TUNISNEWS
4 ème année, N° 1318 du 29.12.2003
لجنة مساندة السجين السياسي السابق علي بن الهادي الرواحي: بيـــان محمد فوراتي : تونس.. مشروع قانون لمواجهة الهجرة السرية حركة النهضة بتونس: فارس آخر وعلم من أعلام الجيل قد ترجل ،الأستاذ أحمد صدقي الدجاني د. منصف المرزوقي في حوار مع “قدس برس” : سأتجاوز المعارضة التونسية وأتوجه إلى الشعب وأدعو لرحيل ابن علي – حكامنا يتصرفون وكأنهم ولاة أجانب أو مخلب قط للوصاية الدولية الوحدة: في ندوة صحفية: حملة تحسيسية ضد التحرش الجنسي في الشغل والتعليم الوحدة:هل يعيد المشرع التونسي النظر في قانون 26 أكتوبر 1998؟ عبد القادر معالج: حول الإعلام في عهد بورقيبة جيلاني الهمامي: العرب وفجوة المعرفة عصـام الشـابـي: تحيـة للمقـاومــة … وللفاتيـكان رشيد خشانة: لا ينفع الانعاش بعد الوفاة السريرية محمد عامر حكيمة: ثم تتساءل حكومة الولايات المتحدة: لماذا يكرهوننا؟ الشرق الأوسط: اتحاد الكرة التونسي يفاوض سوشو الفرنسي للسماح للبرازيلي سانتوس «الحاصل على الجنسية» بالمشاركة في أمم أفريقيا الدستور: التونسي عبد الحليم المسعودي: المسرح حقل مفتوح على المساءلة الديمقراطية خالد الحروب: كارثة أن تكون الديمقراطية العربية مصلحة أمريكية منير شفيق: الفضائية «الحرة» والرأي العام العربي الشيخ حامد بن عبدالله العلــي : ” عفيفـة تونس أرهقتها الجرائـــــــم” د.محمد يحيي: فرنسا تضرب العلمانية!
Mokhtar Yayhaoui: AFP: Financement de l’UE pour un programme d’appui aux médias tunisiens La Presse: Retraités: L’avenir en faceCharlie Hebdo: L’amicale des dictateurs fans de la Corrèze Reuters: L’archevêque de Cantorbéry dénonce la loi sur le voile en France AFP: Mgr Williams : l’interdiction du port du voile traduit la peur de la religion
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
تونس.. مشروع قانون لمواجهة الهجرة السرية
تونس – محمد فوراتي (قدس برس) – إسلام أون لاين.نت/ 29-12-2003
ينتظر أن يصادق مجلس النواب التونسي (البرلمان) على مشروع قانون جديد خاص بجوازات السفر، يهدف إلى محاربة ظاهرة الهجرة السرية أو ما يعرف باللهجة المحلية باسم “الحرقان”.
وكانت قمة “الحوار 5 + 5” بين الدول المغاربية والدول الأوربية التي عقدت في تونس في 5-12-2003 قد ركزت على ضرورة محاربة هذه الظاهرة بكل السبل.
ويقر المشروع الجديد نظاما رادعا لكل الأشخاص المساهمين والمستفيدين من تنامي ظاهرة الهجرة السرية التي أصبحت تشكل مصدر قلق للحكومة التونسية والدول الأوربية المجاورة.
ووفقا لمصادر حكومية فإن المشروع الجديد يحاول سد الثغرات الموجودة في النصوص القانونية الحالية التي ترجع إلى عام 1975. كما تضمن المشروع تعديلا لبعض فصول القانون بغرض ملاءمته مع تطور التقنيات المعتمدة في إعداد الجوازات، ومع بقية التشريعات ذات العلاقة.
ووفقا لما ذكرته وكالة قدس برس للأنباء فإن المشروع الجديد يقترح توسيع مجال الأفعال التي تعتبر جريمة هجرة سرية والأشخاص الذين يمكن اعتبارهم متهمين بارتكاب تلك الجريمة، إضافة إلى تشديد العقوبة.
ويعاقب القانون الأشخاص الذين كونوا عصابات أو تنظيمات بغرض تنظيم عمليات هجرة سرية، أو الأشخاص المتهمين بالمساعدة في تنظيم عمليات الهجرة، سواء بإرشاد من يرغبون في الهجرة أو تسهيل عبورهم للدول التي يرغبون في الهجرة إليها، أو إيواء الأشخاص المهربين أو تهريبهم، أو إعداد أماكن لإخفائهم، وتوفير وسائل النقل لهم، أو القيام بعملية النقل في حدّ ذاتها، أو الأشخاص الذين تخلفوا عمدا عن إعلام السلطات المختصة بما لديهم من معلومات عن عمليات تنظيم هجرة سرية.
ويحدد مشروع القانون طائفتين من الأشخاص المتورطين في جرائم الهجرة السرية: أولاهما طائفة الأشخاص الفاعلين الأصليين للجرائم المقصودة، وهم الأشخاص الذين يقومون بالأفعال الأساسية التي تشكل جريمة الهجرة السرية؛ أي الذين يقومون بالتهريب. أما ثانية تلك الطوائف فهي طائفة المشاركين، وهم الأشخاص الذين يساهمون في وقوع الجريمة، بمساعدة قد تكون سابقة للجريمة الأصلية أو مزامنة معها أو لاحقة لها، سواء بالفكرة (أي الإرشاد)، أو التحضير، أو التخطيط، أو الإعداد المادي في مختلف مراحل التنفيذ. ولا يستثنى من الاتهام أي شخص له علاقة بجريمة الهجرة السرية، حتى في حالة عدول الشخص عن إتمام المشروع “الإجرامي”.
ويقترح المشروع معاقبة الأشخاص الذين انخرطوا في جريمة الهجرة السرية بالسجن لمدد تتراوح ما بين 3 أشهر و20 عاما، وبغرامات مالية تصل إلى نحو 100 ألف دينار تونسي (الدولار يعادل 1.2 دينار). كما يعطي المشروع المحكمة حق وضع المجرمين قيد المراقبة الإدارية، أو منعهم من الإقامة في أماكن محددة إذا كان ذلك يساعدهم في مباشرة جريمة “الحرقان”.
وفي المقابل يعفي المشروع الجديد بعض الأشخاص الذين انخرطوا في تنظيم عمليات هجرة سرية من أي شكل من العقاب، بشرط قيام هؤلاء الأشخاص بإعلام السلطة بوجود “المخطط الإجرامي”، أو مدها بمعلومات تساهم في إحباط المخطط والقبض على منفذيه.
واستند المشرع في إعداد هذا القانون على حقيقة أن تونس شهدت خلال السنوات الأخيرة موجات من عمليات التهريب والعبور غير الشرعي إلى بلدان جنوب أوربا؛ وهو ما أدى إلى عدد من الوفيات في صفوف الشباب التونسي والأجنبي؛ بسبب ظروف التنقل غير الآمنة.
يُذكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة العمالية الوحيدة بالبلاد) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أجمعا على رفض الحلول الأمنية لمحاربة ظاهرة الهجرة. وطالبت المنظمات النقابية والحقوقية باعتماد رؤية اجتماعية واقتصادية جديدة، تحدّ من انتشار البطالة والفقر، وهي الأسباب الحقيقية للهجرة غير المشروعة.
ويرى المراقبون المهتمون بالشأن التونسي أن تشديد العقوبات في القانون الجديد يفهم منها حرص الحكومة التونسية على الحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة، لكن منظمات حقوقية تونسية ونواب المعارضة بالبرلمان اعتبروا أن هذا القانون جاء استجابة لرغبة الدول الأوربية في محاربة الهجرة، كما اعتبروه قانونا يزيد من ضرب الحريات الفردية، وحرية التنقل أساسا.
وقد تناولت قمة الحوار 5 + 5 بين الدول المغاربية والدول الأوروبية التي عقدت في تونس في 5-12-2003 ضرورة محاربة هذه الظاهرة بكل السبل. ويلقى مئات الأفارقة حتفهم سنويا خلال محاولتهم الهجرة عبر البحر المتوسط إلى الدول الأوربية، وتنظم عمليات الهجرة هذه عصابات في دول المغرب العربي مقابل مبلغ معين من المال.
وفي يوليو 2003 لقي 200 مهاجر أفريقي مصرعهم على السواحل التونسية بعد غرق القارب الذي كان من المفترض أن يقلهم بشكل غير شرعي إلى إيطاليا.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 29 ديسمبر 2003)
La chambre des députés va examiner dans les jours à venir le projet de loi amendant la loi 40-1975 du 14 mai 1975 relative aux passeports et les documents de voyage.
En réalité il s’agit d’une nouvelle loi contre l’immigration clandestine. Infraction prévue par la loi actuellement en vigueur et dont la peine maximale est de six mois de prison alors que la loi prévoit aussi une autre infraction pour le franchissement des frontières sans documents de voyage et qui est puni seulement de 15 jours de prison.
Ces dispositions ne sont plus adaptées avec les situations d’immigration clandestine organisée et la lutte contre les réseaux de crimes organisés qui se sont constitué pour exploiter ce phénomène de société. La nécessité d’adapter la loi aux nécessités de la réalité ne fait aucun doute depuis quelques années. Seulement la façon par laquelle la solution de ce problème est abordée laisse perplexe a plus d’un point de vue.
1 – Les peines encourues sont relevées pour atteindre de 3 à 20 ans de prison et 8 000 à 100 000 dinars d’amande.
2 – le champs d’application de la nouvelle loi a été extrêmement étendu (voir le texte de l’art 38, 39 et 40 en bas) a tout personne ayant rapport avec l’acte incriminé, quel que soit le degrés de sa participation que le crime soit commis ou s’il ne s’agit que d’une simple tentative ou même des actes préparatoires qui n’ont pas atteint le degrés d’exécution.
3 – Le texte va jusqu’à incriminé toute personne ayant eu connaissance de tels actes et ne les ayant pas dénoncés même s’il est tenu du secret professionnel. (art 45)
4 – la nouvelle législation retient comme circonstances aggravantes du crime :
– Si elle prend la forme d’un crime organisée.
– Si le crime concerne un enfant
– si les faits ont été commis en impliquant un agent de l’autorité publique. (12 ans)
– s’il a entraîné la mort d’un immigrant transporté. (20 ans)
5 – Les peines sont incompressibles s’ils sont prononcés sur plusieurs chefs d’accusation. Ils sont doublés en cas de récidive. Le tribunal peut ordonner le control administratif à l’ encontre des incriminés ainsi que la limitation de leurs lieux de résidence et le saisi des licences et autorisations relatives à leurs activités.
A part le caractère manifestement répressif du projet de loi le plus inquiétant dans ses dispositions est qu’il fait des disposition d’exceptions qui dérogent au droit commun et qui ont étés introduites par la dernière loi 99-2003 relative à la lutte contre le terrorisme des disposition applicable pour des infraction sans aucun lien avec les raisons qui ont nécessité la dérogation. Somme nous en passe d’assister à la transformation de notre droit pénal en droit d’exception ?
En attendant le texte complet du projet voici les principaux dispositions:
مشروعالقانونالمتعلقبتقييم وإتمامالقانونالمتعلقبجوازاتالسفر و وثائقالسفر
الفصل38 :
يعاقببالسجن مدةثلاثة أعوام وبخطية قدرهاثمانية آلافدينار كل منأرشد أو دبر أوساعد أو توسطأو نظم بأيوسيلة كانت، ولو دون مقابل،دخول شخص إلىالترابالتونسي أومغادرته خلسةسواء تم ذلكبرا أو بحرا أوجوا من نقطالعبور أو منغيرها. والمحاولةموجبة للعقابو كذلكالأعمالالمعدةلارتكابالجريمة.
الفصل39 :
يعاقببالسجن أربعةأعوام و بخطيةقدرها عشرةآلاف دينار كلمن تولى إيواءالأشخاصالداخلين أوالمغادرينللترابالتونسي خلسةأو مرتكبيالجرائمالمنصوصعليها بهذاالباب أو خصصمكانالإيوائهم أوإخفائهم أوعمل علىفرارهم أو عدمالتوصل للكشفعنهم أو عدمعقابهم.
ويعاقب بنفسالعقابالمنصوص عليهبالفقرةالمتقدمة كلمن وفر وسيلةنقل مهما كاننوعها بهدفارتكابالجرائمالمقررة بهذاالباب أوالمساعدة علىارتكابها.
الفصل40
يعاقببالسجن مدةخمسة أعواموبخطية قدرهااثنا عشر ألفدينار كل منتعمد نقل شخصأو أشخاصلغايةإدخالهمللترابالتونسي أوإخراجهم منهخلسة مهماكانت الوسيلةالمستعملة.
الفصل43
يكونالعقاببالسجن مدةاثني عشر عاماو بخطية قدرهاأربعون ألفدينار إذاارتكبتالجرائمالمذكورةبالفصول 38 و 39 و 39 و 40 و 41 و 41 من هذاالباب :
– ممن عهد إليهبحراسةالحدود أونقاط العبورأو الموانيبصفة مباشرةأو غير مباشرةأو بمراقبتها.
– ممنعهد إليهالقانونبمهمة زجر هذهالجرائم و زجرمرتكبيها.
– منأعوان قواتالأمنالداخلي أوالقواتالعسكرية أوأعوانالديوانة.
– ممناستغل صفته أوالنفوذالممنوح لهبحكم وظيفتهأو عمله.
– ضدطفل أوباستحدامه.
كماتشدد العقوبةلتصل إلىعشرين سنةسجنا و مائةألف دينارخطية إذاتسببتالجريمة فيوفاة الشخصالذي يتمتهريبه.
الفصل45
يعاقببالسجن مدةثلاثة أشهر وبخطية قدرهاخمسمائةدينار كل منبلغه العلمبجريمة منالجرائمالمتصلةبالهجرة غيرالشرعية و لميبادربالإعلام بهاو لو كانمتحصنا بالسرالمهني.
المرجع: جريدة الصباح 26 ديسمبر 2003صفحة 4 .
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
فارس آخر وعلم من أعلام الجيل قد ترجل،
الأستاذ أحمد صدقي الدجاني
بأسى شديد تلقينا في حركة النهضة نبأ وفاة صديقنا وأخينا العزيز المجاهد الفلسطيني والمفكر العربي الاسلامي الأستاذ أحمد صدقي الدجاني الذي أمضى عمره فارسا يخوض الحرب غير هياب ولا وجل في كل جبهة من جبهات كفاح الامة ضد أعدائها.
لم تصرفه قضية فلسطين التي كان أحد أبرز فرسانها عضوا قياديا في مؤسساتها العليا، عن أن يكون اسهامه معتبرا إن على المستوى العلمي مؤرخا متخصصا أو مفكرا بارزا أثرى المكتبة العربية والاسلامية بعشرات الكتب والدراسات في سائر حقول الفكر والسياسة والحضارة، أو مناضلا لا تلين له قناة في نصرة قضايا أمته وتأسيس ودعم مؤسسات المجتمع المدني الذابّة عن حقوق الانسان مثل الجمعية العربية للدفاع عن حقوق الانسان، والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي الذي كان من أبرز مؤسسيه والمتحمسين لفكرته جمعا لما تفرق من صفوف الامة في بعض فترات الجدب.
لقد مثل الدجاني أصلب وأمتن جسور الحوار والبحث عن الاجماع في الامة ولذلك كان الاختيار عليه بالاجماع بين التيارين القومي والاسلامي ليكون أول أمين عام لهذه المؤسسة الواعدة، فكان فقده مؤسفا في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة، حيث هي في أمس الحاجة لجسور اللقاء والحوار وصناعة الإجماع من أجل التصدي للهجمات الكاسحة على أمة العرب والمسلمين.
وقد مثل الدجاني أحد الأعمدة التي وقفت مع حركتنا في محنتها شدا لأزرها ومساندة لمواقفها ونصحا لقيادتها.
