17 octobre 2003

Accueil

TUNISNEWS

  4 ème année, N° 1245 du 17.10.2003

 archives : www.tunisnews.net


« رَادْ أتَاكْ تونس »: بيـان مساندة وتضامن اف ب: قادة الشرطة العرب يدعون إلى احترام حقوق الانسان أخبار تونس: انتخاب تونس لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية يو بي آي: بدء اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا المشتركة التونسية الليبية
وليد البناني: وقفة إكبار للشهيد الأخ عبد المجيد بن الطاهر
الهادي بريك  : كيف تتهيأ لاستقبال أكرم ضيف واعز حبيب وأصدق شفيع عبدالحميد العدّاسي: تـؤنـسُ أم تُـوحــشُ؟ علي أحـمد:  يا صبـر أيوب الشيخ راشد الغنوشي: كلمة إلى أبناء الصحوة نوفل المعاوي : الموريسكيون الجدد في تونس بين مطارق محاكم التفتيش العلمانية وسندان المتشيعة والمعتزلة الجدد محمد أبو حسين: لا لإثارة الفتنة يا دعاة الوحدة


AFP: Libéralisation des services au menu des 4èmes Journées de partenariat

Nouvelles de Tunisie: Un Tunisien président du cycle cinéma des « Rendez-vous de l’histoire »en France

Congrès Mondial sur la Fracture Numérique: Déclaration de la FMOI sur la Fracture Numérique Abdel Wahab Hani: La Tunisie libre rend hommage au Prof. Léon Schwartzenberg Mondher Sfar : Adieu l’ami Léon Schwartzenberg Tounsi proletaire: Fête de la bière II – Que cherche le pouvoir ? Boris Godounov: ne pas manger la viande de boeuf allemande

Karim: Lu pour vous


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
« رَادْ أتَاكْ تونس »   تونس في 15 أكتوبر 2003  

بيــــــان مساندة وتضامن

شرعت مجموعة متكونة من 50 عاملة وعامل تقريبا بشركة « CONFECTIONHAYETT » (طريق فوشانة كلم 7.5) في إضراب عن الطعام دفاعا عن مؤسستهم وتمسكا بحقهم في استمرار العمل بها وذلك على اثر قرار أصحاب الشركة غلقها ونقل نشاطها إلى مكان آخر. وكان قد تم، خلال شهر أوت، إعلام عاملات وعمال الشركة الذين يبلغ عددهم 358، بالقرار الذي فاجئ الجميع والقاضي بغلق الشركة التي يعمل بها أغلبهم منذ تأسيسها سنة 1987. وهي الشركة التي ساهموا بجد وتفان في ازدهارها ونجاح أعمالها مما يزيد اليوم في حيرتهم وعدم رضاهم على هذا القرار الجائر الذي يتنكر لكل ما قدموه للشركة من تضحيات وبالتالي لا ينصفهم بل ويحرمهم من دخل هم وذويهم في أمس الحاجة إليه. ولقد حاول عمال الشركة إقناع أصحابها بالحفاظ على نشاطها وعبروا عن استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل الحفاظ على الشركة لكن دون جدوى. مما اضطرهم، منذ يوم 27 سبتمبر الفارط إلى الاعتصام بالمعمل. وأمام إصرار أصحاب الشركة على تنفيذ قرارهم، شرع عدد منهم في إضراب عن الطعام في محاولة أخيرة لإنقاذ شغلهم ومصدر دخلهم. إن جمعية « رَادْ أتَاكْ تونس » تعبر عن تضامنها المطلق مع نضال عاملات وعمال شركة « CONFECTIONHAYETT » وتعبر لهم عن استعدادها الكامل لمساندتهم بكل ما أوتيت من إمكانيات وتعبئة شبكة أتاك العالمية في نفس الاتجاه، والوقوف إلى جانب منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل، من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة وفي مقدمتها الحفاظ على المؤسسة الاقتصادية وحماية شغلهم وضمان دخلهم. كما تتوجه بنداء عاجل إلى كافة القوى الحية في البلاد، من جمعيات وأحزاب وشخصيات ومناضلات ومناضلين مستقلين، للمساهمة في حركة التضامن والمساندة مع عاملات وعمال شركة « CONFECTIONHAYETT »، كما تدعوهم إلى تكوين لجنة مساندة تتولى المتابعة اليومية وتنسيق المجهودات والمبادرات وتقديم المساعدة والدعم اللازمين لنضال الأخوات والإخوان النقابيين في هذه الشركة. « رَادْ أتَاكْ تونس »

فتحي الشامخي الناطق رسمي
 
(المصدر قائمة المراسلة « رَادْ أتَاكْ تونس » بتاريخ 17 أكتوبر 2003)
 

رؤساء الجلادين العرب يُجيدون فن التنكيت أيضا!!

قادة الشرطة العرب يدعون إلى احترام حقوق الانسان

 
تونس ـ اف ب:   دعا المؤتمر السابع والعشرون لقادة الشرطة والامن في الدول العربية الي احترام حقوق الانسان والحريات العامة في هذه الدول، كما جاء في البيان الختامي الذي نشر امس الاربعاء في تونس. وقال البيان ان هؤلاء المسؤولين الامنيين الذين يمثلون غالبية الدول العربية اكدوا علي مراعاة حقوق الانسان والحريات العامة اثناء ممارسة العمل الامني وتطبيق القانون .. وضم الاجتماع 18 من اصل 23 دولة عضو في جامعة الدول العربية. وقال المشاركون في المؤتمر ان احترام حقوق الانسان والحريات العامة يساهم في تفعيل الدور الوقائي للمواطن وتدعيم الجبهة الداخلية ويحول دون استغلال الموضوع من اي جهة كانت . وستدرج هذه التوصية لقادة الشرطة في مطلع العام 2004 علي جدول اعمال مجلس وزراء الداخلية العرب المنبثق من جامعة الدول العربية ومقره الدائم في تونس. ودعا قادة الشرطة من جهة اخري حكوماتهم الي دراسة الصلات القائمة او المحتملة بين ظاهرة الفساد ومختلف انواع الجرائم المنظمة واوصوا بتعميق الوعي لدي المواطن العربي للوقاية من الافرازات الضارة للعولمة وابعاد اثارها عن الدول العربية .. وندد المجتمعون بتصعيد الوضع في الاراضي الفلسطينية ودعوا الاسرة الدولية الي العمل من اجل سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط. وفي بداية المؤتمر ندد الامين العام للمجلس محمد علي كومان (السعودية) بالتهديدات الاسرائيلية ضد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وطالب بعودة السيادة الي العراق.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2003)  


انتخاب تونس لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية

   

