“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 21 فيفري 2008
تصعيد خطير في الإعتداءات على النشطاء
بعد الإعتداء الفظيع الذي تعرضت له الناشطتان الحقوقيتان سامية عبو و فاطمة كسيلة ، بمناسبة زيارتهما لعائلة سجين تعرض للتعذيب ، عمد أعوان من فرقة تابعة لإدارة أمن الدولة إلى الإعتداء بالضرب بعد ظهر أمس على عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد لطفي العمدوني بشارع باب بنات بالعاصمة ، و الجمعية إذ تستنكر هذه الإعتداءات المتكررة على النشطاء الحقوقيين ، فإنها تعتبر ما بلغه الإعتداء على فاطمة كسيلة و سامية عبو من و حشية و فظاعة ( ضرب وسب و شتم و إهانات ..) تصعيدا خطيرا من واجب الجميع التنديد به و التصدي لمضاعفاته ، كما تطالب بفتح تحقيق ضد المعتدين و محاكمتهم و مكافحة الإفلات من العقاب الذي يشجع على هذه الإعتداءات .
عن الجمعية الرئيس الأستاذ ة سعيدة العكرمي
فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أخبار سريعة
دخل عمال نزل بسمة بتوزر في إعتصام مطالبين بحقهم في الأجرة الشهرية ومنح الإنتاج المتخلدة بذمة مالك النزل وللمطالبة بتسوية وضعيتهم لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وقد زار المعتصمين وفد من فرع الرابطة للإطلاع على وضعياتهم وللتعبير عن مساندته لمطالبهم المكفولة قانونا وقد أصدر الفرع بيانا وبرقييتان لكل من السادة وزير الشؤون الإجتماعية ووالي توزر 1. نص البيان يجري عمال نزل بسمة بتوزر اعتصاما أمام باب النزل احتجاجا على وضعهم المادي الناجم عن إهمال صاحب النزل السيد رضا تقتق لمؤسسته و تلكئه في خلاص أجور العمال و صندوق الضمان الاجتماعي فرغم أنه أمضى اتفاقا مع تفقدية الشغل في أكتوبر 2006 سمحت له بصرف أغلب العمال مقابل تعويضات لا تناسب أقدميتهم و التزم بمقتضاها بتشغيل النزل بمن بقي من العمال وعددهم 14 إلا أنه لم يعد تشغيل النزل الذي قطع عنه الماء والكهرباء مما خلق وضعية استحالة عمل للمعتصمين الذين يطالبون بـ : 1. أجور الشهرين الأخيرين 2. منح إنتاج السنوات 2005 -2006 -2007 3. دفع الديون المستحقة لصندوق الضمان الاجتماعي لرفع حرمانهم من التغطية الاجتماعية المتواصل منذ 2002 وقد زار وفد من 3 أعضاء من هيئة فرع توزر نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المعتصمين وعاينوا الوضع المأسوي الذي يعيشه رجال ونساء مصحوبين ببعض أطفالهم للتمسك بحقهم في الشغل خصوصا أن أقدميتهم لا تقل عن عشر سنوات وإذ يعلن فرع الرابطة عن مساندته للعمال المعتصمين فانه يتوجه إلى السلط الجهوية والوطنية ذات الشأن طالبا التدخل العاجل لإيقاف هذه المأساة 2. نص البرقية نظرا للوضعية المأساوية التي يعيشها عمال نزل بسمة بتوزر المعتصمون بالنزل لليوم الثامن إذ أصبحوا عمالا من غير شغل منذ جوان 2007 وحرموا من منحة إنتاجهم بداية من 2005 ومن أجرتهم الشهرية لجانفي 2008 رغم الإتفاق الحاصل مع المؤجر على تسديدها فإن هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ترجو منكم التدخل العاجل لتسوية هذه الوضعية الإنسانية.
محكمة الاستئناف تعدل بعض الأحكام في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان:
النزول بالعقاب من الإعدام إلى المؤبد في حق أحد المتهمين والبقية بين 3 سنوات سجنا والإعدام
اصدرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس حوالي الواحدة فجرا من يوم امس احكامها في حق المتهمين فيما عُرف بقضية الجماعة الارهابية بسليمان والتي تورط فيها 30 متهما. وكانت وقائع هذه القضية انطلقت في أواخر شهر ديسمبر 2006 عندما القت السلطات الأمنية القبض على المتهمين بعدما تبين ان بعضهم تسلل من الجزائر الى تونس محملين بالاسلحة والقنابل وربطوا الصلة مع نظرائهم بتونس وسوسة واتفقوا على صنع القنابل والعبوات الناسفة وتجميع عناصر سلفية للانخراط في برنامج تخريبي يهدف الى الاعتداء على الاشخاص والمنشآت، وخلال المواجهات بينهم وبين عناصر الامن لقي 12 منهم مصرعهم فيما توفي نقيب وعون أمن من عناصر الشرطة. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قضت في حق جميع المتهمين بالادانة، حيث اصدرت حكم الاعدام في حق اثنين منهم، فيما قضت بالسجن مدى الحياة في حق 8 آخرين، وسجن كل واحد من 7 آخرين مدة 30 عاما، وفي حق اثنين اخرين مدة 20 عاما. فيما تراوحت بقية الاحكام بين 5 سنوات سجنا في حق اثنين و6 و7 اعوام في حق آخرين، واحكاما اخرى بين 10 و12 و15 سنة سجنا. وكان المتهمون طعنوا في الحكم الصادر ضدهم واحيلوا على الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الدرجة الثانية والتي قسمت المحاكمة الى عدة جلسات وآخر جلسة امتدت من صبيحة يوم الثلاثاء 19 فيفري الى غاية الواحدة من فجر يوم 21 فيفري الجاري. وقد قررت الدائرة المذكورة اقرار حكم الاعدام في حق المتهم صابر الراقوبي فيما عدلته الى المؤيد في حق المحكوم الثاني بالاعدام وهو عماد بن عامر كما عدلته في حق المتهم محمد بن لطيفة من المؤبد الى 15 سنة سجنا. كما عدلته في حق احمد المرابط من 30 الى 20 سنة سجنا، وكذلك في حق المتهم مهدي الحاج علي من 12 الى 8 أعوام سجنا، وعدلت الحكم ايضا في حق كل من محمد خليل الزنداح وزهير جريد من 5 الى 3 اعوام وكذلك النفطي البناني الذي كان محكوما بـ6 اعوام فعدلته الى 3 سنوات سجنا، هكذا أُسدل الستار على الفصل الثاني من المحاكمة في هذه القضية ومن المنتظر ان يطعن المتهمون في الحكم لتشهد القضية فصلا ثالثا من المحاكمة. مفيدة قيزاني (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
محكمة تونسية خففت أحكاماً ضد جماعة أصولية
تونس – الحياة خففت محكمة الاستئناف في العاصمة تونس أحكاماً شديدة كانت محكمة الدرجة الأولى أصدرتها في حق جماعة «جند أسد بن الفرات» الأصولية أواخر الشهر الماضي. وقال المحامي منذر الشارني الذي ترافع عن متهمين مثلوا أمام المحكمة في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن محكمة الاستئناف خففت حكم الإعدام في حق عماد بن صابر إلى السجن مدى الحياة لكنها ثبتت الإعدام في حق زميله صابر الراقوبي. وأوضح ان المحكمة قررت تخفيف السجن مدى الحياة إلى السجن ثلاثين سنة في حق متهم آخر، إلا أنها ثبتته في حق سبعة وقضت بسجن ثمانية متهمين مدى الحياة، فيما نال الباقون أحكاماً راوحت بين ثلاث سنوات (لمتهمين) وعشرين سنة سجناً. وكان ثلاثون متهماً مثلوا أمام المحكمة بتهمة محاولة قلب النظام بالقوة والتمرد المسلح والانتماء إلى جماعة إرهابية، على خلفية الاشتباكات التي تمت مطلع العام الماضي في جبل عين طبرنق الواقع في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس ثم في مدينة سليمان (30 كيلومتراً جنوب تونس). وقُتل في الاشتباكات مع الجيش «أمير» الجماعة أسعد ساسي وهو عنصر أمن سابق تلقى تدريبات في معسكرات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية ونائبه الطالب ربيع باشا. وأسفرت المعارك عن مقتل 12 عنصراً مسلحاً إضافة إلى ضابط في الجيش ورجل شرطة. ورأت (ا ف ب) هيئة الدفاع أن الأحكام التي صدرت ليل الاربعاء – الخميس «قاسية»، بينما أجهش أقرباء للمتهمين بالبكاء. وقال المحامي سمير بن عمير لوكالة «فرانس برس»: «إنها خيبة أمل كبيرة خصوصاً في ما يتعلق بثبيت الحكم على صابر الرقوبي». ووصفت المحامية راضية نصراوي الحكم بأنه «كارثة»، بينما قال اليمين الرقوبي والد صابر: «أشعر بمرارة وأسى». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
الجيش الجزائري يقتل خمسة مسلحين قرب الحدود مع تونس
الجزائر ـ القدس العربي : قتلت قوات الجيش الجزائري خمسة مسلحين في جبال ام الكماكم بولاية تبسة علي الحدود التونسية ينتمون الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقالت مصادر امنية محلية ان من بين القتلي مواطن لبناني واخر تونسي وثالث مغربي بينما يحمل الاثنان الاخران الجنسية الجزائرية، وتتراوح اعمارهم بين 24 و34 عاما وانتسبوا الي صفوف هذا التنظيم منذ عدة سنوات. ولم تستبعد المصادر ان يكون لهذه المجموعة المسلحة دور في عملية منطقة قمار التي نفذها مسلحون قبل اسبوعين ضد دورية لحرس الحدود بولاية الوادي المجاورة لولاية تبسة في اقصي جنوب شرق الجزائر واودت بثمانية من حرس الحدود. وذكرت مصادر اعلامية محلية ان وحدة من 400 عسكري من القوات الخاصة التي تتدرب في قاعدة القوات المحمولة جوا بولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرق) تقوم بعملية تمشيط واسعة في جبال ولاية تبسة في محاولة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. واستعملت في هذه العملية طائرات مروحية والمدفعية الثقيلة في مسعي لدك مخابئ عناصر التنظيم وتدمير قواعدهم الخلفية التي عادة ما يلجأون اليها بعد كل عملية مسلحة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
حزب تونسي معارض يشن ينتقد مرشحا معارضا للرئاسة
تونس (رويترز) – انتقد حزب الخضر للتقدم المعارض في تونس يوم الخميس السياسي المخضرم نجيب الشابي الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة العام المقبل ووصف ترشحه بأنه استجابة “لاغراءات سفارات اجنبية”. واستنكر الحزب في بيان لامينه العام منجي الخماسي اعلان الزعيم السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض نجيب الشابي ترشحه “لموعد لم يحن بعد على اعتاب السفارات الاجنبية بناء على اغراءات من هذه السفارات”. وكان الشابي وهو من اشد معارضي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد اعلن نهاية الاسبوع الماضي ترشحه لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني 2009 موجها سهام نقده لما وصفه بمعارضة “الموالاة والديكور”. لكن حزب الخضر للتقدم وهو أحد تسعة احزاب معترف بها في تونس رفض هذه الانتقادات وقال”الصواب يكمن في التفاعل مع السلطة السياسية واجهزة الدولة تثمينا للمكاسب ونقدا للاخطاء وكشفا للثغرات لا في القطيعة معها.” واتهم الخضر للتقدم الشابي “بالانقطاع عن الهموم الحقيقية للبلاد والارتماء في احضان المجهول” في اشارة لاتهامه للاستقواء بالسفارات الغربية في تونس. والشابي وهو محامي عمره 60 عاما تخلى العام الماضي عن زعامة حزبه هو اول شخصية في تونس يعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. واوضح الشابي ان تسيير الحكومة للانتخابات المقبلة سيظهر ان كانت تريد الشفافية والديمقراطية ام انها تود الابقاء على تعددية شكلية. وفي تونس تسعة احزاب سياسية ابرزها التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يضم اكثر من مليوني عضو. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فيفري 2008)
6،3 في المائة من أطفال تونس بُـد نــاء
تونس – الحياة أظهرت دراسة أعدها «الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري» في تونس، ان 6,3 في المئة من الاطفال يعانون السمنة، على رغم تحسن حالة التغذية العامة للأطفال خلال العقدين الأخيرين. كما أظهرت الدراسة أن المعدل الوطني لعدد أفراد الأسرة التونسية يبلغ 4,7 أشخاص، أقل من 5 أفراد في النصف الشمالي للبلاد، وأكثر من 5 في النصف الجنوبي. وأفادت أن 68,7 في المئة من إجمالي الأسر التونسية تعيش في الوسط الحضري، وأن أكثر من نصف أسر الشمال الغربي والوسط الغربي تقيم في الأرياف. وبينت الدراسة ازدياد عدد كبار السن في الأسر. وأشارت النتائج إلى أن 16 في المئة من الفتيات العازبات تفوق أعمارهن الـ34 سنة، وأن التناقض الملحوظ لنسبة النساء الأكثر خصوبة بين 25 و34 سنة من بين المتزوجات 31 في المئة. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
تونس في تأكيد لحرية النشر: ليس هناك اي كتاب ينتظر ترخيصا للتوزيع
تونس (رويترز) – قالت تونس التي تستضيف شهر ابريل نيسان المقبل دورة جديدة من المهرجان الدولي للكتاب يوم الجمعة إن حرية نشر الكتب تدعمت أكثر العام الماضي ونشر أكثر من 1700 كتاب. وقال مصدر من وزارة الثقافة لرويترز “بلغ عدد العناوين المنشورة خلال العام الماضي 1708 عناوين 90 منها مؤلفات جديدة لم يسبق نشرها”. ويأتي تأكيد وزارة الثقافة على حرية النشر بعد أسبوع من قول كتاب تونسيين ان وزارة الثقافة سمحت بتوزيع كتبهم بعد احتجازها لفترة طويلة. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن في السابع من نوفمبر تشرين الثاني الماضي الغاء الرقابة الادارية على الكتب والمنشورات وجعل قرار منع النشر من سلطة القضاء وحده. واعتبرت وزارة الثقافة القرار “خطوة جديدة لتكريس حرية الابداع والفكر وتشجيع الانتاج الوطني”. ويتيح القرار الجديد للناشرين سحب كتبهم من المطبعة مباشرة دون الحاجة الى ترخيص مسبق من وزارة الثقافة. وتتكفل الدولة باقتناء اعداد هامة من الاصدارات لتوزيعها على شبكة المكتبات المنتشرة في البلاد والبالغ عددها 370 مكتبة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فيفري 2008)
تونس والمغرب تؤكدان على أهمية تفعيل الإتحاد المغاربي
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: جددت تونس والمغرب التّأكيد على أهمية تفعيل اتحاد المغرب العربي،وعلى ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي إزاء القضايا العربية الجوهرية. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي في كلمة خلال الجلسة الإفتتاح للدورة الرابعة عشرة للجنة العليا المشتركة التونسية-المغربية التي تواصلت أعمالها اليوم الجمعة بتونس،إن هناك ضرورة لمزيد تفعيل العمل المغاربي المشترك”. واعتبر أنه لا بد من تسريع وتيرة بناء صرح الإتحاد المغاربي والرفع من أداء مؤسساته بما يساهم في تأمين الرخاء والمناعة لشعوب المنطقة. وتأسس إتحاد المغرب العربي الذي يتألف من تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا،في السابع عشر من فبراير/شباط من عام 1989 ليكون تكتّلا اقتصاديا قويا قادرا على تمكين دول المنطقة من مواجهة تحديات العولمة. غير أن مسيرته تشهد تعثرا على مستوى الرئاسة،حيث لم يتمكن من عقد قمة لرؤساء دوله منذ العام 1994 بسبب الخلافات بين بين الدول الأعضاء،خصوصاً منها الخلاف المغربي- الجزائري حول الصحراء الغربية. وجدد الغنوشي التّأكيد على التزام بلاده الثابت بالعمل العربي المشترك،وعلى أهمية تعزيز التضامن العربي،ووحدة الصف والمواقف إزاء القضايا العربية الجوهرية. ودعا بالمقابل إلى تكثيف التشاور والتنسيق من أجل بناء علاقات تعاون متكافئة ومتضامنة مع الشركاء الاوروبيين تراعي مصالح جميع الاطراف وتعزز الحوار والتنمية والامن والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط. من جهته،اعتبر رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أن التطورات الجيو إستراتيجية والإقتصادية والإجتماعية التي يشهدها العالم “تحتم التفكير بعمق في واقع الإتحاد المغاربي ،والسعي لإذكاء روح التضامن والتآزر بين أقطاره الخمسة،وتجاوز الخلافات والمعوقات التي تعترض مسيرة بناء صرحه”. وشدد على أن اتحاد المغرب العربي ” يبقى رغم كل الظروف مكسبا تاريخيا،و خيارا إستراتيجيا،وحلما لكل الشعوب المغاربية التواقة إلى التعايش والتواصل والتضامن الفعلي”. وقال إن المملكة المغربية “على إستعداد كامل للمساهمة في تنشيط هياكله وتفعيل مؤسساته في ظل الإحترام التام لسيادة الدول الأعضاء ووحدتها الترابية،وعملا بمقتضيات معاهدة مراكش التاريخية”. إلى ذلك،جدد عباس الفاسي دعم بلاده للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مؤكدا رفض المغرب القاطع للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس الشريف،وتغيير معالمها العربية والإسلامية.
الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من العاهل المغربي
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: تلقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الجمعة رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس لم يكشف عن مضمونها. وقال مصدر رسمي إن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي يزور تونس حاليا ً،هو الذي سلم الرسالة إلى الرئيس بن علي خلال إجتماعه به اليوم في قصر قرطاج الرئاسي. ونقل عن رئيس الوزراء المغربي قوله عقب الإجتماع إنه بحث مع الرئيس بن علي مع الرئيس بن علي واقع التعاون الثنائي والعلاقات التي تجمع بين تونس والمملكة المغربية. وأضاف أنه تم خلال هذا الإجتماع إستعراض عدد من القضايا منها تفعيل أجهزة إتحاد المغرب العربي،وسبل تجاوز العقبات التي تجمد عمل هذه الأجهزة،إلى جانب بحث القضايا العربية ولا سيما القضية الفلسطينية والوضع في لبنان. يشار إلى أن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي يزور حاليا تونس على رأس وفد حكومي رفيع،للمشاركة في إجتماعات الدورة 14 للجنة العليا المشتركة التونسية-المغربية التي تواصلت أعمالها اليوم على مستوى الوزراء.
وزارة الثقافة التونسية تؤكد إلغاء الرقابة على الكتب والمنشورات
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: أعلنت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية عن دخول القرار الذي يقضي بإلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية،حيز التنفيذ. وقالت الوزارة في بيان تلقت يونايتدبرس أنترناشونال اليوم الجمعة نسخة منه،إنه “نتيجة لتطبيق هذا القرار،لم يعد يوجد في الوقت الحاضر أي كتاب تونسي ينتظر ترخيصا للتوزيع”. ووصفت القرار “بالرائد”،وأشارت إلى أنه يندرج في سياق “تكريس التزام تونس المبدئي بخيار حرية الإبداع والفكر وتشجيع الإنتاج الإبداعي الوطني”. وينص القرار الذي أعلنه الرئيس التونسي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي،على إلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية أثناء الإيداع القانوني،وجعل الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر من مشمولات القضاء وحده”. وستتمكن دور النشر التونسية بموجب هذا القرار الجديد الصادر قبل نحو ثلاثة أشهر،سحب كتبها مباشرة من المطابع. وكان عبد الجليل التميمي مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي قد أعلن في وقت سابق أن أجهزة الرقابة في وزارة الثقافة التونسية رفعت الحظر عن خمسة كتب تابعة لمؤسسته كانت قد منعت منذ خمس سنوات توزيعها.
الصحافة الألمانية تشنّ حملة مغرضة على الشيخاوي
يتعرض اللاعب ياسين الشيخاوي الى حملة كبيرة جدا هذه الأيام في ألمانيا وخاصة على المستوى الاعلامي اذ هاجمته الصحف الألمانية وخاصة صحيفة «بيلد» الأكثر انتشارا حيث أشارت أن اللاعب التونسي ياسين الشيخاوي «يتعاطف مع المتطرفين» أما صحيفة «Die welt» فقد كتبت تحت عنوان «مسلم راديكالي في البوندسليغا» في اشارة الى الشيخاوي القريب جدا من البطولة الألمانية وكانت صحيفة «Bild» ذكرت أيضا أن «زيدان زوريخ» حسب تسميتها يتعاطف مع «المسلمين الراديكاليين». الهجمة الألمانية على الشيخاوي انطلقت في الحقيقة بعد الحوار الذي أجراه مهاجم المنتخب مع صحيفة سويسرية «Sonntags Blick» واستنكر فيه اساءة الرسام الدنماركي للرسول ص وقال أن هذا غير مقبول وأبدى نوعا من التعاطف (حسب الصحف الألمانية) مع الذين يريدون قتل الرسام الدنماركي الذي تطاول على الرسول ص. وكان الشيخاوي أجاب عن سؤال توجهت به الصحيفة السويسرية المذكورة ان كان على علم بعودة الصحف الدنماركية لنشر الصور فقال «لدي علم بذلك وأعرف أن هناك من يريد قتل الرسام الدنماركي». أما عن موقفه فقال: «اعتقد ان تصرف الراغبين الغاضبين عادي» وأضاف «أنه لا يقبل الإساءة للرسول ص أو المسيح عليه السلام لأن الدين مهم جدا، وأكد أنه لا يمكنه قول ان الرسام يجب قتله لكنه يتفهم الغضب». تعاطف كبير : من جهة أخرى كان هناك تعاطف كبير مع الشيخاوي من طرف الجالية المسلمة وكذلك على «الانترنيت» حيث عبر المتعاطفون عن اعجابهم باللاعب وأكدوا أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم بل لاعب واع وملتزم وأكدوا أن عديد اللاعبين تعرضوا الى حملات مماثلة مثل ديارا لاعب الريال الذي سجد بعد تسجيل احدى أهدافه وكذلك كانوتي لاعب اشبيليا الذي رفض المشاركة في لقاء يدور في اسرائيل وأشار بعض المتعاطفين أن موقف الشيخاوي يدل على قوة شخصية. (المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2008)
«بـدون»!
نقاش حادّ دار بالبرلمان في اجتماعه الأخير… وكان بطلاه أحد النواب ومعالي الوزير. هل يقال بالعربية «دون» أم «بدون»؟… حول هذا الإشكال استمرّ الجدل حتى المصادقة على مشروع القانون!!! وما هذا غير مثال من نوعيّة النّقاش في البرلمان… فالحوار في رحابه «بدون» (*) بلغة لافونتان. محمد قلبي (*) du bidon (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
تونس ـ المغرب يرافق الوزير الأول المغربي السيد عباس الفاسي في زيارته الحالية الى تونس حيث يرأس الوفد المغربي في أعمال اللجنة الكبرى المشتركة عشرات الخبراء الاقتصاديين والاداريين والاعلاميين. الفواكه الجافة استعدادا للمولد النبوي الشريف تم الشروع في مراقبة الفواكه الجافة والزقوقو والدرع.. وتقرر هذا الموسم تكثيف المراقبة عند التوريد.. حيث أصبحت إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية تراقب كل الفواكه الجافة المستوردة للتثبت من سلامتها من الفطريات والسموم.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
لسبيل أونلاين بسم الله الرحمان الرحيم
قراءات لعائدين بعد انقطاع طويل – الحلقة الثالثة (*)
قراءة عبد الحميد الجلاصي للواقع بعد 17 سنة من السجن
هذه القراءة قد تضمنتها رسالة بعث بها القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي بعنوان هل تكون رسالتي الأخيرة؟، نوردها بتصرف، خاصة اختصارا وعنونة، وبالخصوص تعليقا :
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، حي الزهور – سوسة 8 ديسمبر 2007
ماذا وجدتُ من جديد؟ أو أبرز المستجدات
وجدت السّماء رحبة، فسيحة، كما كانت دائما.. لا تقدر القضبان ولا الأسلاك على محاصرتها.. وجدتها زينة، وبهجة للنّاظرين.. وجدت الأرض، بعد الغيث الأخير، قد اهتزّت وربت، وستنبت، إن شاء الله، من كل زوج بهيج.. ستكون سنتنا خصبة، وحصادنا سيكون وفيرا… وجدت معركة في الأنفس وفي البلاد بين الجرأة والخوف، بين الإقدام والإحجام . ما حصل عندي من انطباع أن وعي الناس قد تطور، وفهمهم للواقع قد تحسن . لا زال الخوف مسيطرا وإن خفّت سطوته عما كان عليه الأمر أواسط التسعينات حينما كانت تضيق عوالم الأحياء على الأنفس الطيبة فتلجأ الى المقابر لتناجي من غاب من الأحبة علها تجد عنده ما يسلي ويفتح طريقا للأمل. غمرتني محبة الأهل والأحباب في قريتي الصغيرة، وفيما حولها من القرى، وفي حي الزهور بسوسة.. استهان البعض بالخوف.. وبعضهم صارع خوفه فصرعه، وبعضهم غلبه الخوف.. لكن الجميع يعبر عن فرحته لهذا الخروج، إما بالحضور، وإما بما تتقنه الشعوب المكبّلة من تحايل على الخوف ومن يجسّده.. وجدت الحيرة لدى طائفة واسعة من الشباب جُوِّعَ فضاعت منه أحلامه، أي شبابه..
