الاثنين، 12 مارس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2485 du 12.03.2007

 archives : www.tunisnews.net


 

المجلس الوطني للحريات: تنامي ظاهرة التعذيب والعنف في السجون

في الحاجة لتأسيس منظمة نقابية مختلفة بتونس- الجامعة العامة التونسية للشغل مثلا

النهضة أنفو: أخبار من ..وعن.. تونس

إطلاق سراح الفنان الهادي ولد باب الله

رويترز: تونس تقبض على 32 مهاجرا غير قانوني

الموقف : السيدة سامية عبّو للموقف: سجن زوجي أثمر ولادة “سامية” مختلفة

الموقف : لطفي حجّي في النادي الثقافي “الطاهر الحدّاد” بصفاقس:لائكيّة بورقيبة موضع تساؤل حقيقيّ

الموقف : “الموقف” تحاور جليلة بكّار : أؤمن بالقوى التقدّميّة لكن على التقدّميّين في بلادنا ان يطوّروا خطابهم وآليّاتهم

الموقف : حوار مع خديجة الشريف: العقليات تتراجع والسبب غياب الديمقراطيّة

الموقف : احتفالا بـ 8 مارس: أيّ دور للمرأة في الشأن العام؟

الموقف: الديموقراطية التي نريد

صاحب الكلام: قالوا – قلنا

محمد العروسي الهاني:  الرهانات على نشر العلم والمعرفة من أهم دعائم التشريعات الإجتماعية في بلادنا منذ الإستقلال

الصباح :حتّـى لا تـكـون حوادث المرور سيفا مسلّطا على رقــاب التونسييــن

الكشاف الأردني: تونس تدخل حيز تنفيذ اتفاقية لحماية أشكال التعبير الثقافى

الصباح :تحقيق :مغامــرات تونسييـــن على مواقـــع «التشــــات»:دعـــوات للشـــذوذ وأخـــرى للـزواج… وبعضهم يكتشف أنّه يتعامل مع أقربائــه

الحياة: الواحات الصحراوية التونسية حضن دافئ يقي السياح الغربيين زمهرير الشتاء

رويترز:المغرب يتحرى ما إذا كان انفجار ليل الأحد هجوما انتحاريا

موقع إسلام أون لاين. نت:الجزائر.. دعـوة للمساواة في الميراث

موقع إسلام أون لاين. نت:السلفية الأوروبية.. ثلاثية الاتجاهات

الحياة:مؤرخ يكشف مقالاً كتبه الزعيم البريطاني الراحل في 1937… تشرشل حمّل اليهود مسؤولية العداء لهم؟

القدس العربي:اكتشاف مقال لتشرشل ينصح فيه اليهود بكسر عزلتهم ويحملهم جزئيا مسؤولية كوارثهم

الحياة:رئيس منظمة العمل العربية أكد لـ«الحياة» ان حلّ مشاكل العمل في حاجة الى جهد جماعي … قويدر: الفساد في الدول العربية يلتهم البلايين وقرارات معالجة البطالة حبر على ورق

الحياة:الفضائية الفرنسية تبدأ البث بالعربية مطلع الشهر المقبل … «فرانس 24» الإخبارية تسعى إلى تكريس التعددية والتوازن بين الاقتصاد والثقافة

الحياة:ولد فال: وفّينا بالتزامنا وحان وقت الذهاب … موريتانيا: انتخابات رئاسية هادئة والحسم مرجّح في جولة ثانية

القدس العربي :المنافسة في الانتخابات الموريتانية انحسرت بين مرشحَين وتوقعات بدورة ثانية للحسم :ولد محمد فال: عهد الانقلابات قد ولي وسأغادر الحكم مرتاحا

القدس العربي :جبهة القوي الاشتراكية تقاطع الانتخابات التشريعية في الجزائر

القدس العربي :الإعلان عن تأسيس رابطة المغرب العربي للصيادلة بالجزائر

القدس العربي:ليبيا تلغي قرار منع سفر النساء تحت سن الأربعين من دون محرم

محمد صادق الحسيني :من ينقذ العراق من حرامية بغداد؟

ميشيل شحادة :الشرق الأوسط الكبير.. هزيمة للحضارة العربية الإسلامية

  


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
 

برنامج عن المساجين السياسيين في تونس على قناة “الحوار” اللندنية

تبث قناة الحوار في لندن برنامجا عن المساجين السياسيين في تونس وذلك ضمن برنامج “حقوق الناس” يوم الأربعاء 14 مارس 2007 من الساعة 18.30 إلى الساعة 19.30 بتوقيت غرينتش. زوروا موقع القناة للتعرف على الإحداثيات: www.alhiwar.tv

 

تسجيل فيديو للجزء الأول من الحوار الذي أجراه مدير قناة الحوار الطاهر بن حسين مع علي العريض، الناطق السابق باسم حركة النهضة (بثته قناة “الحوار التونسي” مساء الأحد 11 مارس 2007 ويُعاد مساء الأربعاء 14 مارس 2007)

http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=164&video=1

 

بسم الله الرحمان الرحيم

القيادى الإسلامى الأستاذ علي العريض على شاشة الحوار التونسى

 
 الأستاذ على العريض القيادى الإسلامى والسجين السياسى السابق والناطق السابق بإسم حركة النهضة التونسية على الشاشة الصغيرة فى حوار مطول مع  قناة الحوار التونسى . هذه المقابلة ليست الأولى له مع الإعلام ولكن هي الأهم  بعد خروجه من السجن    
قناة الحوار التونسى بثت الجزء الأول من الحوار , فى عددها 44 يوم الأحد 11 مارس 2007 , على أن تبث الجزء الثانى من هذا الحوار فى العدد القادم كما وعدت
 
قام بعملية القص والتسكين : صابـر
ملاحظة : وقع تقسيم الحوار إلى 3 أجزاء لتسهيل وضعه على الأنترنت
 
صـــابر : سويســـرا 
 

 
المجلس الوطني للحريات
 

تونس في 12 مارس 2007

تنامي ظاهرة التعذيب والعنف في السجون

 

يعبّر المجلس الوطني للحريات عن عميق انشغاله لعودة ظاهرة التعذيب والعنف في السجون التونسية.

1.    فقد تعرض عدد من المساجين المقيمين بمجمّع “الكرّاكة” بسجن المرناقية صبيحة يوم 6 مارس 2007 إلى اعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان طلائع السجون بأمر من إدارة السجن. إذ قام أعوان سجن المرناقية بإخراج عدد من المساجين من غرفتهم إثر أدائهم لصلاة الصبح جماعة حيث وجدوا مجموعة من أعوان طلائع السجون انهالت عليهم بالضرب بالعصيّ واللكم والركل وهو ما خلّف عدة آثار على أجسادهم.
وقد عاين المحامي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي بمناسبة زيارة منوّبه السجين السياسي محمد بن محمد الموقوف في قضية متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب، آثار زرقة شديدة بعينه اليسرى وأسفلها. وعلم منه أنّ مجموعة من 19 سجينا من بينهم 9 مساجين سياسيين قد تعرضوا للتعنيف عقابا لهم على أداء صلاة الصبح جماعة يوم 6 مارس الماضي.
وقد تقدم 9 محامين (راضية النصراوي وعبد الرؤوف العيادي ومحمد النوري وسمير بن عمر وأنور القوصري وعلي بن منصور وطارق العبيدي ورياض الشيحاوي وأنور أولاد علي) بشكوى “في الاعتداء بالعنف الشديد الواقع من موظف عمومي حال مباشرته لوظيفته على معنى الفصل 101 من المجلة الجزائية” إلى وكيل الجمهورية بتونس ضد مدير السجن فيصل الرماني وعدد من أعوان السجون والطلائع من بينهم النقيب “الوشتاتي” والأعوان

“عبد الحميد” و”حمزة” و”ماهر”.

 
2.    كما تعرض يوم 23 فيفري 2007 سجين الانترنت رمزي بالطيبي للعنف الشديد من قبل 3 ضباط بالزي المدني داخل سجن بنزرت قدّموا أنفسهم على أنّهم من فرقة أمن الدولة وقاموا بشدّ وثاقه من يديه وساقيه على كرسي وتولّوا تطعيمه الحليب البارد بالقوّة لإجباره على فكّ إضراب الجوع الذي شنّه احتجاجا على استعمال العنف ضدّه سابقا، ممّا انجرّ عنه كسر أحد أسنانه. وهذه المرة الخامسة منذ عدة أشهر التي يتعرض فيها رمزي بالطيبي إلى حصص تعذيب داخل السجن لإجباره على التعاون مع مصالح أمن الدولة.
وكان الأستاذ أنور القوصري قد تقدم بشكوى إلى وكالة الجمهورية ببنزرت تحت عدد 17363/006 يوم 3 أكتوبر 2006 بخصوص تعرض السجين رمزي بالطيبي للتعذيب على أيدي عناصر أمنية من غير أعوان السجن يوم 8 سبتمبر 2006 بتهمة تحريض السجناء ضد الإدارة. وقد اعتدوا عليه بالعنف الشديد وضربوه بالفلقة بمحضر أعوان السجن.
كما تقدم الأستاذ محمد النوري في مناسبة أخرى بشكوى إلى وكيل الجمهورية في حق منوّبه رمزي بالطيبي يوم 22 جانفي 2007 من أجل تعرضه لتعذيب من قبل أعوان من إدارة أمن الدولة.

 

والمجلس الوطني للحريات

       يطالب سلطة الإشراف بالعمل على صيانة كرامة المساجين وفق قانون السجون وخاصة الفصل الأوّل والفصل 21 الذي ينصّ على أن تكفل الإقامة بالسجن “حرمة السجين الجسدية والمعنوية”. واحترام مبادئ القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة المساجين للأمم المتحدة.

       يطالب بفتح تحقيق في ظاهرة ممارسة التعذيب داخل السجون ومعاقبة منفذيها ومن أمر بها وفق الفصول 101 و101 مكرر الذي يعاقب الموظفين العموميين الذين يخضعون أشخاصا للتعذيب حال مباشرتهم لمهامهم.

عن المجلس

الناطقة الرسمية

سهام بن سدرين


 

في الحاجة لتأسيس منظمة نقابية مختلفة بتونس

الجامعة العامة التونسية للشغل مثلا

 

يود المؤسسون للجامعة العامة التونسية للشغل، بادئ ذي بدء، التعبير عن اعتزازهم، بما أثارته مبادرتهم من اهتمام غير مسبوق لدى الرأي العام النقابي والوطني ولدى وسائل الإعلام بالرغم من منع الندوة الصحفية التي برمجت ليوم الخميس

1 فيفري 2007 ، من قبل وزارة الداخلية ، و بما خلقته من حوار وطني ثري حول مدى مشروعية التعددية النقابية وجدواها في بلادنا وضرورة إصلاح الحركة النقابية وتجديد رؤاها وهيكليتها وطرق عملها.

وبقدر ما يعبر المؤسسون للجامعة العامة التونسية للشغل عن شكرهم لكل من ساهم في هذا النقاش، من نقابيين وصحفيين ومثقفين سواء بالترحيب بالمبادرة وتثمينها أو بنقده لها، بقدر ما يستغربون الطريقة الغير موضوعية والغير حرفية التي تناول بها بعض الصحفيين الموضوع ، كما يأسفون لردود الفعل المتشنجة والمتسرعة لبعض القيادات النقابية التي تنم عن إستهتار بمبادئ العمل النقابي الديمقراطي القائم على حرية التنظيم النقابي و بجهل أو تجاهل بالتجربة التاريخية للحركة النقابية الوطنية التونسية في مختلف أطوارها من سنة

1924 إلى سنة 1956 حيث نشأت ونمت وتطورت في إطار التعددية النقابية ولمدة تتجاوز الثلاثة عقود، كما أنها تعكس عقلية أحادية الرأي والتفكير القائمة على التكفير والتخوين النابع من الفكر التقليدي والشمولي، والذي يمثل تاريخيا عرقلة لكل عملية جادة للإصلاح والتجديد.

ويؤكدون تمسكهم بالحوار الهادئ والهادف لتعميق النقاش في هذه الإشكاليات الهامة مع التنبيه إلى تجنب كل أشكال التشخيص والتشويه والمغالطة.

ومن المهم التذكير بأن تأسيس المنظمة النقابية الجديدة هو تتويج لحوارات معمقة ونقاشات ثرية تجسدت في وثيقة

“الأرضية النقابية لإعادة تأسيس الحركة النقابية” شارك فيها مناضلون ومناضلات من أجيال وتجارب متنوعة وقطاعات وجهات مختلفة.

وهي نتيجة إيمان مبدئي بحق الشغيلة في الانتماء بكل حرية للتنظيم النقابي الذي يخدم مصالحها واختياراتها ويحقق طموحاتها، وهو حق يقوم على مبدأ الحرية النقابية باعتبارها حرية عمومية ، تماما كحرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمع

. ومن المعلوم أن الدستور التونسي يضمن هذه الحريات ، بما في ذلك الحرية النقابية في فصله الثامن، كما أن النظام القانوني للنقابات بتونس يقر طبقا للفصول 242 و250 و252 من مجلة الشغل التونسية ، الحرية النقابية وحرية تكوين النقابات دون ترخيص أو موافقة مسبقة من السلطة العمومية وذلك تماشيا مع ما تضمنته الاتفاقيتان الدوليتان عدد 87 وعدد 98 الصادرتين عن منظمة العمل الدولية.

وبقدر ما يؤكد المؤسسون عزمهم على تأسيس منظمتهم النقابية الجديدة رغم كل العراقيل والصعوبات بقدر ما يحرصون على توفير أهم شروط نجاحها ومن بينها:

الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة والشاملة الحاصلة في بلادنا ومحيطها الإقليمي والدولي وتجاوز بعض الانحرافات التي عاشتها التجربة النقابية التونسية والعوائق التي كبلتها وخاصة خلال العشرية الأخيرة،

الاستفادة من التقاليد الأصيلة المؤسسة لتنظيمات الحركة النقابية الوطنية التونسية في مختلف أطوارها حيث برزت ونمت وتطورت في إطار التعددية النقابية نتيجة عجز المنظمات النقابية الفرنسية في العهد الاستعماري على الدفاع عن حقوق العمال التونسيين والتعبير عن طموحاتهم، سواء في التجربة الأولى لجامعة عموم العملة التونسية بقيادة الشهيد محمد على أو في التجربة الثانية بقيادة المرحوم بلقاسم القناوي أو في تجربة الإتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الشهيد فرحات حشاد حيث امتدت تجربة الحركة النقابية التونسية في إطار التعددية النقابية من سنة 1924 إلى سنة 1956، مما يفند الإدعاء أنها بدعة ودخيلة عنها.

كما أنه لابد من الاستفادة من التجارب النقابية الثرية في مجال التعددية النقابية في عديد البلدان في العالم ولاسيما التجارب الناجحة مثل إسبانبا وبلجيكا ، مع التنبيه إلى أن توحيد المنظمات النقابية العالمية في منظمة واحدة في شهر نوفمبر

2006 بفيانا بالنمسا تحت إسم “الكنفدرالية النقابية الدولية” لم يلغ المنظمات النقابية على مستوى كل بلد، فلازالت التعددية النقابية قائمة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا واليابان وغيرها الكثير ، بل إنها دعمت تجربة التعددية النقابية في عديد البلدان على غرار المغرب الأقصى الشقيق ، كما أنها تعكس ثراء الحركة النقابية وتنوعها وخصوصياتها من بلد إلى آخر. ولقد تضمنت ديباجة القانون الأساسي للمنظمة النقابية العالمية الجديدة حرية التنظيم النقابي و حق الشغيلة في الانتماء للتنظيم النقابي الذي يتماشي مع اختياراتها.

التباين مع المحاولات التي برزت في بلادنا بعد الاستقلال والتي كانت في علاقة بمختلف الأزمات الناشئة بين المنظمة النقابية والسلطة القائمة.

وفي هذا الإطار لا بد من التأكيد على تمسك المنظمة النقابية الجديدة باستقلاليتها وبتمثيليتها التي تتجسد في تركيبة مؤسسيها من أجيال وتجارب متنوعة وقطاعات وجهات مختلفة تجمعهم قيم التطوع والتضامن والنضال.

فمن ضمن المؤسسين من تعرض للاعتقال والتعذيب والسجن والتشرد دفاعا عن استقلالية العمل النقابي وحقوق الشغيلة في أصعب الأزمات التي عاشتها المنظمة النقابية في السبعينات أو الثمانينات وساندوا بكل حزم رموزها عند المحن وعندما تخلى الموالون لها

( إعفاء المرحوم الحبيب عاشور من الأمانة العامة سنة 1986) ، كما واجهوها بالنقد عندما كانت في أوج قوتها ( قضية جريدة الشعب 1985)، كما كانت لهم مواقف حازمة إزاء الانحرافات التي شهدها الإتحاد في العشرية الأخيرة ضمن مبادرة “الأرضية النقابية” كان من ضمنها النداء الموجه إلى الرأي العام النقابي والصادر بمناسبة انعقاد مؤتمر جربة سنة 2 200 حيث ورد فيه “ إن الديمقراطية النقابية والوحدة النقابية مرتبطتان ارتباطا عضويا وجدليا والرهان المطروح اليوم يكمن في جعل المنظمة قادرة على النجاح في ترجمة وتكريس هذا الارتباط، إن التعددية النقابية إما أن تتواجد داخل المنظمة أو أن تفرض خارجهاّ ذلك أن وحدة النقابيين ضمن منظمة واحدة يتطلب تعددية فعلية وتنوع حقيقي وتعايش ديمقراطي داخل المنظمة ومراجعة جذرية لهيكلتها”، ولقد جوبه هذا الجيل من المناضلين النقابيين الصادقين بالنكران و الإقصاء والجحود من قبل مختلف قيادات الإتحاد التي توالت عليه منذ مؤتمر سوسة سنة1989 إلى الآن.

كما أن من ضمن المؤسسين جيل جديد من الشباب والنساء والإطارات فيهم من انتمى للإتحاد ومارس مسؤوليات نقابية خلال التسعينات و بعدها، وانسحب بصفة طوعية لخيبة أمله من التجربة أو أقصي منها ومنهم من هم بصدد الانخراط في العمل النقابي لأول مرة أو حديثي العهد به، وكلهم يطمحون لتأسيس تجربة نقابية جديدة وبعيدة عن الطرق المألوفة ودلك من خلال المساهمة الفعلية في تكوين منظمة نقابية من نوع جديد ويكونون ضمنها قادرين على تنشيط العمل النقابي وتأطيره داخل المؤسسة أو القطاع أو في المستوى الوطني وفي نفس الوقت مساهمين فاعلين بكل قدراتهم في

–مخبر- دائم ومتنوع للتفكير والبحث حول القضايا النقابية والاجتماعية والاقتصادية.

وقد حصل اتفاق بين مختلف أجيال المؤسسين للمنظمة النقابية الجديدة يتمثل في القطع مع

“النموذج النقابي ” المستنبط من التسعينات والذي وقع إعادة إنتاجه بإضافة بعض التحويرات الجزئية التي أضيفت له خلال مؤتمري جربة في فيفري 2002 والمنستير في ديسمبر 2006 التي لم تمس من جوهره .

إننا عاقدين العزم على تأسيس منظمة نقابية جديدة بهدف تقديم الإضافة المرجوة عبر تجديد الرؤى والأهداف والبرامج والهيكلة وآليات العمل والتركيبة الاجتماعية

. (أنظر وثيقة ” الأرضية النقابية من أجل إعادة تأسيس الحركة النقابية بتونس” )

كما تجدر الإشارة إلى أننا

لا نريد نقابة ثانية أو موازية بل نقابة مختلفة، وإن شعارنا هو:

إن منظمة نقابية مختلفة بتونس هي ممكنة”

إن التعددية النقابية المطروحة اليوم بتونس هي نابعة إذن من قناعة مبدئية بحرية التنظيم النقابي وهي كذلك نتيجة التناقضات الداخلية بسبب اصطدام التحجر الهيكلي للتنظيم النقابي من جهة و بروز قوى جديدة داخله من جهة أخرى.

فتطور هذه القوى يفرض ذلك ويمثل لحظة التحرر من العوائق كما يفتح لها المجال لأجل توجهات ورؤى مستقبلية ديمقراطية وتحديثية مستندة إلى تعددية فعلية وتنوع حقيقي وتعايش مثمر يقطع مع أحادية الرأي والتفكير ويؤسس تقاليد ثقافة الحوار وحق الاختلاف والغيرية و حق التعبير للأفراد والمجموعات، على قاعدة جدلية الوحدة والصراع والتعاون لا على أساس عقلية التكفير والتخوين النابع عن الفكر التقليدي والشمولي.

إن بروز منظمة نقابية جديدة إلى جانب الاتحاد على أساس الانتماء الحر والمعبر عن إرادة عمالية ونقابية حقيقية والمدافع عن مصالح الأجراء لهو عمل مفيد ومثمر للحركة النقابية ككل وللإتحاد العام التونسي للشغل بالذات إذ يمثل تجاوزا خلاقا للوضع النقابي السائد المتسم بضآلة نسبة الانخراط النقابي التي لا تتجاوز

10 بالمائة من العدد الجملي للأجراء في تونس، كما يواكب روح التقدم والحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان. فالتعددية هي حافز على التنافس النزيه لزيادة نسبة المنتمين للعمل النقابي ولتمكين الأجراء من حرية الانتماء والاختيار خدمة لمصالحهم.

إن نضج تجربة الحركة النقابية بتونس وتمرس أطرها المناضلة يخولان لها ذلك على غرار تجارب ناجحة أخرى للتعددية النقابية كإسبانيا وبلجيكا والبلدان الاسكندينافية….

وبناءا على ما تقدم، فإن تكريس التعددية النقابية بهذا المعنى و في الظرف الراهن هو الحل الوحيد لفتح آفاق جديدة ورحبة للحركة النقابية التونسية تقوم على الإصلاح والتجديد و تخلق ديناميكية جديدة تعيد لها الاعتبار والفاعلية

.

عن لجنة الاتصال

فاطمة الشريف و الحبيب قيزة

cgtt2007@yahoo.fr

 

تونس، شهر فيفري 2007


 

أخبار من ..وعن.. تونس

 

 
التصحر!!  من الإشكالات المطروحة في وزارة الشؤون الدينية التونسية عدم وجود ترشحات لما يسمى بـــ ” جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية”. فمنذ حوالي ثلاثة أشهر والوزارة تقوم بإعلان يومي في كل الصحف والمجلات الرسمية وشبيهاتها ولا من مجيب ….. مع العلم وانه تم تحديد 30 جوان كآخر اجل و تنوي الوزارة تسليم الجائزة في رمضان المقبل ……..فهل من منقذ ؟ إستخفاف بالارواح!! وصلت معلومة للجهات الأمنية أن قنبلة موجودة بمكتب مبنى تابع لبنك الإسكان بالمونبليزير ( به 347 موظف ) فلم يتم إخراج الموظفين بل وقع جلب الكلاب والأعوان وفحص المكاتب في ظل وجود الموظفين مما أحدث لاحقا تأزما لعديد الموظفين … خوصصة وانتهاز للفرص!! تدور النقاشات وتعد جملة من التقارير  حول المؤسسات التي سيقع خوصصتها في السنة الجارية والتركيز منصب على المؤسسات المالية حيث سيقع الإعلان عن خوصصة البنك الفرنسي التونسي بالتفويت في 78.18 بالمائة من راس المال ( أي المساهمات العمومية ) كما ينتظر أن يعلن عن خوصصة البنك التونسي الكويتي للتنمية بالتفويت في كتلة تمثل 60 بالمائة من راس المال ….( 30 بالمائة من المساهمات العمومية و 30 بالمائة مساهمات كويتية ….) من ناحية أخرى تم الإعلان عن تخصيص شركة السياحة والمؤتمرات المالكة لفنادق أبو نواس بالتفويت في 59.69 بالمائة من راس المال مع العلم وان هذه المؤسسة هي التي باعت لكارطاغو – أهم مؤسسات الطرابلسية – النزل بلاص بقمرت ذو 5 نجوم ، وهو أهم النزل التابعة للمجموعة ….كما يوجد توجه نحو خصخصة 76 بالمائة من المغازة العامة …. خطوة… نتيجة الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة بين تونس وليبيا فان كل المنتجات مسموح بتبادلها بداية من 01/03/2007 وبالتالي فلن يقع العمل بنسبة 02 بالمائة ( وهي الضريبة المحددة للإنتاج ) إضافة إلى إلغاء ضريبة الاستهلاك المستوجبة والتي تتراوح بين 10 و 50 بالمائة مع العلم وان اغلب المنتجات التونسية تطبق عليها ضريبة استهلاك بــ 25 بالمائة … مع العلم وانه تم توقيع اتفاقات ثلاث ( تبادل العملة – شهادات السياقة – اتفاق صناعي ……) إجراءات…. من الإجراءات التي سيقع العمل بها في الديوانة التونسية تقليص آجال تسريح البضائع من معدل 09 أيام بالنسبة للتوريد إلى معدل الدول المزاحمة ( 05 أيام حاليا ) – إداريا يشمل هذا المعدل مدة عملية الشحن والترصيف ( 03 أيام ) والمراقبة الفنية ( يومان ونصف ) إلى جانب الإجراءات الخاصة بالديوانة ( 04 أيام ) ومن المنتظر أن يتم التقليص باعتبار الإجراءات التي تم اعتمادها والمتمثلة خاصة في إعفاء المواد الأولية ونصف المصنعة من إجراءات المراقبة الفنية واعتماد نظام التصرف في المخاطر في مجال المراقبة الديوانية ومعالجة التصاريح بطرق آلية والتسريح الفوري للمدخلات المعدة للتصنيع بغرض التصدير …. خفايا… البنك الدولي أصدر و في دراسة حديثة و استراتيجية لوضع الفلاحة في تونس قام  ذكر ان الحماية التجارية تضع الاسعار الغذائية مرتفعة وتكلف زيادة بــ 04 بالمائة من المقدرة الشرائية ويقع دفع 170 مليون دينار تعويض لفائدة فلاحي الزراعات الكبرى وهي تكلف اربع مرات الدخل الفردي الخام .. كما ان نمو القطاع الفلاحي لا يمكنه مواجهة المنافسة و 40 بالمائة يخص منتجات توريدها يكلف اقل من انتاجها مما يعني خسائر كبرى للاقتصاد التونسي  –هذه الدراسة  تم التعتيم عليها  واكتفت وسائل الإعلام إلى الإشارة المقتضبة بانه أجريت دراسة شاملة حول تمويل قطاعي الفلاحة والصيد البحري … من ناحية أخرى   حضر وزير المالية محمد رشيد كشيش ندوة حول القطاع ألفلاحي وخلال الندوة تم استعراض ارقام دراسة البنك الدولي وهي ارقام خطيرة ومذهلة ومقدمة لاتخاذ جملة من الإجراءات ستزيد في تازيم القطاع الفلاحي إذ تم التأكيد على ان عدد الفلاحين المنتفعين بالقروض الفلاحية يسجل تراجعا من 54 بالمائة خلال خماسية 90-94 إلى 36 بالمائة في خماسية 2000-2004 بل ولم يتجاوز عدد الفلاحين الراغبين في الانتفاع بقرض بنكي نسبة 08 بالمائة وهي نسبة جد منخفضة كما تم التأكيد على تراجع تمويل القطاع ألفلاحي حيث تراجع تمويل البنوك من 16.1 بالمائة خلال المخطط الثامن إلى 10 بالمائة خلال المخطط العاشر ….من ناحية أخرى تتراجع نسبة الاستخلاص بصفة مذهلة فنسبة استخلاص بنك التضامن لم تتجاوز الــ 43.6 بالمائة وهي اضعف نسبة يسجلها البنك من مجموع القطاعات الممولة … من جهة أخرى لم تتجاوز نسبة التامين ألفلاحي 6 بالمائة من العدد الجملي للفلاحين ( وهو نسبة مشكوك في تحققها ) لولا التنصيص على إجبارية التامين للحصول على قرض….بل ان الوزير قال ان حصة التامين ألفلاحي لم تتجاوز الــ 2 بالمائة من إجمالي المعاملات بينما فقط توجد 10 بالمائة من المساحات مؤمنة …… النهضة أنفو (المصدر: موقع النهضة أنفو بتاريخ 12 مارس 2007) الرابط: http://www.nahdha.info/arabe/modules.php?name=News&file=article&sid=45


إطلاق سراح الفنان الهادي ولد باب الله

 

 أفرج البوليس التونسي (إقليم بوشوشة أمس الأول) عن الفنان الكوميدي التونسي الهادي ولد باب الله  بعد أن كان أوقفه بسبب نكت عن شخص بن علي و تقليده له في أحد المجالس .
 و قد تمّ التنبيه عليه بعدم إعادة الكرّة .
   و الإفراج عن هذا الفنان لا يُغني البوليس في تونس عن إتهامنا  له بملاحقته  الفن الحر و منع حق التعبير في بلاد تدّعي حكومتها دائما  أنها تجيز هذا الحق و هي في الواقع العدو الأوحد لحرية التعبير ، و بن علي ليس الله حتّى لا يقلده الناس  أو يُصدر حوله الفنانون النكت الهادفة المُنتقدة لما فعله في البلد من إنتهاكات على منذ 7 نوفمبر 1987 هو و أصهاره و الموالين له .
 

