الثلاثاء، 31 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2353 du 31.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


 عبد الحميد الصغير: اليوم التاسع عشر للإضراب عن الطعام موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: زيارة للطالب الإسلامي عبدالحميد الصغيّر المضرب عن الطعام منذ 16 يومًا موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: اطلاق سراح السيّد خالد بوجمعة ليبيا العدالة: الشبكات السياسية الفرنسية وتسليح ليبيا والعائلات التونسية والطرابلسية النائبة الأردنية حياة المسيمي تهيب بالمنظمات الأهلية المعنية بالشأن الحقوقي والمنافحة عن حرية المرأة الوقوف في وجه الحملة التي بدأتها السلطات التونسية ضد الحجاب الحوار نت: في حوار خاص مع رئيس الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس علي بوراوي: الحملة على الحجاب في تونس امتداد لمصادرة حرية التعبير سمير عبيد: الحجاب يثير ضجة في تونس: الأبعاد والغايات والأمنيات! حافظ بن عثمان: بين الحجاب و فوكوياما خيط؟؟؟؟ نائلة غربال: حوار حول قناة “الحوار” توفيق رباحي: تونس و الجزيرة.. مَن يخنق مَن؟ حسن عرجونة: عن لقاء السيد زعتور بوزير التعليم العالي عبدالحميد العدّاسي:إلى ألأخ الأزهر عبعاب محمد العروسي الهاني : رسالة المفتوحة للتاريخ لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحوّل إسلام أون لاين: العدالة والتنمية المغربي: الحكم سبيلنا للإصلاح نص مقابلة رويترز مع رابح كبير بشأن الوضع السياسي والامني في الجزائر رويترز: قيادي اسلامي يعرض غصن زيتون على الجيش الجزائري الجزيرة.نت : تصورات المفكر شريعتي لا تزال تفسر تحدي إيران للغرب 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


بسم الله وحده

بــــــلاغ
 
تونس، 31 أكتوبر 2006

اليوم التاسع عشر للإضراب عن الطعام

 
يدخل إضرابي عن الطعام  أنا الطالب بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير يومه التاسع  عشر وكلي عزم على المضي قدما حتى تحقيق مطالبي بالرغم من التدهور الذي بدأت تشهده صحتي. ويأتي هذا الإضراب احتجاجا على محاكمة الاستعجالية بسبب دفاعي عن زميلات المحجبات التي وقع منعهن من الدخول إلى كلية العلوم بتونس يوم 11اكتوبر الجاري وللمطالبة بتسليمي جواز السفر الذي تقدمت طلبا في الحصول عليه منذ 27 افريل 2006. و قد زارني بالأمس السيد رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف صحبة طبيبة على اثر تدهور خطير الذي شهدته صحتي و قد قامت الطبيبة بفحصي و أكدت لي على ضرورة أن اهتم بصحتي وطالبتني بالتفكير بتعليق الإضراب لأن حياتي أصبحت مهددة .
وإذ احيي كل الذين اتصلوا بي وعبروا لي عن مساندتهم – أعلن عن تمسكي بحقي في محاكمة عادلة – أؤكد على أن مطلبي الرئيسي بالإضراب هو الحصول على جواز السفر  – أدعو السلطة إلى مراجعة موقفها خاصة أن صحتي أصبحت مهددة – أناشد كل القوى السياسية وقوى مجتمع المدني إلى الوقوف إلى جانبي   
والسلام عبد الحميد الصغير
للتعبير عن تضامنكم: مكان الإضراب: نهج سيدي سفيان وسط العاصمة , عمارة عدد: 25 الطابق الثالث شقة عدد 8 absghaier@yahoo.fr
الهاتف: 0021697080718 عند انقطاع الخط…. الرجاء إعادة الاتصال


زيارة للطالب الإسلامي عبدالحميد الصغيّر المضرب عن الطعام منذ 16 يومًا

 
أدّى السيّدان محمّد القوماني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدّمي والد مالك كفيف عضو الهيئة الوطنيّة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان زيارة تضامن الى مقرّ اضراب المناضل الطلابّي عبد الحميد الصغيّر المُرسّم بالمرحلة الثالثة رياضيّات بكليّة العلوم بتونس.
وقد أكدّ المناضل الطلاّبي ذي التوجّهات الإسلاميّة انّه مقرّ العزم على مواصلة اضرابه رغم تدهور حالته الصحيّة بعد مرور 16 يومًا على انطلافه حتّى تحقيق مطلبه المتمثّل في استعادة جواز سفره الذي ترفض السلطات تسليمه ايّاه بعد مرور اشهر على تقديمه مطلب لتجديده.
ومن جهتهما عبّر الزائران عن التضامن المطلق للهيئتين التين يمثّلانهما لهذا المطلب الشرعي والأساسي وعن استنكارهما لهذه الممارسات المتخلّفة التّي لازال نظام الحكم في تونس يمارسها ضدّ كلّ من يخالفه الرأي ولا يدين له بالولاء.
 
مراسلة خاصة بالموقع
 
(المصدر: القسم العربي بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 30 أكتوبر 2006)


اطلاق سراح السيّد خالد بوجمعة

 
تمّ البارحة اطلاق سراح السيّد خالد بوجمعة المناضل الحقوقي البارز وعضو جامعة الحزب الديمقراطي التقدّمي ببنزرت ، وذلك بعد ان استجاب القضاء لمطلب المحامين اطلاق سراحه وتأجيل البتّ في القضيّة المرفوعة ضدّه للإطلاّع على الملّف.
ويُذكَر انّ السيّد خالد بوجمعة يتعرّض الى قضيّة ملفّقة اتّهم خلالها بشراء وبيع بضائع مسروقة ، وهو الأمر الذي استغربه كلّ من يعرفه ويعرف مدى نظافة يده ودماثة أخلاقه، كما انّ الجلسة الأولى شهدت تراجع الشاهدين المفترضيتن عن أقوالهما حيث أبلغا القاضي انّهما تعرّضا للإبتزاز والتهديد من قبل عناصر أمنيّة طلبت منهما الشعهادة ضدّ السيّد خالد بوجمعة.
هذا وقد أُجّلت قضيّته الى يوم 14 نوفمبر المقبل.
 
مراسلة خاصة بالموقع
 
 (المصدر: القسم العربي بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 30 أكتوبر 2006)

 

الشبكات السياسية الفرنسية وتسليح ليبيا والعائلات التونسية والطرابلسية

عرض وترجمة د. عبدالله حامد الأوجلي   هذه المرة كانت وزيرة الدفاع هي السبّاقة. السيدة ميشيل أليو ماري أعلنت يوم 21 أكتوبر بأن ليبيا مهتمة بشراء طائرات “رافال” الحربية وهيليكوبتر “النمر”… وكما تمت الإشارة إليه سابقا في شهر يوليو الماضي.   الملف الخاص ببيع الهليكوبتر هو الآن قيد الدرس من قبل اللجنة الوزارية الخاصة بدراسة تصدير معدات الحرب… بدعم من شبكة “مام” الأخرى المهتمة، وزيرة الدفاع تتابع باهتمام شديد موضوع الصفقة خصوصا أن كل هذه الملفات تهم أيضا رفيقها (أو عشيق الوزيرة المقيم) السيد باتريك أولييه وهو بمحض الصدفة رئيس مجموعة الصداقة الليبية الفرنسية بمجلس الأمة الفرنسي… والسيد أولييه له علاقات جيدة جدا في خيمة “القائد” وهو في هذه الأيام سلعة مطلوبة من قبل الشركات الكبرى الراغبة في إقامة أعمال مع ليبيا.   من جهة أخرى العقد الأخير الخاص بشراء عشرين طائرة أيرباص (قيمة 1.9 مليار دولار) تم التوقيع عليه عن الطرف الليبي من قبل السيد بشير صالح الذي يشغل منصب مدير مكتب العقيد القذافي (قلم القائد). ولقد جرى الاحتفال بالتوقيع وسط تطاير فقاعات نبيذ الشمبانيا في قصر الرئاسة الإليزيه نفسه بحضور السيد الرئيس شيراك…   وكان من ضمن الحضور السيد موريس جوردو مونتانيي المستشار الدبلوماسي لسيادة الرئيس الفرنسي ووسيط الصفقة السيد أليكساندر دجوري، وهو في نفس الوقت أحد المساهمين الكبار في شركة “فيوليا” ومعهم السيد جان بول جوت من المجموعة الصناعية الكبرى المصنعة للطائرات…   السيد شيراك يتلقى المعلومات في حينه من قبل بيرنارد نورلان رئيس مجلس إدارة شركة سوفيما، وهو من المقربين للرئيس…   ونظرا لوفرة المعلومات عند سيادة الرئيس ولمتابعته المستمرة لهذه العقود التي أخذت في الازدياد فهو عازم بدون شك على استقبال “القائد” بقصر الإليزيه قبل أن يغادر هو بدوره هذا القصر عند انتهاء مدته في أبريل 2007.   من جهة أخرى السيد نيكولا ساركوزي وزير الداخلية والمرشح المحتمل للرئاسة، والذي كانت أسهمه صاعدة بخصوص بعض الملفات الخاصة في طرابلس خصوصا في شهر أكتوبر 2005 ومعه ذراعه ـ أو “رجله” ـ اليمنى السيد زياد تقي الدين، يبدو الآن وكأن الأمور راحت عليه وبالتالي غض الطرف عن طرابلس.   أما في دائرة بلاط القذافي، فالمفاوضون الرسميون الآن هما ابناؤه سيف الإسلام والساعدي، ومعروف ان السيد الساعدي هو الان قائد القوات الخاصة… يضاف إليهم طبعا مدير مكتب “القائد” بشير صالح ثم ابن عم القائد أحمد قذاف الدم… وهؤلاء الأربعة يعاملون الآن في باريس معاملة الملوك من قبل “أصدقاء ليبيا العظام”…   أما عن العلاقات الليبية التونسية فهي في تحسن وازدهار من يوم لآخر..   الشركة التونسية للشوكلاطه وهي إحدى شركات “مبروك” سوف تفتح بعد طرابلس فرعا جديدا لها في بنغازي لتغطية أسواق شرق ليبيا…   مجموعة شركات “مبروك” مجموعة ضخمة تتميز بعلاقات وثيقة مع القصر الجمهوري التونسي. فالسيد مبروك هو عديل الرئيس بن علي ويملك المجموعة بالاشتراك مع اخوته علي واسماعيل ومروان. ومروان زوج بنت الرايس كذلك… وكانت المجموعة قد التهمت مجمعات أسواق توتا بعد أن تخلى عنها السيد سعيد نجم ثم تلقفوا الأسواق الكبرى (لو باساج) من مجموعة بولينا، إلى جانب ممتلكاتهم الأخرى في قطاع المحلات التجارية الكبري مثل المخازن الكبرى (غراند مغازان) وهي مناصفة مع شركة يوليس التي تعود لتوفيق الشايبي…   المعروف أن هذه الأيام تشهد دخول صهر آخر للرئيس التونسي على الخط ألا وهو السيد بالحسن طرابلسي حيث أخذ يتدخل كثيرا في المدة الأخيرة للسيطرة هو الآخر في مسالة خصخصة الأسواق العامة التونسية… والسيد طرابلسي يملك شركة طيران “كارتاجو” وهي تهدف لتملك شركة يوليس… وهناك أيضا مشكلة السيد توفيق الشايبي وهو خال السيد سليم شيبوب وهو الاخر زوج بنت الرئيس التونسي ويتحكم في غالبية أسهم شركة المحلات العامة ماغازان جنرال وبون بري…   المهم في الأمر أن عائلة طرابلسي أخذت في بناء موقع ممتاز على صعيد المال والعلاقات الرئاسية ولها كذلك علاقات تجارية واسعة مع الخويلدي الحميدي (ربما بسبب أصول عائلة الخويلدي التونسية) وهو الأن المسؤول الأمنى الكبير في ليبيا… أما الطفل “الشرير” في عائلة طرابلسي حسب قول التوانسة فهو “عماد طرابلسي”.   وطرابلسي هي عائلة السيدة التونسية الأولى ليلى بن علي… قام عماد في المدة الأخيرة بتأسيس شركتين من النوع الكبير مرة واحدة في القطاع الزراعي بالتعاون مع عائلة الخويلدي والأخرى مختصة في توزيع الخمور والمواد الغذائية ويقال أن له شريكا ليبيّا لم نعرفه… وحتى السنوات الأخيرة كان نشاط عماد طرابلس محصورا في السمسرة العقارية ومواد البناء وترتيب الحفلات الخاصة…   سبحان مغير الأحوال…   (المصدر: موقع ليبيا العدالة بتاريخ 31 أكتوبر 2006) الرابط: www.justice4libya.com


جريدة “الحدث” تصف من يلبسن الحجاب بالعاهـرات والمُومـسـات وتعتدي على حُـرمـة رئيس الدولة

 

(المصدر: موقع “الحجاب” بتاريخ 30 أكتوبر 2006) الرابط: http://al7ijeb.ifrance.com/


النائبة الأردنية حياة المسيمي تهيب بالمنظمات الأهلية المعنية بالشأن الحقوقي والمنافحة عن حرية المرأة الوقوف في وجه الحملة التي بدأتها السلطات التونسية ضد الحجاب

أهابت النائب حياة المسيمي بالمنظمات الاهلية المعنية بالشأن الحقوقي والمنافحة عن حرية المرأة الوقوف في وجه الحملة التي بدأتها السلطات التونسية ضد النساء المحجَّبات اللاتي يرتدِيْنَ الزِّيَّ الإسلاميَّ. وقالت في تصريح لها اليوم انه امام “الاصرار الظالم” الذي تبديه الحكومة التونسية في “انتزاع الحق الشرعي والانساني” للمرأة التونسية،فان “جميع المدافعين عن الحرية مطالبين بالضغط على الحكومة التونسية لثنيها عن موقفها هذا”. وطالبت منظمة المؤتمر الإسلامي بالضغط على الحكومة التونسية (العضو في المنظمة)للتخلي عن حملتها المنتهكة لابسط الحقوق التي يتفق عليها البشر. وحذرت النائب المسيمي من مآلات هذه الحملة التي قالت انها “ستؤدي الى عنف وعنف مضاد وهو ما لا نريده لاي بلد عربي او مسلم”. وردت على التقولات التي تدعي ان الحجاب الاسلامي ليس واجاباً بالقول ان “اجماع فقهاء الامة يؤكد على ان الحجاب هو اللباس الشرعي للمرأة وان مخالفته مخالفة للشرع”،مشيرة الى ان “اي اجتهادات مغايرة لا تسمح لأصحابها بحرمان الناس من حريتهم الإنسانية وحقهم في الاختيار”. وافادت النائب المسيمي ان القطاع النسائي في الحزب بصدد ارسال رسالة للسفير التونسي في عمان تطالب بتراجع الحكومة التونسية عن حملتها. وكانت الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس قد اصدرت بيانًا حول قضية الحجاب قالت فيه: “تتعرَّض المرأة التونسية منذ أسابيع طويلة إلى جولة جديدة قاسية من جولات العدوان على حقِّها الشرعي وحريتها الشخصية في لباسها الإسلامي”، مؤكدةً أنَّ هذه الهجمة تَجيء ضمن سياق عام لسياسات النظام السياسي الحاكم في تونس ضد الحريات العامة. وعدَّد البيان ممارسات الحكومة التونسية في هذا الصدد، واستنكر عليها هجمتَها على كل ما يمتُّ لهوية المجتمع التونسي العربي الإسلامي بصلة؛ مما يُكَرِّس قيم التغريب والتبعية في تونس. وأضاف البيان: “السلطة هي أسرع من يتنكَّر للباس التقليدي التونسي للنساء والرجال، سواءً بسواء؛ بسبب تنكرها لعادات الناس وتقاليدهم وثقافتهم ودينهم، وذلك من خلال تشجيعها على كل مظاهر التغريب والتبعية في الأنماط المعيشية والمسالك الحياتية للناس تفرضها مكرًا بالليل والنهار، ولم تدَّخر تلك السلطة جهدًا في الحرب ضد كل ما يشدُّ التونسيين إلى هويَّتهم بذريعة مقاومة التخلُّف والانحطاط واللحاق بركب الأمم المتقدمة”. كما أصدرت لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بيانًا مماثلاً انتقدت فيه ممارسات الحكومة التونسية ضد الحجاب، والتي بدأت تتفاعل بعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة والتي تزامنت مع شهر رمضان المُعظَّم؛ حيث شنَّت السلطاتُ التونسية حملةً واسعةً ضد المحجبات طالت المعاهد الثانوية والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة في أغلب المدن التونسية. وكان أخطر ما ذكره بيان اللجنة هو الاعتداءات التي قامت بها السلطاتُ التونسيةُ ضد المحجبات لحملهن على خلع الزي الإسلامي، وقال البيان: “صاحبت هذه الحملة اعتداءات بالضرب على المحجَّبات، وإرغامهنَّ بالقوة على الإمضاء على تعهُّدات تنصُّ على نزع الحجاب وعدم العودة إليه، الأمر الذي يُمثِّل لونًا من ألوان العقاب الجماعي على شريحة كبيرة من المجتمع التونسي، ويتناقض مع كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والمبادئ الإنسانية، بما في ذلك الدستور التونسي نفسه الذي ينص بدوره على احترام الحريات الشخصية للأفراد”. وقالت اللجنة إنَّ ذلك يُعتبر جزءًا من الممارسات القمعية والأمنية للنظام الحاكم في تونس، وهو الأسلوب الذي بات يطبع السياسات العامة للدولة التونسية.   (المصدر: موقع جبهة العمل الإسلامي في الأردن بتاريخ 30 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.jabha.net/body0.asp?field=beanat2003&id=1

50 شركة نفطية تونسية وأجنبية تستثمر 200 مليون دولار سنويا في قطاع النفط بتونس

 تونس – 31 – 10 (كونا) — أكد مسؤول تونسي هنا اليوم أن نحو 50 شركة أجنبية ومحلية تستثمر في مشروعات التنقيب والإنتاج للنفط في تونس باستثمارات إجمالية تقدر ب200 مليون دولار سنويا. وقال وكيل الدولة بالوزارة المكلف بالطاقة المتجددة والصناعات الغذائية رضا بن مصباح ان الشركات تعمل في 41 رخصة استكشاف وتنقيب وإنتاج تغطي مساحة قدرها 140 الف كيلومتر مربع تمثل نحو 70 في المئة من كامل المناطق البرية والبحرية التونسية التي يحتمل أن تحتوي على منابع للطاقة الأولية. وعزا مصباح في الندوة العاشرة للاستكشاف والتنقيب وانتاج النفط استقطاب هذه الاستثمارات الهامة لاسيما من الخارج في هذا القطاع الاستراتيجي الى ما تتمتع به تونس من مناخ آمن واستقرار وسمعة طيبة. وأضاف في هذه الندوة التي تنظمها الموءسسة التونسية للأنشطة البترولية بحضور نحو 500 مشارك من شركات نفطية تونسية ودولية ونخبة من الباحثين الدوليين أن الجهود الاستثمارية لاستكشاف النفط أدت في السنوات الأخيرة الى دخول تسعة آبار جديدة طور الانتاج وحفر 42 بئرا تطويريا واستكشافيا اضافيا. وتوقع أن يمثل الغاز الطبيعي 50 في المئة من الطلب الداخلي على الطاقة في تونس خلال السنوات الخمس المقبلة وذلك في سياق عرضه للمحاور الأساسية للخطة الوطنية التونسية للنهوض بقطاع الطاقة في آفاق سنة 2030 والتي تتمثل في تطوير موارد الطاقة والتحكم في استهلاكها وتنمية الطاقات الجديدة والمتجددة لتقليص الاعتماد على النفط والغاز. وتهدف الندوة التي تستمر أعمالها حتى يوم الجمعة المقبل إلى النهوض بقطاع النفط في تونس والترويج له لجلب الشركات البترولية للاستثمار فيه إضافة إلى تقييم الوضع الحالي وتحليل الآفاق المستقبلية لأنشطة الاستكشاف والتنقيب والانتاج خلال السنوات المقبلة. وتمثل هذه التظاهرة فرصة لتبادل الخبرات بين المختصين في قطاع النفط والغاز والاطلاع على التكنولوجيا والتقنيات الجديدة التي تم استخدامها في مجال الاستكشاف والتنقيب والانتاج على الساحة العالمية بشكل عام وفي تونس وشمال افريقيا بشكل خاص. ويتضمن برنامج الندوة رحلتين ميدانيتين للمشاركين تهدف الاولى الى التعرف على مكامن النفط ب(كريتاسي السفلي) بتونس الوسطى فيما تهدف الثانية الى التعرف على المنطقة الجيولوجية بالشمال التونسي ذات التراكيب المعقدة والتي يطلق عليها جيولوجيا (منطقة الزحف التكتوني).   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونـا بتاريخ 31 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=917143  


الحوار نت www.alhiwar.net  

في حوار خاص مع رئيس الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس

نظرا لتواصل الحملة الأمنية التي تشنها السلطة التونسية  على ما أسمته “اللباس الطائفي الدخيل” وردود الأفعال الكثيرة على الساحة العالمية والساحة التونسية وصدور بيانات عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في  تونس أو عن رئيسها الأستاذ محمد الهادي الزمزمي مؤكدين على أن السلطة تحارب الإسلام ورموزه، توجه الحوار نت لمحاورته حول قضية الساعة وإستفساره عن بعض القضايا التي تشغل الرأي العام الوطني خصوصا والإسلامي عموما. فكان الحوار التالي:

الحوار نت

: أستاذ الزمزمي، هل لك بوصفك مسؤولا عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس أن تعرّف السادة القراء بنفسك؟

الأستاذ الزمزمي

: : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الصادق الأمين، إسمي محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي من مواليد 1951 بحامة قابس. نشأت في أسرة متديّنة حيث كان أبي إماما ومؤدبا بمسجد سيدي عطية بالحامة، وقد حفظت عليه كتاب الله كما تخرّج على يديه أجيال من حفظة القرآن الكريم على مدى ستين سنة، عليه رحمة الله.

أمضيت مرحلة الدراسة الإبتدائية بالحامّة ثم الثانوية بقابس وبعدها التحقت بكلية الحقوق بتونس العاصمة حيث درست القانون. وبعد التخرّج من كليّة الحقوق سنة 1976 التحقت للدراسة بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين بقسم الشريعة حيث تخرجت منها سنة 1981. وفي سنة 1981 التحقت للعمل محاميا في قطاع المحاماة.