ولا يعزينا في الفقيد الكبير صديق كل القوى التحررية غير الرضى بقدر الله وأن الفقيد مستمر بيننا بمآثره العظيمة
فاللهم ارحم الدجاني في الاولين وارحمه في الاخرين واسكنه فراديس الجنان في عليين، واخلف أسرته الصغيرة والكبيرة فيه خيرا وعوضا. واجعله يا ارحمن يا رحيم ممن يُـنـادون:
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”
6 ذو القعدة 1424 الموافق 29 ديسمبر 2003
الشيخ راشد الغنوشي
Financement de l’UE pour un programme d’appui aux médias tunisiens
خصخصة اكثر من 20 مؤسسة تونسية
Faouzia Zouari reçoit le Prix des cinq continents de la Francophonie
Faouzia Zouari est écrivain et journaliste originaire de la région du Kef, établie à Paris depuis 1987. Parmi ses publications, citons les deux romans : La Caravane des chimères (1989) et Ce pays dont je meurs (1999) ainsi que son essai. Pour en finir avec Shéhérazade (1997). L’ultime consécration pour Faouzia Zouari est venue récemment de Bruxelles où elle vient de recevoir le Prix des cinq continents de la Francophonie pour son livre La Retournée. Ce prix a été créé en 2001 par l’Agence intergouvernementale de la Francophonie. Pour fêter cet événement qui rejaillit sur toute la Tunisie, le nouvel ambassadeur de Tunisie à Paris, M. Moncer Rouissi, a offert le lundi 15 décembre une brillante réception à laquelle furent conviés plusieurs hommes et femmes de lettres ainsi que des personnalités du monde politique. (Source : le portail Babelweb, d’après La Presse du 29 décembre 2003)
Littérature : Le Bâtonnier, de Chedly El Okby
L’intrigue est simple. Ched Ok, détective privé, est chargé par le personnage du bâtonnier d’enquêter sur une affaire mystérieuse: «j’ai perdu ma maison du Belvédère à cause de traites soi-disant impayées. C’est une vraie histoire de fous : une histoire de banquiers en somme». Mais si, pour Chedly El Okbi, le roman policier est un genre digne d’intérêt puisqu’il en a fait sa spécialité, ce qui compte également c’est ce qui dépasse le simple cadre d’une énigme à résoudre. Au fil des évènements nous pénétrons dans l’univers de personnages attachants qui guident nos pas vers des hôtels luxueux, des demeures somptueuses ou des paysages envoûtants, nous goûtons à des mets délicieux savamment préparés par des mains expertes, nous flirtons avec le monde de l’élégance et du raffinement, nous réalisons ce qu’est le cosmopolitisme. Et c’est peut-être là le but essentiel recherché par Chedly El Okby : nous offrir des moments de bonheur grâce (Source : le portail Babelweb, d’après La Presse du 29 décembre 2003)
الاثنين 29 كانون أول (ديسمبر) 2003
منصف المرزوقي في حوار مع “قدس برس”
حكامنا يتصرفون وكأنهم ولاة أجانب أو مخلب قط للوصاية الدولية
سأتجاوز المعارضة التونسية وأتوجه إلى الشعب وأدعو لرحيل ابن علي
عارضت صدام طيلة حياتي لكني شعرت أن الأمريكان أذلوني حين شاهدته معتقلا
انقسام النخب وكثرة الضغوط الخارجية هي سبب تواصل الدكتاتوريات العربية
لندن – خدمة قدس برس
(نور الدين العويديدي)
اعتبر قيادي حقوقي وسياسي تونسي بارز أن انقسام النخب والمعارضات العربية إلى اتجاهات مختلفة، وكثرة الضغوط الخارجية المسلطة على الشعوب العربية، هي السبب الذي يمنع الشعوب من تغيير أوضاعها في الاتجاه الديمقراطي، وحماية استقلالها الوطني من التدخلات الخارجية.
وقال الدكتور منصف المرزوقي الحقوقي التونسي البارز، ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، إن انقسام النخب والمعارضات العربية إلى تيارين: ديمقراطي وإسلامي، وعجز هذه القوى عن التوحد فيما بينها، قد أفاد الأنظمة الاستبدادية العربية، التي باتت تلعب على التناقضات، وهو ما مثل عائقا كبيرا أمام التحولات الديمقراطية في الساحة العربية، ومكن الدكتاتورية العربية من تجديد أنفاسها.
واعتبر الدكتور المرزوقي أن الأنظمة العربية، التي اتهمها بالفساد والدكتاتورية وتضييع ما بقي من استقلال، قد باتت اليوم خاضعة بالكامل للنفوذ الأجنبي، لكنها زادت من توحشها وقمعها واستبدادها بشعوبها، مشيرا إلى أن سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين لن يساهم في دفع المسار الديمقراطي في البلدان العربية، مؤكدا أن الحكام العرب أدركوا الرسالة الأمريكية من وراء إسقاط الرئيس العراقي السابق وإهانته وإذلاله، وباتوا أكثر خضوعا للإدارة الأمريكية، كما باتوا أكثر قمعا لشعوبهم.
وفي حين اتهم الدكتور المرزوقي، وهو رئيس أسبق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وناطق رسمي أسبق باسم المجلس الوطني للحريات بتونس، الرئيس العراقي السابق، متهما إياه بالاستبداد، وبتضييع استقلال العراق، إلا أنه أعرب بقوة عن رفضه لإهانة صدام حسين وإذلاله، معتبرا ذلك إذلالا لسائر العرب، وامتهانا لهم.
وهاجم الدكتور المرزوقي قوى المعارضة التونسية بحدة، متهما إياها بالتفسخ والانحلال، وتضييع الوقت، والتناحر على “عظم افتراضي”، هو عظم من سيخلف الرئيس التونسي الحالي زين العابدين بن علي، مشددا على أنه وحزبه، ومن هو على استعداد للتحالف معه، يتجه إلى الخروج من المجتمع المدني إلى رحابة المجتمع، مؤكدا أن هدف المرحلة هو تشكيل قيادة وطنية موحدة، وصياغة أهداف واضحة تعرض على الشعب وتدعوها على ضوئها إلى التغيير، مع التزام المنهج السلمي، مشددا على اتهام الحكومات الاستبدادية باللجوء إلى العنف وتفجير القنابل، واتهام المعارضين بها، عندما تشعر بقرب نهايتها.
واعتبر رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أن المرحلة تقتضي رفع شعار رحيل الرئيس التونسي عن الحكم، واعدا بالعودة إلى تونس في الخريف القادم، من أجل خوض هذه المعركة، وبذل كل ما تستحقه من تضحيات، متهما قوى المعارضة الأخرى، بأنها تتهرب من مواجهة الأوضاع، التي وصفها بالتعفن، متحججة بموضوع دور الإسلاميين والموقف منهم، ومن العمل معهم.
كيف تنظرون لاعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي؟ وما هو موقفكم من نشر صور مهينة له؟ وما هو موقف القانون الدولي من نشر تلك الصور؟
– اعتقال صدام حسين هو مواصلة لانهيار النظام الاستبدادي العربي.. النظام الاستبدادي العربي مثل الجدار المتهاوي، تسقط منه قطعة في كل مرة، واعتقال صدام هو سقوط لقطعة كبيرة من ذلك الجدار.. جزء كبير من الجدار تداعى باعتقال صدام حسين. وكل هذه الأنظمة ستنهار بآلية معينة، لكنها كلها ستنهار. نحن نشاهد اليوم النظام الاستبدادي العربي، الذي أقيم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ينهار جزء فجزأ.
أما في ما يخص موقفي من نشر الصور فأنت تعرف موقفي، فأنا كنت من المثقفين أو السياسيين العرب القليلين في تونس، الذين كانوا ضد صدام حسين بصفة مسترسلة، فلم أجامله، لأنني لم أخلط بينه، في أي يوم من الأيام، وبين القومية، ولم أخلط يوما بينه وبين معاداة الإمبريالية.. الخ.
والمرة الوحيدة التي بصق عليّ الناس في الشارع في تونس، كانت يوم تصديت لغزو صدام للكويت.. وتذكر أني ضربت في رأسي، وأن المرازيق (قبيلة الدكتور المرزوقي) نشروا في جريدة عنوانا كبيرة يقول: “المرازيق يتبرؤون من منصف المرزوقي”، لأن هذا إنسان صهيوني وخائن.. الخ. هم ناس بسطاء، والأمر قد وقع كما تعلم.. بحيث إنني كنت من ألد أعداء هذا الرجل، لكنني لما شاهدت هذه الصور لم أشعر لا بالبهجة ولا بالشماتة.. بالعكس، لقد شعرت بحزن شديد.. حزن من أجل ملايين العرب، الذين اغتروا بهذا البطل.. حزن من أجل الناس، الذين ذهبوا ضحية هذا الشخص.. حزن من أجل الأحلام الضائعة، وحزن من أجل هذه الإهانة، واعتبرتها إهانة موجهة لي شخصيا، لأن هذا الشخص هو رغم كل شيء فهو عربي مسلم، وهو قبل كل شيء إنسان، والطريقة التي تعامل بها الأمريكان معه أعتبرها غير مقبولة أخلاقيا، لأن هدفها كان الإهانة والإذلال.
* لكن البعض اعتبر أن الإهانة موجهة لصدام في شخصه، لا للعرب ولا للعراقيين، فما تقولون في ذلك؟
– لا أنا أعتبر أنها ليست موجهة له وحده، ونحن في منطق حقوق الإنسان نعتبر أنه لكل شخص الحق في الكرامة.. حتى هذا الشخص الذي ضرب الكرامة، وقتل الناس، له، في منطق حقوق الإنسان، الحق في الكرامة.. وأنا مثلا ضد عقوبة الإعدام، وأنا ضد تنفيذها في أي شخص، حتى ولو كان صدام حسين، لأن هناك قضية مبادئ. أنا أعتبر أنه وقع الإخلال بهذه المبادئ. وبطبيعة الحال فقد شعرت بالعار وبالشنار لأن هذا الرجل كان رئيسا عربيا. وهناك لدي قاعدة فأنا أعتقد أن الجبن والقسوة هما وجهان لنفس العملة، فالدكتاتور يكون قاسيا بقدر ما يكون جبانا. وإن شاء الله نتجاوز هذا الإهانة من أجل إفراز طراز جديد من الزعماء، لا يخلطون بين القسوة وبين الشدة وبين الحزم، ولهم منطق.
وعلى كل حال هذا الشخص، وهذه “الشلة” كلها، التي وضعت في الخمسينات انتهت، وانتهت مجللة بالعار وبالشنار، وانتهت في الحفر.
وفي ما يخص القانون الدولي، فليس لمحكمة الآن في العراق أن تحاكم هذا الشخص، لأن ما هو موجود نظام غير شرعي.. وبين نارين أختار محاكمة دولية، لأنه يمكن أن تتوفر فيها ضمانات. والأفضل من ذلك أن يحاكم في العراق من قبل عراقيين، ولكن من قبل محكمة تصدر عن نظام شرعي، وليس عن نظام معين من قبل الأمريكان، لأنها لن تكون محاكمة، وإنما فرصة للقصاص والانتقام.
* ولكن حتى لو حوكم من قبل عراقيين فسيكونون معارضين سابقين له..؟
– (مقاطعا) لهذا أنا لا أعتقد بإمكانية وجود محاكمة نزيهة، وبالتالي فإن أخفف الضررين، كما يقال، هو محاكمة دولية.
* وهل تعتقدون أن الأمريكان سيقبلون بمحاكمة دولية؟
– لا.. لا أعتقد ذلك، لأنهم يخافون كثيرا من الفضائح، بحيث إن محاكمة دولية قد لا يستطيعون التحكم فيها، وهم ساندوا هذا الرجل بقوة. وأنا كنت ضده لأنني كنت أعرف في الثمانينيات أنه صنيعة الأمريكان، وهذا يتأكد يوما بعد يوم. فـ(وزير الدفاع الأمريكي دونالد) رامسفيلد هو نفسه كان يتغزل ويمدح، ويسافر إلى بغداد، حتى يلتقي بهذا الدكتاتور، وهم يعلمون أنه ضرب إخوتنا الأكراد بالغازات الكيمياوية.
وأنا أعتقد أنه لا الأمريكان ولا العراقيين، الذين يعملون عندهم، لهم شرعية محاكمة هذا الرجل، الذي يبقى وصمة عار في جبين الأمة العربية، من دون أدنى شك.
– يرى البعض، مثل اللبناني حازم صاغية، أنه مهما كانت أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، فإن الأنظمة الاستبدادية العربية، قد تلقت لطمة قاسية على أيدي الأمريكان، بغض النظر عن أهدافهم الخاصة.. فهل توافقون على هذا الرأي؟
– أنا لا أعتقد ذلك، بل بالعكس أعتقد أن أمريكا ستزيد من دعمها لمستبديها، وهي لم تحارب صدام حسين، إلا لأنه خرج عن الطوق.. استعملته في الثمانينيات، ثم خرج عن الطوق في التسعينيات فأزالته.. وبالتالي فأنا أعتقد أن الخطير في الأمر أن الرسالة، التي ستوجه إلى هذه الأنظمة، أنه انظروا ماذا يحدث إذا تمردتم؟. ولهذا فهذه الأنظمة ستمعن في الانغلاق، وستمعن في التبعية.
ونحن بدأنا نرى هذا في ليبيا، فالرسالة وصلت إلى الليبيين، ووصلت من قبل إلى النظام التونسي بأنه: “احتموا بنا أكثر من أي وقت مضى، ولا تخافوا من أي شيء مهما فعلتم”. ولا أعتقد أن هذه الأنظمة تشعر بتهديد.. “التهديد قائم إذا خرجتم من الصف، لكن إذا دخلتم فيه، وزدتم في التبعية فمرحبا بكم، مهما كان سلوككم قمعيا في الداخل”.
* هل نحن، مع القرار الليبي الأخير، قد دخلنا في مرحلة خضوع أنظمتنا التام للأجنبي، في مقابل استئسادها في مواجهة الداخل، تماشيا مع قول الشاعر العربي “أسد عليّ وفي الحروب نعامة”؟
– أنا هذه نظريتي منذ البداية.. والأنظمة العربية الاستبدادية قد مرت بثلاث مراحل في ما يخص الشرعية. المرحلة الأولى هي مرحلة الشرعية الثورية أو التقدمية أو شرعية الوحدة العربية.. الخ. وأمام فشل هذا المشروع انتهت هذه الشرعية. ثم في وقت لاحق صار الحديث عن أننا نمتلك شرعيتنا من قوتنا ومن بوليسنا وأجهزتنا الأمنية، ولكم أن تفعلوا ما تريدون، ونحن شرعيتنا نكتسبها من وجودنا في السلطة. والآن بدؤوا يشعرون أن الشعوب بدأت تتحرك، وأن الأجهزة، التي يعتمدون عليها، ربما ليست بالصلابة، التي يعتقدونها. أما الآن فالقوة الوحيدة، التي يعتمدون عليها هي الدعم الخارجي.
وعليه فنحن الآن عندنا مستبدين وطغاة، ولكنهم يتصرفون كما لو كانوا ولاة أجانب. وهذا خطير. وهؤلاء الناس ضيعوا، من أجل البقاء في السلطة، الشرف الوطني، والشرف القومي، وضيعوا كل شيء جميل.. والآن ضيعوا ما بقي من فتات الاستقلال. وهكذا فنحن الآن شعوب تحت الوصاية، والدكتاتوريات العربية هي مجرد مخلب قط للوصاية العالمية.
* ولكن قد يكون الرئيس العراقي السابق صدام حسين هو الوحيد، الذي شذ عن هذه القاعدة، إذ كان مستبدا في الداخل، ولكنه كان ضد الوصاية الخارجية، ووقف في وجهها، وحرص على استقلال قرار بلاده، ولذلك تمت إزاحته..؟
– هذا ممكن، لكن هذا لا يغفر له النتيجة، وهو أنه أرجع الاستعمار، الذي أخرجه العراقيون. في السياسة القضية ليست بالنوايا.. القضية بالنتائج. والنتائج تقول إن هذا الرجل خرب بلاده، وأعاد الاستعمار المباشر إليها، وضرب الأمة. وأنا أعتبر أن أكبر ما تعرضت له الأمة العربية من خراب وتدمير ناتج عن هذا الشخص.
* لكن العديد من الخبراء يؤكدون أنه بوجود صدام أو من دون وجوده، أو حتى لو تخلى عن السلطة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ستغزو العراق وتدمره.. فلماذا تضعون المسؤولية على كاهل الرئيس العراقي السابق؟
– لو لم يحتل الكويت ما كان يحصل ما حصل.. كانوا سيمارسون عليه الضغوط، وقد لا يتعدى الأمر ذلك. وعلى كل حال هذا الموضوع لا نستطيع أن نبت فيه.. ولا نستطيع أن نحكم كيف كان التاريخ سيسير لو.. كل وما هناك أننا لا نستطيع أن نحكم سوى على ما هو موجود. وما هو موجود يقول بأن هذا الرجل قد أدخل الأمريكان إلى المنطقة، وخرب العراق..
