الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ مراسلون بلا حدود: نشر جهاز مذهل لمنع صحافي جزائري عن العمل الخبر الجزائرية: بعد تعرّضه للحجز من طرف الأمن التونسي مواطن جزائري يمنع من السفر إلى بريطانيا علي بن عرفة: أبناء النهضة في لندن يحتفلون باطلاق سراح إخوانهم عبد الرحمان الحامدي: حول قرار’’ العفو’’ الأخير د. خالد الطراولي: الجزء الثاني : المرأة والأهلية المفقودة محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للسيد وزير الشؤون الإجتماعية و التضامن و العملة بالخارج حول العناية بمشاغل الشريحة الاجتماعية موقع قنطرة: حوار مع المحامية التونسية سعيدة قرّاش: النساء بين الدكتاتورية والإرهاب الإسلامي الصباح: الشباب التونسي مدمن على القنوات التلفزية.. قليل الاستعمال للأنترنات آمــال موســى; إشعـاع تونـس الثقافــي توفيق المديني: جحيم اقتصادي في غزة جمال الدين أحمد الفرحاوي: ولتسألنّ عن الحجاب وأهله زهير الشرفي: الخمار بين الإستعمال الأصولي والمعاني الأصلية د. سعيد الشهابي: السجال الديني يتجدد في اوروبا ومعه الجهل والتعصب
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
قناة الحوار التونسي
(الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر)
برامج حصة يوم الأحد 12 نوفمبر 2006
الأخبار: آخر الأحداث الاجتماعية والسياسية ومتابعة للتحركات النضالية الميدانية في تونس خلال الأسبوع الفارط. موقف حزب العمال الشيوعي التونسي من إطلاق سراح 56 من المساجين السياسيين بين 5 و6 نوفمبر 2006 متفرقات: عرض لتسجيل لنزار قباني لقصيدة عنترة في إعداد فريد لقناة الحوار التونسي. برنامج آخر ساعة : معتقلي قانون الإرهاب في تونس عرض لشهادة السيد سالم بزيوش حول ذهاب احد أبناءه واستشهاده في العراق واعتقال الابنين الآخرين بتهمة الإرهاب. : آخر التطورات التي يتعرض لها الدكتور منصف المرزوقي وتعليقات حول بيانه الأخير . :نقاش حول غلق النظام التونسي للسفارة بالدوحة. كما تتابعون الحلقة الأولى من شهادة المناضل الوطني علي بن سالم حول المقاومة التونسية للاستعمار الفرنسي في شهادة تاريخية .
صابر الجازي الذي رمى بالمصحف الشريف بالمرحاض
, فكان من إدارة السجن أن سلطت عقوبة بالسجن المضيق للطرفين على حد سواء .و ما أن علم زملاؤه من المساجين السياسيين و هم منصف القماطي – محمد عبيد- محجوب الطرابلسي – سفيان الغزالي – و غيث الغزواني بالأمر حتى دخلوا في إضراب عن الطعام دام يومي 6 و 7 نوفمبر الجاري و قد وجهوا عريضة إلى إدارة السجن طالبين فيها إثارة التتبع العدلي ضد ناظر الغرفة صابر الجازي من أجل تدنيس المصحف الكريم. رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
إنا لله و إنا إليه راجعون
الأخ محمود معيز
ـ نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا ـ أصيل مدينة المهدية و من موليد سنة 1955م ، و الذي وافاه الأجل المحتوم بعد أن صدمته سيارة خاصة مساء السابع من نوفمبر 2006م بينما كان على جانب الطريق العام بمعية بعض إخوانه…و الأخ محمود من الجيل المؤسس لحركة الإتجاه الإسلامي و المناضلين القدامي في صفوف حركة النهضة ، سجن سنة 1987 م وتعرض للتعذيب الشديد من أجل حمله على اعترافات رفض الإقرار بها و كان كذلك من جملة الذين شملهم الاعتقال و السجن سنة 1991 و سجن قرابة السنتين…
نشر جهاز مذهل لمنع صحافي جزائري عن العمل
مراسلون بلا حدود تونس 9.11.2006 توجه الموفد الخاص لصحيفة الوطن الجزائرية عدلان مديّ إلى تونس في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2006 ليجري سلسلة من التحقيقات ولمقابلة رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان منصف مرزوقي. وما إن وطأ الأراضي التونسية حتى أخذ عناصر تابعون لجهاز الاستخبارات يلاحقونه فاضطر للخضوع للاستجواب والتفتيش التعسفي عدة مرات.
في هذا الإطار، أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود: “يندرج العهد الرابع للرئيس زين العابدين بن علي في إطار استمرارية العهود السابقة. ففي تونس، لا يزال الصحافيون يخضعون لمراقبة السلطات المشددة ولا يملكون أي هامش من الحرية لإعلام الرأي العام. وبشكل عام، لا يتعرّض الصحافيون الأجانب لأي مشادات، وإنما تحرص أجهزة الاستخبارات التونسية على نشر جهاز مذهل لترهيبهم ومنعهم عن أداء عملهم”. وذكّرت المنظمة: “إلا أن مخاطر الاعتداء لا تزال قائمة. فقد تم الاعتداء على الصحافي العامل لحساب صحيفة ليبراسيون Libération كريستوف بولتانسكي وطعنه في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بالقرب من الفندق الذي يقيم فيه تحت أنظار الشرطة. كذلك، وقع عدة ناشطين محليين في مجال حقوق الإنسان ومحامين وأسرهم ضحية تنكيل السلطات”.
الواقع أن ستة شرطيين بلباس مدني يلاحقون الصحافي الجزائري عدلان مديّ منذ وصوله إلى تونس في حين أن شرطيين آخرين قد انتشروا حول الفندق الذي يقيم فيه وحتى أن غيرهم أخذوا يلاحقونه بالسيارة والدرّاجة النارية لمراقبة أدق أعماله وتحرّكاته. ولكنهم لا يريدون من هذه الإجراءات أن يبقوا متخفيين عن الأنظار وإنما أن يثيروا الرعب في نفوس كل الذين يتحدث الصحافي إليهم فيمتنعوا عن الشهادة.
توجه عدلان مديّ أيضاً إلى سوس (على بعد 140 كلم من تونس العاصمة) لمقابلة منصف مرزوقي. فإذا بعميل يجلس بالقرب منه في سيارة الأجرة التي استقلها للعودة إلى العاصمة ويجري عدة مكالمات هاتفية خلال الرحلة للتأكيد على أن الصحافي لا يزال تحت أنظاره. كذلك، تم اعتراض سبيل السيارة مرتين لتفتيش كل من يستقلها واستجوابه. وفي هذا الصدد، أفاد رئيس تحرير صحيفة الوطن فيصل مطاوي بما يلي: “اعتدنا المشاكل في تونس ولكنهم بالغوا بالفعل هذه المرة”. تعتبر منظمة مراسلون بلا حدود الرئيس زين العابدين بن علي المتربّع في الحكم منذ العام 1987 أحد صيّادي حرية الصحافة في العالم.
أبناء النهضة في لندن يحتفلون باطلاق سراح إخوانهم
علي بن عرفة
ابتهاجا باطلاق سراح مجموعة كبيرة من المساجين وعلى رأسهم الشيخان الحبيب اللوز ومحمد العكروت الرئيسان السابقان لحركة النهضة، اجتمع اعضاء الحركة في لندن يوم الثلاثاء الماضي في جو احتفالي بهيج بمشاركة رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي، للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.