تم انتخاب تونس بالإجماع لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية من طرف الجلسة العامة للاتحاد وذلك على هامش أشغال المؤتمر الدولي حول « الهندسة والفجوة الرقمية » الذي انعقد بتونس من 14 الى 16 أكتوبر الجاري تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي وببادرة من لجنة الإعلام والاتصال التابعة للاتحاد الدولي.   وستكون تونس ممثلة في شخص السيد كمال العيادي كرئيس منتخب بالنسبة للفترة 2003/2005 على ان تتولى رئاسة الاتحاد خلال الفترة 2005/2007 كما تم انتخاب المكسيك و إسبانيا وليبيا والبحرين كنواب للرئيس.   وتم خلال الجلسة العامة كذلك انتخاب خمسة نواب لعضوية المجلس التنفيذي للاتحاد تعويضا للنواب المنتهية فترة نيابتهم.وقد فازت بهذه المقاعد كل من الصين وفرنسا و سلوفينيا وبريطانيا وألمانيا.   وتناولت أعمال الجلسة بالدرس عديد المسائل المتعلقة بنشاط الاتحاد خلال السنتين الماضيتين وبالخصوص المشاريع والبرامج التي تم إنجازها فضلا عن النظر في طلب بعض البلدان الانضمام للاتحاد مثل السينغال والكامرون والكوت ديفوار وجنوب إفريقيا.   وتمت المصادقة على بعث لجنتين تهتم الأولى بتكثيف القدرات والثانية بالطاقة بناء على اقتراح من الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وذلك الى جانب اللجان القارة للاتحاد وهي لجنة التكنولوجيا ولجنة التعليم ولجنة البيئة ولجنة الاتصال و الإعلام. كما نظر المجتمعون في الاقتراحات المتعلقة بتحوير القانون الأساسي للاتحاد.   وتتواصل أعمال الجلسة العامة اليوم الجمعة بالنظر في تقارير اللجان وفرق العمل وفي التقرير المالي. كما ستتم المصادقة على ميزانية سنتي 2004 و2005 الى جانب اختيار موعد ومكان انعقاد الجلسة العامة القادمة التي تلتئم بعد سنتين من الآن.   (المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 16 أكتوبر 2003)  


بدء اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا المشتركة التونسية الليبية

 
تونس ـ يو بي آي:   بدأت امس الخميس في تونس العاصمة اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا التونسية ـ الليبية للمتابعة برئاسة رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشـي ونظيره شكري غانم امين اللجنة الشعبية العامة الليبية. وتتركز اعمال الاجتماع التي تستمر يومين علي اجراء تقييم شامل لمختلف مجالات التعاون الثنائي بين البلدين بالاضافة الي بحث السبل الكفيلة بانجاز المزيد من المشاريع التكاملية الكبري واستغلال كل الامكانات المتاحة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير المبادلات التجارية والاستثمار. ويتضمن جدول العمل ايضا تبادل الآراء ووجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتنسيق مواقف البلدين ازاء المسائل المغاربية والافريقية والعلاقات الاورو ـ متوسطية علي ضوء قمة رؤساء دول مجموعة 5 +5 التي تستضيفها تونس في الخامس من شهر كانون الاول/ديسمبر المقبل. واعتبر امين اللجنة الشعبية العامة الليبية شكري غانم في تصريح ادلي به لدي وصوله مساء الاربعاء الي تونس ان الاجتماع يشكل فرصة لتعميق النظر في مختلف جوانب مسيرة التعاون بين البلدين، وبحث الآفاق المتاحة لتعزيز حجم المبادلات التجارية وتطوير الاستثمارات المشتركة بالاضافة الي دعم برامج الشراكة التونسية ـ الليبية في مجالات النفط والصناعة والزراعة. وشهدت العلاقات بين تونس وليبيا خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا انعكس بشكل ايجابي علي المبادلات التجارية التي تقدر حاليا بنحو 850 مليون دولار دون احتساب التجارة الموازية والعائدات المتأتية من اكثر من مليون ليبي يزورون تونس سنويا. وشمل هذا التطور ايضا المشاريع التكاملية الكبري وخاصة ما يتعلق منها بمجال الطاقة، حيث اتفق البلدان في مجال النفط علي مد انبوب لنقل الغاز من ليبيا الي تونس تكلفته الاجمالية حوالي 270 مليون دولار ستدفع بالتساوي بين البلدين. ويمتد الانبوب مسافة 275 كلم منها 205 كلم داخل الاراضي التونسية لنقل الغاز الليبي الي تونس بمعدل ملياري متر مكعب سنويا. وفي هذا الاطار اتفق الجانبان التونسي والليبي علي انشاء شركة ذات رأسمال مشترك باسم المشتركة للغاز لتنفيذ اعمال مد هذا الانبوب واستثماره وصيانته، علي ان يدخل حيز العمل في بداية عام 2006. وكان الجانبان التونسي والليبي اتفقا علي ربط شبكتي الكهرباء بين البلدين، حيث تجري الاستعدادات حاليا للبدء في عملية الربط الفعلي بعد ان اكتملت اعماله الاولية. ويهدف المشروع الي ربط البلدان العربية بشبكة كهربائية واحدة، وتوفير الطاقة الكهربائية لها بأسعار تفاضلية. وفي المجال الاستثماري اتفق البلدان علي الاطار القانوني لتعزيز ودعم الاستثمار المشترك عقب المصادقة علي عدد كبير من الاتفاقيات التي توفر الضمانات للمستثمرين التونسيين والليبيين ودخول ميادين جديدة الي جانب قطاعي التجارة والخدمات. وتتبوأ ليبيا حاليا المرتبة الاولي تجاريا بين شركاء تونس العرب، بينما تحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستثمارات، حيث يبلغ عدد الشركات والمؤسسات الليبية المستثمرة في القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية التونسية 35 شركة بحجم استثمارات تقدر بنحو 169 مليون دينار تونسي (حوالي 123.50 مليون دولار).   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2003)  


اختتام أشغال اللقاء نصف السنوي للجنة العليا التونسية الليبية للمتابعة

   