* (مقاطعا) ولكن ما نعلمه أنه حين اقترحت بعض الدول العربية تخلي الرئيس العراقي عن الحكم، من أجل منع الحرب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن الأمريكان لن يوقفوا الحرب مهما حصل.. فكيف نتهم الرئيس العراقي السابق بالمسؤولية عن أشياء غيره هو المسؤول عنها؟
– طيب هل يبرر هذا سلوك صدام حسين؟.. لا يبرره مطلقا، والنتيجة أننا الآن قد عدنا إلى مرحلة الاحتلال المباشر، في ما يخص العراق، وعدنا إلى مرحلة الوصاية في ما يخص الأنظمة الاستبدادية الأخرى.. هذا هو الموضوع.
* السؤال مطروح في العالم العربي بحدة، في مواجهة الأنظمة الخاضعة للوصاية.. لماذا لم يحدث، في أي بلد عربي، ما حصل في جورجيا، من هبة شعبية عاتية، تزيح الأنظمة التابعة، وتخلص الشعوب منها؟
– هذا الموضوع معقد. وأنا أقول دائما إن الشارع العربي حتى يتحرك محتاج إلى أهداف واضحة، وإلى قيادة وطنية. لن يتحرك لمجرد التخلص من الدكتاتورية. وهنا تأتي مسؤولية النخب، إذ إنها لم تقدم، إلى حد الآن، لا زعامة أو قيادة جماعية، ولا برنامجا مخططا.. إنها تكتفي برد الفعل، في المقابل فإن الشارع مهيأ للتحرك.
الآن يجب أن نمر إلى مرحلة جديدة. في جورجيا اتفقوا على قيادة، واتفقوا على أهداف.. اتفقوا على أن يسقطوا هذا النظام الاستبدادي، وليس التعامل معه بأي صفة.. رفض الانتخابات.. الخ. ونحن الآن مطالبون في الوطن العربي أن نصل إلى هذه المرحلة. وأعتقد بأن الشارع بدأ ينضج، وربما يأتي الانفجار العربي بعد خمس سنوات من انفجار جورجيا، أو أقل قليلا، أو أكثر قليلا، ولكن ليس لنا من خيارات غير التوجه في هذا الطريق: قيادة وطنية، وعصيان مدني، وأهداف واضحة، هي القطع الجذري مع الدكتاتوريات، وبناء نظام عربي جديد.. ومن دون هذا التوجه لا يمكن للشارع أن يتحرك.
* لماذا اتفقت المعارضة والنخبة الجورجية ولم تتفق أي معارضة عربية على شيء من هذا القبيل؟ وهل المشكل في المعارضة فقط؟ أم إن هناك عوامل خارجية موجودة في الوضع العربي، وغير موجودة في الحالة الجورجية، أو ربما وجدت في جورجيا باعتبارها مسرعا للتغيير، وليس عائقا له كما هو الحال عندنا؟
– وضع الأمة العربية وضع معقد، وهو يخضع إلى عوامل متعددة ومتداخلة. وبالنسبة لي بوصفي رجلا سياسيا فما يهمني هو ما هي مسؤولية الطبقة السياسية؟ العامل الخارجي بالنسبة لي سيبقى دائما عامل ضغط.. ليس هذا هو الموضوع.. أنت لن تغير معادلات العالم بين عشية وضحاها، وإن هذا الخارج يريد أن يتدخل، ويريد أن يفرض شروطه.. المسألة هي ماذا أعددت أنت لمواجهة هذا الخارج. وهنا نرجع إلى مسؤولية النخب، ومسؤولية القوى السياسية العربية.
الأنظمة الاستبدادية تلعب على التناقض بين البديلين: البديل الديمقراطي والبديل الإسلامي. لأنه خلافا لما وقع في الاتحاد السوفياتي أو في أوروبا الشرقية، أنه كان هناك بديل واحد للاستبداد، وهو البديل الديمقراطي. ونحن عندنا بديلان: البديل الديمقراطي والبديل الإسلامي. والأنظمة تلعب على هذين البديلين. أولا تدخل تناقضا بينهما. وثانيا لكي تشتري رضا الغرب فإنها تقول إن البديل الديمقراطي هو أضعف البديلين، والخطر الأساسي هو البديل الإسلامي.. وهذا يعطي تلك الأنظمة مساحة للمناورة، لم تكن موجودة أمام الأنظمة في أمريكا اللاتينية، أو في الأنظمة الشيوعية السابقة. وبالنسبة للديمقراطية، فهذا يمثل عائقا من عوائق النضج والتغيير.
وأنا كرجل سياسي أقول إنه يجب بلورة جبهة ضد الاستبداد. وهذه الجبهة يجب أن تجمع كل القوى الوطنية، لأننا الآن أمام قضية مصيرية، وهي أننا أصبحنا في قبضة محتل داخلي ومحتل خارجي. هذا يتطلب من القوى الوطنية العودة إلى المنطق، الذي كان سائدا في مرحلة حرب الاستقلال، وهو المنطق الذي جمع كل القوى الوطنية من أجل تحقيق هدف مشترك.
وبالنسبة لنا في الحالة التونسية فالفرز الآن ليس بين الإسلاميين والديمقراطيين، بل الفرز هو بين من هم ضد النظام الاستبدادي، ويريدون استبداله، من إسلاميين وديمقراطيين، وبين القوى، التي تريد أن تهادن، وفيها إسلاميون وديمقراطيون. إذا تكونت جبهات وطنية، وخاصة في تونس.. جبهة وطنية يكون هدفها أن لا مساومة على الديمقراطية، ولا مساومة على الهوية، ولا مساومة على.. وتضع خطا وطنيا.. آنذاك يمكن أن نسرع بتفعيل عملنا. أما إذا بقي الاختلاف هو السائد، وهو أن هناك معركة بين الإسلاميين والديمقراطيين، وخصومة بينهما، فإن الاستبداد سيتواصل، لأنه سيواصل اللعب على التناقضات بين هذين العنصرين، ويلعب على دعم الغرب، لأنه بالنسبة للغرب فهذه الأنظمة هي السد الوحيد أمام البعبع الإسلامي، أو المد الإسلامي. وهذا يتطلب عقلنة التيار الديمقراطي حتى يعترف بالهوية، وعقلنة التيار الإسلامي حتى يعترف بالديمقراطية. وإذا وقع التزاوج والتلاقي التاريخي بين الإسلاميين والديمقراطيين، على أساس استعادة الاستقلال الوطني، واستعادة حرية القرار الوطني، وبناء الدولة الجديدة، ليس على مبادئ الإسلام ومبادئ الشريعة، وإنما على الأسس الديمقراطية الأساسية، مع احترام هوية الشعب.. آنذاك سيكون هناك مخرج، وهذا ما أطالب به، وهذا ما أعمل من أجله، ليس فقط على صعيد تونس، وإنما على صعيد الأمة العربية بأسرها.
* وهل تسير الأوضاع العربية أو التونسية في هذا الاتجاه؟
– أنا لا أستطيع أن أتحدث على صعيد الأمة، لأن كل بلد عربي عنده خصوصيات. ومثلا أنا أعلم أنه في سورية هذا يعتبر توجها. فهناك اتفاق على تكوين جبهة وطنية في سورية ضد الاستبداد، وفيها كل الأطراف.
وفي ما يخص تونس فالقضية الأساسية هنا هو الاستبداد المتواصل، والذي يستقوي بالخارجي على الداخل. وأمامه معارضة بدأت في طريق الانحلال والتفكك. وهذا الانحلال والتفكك ظاهر في كل الميادين. ونحن حاولنا، في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، جمع هذه المعارضة الديمقراطية. حاولنا في إطار ما يسمى بالوفاق الديمقراطي. حاولنا في نطاق مبادرة “إكس”. ووصلنا إلى نفس النتيجة، والتعلة دائما وأبدا هي أننا لا نشتغل مع الإسلاميين. ولكن في الواقع ليس هذا هو السبب، وهذه مجرد تعلة. والقضية بالنسبة لجزء كبير من النخبة في تونس هي أنهم لا يريدون مواجهة الاستبداد، بما يتطلبه الأمر من حزم وشجاعة.. أنهم مستعدون للدخول في الانتخابات، بما يعنيه ذلك من قبول بشرعية ابن علي.. أنه بالنسبة لهم القضية الأساسية هي الحريات، في إطار المنظومة الحالية.
بينما بالنسبة لي وبالنسبة للعديد من إخواني في المؤتمر من أجل الجمهورية أنه آن الأوان أن يقع الفرز داخل الساحة السياسية. وهذا الفرز يقوم على قوى لا تساوم في حق الشعب التونسي في الديمقراطية. ولا تدخل في هذه المنظومة، التي تقدم الديمقراطية المشوهة فيها قطرة قطرة.. ولا تقبل اللعب مع ابن علي، وتطالب برحيل ابن علي، وتطالب بحق الشعب التونسي في الديمقراطية. وتتكون ممن يشاء.. كل القوى المستعدة للدخول في الكفاح من أجل الاستقلال الثاني تلتقي على برنامج. والخطوط العريضة لهذا البرنامج موجودة في وثيقة “إكس”، لأن هذه الوثيقة جمعت فيها كل التصورات بالنسبة للدولة المستقبلية في تونس.
وهذه القوى تدخل في عملية تعبئة الشارع وتهيئته وإعداده للعصيان المدني، وإعداده للإضراب العام، وتقوم بتأطيره، وتعطيه أفقا، وتعطيه قيادة جماعية، وتجعله ينخرط في مقاومة سلمية. وأنا أركز كثيرا على موضوع المقاومة السلمية، ليس فقط لأنني رجل سلم، ورجل حقوق إنسان، وطبيب، ولكن لأني أعتقد أن الدكتاتورية حين تشعر بقرب نهاية، فإنها تلجأ إلى العنف، فهي التي ستضع القنابل، وتقول إن المتطرفين وضعوها، لأنها في حاجة إلى العنف لتبقى. ولهذا أنا أركز على أن يكون النضال سلميا، وفي نفس الوقت أن يكون نضالا “شارعيا” (في الشارع). بينما الأطراف الأخرى، وهذا ما يحاولون تكوينه باسم القطب الديمقراطي التقدمي، أو شيء من هذا القبيل، فهم يريدون الانخراط في الانتخابات، ويعترفون بشرعية ابن علي، في آخر المطاف، وبهذه الانتخابات المضحكة، حتى يعطيهم بعض المقاعد…
* (مقاطعا) ألهذا السبب أنتم قاطعتم الندوة الأخيرة التي عقدتها بعض أحزاب المعارضة؟
– نعم نحن قاطعنا. والمؤتمر من أجل الجمهورية داخل الآن في استراتيجية مختلفة تماما، وهي أن هدفنا هو تحقيق الديمقراطية الحقيقية.. المطالبة برحيل ابن علي، وعدم المساومة في حق الشعب التونسي في ديمقراطية حقيقية، بكل معانيها، ورفض أي شرعية لابن علي، وتجميع كل القوى الوطنية، التي تقبل بهذا العمل، وخاصة بالتوجه للشعب.. أنا الآن أريد أن نخرج من المجتمع المدني لندخل إلى المجتمع، وأن نتوجه إلى الشارع.. أن نتوجه إلى الشباب، وإلى العمال، وإلى الفلاحين، وأن يكون هناك خطاب تحريضي، وأن يكون هناك خطاب تعبوي، وأن نستعد للمواجهة إذا تطلب الأمر، وبكل التضحيات، والهدف رحيل ابن علي ودولة ديمقراطية.
وكل من يريد أن يلتحق بهذه الاستراتيجية فمرحبا به، وهو مقبول، ونؤسس على هذا الأساس قيادة جماعية، لا أطالب برئاستها، وإنما بالعكس أعتبر أنه حتى تنتهي هذه الأطماع الشخصية، فمطلوب منا البحث عن شخصية اعتبارية كبيرة في السن، تكون هي الناطق الرسمي، وتكون هناك قيادة ديمقراطية جماعية تؤطر هذا الشعب، وتعطيه الأمل، وتعطيه أهدافا واضحة، وتحارب هذا النظام الاستبدادي إلى أن يسقط.
وبطبيعة الحال نحن نعرف أن هناك عاملا خارجيا. وهذا العامل الخارجي سنتوجه إليه للقول إننا نريد تحقيق الديمقراطية، وإننا نريد انتقالا سلميا، وليس لنا معركة ضد الغرب كغرب، ولكننا لا نقبل أبدا أن هذا الغرب.. أو هذه الحكومات الغربية, وبالأساس الحكومة الأمريكية، أن تواصل دعم نظام يستبد بنا، ويستنزف خيراتنا، ويهيننا ويذلنا، وإنه آن الأوان لأن يرفعوا هذا الرجل، وأن يذهبوا به، إذا أرادوا، ولكن نحن لا نريده.
هذا الخط الجديد يمثل قطيعة مع كل الاستراتيجية التي توخيناها حتى الآن، وهو جمع ما يسمى بالمعارضة ككل. من هنا فصاعدا هناك خط استراتيجي وهو خط القطيعة مع السلطة والمواجهة والإعداد والتوجه إلى الشارع، وإعداد الإضراب العام، ومن يريد أن يلتحق فله ذلك، ومن لا يريد فليلعب مع السلطة كما يشاء.. ونحن لن ندخل في قضية الانتخابات.. هذه أفكار سخيفة، وهي أن نساند مرشح حركة التجديد، وهي حزب من أحزاب السلطة، وهو حزب ديكوري.. هذه كلها انتهينا منها.
* بالنظر لكون فريق من المعارضة التونسية غير مستعد للعمل مع حركة النهضة، وفريق آخر، كما كنتم تتحدثون، غير مستعد لدفع تكاليف النضال.. ألا تخشون، في ظل هذا الوضع، من أن تجدوا أنفسكم أنتم وحركة النهضة فقط في هذا التحالف، بعيدا عن سائر القوى السياسية والمدنية التونسية الأخرى؟
– القضية الآن لم تعد بالنسبة لي هي الخشية من هذا الموضوع، أي التحالف مع حركة النهضة. وأنت تعرف أنني لست إسلاميا، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ليس حزبا إسلاميا، وهذا واضح بالنسبة لنا، فالدولة، التي ستنشأ يجب أن تكون دولة ديمقراطية، وليست دولة دينية.. وهذا كله واضح كل الوضوح في العقد الاجتماعي، الذي أمضيناه في ملتقى “إكس”. ولذلك لا أخشى من الاتهام بأن لنا تحالفا مع حركات “ظلامية”.. هذا كله هراء، لا يثنيني عن عزمي، ولا أخشى منه.
وأنا على اعتقاد راسخ بأن هناك قوى تريد إنهاء هذا النظام، وتريد وقف تفسخ المعارضة الحالية. لأن تفسخ المعارضة الحالية ناجم من أنه ليس لها عدو مشترك.. ليس لها هدف مشترك، وبالتالي فهي مشغولة ببعضها البعض، مثل الذين ليس لهم عدو يحاربونه، فيحاربون بعضهم البعض. ونحن لا نريد أن ندخل في هذه العملية.
ومن المحتمل أن نكون في البداية أقلية في هذا الميدان. ولكن أنا على ثقة بأن الناس ستلتحق بنا، خاصة وأن العقد عقد واضح، ومطلبه واضح، وهو دولة ديمقراطية، ودولة حقوق إنسان. ولن نترك أحدا يمارس علينا أي نوع من الابتزاز بالحديث عن النهضة.. نحن بالنسبة لنا الخطر اليوم في تونس هو الدكتاتورية، والخطر هو تمييع هذه النضالات، في أشياء يندى لها الجبين.
لما تنظر إلى الساحة التونسية اليوم تجدها في حالة تفكك، وفي حالة تحلل غير مقبولة.. هذه هي الصورة، التي تعطى عن المجتمع المدني للشعب التونسي، ونحن لا نقبل بهذا، ونحن لسنا طرفا فيها، ونحن خرجنا من هذه الصراعات، ولن نلتفت إلى أي صراع مع أي طرف في الساحة السياسية، وعندنا عدو سنركز عليه هو الاستبداد، ولا شيء غيره. ولن نلتفت إلى كل هؤلاء الناس، إذا هاجمونا أو سبونا أو شتمونا.. عندنا عدو محدد وسنركز عليه هو فقط دون سواه.