وقد كان للمحتفلين اتصال هاتفي مباشر بالشيخ محمد العكروت، الذي شكر الحاضرين على مشاعرهم تجاه اخوانهم المسرحين منهم والذين لايزالون رهن الاعتقال، سائلا المولى سبحانه وتعالى ان يمن على بقية المساجين بالسراح العاجل .
كما قدم الشيخ العكروت شكره لكل الذين ساهموا في التعريف بمظلمة الاسلاميين وفي مقدمتهم المنظمات الحقوقية الوطنية والاحزاب والشخصيات التي اجتهدت في الضغط على السلطة من اجل الوصول الى هذه اللحظة التي يحتفل بها الجميع، داعيا الى مواصلة الجهد من اجل اطلاق سراح بقية المساجين وعلى رأسهم الدكتور صادق شورو الرئيس السابق للحركة والاستاذ محمد عبو وعبدالكريم الهاروني والدكتور احمد لبيض وعبدالحميد الجلاصي وغيرهم
وقد تحدث الشيخ العكروت في مداخلته عن اوضاع المساجين وما قاموا به من تحركات نضالية داخل السجن من اجل تمكينهم من العلاج وتحسين ظروف السجن والتهوية والنظافة والحق في القراءة والكتابة، حيث أكد انه أضرب عن الطعام اربع مرات من أجل المطالبة بتفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله، ووصلت مدة الاضراب في بعضها الى ما يقارب الخمسين يوما. مؤكدا ان الاضرابات داخل السجون طالت القضايا الوطنية مثل قضية الحجاب والحريات وقضية فلسطين و كان للدكتور صادق شورو دور فاعل في هذه التحركات.
كما أكد الشيخ العكروت أن الاخوة المساجين قد استثمروا فترة السجن في الاقبال على كتاب الله حفظا وترتيلا وتدبرا لمعانيه، وقد بادر الشيخ اللوز مثلا الى كتابة كرسات عديدة سجل فيها تاملاته في كتاب الله خلال فترة السجن، فيما بادر آخرون مثل الدكتور أحمد لبيض وعبدالحميد الجلاصي والعجمي لوريمي للتعمق أكثر في أهتماماتهم الفكرية السابقة.
وكانت المفاجأة السارة للحاضرين عندما تحدث الشيخ العكروت عن نجاحه في توجيه ابنائه من داخل السجن، حيث طالبهم منذ بداية المحنة، بمنحه ساعة واحدة من وقتهم في الاسبوع، لحفظ آيات من كتاب الله ، و قد تمكن البعض منهم بحمد الله من حفظ ما يقارب 25 جزء فيما تراوح الآخرون بين 14 جزء الى 8 أجزاء
كما عبر الشيخ عن سعادته بما وجده خارج السجن من صحوة اسلامية شبابية فاقت ما كان عليه الحال قبل دخوله السجن، وهو مايشير حسب قوله لحفظ الله لهذه الدعوة رغم كيد الكائدين. وعبر عن سعادته بانتشار ظاهرة الحجاب وارتياد الشباب للمساجد خاصة في صلاة الصبح.
وفي الختام جدد الشيخ العكروت التحية لكل الحاضرين داعيا الله ان يجمعه بهم واخوانهم المساجين في اقرب الاوقات على ارض الوطن.
وقد وقف الشيخ راشد الغنوشي على حديث الشيخ العكروت عن النضالات التي قام بها المساجين من داخل السجن، وكيف وفق واخوانه الى تحقيق العديد من المطالب، بفضل اصرارهم على المطالبة بحقوقهم، ليؤكد على روح المقاومة، والاصرار على المطالبة بالحقوق، مكررا القول بأنه ما ضاع حق ورائه مطالب.
بعد تعرّضه للحجز من طرف الأمن التونسي مواطن جزائري يمنع من السفر إلى بريطانيا
حول قرار’’ العفو’’ الأخير
امرأتنا… في الحقل السياسي (2/3)
الجزء الثاني : المرأة والأهلية المفقودة
د. خالد الطراولي
لقد غلب على العلماء تحفظهم على أهلية المرأة لممارسة العمل السياسي ناخبة ومنتخبة ورأوا نقصها مقرونا بجنسها، واعتبروه تخفيفا من الشارع في عدم تكليفهن بذلك. وقد استندوا في هذا إلى مجموعة من الأدلة الشرعية والمفاهيم التي انجرت عنها، نذكر منها :
1/ القــوامـــة :
وذلك حسب الآية الكريمة ” الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” [النساء 34]. فلقد اعتبر بعضهم أن الآية حصرت القوامة في يد الرجل وأن على المرأة التفرغ لبيتها وأولادها، يقول المودودي : ” فالسياسة والحكم خارجان عن دائرة أعمال المرأة “[
[1]]. ورأى آخرون عدم أهليتها في الولايات العامة، حيث لا يعقل تسلطها على الرجل وقيادتها له وأن تكون رئيسة له في العمل. وذهب فريق ثالث إلى أن القوامة المذكورة هي للرجل في بيته وداخل أسرته وهي تكليف قبل أن تكون تشريفا وتضحية قبل أن تكون وجاهة[[2]].
وترى هبة رؤوف ” أن التفضيل يسري على الطرفين ” بما فضل بعضكم على بعض” أي أنه يُفهم في إطار التمايز بين خصائص الرجولة والأنوثة، وتبقى التقوى هي معيار التفاضل في الميزان الإيماني.. ودرجة القوامة لم تقم على أساس التطبيق العملي والكسبي، فالمراد بالتفضيل زيادة نسبة الصلاح في الرجل من جهة الرئاسة للأسرة عن صلاح المرأة لها، فهي صالحة وهو أصلح، والمصلحة تقتضي تقديم الأصلح، وهو ما لا يُعَدّ طعنا في صلاحية المرأة وذاتيتها”[
[3]] بدليل أنه يُسمح لها برعاية أبنائها والاسترزاق لهم إذا غاب الزوج وضعف العون.
2/ نقصـان العقــل :
روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” يا معشر النساء تصدقن فإنني أُريتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى، قال فذلك من نقصان دينها. “(البخاري).
وقد رد بعضهم[
[4]] على هذا بأن هناك خلطا في مستويات الأهلية وفي نوعية النقص وقع فيه الكثير دون دراية. فهناك أهلية عامة لكافة المسلمين ذكورا وإناثا كالبيعة والجهاد، وأهلية خاصة كالولايات وهي توجب قدرة فطرية ولها جوانب كسبية. أما النقص فمنه الفطري كالسفه والجنون وهو لا يطال النساء فقط، و هناك النوعي وهو إما أن يكون نقصا عرضيا يطرأ على الفطرة مؤقتا كالحيض والنفاس وهو لا يخل بهذه الأهلية، أو طويل المدى كالحمل والولادة وهو نقص يمكن تداركه باستثارة الوعي، خاصة ونحن في عصر المعلومات وسهولة الحصول عليها. وقد حرص الرسول الكريم في هذا المجال على تخصيص يوم للنساء لتوعيتهن، كما سمح لهن بحضور التظاهرات الكبرى كصلاة العيدين حيث تعالَج القضايا الهامة للأمة، ولم يمنعهن من ارتياد المساجد وهي منابر العبادة والعلم والتوعية.
