتعددة للإسلام»، مؤكدين على أن الإسلام واحد وليس متعددا، وأن فهمه واحد أيضا، وأن الإشكال الذي يمكن أن يحدث في هذا السياق هو البحث عن الفهم الصحيح للدين وتمييزه عن الفهوم الخاطئة والمنحرفة له. والفهم الصحيح تملكه الفرقة الناجية، أما ما عداه فمنشأه الهوى والجهل والانتساب إلى بقية الفرق الضالة. فالاختلاف المركزي مع أصحاب هذا الطرح هو في منهج فهم الدين ومشروعية تعددية أنماط التدين. أي التمييز بين الرؤية المثالية والرؤية التاريخية، وما يعنيه ذلك من تداخل حتمي بين النص والممارسة بمختلف أبعادها.   – الخوف من المساس بالثوابت العقائدية والتشريعية. وهو خوف مشروع، تفصح عنه بعض المحاولات أو الدعوات التي ترتفع من حين لآخر. لكن النقاش الأساسي الذي يفضي إليه هذا التخوف يتعلق بتحديد هذه «الثوابت» وكيفية التعامل معها عند السعي لتجديد الفكر الإسلامي وتغيير الواقع المتردي للمسلمين. فكلمة الثوابت قابلة للحصر عند البعض أو التمدد لدى البعض الآخر. كما أن هناك من يتخذ منها درعا لمحاصرة الإبداع والمبدعين، وسحب الشرعية الدينية منهم ومن أفكارهم. أي تحويل الدفاع عن الثوابت إلى حرب نفسية وعقائدية وسياسية ضد الخصوم.   – رفض معلن أو مبطن لإخضاع النصوص المرجعية الإسلامية إلى مناهج البحث الحديثة. وهو موضوع شائك لا يزال مصدر اختلاف والتباس. فهناك خوف شديد من أن يتعرض القرآن بالخصوص إلى ما تعرضت له بقية النصوص الدينية للمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان من نقد تاريخي وتفكيك وفق آليات مناهج البحث الحديثة. أي أنسنة القرآن وتحويله إلى نص لغوي وتاريخي فاقد لأبعاده القدسية. ورغم أن أن القيام بذلك يشكل مغامرة معرفية محفوفة بكثير من المخاطر، إلا أن هناك مبالغة شديدة في الخوف على القرآن من مثل هذه المحاولات. ففي الماضي حدثت تجارب شبيهة عندما فسر القرآن بأدوات لغوية، وفقهية، وفلسفية، وصوفية. ولم يهدد ذلك الإسلام أو القرآن، وإنما أغنى محاولات الفهم، وخلق حيوية فكرية ثرية أخرجت القرآن من الأطر الضيقة التي حاول البعض أن يحصره داخلها. هذه المحاولات عملية مشروعة من زاوية حرة البحث العلمي، وهي تجري منذ عقود حتى لو تمت إدانتها من قبل هذه الجهة أو تلك. ومثل هذه المحاولات لا تخرج عن مآلين: فهي إما أن تكشف عن حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار في إعادة بناء فكرنا الديني، أو أنها تبني مجرد فرضيات يفترض الرد عليها بعلمية وموضوعية. وفي كلا الحالتين تكون الثقافة الإسلامية هي المستفيدة من الجدل الذي تفرزه مثل هذه المقاربات. وأخيرا، على المؤمن أن يميز بين مستويين حيويين في هذا السياق: المستوى الأول هو مجال الإيمان الذي يبقى محدودا بالذين آمنوا بالله وسلموا بنوة رسوله محمد. أما المستوى الثاني فيخص غير المؤمنين بالإسلام، والذين يحق لهم أن يناقشوا ويفهموا ما ورد في القرآن والسنة من نصوص ومفاهيم، مستندين في ذلك على أدوات البحث التي يتقنونها. بمعنى آخر، لابد من فتح المجال لبناء خطاب يؤكد على أن الإسلام رسالة موجهة للعالمين. ولا يتحقق ذلك إلا إذا صمدت النصوص الإسلامية أمام مختلف مناهج النقد الحديثة.   وبقطع النظر عن هذا الجدل الذي لا يزال مستمرا، إلا أن المؤكد أن الإسلام ما لم يتجاوز أصحابه الخوف عليه مما هم يخافون منه، فإنهم سيبقون في حالة شلل، أما هو فسيتجاوزهم، ولكن على أيدي غيرهم. صحيح هي مفارقة عجيبة، لكنها في الآن نفسه هي إحدى خصائص قوته.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 ماي 2008)