 * مراسلة خاصة بتونيس نيوز  من تونس


تونس تقبض على 32 مهاجرا غير قانوني

تونس (رويترز) – قال مسؤولون يوم الاثنين أن خفر السواحل التونسي تمكن من إيقاف 32 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول الى اوروبا عبر الشواطىء التونسية. ونقلت صيحفة الاسبوعي عن المسؤولين قولهم ان وحدات خفر السواحل أحبطت عملية إبحار سرية وألقت القبض على 20 شخصا شاركوا في محاولة التسلل لايطاليا عبر البحر. كما ألقت وحدة أمنية تابعة للحرس الوطني بالمهدية القبض على خمسة شبان آخرين قبالة سواحل سلقطة كانوا يحاولون الوصول الى جزيرة لمبدوزا الايطالية وحجزوا زورقهم. وبالاضافة الى ذلك قالت المصادر ان وحدات خفر السواحل في بنزرت نحجت في إنقاذ سبعة مهاجرين جزائرين من الموت غرقا بعد تحطم زورقهم بسبب الرياح العاتية قرب جزيرة جالطة. وقال خفر السواحل انه سارع بانتشالهم وتقديم الاسعافات الأولية قبل ان يعترف المهاجرون بأن رحلتهم انطلقت من الشواطئ الجزائرية. وكثفت تونس جهودها للحد من تدفق المهاجرين غير القانونيين على اوروبا وفرضت عقوبات صارمة على كل من ينظم أو يشارك في مثل هذه الرحلات. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 12 مارس 2007)

 


السيدة سامية عبّو للموقف: سجن زوجي أثمر ولادة “سامية” مختلفة

 
محسن المزليني اعتبرت السيدة سامية عبّو يوم اعتقال زوجها تاريخا مفصليا في حياتها، وأكّدت في حوار مع “الموقف” أنّ هذا الحدث غيّر نظرتها إلى كلّ ما يدور حولها إلى حدّ يمكن الحديث معه عن ولادة وإن بشكل قيصري لامرأة لا تخشى تحمّل ضريبة الإنشغال بهموم الآخرين أو بالشأن العام. • تروج بعض الأوساط إمكانية إطلاق الأستاذ محمّد عبّو و بعض مساجين الرأي في المدة القادمة، فما هي آخر المساعي في ذلك؟ • السيدة عبّو: أوّلا أتمنى أن تكون هناك نيّة حقيقيةلإطلاقه ، فقد مللنا بالونات الإختبار وسياسة الغريق والقشّة. أمّا عن المساعي، فبعد أن دخل الأستاذ عامه الثالث في السجن أصدرت عديد المنظمات الحقوقية، محلية وعالمية، بيانات طالبت بإطلاقه ورفع المظلمة التي تعرّض لها. • وماذا عن التدخّلات السياسيّة؟ • السيدة عبّو: لعلّك تقصد الإدارة الأمريكيّة. لقد اتّصلت بي سفارتها وأبلغتني بأنّ الخارجيّة الأمريكيّة أصدرت بيانا في الغرض طالبت بإطلاق عبّو وكلّ مساجين الرأي وغلق هذا الملف المأساوي. • لكن هذا يعطي حجّة لمن يتهمكم بالإستقواء بالأجنبي وبتصويركم طابورا خامسا للهيمنة الأجنبية، أليس كذلك؟ • السيدة عبّو: في نظري للمسألة بعدان: بعد مبدئي أخلاقي وبعد قانوني. فمن حيث المبدأ، لا يزايد أحد على أحد في الوطنيّة. ذلك أنّه كثيرا ما تحتفي السلطات عندنا بالإشادات الأجنبية التي تصدر عن هذه المنظمة أو تلك ولم يتّهمها أحد بتلقّي الدعم الأجنبي فهل هو منطق “حلال علينا حرام عليكم”، ثمّ إنّني أدافع عن حقّ إنساني أساسي. أمّا في البعد القانوني فإنّ الدّولة عندنا صادقت على عديد المواثيق والمعاهدات الدولية التي تتطلّب الإيفاء بها. وجلّ هذه المنظّمات الحقوقيّة اكتسبت صفة الملاحظ لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة، وبالتالي فإنّ تقاريرها تعتمد على الكلّ وليس لها نيّة مسبقة عن بلادنا إلاّ الخلفيّة التي تؤسسها الدولة من خلال ممارساتها…فهل نحمّل غيرنا وزر صورة رسمتها سلطاتنا لنفسها بنفسها. • كيف جاءت السيدة سامية عالم النضال الحقوقي؟ • السيدة عبّو: الحقيقة كنت قبل اعتقال زوجي، شأن المرأة التونسية، لا تبحث إلاّ عن تحقيق “فرحة الحياة”، وإن كنت ناضلت كثيرا( النضال المشروع) من أجل أن يصل زوجي إلى ما وصل إليه. فقد تزوّجته تلميذا و عايشت كلّ نضاله العلمي والحقوقي. نعم لم أنخرط معه في نضاله ولم أطرح ذلك على نفسي. فبقدر ما كنت أفتخر بما يفعل، إلاّ إنّي لم أطرح على نفسي مشاركته في ذلك. لقد كان حدث اعتقاله لحظة فارقة في حياتي، فكان الزلزال الذي هدّم في داخلي صورة المرأة وغايتها التي ترسّبت في أعماقي وأزال عنّي الغشاوة. حتّى أنّي ندمت على الحياة التي كنت أحياها دون أن يعني ذلك شكر من تسبّب لي في الصدمة التي أنتجت هذا الوعي. • كثيرا ما ينظر إلى هذه التضحيات على أنّها طريقة سهلة لإثارة الشفقة وما تدرّه من منافع؟ • السيدة عبّو: رفضت دائما أن أعامل كمسكينة وأرفض دائما أن أصوّر كنموذج سلبي تضرب بها كلّ من أرادت أن تناضل من أجل قضيّة ما. بل إنّني رفضت أكثر من مرّة رغبة البعض من الخيّرين إعانتي ماديّا وقرّرت أن أخطّ مسيرتي الجديدة برغبتي أنا، وكلّ وقفة دفاعا عن الحقوق الإنسانية أراها وقوفا معي ومع زوجي. • كيف تنطرين إلى المستقبل؟ • السيدة عبّو: ما يؤلمني كثيرا هو أمر صغاري وهم يفتقدون أباهم. قلت لأحدهما وأنا أتحدّث عن سجن أبيه “يا بنيّ إنّ هذا شرف لك” فأجابني “لا أريد شرفا وإنّما أريد أبي”. أمّا عنّي فإنّي حينما أدافع عن زوجي فلا أدافع فقط بمقتضى الحال أي كوني مكرهة على الدفاع عن عائلتي، وإنّما صرت أدافع عن مبادئ جذّرتها فيّ ممارسات تركت آثارها على جسدي وأنا أُجرّ وأُسحب أرضا لا لشيء إلاّ لأنّي ذهبت أسأل عن زوجي الذي خطف ولا أدري لماذا. وكذلك الزيارات الليليّة التي لا تراعي صغر صغير لا ذنب له، أو حرمة لبيت كان احترامها ،إلى حدّ قريب، إحدى علاماتنا الحضارية المميّزة. • ماذا تقول السيّدة سامية لزوجها؟ • أتمنّى له فرجا قريبا، ولا أزيد إلاّ ما أهداه له زملاؤه: يا دامــي العينيـن والكفين إنّ الليل زائــل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجفّ لتملأ الوادي سنابل (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)
 


“الموقف” تحاور جليلة بكّار :

أؤمن بالقوى التقدّميّة لكن على التقدّميّين في بلادنا ان يطوّروا خطابهم وآليّاتهم

 
غسّان بن خليفة كعادتها كانت متألّقة، مبتسمة، وغاية في الرقّة والتواضع عندما استقبلتني في قُمرتها الخاصّة ساعات قليلة قبل اعتلائها خشبة المسرح البلدي بالعاصمة. وأجابت بحسّ الفنان المرهف وبحماس وصراحة الشباب المتمسّك حتّى النهاية بمبادئه وأحلامه، على أسئلة حارقة تجول بخاطر كلّ من شاهد “خمسون” المسرحيّة-الحدث الأخيرة لفرقة “فاميليا”، هذه “القنبلة الفنيّة” التي أسالت قبل السماح بعرضها وبعده الكثير من الحبر والجدال. الموقف: السؤال الأوّل الذي يطرح نفسه بداهة، هو كيف تفسّرين تغيّر موقف السلطة وسماحها بعرض المسرحيّة بعد ان رفضت ذلك في البداية؟ ج.ب: لست أدري بالتحديد، لكن يبدو انّ الأمور أخذت منعرجًا غير مُتوقَّع، خاصّة مع حملة التضامن الواسعة التي لقيَتها المسرحيّة داخل تونس وخارجها، فالتعاطف تجاوز دائرة الفنّانين والمُثقّفين ليصل الى عامّة الناس الذين لم يعودوا يستحون أو يخافون من التعبير عن رأيهم، فأظهروا مساندتهم لحقّنا في حرّية التعبير والإبداع الفنّي في وسائل الإعلام التقليديّة، وأيضًا على الأنترنات الزاخر بفضاءات الحوار والتعبير. أنا أعتقد انّ الجمهور التونسي دافع عن حقّه في الفنّ الذي يتحدّث عنه وعن شواغله. الموقف: الكثير من النقد تعرّضت له المسرحيّة و أصحابها من بعض الأقلام اليساريّة التي اتهمّتكم بالإنتقائيّة في الأحداث التاريخيّة والإنهزاميّة وغيرها من التهم، ماذا تردّين على ذلك؟ ج.ب: لا يقلقنا النقد، لكنّنا لم ندّعي أنّنا قدّمنا في مسرحيّتنا درس تاريخ أو أطروحة ايديولوجيّة. “خمسون” هي نظرة حاولنا ان تكون شاملة، قدّمها فنانون يرصدون على طريقتهم الحالة السياسيّة والإجتماعيّة للبلاد، وذلك من خلال شخصيّات حاولنا ان تكون متعدّدة وممثّلة لشرائح مختلفة من التونسيّين والتونسيّات. فنحن صوّرنا أربع فئات : الإخوان، الرفاق، الزملاء والمواطنون العاديّون وعملنا عليهم فنيًا. لا ندّعي انّ عملنا كامل ولكنّنا نعتقد أنّنا تحدّثنا بصدق عمّا نعرفه أكثر وعمّا عايشناه.  
أمّا بالنسبة لموضوع الإنهزاميّة و”موت اليسار” فأنا استغرب ما قيل حقًا، فأنا لا أعتقد انّ اليسار والقوى الحداثيّة في تونس قد ماتت، أكيد انّها ارتكبت أخطاء لكنّها لم تمت بل ومازالت تناضل في مجالات ومستويات عدّة، منها الحقل الثقافي. وفي مسرحيّتنا بيدو انّ البعض لم يلحظ انّنا أخترنا أكثر من ممثّل لليسار عكسوا واقعه الحالي، فإلى جانب شخصيّة “يوسف” التّي مثّلت رفض الواقع والإنغلاق على الذات، كانت هناك أيضًا شخصيّة “مريم” الحقوقيّة التي لم تستسلم وحاولت انقاذ ابنتها من براثن التطرّف، محاولة في نفس الوقت البحث في أسباب ما جرى لليسار من خلال ما حصل لإبنتها، وأيضًا شخصيّة المناضلة الشابّة المتمسّكة بالمبادئ التقدّميّة، وشخصيّة الشاعر الثمل المكتفي بالتغنّي بالشعارات الجميلة وشخصيّة المحامية التي توهم نفسها بعدم تغيّر الواقع. أنا أؤمن بالقوى التقدّميّة ولكن على التقدّميّين في بلادنا ان يطوّروا من خطابهم وآليّات نضالهم. الموقف: يرى البعض من منتَقديكم انّكم بدَوْتُم في عملكم الأخير متعاطفين نوعًا ما مع التيّار الديني، فهل هذا يدلّ على مراجعة لنظرتكم له أم ينمّ عن نضج سياسي أم ماذا؟ ج.ب: كلّ ما في الأمر أنّنا نعيش في مجتمع أغلبه مسلمون، ولايمكن ان نقول أنّهم جميعًا اسلاميّون. فقط حاولنا في تناولنا لهذه الظاهرة ان نكون نسبيّين، اذ أخذنا أكثر من نموذج، انطلاقًا من شخصيّة “جودة” التي رحلت بسرّها معها، و”أمل” التي كانت ماركسيّة فتحوّلت الى الدين في المهجر منجذبة الى الجانب الروحي التصوّفي فيه، والعاهرة التّي تأثّرت بخطاب الدعاة فتحوّلت الى متديّنة مغالية، والمسلم العادي الذي تحوّل الى مسلم منغلق، وأيضًا شخصيّة الشابّ “حمِد بن ميّ” الذي وجد في التطرّف الديني وسيلة للتعبير عن نقمته. فما نراه اليوم حولنا وفي وسائل الإعلام هو الإفراط في التديّن والإفراط في العنف، خاصّة مع ما نشهده من اعتداءات خارجيّة على العالم العربي في فلسطين والعراق. لذلك أعتقد انّني لا أستطيع كفنّانة ان لا أحاول فهم ما حصل ل”حمِد” وأمثاله، فالفهم لا يعني بالضرورة التفهّم أو التعاطف، فحتّى في تناولنا لشخصيّة “قدّور” الجلاّد أبرزنا في هذا الأخير جانبًا انسانيًا ما. أنا أرفض العنف ومع الفصل بين الدين والدولة لكنّ عملنا يقوم على المحبّة والإنسانيّة لا على العداء والكراهيّة. الموقف: بإختصار كيف تلخصّين الرسالة التي حاولتم تبليغها من خلال مسرحيّة “خمسون”؟ ج.ب: رسالتنا هي دعوة الى الحوار، فغياب الحوار هو المشكلة الأساسيّة في بلادنا. لدينا العديد من الملفّات التي يجب ان نتحاور فيها بصراحة ومسؤوليّة، كتاريخ البلاد وحاضرها، وما وصلت اليه أوضاعنا، حال الثقافة، لغتنا العاميّة التي انحدر مستواها بعد ان تمّ تهميشها من قبل البعض في الماضي، العلاقة بين المدينة والريف وغيرها… نحن بإختصار لم نعد نعرف كيف نتخاطب وعلينا ان نناضل من أجل استعادة ذلك. التعريف بالذاكرة وانتشالها من النسيان هو جزء من النضال الذي يجب ان نخوضه جميعًا من أجل إعلاء قيمة الحوار. الموقف: في الختام ماذا تقولين للشباب التونسي؟ ج.ب: أقول لهم ما أقوله لإبنتي، يجبوا ان يؤمنوا بأنفسهم، أن يؤمنوا باليوم وبالغد، وانّ عليهم ان يعرفوا تاريخ بلادهم وتاريخ الأجيال التي سبقتهم كي يفهموا واقعهم ويتفادوا الوقوع في أخطاء الماضي، فتونس ليست أشجارًا وشوارع وصور وانمّا هي الإنسان، ومستقبلها هو ما سيصنعه أبنائها وبناتها بها. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)


حوار مع خديجة الشريف: العقليات تتراجع والسبب غياب الديمقراطيّة

 
غسّان بن خليفة الموقف: بعد 51 سنة على صدور مجلّة الأحوال الشخصيّة، كيف تقيّمون وضع المرأة التونسيّة اليوم؟ ماهي أهمّ القضايا التي يطرحها هذا الوضع ؟ وما هي أولويات الجمعيّة التونسيّة للنساء الديمقراطيّات التي ترأسونها؟ خ.ش: لا ننكر أنّه منذ الإستقلال هناك تحسّن لوضع المرأة في مجال التشريعات والوضعيّة الإقتصاديّة، لكن الطريق ما زالت طويلة الى تحقيق المساواة التامّة بين الجنسين في مجالات مختلفة منها الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والعائلي. فالمرأة مازالت تعاني من التمييز في الأجر رغم قيامها بنفس الشغل مع الرجل، في العائلة قانونيًا واجتماعيًا مازال الرجل رغم المكاسب هو رئيس العائلة وصاحب السلطة الأوسع. هناك مفارقات في المجتمع، فإلى جانب موضوع عدم المساواة في الإرث، هناك مسائل اجتماعيّة أخرى كالعنف ضدّ المرأة في العائلة بالأساس وهو موضوع نشتغل عليه منذ خمسة عشرة عامًا ولم ينل بعد حظّه من الإعلام والتحسيس، وحتّى الحكومة لم تنتبه الى ذلك الاّ مؤخّرًا فوضعت برنامج عمل ضدّ العنف في العائلة. هناك أيضًا التحرّش الجنسي، تأنيث الفقر وغيرها…بإختصار أقول انّ هناك أمور تطوّرت فيما يخصّ وضعيّة المرأة في مجتمعنا وأمور أخرى تراجعت، ما نلاحظه اليوم انّ العقليّات تتقهقر، فالمرجعيّة الدينيّة تأخذ اليوم لدى بعض الفئات حجمًا تجاوز المعقول، فنحن بعد أكثر من خمسين سنة من الإستقلال مازلنا بعيدين عن تحقيق مبدأ الفصل بين الدين والدولة الذي نؤمن به في الجمعيّة. الموقف: ما سبب تراجع العقليّات حسب رأيكِ؟ خ.ش: أعتقد انّ غياب الديمقراطيّة هو السبب الرئيسي، فهو سبب ضعف حرّية التعبير بما يمنع تلاقح الأفكار والأراء والمشاريع المتقابلة، كما ان المرأة تُقدَّم في الخطاب الرسمي في صورة المرأة الحُجّة femme alibi، كما نشهد أدْوَتَةً instrumentalisation لها بهدف تلميع الصورة لا غير.فنحن نتأسّف ونستغرب ان تقول الحكومة أنّها تدافع عن المرأة وتسمح في نفس الوقت لبعض العاملين، بل وحتّى العاملات، في قطاع الإعلام العمومي مثلاً بتبنّي خطاب رجعي أحيانًا، أنا شخصيًا استمعت مرّة الى احدى المذيعات بالإذاعة الوطنيّة تبرّر ضرب الرجل لزوجته. صحيح انّ تونس ليست معزولة عن تأثيرات ما يجري بالوطن العربي من اعتداءات خارجيّة ومن انتشار للخطاب الرجعي خاصّة بالفضائيّات، وما يؤدّي اليه ذلك من انطواء هويّاتي لكنّي أعتقد انّ لدينا مكاسب يمكن تطويرها لا فقط بسنّ القوانين وانّما بإطلاق حرّية التعبير فذلك ما سيسمح بمقاومة انتشار الفكر الرجعي.
 
الموقف: وماذا عن الوضع السياسي للمرأة؟ خ.ش: في المجال السياسي رغم المجهود الرمزي لتمثيل المرأة في الحكومة والبرلمان لم يتطوّر موقعها بشكل كاف، وحتّى النساء اللاتي وصلن الى مراتب سياسّية متقدّمة في الدولة لا تناضلن من أجل تحسين التمثيل السياسي للمرأة. نفس الشيء تقريبًا في المعارضة اذ نلحظ ضعف الحضور النسوي في الهياكل التنفيذيّة رغم بعض التطوّر الذي كان أهمّ مظاهره وصول السيّدة ميّة الجريبي الى الأمانة العامّة للحزب الديمقراطي التقدّمي. الموقف: يتهمّكم البعض بأنّكن تحوّلتنّ الى جمعيّة “الدفاع عن المساواة في الإرث” وأنكنّ تُهملن قضايا هامّة أخرى تخصّ المرأة، ماذا تقولين في ذلك؟
 
خ.ش:في الحقيقة هناك مبالغة في هذا القول، وهو انطباع سببه تركيز بعض السياسيّين على هذا الموضوع وذكره كلّما تعلّق الأمر بجمعيّتنا رغم انّنا نشتغل على قضايا أخرى تخصّ المرأة كالعنف والفقر وغيرها… الموقف: هؤلاء يرون انّ مطلب المساواة في الإرث ليس أولويّة المجتمع التونسي حاليًا ويصعب تحقيقه الآن لإرتباطه بالعقائد الدينيّة للناس… خ.ش: هذا غير صحيح، فحتّى الطاهر الحدّاد وهو زيتوني كما تعلم تحدّث عن المساواة في الإرث منذ عشرات السنين، كما أريد ان أؤكّد انّنا نضع من هذه المسألة احدى أهمّ أولويّات نشاطنا لأنّنا نعتقد على عكس ما يرى البعض انّ المجتمع ليس ضدّ ذلك، اذ لمسنا في دراسات واحصاءات قمنا بها اقتناعًا عفويًا للنّاس بمطلبنا، اذ لاحظنا انّ الكثير من العائلات تلتجأ الى التحايل على القانون من خلال اعتماد الوصيّة أو اعتماد البيع بين الأب وابنته أو القسمة بين الإخوة، لأنّها ترى في عدم المساواة تناقضًا مع ما تبذله المرأة من جهد لا يقلّ عمّا يقوم به الرجل في الشغل والعائلة. الموقف: يرى البعض أيضًا انّ موقفكنّ من النساء المتحجّبات سلبي، وانكّن لا تُدافعن عنهنّ ازاء ما يتعرّضن له من مضايقات سببها اختيارهنّ ارتداء الخمار، ماذا تردّين على هذا الكلام؟ خ.ش: مبدئيًا نحن مع حقّهن في ارتداء ما يُردن من باب احترام الحرّية الفرديّة، لكن في نفس الوقت نعتبر الخمار منافِ لقيم الحداثة ولرؤيتنا للمجتمع، فنحن رغم نضالنا ضدّ انتشار هذا النوع من اللباس الذي يرمز الى خضوع المرأة لم نقم أبدًا بالتمييز ضدّ المتحجّبات، اذ لم يحدث مثلاً ان رفضنا الدفاع عن امرأة متحجّبة تعرّضت للعنف. كما سبق ان ندّدنا بالسياسة القمعيّة وطريقة تعامل الأمن مع هؤلاء النساء. الموقف: لكن هناك من يرى انّ ارتداء الخمار هو قرار فردي ناتج عن موجة التديّن التّي عرفها المجتع في السنوات الأخيرة، وليس بالضرورة تعبيرًا عن تبنّي مشروع سياسي أو مجتمعي ما… خ.ش: قد يكون ذلك صحيحًا وأنا أعتقد انّه يجب التفكير بشكل عميق في هذه الظاهرة، والعمل أكثر على الجانب التحسيسي والتحاور مع من اخترن ارتداء الخمار لنوضحّ لهنّ كيف يمثّل الخمار تعبيرًا عن الخضوع وتهديدًا لمكاسب المرأة التونسيّة، لأنّ هؤلاء أيضًا يحملن بشكل غير واعِ مشروعًا مخالفًا للمشروع الحداثي. الموقف: لكن رأينا نساءً وفتيات متحجّبات تدافعن بضراوة عن حقّهن في التعليم والشغل وحتّى الإنتخاب كما جرى في الإنتخابات المصريّة الأخيرة… خ.ش: هذا ايجابي ويدلّ على انّ العقليّات قد تكون تطوّرت نسبيًا، لكن ذلك لا يمنع انّ هؤلاء النساء عندما يوافقن على مشروع فيه تعدّد للزوجات وتطبيق للحدود هنّ يساهمن في ارساء مجتمع تُلغى فيه أدنى مقوّمات المواطَنَة. الموقف: عبّرت هيأة 18 أكتوبر في ورقتها الأخيرة حول المرأة عن تمسّكها بمحلّة الأحوال الشخصيّة وبالمكاسب الإجتماعيّة للمرأة، وعن سعيها لتطويرها رغم عدم حسمها لنقاط خلافيّة كموضوع المساواة في الإرث، ما رأيًكِ في ما جاء في هذه الورقة؟ خ.ش: الإعتراف بهذه المكاسب والتمسّك بها ايجابي لكنّه غير كافِ بالنسبة لنا، اذ انّ عدم حسم بعض النقاط هو بمثابة وضع لحدود للمساواة بين الجنسين وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه. فهذا التحديد والتركيز على أمور دون أخرى شبيه لتعريف السلطة لحقوق الإنسان الذي تركّز فيه على حقّ الأكل والشرب والتعليم دون الحقوق السياسيّة. كما انّ هناك التباس فيما يخصّ موقف احدى مكوّنات هيأة 18 أكتوبر وهي حركة النهضة، اذ في نفس الوقت الذي تتمسّك فيه بمجلّة الأحوال الشخصيّة يرأس زعيمها السيّد راشد الغنّوشي لجنة للدفاع عن تعدّد الزوجات خارج تونس..وهو موقف يدلّ على تناقض واضح حسب رأينا. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)