وقد لوحظ أن العهد النبوي تلته مباشرة ردّة في علاقة المرأة بالمسجد حيث رفض البعض ارتيادهن! ولعل التخبط الذي عاشه الحقل السياسي والفتن والانحرافات التي مسته جعل دور المرأة ينهار تماما بعدما غاب الفقه السياسي كلية عن مجال التنظير والفعل. كما أن ارتباط المسجد بالتوعية السياسية والعقائدية وكمؤسسة لتوعية الفرد والجماعة وقطع صلة المرأة به، ساهم بشكل حاسم في هذا الانحسار السياسي وفي غياب المرأة أجيالا وقرونا عن هذا النشاط. ولهذا فإن النقص الذي عناه الحديث هو النقص النوعي الذي يمكن تجاوزه، وإلا لماذا أجمع العلماء على صحة قبول رواية المرأة رغم تعثرهم في قبول شهادتها، وروايتها جزء من تكوّن الشريعة، ونقصها من شأنه إضاعتها.
كما تظهر هذه الأهلية السياسية في قبول الرسول الكريم إجارة المرأة وأمانها وهي قضية سياسية خطيرة تهم أمن الدولة وسلامتها وتتطلب الحذر والتثبت والاستثاق، وقبول الإسلام بذلك هو عربون وفاء للمرأة واعتراف بكفاءتها. فقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب عام الفتح أسيرين من أقربائها، فيجير الرسول جوارها ويقول: قد أجرنا من أجرت وأمنّا من أمّنت. كما أجاز عليه السلام جوار ابنته زينب لزوجها وأمّنه.
3/ القيـــادة :
عن أبي بكرة أنه لما بلغ رسول الله أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال:” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة “. وقد اختلفت الآراء حوله، فمن المعاصرين من رفضه مثل فاطمة المرنيسي التي طعنت في أبي بكرة مستشهدة بتاريخه المشتبه فيه[
[5]]، و في المقابل جعل المودودي الحديث شاملا لكل النساء، أما عبد الحليم شقة ف ” إنما يعني الولاية العامة على الأمة كلها أي رئاسة الدولة كما تدل عليه كلمة (أمرهم) فإنها تعني أمر قيادتهم ورياستهم العامة “[[6]]، وهو رأي الشيخ راشد الغنوشي “أما بعض الأمر فلا مانع أن تكون للمرأة ولاية فيه، مثل الفتوى أو الاجتهاد أو التعليم أو الرواية..”[[7]] وهو موقف ابن حزم الذي يرى الحديث مقصورا على الخلافة العظمى.
وقد يبدو أن الحديث يمثل وصفا للأوضاع القائمة وإخبارا بأحوالها وهو بالتالي خاص بفارس ولا يتعداها. وهو ما ذهب إليه محمد الغزالي رحمه الله حيث يتساءل كيف يلتقي هذا مع ما كان رسول الله يقرأه في مكة من سورة النمل وفيها قصة ملكة سبأ التي قادت قومها إلى الإيمان والفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة بحكمتها وذكائها[
[8]].
4/ المصلحة وسد الذرائع :
لقد رأى كثيرون في دخول المرأة عالم السياسة تأثيرا سلبيا على واقع الأسرة وتماسكها مما يجعل المصلحة في قرارها في بيتها[
[9]]، رغم أن دخولها هذا يأتي في باب التكليف حسب الوسع و القدرة وليس على حساب سلامة العائلة واستقرارها. كما تعللوا أيضا بسد الذرائع حيث تستلزم السياسة الاختلاط والبروز مما ينجر عنه الوقوع في الفتنة والإثم. ولعله الباب الذي على عتبته ذُبحت المرأة سياسيا وحتى اجتماعيا، وهو الشعار الذي غلب على فقهاء الفترات المتأخرة من تاريخنا[[10]] والذي يبدو أن بعض الحركات المعاصرة قد جعلته مبدأ ثابتا غير قابل للاجتهاد والتحوير.
وسد الذرائع من مصادر التشريع الإسلامي الذي اصطحب الأمة في تاريخها ولا استغناء لها عنه في حاضرها ومستقبلها كبقية المصادر الأخرى من استصحاب ومصالح مرسلة وغيرها. أما مؤداه فهو ما يفضي إلى حرام فهو حرام وهذا يجعل وجود معصية قائمة وأخرى مضافة، وهذه العلاقة تتشكل حسب فهم الواقع مما يجعل سد الذرائع مصدرا متعديا يعيش الواقع ويفهم تجدده وتغيره، فذريعة الماضي يمكن أن تنسحب إذا تداعت أسبابها وشروطها وتغيرت أوضاع الناس وحالة المجتمع، وبالتالي يبطل حكمها. ولعل العمل السياسي قد اتخذ له هذا المنحى لرفضه للاختلاط الموجب للفتنة ولارتكاب المعاصي[
[11]].
و نحن نعجب لهذا الغلوّ خاصة وأن السيرة النبوية شهدت أحداثا مؤسفة، منها حادثة المرأة المسلمة التي كشف أحد اليهود عن ملابسها والتي صاحت وامحمّداه!، فإن كتب الحديث لم ترو لنا عزوف الرسول عن ترك النساء يخرجن من دورهن، ولم تصدر الدولة الإسلامية منشورا بمنعهن من ارتياد الأسواق وقضاء حوائجهن. ومع هذا فإن غياب المرأة في الشؤون السياسية المباشرة في العهد الرسالي يعود أساسا إلى الوضعية الاجتماعية المسيطرة حينذاك، والتي مازالت العقلية الجاهلية تطبعها، من تفضيل للرجل واستبعاد واستعباد للمرأة، رغم التدرج الذكي الذي سعى الإسلام من خلاله إلى تنزيل فرائضه وأوامره من خمر وزنا وربا، وكذلك فعل للمرأة من موءودة سُئلت إلى حية تُسأل وتُستشار وتشير. يقول عمر رضي الله عنه : ” كنا لا نعد النساء شيئا فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك حقا…”
ـ يتبــع ـ
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
[1] أبو الأعلى المودودي ” تدوين الدستور الإسلامي” مؤسسة الرسالة ط5. 1981 ص: 69_76.
[2] محمد الغزالي ” قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ” دار الشروق ط 6. 1996 ص :37.
[3] هبة رؤوف عزت ” المرأة والعمل السياسي رؤية إسلامية ” المعهد العالمي للفكر الإسلامي ط1. 1995 ص :198_199.
[4] هبة رؤوف عزت مرجع سابق ص:101-102.
[5] فاطمة المرنيسي ” الحريم السياسي “LE HAREM POLITIQUE PARIS A/MICHEL 1987
[6] عبد الحليم أبو شقة ” تحرير المرأة في عصر الرسالة ” الجزء الثاني دار القلم الكويت ط 1. 1990 ص : 449.
[7] راشد الغنوشي “المرأة بين القرآن وواقع المسلمين” المركز المغاربي للبحوث والترجمة، الطبعة الثالثة، 2000، ص: 119.
[8] محمد الغزالي ” السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ” دار الشروق ط 1. 1989 ص : 49.
[9] المودودي مرجع سابق ص : 72_74.