الحوار. نت

: تناقلت وسائل الإعلام هذه الأيام بيانات صادرة عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس التي تتولّى أنت رئاستها. وقد أثارت هذه البيانات ردود أفعال كثيرة ومتباينة. فهل لك أن تحدثنا عن هذه الهيئة ودواعي إنشائها؟

وهل أنت كلّ الهيئة بحيث اتخذتها مجرّد واجهة وهمية تعبر من خلالها عن آرائك وقناعاتك, أم هي بالفعل هيئة عالمية تضم أعضاء من بلدان متعدّدة؟

الأستاذ الزمزمي:

إنّ إنشاء هذه الهيئة جاء ردّا طبيعيّا على الحرب الضروس المعلنة من قِبل حكّام تونس وأذنابهم وأعوانهم على الإسلام في شرعه وشريعته وشعائره ومظاهره. وهو وضع يوجب على كلّ مسلم فعل أي شيء نصرة لدينه وتبرئة لذمّته أمام الله تعالى. الأمر الذي دعانا نحن بعض الغيورين من التونسيين لإنشاء هذه الهيئة وفتح باب العضوية فيها لكلّ غيور راغب في الانضمام إليها شريطة أن يتفق مع أهدافها ومقاصدها. فإذن لستُ أنا الهيئة ولا هي مجرّد واجهة وهمية! أعبر من خلالها عن آرائي أو قتاعاتي. إنها بحقّ هيئة شرعية ليس لها انتماءات تنظيمية ولا دوافع أو مقاصد سياسية محضة غير نصرة الإسلام والذّود عن حياضه. إنها هيئة مستقلّة تضمّ حاليا عددا لا بأس به من الأعضاء من الرجال والنساء من بلدان مختلفة والأمر فيها شورى بيننا.

والحقّ أن بدء التفكير في تأسيس هذه الهيئة يرجع إلى سنة 1996 حيث جرى عرضها في خاتمة كتاب ” تونس..الإسلام الجريح ” ولكن حالت دون ذلك حوائل. غير أن تعاظم الخطب واشتداد الكرب واستعار الحرب على الإسلام في هذه الآونة بتدنيس أعوان الحكومة المصحف الشريف في السجون التونسية وإشعالهم نار فتنة على اللباس الشرعي؛ كل ذلك دفعنا إلى التنادي لإنشاء هذه الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس.

الحوار نت:

كثر الحديث هذه الأيام في مختلف وسائل الإعلام عن حملة تتعرض لها النساء والفتيات التونسيات المحجبات لمنعهنّ من ارتداء الحجاب فما طبيعة هذه الحملة؟

الأستاذ الزمزمي:

نعم تتعرّض المحجبات من نساء تونس وبناتها في هذه الأيام لفتنة في الدين والعرض! وهي فعلا فتنة قاسية مريرة يؤججّ نارها حكّام عهد السابع من نوفمبر عليهنّ، لحملهنّ قهرا على التكشف! وهتك الستر! والتبرّج! تطبيقا لما يسمّى المنشور108 الذي يَصِمُ اللباس النسائي الشرعي بأنه ” زيّ يكاد يكتسي صبغة اللّباس الطائفي المنافي لروح العصر وسنّة التطور السليم. وإنه يرمز إلى ضرب من الشذوذ والإنتساب إلى مذهب متطرّف هدّام…”[1]. كما يراه حكّام تونس كذلك ” لباسا دخيلا ونشازا وغير لائق “! بالمرأة التونسية”! وكأنما اللائق بها هو العري! وهتك الستر! والتبرّج!

فمتى كان العري وهتك الستر والتبرّج ممّا يوافق روح العصر والتطور السليم؟!

الحوارنت:

إذا كان الأمر كما تصفون حربا على الإسلام وفتنة في الدين والعرض فلماذا يصمت شعبكم ولا يتحرك لمواجهة هذه الفتنة؟

الأستاذ الزمزمي

: منذ عشرية ثمانيات العهد البورقيبي وعلى مدى عشرين عاما من بدء عهد السابع من نوفمبر 1987 حتى اليوم والحرب على الإسلام وشعائره ومظاهره – وخصوصا اللباس الشرعي – مشبوبة الأوار، ونساء تونس وبناتها المحجبات يكتوين بهذه النّار! وهنّ صامدات مستعصمات صابرات! ما لهنّ من سند ولا عضد غير الله سبحانه.

وظلّ المجتمع التونسي في عمومه صامتا على مضض طوال هذه الحقبة، يراقب الوضع دون أن يبدي حراكا – عدا بعض المواقف والبيانات الصادرة من هنا وهناك، تستنكر هذا العدوان الحكومي على الحرية الشخصية – وما كان ذلك الصّمت العامّ أمارة رضى من أهالي تونس بهذا الظّلم المسلّط على دينهم، وذاك الضّيم الواقع على أعراضهم. ولكنّهم تصبّروا واصطبروا! مؤمّلين أن يثوب حكّام تونس يوما إلى رشدهم، ويرجعوا عن غيّهم، ويتوبوا إلى ربّهم، فيقلعوا عن هذا العدوان، احتراما لحقوق الإنسان الطبيعية، ووفاء بتعهّدات الدّولة الدّستورية من  ضمان لحُرمة الفرد وكرامته الإنسانية؛ إن لم يكن إذعانا للأحكام الشرعيّة القطعيّة؛ بما يحفظ المجتمع التونسيّ من إشعال نار فتنة، غير مأمونة العواقب.

الحوارنت: ما هي تجليّات الحملة على مظاهر التدين التي تتحدثون عنها؟

الأستاذ الزمزمي

: الحقّ إنها ليست مجرّد حملة؛ بل هي فتنة ظلماء وحرب شعواء! إذ بعكس ما كان يؤمّله المؤمّلون في بدء هذه السّنّة الدّراسية من تخلّي حكّام تونس عن غطرستهم؛ فقد زاد هؤلاء الحكّام في البغي والطّغيان، ولجّوا في الظلم والعدوان؛ فلم يرعوا حتى حرمة شهر رمضان المعظم! فأعلنوها حربا شعواء لا هوادة فيها على اللباس الشرعي، حشدوا لها كلّ ما بجعبتهم من أسلحة الدّمار الشامل! بغية اجتثاث كلّ مظهر إسلامي! حتى ولو تبدّى ذلك في الجمادات كالدّمى والصّور والمجسّمات! مثلما جرى من مهزلة الملاحقات المحمومة والمطارادات المجنونة للدّمية (فُلّة)!

فتلك تصريحات أعضاء حزب التجمع والحكومة ومقالات سدنتهم شاهدة بإشهارهم الحرب على اللباس الشرعي, إذ بلغ بهم الحقد على الإسلام لحدّ الحكم على اللباس الشرعي بأنه ” دخيل على الاسلام وزي المومسات والعاهرات والوثنيين والعبيد داعين التونسيات للتخلي عنه لأنه مصدر لـ ” الاوساخ والامراض “!!

فهذا مدير معهد المنجي سليم بالكاف المدعوّ (على لبريكي) لم يتورّع عن الهجوم على طالبة محجّبة بمقصّ مزق به جزءا من لباسها الطويل (جيب: التنورة) في ساحة المعهد على مشهد من التلاميذ؛ ولما تبيّن له أن الطالبة ترتدي سراويل تحت ثوبها الممزق، أدخلها عنوة إلى مكتبه وأمر سكريتيرته أن تنزع لها هذه السراويل! وقال للطالبة متبجحا: ” أريدك أن تأتي إلى المعهد وصرتك عارية “.

كما يلاحق أعوان البوليس المحجبات أثناء رجوعهنّ من صلاة التراويح إلى بيوتهنّ لمعرفة مقر سكناهن وفي اليوم التالي يقومون بجلبهن إلى مراكز البوليس لإمضاء التزام بعدم لبس الحجاب في المستقبل. كما قام أعوان البوليس بجرّ النساء والفتيات من شعورهن في الطريق العام. فإذا لم تكن هذه الوقائع مظهرا من مظاهر الحرب على الإسلام وأهله فماذا يمكن أن تكون؟!

الحوارنت

: ما موقف العلماء والمؤسسات الدينية في تونس من هذه الحملة؟

الأستاذ الزمزمي

: لقد اشتدّت على هؤلاء المحجبات البليّة، وعظمت عليهنّ في الدّين الرزيّة! بإشعال حكّام تونس نيران هذه الحرب الضّروس على اللباس الشرعيّ!

غير إن ما يحزن النّفوس ويُكمد القلوب كذلك، موقف هؤلاء المنتسبين للدين والعلم من مثل وزير الشؤون الدينية (بوبكرالخزوري) وبعض أساتذة الزيتونة، الذين وقفوا سندا وظهيرا لأعداء الإسلام في حربهم هذه على دين الله وشعائره ومظاهره متقمّصين دور(الوَزَغَةِ)! في تأجيج هذه النّار، وإلهاب ذاك الأوار! بمؤازرتهم للحكّام في تجذير مشروع اللادينية في البلاد التونسية، من ذلك إنكارهم شرعية اللباس الإسلامي وشهادتهم عليه بكونه زيّا طائفيّا! لا أصل له في الإسلام! كما وصفه وزير الشؤون الدينيّة (أبو بكر الخزوري)

بقوله ” فالحجاب دخيل ونسمّيه بالزيّ الطائفي باعتبار أنه يُخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف ولا نرضى بالطائفية عندنا “[2]. إنهم حقّا شهود زور! ولكن { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } [الزخرف : 19].

أمّا أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى، وشيخ جامع الزيتونة والشيخ كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية؛ فما رأينا لهم موقفا ولا سمعنا لهم ركزا!! فلست أدري متى يخرجون عن صمتهم ليصدعوا بالحقّ نصرة لدينهم قبل أن يوافوا إلى ربهم؛ ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع؟!

الحوار نت

: لو طلبنا منكم التوجه بخطاب إلى السلطة فما عساكم تقولون؟

الأستاذ الزمزمي

: إزاء هذه الحرب الطاحنة على الإسلام تتدافع التساؤلات من هنا وهناك: ترى ما الذي جرّأ حكّام تونس على اضطهاد المحجّبات من نساء تونس وبناتها، والعبث بشرفهنّ إلى هذا المدى من هتك الأعراض وانتهاك الحرمات وكشف العورات!؟

بأيّ حقّ يرسل هؤلاء الحكّام جلاوزتهم في البلاد كالجوارح المُكَلَّبة، ينهشون نساء تونس وبناتها في الشوارع والطرقات، ويطاردونهنّ في الميادين العامّة والسّاحات، ويحاصرونهنّ في الأزقة والممرّات، ويعترضونهنّ في المساجد والأسواق، ويصدّونهنّ عن المدارس والجامعات والمصانع والمؤسّسات، ويحرمونهنّ حتى من دخول المستشفيات والمصحّات ومراكز الولادات!! كل ذلك لإجبارهنّ على إمضاء التزامات بالتخلّي عن اللباس الشرعيّ ونزع الخمار! والرضى بمعصية الله الواحد القهار!

وبأيّ وجه يا ترى يتحكّم هؤلاء الحكّام في أذواقنا وملابسنا وهيئاتنا ومظاهرنا لحدّ إلزام الرجال بحلق اللحى قسرا

! واستكراه المحجبات على التعرّي قهرا؟! أليس هذا حكم “الأبرتايد” الذي كان في جنوب افريقيا قد تحوّل إلى شمال افريقيا!!

أيظنّ حكّام تونس أنّهم قد جرّدوا أهالي تونس من قيم الدّين ومعاني الشّرف والغيرة على العرض؟! أم يعتقدون أنهم، بما سنّوا من سياسة تجفيف منابع الدّين، قد قتلوا فينا كلّ شعور بالعزّة والكرامة؟!

إن الهيئة تدعو حكّام تونس إلى مراجعة أنفسهم؛ فإنّ الرّجوع إلى الحقّ خير من التمادي في الباطل! فالمطلوب منهم أن يذروا الناس أحرارا في إتيان ما يريدون وترك ما يكرهون في كلّ ما يتعلّق بأمورهم الخصوصية وحرياتهم الأساسية ما دامت لا تخلّ بالآداب العامّة دونما وصاية أو قمع أو تسلّط!

الحوارنت:

ألا تتفقون مع القائلين بأنّ عهد السابع من نوفمبر في تونس كان بحق عهد تحوّل وتحرّر ونهوض بالبلاد والعباد؟

الأستاذ الزمزمي

: ليت ما يقول هؤلاء في عهد السابع من نوفمبر كان حقّا، أو يصدّقه الواقع؛ فالحكم على هذا العهد شهادة يحاسب عليها المرء بين يدي الله يوم القيامة؛ فلذلك لا يجوز لنا الحكم عليه جزافا. فهذا الواقع التونسي نفسه شاهد بالكارثة التي ألحقها عهد السابع من نوفمبر بتونس وأهلها! فإن كنت في ريب من هذا فسل أهل تونس يجيبوك، وكما قيل ” فعند جهينة الخبر اليقين “. إن هذا العهد قد عاد حقّا بالبلاد والعباد إلى عهد الاستبداد والإقطاع والاستعباد – الذي حسبناه ولّى وانقضى – فباستيلاء (ابن علي) وعصبته على الحكم، حوّلوا تونس إلى مِلكيّة إقطاعية! وجعلوا أهلها عبيدا وأقنانا! يتصرّفون فيهم تصرّف المالك في ملكه، دون رقيب أو نذير! وإلاّ فكيف ساغ لهؤلاء الحكّام أن يطلقوا أيديهم في أموالنا وأعراضنا نهبا وسلبا وهتكا؟! وها هم قد عَدوْا على مقدساتنا وحرماتنا تدنيسا وامتهانا وانتهاكا دون وازع من حياء أو خجل! ولا رادع من حقّ أو شرع!؟

فهل يعتقد حكّام ما يسمّى بعهد التغيير أنهم قد غيّروا وضع الشعب التونسي من الحرية إلى العبوديّة! وأنّ عهدهم المسمّى بعهد التحوّل قد حوّلنا نحن معشر التونسيين – رجالا ونساء – مِلكًا من أملاك الدّولة التونسية المصطلح عليه في تونس بهذا الرمز: (م د =

D T) وبموجب هذا ملكوا منّا الرقاب والرؤوس والوجوه والأبدان! فلا يحقّ لأيّ أحد منّا – ونحن في القرن الواحد والعشرين – اختيار الهيئة التي يرغب في الظهور بها على وفق قناعته أو مزاجه أو ذوقه في تخيّر ملبسه ونوعه أو لونه وشكله! حتى يكون الإقطاعيّون الجُدد من حكّام عهد التغيير هم وحدهم المالكون فينا لحقّ تقرير ما يلزمنا من البدن سترُه أو هتكُه! ومن الثياب ما يتوجّب علينا لبسهُ أو تركُه! دون اعتبار لأيّ حكم من الأحكام الشرعية أو التفات إلى أيٍّ من مبادئ الحقوق الدستورية والحريات الأساسية!

أم هو الفشل الذريع الذي مُني به مشروعهم الإلحادي الإفسادي – وقد بات قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار أمام تباشير الصحوة الإسلامية المباركة! فتنادوا لحمايته بافتعال هذه الحرب الفاجرة على اللباس الشرعي؟!

الحوارنت

: ما الذي يمكنكم فعله لمواجهة الاستبداد الذي تدّعونه والحرب التي تتحدثون عنها؟

الأستاذ الزمزمي

: ماذا ينتظر حكّام تونس الظلمة وسدنتُهم وجلاوزتهم منّا نحن ضحايا هذه الحرب الفاجرة علينا وعلى ديننا وأعراضنا وحرماتنا ومقدّساتنا، أن نفعل؟! أينتظرون منّا الاستجابة الفورية للأوامر السلطانية! مشفوعة ببرقيات الولاء!! والتأييد!! لمن يسمونه صانع التغيير وقائد العهد الجديد؟!

أم ينتظرون منّا أن نرضى الدّنيّة في ديننا أو نقبل الضَّيم في أعراضنا؟!

أم يظنّون أن سلطتهم القهريّة أو سطوتهم البوليسية قادرة على ترهيبنا بما يُلين قناتنا أو يوهّن عزيمتنا؟!

أو يعتقدون أنّ سياسة التخويف والحرمان والتعنيف، وإجراءات الطّرد والترهيب والعقاب والتعذيب، تجعلنا نقبل بتطبيق الأوامر صاغرين أو نأتي إليها مذعنين!

أو لعّلهم ينتظرون منّا أن نُدير لهم الخدّ الأيسر بعد لطمهم الخدّ الأيمن! كما تقول الوصايا المسيحية، أو كما كان يفعل أسلافهم من الإقطاعيين بعبيدهم؟!

فإن تكن هذه الظنونُ ونحوُها قد ساورت حكّامَ تونس؛ فذاك آية على مدى حماقتهم وغباوتهم وجهلهم بأصالتنا نحن أبناء الشعب التونسي المسلم الحرّ الأبيّ الغيور على دينه وعرضه! إنّ شعبا خاض بالأمس معركة الجلاز مسترخصا أرواحه ودماءه، دفاعا عن حرمة الأموات؛ فهل ينتظرون منه في هذه المعركة أن يُغْضِيَ اليومَ عن حرمة الأحياء! وهذا لسان حاله يقول:

يقولون إنّي أحمل الضيم عندهم   أعوذ بربّي أن يُضام نظيري

إن الاعتداء على امرأة مسلمة واحدة بهتك سترها أو استكراهها على التعرّي! ظلمٌ شنيع وعدوان فظيعٌ على أعراض جميع أهالي تونس! وهو عدوان، هيهات! هيهات! أن يقبله حرّ أو يرضاه شريف رجلا كان أم امرأة.

إنّ لسان حال جميع الأحرار من أهالي تونس – رجالا ونساء – اليوم يقول:

ولا يقيم على ظـلم  يُراد  بـه    إلا الأَذِلاَّنِ عَيْرُ الحَيّ والوَتَدُ

هذا على الخَسْفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ    وَذَاكَ يُشَجُّ وَلاَ يَرْثِي  لهُ أَحَدُ

فإن يكن قد غرّ حكامَ السابع من نوفمبر هؤلاء صمتُ الأهالي على هذا العدوان، فحسبوه استكانة!  منهم أو مهانة! فإنّهم واهمون! أوَمَا دروا أنه صمت الحليم المكلوم في عرضه! المكظوم بغيظه! الذي لا يستكين لظلم! ولا يبيت على ضيم!

ألا فليعلم حكّام تونس وسَدَنَتُهم وجلاوزتهم أن زمن الصّمت قد مضى وانقضى.

فحذار من غضب الحليم وسُخطه   إن ثار ثار صواعقا ورعودا

الحوارنت

: هل نفهم من كلامكم هذا أنكم تدعون إلى العنف وتحرّضون على الشغب وإحداث القلاقل بالبلاد؟

الأستاذ الزمزمي

: علم الله أنّنا لا نقول هذا الكلام بقصد الاستعداء أو التحريض على العنف الذي قد يتّهمنا الخصوم به! كما هو العهد بهم. بل إنّ الناظر فيما يجري اليوم على الساحة التونسية يحكم قطعا بأنّ المصدر الوحيد للعنف هي السلطات الحاكمة المتحكمة اليوم في تونس! إن حكام تونس وأعوانهم وجلاوزتهم هم الذين يمارسون العنف والاعتداء على المواطنات والمواطنين العُزّل في مخالفة منهم للشرع الإسلامي والحقّ الطبيعي والقانون الوضعي. وإن ما يقومون به من اعتداء على المحجّبات بنزع أغطيتهنّ واحتجازهنّ ومنعهنّ من حقوقهنّ الشرعية والدستورية يقع تحت طائلة المؤاخدة الجزائية! والعقوبات الجنائية طبقا لقواعد القانون الجنائي التونسي نفسه.

ومع هذا فإنّنا باسم الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس نعلن موقفنا بصراحة لا لبس فيها ولا مواربة، أن منهجنا في العمل والنضال والإصلاح منهج سلميّ، وأننا لا نتبنّى العنف ولا نقرّه سبيلا لمواجهة أيّ خصم! وإنّما سبيلنا في التعامل مع الخصوم الحجّة والإقناع؛ شعارنا في ذلك” أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”. وليس يعني هذا أننا مسؤولون عمّا قد يجدّ في الداخل من حوادث أو أحداث أو ردود أفعال على هذا العدوان الحكومي الآثم! فذلك أمر تقتضيه سُنّة التّدافع بين الحقّ والباطل؛ تلك السُنّة التي جعلها الله تبارك وتعالى أمانا للمجتمع البشري من أن يحكمه الفساد إلى الأبد، حيث قال تعالى { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة: 251] .

إنّ كلّ فعل له – كما يشهد بذلك قانون الفيزياء – ردّ فعل مضادّ له في الإتجاه وموازٍ له في القوّة؛ وفقا للسُّنن الإلهية المعهودة في هذا الكون، تلك السّنن التي أدركها الحيوان الأعجم! فما ظنّك بالإنسان المكرّم!

وعلى مقتضى سُنّة التدافع هذه، فإنّ صيال أيّ كان على الغير أو الاعتداء عليه في نفسه أو ماله أو عرضه أو أهله أو رَحِمِه أو قرابته ونحوهم، بغير وجه حقّ، يدفعه حتما إلى دفع الصّيال وردّ العدوان كائنا من كان المعتدي؛ وهو أمر مشهود في عالَم الحيوان؛ فكيف يسوغ أن يتخّلف أو يُنكَرَ في عالَم الإنسان!؟

الحوارنت:

الحكومة التونسية تقول دائما إنها لا تحارب الدّين وإنما تمنع لباسا  طائفيا ورمزا سياسيا دخيلا على المجتمع التونسي، ولا يتماشى مع عاداته وتقاليده فما تقولون؟

الأستاذ الزمزمي

: إنّ الادّعاء بكون اللباس الشرعيّ رمزا سياسيّا لتيار متطرّف هدّام! – كما يزعمون – هذا الادّعاء – فضلا عن كونه دعوى باطلة وأكذوبة مفضوحة –  فهو اتّهام للشعب التونسي نفسه بأنه تيّار متطرّف هدّام! ذلك أنّ هذا الشعب التونسي منذ اعتناقه الإسلام قبل أربعة عشر قرنا، لم يعرف من اللباس غير اللباس الشرعي، وذاك تاريخه البعيد والقريب شاهد بهذا. وتلك أسماء الملابس النسائية التقليدية السابغة والساترة للجسم مثل (السفساري، والمَلْيَة، والبخنوق، والملحفة، والفوطة…الخ) على اختلاف أسمائها تبعا لكلّ جهة من جهات القطر التونسي، كلّها ناطقة – على صمتها – بأنها ذات صبغة إسلامية. فما كان لشعبنا التونسي من عهد بالعري والتبرّج إلا في عهد ما يسمّى الاستقلال وعهد التحوّل المشؤوم، هذا الذي زاد في كشف المستور! وعلى هذا فإنّ الدخيل حقّا هو كل من يزعم أن اللباس الشرعي في تونس دخيل!