احتفالا بـ 8 مارس: أيّ دور للمرأة في الشأن العام؟

 
محسن المزليني يحتفل العالم يوم 8 مارس من كلّ عام بيوم المرأة. وكانت هذه الحركة النسوية رأت النور في شهر أوت سنة 1910عندما اجتمعت مائة ناشطة نسائية من سبعين دولة للمطالبة “بـتسريع منح المرأة حق الانتخاب”. كما قرّرن في هذا المؤتمر المنعقد في كوبنهاغن أن يكون هذا التاريخ ذكرى سنوية ومحطّة لتقويم جهد الحركة النسوية في مواجهة العوائق التي تعترضها في مشوارها الطويل للوصول إلى العدل والمساواة. أما الاحتفال رسمياً وعالمياً بهذه المناسبة فبدأ في الثامن من شهر مارس 1914، حين قامت عاملات النسيج في نيويورك بإضراب عن العمل من أجل المطالبة بحقوقهن. وبهذا المعنى، فإنّ يوم المرأة العالمي ليس مناسبة للتبجيل والاحتفاء بإنجازات المرأة، بل غايته الحقيقية الدفاع عن حقوقها والتذكير بالتحديات المتزايدة والمتنوعة التي تواجهها المرأة خصوصا والمجتمع عموما في ظلّ التحوّلات العميقة التي يفرضها نظام العولمة وتأثيراتها الجذرية. أمّا في تونس فدأبت الكثير من الفعاليات الرسمية على جعل هذا اليوم مناسبة للتذكير بأنّنا، في مجال حقوق المرأة، واحة خضراء في صحراء قاحلة. والنعمة تستوجب الحمد. والحمد مقياس لتصنيف رأيك في هذه المسألة. غير أنّ الاحتفال الحقيقي يتطلّب الحديث عن العوائق والتحديات أكثر منه عن الإنجازات والتي صار من البديهيات الإقرار بها. انتقادات أمميّة أعربت اللجنة الأمميّة للقضاء على التمييز ضدّ المرأة في جلستها يوم 14 جوان 2002، عن قلقها من أن الدستور التونسي رغم تنصيصه على المساواة بين جميع المواطنين، ورغم أن التعديل الدستوري الذي تم عام 1997 استحدث مفهوم عدم التمييز فيما يتعلق بالأحزاب السياسية، إلا أنّه لم يتضمن تعريفا يحظر التمييز المباشر وغير المباشر على حد سواء. كما أعربت اللجنة عن قلقها من عدم وجود سبل قانونية لضمان تنفيذ الحكم الدستوري المتعلق بالمساواة، أو أحكام قضائية تمكن المرأة من الانتصاف من أعمال التمييز ضدها. وحثت على إيجاد آليات المناسبة لذلك. كما أوصت بتكثيف برامج التثقيف والتدريب لتحسين معرفة القضاة والمحامين وكلّ من له علاقة بتنفيذ القوانين بالاتفاقية. وبأن تُضمِّن السلطات التونسية تقاريرها المستقبلية معلومات عن الشكاوى المرفوعة أمام المحاكم استنادا إلى الاتفاقية، وكذلك عن أية أحكام تصدرها في هذا المضمار. ومن جهة أخرى، أبدت قلقها الشديد من محدوديّة المعلومات المتعلقة بالاتجار في النساء والبنات واستغلالهن في البغاء، و تساءلت عن التدابير المتخذة لمنع هذه الظاهرة ومحاربتها، و لحماية الضحايا وإعادة تأهيلهن وإدماجهن في المجتمع. ولاحظت اللجنة بقلق وجود أماكن مباحة لممارسة البغاء رغم أن هذا النشاط ممنوع قانونا. ولم تنس أن تذكّر السلطات التونسيّة أنّها من بين البلدان الأكثر تحفّظا على الاتفاقية إذ تحفّظت على 4 بنود في حين أن أعلى نسبة تحفّظات سجّلتها المملكة المغربية والجزائر بـ 5 تحفّظات.(للإشارة تحفّظت السعودية على 2 بندين واليمن على بند واحد) وصاية سياسية تؤكّد الناشطة الحقوقية ليلى بن محمود أنّ الدستور التونسي برغم إقراره المساواة بين الجنسين، إلاّ أنّ إحالته كلّ مبدإ إلى قوانين تنظّمه جعله يبدو كإعلان مبادئ عامّة. وفي هذه الإحالة يمكن أن تضيع المبادئ أو يضيق نطاقها. كما أشارت إلى أنّ المواطنة الحقيقية تعني الحقّ في المشاركة السياسية والحقّ في المحاسبة. وبناء على هذه الأسس فإنّ وضع المرأةلا يتطابق مع مايسعى الخطاب الرسمي إلى تمريره. ففي الوقت الذي تجاوزت فيه نسبة الطالبات نسبة الذكور (58,%)، فإنّ نسبة مشاركتها في الوظائف العليا تبقى متدنية: مجلس النواب لا تتجاوز نسبتها 22.%، المجالس البلدية 21 % و27% من مراكز القرار بالهياكل الوزارية . و وفي هذا السياق أشارت الناشطة السياسية سعاد القوسامي إلى أنّ تقرير التنمية العربية الأخير اعتبر المشاركة السياسية للمرأة عملية تجميلية ومجرد لافتة لتحسين صورة هذه الأنظمة نظرا لعدم ارتباط هذه المشاركة بممارسة فعلية ومؤثرة للسلطة، واقتصارها على طابع رمزي. “فالكم عند صغاركم” يمثّل النظام التعليمي آلية مهمّة لتربية الناشئة على قيم المشاركة والتدريب على الفعل الجماعي وإبداء الرأي. غير أنّ حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر،إذ بيّنت الاستشارة الشبابية التي نظّمها المرصد الوطني للشباب، البون الشاسع بين الموجود والمنشود وخاصّة فيما يخصّ مشاركة البنات. وأشار التقرير إلى عزوف شبه كلّي لهذه الفئة عن الانخراط في النسيج الجمعياتي، إذ لم تتجاوز نسبتهنّ 10 بالمائة في حين تبلغ نسبة الذكور 19 بالمائة. و فسّر التقرير ذلك بالصعوبات التي تتعرّض لها الفتاة في العائلة والتي تمنعها أو تحدّ من نشاطها العمومي.لكنّ هذا التفسير الجزئي لظاهرة العزوف يبدو تبريريّا طالما أنّه يحمّل المجتمع وثقافته المسؤولية عن هذه الاستقالة النسائيّة ولا يشير إلى المعوّقات التي تضعها السلطة، والتي رأت فيها السيدة رجاء السبب الكافي والأهمّ، إذ ذكرت أن بناتها يرفضن ممارسة أيّ نشاط ثقافي أو سياسي بسبب ما تعرّضت له هي من تتبّع أمني، أفقدها حقّها في الوظيفة العموميّة جرّاء انخراطها في الشأن العام. كما دعّمت ذلك الرأي السيدة سامية عبّو التي أكّدت أنّ دخولها لهذا الفضاء العام كان من بوّابة المظالم التي تعرّض لها زوجها والتي اعتبرتها سببا في ولادة سامية أخرى بأولويات جديدة لم تكن تبصرها حين كانت تبحث كغيرها من النساء عن “فرحة الحياة”، بعيدا عن هموم الشأن العام وآلام الآخرين. كما أنّ تفسير عزوف الشبيبة النسائيّة عن الشأن العام بتبريرات ثقافية فقط، يخفي أنّ هذا الجيل الجديد شكّلته الرؤى التربوية الجديدة التي كان الغرض من صياغتها في إطار ما سمّي حينها بـ “إصلاح التعليم”، نشر ثقافة المواطنة وتأسيس فكرة المشاركة. لذلك فإنّ مشهد المرأة التونسيّة لا تزال تحجبه الكثير من الظلال المعتّمة وخاصّة في ميدان مشاركتها في إدارة الشأن العام، وأنّ القول بخلاف ذلك هو أقرب إلى القفز والتمويه بغرض الاستغلال السياسي منه إلى تصوير واقع موجود. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)


 

الديموقراطية التي نريد

 
محمد بن فرح إن سعي المعارضة التونسيّة الحثيث منذ عقود إلى الديمقراطية – بما هي النظام السياسي الأمثل في وقتنا الحاضر- لم يواكبه وضوح تام في رؤيتها. و هو ما من شأنه أن يقوّض ما يمكن أن تحققه هذه المعارضة في نضالها اليومي من أجل ” الحكم الرشيد” . وحتى نتفادى هذا المنزلق الخطير- في تقديري – يجب توضيح بعض النقاط في اتجاهين . I- في علاقة المعارضة بالخارج : ويجعلنا هذا أمام معطيين اثنين: 1)- إن توجه بعض اطراف المعارضة المستقلّة الى التعريف بنفسها في الخارج كبديل ديمقراطي و إلى فضح حقيقة الوضع السياسي في بلادنا ، طرح عديد التساؤولات ، مما يتطلّب منا توضيح هذا التوجه أكثر من تبريره حتى لا يشوب ديمقراطيّتنا المنتظرة أية شائبة خاصّة و أن هذا السعي جاء مواكبا لدعوة الولايات المتحدة الأمريكية الى بناء الديمقراطيّة في العالم العربي بممارسة الضغوط و رصد التمويلات … و لكن من الواجب التذكيّر بأنّ النضال في تونس – و في دول عربيّة اخرى – من أجل الديمقراطيّة سبق هذه الدعوة بعقود . و لا يعني تزامن هذا النضال مع دعوة أمريكا ضربا من الخيانة و العمالة . و اتجاه المعارضة إلى الأصدقاء في الخارج وحتى إلى أصدقاء النظام الحاكم ذاته ، غرضه الأساسيّ المساعدة في إنعاش ديمقراطيّتنا الوطنيّة، وليس لفرض ديمقراطيّة حسب أجندا أمريكيّة أو فرنسيّة أو ألمانية … على شاكلة العراق و غير العراق فالديمقارطية هي مشروع وطني بالأساس . 2)- و حتى تكون ديمقراطيتنا وطنية خالصة ، يجب التّخلص بالتوازي من بعض المسلّمات الواهية من قبيل اعتبار ديمقراطيّة الخارج هي الجنّة الضائعة . و أن تتبّع انتخابات إحدى دول هذا الخارج بانبهار تام هو الكفيل بتعليمنا الديمقراطيّة مفهوما و ممارسة . أريد أن أشير أولا أننا لسنا أمام ديمقراطية واحدة في العالم بل نحن أمام ديمقراطيات . فالديمقراطية في فرنسا ليست كمثييلاتها في أمريكا أو في بريطانيا و القياس جائز و ثانيا أن هذه الديمقراطيات التي دفعنا كنخب في أحيان كثيرة بوعي منا أو بغير وعي إلى الإنبهار بها كانت سببا في مآسي شعوب كثيرة خاصّة في القرنين الماضيين من خلال الإستعمار أو حروب الإبادة أو اللإحتلال و الإستيطان. وثالثا أن هذه الديمقراطيات جاءت وليدة مجتمعاتها و على مقاسها فكانت معبّرة عن هويتها وعن مصالحها وعن سياقات فهمها للعالم و لذلك فإن الإيمان بها كما هي و الإنبهار بمظاهرها ومحاولة استنساخها يعدّ نوعا من الإستلاب و الإغتراب يعسّر علينا بناء ديمقراطيّة حقيقيّة تعكس حاجاتنا وتعبّر عن خصوصياتنا الحضارية و الثقافية. و هذا يدفعنا إلى القول بأن الديمقراطية الحقة هي الديمقراطية المعبّرة عن آمالنا و طموحاتنا ، أي تلك التي نجد فيها ذواتنا الفردية و الجماعيّة بمختلف أبعادها. II- المعارضة و الداخل : لفهم هذا الجانب نسلّط الضوء على بعض النقاط مؤكدّين على ضرورة الإسراع بالحسم فيها في اطار حوار وطني بنّاء . 1)- يجب التسليم في البداية باننا في زمن تتهاوى فيه الإيديولوجيات نتيجة عوامل عديدة. وهذا يفرض علينا سياقا آخر في بناء حوارنا و برامجنا و هو السياق السياسي ، فحضور الجانب الإيديولوجي ضروري لتفعيل الرؤية السياسية و تعميقها بما يوفّره من خبرات و إمكانات فهم وتحليل و لكنّ هذا الجانب يصبح في أحيان كثيرة عائقا أمام أي جسر للحوار الجديّ و البنّاء مع الآخر الخصم و ليس العدو ، لأن الديمقراطيّة الحقيقيّة هي التي تفرض العدو خصما نجادله ونتفاعل معه و نحاول إيجاد أرضيّة تفاهم تجمعنا به رغم الإختلاف، و ألاّ نسعى إلى إقصائه أو إسكات صوته . و حتى يكون هذا ممكنا يجب التّخلص من القناعة الثابتة بأن أحد هذه الأطراف الايديولوجيّة هو الذي يمتلك الحقيقة كاملة و هو في حرب “ضروس” مع الآخر ليثبّت هذه الحقيقة و لن يتم التقارب الجدي بين هذه الأطراف إلا بالحسم في “قبر” بعض المصطلحات المستفزّة في مخاطبة بعضنا البعض و التي أصبحت عنوانا لفترة حالكة السواد في تاريخ فعلنا السياسي طيلة عقود من الزّمن مثل الرجعيّة، الظلاميّة، الزندقة و الكفر … 2)- من الضروري أيضا توضيح رؤيتنا لأسّ هام من أسس الديموقراطيّة و هو حريّة التعبير. و مردّ هذا، هو الإرتباك الحاصل في أذهان النخب التونسيّة تجاه هذا المعطى ، و الذي اصطبغ في جانب منه بالنظرة إلى الديموقراطية في الخارج خاصّة في بعض ظواهرها. و ربّما أكثر ما وضّح في الماضي القريب هذا الإرباك هو عجزنا كنخب في بلورة موقف – نسبيا – موحد تجاه الضجة التي احدثتها الصور المسيئة للرسول (صلى) ، خاصّة و إناّ كنا أكثر إستعدادا للإجماع على موقف واضح نظرا إلى علاقتنا الوثيقة وجدانيا و حضاريا و ثقافيا و دينيا بهذه المسألة. ولست في سياق نقد هذا الوضع المربك أو تقويمه، و لكن أريد أن أشير إلى أن مثل هذه الوضعيات تفرض علينا بلورة مفهوم واضح لحريّة التعبير يكون وليدا شرعيا لبيئتنا و ثقافتنا و عقيدتنا دون إقصاء أو تهميش أو إسقاط لأفكار مسبقة فالحريّة المطلقة بمختلف أبعادها فوضى تهدم و لا تبني أمّا الحريّة المقيّدة بخلفيات منغلقة عقائديا أو سياسيا أو إيديولوجيا فهي استعباد و استبعاد واستبداد يقوّض الإحساس بالوطن و بالوطنيّة وعليه فحريّة التعبير التي نريد هي حريّة منتمية إلينا لا تكون تحت أيّ ضغط من هذين المكبّلين. 3)- و من المفيد أيضا أن تحسم بعض النّخب عندنا أمرها وأن تسلّم بأن الجانب الديـني – وبالتّحديد الدّين الإسلامي – هو العامل الحاسم في تشكيل خصوصياتنا الثقافية و الحضارية وهو ما يدعو بالضرورة إلى قراءة حقيقيّة و موضوعيّة لأسس هذا الدّين و على رأسها القرآن ونقصد بالقراءة الحقيقية ، تلك القراءة التي ترمي من على ظهرها أوزار التشاحن الإيديولوجي الذي رأيناه سابقا ذلك أن القراءات المهيمنة على مختلف الأطراف – يمينا و يسارا- كانت مهوسة بهذا الصراع بما جعل النصّ منغلقا في جلّ القراءات يقف دائما عند “ويل للمصلين”. وهي إلى ذلك لا تحاول النظر الى أحكامه و مبادئه نظرة شموليّة في علاقتها بالإنسان وبالمجتمع في سياق تاريخي عام، بل تستأصل منه ما يخدم رؤاها و أطروحاتها . و ليس الغاية من هذا أن نكون جميعا فقهاء في الدّين بل الغاية الأساسية هي الإقتراب أكثر ما يمكن من وعي شعبنا و من جدانه ، حتّى نمثّله أحسن تمثيل كشرط أساسي للديموقراطية، ولا نكون صدى لذواتنا المتعالية و المنعزلة لوهمها حين تتّدعي أنها تمتلك الحقيقة الواعية و الوعي الحقيقي . و خلاصة هذا أن الديموقراطية التي نريد هي ديموقراطية تكون ثمرة لثقافتنا و لحضارتنا ولعروبتنا و لإسلامنا …و لحوارنا . هي ديموقراطية تحترم الإختلاف و تراعي حق الأقليات وتنفتح على باقي الديموقراطيات … هي ديموقرطيتنا الوطنيّة … (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)

لطفي حجّي في النادي الثقافي “الطاهر الحدّاد” بصفاقس:

لائكيّة بورقيبة موضع تساؤل حقيقيّ

 
شاهين السافي نظّم النادي الثقافي “الطاهر الحدّاد” بمقرّ جريدة الموقف بصفاقس ندوة فكريّة يوم الأحد 18 فيفري 2007 استضاف فيها الباحث والإعلامي لطفي حجّي لتقديم ومناقشة كتابه “بورقيبة والإسلام / الزعامة والإمامة”. وقد افتتح منسّق النادي شاهين السافي الندوة بكلمة رحّب فيها بالضّيف وبالحاضرين، وأكّد على استقلاليّة النادي عن الأطر الحزبيّة، وأنّه ناد مفتوح لكلّ شباب الجهة المتطلّعين إلى نحت معالم ثقافة بديلة حرّة، تقدّميّة ومستقلّة، ثمّ قدّم أهمّ أنشطة النادي خلال الفترة الماضية. بعد ذلك أحيلت الكلمة إلى الرّوائي معزّ الباي الذي تولّى تقديم نبذة عن صاحب الكتاب: لطفي حجّي، واستعرض أهمّ النقاط التي أتى على ذكرها في كتابه، متخلّصا إلى سؤال حول عنوانه الفرعيّ “الزعامة والإمامة”: هل أن “الواو” التي تربط بين شطري العنوان “الزعامة” – “الإمامة” هي “واو” مقابلة أم “واو” عطف، أي هل أن هناك حقا صراعا بين الزعيم والإمام أم أن هناك تماهيا واحتواء؟! على إثر ذلك أخذ الكلمة الأستاذ لطفي حجّي ليقدّم مداخلة تمحورت حول موضوع كتابه المشار إليه. وقد استهلّها بالقول أن هذا الكتاب لا بمثّل لطفي حجّي الحالي، وإنما هو يمثّل لطفي حجّي سنة 2004، أي زمن نشر الكتاب، ولو أنه كتبه اليوم لأضاف إليه أشياء أخرى لا تنطوي عليها الآن صفحاته، في إشارة إلى أن التطوّر في عالم الفكر مسألة ضروريّة بل وحتميّة. ثمّ خلص إلى أهمّ المحاور التي تتصل بموضوع الكتاب، مبيّنا العلاقة المعقّدة بين الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والإسلام، علاقة امتزجت فيها البراغماتيّة السّياسيّة بالتّوجّه الإصلاحي، فكان في مرحلة أولى متماهيا مع العقيدة الشعبيّة وذلك في فترة الاستعمار معتبرا أن الدّين عامل حيويّ في التّعبئة النّضاليّة، ثمّ في مرحلة ما بعد الاستقلال حيث حاول توظّيف الدّين في معركة التّنمية، ذلك أن بورقيبة كان يؤمن أنه لا يمكن أن تكون تنمية في تونس دون أن يكون الدين مقوّما أساسيّا في بناء الدولة. ولكن أي إسلام كان يدعو إليه بورقيبة؟ إنه الإسلام الذي يكون حافزا لتطوّر المجتمع ودعامة لتنمية البلاد الخارجة حديا من مرحلة استعمار استنزفت طاقاتها وثرواتها، وهو كذلك الإسلام المواكب لمتطلّبات العصر المتعايش مع المستجدّات الحضاريّة، فكان من أشدّ الرافضين لتقليد “السلف الصالح”، وكان من الداعين إلى ضرورة الاجتهاد في الدين حتى “نتمكّن من اللحاق بركب الحضارة”، يحزه على الأخذ بهذه الرؤية اطّلاعه على فلسفة الأنوار والفلسفات العقلانيّة أثناء دراسته بفرنسا. وفي إجابة عن سؤال هل أن “الواو” بين “الزعامة” و”الإمامة” هي “واو” مقابلة أم “واو عطف”، ردّ الكاتب أنهما الإثنان معا، متعايشان في “فصاميّة” من نوع خاصّ. فهي “واو مقابلة” إذا أخذنا بعين الاعتبار خصومة “بورقيبة” مع بعض الشيوخ والأيمّة الذين اصطدموا بنظرته للإسلام. وهي كذلك “واو عطف” لأن “بورقيبة” كان يقدّم نفسه على أنه زعيم ومصلح بل ومجهد أكبر، وأنه أب لكل التونسيّين (في مقارنة بينه وبين أتاتورك، وهي نقطة أخرى تعرّض لها الكاتب)، هذه الأنا المتخّمة حدّ “السّيزارومانيا” دفعته لأن يعدّ نفسه زعيما سياسيّا ودينيّا في آن معا. وقد كانت أفكاره الغريبة واجتهاداته الجريئة محلّ انتقاد واحتجاج من طرف العديد من رجال الدين في المشرق خاصّة، حتّى وصل الأمر بالبعض منهم إلى تكفيره وإخراجه من الملّة… وفي إطار المقارنة بين “بورقيبة” و”أتاتورك” أكّد طفي حجّي على إعجاب بورقيبة بالتجربة الكماليّة في تركيا، ولكنّ هذا الإعجاب كانت تتخلّله مسافة نقديّة أخذها الرئيس الراحل من هذه التجربة. لذلك لا يمكن القول أن بورقيبة كان كماليّا تماما، حيث أنه كان يرى في استبعاد المعطى الديني من الحياة العامّة خطأ فادحا، لأنّ المجتمعات الشرقيّة والمجتمع التونسي بصفة خاصّ مازال يطلب الدين ولم يستوف بعد حاجته منه. وهو ما يجعل من لائكيّة “بورقيبة” موضع تساؤل، فإذا اعتبرنا اللاّئكيّة تقوم أساسا على فصل الدين عن السياسة، فهل فصل بورقيبة بين هذين المجالين، أم حاول أن يقبض على زماميهما معا في قبضة واحدة؟ وهنا يؤكد لطفي حجّي أن بورقيبة لم يكن يفصل بين هذين المجالين، وهو ما يحيلنا على التساؤل آنف الذكر حول لائكيّته… وعلى إثر مداخلة الكاتب، فتح باب التدخلات التي كانت على غاية من الثراء والتّنوّع، قدّمها مناضلون من أجيال مختلفة حاولوا تسليط الضوؤ على جوانب من هذا الموضوع الشائك والمثير للجدل، ونعني بذلك علاقة بورقيبة بالإسلام. ليعقّب بعد ذلك الأستاذ لطفي حجّي على هذه التدخلات متفاعلا معها، موضحا أن كتابه محورَ النقاش لا يعدو أن يكون محاولة أخرى لدراسة شخصيّة هي الأكثر إرباكا وإثارة للجدل على الإطلاق في تاريخ تونس الحديث. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن العدد 396 من صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2007)

 

عن صاحب الكلام
ســنــمّـــار

                                                          
  2007 / 02 / 12    
قالوا : منع القيم العام لمعهد الهادي شاكر ببنزرت يوم الأربعاء 21/02/2007 التلميذة رحاب بوجمعة من متابعة دروسها بالمعهد على خلفية ارتدائها الفولارة التونسية “حجاب” *جريدة الموقف التونسية
قلنا:     ما سمعوشي اللي فرنسا خرجت من مدينة بنزرت عام 1963
 
قالوا: قضت الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الإثنين 19 فيفري 2007 بالحكم على أربعة طلبة بالسجن سنة واحدة ” من أجل عقد إجتماعات محجرة بالطريق العام ” و قد تم القبض عليهم في حديقة عمومية بالقرب من شارع 9 أفريل بتونس أثناء وقوفهم للتباحث في بعض المسائل الفقهية مباشرة إثر خروجهم من المسجد *جريدة الصباح
 قلنا:    الفرادة عبادة في زمن القوادة
 
قالوا:  مثلت يوم الإربعاء 21 فيفري 2007 أمام الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في حالة إيقاف خمسة طالبات تدرس إحداهن بكلية الآداب بمنوبة و أخرى بالمعهد الوطني للهندسة المعمارية و التعمير بتونس بتهمة ” البغاء السري و التوسط في ذلك و إعداد محل و مسك أوراق مالية مزيفة ” و قد رفضت المحكمة طلب المحامين الإفراج عنهن و تم تأجيل الجلسة الى يوم السبت 24 فيفري *جريدة الصباح التونسية
قلنا:      سمعوا باللي العشاء قلية)  (Gliyyaبداو الغز على بكري
   
قالوا: في… تونس…، تستخدم الشرطة وسائل الإعلام لشن حملات لتلطيخ سمعة منتقدي الحكومة. ويشمل هذا تشويه صورة المدافعين عن حقوق الإنسان عبر الترويج لادعاءات كاذبة حول تورطهم في فضائح أو جرائم. * الشبكة الدولية “افيكس”
قلنا:     مخيبك ياصنعتي كي الراك عند غيري  
 
قالوا: شروط المغنية الامريكية ماريا كاري من اجل القدوم إلى تونس: أن يقع استقبالها بمطار تونس قرطاج الدولي بحضور عدد كبير من الأطفال دون الشبان و الكهول و غيرهم, وأن يقع تزيين جناح الفندق الذي ستقيم فيه بتونس بنوع خاص من الأزهار, و أن تكون حرارة الماء بحمام غرفتها في حدود 28 درجة, و أن يعمل المصورون التونسيون بتوجيه من فريق التصوير الذي سيصاحبها في رحلتها إلى تونس, و من طقوسها أيضا ألا تتكلم أبدا و ألا تعطي أي تصريحات طيلة الــــــ 24 ساعة التي تسبق حفلها الأول. *جريدة الوطن
قلنا:    كان المهبول ياكل ويبة العاقل مايعطيهملوش 
 
 قالوا: تونسيا أهدى بمناسبة الاحتفال بعيد الحب يوم الأربعاء الماضي وجبات مجانية لكل من يدخل المطعم بصحبة حبيبته ويقبلها على الملأ.
… المطعم علَّق على واجهته إعلانا يقول: “أكل مجاني لمن يتقدم إلى خزينة الحسابات بصحبة شريكته أو حبيبته ويعلن لها حبه أمام الملأ ثم يقبلها”. * الاعلان
 قلنا :   عملوه الحضر وحلو فيه البقر
        
قالوا: (…اللهم الا ان يكون الجواب انكم صنيعة غيرهم , فتكتفون منهم بالجلوس على الآرائك كالعادة , والحصول على النياشين كي تزدان بها الصدور ,واقتباس الابتسامة الخلابة من مديري الاستعمار الذين قضوا على وحدتنا المحلية وامتلكوا غالب اراضينا واستخدموا ابناءنا.)*الحقيقة 23 جانفي 1923* “صحافي تونسي يخاطب أعضاء الحكومة التونسية في عهد الاستعمار”
قلنا :   ما أشبه اليوم بالبارحة
 
قالوا : لقد أنجز بن علي كل ما وعد به في الانتخابات الرئاسية لـ 1999 وفاضت الإنجازات في بعض الميادين عما كان مأمولا، لقد نجح بن علي أيما نجاح وهو الآن يعد بين قلة من قادة الأمم الذين ينجزون ما يعدون به). * جريدة الحرية 11/10/2004
قلنا :    يامزين من برة آش حالك من داخل
 
قالوا:  جريدة مواطنون اختارت رمز الحزب الأشتراكي الفرنسي شعارا لها
 
قلنا: ماهمشي خير من اللي قالوا ايام زمان تحرير تونس يمر حتما عبر تحرير البلوريتاري الفرنسي  * الحزب الشيوعي التونسي في ثلاثينات القرن الماضي            
 
قالوا : دكتور وأمين عام لحزب جديد تجاوز القانون والأعراف السياسية وأجاب معلقا عن الموانع التي تعيق مشاركة الإسلاميين هل “هي سياسية أم قانونية”؟ بأنها ديبلوماسية *شارع باب بنات 02/02/2002
قلنا:     شدّ مشومك لا يجيك ما أشوم
 
قالوا: مرشح رئاسي وأمين عام سابق استكثر على الإسلاميين أن يشترطوا لدعمه
– العمل من أجل العفو التشريعي العام
– احترام هوية البلاد
– الالتزام بالديمقراطية للجميع بدون استثناءات
فأجاب بالفرنسية  Vous demandez trop  *شارع باب بنات سبتمبر 2004
قلنا:         On a payé cher فلم تهن علينا دماؤنا
 
قالوا : زعيم طلاّبي منقطع عن الدراسة في إطار سعيه للتسجيل تعهد لوزير التعليم العالي بعدم مطالبة السلطة بالتعويض عما تعرض له
استغلتها الوزارة لمطالبة كل الطلبة المنقطعين بكتابة تعهد مماثل
قلنا:    على أهلها جنت براقش
 
قالوا: حزب تقدمي جدا لم يمارس الديمقراطية بوما في مؤتمراته
قلنا:    من نفقتوا باين عشاه
 
قالوا: أمين عام تقدمي جدا
يدّعي أنه حمل الإسلاميين على القبول بالديمقراطية *منتدى الديمقراطية قطر 2006
قلنا:   موش كان وريت الضوء لعينيك  
 
قالوا : الشرطة احتجزت العريض مدة 8 ساعات بعد استدعاءه من طرف منطقة الأمن بباردو … *جريدة الموقف 9/02/2007
قلنا:    عز نفسك تصيبها
 
قالوا : أحد رموز “الركشة” حثّ إخوانه على الانضمام إلى الأحزاب العلمانية ومنتدياتها قصد التستر في إعارة سياسية فاضحة
قلنا:    سيبهم عظم (بيض) واجري  وراهم  فروخ
 
قالوا: أحد رموز “الركشة” يحث إخوانه على دعم جريدة معارضة بعد أن رفض مديرها تمكين الإسلاميين من صفحة أو ركن مقابل دعمهم المادي
قلنا:    سلفو والعب معاه واش تربح من تلاه
 
قالوا: جماعة “الركشة” تنتظر أن تمنّ عليهم السلطة بمناسبة 20 مارس بإطلاق سراح بقية المساجين
قلنا:    اللي راقد ما أعطته أمه كسرى
 
قالوا: أحد رموز “الركشة” يحث إخوانه على عدم الاتصال (مباشرة أو عبر الهاتف) بأحدهم حتى لا يضايقهم البوليس ويقطع خلوتهم
قلنا:     الحياء شعبة من الإيمان
      
قالوا: إن بعض المحامين الحقوقيين يتقاضون أجورا مرتفعة في قضايا “المجموعات السلفية” * جريدة مواطنون
قلنا:     مصائب قوم عند قوم فوائد
 
قالوا: محامين معروفين بتجارة التقارير الحقوقية يتقاضون أجرهم مرتين في القضايا السياسية (مرة من المنظمات الدولية وأخرى من عائلات الضحايا)
قلنا:    كي المنشار هابط واكل  طالع واكل
 
قالوا: محامية ومناضلة حقوقية طلبت من أحد عائلات الضحايا “المجموعات السلفية” المال بتعلة أن عليها أن تدفع لأعوان الأمن كلما قصدت وزارة الداخلية للسؤال عن الموقوفين
قلنا :     فلوس الحرام ما تمشي كان في الظلام.    
 