[10] انظر ما أورده أبو شقة في هذا الباب من أمثلة سد الذريعة للفقهاء المتأخرين كمنع النساء من حضور الجماعة وصلاة العيد، ومنعها أن تؤم النساء منع الخاطب أن يرى مخطوبته، بل وصل الأمر عند بعضهم إلى منع الرجل من الوضوء بفضل وضوء المرأة ..(عبد الحليم أبو شقة تحرير المرأة في عصر الرسالة الجزء الثالث دار القلم الكويت ط1. 1995 ص :198)
[11] انظر التمهيد المتميز لطارق البشري لتقديم كتاب المرأة والعمل السياسي مرجع سابق ص: 27_29. وانظر كذلك أبوشقة ج 3 مرجع سابق ص : 131_ 222.
الرسالة رقم 162 على موقع الحرية تونس نيوز رسالة مفتوحة للسيد وزير الشؤون الإجتماعية و التضامن و العملة بالخارج حول العناية بمشاغل الشريحة الاجتماعية
منذ يوم غرة نوفمبر 2006 إخترت طريقة جديدة و اسلوب جديد للحوار و طرق و طرح المشاغل الحياتية بواسطة موقع تونس نيوز موقع الحرية و الديمقراطية. و احترام راي المواطن و دعم حرية الكلمة و الحمد لله هذا الموقع لا يخضع للتعليمات و الكبت الإعلامي و طمس حرية الراي و التعتيم الإعلامي … و هذا من فضل الله و نور العلم و اكتشاف التكنولوجيا و العلم الحديث الذي وصل إليه الإنسان بنور من الله و بفضل علم الله قال الله تعالى و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا صدق الله العظيم.
سيدي الوزير بعد ان نشرت 14 رسالة مفتوحة موجهة إلى سيادة الرئيس منذ يوم 26/12/2005 إلى يوم 31/10/2006 بهذا الموقع الهام و شرحت فيها كل المشاغل و الخواطر بكل حرية و اخلاق عالية و أشفعتها بكتاب يحتوي على 32 مقالا و 10 رسائل مفتوحة باسم رئيس الدولة تتضمن عديد المشاغل بما في ذلك الوضع الاجتماعي … خاصة في الرسائل الأخيرة بمناسبة حلول الذكرى التاسعة عشرة للتحوّل .
سيادة الوزير
بعد ان وجهت رسالة مفتوحة للسيد وزير الشؤون الدينية حول موضة العصر و اللباس الغربي الدخيل و النشاز على مجتمعنا التونسي الاصيل … و جهت رسالة ثانية يوم 8/11/2006 للسيد الوزير المكلف بالعلاقات بمجلس النواب و الاتصال حول وضع الإعلام و ما أدراك ما الإعلام و اليوم إخترت أن تكون الرسالة الثالثة حول الوضع الاجتماعي في البلاد و العائلات المعوزة و غيرها
سيادة الوزير
لا يخفاكم الوضع الاجتماعي للعائلات المعوزة و العائلات فاقدة السند في بلادنا هذه الشريحة التي تعد حوالي 150 ألف عائلة تعيش في وضع إجتماعي صعب منها حوالي مائة ألف عائلة مبرمجة في الدعم الاجتماعي و تتقاضى منح اجتماعية كل 3 اشهر بمقدار المنحة 145 دينارا أي ما يعادل 48.000 دينار شهريا أي على حساب اليوم 1.600 دينار و 600 مليما معلوم
5 خبزات بـ 1200 و ربع كيلو طماطم معجون بـ400 مليم دون حديث على ثمن الماء و الكهرباء و الزيت و الخضر و الدواء و اللباس.
هذا مع إيجاد 50 ألف اسرة اخرى مهمشة لا دخل لها و هي من العائلات المعوزة تعيش على الصدقات و الإعانات الظرفية 3 مرات في السنة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك و عيدي الفطر و الأضحى مع بضع مواد غذائية و لا تغني و لا تسمن من جوع و أحيانا خروف صغير أو جذع معز في عيد الأضحى من أهل البر و الإحسان و بعض الادباش القديمة من التضامن الإجتماعي و الزور في فصل الشتاء للمناطق الحدودية التي ينزل فيها البرد بكثرة في فصل الشتاء.
و لا بد من حضور التلفزة للتصوير و الإشهار عند توزيع الادباش و خروف العيد من المحسنين
سيادة الوزير
هل فكرت وزارتنا في الترفيع في منحة المعوزين حتى تكون على الأقل 4 دنانير في اليوم أي 120 دينار شهريا لشراء علبة حليب بـ720 مليم و ربع لترة زيت مخلط بـ200 مليم و 200 غرام هريسة بـ460 مليم و 600 مليم معلوم الماء و الكهرباء في الثلاثة أشهر 18 دينار و نصف كيلوا بطاطة بـ 240 مليم تكون الجملة و رطل مقرونة ب 180 مليم الجملة 2420 مليم مع 1600 مليم المنحة القديمة تكون الجملة 4020 مليم و هو الحد الأدنى للحياة الضرورية دون لحم و لا سمك و لا غلال و لا فواكه و هذه المنحة الجملية 120 دينار المقترحة هي تعادل 100 لترة بنزين في الشهر أقل من ربع ما يمتاز به صاحب المسؤولية المتوسطة أما المسؤول من الحجم الكبير فالبنزين يصل ثمنه إلى الف دينار في الشهرمجانا ما يعادل منحة المعوزين الحالية لمدة عام و نصف و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم
أما العائلات المهمشة و بدون منح فحدث و لا حرج و متى هؤلاء المساكين يعيشون على الصدقات و الإعانات الظرفية مع حضور التلفزة للإشهار بعد نصف قرن من الاستقلال اين كرامة الإنسان و اين خيرات البلاد يا ترى … و قد اشرت إلى منحة المعوزين في الرسائل إلى سيادة الرئيس زين العابدين و طلبت منه الترفيع في هذه المنحة في الحين و ربما رسائلي لم تصله و الله هذا غبن و كذلك من يفعل ذلك فهو قد اعتمد التضليل أما المنحة العائلية للأطفال الثلاثة فمتى يقع تطويرها و هي مجمدة من أكثر من العشرية و المنحة الحالية لا تغني و لا تسمن من جوع و مقدارها و الله مخجل و هي قرابة 800 مليم في اليوم ثمن حبتين من الياغورت بـ500 مليم و نصف لترة حليب بـ360 مليم و على أبويه أن يزيد 60 مليم على معلوم ما ذكرت في هذه الخواطر و متى يقع الترفيع مع العلم أنّ المنحة للاطفال في فرنسا تفوق 150 دينار أي حوالي 90 أورو للطفل الواحد سواء كان فرنسي او من مختلف الجنسيات في إطار العدل و المساوات و الفرق شاسع بين الغرب و العرب و لكن على الاقل نصف المعلوم بعد نصف قرن من الحرية و الاستقلال و السيادة هذا ما نتمناه في عام 2007 بحول الله السميع العليم . إذا رفعنا تقرير لسيادة الرئيس بأمانة المسؤولين و رعاية القسم على القرآن الكريم عند تحمل منصب الوزير
قال الله تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السموات و الارض و الجبال فابين أن يحملنها و اشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا صدق الله العظيم
ملاحظة : هناك مواضيع أخرى سأخصص لها مقالا آخر بحول الله حول الوضع الاجتماعي.