وها قد بدت تباشير الصحوة الإسلامية في تونس تؤتي أكلها بتوبة الأجيال الجديدة إلى ربّها وعودتها إلى رحاب دينها وتعظيم شعائر ربّها واتباع سنّة نبيها؛ فما حجّة دعاة العري من خصوم اللباس الشرعي إذا آثرت يوما غالبية نساء تونس وبناتها – طوعا – الستر على التبرّج والتعفّف على التهتك. فهل يسوغ الحكم على المجتمع التونسي كلّه بأنّه طائفي أو وصفه بأنه ينتمي إلى تيار متطرّف هدام؟! ومن يكون الأحقَّ يومها بهذا الحكم  والأولى بهذا الوصف؟!

إن اختيار المرء – رجلا كان أو أمراة – لما يناسبه من هيئة اللباس والمظهر أمر شخصي؛ وما دام صاحبه غير مخلّ بالآداب الشرعية العامّة؛ فلا يسوغ لأحد كائنا من كان – حاكما أو محكوما – حقّ التحكّم فيه! فضلا عن الهجوم عليه! لانتهاك حرمته أو هتك ستره أو حرمانه من حقوقه!

إنّ لباس المرأة الشرعي ليس له أيّ صبغة سياسيّة! أو نزعة حزبية. إنّه شأن دينيّ، وارتداؤه أمر تعبّديّ بوصفه واجبا شرعيّا وفرضا إلهيّا ثابتا بنصّ القرآن العظيم حيث قال تعالى { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31] وقوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الأحزاب:59] كما أنّه ثابت بالسنّة وإجماع كافّة علماء الأمّة بمَن فيهم أساطين العلم في تونس، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله؛ فلا التفات بعدهم إلى ما يهرف به أولئك الأدعياء أو يهذي به هؤلاء الجهلاء.

وعلى هذا، فإنّه يحرم على المرأة المسلمة التجرّد منه أو التخلّي عنه – طواعية – كُلاًّ أو بعضًا؛ بوصف ذلك مخالفا لأمر الله تعالى ومعصية كبيرة، وإثما عظيما!

الحوارنت:

هل يعتبر الحاكم الذي يمنع اللباس الإسلامي بداعي المصلحة مخالفا للشرع والقانون؟ وهل للمرأة عذر في نزع خمارها استجابة لوليّ الأمر، وإن خالف أمره قناعتها الشخصية؟

الأستاذ الزمزمي

: إن التحكم في اللباس الشرعي بالأمر بنزعه – كلاّ أو بعضا – منكر كبير  ومفسدة عظمى، وفاحشة كبرى؛ وهو من أمر الشيطان قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [النور: 21] وما كان في نزع الغطاء أو إبراز مفاتن النساء أي مصلحة على الإطلاق. وعلى هذا فإن كل من يأمر بنزع خمار امرأة – حاكما كان أم محكوما – أو يسعى في نزعه بنفسه أو بواسطة غيره فهو من الساعين في إشاعة الفاحشة في المجتمع، والله تعالى يقول{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور : 19] وهو بهذا مخالف لشرع الله، مضادّ لله في حكمه، محادّ لله ورسوله، واقع تحت الوعيد اللإلهي في قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ } [المجادلة : 20].

لقد اطلعت في نشرية محكمة التعقيب  على  حكم ي مصلحةللإحدى المحاكم التونسية قضى بإدانة متّهم وسجنه مدّة ثلاثة أشهر من أجل إرساله رسالة غرام! إلى معلّمة؛ باعتبار ذلك اعتداء منه على الأخلاق الحميدة. وقد أقرّت محكمة التعقيب هذا الحكم معلّلة قرارها بأنّ ما صدر عن المتّهم ” ينبئ عن خبث طويّته ويشكّل اعتداء على الأخلاق الحميدة “[3]. فإذا كان هذا جزاء من يرسل رسالة بريدية؛ فما عسى أن يكون جزاء من تعمّد من أعوان حزب التجمع والحكومة هتك الستر وانتزاع الخُمر عن رؤوس المحجّبات ومطاردتهن في كلّ مكان، والاعتداء عليهن بالعنف والإهانة! وحرمانهن من حقوقهن في مخالفة صريحة لكل الشرائع والاتفاقيات والقوانين والمعاهدات! فهل ينبئ ذلك عن حسن نيّة لدى المعتدين أو سلامة طويّة لدى الآمرين؟! وكيف يعقل أن تضفي التعليمات الحكومية والمناشير الإدارية شرعية على ما يقوم به أعوان السلطة وجلاوزتها! من اعتداء على الحرمات وانتهاك للأعراض؟! أليس مثل هذا الصّنيع عدوانا فظيعا وجرما شنيعا، يدخل في باب جرائم التحرّش الجنسي الوارد بالفصل (226/ ثالثا) من القانون عدد 73 لسنة 2004 المؤرخ في 2 أوت / أغسطس 2004. إنْ لم يدخل في باب الجناية على الأشخاص! ألا يستوجب هؤلاء الأعوان المباشرون لهذه الجرائم وشركاؤهم الآمرون بها – أيّا كانوا – الرّدع القانوني الحازم والعقاب الصارم؟!

إن انتزاع الخمار أو الأمر بنزعه حرام؛ وهو في حكم الشرع الإسلامي من أعظم المحرَّمات بوصفه انتهاكا لحُرمة المرأة المسلمة، واعتداء على عرضها. واعتبارا لهذا، فإنّه يحرم على كلّ امرأة مسلمة تحريما قاطعا التخلّي عنه من تلقاء نفسها، أو الرضى بنزعه أو الإذعان فيه لأمر الحكام أو أعوانهم.  لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق “

[4] وقوله ” إنما الطاعة في المعروف “[5] كما يحرم كذلك على كلّ مسلم – أيّا كان – الاعتراف بشرعية المنشور 108 أو سواه من المناشير أو القرارات أو القوانين القاضية بمنع اللباس الشرعي – كلاّ أو بعضا – أو السّكوت عنها أو إلزام ابنته أو زوجه أو أخته بالإذعان لها، أو قبولها، لكون ذلك من الدّيُوثَةِ. ولا يرضى بذلك إلاّ الدَّيُّوثُ وهو القَوَّاد الذي لا يَغَارُ على عرضه. وقد جاء فـي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنّةَ مخنَّثٌ ولا دَيُّوثٌ “[6].

كما يتوجّب – شرعا – على كلّ مسلم إنكار هذا المنشور، والتصدّي له والعمل على إزالته وفاقا للأمر الإلهي ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104] وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من رآى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ” رواه مسلم.

الحوارنت:

كيف يمكن للناس التعامل مع هذه الاجراءات الحكومية؟

الأستاذ الزمزمي

: لقد تقرّر – شرعا – تحريمُ تجريد المرأة المسلمة من لباسها الشرعيّ أو استكراهُها على التجرّد من أيّ جزء منه؛ وعلى هذا فإنّ محاولة أيّ عَون من أعوان السلطة – كائنا من كان شرطيّا أو مسؤولا إداريّا أو مستلحَقا حزبيا – التعرّض لأيّ امرأة أو فتاة مسلمة بنزع خمارها أو السّعي في استكراهها على نزعه بدعوى تطبيق المناشير الإدارية أو تنفيذ التعليمات الحكومية؛ فإنّ ذلك عدوان منه عليها بهتك سترها! وانتهاك عرضها! ويجب عليها – شرعا – ردّه ودفعه. وعلى كلّ من شهده من المسلمين من حولها واجب نصرتها ومؤازرتها عملاً بقوله تعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2] وقوله جلّ وعلا { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة : 71] وقول النبيّ صلى الله عليه وسلم ” المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمّتهم أدناهم وهم يد على من سواهم “[7].

الحوارنت:

يلاحظ في كثير من المقالات والبيانات المناصرة للحجاب تكرر عبارات: (العفائف) و(الحرائر) فهل يفهم من ذلك أن بقية النساء التونسيات اللواتي لا يلتزمن باللباس الإسلامي غير عفيفات ولا حرائر؟ وما موقفكم من النسوة غير المحجبات؟

الأستاذ الزمزمي

: نريد أولا رفع التباس بخصوص مسألة اللباس الشرعي؛ فهو ليس ركنا من أركان الإسلام الخمسة، ولا هو أصل من أصول الدّين مما يخرج تاركه عن الملّة! إن اللباس الشرعي فرض على المرأة المسلمة كسائر فرائض الدّين الأخرى، يُثاب فاعله شرعا ويعاقب تاركه!

وأما عبارة العفائف أو الحرائر؛ فما كان من قصدنا أبدا استعمالها للطّعن في عفّة باقي نساء تونس أو بناتها أو عدّهن من الإماء! حاشا لله! فما دار ذلك بخلدنا قطّ. وإنما جرى استعمال هذه العبارات ونحوها قصدا لإثارة الضمائر وتحريك الهمم ودعوة النفوس الغيورة لصون الشرف وحماية العرض في مقابلة من يسعون جاهدين في هتكه وانتهاكه. وإلا فإن جميع نساء تونس – محجّباتٍ أو غير مححجّباتٍ – هنّ في نظرنا حرائر وعفائف إلا من أبتْ منهنّ ذلك من المتحالفات مع حكّام السابع من نوفمبر في حربهم على الإسلام وأهله. وما عدا هذه الطائفة المعادية للإسلام وعقائده وشعائره وشريعته، فإنّ عموم نساء تونس وبناتها ـ بحمد الله ـ مؤمنات صادقات غيورات على دينهنّ وأعراضهنّ. ولعل من شأن هذه الحرب الدائرة رحاها على الحجاب هذه الأيام أن تحرك همتهنّ وتقوي عزيمتهن وتثير غيرتهن لله ورسوله، فيسارعن إلى ارتداء اللباس الشرعي إعزازا منهنّ للدين وإفشالا لمخططات المعادين. ونحن على يقين أنه يوم يأذن الله بالفرج ويندحر عهد السابع من نوفمبر عن أرض تونس إلى الأبد فإن أجيال تونس من البنين والبنات ستعود من تلقاء نفسها إلى التمسك بشعائر الإسلام وشرعه من جديد كما يعود الطفل الضائع إلى أحضان أمّه الحنون. فإن لم يكن ذلك اليوم، فغدا وإن غدا لناظره قريب!

الحوارنت:

ما موقفكم في الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس من إكراه النساء على لبس الحجاب والمكث في البيوت ومنع المرأة من المشاركة السياسية ترشيحا وترشحا؟

الأستاذ الزمزمي

: نحن ضدّ الإكراه في أمر الدّين؛ فكما نستنكر الإستكراه على التعرّي، نستنكر كذلك الإستكراه على اللباس الشرعي؛ بل نسعى في أن تلبسه المرأة أو الفتاة عن قناعة تامّة وإيمان واعتقاد جازم  منها بوجوبه والالتزام به – شرعا – طاعة لله وقُربة إليه وامتثالا لأمره، عملا بقوله تعالى { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب : 36] وإلا كان مظهرا من مظاهر النفاق لا تلبث أن تنزعه المستكرَهة عليه كلما زال عنها سلطان الإكراه.

وأما بخصوص مسألة المكث في البيوت؛ فليس له أصل في الإسلام، وحتى ما جاء في القرآن من أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرار في البيوت فلا يخرجن منها إلا لحاجة؛ فهو حكم خاصّ بهنّ لا يشمل عموم النساء. وأمّا بخصوص مشاركة المرأة السياسية فحسبنا الإشارة إلى مشاركة بعض النسوة من الأنصار للرجال في بيعة النبي صلى الله عليه وسم على النصرة ليلة العقبة قبل الهجرة، وكذا مبايعته عليه السلام للنساء يوم فتح مكة على الصفا بعد فراغه من بيعة الرجال. وقد نزل القرآن ببيعة النساء في سورة الممتحنة حيث قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الممتحنة: 12] ولا يخفى ما في البيعة من المغزى السياسي. والله أعلم.

والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وسلّم تسليما كثيرا.

الحوار نتwww.alhiwar.net تشكر الإستاذ الزمزمي على تفضله بقبول الحوار معها وتفاعله الإيجابي رغم ضيق وقته. ونأمل أن نكون قد طرحنا بعضا مما يخامر السادة القراء من  قضايا وأسئلة. ومن بقي له أسئلة غير هذه يمكنه أن يطرحها على السيد الزمزمي بنفسه على البريد الإلكتروني للهيأة العالمية لنصرة لنصرة الإسلام في تونس:  haiaalamia@yahoo.de

حـاوره: صــابــرالــتــونــســي


الحملة على الحجاب في تونس امتداد لمصادرة حرية التعبير

 
علي بوراوي*
أجريت في رمضان سنة 1988 حوارا مع محمد الحبيب شلبي، أحد رجال الحركة الوطنية في تونس، حول “مؤتمر ليلة القدر” الذي عقدته الحركة ليلة 23 أغسطس (آب) سنة 1946 لبلورة مطالبها تجاه المستعمر الفرنسي.  فقد كان ذلك المؤتمر نقطة تحوّل كبرى في تاريخ الحركة  الوطنية، انتهى بالمصادقة على “وثيقة الإستقلال” التي طالبت لأوّل مرّة باستقلال تونس التام عن فرنسا، وخرجت به حركة التّحرير موحّدة، بعد أن لاحت خلافات خطيرة بين جناحيها القديم الذي كان يتزعّمه الشيخ عبد العزيز الثعالبي، والجديد الذي تزعّمه الحبيب بورقيبة.
كان المهمّ عندي في ذلك الحوار، أن أنقل رواية رجل عايش الحدث عن قرب، ولكنّه معروف بولائه المطلق للشيخ الثعالبي، ومعارضته الشديدة لبورقيبة. وكان الحوار مهمّا ومفيدا كما توقّعت. فقد قدّم الرّجل قراءة مخالفة لما ظلّ التونسيون يسمعونه ويقرؤونه عن ذلك المؤتمر طيلة أربعة عقود. وأوضح في حديثه لي، أنّ المؤتمر الذي تيمّن منظّموه بعقده ليلة القدر، لم ينجح في رأب الصّدع وتجاوز خلافات محتدمة بين جناحي الحركة الوطنية التونسية، ولكنّه وفّق في كتمها ليفوّت الفرصة على المستعمر.
كما حدّثني شلبي يومها أيضا، عن “مكر بورقيبة ومتاجرته بالقضية الوطنية، بهدف إرضاء المستعمر وانتزاع قبوله به زعيما للبلاد”، وأخرج إليّ نسخة من رسالة قال إنّ مصريا أرسلها إلى الشيخ الثعالبي، يشكوه فيها من “الفساد الأخلاقي لبورقيبة، وأنّه كان خلال فترة إقامته في القاهرة، يصرف على نزواته من أموال الحركة الوطنية، وأنّ أسرة هذا المصري كانت إحدى ضحاياه”.
أحسست أنّ المعلومات التي أمدّني بها الرجل مهمّة وخطيرة، وليس من السّهل تصديقها، ولا تكذيبها وإهمالها، رغم ما بلغني عنه من صدق وقوّة ذاكرة. ولكنّي قرّرت ألاّ آخذ من الحوار إلاّ ما يتعلّق بمؤتمر ليلة القدر، لاعتبارات كثيرة.
ما أغراني بإرسال ذلك الحوار للنّشر في تلك الصحيفة العربية، هو الأجواء التي أشاعها تغيير رأس السّلطة في نوفمبر 1987، وما بدا من إشارات لإنصاف معارضي بورقيبة في الحركة الوطنية، مثل الشيخ الثعالبي، وصالح بن يوسف. وقدّمت للحوار بتوطئة ظننت وقتها أنّها ستشفع له عند رقيب وزارة الإعلام عندنا. ثمّ إنّ الحدث قد مضى عليه أزيد من أربعين سنة، وأنصار الشيخ الثعالبي قد انتهوا سياسيا، ولم يبق من الأمر سوى جانبه التاريخي الذي يظلّ بحاجة إلى كلّ إضافة مفيدة. لكن عين رقيب “العهد الجديد” منعت الصّحيفة من التّوزيع بسبب ذلك الحوار.
قلت في نفسي: لعلّ الجماعة لا يريدون لمعارض أن يظهر، ولو كانت معارضته تعود إلى أربعة عقود إلى الوراء، واتّجهت إلى الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله، أحاوره حول بعض ذكرياته عن الحركة الوطنية، وخصوصا مساهمة إخواننا في المشرق العربي في التعريف بالقضية التونسية. فالشّيخ الشاذلي كان من أنصار بورقيبة، ولم يسجّل عليه أيّ نشاط معارض. بل إنّه حافظ على عضوية مجلس النواب منذ تشكيل المجلس التأسيسي، إلى آخر برلمان في عهد الرئيس بورقيبة. وكان عضوا في بعثة أرسلها الحزب الدستوري في النصف الثاني من الأربعينيات إلى مصر والسعودية، للتعريف بقضية البلاد، وكسب الدعم لها في المحافل الدولية. وتمّ منع عدد الصّحيفة الذي نشر فيه الحوار، لأنّه تضمّن شهادة شاهد عيان في دعم إخواننا في مصر والسعودية، ومناصرتهم حركة التحرير الوطني التونسية. يحدث هذا، في الوقت الذي تتضمّن فيه برامج التعليم أسماء السياسيين والحقوقيين الفرنسيين الذين أبدوا بعض الدّعم والمناصرة لحق تونس في الإستقلال، ومازالت العديد من شوارع مختلف مدن البلاد تحمل أسماءهم.
لم يكتف الرّقيب بمنع ذلك العدد من الصّحيفة، بل طلب من رئيس تحريرها أن يشطب اسمي من قائمة المتعاونين معها، وإلاّ فإنّ المنع سيلاحقها. ولم تمض إلاّ أشهر قليلة حتّى قرّرت إدارة الصّحيفة التوقّف عن التوزيع في تونس، لكثرة الممنوعات فيها. لم تكن الصّحيفة تحمل انتماء ايديولوجيا أو سياسيا معارضا لتونس أو غيرها، ولكن إدارة تحريرها كانت تريد أن ترسي قواعد عمل صحفي يحترم المهنة، والكلمة الحرّة، وهذا ما لم تتحمّله سلطات البلاد.
الأمر هنا لا يتعلّق بصحيفة محدّدة، ولكنه  يشمل مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، حتى أصبحت المهمّة الإعلامية للحكومة التونسية منحصرة في متابعة ما تنشره وتبثّه وسائل الإعلام عن البلاد للرّد عليها، أو شراء ذمم بعض الصحفيين والكتاب، وهم قلّة والحمد لله. أمّا الإرتقاء بأداء وسائل الإعلام الوطنية، لتكسب شيئا من الصدقية لدى التونسيين، وتعكس حقيقة مشاغل الناس وتهتمّ بقضاياهم، فهذا كفر بواح بالوطن والوطنية!!! هذا هو الدّاء الذي استفحل في تونس، وارتدّ بها عقودا إلى الوراء: تجريم الكلمة الحرّة، وملاحقة من يهمّ بالتلفّظ بها، وبنشرها. ولم يقتصر هذا التجريم على المادة السياسية وحدها، بل شمل كلّ مجالات الحياة، بما فيها الرياضة، حتى إنّ بعض التقارير الصحفية تحدّثت قبل بضعة أسابيع، عن تحسّن في حرية الإعلام الرياضي التونسي!!!
التجريم لم يقتصر على المعارضين، أو المستقلين، بل امتدّ إلى رجال الحكومة. فقد وقف أحد حواريي الرئيس بالمرصاد لكلّ مسؤول حكومي مهما كان صغيرا أو كبيرا، يدلي بتصريح أو حديث أو رأي أو موقف، بدون تنسيق مسبق معه. وبلغ الأمر في التّعامل مع ضيوف البلاد إلى عرقلة عمل لجنة إعلامية تابعة لرأس دولة عربية شقيقة، مكلّفة بتقديم موجز إخباري لقائد بلادها عن وطنه وليس عن تونس، خلال زيارته لهذه الأخيرة. وبلغ الأمر درجة منع صحيفة عن التوزيع، لأنّها عرّفت في فقرة قصيرة من إحدى صفحاتها الداخلية، بكتاب اعتبره الرقيب يقدح في سلطات البلاد. هذا الكتاب لا يحمل في عنوانه ولا في موضوعه ولا في محاوره شيئا يشير إلى تونس، ولكن السّطر رقم كذا من صفحة مائتين ونيف، يحمل نقدا للسلطة التونسية!!! ومنعت صحف كثيرة من التوزيع لأنّها نشرت بيانا حول الوضع في العراق، وفي غير العراق، لوجود اسم الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، في قائمة الممضين عليه الذين يعدّون بالمئات!
 هذه عيّنة صغيرة جدا ممّا جرى ويجري في تونس، تعبّر عن بعض ما تعانيه البلاد من حالات المنع من التوزيع والنّشر، وسوء معاملة الصحفيين من أبناء الوطن وضيوفه. إنّ سلطة تتعامل بهذه الحساسية المفرطة مع الصّحف التي تصدر خارج البلاد، وعدد قرائها محدود جدا، لا يمكن أن تتحمّل ما ينشر على مواقع الإنترنت، وما تبثّه الفضائيات، ويلتقطها عامة الناس، رغم أنف الرّقيب.
هذا ما يفسّر العلاقة المتوتّرة دائما، بين السلطات التونسية، والمنظمات المهنية والإنسانية التي تعنى بحرية الصحافة والتعبير، وحقوق الإنسان عموما، ومختلف وسائل الإعلام التي تولي بعض الإهتمام لما يجري في تونس. وهذا ما يفسّر كذلك، حملة السلطات التونسية على الحجاب منذ ربع قرن، والتي اشتدّ لهيبها في رمضان هذا العام. فارتداء الحجاب تعبير ديني واجتماعي عن انتماء ثقافي وحضاري. فكيف لسلطة تحارب بشراسة حرية التعبير الكتابي لنخبة محدودة من النّاس، أن تقبل بتعبير يمتدّ إلى الملبس والسّلوك، ويشمل مختلف شرائح المجتمع؟ والأهمّ من ذلك، هو أنّ انتشار الحجاب في تونس، يعني لسلطات البلاد أنّ كلّ الجهود والخطط التي وضعتها لـ”تجفيف ينابيع التديّن” – وهذا هو محور نشاطاتها طيلة العقدين الأخيرين- قد باءت بالفشل.
*صحفي تونسي


الحجاب يثير ضجة في تونس: الأبعاد والغايات والأمنيات!