قالوا: مجموعة حقوقية : أثرت قاموسنا القانوني بانحدار “لغويّ” بغيض، فبعد أن استبدلوا عبارة شهداء بـ“قتلى” تداركوا أمرهم وعوضوها بـ”قضوا
قلنا:      من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
 
قالوا : جمعية حقوقية تحولت إلى وكالة للأنباء والأسفار
قلنا :     اعمل كيف جارك وإلاّ حول باب دارك
 
الإمضاء
عن صاحب الكلام
ســنــمّـــار


              والصلاة والسلام على أفضل المرسلين 

              تونس في: 12/03/2007

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا 

الرسالة 207 على موقع الأنترنت تونس نيوز

الرهانات على نشر العلم والمعرفة من أهم دعائم التشريعات

الإجتماعية في بلادنا منذ الإستقلال

نواصل على بركة الله تعالى الحديث حول الرهان على التعليم والمعرفة منذ فجر الإستقلال وقد أشرت في الحلقة الأولى التي نشرت يوم 10 مارس على موقع الإنترنت تونس نيوز أن عهد الاستقلال كان عهد الرهانات الكبرى لوضع التشريعات الإجتماعية طبقا لخطة وطنية أقرها مؤتمر الحزب بصفاقس يوم 15/11/1955 المؤتمر الفاصل الذي جاء بعد حصول تونس على الإستقلال الداخلي يوم 3/06/1955 طبقا لسياسة المراحل البورقيبية ونجح الحزب الحر الدستوري التونسي في وضع التشريعات الإجتماعية وفي مقدمتها التعليم المجاني والصحة والسكن والتشغيل وصمم الحزب على نجاح هذه الخطة بفضل حكمة القيادة السياسية وعزم الزعيم الحبيب بورقيبة على نجاح هذه الرهانات الرائدة واليوم كما أسلفت تواصل حكومة العهد الجديد هذه السياسة وتسعى إلى مزيد تطويرها بأحداث مكاسب جديدة في مجال دعم بناء الكليات والمعاهد والمدارس الإعدادية ودعم المدارس الإبتدائية وقد نجد في بعض المعتمديات الترابية حوالي 3 مدارس إعدادية و3 معاهد ثانوية وأحيانا داخل مناطق المعتمدية الواحدة نجد إنجاز مدارس إعدادية مثل الغرابة بالحنشة والتلالسة بالجم وبازينة بجومين وسيدي زيد بالسواسي وكركر معتمدية بومرداس ومنزل الحياة معتمدية زرمدين ومركز كمون بمنزل شاكر وغيرها من المراكز الأخرى والعمل متواصل في هذا الإتجاه والمضمار وفي المدة الأخيرة في إطار نشاط المجلس المحلي للتنمية بمعتمدية الحنشة ولاية صفاقس أشرف السيد والي صفاقس على المجلس المحلي للتنمية وأعلن عن إحداث مدرسة جديدة إعدادية بجهة مركز بئر صالح في إطار تقريب التعليم الأساسي والثانوي للقرى والمناطق الريفية البعيدة على مركز المعتمدية وهذا الشيء جميل خاصة والسيد الوالي فتح الحوار للإصغاء إلى الآراء والمقترحات بكل حرية وألح على دعم الحوار والإستماع إلى عدد هام من المواطنين وطلب مناضل بمزيد السعي لتقريب التعليم للمناطق النائية وربما كان تدخله بأسلوب غير دقيق وبطريقة غير مرنة ولكن السيد الوالي أصغى إليه وإهتم بتدخله الذي كان أحيانا لا يتماشى مع أسلوب الحوار الذكي والمقترحات الإيجابية بينما كان على المحاور أن يذكر في تدخله بكل لطف ومرونة أن هناك أربع مناطق كبرى هي منطقة أولاد عمر بها مدرستان والحجارة بها مدرستان والبطاطحة والرواضي بهما مدرسة وهذه المناطق الريفية تبعد عن مركز المعتمدية بحوالي 24 كلم وعن مركز بئر صالح بحوالي 14 كلم وهناك مقترح سابق منذ عام 2001 تقدم به صاحب المقال هذا وأخذ طور هام وتقدم ملموس والمقترح يشير إلى تحويل مدرسة العهد الجديد بالحجارة التي أنجزها صندوق 2626 عام 1999 إلى مدرسة إعدادية تكون نواة مدرسة إعدادية وهي في وسط المناطق. وبإعتبار منطقة الحجارة منطقة ظل راهن عليها النظام وتوفرت بها عدة إنجازات ومرافق إجتماعية والطريق المعبدة واعتقد أنه لو عرض هذا المواطن هذا الرأي بالأسلوب المنطقي السليم وبرصانة ووضوح وشفافية لإتضح لدى السيد الوالي الأمر ولحصلت له فكرة على الوضع الإجتماعي بالمناطق المذكورة وفي تقديري لو يقوم السيد الوالي بزيارة لمناطق أولاد عمر والحجارة والبطاطحة والرواضي ويتفقد إنجازات صندوق 2626 بالحجارة ستصبح له فكرة واضحة عن الوضع بصفة عامة وخاصة في مجال تركيز مدرسة إعدادية جديدة التي هي ضرورة للمناطق الآنفة الذكر وتحويل إحدى المدارس مبدئيا سواء بالحجارة أو أولاد عمر المهم إحداث مدرسة إعدادية في الجهة التي راهن عليها رئيس الدولة منذ 1992 في المجلس الوزاري المخصصة لدعم ولاية صفاقس عام 1992 وأخذت منطقة الحجارة نصيبها في تلك الجلسة الممتازة لماذا اليوم نتغافل عن هذه المنطقة هذا مع العلم والذكر أن عدد من التلامذة الجدد الذين إلتحقوا في الأعوام الأخيرة للدراسة بالحنشة إنقطعوا عن التعليم في سنوات مبكرة نتيجة الخصاصة والفقر والبعد عن المنطقة وهذا أمر ضروري وأكيد ولا بد من دراسة هذه الحالات الاجتماعية وأشير إلى أن هناك تلميذ نجيب إنقطع عن التعليم المبكر وهذه حقيقة واضحة لا بد من ذكرها كما ينبغي علينا أن نذكر الإيجابي فقد بادر السيد وزير التربية والتكوين بتشغيل عدد من الطلبة أبناء الجهة في سلك التعليم وهذا أمر إيجابي يشكر عليه وهو مستمد من تعليمات سيادة الرئيس الذي دعا إلى إعطاء الأولوية لأبناء مناطق الظل والجهات النائية وجسم السيد الوزير هذه الدعوة وشرع في إنتداب البعض في المدة الأخيرة وأدخلت الفرح والسرور والإبتهاج على أهالي الريف الذين إبتهجوا بهذه الخطوة وإتبروها لفة كريمة لشباب الريف ولو أن عدد الشبان من الطلبة عددهم كبير وهم يطمحون بكل لهفة إلى مزيد الإنتدابات هذه الأيام خاصة في سلك المعلمين أين يوجد الشغور والطالب أصبح يرغب في العمل بسلك المعلمين ولو كان يحمل الإجازة والشهائد العلمية الأستاذية وأكثر أحيانا الشهادة المعمقة أو ما يعادلهاورغم أن الإنتدابات مؤخرا شملت عدد قليل إلا أن المؤشر إيجابي للغاية وكل الطلبة ينتظرون دورهم قريبا وفي كل جهة ومنطقة ظل عدد هام من أصحاب الشهائد العلمية وعلى الأقل شهادة البكالوريا وزيادة. ختاما نؤكد أن المستقبل بحول الله سيكون لمناطق الريف والأحياء الشعبية وللشباب المهمش الذي عان من البطالة والخصاصة والحرمان ولعل العام الحالي 2007 يبشر بإنتداب عدد هام وعسى أن تتضاعف عدد الأساتذة والمعلمين مستقبلا إلى 9000 عوضا عن 4500 حاليا في التعليم الثانوي والإعدادي والإبتدائي وهذا ليس بالعسير ولا بالعزيز على الإرادة السياسية في إطار الشغور الحاصل مستقبلا خاصة بعد المصادقة على تصريح المعلمين في سن 55 سنة وإذا تم تصريح المعلمين في سن 55 سنة التقاعد المبكر في السن المطلوبة بإعتبار مهنة التعليم الشاقة والمتعبة وبهذه الطريقة يمكن خلال سنتين 2007-2008 يمكن الحصول على شغورات جديدة تفوق 3000 خطة معلم بلغوا سن 55 سنة وربما يشمل هذا الأساتذة في التعليم الثانوي والإعدادي على الأقل لمن عمل 30 سنة كاملة وفي تقاعد القدامى بعد بلوغ سن 55 سنة يمكن مضاعفة عدد الإنتدابات من 4500 حاليا إلى 9000 مستقبلا. إذا نظرنا لموضوع التشغيل بكل عناية وبجدية كاملة وهذا ينعكس أيضا على عدة وظائف أخرى في الصحة والشؤون الإجتماعية والصناديق الإجتماعية وغيرها يمكن إضافة 6000 موطن شغل أما إذا وقع الإنكباب بصدق الجدي على المقترحات العملية التي قدمتها في المقالات السابقة حول موضوع مزيد التقشف في مادة البنزين المجاني الذي أصبح أكثر من من طاقة المجموعة الوطنية ومراقبة السيارات الإدارية 30% أصبحت تقوم بخدمات خارجة عن وظائفها الأصلية وليس من حقها أن تتجول في الشطوط وفي مناطق السياحة واماكن بيع السمك الفرشك والله لو يقع مراقبة السيارات والحد من مادة البنزين المجاني سوف نربح حوالي 35 مليار سنويا يمكن تشغيل 20000 طالب بالإجازة وقد أشرت إلى ذلك في مقالاتي السابقة خلال شهر نوفمبر 2006 وخاصة الرسالة المفتوحة لسيادة الرئيس. وكما قلت أن الإصداع بهذا الرأي الحر لا يقوله إلا مناضل وطني صميم لا يخشى في الحق لومة لائم ومقالاتي الأخيرة يومي 22/2/2007 و27/2/2007 تعبر عن ذلك بصفة جلية واضحة وخلاصة القول في هذا المجال فإن التذكير بصفة مستمرة ودائمة بضرورة العناية بشباب مناطق الظل من اوكد الضروريات خاصة اصحاب الشهائد العليا واعطي مثالا حيا في 3 مناطق ريفية بجهتي الحنشة والجم: هناك عدد هام من الطلبة تحصلوا على الشهائد العلمية منذ أعوام وبعضهم لم يسعفه الحظ في مناظرة الكباس وأصبحت لديه عقدة وبعضهم يطالب بإلحاح إنتدابه في سلك المعلمين مثل الأخ الطالب محمد الشرودي من منطقة بئر الشعبة الحنشة ومحمد الفرجاني من رياض بوهلال الجم ومحمد بوعجيلة من الحجارة الحنشة وهشام المرداسي المرحلة الأولة تعليم عالي من البطاطحة الحنشة وغيرهم في كل الجهات نرجو أن تحظى مطالبهم بالقبول والإجابة خاصة والدكتور الصادق القربي وزير التربية والتكوين له حس مرهف وعطف خاص وعناية فائقة طبقا لتعليمات أعلى الهرم وتكريسا لتوجهات وإختيارات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بموضوع التشغيل وتعليماته للسادة الولاة تندرج ضمن هذا التصور وهذه مقترحاتي ولن أحيد عن هذا المبدأ ولن يهدى لي بال ولن أرتاح إلا إذا تحقق حلم أبناء الريف وشبان تونس شاب المستقبل وعماد الوطن وجيل الغد وصاحب المشعل إذا لابد من توفير الشغل له بأكثر عناية وشفافية ورحمة نعم رحمة القلب الرحيم واعتقد أن هذا ليس بالعسير على حكومتنا إذا تظافر الجهود وشعرنا بأن إلغاء مادة البنزين والسيارات الإدارية الزائدة على اللزوم في سبيل توفير لقمة العيش لحوالي 30000 طالب مجاز.

قال الله تعالى:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداصدق الله العظيم.

محمد العروسي الهاني


حتّـى لا تـكـون حوادث المرور سيفا مسلّطا على رقــاب التونسييــن

  حافظ الغريبي صباح الاربعاء وعلى امتداد الأيام التي تلت رنّ هاتفي عشرات المرات واعترض طريقي عديد الاشخاص لمواصلة النقاش حول ملف حوادث الطرقات الذي كنت شاركت فيه ضمن برنامج ملفات على قناة تونس…7 ولقد تمحورت أحاديثهم حول هذه الآفة التي تنخر مجتمعنا والتي أصبحنا نقف عاجزين حيالها.. ولئن اختلف من اتصلوا بي في سبل العلاج فإنهم اتفقوا حول الغاية التي يأملون أن تتحقق وهي الحد من حوادث الطرقات. وإني لا أشك في صدق نوايا من اتصل بي ولا في صدق نوايا من لم تعجبهم صراحتي التي على ما يبدو لم يعهدوها في الوقت الذي ما انفك هرم الدولة يؤكد على ضرورة أن نتحلى بها والتي ما انفك المسؤول الاول عن مؤسسة الاذاعة يدعونا إليها في الاجتماع الذي يسبق كل ملف.. قلت إني لا أشك في صدق نواياهم لكني فقط أريد الاشارة إلى أنهم وأهلهم وذويهم ومن لهم سلطة عليهم كما عبدكم الحقير وأهلي وذويّ مستعملو الطريق وعرضة لمخاطره وعلينا بذلك أن نكون القدوة ولو بدأنا جميعنا بمحاسبة أنفسنا والانتصاب شرطي مرور لها لساهمنا ولو بقسط بسيط في الحد من حوادث المرور. يبقى الجانب الأهم ألا وهو تطبيق القانون فسلطة الاشراف كما سبق وقلت مطالبة بتطوير أساليب عملها فلا يعقل في عصر الثورة الاتصالية أن لا نستغل كل ماهو تقني لخدمة الصالح العام بدءا بكاميراهات المراقبة في الشوارع التي أصبحت أدوات اساسية لتنظيم المرور وإحكام تطبيق القانون مرورا بالكاميراهات المثبتة على سيارات الدوريات الحاملة لألوان الشرطة أو الحرس أو السيارات الاخرى التي تستعملها الدوريات الخفية. كما أن تثبيت رادارات أوتوماتيكية ومخفية وقابلة لتغيير أماكنها بسهولة أصبح أمرا ضروريا لتيسير مراقبة كل التجاوزات على امتداد ساعات الليل والنهار والترفيع في الآن نفسه في قيمة المخالفة والعمل على أن تصدر آليا – لوضع حد لأي تدخلات محتملة – بالاعتماد على المنظومات الالكترونية المتوفرة لدى الوكالة الفنية للنقل البري بما يوفر مداخيل تغطي الاستثمارات وتوفر فائضا يمكـّن أجهزة الأمن من تطوير أدائها دون الحاجة إلى موارد الدولة. وإلى جانب ذلك فإن المطلوب وبإلحاح ايلاء عناية خاصة للمترجلين وسائقي الدراجات النارية الذين يمثلون ثلثي قتلى حوادث المرور سنويا عناية تأخذ بعين الاعتبار تطبيق القانون كما نصت عليه مجلة الطرقات بعد مهلة تحسيس تكون ضمن عملية دعائية ضخمة لا يجب أن تتجاوز الشهر. واعتقادي أن مثل هذه الافكار وغيرها يمكن أن تتبلور أكثر إذا ما نظمت استشارة وطنية تجمع كل الاطراف… استشارة تكشف كل الحقائق ونستمع خلالها إلى كل الاصوات ثم تصدر التوصيات التي يجب أن تجد طريقها إلى التنفيذ في إطار روزنامة على الجميع احترام مواعيدها… فلم لا ننزل بعدد الضحايا إلى النصف بحلول سنة 2010 حتى لا تظل حوادث المرور سيفا مسلطا على رقاب كل التونسيين. (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


تونس تدخل حيز تنفيذ اتفاقية لحماية أشكال التعبير الثقافى

 
تم مؤخرا بباريس ايداع وثيقة التصديق التونسية على الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافى والتى ستدخل حيز التنفيذ بالنسبة للجمهورية التونسية بداية من” 15 مايو 2007 “لدى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”. ووفقا للعرب أون لاين يدخل قطاع الثقافة والمحافظة على التراث بتونس بداية من تاريخ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ مرحلة جديدة وتاريخية فى العلاقات الثقافية الدولية. تتميز بوجود اطار قانونى دولى ينظم لأول مرة العلاقات الثقافية بين الدول بما تحويه من تعاون ثقافى وتبادل للأنشطة والخدمات والمنتجات الثقافية إلى جانب مبادىء ومفاهيم الحوار بين الشعوب والثقافات. وتؤسس الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافى والصادرة عن منظمة اليونسكو فى ’20 اكتوبر 2005 ‘ حقوقا والتزامات جديدة للدول الاعضاء و ترتكز الاتفاقية اساسا على تاكيد الحق السيادى لكل دولة فى تحديد مكونات وآليات سياستها الثقافية وربط الثقافة مع مجهود التنمية من خلال النهوض بالصناعات الثقافية الوطنية. كما تندرج ضمن الآليات الدولة لتدعيم حقوق الانسان والشعوب خاصة فيما يتعلق بحق المحافظة على الخصوصيات الثقافية. ومن هذا المنطلق – ووفقا لنفس المصدر – فهى تساهم فى دفع التعاون الدولى الثقافى المشترك الذى يهدف إلى ترسيخ الحوار بين الثقافات وتنمية قدرات الانتاج الثقافى للبلدان النامية من خلال استيراد الخبرات والمعارف من البلدان المتقدمة. (المصدر: موقع “الكشاف الأردني” بتاريخ 12 مارس 2007 نقلا عن عرب أونلاين) الرابط: http://www.jordan-explorer.com/article.asp?version=31&newsid=39632&section=59


تحقيق :مغامــرات تونسييـــن على مواقـــع «التشــــات» دعـــوات للشـــذوذ وأخـــرى للـزواج… وبعضهم يكتشف أنّه يتعامل مع أقربائــه

 
 