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء
الجوال 22.022.354
حوار مع المحامية التونسية سعيدة قرّاش:
النساء بين الدكتاتورية والإرهاب الإسلامي
المحامية التونسية سعيدة قرّاش تتولى منذ منتصف سنة 2006 رئاسة الأمانة العامة “للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات”. مارتينا صبرا أجرت معها هذا الحوار حول الصعوبات التي تواجهها في عملها في بلاد تسعى حكومتها إلى لجم كل نشاط مدني.
ما هي الامكانيات المتاحة لديك في تونس لممارسة نشاطاتك داخل المجتمع؟
سعيدة قرّاش: الامكانيات في الوقت الحالي محدودة جدا، ذلك أن الدولة التونسية تمارس القمع على كل الحريات الفردية والمدنية، ومن بينها حرية اللقاءات والتجمعات المستقلة. ومنذ سنوات يتم قمع كل تيار مستقل باسم مكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي. ولا يحق لنا بالتالي القيام بأي تجمع أو تنظيم أية حملة جماهيرية أو نشر أي نص. ولا أحد يستطيع أن يزورنا في مقر جمعيتنا، ولا نحن نستطيع الذهاب إلى الناس. ومنذ أربع سنوات لم ننظم أية تظاهرة مفتوحة للعموم. ولم يسمح لنا حتى بالقيام باجتماع عام لأعضاء جمعيتنا.
وماذا لو تجرأت جمعيتكم على عدم الامتثال لهذا المنع؟
قرّاش: نحن لا نستطيع أن نتجاهل هذه الممنوعات، فالشرطة ترابط بصفة مستمرة غير بعيد من مقر جمعيتنا. وحتى أعضاء الجمعية أنفسهن غالبا ما يمنعن من دخول المقر. وخلال “القمة الإعلامية” لسنة 2005 قدمت الناشطة الحقوقية الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل لافتتاح “قمة المواطنة”، وكان من المفترض أن يتم الافتتاح في مقر جمعيتنا. لكن العديد من المشاركين ومن بينهم سياسيون وصحافيون منعوا من الدخول من طرف أعوان الأمن السري.
وهل لهذه الممارسات تأثير على تمويل نشاطاتكم أيضا؟
قرّاش: لدينا مشكلة كبيرة في هذا المجال. كل الأموال التي نحصل عليها من الخارج لتمويل نشاطاتنا لا بد أن تمر عبر البنك المركزي. ومنذ بضع سنوات تجمّد المبالغ المالية المخصصة لبعض المشاريع. ولتغطية نفقات بعض النشاطات التي كانت لها علاقة بـ”القمة الإعلامية” حصلنا على عدة تمويلات متنوعة من بينها مبالغ من مساعدين من ألمانيا، لكنا لم نتمكن من تسلم تلك المبالغ.
ومنذ أسابيع استفحلت الأزمة إلى حد أنه إذا ما استمرت الأمور على هذا النحو فإننا سنضطر بعد بضعة أسابيع لغلق المقرّ. لأنه لم يعد بإمكاننا تسديد أبسط النفقات، سواء معاليم الإيجار أو أجور العاملين في مركز التوجيه والمساعدة لنساء من ضحايا العنف. وإذا لم نتوصل إلى حل فإن وجودنا سيغدو في عداد الماضي.
يعني أن الأوضاع الصعبة لجمعية النساء الديمقراطيات قد ازدادت سوءا؟
قرّاش: نعم. فقد كنا أحد المواقع الأخيرة التي تمنح ملجأ لبقية المنظمات المستقلة. ومن مجمل 8000 جمعية غير حكومية في البلاد هناك ما لا يتجاوز أصابع اليد من الجمعيات المستقلة، ومن بين هذه الخمس أو ست جمعيات هناك اثنتان فقط تمتلكان رخصة قانونية.
منذ أكثر من سنة لم يعد بإمكان رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان ولوج مقرات فروعها الجهوية بينما مقرها المركزي بالعاصمة لا يسمح بدخوله إلا لعناصر الهيئة المديرة. وقد رأينا نحن في جمعية النساء الديمقراطيات من واجبنا أن نفتح مقرنا لاجتماعات رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان. وقد أبلغتنا الحكومة بأنها لن تظل تغمض عينيها طويلا على مثل هذا العمل.
أليس من المفترض أن يكون للنظام التونسي مصلحة في دعم مجموعات نسائية ديمقراطية وعلمانية؟ كقطب مقابل لتوسع تأثير الحركة الإسلامية على الأقل؟
قرّاش: ليست كل الفتيات اللاتي يلبسن الحجاب من عناصر الحركة الإسلامية ذات القناعة السياسية. بل إن المسألة تتمثل في أن العديد من الشبان والفتيات يجدون أكثر فأكثر من الصعوبات في العثور على عمل والتمكن من الوقوف على أرجلهم. والكثيرون لا يزالون وهم في سن الثلاثين يقيمون في بيوت عائلاتهم.
يعني أن الشباب يجد نفسه معاقا اجتماعيا و ليس أمامه في المجال السياسي من إمكانية للتعبير عن مشاكله وآرائه. إذ ليس هناك من حياة ديمقراطية عمومية و من مجال للنقاش. ووسائل الإعلام لا تمثل بدورها أي بديل. الناس هنا يشاهدون القنوات الفضائية العربية مثل الجزيرة والمنار بكل ما يمر عبرها من أنماط تفكير بعينها. وبالتالي فإنه يبدو للشباب أن ليس هناك غير هذا البديل: إما الهروب داخل الجريمة والمخدرات أو الهروب إلى الدين.
وعندما تنسد كل المنافذ على هذا النحو فإنه لا يظل أمام المرء سوى أن يصبح أكثر فأكثر تدينا. وفي هذا المجال بالضبط يتمثل فشل السياسة الداخلية التونسية في نظري. لكن هناك أيضا تواطؤ من طرف الحكومات الأوروبية، لأنها منشغلة حاليا بمقاومة الهجرة القادمة من إفريقيا. وهكذا تجد الحلول الأمنية الأوروبية نفسها مملاة على النظام السياسي المحلي. وداخل الاتحاد الأوروبي فإن الموقف الواضح للمسؤولين هو الآتي: طالما هم يساعدوننا ويحمون مصالحنا الاقتصادية فإنه لابد من غض النظر في ما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان.
لا بد أنك تشعرين بنفسك كامرأة ديمقراطية في وضع غير مريح ما بين الحكم المطلق والتطرف الإسلامي؟
قرّاش: دون شك. وهذا هو ما أستنكره على حكامنا: باسم مكافحة التطرف الإسلامي قد طُمست كل الأصوات المعارضة. لكنه لا يمكننا أن نحمي تونس من التطرف الإسلامي إلا عن طريق إرساء مواطَنة حقيقية وبناء مؤسسات تضمن صيانة المبادئ الديمقراطية.
إن الفصل بين السلطات وإعادة إرساء مؤسسات النظام الجمهوري وإحياء الديمقراطية داخل المجتمع وضمان الحريات الفردية والعدالة الاجتماعية لن تستطيع بالتأكيد أن تحل كل المشاكل بعصا سحرية، لكن على المرء أن يحاول ذلك على الأقل. أما قمع الجميع فذلك لا يخدم غير المتطرفين.