* لكن وجودكم في الخارج قد يكون عائقا أساسيا أمام تحقيق هذا التوجه.. أنتم تدعون لعصيان مدني.. والشعب لا يمكن أن يستجيب لشيء من ذلك، وهو يرى قياداته، التي تطالب بذلك موجودة في الخارج.. ومن سيدفع الثمن في الأخير هو من هو موجود في الداخل. أما من هو في الخارج فوضعه مختلف بكل تأكيد…؟
– (مقاطعا) أولا أنا لست الزعيم الأوحد، الذي تتعلق به كل الأنظار، وإذا غاب فكل شيء يغيب. إذا كان هذا هو المنطق فنحن رجعنا إلى منطق الشخصانية والنرجسية.. أنا أعتبر نفسي جزء من…
* (مقاطعا) ولكن السؤال ينبع من أنكم أوضح من يدعو لهذا التوجه..؟
– (مقاطعا).. دعني من فضلك أنهي كلامي.. أنا لم أخرج من تونس، سوى لسبب بسيط، وهو هذا التعفن في حركة سياسية تدور في نفس الحلقة المفرغة.. خمسون شخصا طول الوقت وهم يعقدون الندوات بين بعضهم البعض، ويتحدثون فيما بينهم، ويكتبون نفس البيانات، وإضرابات الجوع تحت أنظار التلفزيون. أنا بالنسبة لي اكتشفت أن هذا لا يؤدي إلى أي شيء، ولذلك فضلت الانسحاب.. فضلت الانسحاب أولا حتى أستطيع أن أبلور هذه الأفكار، وحتى أستطيع أن اتصل بالشعب التونسي عبر الفضائيات، وهذا كان غير متاح لما كنت في الداخل.
لكني أعلن من الآن أنني سأرجع إلى تونس.. أنا راجع إلى تونس بمناسبة الانتخابات، وسأكون عنصرا فاعلا في مواجهة هذه الانتخابات، وسأكون موجودا مع الشعب التونسي. لكني لن أكون موجودا، ولن أقحم نفسي في أي من هذه الصراعات. لن أحضر أي ندوة للمعارضات، ولن أمضي أي بيان، ولن أؤيد من الآن فصاعدا أي إضراب جوع..
هذه بالنسبة لي آليات كلها انتهت.. والمطلوب الآن تأليب المواطنين بصفة سلمية، لكن الهدف هو الشارع والمواطنين، والتوجه إلى الناس.. وبلورة خط سياسي واضح، والمواجهة مع السلطة.. هذا هو الخط، الذي سأسير فيه. وإذا نشبت معارك حقيقة مع السلطة فسأكون منخرطا فيها. وأنا سأكون موجودا في تونس ابتداء من شهر تشرين أول (أكتوبر) القادم، لمواجهة الانتخابات، وسأكون متحملا لمسؤوليتي.. طول عمري تحملت مسؤوليتي، ودفعت ثمنا باهظا، ومستعد لدفع ثمن أكبر من هذا.. والمهم هو تحرير هذه البلاد من هذه الطغمة.
* كلامكم هذا ومقالكم الأخير عن المعارضة يجعل البعض يلمس في الدكتور المرزوقي رجلا قلقا أو محبطا.. وربما كان السبب أنكم كنتم شخصية حقوقية مستقلة، لها علاقة جيدة مع الجميع. أما اليوم فأنتم منافس سياسي لمنافسين آخرين، تريد أن تتجاوزهم وتهمشهم. وربما بهذا يفهم موقف باقي قوى المعارضة منكم.. إلى أي حد يمكن القبول بهذا التوصيف؟
– أنا لست محبطا.. أنا غاضب وحزين، لما أراه من تفكك هذه الطبقة السياسية. الصراعات التي تحفل بها الانترنيت لا تشرف.. الانقسامات لا تشرف.. خاصة أمام الوضع المتعفن، والصعوبات، التي يواجهها الشعب.. هذا الشعب بحاجة إلى قيادات يثق فيها، وتكون واضحة. حاولت بكل الوسائل، خلال السنتين الأخيرتين، بلورة هذه القيادة الجماعية، ولم أنجح في هذا.
الآن الهدف يبقى نفس الهدف: قيادة يثق فيها الناس، وأهداف واضحة. وهذا ما يحتاجه التوانسة اليوم حتى يتحركوا، بحيث أنا أصبحت أريد أن أفصل نفسي، وكل من هم معنا في التيار صاروا يريدون فصل أنفسهم عن الساحة السياسية، التي تستهلك كل الطاقات، ولا تعطي شيئا للشعب التونسي، خاصة وأن عندي ثقة أن أغلب الأطراف الموجودة على الساحة ليست أهدافها إزاحة الدكتاتورية، وإنما التأقلم معها. ونحن نريد إزاحة الدكتاتورية، ولا نريد التأقلم معها. وهذا تحليل جديد ومنطق جديد.
وفي ما يخص المنافسة أنا رددت لكل الناس أن الخصام على من سيكون رئيس الجمهورية المقبل هو خصام “كلاب” تتعارك على عظم افتراضي، وإذا تواصل العراك على هذا العظم الافتراضي، فإن هذا النظام سيورث الدكتاتورية لشخص يأتي بعده، ويأخذ هذا العظم. ونحن نريد الآن اتحاد الناس لإزالة الدكتاتورية، وذلك في إطار قيادة جماعية، ولا أطمع في أن أبرز أكثر من اللازم. والمهم أن تمشي الأمور في الاتجاه الذي يخدم معركة الشعب التونسي مع الاستبداد.
أما إذا سقطت الدكتاتورية، ووضعنا أسسا للدولة الجديدة، فمن حق أي إنسان أن يترشح للانتخابات، والشعب يختار. وأنا سأكون أول من يؤدي التحية للسيد الرئيس، الذي ينتخبه الشعب التونسي بنسبة 51 في المائة. وأنا سأترشح آنذاك للانتخابات الرئاسية، خاصة إذا رشحني حزبي لذلك. وسأكون من بين مرشحين كثيرين لانتخابات حقيقية. لكن طرح من سيكون المرشح من الآن، فهذا خطأ سياسي.. أنت تأتي بالحصير قبل بناء الجامع (مثل تونسي يعني وضع العربة قبل الحصان). لنتكاتف كلنا أولا على إزاحة الدكتاتورية، وعلى وضع قواعد اللعبة، ثم تأتي بعد ذلك العملية الانتخابية.
اليوم الطبقة السياسية مشلولة، بسبب هذه القضية، فمن يتحرك لابد أن نحبط حركته، لأنه سيأخذ من جراء ذلك أسبقية.. هذا غير معقول.. هذا دليل على العقم السياسي. ولذلك كان بإمكاني أن أترشح لهذه الانتخابات (الرئاسية التي ستجري العام القادم)، لأنها سوف تجلب لي الشهرة.. لكن هذا غير وارد، لأننا نريد الآن تجميع القوى الوطنية، لأن القضية الآن هي تخليص الوطن..
الوطن الآن تحت سطوة استبداد داخلي، ووصاية خارجية، ونريد إعطاءه الحد الأدنى من الاستقلالية، والنظام الديمقراطي. وبعد وضع الأسس، لكل فرد الحق في الترشح، ومن الطبيعي أن تكون ترشيحات عديدة، والشعب يختار منها. لكن لا يمكن أن تأتونا بهذه الأطروحات الآن.. هذا خور. هذا الكلام قلته لـ(أحمد) نجيب الشابي (الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي)، ولمصطفى بن جعفر (الأمين العام لحزب التكتل من أجل العمل والحريات بتونس)، لكن كلامك يا هذا في النافخات زمرا.
والسبب في هذا أن هؤلاء الناس ليسوا في موقع الفصل مع السلطة.. ليسوا في موقع القول إنه آن الأوان لنقول نحن الآن نريد ذهاب ابن علي.. لا يقولون هذا. ولهذا يحتجوا بالظرف الخارجي، ويقولوا لنا مشكلة الإسلاميين. وقد اكتشفت أن حجة الإسلاميين هي حجة لعدم المواجهة مع السلطة. مع العلم أنني نبهت الإسلاميين إلى أن طرح المصالحة الوطنية يجعلنا نحن أنفسنا ندين هذا التوجه، لأنه خطير جدا طرح هذا الموضوع. فأنت ستتصالح مع من؟ وستتصالح على أي قاعدة، وعلى أي أساس؟. القضية الآن هي أن نبلور القيادة الجماعية، وأن نبلور التوجه الوطني، وأن نضع الآليات لنضال طويل المدى، هدفه واضح، وهو أن على ابن علي أن يرحل.
الاثنين 29 كانون أول (ديسمبر) 2003
لندن – خدمة قدس برس
في ندوة صحفية: حملة تحسيسية ضد التحرش الجنسي في الشغل والتعليم
هل يعيد المشرع التونسي النظر في قانون 26 أكتوبر 1998؟
حول الإعلام في عهد بورقيبة
بقلم: عبد القادر معالج
طالعت بكل إهتمام مقال الأخ محمد العروسي الهاني بجريدة الموقف تعقيبا على مقالي السابق حول الإعلام في عهد بورقيبة. وهو يحتاج إلى توضيح بعض النقاط التي سأتناولها في هذه الورقة.
لقد تولى صاحب التعقيب استعراض خصال بورقيبة وإنجازاته التي لا ينكرها أحد ونسي أهم إنجاز قام به بورقيبة وهو بناء الدولة التونسية وإرساء مؤسساتها الدستورية. لكن ليعلم الأخ العروسي أن هدفي من مقالي المذكور آنفا انحصر في الحديث عن الإعلام دون سواه من القطاعات الأخرى، لذلك لم أتعرّض إلى ماجاء في مقال السيد العروسي الهاني من انجازات أخرى خارجة عن الموضوع المقصود، بيد أني مع ذلك ومع احترامي للرئيس السابق الحبيب بورقيبة فإني أريد أن أذكّر الأخ الكريم أن بورقيبة كسائر البشر ارتكب أيضا أخطاء كثيرة من أكبرها التجربة التعاضدية، وقد اعترف هو شخصيا بالخطأ وطلب العفو من شعبه، وتلك لعمري فضيلة، كما أخطأ أيضا عندما حاول القضاء على الجامعة الزيتونية منارة تونس الأولى، وعندما حاول تحريض الناس على الإفطار في شهر رمضان مقدما المثال على ذلك بصفة علنية. ولبورقيبة أخطاء أخرى لا يتسع المجال لذكرها جميعا في ورقة موجزة.
أما بخصوص موضوع الإعلام، وهو أصل كلامنا، فإني أود أن أذكر الأخ العروسي أنني عملت أكثر من ثلاثة عقود في قطاع الإعلام فخبرت خفاياه وكتاباتي العديدة في الموضوع شاهدة على ذلك. والقول أن بورقيبة لم يكن يتدخل في أي شيء يخص الإعلام مردود على صاحبه، لأنني أعرف الكثير من الذين اتصل بهم هاتفيا ليقدم لهم ملاحظاته وتوبيخاته، منهم من قضى ومنهم من هو حي يرزق، ولا أريد أن أحرج أحد من هؤلاء الأصدقاء بذكر أسماءهم.
فيما يتعلق بجريدة الصباح التي قال صاحب التعقيب أن الرئيس السابق قدم لها مساعدة لا تنكر، فإني أذكره أيضا بأن الجريدة تعرضت للإيقاف مرّة أولى قبل الاستقلال وخاصة مرة ثانية بعد الإستقلال وذلك من 20 أوت 1957 إلى 20 مارس 1958 أي سبعة أشهر كاملة بسبب مناصرتها لصالح بن يوسف، ولم تعد للصدور إلا بعد أن تعهد مؤسسها الحبيب شيخ روحه بإتباع الخط البورقيبي جملة وتفصيلا.
وبخصوص الفترتين الذهبيتين اللتين كانتا محور حديثي عن الإعلام في عهد بورقيبة فإني لا أنكر أن بعض الفضل يرجع إلى بورقيبة. ولكني أؤكد له أيضا أن وزراء إعلام كثيرين وعددهم حوالي عشرين وزيرا لم يستطيعوا أن يحققوا ما حققه الوزيرين اللذين تحدثت عنهما، وأسر إليك أن أحد الوزراء وهو لايزال حيا يرزق، قال لي أن بورقيبة لا يعير أي إعتبار إلى حركة عدم الإنحياز.
ولا أريد مواصلة الحجاج لأن المواضيع التي يمكنني أن أتحدث فيها كثيرة لا يشملها الحصر، لكني أريد في الختام أن أؤكد أني لم أقصد الإساءة إلى بورقيبة لأني أحترمه كثيرا رغم تحفظي على بعض مواقفه، بل إني أردت أن أرد إليه شيئا من الإعتبار بذكر بعض النجاحات التي حققها قطاع الإعلام في عهده.
(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 244 الصادر يوم الجمعة 26 ديسمبر 2003)
Retraités: L’avenir en face
L’amicale des dictateurs fans de la Corrèze
تحيـةللمقـاومــــة…وللفاتيـكان
بقلم:عصـامالشـابـي
عنـدمـايسارع رئيسالوزراءالصهيونيأرئيـلشـارون إلىمهاتفـةالرئيسالأمريكيمهنئـاباعتقـالصدام حسيـن .
وعندمـاتشـاركـهإيـرانفرحتـهوتسارعللإعلان عنعزمها تكوينملف قضائيوالمطالبةبمحاكمـةدوليـةللرئيسالعراقيكعنوانلاستعدادهـادخول بيتالطاعـةالأمريكي منالبوابـةالعراقيـة .
وعندماتبادر ليبيامن تلقـاءنفسـها إلىفتـحمنشآتهـاالعسكريـةأمــــاملجـــــانالتفتيــش.
وعنـدمايسارع القادةالعرب علىبكرة أبيهـمللإعراب عنتمنياتهـمبان يساعـداعتقالالرئيس صدامحسيـن علىاستتبابالأمن فيالعراق …عنـدهافقـط نفهـملماذا أصرتالإدارةالأمريكيـةعلى بث صـورالعـار…وعندها فقـطنفهـم بانالمشروعالأمريكي فيتغييرالخارطةالسياسية فيالمنطقةالعربيـةيسير بخطـىحثيثـةوالجميـعيتدافـع لعرضخدماتـهوالفـوزبمكان ما تحتمظلـة العـمسـام.
أمـاشارون فمـنالطبيعي أنيسر لاعتقالخصـم عنيـدشكـل على مرالعقودالماضيـةعقبـة كأداءفي طريقالمشروعالصهيوني فيالمنطقـةالعربيـة .
وأمـاطهـرانالمحكومةبالحقدالطائفيالمقيـت، فهيلم تتركالفرصة لتمردون بعث رسالةجديدة باتجاهالبيت الأبيضمفادها أنأصحـابالعمائمالسود علىاستعدادللتأقلـم معالواقعالأمريكيالجديد فيالمنطقـة،وأنهـم علىاستعداد أيضاللتحالف مع “الشيطـانالأكبر ” فيسبيلالمحافظـةعلى نظام حكـمبـدأ يتآكـلمن الداخل حتىقبل هبوب رياحالتغييرالخارجيـة .
وأمـاحكامنا العربالمغلوبونعلى أمرهـمفهم علىاستعداددائـم لتسويقالسياساتالأمريكيـة،والتأقلـم معمقتضياتهاولو على حسـابكرامـةأوطانهـموحقوقشعـوبهـم..فهـم لم يروافي صور العـارالتي بثتهـاقواتالاحتلال عناعتقالالرئيسالعراقي سوىصفحـة تمنـواطويلا طيّهـابسرعـةمتغاضيـن عنواقعالاحتلال،وجرائمـه فيحقالعراقييـنلأنهـم بكلبساطـةاستوعبواالدرس حتـىقبل إلقائـه.
ومـعذلـك يبقـىسؤالا يؤرقالجميـع : هـلأن أسـر قائـدالمقاومـةيعنـي أسرالمقاومـةذاتهـا أم أنشعلتهاستزدادتوهجـا وتـرىفي اعتقـالقائدهاودمـاءشهدائهـانورا يضيء دربالتحرير ؟
إنالقيادةالعراقيـةالتي تهيـأتلمرحلـة مابعـد سقوطبغـداد،ونظمـتمقاومـةباسلـة لقواتالغزو كبدتهاخلال ستـةأشهر ما فاقخسائرها فيالسنواتالثلاثالأولىلحربها علىفيتنـام،لقادرة بعـداشتداد عودهاعلى امتصاصصدمـة في حجـماعتقال صدامحسيـن.