بقلم: سمير عبيد
قضية الحجاب أصبحت قضية رمزية غايتها التميّز وبأوامر اجتماعية وتقاليد مناطقية وجغرافية قبل أن تكون قضية دينية. علينا أن نعترف وبكل شجاعة بأنه لا توجد في منطقتنا العربية جمهورية فاضلة، ولا يوجد نظام عربي واحد بلا أخطاء وكبوات، ولأسباب كثيرة لا داعي للخوض بها لأنها ليست الهدف، بل الهدف من المقال هو مناقشة قضية الحجاب التي أصبحت وفي أغلب الأحيان عبارة عن بورصة للشهرة، ويافطة للدعايات الإنتخابية، والذي يدفع الثمن من خلالها هو الدين الإسلامي بسمعته ونصه وفلسفته، ومن ثم الذي يدفع الثمن هنّ السيدات المحجبات والمسلمين عموما. لذا لا بد من ملامسة صلب المشكلة، وعلينا أن لا نغلفها بالسياسة أو الكياسة، وكذلك علينا أن لا نرفعها حجة بوجه الأنظمة أو الشخصيات الحاكمة التي لا تروق لنا، فلنوزع بيئات الحجاب الإسلامي، فهناك بيئة عربية و أوربية و آسيوية وإقليمية، ولكل بيئة فلسفتها في الحجاب، ونقصد طريقة ونوع ولون وشكل الحجاب، ونراه مختلفا بين بيئة وأخرى، ومن هنا نطرح السؤال: هل لدينا إسلام واحد أم إسلام متعدد؟ فالجواب وبدون شك هو إسلام واحد أي دين واحد، فلماذا إذن جاءت فلسفات نوع ولون وفِصال وطريقة إرتداء الحجاب؟ إذن هناك أهواء، وهناك إجتهادات ليست بالضرورة أنها تلامس اللب الحقيقي، فكثيرا ما نرى محجبات ولكن يلبسن “الجينز الضيق المثير” وهناك حجاب يغطي الشعر فقط وبطريقة التكوير وتخرج الرقبة والآذان ومن الأسفل يصاحبه لبسا “مودرن” أي على الموضة، وبنفس الوقت هناك برقعا بحيث لا تعرف السيدة المحجبة أمامك أين أتجاهها هل هي مقبلة أم مدبرة، وهناك النقاب الذي تتلصلص منه العيون والمصاحب لملابس عريضة وطويلة، وإن كانت السيدة التي ترتديه لديها رصيدا من البدانة فبدورها تحجز رصيف المشاة، وهنا لسنا بصدد السخرية من الحجاب، بل نتكلم عن حقائق لأنه عندما نسخر من الحجاب يعني نسخر من مجتمعاتنا وأمهاتنا وأخواتنا، وكذلك نسخر من واجب شرعي شفاف، وليس واجبا بقيود، لأن الدين الإسلامي دين لجميع الأزمان، وهنا سر ثباته وسره أن يكون خاتم الأديان.
  الحجاب المبالغ به هو سبب من أسباب نسف الحوار مع الآخر بالعودة الى سياق التحليل والحديث، إذن نحن أمام أنواع مختلفة من التحجّب، وعندما تكون هناك أنواعا مختلفة، يعني نحن أمام طروحات مختلفة يصنعها البشر ويتفنن بها لأنه لو كان للحجاب أصلا كالحج أو كالزكاة لِما حصل التفنن أليس كذلك؟ ثم من قال ومن يثبت أن هذا البشر هو صالح دينيا وعلميا ونفسيا،فبنظرنا إن الرجل الذي يجبر طفلة عمرها 3 سنوات على لبس الحجاب لديه خللا في نفسيته، وفي إيمانه غلو وتعصب، وهو يصر على إعدام فترة طفولة هذه الفتاة البريئة، أي من خلال إقحامها في مجالات كبيرة جدا على كيانها وعقلها ومداركها، لأن الحجاب جاء لمنع أثارة غرائز الآخرين، فكيف تثير هذه الطفلة غرائز الآخرين؟ ولو تعمقنا في الفلسفة الإسلامية قليلا، ربما إن الحجاب جاء كمعالجة لحالة إجتماعية، وهي حالة الفقر لدى بعض الطبقات الإجتماعية، أي أن الفتاة أو السيدة الفقيرة تتحجب بحجاب (جلباب) فوق ملابسها لأنها غير قادرة على شراء الملابس بإستمرار، وغير قادرة على شراء المساحيق والعطور، والذهاب الى صالونات الحلاقة وغيرها من الأمور، والتي هي ليست ساذجة بل هي متغيرات حياتية طبيعية مصاحبة للمتغيرات الإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية التي تؤثر بالمجتمعات. فقارورة العطر كانت لا تفارق الرسول محمد (ص)، فهل كان النبي متصابيا أم كان إغوائيا؟.. فمعاذ الله وحاشا الرسول، ولكنه أعطى مثلا للنظافة والتعطّر والمظهر اللائق، فلنكن صريحين إن هناك عدد كبير من المحجبات يهملن حالهن حال الدخول في عالم الحجاب، فتتحول الفتاة ابنة العشرينات وكأنها في سن الأربعين، وهي بمثابة إطلاق نار غير شرعي على أنوثة وربيعية الفتاة، وحتى لو جئنا للبحث في حالات الطلاق سنجدها مرتفعة بين المحجبات، ونعتقد أن أول أسبابه هو شعور المتحجبة أنها أقرب الى الله من الزوج، ومن ثم تعتقد أنها الأنظف والأطهر في البيت، ومنهن من يصدر فرمانات إيمانية في البيت، وكلها مبالغ بها ناهيك إن قسما كبيرا منهن وبحجة الحجاب والتديّن يهملن أنفسهن فيضجر الأزواج منهن وتحدث المشاكل العائلية، علما إن التديّن من المفترض أن يحول المرأة الكسولة الى نشطة، ويحول غير المبالية الى امرأة جدية وبدينامكية أعلى، فكم نتمنى أن تبحثوا في هذه المسألة، وتحديدا بين الجاليات الإسلامية في أوربا ستجدون نسبة المطلقات من المحجبات نسبة مهولة ومخيفة. وحتى لو جئنا لمسألة إنتشار الحجاب فهو تناسب تناسبا عكسيا مع الفضيلة والقيم، أي كثر الحجاب وأنتشر، يقابله قلّة الفضيلة والإلتزام بمبادئ الدين الحنيف والأخلاق، فهناك عددا كبيرا من المحجبات يمارسن أفعالا شائنة، وربما أكثر من غير المتحجبات (وليس تعميما) لذا فقضية الحجاب لا تعني الصيانة من الأفعال الشائنة، ولا تعني الصيانة من الكذب والنفاق والحيل والتزوير والتلاعب، خصوصا وإن عالمنا يعيش متغيرات متسارعة لا ينفع معها العقائد والطروحات الجامدة والمقولبة. ويسرنا التأكيد بأننا لا نعمم بالأمثلة السلبية بل هناك أمثلة إيجابية وسط المحجبات. لهذا فمن غير الجائز أن تعيش الفتاة المسلمة في باريس أو في جنيف وترتدي النقاب، أو غطاء الوجه (البوشية) فهذا يصب في خانة الرياء، ويصب في خانة جلب النقد واللمز للإسلام، فالناس هناك ليسوا قطيعا من الخنازير أو الشاذين ولا حتى كلهم من الفاسقين، لذا لا يجوز أهانتهم وإهانة مدنهم وحضارتهم بشيء لا يحبذوه من خلال المبالغة في الحجاب، لهذا فكلما كان الحجاب بسيطا ومنسقا، وبألوان تبعث على البهجة والسرور والإنفتاح يكون الأمر مقبولا، ولابد من تطبيق شعار لكل مقام مقال، حيث لا يمكن أن تذهب الى المسجد بالشورت القصير كي تؤدي الصلاة، وبنفس الوقت لا يمكنك أن تذهب لبلاج البحر بجلباب الصلاة أو ربطة العنق، فأين مقولة “يا غريب كن أديبا” وأين تأكيد الرسول (ص) وجميع الصالحين على مسألة أن يكون المسلم سفيرا لدينه ووطنه وأخلاقه وعائلته عندما يكون غريبا أو مهاجرا، أي يطرح كل ما هو جميل لتنفتح النوافذ مع الآخر، كي تتكون جسور الحوار والتواصل. لذا فإن البرقع والغطاء على الوجه والحجاب المبالغ به هو الخطوة الأولى لنسف الحوار مع الآخر، بل إن الآخر ليس مجبرا على أن يحاور من يتنكر بحجة الدين من وجهة نظره، وما تطرق اليه وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو يصب في هذا الموضوع، والرجل كان منطقيا في كلامه عندما طرح السؤال “عندما تذهب المسلمة المحجبة الى الطبيب تكشف عن وجهها، ولكن عندما تراجع السياسي تصر على تغطية وجهها، لذا أطالب بمبدأ العيادة السياسية كي أعرف شخصية من راجعني من المحجبات، وكي أعرف أبعاد سمات الوجه عند طرح المشاكل.” وإن العلم يؤكد على سمات وتعابير الوجه، وكذلك يؤكد على الوضوح، فالرجل لديه الحق بطلب مبدأ العيادة السياسية ليس من باب أن يتغزل بالمسلمات المحجبات، بل من باب الوضوح والشفافية، ولو كان هناك رجال دين يؤمنون بالشفافية وبمنطق التجديد لأعطوا فتوى العيادة السياسية إسوة بالطبيب والمحكمة عند الشهادة،ولكن كثير منهم يبرزون عضلاتهم وبِلاغتهم من خلال هذه الأمور، وعبر مكبرات الصوت وتجييش البسطاء في الشوارع. فديننا دين يسر وليس دين عسر، فلقد أصبح المسلمون عبارة عن لهب والحجاب هي القداحة التي تكوّن هذا اللهب، لهذا نحن بحاجة الى تفكير عميق، ولا يجوز أن يربكنا ويزعجنا كل يوم خبر في صحيفة أو في مجلة، ونتحول الى حناجر شاتمه للآخر دون تقديم الحلول، ولا حتى فتح الحوار لمعرفة الأسباب التي دعت هذه الصحيفة أو هذه المجلة أو هذه المؤسسة أو هذه المدرسة للقيام بهكذا إجراء أو قرار، فلهذا أصبح المسلمون وخصوصا في أوربا مصدر مهم لصعود كثير من العنصريين السياسيين وحتى المغمورين والفاشلين من الأوربيين، كونهم قالوا كلمة أو تصريح ما عن الإسلام والمسلمين، فتتجيش ضدهم المظاهرات من جموع البسطاء الغاضبة، وبتحفيز من بعض الأئمة، و عادة ما تكون تلك المظاهرات من غير برنامج، ومنها تستفيد نوعيات السياسيين التي ذكرناها،أي تتسع قاعدتها من خلال ردود أفعال المسلمين العفوية وغير المبرمجة، ومن ثم تعزز سلطات رجال الدين المسلمين الذين ينظرون لوظائفهم ورواتبهم قبل النظر لإسلامهم وواجبهم الشرعي، والذين يفرحون لهكذا فعاليات كي يبرزون على الساحة، ويعززون من قوتهم ونفوذهم وإنتشارهم، وإن الضحية هو الإسلام والطرف المثقف والمتعلم من المسلمين.
الحجاب اصبح حجابا قهريا وقبليا ومناطقيا وجغرافيا في أغلب الأحيان لذا فالحل ليس من خلال ردات الفعل ضد الآخر، وليس من خلال المبالغة في الحجاب لنثبت أننا من المسلمين، وكذلك أن الحجاب ليس هوية الغرض منها إثبات أن هذه الفتاة أو السيدة هي أشرف النساء، أو أنها حجزت بيتا في الجنة،فالقضية قضية سلوك، والإيمان من الداخل والباطن نحو الخارج و الظاهر وليس العكس، أي من القلب وليس من الملبس والحلي والمجوهرات، ومن هنا قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام “المرء مخبوء تحت طي لِسانه ــ بكسر اللام ــ وليس تحت طي لَسانه ــ بفتح اللام” أي إن المرء ليس بالملبس والمظهر، بل عندما يتكلم يُميّز هل أنه من الجهلاء أم من العقلاء، وهل هو من المؤمنين أم من غير المؤمنين، وهل هو مسلم منفتح أم مسلم متطرف، وهل هو ممتلئ ومتسلح بالعلم والمعرفة أم أنه يخلو منهما، وقال الإمام في موضع آخر “تعرف المرء من فلتات لسانه”. فمن المعيب أن تصبح قضية الحجاب قضية دعائية، أي دعاية إنتخابية الى كثير من الأحزاب المتأسلمة، ولكثير من الشخصيات التي تتحرك في الحيز الإسلامي لأغراض نفعية، والتي أغلبها لا تمتلك برنامجا للحكم والإنقاذ، بدليل إن بعض الأحزاب قد فازت في بعض الدول العربية والإسلامية وفشلت في إدارة الدولة، وحتى ان البعض منها عجز عن تشكيل الحكومة، والسبب غياب البرنامج الواضح وإتباع سلطات روحانية مبتدَعَة،وهناك أحزابا وحركات إسلامية لا تهتم بالآخرين، فهي تريد أن تبقى بالصورة حتى لو فسد الدين والوطن والمجتمع، وما يهمها أن يكون فلان الفلاني أمينا عاما لها، وصهره أو نجله أمينا لصندوقها وانتهت الحكاية، أي الهدف زعامة ومحفظة ممتلئة فقط، وهذا لا يعني أن الساحة خالية من الإسلاميين والحركات الإسلامية الجيدة، فهناك الكثير من هؤلاء ومن هذه الحركات أيضا. فقضية الحجاب قد أثارت مشكلة كبيرة في فرنسا قبل أعوام، وظهر قسما كبيرا من المسلمين في جميع شوارع البلدان العربية والإسلامية، وهتفوا وماجوا وشتموا وحرقوا الأعلام الفرنسية دون أن يعرفوا أبعاد القضية، والتي أثارها يهودي ادعى أن إثنتين من بناته لبستا الحجاب وأعلنتا إسلامهما، وتم الشد والجذب مع المدرسة الفرنسية التي كانت فيها الفتاتين، وحدثت الضجة وتبخر اليهودي والبنات، عندما كسب المعركة كونه أشعل فتيل المظاهرات والهتافات الصاخبة، وعطل المؤسسات وأربك الدول وعكر العلاقات بين فرنسا والدول العربية والإسلامية، ومن ثم أجبر فرنسا ومن خلال اللوبي الذي ألف القضية من أولها لآخرها والذي أجبر السلطات الفرنسية على إصدار قرار منع الحجاب في المدارس الفرنسية، وكذلك منعت جميع مظاهر الأديان الأخرى، هل فهمتم عبارة “منع مظاهر الأديان” لأن كثير من المفكرين الغربيين ومنهم الفرنسيين تيقنوا بإن الحجاب الإسلامي أصبح رمزا، أي أن الفتاة ترتديه لتقول من خلاله أني مسلمة، وكذلك لتقول الى زميلها التلميذ والموظف والمواطن الغربي إني مسلمة،أي لا أشرب ولا أذهب للديسكو، ولا أسهر ليلا، ولا أختلط بأماكن خاصة، فأعرف حدودك من فضلك ولحد الآن تؤخذ القضية من منطلق إجتماعي، لأنه حسب ما أشرنا اليه في بداية المقال أن هناك حجابا مرادفا الى لباس ضيق ومثير و يثير الغرائز، وكذلك مرادف الى مساحيق صارخة ومثيرة، وأغلبكم قد شاهد حتما و من خلال التلفاز أو من خلال حفلات الأعراس والمناسبات إن قسما كبيرا من المحجبات يتمايلن ويرقصن مع الموسيقى وأمام الناس، وهنّ أكثر إغراءا من السافرات (غير المحجبات)، فأين إحترام الحجاب وقدسية الحجاب إن كان شرطا دينيا، إذن ما هذه الإزدواجية التي نصر عليها؟ ثم من قال إن شعر المرأة يهيج حواس الرجال، ويثير فيهم الشهوة والنزوة كي نتشبث بغطاء الرأس تشبثا سبب لنا الكثير من الأزمات، فهل التشبث جاء من منطلق ديني، فالدين الإسلامي لا يحبذ ولا يؤيد الأساليب الإكراهية والإستفزازية في تطبيق تعليماته، أما إذا كان الحجاب لمجرد التمييز والتميّز عن الآخرين،فبإمكان رجال الدين من المسلمين إيجاد طرق بديلة، ومن خلال الإجتماعات والندوات والمؤتمرات فيما بينهم كي يسهلوا ويبسطوا الأمور، حيث أن ديننا دين يسر وليس دين عسر، فلتكن هناك إشارة أو قلادة أو علامة تميّز الفتاة المسلمة عن غيرها فيما لو رغبت وإقتنعت نفس الفتاة، ولكن بشرط أن يُطبق هذا على الديانات الأخرى التي تصر على التمييز مثل اليهود وقلنسوتهم، فنحن لدينا تعليمات دينية تأمرنا بعدم التشبّه باليهود، وكلنا متفقون على هذا، حيث أن هناك نصوص وتوصيات، فتعالوا للحجاب (غطاء الرأس) فسنجد هناك إصرارا على وضعه من قبل نساء اليهود المتدينين حتى داخل بيوتهن، وعندما يخرجن خارج المنزل يضعن بدله (الباروكة) أي الشعر الاصطناعي، لأن أغلبهن يحلقن شعر رؤوسهن، وعندما سألت أحدهم وهو رجل متدين فقال لي أنها قررت من قبل كبار بعض الحاخامات اليهود، حيث أثناء احتجاز النساء اليهوديات أبان فترة النازية كن يتعرضن للإغتصاب، ويجروهن من شعر رؤوسهن، فقام قسما منهن بحلق شعرهن للتخلص من الإغتصاب، وأصبحت فريضة لدينا وهذا يعني أنها بدعة من الحاخامات وليس نصا يهوديا، فقال نعم وقدسناها، وهنا لا نريد أن نقول بأن غطاء الرأس لدينا نحن المسلمين بدعة، ولكن نقول لماذا لم يفكر العلماء المسلمين من إيجاد حل وسط وعلى الأقل في أوربا للنساء المحجبات من خلال طريقة بديلة مثلما فعل اليهود عندما اختاروا الباروكة، وهنا لا أدعوا للتشبه باليهود ولا الإقتداء باليهود واليهودية، كي لا يحمّل قولنا تفسيرا آخر. لهذا فأننا لم نقرأ نصا يثبت بأن شعر المرأة فتنة ويهيّج الشهوة ويقود للرذيلة، ولم نجد شخصا واحدا قال لنا أن من يثيرني في المرأة هو شعرها وإن وجدوا فهم قلة قليلة جدا ولأسبابهم الخاصة، لهذا فقضية الحجاب أصبحت قضية رمزية غايتها التميّز، وبأوامر إجتماعية، وتقاليد مناطقية وجغرافية قبل أن تكون قضية دينية، أي أنها قضية خاضعة لسلطات المجتمع في الحيز الذي تعيش فيه المرأة، و تلعب المنافسة والمباراة الإيمانية دورا كبيرا بقضية إنتشار الحجاب بين النساء، لذا فهناك عدد كبير من النساء يرتدين الحجاب بالوراثة أو بالإكراه نتيجة سلطات مناطقية أو إجتماعية أو بيئية، أو نتيجة خوف من الأب أو الأخ أو كبير العائلة، أو نتيجة الخوف من إنتقاد الناس في البيئة التي تعيش فيها المرأة، وحتى تجبر أحيانا على الحجاب من خلال فرمانات الزوج، لذا فالكثير منهن يتمردن على الحجاب حال خروجهن من تلك الحدود الجغرافية والإجتماعية، فإن كنا نؤمن بالإسلام فهذا يعني بطلان الحجاب بهذه الطريقة، كون الإسلام يؤكد على مسألة في غاية الأهمية وهي “لا إكراه في الدين”.
  يجب إحترام قرار الدولة التونسية حول الحجاب أما الزاوية الأخرى فهي النص الذي يؤكد بأن “الناس على دين ملوكها” فهي ليست عبارة عابرة، وعندما أطلقها قادة الإسلام والمسلمين فلها مدلولاتها الوضعية والعصرية، أي أن لكل دولة قوانينها وتعليماتها ويجب على الجميع إحترامها، لأن العدل والمساواة والأمن أهم من الحجاب بالإكراه، فبالنسبة الى تونس فهي دولة مسلمة، وقيادتها من المسلمين وفيها المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وفيها دعم كبير من قبل الدولة الى الباحثين في المجالات الإسلامية، ولكن القيادة في هذا البلد تقول وبوضوح أننا نؤمن بإسلام يتماشى مع المتغيرات التي طرأت وتطرأ في العالم، ونؤمن بإسلام ليس فيه الغلو ولا التكفير للآخر مهما كان مذهبه ودينه كي تسلم الدولة والمجتمع من الصراعات الجانبية، ونحن معها في هذا، خصوصا وإن المنطقة تهتز وفي حالة غليان نتيجة هذا الغلو، ونتيجة موجة التكفير المنتشرة في كثير من البلدان العربية، لذا فالقيادة التونسية لا تريد إستنزاف ميزانيتها من أجل هزات جانبية، ومن أجل موجات من الغلو والتطرف، بل تريد الميزانية لتنمية البلد وأحوال الناس وتنمية الفكر والعلم، ونحن معها في هذا أيضا. لذا فإحترام الدول وقوانينها واجبا شرعيا ليس من باب نظام الملك والمليك والطاعة العمياء، بل من باب الأهم يسبق المهم، فمثلا.. حوّل لنا جميع العراقيات الى سافرات (غير متحجبات) وأطرد لنا الإحتلال، وفرق الموت الجوالة بشعارات إسلامية، وإبعد رجال الدين المتطرفين عن الحكم في العراق، حينها سنعطيك عراقا نموذجيا بإسلامه وألتزامه وأمنه وقوة لحمته. لذا فالحجاب قضية عائدة للشخص نفسه، وعائدة للتداول مع عائلته، وعائدة لحسبان الضرر الشخصي والعائلي والوطني، فمثلا نحن ضد أي مؤسسة بالعالم تطرد فتاة من عملها أو لا تقبلها كونها محجبة، ولكننا ضد الفتاة المحجبة التي لا تلتزم بقوانين وتعليمات المؤسسة التي تعمل بها، وضد الفتاة المحجبة التي تجلس في البيت دون عمل تحت عناد مجنون من خلال الإصرار على الحجاب، لأن القضية عائدة للعقل وديننا دين عقل ويلامس العقل ويؤكد عليه، فإن المؤسسات التي “زعلت” منها الفتاة لن تخسر بل الذي يخسر هو الفتاة المسلمة، والذي يخسر هو الإسلام حيث ستكون تلك الفتاة حديث الآخرين سلبا، لذا لا يجوز لأي إنسان مسلم أن يجلب لدينه وشعبه ووطنه وأمته السلبيات وأينما كان، لأنها ثوابت عامة وليست خاصة بالفرد المسلم، لذا عليه تغيير نهجه عندما يكون معوجا أو على خطأ. وبنفس الوقت على القيادة التونسية أن لا تتعجل بإتخاذ القرارات المتسرعة مثلما حصل إتجاه قناة الجزيرة الفضائية أخيرا، لأن القضية كانت موجودة في الصحافة والصالونات الثقافية والسياسية وبشكل معروف، وليس من حركها قناة الجزيرة أو مذيع في الجزيرة، ونقصد بذلك مسألة الحجاب، لذا فالجزيرة مهمة لبلد مثل تونس، ومهمة للشعب التونسي، ومهمة جدا لقيادة تونسية تريد توسيع الإصلاح والإنفتاح بطرق أكبر وافضل، فيكفيها فخرا أنها لم تعتقل الذين قرروا العودة الى تونس وهم من المعارضين، ولكن يبدو أننا في مرحلة التهريج السياسي حيث يصل المعارض العربي الى مطار بلده ليصطنع أي معركة ومع أي شرطي أو موظف في المطار أو خارج المطار ولأتفه الأسباب من أجل صنع قضية يتكلم عنها الإعلام، ويكون بطلها ومن خلالها يتحول الى المعارض الأوحد، فالحذر من هكذا معارضين.
نحن بحاجة الى ثورة إجتهادية تعطي الأحكام التي تتماشى مع الزمن الحالي فكل ما تقدم يحتم علينا النهوض بثورة “الإجتهاد” ومغادرة القوالب، لأن المجتمع بحاجة الى حلول تتماشى مع المتغيرات التي طرأت وستطرأ على المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى الدول والشعوب والقوانين، فمن غير المنطقي أن تحل مشكلة إسلامية تحدث اليوم من خلال حلول قدمها الترمذي أو إبن كثير مثلا، فالرجلان عاشا حياتهما وعصرهما وأعطيا الحلول وجزاهما الله كل خير وأسكنهما فسيح جناته، لهذا نحن بحاجة الى رجال يطورون أقوال الصحابة والأئمة رضي الله عنهم جميعا، كي تكون أقوالهم أساسا لإنطلاق ثورة تصحيحية وتجديدية من أجل إستنباط الأحكام والفتاوى التي تريح الناس والمجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر، وتخلصها من ثقاقة القوالب التي أصبحت لا تتماشى مع العصر الحديث، ولابد أن تأخذ بنظر الإعتبار التراكم والفاصل الزمني، ومن ثم تأخذ بنظر الإعتبار القفزات الإجتماعية والزمنية والتاريخية والإنسانية والمعرفية والعلمية والإقتصادية وغيرها. ثم يكون الإعتماد على ممارسة الحجاب الفكري المنفتح بدلا من حجاب الملبس، أي من خلال تثقيف الرأس وملأه بالمعرفة والعلم، وليس من خلال تغطيته بخرقة سوداء أو ملونة وهو فارغ، أي تثقيف الفتاة والفتى من صغرهم على الحلال والحرام والصدق، وعلى كيفية إحترام القانون، ونشر ثقافة الدفاع عن الوطن، وعلى مبدأ الحوار وتفهم الآخرين، وكيفية الدفاع عن نفسه فكريا ومعرفيا، وليس من خلال الصراخ وحرق أعلام ومؤسسات الآخر بل من خلال الحوار البناء، فالحجاب الفكري الذي يعلم حدود حرية الفتاة،ويعرفها بتاريخها وعادات مجتمعاتها، ويعطيها صورة عقلانية محايدة عن الأديان الأخرى، وعن المدارس والشعوب الاخرى، فهو كفيل بتكوين جيل إسلامي مؤنث وحتى مذكر على درجة عالية من الإلتزام ومعرفة الحدود والإبتعاد عن الأخطاء، ونتيجة ذلك تتكون لدينا بيئات صالحة. فهل لدى الآباء والأمهات هذه القابلية، فإن كانت موجودة فليباشروا بها، أما العائلات التي لا تتوفر بها هكذا قابليات نتيجة الضعف المعرفي في تلك العائلة أو نتيجة الأميّة، فعلى الدولة مساعدة هذه العائلات بتربية أولادهم على الإسلام الفكري العادل والمعتدل، وتعليم الفتاة على الحجاب الإسلامي من خلال الفكر ومعرفة الحدود، لهذا فنحن نعتقد إن أغلبية العائلات تلجأ الى (تكفين) رأس الفتاة بالحجاب لأنها تهرب من الواجب الشرعي، وتطبق تعليمات قبلية أو بيئية، وتتهرب من المسؤولية التي تحتم عليها أن تعلمها فكريا، وتعلل لها قضية مهمة وهي “لماذا تضع على رأسها الحجاب وما الغاية منه؟”، لأن التعليل مهم جدا للأبناء، فعندما تمنع أبنك من عدم الاستمرار بصداقة الفتى خالد، أو تمنع إبنتك من عدم مصاحبة الفتاة سناء، ودون تقديم التعليل والأسباب المقنعة، فلا تتوقع منهما الإلتزام بطلبك، لأنهما سيبحثان عن معرفة الأسباب بنفسيهما، وهي حالة إنسانية( حالة الفضول) وعندما تكون أنت محق بأن خالد يتناول المخدرات عل سبيل المثال، فنتيجة بحث أبنك عن أسباب منعك أياه وعدم تقديم الحجة والتعليل له من قبلك، ربما يقع إبنك في مستنقع صديقه خالد لأنه هو الذي ذهب بقدميه بدافع معرفة أسباب منعك له، فيقع في نفس خطأ خالد وأنت السبب، وهكذا بالنسبة لإبنتك إن كانت الفتاة سناء غير صالحة فتقع بنفس أخطاء الفتاة سناء،والسبب هو بحثها عن التعليل والأسباب، وكان يفترض بك أنت كأب أو انتِ كأم توضيح أسباب النهي أو المنع. لهذا فنحن بحاجة الى إعادة النظر بطرق وأساليب تربيتنا لأولادنا، وعلينا أن لا نملي عليهم ما نريد، بل نعلمهم ونشرح لهم، فلقد قال الإمام علي بن أبي طالب قولا خالدا وبإستطاعة أي إنسان الإقتداء به عندما يقرر أن يربي أولاده بطريقة مريحة له ولهم وللمجتمع “ربّوا أولادكم غير تربيتكم لأنهم يعيشون زمانا غير زمانكم”، فنحن نعادي المشاريع الغربية والصرعات الأميركية، ونستغيث ليل نهار ضد الغزو الثقافي ولكننا نترك أولادنا ليربيهم جهاز التلفاز، والذي أصبح رأس الحربة في الغزو الفكري والثقافي لمنطقتنا العربية ولمجتمعاتنا الإسلامية، فجرّب بنفسك وأنظر لإنفعال أولادك عندما يبدأ برنامج “ستار أكاديمي” وهو البرنامج الخطير جدا على مجتمعاتنا، والذي لم يقدم شيئا إيجابيا لأجيالنا ومجتمعاتنا، وهناك قسما من العائلات العربية والمسلمة تترك تربية الأولاد الى الخادمات الوافدات من دول غير عربية وأحيانا غير إسلامية، وهذا يعني هناك إصرار على تشويه النشء الجديد ومن قبل الأهل قبل الدولة. وتبقى مسألة التعليل والتوضيح مهمة جدا، فالمواطن بحاجة الى التعليل والتفسير من الدولة عندما تصدر الدولة قانونا ما أو تعليمات ما، وهكذا فالأولاد بحاجة الى تعليل وأسباب إجبارهم على لبس شيء ما،أو ممارسة عمل ما،أو رياضة ما …. فلا يجوز إصدار التعليمات وتطبيقها قهريا، وإن كنّا نلتزم بالإسلام أين تعليمنا لأولادنا الفروسية، المبارزة والسباحة؟، والتي نص عليها الإسلام من خلال أقوال واحاديث الرسول الكريم محمد (ص)، وقد قالها بصيغة الجمع أي لا فرق بين فتى وفتاة “علموا أبنائكم السباحة والرماية”. ويبقى المقال مجرد وجهة نظر قابلة للرد والدحض. وتبقى الغاية هي المشاركة بمعالجة الأخطاء، وكذلك إيجاد الحلول الى المسائل مهما كانت نوعية تعقيدها،ولا يوجد شيء مقدس أمام التحليل والتفكير العقلاني، فالمقدس هو كتاب الله وإياك أن تشرك به، ولكن لك كل الحرية بالبحث فيه ومن خلاله، فنحن لسنا في فترة القرون الوسطى وعصر الكنيسة والكهنوت، بل في القرن الواحد والعشرين، لذا علينا كسر القيود نحو التجديد العقلاني والمنطقي، ومن ثم كسر أقفال الصناديق التي تحتوي على أقوال وفتاوى مقولبة لغرض تجديدها وبث الروح فيها من خلال الإجتهاد والتطوير. سمير عبيد كاتب وباحث عراقي
 
(المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين بتاريخ 30 أكتوبر 2006)
 

 

     

تونس في 30/10/2006

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

بين الحجاب و فوكوياما خيط؟؟؟؟

حافظ بن عثمان

لقد أكدت أزمة النظام الأخيرة مع أبسط حقوق الإنسان في حرية المعتقد و مع كيفية التعبير عن هذا الانتماء العقائدي 

أن النظام في تونس مشكلته أكبر من مسألة لبس الحجاب وهو لباس شرعي للمرأة المسلمة بالنسبة للتي ترتديه. وهو رمز يدل على طائفة حسب تعبير النظام  وقد بادر النظام بتسييس موضوع  الحجاب  واشتغل بعض الدساترة بتفسير آيات سورة النور و لا أضنهم أقنعوا حتى بناتهم و زوجات بعضهم من المتدينات فما بالك بشعب لا يسميهم و لا يعرف حتى اسم الوزير الأول . ورغم أنه   فشل في سياسة امتهنها في العشرية الأخيرة من القرن الفارط سميت بسياسة تجفيف المنابع لينتقل إلى سياسة جديدة ربما سماها تمييع المنابع أو تطييف الساحة  ورغم بداية استعماله لألفاظ تغيب عادة عن ذهنية الشعب التونسي و يريد أن يستحضرها في الواقع  مثل الطائفية ولعل بعض الأخبار التي تذهب للحديث عن تشجيع السلطة في تونس للتبشير الشيعي و إيجاد الملل و النحل هو من قبيل سياسة المرحلة القادمة التي يجب الانتباه إليها فان جعبة الشياطين لا تخلومن الإبداع في الحيل وهكذا دواليك و لا تنتهي هذه السياسات الفاشلة و لا يتعظ اللاحق بالسابق و لا الخلف بالسلف ولكن اسمعوها من لدن حكيم عزيز وًٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ 0 يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون  0 سورة التوبة0 ولو كره المنافقون ولو كره بن علي ومن سيخلفه0لذلك أشاطر رأي الأستاذ و المفكر التونسي راشد الغنوشي بأن لا خوف على الإسلام من أعدائه بل الخوف من صديق جاهل و لاخوف على الإسلام من الحرية لأنها رسالته 0 متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرار0عمر ابن الخطاب0 ولا تستقيم عبادة ولا إيمان و لا مسؤولية إلا بحرية0لا إكراه في الدين0سورة البقرة0 ومن مازال يعتبر أن هنالك حرية تجزئ و أن هنالك حرية أخرى تحدد  فاني أدعوه بكل صراحة أن يلزم بيته ويكفيه من دينه عبادته و حسن خلقه وأجره على الله وحتى لا يدعي أحد العصمة فان الإسلاميين كغيرهم من الأيديولوجيين قد فقدوا لحضة الممارسة هذا المعنى الواسع للحرية و ألزموا أنفسهم بما لا يلزم ولكن لكل مرحلة ابتلا آتها ونقائصها و كلنا مجتهد فمخطئ أو مصيب لكن العبرة بالتطور و الاعتراف و الإصلاح و هذا ما لا يريد النظام في تونس أن يعترفا به رغم ادعائه الخطاب العلماني والعلمانية ليست بالضرورة محاربة الدين و لا إتباع سياسة القمع و الحد من الحريات0 فمثلا ومن مفارقات التاريخ أن العلمانية في أوروبا جلبت الديمقراطية و حقوق الإنسان  أما عندنا قد أتت بأنظمة مستبدة قامعة لكل حرية و محاربة للهوية مما جعل النظرة الأولية لدى الشعوب الإسلامية أن العلمانية هي نقيض الدين وهي لا تعني سوى الفساد و الاستبداد ْْْْرغم أن تجارب التاريخ الإسلامي تثبت بأن الاستبداد في عالمنا الإسلامي كان وليد الابتعاد عن جوهر الدين وأحدد جوهر الدين بما يعنيه من محاربة الاستعباد  ومجاهدة النفس للتحرر من الشهوات للرقي بالذات الإنسانية وتحقيق رسالة الاستخلاف في الأرض أي الإصلاح و العدل اللذين ينعدمان في غياب الحرية فان الأنظمة التي اتخذت من الغرب قبلة لمناسكها تأبى الاعتراف بما لا يستحق فعلا الاعتراف وتتنكر هذه الفئة الباغية على شعوبها   لحقائق التاريخ و اعترافات أعداء الإسلام بأنه الدين اللذي يمثل خطرا عليهم ليس لقوة المسلمين بل لقوة الإسلام و القيم التي يحتويها  وهذا ما انتبها إليه كل من فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ والأولى أن يسميه نهاية الرأسمالية وسقوط الغرب الحضاري و ما أكده هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات وهو تمويه إيديولوجي و دعوة لأبناء جلدته لشن حرب صليبية على الإسلام تكون استباقية للحد من هذا الخطر الإسلامي حسب زعمهم ولكل معاند أن هذين الكتابين لايمتان بصلة للفلسفة و البحث الموضوعي عليه بالعودة لدراسة تاريخ و علاقات هذين الرجلين و من ناحية أخرى فليستمع إلى شاهد من أهله كما يقول المثل و أقصد به المفكر الأمريكي نعومي تشومسكي وصديقه ادواورد سعيد ذلك الفيلسوف الفلسطيني اللذين ما انفكا يحذران و يجولان في العالم فاضحين السياسات الغربية وخاصة الأمريكية

  ابتدأنا المقال بموضوع الحجاب لنصل إلى موضوع آخر رغم أن العلاقة متسلسلة و لا يوجد شيء في العالم هكذا لوحده وأنه من الحكمة اليوم بل من البديهي أن يوسع الإنسان أفق نضره ولا يكتفي بالشكل دون المضمون و بالنتيجة دون المقدمات و بالأفعال دون الأقوال بل إننا نعيش في عالم هو بالفعل مفتوح حتى يلج منزلك و بأن في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها ما يفوق 6000 ما يسمونهم بمراكز الدراسات الإستراتيجية و الأستشرافية و ما تسمى أيضا بخزانات الأفكار وهي تشتغل ليلا ونهارا لتلج إلى تفاصيل عقلك وقلبك لتضع بين أيدي ساستهم التقارير والمعلومات الأكثر جزئية وتفصيلية وكل ذلك لتحقيق رسالتهم التي أشار إليها الشهيد علي شريعتي ما يزيد عن النصف قرن رسالة الاستكبار العالمي وما أنظمتنا إلا الحلقة الأولى في المواجهة بالنسبة إلينا قبل التحرر الكامل من سياسة الاستعباد الداخلي و الاستكبار العالمي لنبني هذه الأمة الواحدة التي شتتها الاستعمار فتداعوا علينا وصدق قول رسولنا صلى الله عليه و سلم وهو دائما صادق

حافظ بن عثمان


السلام إلى قارئي هذا الكلام !!!!

 
 الهارب من اسمه: ي س            أشهدكم أنني لا أريد الدعاية لأحد ولا حتى ” لطويل أو طويلة العمر” ولا الدخول والتنقيب في النوايا فتلك تكفل بها من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولكن شيطاني وشيطان الانترنت لم يبرحاني حتى أردياني وجاءاني بالصورة الوحيدة والفريدة التي تمنيت العثور عليها والتي أرهقني البحث عنها ويسوؤني أو يفرحني (لست أدري) أن أعرضها عليكم.   1 ـ  خبر أول:صورة وحيدة غريبة فريدة, (بدون تعليق)!!!  

هذه الصورة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي في البقاع المقدسة رفقة زوجته ليلى مع إحدى بناته وهما ترتديان ما تشاهدون

  2 ـ خبر ثان ( مع أسئلة) في إطار ” الحملة الوطنية ”  ضد الحجاب و المحجبات في تونس نشر   مقال ركيك اللغة والتراكيب غير ممضى  في صحيفة الحدث  الأسبوعية القريبة من السلطة و التي يرأسها المدعو عبد العزيز الجريدي وذلك بتاريخ 18 أكتوبر 2006 , و  مما جاء فيه: ”  لم يذكر تاريخ تونس القديم والوسيط حادثة عن الحجاب ولا ذكر في ذلك إلاّ في ما يخصّ (المومسات والعاهرات) اللاتي وجب عليهنّ إن غادرن (الماخور) الذي يشتغلن فيه أن يلبسن الحجاب ويغطّين أجسامهنّ كلّيا حتى العينين لكي يظهرن بجلاء للعامة ويعرف القاصي والداني أنّهنّ بائعات هوى… فتتجنّبهنّ النساء الأخريات..”.  1 ـ سؤال الى الرئيس التونسي هل زوجتك وابنتك كما تقول الحدث مومسان أم عاهرتان أم بائعتا هوى أم كلها جميعا؟ ثم متى غادرتا (الماخور) ؟,أنا لا أضنهما كذلك إلا أن تأكد لي فماذا تقول؟ سنرى ماذا ستفعل مع الجريدي وأمثاله,وما ستفعل في هذه الحملة؟؟ 2 ـ سؤال وتحدي لكل ” الصحفيين ” البؤساء و ” للذين يكتبون لهم ” هل ستقدرون مستقبلا على وصف المتحجبات ومنهن السيدتان المصاحبتان ” لولي النعمة ” (في الصورة أعلاه) بمثل هذه الأوصاف,أتحداكم أن يفكر أحدكم في ذلك فضلا عن أن يكتبه. 3 ـ الى عبد العزيز الجريدي أو إلى من كتب له المقال أو لكليهما:أرجح أنكما تتجهان الآن إلى بيت الحمام,,,,,,,,,,لا تنسيا أن تغيرا   ” البنطلون “.  

                                              الهارب من اسمه ي س         للإطلاع على المقال كاملا: http://tunezine.tu.funpic.de/plugins/forum/forum_viewtopic.php?146.last  
نقلت الوصلة عن تونس نيوز21 اكتوبر والذي نقلته بدورها عن منتدى 2006Génération Tunezine  بتاريخ 20 أكتوبر2006  
 


 

حوار حول قناة “الحوار”

نائلة غربال استاذة  ـ  صفاقس nayilanayila@yahoo.fr
عادت قناة الحوار للبث من باريس منذ مدة ليست طويلة وبدأت تحقق نجاحا هاما في استقطاب رأي عام  من التونسيين.. وتعد هذه القناة لصاحبها السيد الطاهر بلحسين المناضل التونسي المعروف منبرا اعلاميا متميزا ليست المرة الاولى التي يحاول فيها السيد بلحسين البث من باريس ولكن في كل مرة تعترضه مشكلة تعطل البث وبعض هذه الاسباب اداري وبعضها مالي ـ وللاسف ـ  فقناة الحوار الباريسية لا يمولها البترودولار*   ككثير من القنوات العربية. في نظري هذه القناة مبادرة شجاعة وممتازة ويمكنها ان تكون أداة للقوى التقدمية في تونس لمواجهة سياسية وفكرية للظاهرة الدينية والتيار الظلامي. وتأت اهميتها من انها تعتمد المواجهة الفكرية  والسياسية وليس الاكتفاء بالاسلوب الامني كما تفعل السلطة منذ سنوات طويلة ولم تحقق سياستها الا النتائج العكسية ( انتشار ظاهرة الزي الطائفي مثلا). ان المشكلة الرئيسية في تونس ولا شك هو وجود سلطة غبية تمارس العنف حيث يجب الدحض الفكري وهي  لا تعرف ولا تقدر على غير هذا الاسلوب فضلا عن الاستفادة من هذا الامكان المتاح. شخصيا لا اجد غباء اكثر رداءة من سياسة  السلطة في علاقتها بالقوى التقدمية وبالذات بقناة الحوار الباريسية اذ كيف يعقل ان تضيق عليها وهي افضل من يخدم الاستراتجية التحديثية المستنيرة ثم تتحدث بعد ذلك عن مكاسب المرأة التونسية. ولم يخل بهذا الغباء الا القليل من النابهين ولكن للاسف لم يعد لهم النفوذ السابق** وقد يكون ذلك لاعتبارات جهوية وليس وعيا باهمية استمرار قناة الحوار الباريسية لخدمة سياسة السلطة نفسها وبطبيعة الحال السلطة عدوة ما تجهل وينطبق عليها قول العرب قديما يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه. ــــــــــــــــــــــــــــ * مقال سابق للسيد الطاهر بلحسين. ** السيد عبدالله القلال وزير الداخلية السابق نصح الرئيس ونصح السيد مهني بتشجيع قناة الحوار من باريس.
 

تونس و الجزيرة.. مَن يخنق مَن؟

توفيق رباحي
 
هدية تونس لقناة الجزيرة في عيد ميلادها العاشر غلق سفارتها في الدوحة وسحب كل تمثيلها الدبلوماسي. وبيان احتجاج بسيط اللهجة لكنه شديد العتب يكشف عن شعور متراكم بالظلم والغبن.