وجدتهم في انتظاري: واضح أنا كالشمس
سعدت كثيرا أن يسلّمني حرس السّجن الى حرس البلاد. وهل من تحيّة أحلى من هذه. قلت في نفسي: “أنا محظوظ.. ها أنا أحصل، منذ اللحظات الأولى لحريتي المستعادة على نصيبي من أعدل الأشياء قسمة بين التونسيين: الأمن”.. تحدثنا قليلا في السيارة، تعارفنا، كان لسانهم حلوا، كما يكون لسان البوليس، ولم تكن ضحكاتهم بلاستيكية.. أسعدهم التعرف عليّ، لم يخفوا ذلك..إذ استكملوا، أخيرا، ثغرة في ثقافتهم العامة.. فقد كانوا يعرفون زوجتي، وأحوال أهلها في سوسة بالتفصيل. ليس في الأمر مفاجأة، فهم البوليس، ثم هم، قد عايشوا الأهل سبعة عشرة سنة كاملة. ذكّرتهم، وشكرتهم على أياديهم البيضاء عليّ.. فهم قد خلفوني في أهلي خيرا.. فمن يسهر على راحتهم ليلا، ونهارا؟ ومن يتجشّم عناء زيارتهم آناء الليل وأطراف النهار ليطمئن على حالتهم؟ لا يهم إن كان بعضهم يزورهم في حالة سكر، فما ذلك إلا لرفع الكلفة، وهل يتكلف المرء مع أصدقائه الأقربين؟! وقد وصلت هذه العناية الموصولة حد تجشم عناء الزيارة أكثر من مرة في الليلة، إضافة الى الإمضاء في سجلات مراكز الشرطة مرة أو مرتين في اليوم. ومن تكلّف إقناع زوجتي الشابة بضرورة البحث عن زوج جديد، وبالتطوع للبحث عن هذا الزوج؟ من وعدها بأنهار العسل والسّمن، وبالقصور والجنات في الدنيا إن هي تخلت عن ذاك القابع في السجن؟ شكرتهم حقيقة على هذا الحنان البوليسي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله… وصلنا الى مقر الفرقة، طلبوا من “سي عبدالحميد” الجلوس وجلب أحدهم رزمة من الأوراق البيضاء.. أصارحكم.. أنا لا تعجبني الأوراق البيضاء بين أيدي البوليس، ولا تعجبني الأوراق البيضاء بين أيدي البوليس السياسي خاصّة. سألت صاحبي مازحا عما يفعل بها, فقد تعلمت أن لكل حرفة أدواتها، تعلمت مثلا أن من أدوات الفلاح المحراث والمنجل، وأن من أدوات البنّاء المطرقة و”الملعقة” … صحيح أن هذه المعلومات قديمة، مضى عليها بعض الزمن، ولكني لم أكن أظن أن من أدوات الشرطي الورقات، وخاصة البيضاء منها.. طلب مني بكل لطف أن أحدثه عن حياتي لأني “أعود إليهم بالنظر” كما قال.. استغربت، وعتبت على أمي لأنها لم تُعْلِمْني أني ارجع إليهم بالنظر.. وعتبت على المرحوم والدي لأنه لم يُعَلِّمْني أن أعود إليهم بالنظر.. ربما تكون الانشغالات الكثيرة اغفلت الوالدين عن هذه المسألة، أحاول أن أجد عذرا لوالديّ، وذاك من تمام البر، ولكن بعض السهو لا يغتفر… أجبته، بكل لطف وأدب، أني لا أرى في حياتي ما يستحق الذكر، وأني لا زلت شابا لأفكر في كتابة مذكراتي، وأني إن فكرت يوما في مثل هذه الكتابة، فقد لا أختاره هو تحديدا كاتبا، وأني للأسف لا أرى مبررا يدفعني حتى أن أعطيه اسمي، وأعلمته بوجود أصناف من المجرمين قد يكون من الأولى أن يهتم بهم البوليس، وأني لا أعود بالنظر إليه ولا لغيره ، إلاّ لما أختار، ومن أختار… منذ ذلك اليوم، والأمن التام يغمرني، عسس قرب المنزل.. سيارات من أنواع وأعمار مختلفة.. يرافقونني أيضا في طريقي الى دكان الحي، والسوق الشعبية، يرافقونني في طريقي الى المسجد القريب.. ومن غريب الصدف أن تم إغلاق أحد منفذيْ الجامع.. حصل ذلك للتَّوَقِّي من التيارات الهوائية.. هذا ما قاله لي بعض الظرفاء من الملاحظين والمراقبين، والله أعلم.. ويرافقونني أيضا في جولاتي الصغيرة في المدينة: رجالا وركبانا.. عندما اصطحبت ابنتي وأمها، لأقتني بعض الأدباش لابنتي، لأشعر لأول مرة في حياتي بالمتعة التي يشعر بها كل والد عندما يقتني شيئا جديدا وجميلا لفلذة كبده، كانت معنا هذه الرفقة الآمنة من الثالثة ظهرا الى التاسعة مساء.. عندما دخلنا أحد المطاعم للعشاء، تسمروا في انتظارنا، قلت لنفسي.. إن لم يدفعوا الحساب هذه المرة لعلهم يفعلون ذلك في المرة القادمة.. أستمع لصوت الأقدام خلفي.. أتهجى الكلمات، كأنها تقول لي: “مكانك هناك.. وما أخرجتك إلا تصاريف الزمن.. نشاركك همساتك.. وليتنا نشاركك خواطرك ونواياك”.. أقرأ صوت الأقدام خلفي، أبتسم. أحادث نفسي.. لم يكن الصمت لنا خيارا، ولن يكون.. ومن يسعى الى دفعي للاختيار بين السرية والسجن فلن أختار السرية.. لا شيء لي أخفيه.. واضح أنا كالشمس… السيارة ثابتة في مكانها في طرف النهج، “صباحا، مساء، ويوم الأحد”.. يتدبرون طعامهم من الأجوار الذين يتبرعون لهم بذلك عن طيب خاطر- ومن لا يحب البوليس في بلدي؟- ويستمرؤون بفعل العادة والإلف اللقمة الباردة، المغتصَبَة.. في الحقيقة لست موقنا إن كانوا يتابعونني، أم يتابعون زوجتي، التي تربط غطاء رأسها بمشدّ، وعلم الله ما يمكن أن يُفعل بمثل هذا المشدّ! سافرت الى العاصمة لتحية بعض الأحبة والأصدقاء.. وجدتهم أيضا في انتظاري (لا أتحدث عن الأصدقاء!).. شققت المدينة من معقل الزعيم الى محطة قطارات الضاحية الشمالية.. توقفت عند باعة الكتب القديمة.. استرجعت إحدى هواياتي السابقة.. عندما كنت أتصفح الكتب والمجلات، فاجأتني رسالة أو إشارة، انشرحت لها.. فقد عثرت على رواية كنت أبحث عنها منذ نهاية السبعينات L’archipel du goulag للكاتب الروسي الكسندر سولجينيتسين. في هذه الرواية يكشف سولجنتسين ويفضح ويعرّي ستالين ومعسكرات اعتقاله. الآن، وأنا أتصفح الكتب والمجلات القديمة تنكشف لي الحقيقة كاملة. كدت أقفز على عسسي لأعانقهم، وأعتذر لهم. ظننتهم يتابعونني فإذا هم يتابعون سولجنتسين وحروفه وأبطاله.. ظننت المكان تونس الثلاثاء الحادي والعشرين من نوفمبر 2007 في طقس يذكّر بالربيع، فإذا أنا في الحقيقة في صقيع روسيا ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ازداد إحساسي بالأمان، غبطت نفسي، وتأسفت لمن – من مواطني- حرم من مثل هذه النعمة، وواساني أن هذا الصنف قليل عدده. كدت أصرخ.. يا إلهي كم تورط الظنون في خاطئ الأحكام.. واستغفرت لذنبي، وللمؤمنين والمؤمنات..
المناخ المطلوب داخليا لتحقيق التجديد وحل الإشكاليات
من ذلك الاسهام المشكور لطائفة من الأحبّة في النشاط الفكري وفي العمل الجمعياتي في كثير من المنافي… ووجدت أن حركتنا هي الآن الأكثر وضوحا وعلنية. إذ تطرح الكثير من المسائل المهمة للنقاش العلني، فيساهم فيها الجميع، وفي هذا خير عميم للبلاد والعباد إن كان القصد هو تحرّي الحق، وإن كان الحرص على توضيح الفكرة، والاحتجاج للموقف لا ينسينا الحرص على مراعاة حق الأخوّة، والحفاظ على علاقات المودّة والتّحابب، إذ ليس لنا من رصيد أعظم من هذا.. دون هذه الوحدة ما كان اجتماعنا اليوم ميسورا.. ودون هذه الوحدة لا يمكننا التقدم شبرا في معارك ترسيخ هويّة بلادنا، وتوفير الحرية لكل صاحب فكر ورأي وموقف.. ودون هذه الوحدة لا يمكننا التقدم شبرا للمساهمة في معركة العدالة الاجتماعية، وفك الارتباط بقوى الاستكبار والهيمنة.. لا زلت أتحسس طريقي تدريجيا لأكوّن فكرة تسمح لي باتخاذ موقف مما يدور، وأتابع شيئا مما ينشر من السّجال حول عدد من المسائل، غير أني أرى، ابتداء، أن يتجاوز النقاش دائرة الكليات والمبادئ الى التحليل الدقيق للواقع، والبحث عن مدى توفر شروط أي خيار من الخيارات، إما في الحال، وإما في مستقبل يُصنَع بخطواتنا أيضا.. فما أظن وجود خلاف حول الكليات والأصول والمبادئ، وقد خضنا ما يشابه هذا النقاش سنة 1981 وسنة 1983، وكان نقاشا صعبا، ومرهقا. ولكن نتائجه على مستوى بلورة النهج كانت مهمّة جدّا.. وهو ما سجّلته وثائقنا خاصة سنة 1986.. هذه رسالة شخصيّة، فلا أتكلم باسم أحد، ولا يمكنني أن أتكلم باسم أحد. ولكن علم الله كم بذلنا داخل السجون، كل منا في ذاته، مراقبة وتذكيرا، وكل منا مع إخوانه تحذيرا وتحصينا، حتى لا يخلف ضيق المكان وضيق الظروف ضيقا في الصدور وضيقا في الأفق، وحتى لا تكون محبتنا مدعاة للتساهل في الحكم عند تقييم الحبيب، ولا بغضنا مدعاة للتطرف في الحكم عند تقييم المخالف، أيا كانت درجة الخلاف معه (أشدّد: أيا كانت درجة الخلاف).. أزعم أننا لا نعدم مرونة في طريقة التفكير تسمح بتقدير المصالح، ومراعاة مختلفها، والموازنة بينها، وفق ذلك النهج القيم الذى لا يتحرج من مواجهة أية معضلة وطرحها للنقاش، مع مراعاة المقصد الأسنى في المحافظة على وحدة الصف، وبذل أقصى ما يمكن من الجهد للمحافظة على مناخات المودة والتآخي.. لا ينقصنا –ولله الحمد – الصدق، ولا الإخلاص، ولا الحكمة لتحقيق ذلك..
معجزة المحافظة على وجود حركة النهضة ووحدتها:
لمست لدى الكثيرين ممن أعرف نوعا من الأسف، وحتى ما يشبه الاعتذار عما يعتبره تقصيرا في حق المساجين.. قد يكون هناك بالفعل تقصير.. ولكني شخصيا أشكر للجميع جهدهم، ولا أهوّن البتة مما لحقهم من ابتلاء وفتنة، ولا يمكن أن أبخس ما حققوه من مكاسب وإنجازات.. معركتنا في السجن كانت واضحة.. لا بحر من ورائنا. من لا يريد بك ذرة من الخير يحاصرك من كل جانب، لا يترك لك متنفّسا في المكان، ولا هدنة في الزمان، ليس لك من خيار، إما أن تكون، وإما ألا تكون.. لا خيار لك غير المقاومة.. لا وسط… أما فتنتكم، فلها من الأوجه الكثير..والأنفس الحرّة، الحيّة، قد يربكها عجزها الحقيقي، فتتوهّم أنه كان بإمكانها أن تفعل الكثير ولم تفعل.. فترتدّ على ذاتها جلدا، حتى تصاب بالإحباط، وترتدّ سهامها الى من معها في نفس الصفّ، فتخطئ المعسكر، والمعركة، والهدف.. أشهد أنه لم يكن من الهيّن المحافظة على وجود حركتنا في ظروف كالتي مررنا بها.. وأشهد أنه لم يكن من السهل المحافظة على وحدتها في مثل تلك الظروف.. وأشهد أنه لم يكن من السهل المحافظة حتى على الحد الأدنى من مناخات التعايش الصحي.. ما حققتموه، أيها الإخوة، يشبه المعجزة، فلا تبخسوا أعمالكم.. وأشهد أن ما حققتموه من حضور ليس بالشيء الهين، مهما كانت علاقته بالأطر الرسمية، فلنا من سعة الأفق ومن حسن الفهم، ومن رحابة الرؤية ما يجعلنا نقول: بارك الله في كل جهد خير، ونقول كما قيل: أمطري حيثما شئت فخراجك لصالح البلاد والعباد.. يجب أن يكون هذا الأمر راسخا في الأذهان، دون تزيين ولا غرور، ودون تبخيس ولا تحقير.. أما ما يمكن أن يوجد من تقصير، بل ما وجد فعلا، في أدائنا، أفرادا وجماعة، فمع ضرورة أن نستخلص منه ما يتوجّب من دروس ونتائج، لا يجب أن يحبسنا في نفس دائرة جلد الذات.. فإن قصّرنا بالأمس، فلنوطّن العزم ألا نقصّر اليوم، وإن كان مردودنا بالأمس لم يتجاوز 20% مثلا مما كان متاحا فليكن غدا 80% أو 90% …
يجب أن تتّجه الهمم العالية الى إبداع الصيغ الجديدة
أَسِفٌ أنا لاستمرار أسر ثلّة من إخواننا خلف الأسوار، أسف لاستمرار التعامل بعقليّة الرهائن، والدروع البشرية، أسف لبقاء بوراوي، والهادي، والشّيخ الصادق، ورضا، والشاذلي، وإلياس وغيرهم.. أسأل الله أن يعجّل بجمع شملنا، وأن يوفّقنا ويعيننا على ما به نساهم في تحرير إخواننا.. أفهم تسريح الدفعات الأخيرة باعتباره دعما لرصيدنا من الطاقات، لا تعويضا لما هو موجود منها.. فساحة الكفاح واسعة، وهي عطشى للآلاف من الارادات الفاعلة، فشعارنا في هذه الجماعة المباركة ” كلما دخلت أمة باركت أختها”، فينضم اللاحق للسابق، ويساهم كل بما يسره الله له من ملكات وإمكانيات.. ويجب أن تتّجه الهمم العالية الى إبداع الصيغ الجديدة، المناسبة لأوضاع قد لا تستوعب ما فيها من ثراءٍ وتنوعٍ وتوسعٍ مدونتُنا السابقة، خاصة وأن المحنة أفرزت لنا خارطة انتشار جديدة، وأن وسائل الاتصال الحديث أعادت صياغة الجغرافيا.. ولي من الثقة في عبقريتنا، وحكمتنا، وتشبّعنا بمعاني الأخوّة وبموازين المصالح ما ييسّر حصول هذا الغرض وغيره..