ولعـلالجـواب جـاءسريعـاباستمرارأعمـالالمقاومـة فيالأيـامالأخيرةواتساععمقهماالجماهيري فيبغـدادوالرماديوالفلوجـةوتكريـتوالموصلوكركوكوغيرها منالمدنالعراقيـة.وهو ما يؤكـدبما لا يدعمجالا للشك،بان الرجلالأسيـر لـميكن معزولا عنأنصارهومؤيديـه وهوإن كان يرمزللمقاومـةفهو لايختزلها بكلتأكيـد.
فـالمقاومـةانطلقت بهـدفدحـرالاحتلال،وستشـقطريقها حتـىتحقيقأهدافهـاالنبيلـة،محاطة بكلأحرار العالم.وستكون طريقاللشموع التيتأبـى الا أنتمزق عتمـةالظلامالحالك،وتضيء طريقالأمنوالسلام،كتلك التيانطلقت منالفاتيـكـانالذي ” رفض أنتعامل القواتالأمريكيـةصدام حسيـنكما تعامـلالأبقـار “ وإعتبر أن “إعتقالـه لنيضمـد الجراحالتيأحدثتهـاالحرب التيعارضهـاالبابا ” .
فتحيـةللمقاومـة ….وللفاتيـكان!.
(المصدر:صحيفة الموقفالأسبوعية،العدد 244الصادر يومالجمعة 26ديسمبر 2003)
لا ينفع الانعاش بعد الوفاة السريرية
بقلم: رشيد خشانة بعد سنوات من العلاج اليائس في غرفة العناية الفائقة اسلم الاتحاد المغاربي الروح وصدر نعيه, مداورة, في بيان مخاتل اعلن عن ارجاء القمة المغاربية الى اجل غير مسمى أي… الى يوم يبعثون. مضى على الوفاة السريرية اكثر من تسعة اعوام على رغم محاولة الانعاش التي ترامنت مع تنشيط الاجتماعات الوزارية وفرق الخبراء في السنتين الاخيرتين, إلا أن حقن المنشطات وضخّ الاوكسيجين لم يعيدا الحياة الى الجسد المسجى. ومع نهاية سنة 2003 نلحظ على طرفي المشهد المتوسطي ستاراً ينزل وآخر يرتفع. النهاية هنا نهاية أما هناك فهي مبتدأ. تشيع العيون الحزينة في شمال افريقيا العربات الاخيرة من قطار 2003 بوصفها تحمل اشلاء الوليد الذي أبصر النور في مراكش ذات عصر من سنة 1989 الى حيث الرقدة الابدية, أما في اوروبا الشرقية والوسطى فتسخر العيون الراقصة على وقع اعياد الميلاد من ايام السنة الراحلة باعتبارها الاوراق الاواخر في دفتر التنابذ والتهميش. انها تتهيأ للصعود الى القطار الاوروبي بعدما أمضت نصف قرن تتفرج عليه في اعجاب معجون بالحسرة والغبن. زال “الغولاغ” من وسط اوروبا وشرقها مع سقوط الجدار وكان ذلك في سنة انهيار الحواجز المغاربية وانفتاح الطريق امام قيام تجمع اقليمي عتيد. لماذا وصلوا وعثرنا في نصف الطريق؟ هم طلقوا الانظمة الشمولية بالثلاث وتابوا عن تزوير ارادة الشعوب توبة نصوحاً فلم يترددوا في اعادة السيادة لها, أما عندنا فتكرست الوصاية على الشعوب بالنص عندما انيطت سلطة القرار في الاتحاد المغاربي بأعضاء مجلس الرئاسة الذين لا يخضعون لانتخابات حرة وشفافة ولا تحاسبهم سلطات عليا. اذا اتفقوا تقدمت الامور واذا اختلفوا تعطل كل شيء. والنتيجة ان حصاد خمسة عشر عاماً من العمل المغاربي اثمر اثنين وثلاثين اتفاقاً ترمي لتكريس الاندماج الاقليمي زراعياً وصناعياً وجمركياً وتحقيق الانفتاح البشري والاجتماعي بالغاء الحدود الداخلية وارساء بطاقة هوية موحدة, لكنها بقيت حبراً على ورق ويمكن اعتبارها في المناخ السائد اليوم أضغاث احلام. من أهم الحلقات المفقودة في المشروع المغاربي غياب برلمان اقليمي منتخب يملك سلطات حقيقية اسوة بالبرلمان الاوروبي, فدور “مجلس الشورى المغاربي” لا يتعدى اعطاء المشورة للحكومات كلما طلبت منه رأياً وفي الحدود التي ترسم له سلفاً. وليس هذا بالامر الغريب طالما ان اختيار الاعضاء في كل بلد لا يتم بالاقتراع العام وانما بتدخل اهل القرار مجاهرة او مداورة. واللافت ان هذا المجلس الاخرس لم يجد كلمات ينتقد بها دفن الاتحاد بلا جنازة… ولو من باب التمويه, فكيف يمكن ان نطلب من الاوروبيين اخذ الشراكة معنا مأخذ الجد واعتبارنا انداداً في علاقات مستقبلية؟ من هذه الزاوية اتى الغاء القمة المغاربية الاخيرة في الجزائر ليعزز موقف الداعين الى المراهنة على الانفتاح شرقاً وليس جنوباً. ألم تسمع البلدان التي دافعت عن علاقة بناءة مع شمال افريقيا والتي سعت الى توازن بين الاعضاء الجدد في الاتحاد الاوروبي و”الشركاء” المغاربيين عتاباً مرّاً وسخرية سوداء من المشككين الذين استخفوا بمسار الاندماج في الضفة الجنوبية للمتوسط؟ واظهرت الايام انهم كانوا على حق لأن تقدم المشروع الاقليمي افقياً يحتاج الى قفزات داخلية على صعيد كل بلد لتجاوز السلطة الفردية وتكريس المشاركة السياسية الواسعة إسوة بالمسار الذي مرّت فيه اوروبا الشرقية والوسطى, من دون ان يعني ذلك نسخ نموذج او استيراد انماط جاهزة. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 29 ديسمبر 2003)
ثم تتساءل حكومة الولايات المتحدة: لماذا يكرهوننا؟
اتحاد الكرة التونسي يفاوض سوشو الفرنسي للسماح للبرازيلي سانتوس «الحاصل على الجنسية» بالمشاركة في أمم أفريقيا
ناقد مسرحي يؤكد ان المسرح العربي لم يخرج مما كرسته له السياسة:
التونسي عبد الحليم المسعودي: المسرح حقل مفتوح على المساءلة الديمقراطية
الدستور ـ تيسير النجار
عبد الحليم المسعودي ناقد مسرحي تونسي، يحمل شهادة بكالوريوس من كلية الآداب بجامعة تونس وناقش مؤخرأ اطروحته في الدكتوراه في موضوع (جمالية الفضاء المسرحي)، له العديد من المقالات النقدية في المسرح والسينما والفن التشكيلي، يشارك بشكل متواصل بالمهرجانات المسرحية التي تقام في الأردن بوصفه ناقدا متخصصا، وقريباً سيصدر له كتاب نقدي حول تجربة المخرج التونسي فاضل الجعايبي.
المسعودي يؤكد ان في المسرح العربي أصواتاً مسرحية جديدة في الكتابة والاخراج والابداع المشهدي تخترق هذه الحالة الراكدة لتعبر عن دور الفن المسرحي في الاختلاف وفي حرية التعبير وفي المساءلة الديمقراطية لأن المسرح برأيه مجال للحوار والجدل ونشاته الأصلية هي نشأة ديمقراطية منذ عهد الأغريق كما يصف الناقد المسعودي الذي معه هذا الحوار: * ماذا عن الدور الذي تقوم به كناقد مسرحي اتجاه المجتمع؟ – ان الدور الاساسي الذي بامكان الناقد أي ناقد كان في أي مجال من المجالات المعرفية أو الفنية يتأكد بمدى ما يستطيع ان يفتح من نوافذ جديدة يتم من خلالها اعادة النظر بالاشياء، والمفاهيم، والرؤيا، واستدعاء القارئ، والمتلقي والجمهور، الى لحظة ممكنة للمساءلة ولتأويل البديهة، فالعملية النقدية في المحصلة هي عملية وساطة تربط طرفي اللحظة الابداعية، لحظة الانشاء ، ولحظة التلقي، أما بخصوص النقد المسرحي فانه مجال معرفي مطالب بتقديم ايضاحات وصياغة مفاهيم جديدة خاصة ومتعلقة بعالم المسرح الشاسع. الناقد المسرحي لا يشعر بالضرورة بانه يقدم شيئاً ملموساً، ولكنه عبر ما يراكمه فانه يقدم الفعل في المسرح، واذا حصل هذا الفعل، أي فعل التقدم بالمسرح فانه يقدم بالحركية التفاعلية المتعلقة بالمجتمع، خاصة اذا كان هذا النقد أو الناقد في علاقة عضوية أي علاقة تساؤلية دائمة حول كل ما يخص تحولات المجتمع، وانتاجاته الرمزية.
* برأيك هل يمكن ان يوجد مسرح جيد في ظل أوضاع حضارية متردية؟ – صحيح ان الأوضاع العربية تمر بأحلك فتراتها، وصحيح أيضاً ان جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية لا تكاد تلعب دورها المأمول في اخراج الفعل الابداعي والفكري من دائرة الاستهلاك العام، وصحيح انه ثمة تخاذل ونوع من الاستقالة الواضحة للمثقف العربي، وحتى لدور السياسي لكن المسرح يشهد تطوراً جزئياً في تطور الوعي العربي ويحاول ان يبلور في ذلك رؤية جديدة للانسان العربي الجديد، والمسألة في رأيي متعلقة بالاساس بطبيعة الفعل المسرحي في حد ذاته باعتباره فعلاً مرتبطاً بآليات التفاعل المباشر مع الواقع لأن طبيعته كفن حي لها المقدرة على النقد وعلى اتخاذ المسافة اللازمة من أي واقع كان ، ولأن المسرح فن ينجز في الجسد وفي المهجة البشرية فهو عندما يكون صادقاً يكتسب مناعة من التسطيح والمجاراة وتكريس اللغة الخشبية لأنه قادر على النفاذ لجوهر الاشياء فلا غرابة ان نجد مسرحاً متطوراً في ظل أوضاع حضارية متخلفة.
* وهنا يبرز سؤال حول المساءلة الديمقراطية وحضورها في المسرح العربي؟ – المسرح كله مرتبط بشكل ما برؤية سياسية والسياسي هو ليس المعنى القصري أي علاقة النفوذ والسلطة بل انه السياسي بمعناه العام، والحق ان الفعل المسرحي العربي العام ما يزال تحت رحمة الخطاب التقليدي ويكرس ما يكرسه السياسي، ومثلاً المسرح الاستهلاكي والترفيهي الطاغي بالمسرح العربي هو ما يخدم بشكل ما السلطة السياسية باعتباره يعطل الملكة النقدية عند المتلقي، ولا غرابة ان نجد في المسرح العربي نفسه أصواتاً مسرحية في الكتابة والاخراج والابداع المشهدي تخترق هذه الحالة لتعبر عن دور الفن المسرحي في الاختلاف وفي حرية التعبير وفي المساءلة الديمقراطية لأن المسرح مجال للحوار والجدل ونشاته الأصلية هي نشأة ديمقراطية منذ عهد الأغريق ولعل بعض التمظهرات أولنقل بعض الذرى الابداعية الكبرى في الوطن العربي تعبر بشكل ما عن امكانية مساهمة الفن المسرحي في المسألة الديمقراطية الوطنية، وليس الديمقراطية المعولمة المعلبة.
* علاقة المسرح بالمسائل المصيرية؟ – القضايا المسكوت عنها للأمة كثيرة ويتم حجبها باسم مصائر الأمة الكبرى، واعتقد مثلاً ان المسألة التعليمية، ومسألة البطالة، ومسألة تطوير وتحديث القوانين المدنية، وكلها مسائل مصيرية، وان كان المسرح يقترب من هذه المسائل المصيرية الكبرى التي نتحدث عنها فهل يمكن مثلاً ان نتحرر وان نتوحد بجماهير عريضة تقضى معظم وقتها في مشاهدة التلفزيون، وفي اعتبار شخصية الشيخ متولى شخصية نموذجية مثلى للمجتمع العربي، وكيف يمكن ان نتحرر ونحقق الديمقراطية بجماهير معطلة العقل والجسد تعمر المقاهي، ولذلك فان المسرح حين يهتم أو يدق أجراس الخطر حول مسألة التعليم والأنتباه لمسألة الأمية فانه يحقق ويساهم في حل ما نسميه بالقضايا المصيرية للأمة.
* من أين أرتبطت فكرة ” الترف ” بالمسرح؟ – ذلك يعود للمسؤول الاقتصادي وللمسؤول عن البنى التحتية للمجتمع العربي فالأغلب تنقصه الثقافة وعلينا ان ندرك انه لا يمكننا ان نتطور وحتى ان نبيع سلعة دون ان يكون هذا التطور الاقتصادي مسنوداً بتطور ثقافي، وما يحدث في العالم الآن على المستوى الاقتصادي واقصد هنا الاقتصاد الغربي فقوته لا تكمن فقط في آلياته وانما تكمن في كونه انتاج مجتمعات وطبقات اجتماعية أسست منتوجها من خلال الثقافة والفن والابداع الفني.
* هل ثمة معايير محددة للتجريب المسرحي؟ – يبدو لي ان الفن المسرحي هو الفن الذي يكاد ان يكون الوحيد الذي يخضع للضوابط ويعود ذلك الى طبيعته الصعبة وهذه الصعوبة كامنة بالاساس في طبيعة الفن المسرحي الذي يتأسس على ازدواج لحظة الحياة والموت، بمعنى ان العرض المسرحي بجوهره هو ذلك يولد في اللحظة التي يموت فيها، فالعرض المسرحي محكوم عليه بالزوال دائماً ولعل صفة الزوال والهشاشة هذه هي التي تجعل منه ذلك الفن الخاضع لجملة من الضوابط. فما بالك اذا كان العمل المسرحي حقلاً مفتوحاً على التجريب فان ذلك يتطلب من صاحب العمل الانتباه الدقيق للآلات المتحكمة بالعمل المسرحي من زاوية كونه عرضاً مسرحياً أولاً، ومن زاوية كونه قائماً على خلفية سابقة يريد ان يفتح لها مجالات جديدة وهذه هي الأهداف الكبرى للتجريب. ولنوضح أكثر مثلاً: لو نقوم مثلاً بالتجريب على مسرحية لشكسبير أو لتشوخوف أو لسترندبرج فعلى المخرج المسرحي ان يدرك تلك الضوابط المتحكمة في هذه الاعمال ثم بامكانه بعد ذلك التصرف وفق مشروعه التجريبي، معنى هذا ان التجريب المسرحي ليس عملية اعتباطية أو ترفاً جمالياً أو بذخاً بل التجريب قدرة هائلة في التحكم بتلك الضوابط وتوظيفها في سياق اكتشاف مدارات ابداعية جديدة أو بكر، وللأسف الشديد فان التجريب المسرحي مثل ما نرى انتاجاته في المسرح العربي لا ينبع في الحقيقة من معرفة ومن حاجة ماسّة للتعبير تجريبياً بل ان التجريب يظل في أقصى الحالات مجرد ذريعة لتمرير مفاهيم ورغبات ونزوات موغلة في الضبابية وضعف الادراك.