بدت محاولة جيدة لـ افساد عرس تستعد له القناة القطرية بتحضيرات علي ما يرام. فقرار تونس اعاد بعث الاسئلة عن الجزيرة وصواب ما تعمل من عدم صوابه، والجدل حول هل عملها شجاعة تحسد عليها ام تهور يجب لجمه.
هيا بنا الي نقاش هادئ: كان (وسيكون) بامكان اية دولة عربية ان تتصرف تصرف الحكومة التونسية. وكان بامكان الحكومة التونسية ان تتخذ قرارها الحاد قبل سنة او اثنتين او اكثر. ولو لم تتخذه اليوم فكانت ستلجأ اليه بعد سنة او سنتين او ثلاث. فالعلاقة مع قطر بسبب الجزيرة لم تكن يوما جيدة، والسؤال كان متي (سيتخذ القرار) لا هل (سيتخذ)؟
وبهذا المنطق، يمكن لاي حكومة عربية ان تتصرف مثل تونس، لان التشابه بين هذه الحكومات كبير وموقفها من الجزيرة واحد والاختلاف هو في درجة تحمل النقد. المشكلة، في رأيي، ليست فيما تبث الجزيرة ، بل في كون طريقتها مرفوضة من الانظمة السياسية الرسمية. المشكلة ليست مع قناة، بل مع اسلوب عمل جديد لم يكن متاحا، بغض النظر عن عيوبه الكثيرة.
هل تحاملت الجزيرة حقا علي الحكومة التونسية او الحكومات العربية الاخري؟ يمكن الرد بالايجاب والغرق في الشرح وسرد الحجج الي الصباح. ويمكن الرد بالنفي والغرق في سرد الحجج كذلك الي ما لا نهاية.
اذاً، سؤال هل اساءت ام هل لم تسئ ليس هو الاهم. يجب ان ننقل النقاش الي مستوي اخر يخص مدي تقبل هذه الحكومات العربية، وكثير من النخب السياسية والثقافية الموالية لها، للنقد وحتي الاساءة الاعلامية (بمفهوم هذه الحكومات). ذلك ان ابواب النقد والاساءات مشرّعة علي مصراعيها، فالحكومات العربية تحمل من العيوب والمساوئ ولها من جبهات النقد ما لا يمكن السكوت عنه. وإن لم تكن الجزيرة لكانت (وستكون) قنوات اخري تختلف مع هذه الحكومة او تلك في وقت من اوقات بثها. لا اتحدث عن قناة (حانوت) تحترف ابتزاز حكومة تونس ـ او اية حكومة اخري ـ وبمجرد ان يُلقي بصرّة من الدينارات في فم صاحبها تتوقف عن الابتزاز بل قد تتحول 180 درجة.
 
ہہہ
 
يجب السؤال لماذا لم تغلق الحكومتان الامريكية والبريطانية سفارتيهما بالدوحة برغم حنقهما الشديد علي الجزيرة ؟ وايضا هل كانت الحكومات العربية ستبتز الحكومات الغربية مثلما تفعل مع قطر لو ان بي بي سي او سي ان ان او واحدة من القنوات الفرنسية بثت، وجميعها تفعل دون ان تنتظر او تسأل عن رد الفعل، ما لا يعجب هذه الحكومات؟

ربما هناك استثناء تمثل في احتجاج محتشم نقلته الحكومة التونسية لحكومة باريس علي تعاطي بعض الاعلام الفرنسي مع قضايا تونسية بعينها (اشهرها قضية الصحافي توفيق بن بريك قبل ثلاث سنوات). لكن القاعدة ان القنوات التلفزية الغربية لا تأبه كثيرا لوقع ما تبث علي علاقات حكوماتها الدبلوماسية مع الاخرين.
اعتقد ان جزءا من الجواب علي سؤال الفقرة السابقة يكمن في شعبية الجزيرة وسوابقها في كسر تابوهات سياسية عدة، بغض النظر عن رأي كل واحد منا فيما فعلت وتفعل.
والجزء الاخر اننا شعوب ومجتمعات غير متعودة علي النقد والاختلاف. هناك اجيال نشأت علي نمط اعلامي تلفزيوني واحد شمولي متشابه من دولة الي اخري. وعندما جاءت الجزيرة صُدمنا جميعا، حكاما ومحكومين. هؤلاء ينتظرون برامجها لرؤية كيف تتهجم عليهم و تسيء لهم. واولئك يتسمرون امام شاشتها للتشفي في حكام متسلطين لا سبيل للاحتجاج عليهم، فقامت الجزيرة بالدور وادت المهمة.
يحتاج الامر الي حكمة اكثر من الحكومات العربية في هذه المسائل. غلق مكتب الجزيرة او غلق السفارة في الدوحة او سحب الدبلوماسيين لن يكون الحل ولن يغيّر في شيء. انه سيزيد من شعبية القناة ومن افتخار الحكومة القطرية بنفسها برغم كلام وزير خارجيتها عن الحرج الذي تسببه له القناة. قطر مرتاحة لان العتب لن يصل مثلا حد عزلها، الا اذا بلغ الخيال درجة من الجنون وتصوّر لحظة ان تحالفا عربيا قويا سينشأ بهدف عزل قطر مثلما حدث مع مصر غداة توقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل.
يعرف العالم ان الجزيرة تحرج كل الحكومات العربية (ومعها قطر بنوع اخر من الاحراج)، وان جميع الحكومات اشتكت في يوم ما. ويعرف العاملون في هذه القناة والمقربون منها ان الحكومة التونسية هي اشد واكثر هذه الحكومات غضبا واحتجاجا. ويعرفون ان الحكومة التونسية، دون سائر الحكومات الاخري بما في ذلك الامريكية، نجحت اكثر من مرة في دفع القناة القطرية الي تغيير مضمون بعض البرامج المقدسة مثل الاتجاه المعاكس عن تونس والغاء بعضها في اخر لحظة. كما نجحت في مسح اشد معارضيها، الاسلامي راشد الغنوشي، من الوجود من خلال منعه من الظهور للحديث عن تونس في الجزيرة (في احسن الاحوال يظهر بين الفينة والاخري علي هامش مؤتمر ديني او فقهي متحدثا بسرعة في قضايا لا علاقة لها مباشرة بالسياسة. سألتُ الغنوشي قبل سنتين واستخلصت منه مرارة كبري وشعورا اكبر بالظلم والعزلة).
سألت مقرّبين من الجزيرة فقالوا يضع سرّه في اضعف خلقه وان تونس الصغيرة فعلت بالجزيرة ما لم تفعله السعودية وبريطانيا وامريكا . الاعتقاد الغالب هو ان الجزيرة كانت تتعرض للشأن التونسي بالنقد متي استطاعت الي ذلك سبيلا . فهي تمارس لعبة شد وجذب مع الجهات التي تحمي ظهر حكومة تونس في قطر وداخل مبني القناة.
 
ہہہ
 
لسوء حظ تونس وكل الحكومات التي تريد تكميم الاعلام الذي لا يعجب، لا يمكن اعادة الزمن الي الوراء. بات مستحيلا تصور الدنيا بدون الجزيرة . علي الجميع اللحاق او الصمت. وعليه، بدل ان تلعن الظلام اشعل شمعة. عوض ان تشتكي من اساءات الجزيرة ضع لها منافسا، أنشئ جزيرتك ورد علي قطر ولتتحوّل الدنيا الي مولد. حسنا فعل السعوديون بانشاء العربية ، فلولا الجزيرة ما كانت العربية ولا شيء يمنع وجود عربيات و جزيرات اخري في سوق من 300 مليون مستهلك (ناهيك عن الفكة في اوروبا وامريكا) يدينون لـ الجزيرة لان نجاح هذه الاخيرة لم يعد في ما تبثه هي بالذات، بل في ما يبثه الاخرون ايضا.

الي حد الان، الحكومات العربية الاقل غباء في هذا البلاء الذي اسمه الجزيرة ، هي المصرية والمغربية. بدل اعلان الحرب علي قناة صعب ترويضها، اختارت الحكومتان الشعار الانكليزي القائل اذا عجزت عن التغلب عليهم، انضم اليهم . والانضمام هنا هو فتح مكاتب بالقاهرة والرباط ومراقبتها عن قرب، وضمان ان يعمل بهما مراسلون مسالمون ليس من مصلحتهم اعلان الحرب علي حكوماتهم.
وعلاقة لا حرب ولا سلم مع انظمة وحكومات عربية بعينها، هي نقطة الضعف والمدخل لانتقاد الجزيرة والقول انها تتطاول علي دول وحكومات دون غيرها. وهناك نقاط ضعف اخري، مهنية، ناهيك عن السياسية. نعلم جميعا ان في كل دولة عربية (سجن) ابو غريب . وفي كثير من الدول غوانتانامو. لكن في الفضائيات العربية، في مقدمتها الجزيرة ، لا وجود الا لـ ابوغريب بغداد وغوانتانامو امريكا (وان لا احد ينتظر شيئا من القنوات الاخري). هذه القفزة النوعية المأمولة بعد عشر سنوات تحتاج الي شيئين: الرغبة والشجاعة، ثم استعمال صحافة التحري علي الطريقة الغربية.
والاهم من كل شيء، ان الجزيرة لن تنال العلامة الكاملة ما لم تمتلك شجاعة فتح موضوع القواعد الامريكية في قطر، بتحقيق وتحري من نوع سري للغاية او تحت المجهر او ببرنامج من ذلك النوع الصاخب الذي يقدمه فيصل القاسم. ولن تنال العلامة الكاملة ما لم تفعل بالمثل عن آل المرة الذين جُردوا من جنسياتهم لاسباب لا يعرفها غير من قرر معاقبتهم. وما لم تقم بـ زيارة خاصة للامير الاب وتسأله عن حال الدنيا بعد التقاعد .
هذا كلام مشروع وليس مؤامرة، وهو ايضا ذريعة خصوم قطر و الجزيرة للتشهير بها في الاعلام السعودي المتعدد الاذرع مثل الاخطبوط.
 
(*) كاتب من اسرة القدس العربي toufik@alquds.co.uk
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 31 أكتوبر 2006)


عن لقاء السيد زعتور بوزير التعليم العالي

حسن عرجونة
 
طالعتنا بتاريخ السبت 21/10/2006 جريدة الشروق بمقال مقتضبا للقاء أمين عام الإتحاد العام لطلبة تونس عزالدين زعتور المؤتمر 24 وقد تكرم وكعادته المدعو سفيان الأسود أحد صححححافيي الشروق وهو المحترف في مثل هذه الأمور بالحديث عن بعض المشاكل التي تطرق لها الأمين العام للإتحاد “حفظه الله” في مقابلته هذه،ونظن أن السد سفيان الأسود والسيد زعتور نسيا شرح بعض الامور فتكرمنا بهذه التفسيرات التي سنتناول فيها النقاط التي تحدث عنها الأمين العام للإتحاد واتفق فيها مع سيده الوزير.
 
• تواصل اجتماع المكتب التنفيذي لمدة ساعتين مع الوزير
وهذا كرم كبير من السيد الوزير خاصة وانه مقتنعا أن الببغاوات التي تقف أمامه هي الوحيدة اليوم التي بإمكانها مساعدته على كم أفواه المنادين بفشل برامج السيد الوزير التعليمية ورغبتة في تمرير منظومة إمد عبر موافقة الجناح الانتهازي في الإتحاد كما فعلها مع مقبوريهم السابقين وموافقتهم على “الكاباس”.
• نظر السيد الوزير مع زعتور في بعض ملفات السكن والمنح والترسيم وهذه النقطة أثارت دهشتي خاصة وأنا أعلم كما غيري أن الطلبة ومشاكلهم لم تكن تعني من قريب أو بعيد السيد زعتور وجماعته وأن هذه العناصر المخربة التي تضع يدها المشوهة بآلام الطلبة على هذه المنظمة منذ المؤتمر ألإقصائي 23 لا هم لها سوى خدمة مصالحها ومصالح أسيادها.
• أذن السيد الوزير بتشريك زعتور أو أحد رجالاته في اللجنة الوطنية للإشراف على منظومة إمد،هذه المنظومة التي ناضل الطلبة وليس اتحاد الطلبة”زعتور”من أجل دحرها خاصة وأن كل ما تطرحه هذه المنظومة والتي جاءت كغيرها إملاءا على السلطة من الدوائر الغربية لا تخدم مصلحة الطلبة بل ستراكم نفس إفرازات الكاباس والمعاهد التكنولوجية العليا والمتمثلة في آلاف المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد بفعل تبعية الاقتصاد التونسي للدوائر المالية العالمية وارتهانه لتوجهاتها.أما السيد الوزير والذي يؤكد نجاح المنظومة في فرنسا فنؤكد له أن فرنسا لا تستقيم كمثال لنجاح التجربة في تونس خاصة وان الاقتصاد الفرنسي بإمكانه أن يستوعب إفرازات هذه المنظومة وخاصة البطالة بحكم التخطيط السياسي والاقتصادي المتطور أما في تونس فطالما هناك دمى تطبق ما يمل عليها وتعلن الولاء على كل المنابر فلا أمل ولو بـــ1 % في نجاح هذه المنظومة وغيرها من البرامج.
 
• الهوية التونسية؟؟تمسك زعتور بالعقلانية؟؟تظاهرات ثقافية لخلق التوازن النفسي؟؟ ومقاومة نزعات التطرف..
السبب الثاني لقبول الوزير لزعتور في مكتبه خاصة وأنه يعي تماما أن زعتور يمثل الرجل المناسب للهدف المناسب وقد سبق وتكاتفوا معا من أجل نفس المطالب،مزيد تخريب الجامعة التونسية عبر نشر الميوعة وتشجيع الطالب على مزيد الإنقتاح الملغوم على ثقافات هجينة هدفها الوحيد استهداف الهوية والإنتماء لهذا القطر والقضاء على كل ثقافة مقاومة بإمكانها خلق التوازن النفسي للطالب وللمجتمع،أما عن العقلانية فآخر من بإمكانه الحديث عنها هو الوزير وزعتور فقمع المناضلين التقدميين داخل الجامعة التونسية والتضييق على العمل السياسي داخل الجامعة التونسية وطرح برامج تعليمية وثقافية هجينة وتبني عملية التدجين والتهميش من قبل السيد الوزير هي اليوم من أهم الأسباب التي ساهمت في ظهور جيل لاعقلاني ولو سبق ووجد مثل هذا الجيل العقلاني لما بقي السيد الوزير الصادق شعبان ولا الأزهر بوعوني وزراء على جيل عقلاني قادر على فهم واستيعاب طبيعة مشاريعهم الملغومة داخل الجامعة وخارجها ولا نظن أن السيد الوزير يشجع على نهايته.أما السيد زعتور فلا نظن أن الانتهازيين والسماسرة بأحلام الغير بإمكانهم التفكير في سلامة المجتمع التونسي وهويته.
 
• زعتور يتعرض للاستفزاز يا للمصيبة؟؟؟
لن نسرد تاريخ زعتور في الإتحاد من صفاقس الى منوبة الى مقر الإتحاد الى التفرغ النقابي وغيره ولكننا سنشرح طبيعة هذا اللإستفزاز أو الرغبة في إبعاده وزبانيته عن الإتحاد العام لطلبة تونس والتي يناضل من أجلها كل المناضلين الأحرار داخل الجامعة التونسية،عمل هذا الأخير بمكتبه التنفيذي المؤتمر 23 و 24 على إقصاء كل المناضلين النقابين والسياسيين داخل الجامعة التونسية بكل الطرق الوشاية والتآمر والتملص من مناضلي الإتحاد الذين رفضوا العمل معه على تدمير الجامعة التونسية عبر إعلانه الولاء للسلطة ولبرامجها التدميرية داخل الجامعة التونسية وهذا ما يفسر الساعتين من وقت السيد الوزير وقد استطاع هذا الأخير وبمساعدة السلطة على إقامة مؤتمرين للإتحاد وهو الآن يخطوا خطواته تجاه المؤتمر 25 والذي نظنه اتفق مع السيد الوزير على طبيعته وتشكيلته التي يجب أن تشذ عن سابقاتها خاصة أن التشكيلتين السابقتين استطاعتا تحقيق كل مآرب السلطة داخل الجامعة التونسية مع عجز المكونات السياسية والنقابية الأخرى على استيعاب طبيعة تحالف زعتور مع السلطة والضربات الأمنية التي وجهت للكثير منهم لحماية السيد الأمين العام ومؤتمراته”الجماهيرية بالعائلات وخلانه في الحانات”وإن كان هذا الأخير يعتبر نضال الأحرار في الجامعة التونسية ضد الانتهازيين والسماسرة وبائعي الذمم استفزازا فإننا نؤكد لزعتور ومن والاه وعمل على تخريب الإتحاد والجامعة التونسية بأن لا مناص من النهاية طالما هناك مناضلين استفزازيين يتربصون بك .
 
• انشغال زعتور بتشغيل أصحاب الشهادات؟؟
هنا نقول إن لم تستحي فافعل ما شئت لماذا يشتغل منير خير الدين وعزالدين زعتور ولطفي المعروفي وفاروق الكوكي وعبد السلام العوني والقائمة تطول ويبقى الآلاف من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس “بطالة” لك الإجابة عن هذا السؤال والمعطلون من أصحاب الشهادات لو كانوا مقتنعين بانشغالك هذا والذي وصل مداه تبرعك بثمن كحول كل ليلة إلى لجنة وهمية لتشغيل خريجي الجامعة ملحقا باتحادك”الموقر”،لما تنظموا داخل اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الذي نظنك سمعت به خاصة وأن أنوف السماسرة تشتم كل شيء.


 

إلى ألأخ الأزهر عبعاب

 

كتبه عبدالجميد العدّاسي

 

لم أتمكّن من قراءة ما حبّرتَ في إبّانه، ولكنّ عناوين بعض الرّدود دعتني إلى مراجعة الصفحات السابقة بهدف الاطّلاع على المقال مسبّب الرّدود، فوجدّته على صفحات تونس نيوز بتاريخ 26 أكتوبر 2006. ثمّ رأيت بعد قراءته أن أكتب إليك هذه الكلمات الموجزة سائلا الله أن يجعلها خالصة صادقة:

 

1 –  لعلّك لم توفّق أخي في اختيار وقت الكتابة ولا الألفاظ المستعملة أو المجموعة المقصود رميها بالمقال، ما جعلك في ذات البوتقة التي حشر فيها ( ليصهر فيها ) وزير الشؤون الدينية ومستشاري سيادة الرّئيس والسيد الرّئيس، وقد عزموا أمرهم جميعا للدّفاع عن ” الدين التونسي ” متوخّين في ذلك محاربة ما جاء به دين الله الإسلام (إنّ الدّين عند الله الإسلام ). وما جعلك كذلك تسبح ضدّ التيّار، في الوقت الذي ارتفعت فيه كلّ أصوات التونسيين الأحرار مطالبين بالحريّة والكرامة، ومستنكرين الحرب المعلنة ضدّ نسائنا في تونس. ( إذا تطوّرت لديك حساسية النظر في مهاترات الغوغائيين القريبين من حركة النهضة، فانظر في ما تكتب أمّ زياد وما يكتب عمّي محمد العروسي الهاني وغيرهما ).

 

2 –  لا أدري لماذا تتّبع غيرك من المتربّصين، فتسيّس كلّ ما يهمّ الشأن التونسي لترمي به بعد ذلك بريئا في ميدان عجز المعارضة. أوَتُنكِرُ أنت أيضا نصّ الحجاب الوارد في محكم التنزيل، كي تجعله – كما يحلو للبعض تسميتها –  ” خرقة ” تبارز بها طائفة لأغراض سياسية أو سياسوية كما يقولون…

 

3 –  الفئة ” الناجية ” هي تلك الفئة التّي يسّر الله لها اتّباع سبيله فالتزمت بشرعه، أي أنّها فئة المسلمين ممّن لم يبدّل ولم يغيّر، ونحن التونسيون – وغم اختلافنا فيما بيننا – جزء منها إن شاء الله تعالى… فهل يجوز لمجموعة متهوّرة كهذه التي تحارب الحجاب والمتحجّبات أن تحرمنا من إمكانية الانتماء إليها، سيّما ونحن نتعامل مع ربّ رحيم يقبل توبة التائب ويغفر زلّة الآئب. فلماذا تخوّفنا بتهمة الانتماء إليها؟! ألم تكفك تهمة الإرهاب وقد ألصقت بعامّتنا؟!