ما فتئت تكنولوجيات الاتصال تتطور يوما بعد يوم بحيث وظفت في جميع المجالات بما فيها العلاقات الانسانية. ومن أهم أوجه التطور نجد الشبكة العنكبوتية التي أصبحت تحتل مكانة مركزية في حياة الشعوب وكثرت مواقع التحادث المباشر «التشات» التي تمكنك من التواصل مع ملايين الاشخاص في كافة أنحاء المعمورة بالصوت والصورة… والتونسيون كغيرهم انخرطوا في منظومة التواصل هذه فكيف تعاملوا معها وماهي طرائفهم ومغامراتهم في المجال. «الاسبوعي» أجرت هذا التحقيق مع بعض الشباب ممن يستعملون مواقع «التشات» وسألتهم عن غاياتهم من هذا التواصل الافتراضي وأهم المغامرات والطرائف التي حدثت لهم في الاثناء فتبين أنهم يلجأون إلى هذه المواقع في البداية بسبب حب الاطلاع والتعرف على اصدقاء وثقافات أخرى ولكنهم يفاجأون بأشياء لم تخطر لهم يوما على البال كالدعوة إلى الجنس الافتراضي والشذوذ الجنسي وعدة طرائف ووقائع بقيت راسخة في أذهانهم فضلا عن بعض الفوائد التي حصلت لهم سواء على المستوى الشخصي أو العملي. الجنس الافتراضي وجنس المثليين تقول الآنسة روضة أنها سمعت كثيرا من مواقع التشات فأرادت أن تجرب حظها بهدف التعرف على اصدقاء جدد ولم لا الفوز بفارس أحلامها الذي لم تجده بعد خاصة وأنها بلغت الـ36 سنة ولم تتزوج بعد، لكنها أصيبت بخيبة أمل لم تكن تنتظرها مفادها أن أغلب من تتعرف عليهم ليسوا صادقين فيما يقولونه ويدلون بمعلومات خاطئة عن أنفسهم والادهى والأمر أن فيهم من يبعث لها بصور إباحية ويطلب منها أن تضع «الواب كام» وهو كذلك وأن يحاكيا هذه الصور مع بعضهما البعض قائلا لها أن «الجنس الافتراضي» أكثر متعة من الجنس الواقعي وأنها لن تخسر شيئا وهذه الواقعة حدثت لها مع شاب تونسي. تواصل روضة حديثها قائلة أنه حدث أيضا أن تعرفت إلى شاب مصري وبدا لها أنه مؤدب ومحترم وبقيا على اتصال مدة معينة وكان في كل مرة يؤكد لها أنه جدير بثقتها وأنه يحبها وبدأ يحدد لها مواعيد قدومه إلى تونس وخطبتها من أهلها فما كان منها إلا أن وثقت به ومدته برقم هاتفها ويا ليتها ما فعلت فقد بدأ يتصل بها في أوقات متأخرة من الليل ويخاطبها بطريقة غريبة وتخدش الحياء ولما امتنعت وطالبته أن يكف عن هذه التصرفات المشينة وأن لا يتصل بها ثانية تمسك بالاتصال بها ووصل به الامر إلى توزيع رقم هاتفها على أناس آخرين واصلوا هم بدورهم استفزازها مما اضطرها إلى تغيير رقم هاتفها. وهنا تقر روضة بأن «التشات» ليس إلا مضيعة للوقت لا أكثر وأنه لا فائدة ترجى من ورائه. أما قصة علياء مع الشذوذ الجنسي فهي أعظم وأبشع إذ أنها تعرفت إلى فتاة تونسية وتحادثنا وتناقشا في عدة مواضيع – عبر أحد مواقع التخاطب على الانترنات طبعا – وبدت لها هذه الفتاة مثقفة وطيبة إلى أبعد الحدود ولما توطدت علاقتهما نوعا ما قررتا أن تتقابلا. بتأثر كبير وباستغراب أكبر تقول علياء أن هذه الفتاة – وبعد أن تناولا معا فنجاني قهوة في أحد المقاهي العمومية – أخبرتها أنها تقطن بمفردها ودعتها لزيارتها فلبت الدعوة وليتها رفضت، واستقبلتها هذه الصديقة ببشاشة وكرم مبالغ فيهما ثم كشفت عن نيتها الدنيئة فصدرت عنها تصرفات مريبة ثم طلبت منها بكل وقاحة ممارسة الجنس معها وطبعا رفضت علياء هذا الامر ولكنها أصرت على هذا الأمر ونعتتها بالمتخلفة ومن ألطاف الله أن بنية علياء تعتبر قوية مقارنة بالفتاة الشاذّة وإلا لكانت مسكتها غصبا عنها ولتحدث الإعلام عندها عن اغتصاب امرأة لامرأة لا رجل لامرأة هنا تبتسم محدثتنا ابتسامة خفيفة. نفس الواقعة تقريبا حدثت مع يوسف الذي تعرف إلى رجل خليجي ولما توطدت علاقتهما زاره في تونس وأقام هنا حوالي أسبوعين أغدق عليه خلالهما الهدايا والسهرات الرائقة في الأماكن الفاخرة من قمرت إلى الحمامات إلى سوسة إلى بنزرت هذا في الاسبوع الاول ثم وفي بداية الاسبوع الثاني أعرب له عن إعجابه به وأنه يرغب في تمضية بعض الوقت الحميمي معا وهو الأمر الذي أزعج يوسف كثيرا بل كان له بمثابة الصدمة التي لا تنسى. «التشات» وسرقة الهاتف الجوال كوثر تعرفت إلى عدة أشخاص في تونس وعبر العالم وخرجت بفكرة مفادها أن جميعهم يريدون تمضية الوقت لا أكثر فهي شخصيا تعرضت كثيرا إلى تجاوزات أخلاقية كالصور الخليعة والاباحية والكلام الذي تقشعر له الابدان، وهو ما جعلها تفقد الثقة في أي نوع من العلاقات الافتراضية فقد تعرفت إلى شاب من تونس العاصمة ثم تقابلا في أحد المقاهي وأعجبها هذا الفتى كثيرا وقالت في نفسها انها وجدت أخيرا الرجل الذي تبحث عنه ولكن هذا الحلم لم يدم طويلا إذ أنه وبينما هما بصدد تجاذب أطراف الحديث غافلها وسرق هاتفها الجوال ثم فر هاربا ومنذ تلك الواقعة أقسمت ألا تقابل أحدا تعرفت عليه عبر «التشات» ولكن هذا لا يعني أنها ستكف عن الابحار عبر شبكة الانترنات فهي تستحقها لعدة أهداف أخرى كما أنها تجد متعة في العلاقات الافتراضية وما يصاحبها من كذب ووهم. إدمان «التشات» يقول السيد ماهر صاحب مركز عمومي للأنترنات أن رواد المركز يزدادون يوما بعد آخر ويوجد بينهم من أدمن الانترنات بصفة عامة ومواقع التحادث بصفة خاصة كما يأتيه بعض الرواد الذين لا يملكون أدنى فكرة عن الابحار عبر النات ولكن هم يأتون خصيصا لطلب مساعدته للنفاذ إلى مواقع «التشات» ويقضون الساعات الطوال في التواصل مع هذا والحديث مع تلك. سفيان هو أحد رواد هذا المركز وهو طالب اختصاص تجارة يقول أن هوايته «أنترنات» وهو يستغلها لعدة أهداف علمية وغير علمية كـ«التشات» مثلا الذي يعتبره عالما ممتعا رغم بعض النقائص التي تشوبه ويرى أن السبب في ذلك هم المبحرين الذين لا يحسنون استغلال هذه المواقع. فسفيان استطاع أن يتعرف إلى عدة اصدقاء وصديقات استفاد منهم كثيرا في مجال دراسته والعلاقات الطيبة التي ربطها مع اصدقاء وخاصة مع بنات وهنا يبتسم قائلا أنه تعلق بإحدى الفتيات إلى درجة أنه أحبها ولما صارحها بذلك أعلمته أنها مغرمة بغيره وهو لا يمثل لها أكثر من صديق عزيز وهو بدوره تقبل هذا الامر بصدر رحب وتواصلت علاقته بها إلى الآن. وحيد فرشيشي تقني سامي في السياحة والتراث وهو أيضا من المولعين بشبكة الانترنات إلى حد الإدمان ويستعملها لعدة أغراض كإنجاز البحوث والدراسات إضافة إلى «التشات» الذي أغرم به في البداية وكان يقضي في ذلك أوقاتا طويلة أما الآن فقد خصص لهذا الغرض بين الساعة والساعتين اسبوعيا ليتواصل مع اصدقائه الذين انتقاهم من بين كثيرين وهو يخطط لدعوتهم إلى تونس والتعرف على المخزون السياحي لبلادنا كما أسر لنا وحيد أنه ربط علاقة غرامية مع إحداهن وهما في اتصال دائم بالصوت والصورة وهو يسعى بكل ما أوتي من جهد من أجل إتمام هذه العلاقة حتى تتوج بالزواج. طرائف بالجملة يقول وحيد من ضمن الطرائف التي حدثت له أنه تعرف إلى فتاة نيجيرية مقيمة في بلدها ولم يمض على تعارفهما اسبوع حتى طلبت منه أن يرسل لها بعض المال وجهاز هاتف جوال ظنا منها أنه ساذج إلى هذا الحد وبإمكانها أن تستغله. أما عفاف فتقول أنها تعرفت إلى شاب من الساحل التونسي ودام اتصالهما عبر النات حوالي أسبوعين ثم طلب منها رقم هاتفها فمدته به فاتصل به مباشرة فتبين لها أن اسمه مسجل في ذاكرة هاتفها وأنها تعرفه جيدا حيث أنهما درسا معا في الكلية. وتواصل عفاف ضاحكة أنها لا يمكن أن تنسى هذا الموقف المحرج والمضحك في آن واحد وأنه من حسن حظها لم يكن هذا الرجل محتفظا برقم هاتفها وإلا لكانت في موقف لا تحسد عليه مع العلم أنها لم تكن صادقة في أي معلومة قدمتها عن نفسها. يدعي أنه امرأة فتحي دخل على أحد مواقع التحادث المباشر أين تعرف على واحدة من اليمن تحت اسم «ممو» وكم كانت هذه المرأة رقيقة في كلامها الذي تكتبه له وكم هي شاعرية فقد وجد في كل أحاديثها المرأة المثالية فقد فهمته جيدا وتستمع إلى مشاكله خاصة وأنه ارتاح لها وحكى لها عن حياته الخاصة والعامة وكادت أن تأسر قلبه فهو فعلا تعلق بها رغم أنه لم يرها ولم يسمع صوتها إذ أنها كانت في كل مرة يطلب منها أن تفتح «الواب كام» الخاص بها حتى يراها مباشرة إلا وامتنعت متعللة بأن الوقت لم يحن بعد وأنه سيأتي هذا اليوم الذي يراها وفعلا أتى هذا اليوم واكتشف أن من قضى الشهور يكتب لها ليست إلا رجلا يدعى منير.. اكتشافه جاء بالصدفة عبر شخص آخر أخبره أنه يعرف هذا الرجل الذي ينتحل في كل مرة شخصية بنت ويجد متعة كبيرة في الايقاع بالرجال الذين يتعلقون به. من الطرائف التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة سلوى أنه حدث وأن تحادثت مع أخيها دون أن تعلم. وتفاصيل هذه الواقعة أنها كانت بصدد التحادث مع شاب مقيم في إيطاليا تحت اسم «مستعار» وبعد حوالي ساعة طلبت منه أن ترى صورته عبر «الواب كام» فلم يمانع وكم هالها الأمر عندما اكتشفت أن من تحادثه ليس إلا أخاها المقيم في روما فما كان منها إلا أن ادعت أن الصورة غير واضحة وقطعت معه الحديث مباشرة رغم أنه أصر على مواصلة الحديث معها. هشام شاب طالما كان يحلم بأن يتزوج أجنبية ويهاجر معها وكان يلجأ إلى هذه المواقع المخصصة للتواصل الافتراضي عله يحقق ما يصبو إليه. وحدث أن أعلم ابن عمته بما يخطط له وترافقا إلى مركز عمومي للانترنات وجلس كل منهما أمام جهاز وبدأ هشام في التحدث إلى عدة فتيات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأعربت له إحداهن عن رغبتها في الزواج من تونسي وهي مستعدة لتسهل له اجراءات السفر إلى بلد إقامتها فرنسا وذلك بعد أن تزوره في تونس ويقيمان مراسم الزواج. ويوضح هشام أنه طيلة التحادث وهو فاتح «الواب كام» لها وصرحت له أنها معجبة به وبعد أن وصل معها إلى درجة عالية من الانسجام واطلق العنان لأحلامه فوجىء بابن عمته يطلب منه مساعدته في مشكل اعترضه عند عملية «التشات» لكن هذا الأخير لم يكن له أدنى مشكلة بل أراد أن يعلمه الحقيقة وأنه هو من تقمص شخصية البنت الفرنسية ليس إلا. وهنا يوضح هشام أن هذه الطرفة حصلت لا في السابق وفي بدايات علاقته بالانترنات أما الآن فلم يعد يعير أي اهتمام لأي نوع من العلاقات الافتراضية طالما أنه حصل على عمل محترم وخطب فتاة هي احدى أقاربه. التواصل مع أفراد العائلة والاصدقاء… جون أونوراي )Jean Honoré( شاب من دولة مدغشقر من جنوب افريقيا مقيم بيننا في تونس يلجأ إلى الانترنات ومواقع التحادث الافتراضي من أجل التواصل مع أفراد عائلته والاطمئنان عليهم وبما أن ذلك يتكلف أقل بكثير من التواصل عبر الهاتف وأيضا هذه الوسيلة تتيح له رؤيتهم مباشرة عبر «الواب كام». أما بسمة فهي تستنجد بمواقع التحادث عبر الانترنات بعد اتفاق مسبق مع أصدقاء تعرفهم من قبل ولكنها لم تعد تراهم بحكم ظروف العمل أو الدراسة أو الزواج وقد مكنتها هذه الطريقة من معاودة الاتصال بهم. وليد نفس الشيء لا يستعمل هذه المواقع إلا للاتصال بصديقته وحبيبته في آن واحد وبما أنها بعيدة عنه نوعا ما فهما يتبادلان الحب والغرام عبر الشبكة العالمية. … وللعمل مكانته عبر «النات» على عكس من يعتبر أن العلاقات الافتراضية ليست إلا علاقات عابرة ولا ترجى أي فائدة من ورائها ترى حنان أن هذه العلاقات مثمرة جدا. صحيح أنها تتعرض إلى بعض التصرفات اللاأخلاقية ولكنها ليست مجبرة على التعامل مع أصحابها، وعليها فقط أن تقوم بعملية «غربلة» لتختار الصالح من «الطالح». حنان تعمل بوكالة أسفار وقد ساعدها «التشات» كثيرا على نسج علاقات صداقة في المقام الاول لتتحول فيما بعد إلى تعاون في مجال العمل، حيث أنها تعرفت إلى عدة أشخاص ساعدوها كثيرا في الاتصال بوكالات سياحية في الخارج وخاصة في سوريا ولبنان ومصر وبعض البلدان الاوروبية. وتؤكد على أن هذه العلاقات كانت مثمرة جدا على النطاق العملي إذ تمكنت من تنطيم عدة رحلات إلى الخارج وجلب سواح إلى ربوع تونس الجميلة. السيد عادل يسافر سنويا خلال الصيف إلى عدة بلدان وهو يفكر في الاستعانة بأحد الاصدقاء ليعلمه «التشات» وذلك حتى يتمكن من التعرف على الناس في كل الدول التي يسافر إليها حتى يستعين بهم عند الحاجة مثلا كي يمكنوه من زيارة الاماكن المشهورة والسياحية في هذا البلد أو ذاك ولم لا يسهلون عملية اندماجه في مجتمعاتهم. ويضيف عادل أنه رغم استعماله للشبكة وإبحاره كثيرا عبرها إلا أنه لم ينفذ يوما إلى مواقع التخاطب المباشر ولكنه سيتعلم ذلك في أقرب فرصة ممكنة وعليه أن يتعرف إلى أشخاص من المغرب قبل قدوم الصيف لأنه ينوي السفر إلى هذا البلد. هكذا إذن نتبين أن الثورة المعلوماتية والاتصالية أدت إلى انهيار الحواجز مما يجعل الشباب عرضة لعدة ثقافات مغايرة وما نرجوه من شبابنا هو أن يحسن التعامل مع هذا الغزو التكنولوجي بطرق ايجابية تساعده على تيسير قضاء حاجياته واختزال المسافات دون السقوط في متاهات لا تحمد عقباها. كوثر برهومي (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


الواحات الصحراوية التونسية حضن دافئ يقي السياح الغربيين زمهرير الشتاء
 
تونس – سميرة الصدفي      مع انخفاض درجات الحرارة في أوروبا شتاء، يهرع سياح كُثر إلى المطارات لزيارة مصر أو تونس أو المغرب هرباً من قسوة التقلبات المناخية وبحثاً عن جو هادئ يُشيع في أجسادهم الدفء ويبعث الحرارة في الشرايين. وتُعتبر الواحات الجنوبية في تونس من أهم الوجهات التي يختارها السياح بمن فيهم السياسيون والممثلون والكتاب والإعلاميون، لتمضية إجازات قد تطول أو تقصر في ضوء ارتباطات الزائر. وشوهد رؤساء مثل الإيطالي ساندرو برتيني والفرنسي جاك شيراك يجولون في واحة توزر بين غابات النخل أو في قرية تمغزة الجبلية وقد تخففوا من الأبهة الرسمية. مطار حديث يعتبر مطار توزر – نفطة شريان الحياة في منطقة الواحات فهو قطب الرحى في الحركة السياحية والإقتصادية عموماً ومنه تنطلق الرحلات إلى ستة عشر مطاراً في عدد من العواصم والمدن الكبرى في أوروبا، كان آخرها أربعة خطوط دولية لربطه بكل من ميلانو ومدريد وباليرمو وفرانكفورت. وبالنظر الى تزايد التدفق السياحي على المنطقة أخضع المطار لعمليات توسعة وتحديث شملت قاعات الإستقبال والرحيل ومواقف الطائرات والمحلات التجارية ومكاتب السفريات. ويضع التونسيون آمالاً كبيرة على السوق الألمانية التي ازدهرت في التسعينات حتى اجتازت حاجز المليون سائح قبل أن تتراجع إلى النصف تقريباً حالياً. لكن يؤمل أن تعطي الحملات الترويجية التي تقوم بها تونس في السوق الألمانية أكلها قريباً ويعود السياح إلى التدفق مجدداً على البلد وبخاصة على الواحات.  ويشهد المطار الذي يقع بين واحتي توزر ونفطة زيادة ملحوظة في عدد الرحلات الآتية مباشرة من المدن الرئيسية في غرب أوروبا أو من مطار العاصمة تونس. وينتشر السياح في الفنادق الواقعة عند حزام الواحات ويقومون بجولات إلى الصحراء التي لا تبعد كثيراً عن المنطقة. ويصل الإقبال على الواحات التونسية إلى الذروة خلال هذا الفصل وبخاصة مع مجيء إجازات الربيع في أواخر آذار (مارس)، إذ اعتاد سياح كُثر على زيارة المنطقة لتمضية الإجازات بين أحضان النخيل الباسق. وتركز تونس على تطوير البنية السياحية في المدن المتاخمة للصحراء بعدما أظهرت احصاءات حديثة أن السياحة الصحراوية حققت نمواً نسبته 21 في المئة خلال السنة الماضية. وأفاد مسؤولون أن حملات الترويج في الأسواق التقليدية في أوروبا الغربية وكذلك في الأسواق الجديدة وفي مقدمها اليابان وكندا والصين والولايات المتحدة ستمنح الأولوية للواحات والمناطق الصحراوية. ويستقطب المطار أعداداً كبيرة من السياح الأوروبيين وكذلك العرب المولعين بصيد الطيور في الصحراء. وأظهرت الاحصاءات أن مليون سائح زاروا المناطق الجنوبية وأمضوا فيها ليلة على الأقل خلال السنة المنقضية ما حقق نسبة إشغال قدرت بـ27 في المئة. الا أن خبراء اعتبروا تلك النسبة أقل من المتوسط الوطني وعزوها الى كون السياحة الصحراوية ما زالت سياحة للعابرين الذين يأتون لتمضية فترة قصيرة خلافا للمنتجعات الساحلية. ويتجه «الديوان الوطني للسياحة» الى تطوير هذا الفرع واستقطاب السياح لفترات أطول بإقامة مهرجانات ثقافية وفولكلورية دورية وتوسعة البنية الفندقية وانشاء متاحف ومزارات طبيعية تشد اهتمام السياح. وسعيا الى استقطاب أصناف جديدة من السياح تمت تهيئة ملعب للغولف في محيط واحة توزر وهو الثاني في المنطقة، ما جعل الواحة ومحيطها يستجيبان لجميع الأذواق. مهرجانات صحراوية وتلعب المهرجانات دوراً مهماً في استقطاب السياح وفي مقدمها المهرجان الدولي للواحات الذي يعتبر من أكبر المهرجانات السياحية في تونس وهو ربما أكبر مهرجان شتوي في البلد، ويستقطب سنوياً أكثر من 100 ألف سائح من عشرين بلدا، ويقدم لوحات من الحضارات التي تعاقبت على تلك المنطقة منذ خمسة آلاف سنة، خصوصاً الإسلامية والفينيقية والرومانية التي ما زالت شواهدها ماثلة إلى اليوم، والتي تشكل مزارات مهمة للسياح المولعين بالتاريخ. ويكتشف السياح في منطقة الواحات تقاليد عريقة في الطبخ والملبوسات والمعمار والرياضات التقليدية لا يمكن العثور عليها إلا في هذا المتحف المفتوح. ومن الأكلات التقليدية التي تستهوي السياح الأجانب «المطبقة» و»البركوكش» و»الملاوي» وهي أنواع من الخبز أو الكسكس التي تستخدم الأعشاب المحلية في تحضسرها ما يمنحها مذاقاً مميزاً يستهوي السائح الغربي. ولوحظ اتجاه لتكثيف المهرجانات الثقافية وفي مقدمها مهرجانا الصحراء والواحات اللذان يقامان في فصل الشتاء في واحتي قبلي وتوزر، إضافة لمهرجان القصور الذي يقام في شهر آذار (مارس) في منطقة تقع في قلب الصحراء بعيدا عن الواحات. ويقام في الفترة نفسها مهرجان الواحات الجبلية الذي يعكس صورة أخرى من المشاهد المحلية التي تستهوي السياح. وتعتبر قرى تمغزة والرميثة وميداس والشبيكة واحات معلقة في الجبال حيث تكثر الينابيع الطبيعية وتنتشر غابات النخيل. وتحولت المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن توزر الى مزار سياحي لوجود شلالات وواحات خضراء وخصوبة المناظر الطبيعية الفريدة في المنطقة. ويشتمل المهرجان الدي يستمر أسبوعا على عروض مسرحية وفعاليات ثقافية وسباقات ومباريات رياضية تعكس نمط الحياة المحلي والتقاليد الاجتماعية في المنطقة، خصوصاً تنقلات القوافل وأزياؤها وأهازيجها ورقصاتها وأشعارها ومشغولاتها العتيقة. وتتميز الواحات وبخاصة توزر ونفطة بعمارتها التقليدية التي تعود إلى آلاف السنين والتي صممت لتكون مناسبة لمناخ المنطقة المتسم بشدة الحرارة في الصيف، وهي تعتمد على الطوب المحلي ذي اللون الأحمر والذي يزين جميع الجدران الخارجية على نحو يجعل الزائر يتأكد أنه يجول في الواحات التونسية وليس في أي مكان آخر. ولا تتجلى هذه العمارة في المساجد والمعالم التاريخية وحسب وإنما أيضا في البيوت العادية والدوائر الحكومية والمستشفيات والمدارس، فكل شيء هنا يخضع لنمط موحد من العمارة يميز الواحات عن المناطق التونسية الأخرى. وللمحافظة على ذاكرة المنطقة أقام أحد أبنائها متحفاً كبيراً في منزل الأسرة وطوره لاحقا إلى فندق سياحي. ويضم «متحف الحضارة التونسية» المعروف بـ «دار شريط» نماذج حية من الأواني والملبوسات والسجاد والحلي والمخطوطات والنفائس التي تحكي تاريخ الواحات. ويُعتبر المتحف نموذجا للبيوت التقليدية ذات العمارة العربية العريقة بغرفه الفسيحة وفنائه المُشرع على الشمس وبواباته ونوافذه المزركشة. ويشكل إطاراً للمحافظة على ذاكرة المنطقة والحضارات التي تعاقبت عليها. حفلات زفاف وسباقات هجن يغادر السياح متحف «دار شريط» لينتشروا في غابة النخيل المجاورة لمواكبة أعمال جمع محاصيل التمور التي تعتبر من اللوحات الفريدة في المنطقة. ويتابع السائح مراحل الجني التي تشكل مشهداً مدهشاً بالنسبة اليه فيأخذ عشرات الصور مع أفراد أسرته تحت شجر النخيل ومع العمال المنهمكين في الشغل ثم مع المحاصيل المجمعة في أحد أطراف الغابة ويعبر عن الشعور بنوع من النشوة. ويشارك السياح في مسابقات تنظم في شوارع مدينة توزر وتستقطب أعدادا كبيرة من سكان الواحات الذين يستعرضون لوحات من الرقص والرياضات التقليدية مثل لعبة السيف و «المعقاف» وهي عصا طويلة ومعقوفة تستخدم في الرقص وتشبه لعبة «العرضة» السعودية وكذلك سباقات الخيول والإبل. كذلك تتضمن البرامج المعدة للسياح عروضاً للفرق الصوفية والطرقية المنتشرة في المنطقة من جنوب تونس إلى جنوب المغرب. ومن المشاهد التي تستقطب السياح الغربيين تمثيل حفلات الزفاف التقليدية في الساحة الكبيرة وهي تقاليد حافظت عليها المنطقة منذ قرون. ويلحظ الزائر أن الصحراء حاضرة في قوة هنا لأن الواحات هي بوابتها الكبيرة، فالمشاهد المتصلة بعالم الصحاري وحياة سكانها وتقاليدهم وقيمهم ماثلة في مدينتي توزر ونفطة، وكثيراً ما يفاجأ المسافرون الآتون بالطائرة من باريس أو روما بأن الواحة التي ستنزل على أرضها طائرتهم هي عبارة عن جزيرة خضراء مسيجة بكثبان مترامية من الرمال. وكثيرا ما يخرج السياح في جولات إلى الفلاة على متن سيارات رباعية الدفع لتمضية يوم في الصحراء بعيداً عن ضوضاء المدن فيستمتعون بسكون الطبيعة وصفائها. ويستمر بعضهم في الرحلة إلى أن يصل إلى القصور التي أقامتها القبائل العربية في أطراف الصحراء وهي قصور مؤلفة من ثلاثة أدوار لكنها لا تشبه القصور المعروفة لأنها مشيدة على شكل دائري كي يقيم أفراد القبيلة في أحد الأدوار فيما يخصص الدوران الآخران للخزين الذي يدافع عنه شباب القبيلة من غارات القبائل المعادية. ومن أطرف المتاحف في توزر متحف الزواحف الذي يشاهد فيه السياح أنواعاً مختلفة من الزواحف التي تعيش في الصحراء والتي لا يمكن رؤيتها إلا في هذا المكان. كذلك أقيمت حديقة شاسعة في الطرف الآخر من الواحة تحمل اسم «شاق الواق» وتروي من خلال قصة السندباد أطوار الحضارة الانسانية والأديان الرئيسية في العالم ومواطنها وكتبها المقدسة وأنبياءها مع تماثيل استقدمت خصيصاً من آسيا وأفريقيا. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


المغرب يتحرى ما إذا كان انفجار ليل الأحد هجوما انتحاريا
 
الدار البيضاء (المغرب) (رويترز) – استجوب مسؤولون مغاربة يوم الاثنين رجلا أُلقي القبض عليه وهو يحمل متفجرات أثناء محاولته الفرار من مقهى للانترنت في الدار البيضاء بعد أن لقي مهاجم يشتبه في أنه انتحاري حتفه نسفا في المقهى خلال شجار مع مالك المقهى. وقال مسؤولون أمنيون في المغرب مساء الاحد ان رجلا كان يخفي متفجرات تحت ملابسه تشاجر مع مالك مقهى للانترنت وأن الانفجار وقع أثناء تبادل الرجلين اللكمات. ولقي الرجل الذي كان يحمل المتفجرات حتفه كما أُصيب ثلاثة آخرون في الانفجار. وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة اعتقلت رجلا آخر أثناء محاولته الهرب وتبين أنه يحمل متفجرات. ويجرى استجوابه يوم الاثنين. وقال المحققون انهم يحاولون معرفة ما اذا كان الانفجار هجوما انتحاريا أم أن الشحنة الناسفة انفجرت دون قصد خلال الشجار وأن الرجل كان يعتزم شن هجوم آخر. وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه “التحقيق متواصل ونأمل أن يتكلم الرجل المعتقل ويوضح الامر بشكل أكبر بما في ذلك ما اذا كان الرجل الذي كان يحمل المتفجرات كان يعتزم شن هجوم في مكان آخر.” ووقع الانفجار في حي سيدي مؤمن بالعاصمة التجارية للمغرب معقل 13 مهاجما نفذوا هجمات انتحارية أسفرت عن سقوط 32 قتيلا في الدار البيضاء عام 2003 . وكان يوم الاحد الذكرى الثالثة لتفجيرات القطارات في العاصمة الاسبانية مدريد والتي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا. وكان المغرب الذي أعلن حالة التأهب القصوى بعد سلسلة من الهجمات بالقنابل التي وقعت في الجزائر المجاورة الشهر الماضي قال ان لديه معلومات بأن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم ولكن الظروف المحيطة بالانفجار الذي وقع في مقهى الانترنت لم تتضح. وقال المسؤول “لا نعرف ما اذا كان الانفجار تفجيرا انتحاريا أم أن شحنة ناسفة انفجرت دون قصد خلال الشجار. “الرجل اعتاد ان يأتي لمطالعة مواقع جهادية على الانترنت والخلاف نجم عن قرار صاحب مقهى الانترنت منعه هذه المرة من مشاهدة مثل هذه المواد الدعائية.” ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن أي هجوم في الدار البيضاء. وقال شهود عيان ان قوات الامن طوقت المنطقة في الوقت الذي قامت فيه الشرطة بمسح مكان الانفجار بحثا عن أي أدلة. وتخشى الحكومات في شمال افريقيا من امتداد العنف من الجزائر بعد أن غيرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها ليصبح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بهدف دمج جماعات اسلامية مشابهة معا. وذكرت مصادر أمنية الاسبوع الماضي أن الشرطة اعتقلت زعيم الجناح العسكري لجماعة المقاتلين الاسلاميين المغاربة. وتشتبه الشرطة في تورط سعد حسيني (38 عاما) في التفجيرات التي وقعت في الدار البيضاء عام 2003 وفي تفجيرات مدريد عام 2004 . ويعتقد خبراء أمنيون أن جماعة المقاتلين الاسلاميين المغاربة احدى الجماعات المتشددة الصغيرة التي انضمت الى تنظيم القاعدة. وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة المغربية تبحث عن أعضاء القاعدة المشتبه بهم الذين يمكن أن يكونوا قد تسللوا الى البلاد من الجزائر. ويساند المغرب الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 . من الامين الغانمي (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