(المصدر: صحيفة الدستور الأردنية الصادرة يوم 28 ديسمبر 2003)
كارثة أن تكون الديمقراطية العربية مصلحة أمريكية
الفضائية «الحرة» والرأي العام العربي
كتب الشيخ حامد بن عبدالله العلــــــي في موقعه على الإنترنت تحت عنوان:
“ عفيفـة تونس أرهقتها الجرائـــــــم”
رسالــــة باكية من أخــت تونسية شاكيــة : بسم الله الرحمن الرحيم “إننا في تونس نعاني من اضطهاد السلطة لنا كمتحجبات..إلى متى صمتكم أيها العلماء ألا من معتصم.. ألا من مطالبة بمحاسبة المجرمين المنتهكين لحرماتكم أمام أسماعكم..اللهم فاشهـــد . اخوتنا الأحبة ألا أن نصرة اليهود لبعضهم معلومة فهل يرضيكم أن تكشف عوراتنا وانتم تعلمون..إننا نسام الخسف لأننا ننتمي إلى سورة النور.. وهذه الأيادي الآثمة في تونس بلد الزيتونة تمتد لنزع الكرامة ، فماذا انتم قائلون لربكم حين يسألكم عنا ، وأيدي أبنائنا في تونس مغلولة بين سجين وشريد….اللهم من كان معك فكن معه وانت خير الناصرين والسلام عليكم وبارك الله لكم ” هذا نموذج من الرسائل الكثيرة التي تأتينا من تونس مؤخرا ، وقــد بلغ السيل الزبى ، وطالت يد البغي الطاغية كل الحرمات ، وانتهكت الأعراض ، وامتلأت السجون من القائمين بالقسط من الناس ، وسالت دماء الشرفاء أنهارا ، ودكت جنود البغي صروح الفضيلة جهارا . وفي وسط هذا الإجرام الذي يسام به المسلمون في كل مكان ، من أفغانستان إلى الدولة المارقة أمريكا ، مرورا بفرنسا التي حظرت الحجاب ، وزعماء البلاد العربية الذين ساموا الدعاة والمجاهدين سوء العذاب ، وسط هذا كله يجتمع المنسوبون إلى زمرة فقهاء الشريعة ، ليتكلموا عن “التطرف والإرهاب الإسلامي” ، ودماء المسلمين تهراق ، ومحصناتهـــــــم إلى العــار تساق ، عار علـى الأحرار في الشرق كله *** إذا استبيحت في الخدور الكرائـم أما فيهم أحفـــاد خالــد فــــارس*** عزيـز بكفيـه تشــدو الصـــوارم يطهر أرض الله من كل ساقـــط *** بغــيّ وقـوّاد ذللــتــــــه الأعاجــم ألا أمة الإسلام هُبـــّـوا لتنقذوا *** عفيفـة تونــــس أرهقتهـا الجرائـم ألم يبق فيكُم نخــــوة عمريّة *** تمزّق ثوب العـار ارتدتـــــه المحارم
وقد زار شيراك زعيم فرنسا زاعمة الدعوة إلى الحرية ، زار تونس ، وشكر تلميذه هناك على ما يصنعه ثـــمّ من رعاية أهداف التخريب الغربي للفضيلة وقيم الأمة الإسلامية . وعاد إلى وكــر عصابة الإجرام العالمية ومازالت منذ قــرن ، ليعلن حظر الحجاب على المسلمات في المدارس ، وفــر المسلمون إلى البلاد الأوربية المجاورة ، فروا من بلاد “الحرية” العريقة التي طالما تبجحت بها ، ينشدون الحرية خارجـهــا !! ولاتحسبوا أن هذا المكر الغربي الخبيث لتونس الحبيبة ، لا تحسبوه جديدا بل هو قديم جدا ، وأيضا لاتعجبوا من هذه العودة الباهرة لهذا الشعب التونسي العريق إلى دينه ، والمرأة التونسية إلى حجابها . فأنت تونس من أهل تونس عظمة الإسلام على جباههم العزيزة ، وتحس أمجاده تجري في عروقهم ، وتفيض من وجوههم ، وتنضح من دماءهم ، فلم يغادروا دينهم حتى يعودوا إليه ، غير أن الطغاة أرادوا أن يغطوا حجاب شمس الإسلام في تونس ، فلم ولن يفلحوا ، فهاهي تطلع من جديد ، أشد ماكانت ضياء ، وأعظمه تألقا ، وأسطعه نورا . قال الدكتــور محمد محمد حسين في كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر : في عام 1900 م ، نشر مقال لـ “ هانوتو ” ـ وكان وزير المستعمرات في فرنسا آنذاك ـ يقارن بين الإسلام والنصرانية ورد عليه محمد عبده ردا طويلا في ثلاث مقالات كانت حديث الناس وشغلهم في ذلك الوقت …. وطالب ـ أي هانوتو ـ بأن تقوم السياسة الاستعمارية على الدراسة العميقة الدقيقة للشعوب الإسلامية وللإسلام ، ثم قال : إن الإسلام دين وسياسة ، فالوطن عندهم في الإسلام ، وهم يقولون السلطة مستمدة من الألوهية ـ أي الوحي هو الحاكم بين الناس وبه تتقيد السلطة ـ فلا يجوز أن يتولاها إلا المسلمون . ثم أشار هانوتو إلى نجاح فرنسا في فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية في تونس ، وقال : إنها استطاعت أن تحقق هذا الانقلاب العظيم بلباقة وحذق ، ودون أن تثير ضجيجا أو تذمرا ، فتوطدت دعائم السلطة المدنية ، وتسربت الأفكار الأوربية بين السكان بدون أن يتألم منها إيمان المحمدي !! وبذلك انفصل الحبل بين هذا البلد والبلاد الإسلامية الأخرى ، الشديدة الاتصال ببعضها ببعض . ودعا ـ أي هانوتو ـ في آخر مقاله أن تتخذ تونس مثالا يقاس عليه ، ونموذجا ينسج على منواله أ.هـ من الاتجاهات الوطنية 349 غير أنه وبعد أكثر من قرن على دعوة “هانوتو” ها هو الإسلام يعود ، يعود في تونس ، وفي المغرب العربي كله ، هذا الإقليم الإسلامي الذي سعت فرنسا بكل مكرها وحيلها ، وأجلبت بكل خيلها ورجلها ، أن تجتث الإسلام منه ، حتى فرضت لغتها الفرنسية على الشعوب الإسلامية هناك ، ها هــو الإسلام يعود فيشتعل اشتعال النار في الهشيم ، ويتحامل على نفسه ، وتعلــو هامته ، ليقف شامخا من جديد ، ويلقى عنه أغلال العبيد . كما يعود في الشرق ، وفي شمال الأرض وجنوبها ، بل في وسط أوربا نفسها ، ينبت الإسلام من تحت كل صخرة ، ومن كل ركن ، وفي كل زاوية ، ويخرج من كل بيت وأسرة . ويجمعه الله تعالى ليواجه معركته التي كتبها الله تعالى له ، معركته مع عدوه الأساسي ، الصليب المتصهين الحامي لأوليائه من طواغيت الزعماء المحليين سماسرته ووكلاءه ، الذين باعوا دينهم وأمتهم من أجل حطام الدنيا ، فغاية أمانيهم إرضاء الاجنبي المحتل لبلادنا ولن يرضى حتى تتبع أمتنا ملتهم ، ودون ذلك خرط القتاد ، فقد قام اليوم سيف الجهاد، ولن يعود إلى غمده حتى يمضي بالأمة إلى مثل سالف الأمجــــــاد . غير أنه من المهم هنا أن نركز النظر على قول هذا المنظر الاستراتيجي الخطير الذي هو من أول من نظــر للفكر الاحتلالي الغربي ـ إذ الامبريالية نزعة غربية أساسية ـ ” هانوتو ” .. عندما طالب : “بأن تقوم السياسة الاستعمارية على الدراسة العميقة الدقيقة للشعوب الإسلامية وللإسلام “ . وهذا هو الفرق يبن الحروب الصليبية السابقة ، والحروب الصليبية الامبريالية التي انطلقت منذ قرن ومازالت ، فهذه الأخيرة جاءت مع الجيوش ، بدراسات معمقة عن الشعوب الإسلامية والإسلام ، وعلمت أن نجاحها هذه المرة مرهون ، بإحداث تغيير في المناهج الثقافية ، بحيث ـ كما قال ـ ” تتسرب الأفكار الأوربية في السكان من غير أن يتألم منها إيمان المحمّدي ” . وهذه هي نفسها الدعوة إلى تعديل المناهج ، التي استعرت اليوم في جزيرة العرب والخليج ، هــي بعينها لايعدوها الأمــر طرفـة عين . غير أن الأفضل أن يطلق على هذا المشروع ، اسمــه الذي هو لـــه أهــــل .. تعديل ” المناهق “. لان الحقيقة هي أن الذين ينهقون هنا لإرضاء أمريكا التي امتطت ظهورهم لتوصلهم إلى اجتثات الإسلام في بلادنا ، لم يعد نهيقهم يرضيها بما فيه الكفاية ، فقررت أن تعــدّل من نهيقهم ، فزادت عليهم ضربــا بالعصا ، ليمضوا بها إلى تحقيق كل أهدافها الخبيثة ، فأصبح نهيقهم ألــذّ في أسماع سادتهم ، وركضهم أسرع خطا ، وأكثر حماسا مما مضى . وحول تعديل “المناهق” سيكون المقال القادم بإذن الله تعالى . www.h-alali.net
(المصدر: موقع الشيخ حامد بن عبد الله العلي بتاريخ 28 ديسمبر 2003)
وصلة الموضوع: http://www.h-alali.net/show.php?id=147
نبذة تعريفية عن الشيخ حامد العلي:
حامد بن عبدالله أحمد العلي ، العمر 42 سنة ، متزوج وله خمسة أولاد ، وهو أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت ، وخطيب مسجد ضاحية الصباحية ، طلب العلوم الشرعية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من عام 1401هـ إلى عام 1410هـ ، وحصل على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وتولى منصب الأمين العام للحركة السلفية في الكويت من عام 1418هـ إلى عام 1421هـ ، ثم تفرغ بعدها للكتابة وتدريس العلوم الشرعية في مسجده ، وإلقاء المحاضرات والدروس ، وأما دروسه العلمية فهي ـ بالإضافـــــة إلى محاضراته في الثقافة الإسلامية في الكلية ـ :
الدروس التي لازال يلقيها :
درس في فقه الحنابلة ( الروض المربع ) ، ودرس في أصول الفقه ( شرح وتعليقات على كتاب الورقات للجويني ) وسينشر إن شاء الله في الموقع هنا قريبا ، ودرس في صحيح مسلم ، ودرس في شــرح العقيــدة الطحاوية ( انتهى منه ) ، وقراءة من كتاب ( دارالهجرتين ) لابن القيم ، وفتاوى شرعية بعد صلاة الجمعة في جامع ضاحية الصباحية .
الدروس التي انتهى منها :
شرح كتاب دليل الطالب في فقه الحنابلة مع منار السبيل ، وشرح الواسطية ( في قطر عام 1412هـ) ، وشرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ، وتعليقات على كتاب ( دعاوى المناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ) وتعليقات علىكتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للعلامة عبدالله الغنيمان ، وتعليقـــات على كتاب ( النونيـــة ) لابن القيم ، وشرح روضة الناظر لابن قدامة إلى باب ( النهي ) ، وتعليقات على كتاب شرح الكوكب المنير لابن النجار ، وتعليقات على كتاب ( التنكيل ) للمعلمي ، وشرح متن الطحاويـــة ، وتعليقات على كتاب ( حاشية ابن القاسم على كتاب التوحيد ) ، وتعليقات علـــى كتاب ( معالم الانطلاقة الكبرى لعبدالهادي المصري ) في قطر عام 1412هـ ، وقصص الأنبياء كاملة من البداية والنهاية ، ودروس في كامل السيرة النبوية ، وأعيدت مرة أخرى ووصل هذه الأيام من صفر عام 1422هـ إلى غزوة الحدييبة ، وقطر الندى لابن هشام ، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجـــر ، ودورتين صيفيتين في القواعد الفقهية .
المؤلفات :
رسالة تحرير قاعدة تعارض المفاسد والمصالح وتخريج بعض فروعها ( مطبوع ) ، ورسالة وسائل الدعوة ( مطبوع ) ورسالة توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور ( مطبوع ) ورسالة الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية ( مطبوع ) ، ورسالة تنبيهات على محاضرة الشيخ عبدالله السبت ( مطبوع ) ورسالة منح المرأة حق الترشيح والانتخاب حكمه الشرعي وضرره الاجتماعي ( مطبوع ) ورسالة الرد على مرجئة العصر ( مطبوع ) ورسالة الحفاظ على الهوية في زمـــن العولمة الثقافية ( مطبوع ضمن بحوث مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في قطر عام 1421هـ) ورسالة البيان لخطر الأحزاب العلمانية على الدين والأخلاق وشريعــة القرآن ( مطبوع ) ورسالة صغيرة بعنوان ( برنامج تفصيلي لطالب العلم ) تشتمل على نصائح لطلبة العلم وكيفية طلب العلم عبر مراحل محددة يقرأ فيها الطالب كتب العلم متدرجا ، وقد وضعت هذه الرسالة والتي قبلها في الموقع هنا ، ورسالة في حكم دخول المجالس النيابية ( لم تطبع بعد ) ورسالة ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات ( مطبوع ) ، ومقالات في المنهج ( لم تطبع بعد ونشرت على مدى ثلاث سنوات في صحيفة الوطن الكويتية ) ورسالة الحكم بغير ما أنزل الله ( لم تطبع بعد ) ، وتعليقات علــــى متن الورقـــــات ( لم يطبع بعد ) ، وحاشية على منار السبيل ( لم يطبع بعد ).
ونقلا عن بحث يشتمل على لقاء مع شيوخ العلم في الكويت قال فيه الشيخ حامد العلي عن نفسه :
( كان من توفيق الله تعالى أن يسر لنا في الجامعة الإسلامية وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أهل العلم استفدنا منهم الأيام الأولى في الطلب ، وأذكر منهم الشيخ الوائلي في الفقه والشيخ فيحان المطيري في الفقه أيضا والشيخ حمد الحماد في الفقه أنهينا عليه كتاب البيوع شرح بلوغ المرام ، وشيئا من كتاب النكاح ، والشيخ محمد بن عبدالوهاب الشنقيطي وهو ابن عم الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين صاحب أضواء البيان في أصول الفقه ، روضة الناظر ، والشيخ عبدالله عمر الشنقيطي أيضا في أصول الفقه أخذنا عليه كتاب القياس من روضة الناظر ، والشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي وهو ابن صاحب أضواء البيان وقد أخذنا عليه شيئا متن الطحاوية ، و شيئا من التدمرية في السنة الثانية في الجامعة ، والشيخ عبدالكريم مراد أخذنا عليه بعض شرح الطحاوية لابن أبي العز في الجامعة ، والمنطق في المسجد النبوي ، وقرأت على الشيخ احمد بن تاويت من علماء المغرب بعضا من روضة الناظر أيضا في المسجد النبوى ، وعلى الشيخ شير على شاه الهندي بعضا من المنطق أيضا في المسجد والنحو ، ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد المحسن العباد ، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي ، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة ، وعرفته بنفسي وذكرت له اسمي ، وهو ضعيف النظر ، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في المسجد النبوي صحيح مسلم ، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط ، وكان الشيخ العباد قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان ( ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات ) قبل أن أجعل هذا عنوانها ، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان آخر ، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها ، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في المجلة المذكورة ، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية بزيادات مهمة .
ومن العلماء الذين أخذنا عليهم أيضا الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري حضرنا عنده شيئا من شرح صحيح البخاري ، ودروسا أخرى في بيته دروسا متفرقة ، وذلك عندما كان جارا لنا في الحرة الشرقية ، وعندما انتقل إلى قرب الجامعة ، وكان رحمه الله إذا حضرت درسه ترى العجب العجاب من سعة علمه وحافظته العجيبة ، وكأن علوم الشريعة بين عينيه يأخذ منها ماشاء ويدع ما شاء ، غير أنه كان عسرا بعض الشيء ، لاسيما مع الذين لايعرفهم ، والله يرحمه رحمة واسعة ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وكانت مكتبته عامـــــــرة بالمخطوطات النادرة فكنا نستفيد منها كثيرا .
وأخذنا على الشيخ العلامة المحقق الورع ناصر العقيدة السلفية عبدالله الغنيمان حفظه الله ، وهو متقاعد الآن من التدريس في الجامعة ويدرس في مسجده في بريدة ، حضرنا عنده شرح كتاب الإيمان لابن تيمية عام 1412هـ ، وأذكر أنني كنت إذ ذاك صغيرا ، فكنت أتعجب من سعة علمه واستحضاره لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ودقته في نسبة العقيدة السلفية وتحريرها ، وأتمنى لو صرت مثله ، وحضرنا أيضا درسه في كتاب التوحيد في المسجد النبوي ، وكنا نرجع إليه في كل شيء يشكل علينا في أمور العقيدة فنجد عنده الجواب الكافي ما لا نجد مثله عند غيره ، وربما أشكلت المسألة على كثير من الشيوخ ، فإذا سألناه جاء بالجواب القاطع لكل شبهة .