 

4 –  لو صعدت أيّ تلّ أو نزلت أيّ واد من الرّيف التونسي، وسألت من اعترضك من النّاس ممّن لم يعرف ” نهضة ” ولا نهضة، عن الشأن التونسي لبكى لك الحال ولتمنّى عودة الرّوامة ( كناية إلى المستعمر من الكفرة ) لأنّهم أرحم بنا… أفتأتي أنتَ المثقّف، الإسلامي، القيادي لتقنعنا أنّ المسألة لا ترقى ( أو لا تنزل ) إلى المستوى الذي يسبّب كلّ هذا الضجيج؟!… وإذا وجدنا للإسلاميين تهمة التحدّث بالمقدّس، فبما تفسّر عدم رضاء بقيّة التونسيين من غير الإسلاميين… ثمّ ما علاقة تمسّك القيادة الإسلاميّة بالمناصب – مثلما بيّنت – وقضيّة نزع الحجاب من فوق رؤوس الشّابات هناك؟! ألا تراك تلوي الأعناق عن الحقيقة، شأنك في ذلك شأن من سبقك من المطبّلين والمسوّقين للفساد؟!… 

 

5 – أحسب أنّ الجميع يطالب باحترام الدستور ولا يزيد على ذلك، كما أحسب أنّ الكلّ مستعدّ للحوار من أجل إنقاذ تونس ممّا تردّت فيه ( إقرأ ما يكتب عمّنا العروسي عن أخلاق النّاس )، فهل التزم النّظام التونسي ” الخالي من العيوب، صاحب البرنامج السياسي الواضح، المعتمد على القيادات الشّابّة الطموحة ممّن لم يغز شعرها بياض ولا علا شفاهها شوارب ” بتطبيق الدستور؟!…ألا ترى في ذلك إجحافا وظلما يصعّب على المدّاحين المدح؟! إنّي والله أرى ذلك، وأشفق على كلّ مادح وأخشى عليه من نتيجة الكذب…

 

هذه، أخي، بعض النّقاط، أردت أن يكون فيها بعض التشديد بهدف إيقاظك وإنقاذك ممّا أنت فيه من التلبيس على نفسك قبل غيرك، فإنّ القوم هناك لم يُبقوا مجالا لمناصرتهم، وإن بسطوا بعض الأيادي القذرة لاستقبال من غلبهم شوقهم لرؤية الأهل والأحباب بالرّبوع… ودمت وأهلك في حفظ الله…


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                             تونس في 02/11/2006 

 

الرسالة 156 على موقع الأنترنات تونس نيوز      شكرا لموقع الأنترنات تونس نيوز

الحلقة الثانية و الأخيرة من الرسالة المفتوحة للتاريخ الموجهة لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحوّل

 

توقفت يوم أمس 31 أكتوبر 2006 في الحلقة الأولى ضمن الرسالة التي وجهتها إلى سيادتكم عبر موقع الحرية موقع الأنترنات تونس نيوز وهي الرسالة الأخيرة رقم 14 منذ يوم 26/12/2005 حسبما بينته في الرسالة المشار إليها و توقفت عند ذكر النقائص بمناطق الظل و اعطيت مثالا بمنطقتي الحجارة معتمدية الحنشة التي تبعد عن مركز المعتمدية بنحو 24 كلم و تحدثت طويلا عن حرمان 87 أسرة من منطقة الحجارة الحنشة من الماء الصالح للشراب رغم انّ مشروع إيصال الماء الصالح للشراب للمنطقة تم سنة 2000 بدعم من سيادتكم عن طريق الشركة التونسية لتوزيع و استغلال المياه و بقيت 87 اسرة محرومة من إيصال الماء الصالح للشراب … و 33 أسرة بجهة البطاطحة الجملة 110 عائلة محرومة طيلة 6 أعوام …ماء الصافية الذي شرب مجانا أكثر قيمته أكثر من إيصال الماء للحجارة من طرف المسؤولين بولاية صفاقس هذا و في إطار التقسيم الترابي و التنظيم الإداري الذي أشرت إليه في الحلقة الاولى يوم 01/11/2006 فإني أوضح لسيادتكم بأنّ منطقة الحجارة متاخمة لمعتمدية الجم ولاية المهدية تبعد بنحو 8 كلم فقط على الحجارة بينما معتمدية الحنشة تبعد 24 كلم و من المنطق و الضروري أن تكون منطقة الحجارة تابعة لمعتمدية الجم في إطار تقريب الخدمات الإدارية للمواطن و انّ الجم قلب الريف المحيط بست معتمديات مجاورة هي السواسي و شربان و هبيرة و أولاد الشامخ و بومرداس و الجم هي الأولى التي تستحق إحداث ولاية جديدة رقم 25 و هي تظم 6 معتمديات حاليا مع إحداث معتمديتين جديدتين بكل من كركر و التلالسة فتصبح الجم تشتمل على 8 معتمديات و هي تاريخيا عاصمة كبرى منذ القرن الثالث ميلادي

عاصمة في عهد الرومان في القرن الثالث ميلادي و بها قصر شاهق يشهد على حضارة 1800 سنة مضت ضروري أن تحظى بالعناية و تكون ولاية في العهد الجديد

 و هي في الأولوية قبل منوبة لأنّ التنمية و تقريب الإدارة من المواطنين قبل كل شىء قبل الأمن و لا يعقل أن تكون معتمديتي هبيرة و أولاد الشامخ البعيدتين بنحو 103 كلم على مركز ولاية المهدية تستمر على هاته الحالة و قتا طويلا بينما الجم عاصمة و محيطة بكل الجهات تبعد بنحو 40 كلم على أولاد الشامخ و هذه المناطق قريبة إلى الجم من المهدية و من الغبن أن تبقى الجم أو السواسي لم يشملها التقسيم الترابي الجديد و لعل الجم تكون الولاية 25 في العهد الجديد و جبنيانة الولاية 26 و السخيرة او المحرس الولاية 27 اليوم تابعتين إلى صفاقس و ماطر الولاية 28 و قرمبالية الولاية 29 و لا يخفى على أحد أنّ عدد السكان بلغ اليوم بولاية صفاقس حوالي مليون نسمة و لم يشملها التقسيم الترابي منذ الاستقلال 1956 وولاية نابل اصبحت اليوم تعد حوالي 700 الف نسمة و تليها بنزرت حوالي 600 ألف نسمة و من المنطق مزيد العدل السياسي و الإجتماعي لهذه الجهات حتى يتمتع المواطن بأرياف هذه المناطق بمزيد التنمية و العدالة الاجتماعية في العهد الجديد هذا و في خصوص إنجاز الطريق بمنطقة الحجارة التي أنجز عام 1999 فحدّث و لا حرج

فإنّ حوالي مليار خصصته الدولة عن طريق تمويل الصندوق الوطني للتضامن 26 / 26 و لكن مع الاسف هذا الطريق أصبح اليوم خاربة و معطبة و غير صالحة و عيوبها برزت للعيان

لوقام بالأشغال جيشنا لربحنا 700 ألف دينار ولكان الطريق أسلم و أنفع للناس و في بوثدي معتمدية منزل شاكر الطريق الذي أنجزته فرنسا عام 1886 مازال صالحا لحدّ الساعة و الفرق واضح 120 سنة كاملة و طريق بوثدي صالحة أما طريق الحجارة التي انجزت عام 1999 معطبة لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم هذه مقاولاتنا و أشغالنا و اصحاب المنافع و حب المال و الثراء على حساب الشعب المسكين.  

هذا في خصوص الماء الصالح للشراب و الطريق المعطبة

أما طلبنا الملحّ لتحويل مدرسة ابتدائية أنجزها الصندوق 26 / 26 عام 99 إقترحنا تحويلها إلى مدرسة إعدادية و و لكن مع الأسف هناك ايادي حالت دون تحقيق هذا المطمح رغم أنّ سيادتكم أوليتم إهتماما و عناية بالموضوع و احلتم الرسالة إلى الإدارة الجهوية للتعليم بصفاقس و المثل يقول أنّ  أقلام البهتان و قول الزور تفنى و  تبقى أقلام الحق إلى قيام الساعة بإعتدال

و انّ مدرسة جاهزة تتحوّل في منطقة ظل بعيدة نائية إلى مدرسة إعدادية تكون شاهدا على حسن الأعمال أفضل من بناء مدرسة إعدادية بقلب المعتمدية التي بها 4 بالتمام و الكمال و القرية الريفية تبعد 48 كلم على المعتمدية ذهابا و إيابا ياسر على التلامذة الصغار و مكتوبنا له 6 اعوام و إحالتكم وردت على المندوبية الجهوية و لم تأخذ بعين الإعتبار لاسباب يطول شرحها لأنّ أهل الذكر لهم إعتبارات أخرى في الميزان … و لو كانت في عهد وزيرنا الصادق القربي لقرب موعد الإنجاز لأنه صديق الجميع بإقتدار … هذه الرسالة رقم 14 التاريخية لعل و عسى أن تكون لها الابعاد الإيجابية إذا وصلتكم و لم يحسبها متربص أو رقيب لا يريد أن تصلكم المعلومات في الصبح و العشية سامحهم الله في السابق أخفوا عليكم بالحساب 13 رسالة و كما يقولون بلغة الاجداد طزينة عدد الأشهر القمرية و لست ادري ماهي الأسباب و ماهي غاية الإخفاء و ماهي فائدتهم من ذلك و التاريخ لا يرحم يا سيادة الرئيس هؤلاء القوم ما هي فائدتهم من إخفاء الرسائل ؟

وأردت أن اكون وفيا مخلصا و ربما لم أعش للذكرى العشرين عام 2007 لأنّ الأعمار بيد الله السميع العليم و عمري اليوم 66 سنة وفات عمر الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم بثلاثة أعوام و الموت حق وواجب و المؤمن الحق الذي يستعد لها و للرحيل قال الله تعالى : إنك ميت و أنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون صدق الله العظيم و قال في كتابه العزيز إنّ عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و اشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا صدق الله العظيم

و لهؤلاء الأنفار أقول أنّ الموت داهم لا محالة و الحساب وارد للجميع و قال الله إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا صدق الله العظيم

و أنّ أفعال اليسار و الشيوعيين لا يفرّح و لا يطمئن أحدا و قد الحقوا الضرر بالآخرين حقدا و تحاملا و إساءة للأخلاق و القيم و المناضلين الأحرار و لا يسعون إلا لكسب المال و الجلوس في مقاهي ثمن الفنجان الواحد خمسة دينار قال الله تعالى : و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما صدق الله العظيم

و انّ هؤلاء سماسرة الزمان و همهم جمع المال قال الله تعالى و يحبون المال حبا جما صدق الله العظيم  حذاري من هذا الرهط و الدهر غدار و حذاري من أصحاب الوجوه المتلونة في واضح النهار و حذاري من تقلبهم في الليل جهار و قال الله في شأنهم عزّ من قال أفمن زين له سوء عمله فرأه حسنا فإنّ الله يظل من يشاء و يهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إنّ الله عليم بما يصنعون و قال الله تعالى : إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب صدق الله العظيم

حذاري من اهل النفاق و الفتنة و الشقاق و استغلال النفوذ و في بيان السابع من نوفمبر

فقرة هامة لا لإستغلال النفوذ و التسامح و التساهل في أموال المجموعة

فقرة هامة يجب المحافظة عليها و دعم و صيانة معانيها و حذرا من الصائدين في الماء العكر و المؤمنين بسياسة فرق تسد و إغتنام الفرص و لو بخمسة دقائق كلام في تلفزة عربية لجلب الإهتمام و من أجل نسيان الماضي و الشهرة على حساب أصحاب المبادىء من الدستوريين الأحرار هؤلاء متفنون في الضرب على الأوتار و يلعبون بالطبل و يحدقون المزمار و يعرفون انفسهم أنهم جائوا من أجل كسب الدينار

و هم في الواقع ليس لهم رصيد نضال و لا راس مال ما عدى حذق الضرب على الطار قال الله تعالى : تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى صدق الله العظيم

سيادة الرئيس،

هؤلاء إكتسحوا الساحة جهارو اثمروا و عمروا في مشوار و ابعدوا أهل الأنفة و العزة من الدار بتفننهم و حذقهم لاستعمال التمثيل في مشوار و قلوبهم خاوية من شهامة الاحرار حذاري حذاري حذاري من هؤلاء الأنفار جاؤوا من اجل ابتزاز الأموال بالجهار و علمنا انّ فنجال قهوة لأحدهم تساوي خمسة دينار و بالحساب كل يوم 3 فناجيل بخمسة عشرة دينار تعادل منحة 3 مقاومين من حزب الاحرار أو شهرية عامل حددت له على حساب الاجر الأدنى بـ 225 دينارأو منحة عائلة معوزة لمدة 90 يوما بالتمام 145 دينار في كل 3 اشهر للعائلة المسكينة تساوي فنجلين قهوة لصاحب الفكر الشيوعي و اليسار لمدة أسبوعين و جملة مدخول مثل هذه الأنفار في الشهر تعادل منحة 200 مناضل قاوم الإستعمار و ماهو دورهم في هذا العصر و الزمان هو نبش الماضي و التنكر للأحرار و قلب الفيستة في مشوار أو التهجم على الدين الإسلامي و الخمار و القفز على تاريخ الدستوريين الأبرار و شتم و ثلب الزعيم القائد المغوار و بالأمس كانوا ضد النظام يتكلمون بلغة التجار من أجل حفنة من المال بحساب الدولار ثم تراجعوا في مشوار و أصبحو يمدحون أهل الدار و لا غرابة أنهم سيعودون للمزمار و الطبل و الضرب على الاوتار إذا وجدوا من يدفع أكثر بالدولار الضرب على الأوتار أو بالدينار المهم عندهم الضرب على الاوتار أو بالدينار بشتى أنواع الافتراء و البهتان و التهجم على أصحاب الدار و المال هدفهم و الشهرة كسبوها في مشوار قال الله تعالى : إنّ المنافقين في الدرك الأسفل في النار صدق الله العظيم

و في آية أخرى قال الله تعالى : فليضحكوا قليلا و يبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون صدق الله العظيم و قال و نضع الموازين القسط اليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و أن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين صدق الله العظيم و قال الله تعالى عليها تسعة عشر صدق الله العظيم

و لعل هذه الذكرى تسعة عشر  و مسك الختام عسى ان تكون رسالتنا الختامية هذه هي مسك الختام و لعلّ الله يبدّل أيامنا بخير منها و يبصّرعباده الصالحين للنور و لما فيه خير المجتمع و الدين و الوطن إنه سميع مجيب قال الله تعالى إنّ الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعضكم لعلكم تذكرون

ملاحظة : ما ورد في الرسالتين المفتوحتين للسيدان وزيرا الشؤون الدينية و العلاقات بمجلس النواب و الاتصال فيها ما يكفي من التوضيحات و الله ولي التوفيق و الله أكبر على من طغى و تجبروقال الله تعالى بلساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر صدق الله العظيم.

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354


قيادي اسلامي يعرض غصن زيتون على الجيش الجزائري

الاربعاء (الجزائر) (رويترز) – ابلغ سياسي اسلامي معارض بارز رويترز في مقابلة أن الجيش الجزائري له دور مهم في اقرار السلام والديمقراطية في الجزائر بعد صراع استمر أعوام. وتمثل هذه التصريحات التصالحية من جانب رابح كبير أكثر تصريحات الزعماء الاسلاميين ايجابية بشأن الجيش منذ تفجر العنف في الجزائر عام 1992 في اعقاب الغاء انتخابات عامة اوشكت الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة الان والتي ينتمي اليها كبير على الفوز فيها. وكان كبير وهو ثوري تحول الى اصلاحي قد جذب انتباه البلاد باعلانه تأييده لجهود السلام التي تبذلها الحكومة منذ عودته في سبتمبر ايلول بعد 14 عاما في المنفى. وقال في المقابلة “الجيش مؤسسة تمثل العمود الفقري في اي دولة على اعتبار انها تحمي البلد وحدوده خاصة في المرحلة الانتقالية التي نمر بها.” وأضاف كبير متحدثا خلال زيارة لمدينة الاربعاء جنوبي الجزائر العاصمة “الجزائر لم تصل بعد الى مستوى الديمقراطية الذي نسعى اليه. الجيش يمثل الان الضمانة الحقيقية لبلوغ الاحزاب مرحلة تكون فيها قادرة على حكم البلاد.” ومضى يقول “عندما تكون الاحزاب قادرة على الحكم حينئذ ينسحب الجيش ليؤدي دوره كما هو محدد في الدستور.” وتشير اشادته غير المعتادة بدور الجيش في ضمان الامن والاستقرار السياسي الى تعميق التقارب بينه وبين الحكومة التي سعت لاجتذاب الاسلاميين الى التيار الرئيسي للحياة السياسية بشرط ان ينبذوا العنف. وتحدث كبير مع رويترز بعد ان أم صلاة العشاء التي شارك فيها نحو 30 من زملائه ومن بينهم العديد من مؤسسي الجبهة الاسلامية للانقاذ وجناحها العسكري في منزل مساعد له في هذه البلدة التي تشتهر بزراعة الفواكه. وبعودته من المانيا أصبح كبير وهو في أواخر الاربعينات من عمره أول زعيم من الجبهة المحظورة يعود من منفاه الاختياري منذ ان بدأ الجناح العسكري للجبهة تمردا عام 1992. وما زال العديد من قادة الجبهة الاخرين خارج البلاد. واندلع التمرد بعد ان الغت السلطات المدعومة من الجيش انذاك انتخابات برلمانية كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز فيها. وتشير التقديرات الى مقتل قرابة 200 الف شخص في الصراع. وانحسر العنف الى حد بعيد في الاعوام الاخيرة. وما زالت الجبهة الاسلامية للانقاذ محظورة كما لا تزال حالة الطوارئ التي اعلنت عام 1992 سارية. ويقول الجزائريون ان الجيش يمارس نفوذا كبيرا على شؤون البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962. واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان الجيش بارتكاب انتهاكات جسيمة في قتاله مع المتشددين مثل حالات الاعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء والتعذيب. وردت السلطات بأن اي انتهاكات وقعت ارتكبها افراد انطلاقا من دوافع شخصية. واقر رئيس اركان الجيش الجزائري محمد العماري في مؤتمر صحفي في يوليو تموز عام 2002 بأن الجيش تدخل في السياسة بعد انتخابات عام 1991 لحماية الجمهورية من نظام ديني شمولي في اشارة الى خطط الجبهة لاقامة حكم اسلامي في البلاد. لكنه قال ان الجيش عاد بعد ذلك الى دوره المنصوص عليه في الدستور وهو الدفاع عن البلاد. ويرى مراقبون أن الجيش سيواصل معارضة أي محاولة من جانب الاسلاميين لاقامة نظام حكم اسلامي متشدد. وقال كبير الذي يدعو الان الى الديمقراطية القائمة على التعددية انه يرى الان ان الجيش يحمي الاصلاح. وأضاف “الجيش مؤسسة دستورية وهو العمود الفقري في اي بلد. انه مؤسسة محترمة خاصة خلال المرحلة الانتقالية كما هو الحال بالنسبة الى الجزائر. الديمقراطية تتقدم في الجزائر والجيش يمثل الضمانة باننا لن ننحرف عن هدفنا المتمثل في بناء الديمقراطية في الجزائر.” وتابع “تعلمت الكثير في الغرب خاصة في المانيا حيث قضيت اكثر من عقد. تعلمت النزاهة في تطبيق الديمقراطية. الانتخابات حرة ونزيهة. الحزب الذي يفوز بالاغلبية يقود البلاد والحزب الذي يحوز الاقلية يواصل نشاطه السياسي.”   من وليام ماكلين والامين شيخي (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 31 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

نص مقابلة رويترز مع رابح كبير بشأن الوضع السياسي والامني في الجزائر

 

الجزائر (رويترز) – فيما يلي النص الكامل لمقابلة مع العضو البارز في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في الجزائر رابح كبير الذي قال انه يدعم الجيش في حربه ضد الاسلاميين المتشددين المسلحين مضيفا ان للجيش دورا يقوم به الان لاحلال السلم وارساء الديمقراطية بعد سنوات من الصراع.

 

سؤال.. ما هو ردكم على تفجير شاحنتين مساء الاحد بالقرب من العاصمة مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص..

جواب.. ما حدث عمل ارهابي ادينه واعتقد انه جاء ردا على الحركية السياسية التي بدأت تميز البلاد منذ عودتنا الى البلاد. هذه الحركية اعطت الامل للجزائريين ان هناك مخرجا للازمة. هذه الحركية جعلت الذين يستفيدون من الازمة لا يعرفون ماذا يفعلون للحفاظ على مصالحهم. سيفشلون في محاولاتهم المعزولة. اعداء المصالحة الوطنية يحاولون الان توقيف هذا المسار لكنهم لن ينجحوا لان المصالحة لن تعود الى الوراء لانها تحظى بدعم الشعب والسلطة. ما نريده هو الوصول الى مصالحة وطنية تتيح للجزائريين العيش في درجة واحدة.

 

سؤال.. هل تعتقد ان من الممكن ان تعيش الجزائر فصلا جديدا من العنف..

جواب.. اعتقد ان العنف سيبقى محدودا. الاعمال الارهابية الان معزولة ولا تعم كل البلاد. واذا اردت مقارنة فانا اقارنها مع عمليات المنظمة السرية في نهاية حرب الاستقلال. كان هدف تلك المنظمة عرقلة المفاوضات المتعلقة بالاستقلال. اعداء المصالحة الوطنية سيواصلون محاولاتهم عبثا لمنع البلاد من الخروج من الازمة.

 

سؤال.. ماذا يمكن لك وللحكومة القيام به لانهاء الازمة..

جواب.. اولا علينا ان نواصل تطبيق سياسة المصالحة الوطنية لجعل الذين يرفضون يفقدون كل امل باننا سنتراجع. لهذا السبب التقيت بمواطنين بولاية عين الدفلى وقسنطينة والاربعاء لاشرح لهم اهمية دعم سياسة المصالحة الوطنية. اما فيما يتعلق بدور الحكومة فدورها بدون شك يكمن في ضمان الامن للمواطنين. يتعين على الحكومة ايضا ان تواصل الحملة لترقية المصالحة الوطنية لمنع اي محاولة لعرقلة المسار. هذا خط احمر لا ينبغي لاي كان ان يتجاوزه ومن واجب الحكومة ان تجعل ذلك واضحا بالنسبة الى الجميع.

 

سؤال.. هل يعني ذلك انك تؤيد استمرار الجيش في عملياته ضد الذين يرفضون المصالحة..

جواب.. ندعم بقوة عمليات الجيش وقوات الامن التي تهدف الى توفير الامن للجزائريين. العمل المسلح لم يعد ما يبرره الان. يتوجب على الجيش ان يحمي المواطنين ونحن نؤيد عملياته بكل وضوح.

 

سؤال.. هل من الضروري ان تبقى سياسة المصالحة الوطنية مفتوحة للذين يرفضون تسليم انفسهم..

جواب.. نلاحظ انه في كل الدول التي شهدت تمردا مسلحا بقي الباب مفتوحا بالنسبة للذين يرجعون الى المجتمع فلا ينبغي ان نقول لهم (لا) الان ينبغي ان نقتلكم.

 

سؤال.. منذ عودتكم الى الجزائر عبرتم عن دعمكم للحريات الفردية وحرية التعبير وحكم القانون. كم عدد الجزائريين الذين يؤيدون افكاركم..

جواب.. منذ عودتي قبل شهر وانا اجول البلاد حيث التقيت بسياسيين وصحفيين والمواطنين والبعض من شيوخنا (الاسلاميين) وممثلي المجتمع المدني فلم اجد من يعارض هذه القواعد التي ننادي بها. غالبية الجزائريين خاصة الذين تضرروا من الازمة يرحبون بهذه الافكار للوصول الى درجة واحدة من المواطنة.

 

سؤال.. ما هي طبيعة نظام الحكم الذي تريد تجسيده في الجزائر. هل هناك نموذج لذلك الان في العالم..

جواب.. في الحقيقة لا يوجد نموذج بعينه نريد استنساخه في الجزائر انما توجد افكار. بالنسبة الينا عملنا يندرج في اطار بيان اول نوفمبر (مجموعة مبادئ بشأن الدولة وافقت عليها شخصيات جزائرية عشية اندلاع حرب الاستقلال في نوفمبر 1954) وهو واضح وصريح حيث يدعو الى بناء دولة عصرية ديمقراطية اجتماعية في اطار المبادئ الاسلامية. نحن نريد دولة عصرية مدنية تقوم على مبادئ الديمقراطية والانتخاب الحر والبرلمان والاحزاب والتعددية وحرية التعبير. نموذجنا لا يتعارض مع المبادئ الاسلامية.

 

سؤال.. هل تعتقدون ان من الضروري ان تتمتع المرأة بنفس حقوق النساء في الغرب..

جواب.. نحن ننادي بتطبيق الديمقراطية وفق المبادئ العالمية. هناك ديمقراطية في الغرب ونحن ننشد نفس الديمقراطية لكن نختلف من حيث الخلفية والاطار. بالنسبة للمرأة فهي نصف المجتمع وينبغي ان تكون حاضرة في كل مستويات الحياة الاجتماعية والسياسية.