 
حـــرام   خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   دخل علي لاهثا وألقى التحية : أنعمتَ صباحا قلت … حرام أخذ سيجارة وأشعلها ونظر إليّ! قلت… حرام أخذ الملعقة وأراد أن يأكل… قلت … حرام دخل بيت الاستحمام وأراد حلق لحيته… قلت … حرام لبس بنطلونا ووضع جاكيت… قلت … حرام قال أنه ذاهب للسينما ليرفه عن نفسه… قلت… حرام قال سأذهب إلى المسرح قلت…حرام فتح التلفاز واستلقى على الأريكة. قلت… حرام تماسك عن مضض، فأطلق صوته بالغناء… قلت… حرام أراد أن يلقي شعرا قلت…حرام قال إني ذاهب إلى الشاطئ. قلت… حرام قال : فإلى الملعب! قلت…حرام أخذ فأسا كان بجانبه وأسرع نحوي شاهرا إياه، قفزت ولذت بالفرار وهو يتبعني، أحسست باقترابه مني التفت أذكّره بحاله وحالي… العن الشيطان يا صديقي! قال حرام! قلت لا تنس الأخوة التي تجمعنا! قال حرام! قلت ألا تذكر أيام الصبا التي جمعتنا! قال حرام! قلت إني أب أسرة وأطفالي مازالوا صغارا! قال حرام! قلت إني مسلم أؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا! قال حرام! قلت إني بريء حرام الدم! قال حرام! قلت إني لا أريد إلا الخير لك قال حرام! قلت هلا تركتني أصلي ركعتين! قال…حرام  
أحسست بقرب أنفاسه ورائي واعتقدت جازما أن ساعتي قد قربت… الفأس من ورائي، والفناء أمامي، والجسد لا يجيب، والأرجل بدأت برمي المنديل… وأخذت أتلفظ بالشهادة وأنا أرى مسلسل حياتي في شريط قصير لا
يتجاوز اللحظات… كانت بدايته في كتاب القرية ومؤدّب بالعصا يلوّح لمن أخطأ الترديد أو أخفض صوته.. ونهايته عصا، في رأسها فأس، والفأس في رأسي…حرام! وفجأة فتحت عيناي، وانتهت المنامة وطارت الحمامة، وإذا بي في فراشي وأنا في عش الزوجية… في الحلال! غرة مــاي 2008 المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 
 

استنفـــــــارْ
 
الشاعر: بحري العرفاوي   الآن تزدحمُ الحُرُوف على حُـــدُود مملكَـــة العَبيـــــدْ   جَيـْــشٌ من الكلمات مشحُونٌ ومُنضبطُ يُنظمهُ القصيدْ   تَمْشي الحُروفُ الأبْجَديّة في اتــــزان كما الجُنــــــودْ   وتفيضُ معْنًى ثــــائريّا ثمّ تقـــذفُ من بعيـــــــــــــــدْ   يتقدّمُ العُنْوانُ ألْفَ كتيبــة وَيُطَوّقُ مُدُنًا حَصيـــــــــــدْ   تَمضي حُروفٌ على يمين وفي وسط تُدَمْدمُ كالرعُـودْ   وعلى اليَسَار السّاكناتُ الجَازماتُ الرّافعاتُ كالمُبيـــدْ   الحَرْفُ أصْلبُ من يد الجَــــلاّد ، منْ زُبُر الحَديــــــدْ   يخشى المُدَجّجُ أنْ يفــــــيضَ الشعْرُ يُغْرقهُ كَعُـــــــودُْ   يخشى المعاني ،لا ينامُ إذا انتفضتْ حُروفٌ  كالأسُودْ   “اللاّم ُ”… تلكَ كَتيـــبَةٌ إنْ أرْعَدَتْ سقطتْ قُيُـــــــــودْ   و” النونُ ” نَحْنُ…صَوْتُ شعْب هادر…عَزْمًا جَديــــدْ   منْ قالَ إن الشعْرَ هَزْلٌ قدْ لغا … لـَــــــَغْوَ البليـــــــــدْ   الشعْرُ فنّ ” الحَيّ ”  يصْنعُ مًجْدَهُ عيــــــدًا فعيـــــــدْ   الشعْرُ ” دَوْلةُ ” حَضْرَة ” الإنْسان ” يَحْيا إذْ يُريـــــدْ   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 29 أفريل 2008)  

حرب عصابات بين آلاف المدونين وأجهزة الأمن المصرية ربع مليون شاب انضموا للدعوة للاضراب في عيد ميلاد مبارك

 