كما درست على الشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله التفسير الموضوعي في الجامعة ، وعلى الشيخ عبدالعزيز الدردير التفسير التحليلي ، وعلى الشيخ عبدالعزيز عبدالفتاح القاري خطيب مسجد قباء علوم القرآن ، وعلى الشيخ عبدالفتاح سلامة وهو من علماء أنصار السنة المحمدية في مصر علوم القرآن أيضا ، وعلـــــى الشيــــخ أكرم العمري مناهج البحث ، كان هذا كله في كلية الدراسات العليا .
ولما زارنا الشيخ محمد المنصور المنسلح وهو من علماء بريدة ، لما زارنا في الكويت قرأنا عليه كتاب الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ، وكتاب الصوم من زاد المستقنع ، وأخذنا الفرائض على الشيخ عبدالصمد الكاتب من علماء المدينة في المسجد النبوي ، كما درسناها على الشيخ عبدالحليم الهلالي في الجامعة ، وأما مصطلح الحديث فقد درسنا كتاب الباعث الحثيث في الجامعة ، وواصلت القراءة فيه حتى قرأت أكثر ما ألف فيه ، ووجدت أن هذا العلم مما يمكن تحصيله بالقراءة في الغالب ، ثم انقطعت عنه وانشغلت بالفقه ، وعلمت أن الفقه لايمكن أن يتلقاه الطالب إلا بدراسة مذهب فقهي ، ولكن عليه أن يحذر التعصب المذهبي فإنه طامة وشيء قبيح في العلم ، وليكن الانتصار للدليل نصب عينيه ، وذلك مالم يعجز فيسوغ له التقليد ، وأما علم العقيدة والفقه والأصول والفرائض والنحو فلابد من معلم ، وعلى أية حال فلا أدعي أنني طلبت العلم كما كنت أتمنى وعلى الطريقة المثلى ، ولكن حصل لي من ذلك شيئا أحمد الله تعالى عليه ، وعوّضت النقص بالقراءة ، فهي عندي هواية أتمتع بها ، وكان الواجب أن يكون ذلك تعبداً واخلاصاً لله، ولكن الله المستعان ، نسأل الله تعالى أن لا يكلنا إلى أعمالنا ، وأن يتغمدنا برحمته الواسعة ، ويكفّر عنا سيئاتنا ولا يؤاخذنا بذنوبنا انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
(المصدر: موقع الشيخ حامد العلي: http://www.h-alali.net/ana.php )
فرنسا تضرب العلمانية!
بقلم: د.محمد يحيي
القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي جاك شيراك يمنع ما يسمي بالرموز الدينية الظاهرة من المدارس والمؤسسات العامة هو في الحقيقة قرار ضد الرأي الشرعي الإسلامي وحده وليس ضد الأزياء أو الرموز الدينية الأخرى كاليهودية والمسيحية .
ذلك أن النقاش الذي ولد في خضم القرار كان يدور حول الحجاب بالذات وليس حول الأزياء الأخرى الذي أدخلت في قرار الرئيس الفرنسي ذراً للرماد في العيون ولإعطاء القرار سمة الموضوعية والعمومية . والدليل علي ذلك هو أن القرار أتبع توصية لجنة شاس واستغني عن ما وصف بالرموز غير الظاهرة التي ضرب المثل عليها بالصلبان ونجوم داود الصغيرة التي تتدلي من الأقراط والعقود ولم يجد مثلا إسلاميا يدرجه تحت هذا المسمي, أي تحت وصف الرموز الدينية غير البارزة .
وهكذا تحول القرار في الحقيقة إلي مجرد منع للرأي الإسلامي الشرعي للمرآة . وقد جري تبرير هذا القرار بالحفاظ علي العلمانية التي هي الطابع الأساسي المميز للجمهورية الفرنسية وذلك رغم أن بعض المنظمات الإسلامية في فرنسا أكدت صدور أحكام من مجلس الدولة الفرنسي علي مدي العشر سنوات الماضية تؤكد حق الطالبات المسلمات في إرتداء الحجاب في المدارس وإن ذلك لا يشكل أي خرق لمبادئ العلمانية .
والواقع أن الحجة التي استند إليها الرئيس الفرنسي في اهدار قرار منع الحجاب هي حجة واصية لأنه انتزع من جانب أحزاب وهيئات وتوجهات فرنسية عديدة وأصلية علي ساحة العمل العام والفكر الفرنسي مثل الحزب الشيوعي وأحزاب اليمن المتشدد وهي كلها لا يمكن اتهامها بأنها ضد العلمانية أو أنها لا تفهمها .
كذلك وهو الأهم فإن قرار الرئيس الفرنسي لم يلق الترحيب المطلوب من جانب دول غربية يفترض علمانية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بينما كان مصور الترحيب الوحيد الذي لقبة هو في إيطاليا الرسمية . ولم يكن مصور وسبب هذا الترحيب هو المساندة الإيطالية للعلمانية بقدر ما كان النكاية في الإسلام والتي كانت السبب في الفترة الأخيرة في قيام أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي بإلغاء زيارة له لحضور أحد اجتماعات مجلس وزراء مشترك بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض والغريب كذلك أن الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا عارضت قرار الرئيس شيراك في وقت خرج فيه بعض الرؤساء الذين عينتهم فرنسا الدولة لمنظمات إسلامية مشبوهة يؤيدون فيه القرار وكأنهم في بعض الدول العربية المعروفة وليس في عاصمة النور وأم الديموقراطية الغربية الحديثة كما يحلو للبعض أن يسميها في الشرق الأوسط . إن قرار شيراك الذي جاء تحت وصف أنه يدعم ويؤكد العلمانية في نظام التعليم والحياة العامة الفرنسية قد سدد ضربة قوية لتلك العلمانية ليس في فرنسا فقط ولكن في سائر أنحاء العالم وبالذات في المنطقة العربية حيث يراد لها أن تنشر أو بالأصح تفرض بالقوة.
لقد كشف هذا القرار كل المزاعم العلمانية وبالذات أكذوبة أن العلمانية لا تعادي الدين الإسلامي علي وجه الخصوص . فالعلمانية الفرنسية تزعم أن الحجاب الإسلامي هو رمز ديني كما يسمونه وليس فرض أو واجب أو تعليم ديني كما هو في حقيقته وكما يفهم المسلمون.
وانطلاقا من هذا التوصيف الخاطئ بتعمد تنطلق العلمانية إلي محاربة الحجاب باعتباره رمز عدواني يفرض الدين علي الحياة ويستدعي بالتالي رد فعل للعلمانية هو طرد الدين الإسلامي من مساحة الحياة العامة . فالعلمانية تجعل العلاقة مع الدين علاقة عدواه وحرب بين رموز وإقصاء مما يتناقض مع المزاعم التي يرددها بعض دعاة العلمانية في العالم العربي وفي الغرب حول احترام العلمانية للدين وتعايشها معه . فليس مما يخدم التعايش أو يروج لمفهوم الاحترام أن تعامل تعاليم الدين كرموز سياسية حركية ثم يطرد الدين نفسه من الساحة تحت مسمي إعلان الحرب علي الرموز المعادية للعلمانية .
وهكذا يعري قرار شيراك المزاعم العلمانية كما يعريها كذلك اختلاف الكثير من القوى والتيارات السياسية والفكرية الفاعلة في المجتمع الفرنسي معه والتزامها بمبادئ حرية العقيدة والفكر والعمل وحقوق الإنسان ودعمها لحق ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة من هذا المنطلق فهذا يعني أن شراسة الحرب ضد الدين التي يعلنها الرئيس الفرنسي وسط التهليل حول دعم العلمانية ليست هي البديل الوحيد المطروح في المجتمع الفرنسي . ومما له أقوي الأثر في كشف وتعرية العلمانية (علي الأقل في المفهوم الفرنسي) أن دولا تفصل بين الدولة والكنيسة ( وليس الدين) مثل أمريكا وبريطانيا ألقت بالشكوك حول قرار شيراك . لقد عبرت أمريكا عن القلق حول أثار القرار السلبية علي الحرية الدينية كما تحدثت وزيرة إنجليزية عن أن بريطانيا لم تشهد قرارا أو قانونا مماثلا لمنع الحجاب وأضافت في إشارة لها مغزى أن المجتمع هناك يحترم التعدد والتنوع مما يعني أن قرار شيراك يمثل نوعا من التعصب والتطرف والأحادية والإقصائي.
ومن المهم ملاحظة أن هذه الأوصاف تقال عادة ضد الإسلاميين وليس من المألوف أبدا بإلقائها علي دولة علمانية أو لرئيس علماني . كذلك فإن موقف أمريكا له مغزى لأن العناصر المرتبطة بها في الشرق الأوسط تبذل أقصي الجهد لفرض العلمانية ومحاربة الحجاب وشتي مظاهر التدين الإسلامي . ومهما تكن الحال فإن هذه المواقف أوضحت أن القرار الزاعم دعم العلمانية هو في الحقيقة قرار متطرف معادي للحرية الدينية والأسس التعددية والتنوع في المجتمعات مما يعري ويكشف العلمانية وبالذات في ثوبها الفرنسي.
والأهمية في ذلك أن العلمانية الفرنسية وبالذات هي وحدها المطروحة علي البلدان الإسلامية الآن لاعتناقها تحت مسميات الليبرالية والاستنارة والعصرية … الخ وذلك من خلال النموذج التركي الاتاتوركي الذي كان مبنيا عليها بالكامل والذي يجري إحياء الآن وراء ستار الإسلام العصري أو “التجربة التركية “المتمثلة في ضرب العدالة والتنمية. ولذلك فإن انكشاف هذا النوع من العلمانية وسط المجال العام للممارسة الغربية لليبرالية والعلمانية أو مهم في سياق المحاولات الجارية لفرضه علي المنطقة العربية . وفي هذه المنطقة العربية كان رد الفعل علي غير المتوقع ,فبدلا من الإخفاء المنتظر بقرار شيراك الذي يساند الممارسات الرسمية الجارية في عدة بلدان عربية كما يساند التوجهات الرسمية وغير الرسمية للنخب الحاكمة جاء نوع من الحرج والارتباك نتيجة لأن القرار كما كما قلنا فضح حقيقة العداوة العلمانية للدين .
وكان للحرج والاضطراب مصدر أخر وهو أن البعض في العالم العربي ومنهم الحكام والنخب الإعلامية والثقافية مازال يطرح فرنسا باعتبارها البطل المنقذ للعالم العربي من الهجمة الأمريكية ويري في شيراك بالذات العملاق الذي يتصدى للغرور والهمجية والعدوانية الأمريكية رغم أن هذا الرئيس لا يفعل أكثر من تمثيل ما يعتقد أنه مصالح بلاده ورغم أنه تراجع بشكل مهين بعد مواقفة الأولي بعد غزو العراق وأخيرا بعد اعتقال صدام . وأخيرا فمن مصادر الإحراج الكبرى أن البعض مازال يطرح الثقافة الفرنسية أو النموذج الفرنسي باعتباره الأصلح . لكن هذا تعرض لضعف شديد بعد قرار منع الحجاب وانكشاف النموذج الشيراكي الفرنسي.
ولهذه الأسباب لم تحدث احتمالات متوقعة وإن كان بعض غلاة العلمانيين أصروا علي تبرير القرار والدفاع عنه بحماس وغيرة أكثر مما حدث في فرنسا ذاتها . فهناك علي الأقل سمحت حرية الفكر بطرح المعارضة علنا وبقوة وفي أكثر من ساحة أما في المنابر العلمانية المعهودة في العالم العربي فقد سادت نغمة وحيدة هي الدفاع عن القرار بنفس الأسلوب الدعائي الذي تبرر به في العادة قرارات الحكام .
ولم يكن غريبا والحالة هذه أن يقدر من المؤسسة الدينية الرسمية الفتوى الهروبية المعتادة حول أن القرار شأن داخلي فرنسي لا شأن لأحد به حتى وإن تبرمت أمريكا واعترضت انجلترا أو تضايق القساوسة الكاثوليك من منع الحجاب الإسلامي.
(المصدر: وكالة الأنباء الإسلامية بتاريخ 29 ديسمبر 2003)
عنوان الموقع: http://www.islamicnews.net
حجاب مسلمة أميركية سبب في إسلام سبعة أمريكيين
(الشبكة الإسلامية)” مذكرات ذات خمار” لمحمد رشيد العويد
كان السبب الأول لإسلامه حجاب طالبة أميركية مسلمة, معتزة بدينها, و معتزة بحجابها, بل لقد اسلم معه ثلاثة دكاترة من أستذة الجامعة و أربعة من الطلبة. لقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة, الذين صاروا دعاة إلى الإسلام. هو هذا الحجاب.
لن أطيل عليكم في التقديم. وفي التشويق لهذه القصة الرائعة التي سأنقلها لكم على لسان الدكتور الأميركي الذي تسمى باسم النبي محمد صلى الله عليه و سلم و صار اسمه (محمد أكويا). يحكي الدكتور محمد أكويا قصته فيقول:
قبل أربع سنوات, ثارت عندنا بالجامعة زوبعة كبيرة, حيث التحقت للدراسة طالبة أميركية مسلمة, و كانت محجبة, و قد كان من بين مدرسيها رجل متعصب يبغض الإسلام و يتصدى لكل من لا يهاجمه. فكيف بمن يعتنقه و يظهر شعائره للعيان؟ كان يحاول استثارتها كلما وجد فرصة سانحة للنيل من الإسلام. وشن حربا شعواء عليها, و لما قابلت هي الموضوع بهدوء ازداد غيظه منها,فبدأ يحاربها عبر طريق آخر,حيث الترصد لها بالدرجات, و إلقاء المهام الصعبة في الأبحاث, و التشديد عليها بالنتائج, و لما عجزت المسكينة أن تجد لها مخرجا تقدمت بشكوى لمدير الجامعة مطالبة فيها النظر إلى موضوعها. و كان قرار الإدارة أن يتم عقد بين الطرفين المذكورين الدكتور و الطالبة لسماع وجهتي نظرهما والبت في الشكوى.
ولما جاء الموعد المحدد. حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس, و كنا متحمسين جدا لحضور هذه الجولة التي تعتبر الأولى من نوعها عندنا بالجامعة. بدأت الجلسة التي ذكرت فيها الطالبة أن المدرس يبغض ديانتها. ولأجل هذا يهضم حقوقها العلمية, و ذكرت أمثلة عديدة لهذا, و طلبت الاستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها, وكان من بينهم من تعاطف معها و شهد لها, و لم يمنعهم اختلاف الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بحقها.
حاول الدكتور على أثر هذا أن يدافع عن نفسه, و استمر بالحديث فخاض بسب دينها. فقامت تدافع عن الإسلام. أدلت بمعلومات كثيرة عنه, و كان لحديثها قدرة على جذبنا, حتى أننا كنا نقاطعها فنسألها عما يعترضنا من استفسارات. فتجيب فلما رآنا الدكتور المعني مشغولين بالاستماع والنقاش خرج من القاعة.فقد تضايق من اهتمامنا و تفاعلنا. فذهب هو ومن لا يرون أهمية للموضوع.
بقينا نحن مجموعة من المهتمين نتجاذب أطراف الحديث, في نهايته قامت الطالبة بتوزيع ورقتين علينا كتب فيها تحت عنوان ” ماذا يعني لي الإسلام؟ ” الدوافع التي دعتها لاعتناق هذا الدين العظيم, ثم بينت ما للحجاب من أهمية و أثر. وشرحت مشاعرها الفياضة صوب هذا الجلباب و غطاء الرأس الذي ترتديه. الذي تسبب يكل هذه الزوبعة.