الصحوة الجديدة تنتظر من سبقها في دروب الدعوة:
أتوجّه ختاما بتحيّة خاصّة لكافّة أخواتي.. فقد كانت نساؤنا في الداخل بطلات هذه المحنة /الملحمة.. وكان نصيبهن من الأذى والمعاناة أضعاف ما قاسيناه في سجوننا ومعازلنا.. كنّ سند السجين: صوته، وعينه، وأذنه، ويده، وركنه الشديد، وكن مربّيات جيل، وكنّ الدرع التي صدت مختلف السهام المسمومة، وقدّمن ما يكفي من البراهين والأدلة على أن مدرستنا في التربية، مهما أبدينا بخصوصها من ملاحظات ونقد، قد نجحت في صياغة نموذج متميّز.. وأحسب أن نصيب أخوات المهاجر من المعاناة، ورصيدهن من الصلابة والثبات والتثبيت، لا يقل عن نصيب أخواتهن في الداخل.. ولا شك أن لجميعهن الآن، في هذه المرحلة، أدوارا جديدة.. فأفواج الصحوة الجديدة تنتظر ممن سبقها في دروب الجهاد من النساء أن يتصدرن الصفوف، ويقدّمن النموذج للمرأة العفيفة، المناضلة، القائدة، التي تحصن النشء والمجتمع، وتعتلي منابر الدعاية والخطابة والتربية والسّجال.. هذه مسألة في غاية الأهمية، تتطلب استعدادا وجرأة من أخواتنا، وتتطلب تشجيعا وحزما وتصميما منا جميعا.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. كن صادقا، شهما، شجاعا، وأَحِبَّ الناس، فتلك طريق الجنة: كنت أنوي البدء، عند وصولي الى قريتي الصغيرة، بزيارة قبر الوالد رحمه الله.. كان الوقت متأخرا، وكان كثير من الأهل يستعجلون وصولي، أجّلت الزيارة لفجر اليوم الموالي.. صحبت معي رفيقته، ورفيقتي، وحفيدته، وعددا من الأهل.. سلّمت عليه، دعوت له، دعوت لمن دعا له، حادثته.. وعاتبته: لِمَ لَمْ تنتظرني يا أبي.. عاتبني: لِمَ أبطأت عليّ يا بنيّ.. أوصاني: أحرص على الجنّة بنيّ، كن صادقا، شهما، شجاعا، وأَحِبَّ الناس، فتلك طريق الجنة.. ثم دعا لي .. ليحفظكم الله بما يحفظ به عباده الصالحين…
دعوة الى الرشد:
أكتب هذه الرسالة في منطقة برزخ بين الحرية والأسر.. أتذكّر وصايا والدي وأتساءل.. هل تكون هذه رسالتي السجنيّة الأخيرة.. هل أتلف الأواني البلاستيكية التي استعملتها زوجتي لجلب الطعام لي في سجني، أم أحتفظ بها لما قد تدعو إليه الحاجة؟ يا أيها الملأ أفتوني في أمري.. آمل أن تكون هذه رسالتي الأخيرة.. ولا يزعجني أيّ احتمال آخر.. فقط، هي دعوة الى الرشد، نجدد بها دعوة أطلقناها على صفحات مجلة المعرفة من أكثر من ثلاثين سنة، وجددناها بعد ذلك مرارا وتكرارا… إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد إخوتي الأحبة: سلامي للجميع.. هذا بعض ما سمح به المقام من حديث.. وللأرواح حديث تدركه دون تصريح ولا تلميح. والى لقاء قريب بإذن الله.. ملاحظة: إن أرسلت شيئا، فلا ترسل إلا ما تعرف أني أحتاجه مما لا يتوفر بأسواقنا.. أرسل لي، مثلا، دبّا قطبيّا.. وشيئا من الحرّيّة.. أما الشّوق، فلعلّ ما بنا أكثر مما بكم.. وقد يكون في بلادنا من الغربة أكثر مما في المهاجر.. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المحبّ / عبدالحميد تعليـــــــــــــق: 1 – واضح أنا كالشمس: يقول الأخ عبد الحميد في ثقة: “أقرأ صوت الأقدام خلفي، أبتسم. أحادث نفسي.. لم يكن الصمت لنا خيارا، ولن يكون.. ومن يسعى الى دفعي للاختيار بين السرية والسجن فلن أختار السرية.. لا شيء لي أخفيه.. واضح أنا كالشمس…” إنه وضوحُ استعلانٍ ونفيٍ للسرية، ووضوحُ صدعٍ ونفي للصمت والخوف. هذا من أهم ثمرات المحنة في مستوى التونسيين عامة وخاصة في مستوى حركة النهضة. لقد أفرزت المحنة خاصة في إخوة الداخل تيارا نطق بالحقيقة التي كشفتها المحنة في كافة الأطراف ، وصدع بها ولو على نفسه وحركته، وغير مستعد لا للمجاملة ولا للتنازل، ويطلب الحق كاملا غير منقوص، وغير مستعد لأن يمثله ويتكلم باسمه أي كان ما لم يكن باختياره ورضاه. إنه تيار مشدود إلى الحق ملتزم به وفدائي من أجله، ليس مستعدا لتفويتها لأحد. وهذا التيار هو على نوعين: نوع مشدود إلى الجوانب السلبية وهو في الغالب غير مفهوم من الآخرين وينظر إليه أنه مشاكس عنيد تجاه حزبه ومجموعته، وتجاه خصومه وأعدائه. وهؤلاء يشكلون نواة صلبة خاصة في تقويم البلاد والكيانات التي ينتمون إليها، وشدها حتى لا تنساق أمام ضغوط الواقع والأطراف الأخرى لا يمينا ولا يسارا. وأما النوع الثاني فيزيدون على الأولين وعيهم بالجوانب الإيجابية حتى لدى خصومهم وأعدائهم وتقديرهم لها، مما يجعلهم أكثر توازنا ومرونة وقدرة حتى على التآلف والتحرر من أسر ومنطق الصراع ، ومما يؤهلهم إلى أن يكونوا نواة صلبة في حل مشكل البلاد والكيانات التي ينتمون إليها. والأخ عبد الحميد هو من هذا النوع الثاني وقد أحسن التعبير عليهم . إنه ليس أمام البلاد الآن إلا أن تأخذ طريق الوضوح علنية وصدعا بالحق، فإن لم نتقدم إليه اختيارا فسوف نجبر عليه اضطرارا. 2 – الحوار العلني والمفتوح من أجل تحري الحق وتوضيح الفكرة: ويقول الأخ عبد الحميد:” وجدت أن حركتنا هي الآن الأكثر وضوحا وعلنية. إذ تطرح الكثير من المسائل المهمة للنقاش العلني، فيساهم فيها الجميع، وفي هذا خير عميم للبلاد والعباد إن كان القصد هو تحرّي الحق، وإن كان الحرص على توضيح الفكرة، والاحتجاج للموقف لا ينسينا الحرص على مراعاة حق الأخوّة، والحفاظ على علاقات المودّة والتّحابب، إذ ليس لنا من رصيد أعظم من هذا..” مزايا الوحدة هي ما ذكرها وزيادة، ولكن لا بد من إرفاقها بأنه لا معنى لهذه الوحدة إلا إذا كانت على الحق، وأما إذا غدت حزبية وفوق الحق فهذه مصيبة ينبغي إنكارها حتى يستقيم الحال مهما كلفتنا. لقد ذكر الأخ عبد الحميد أنه لازال يتلمس حقائق الواقع. ومن هذه الحقائق أن الساحة السياسية والحزبية والمدنية محتاجة إلى إعادة تشكل وهيكلة، أي إلى تجديد كما ذكر الأخ العجمي، فإذا لم نع بذلك ونوفر متطلباته فالحديث عن الوحدة مع المحافظة على نفس النسق القائم هو تأبيد للوضع الحالي أو تهيئة للتجاوز والتهميش من التطورات المقبلة. وإذا كان الأخ العجمي حدد ضرورة إعادة التشكل والهيكلة مركزا على مطلب الحرية في الإطار الموضوعي، فكأني بالأخ عبد الحميد يقول بالتجديد الداخلي وضرورته مركزا ومبينا المنهجية المطلوب اتباعها والمناخ المطلوب توفره، مستحضرا التجربة التي خاضتها حركة النهضة في 81 و 85. يتكلم عن كل ذلك بصيغة واثقة وإيجابية، جامعة للحق والوحدة بتوازن. إذا كان العجمي ركز إذن على الجانب السياسي، فقد أكمل عبد الحميد الباقي مركزا على الجانب الداخلي. 3 – مفارقة عجيبة: العجيب أن هذه العقليات الجديدة المفتوحة الرائدة في التجديد والانفتاح وحرية التعبير ( مقومات الحد الأدنى الحضاري ) هي خارجة من عالم السجون المضيقة والمقطوعة على حركية وتجدد الواقع، في مفارقة واضحة مع من عاشوا في إطار هذا الواقع المتحرك والمتجدد، والذين قد نجدهم روادا في الانغلاق والمحافظة ومنع حرية التعبير، وأنا أعني هنا عموم النخبة التونسية المتصدرة خاصة للمنتظم السياسي والحزبي. وإذا حاولنا أن نجد تفسيرا لذلك فيبدو أن الذين بقوا على ساحة الصراع أقاموا حيث أقامهم الصراع، وثبتوا وصمدوا على ذلك ، وصبروا وصابروا حتى جمدوا هناك في الأفكار والأساليب والعقليات والسياسات، وتقولبوا قولبة خطيرة، وشكلوا بوتقات مغلقة تهضم وتأكل كل قادم جديد، أو تطلع للتجديد؛ فإن استعصى تطرده أو تعزله. وأما إخوة السجون وإن كانوا في موقع صراع من نوع آخر إلا أنه كانت لهم أوقات كثيرة خلوا فيها للنقاشات والتأملات، فلم يأسرهم ضيق الواقع بل تحرروا إلى سعة وانفتاح وحرية الفكر والإيمان، فخرجوا بعد تربية كل تلك السنين الطوال بمثل تلك العقليات الرائدة في مقومات الحضارة. وهم الآن في الحقيقة هم موضوعون على المحك مباشرة مع البوتقات المغلقة للمنتظم السياسي والحزبي وحتى السلطوي والأمني مما يجعلهم مهددين تهديدا حقيقيا أن تأتي على بعضهم وتؤثر في البعض الآخر مع رجاء أن تسلم منهم فئة. وعلى كل حال مهما كان تأثير هذه البوتقات المغلقة فما خرج به أهل السجون من مثل تلك التربية سوف تكون مكنونا ينزع للتعبير عن نفسه، فإذا ما التقى في الواقع مع بعضه بعضا سوف يكون تيارا ينطوي على الحد الأدنى الحضاري على الأقل يجرف كل الواقع الآسن. إن مثل هذه العقليات لم تعد ملكا لأي منتظم حزبي بل هي ملك عام للبلد. وعليهم أن يعملوا أن يتحولوا ويحوّلوا كياناتهم إلى هذه الآفاق الواسعة. 4 – لمؤسف جدا: ومن المؤسف جدا أن يجد مثل هذا العقل الكبير والقلب الكبير نفسه يتحدث عن المعركة. وبين من ومن؟ بين نفس الأهل والعائلة التونسية. يتحدث عن معركة لازالت مندلعة منذ 1991 ولكن بموضوعية وبإيجابية وبتفاؤل وتسامي. ويخاطب الجميع بالحقائق وفي الشمس رجاء أن يرشد التونسيون فتكون رسالته الأخيرة من داخل سجون البلاد ليعيش مع الجميع الحرية والكرامة.
والله من وراء القصد عليه توكلنا وإليه ننيب (*) إنتاج ورشة حضاريات
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 21 فيفري 2008
تونس الجميلة
قضيّة مجموعة سليمان
توقّفت عند ما أصدره كلٍّ من المجلس الوطني للحريات بـتونس والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – مشكورين – حول قضيّة مجموعة سليمان، فقد أعلموا بكلّ ما جرى وعلّقوا أو ناقشوا كلّ ما جرى ليصلوا بالقارئ إلى أنّ هذه المحاكمة لم تحز على أبسط المقوّمات التي تقرّبها من العدالة فضلا عن الحديث عن عدالتها. ولقد تألّمت كثيرا لعدم القدرة على التدخّل بما ينفع هؤلاء التونسيين الذين تمثّل ذنبهم – ربّما – في قدومهم إلى الحياة (والأمر خارج عن نطاقهم) خلال فترة حكم المغيّرين… وقد رأيت لفت الأنظار إلى بعض العناصر المهمّة في هذه القضيّة:
بعض المفردات التي ردّدها المحتجزون:
“حسبي الله ونعم الوكيل – إنّني بريء – أُخرجت من داري، وأنا بريء من جميع ما نسب إليّ – وُصفتُ بأنّي مجرم والله يشهد أني لست مجرما: أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون – أنا لست مجرما، أنا بريء مما نسب إلي ..وأنا حاليا في عزلة تامة، ألا إنّ الإسلام حائط منيع وباب وثيق وحائط الإسلام العدل وبابه الحق ..- أطلب البراءة وعدم سماع الدعوى – لا علاقة لي بما وُجّه لي من تهم والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل- أُذكّر هيئة المحكمة بأنّ الله يدافع عن الذين آمنوا ..، والسلام على من اتبع الهدى، وأنا بريء مما نُسب إليّ…
فكلّ هذه المفردات تعكس مستوى من التديّن واضحا، وكلّها تؤكّد على البراءة من التهمة، وكلّها تدعو إلى تقوى الله تعالى وتخوّف من آثار الظلم في الدنيا والآخرة، وكثير منها يستنكر بمرارة ويرفض بثقة تامّة صفة الإجرام… فبالرّجوع إلى الحقوقيين والمحامين الذين “أكّدوا على أنّ المحاكمة لم تكن عادلة وكانت مجرد استكمال قضائي للتصفية البدنية للمجموعة التي خاضت مواجهات مع أعوان الأمن في نهاية العام الماضي وبداية السنة الحالية. والذين نبّهوا إلى حصول سابقة خطيرة في تاريخ القضاء التونسي بسكوت القاضي محرز الهمامي على ضرب المتهمين بالهراوات أمام ناظريه دون أن يحرك ساكنا.”، يمكن القول بأنّ المحاكمة هي فعلا مجرّد تصفية حسابات مع خصم لم يبرز بتعاطي السياسة هذه المرّة ولكنّه برز بمناصرة فكر يراه أنفع في ظلّ ما تشهده تونس الجميلة من شذوذ لامس كلّ الميادين… فالمسألة إذن فكريّة – وإن قيل بأنّ السلاح قد جُنّد لها – ولا بدّ لها من حلّ فكري حقوقي عادل يكون هدفه الإصلاح وليس تكسير عظام أبنائنا!…
أعمار العناصر المحتجزين:
تلا حظ أخي القارئ بأنّ عشرين من بين الثلاثين محتجزا تقع مواليدهم بين 1980 و1985، أي أنّ أكبر هؤلاء الشباب في هذا القسم الأكبر من المجموعة قد شمله “التغيير المبارك” بعنايته ونشّأه على دينه مذ كان بأسنان الحليب، أي بعبارة أخرى أنّه يكبر السيّد الرّئيس في كرسيه بسبع سنوات فقط، في حين تجد أصغر هذا القسم من المجموعة سنّا قد وُلد في نفس السنة التي عيّن فيها صاحب التغيير كأوّل شخصيّة مكلّفة بالأمن في البلاد (سنة 1985)… والسؤال هنا: أليس المسؤول الأوّل بل الوحيد (في ظلّ القضاء على دور العائلة بمحاربة السلطة الأبويّة والأموميّة) عن صلاح شبابنا وفلذات أكبادنا أو فسادهم وإفسادهم – كما نرى – هو التغيير وصاحبه؟!… وإلى متى سنظلّ نتفرّج على أبنائنا متسكّعين في الشوارع يشاكسون ويحشّشون، مغامرين في البحار يغرقون أو ينجون فيذلّون، وإلى متى سنتركهم دون ردء يُنصّرون ويهوّدون ويُمجّسون أو يُسلمون فيسجنون ويُقتلون؟!…
جهة الانتساب:
هناك اثنا عشر شابا من بين المحتجزين من مدينة سوسة، أي قريبا جدّا من حمّام سوسة، مسقط رأس صاحب التغيير، وهو لعمري أمر جدير بالدّراسة: فهذا الرّجل “لم يجد الخير” حتّى من أهله الأقربين، فسعوا حسب النيابة إلى “التآمر على أمن الدولة الداخلي ومحاولة الإعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة…”، ما يدلّ على أنّهم عافوا وكرهوا دولةً هو رأسُها… أليس حريّا بصاحب التغيير أن يذهب إلى الأسباب التي دفعت هؤلاء – حسب أجهزته – إلى القيام بأعمال إرهابيّة، الكلّ يعلم أنّ نهايتها لا محالة غيرُ سارّة، وقد قرأ الجميع عن القانون الإرهابي الذي صاغه المغيّرون لمقاومة “الإرهاب”؟!… فما الذي يجعل هذا أو ذاك يتجرّأ على “الإرهاب” رغم وجود ما يُرهِبه ويخوّفه؟!… حاولوا – لمصلتكم – معرفة تلكم الأسباب، ثمّ تذكّروا بأنّ التونسيين لم يلدوا أبناءهم لتقتلوهم! وللتأكّد من ذلك ضمّوا إلى صدوركم من تحبّون وفكّروا ولو مرّة واحدة في فقدانهم، فليس هناك ما يمنع من ذلك، وصدّام رحمه الله قد فقد ولديه رغم ما كان فيه من عزّ محصن!… حسبنا الله ونعم الوكيل…
بعض الشهادات:
– “… تعرّض بدر الدين القصوري للتعذيب لمدة 12 يوما بدون انقطاع وتعليقه على هيئة الدجاجة المصلية ساعات طويلة وتهديده بجلب أمه إلى مقر وزارة الداخلية وإجباره على مشاهدة لقطات خليعة على جهاز الهاتف الجوال لأحد الأعوان“: قد علمنا في السابق أنّ الكثير من أبناء الحرام قد هدّدوا الشرفاء بالاعتداء على عرضهم تماما كما فعل الصرب مع أهل البوسنة المسلمين، وفي تونس الجميلة لدينا قلوب أشدّ قسوة من الحجارة قد سجّلت الحيطان عليهم كلّ سقطاتهم لتشهد بها عليهم يوم تزلزل الأرض زلزالها وتجرج الأرض أثقالها. ولكنّ الإجبار على مشاهدة اللقطات الخليعة جديد و”متطوّر ومواكب للعصر” ومواتٍ للتغيير، ويأتي ليُؤكّد أنّ هؤلاء الشباب لا يساومون على تديّنهم إذ ليس لديهم ما هو أغلى من دينهم الإسلام، وهو ما جعل هذا العون أو هؤلاء الأعوان (أعوان الشرّ) يؤذونهم بما تأكّد لديهم أنّه يؤذيهم، ما يرسّخ لديّ بأنّ في تونس أقواما يكرهون الإسلام وأهله…
– “… وتأكيد جوهر القصار أنّه تعرض للتهديد بالإعتداء بالفاحشة، وذكر وائل العمامي أنه قد وقع تهديده بجلب أمه وأخته وتمّ إدخال عصا في دبره وضربه على رأسه ووجهه بما أفقده القدرة على السمع بأذنه اليسرى“: كيف نتصوّر أن يكون ردّ الفعل لشباب يقعون تحت وقع هذه الظروف ورهن تصرّف هؤلاء الشواذ المنسوبين خطأ لتونس المسلمة؟!… أهناك مسلم يعتدي على الحرمات بهذا الشكل ويعذّب المسلمين بهذه البربريّة التي لم يستعملها حتّى الصهاينة أنفسهم مع خصومهم؟!…أكاد أجزم أنّ هؤلاء لم يعرفوا في حياتهم قيمة أمّ أو أب أو أخت وإلاّ لما تجرّؤوا على التهديد بانتهاك حرماتهم!… غير أنّ أوزارهم جميعا سيحملها صاحب التغيير الذي قدم بهذه المتغيّرات الضاربة للهويّة المذهبة للمروءة، فمتى يتراجع ويتوب وينحاز إلى الفضيلة والعمر قد أزف وملك الموت قد استعدّ لتنفيذ أمر ربّه؟!…
– “… وما رواه مهدي الحاج علي من تعذيبه بحضور وزير الداخلية“: لو لم أكن أخشى توصيات وزراء الإعلام العرب الأخيرة لوصفت هذا الوزير (الرمز) بأنّه سافل ساقط منحط، لا خلق له ولا إنسانية ولا ضمير… مجرّد سجّان نال إعجاب صاحب التغيير فانتدبه للإشراف على تغييرات يرغب في إحداثها في بدن مهدي الحاج وغيره من التونسيين “الإرهابيين” الذين يطمحون إلى مقاومة الفساد المستشري في البلاد…
لا يمكن أن تكون تونس الجميلة مسرحا للعصابات المسلّحة ولا مسرحا لعصابات ترويج المخدّرات أو ترويج المفاسد بمختلف أنواعها… يقول أسامة العبادي: “أنا شاب تونسي مسلم، غير مرغوب فيه بالبلاد التونسية، لا علاقة لي بالعقيدة التكفيرية، والدي كان رجل أمن يعمل بوزارة الداخلية، أوقف وبرّأه القضاء، ورغم ذلك عوقبت كل العائلة ..، أطلب إظهار براءتي“. كلمات قالت كلّ شيء، ولكنّ المغيّرون لا يسمعون أيّ شيء، وحسبنا الله ونعم الوكيل!…
عبدالحميد العدّاسي
قضية سليمان: فليستبدل حكم الإعدام بعقوية سالبة للحرية !
مرسل الكسيبي (*) أصدرت الدائرة الجنائية رقم 27 بمحكمة الاستئناف بتونس حكمها مساء أول أمس الأربعاء 20 فبراير 2008 في قضية سليمان , واللافت للنظر في هذه القضية هو تأكيد حكم بالاعدام في حق المتهم صابر الراقوبي وسط مناخ حقوقي وسياسي تونسي ودولي مناوئ لهذا الصنف من العقوبات . واذا كان تنفيذ مثل هذا الحكم القاسي يبقى مرتبطا بموافقة خطية من لدن رئيس الجمهورية التونسية , الا أنه من الهام بمكان التذكير بأن تونس لم تطبق عقوبة الاعدام منذ سنة 1994 , وهو مايعني أن هناك رغبة سياسية رسمية في تلافي تبعات هذا الحكم على مستوى داخلي وخارجي ولاسيما في القضايا المرتبطة بالدوافع السياسية . اننا في قضية الحال وان كنا ذكرنا بخطورة النهج العنفي المسلح الذي اعتمدته مجموعة سليمان ونبذنا القاطع لمثل هذا النهج في موضوعات الخلاف الفكري والسياسي بصرف النظر عن الجهة التي ارتكبت هذه الأفعال المخالفة للقانون وقواعد السلم الاجتماعي , الا أننا نرفض مطلقا اصدار حكم الاعدام في قضية يجمع المحامون الذين ترافعوا فيها على أن عناصرها الذين ارتكبوا أركان فعلها المادي كانوا قد سقطوا في الاشتباكات المسلحة التي دارت مابين نهاية سنة 2005 وبداية سنة 2006 وهو مايعني أن كل عقوبة في حق العناصر المساندة أو الداعمة لعناصر المجموعة المذكورة لاينبغي أن تتعدى طور العقوبة السجنية السالبة للحرية مع ضمان رقابة صارمة على ظروف الاعتقال وأساليب التحقيق التي ينبغي أن تبقى مقيدة بالتزامات تونس على الصعيد الحقوقي والانساني المحلي والدولي – تونس كانت من بين الدول النامية التي أمضت على اتفاقية مناوئة لاستعمال أساليب التعذيب قبل أكثر من 19 عشر سنة . وعلى العموم واذ تترك خصوصيات الدفاع في القضية للسان الدفاع ممثلا في الأساتذة المحامين المنوبين من قبل المتهمين , الا أنه ينبغي التنبه الى ضرورة ايجاد راي عام وطني غير قابل بتمرير عقوبة يمكن أن تساهم في اهدار نفس بشرية يمكن تأديبها ان ثبتت التهم الموجهة اليها بمدد سجنية بدل تنفيذ حكم بشأنها هو مثار جدل على الصعيد الحقوق والانساني عالميا , هذا علاوة على احترازات كبيرة أبداها المحامون التونسيون بخصوص طريق سير العدالة عند الجلسات الماراطومية للقضاء الابتدائي والقضاء الاستئنافي في موضوع قضية الحال . أحيي بالمناسبة رغبة بعض القضاة التونسيين في فرض استقلالية مؤسستهم عبر الحرص على محاكمة شفافة تتوفر فيها شروط القضاء العادل , غير أن جملة ملاحظات أبداها المحامون التونسيون كان من الممكن أن تغير مجرى الأحكام باتجاه مزيد من انصاف المتهمين وتخفيف المدد العقابية . ان للصحافة والاعلام كسلطة رابعة دورا بارزا في المطالبة بحماية قيم حقوق الانسان وقواعد المحاكمة العادلة غير أنهما لايمكن أن يتدخلا في سيرورة المسار القضائي الذي ينبغي مراقبته من قبل جهات الاختصاص ولاسيما المحامين والمنظمات الحقوقية المستقلة , وهو مانظنه قد حصل بأقدار ممتازة ساهمت في ابراز عيوب المحاكمة في ظرف زمني وجيز – تراجع في ذلك بيانات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات وحرية وانصاف والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين . واذا كانت فرص مراجعة الأحكام بالعودة الى محكمة التعقيب تعد ضعيفة , الا أن امكانية التراجع في تطبيق حكم الاعدام على السيد عماد الراقوبي تقع على النخبة ووسائل الاعلام والمنتظم الحقوقي والسياسي في تونس , الذي لابد أن يجتهد من هنا فصاعدا في محاصرة معنوية لهذه العقوبة حتى لاتظل سيفا مسلطا على رؤوس التونسيين والتونسيات في القضايا ذات المنزع السياسي . ان محاربة الارهاب وان كانت مسألة مشروعة في عرف كل الدول الحديثة الا أن المقاربة في ذلك لابد أن تستند الى رؤية تربوية وتعليمية وتثقيفية وسياسية شاملة تبتعد عن اختزال الموضوع في مقاربة أمنية صرفة تساهم في تضخيم الظاهرة وتقويتها بدل اضعافها وتقهقرها في بلدان كثيرا ماكان غياب الديمقراطية والحريات سببا مباشرا في دعم جماعات اليأس بعناصر جديدة تعشق الاقبال على صناعة الفناء والموت بدل الانخراط في مسار التنمية وصناعة الحياة. لأجل كل هذا سنرفض الارهاب وصناعة الارهاب مع ضرورة التنبه الى أهمية المقاربة الديمقراطية والاصلاح السياسي وقضايا احترام حقوق الانسان في تحصين المنطقة من مخاطر أبرز ظاهرة شريرة . (*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية” (المصدر: وكالة صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 22 فيفري 2008)
حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري الخميس 21 فيفري 2008
1- علمت: للذكرى: آخر أحكام بالإعدام صدرت عن المحاكم التونسية الاستثنائية و العادية تم تنفيذها فجر يوم التاسع من أكتوبر 1991.. ونفذت في حق كل من إخواننا محمد الهادي النيغاوي و مصطفى حسين و محمد الحبيب الزريبي ( في قضية باب سويقة المكيفة حسب) و اثنين من سجناء الحق العام أحدهما الناصر الدامرجي..ولم ينفذ حكم الإعدام بعد هذا التاريخ رضوخا للضغوطات الغربية… علما بأن القضاء التونسي لا يزال يصدر أحكاما بالإعدام لكنها لا تنفذ، و قد يفوق عدد المحكوم عليهم بهذه العقوبة الستين شخصا يقيمون في ظروف بائسة، إذ أنهم ممنوعون من الزيارات و من تلقي القفة و من تلقي الرسائل أو الحوالات البريدية… جوازات السفر: كم هي القضايا التي أصدرتها المحكمة الإدارية لصالح تونسيين يطالبون بجوازات سفرهم؟؟؟ هل نفذت السلطة حكما واحد منها؟؟ 2- تدبرت: ” يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، و لا رقّ أملك من الشهوة، و لا مصيبة كموت القلب، و لا نذير أبلغ من الشيب”.. ابن الجوزي. 3- سمعت: تعميما للفائدة أنشر هذه الرسالة البريدية التي وصلتني: “استخبارات إسرائيلية . أميركية على ‘الانترنت’17/12/07 فترة قليلة على انطلاق موقع ‘فيس بوك’ الشهير للتعارف على شبكة الانترنت ، كانت كفيلة لتكالب الملايين من أنحاء العالم على المشاركة في الموقع خصوصا أن من السهل على أي مشترك الوصول للمئات من الجميلات ، ولكن المسألة لا تتوقف على الجميلات فحسب . فثمة شكوك حول استفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم .
و هذا الشباب كغيره من شباب العالم وجد في هذا الموقع ضالته المنشودة حيث يمكنه عبره التعرف على عدد كبير من الفتيات من مختلف أنحاء العالم. ولكن الخطير هو أن الشباب العربي يجد نفسه مضطراً دون أن يشعر للإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدراً لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي.