القاهرة ـ من حسام أبو طالب: قبل يومين من اضراب الرابع من ايار (مايو) الذي زادت فرص نجاحه باعلان جماعة الاخوان المسلمين المشاركة فيه، تشهد القاهرة في الوقت الراهن ما يشبه حرب العصابات بين آلاف المدونين المصريين وأجهزة الأمن ومؤسسات أخري تابعة للحكومة يهدف خلالها كلا الطرفين للسيطرة علي الشارع المصري وجذبه لجانبه. وقد كشفت الساعات الماضية عن أن عدد الأفراد الذين أعلنوا المشاركة في الاضراب تجاوز ربع مليون شخص. وقد خيمت علي أوساط المسؤولين المصريين حالة من الدهشة اثر تنامي شعبية العديد من مواقع المدونين المصريين واتساع مساحة المشاركة في الاضراب المرتقب بالرغم من التهديدات الأمنية الصريحة والقبض علي عدد من مشاهير المدونين وعدم الافراج عنهم منذ اضراب السادس من نيسان (ابريل). وقد كشفت الأيام الماضية عن قيام العديد من المدونين الذين لم يكن لهم اهتمام بالشأن السياسي بالانضمام لقوافل الداعين للاضراب. حتي أولئك الذين كانوا مشغولين بالتعاطي مع ساحات الدردشة والتعارف بين الجنسين اكتشفت بعض السلطات أنهم ينضمون تباعاً للمطالبين بالمشاركة في الاضراب وأصبحوا يتجولون يومياً عبر عدد من المدونات من أجل المشاركة في النشاط السياسي المحموم الذي تشهده الساحة في الوقت الراهن. وفي محاولة لوقف الدعوة للاضراب عبر عدد من المدونات عبر موقع (الفيس بوك) قامت مؤخراً الحكومة المصرية والحزب الوطني بالاستعانة بعدد كبير من الشباب ذوي الخبرة في التعامل مع المدونات من أجل شن حرب مضادة ضد دعاة الاضراب. كما تمت الاستعانة بمجموعة أخري من أعضاء الحزب الوطني بهدف توجيه نداءات لجموع المصريين ممن يتعاملون مع تلك المدونات أو الذين يستهوون الدخول علي غرف الدردشة من أجل حضهم علي رفض الدعوة للاضراب. ووصل الأمر لحد الاستعانة ببعض رجال الدين من أجل تحذير الشباب من العواقب الوخيمة للدعوة للاضراب سواء عبر النت أو من خلال الهواتف النقالة. وفي ذات السياق تقوم شركات المحمول الثلاث في الوقت الراهن بناءً علي تعليمات حكومية بالغاء توصيل الخدمة لأكثر من ربع مليون مشترك مجهولي الهوية حيث قام هؤلاء بالتعاقد علي شراء تلك الخطوط التليفونية بدون التوقيع علي عقود مدونة بها أسماؤهم وعناوينهم. وكانت الأجهزة الأمنية قد اكتشفت أن العديد من عناصر جماعة الاخوان المسلمين وحركات كفاية والاشتراكيين الثوريين يستخدمون تلك الهواتف من أجل الدعوة للتظاهرات والعصيان المدني. وقد بلغ عدد الخطوط التي تم وقفها حتي الآن أكثر من ستين ألف خط ومن المتوقع اغلاق باقي الخطوط خلال اليومين القادمين. جدير بالذكر أن أحزاب العمل والكرامة والغد جناح أيمن نور وحركات الاخوان المسلمين وكفاية والاشتراكيين الثوريين أنشأت لها مواقع علي (الفيس بوك) من أجل تكثيف الدعوة لمخاطبة أجيال مختلفة من الشباب لم تكن حتي وقت قريب لها علاقة بالسياسة. وفي تصريحات خاصة بـ القدس العربي اعترف عبد الحليم قنديل الناطق بلسان كفاية أن مشاركة الاخوان المسلمين في احتجاج الرابع من ايار (مايو) ساهمت بقدر كبير في تحويل ذلك الحدث من فعل اجتماعي لحدث سياسي. أضاف بأن موافقة مشاركة كافة القوي الوطنية الحية في الاضراب كشفت الغطاء عن نظام مبارك وأظهرته علي أنه بلا شعبية. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 ماي 2008

البدين والنحيف د. أحمد الخميسي

 