اختتمت بالعاصمة أشغال اللقاء نصف السنوي للجنة العليا التونسية الليبية للمتابعة برئاسة السيدين محمد الغنوشي الوزير الأول وشكري محمد غانم أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية وبحضور أعضاء وفدي البلدين. . وتم بهذه المناسبة التوقيع على محضر أعمال هذا اللقاء نصف السنوي.   وأعرب الوزير الأول في كلمة خلال الجلسة الختامية عن مشاعر الارتياح للنتائج الإيجابية التي أثمرها هذا اللقاء منوها بما ساد المباحثات من حرص مشترك على التعمق في مختلف جوانب التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين. ولاحظ أن أعمال الدورة الحالية للجنة العليا للمتابعة قد مكنت من الاتفاق على جملة من البرامج التي تكفل التقدم بمسيرة التعاون والتكامل وفق التوجهات التي أقرها قائدا البلدين مبرزا في هذا الصدد الدعم المطرد الذي ما فتئت تشهده العلاقات بين تونس وليبيا على المستويين الكمي والنوعي بما جعل منها مثالا يحتذى.   وأكد السيد محمد الغنوشي ما يحدو البلدين من إرادة ثابتة في السمو بهذه العلاقات الى مستويات أرقى سيما من خلال تكثيف الاستثمارات المشتركة والتقدم على درب إنجاز جملة المشاريع الكبرى المتفق عليها بما يتيح تحقيق مزيد من التكامل لفائدة الشعبين الشقيقين. وأعرب في هذا المضمار عن العزم على العمل بصورة مشتركة من أجل تجسيم البرامج والمشاريع الثنائية التي كانت مدار بحث خلال هذا اللقاء نصف السنوي والسعي لإزالة بعض العراقيل القائمة بما يعزز نسق التعاون والتبادل. ومن جهته أكد السيد شكري محمد غانم حرص البلدين على المضي قدما في دعم التعاون الثنائي وتنويع مجالاته وفتح آفاق جديدة أمامه تجسيما للإرادة الراسخة في توطيد مقومات التكامل وتوثيق روابط التآخي بين الشعبين معبرا عن الأمل في أن تشهد الفترة المقبلة دفعا متناميا لحركية التعاون وزيادة في حجم المبادلات الثنائية.   وكان الوزير الأول أجرى قبل ذلك محادثة مع أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية تناولت بالخصوص نتائج اللقاء نصف السنوي للجنة العليا للمتابعة وما تفتحه من آفاق لاستحثاث نسق إنجاز المشاريع الكبرى المشتركة ومزيد دفع المبادلات التجارية والاستثمار في البلدين.   (المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 17 أكتوبر 2003)  


Libéralisation des services au menu des 4èmes Journées de partenariat

AFP, le 16 Octobre 2003 La libéralisation des services en Tunisie et la coopération dans le domaine de l’industrie pharmaceutique sont au programme des 4èmes journées de partenariat tuniso-français ouvertes jeudi à Tunis, apprend-on auprès de organisateurs.   La rencontre organisée sur trois jours rassemble plus de 100 entreprises françaises et des représentants d’organismes institutionnels français et tunisiens, à l’initiative de la Chambre mixte de commerce et d’industrie.   Banquiers, économistes et experts européens participent également à la rencontre, destinée à promouvoir les opportunités d’affaires et le partenariat économique entre la Tunisie et la France.   Outre les rendes-vous d’entreprises, le programme comporte des « ateliers d’information » axés sur la libéralisation du secteur des services dans le cadre des négociations avec l’Union européenne et l’Organisation mondiale du commerce (OMC).   Le secteur des industries pharmaceutiques et le cadre législatif tunisien en matière d’investissement dans le secteur de la santé seront également examinés.   Le ministre tunisien de la Santé publique, Habib M’brarek, a exprimé au début de la rencontre la volonté de son pays d’adapter le secteur de la santé aux besoins de l’investissement et d’un « partenariat fructueux et solidaire ».   Des témoignages d’entreprises opérant dans les télécommunications, la banque et les assurances, le transport et la pharmacie sont également au programme. La France est le premier partenaire économique de la Tunisie.  

Un Tunisien président du cycle cinéma des « Rendez-vous de l’histoire »en France

 
Le cinéaste tunisien Férid Boughedir a été choisi président du cycle cinéma des « Rendez-vous de l’histoire », le plus important rendez-vous mondial des historiens qui se déroule annuellement dans la ville de Blois (France) du 16 au 19 octobre.   C’est la première fois qu’un cinéaste arabe et africain est nommé à la présidence de la section cinéma des RVH qui réuniront cette année 350 personnalités internationales ayant une relation directe avec l’histoire sous toutes ses formes et accueilleront 20.000 visiteurs : le thème de l’année 2003 étant l’Afrique, les rencontres se dérouleront sous la présidence d’honneur de M.Abdou Diouf, ancien président de la République sénégalaise et actuel secrétaire général de l’Agence intergouvernementale de la francophonie.   La présidence de la section livres et du « Salon du livre d’histoire » qui rassemblera 120 éditeurs et 200 auteurs, venus dédicacer leurs oeuvres, a été confiée à l’écrivain et historienne française Françoise Chandernagor et la présidence du cycle des 50 conférences et débats à l’historienne malienne Adarna Ba konare, épouse de l’ex- Chef d’Etat malien Alpha Oumar Konaré.   Férid Boughedir a été choisi président du cycle cinéma en raison de son important travail antérieur sur les cinémas africains et arabes auxquels il a consacré deux thèses de doctorat, plusieurs ouvrages, ainsi que deux long-métrages documentaires « Caméra d’Afrique » et « Caméra arabe » réalisés préalablement à son premier long métrage de fiction « Halfaouine » (Asfour Stah).   Parmi les 50 films africains présents trois long-métrages tunisiens ont été sélectionnés par les organisateurs: « Caméra d’Afrique » (une anthologie des cinémas africains) de Férid Boughedir, « Sejnane » d’Abdelatif Ben Ammar, (qui se déroule en 1952 à la veille de l’indépendance tunisienne), et « Un été à la Goulette » de Férid Boughedir (qui se déroule en 1967 à la veille de la « guerre des six jours »).   Ce dernier film sera projeté le 18 octobre lors d’une « soirée hommage » aux travaux du réalisateur tunisien, soirée durant laquelle sera également remis le prix du meilleur scénario historique.   (Source : www.infotunisie.com, le 16 octobre 2003)

Déclaration (de Carthage, ndlr) de la FMOI sur la Fracture Numérique

(Projet)   Tunis 16 octobre 2003 Nous, représentants de la communauté mondiale professionnelle des ingénieurs et des technologues, réunis à Tunis du 14 au 16 octobre 2003, à l’occasion du Congrès Mondial sur la Fracture Numérique organisé dans le cadre du processus préparatoire du Sommet Mondial sur la Société de l’Information par la Fédération Mondiale des Organisations d’Ingénieurs, avec la participation active de conférenciers et représentants des : Gouvernements tunisien et suisse De l’Union Internationale des Télécoms De l’UNESCO, de la Banque Mondiale, des Commissions Economiques des Nations Unies pour l’Afrique et l’Asie de l’ouest, de l’Organisation Internationale des Satellites, du Parc Technologique de Trieste, la Fondation Internationale de l’Innovation   I/ PRINCIPES Nous sommes pleinement conscients des potentialités énormes offertes par les Nouvelles Technologies de l’Information et de la Communication pour la création des richesses et la généralisation de la prospérité et du bien être collectif. Un développement équilibré et égalitaire des TIC contribue à la réalisation des objectifs énoncés dans la Déclaration du Millénaire, à savoir la lutte contre la pauvreté et la faim, l’illettrisme, la mortalité infantile, l’amélioration de la situation des femmes. Les TIC offrent une chance unique aux pays en développement : – Pour développer des modèles économiques basés sur le savoir et la création de la valeur – Pour renforcer leurs capacités d’expertise et de bonne gouvernance en tirant profit des possibilités existantes en matière d’accès aux sources d’information et au savoir partagé. – Pour améliorer la compétitivité de leurs entreprises et favoriser l’intégration de leurs économies respectives dans l’économie mondiale, en vue de sortir de la situation de dépendance. Nous exprimons notre forte préoccupation quant aux disparités croissantes, en matière d’accès aux réseaux d’information et de communication entre les populations du monde. Ces disparités dépassant le clivage nord-sud et existent au sein des pays et groupes régionaux entre différentes générations, entre hommes et femmes, entre les milieux urbains et ruraux et entre différents groupes sociaux. Cette fracture numérique, qui est le corollaire du développement inégalitaire des TIC contribue à l’élargissement du gap économique entre les « info riches » et les « info pauvres » et favorise le phénomène d’exclusion et de marginalisation. Nous sommes convaincus de l’importance potentielle du Sommet Mondial sur la Société de l’Information. Celui-ci offre un cadre international de réflexion pour la création des synergies nécessaires entre les différents partenaires en vue de trouver les solutions aux problèmes posés par la Société de l’Information et favoriser un développement juste, équilibré et harmonieux de la planète. Nous rappelons la capacité prouvée de l’innovation technologique et du recherche-développement à trouver les solutions adéquates aux problèmes générés par la nouvelle Société de l’Information. Le développement de la technologie ne doit pas être guidé uniquement par des intérêts lucratifs et de profit. La science et la technologie sont des outils pour servir les besoins de l’Humanité dans sa recherche du bien être collectif. Nous affirmons notre détermination à œuvrer activement aux cotés des autres partenaires du SMSI, en vue de contribuer à la réduction de la fracture numérique. Les ingénieurs sont en première ligne dans l’édification de la Société de l’Information. Leur rôle fondamental consiste à adapter la science aux besoins de la société. La nature de leur travail, les place dans une position privilégiée favorisant leur contribution au développement de l’infrastructure et la généralisation de l’accès universel aux TIC. ? Nous affirmons notre vision de la Société de l’Information : une société ouverte et inclusive. Une société qui favorise la diffusion du savoir et facilite le partage de l’information. Une société où l’information n’est pas considérée comme un bien marchand, mais comme un bien public. La société de l’information à laquelle nous nous attachons et celle qui privilégie le développement de l’être humain comme finalité. Une société qui respecte le droit de tous à l’accès à l’information, à des coûts abordables. Une société qui favorise la créativité de tous, qui offre à chaque citoyen de la planète la possibilité de contribuer à la création de l’information et à l’enrichissement du patrimoine commun des connaissances. Une société qui respecte la diversité culturelle et linguistique.   II/ PROPOSITIONS POUR LE PLAN D’ACTION 1- Transfert de technologie et renforcement des capacités des pays en développement. Nous appelons au renforcement des capacités propres des pays en développement par : Le développement des compétences locales, notamment dans les Technologies de l’Information et de la Communication Le développement des programmes d’éducation et de formation tout au long de la vie grâce à un partenariat dynamique entre les universités et établissements de formation des pays du nord et du sud et par la création des réseaux d’échange de données et d’expérience. La création des conditions propices à l’épanouissement professionnel et scientifique des experts des pays en développements en vue de limiter la fuite des cerveaux et de créer un flux inverse de retour des cerveaux expatriés « reverse brain drain ». L’évolution du concept de transfert technologique vers celui de l’appropriation des technologies par les pays en développement. L’adaptation de la technologie aux besoins et aux conditions des populations autochtones. Les projets de développement et de construction d’infrastructure doivent s’accompagner de programmes d’apprentissage et de renforcement de capacités. Ils doivent favoriser la recherche de solutions technologiques à moindre coût et appropriées aux besoins locaux. 2 – Solidarité numérique Nous affirmons notre attachement aux valeurs d’entraide et nous appelons à l’émergence d’une solidarité agissante entre les populations du monde afin d’aider les populations les plus défavorisées à entrer dans l’ère numérique. Nous nous félicitons de la création d’un fonds mondial de solidarité aux Nations Unies et nous appelons à ce que ce fonds puisse servir d’appui pour la création d’un fonds de solidarité numérique pour financer, entre autres la recherche de solutions technologiques permettant de généraliser l’accès aux réseaux d’information à haut débit et à moindre coût. 3 – Infrastructure, connectivité et libre circulation de l’information Ces 3 composantes constituent des préalables à l’édification d’une société de l’information juste, équilibrée et garantissant le droit de tous les peuples du monde à l’information. Il est donc nécessaire de :   Soutenir la recherche de solutions technologiques permettant de développer les infrastructures et de promouvoir la connectivité à des coûts abordables, de même que les solutions permettant l’utilisation des TIC par toutes les catégories de populations notamment les illettrés et les personnes handicapées.   Développer des projets pilotes en vue d’initier les populations défavorisées à l’utilisation des TIC et d’accroître leur intérêt aux réseaux d’information notamment par la création des contenus locaux adaptés à leurs besoins.   Eliminer les barrières d’ordre réglementaire qui risquent de freiner la libre circulation de l’information, notamment par la conciliation entre l’intérêt public et l’exercice des droits de propriété intellectuelle.   Encourager et soutenir les initiatives innovantes au niveau local pour la recherche de solutions adaptées aux besoins et renforcer le rôle des ONG.   Promouvoir les logiciels de source ouverte.   Donner la priorité absolue à l’accès à haut débit pour les universités et établissements de formation en vue de soutenir leur rôle fondamental dans la production et la diffusion du savoir.   (Source: le site official du Congrès Mondial sur la Fracture Numérique, Tunis du 14 au 16 octobre 2003) lien Web: http://www.wfeo-cic.org  

FLASH INFOS
 
La Tunisie à la présidence de la Fmoi La Tunisie a été élue à l’unanimité, hier après-midi à Tunis, présidente de la Fédération mondiale des organisations des ingénieurs (Fmoi) par l’Assemblée générale du Fmoi, tenue en marge du congrès mondial sur l’ingénierie et la fracture numérique organisé, du 14 au 16 octobre 2003, à l’initiative du comité de l’information et de la communication relevant de la Fmoi.   (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après La Presse du 17 octobre 2003)   Partenariat tuniso-allemand : Programme pour l’environnement Le ministère de l’Agriculture, de l’Environnement et des Ressources hydrauliques vient d’entreprendre, en partenariat avec l’Allemagne, la réalisation d’un nouveau programme de coopération technique en matière d’environnement (PPE). C’est un programme de renforcement institutionnel et d’appui à la stratégie tunisienne dans le domaine de l’environnement et du développement durable. Son obJectif est de mieux faire intégrer, par les partenaires concernés, la dimension environnementale dans les secteurs économiques et sociaux, aux niveaux national et régional.   (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après Le Temps du 17 octobre 2003)   Des hommes d’affaires français au Kef Une délégation d’hommes d’affaires de la région française du Midi Pyrénées visite actuellement le gouvernorat du Kef afin d’examiner les moyens de consolider le partenariat et la coopération entre les deux régions. Le chef de la délégation l’Amiral Jacques Lanxade a mis l’accent sur l’importance des relations tuniso-françaises et la qualité des échanges entre les deux pays, notamment, en matière de coopération économique. Il a ajouté que cette visite a pour objectif de jeter les bases d’un partenariat, formant le souhait de voir les hommes d’affaires des deux régions, réaliser des projets mixtes à même de renforcer la coopération bilatérale. Des contacts d’affaires entre les hommes d’affaires du Kef et les membres de la délégation sont prévus dans le cadre de cette visite.   (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après LeTemps du 17 octobre 2003)   