كيف يرد النظام التونسي على التحدي الإسلاموي؟
قرّاش: يقوم النظام بتنازلات. وهناك مساومات تجري في الخفاء. ولن أستغرب شخصيا أن يتقدم النظام الحاكم والإسلاميون ذات يوم في جبهة انتخابية موحدة. فالحركة الإسلامية ممنوعة رسميا لكن حزب النهضة (الحزب الإسلامي التونسي الذي يسعى إلى تعميم الشرائع الإسلامية على المجتمع التونسي) ظل موجودا دائما، وكان دائما هناك تواصل بينهما. غير أن المشكلة هي أن هناك تيارات أخرى أكثر راديكالية من النهضة: جهاديون وسلفيّون قد قاتلوا في أفغانستان. والنهضة نفسها قد أصبحت متجاوزة إلى حد ما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. والإشكال هو أن ليس هناك من أحد يمارس سياسة ذات استراتيجية بعيدة المدى، بل كل ما في الأمر مجرد ردود فعل آنية.
أنا محامية وواحدة من زميلاتي كانت لها تجربة مهنية مع مجموعة من الإسلاميين الشباب. لكنهم رفضوا أن تتولى الدفاع عنهم لأنها ليست متحجّبة. وهناك زميلة أخرى من المتحجبات قد صرحت لنا مؤخرا: “مقارنة بهؤلاء فنحن ملحدون تقريبا!” لكن الحاكمين لا يهمهم غير أمر واحد: كيف يحافظون على بقائهم في السلطة على المدى القصير. وعندما تسوء الأمور فإنهم سيفرّون، وسندفع نحن البسطاء عندها الثمن. أصحاب الجاه سيفرون إلى أوروبا وسندفع نحن الثمن.
أجرت الحوار مارتينا صبرا
قنطرة –Qantara.de 2006
ترجمة على مصباح
تأسست الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات سنة 1989 بتونس. وقد انبثقت عن المجموعة النسوية لنادي الطاهر الحدّاد التي تأسست بدورها سنة 1978 داخل النادي الثقافي بالمدينة العتيقة والذي يحمل نفس الإسم. وتضم جمعية النساء الديمقراطيات 500 عضو من النساء حسب ما أفادتنا به.
والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات منظمة غير حكومية مستقلة هدفها الأساسي هو إلغاء الميْز المجتمعي الذي يمارس على المرأة وتحسين أوضاع المرأة والفتاة على المستوى القانوني والاقتصادي. وتطالب جمعية النساء الديمقراطيات لا بمجرد التمسك بقانون الأحوال الشخصية فحسب، بل بتطويره باتجاه إرساء المساواة بين المرآة والرجل.
وعلى المستوى السياسي تطالب الجمعية بفصل واضح بين الدين والدولة وبنشر الممارسة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية للمواطنين في البلاد التونسية.
تحظى جمعية النساء الديمقراطية بدعم مادي من مؤسسة فريدرش نويمان الألمانية مثلا وذلك في إطار مشروع جهوي لمقاومة العنف. وجمعية النساء الديمقراطيات عضو داخل مجمّع المغرب العربي من أجل المساواة وكذلك في شبكة العمل “عائشة”.
(المصدر: موقع قنطرة (ألمانيا) بتاريخ 9 نوفمبر 2006)
الرابط: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-457/i.html
ما تنفــــــــرد “الصباح” بنشـــــــــره
تفاصيل جديدة عن محتوى دراسة حول الممارسات الثقافية والتعبيرات المستحدثة لدى الشباب
الصباح: الشباب التونسي مدمن على القنوات التلفزية.. قليل الاستعمال للأنترنات
تونس-الصباح
كنا نشرنا في عدد سابق لمحة عن أبرز نتائج دراسة أنجزها المرصد الوطني للشباب حول الممارسات الثقافية والتعبيرات المستحدثة لدى الشباب. وخلصت إلى محدودية انتشار الممارسات غير العادية لدى الشباب التونسي، وارتباط ذلك بالتوازن الذي يميز شخصية الشباب التونسي..
«الصباح» تنشر تفاصيل ضافية عن محتوى الدراسة المذكورة وأبرز النتائج التي خلصت إليها بعد أن تحصلت على نسخة منها. والتي أظهرت أن الشباب الحضري التونسي مدمن على القنوات التلفزية، قليل استخدام الانترنات، ارتفاع في نسبة امتلاك الجوال وفي مطالعة الصحف وارتياد المقاهي والإقبال على اللباس والأكلات الأجنبية..
تمسح الدراسة عينة تتكون من حوالي ألفي شاب ممثلة لشباب الضواحي الملاصقة للعاصمة تونس ليشمل ثلاثة أحياء مختلفة التركيبة السكانية وهي حي التضامن وحي المنزه، وحي المروج .
تؤكد أولى الاستنتاجات أن الشباب التونسي يتميز بالانفتاح على الحضارة المعاصرة وبمواكبة منتجاتها الثقافية المرتبطة خاصة بوسائل الاتصال الحديثة.
بينت الدراسة أن الممارسات الثقافية للشباب تتأثر بمستوى عيش الأسرة وبالمستوى التعليمي للأب والأم وبالمحيط السكاني الذي يعيش فيه. فإن كان حي المنزه يتميز برفاه سكانه وارتفاع مستوى عيشهم بما أدى إلى توفير أغلب متطلبات التواصل والتعليم والترفيه في علاقة بالممارسات الثقافية للشباب، فإن حي التضامن يتميز بتواضع الإمكانيات المادية والثقافية لسكانه وبـ«شعبيته» يتنزل شبابه في محيط حضري كثيف الاتصال بالعاصمة متأثر بما يتفاعل فيها من حركية اقتصادية واجتماعية وثقافية. لكن شباب هذا الحي يتأثر بمحيطه وبإمكانياته المحدودة، لذلك فإن طموحاته لا تتناسب مع امكانياته في مجالات الممارسة الثقافية اليومية. ولاحظت الدراسة أن الانتماء لهذا الحي سكانيا يتخذ في استراتيجيات الشباب وأولياتهم مجرد مرحلة عبور مؤقتة إلى أحياء أخرى حيث «الحياة الراقية».
أما حي المروج فهو وضعية متوسطة بين الحيين الآخرين، وهذه الوسطية نابعة من خصوصيات الطبقة الوسطى التي تغلب على سكانه، وبقدر ما يلاحظ على الممارسات الثقافية لهذا الحي من تفتح ومواكبة فثمة ما يوحي بالشعور بالنقص والدونية لضعف فضاءات الثقافة والترفيه في هذا الحي الذي أصبح يسمى «حي النوم».
القنوات اللبنانية والمصرية في المقدمة
تمثل التلفزة في ارتباطها بلاقط القنوات (البارابول) ظاهرة تأسست عليها عملية توجيه أغلب الممارسات الثقافية لدى الشباب التونسي .وهذه الظاهرة أصبحت تؤدي إلى نوع من الإدمان التلفزي عند الشباب وخاصة منه أولئك الذين ينتمون إلى الشرائح الصغرى .ومن أهم ظواهر المشاهدة، فتأتي في مقدمتها القنوات اللبنانية فالقنوات المصرية (ذات الطابع الموسيقي المنوعاتي) وتليها الفرنسية. كما تتابع نسبة تقارب 7% القنوات الإخبارية العربية (الجزيرة،العربية،المنار). وتعتبر الإناث من أكثر مشاهدة للقنوات اللبنانية ذات المضامين الموسيقية بالأساس بينما القنوات ذات التوجه الإخباري والإعلامي الموجه فهي ذات جمهور ذكوري في الغالب .أما الظاهرة الإعلامية المؤثرة في صنف هام من الشباب الحضري فهي إذاعة «موزاييك» بخصوصياتها اللغوية والشبابية والمتحررة .والتي تصل شباب العينة التي يفضلون الاستماع إليها بنسبة 79%.