وتجربة إسرائيل في الاستفادة من التكنولوجيا المعلوماتية لا تخفى على أحد ، فأجهزتها الأمنية والمخابراتية صاحبة باع طويل في هذا المجال وثرية بطريقة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن الشباب العربي الذي يشكل النسبة الأكبر ويعد الطاقة في أي مواجهة مستقبلية. وليس الحديث عن شكوك أو تخمينات بل حقيقة دامغة وأن غابت تفاصيلها وأسرارها ، لكن هل يمكن أن نتخيل أن نكون جميعا »جواسيس« دون أن ندري وأن نقدم معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأميركية دون أن نعرف أننا نقدم لهم شيئاً مهما ? هذه هى الحقيقة فالأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب من أى شخص سوى الدخول إلى الانترنت وخاصة غرف الدردشة، والتحدث بالساعات مع أي شخص لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس معتقدًا أنه يفرغ شيئا من الكبت الموجود لديه ويضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث فيها لتحليلها واستخراج المعلومات المطلوبة منها دون أن يشعر هذا الشخص أنه أصبح جاسوسا وعميلا للمخابرات الإسرائيلية أو الأميركية، هذه الحقيقة نشرتها (مجلة إسرائيل )اليهودية التي تصدر في فرنسا منذ فترة قصيرة حيث نشرت ملفا عن عملاء الانترنت الذين يشكلون اليوم إحدى أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأميركية على حد سواء، وفي الملف معلومات في غاية الأهمية والخطورة عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها كل من المخابرات الإسرائيلية والأميركية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يفعلون شيئا خطيرا بل يفتحون الانترنت وبالتحديد صفحات الدردشة الفورية لقضاء الساعات في الكلام عن أشياء قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا، لكنها تشكل أهم المحاور التي تركز عليها أجهزة استقطاب المعلومات في المخابرات لأنها ببساطة تساعدها على قراءة السلوك العربي، وخصوصا لدى الشباب الذين يشكلون أكثر من 70% من سكان الوطن العربي . والحكاية كما روتها المجلة بدأت في العام 1998 حين اجتمع ضابط المخابرات الإسرائيلي (موشيه أهارون) مع ضابط أخر أميركي فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه)، لم يكن الامر يعدو اجتماعا روتينيا، بل كان الجانب الاميركي يسعى فيه إلى الحصول على الحقائق اللوجستية التى من عادة المخابرات الإسرائيلية تقديمها للأميركيين عن الدول التي تطلق عليها إدارة البيت الأبيض الدول المارقة، لكن الجانب الإسرائيلي كان يبحث عن الدعم اللوجستي غير المعلوماتي، بل المادي لتأسيس مكتب ظل يعول عليه أهارون الذي كان من أبرز الوجوه الإسرائيلية المختصة في الشؤون الأمنية العربية، وكان وراء عمليات اغتيال شخصيات فلسطينية في تركيا ونيروبى وساحل العاج وتونس ودول أخرى أوروبية مثل يوغسلافيا واسبانيا وايطاليا. الأقمار أميركية بدورها لم تكن إسرائيل قادرة على ضمان (نجاح) تجربة مخابراتية عبر الانترنت من دون مساعدة أميركية عبر الأقمار الصناعية، وعبر المواقع البريدية الأميركية التي تخدم بالخصوص (الشات) بكل مجالاته والتي يقبل عليها من قبل شباب العالم الثالث في القارات الخمس وفى الأول من مايو 2002 تم الكشف للمرة الأولى فى جريدة (التايمز) عن وجود شبكة مخابراتية تركز اهتماماتها على جمع أكبر عدد من العملاء، وبالتالي من المعلومات التي يعرف الكثير من الاختصاصيين النفسانيين المنكبين على المشروع كيفية جمعها، وبالتالي كيفية استغلالها لتكون (ذات أهمية قصوى). وقد جاء ما نشرته مجلة (لوماغازين ديسراييل) الصادرة فى فرنسا مثيرا للدهشة; ربما لانها نقلت عن (ملفات سرية) الكثير من التفاصيل التى استطاعت أن تجمعها عن مصادر موثوقة فى إسرائيل، وهو ما أثار فى النهاية سخط السفير الإسرائيلي فى فرنسا ضد المجلة اليهودية التى اتهمتها غالبية من الجهات اليهودية بأنها كشفت أسراراً لا يحق لها كشفها للعدو.إلا أن الموضوع لم ينته عن هذا الحد بل بدأ الجميع فى البحث عن وجود جهاز مخابراتى اسمه (مخابرات الانترنت). يقول جيرالد نيرو الأستاذ فى كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الانترنت): إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد فى مايو2001 وهى عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أميركا الجنوبية (فنزويلا، نيكاراغوا.. الخ) ويرى نيرو إن كل من له قدرة على استخدام الانترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يعتبر (عميلا مميزا)، لان المواقع التي تثير الشباب هى التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية، ناهيك عن أن استعمال الانترنت يضمن خصوصية معينة، حيث إن المتكلم يحتفظ عادة بسرية شخصه، كأن يستعمل اسما مستعارا، وبالتالي يكون إحساسه بالحرية أكثر انطلاقا، كما أن تركيز الشباب لا يكون على الموقع نفسه، بل على من سيلتقيه للحديث معه، وخاصة البحث عن الجنس اللطيف للحوار والمسألة تبدو سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة خاصة فى المناطق الأكثر حساسية في العالم ، وربما يعتقد بعض مستخدمى الانترنت أن الكلام عن (الجنس) مثلا ضمان يبعد الشبهة السياسية عن المتكلم، بينما الحقيقة أن الحوار الجنسي هو وسيلة خطيرة لسبر الأغوار النفسية، وبالتالي لكشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها فى الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل (تجنيد) العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا، والتي تشمل فى العادة غرف النوم والصور الإباحية وما إلى ذلك، بحيث إنها السبيل الأسهل للايقاع بالشخص ودمجه فى عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أكد في سياق تصريحات له نشرت بان رئاسته للحكومة أنه إبان يقوم شخصياً بالاستماع إلي المحدثات التي يجريها الشباب العربي عبر غرف الشات ببرنامج بال توك وقال أنه يعلم من خلال تلك المحادثات ما يفكر فيه الشارع العربي والحديث الغالب عليه وأهم القضايا الحساسة التي يهتم بها العرب. وفى إسرائيل جهات عدة تقوم برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي وفى الماضي استطاعت من خلال تحليل صفحة الوفيات بالصحف المصرية خلال حروب 1956 و1967 و1973 جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أدى إلى قرار حظر نشر الوفيات الخاصة بالعسكريين في فترة الحروب الا بعد الموافقة العسكرية حيث أكدت المصادر الإسرائيلية أن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم فى تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقا صحافيا ورد فيه أن الجيش يعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو 1967 . اللبنانيون في الصدارة أما موقع فيس بوك فقد قالت عنه صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز’ الأميركية إن اللبنانيين أكثر شغفاً وحرصاً على إنشاء صفحات لهم على موقع ‘فيس بوك’، حيث يضم موقع لبنان 125 ألف شخص، أي بنسبة واحد لكل 32 من عدد السكان، في حين يضم موقع إسرائيل 90 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 70 بينما يضم موقع مصر 180 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 437 من المقيمين فيها ، ومن الصفحات المصرية على الموقع، صفحات خاصة بنجوم وفنانين مصريين وإعلاميين وحوالي 500 جماعة، بينها جماعات للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، ومجموعة لمحبي مصر زمان، ومجموعة من العائلة المالكة قبل الثورة، تضم صوراً وأخباراً عن أسرة محمد علي والملك فاروق. وهناك بعض الدول تنبهت لخطورة هذا الموقع ، مثل إيران التي قررت منع الطلاب الإيرانيين من استخدام الموقع بحجة قيام حركات معارضة من خلاله ، وعن ذلك تقول فتاة إيرانية تستخدم موقع فيس بوك عبر خادم (بروكسي – أن) الموقع ذو أهمية كبيرة لأنه ‘في مثل تلك الشبكات يمكنك التعبير عما يساورك بالطريقة التي تحبها … في حين أنه في كل مرة تخرج فيها من بيتك إلى الشارع يتحتم عليك تقديم نفسك بالطريقة التي تمنع الآخرين من التعرض لك و مضايقتك’. لكن الأكيد هو أن أجهزة المخابرات الإيرانية توصلت إلي حقيقة الأمر وعرفت أنه قد يشكل طريقاً سهلا للأعداء لجمع ما يريدون من معلومات. وتجدر الإشارة إلى أن موقع فيس بوك يشهد حالياً حرباً بين الشباب الإسرائيلي والفلسطيني ، فبعد إقدام إدارة الموقع على إسقاط اسم فلسطين من قائمة البلدان التي يختارها المشاركون في الموقع عند تسجيل مشاركتهم وحرمان آلاف الفلسطينيين من أعضاء الشبكة، من اختيار فلسطين كمكان انطلاقهم، تفجر جدل على مستوى عالمي في ساحة افتراضية وبعد استطلاعات رأي لشهور، جمع خلالها 10509 تواقيع أعادت إدارة ‘فيس بوك’، اسم فلسطين إلى القائمة،ولم يعد’فيس بوك’، قادرا، بعد هذا التراجع، على رفع اسم فلسطين من القائمة مجددا. وبدأ ‘فيس بوك’ الذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهريا، في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا على محركات البحث على الانترنت مثل ‘غوغل’ و’ياهو’ ، وعلق خبير تكنولوجيا المعلومات اوم مالك على ذلك بالقول ‘هذه الخطوة تحول- فيس بوك- من شبكة اجتماعية خاصة إلى ما يشبه الصفحات الصفراء على الانترنت، ويهدف ‘فيس بوك’ من هذه الخطوة إلى الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السير الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص، وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم، ما قد يعود بأرباح كبيرة على الموقع ، وينضم حاليا نحو 200 ألف شخص يوميا إلى ‘فيس بوك’ الذي أصبح يستخدمه 42 مليون شخص، طبقا للموقع.
وتشير تقارير الصحف إلى أن الموقع استقطب 60 مليون عضو مع نهاية 2007م ، ومنذ إنشائه قبل ثلاثة أعوام على يد مارك غوكيربيرغ الذي كان طالبا في جامعة هارفرد في ذلك الوقت، حقق الموقع انتشارا عالميا وأصبح دليل معلومات إلكترونياً خاصاً ، إلا أن نيته نشر معلومات حول أعضائه للعلن تعني أن أي شخص يستخدم محركات البحث العادية على الانترنت يمكنه أن يحصل على معلومات عن أي عضو في فيس بوك ، وإذا لم يرفض العضو في الموقع نشر معلومات عنه، فإن صوره واسمه ستتوافر من الآن فصاعدا لأي شخص غير مسجل في الموقع ومن خلال تسجيلك الرقم السري باسوورد في الفايس بوك أصبح بإمكانهم التجسس عليك من خلال غرف الدردشة فننصحك بتغيير الرقم السري للمسنجر أو الياهو والسلام. اللهم هل بلغت … اللهم فاشهد” 4- رأيــت: أشلاء على الطريق: الطريق الرابطة بين جرجيس و جربة تشهد سنويا العشرات من حوادث المرور الفظيعة… و الطريق لمن لا يعرف في أرض مبسوطة، لا تعرف منعرجات حادة و لا ما يمنع الرؤية و هي ذات مسلكين… و مع ذلك؟؟ آخر حادث مرور شهدته هذه الطريق كان يوم الثلاثاء قبل منتصف الليل بقليل… كانت الأشلاء على أكثر من عشر أمتار، منظر مرعب.. لم تكن هناك طائرات الأباتشي و لا الميركافا (فليس هناك مقاومة و لا من يحزنون)… كانت هناك سيارة اكتراها أحدهم، كان متجها إلى جزيرة جربة و كان في عجلة من أمره… شابان في الخامسة و العشرين من العمر رحلا تلك الليلة… و لن ينس كل من مر ليلتها هناك تلك الأشلاء و هي على الطريق، لن ينسى تلك الرأس المفصولة عن جسدها… الشابان ابنا عمومة… رحمهما الله تعالى.. و بقطع النظر عن لعوامل الحافة بهذا الحادث تبقى سيارات وكالات الأسفار هي الأكثر في حوادث الطريق بالجهة.. الطفل العامل: كثيرا ما يتحدثون عن حقوق الطفل و سبقهم في هذا المجال-( مثل حقوق المرأة التي نرى تمتعها بها يوميا في المعاهد و الجامعات و الشوارع)… طفل في السادسة عشرة من العمر غادر المدرسة مبكرا لقناعة قاتلة بأن الدراسة لا تحقق أيا من أحلام الشباب، و طفق يعمل في مستودع تنظيف السيارات و غسلها و القيام بما تستحق من صيانة… كان ينظف سيارة و إذا بها تسقط عليه… يفارق الحياة بعد حين.. هل هذا الطفل مؤمنا؟؟ هل هو مسجل في مصلحة الضمان الاجتماعي؟؟ هل شروط السلامة متوفرة في هذا المستودع؟؟ لا شك أن المصالح ذات العلاقة قد قامت بواجباتها على أتم الوجوه و كذلك صاحب المستودع و المخطئ الوحيد في هذه الحالة و غيرها كثير هو الطفل وحده، و إن كان هناك مخطئ آخر فوالداه لا غير… أيعقل أن تحمل مسؤولية لصاحب رأسمال أو مصلحة رسمية؟؟؟ لا أبدا… فنحن في ظل دولة القانون و المؤسسات و في ظل عهد حقوق الإنسان طفلا كان أو امرأة أو رجلا… 5- قـرأت: يوجد 35 نصا إشهاريا في الصفحة 28 من “الشروق” ليوم 20فيفري 2008 منها 20 تخص انتداب فتيات للعمل كمعينات منزلية ( تحديدا) و 3 تهم ذكورا و إناثا و 4 تهم ذكورا فقط و البقية لا علاقة لها بالتشغيل المباشر… اقرأ ما بين السطور: جاء في الصفحة 28 من جريدة الشروق ليوم 20 فيفري 2008 ما بلي: – يعزم مكتب خدمات انتداب معينات منازل بالمبيت للعمل عند عائلات تونسية و أجنبية مع توفير الأجر الشهري المحترم و كل الضمانات، الاتصال على:…… علما بأن المكتب يتعهد أن لا يحجز بطاقة التعريف و لا يجبر الفتاة على العمل إلا بمحض إرادتها. ( هل هو نسخة من نظام الكفيل الموجود في المشرق) – مطلوب فورا للعمل كمعينة منزلية: امرأة فرنسية متقاعدة تتكلم العربية مقيمة بتونس العاصمة تريد انتداب 3 معينات منازل بالمبيت وتضمن لهن المعاملة الحسنة و الملبس و النقل المجاني في الأعياد و المناسبات و التمتع بنظام الضمان الاجتماعي و أيضا الأجر المغري. الرجاء الاتصال ب: – انتداب هام جدأ ……. للخدمات يعتزم انتداب معينات منزلية، العمر من 20إلى 40 سنة للعمل لدى عائلات تونسية معروفة بأجر شهري من 250د إلى 300د مع مجانية السكن، الأكل، التنقل. (1- فتيات يعملن ب 80 د في المتاجر و دكاكين التاكسيفون و المرطبات…..) – لا تفوتي هذه الفرصة أيتها الفتاة: فورا للعمل معينة منزلية بالمبيت لدى عائلات تونسية و أجنبية يعتزم مكتب خدمات… بتونس العاصمة انتداب معينان منازل بالمبيت للعمل لدى عائلات أجنبية أو تونسية يوفر لكم المعاملة الحسنة و حسن المعاشرة أيضا مجانية السكن و الأكل و الملبس و التنقل في الأعياد و المناسبات و الاستمتاع بكل الضمانات، الراحة الأسبوعية و المرتب الشهري المحترم و الذي يتراوح من 160د إلى 320د …………….علما بأن المكتب يتعهد بأن لا يجبر الفتاة على العمل إلا بمحض إرادتها. – شركة ال….. للخدمات: انتداب تعتزم شركة …… للخدمات انتداب: 3 أستاذية أنكليزية 5 أستاذية في الفرنسية 4 أستاذية في الكيمياء و الفيزياء 4 أستاذية في العلوم القانونية 4 أستاذية في الحقوق ملاحظة هذا العرض خاص بالرجال فقط و العمر من 22 إل 35 سنة. لمزيدمن المعلومات الاتصال ب:……………… آخر أجل لقبول الملفات يوم 26 فيفري 2008 (أهذه هي وكالة التعاون الفني؟؟؟) 6- نقــلت: لماذا لن أذهب إلى معرض الكتاب في باريس الذي سيقام من 14 إلى 18 مارس 2008؟ لماذا أحرضكم جميعا على القيام بنفس الشيء؟ لماذا أدعو إلى مقاطعته؟ ببساطة لأن إسرائيل هي ضيف الشرف فيه. و كما كان الشأن مع جنوب إفريقيا تحت نظام الحكم العنصري التي وقعت مقاطعتها وقتها، يجب أن تعرف إسرائيل نفس الشيء ما دامت هذه الدولة تتجاهل المبادئ الأساسية التي تحكم شعوبنا.. ….. للمزيد حول هذا الموضوع: http://anti-fr2-cdsl-air-etc.over-blog.com/ http://www.oulala.net/Portail/article.php3?id_article=3306#liens_forums http://italie.italieaparis.net/articles/112-foire-turin من هم الضيوف الإسرائيليون في هذا المعرض؟كتاب أم سياسييون؟ إليكم هذه الوصلة: http://www.europalestine.com/spip.php?article3004 7- دعــاء: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ، وَإِيمَاناً فِي حُسْنِ خُلُقٍ، وَنَجَاحاً يَتْبَعُهُ فَلاَحٌ، وَرَحْمةً وَعَافِيةً وَمَغْفِرةً مِنْكَ وَرِضْواناً، اللَّهُمَّ أَعْطِنَا إِيمَاناً صَادِقاً، وَيَقِيناً لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمةً نَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ قَدْ أَنْزَلْنَا بِكَ حَاجَتَنا، فَإِنْ قَصُرَ رَأيُنا، وَضَعُفَ عِلْمُنَا وَعَمَلُنَا، افْتَقَرْنَا إِلى رَحْمَتِكَ، فَنَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ، وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ، وَيَا مَنْ تُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ، أَنْ تُجِيرَنا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القُبُورِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ. اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِالفِرْدَوْسِ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا بِجِوَارِ رَسُولِكَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، وَالشُّرْبِ مِنْ يَدِهِ الشَّرِيفَةِ، وَزِدْنَا بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ.. هديــــــة: ” الى الأقصى .. تهون الأرواح والنفوس الى الأقصى .. حيث محطة المحبين وملتقى المرابطين الى الأقصى .. شُدت إليه رحال العابدين وتاقت له نفوس الزاهدين درب طالما اشتاقت له أفئدتنا وأفئدتكم لكن أنّى الوصول إليه وقد أحاطت به السدود وطوقته الحدود.. أنّى لقلوبنا المظلمة أن تصل الى قبلة الطهر قبل أن تغتسل وتسبغ الوضوء!” http://www.foraqsa. com/library/ prints/aqsa_ 12calender2008. pdf عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 فيفري 2008)
من يتحمل مسؤولية نكبة الجامعيين التونسيين المخططون ،السياسيون،الجامعيون المهجنون؟؟؟
مراد رقية تناولت في أكثر من مناسبة حالة الحجر الصحي المفروضة على قطاع التعليم العالي التونسي لا من قبل منظمة الصحة العالمية لثبوت توفر عنصر الصحة العامة لدى الجامعيين التونسيين،ولكن من قبل سلطة الاشراف التي برغم توليها من أهل القطاع أنفسهم مند سنين عديدة فانها تلتزم التزاما كاملا بحرمانهم من الحقوق المادية الطبيعية الضامنة لتحقيق الكرامة،وللحقوق المعنوية والمهنية مما يتطلب ويستوجب التفكير بصفة جدية في وضع مجلة لحقوق الجامعيين نطالب المجلس الأعلى لحقوق الانسان باعتبار أن المشرف عليه هو أحد الجامعيين السابقين المشهود لهم كفاءة واعتدالا ونقاء سريرة؟؟؟ وقد نتج عن هذا الموقف المتصلب لسلطة الاشراف الحريصة على تغييب ومقاطعة الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وتهميشها ،الحرص على تمرير كل القوانين التي لا يتاح لها المرور في الظروف العادية ولعل أبرزها وليس آخرها القانون التوجيهي للتعليم العالي المفوض داخل مجلس النواب من كتلة التجمع الدستوري الديمقراطي لأسباب سياسية بحتة،مما حول ملف الجامعيين الى “معضلة حقيقية”في سنة الاحتفال بخمسينية انبعاث الجامعة التونسية،يراد من بعض المسؤولين غير المطلعين،أو غير الراغبين في الاطلاع مثل نواب مجلس النواب الذين ضمنوا دون عناء حياتهم الكريمة ارجاعها الى اعتبارات مادية بحتة وضيق ذات اليد مختزلة في محدودية موارد ميزانية الدولة لارتفاع أسعار المحروقات وأسعار الحبوب وارتفاع الحواجز الجمركية في حين ينفق على بعض القطاعات الفعلية والافتراضية والترويجية بسخاء زيادات ومنحا وحوافز برغم توفر عوامل التحسين المباشر للأجور ،كل ذلك دون اعتبار لهذه الأوضاع الاقتصادية المتقلبة؟؟؟ فالمسألة اذا ليست مادية لثبوت توفر الرصيد المادي لدى سلطة الاشراف من خلال الاحداثات الجديدة والمنح المقدمة حتى لمؤسسات التعليم العالي الخاص،ولكن المسألة مرتبطة بمواقف الجامعيين التونسيين (في ماعدا الأقلية المهيكلة ضمن شعب التعليم العالب،أو المتولية للخطط والمهام الادارية والاستشارية والترويجية)من أمهات القضايا داخليا وخارجيا،وتحفزهم الدائم لنصرة القضايا العادلة وهو ما لا يروق لسلطة القرار التي تعلن بوضوح ودون لبس موقفها من الجامعيين الذين تصرح بشأنهم ليلا ونهارا بأنهم الضامن الحقيقي لقيام اقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات،الذين يتجسد بامتياز من خلالهم”الاستثمار في الذكاء”على رأي أحد الجامعيين المرموقين وزير التربية والتكوين التونسي الذي هو بالأساس أستاذا في الطب،وعلم الأنسجة المرضية،فهل يستطيع أن يوصف لنا حالة الجامعة التونسية توصيفا علميا دقيقا؟؟؟ فالمطلوب اذا هو اعلان الطاعة غير المشروطة والانحياز للمواقف الرسمية جملة وتفصيلا قياسا على شعب التعليم العالي التي لم يتمكن أعضائها الا في ما قل وندر برغم وجودهم في هذه الهياكل الاحتفالية بامتياز،والتي تعتبر البوابة الضامنة لبلوغ المهام والمسؤوليات لمهل طويلة أو قصيرة بحسب قيمة الشحن الالكتروني،هذه المسؤوليات المتفاوتة وهجا وجزاء،لم يتمكنوا بعد من تحقيق كل آمالهم وآمال أفراد عائلاتهم في الحياة الكريمة مما دفع بالبعض من أساتذة التعليم العالي أي وهم في أعلى السلم وخاتمة مطاف الحياة المهنيةوهم المنضوين في هذه الشعب الى الهجرة العلمية خارج الحدود خاصة الى دول الخليج للتدريس هناك قبل بلوغ سن التقاعد أو حتى بعد بلوغها لأن وزارة التعليم العالي لم توفرلهم “فرحة الحياة” التي كانت احدى الشعارات التي ترعرعنا على سماعها صباح مساء،فهل أن”فرحة حياة الجامعي”التونسي تكمن في حلّين اثنين لا ثالث لهما، *الهجرة بحثا عن العملة الصعبة تحقيقا للذات وضغطا على العجز المادي المتزايد بانخفاض قيمة الدينار وارتفاع أسعار المحروقات والحبوب وتكاليف الحياة التي تعترف بحقيقتها وزارة التعليم العالي باصرارها على اعتبار الجامعيين موظفين عاديين يقتربون يوما بعد يوم من خط الفقر ونحن في سنة الخمسينية(1958-2008) *الانصهار في الهياكل التجمعية والقبول غير المشروط بالطروحات الرسمية لكن نخشى عند ذلك أن تتفوق المهمة السياسية على المهمة العلمية فتتحول جامعتنا الفتية الى قاعة اجتماعية دائمة يكون هدفها الوحيد وضع أسس ثقافة الأمر الواقع بأقل التكاليف الممكنة للميزانية التونسية التي تكرم البناء الجامعي وتهمش الاطار البشري القائم على تنشيطه تضحية بمقولة الاستثمار في الذكاء،فاذا كان هذا مصير الأذكياء فكيف ياترى يكون مصير ……….؟؟؟؟
في أقسام الاستعجالي: معاناة مشتركة بين المرضى والأطباء
يحتل الطب الاستعجالي في تونس أهمية بالغة ضمن المنظومة الصحية التي بوأت بلادنا مكانة متميزة في محيطها المغاربي، والتي ما فتئت الدولة تطعمها بجملة من الاجراءات الهادفة إلى مزيد تطويرهذا القطاع الذي يساهم في انقاذ حالات خطيرة تتطلب تشخيص أولي سريع، و لذلك حظيت أقسام الطب الاستعجالي في بلادنا بعناية فائقة تجسمت في جملة من الانجازات، هذا بالإضافة إلى ما تم رصده من مشاريع للفترة القادمة و الهادفة إلى تأمين جودة الخدمة الصحية، مع العمل على تقريب خدمات الطب الاستعجالية من المواطن عبر احداث خارطة لهذا القطاع من شأنها الاستجابة للطلبات الصحية للمواطنيين على نحو يحقق العدالة والتوازن بين الجهات. وتعد أقسام الطب الاستعجالي بالبلاد التونسية 176 قسما موزعة على مختلف الأقاليم بالبلاد فبالشمال نجد 72 قسما ثم بالوسط 63 قسما أما الجنوب التونسي فيحتوي على 41 مركزا للطب الاستعجالي، و بالإضافة إلى ذلك توجد ببلادنا 5 أقسام للمساعدة الطبية الاستعجالية مركزة بكل من تونس وسوسة و صفاقس و قابس و قفصة، مختلف هذه الأقسام الاستعجالية يرتادها سنويا ما يقارب 3 ملايين و88 ألف مريض، و من المنتظر أن يتدعم هذا العدد الهام من المراكز الاستعجالية بأخرى سيتم احداثها في جهات مختلفة، أقسام الاستعجالي هذه في عمومها تتمتع بتجهيزات عصرية إضافة إلى إطار طبي و شبه طبي هام جند لتقديم الخدمة اللازمة للمواطن من أجل تأمين الظروف الملائمة للمحافظة على صحته. و نظرا لأهمية هذا القطاع و مكانته الحساسة ضمن النسيج الصحي و كثافة الطلب عليه بنسق لا ينقطع مما وضعه أمام جملة من التحديات، اخترنا أن نتناول هذا الموضوع من زوايا مختلفة حتى نقف عند جملة الصعوبات التي تواجه هذا القطاع من دون أن يعني ذلك التقليل أو الاستنقاص من الانجازات التي قامت بها الدولة لصالحه. الاستعجالي: متاعب بالجملة مختلف الانجازات التي تحققت لفائدة الطب الاستعجالي في بلادنا تعطي انطباعا بحتمية توفر الجودة في الخدمة مادامت الأرضية موجودة لكن المريض يصطدم بواقع آخر عند تردده على هذه المصالح فالعديد من المواطنيين تذمروا من الخدمات المقدمة في أقسام الاستعجالي منها غياب حسن القبول و المعاملة الحشنة و الجافة من قبل بعض الأفراد من الاطار الطبي و شبه الطبي إضافة إلى المحسوبية و الرشوة التي للأسف موجودة حتى في القطاعات الحساسة و التي من المفترض أن تكون فيها المعاملة الانسانية سيدة الموقف، إذ أكد لنا البعض أن من له معارف أو من يدفع بعض الدنانير يعامل في الاستعجالي كأنه في مصحة خاصة و من لا يملك لا هذا و لا ذاك يأخذ نصيبا كافيا من الاهمال وعدم الاهتمام مع البطء في تقديم الخدمة، وبالتالي الانتظار لساعات خاصة في المستشفيات الكبرى التي يكثر فيها الاكتظاظ مما يخلق أجواءا من التوتر بين جميع الأطراف، و قد انجر عن غياب الرعاية اللازمة لبعض المرضى بهذه الأقسام حدوث حالات وفاة عديدة كان من الممكن تفاديها خاصة ممن تعرضوا لحوادث مرور أو أزمات قلبية و غيرها، هذا إلى جانب غياب عنصر النظافة في بعض المراكز الاستعجالية مما يجعل من الاستعجالي في بعض الحالات مجرد استعجال للموت، يضاف إلى ذلك حدوث خلط و لبس في هوية بعض المصابين في حوادث المرور جراء حالة التكتم التي يصر عليها بعض الأطباء و ما يصاحبها من منع لدخول أقارب المرضى قصد الاطمئنان و التعرف على مرضاهم الموجودين بالعناية المركزة و قد فسر البعض هذه السلوكات بالتستر عما يعيشه المريض من اهمال داخل هذه الغرف، في حين نجد المستشفيات في كثير من البلاد الأروبية تسمح بزيارة الأقارب حتى في الحالات الخطيرة، بل أكثر من ذلك تسمح بمرافقة الزوج لزوجته أثناء عملية الولادة من أجل تقديم المساندة العاطفية و النفسية. تذمرات الاطار الطبي و شبه الطبي من جهة أخرى يشتكي الاطار الطبي و شبه الطبي من سلوكات المواطن في أقسام الطب الاستعجالي مبرءا نفسه بذلك من عديد التهم الموجهة إليه، و حسب ماجاء على لسان بعض الاطارات الذين تحدثنا إليهم فإن التجاوزات حاصلة من الجانبين ولكن اللوم الاكبر يقع على المواطن الذي يحتج حتى على ضرورة استكمال عملية التسجيل بالقسم رغم ما في ذلك من حماية له قبل كل شيء، مع الاصرار على تلقي العلاج بسرعة حتى على حساب حالات أخرى استعجالية، حيث اكد لنا العديد من العاملين في المستشفيات ان أكثر المترددين على أقسام الاستعجالي حالتهم ليست استعجالية، فحتى من يؤلمه رأسه يأتي للاستعجالي، هذا إلى جانب ما يمارسه المرافقون للمريض و أحيانا المريض نفسه من عنف لفظي و مادي خاصة ضد الاطار الشبه الطبي يصل أحيانا إلى الضرب و تكسير أجهزة القسم، مع عدم مراعاة الحالة النفسية للعاملين نتيجة الضغط المسلط عليهم في العمل الذي يتطلب منهم يقظة تامة خاصة في الفترة الليلية، ثم جراء الاكتظاظ الحاصل في بعض الأحيان مما يجعل من عملية الاهتمام بكل المرضى في نفس الوقت و بالسرعة المرجوة مسألة صعبة إن لم نقل مستحيلة. اذا ما نستخلصه من جملة التشكيات بين المريض و الاطار الطبي و شبه الطبي، أن أقسام الاستعجالي في بلادنا مازالت تطرح أمامها جملة من الاشكالات رغم العناية المتوفرة لهذا القطاع من طرف أجهزة الدولة، و لذا من الضروري ايجاد سبل ناجعة لمختلف النقائص المسببة لهذا التوتر بين المريض و الطبيب من ذلك تدعيم الامكانيات البشرية و التقنية بمختلف هذه الأقسام مع تحلي بعض العاملين بروح المسؤولية ازاء المهام التي وجدوا من أجلها و هي السهر على صحة و سلامة المرضى مع تكثيف الرقابة على العاملين بهذه الأقسام لضمان السرعة و النجاعة المطلوبتين في تقديم الخدمة الصحية و في العناية و الرعاية بالمريض، بالإضافة إلى كل ذلك فعلى جميع أطراف المعادلة الصحية من مرضى و إطار طبي و شبه طبي و إدارة تطوير الجانب التواصلي و العلائقي فيما بينهم بحيث يتحلى المرضى بقدر من التحمل و الصبر و روح الايثار و البعد عن الأنانية، فيما يحافظ الطرف الطبي على ما تفرضه أخلاقيات المهنة الطبية من معاملة إنسانية و تفاعل تطبعه صفات الرحمة و النبل. شادية السلطاني
(المصدر: صحيفة “الوحدة”، لسانحزب الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 582)
في منتدى الجاحظ: جدل حول الهوية بين البشير بن سلامة و مهدي مبروك
اشكالية الهوية مازالت موضع جدل في أوساط النخبة التونسية، فالقضية أبعد ما تكون عن الحسم و كل اجماع حولها هو ضرب من التوافق الظرفي الذي يقمع الأسئلة و يواري الحيرة و يستبعد الاختلاف إلى حين من الزمن، ثم ما تلبث المسألة بأن يعاد طرحها من جديد في ضوء المستجدات و الحوادث التي تبعث على اعادة النظر و تجديد الأجوبة لاسيما و أن سؤال الهوية بات في الوقت الراهن سؤالا عالميا بعدما فرضته تطورات العولمة من دفع قوي إلى تعميم منطق التماهي و التنميط و بالتالي تهديد الخصوصيات و محو الاختلافات و التمايزات بين الكيانات الثقافية والأنساق الحضارية، في هذا السياق اختضن منتدى الجاحظ ما يشبه المناظرة بين صاحب مقولة الأمة التونسية و منظرالأطروحة القطرية السيد البشير بن سلامة و بين الباحث التونسي في مجال علم الاجتماع السيد مهدي مبروك و قد عرف هذا الأخير بأطروحته النقدية لكتابات الأستاذ بن سلامة في موضع الهوية التونسية. لن نتوقف في هذا الحيز عند كل ما قيل في مداولات هذه الندوة الثرية بالمضامين التي قدمها الأستاذ بن سلامة أوبالتفاعلات التي أثارتها في الحاضرين نقاشا و تعقيبا، و لكن حسبنا أن نطلع القراء على أبرز القضايا والاستشكالات الواردة في الندوة والتي تبدو من وجهة نظرنا أقرب إلى مشاغل لحظتنا التاريخية الراهنة و أكثر إثارة للمسائل الموثوقة الاتصال بواقعنا الوطني والقومي والعالمي. لعل ما يجذب الاهتمام في محاضرة الأستاذ البشير بن سلامة في تتبعها التاريخي لفكرة الهوية الوطنية في أدبيات و مسارات النخبة التونسية لاسيما النخبة الماسكة بزمام الحزب الحر الدستوري في نسختيه القديمة منذ العشرينات و الجديدة منذ الثلاثينات من القرن المنصرم إلى ما بعد الاستقلال و توطيد أركان الدولة الحديثة، لعل ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو بقاء الأستاذ بن سلامة وفيا لأطروحته حول الهوية في حدودها الوطنية رغم مرور عقود طويلة وحصول تحولات عميقة و مستجدات نوعية في بلادنا و العالم، و هذا ما يؤكد و على خلاف ما يقوله منتقدوه أن دفاع الأستاذ بن سلامة عن الهوية التونسية في إطارهاالقطري ليس من باب التبرير الايديولوجي لخيار سياسي سلطوي فرضه التوجه البورقيبي بأدوات القمع الثقافي و الاملاء الفوقي، و إنما يتعلق الأمر بقناعة مبدئية راسخة و اختيار واع انخرطت فيه نخبة التحديث والعصرنة التي قادت ملحمة النضال ضد المستعمر و مرحلة بناء الدولة العصرية، و لم يكن الأستاذ بن سلامة سوى جزء من هذه النخبة التي تمتد بجذورها إلى الشيخ المستنير محمد النحلي و الزعيم الوطني و الاصلاحي عبد العزيز الثعالبي، لم تكن فكرة الشخصية التونسية في أصل منشئها فكرة انشقاقية، فلا هي ناتجة عن محطط سايكس بيكو الذي استهدف الشرق العربي أساسا و لا هي موجهة ضد ما يسمى الخلافة العثمانية التي لا تربطها بتونس منذ الدولة الحسينية سوى روابط رمزية، فهي على العكس من ذلك نشأت و تطورت و تبلورت في سياق التفاعل الضدي في مواجهة تحديين تحدي الاستعمار و محاولاته لتذويب الشخصية التونسية في مصهر الانتماء الهلامي لرسالة التمدين الفرنسي و تحدي التخلف الذي تحتضنه و تدافع عنه قوى محافظة توظف الدين لاجهاض كل مبادرات التحرك باتجاه المعاصرة و التقدم. في مرحلة بناء الدولة ارتبطت مسألة الهوية التونسية بمضمون تحديثي شمل الجانب الاجتماعي عبر القضاء على الانقسام القبلي و العشائري و تحرير المرأة و نشر التعلم المجاني، كما يتعلق التحديث بالجانب الديني، فالرئيس بورقيبة لم يطرد الاسلام من الحياة العامة، فقد تمايزعن التجربة الاتاتوركية في هذا المجال داعيا و متوسلا بالاجتهاد لكي لا يكون الاسلام عقبة دون التطور، هذا التمشي البورقيبي قد أرسى في نهاية المطاف هوية تونسية منفتحة على العصر و على الآخر من دون أن تقطع مع ماضيها التاريخي و مشتركها الجماعي من دين و تراث و عادات و تقاليد. ذلك هو أبرز ما أفصحت عنه مداخلة الأستاذ بشير بن سلامة و التي عقب عليها الدكتور مهدي مبروك مبتعدا عن أسلوب السجال و الدحض لاعتبارين على الأقل: يتمثل الاعتبار الأول في زوال أسباب الصراع الايديولوجي ضد الأطروحة القطرية بعد رسوخها في المتحقق التاريخي و المتخيل الجماعي فلم يعد بالامكان مواجهتها بنفس العدة الفكرية و الايديولوجية التي تكرر استعمالها الجاهز و المتخشب في الأدبيات القومية، أما الاعتبار الثاني فلأن مستجدات المعرفة و التاريخ قد أملت على الدكتور مهدي مبروك تجديد الرؤية و تحويل المنظور في معالجة مسألة الهوية برمتها بقطع النظر عن اتصالها بالمثال التونسي أو بغيرها من الهويات. في تعقيب الدكتور مبروك اشارات ممتعة و مثيرة و لكناه خطيرة في ذات الوقت، و هاهنا بعض التفاصيل: أما الجانب الممتع و المثير فيتمثل في المراوغة التي قام بها الدكتور مبروك حين نأى بنفسه عن الاصطدام المباشر مع أطروحة الأستاذ بن سلامة، فلم يناظره على الأرضية نفسها أي أرضية التصور الحديث لمقومات الهوية التونسية و خصائصها و علاقاتها بدوائر الانتماء المختلفة أو المؤتلفة، بل اختيار الانزياح جملة و تفصيلا عن المقاربات المألوفة لمسألة الهوية، باتجاه معالجة تفكيكية لا يخفي صدورها عن رؤية ما بعد حداثية، فالدكتور مهدي مبروك قوض في مداخلته مفهوم الهوية ذاته فهو في تقديره لا يحيل على واقع موضوعي يمكن السيطرة عليه و ضبط مكوناته بدقة بانية للاجماع و التوافق، فالهوية حكاية متخيلة توظب مواد بناءها وفقا لاستراتجيات سياسية لا تتورع عن فعل الاكراه و الابتزاز وعن منطق التبادل و التنازل في سياق التمثيل لهذه الرؤية، أبرز الدكتور مبروك بعض معالم الاستراتيجية الهووية التي سلكها الحزب الحاكم في تونس منذ قيام دولة الاستقلال، من تلك المعالم ما دأبت عليه النخبة البورقيبية من تركيز و تعميق لعناصر التمايز في القطر التونسي مقارنة ببقية الأقطار العربية، بالإضافة إلى المساعي الدائمة لتعبئة الأفراد من أجل بناء الوحدة الوطنية غبر تشكيل ثقافة انتماء سياسي مشترك يساعد على حسم الخلافات الداخلية و مع الخارج، هذا مع التأكيد أن النخبة الحاكمة لم تبتكر مواد جديدة لبناء الهوية بقدرما وظفت عناصرها الموجودة في اطار استراتيجيا هوويته لها أهدفها و رهاناتها. من دون شك، لهذه المعالجة التفكيكية لمسألة الهوية وجه ايجابي، فهي تغذي الوعي النقدي تجاه جميع التلاعبات الايديولوجية والاستثمارات السياسية التي كيفت مفهوم الهوية، كما أنها تدفع العقل إلى عدم الارتكان و التسليم بأي مقاربة سكونية تسعى لتثبيت مفهوم الهوية و حصر طاقم مكوناتها خارج سياقها الاجتماعي و الثقافي و التاريخي المتبدل على الدوام. على الرغم من ايجابية هذا الفهم النسبي والسياقي لمسألة الهوية فإن استتباعاته الخطيرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد آلت الهوية في منظور الدكتور المهدي مبروك إلى مجرد خيال و ربما طيف من الوهم، حبكة قصصية يسردها علينا السلطان و يصدقها المجتمع فيرويها الآباء للأبناء فتمسي حقيقة تاريخية بعد أن كانت محض اختراع. في الحقيقة هذا الفهم يحتاج إلى قدر من التنسيب، لكي يحافظ على نجاعته و فائدته في النظر إلى الهوية و التعامل معها بعقل منفتح و بعيد عن التعصب و الدوغمائية، أما اذا أطلقنا العنان للتناول التفكيكي و للرؤية النسبوية و المنظور السياقي أوشكنا على تحطيم مفهوم الهوية و لن يبقى في اليد سوى السراب. نعم ليس هناك ثوابت مطلقة تتحدد بها الهوية و لكن هناك نواتات صلبة أو مواد أولية لا يمكن انكارها في صناعة الهوية، فالجغرافيا التونسية و اللغة العربية و المعتقد الاسلامي…كلها مواد أساسية وعناصر ناظمة للشخصية الوطنية و الكيانية الجماعية التي لا تخفى على الآخرين بصماتها المنفرده و لحنها المميز و طابعها المختلف، بهذا المعنى للهوية مرتكزاتها الموضوعية و كل تجريد لها في الذهن و ترتيب لعناصرها في السياقات المختلفة لا يعصف بوجودها أو يدمر حقيقتها وإنما يضاعف من قدرتها على التشكل الدائم والتخلق المتجدد اذا كانت الرؤية الناظمة لها على قدر من الانفتاح والحيوية و الايمان بالتقدم، أو يقلص من فرص و ممكنات اعادة تشكيلها على نحو ملائم لمقتضيات التطوروالنماء اذا كانت الرؤية المترجمة عن مضمونها نازعة نحو العودة بها إلى الوراء مستنسخة عن الماضي المتوهم في مواجهة متغيرات الحاضر المرفوض و المستقبل الداهم. سليم الزواوي
(المصدر: صحيفة “الوحدة”، لسانحزب الوحدة الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 582)