 

بسم  الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

وقفة إكبار للشهيد الأخ عبد المجيد بن الطاهر

بقلم:وليد البناني(*)

قال تعالى :<< فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم  من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرّن عنهم سيئاتهم ولأدخلنّهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب>>

أ

خي الشهيد عبد المجيد السلام عليك حيا ترزق عند ربك فرحا بما آتاك الله من فضله صدقت الله فصدقك تحملت في سبيله السجن والمرض صابرا محتسبا فرفعك استهنت بصنوف التعذيب وأوجاع المرض فطهرك أراد الجبناء الظلمة إذلالك فأعزك فأنت الشهيد الذي شرفه الله بالالتحاق بقافلة شهداء أمة حبييبا محمد صلى الله عليه وسلم أنت مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين والظالمون وشيعتهم تلعنهم الملائكة والناس أجمعين. هنيئا لك أخي الشهيد على هذا المقام الرفيع الذي رفعك الله إليه فمن خلال ثنايا رسالتك التي وصلت إخوانك وقرأناها أحسسنا صدقك وإخلاصك وشهد لك إخوانك بثباتك وقوة إيمانك وإرادتك ولكنك أشهدت من هو أعظم منا أشهدت مالك الملك رب العباد وكفى بالله شهيدا سألته في خلوتك، وأنت في الزنزانة الإنفرادية الأيام الطوال عقوبة لك على تمسكك بالقيام بالصلاة التي هي على المؤمنين كتابا موقوتا، أن يقويك فتحملت ما ظنه الظلمة عزلة لك ولكنك كنت مع الله كنت تناجيه فيواسيك وينزل سكينته عليك في ظلمة الزنزانه يشع من قلبك نور يملأ أرجاء المكان كان الله يذكرك في ملإ خير من ملإ الجبناء فتحس الدفء يسري في جسدك العاري العليل الذي أنهكه المرض فيوسوس لك الشيطان علّه يثني عزمك ويضعف همّتك فتتفطن لكيده فتجأر إلى الله بالدعاء ليثبتك فتتحامل على الجوع والمرض فلا يظهر منك أمام جلاديك إلا مضاء الهمة وقوة العزيمة وهكذا قهرتهم وأنت البشر الضعيف في أعينهم القوي عند الله.

أنت الشهيد على عمى أبصارهم وتحجر قلوبهم و سواد سريرتهم و قبح أفعالهم. هم من باعوا دينهم بدنيا أسيادهم وأنت وإخوانك من اشتروا آخرتهم بدنياهم << أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا سيتوون >> << أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون>> أنت تنتظرك الرحمة والمغفرة والرضوان وهم ينتظرهم ما قرأت ونقرأ في كتاب الله العزيز << إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق>> أنت وإخوانك تحشرون مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم يحشرون مع فرعون وكل جبار عنيد. هذه سنّة الله في خلقه تدافع الحق والباطل وللحق أعوان وللباطل أعوان، أعوان الحق قّلة مستضعفون لكنهم ثابتون واثقون في جزاء الله وثوابه يسألونه إحدى الحسنيين. وأعوان الباطل كثيرون يعدهم الشيطان ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ولهم الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.

أخي الشهيد لعلّ محنتك ومأساتك واحدة من آلاف مآسي أخوان لم يسمع عنهم أحد عاشوا نفس المراحل التي سطرتها في رسالتك حرموا السنين الطويلة من رؤية أزواجهم وأولادهم عاشوا العزلة وذاقوا أصناف العذاب ولم يتكلم عنهم أحد فرسالتك تتحدث باسمهم جميعا والله نسأل أن يجازيهم عنا خير الجزاء فهم بعد الله صمّام أمان هذه الحركة وببلائهم وصبرهم ودعائهم تتواصل مسيرة هذه الحركة الإسلامية كما تأسست على التقوى وسطية معتدلة تبغي الخير لأهل تونس الحبيبة مهما جفا عنها الحبيب وعزّ عنها الصاحب ترقب الفرج من عند الله وحده تعلم أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا.

أخي الشهيد عبد المجيد حمّلتنا أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة أمانة الوفاء بالعهد الوفاء لهذا الإسلام العظيم الذي ضحيت والآلاف من إخونك من أجل أن تتواصل رحمته تعم أرض تونس الحبيبة، عدله يغمر شعب تونس المقهور، سماحته التي تنشرح لها الصدور، سطرت أنت وإخوانك أنصع السطور للأجيال القادمة التي ستذكركم فتشكركم وتتأسى بكم. أنت وإخوانك الشهداء لا خوف عليكم فأتنم في أعلى عليين. الخوف علينا نحن الذين مازلنا على قيد الحياة تعصف بنا رياح الفتن، الخوف على من طال به المسير وقل عنه خير الزاد زاد التقوى، الخوف على من  حجب عنه نعيم الدنيا الفانية نعيم الآخرة الباقية، الخوف على من ظن أن الظلم عمّر ولن ينجلي ولا فائدة من الاستمرار، الخوف على من نكث البيعة التي في عنقه.

غير أني أخي الشهيد واثق من أن الله يبارك هذه الحركة الإسلامية ويسدد خطاها ويجعل من أبنائها من يتدارك النقص فيها ويرشد مسيرتها فنحن بشر عرضه للأخطاء وللغفلة ولكننا نبتغي وجه الله ولذلك إذا مسنا طائف من الشيطان نتذكر فنعود لربنا نستمد منه العون والتوفيق نسأله أن لا يؤاخذنا  بتقصيرنا. أخي إن المسلم متفائل دائما وواثق في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عمل وإننا غير عابئين بما أصابنا في سبيل الله نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص ومن حسن أخلاقك وجّم أدابك حسن تقديرك لأخوانك في المهاجر وإلا فأنت وإخوانك الذين نقف أمامهم لنرفع لهم أسمى معاني الشكر والعرفان، أنت وإخوانك في السجون الذين تكتبون ملحمة هذه الحركة من أجسادكم ومن عمركم.