الجزائر.. دعـوة للمساواة في الميراث

 
أميمة أحمد (*) بالرغم من الأمر الرئاسي الصادر في 8 مارس 2005، والذي حسم دعاوى المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة في الجزائر، فإن الجدل حول تلك القضايا لم ينته، وأخذت اجتهادات قانونية لإلغائها. ففي حديث للإذاعة الجزائرية، يرى المحامي فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان (هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية) أنه “من الضروري الاجتهاد بشكل لا يخالف الشرع لتأخذ المرأة حقوقها بالتساوي مع الذكر”. ويقدم اقتراحا لتفادي الصدام مع علماء الدين وأصحاب الرأي المخالف، بأن يقوم الآباء بتحرير وصية في اتجاه تمنح البنت ميراث الابن نفسه بعد مماته”. ويعتبر قسنطيني أن “قانون الأسرة المعدل لا يزال فيه نقائص تنتقص من حقوق المرأة، وعليه ينبغي إعادة النظر فيه من جديد”. وبشأن تعدد الزوجات، الوارد فيه نص قرآني، يقول قسنطيني: “ينبغي وضع قيود شديدة على تعدد الزوجات بإلزامية قبول الزوجة الأولى، وإعلانها الموافقة أمام القاضي”. ولكيلا يأخذ الأمر شكل المواجهة بين المؤيدين والمعارضين لقانون الأسرة دعا إلى ضرورة الحوار بين مختلف شرائح المجتمع. معضلة قانون الأسرة كان الرئيس الجزائري قد حسم الجدل المطروح حول إلغاء الولي من شرط الزواج، وإلغاء تعدد الزوجات، والمساواة في الميراث بين الذكر والأنثى خلافا للنص القرآني: “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ” (النساء:11)، بقرار رئاسي يقر تعديل قانون الأسرة بالحفاظ على التشريع الإسلامي، وقال في خطاب له بمناسبة يوم المرأة 8 مارس 2005: إنه يرفض مخالفة تعاليم القرآن الكريم. ولا تزال الجمعيات النسوية والمدافعون عن حقوق الإنسان يطالبون بمزيد من الحقوق، ورفع الظلم عن المرأة، خاصة المرأة في الأرياف، حيث لا تتوفر لها الفرص المتوفرة في المدينة. من الجدير بالذكر أن هذا الأسبوع كان الأكثر احتفاء بيوم المرأة العالمي مقارنة بالسنوات السابقة، ولم يتأخر وزراء الحكومة عن تكريم النساء العاملات في وزاراتهم، والإشادة بدور المرأة في تاريخ الجزائر. وتشير الإحصاءات أيضا إلى تفاوت مشاركة المرأة الجزائرية في القطاعات والمجالات المختلفة؛ كالصحة، والقضاء، والمحاماة، والجيش، والدرك، والأمن، ففي قطاع المحاماة تزيد مشاركتها عن 60%، وتقترب من هذه النسبة في قطاع الصحة، وفي سلك القضاء بنحو 40%، وفي التربية تزيد عن 65%. على خُطى تونس تطالب نساء جزائريات بتعديل قانون الأسرة بما يكفل المساواة الكاملة بين الجنسين، لكن هذه المطالب أثارت الجمعيات النسائية ذات التوجه الإسلامي، والأحزاب الإسلامية والوطنية أيضا؛ لأن مصدر التشريع في الأحوال الشخصية هو الشريعة الإسلامية، والإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة، والخطأ يكمن في تفسير القوانين والتشريعات. وليست هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها الجدل بالجزائر حول المساواة التامة بين الذكر والأنثى، فقبل سنوات طرح المرحوم “عبد المجيد مزيان” رئيس المجلس الإسلامي الأعلى النظر في شهادة المرأة، والتي أصبحت قاضية، وتحكم بين الناس، ووصلت لمراتب علمية عالية، قائلاً: كيف تكون شهادتها نصف شهادة الرجل؟ وأثار هذا الرأي ضجة إعلامية ليس في الجزائر فحسب بل في العالم العربي. وما يشجع هذه المطالب أن الحركة النسوية التونسية قد وصلت إلى إلغاء تعدد الزوجات، وعلى طريق مساواة الميراث وقضايا أخرى لا تزال محل جدل في دولة إسلامية. تصحيح الشبهات ويؤكد محمد سعدي الباحث الشرعي في شبكة إسلام أون لاين.نت أن أحوال المرأة في الميراث كثيرة، فقد تأتي في بعض الصور مساوية للرجل تماما بتمام، وذلك في حال الإخوة والأخوات لأم، والأبوين في بعض الحالات عند وجود الفرع الوارث. وقد يأتي نصيب الأنثى أعلى من نصيب الذكر، ومثال ذلك: إذا تركت المرأة المتوفاة زوجها وابنتها، فإن ابنتها ترث النصف، ويرث والدها الذي هو زوج المتوفاة الربع. وأحيانا ترث المرأة ولا يرث الرجل؛ كالجدة لأم والجد لأم، فإن الجدة ترث، والجد لا يرث، فالشرع الحنيف وضع كلا من الرجل والمرأة في موضعه المناسب، ومن يدعي أن المرأة ترث نصف الرجل دائما وأبدا ويطلب المساواة إنما هو رجل لم تتوفر له دراسة الفقه الإسلامي بعناية. وكون ميراث الابنة نصف ميراث الابن أمر يتلاءم مع العبء المالي على كل منهما، ودعوى إلزام الأب أمر لا يجوز؛ لأنه لا وصية لوارث، وتكون في حدود الثلث، وخلاف ذلك لا يجوز إلا برضاء الورثة. أما شهادة المرأة فأحيانا تقبل شهادة المرأة ولا تقبل شهادة الرجل، وذلك في الأمور الخاصة بالنساء أو الجنايات التي تقع في محيط النساء، أما الشهادة على الأموال فإن المرأة غير محرومة منها بل تشارك الرجل فيها. وبالنسبة لتعدد الزوجات فإن الذي يمنع تعدد الزوجات هو الذي يظلم المرأة وينتقص من قدرها، فهو يتحيز للزوجة الأولى على حساب باقي النساء، ويرفض السعادة للزوجة الثانية والثالثة والرابعة اللاتي إن لم يتزوجن فسيجدن عنتا في حياتهن، فلا نريد للمرأة أن تظلم على يد المرأة الأولى، أو على يد من يدعي نصرة المرأة، والشرع الحنيف عندما أباح التعدد قيده بجملة من الضوابط التي تمنع الرجل من ظلم المرأة، منها: العدل في القَسْم، والكفاية في المعيشة. واشتراط موافقة الزوجة الأولى أمر لا يُتصور شرعا ولا عقلا، فقد سمعنا من يريد للمرأة أن تتزوج بلا ولي، في حين أنه يطلب من الرجل أن يجعل زوجته الأولى وليا عليه، فكيف تتصور العقول مثل هذا؟!. (*) صحفية جزائرية مهتمة بالشأن الاجتماعي، ويمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني للصفحة: adam@iolteam.com (المصدر: موقع إسلام أون لاين. نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 11 مارس 2007)


السلفية الأوروبية.. ثلاثية الاتجاهات
 
بقلم – سمير أمغار ترجمة – محمد عبود تنوعت الاتجاهات والأصل واحد حرصت الحركات الإسلامية في أوروبا على تحقيق ما تصبو إليه عبر الوسائل والآليات التي اعتبرتها مؤدية إلى الغاية الكبرى من الوصول إلى حلم الخلافة الإسلامية وأسلمة المجتمع. وقد تنوعت هذه الحركات بين متشدد من جهة، وبين أكثر مرونة من جهة أخرى، ويتوسط هذين الاتجاهين حركات ومذاهب، فكان من بينها ما عُرف بالاتجاه الجهادي، وآخر عُرف بالاتجاه الدعوي التربوي، وأخيرا ما عُرف بالاتجاه السياسي. وكل من تلك الاتجاهات تربطه علاقة خاصة، سواء بالمجتمعات الأوروبية أو حتى بالمجتمعات الإسلامية هناك. وكان للحركات الجهادية نصيب من هذه العلاقة مع المجتمع المسلم أو حتى غير المسلم، وكان يهدف إلى حث أتباعه على سرعة إقامة الدولة الإسلامية. بدأ العمل الإسلامي المنظم في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن (في خمسينيات القرن العشرين)، غير أنه في نهاية التسعينيات نشأت حركة أصولية جديدة كان أكثر أتباعها من ذوي الأصول المغربية والتركية والباكستانية ،الذين وُلد أغلبهم هناك، من الأجيال الثانية والثالثة، وكانوا رافضين التطبع بطبائع آبائهم، منكرين عليهم إسلامهم التقليدي، كما حرصوا على السعي إلى صبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية التي يتبعون فيها منهجا يهدف إلى تربية النشء تربية إسلامية صحيحة. السبق للإخوان والتبليغ حتى بداية التسعينيات، كان كل من حركتي “الإخوان المسلمين” و”التبليغ والدعوة” يلعبان دورا محوريا في العمل الحركي الإسلامي، وفي تبلور تلك الشخصية التي ظهرت في الساحة الأوروبية، والتي تهدف إلى إعادة أسلمة المجتمع المسلم في أوروبا من جديد. وظلت هاتان الحركتان محتفظتين بالصدارة لفترة ليست بالقصيرة في أوروبا، ولم تستطع أي من الحركات الإسلامية الأخرى التي نشأت من بعد أن تسحب البساط من تحتهما. وكان من بين من ظهروا على الساحة الأوروبية كقلة قليلة ومهمشة  في مجال العمل الإسلامي: أصحاب الاتجاه الأصولي السلفي، الذين استطاعوا بحلول عام 2000 أن يوجدوا لأنفسهم مجالا رحبا ومميزا في ظل التنافس بين جماعتي الإخوان والتبليغ، اللتين كانتا آنذاك متشابهتين إلى حد كبير من ناحية التنظيم والمنهج. نشأة الاتجاه السلفي حرصت الجماعة السلفية على أن تحمل هذا الاسم تيمنا باسم السلف الصالح من أتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذين يمثلون الجيلين اللذين تليا جيل الصحابة من التابعين، حيث شكلت الأجيال الثلاثة العصر الذهبي للإسلام، كما تمثل فيهم الزهد والورع والتضحية والفداء، مما أدى إلى اتساع رقعة الدولة الإسلامية من الهند إلى إسبانيا. وهذه العلاقة بين الإيمان والجهاد هي التي ينادي بها دعاة هذه الحركة، حيث يعتقدون بأهمية وجود الإيمان لحل المشكلات التي تواجهنا، حتى لو كانت تلك المشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو حتى سياسية. وكان أول من نادى بهذه الفكرة أحمد بن حنبل (780 – 855م )، حيث كانت تلك الحقبة مليئة بالصراعات السياسية، ثم نادى بها من بعده ابن تيمية ( 1263 – 1328م ) حيث تعرضت الدولة الإسلامية للغزو من قبل المغول في عصره. وظلت تلك الفكرة متوارثة هكذا جيلا بعد جيل، حتى جاء محمد بن عبد الوهاب (1720 – 1792م) مناديا بها، حاملاً أفكار ابن حنبل وابن تيمية، ومحاولاً حصر أسباب الضعف التي ألمت بالدولة العثمانية في محاولة منه لصد الهجمة الأوروبية. فسر ابن عبد الوهاب حالة الضعف التي لحقت بالدولة الإسلامية آنذاك – اقتصاديا وسياسيا – على أنها أزمة غزو عقيدي حول مفهوم التوحيد الذي كان يسير عليه السلف الصالح. السلفية الجهادية نشأت في أوروبا ثلاثة اتجاهات تعبر عن الأصولية الإسلامية، فكان الاتجاه الأصولي الأول هو الجهاد، والذي كان في بادئ الأمر جزءا من جماعة الإخوان المسلمين، ثم ما لبث أن تنصل من أفكار الجماعة التي تدعو إلى الأخوة الإسلامية، ولم يبق لهم غير الاسم. أخضع الاتجاه الأصولي الجهادي الأحداث السياسية والاجتماعية للمفهوم الإسلامي، محاولاً قراءة النصوص القرآنية كنصوص أدبية، في محاولة لاستنباط الدلالات السياسية من بين سطورها، وخاصة فيما يتعلق بالخليفة والقوة الحاكمة، مما أدى في نهاية المطاف إلى الدعوة لإحداث ثورة، واتضح ذلك في خطابهم الأصولي الذي يصطدم بالأفكار الداعية إلى التطبيع والتعاون بين المجتمعات الإسلامية والغربية. أدت هذه الأفكار إلى التصادم بين هذه الحركة وبين الحكومات في الدول العربية، ثم اتسع الاصطدام إلى أن وصل إلى الدول الغربية، سعيا منهم لإقامة الخلافة الإسلامية، معتمدين على فتاوى ابن تيمية التي تدعو إلى وحدة الصف الإسلامي والحفاظ على كيان الخلافة إبان غزو التتار للدولة الإسلامية حينها، وبذلك جعلت حركة الجهاد لب اهتمامها هو العمل على عودة الروح الإسلامية من جديد، متمثلة في الجهاد في سبيل الله. فرسان تحت راية النبي ثم تطورت فكرة الجهاد عند أصحاب هذا الاتجاه إلى الجهاد المسلح، وظهر ذلك جليا في خطاب أيمن الظواهري، والذي يعد بمثابة المُنظِّر داخل تنظيم القاعدة، وذلك في كتابه “فرسان تحت راية النبي”، والذي دعا فيه إلى قلب أنظمة الحكم في الوطن العربي، كما دعا الشعوب إلى مؤازرته، حيث اقترح خطة لدعم جهاده، وأعلن الانتقال بعملياته المسلحة إلى الدول الغربية، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في محاولة منه لكسب الفئات المتمردة داخلها من جهة، ومن جهة أخرى محاولة الضغط على تلك الدول الغربية لسحب دعمها وتأييدها للدول العربية، التي يعتبرها دولاً مارقة خارجة عن الدين. بمعنى آخر، يسعى إلى ضرب العدو الغربي في العمق الداخلي، محاولاً إضعافه وإنهاكه، وبالتالي يؤدي إلى ضعف الأنظمة العربية المدعومة منه، وبالتالي يسهل الوصول إلى حلم إقامة الدولة الإسلامية الراشدة. خطتان استراتيجيتان وبتتبع مسار الحركة الإسلامية داخل أوروبا، تظهر لنا خطتان استراتيجيتان يتبعهما الفكر الجهادي فيها، الأولى تعتمد على شن عمليات مسلحة داخل دول أوروبا في محاولة لإضعافها وإنهاكها، والثانية إلى جانب استهدافها الضغط على الحكومات الغربية لسحب تأييدها للدول العربية، تهدف أيضا إلى دعم المسلمين في تلك البلاد بسبب سوء معاملتهم فيها. وكانت هناك منظمات عديدة، كان لها اتجاه ثوري جهادي، منها مجموعة انشقت عن حزب الرفاة الإسلامي بتركيا، وكانت تسمي نفسها (كابلان). كانت تلك الحركات – سواء في فرنسا أو ألمانيا أو بلجيكا – تحلم بإقامة الخلافة الإسلامية، وكان هذا الحلم – على سبيل المثال – ظاهرا في خطاب حزب التحرير، الذي انفصل عن جماعة الإخوان المسلمين، والذي أنشأه تاج الدين بنهاني عام 1958م، والذي يملك تواجدا قويا في كل من بريطانيا والدانمارك. في حين كانت السلفية الجهادية تتبنى الفكر الجهادي، كان الاتجاه الثاني يشق طريقه في الدعوة السلمية، مبديا رفضه واستنكاره للاتجاه الثوري الذي ينتهج العنف كوسيلة للتغيير و إقامة الدولة الإسلامية. السلفية التربوية لذلك فإننا نرى اليوم كثيرا من هؤلاء السلفيين يستنكرون مشاركة الإسلاميين الثوريين في العملية السياسية والحياة العامة. ومن بين من استنكر هذا الشيخ ناصر الدين الألباني الذي دعا إلى التخلي عن العمل السياسي والبعد عنه، حيث قام بالتجول في دول عديدة من العالم، وبرفقته ابن باز، وتبعهم ابن عثيمين، للعمل على نشر الدعوة الإسلامية، وكان كل منهم يعتقد أن الحل للمشكلات الإسلامية إنما يكمن أساسا في “التصفية والتربية”، أي تصفية الدين من البدع في الفروع والأصول، والعودة إلى المنبع الصافي الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) وتربية المسلمين للابتعاد عن العادات التي ليست من الإسلام في شيء. لذلك فهم يستنكرون على من يتبعون المنهجين الجهادي والسياسي، حيث يرون أنهما لا يؤديان إلى شيء، فالأصل عندهم تصحيح العقيدة والشعائر الإسلامية، ولذلك فإن الاتجاه السلفي في أوروبا أصبح يستمد منهجه من السلفية الوهابية بالسعودية، والتي تتبع دار الإفتاء في المملكة، إضافة إلى العديد من الجامعات الإسلامية التابعة لها. لا للمشاركة السياسية كما يرفض السلفيون أية مشاركة في الحياة السياسية داخل المجتمع الأوروبي، ويستندون في ذلك إلى أن تلك المشاركة تخالف المبادئ الإسلامية، حيث إن الديمقراطية من وجهة نظرهم والتي ينادي بها الغربيون تعد شكلاً من أشكال الشِّرك، كما أن التشريعات المعتمد عليها في أوروبا تخالف الشريعة الإسلامية، لذلك فقد تبنى هؤلاء الدعاة فكرة الانسحاب من الساحة السياسية، حتى ولو للأمر تأثير على مسلمي أوروبا. لذلك الموقف لم يكن للسلفيين نصيب ملحوظ في المشاركة في أي رد فعل إيجابي تجاه قانون منع ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، في الفترة بين ديسمبر 2003 – يناير 2004، والتي شهدت خروج الآلاف من المتظاهرين ضد القانون، الذين قلما تجد من بينهم من ينتمي للتيار السلفي. وربما يمكننا القول بأن غيابهم عن المشاركة يرجع إلى عدم اكتراثهم بقضايا المواطنة التي تعلق بالمسلمين، ولذلك لم يكن لهم حظ المشاركة في المفاوضات التي تمت بين ذوي الاتجاهات الإسلامية وبين الدولة التي من المفترض أن ترعى مصالحهم، معتقدين في ذلك أن الإسلام لا يعترف بمثل تلك المفاوضات!. واعتقادهم قائم على أن الإسلام يجب أن تكون له الأولوية عن غيره من الأنظمة القائمة، لذلك يحظر عليهم التفكير في التعامل مع أي نظام سياسي غير إسلامي، حتى لا يكون اعترافا ضمنيا بتلك الأنظمة. وهذا الاتجاه الذي يسير فيه بعض الدعاة من العزلة السياسية داخل المجتمعات الأوروبية يتفق مع فتاوى فقهاء سعوديين حرصوا على دعوة المسلمين للعودة إلى دار الإسلام وترك بلاد الكفر لممارسة الشعائر الإسلامية بحرية. وبالرغم من أن هذا الاتجاه الأصولي رفض فكرة الاندماج في المجتمع الأوروبي إلا إنه نجح في تكوين علاقة طيبة مع بعض الفئات داخل السلطة والحكومة، مستنكرا كل أنواع العنف. إلى جانب التواجد الأصولي الإسلامي في بلد كهولندا أو بلجيكا، والذي نشأ بسبب هجرة المغاربة إليها، فقد وُجِد في فرنسا كذلك دعاة أصوليون من أصول جزائرية، وبدأت حركتهم الدعوية في التنامي بعد ذلك. ويرجع الفضل في اتساع رقعتها إلى كل من عبد القادر بوذيان في مدينة ليون، وعبد الهادي دودي في مرسيليا. وإن كانت الحركة السلفية الدعوية أعطت أولوية في عملها للتربية الإسلامية، فإن الاتجاه الثالث يؤكد على أن العمل السياسي يعتبر ضروريا للوصول إلى المسلمين في محاولة لترسيخ مفهوم الحاجة إلى الدولة والمجتمع المسلم. وفي مقابل ما ذكرته أدبيات الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالنشاط السياسي ووسائله المتعددة من تظاهر ومشاركة وإنشاء منظمات … إلخ، نرى الاتجاه السلفي يقول بأن السياسة يعتريها تناقضات لا تتناسب معهم، لذلك فهم يتهمون الإخوان بمحاولة تسييس الإسلام أو تمدين الإسلام، لذلك فإن هذا الاتجاه نشأ كرد فعل لكتابات الإخوان حول الإسلام السياسي، وكذلك نتيجة تأثير الاتجاه الدعوي للدعاة السلفيين، وبالأخص السعوديون. سلفيون ولكنهم إخوان آوت السعودية جماعة الإخوان في كل من مصر وسوريا عندما هربوا من بطش عبد الناصر والأسد، ورغم أن الجماعة ترعرعت في ظل نظام ملكي، إلا أنهم نجحوا في إنشاء مؤسسات وهيئات إسلامية كثيرة داخل السعودية، مثل الجامعة الإسلامية العالمية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وامتد عملهم في أوروبا متأثرين بالنهج السلفي، ومحتفظين في ذات الوقت بالسمت الأساسي لنهج الجامعة الإسلامية العالمية المتأثرة بدورها بجماعة الإخوان المسلمين، مما زاد من اتساع نشاطهم في بلدان عديدة عبر بناء المساجد وتمويلها. ففي سويسرا، كان هذا الاتجاه ممثَّلا في شخص يوسف إبرام، إمام المركز الثقافي الإسلامي بجينيف، المرتبط ارتباطا وثيقا بالجامعة الإسلامية العالمية، كما ينحدر من أصول مغربية وحصل على الماجستير في الشريعة عام 1980 من الجامعة الإسلامية بالرياض، ثم عينته الجامعة في بادئ الأمر عام 1990 إماما لمسجد زيورخ قبل أن يضطلع بتلك المهام ابتداء من عام 2000، كما أنه عضو بالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وعضو بجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، وكان من بين من شاركوا في دفع الحركة الدعوية في أوروبا، إلا أنه كان من بين من يستنكرون فكرة دمج المسلمين في أوروبا، على الرغم ممن كونه منتميا إلى الإخوان إلا أنه كان معروفا بتشدده. وإذا ما نظرنا إلى الاتجاه السلفي الذي يقترب أيديولوجيا من جماعة الإخوان، فإننا نلاحظ نموذجا آخر يجسد تلك الأيديولوجية، والذي يتمثل في الشباب الفرنسي المسلم الذين سافروا إلى العراق للجهاد ضد الغزو الأمريكي. وإذا ما كانت تلك التصرفات أضفت على أصحابها عناصر جهادية أخرى، فإنها أيضا أضفت عليهم نمطا سياسيا عبر المشاركة في المفاوضات مع الحكومة الفرنسية. وبتعاقب الأيام، أصبح بنيتو ذو الأصول الجزائرية، موجها ومرشدا لأعضاء جبهة السلم الإسلامية، فيما يتعلق بمفهوم الإسلام السياسي، وذلك بشرحه عدة محاضرات حول هذا المفهوم، متأثرا في كتاباته بكل من علي بلحاج، وسيد قطب وسفر الحوالي. وكان بنيتو من بين من يؤمنون بضرورة إلمام المسلم الأوروبي بأدوات الديمقراطية، وحرية التعبير، لكي يملك القدرة على تمييز الحركات السياسية القومية في الدول الأوروبية، رافضا لكل ألوان العنف باسم الإسلام، سواء كانت داخل أو خارج فرنسا أو في أوروبا كلها. ولذلك فقد شارك في كل التظاهرات والتجمعات التي كانت تتم عبر المؤسسات والهيئات الإسلامية أو عبر الهيئات العلمانية واليسارية المتشددة. قواسم مشتركة وبالرغم من عدم وجود عمل مشترك يجمع الحركات الإسلامية بعضها ببعض، إلا أن هناك قواسم مشتركة بين الحركة السلفية السياسية ومثيلاتها من الحركات الإسلامية على الساحة الأوروبية. وأول هذه القواسم هو الاعتقاد بأن الإسلام لا يقف عند الشعائر الدينية فقط، فليس معني الالتزام الديني هو ذلك الإطار المحدود بممارسة تلك الشعائر، بل هو المنهج الشمولي الذي يتناول مظاهر الحياة جميعها. وهذا القاسم تشترك فيه السلفية مع الإخوان المسلمين. والقاسم الثاني هو تعظيم الدور الذي حققته الحضارة الإسلامية في بناء ونهضة الدول الأوروبية، فالحركة السلفية مثلها مثل بقية الحركات والاتجاهات الإسلامية فردية أو جماعية، ترى أن الإسلام هو الذي يملك الحلول الكاملة للمشكلات التي تعاني منها تلك المجتمعات الأوروبية، سواء كانت تلك المشكلات سياسية أو اقتصادية أو غيرها. كما أن هناك ثمَّة اعتقادات في المفهوم السياسي للحركة السلفية الأوروبية باتجاهاتها الثلاثة الجهادية والسياسية والتربوية، وأول هذه الاعتقادات هو فكرة التقهقر الذي أصاب المسلمين، بمعنى أن المسلمين حدث لهم تفكك أعقبه هيمنة غربية، كما أن الانحلال الذي أصاب شباب الأمة الإسلامية يؤدي إلى التأخر عن القيادة العالمية، فالمسلمون جميعهم بمن فيهم الأقليات في الدول الغربية أصابهم نوع من التيه، وليس هناك مرجع يردهم عن هذا التيه سوى الإسلام. كما أن هناك اعتقادا سائدا بين التيارات الإسلامية المختلفة، مفاده أنه ثمة تصادم سيقع لا محالة بين المسلمين وبين غيرهم، وأن نهاية العالم قد أوشكت، وسيكون النصر حليفا للمسلمين، مستندين في ذلك إلى الأحاديث النبوية. ويعتقد السلفيون أن سبب التقهقر ينحصر في غزو العقيدة الإسلامية، وكثرة المؤامرات التي تحاك للإسلام والمسلمين، والتي يدبرها اليهود والغرب، بُغية إشعال فتيل الفتنة تحت مسمى محاربة الإرهاب، وعدم ترك الفرصة لأن يستعيد الإسلام ريادته العالمية مرة أخرى. اتجاهات السلفية السياسية تعمل السلفية السياسية الأوروبية في ثلاثة اتجاهات رئيسية: الأول ممارسة عمل المعارضة، والثاني العمل الدعوي، والثالث العمل الذي انتُخبت لأجله. ويتمثل الاتجاه الأول في كونه تعبيرا عن المعارضة داخل النظام السياسي والاجتماعي في إطار سياسي ديني، ويوجد أكثر من تصور حول تلك النقطة: أولها غياب الرؤية الواضحة لفكرة مشروعهم السياسي الذي يسعى بدوره لعودة الخلافة الإسلامية، لذلك تخشى الطبقات الاجتماعية الوسطى والراقية من الإسلام السياسي، معتقدين بأنه سيضعهم داخل أطر محددة ومقيدة. وباتساع تلك القاعدة الرافضة لسيطرة الإسلام السياسي، نما الاتجاه الأصولي الإسلامي من نماذج أصولية جديدة لا تمت للأحزاب السياسية ولا للتيارات الإسلامية بصلة. لذلك يمكننا أن نُجمِل القول بأن نشوء الأصولية الإسلامية كان نتيجة للأزمة التي أحدثها الفراغ السياسي في أوروبا، متبنيا ومستوعبا أعدادا من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا، والتي يراد حشدها للتغيير، حيث تُعتبر الأصولية الإسلامية نموذجا للتمرد والعصيان ضد القيم السائدة في المجتمع الأوروبي والعمل على ظهور القيم الدينية بدلا منها. أما الاتجاه الثالث، فمنبعه اعتقاد السلفيين أنهم ورثة التابعين وتابعي التابعين، وأنهم جند الله في الأرض، لذلك عهدوا إلى أنفسهم بمهام الدعوة الإسلامية، والأخذ بيد الناس للهداية. لقد نوَّع التيار السلفي من عمله داخل أوروبا، فاستطاع الاتجاه الثوري التعبير عن معتقده بأساليب العنف، وحرص الاتجاه الدعوي التربوي على تطوير علاقته بالآخر عبر الجهات الرسمية، وأخيرا الاتجاه السياسي الذي أبدى استعداده لخوض غمار العمل السياسي بالاشتراك مع الجهات الأخرى داخل المجتمع الغربي، رافضا في ذات الوقت فكرة الحزبية، حيث يراها مفرقة للأمة، ولذلك فإنهم يستنكرون على الإخوان عملهم من خلال الأحزاب أو الدعوة إلى إقامتها. (*) كاتب مغربي متخصص في شئون الحركات الإسلامية. والمقال مترجم له عن اللغة الفرنسية. (المصدر: موقع إسلام أون لاين. نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 11 مارس 2007)