 
منذ أكثر من مائة وخمسين عاما كتب أنطون تشيخوف واحدة من أشهر قصصه القصيرة ” البدين والنحيف” يصف فيها كيف يشوه الثراء الفاحش والفقر المدقع نفوس الناس. ومنذ ذلك الحين تطور العالم كثيرا لكنه لم يتحسن ، كما تتطور آلة قاسية ويتحسن أداؤها ويزيد إنتاجها دون أن ينبض فيها قلب أو ينتفض الشعور. أصبح العالم أشبه بالقرية ، لكن ظل ” البدين والنحيف ” يخيم عليها وعلى ما بها من ثورة اتصالات ، وعولمة ، واجتياز حدود ، وعلوم، وأتمتة ، وذرة ، وزراعة أعضاء ، واستنساخ. ومازلت أذكر كيف أن الصحف لدينا – في مطلع القرن الحادي والعشرين وبعده – امتلأت بأسئلة من نوع ” كيف ستدخل مصر القرن القادم ” ، وتعددت الإجابات ما بين سيطرة على العلوم النووية ، وما بين ثورة زراعية ، وأخرى ثقافية ، ولم تنقض سوى أعوام قليلة لنكتشف أننا ندخل القرن الجديد بالاقتتال على رغيف الخبز وقطعة اللحم ! وهي قضية العصور الأولى البدائية ! ودخلنا القرن الجديد وليس على الأرض سوى ظلين ، ظل ضخم مهول لرجل بدين ، وظل آخر لرجل جائع نحيف كالشعاع . أما الرجل البدين فقد أقام بدنه  بفئة رأسمالية تمثل 10% من سكان مصر وتحصل على 35 % من الدخل القومي ، ثم فئة متوسطة ، وأخيرا نحو عشرين مليون مواطن نحيف من الأجراء والعمال والحرفيين الذين يعانون من غلاء غير مسبوق في كافة المجالات ، وقد أشار إليهم تقرير للبنك الدولي حذر فيه من أن 43% من المصريين يعيش الفرد منهم بأقل من دولارين يوميا (عشرة جنيهات ). وفي الأول من يناير هذا العام ناقش مجلس الشعب 14 استجوابا و146 طلب إحاطة بشأن زيادة الأسعار ، وتدفقت وعود المسئولين تمني الناس بالخير، فإذا بالأوضاع تزداد سوءا من يوم لآخر. ومع مرور أكثر من قرن ونصف القرن على ” البدين والنحيف ” فإن شيئا بذلك الشأن لم يتبدل تقريبا . ومنذ نحو تسعين عاما كتب عباس العقاد بجريدة البلاغ في فبراير 1923 مقالا جاء فيه : ” نشرت زميلتنا الأخبار خبرا جاء فيه أن مسجونا يخدم في حديقة أحد الموظفين الإنجليز أكل ”  طماطمة ” واحدة ملقاة ، فما كان من السيدة زوجة الموظف الإنجليزي وقد رأت المسجون إلا أن أمرت الأونباشي الحارس أن يظل يضرب المسجون بالكرباج حتى تكلفه أن يكف ” . وبعد نحو تسعين عاما ، نشرت جريدة المصري اليوم في أغسطس العام الماضي أن طفلة في التاسعة من عمرها اشترت بدون علم والدها كيس بطاطس فظل يضربها بعصا غليظة حتى توفيت، لأن ثمن كيس البطاطس الذي اشتهته الطفلة غالي عليه. التطور الذي عرفناه كان يتعلق فقط بتصنيع البطاطس، وبدلا من الصراع على حبة بطاطس كما هي ، أصبح الصراع على كيس بطاطس مصنعة .  ويقال عادة : سد رمقه ، أي أطعمه بما يكفي لإنقاذه من الموت جوعا . ورمق الفلاحين والعمال والموظفين والفئات الأخرى المتوسطة في مصر رمق صغير تكفي لسده طماطمة واحدة، أو كيس بطاطس، أو رغيف خبز ، لكن هناك رمقا آخر كبيرا لرجل بدين يتضخم ويتوحش ولا تسد حاجته الملايين والمنتجعات وكل وسائل الراحة والتخمة وكافة ألوان المتع ، رمق لا يسده شيء . وحين كتب أنطون تشيخوف ” البدين والنحيف ” وصف الرجل الثري قائلا إنه ” كان قد تغذى لتوه ، ولمعت شفتاه من الدهن كما تلمع ثمار الكرز الناضجة وفاحت منه رائحة النبيذ والحلويات” أما النحيل فقد وقف في محطة القطار وقد انبعثت منه : ” رائحة لحم الخنزير والقهوة الرخيصة “. وتجلت عبقرية تشيخوف في قصته حين نحى جانبا الفكرة التي كانت سائدة حينذاك وهي الميل لاتهام الأثرياء ، وجعل المشكلة أعم وأشمل بصفتها مشكلة مجتمع ، ونظام ، يشوه الطرفين في عملية واحدة ، ويدمر الروح الإنسانية هنا وهناك ، فقد جعل الفقر النحيل يطفح ” بالتبجيل والتعبير المعسول والخنوع ” ، بينما تلمع شفتا البدين ” كحبات الكرز الناضجة “. لقد أحال النظام الرجل النحيف إلي كائن مسحوق ، كما أحال الرجل البدين إلي كتلة من اللحم ، ودمر الروح وجعلها شائهة على الجانبين ، وخلال ذلك يفترش  ظل البدين أرض بلادنا كلها .   *** أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com  

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

15 juin 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3675 du 15.06.2010  archives : www.tunisnews.net  C.I.L.A.E: Le psychiatre franco-tunisien Ahmed ELEUCH

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.