أخي الشهيد أحسب أن كل من عرف محنتكم يساندكم ويعتبر أن أبنائكم أبناءه ويحرص أن يخلفكم فيهم وأن يخفف عنهم سجن الأب أو استشهاده.  ستبقى انت وإخوانك سراجا ينير لنا الدرب وستبقى كلماتك ترن في أسماعنا لتجدد العزم فينا أنا قمنا لنصرة ديننا وفي سبيله نضحي بكل ما نملك نسأل الله أن يجلعك من الشهداء الذين اصطفاهم وأن ينصر بك وإخوانك الإسلام في تونس وأن يوفقنا لننهض بالأمانة التي أوصيتنا عنها <<  إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم  بأن لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله  فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله  فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم >> صدق الله العظيم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

أخوك وليد البناني

(*) رئيس مجلس شورى حركة النهضة


كيف تتهيأ لاستقبال أكرم ضيف واعز حبيب وأصدق شفيع

بقلم: الهادي بريك    
رمضان حل ضيفا :   للضيف مهما كان ثقيلا مكانة خاصة لا ترضى بغير الاكرام والتبجيل والتوقير وليس يشك واحد من المسلمين في ان اظرف ضيوفنا علينا هو رمضان المعظم فهو وحده دون سائر الضيوف الذي يعطي دون ان ياخذ اذ قال النبي الاكرم عليه السلام « … يزاد في رمضان في رزق المؤمــــن… » وهو وحده دون سائر العبادات المعروفة المتطوع بتقلد مقام الشفاعة للصائم يوم القيامة وهو صنيع لم تفعله الصلاة التي تحل علينا ضيفة خمس مرات كاملة في اليوم والليلة اذ قال عليه السلام  » القران والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة … »  وهو الضيف الذي يجمع الناس المتصارمين على مائدته وفي مسجده . ومن عادة الناس ان يحتفلوا بالضيف بقدر علو شانه وحضوره في نفوسهم او بقدر ما يحقق لهم من منافع وخدمات ولا يشك مسلم واحد في ان رمضان فرصة العمر للفوز بسعادة الدنيا والاخرة  وها هو صهيل خيوله يدق علينا الافنية والابواب وشذاه يغمر الافاق فهلا استرقنا ساعة للتفكير فيما اعددنا لاستقباله بما يليق بضيف معطاء جواد جماع للقلوب شفيع يوم يخرس الكون بماومن فيه لهول الخطب ..   اولى المساحات بالتهيئة : نفسك :   ـــ اضرم منذ الان في نفسك نار الشوق الى لقاء اكرم ضيف واعز حبيب وحدث نفسك بان هذا اللقاء هو اخر لقاء لك مع اعز من تحب في هذه الدنيا واجعل الاحتفاء احتفاء مودع واللقاء لقاء مودع فان ادركك في قابل فلن يزيدك ذلك له غير حب وان كانت الاخرى فانه سيذكرك يوم ينتصب وحده للشفاعة قبل ان يذكر غيرك فالضيف الكريم لا ينسى كرم مضيفه .   ـــ املا نفسك بعقد النيات في اعمال صالحة تطمح لفعلها وكن صادقا معها فيها تدرك منازل العاملين ولو قصرت او خانتك ظروفك فانت الاعلم بقول الغزالي صاحب الاحياء عليه رحمة الله   » رب ذرة من عمل القلوب تذهب بجبال من عمل الجوارح  » وانت الاعلم قبل ذلك بقوله عليه السلام « … ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة … » وانت الاعلم بان الناس يحشرون يوم القيامة على نياتهم التي ماتوا عليها كما هو في حديث عائشة رضي الله عنها في شان من هم من سوقة جيش وفد على الكعبة لهدمها ويقول العلماء بان حديث النيات المعروف هو ربع الاسلام ومنهم من قال هو ثلثه ومنهم من رفعه الى النصف .   ـــ وطن نفسك على حياة اليسر في الدين وفي الدنيا سواء بسواء وليس اليسر التهاون في الفرائض ولا حتى التاخر عن اغتنام اخصب سوق في الدنيا واغلى سلعة فيه ولكن اليسر معناه نبذ الوسوسة بقمع محركها وهو الشيطان ونبذ التعامل مع الكريم الحليم ربك كانه ملك شحيح لا يرضى منك بغير الاتقان الكامل في  المظهر والجوهر على حد سواء فلا تغفل صقل القلب وتزكية النفس بكل متاح مشروع ولا تصغ الى شكواها ولا تلتفت كثيرا الى ما يحرجك ويعنتك ويعسر عليك حياتك ويحيلك الة صماء بكماء لا تلوي على غير الشكل والمظهر ولو بخواء روحي وقنوط نفسي ..   ـــ ابتعد عن كل جدل في مطالع الهلال واعتماد الرؤية ام الحساب واحرص علىان تكون على دين اغلبية القوم حيث انت ولو كانوا على خطا في هذه المسالة فباب الوحدة هنا مقدم على باب الحق الذي هو ظني هنا كذلك واحذر ان يجرك هواك الى الخصومات والشحناء ومصارمة الناس واتهامهم ولو في صدرك فضلا عن التصريح بذلك بكل قبح واعلم ان الهوى ليس في اتباع شهوة النفس فحسب ولكن هوى اهل العلم غالبا ما يكون في الانتصار الزائد على حساب الاخوة والسماحة والتوحد لارائهم او اراء اشياعهم او ائمتهم ..   طهر بيتا سيؤوي اكرم ضيف :   ـــ اعد صندوقا جميلا واكتب عليه  » صندوق رمضان  » وضعه في مكان يراه كل اهل بيتك وزائروك وليكن هو اول ما يوضع على مائدة الافطار كل يوم وضع فيه مع حلول الافطار لكل يوم ما تيسر لك من مال وليكن ذلك بصوت مسموع امام العائلة باسرها  » هذا حق اليتامى والفقراء والمساجين وكل المحتاجين من مال الله الذي استخلفنا فيه  » كما تضع فيه زكاة الفطر عنك وعن سائر من تعول وما تيسر من كفارات لمرضعة او لعجوز او يمين او ما شابه ذلك وكذلك زكاة مالك ولو مقدمة على موعدها لقوله عليه السلام « … من ادى في رمضان فريضة فكانما ادى سبعين فريضة فيما سواه … ».   ـــ اجعل الاذان يرتفع في بيتك لكل صلاة دون اذى لمريض او نائم او جار او ضيف واجمع عائلتك على كل صلاة لا تؤديها في المسجد ..   