مؤرخ يكشف مقالاً كتبه الزعيم البريطاني الراحل في 1937…

تشرشل حمّل اليهود مسؤولية العداء لهم؟

  لندن – الحياة     كشفت وثيقة عمرها 70 سنة، أن الزعيم البريطاني الراحل السير ونستون تشرشل وجه انتقادات شديدة إلى اليهود واتهم بعضهم بأنهم «مصاصو دماء» وحملهم مسؤولية العداء والاضطهاد الذي تعرضوا له. وجاء ذلك في مقال كتبه تشرشل الذي ساهم أكثر من غيره من زعماء أوروبا في تحقيق النصر للحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وكتب المقال سنة 1937 لكنه لم ينشر. وذكر المؤرخ البريطاني المعروف في جامعة كامبريدج الدكتور ريتشارد توبي أنه عثر على هذا المقال ضمن الوثائق والمستندات المودعة في «مركز أرشيف تشرشل» في الجامعة. إلا أن مؤرخاً آخر وكاتب السيرة الذاتية لتشرشل وهو السير مارتين غيلبيرت، شكك في أن الزعيم البريطاني الراحل هو الذي كتب هذا المقال، ورأى أن كاتبه الحقيقي هو آدم مارشال ديستون الذي قام بإعداد بعض الخطب والمقالات بالنيابة عن تشرشل. وأشار كاتب المقال إلى مسألة اضطهاد النازيين لليهود، وقال إن «الشر الذي قام بارتكابه هؤلاء الذين مارسوا الاضطهاد، لم يكن وحده السبب الوحيد لسوء معاملة اليهود خلال العصور التاريخية المختلفة». وانتقد المقال «انعزال اليهود عن مجتمعاتهم»، وطالبهم بالاندماج. وقال المؤرخ في جامعة كامبريدج إن الآراء التي عبر عنها تشرشل في هذا المقال تختلف تماماً عن الأفكار السائدة التقليدية عنه، إذ «هاجم تشرشل في المقال أصحاب مصانع الملابس من اليهود لاستخدام العمالة الرخيصة جداً، لأن اللاجئين اليهود الذين فروا من الحكم النازي في ألمانيا كانوا على استعداد للعمل بأجور زهيدة». كما انتقد تشرشل بحسب الوثيقة، عمليات إقراض الأموال التي يقوم بها بعض اليهود على نحو يتم فيه استغلال المحتاجين إلى هذه الأموال من خلال فوائد باهظة تفرض عليهم وتراوح ما بين 40 إلى 50 في المئة من قيمة الأموال المقترضة. إلا أن تشرشل أبدى تعاطفاً في بعض الأجزاء الأخرى من المقال مع اليهود وعارض على نحو واضح تعرضهم للاضطهاد. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


اكتشاف مقال لتشرشل ينصح فيه اليهود بكسر عزلتهم ويحملهم جزئيا مسؤولية كوارثهم

  لندن ـ القدس العربي في مقال نادر لزعيم الحرب البريطاني وينستون تشرشل عثر عليه باحث في جامعة كامبريدج، ويعود الي عام 1937 ويعتقد انه من الآثار التي تمت التعمية عليها، يتحدث فيها الزعيم البريطاني المعروف عن رأيه باليهود وآنهم مظلومون، ولكنهم مسؤولون جزئيا عما حل بهم من كوارث. وفي المقال الذي عثر عليه المؤرخ ريتشارد توي كتب تشرشل قائلا اليهود مختلفون ويفكرون بطريق مختلفة . كما شرح في الرسالة مواقف بعض البريطانيين ممن اطلق عليهم لقب مصاصي الدماء العبريين . وقد انتقد عدد من الكتاب اليهود، ومؤرخي تشرشل، منهم المؤرخ اليهودي البريطاني مارتن غيلبرت جامعة كامبريدج قائلا ان الرسالة لم تنشر لان من صاغها كان احد مؤيدي الزعيم الفاشي البريطاني اوزوالد موزلي. وقال ان تشرشل رفض نشرها لانها لا تعبر عن افكاره. وقال غيلبرت ان توي الذي ضمن الرسالة في كتابه الجديد لويد وتشرشل فشل في العودة الي كتاباته التي نشرها منذ الثمانينات. وتري تعليقات صحافية بريطانية ان المقال خطير ليس لمواقفه التي تبدو عنصرية ولكن لانه يناقض الموقف المعروف عن تشرشل بانه الزعيم البريطاني الذي دعم اليهود، وكان عاملا مهما في انشاء دولة اسرائيل عام 1948. وكان توي قد عثر علي المقال وهو يعد المواد لكتابه، حيث حمل المقال عنوان كيف يواجه اليهود الاضطهاد . واكد توي انه وان لم يعد للكتابات التي نشرت حول المقال الا انه يعتبر مهما، حيث قال ان المقال فعلا كتبه الاميرال ديستون، الذي كان عضوا في اتحاد الفاشيين البريطانيين، وأكد توي ان تشرشل قد وافق علي المقال وحاول نشره، خلافا لرأي غيلبرت. واكد الكاتب هنا ان المقال فعلا يثير شكوكا حول صورة تشرشل كمدافع عن اليهود وقضاياهم. واشار قائلا علي ان اكون واضحا وحذرا فيما اقول، لا اريد ان اصفه بانه كان معاديا للسامية، ولكن المقال يقدم صورة جديدة عن مواقفه من اليهود . وتقول صحيفة صاندي تايمز ان تشرشل بعد عامين من كتابة المقال رفض عرضا من صحيفة بريطانية لنشره. وتقول الصحيفة ان الفكرة الرئيسية في المقال هي ان اليهودي مختلف، فهو يفكر بطريقة مختلفة، ولديهم تقاليدهم المختلفة، ويرفضون الاندماج. وكان المقال قد كتب قبل عام من بداية هتلر حملته ضد اليهود الالمان. ويعكس المقال ايضا الكثير من النمطيات عن اليهودي في المخيلة البريطانية، حيث يقول ان كل يهودي في نظر البريطانيين هم مرابون، ويذكر بشيلوك، وفكرة الربا عن اليهودي . ويضيف تشرشل قائلا كما تعرفون فإن كل بائع بريطاني يدفع اربعين او خمسين بالمئة من الفوائد علي اموال اقترضها من مصاصي الدماء العبريين . ووجه تشرشل في مقاله انتقادات لليهود الذين كانوا يعملون في صناعة الملابس في بريطانيا بسبب استغلالهم للاجئين اليهود الهاربين من النظام النازي للعمل بأجور زهيدة. كما انتقد اللاجئين أنفسهم لاستعدادهم لقبول تلك الاجور. وقال توي اعتقد ان القاء اللوم علي الضحية لتعرضها للاضطهاد أمر غير صائب. هناك الكثير من المنطق الملتوي في هذه الفكرة . وتكهن توي بان سبب عدم نشر المقال حتي اليوم هو تأثيره المحتمل علي الرأي العام. ويري تشرشل ان فكرة التميز اليهودي تتناقض مع فكرة ان يندمج القادمون والمهاجرون مئة بالمئة في السياق البريطاني. وهنا يري تشرشل ان كل يهودي في بريطانيا لا يمثل بريطانيا ولكنه يمثل الجنس اليهودي. وينصح تشرشل في النهاية اليهود بقوله ان عليهم تجنب فكرة التميز والاقتصار علي ابناء جلدتهم فيما يتعلق بأمور الحياة اليومية. وعليهم التخلي عن فكرة الغيتو والعيش مع بعضهم البعض في مجتمعات حصرية او مستوطنات صغيرة، وعليهم ان يتجنبوا الظهور في اي موقع سلطة انهم يفضلون ابناء جلدتهم. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


رئيس منظمة العمل العربية أكد لـ«الحياة» ان حلّ مشاكل العمل في حاجة الى جهد جماعي …
 قويدر: الفساد في الدول العربية يلتهم البلايين وقرارات معالجة البطالة حبر على ورق
 
القاهرة – جابر القرموطي     يترك المدير العام لمنظمة العمل العربية إبراهيم قويدر منصبه خلال أيام بعد ثماني سنوات من العمل، تاركاً حملاً ثقيلاً لمن يخلفه، من العمل النقابي، البطالة، فتطوير قوانين العمل. لكن الملف الأخطر، كما يقول قويدر في حديث الى «الحياة» هو الفساد الذي يكلف الخزينة عربياً بلايين الدولارات، مشدداً على ضرورة وضع آلية لمكافحة البطالة، أحدى ابرز مشكلات الاقتصاد العربي وفي ما يأتي نص الحديث: بعد ثماني سنوات من عمر منظمة العمل العربية، ما هي التحديات التي واجهتكم؟ واجهتنا تحديات عدة، لكن التركيز الأساسي كان منذ عام 1999 على تركيبة «ثلاثية العمل العربي المشترك»، و تغيير النظام القائم في هذا الإطار. لذلك كان لا بد من تقريب العلاقات بين أطراف الإنتاج والحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، في ظل وجود أزمة العمل النقابي العربي. > هل هذا يعني أن الدول العربية لم تكن تعمل بصورة كافية في التنظيم النقابي؟ – يهمني الإشارة إلى العمل النقابي موجود في جزء من العالم العربي فقط، بالتالي كان لا بد من بناء نقابات على أساس صحيح وبالتفاهم خصوصاً مع دول الخليج في إطار الندوات والمشاركات. وأسست بالفعل اتحادات عمالية في البحرين وقطر وسلطنة عُمان، وشكلت لجان عمالية في السعودية، وهناك اتجاه في الإمارات لمشروع قانون جديد يدرسه مجلس الشورى في هذا الإطار. > ماذا عن المرأة العربية العاملة؟ – بعد إلغاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي عام 1987، شكلنا «لجنة شؤون عمل المرأة»، مكان لجنة المرأة العاملة التابعة له تضم سيدات أعمال يعملن في الحكومات وفي القطاع الخاص. واستطاعت اللجنة برعاية الملكة الأردنية رانيا العبد الله تحقيق خطوات إيجابية في هذا المجال، وتذليل عقبات أمام عمل المرأة العربية. > بالنسبة الى الهجرة العربية، ما جديد إجراءاتها، وهل تمكنتم من رصدها؟ – بالنسبة الى الهجرة العربية، نعمل على إنشاء «المرصد العربي للهجرة» بالتنسيق مع الجامعة العربية، والمنظمة العالمية للهجرة، لرصد عملية الهجرة من خلال بوابة إلكترونية وسيساعدنا هذا الإجراء كثيراً، فالعالم العربي يفتقر إلى بيانات عن الهجرة، ونحن نستقي بيانات عن المهاجرين العرب من الدول المستقطبة وليست المُرسلة, إضافة إلى ذلك، هناك ملف عن تشغيل الأطفال، احرزنا فيه تقدماً في مصر والمغرب وسورية، ونتمنى أن تتخذ الدول الأخرى خطوات في هذا الملف. > من هي الدولة العربية حيث مشاكل اليد العاملة هي الأصعب حلاً؟ – مشكلة اليد العاملة الفلسطينية تحتل المرتبة الأولى، وهي تنبع في الأساس من الحصار الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين، واستطعنا بجهد تخفيف جزء من معاناتهم. كذلك ساعدنا على تحسين وضع العمال في السودان ولبنان، وأنشأنا مراكز عدة لتأهيل الشباب ستتكفل بها الحكومة القطرية. > ما هي ابرز النجاحات خلال السنوات الثماني الماضية؟ – اعتقد بأن اتفاق الدول العربية على موقف موحد في اجتماعات مؤتمر العمل الدولي، الذي يعقد سنوياً في جنيف كان محل ترحيب من الجميع، وحققنا في هذا الإطار نموذجاً للتعاون والتنسيق العربي. وبالنسبة إلى منظمة العمل العربي، كان لنا دور في تأهيل الموظفين. > وماذا عن البطالة والفساد عربياً؟ – البطالة والفساد موضوعان مهمان، وقد وجدنا ان نتيجة الفساد المستشري تفاقمت مشكلة البطالة. > تعني ان علاج مشكلة البطالة رهن بعلاج الفساد في العالم العربي؟ – نعم فالعالم العربي يفقد من الأموال ضعفي ما نحتاجه لحل مشكلة البطالة، وباتت هناك قناعة ان الدول لن تستطيع، باستثناء الدول القليلة السكان، وحدها حل مشكلة البطالة. وما زال العرب غير مقتنعين بوجوب تكامل عربي لحل المشكلة، وهم أيضاً غير جادين في هذا الإطار. وما زالت القرارات المُنظمة لعلاج المشكلة حبرًا على ورق، فاقترحنا على الدول العربية أولوية لإعطاء فرصة عمل للعامل الوطني، ثم العربي، ثم الأجنبي. لكن للأسف صمت الآذان، فالمنطقة هي الأسوأ في مجال البطالة في العالم قياساً بعدد السكان. وإذا لم نصل إلى حلول ناجحة لها حتى العام 2020 سيتضرر الاقتصاد العربي جداً. ولابد من قناعة بالتكامل العربي، فالبطالة لا تحل في كل دولة على حدة. > ماذا ورثت عن المدير السابق للمنظمة، وما الذي ستورثه للمدير المقبل؟ – الحريات النقابية. > لماذا لم تنجح في هذا الأمر في 8 سنوات؟ – لأن العالم العربي مازال غير مستوعب لهذه الفكرة، التي تحتاج معالجتها إلى وقت طويل. > ما هي المشكلة التي ستؤرق الاقتصاد العربي مستقبلاً؟ – البطالة. البطالة. ولابد للحكام العرب من العمل على التكامل الاقتصادي والاجتماعي لأن من دون ذلك لن تحل المشكلة. > من هي أفضل دولة عربية تعاملت بجدية مع القوانين الخاصة باليد العاملة والعمال؟ – تونس أولاً، ولبنان ثانياً بحكم تاريخ الحركة النقابية فيه، كما ان اتحاد العمال في تونس يحظى بالاستقلالية التامة. > وأقل دولة تطبق قوانين العمل والعمال عربياً؟ – الصومال. لكن 80 في المئة من الأنظمة العربية لا تحترم معايير العمل الدولية في الحريات النقابية، وتلك كارثة. > أين ستكون محطتك المقبلة؟ – سأنشئ مرصداً لقضايا الفساد والتمييز، سواء كان أهلياً أم مشتركاً مع بعض المهتمين في هذا المجال، وقد يكون في مصر أو في أي دولة أخرى. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


الفضائية الفرنسية تبدأ البث بالعربية مطلع الشهر المقبل …

«فرانس 24» الإخبارية تسعى إلى تكريس التعددية والتوازن بين الاقتصاد والثقافة

 
باريس – أرليت خوري تبدأ قناة «فرانس 24» التلفزيونية الفضائية الفرنسية بث برامجها باللغة العربية في 2 نيسان (ابريل) المقبل، عبر قمري «عربسات» و «نايل سات» لتصبح القناة الدولية الوحيدة التي تبث باللغات الثلاث. القسم العربي في القناة التي بدأ بثها في 6 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، باللغتين الفرنسية والانكليزية يضم نحو 20 شخصاً، وفيما ينهمك العاملون فيه استعداداً لبدء البث، يقوم رئيس مجلس إدارة القناة آلان دوبوزياك، من 25 الى 29 آذار (مارس) الجاري بجولة على كل من الجزائر والدار البيضاء ودبي والقاهرة. وتهدف الجولة الى اطلاع صناع القرار والاعلاميين في المدن الأربع على نشاط «فرانس 24» ومضمون برامجها العربية التي يقتصر بثها على اربع ساعات، تتخللها نشرات إخبارية كل نصف ساعة مدة الواحدة عشر دقائق وتستعيد مضمون النشرات باللغتين الفرنسية والانكليزية. وما شجع على تقديم موعد البث بالعربية الذي كان مرتقباً في تموز (يوليو) المقبل، على حد قول دوبوزياك لـ «الحياة» هو الخطة الناجحة التي وضعتها مسؤولة القسم العربي انييس لوفالوا والرواج الذي تلقاه القناة. وبحسب دوبوزياك، بلغ عدد زوار موقع القناة على الانترنت، بعد حوالي ثلاثة اشهر على اطلاقها نحو خمسة ملايين شخص، في حين ان عدد مشاهديها يراوح بين ثمانية وعشرة ملايين. وهي احتلت المرتبة الأولى بين الأقنية الدولية في اليابان والرابعة في الولايات المتحدة والثالثة في بريطانيا والمانيا. وفسر دوبوزياك هذا الرواج برغبة المشاهد الاطلاع على وجهة نظر غير الانكلو – ساكسونية، وبتكريس القناة الفرنسية التعددية والتوازن بين الثقافة والاقتصاد، وكونها مجالاً للنقاش والحوار بهدف شرح الأمور سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية. وأبدى ثقته بأن القناة التي ولدت من إرادة عبر عنها الرئيس جاك شيراك العام 2003 «ستستمر وتتطور» بعد انتهاء ولايته الثانية في 6 ايار (مايو) المقبل. لكن القناة تعاني، ورغم النيات الحسنة والحماس الفائق لدى مسؤوليها والعاملين فيها، من مشكلة اساسية تتمثل في التمويل الشحيح الذي قد يحد من قدرتها التنافسية، فموازنتها للسنة الأولى تقتصر على 82 مليون يورو. لكن دوبوزياك، الخبير في الشؤون الاعلانية يحاول التخفيف من شأن الموضوع المادي بإلقاء نظرة متفائلة. ويقول ان النقص على هذا الصعيد يشكل حافزاً على الابتكار والابداع والتمايز. ويراهن على تطوير العائدات الاعلانية للقناة، التي يقول انها تراوح بين ثلاثة وسبعة ملايين يورو لسنة 2008، وسترتفع بعدها الى 15 مليوناً ثم الى 25 و35 مليون يورو. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 مارس 2007)


ولد فال: وفّينا بالتزامنا وحان وقت الذهاب … موريتانيا: انتخابات رئاسية هادئة والحسم مرجّح في جولة ثانية

 
نواكشوط – الحياة     أدلى مئات الآلاف من الموريتانيين بأصواتهم في انتخابات رئاسية هادئة، يُفترض أن تنهي مرحلة انتقالية من الحكم العسكري بعد الانقلاب على الرئيس السابق معاوية ولد الطايع في آب (أغسطس) 2005. وأغلق 2400 مركز اقتراع مساء أمس، بعد إقبال كبير على التصويت في الانتخابات التي أكد مراقبون دوليون أنها لم تشهد خروقات، في حين رجحت السلطات أن يُحسم التنافس الرئاسي في جولة ثانية، نظراً إلى عدد المرشحين الكبير. وتعد هذه الانتخابات الأخيرة في سلسلة استحقاقات لنقل السلطة إلى المدنيين. وتعهد رئيس المجلس العسكري الحاكم العقيد أعلي ولد محمد فال بعدما أدلى بصوته تسليم السلطة إلى من يختاره الموريتانيون بين المرشحين الـ19. وقال للصحافيين: «نترك السلطة مرتاحين لأننا قمنا بواجبنا. وفّينا بالتزامنا، والآن حان وقت الذهاب». وأضاف: «لن تكون هناك انقلابات عسكرية في موريتانيا بعد الآن، لأن أسباب الانقلابات المتعاقبة زالت مع نظام التناوب الديموقراطي» على السلطة. ودعا خلفه إلى «الاستمرار على الدرب». وشهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كبيراً منذ فتحت أبوابها في السابعة صباحاً وحتى إغلاقها في السابعة مساء. واصطف الآلاف في نواكشوط أمام المراكز، فيما كان الإقبال في المدن الأخرى جيداً، على رغم أنه بدا أقل مما كان عليه في الانتخابات التشريعية والبلدية نهاية العام الماضي. ويُتوقع أن تظهر النتائج الأولية اليوم. لكن الحكومة وغالبية المرشحين توقعوا أن يرجأ الحسم إلى جولة ثانية في 25 آذار (مارس) الجاري، خصوصاً أنه لا يتوقع أن يفوز أي من المرشحين الـ19 بأكثر من 50 في المئة من الأصوات، ما يرجح إجراء جولة إعادة بين المرشحين الفائزين بأكبر عدد من الأصوات. وتولى الإشراف على سير الاقتراع نحو 300 مراقب من منظمات دولية، بينها الاتحاد الأوروبي. وأكدت رئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين ماري – آن ايسلر بيغين أنها لم تلاحظ أي خروقات تذكر. ونقلت عنها وكالة «فرانس برس» أن «عملية الاقتراع جرت في شكل جيد، وهناك وعي كبير لدى الجميع ولم نبلغ بأي حادث». ورأت أن هذه الانتخابات «يمكن أن تكون نموذجاً للديموقراطية يحتذى به في أفريقيا والعالم العربي». وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص فيجاي ماكان لوكالة «رويترز» إن «موريتانيا يُمكن أن تكون نموذجاً لبقية أفريقيا. بعد 19 شهراً فقط من انقلاب، لديك مختلف مراحل الديموقراطية. إنه شيء لا يصدق ولكنه يحدث». وبين المرشحين 11 مستقلاً و8 من زعماء الأحزاب السياسية. وعلى رغم أن أنصار المرشح صالح ولد حننا تحدثوا عن «خروقات بسيطة»، فإن معظم المرشحين أشادوا بحياد الحكومة والجيش. ويعتبر سيدي ولد الشيخ عبدالله الذي يحظى بدعم التيار المستقل أكثر المرشحين حظاً، يليه زعيم «تجمع القوى الديموقراطية» أحمد ولد داداة المعارض العنيد لنظام ولد الطايع، ثم أصغر المتنافسين زين ولد زيدان الذي كان يحظى بدعم النظام السابق قبل أن يُكلّفه المجلس العسكري ملف الإصلاحات الاقتصادية. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


المنافسة في الانتخابات الموريتانية انحسرت بين مرشحَين وتوقعات بدورة ثانية للحسم

ولد محمد فال: عهد الانقلابات قد ولي وسأغادر الحكم مرتاحا

 
نواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد: اقفلت صناديق الاقتراع في موريتانيا بعد السادسة من مساء امس الاحد معلنة انتهاء الاقتراع الدور الاول من الاقتراع الرئاسي. ومنذ الصبيحة، توجه نحو مليون ومئة ألف ناخب موريتاني إلي الفين واربعمائة صندوق اقتراع لاختيار رئيس للجمهورية من بين تسعة عشر مرشحا في إنتخابات أكدت السلطات الحاكمة أنها شفافة. وقدرت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي ينتظر أن يعلن مساء اليوم الإثنين عن نتائجها بـ61 بالمئة. وتمت عملية التصويت ببطاقة موحدة تحمل صور المرشحين التسعة عشر ورموزهم وذلك تفاديا لعمليات التزوير التي تستخدم فيها البطاقات المتعددة كما لوحظ في انتخابات سابقة. وحتي وقت كتابة هذا التقرير مساء أمس، توجهت التوقعات نحو شوط ثان بين المرشحين الأبرز، وهما سيدي ولد الشيخ عبد الله (69 سنة)، وهو منحدر من أسرة صوفية تيجانية (طريقة وافدة من الجزائر) ومدعوم من كتلة الميثاق التي تضم الاغلبية الرئاسية سابقا والتي تشكل الاغلبية البرلمانية حاليا، واحمد ولد داداه (68 سنة) رئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية والمعارض العنيد للرئيس السابق ولد الطايع والحاصل علي 15 نائبا و5 شيوخ في البرلمان الجديد. وإلي جانب هذين المرشحين الأبرزين، يوجد مرشحون آخرون لهم حظوظهم بينهم الاقتصادي البارز الزين ولد زيدان، وهو اصغر المرشحين سنا (41 سنة) ومسعود ولد بولخير (64 سنة) وهو اشهر مناضل ضد الرق في موريتانيا ويرأس حزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يضم نشطاء الحركة الناصرية ومجموعات الأرقاء السابقين، وصالح ولد حننه (42 سنة) وهو منفذ إنقلابين فاشلين عامي 2003 و2004 ضد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وتدعم حملته الانتخابية حركة الاخوان المسلمين في موريتانيا التي تسمي الاصلاحيون الوسطيون . والمرشح الآخر الذي ينتظر حظوظه هو محمد ولد مولود (54 سنة) من أقدم الناشطين في حركة الكادحين (ماركسية) التي كانت معارضة للرئيس الراحل مختار ولد داداه خلال السبعينات. وتعتمد التوقعات القائلة بالشوط الثاني علي أمور منها قوة المرشحين الستة الأبرز الذين لا بد أن يجد كل واحد منهم نصيبا في أصوات الشوط الأول. غير أن أنصار المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله يقولون دون تردد بأن مرشحهم فائز منذ الشوط الاول لكونه مدعوما، حسب تحليلاتهم، من ناخبين منتشرين في عموم البلاد وليس من جهة واحدة كما هو حال منافسيه في هذا الإقتراع. وقد أدلي عناصر الجيش الموريتاني وقوات الأمن في نواكشوط وفي المناطق الداخلية وقوامها العشرين ألف رجل بأصواتهم أمس في مجموعات ترتدي الزي العسكري. ويعتقد خبراء في الشأن الموريتاني أن أصوات عناصر الجيش والأمن ستكون في غالبها للمرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي يحظي بتأييد ضباط نافذين في المجلس العسكري الحاكم،مع أن البعض يتحدث عن انقسامات داخل هذا المجلس بين مؤيدين لسيدي ولد الشيخ عبد الله ومنافسه أحمد ولد داداه. ورد سيدي ولد الشيخ عبد الله المرشح للرئاسة أمس في ايجاز صحافي علي الشائعات التي تقول ان فوزه سيكون دليلا علي تزوير الانتخابات وعلي دعم المجلس العسكري له، فقال ان الانتخابات ستظهر زيف كل ذلك، كما شدد علي أن وجود المراقبين والصحافة الدولية سيمكن من معرفة حقيقة ما سيحدث خلال هذه الانتخابات. وأكد سيدي ولد الشيخ عبد الله بعد إدلائه صباح أمس بصوته في مدرسة الشافعي شمال العاصمة أنه واثق من النجاح لأن غالبية من الناخبين الموريتانيين أكدت تأييدها لبرنامجه. وقال في تصريح للصحافة إن الديمقراطية عملية طويلة وتجربة تحتاج للصبر وأرجو أن يكون الاقتراع الحالي خطوة نحو ترسيخها بدون رجعة . أما أحمد ولد داداه فقد أعرب عن ارتياحه النسبي للأجواء التي سارت فيها الانتخابات. وقال ان أعضاء نافذين في المجلس العسكري يعملون بشكل جاد لقطع الطريق أمام التغيير ، لكنه متفائل بنتائج التصويت. وأكد المرشح محمد ولد مولود أنه راض عن سير عمليات الاقتراع، كما أكد بأنه سيحقق نتيجة تناسب ما بذله من جهد. وقال صالح ولد حننه رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني إن مرحلة جديدة من تاريخ البلاد قد بدأت وان مسلسل الإنقلابات العسكرية قد ولي . وفي تصريح بالمناسبة أكد الرئيس الموريتاني الانتقالي علي ولد محمد فال أنه سيغادر السلطة بالفعل وسيسلمها للرئيس الذي سينتخبه الموريتانيون خلال الاقتراع الحالي. الوصية وأكد في تصريح للصحافة بعد إدلائه بصوته امس ان عهد الانقلابات قد ولي إلي غير رجعة . وأضاف ان الأسباب التي كانت تقود للإنقلابات قد زالت الآن وموريتانيا أصبحت علي نهج الديمقراطية وستظل كذلك لأن الضمانات قد اتخذت لذلك . واشار الرئيس فال إلي أن أول وصية يتركها للرئيس المنتخب، هي المحافظة علي الانجازات التي تحققت والاستمرار في تعزيزها مع احترام إرادة الشعب الموريتاني. وأضاف ان الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة الموريتانية عليها أن تقوم بدورها في حدود القانون والدستور وأن تؤدي واجبها في هذا الاطار وحسب المهام الموكلة اليها . وقال ان موعد تنصيب الرئيس الجديد سيحدد تبعا لاعلان النتائج النهائية للاقتراع من طرف المجلس الدستوري واعتبارا للآجال المحددة في القانون مؤكدا حياد المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، واحترامه لتعهداته التي قطعها علي نفسه في هذا السياق. وذكر الرئيس فال ان المجلس العسكري يضم ضباطا موريتانيين يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها نظراؤهم ويخضعون للقوانين العسكرية التي تنطبق علي الجيش وهم تحت إمرة الرئيس المنتخب. وجدد الرئيس فال التزام المجلس العسكري بترك السلطة بعد اكتمال مهمته، مبينا انه لم يعد هناك مبرر للانقلابات العسكرية بعد ارساء دولة القانون والمؤسسات. وبخصوص مستقبله السياسي أكد الرئيس ولد فال للصحافيين أنه سيجيب عن هذا السؤال بعد تنصيب الرئيس المنتخب، مذكرا بان الموقف من العلاقات مع اسرائيل واضح منذ البداية وينطلق من مواقف موريتانيا من القضية الفلسطينية ومن الصراع العربي الاسرائيلي وليست لهذا الموقف اعتبارات أخري. وجاء رأي المراقبين الدوليين علي لسان ماري آن إسلير بغين رئيسة بعثة المراقبين التابعين للاتحاد الاوروبي التي اكدت أن جو الانتخابات جيد في عموم المناطق الموريتانية وأنه قد تم احترام إلاجراءات المتعلقة بعمليات الاقتراع. وأشارت المسؤولة الاوروبية إلي حضور 90 مراقبا من الاتحاد الاوروبي لمراقبة الاقتراع. وتحدثت المراقبة الأوروبية عن المعدات الانتخابية، فأكدت انه تم التثبت من اللوازم قاطبة ولم تسجل أية مشكلة ، مشيرة الي أنه لوحظ خلال الاقتراع السابق غياب الحبر اللاصق. وأشارت ماري آن إسلير بغين الي أن السلطات قد وعدت بتعليق القوائم الانتخابية للحد من التأخر لسحب بطاقات الناخب التي تغيرت ارقامها بعد تجديد اللائحة الانتخابية، وان هذا التعليق لم يتم حتي الآن في المكاتب التي زارها المراقبون، لكن رؤساء وأعضاء المكاتب يتوفرون علي اللوائح ويساعدون الناخبين علي معرفة ارقامهم. وقد اعتمد 300 مراقب بينهم تسعون من الاتحاد الأوروبي لمتابعة هذه الانتخابات التي أوفدت لها الإدارة الأمريكية مراقبين ترأسهم السيدة ليندا توماس غرين فيلد، المساعدة الاولي في الخارجية الامريكية المكلفة بالشؤون الافريقية. وقد تجولت ليندا توماس أمس في مكاتب الإقتراع كما التقت الرئيس ولد فال مطولا وأكدت ارتياحها لسير عمليات الاقتراع. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