لقد كان موقفها عظيما ، ولأن الجلسة لم تنته بقرار لأي طرف, فقد قالت أنها تدافع عن حقها, و تناضل من أجله, ووعدت أن لم تظفر بنتيجة لصالحها أن تبذل المزيد حتى لو اضطرت لمتابعة القضية و تأخير الدراسة نوعا ما, لقد كان موقفا قويا, و لم نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع أن تكون الطالبة بهذا المستوى من الثبات و من أجل المحافظة على مبدئها. و كم أذهلنا صمودها أمام هذا العدد من المدرسين و الطلبة, و بقيت هذه القضية يدور حولها النقاش داخل أروقة الجامعة.
أما أنا فقد بدأ الصراع يدور في نفسي من أحل تغيير الديانة ,فما عرفته عن الإسلام حببني فيه كثيرا, و رغبني في اعتناقه, و بعد عدة أشهر أعلنت إسلامي, و تبعني دكتور ثان و ثالث في نفس العام, كما أن هناك أربعة طلاب أسلموا. و هكذا في غضون فترة بسيطة أصبحنا مجموعة لنا جهود دعوية في التعريف بالإسلام والدعوة إليه, و هناك الآن عدد من الأشخاص في طور التفكير الجاد, و عما قريب إن شاء الله ينشر خبر إسلامهم داخل أروقة الجامعة. و الحمد لله وحده.
(المصدر: موقع “الشبكة الإسلامية” بتاريخ 28 ديسمبر 2003)
وصلة الموضوع: http://www.islamweb.net/web/misc.article?vArticle=53614
French mayor defends Muslim veil ban at weddings
Reuters, le 29.12.2003 à 16h04
PARIS, Dec 29 (Reuters) – A suburban Paris mayor who banned all religious symbols from civil weddings as part of France’s campaign against the Islamic veil brushed off on Monday criticism that his hard line would alienate Muslims.
Jacques Martin, a member of President Jacques Chirac’s conservative UMP party, reacted after a cabinet minister warned him France’s strict separation of church and state did not mean a couple could not express personal convictions at its wedding.
Earlier this month Chirac proposed a draft law to ban religious symbols such as headscarves, Jewish skullcaps and large Christian crosses in schools and public institutions.
Martin’s ban is one of several cases of official zeal over the issue. In another, a bank branch refused to admit veiled customers.
The proposed ban has triggered loud protests from the five million-strong Muslim community, the largest in Europe making up about eight percent of the French population. Many Muslims say wearing a veil is required by Islam.
“The state does not have to adapt to Islam today just as it did not adapt to Judaism and separated itself from Catholicism 200 years ago,” Martin, mayor of Nogent-sur-Marne east of Paris, told the daily Le Figaro. He banned the veil at civil weddings in November.
Patrick Devedjian, a minister in Prime Minister Jean-Pierre Raffarin’s cabinet, warned Martin last week of the risk of alienating citizens.
“A civil marriage service is often the only ceremony marking the wedding,” he said. “Participants…find it natural on such an occasion to act according to their traditions.”
Couples marrying in France must be wed at a civil ceremony at their local city hall and may also have a religious wedding.
Voile: 150 étudiants iraniens manifestent devant l’ambassade de France
AFP, le 29.12.2003 à 14h08
TEHERAN, 29 déc (AFP) – Quelque 150 étudiants islamistes, notamment de nombreuses filles en tchador, ont manifesté lundi devant l’ambassade de France à Téhéran pour protester contre le projet d’interdiction du port du voile islamique dans les écoles, selon des témoins.
“Nous vous demandons de revenir sur cette décision, sinon nous vous rangerons parmi les ennemis du peuple musulman aux côtés des Etats-Unis”, ont affirmé les organisateurs dans un communiqué lu à la fin du rassemblement.
Les étudiants, parmi lesquels se trouvaient de nombreuses jeunes filles en tchador noir, ont également demandé au président iranien Mohammad Khatami “d’utiliser les voies diplomatiques pour demander à la France de revenir sur cette décision”.
“Mort à la France” ou encore “mort à Chirac le sioniste”, ont scandé des manifestants à la fin du rassemblement officiel.
Le même groupe a jeté des tomates contre les murs de l’ambassade après la fin du rassemblement officiel.
“Jacques Chirac, la femme musulmane sans le hijab est prisonnière du regard des autres, laissez les musulmanes vivre libres avec le hijab”, lisait-on sur un écriteau, tenu par une femme portant non pas le tchador mais le negab, un long tissu qui couvre le corps de la tête aux pieds, y compris le visage avec seulement deux trous devant les yeux.
“La femme musulmane mourra mais n’acceptera pas l’humiliation”, affirme un autre écriteau.
Une pancarte remerciait néanmoins le peuple français pour l’aide apportée aux sinistrés de Bam (sud-est de l’Iran), ville ravagée samedi par un séisme meurtrier.
La position du président français Jacques Chirac en faveur d’une loi qui interdirait dans les établissements scolaires les signes religieux “ostensibles”, y compris le foulard islamique, a suscité l’indignation dans de nombreux pays arabes et musulmans.
Une femme portant un voile refoulée à l’entrée d’une banque à Paris
AFP, le 26.12.2003 à 16h31
PARIS, 26 déc (AFP) – Une femme portant un foulard islamique a été refoulée par un vigile à l’entrée d’une agence de la Société générale à Paris, un incident qualifié d’excès de zèle dans l’application des consignes de sécurité par la banque.
L’incident, rapporté par Le Monde daté de vendredi, provoque une certaine émotion sur les forums de discussion de plusieurs sites internet musulmans.
Selon plusieurs internautes, la mésaventure survenue lundi à cette cliente d’une agence du XIXe arrondissement, au nord de Paris, ne serait pas un cas isolé.
Une affichette apposée à l’entrée des agences de la Société générale demande aux clients, par mesure de “sécurité”, de “bien vouloir ôter foulard, casquette, casque ainsi que tout autre couvre-chef ou lunettes de soleil”. Le vigile a demandé à cette femme de retirer son foulard, ce qu’elle a refusé.
“Ces consignes de sécurité existent depuis plusieurs années et n’ont pour but que de prévenir d’éventuels braquages, mais les employés savent faire la distinction entre d’éventuels gangsters casqués et une cliente dont le visage est reconnaissable”, a-t-on fait valoir au service communication de la Société générale, interrogé par l’AFP.
“Le vigile a vraisemblablement interprété les consignes strictement, et l’affaire a pris de l’ampleur en raison du contexte”, a-t-on ajouté en invoquant un “zèle excessif” de l’agent de sécurité.
La décision d’interdire par la loi le voile islamique à l’école, annoncée la semaine dernière par le président de la République, est plébiscitée dans le pays mais est décriée par la communauté musulmane en France et ailleurs dans le monde.
AFP
L’archevêque de Cantorbéry dénonce la loi sur le voile en France
Reuters, le 25.12.2003 à 18h21
LONDRES, 25 décembre (Reuters) – L’archevêque de Cantorbéry a critiqué l’attitude de la France par rapport au foulard islamique, lors de son premier sermon de Noël en tant que chef de l’Eglise d’Angleterre.
“Il n’est pas surprenant que le pouvoir séculier ait parfois peur de la religion”, a dit Rowan Williams aux fidèles massés dans la cathédrale de Cantorbéry, dans le sud de l’Angleterre.
Le chefs spirituel de l’Eglise anglicane a développé ce thème en critiquant la décision de la France d’interdire le port du foulard islamique dans les écoles.
Williams, qui est à la tête de 70 millions d’Anglicans à travers le monde, a condamné ceux qui commettaient des attentats au nom de la religion et a appelé à plus de compréhension entre les musulmans, les juifs et les chrétiens.
Son sermon clôt une année difficile pour Williams, devenu le 104e archevêque de Cantorbéry en février. Il a dû notamment se battre pour maintenir l’unité de la communauté anglicane après la consécration, en novembre dernier, d’un évêque homosexuel aux Etats-Unis.
Mgr Williams : l’interdiction du port du voile traduit la peur de la religion
AFP, le 25.12.2003 à 12h49
LONDRES, 25 déc (AFP) – Le chef spirituel de l’Eglise anglicane, Rowan Williams, dans son sermon de Noël prononcé jeudi, a estimé que la décision française d’interdire le port du voile islamique n’était pas un débat propre à la France et qu’elle traduisait une peur séculaire à l’égard de la religion.
“La proposition d’interdire le port du voile islamique dans les écoles françaises suggère qu’une certaine nervosité demeure quant (au fait de) laisser son engagement (NDLR: religieux) apparaître publiquement”, a déclaré Mgr Williams dans son sermon annuel à la cathédrale de Canterbury (sud-est de l’Angleterre, jeudi matin.
“Ce n’est pas tout à fait surprenant dans un environnement séculaire qui considère la religion pas seulement avec suspicion ou incompréhension, mais avec peur”, a jugé le prélat.
“Et au cas où nous penserions que tout le débat n’est qu’un problème français”, a-t-il également souligné, “nous devrions reconnaître juste un peu de ce même malaise dans les ricanements nerveux suscités par la foi religieuse du Premier ministre, surgissant de temps en temps dans les médias”.
Dimanche, déjà, Mgr Williams avait qualifié la décision du gouvernement français de “provocatrice” et de “destructrice”, dans l’hebdomadaire Sunday Times.
“Historiquement, cela s’explique, hélas, par le fait que la foi religieuse a trop souvent été le langage des puissants, l’excuse à l’oppression, l’alibi à l’atrocité”, a-t-il regretté.
“Or, cela renaît avec la menace de la terreur semée au nom de la religion alors même que les représentants de cette religion ont, à tout niveau, sévèrement condamné une telle attitude, incompatible avec la foi”, s’est alarmé Mgr Williams.
“La foi n’est ni une perversion humaine, ni une excentricité marginale et privée”, a encore souligné le chef religieux.
L’archevêque de Canterbury a prêché en faveur d’une foi chrétienne qui s’engage “véritablement du côté de l’humanité” et s’unissse aux autres grandes religions.
“Les chrétiens, les musulmans, les juifs et les autres doivent être solidaires et parler en faveur de chacun dans les temps de tension ou de harcèlement”, a-t-il plaidé.
Dans l’hebdomadaire dominical Sunday Times, l’archevêque Williams avait également estimé que la détention de neuf musulmans britanniques sur la base militaire américaine de Guantanamo (Cuba), et celle d’une quinzaine de musulmans incarcérés sans jugement depuis plus d’un an en Grande-Bretagne, risquait de compliquer les relations avec les musulmans modérés.
Iran: 192 députés appellent le parlement français à contrer la loi sur le voile
AFP, le 24.12.2003 à 15h11
TEHERAN, 24 déc (AFP) – 192 députés, en majorité réformateurs, du parlement iranien ont envoyé une lettre au parlement français, lui demandant de ne pas voter le projet de loi visant à interdire les signes religieux “ostensibles”, y compris le voile islamique, à l’école, a rapporté mercredi l’agence Irna.
“Le parlement français, conscient de l’importance des relations culturelles, économiques et politiques que la France entretient traditionnellement avec les communauté musulmanes, doit éviter l’apparition d’un noeud gordien dans (ces) relations”, selon la lettre signée par 192 députés, sur les 290 que compte le parlement.
“Il est à craindre que l’opposition au voile des femmes et filles musulmanes en France apparaissent aux yeux des musulmans, non pas comme un signe de liberté, mais comme une action imposant des limites à la pensée musulmane”, ajoute le texte.
“Une telle décision pourrait remettre en cause toutes les déclarations de l’Occident en faveur des droits de l’homme et de la liberté et pourrait rappeler les actions colonialistes et interventionnistes des pays occidentaux aux 19ème et 20ème siècles”, souligne-t-il.
Mardi, le président réformateur iranien, Mohammad Khatami, a demandé au gouvernement français d’annuler “sa décision erronée” en faveur de l’interdiction du voile islamique à l’école.
“J’espère que le gouvernement français, qui se veut à l’avant-garde de la défense de la liberté, de l’égalité et de la fraternité, annulera cette décision erronée”, a déclaré M. Khatami.
Depuis mardi, de nombreux responsables politiques, dignitaires religieux et associations ont pris la parole pour dénoncer la position du président français Jacques Chirac sur ce sujet.
Plusieurs dignitaires religieux ont publié des avis (fatwa) pour la condamner.
Des étudiants islamistes ont annoncé l’organisation d’une manifestation devant l’ambassade de France à Téhéran, sans toutefois en préciser la date.
Après des mois de débat passionné, le président français Jacques Chirac, suivant les principales recommandations d’une commission de “sages” qu’il avait sollicitées, a tranché mercredi dernier en faveur d’une loi pour interdire les notamment le foulard islamique, la kippa juive et les “grandes croix” chrétiennes.
L’interdiction du voile à l’école ne sera pas un “remède miracle”, prévient Mgr Ricard
Associated Press, le 23.12.2003 à 19h51
PARIS (AP) — Une loi interdisant le port à l’école de signes religieux dont le voile ne sera pas un “remède miracle”, a prévenu mardi le président de la Conférence des Evêques de France Mgr
Jean-Pierre Ricard, qui demande “un accompagnement pédagogique”.
“La loi comme étant le remède miracle répondant à toutes les difficultés qu’on rencontrerait (…), c’est illusoire”, a jugé l’archevêque de Bordeaux sur France Info. “L’application d’une loi
ne nous dispensera jamais d’un accompagnement pédagogique et d’une attitude éducative.”
Aux yeux du responsable catholique, “le président (de la République Jacques) Chirac était dans son rôle de rappeler à l’unité, une unité qui s’enrichit aussi par l’accueil, l’intégration des différences”.
“Le président a opté pour (…) une loi qui rappelle aussi qu’il y
a des signes dont le port peut être susceptible d’amener un trouble. Pourquoi pas”, a-t-il commenté. “Voyons comment très concrètement elle peut s’appliquer.”
L’Eglise catholique française s’était prononcée contre une loi interdisant le port du foulard à l’école, la qualifiant de “régression et de restriction de la liberté religieuse”. “Les effets risquent d’être beaucoup plus dévastateurs que la solution apportée aux problèmes concrets” que pose le port du foulard à l’école, avait ainsi expliqué Mgr Ricard début novembre.
Associated Press
Voile islamique: le mufti sunnite libanais et le Hezbollah critiquent Chirac
AFP, le 22.12.2003 à 18h46
BEYROUTH, 22 déc (AFP) – Le mufti sunnite au Liban, cheikh Mohammad Rachid Qabbani, a “regretté” lundi la décision du président français Jacques Chirac en faveur de l’interdiction du foulard islamique à l’école, également critiquée par le Hezbollah chiite.
“Nous regrettons que la France interdise à la femme musulmane de porter le voile (…) car cette décision va à l’encontre de la liberté de la femme musulmane dans le choix d’habits qui n’exacerbent pas les sentiments des non musulmans, à moins qu’ils ne haïssent l’islam”, a déclaré cheikh Qabbani.
Selon lui, le port du voile est “un devoir religieux cité dans le Coran” et l’interdire “s’inscrit dans le cadre de l’hostilité à l’islam qui se répand dans certaines régions du monde”.
Cheikh Qabbani, violemment hostile au mariage civil au Liban, a rappelé qu’il “s’oppose avec force à l’instauration de la laïcité dans le monde arabe car elle représente un danger pour les libertés individuelles et religieuses en général, et pour les règles de l’islam, qu’elle réprime en particulier”.
De son côté, le responsable du Hezbollah pour le Liban sud, Nabil Qaouq, a critiqué la décision de M. Chirac sans le citer ou citer la France, en faisant assumer aux Etats-Unis la responsabilité des “défigurations dont l’islam fait aujourd’hui l’objet”.
“Ce qui se passe en Europe constitue une atteinte aux slogans de démocratie et de liberté avant de constituer un défi aux musulmans et à la nation islamique”, a-t-il dit dans un discours prononcé au Liban sud.
Dans le même temps, les organisations féminines du Hezbollah ont critiqué dans un communiqué la décision de M. Chirac et ont appelé à une “réunion de concertation” mercredi.
“Le voile est un acte de foi né de la pensée et de la doctrine d’un individu et non un acte de défi social ou communautaire”, ont-elles jugé, soulignant que les “justifications pour l’interdire en France n’étaient pas convaincantes”.
Samedi, le guide spirituel des intégristes chiites libanais, cheikh Mohammad Hussein Fadlallah, avait critiqué cette décision, estimant qu’elle portait “atteinte au droit de l’homme musulman”.
Le président français s’est prononcé le 17 décembre pour l’interdiction à l’école des signes religieux “ostensibles”, notamment le foulard islamique, la kippa juive et les grandes croix chrétiennes.