 

سؤال.. ماذا تعلمت خلال تواجدك بالمانيا..

جواب.. تعلمت الكثير في الغرب خاصة في المانيا حيث قضيت اكثر من عقد. تعلمت النزاهة في تطبيق الديمقراطية. الانتخابات حرة ونزيهة. الحزب الذي يفوز بالاغلبية يقود البلاد والحزب الذي يحوز الاقلية يواصل نشاطه. حقوق الانسان محمية فعلا. احسست خلال تواجدي بالمانيا ان حقوقي محفوظة رغم انني اجنبي. لماذا.. لان هناك جهازا قضائيا مستقلا. هذا ما تعلمته وهذا ما اريد ان اطبقه في الجزائر.

 

سؤال.. ما هو الدور الذي ينبغي ان يضطلع به الجيش في الجزائر..

جواب.. انه مؤسسة دستورية وهو العمود الفقري لاي بلد. انه مؤسسة محترمة خاصة خلال مرحلة انتقالية مثلما هو الحال بالنسبة الى الجزائر. الديمقراطية تتقدم في الجزائر والجيش يمثل ضمانة لكي لا ننحرف عن هدفنا في بناء الديمقراطية في الجزائر. وفي اليوم الذي تكون فيه الاحزاب قادرة على تحمل المسؤولية لقيادة البلاد عندئذ يعود الجيش الى الثكنات.

 

سؤال.. هل سيظل الجيش عنصرا مهما في اللعبة السياسية حتى يحين الوقت لحزب سياسي ان يقود البلاد..

جواب..طبعا. الجيش لاعب اساسي خلال هذه المرحلة الانتقالية. انه ضمانة حقيقية للطبقة السياسية التي ينبغي ان تبلغ درجة تكون فيها قادرة على حكم البلاد كما هو الحال في الديمقراطيات الغربية. وفي اليوم الذي تستطيع فيه الاحزاب قيادة البلاد حينئذ ينسحب الجيش ويؤدي دوره كما هو محدد في الدستور.

 

سؤال.. ما هي الرسالة التي تريد ايصالها الى المنظمات الدولية غير الحكومية التي انتقدت الجزائر باعتبارها دولة تحكمها الاجهزة الامنية..

جواب.. دعني اقول لك شيئا واحدا قبل ان نواصل. دور المنظمات غير الحكومية مقدس. الدفاع عن حقوق الانسان عمل اساسي اذا اردت ان تبني دولة يحكمها القانون. علينا ان ندين اي خرق لحقوق الانسان. و باختصار اقول ان المنظمات غير الحكومية تمثل ضمانة في اي نظام ديمقراطي مثلما هو الحال بالنسبة لحرية الصحافة واستقلالية القضاء. فيما يتعلق ببلدي يمكن ان اقول انه لا ينبغي التهويل لاننا بصدد الخروج من ازمة كبيرة. وينبغي ايضا ان نبلغ درجة حيث تصبح المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية قادرة على القيام بعملها بطريقة شفافة في الجزائر.

 

سؤال..هل الجزائر مستعدة لتشكيل لجنة للمصالحة والحقيقة..

جواب..لا اعتقد اننا مستعدون الان لذلك. لم نصل بعد الى هذا المستوى من الديمقراطية في الجزائر. ما زلنا نخطو الخطوات الاولى. على كل حال المصالحة مقترح طرحته الحكومة. قررنا دعم الخطة لاننا على قناعة بان ذلك خطوة على طريق حل الازمة. نعتقد انه من غير الممكن في الظروف الحالية البحث عن كل الحقيقة بشأن ما حدث في العقد الماضي.

 

سؤال..هل ترون ان التعود على الصمت واخفاء السر عقبة امام الحقيقة..

 

جواب.. الحقيقة ان الحكومة قدمت خطة للمصالحة الوطنية وقد وجدنا انفسنا امام خيارين فاما ان نرفضها او نوافق عليها. لهذا السبب اخترنا طريقة الخطوة خطوة وشجعنا الحكومة على ارساء الاستقرار في البلاد. لهذا فان ما يحدث الان ليس بالحل الاحسن لكنه الحل الذي يمكن تطبيقه وفقا للظروف الحالية. لكن يتعين علي ان اقول انه مهما كانت طبيعة الحل فانه من الافضل دائما ان نختار حلا داخليا بدلا من حل دولي.

 

سؤال.. هل تتوقع لنفسك دورا في الحكومة..

جواب.. ما دمت اعمل على المستوى السياسي فان هدفي الوصول ذات يوم الى موقع سياسي. يمكن ان يكون ذلك خلال اسبوع او شهر وقد لا يحدث ابدا. لا ادري.

 

سؤال.. هل يقلقك ان البعض يعتقد انك عقدت اتفاقا مع السلطة لتعزيز المصالحة الوطنية..

جواب.. هذا لا يضايقني على الاطلاق. لقد قلت انني التقيت عددا من المسؤولين بينهم رئيس الحكومة (عبد العزيز بلخادم). لماذا اتضايق. انا سعيد لقيامي بالاتصالات لكن لا وجود لاتفاق سري. الهدف من عودتي تعزيز المصالحة الوطنية. قررت العودة الى بلدي لدفع البلاد نحو مرحلة جديدة. اعتقد ان كثيرا من الجزائريين سيعودون الى بلادهم مع استمرار تحسن الوضع. في نهاية المطاف فان ما اريده هو ارساء ديمقراطية حقيقة في الجزائر.. الديمقراطية التي تفضي الى جعل الاحزاب السياسية تقود البلاد. انا اكره ديمقراطية الواجهة.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 31 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


العدالة والتنمية المغربي: الحكم سبيلنا للإصلاح

الرباط – صلاح السعدي – إسلام أون لاين.نت

لم تعد حالة الاستنفار، والقلق أحيانا، التي يموج بها الوسط السياسي المغربي جراء استطلاعات الرأي المتواترة التي تتنبأ باكتساح حزب العدالة والتنمية للانتخابات التشريعية المقبلة تشغل بال المواطنين المغاربة أكثر من شغفهم لمعرفة سياسة وبرامج حكومة يشكلها الحزب ذو التوجه الإسلامي.

 

أما المراقبون والمحللون فيتساءل بعضهم عن إصرار الحزب على الوصول لسلطة بلا فاعلية في ظل سيطرة القصر على مجريات الأمور، وتحكمه في القرارات النهائية للوزارات المعينة من خلال لجان موجودة في هذه الوزارات تابعة للقصر الملكي.

 

وردا على هذه التساؤلات والاستفسارات التي حملتها إسلام أون لاين.نت لـ “الحبيب الشوباني” رئيس الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية، أوضح أن تشكيل حكومة نزيهة وجادة بمشاركة العدالة والتنمية حتى لو كانت محدودة الصلاحيات سيكون أحد العوامل الرئيسة لمكافحة الفساد المستشري في البلاد وتحقيق الإصلاح، كما أنها ستكون منبرًا أقرب للمطالبة بتوسيع الصلاحيات الحكومية.

 

وعن السياسة الداخلية لحكومة يشكلها حزب ذي مرجعية دينية ومسألة تطبيق الشريعة، أكد الشوباني أن الحزب يتحرك وفق رؤية الواقع ومقاصده وأن الهدف هو إقامة مجتمع تسوده العدالة والكرامة الإنسانية وفق الأطر السياسية والقانونية في الدولة.

 

أما عن السياسة الخارجية، فشدد الشوباني على أن تلك الحكومة ستقاوم إذا ما شكلت بكل السبل المتاحة “الإمبريالية الأمريكية” والعدوان على العالم العربي، كما أنها تعتبر التطبيع مع إسرائيل خطا أحمر لن تتجاوزه.

 

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل إسلام أون لاين.نت مع الحبيب الشوباني:

 

كثرت هجمات بعض الأحزاب على العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة.. هل بنظركم لذلك علاقة بموضوع “الاكتساح” المنتظر أن تحققوه في انتخابات 2007؟

 

-لا شك أن استطلاعات الرأي التي أجريت بشأن الخريطة البرلمانية المحتملة في أفق استحقاقات 2007 تؤكد بالإجماع تقدم حزب العدالة والتنمية على بقية المنافسين مع استبعاد أي حديث عن الاكتساح… وبالتالي فهناك علاقة بين نتائج هذه الاستطلاعات والسلوك المتوتر لبعض الأحزاب تجاه حزب العدالة والتنمية، غير أن هناك ما هو أعمق بكثير من هذا التفسير الانتخابي.. وهو في تقديري يرجع إلى عاملين رئيسيين:

 

– أولهما أن هذه الأحزاب أصيبت بحالة من العجز عن تصريف طاقة النقد إلى بنيتها الداخلية التي تتآكل فكريا وتنظيميا بشكل ملحوظ وأصبحت بذلك معرضة لاستشراء الفساد التنظيمي والمالي بداخلها وتعدد مظاهر الميوعة المذهبية.. فهي بهذا الاندفاع الخارجي تمارس نوعا من التعويض عن حالة الفشل في تقويم وتأهيل الذات وتجديد الفكر وتطوير الممارسة السياسية وإبداع ما من شأنه أن يجعل المواطنين متطلعين إلى برامجها وأفكارها ونضالها أيضا.. يعني أن هذا السلوك العدواني هو نوع من أنواع الحضور السلبي في الواقع بفعل تراجع إمكانات الحضور الإيجابي.

 

– العامل الثاني مرتبط بحالة نفسية تجد تفسيرها في العلاقة النفعية التي نشأت مع كراسي الاستوزار وبالتالي فكل تهديد بالفطام يولد رد فعل عنيف تجاه مصدر التهديد.. وحزب العدالة والتنمية يمثل اليوم موضوعيا هذا التهديد..

 

-ما هي احتمالات مشاركتكم في الحكومة المقبلة، وما هي القيمة المضافة التي ستقدمونها من خلال أي مشاركة محتملة والكل يعلم أن الحكومة المغربية هي إطار محروم من كثير من الصلاحيات الضرورية لعملها، ومقاليد السلطة هي بيد القصر؟

 

-لا بد من التأكيد مجددًا على أن نظام اللوائح (القوائم) وتعدد مكونات المشهد الحزبي واختلاف درجات الحضور السياسي للأحزاب سواء في العالم القروي أو الحضري كلها عوامل لا تسمح لأي طرف أن يحقق الاكتساح ومن ثم الاستفراد بتدبير الشأن العام الوطني، وبالتالي فالاحتمالات الممكنة في حالة المشاركة في الحكومة هي التي تتم من داخل ائتلاف حكومي سيكون مرتبطا بطبيعة النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع.. ونحن في حزب العدالة والتنمية ديمقراطيون بطبيعة قواعد العمل المؤسسي التي تحكم تدبير شأننا الداخلي.. بمعنى أن المجلس الوطني هو صاحب القرار النهائي في هذه الأمور. أما فيما يتعلق بالقيمة المضافة في ظل الصلاحيات المحدودة للحكومة فيجب التأكيد على أننا واقعيون وعمليون أيضا، فبقدر مطالبتنا بتوسيع الصلاحيات الحكومية، نعتقد بالقدر نفسه أن أي وزير نزيه وجاد في إطار فريق حكومي فعال قادر على أن يحقق للبلاد والعباد أكبر المصالح الممكنة، ويوقف المفاسد الممكن وقفها، وهذا غير الوضع الذي يكون فيه الوزير ضعيفا أو فاسدا. ونحن نعتقد أن المغرب إذا كان يحتاج إلى إصلاحات دستورية وسياسية فهو قبل ذلك وبعد ذلك سيظل في حاجة إلى من يعتبر التخليق قضية إستراتيجية ومبدئية في كل نهضة وتقدم وينادي بذلك.

 

-حزبكم ذو مرجعية إسلامية.. فما هو تصوركم لمسألة تطبيق الشريعة والتي تثير ضجة كبرى ضدكم في كل مناسبة؟

 

-هذه القضية تراجعت كثيرا في دائرة النقاش السياسي اليوم في المغرب لأسباب عديدة، أبرزها أن خصوم العدالة والتنمية الذين طالما لوحوا بهذه القضية جهلا أو ترهيبا أو استدراجا اكتشفوا أن حزبنا يجمع بين الاعتزاز بالمرجعية الإسلامية بما يجعله لا يحل حراما ولا يحرم حلالا، وبين تفعيلها في أرض الواقع وفق رؤية مقاصدية تعتبر المعركة الأساسية هي إقامة مجتمع العدالة والتنمية، الذي هو مجتمع الكرامة الإنسانية ومجتمع الاختيار الحر، الذي تتحد داخله ووفق قواعد دولة الحق والقانون اختيارات الأغلبية تشريعيا وسياسيا، بمعنى أن أي مطالب تشريعية يجب أن تكون بصوت الأغلبية حتى تنال جواز المرور إلى دائرة التنفيذ، ولا تكون فقط تعبيرا ضيقا عن رغبات أحزاب أو جماعات.

 

– تبلورت في الآونة الأخيرة قضية التيارات السياسية داخل الأحزاب، ويسير الآن فريق من أعضاء الاتحاد الاشتراكي قدما في اتجاه التأسيس لتيار الاشتراكيين الجدد.. السيناريو نفسه يتكرر عند التقدم والاشتراكية. وقبل شهور طالب الأستاذ مصطفى الرميد النائب عن العدالة والتنمية بإضفاء الشرعية على مسألة التيارات داخل الحزب نفسه.. ما هو موقفكم داخل الحزب من هذه القضية؟

 

– تنظيم التعدد داخل أي تجمع مسألة عادية وطبيعية عندما يكون هذا التعدد أمرا واقعا يصعب تدبيره بالطرق التقليدية المألوفة. والحال أن حزب العدالة والتنمية الشاب والفتي لا يعرف تعددا بالمعنى الذي يفيد وجود التيارات و”الاصطفافات الزعاماتية” أو الفكرية كما هو الشأن في حال الأحزاب التي ذكرتم والتي أدركتها عوامل الشيخوخة وصراع الأجيال أو تنافسها واضطراب مرجعياتها الفكرية إلى حد التنافر بين مكوناتها المنقسمة إلى مدارس وشيع.. كل ما هنالك في حزب العدالة والتنمية أن بعض القضايا التي تظل بطبيعتها موضوع جدل داخلي لا ينتهي قد تفرز نوعا من الاحتداد والتقاطب عند تناولها، لكنها لا ترقى إلى أن تستدعي التفكير في تنظيم تيارات وهي غير موجودة أصلا.

 

– للمغرب علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة وعلاقات غير معلنة مع إسرائيل (تبادل تجاري، سياحي، تعاون سياسي… إلخ). أنتم كحزب سياسي تعلنون رفضكم للتطبيع، وتنددون يوميا بسياسات واشنطن تجاه الدول العربية الإسلامية.. فهل ستحافظون داخل الحكومة على مواقفكم نفسها، أم ستضطرون للخضوع لضغوطات السياسة وتدبير الشأن العام، وتنقلبون على مواقفكم السابقة؟

 

– التنديد بسياسة الإدارة الأمريكية الإمبريالية عامة والعدوانية على العالم الإسلامي خاصة موقف مبدئي من الظلم والطغيان الذي تجب مقاومته بكل الوسائل المتاحة وهذا الموقف لا يتعارض مع تبادل المصالح مع الشعب الأمريكي باعتبار ذلك هو الأصل في العلاقة بين الشعوب. لذا فنحن وإن كنا نصر على التحلي بكثير من الحذر في التعامل مع الإدارة الأمريكية التي تبرهن في كل وقت وحين على عدائية واضحة ضد أمتنا الإسلامية وضد كل المستضعفين في العالم، إلا أنه لا يمكننا أن نتنكر لضوابط العمل السياسي الموضوعية، ونزعم أننا سنقاطع الشعب الأمريكي بكامله وكافة ممثليه السياسيين.

 

أما الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والمضطهد لشعبها فالتطبيع خط أحمر بالنسبة لنا.. وإذا كانت الحكومة اليوم تتعامل سرا مع هذا الكيان المجرم وتنفي ذلك علنا كلما سألناها عن ذلك.. فمعنى هذا أن وجود حكومة أكثر جدية في مقاومة التطبيع سيكون لأدائها أثر إيجابي على الملف برمته.

 

– هناك مشكلة معقدة تتحدث عنها مصادر داخلية في الحزب، وهي علاقة العدالة والتنمية مع حركة التوحيد والإصلاح الحضن البشري للحزب.. كثيرون ينتقدون هذه العلاقة خاصة أن القيادات النافذة في الحزب هي ذاتها النافذة في الحركة.. ما هو تصوركم المستقبلي لهذه العلاقة؟

 

– حركة التوحيد والإصلاح حركة دعوية تعنى بالتربية والتكوين ورد الاعتبار للتدين في المجتمع طبقا لميثاقها، وقانونها الأساسي وآليات اشتغالها مخالفة لآليات اشتغال الحزب. وإذا كان هناك تداخل بين الحركة والحزب على مستوى الأشخاص فلا بأس بذلك ما دام القانون لا يمنعه… فكثير هم الفاعلون في المجتمع الذين ينتمون في الآن نفسه إلى هيئات مدنية وسياسية ونقابية ويتحملون مسئوليات قيادية دون أن يخلق ذلك مشكلة لأحد ما داموا قادرين على الوفاء بالتزاماتهم في إطار القانون ويحترمون خصوصيات كل إطار. لذلك أعتقد أن مراعاة حرية الأفراد في الانتماء والتنظيم هو الفيصل في هذا المجال ولا يجب أن ننساق وراء بعض السياسيين الذين يراهنون على فصل الحركة عن الحزب ظنا منهم أن ذلك سيضعفه… أعتقد أن هذا الرهان خاسر.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 31 أكتوبر 2006)

 

تصورات المفكر شريعتي لا تزال تفسر تحدي إيران للغرب

  

 

لا تزال تصورات المفكر الإيراني الدكتور علي شريعتي تحتفظ براهنيتها وذلك بعد مرور نحو ثلاثة عقود على وفاة صاحبها.
ويرى البعض أن تلك التصورات تفسر ما يعتبره البعض عنادا وتحديا إيرانيا لقوى عالمية تهدد بفرض عقوبات دولية على طهران بسبب برنامجها النووي.
ويرى شريعتي في كتابه “بناء الذات الثورية” أن شكل الحياة وحرية الاختيار غنيمة الإنسان العظمى على مدى تطوره التاريخي مستشهدا بمقولة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر حول حدود الإرادة الإنسانية “لو أن مشلولا لم يصبح بطلا في العدو فهو المسؤول”.
ويضيف شريعتي أن بناء الذات الثورية ينبغي أن يكون له معنى أو أيديولوجية من أجل الوصول إلى هدف أو القيام بعمل ما.
ويقدم شريعتي استعراضا تاريخيا للذين يعتبرهم مؤسسين لمسيرة التطور النوعي للإنسان حين تحدوا اللحظة التي فرض عليهم أن يتمردوا على قوانينها مثل مواطنه مزدك الذي يعد أول الاشتراكيين في العالم حيث دعا نحو عام 28 ميلادية للحد من نفوذ النبلاء وأثمرت أفكاره صراعا بين الفلاحين والنبلاء.
وصدرت الطبعة العربية الأولى لكتاب “بناء الذات الثورية” في الآونة الأخيرة عن دار الأمير في بيروت ضمن “مجموعة الآثار الكاملة للدكتور علي شريعتي”.
ويقع الكتاب في 95 صفحة متوسطة القطع وترجمه أستاذ اللغات الشرقية بجامعة القاهرة المصري الراحل إبراهيم الدسوقي شتا.
 
مطلب أساسي
وتبدو الحرية مطلبا أساسيا لشريعتي إذ يقول إنه “حينما يسيطر دكتاتور فاحتمال أن تجري العدالة اعتقاد خاطئ وخطر”. كما ينتقد البيروقراطية الجامدة في المجتمع الاشتراكي.
ويشدد على أن الأفكار الثورية لا تكتسب أهميتها إلا إذا ترجمت فعليا إلى واقع يختبر قدرة أصحابها على تجاوز ما يصفه بحروب الألفاظ إلى المشاركة في النضال السياسي الذي يصحح الوعي الأيديولوجي للمفكر ويمنحه الفاعلية.
ويعد هذا الكتاب إعادة اعتبار لشريعتي حيث يرى مترجمه شتا أنه “وضع أهم نظرية في فكره الثوري الحي وهي نظرية العودة إلى الذات”.
وأضاف في المقدمة أن شريعتي الذي “استشهد قبل انفجار الثورة الإسلامية عام 1979 بعدة شهور “كان الحاضر الغائب في ساحة الصدام”، كما وصف أفكاره بأنها “لا تقل أهمية عن الثورة الفعلية بقيادة الإمام آية الله الخميني أول مرشد للجمهورية الإسلامية بعد إزاحة نظام الشاه السابق”.
 
مسار حافل
وأشار إلى انضمام شريعتي (1933- 1977) إلى حركة المقاومة بعد “سقوط” الدكتور محمد مصدق الذي تولى رئاسة الوزراء في إيران بين العامين 1951 و1953. وتواطأت قوى أجنبية على مصدق بعد أن أمم عددا من شركات البترول الأجنبية ونجح إلى حد ما في خلع الشاه محمد رضا بهلوي.
وقد سجن شريعتي ستة أشهر وهو طالب في كلية الآداب التي تخرج فيها بامتياز عام 1958 وأرسل في العام التالي في بعثة إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع الديني وواصل نشاطه السياسي فأسس “فرع أوروبا لحركة تحرير إيران” التي أنشئت عام 1961 كما تعرف على مناضلين منهم فرانز فانون وترجم إلى الفارسية جزءا من كتاب فانون “معذبو الأرض” الذي كتب مقدمته سارتر.
وألقت سلطات الشاه القبض على شريعتي حين عاد إلى البلاد في الستينيات ثم أفرج عنه وعمل أستاذا بجامعة مشهد. اعتقل هو ووالده عام 1973 وأفرج عنه عام 1975 ووضع تحت المراقبة حتى سمح له بالرحيل إلى بريطانيا في مايو/ أيار 1977 وبعد شهر من إقامته في لندن عثر عليه ميتا “ميتة غامضة”.
ولم تسمح السلطات بدفن جثمانه في إيران فنقل إلى دمشق ودفن في الحرم الزينبي مخلفا راءه 120 عملا فلسفيا وأدبيا.
 
 (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 31 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

14 janvier 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2062 du 14.01.2006  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué Babnet: Slim Chiboub

En savoir plus +

27 janvier 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3171 du 27.01.2009  archives : www.tunisnews.net   OLPEC : Disparition d’un journaliste et

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.