ـــ رتب اوضاع العائلة على اساس القيام بختمة قرانية واحدة على الاقل لكل فرد في رمضان وحبذا لو تسمح الظروف عندكم بختمة عائلية مشتركة وتعهد ذلك وحاسب عليه بلطف ورحمة ..   ـــ نظم احتفالا صغيرا فيه الهدية والتشجيع لمن يصوم وجوبا لاول مرة في بيتك ودرب البقية على ذلك باليوم او اليومين او الساعات ولا تنس الهدية دوما ولا تدع صبيا يافعا ينهك جسمه بالصوم خاصة على حساب راحته ولعبه ودرسه ..   ـــ شق على نفسك بركعتين اثنتين ليس اكثر في كل ليلة من ليالي رمضان قبل دخول الفجر بما يكفي لهما فحسب دون ايقاظ نائم او احراج مريض او ضيف او جار او متعب واجعلهما دون سائر صلواتك في عمرك كله ركعتي الاخلاص والدعاء الصادق والانابة الحقة والتوبة والدموع والندم وتحقق معاني العبودية من ذل وانكسار واستحضر فيهما عظمة الخالق سبحانه وتفكر في عظيم ملكوته واساله عمابدا لك ولا تنس المبتلين من اخوانك في كل ارض .   ـــ احيي في بيتك سنة السحور واخره الى اقصىامد ممكن نشدانا للتيسير وتعليما لولدك وارغاما للشيطان الذي له تكتيك خاص مع المتدينين مخالف لتكتيكه مع غيرهم ولاتنس  » والمستغفرين بالاسحار « .   ـــ وسع على اهل بيتك في النفقة بقدر ما تستطيع ملتزما القوامة دائما بين الاسراف والتقتير وهي وسطية صعبةالمنال ولكنها محمودة العاقبة ولكن بقدر ما توسع على نفسك واهل بيتك وسع على صندوق رمضان أي حق المحتاج في مال اود عه الله بين يديك ابتلاء ..   مساجدنا تشكو الهجر فلنعمرها في شهر رمضان :   ـــ اجلب اليها الطيب والفرش والقناديل وسائر انوا ع الزينة والجمال فان الملائكة ستعمرها معنا شهرا كاملا احتفاء باكرم ضيف واصدق شفيع .. ـــ  احرص على صلاتين في المسجد جماعة طيلة ايام رمضان أي البردين العشاء والفجر وعلى ما تيسر من المعقبات بعدهما ولو مشغولا بعمل اخر كالسياقة او ما الىذلك فان فعلت فانك في ذمة الله أي يسجل الله اسمك في شركة تامين ملائكية تحفظك طيلة يومك وليلتك اينما حللت وهو وعد نبوي صادق بل قال العلماء ان القيام المقصود في القران هو صلاتي البردين جماعة .   ـــ احرص على صلاة التراويح ما استطعت الى ذلك سبيلا في المسجد فان تعذر عليك ذلك فلا اقل من تاديتها في بيتك ولو منفردا ولا تشغل نفسك بعدد الركعات هل هي ثمانية ام اثنا عشروهل تجوز الصلاة من المصحف ام لا واشغل نفسك بتدبر حلاوة ما يقع في سمعك من القران الكريم واختر ما كان ذلك ممكنا مقرئا ندي الصوت تصلي خلفه فان ذلك ادعى الى طمانينة القلب .   ـــ اجلب الى المصلين كل ما كان ذلك لك ممكنا ما تيسر من مشروبات او ماكولات خفيفة او عطر وطيب وساهم باكثرما يمكن وفق ما تستطيع في موائد الافطار فان  » من فطر صائما كان مغفرة لذنبه وعتقا لرقبته من النار  » كما قال عليه السلام ..   ـــ لا تنس اصطحاب ما تيسر لك من اهل بيتك ولا تنس تشجيع الاطفال ذكورا واناثا من اهل بيتك وسائر ابناء المسلمين على الصلاة بالهدية الرمزية المتوا ضعة ..   ـــ ادفع الى احياء المناسبات الرمضانية الكبرى كذكرى بدر وفتح مكة وليلة القدر ونزول القران والى مواعظ روحية رقيقة فان النفس اشد اقبالا على ذلك في هذا الشهر ..   ـــ احياء سنة الاعتكاف والقيام على شؤون المعتكفين من ماكل ومشرب وما الى ذلك ومحاولة التفرغ للعبادة نسبيا وليس كليا في هذا الشهر باكمله من بعض اعباء المهنة وخاصة في العشر الاواخر وهي الشوط الحاسم ومحطة التصفيات النهائية والملائكة تستعد لتوزيع الجوائز على الفائزين ففيها لا بد من مضاعفة التلاوة والذكر والدعاء والاقبال علىالتهجد باكثرمن ركعتين قبل دخول وقت الفجر وخاصة الليالي الوترية منها فمن ادرك ليلة القدر ادرك كاس الكون باسره في مسابقات الفرار الى الله تعالى ومن فاتته فاته الخير كله كتاجر فاته اخصب سوق في عمره ودنياه.   لا صلاة ولا صيام للمتصارمين :   ـــ بادر باعداد بطاقات التهنئة برمضان وارقام من تنوي تهنئتهم وابدا بالرحم والجار والمنكوب قبل سائر المسلمين ..   ـــ بادر بالاتصال بمن وجد عليك يوما في نفسه شيئا واطلب الصفح وان كنت تعتقد انه مخطئ في حقك فان  » خيركم من بدا صاحبه بالسلام  » كما قال عليه السلام وافعل كل ما تستطيع ابراء لذمتك ومعذرة الى ربك لطي صفحة مع صريم ظلمك او ظلمته فان من الثلاثة الذين لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا اخوان متصارمان .. ان انتصرت في هذه المعركة فانت فيما بعدها كله منتصر وان فشلت هنا فانت فاشل هناك لا محالة ..   ـــ اشعر جارك غير المسلم وصديقك وزميلك كذلك بصيامك وادعهم الى مائدة افطارك واكرمهم نساء ورجالا واهدهم ما تيسر ولا تدعهم صراحة الى الاسلام خاصة وهو ضيوف في بيتك ..   ـــ عد المرضى من المسلمين وغير المسلمين في بيوتهم ومستشفياتهم والعجز وقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من عباده وانظر دوما الى من هو تحتك في الرزق والولد والعافية ..   اذرف دموعا حرى على اكرم ضيف يهم بالرحيل :   ـــ تهيا للعيد في اسرتك ومسجدك ورحمك بالصلاة والهدية والتهنئة والتوسعة واسكب الفرحة في قلوب المحرومين في هذا اليوم بكل ما تملك ..   ـــ ابك كثيرا حقيقةلا مجازا على فراق اعز ضيف واكرم نزيل واصدق شفيع فان لم تبك فتباك وليحزن قلبك حزنا عميقا ومن يدري لعله اخر لقاء لك معه .   ـــ اذكر ضيفك الكريم بست من شوال ..   والسلام
 