ضعف استعمال الانترنات
ورغم الإمكانيات التي يتيحها الانتماء إلى الوسط الحضري المركزي فإن شباب عينة الدراسة يعرف ضعفا ملحوظا في استعمال الانترنات، إذ لا تتجاوز النسبة 42%، وهي ممارسة تتفوق فيها الإناث على الذكور مثلما تتفوق الشرائح الصغرى على الشرائح الكبرى. وتتميز نسبة إقبال الشباب على هذه الوسيلة بالتفاوت الكبير بين الأحياء متاثرة بالوضع المادي العائلي للشاب. ويقترن هذا الضعف بضعف الاستعمال المنزلي للانترنات 17,8% مقابل انتشار الممارسة في المراكز العمومية للانترنات بنسبة تفوق 63%.
وتلاحظ الدراسة أن درجة استخدام الانترنات تنخفض بارتفاع عمر الشاب كما تنخفض في المنزل .وتحتل الدراسة المكانة الأولى في ترتيب أغراض استعمال الانترنات عند الشباب، بـ27% تليها أغراض الترفيه بـ22%، أما الدردشة فهي غرض ترتفع نسبته في صفوف الفئة الشبابية الصغرى. وتكثر الدردشة أو chat في الوسط العائلي الأكثر مراقبة، وهو ما يفسر انخفاض نسبتها كغرض لاستعمال الانترنات في صفوف شباب حي المنزه، ففي الأحياء المرفهة لا توجد عادة مشاكل تواصل وتعارف شبابي مباشرة خاصة العلاقات بين الجنسين.
ارتفاع امتلاك الهاتف الجوال
ورغم ضعف امتلاك اشتراك في شبكة الانترنات، تشير الدراسة إلى وجود نسبة محترمة من أفراد العينة ممن يمتلكون عنوانا الكترونيا وذلك بنسبة تقارب 29%. كما تبين وجود ارتفاع في نسبة امتلاك الهاتف الجوال عند الشباب بنسبة تفوق 68%، وترتفع نسبة امتلاك الإناث للهاتف الجوال والاشتراك في الانترنات. ويضع أكثر من 94% ممن يستخدمون الهاتف الجوال لإجراء المكالمات بدرجة أولى. كما يلاحظ بروز كتابة الرسائل المتبادلة بين الشباب (sms) وهي ممارسة تعتمد رموزا و«لغات» جديدة حذرت الدراسة من تأثيرها السلبي مستقبلا على الاستعمال اللغوي المكتوب وفي مجال «لا التنشئة اللغوية».
ولاحظت الدراسة ظاهرة اللجوء إلى استعمال الحروف اللاتينية لإرسال رسائل بلغة عربية او دارجة، ويفسر عدم وجود حروف عربية بأغلب أجهزة الهاتف الجوال السبب الرئيسي في الاعتماد على اللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها وتخشى الدراسة من أن يؤدي ذلك إلى ضعف استعمال اللغة الوطنية. وكثيرا ما تنتشر لدى الشبان الصغار (15-19عاما) ظاهرة الطلب appel دون مكالمة وهي نوع من اللغة الرمزية والاقتصادية التي يستخدمها هؤلاء للتعبير عن: أين أنت؟ كيف الحال؟ أطلبني؟…
إقبال على مطالعة الصحف اليومية
أبرزت نتائج الدراسة أن شباب ضواحي العاصمة يقبل على المطالعة بنسبة تفوق 77% وأن الوسائل التكنولوجية لم تحد من إقباله على المطالعة. لكن معظم شباب العينة يقبل على مطالعة الصحف اليومية بنسبة تفوق 67% مقابل قرابة 33% بالنسبة لمطالعة الكتب وبالأخص الكتب المدرسية. وتبين أن سلوك المطالعة يترسخ عند الشباب كلما ارتفع السن كما أن الإناث يطالعن أكثر من الذكور، وتتركز نوعية المطالعة على القصص والروايات أكثر من المجالات الأخرى. كما أن مطالعة الصحف والكتب العلمية ممارسة ذكورية مقابل مطالعة المجلات التي هي ممارسة أنثوية. ويعتبر المنزل الفضاء الأكثر استعمالا للمطالعة وبدرجة ثانية تأتي فضاءات المعهد والجامعة (عدم توفر الفضاءات الملائمة) ويلاحظ تدني نسبة المطالعة في المكتبات.
التردد على المقاهي
تشير الدراسة أن الإقبال على المقهى سلوك واسع الانتشار بما يجعله ينافس الفضاءات التنشيطية والترفيهية والتربوية الأخرى. ويأتي المقهى في المرتبة الأولى الذي يستقطب الشباب، تليه المنتزهات. أما قاعات الألعاب والمكتبات ودور الثقافة ودور الشباب فلا تمثل سوى نسبا ضعيفة في معدلات التردد. ويعتبر المقهى ممارسة ذكورية في الغالب مع توجه جديد لدى الإناث في التردد على نوعية خاصة من المقاهي المختلطة. على غرار المقاهي الضخمة والفنادق.
إقبال على الأكلات الأجنبية والماركات العالمية
وفي مجال السلوك الغذائي، يلاحظ تأثر شريحة الشباب بالدعاية الإعلامية للمنتوجات الغذائية ذات الماركات العالمية. ويمثل العصير المشروب المفضل لدى أفراد العينة تليه القهوة فالمشروبات الغازية، مع ملاحظة توسع في المشروبات الكحولية. أما المأكولات المفضلة فقد طغت الأكلات المستوردة على الأكل خارج المنزل، ويتضح ان الشريحة الشبابية الصغرى المتكونة من تلاميذ المعاهد والمدارس الاعدادية، تعرف إقبالا على الأكلات السريعة الأجنبية خارج المنزل.
وبالنسبة للباس فهناك حضور ملحوظ للماركات العالمية في أذواق اللباس التي تتفوق على الماركات الوطنية خصوصا ماركات الأحذية والسراويل. وبينت الدراسة أن الشباب الحضري يولي عناية خاصة في ممارساته اليومية بالمظهر والهيئة واللباس. فنسبة 44% تفضل الحلاقة العادية وباقي النسب تتوزع بين تسريحة الرياضيين (الرأس الحليق) وقليل مما يدخل في صنف الفنانين والنجوم من انواع الحلاقة الشاذة. وبعكس ما كان سائدا قبل عشر سنين تقريبا، تراجع استخدام الشباب لأنماط الحلاقة الوافدة من الغرب وخاصة الحلاقة الأمريكية وترجح الدراسة بارتباط ذلك بتدهور صورة النظام الأمريكي في الرأي العام المحلي في المدة الأخيرة.