جبهة القوي الاشتراكية تقاطع الانتخابات التشريعية في الجزائر

 
الجزائر ـ ا ف ب: اعلنت جبهة القوي الاشتراكية التي يرأسها عميد المعارضين الجزائريين حسين آيت احمد السبت انها ستقاطع الانتخابات التشريعية المقررة في السابع عشر من ايار/مايو وذلك في قرار اتخذه مجلسها الوطني. وتسلمت وكالة فرانس برس بيانا جاء فيه انه وفاء لالتزاماتها الاساسية ولقسم نوفمبر (اندلاع الثورة الجزائرية في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954)، لجبهة القوي الاشتراكية الشرف والحرية والافضلية في اعلان قرار عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة . واوضح القرار ان اليوم، لا يسعنا الا ان نشكك في احتمال التغيير عبر الانتخابات. ليس ثمة ديمقراطية في الجزائر رغم الانتخابات . وفي رسالة الي المجلس الوطني لحزبه قال آيت احمد الذي يقيم في سويسرا ان الاخلاق السياسية تفرض علي حزبه واجب الكرامة وعدم التعاون مع النظام ملمحا الي تأييده المقاطعة. واعلن خصم جبهة القوي الاشتراكية في منطقة القبائل وهو التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه سعيد سعدي، في التاسع من شباط/فبراير بالجزائر خلال مؤتمره انه سيشارك في الانتخابات. وكان الحزبان قاطعا الانتخابات التشريعية عام 2002 ولا يمثلهما اي نائب في المجلس الشعبي الوطني. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


الإعلان عن تأسيس رابطة المغرب العربي للصيادلة بالجزائر

 
 
الجزائر ـ يو بي آي: أعلن في الجزائر امس الأحد عن تأسيس رابطة المغرب العربي للمجالس النظامية للصيادلة. وجاء هذا الاعلان خلال الملتقي الدولي الرابع للصيادلة المنعقد امس في العاصمة الجزائرية. وبحسب القائمين علي الملتقي، فان الرابطة تهدف الي تطوير الصناعة الصيدلانية في المغرب العربي وتذليل الصعوبات أمام الصيادلة وتحقيق التعاون والتكامل المغاربي في هذا المجال وتبادل التجارب والخبرات. يشار الي وجود نحو ثمانية آلاف صيدلي في الجزائر، غالبيتهم يعملون في القطاع الخاص. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


ليبيا تلغي قرار منع سفر النساء تحت سن الأربعين من دون محرم

 
طرابلس ـ ا ف ب: الغت الحكومة الليبية امس الاحد التعليمات الامنية بمنع سفر الليبيات تحت سن الاربعين من دون محرم واكدت ان العمل به انتهي ابتداء من اليوم . وقالت الحكومة في بيان جديد لها نشر علي موقعها الالكتروني ان ما صدر من ضوابط امنية تتعلق باجراءات تنظيمية موقتة تمنع سفر الليبيات تحت سن الاربعين من دون محرم انتهي العمل بها الان . واضاف البيان المقتضب ان الاجهزة الامنية التزمت بهذه التعليمات في منافذ الدخول والخروج لليبيا في وقتها لمعالجة السلبيات التي صاحبت سفر فتيات ليبيات الي الخارج . وكانت السلطات الليبية اتخذت هذا القرار الاثنين الماضي ما اثار الاوساط النسائية في البلاد التي اعتبرت الامر انتهاكا للحرية. والسبت اكدت الحكومة الليبية تمسكها بالقرار معتبرة في بيان عبر موقعها الالكتروني ان قرار منع الليبيات تحت سن الاربعين من السفر بدون محرم يعد مجرد اجراء تنظيمي لا يمس جوهر الحرية التي نص عليها القانون . واضافت ان القرار جاء ليحد من السلبيات التي صاحبت سفر الفتيات الليبيات وحدهن بدون داع او ضرورة، ما اوقع عددا منهن ضحايا شبكات الاجرام في الخارج من دون تقديم تفاصيل اضافية. واعتبرت صحيفة الشمس في عددها السبت ان هذا التأكيد خرق صريح للقانون الاساسي للحرية في ليبيا واجراء باطل وضرب بعرض الحائط للقانون الذي ينص علي المساواة بين الجنسين . واكدت ان رئاسة الحكومة لا تملك حق منع السفر الا بأمر من المحكمة وعلي الحكومة ان تحافظ علي سلطة الشعب (نظام الحكم في ليبيا) وتعود الي المؤتمرات الشعبية لتقنعها بهذا الاجراء . وكانت صحيفة الجماهيرية انتقدت الاربعاء هذا الاجراء، معتبرة انه انتهاك صريح وعلني لابسط حقوق الانسان واعلان رسمي من الدولة الليبية عن عدم اهلية المرأة الليبية . (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


من ينقذ العراق من حرامية بغداد؟

 
محمد صادق الحسيني (*) اكاد اعتقد جازما بان المجتمعين في بغداد للمؤتمر الذي دعوا اليه لم يضعوا في اوراق عملهم التي حملوها معهم الي طاولة المفاوضات اي شيء يخص مستقبل الشعب العراقي! لا احد منهم كان بامكانه ان يفكر بذلك او يحضر شيئا لذلك ايا تكن نواياه الحقيقية تجاه هذا الشعب المبتلي، ذلك ان الداعي والمدعو وما بينهما من لاعب علني او خفي في مصير هذا الشعب بات يحمل علي اكتافه من هموم واهتمامات صارت ابعد ما يكون عن هم الشعب العراقي الحقيقي وهو تأمين لقمة العيش الكريمة والرزق الحلال والامن والاستقرار فيما يتحكم بالبلد الحرامية كما يقول الكاتب الامريكي والجنرال المتقاعد ماثيو بوغاندس صاحب كتاب حرامية بغداد ! من توصيات لجنة بيكر ـ هاميلتون التي رفضتها ادارة المحافظين الجدد اولا وحاولت الالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها واهدافها ثانيا الي ان اذعنت لها اخيرا، والقضية كل القضية تتمحور حول السبل الكفيلة لاخراج المحتل والغازي بعد غرقه في المستنقع العراقي، بطريقة مشرفة وباقل الكلف وبطريقة تحفظ له ماء وجهه او ما تبقي منه! ولكن هل فكر احد بـ ماء وجه العراقيين والعراقيات؟! او فكر احد بالسبل الكفيلة للحفاظ علي ما تبقي من ثروات العراق وتراثه ومقدراته وعلمائه وسمعته ومستقبل اجياله؟! بالطبع لا! حتي الحكومة العراقية التي يفترض انها الداعية لهذا المؤتمر لم تبذل اي مجهود ولو علي سبيل التمويه وذر الرماد في العيون لاعطاء المؤتمر طابعا عراقيا علي الاقل وتضع له اجندة عراقية! وليس اجندة امريكية او متعددة الجنسيات الا الجنسية العراقية! كيسنجر يقول عنه انه مؤتمر يضع قواعد انهاء الحرب بعد ان انهكت قواتنا . والايرانيون يعتبرونه رحلة استكشاف النوايا الامريكية التي لا يثقون بها ويتشاءمون سلفا من اهداف هذا المؤتمر . والسوريون يريدونه محطة تبادل عروض حول امكانية عقد صفقات او مقايضات او تسويات تشمل بازار السياسة الاقليمية الاوسع . والحكومة العراقية تريده محطة التقاط انفاس يعالج موتها السريري الذي تعيشه منذ مدة ولا امل كبيرا في ان تخرج من هذه الورطة الا بزيادة دعم واسناد اجهزة التنفس الاصطناعية المستوردة من الخارج . واما الباقون ممن سيحضرون هذا المؤتمر فانهم اما سيحضرونه للتحذير من خطر مستقبلي ينتظرهم او ليطلبوا حصتهم من الكعكة العراقية او لانقاذ سمعتهم وامنهم اللذين ربطوهما بسمعة وماء وجه الدولة الاعظم بعد ان روجوا لها بانها القدر الذي لا مجال للتهرب منه! وحده العراق هو الحاضر بغيابه الدامي والحزين، والمسلوب الارادة والاقدار، والمقاطع لهذا المؤتمر المسمي باسمه زورا وبهتانا! قد يخرج المؤتمر الاستكشافي هذا بقواعد جديدة لفك الاشتباك بين الدولي والاقليمي، وقد يخرج بقواعد جديدة لانهاء الحرب وسحب القوات الغازية او اعادة تموضعها في قواعد عسكرية خارج المدن العراقية الكبري، وقد يخرج بدعوات لاعادة صياغة للعملية السياسية الراقدة في سرير الموت السريري كما اشرنا، لكن كل ذلك لن يهم العراقيين بقدر ما يهمهم الصحة والامان ولقمة العيش الحلال المفقودة بسبب تطاول الاجنبي وامعانه في اذلال العراقيين والعراقيات وسلبه ارادتهم وقرارهم المستقل! الحوار مع دول الجوار مهم، والعلاقة السليمة مع دول الجوار مهمة بالتأكيد لمستقبل العراق والعراقيين، ولكن من هو المحاور علي الجانب العراقي وفي ظل اية ظروف؟! من هو مسلوب الارادة لا يستطيع ان يحاور باسم الشعب العراقي، ومن لا يملك قرار تعيين فراش في وزارة الا بعد موافقة الاجنبي وفي اطار معادلة مجحفة وبائسة من المحاصصة الطائفية المقيتة لا يستطيع بالطبع ان يرسم طريق المستقبل للعراقيين والعراقيات! نعم، استعادة دور العراق العروبي و الاسلامي ليس العنصري بالطبع ولا الايديولوجي المتعصب، وليس علي حساب تعددية لوحة العراق البديعة، مهم ومهم جدا، ولكن كيف يتم هذا والعراق اليوم بات مسرحا لنشاطات الموساد وانواع المخابرات الاجنبية التي تضمر له الشرور وتبيت له قوانين التطبيع الدائم مع عدو الامة الاساسي والمركزي؟! الا ينبغي للسوريين والايرانيين ان يحملوا في اجندتهم للحوار مع نظرائهم العراقيين وخصومهم الامريكيين ملفات خطيرة للنقاش والتداول والتساؤل والمساءلة مثل موضوع تسلط وهيمنة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والغربية علي مطبخ صناعة القرار العراقي؟! وان يطالبوا بوضوح وصراحة بالخروج الفوري لقوات الغزو والاحتلال؟! خاصة اذا ما علمنا بان الامريكي سيحمل ملفات ضخمة عما سيسميه بالتدخل الايراني والسوري في العراق وما يقصده هو هنا دعم المقاومة العراقية العسكرية والسياسية وكأنه هو ابن المنطقة بل ابن البلد! فيما السوري والايراني يدسان انفيهما في بلد بعيد تفصله عن امنهما القومي البحار والمحيطات الشاسعة!! ان الامريكي سيحول المؤتمر الي مؤتمر مواجهة واشتباك مع السوري والايراني ليتهرب من مسؤولياته ويبرر فشله الذريع في كل مخططاته ويحمل دول الجوار كافة اعباء فشله، وهو فخ يجب ان لا تقع فيه دول الجوار. انها لحظة المحاسبة للجميع وما علي العراقيين الرافضين للعملية السياسية تحت مظلة المحتل الا ان يقدموا البديل المناسب، وما عدا ذلك فان ليل العراق سيطول و حرامية بغداد لن يبقوا علي شيء يمكن انقاذه! (*) كاتب ومحلل إيراني (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 مارس 2007)


الشرق الأوسط الكبير.. هزيمة للحضارة العربية الإسلامية

  

 
ميشيل شحادة (*) مما لا شك فيه أن فكرة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير قد أصبحت من المقولات السياسية الأكثر انتشارا هذه الأيام, ويهدد هذا المشروع الهوية العربية بشكل موجه. ويتجلى ذلك في سياق إقليمي ودولي يتّسم بالعنف السياسي والعسكري والإعلامي والاقتصادي والثقافي ضدّ المنطقة برمتها. كما يأتي ذلك في ظل ارتباك النخبة العربية في فهم أبعاد وتداعيات هذا المشروع الخطير وسبل مواجهته. ويتمثل ارتباك النخبة أمام هذا المشروع في انقسامها بين رافض وموافق. والسبب في ذلك أن جزءا منها وجد أن طرحه التاريخي في مناهضة الديكتاتورية وإشاعة الديمقراطية وحق تقرير المصير يلتقي مع ظاهر الخطاب الأميركي السياسي العلني في المنطقة، وهذا مفهوم سطحي لنوايا مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير وخباياه المستترة. وجزء آخر استماله هذا المشروع لما فيه من تنفيذ لبرامجه من فرص ومصالح ذاتية ضيقة انتهازية. وآخر استنتج أنه من الأفضل الميل إلى الغرب لتجنيب المنطقة كارثة الدمار المتوقع أن تجلبه المواجهة معه، وأنه يمكن الاستفادة من إمكانياته الهائلة لتحقيق الاستقرار والأمن والانتعاش للمنطقة. وهذا فهم قاصر لما يهدف إليه هذا المشروع وما يعنيه لمستقبل المنطقة العربية. وعليه فإن القوى العربية الحية التي تناضل من أجل الإمساك بطرف خيط المستقبل بأيدي أبنائها ولمصلحتهم، وجب عليها تمحيص هذه المقولة وفهمها والسيطرة على دفتها وشرحها للجماهير العربية، لأنها إذا فشلت في هذه المهمة فسيقوم الأعداء بصياغة مستقبل المنطقة، ولن يكون ذلك لصالح الشعوب العربية التي تشكل الوقود المباشر لهذا الأتون السياسي الملتهب. الشرق الأوسط “الجديد” الكبير تمتد جذور هذه المشروع إلى أوروبا الثورة الصناعية. حيث بدأ يتشكل في الوقت الذي بدأ فيه مشروع أوروبا الكولونيالي يعي نفسه بشكل مبرمج مستهدفا قارات آسيا وأفريقيا، في زمن الإمبراطوريات الأوروبية. وكانت الحركة الصهيونية نتاجا مباشرا لهذا الوعي ولهذا التخطيط بحيث أصبحت أداة أساسية في صياغته وتنفيذ مشروع “الشرق الأوسط” الغربي. وكان هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية قد تصور قيام كومنولث شرق أوسطي في المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل عام 1897. وأكد مؤتمر بلتيمور الصهيوني على تكريس مقولة الكومنولث الشرق أوسطي بقيادة الدولة الأشكنازية عام 1942. ومنذ ذلك الحين شكلت صياغة الشرق الأوسط بالمعايير الغربية الإسرائيلية جوهر إستراتيجية الكيان الصهيوني كوظيفة بنيوية لهذا الإسقاط الغربي في المنطقة. وأتى مشروع شمعون بيريز الذي سماه “الشرق الأوسط الجديد” والذي حلم فيه بأن تأتي حقبة أوسلو بتطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني. ويحوي مشروع بيريز الجوانب الإسرائيلية في المشروع الشرق أوسطي الغربي ولكنها ليس كاملة. فالجواب على أبعاد المشروع العريضة يكمن في الغرب الأميركي بما يحمله ذلك من أخطار تتعدى إلى أبعد بكثير حدود التطبيع مع الكيان الصهيوني. وقد بدأت بعض تفاصيل هذا المشروع تطرح في العلن عندما أطلق الرئيس الأميركي جورج بوش تعبير “الشرق الأوسط الكبير” في خطابه أمام الأمم المتحدة في 21 سبتمبر/أيلول 2004. ومرة أخرى بشكل صارخ عندما رفضت وزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس) وقف إطلاق النار بلبنان في 22 يوليو/تموز 2006، لأن الحرب في اعتقادها كانت “مخاضا لولادة شرق أوسط جديد.” وكان هذا تعبيرا عن تفكير المحافظين الجدد الذي تبنته إدارة بوش. فالمحصلة النهائية لرؤيتهم هي هزيمة الحضارة العربية الإسلامية وجعلها تابعة للغرب بشكل لا يسمح بقيامها مرة أخرى، تماما كما حصل في اعتقادهم للاتحاد السوفياتي وهزيمة الإيديولوجية الشيوعية الماركسية اللينينية. فمن أين أتت رؤيا المحافظين الجدد بخصوص الشرق الأوسط وما هي معالم مشروعهم هذا؟ لعل ينابيع هذه النظرة تعود إلى عام 1950 عندما قام المؤرخ الشاب اليهودي برنارد لويس البريطاني الأصل من جامعة لندن، بزيارة تركيا للمرة الأولى. برنارد لويس اعتبر لمدة طويلة “عميد الدراسات الشرق أوسطية” في الغرب كما أسمته صحيفة “نيويورك تايمز.” وكان لويس قد حصل على بعثة للبحث في أرشيف الإمبراطورية العثمانية، حيث كان أول شخص غربي تتاح له مثل هذه الفرصة. في هذه الفترة كانت بدايات تبلور حركة ديمقراطية ليبرالية غربية في تركيا. وكان بطل هذا التحول الكبير في المجتمع التركي هو كمال أتاتورك، الذي ظهر قبل زيارة لويس هذه إلى تركيا بعقدين من الزمن. “أتاتورك” الاسم الذي تبناه هو بنفسه ويعني أنه “أبو جميع الأتراك،” كان قد وصل إلى قمة هرم الإمبراطورية العثمانية المريضة. وقرر بشكل ديكتاتوري دمج المجتمع التركي في الغرب المتقدم “من أجل الناس ورغما عن الناس” كما قال. في عام 1950 تم لأول مرة في تاريخ تركيا تبديل الحكم بشكل سلمي من حزب أتاتورك حزب الشعب الذي حكم بشكل أوتوقراطي منذ عام 1923 لصالح الحزب الديمقراطي الناشئ. وقد أثر هذا الحدث على الشاب لويس بشكل كبير حيث قال في كتابة “ظهور المجتمع التركي الحديث” الذي نشر عام 1961 إن هذا التبادل السلمي للسلطة قد حدث “دون أية سابقة في تاريخ تركيا أو المنطقة.” وأضاف أن “أتاتورك هو الذي أخذ الخطوة الأولى الحاسمة في تبني تركيا للحضارة الغربية.” ولا تزال هذه النظرة الأتاتوركية بـ”غربنة العالم العربي وخلع أغلال الإسلام الإقطاعي المقيدة له للدخول في الحداثة” لا تزال في جوهر رؤية الرئيس الأميركي (جورج بوش) المتصدعة في العراق. فعندما تهاوت كل الحجج التي ساقها بوش لأهداف غزوه للعراق لم يبق ما يقدمه كحجة لأغلى مغامرات أميركا في التاريخ سوى عذره الواهي بـ”دمقرطة” العراق. فلا تزال إدارة بوش تكرر أن هدفها في العراق هو “نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي” مفروض من فوق تماما كما فعل كمال أتاتورك في تركيا بموجب نظرية برنارد لويس ولكنه بات واضحا أن العراق لا يتحرك في الاتجاه الذي يدعيه هؤلاء. بل إن العكس هو الصحيح حيث إن العراق يتحرك من نظام علماني نحو نظام طائفي راديكالي متخلف. فمشروع تصدير الديمقراطية على الدبابات قد فشل. ونموذج العراق أصبح يخيف المنطقة بدلا أن يكون نموذجا يحتذى بطواعية ونهم وشوق كما كان يراد له. نظرية برنارد لويس تعتمد نظرية برنارد لويس على فرضية أن الغرب المدعو بالعالم المسيحي يمر في آخر عصر من مراحل الصراع على السيطرة والهيبة بينه وبين الحضارة الإسلامية. برنادرد لويس هو الذي صاغ مقولة “صراع الحضارات”. وصرح لويس في إحدى المقابلات في الربيع الماضي مع (مايكل هيرش) من مجلة نيوزويك بأن “أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول شكلت الطلقة الأولى في المعركة النهائية في هذه الحرب الحضارية الطويلة.” وأضاف أن الذي سينتصر في هذه المعركة سينتصر تاريخيا. كان لويس من أول المتحمسين لغزو العراق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، حيث كتب مقالات في الصحف مشجعاً على ذلك الغزو. وكان من أكثر الأكاديميين تأثيرا على صناع القرار مثل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني وولفويتز اللذين استعملا تعابير برنارد لويس بشكل دائم مثل تكرار ولفويتز لمقولة “أن تركيا هي أفضل نموذج سياسي للشرق الأوسط”. ومن الواضح أن عامة العرب والمسلمين لا يشاركون لويس نظرته هذه عن “صراع الحضارات” بل إنهم يرون أن التاريخ في معظمه يعبر عن تعايش وتبادل حضاري بين الحضارتين، لكنهم لم يترددوا في الدفاع عن النفس عندما هاجمهم الغرب في الماضي. وهم يشعرون الآن بحجم الهجمة الغربية على المنطقة العربية وعلى الحضارة العربية ويعملون على حماية النفس والدفاع عنها، وهذا حق مشروع يختلف عن طرح مقولة لويس العدائية القائلة بأبدية الصراع بين الحضارتين، وعدائه للإسلام وتصنيفه له بأنه “دين ضد الحداثة.” أساليب ترويض المنطقة العربية اعتمد الأسلوب المتبع منذ الحرب العالمية الأولى على أربعة أقانيم أولها سياسة فرق تسد، وثانيها زراعة سرطان غربي في خاصرة الوسط العربي، وثالثهما تشييد منظومة عربية خاضعة وتابعة ومعتمدة في وجودها على الغرب، ورابعها ضرب القومية العربية كهوية للمنطقة منذ أن بدأت تعي نفسها وتتطور كإيديولوجيا منذ بدايات القرن الماضي. هذا الرباعي حققته معاهدة سايكس بيكو، حيث تم تفتيت العالم العربي إلى دول قطرية، وتم زرع الكيان الصهيوني في فلسطين، وأنشئ النظام العربي التابع. وكانت هذه المنظومة كافية للهيمنة الغربية طيلة هذه الفترة معتمدة على هذه الأعمدة الأربعة. ولكن المنطقة لم تخضع بشكل تام كما رغب الغرب فيه، فبقيت قوى الممانعة تناضل ضد الاستسلام مثل ثورة فلسطين ومصر عبد الناصر ولبنان المقاومة. كما أن رفض بعض الديكتاتوريات العسكرية العلمانية مثل العراق وسوريا أن تكون عميلا خانعا لأميركا بشكل تام -لأن هذا أيضا غير مسموح به فأميركا لا ترضى بنصف خنوع- جعل هذه الأقطار جزءا من الممانعة. وبهذا أصبح نظام سايكس بيكو ونظام الدولة القطرية لا يؤدي غرضه. فحتى الدولة الجزء (القطرية) قد كبرت وقويت بشكل أصبح صعبا على إسرائيل أن تروضها وحيدة، مما تطلب تدخلا مباشرا من الجيوش الغربية. وشكل هذا التدخل ثقلا إستراتيجيا وعائقا أمام أطماعهم الاستعمارية. وبذلك يجب إعادة النظر في نظام سايكس بيكو، وإعادة إنتاج عالم عربي مقسم إلى دويلات إثنية ودينية وتفتيت المنطقة أكثر بشكل يعيدها إلى أيام الغزو الصليبي حين هُزم العرب لتفتتهم وتشرذمهم قبل أن يأتي صلاح الدين ويوحد العراق وسوريا ومصر في وجه الصليبيين ويهزمهم. وعليه فإن إذكاء لهيب العصبية الطائفية والعنصرية لتحرق المنطقة بالفوضى، خصوصا بين أهل السنة والشيعة يصبح هدفا في حد ذاته. ومن الممكن في ظل ظروف هذه “الفوضى الخلاقة” أن يتم ترويض المنطقة بشكل يستطيع الكيان الصهيوني إدارتها بشكل مريح. ومن المبكر القول بأن الخطة الأميركية من أجل شرق أوسط جديد فشلت. قد تكون انكفأت بسبب المقاومة الباسلة في العراق، ولكن ملفات عديدة من فصولها لا تزال سارية وبعضها يحقق نجاحات نسبية يجب عدم الاستهانة بها. ومن البديهي القول إن قوى الممانعة لم تستطع أن تتوحد في مواجهة هذه الهجمة الشرسة. فالقوى العلمانية الممثلة بالشق القومي والديمقراطي الاشتراكي متصارعة فيما بينها، وكذلك يحتدم صراع دام بين هذه القوى والتيارات الإسلامية المناضلة، وليس هنالك بارقة أمل في تغيير معادلة المواجهة مع الأعداء إلا إذا حلت هذا الإشكاليات بشكل إستراتيجي. وأخيرا يجب أن نتيقن من أن النخبة السياسية الحاكمة في أميركا إذا وجدت فرصة لتأجيج الفتنة الطائفية أكثر في العراق فستفعل. وإذا سنحت لها الفرصة بسحب هذه الفتنة إلى لبنان أو مصر أو السودان أو أي مكان توجد فيه أرضية لهذه الفتنة، فلن تتأخر عن ذلك. وما على العالم العربي إلا الإعداد لما استطاع من قوة ومن رباط الخيل والأمل في الله ثم الشعب والقوى الوطنية الحية. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 فيفري 2007)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.