أما استعمال مواد التجميل فهو سلوك ينتشر لدى الإناث وخاصة صغيرات السن مع استثناء بالنسبة لزيوت الشعر عند قسم هام من الذكور .أما أساليب التجميل التقليدية فثمة نفور لدى الشباب منها مثل الحنة والكحل التقليدي والوشم والدبغة..ويعرف استعمال المواد التجميلية المكملة انتشارا واسعا على غرار السلسلة والنظارات الشمسية والخاتم والبراسلي والكاسكيت…ويكثر استعمال الخاتم لدى شباب حي التضامن، في حين يكثر استعمال الكاسكيت والنظارات الشمسية لدى شباب المنزه. أما الاستعمالات الشاذة مثل لبس الذكور للأقراط فهي تبقى محدودة التأثير (10،0%).
رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 نوفمبر 2006)
إشعـاع تونـس الثقافــي
بقلم: آمـــــال موســـــى
من القناعات القليلة المشتركة في البلدان العربية والاسلامية اليوم، هو أن الخط الثقافي قد بات يمثل الخط الدفاعي الوحيد بالنسبة الينا، كدول متواضعة الامكانيات المادية في معظمها.
لذلك فان الاقتناع بالثقافة والرهان عليها قد انتقل من مجال النخب الى مجال السياسة من خلال تبني اغلبية الانظمة العربية للمسألة الثقافية.
وتونس لم تشذ عن رفع رهان الثقافة بل انها منذ سنوات وهي تسعى الى تعزيز القرارات الهامة في مجال الثقافة والتي من ابرزها الرفع في ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وايضا تمتيع المبدع التونسي بنظام رخصة مبدع الذي يتيح له التفرغ المحدد لمشروعه الابداعي والفكري دون ان ينقطع عنه راتبه الشهري.
كما ان الخطاب السياسي حول الثقافة في تونس قد اعتنق منذ فترة لا بأس بها مفهوما جديرا بالانتباه يتمثل في مفهوم الاشعاع الثقافي، وهو ما زاد في تركيزه خطاب رئيس الدولة اول امس في الذكرى الـ19 للتحول.
وفي اطار تكريس هذا المفهوم عمليا تم الاذن بالشروع في الاعداد لبرنامج «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية» سنة 2009 وكذلك وضع برامج على امتداد المخطط القادم للتنمية يهدفان الى مزيد النهوض بالصناعة السينمائية وصناعة الكتاب الى جانب قرار اعلان سنة 2008 سنة وطنية للترجمة.
ولعل المتأمل في هذه القرارات يدرك انها بالفعل فرصا خصبة لتكريس الاشعاع الثقافي التونسي خصوصا اذا ما تك التوفق في الاعداد الجيد لهذه التظاهرات واستثمارها بشكل ذكي كي تكون تونس وثقافتها ومبدعيها مستفيدين اقصى ما يمكن الاستفادة.
كما ان تكريس الاشعاع الثقافي، يستدعي من الجهاز الرسمي المشرف على الثقافة ببلادنا اعارة الاهتمام المطلوب للطرق غير المباشرة والآنية لتحقيق الاشعاع الثقافي من ذلك ان مسألة النهوض بصناعة الكتاب هي في بعد من ابعادها نتيجة للنهوض بمضمون الكتاب.
وفي الحقيقة الجهد المبذول في هذه النقطة يبقى متواضعا ويحتاج الى مزيد من الجدية وخاصة الى رؤية ثقافية راشدة وذات خلفية تأسيسية.
فنحن نعيش فقرا في مجال الدوريات المتخصصة ونفتقد خلافا الى عدة دول عربية في نفس امكانياتنا واحيانا اقل، الى عناوين تنهض بالنقد والدراسات الانسانية والاجتماعية والعلمية الشيء الذي اثر على مستوى مضامين الكتب المنشورة وذلك بسبب غياب دوريات تحرك المشهد الثقافي والعلمي وتؤطره.
والى اليوم لم نوفق في وضع خطة ثقافية تجمع بين التنشيط والتأسيس دون غلبة محور على آخر.
من جهة اخرى من المهم توسيع رؤيتنا للفاعلين في مجال الاشعاع الثقافي اذ هناك المفكر والاديب والرسام والمسرحي والباحث والعالم وهي قطاعات دسمة وعميقة واكثر قدرة على ابراز عمق المبدع والمثقف التونسيين وكي لا يجهض حق الذين يشعّون بالثقافة التونسية فان رصد اشعاع الادباء والمفكرين وغيرهم ليس صعبا خصوصا ان ادارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة والمحافظةعلى التراث على علم بجزء وافر من ذلك الاشعاع كما ان سفاراتنا في الخارج تستطيع من خلال متابعتها للصحف ان ترصد الاسماء التي كثيرا ما ترفع راية تونس ولكن بصمت مع العلم ان عددا لا بأس به منهم يعيشون في الخارج في عواصم ثقافية مثل باريس ولندن بحتاجون الى احساس الداخل بجهودهم الشيء الذي يعزز العلاقة بالوطن اي بتونس.
ان الاشعاع هو نتيجة طبيعية لكل جهد صادق وعميق، لذلك فان الكثير من الجدية ومن روح الانصاف ومن الافق الواسع والمتعالي في تقدير الكفاءات، سيجعل من الاشعاع الثقافي التونسي واقعا وليس طموحا فقط.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 9 نوفمبر 2006)
ولتسألنّ عن الحجاب وأهله
ما بالك يا أرض عقبة ما جرى وهل العفاف بارضك إجرام
وهل الحياء بتونس لا ينبغي وهل الحجاب لدى الرئيس حرام
يا قائدا للفسق دون هوادة ومحاربا للدّيـــن يا ظلاّم
قسما بمن فرض الحجاب كتابُه ودعا لطهر دونه الإلزام
لتحاسبنّ حساب حق يومها وتجيئ دونك تلتقي الآثام
ولتُسألنّ عن الحجاب وأهله كم يا جعلت أياّمهم آلام
ولكم ملأت لياليهم أسى ولكم جعلت صباحهم ظلام
أين تفر من دعاء نسائنا ومن الدموع تسيل فلا تلام
ومن الثّكالىتمِرُّكل دهورهم من مُرِ ظلمك سقتهم الأيام
ترجو السعادة في عبادة درهم وتظلّ تنسى قيامة وحِمـــام
وتخال أن الدهر باق في المدى والموت آت والنفوس نيام
عبثا تحاول تدّعي لك عزّة والذّل فيك تجرّه الأقدام
خنت الأمانة واستهنت بشعبك ولبست ثوبا شانه الإجرام
عشرون مرّت والحياة كئيبة والشعب اَظلم دونه الإظلام
وتفاقم الضيم ُعلى الضيمِ على ضيم تكدّس فالنفوس تظام
وتعاظم ظلم الرّعية كلّها وغدا البلاءينْخُرْها العضام
حتى متى يا ظالما تتجبّر وتحل فينا النّائبات عِظام
لله نشكو ا ضيمك يا ظالما فهو الإلاه العادل العلاّم
وهو الذي ندعوه أن ينصفنا ويردّ هجرنا طالت الأيام
جمال الدين أحمد الفرحاوي
لاهاي في 08/11/2006
الخمار بين الإستعمال الأصولي والمعاني الأصلية
جحيم اقتصادي في غزة
السجال الديني يتجدد في اوروبا ومعه الجهل والتعصب