 
 

تـؤنـسُ أم تُـوحــشُ؟

كتبه : عبدالحميد العدّاسي   اشتكت النذالة كثرة المنتسبين إليها في تونس .. حذّرت الرذيلة من كثرة مقترفيها في تونس .. بكت الرجولة قلّة المتّصفين بها في تونس .. فشت الأمراض لإعلان الفاحشة فينا في تونس.. اشتدّت المؤونة لغياب الرحمة بيننا في تونس .. ساء الجوار لسوء الساكنين بجنبنا في تونس .. قُطِعت الأرحام لتنامي قاطعيها في تونس .. حورب الدين لكثرة المنافقين فينا في تونس … مُنع ذكر الله في المساجد لتفنّن الظالمين منّا في تونس … فما عادت تونس تُؤنس ، بل صارت توحش ساكنيها و زائريها على حدّ السّواء ..   ضاقت بأهلها فرمتهم في البحار أو في بلد الجوار حيث لا معنى للجوار . عربد فيها الفجّار و انكفأ فيها الأحرار . درست المدارس ( أصبحت بالية خلقة ) فصارت عاجزة عن التدريس لا تخرّج إلاّ عصابات قادرة على دفع أمّ زياد إلى الاستقالة . نضب العلم       و غابت الكفاءات فاستنبط الشواذ المتمكّنون تهريجا أسموه  » التعلّمات الاختيارية  » سيأتي على ما تبقّى من آثار الحياء في المجتمع ( إن كان هناك بقيّة من حياء ) . والذي يقرأ رسالة أمّ زياد ( وأمّ زياد تونسيّة أصيلة وتتكلّم من الدّاخل ) ، يدرك عمق المأساة و خطورة المسعى و سوء المآل ..   والذي يقرأ رسالة الأخ الشهيد – إن شاء الله تعالى – عبد المجيد بن الطّاهر يدرك حجم الرحمة التي شملته والعناية التي صحبته في تحوّله إلى الدار الآخرة . و إنّي إذ أسأل الله أن يبدله دارا خيرا من داره ، و أهلا خيرا من أهله ، و زوجا خيرا من زوجه ، و أن يدخله الجنّة و يعيذه من عذاب القبــر و من عذاب النّار وأن يخلفه في أهله : أختنا عزيزة ( زوجه) و أسماء و سميّة ( بنتيه ) ، أسأله تعالى أن يصبّ جام غضبه وشديد نقمته على من حارب الدين في تونس ، و أن يشلّ الأرجل التي لاحقت والأيدي التي بطشت ، وأن يعمي الأعين التي تعامت ، و أن يصمّ الآذان التي أعرضت ، و أن يقطع الرؤوس التي لُوِيَتْ ، و أن يطمس القلوب التي استكبرت ، و أن يذهب العقول التي جادلت .   ولعلّ بعضا ممّن نذر نفسه مدافعا عن الشرّ و أهله ، يستكثر عليّ وعلى المستضعفين في تونس الدعاء ، فينتصب مدافعا عن سماحة الإسلام و اعتداله ، مذكّرا بالحكمة في الدعوة و بحسن التعامل مع الآخر ، بدل هذا الدعاء ..   ولعلّه ذكّرنا بمقولة أحد الصالحين  » لو كانت عندي دعوة واحدة رجوت أن تكون مستجابة لخصصتها للأمير ، فإنّ بصلاحه يصلح حال الرعيّة كلّها  » . أو لعلّه ألحقنا بطابور أولئك الذين لا يحسنون إلاّ الشتم و السباب ممّن أساؤوا إلى الدين الذي يتبرّأ منّي ومن أمثالي الرجعيين الدراويش ..   لعلّه إن فعل ذلك كلّه أو بعضه أقنع بأن لا مجال للعيش والحريّة في تونس إلاّ بإزاحة هؤلاء المنافقين الوضيعين ، فوالله ما استقرّ العيش في المدينة إلاّ بعد أن نقِّي الصفُّ .    17 أكتوبر 2003


يا صبـر أيوب

 
علي أحـمد

          على فئة تـحكم تونس تـتمثل فيها كل مساوئ الأنـظمة المتخلّفة ، من ضرب للـحركات التـجديدية ، إلـى تطويع أصـحاب الأفكار الـحرّة البناءة ، إلـى إيداع أحرار الرأي فـي السـجون ، وتـهجيـر بعضهم إلـى المنافي ، ولا تـخجل من القيام بـمـحاولة سـحقهم جسدياً .           يا صبـر أيوب           على جسم سياسي حاكم لا يقبل عن تونس بديلاً ، لا حباً ، ولا ولاءً ، ولا إيـماناً ، بل تـمسك السلطان بسلطانـه ، وتشبث الغانـم بغـنمه ، ولا يقبل مـجرد مناقشة دعوات الإصلاح ، لأن العمل الإصلاحي يتـناوله هو مباشرة ، ولا سبـيل إلـى تـحقيق أي إصلاح إلاّ بإزاحة هذا الـجسم الفاسد بعقليتـه ومفاهيمه وأسلوبه .           وعلى الأسـماء الـجديدة التـي تطالعـنا فـي سـماء السياسة التـونسية اليوم ، وهي بالأصل ، متربـية على يدِ الفئة الـحاكمة الفارغة من كل مـحـتوى ، التـي لا تسـمح بنشوء قيادات جديدة على غيـر شاكلتـها .           يا صبـر أيوب           على فئة شريفة من أهل السلطة تلتـزم الصمت إزاء مسؤولين فاسدين يسرقون الشعب ويذلونـه يومياً ،  فإلـى متـى سيستمر سكوتـها عن الـنـهج السياسي الداخلي المتـجسد باستمرار الظلم ومنع حرية القول والعمل السياسي للمعارضة بذريعة الأوضاع العالمية والإقليمية ؟!..           ولماذا لا تعبـر عن نقمتها على الأوضاع البائسة فـي تـحرك سياسي سلمـي ؟!..           يا صبـر أيوب           على شعبٍ طيبٍ ، ذكي ، نابغ ، يتـحلى بأسـمى الصفات الإنسانية من شـجاعة وقوة وفروسية ، بات يستـقبل قرارات السلطة الـجائرة بقبول مذعن ، أو بـيأس وبغيـر اكـتراث ، وكأن نـفوسه أصبـحت تـتلائـم مع هذه السلطة الفاسدة !!…           وعلى شعب يـحمل خصائص ومناقب روحية خاصة جـميلة جداً ،  لا يستـطيع الرد على من يـتـحداه فيـبقى عهوداً مـحجوزاً عليه فـي الزنـزانات ، ثـم تـنـحصر طاقاتـه الإبداعية وقدراتـه ومواهبه ومصالـحه العليا رهن هذه الطغمة الـحاكمة ، وهذا الـنـظام البائس الكسيـح !!…            يا صبـر أيوب           على القوى التـونسية الـجديدة ، الواعدة ، والمهيأة بروحها المعـنوية ومناقبها السامية  لتـثور على البؤس والـحرمان والعار ، لتـهدم قصور الظلم والعمالة والاحـتكار ، لتـؤسس دولة تونسية سيّدة ، منظمة ، ذات مؤسسات حيّة ، فاعلة ، حديثة ،  تـنبش الثـروات والـخيـرات الدفينة  لتأمين الـحياة اللائقة  التـي يستـحقها الإنسان التـونسي الراقي .           ويا صبـر أيوب           على اليوم الـتاريـخي الفاصل الذي ينشد فيه الشعب التـونسي مع شاعره الرائع أبو القاسم الشابـي : إذا الشعب يوماً أراد الـحياة فلا بد أن يستـجيب القدر  يوم المـجابـهة الكبـرى حيث تولد دولة الشعب التـونسي كله ، الدولة التـي تضع القوانين المتـطورة التـي يـحـتاجها لتطوير نظام الـحياة الإقـتـصادية ، السياسية والفكرية ، الدولة التـي تعبّـر عن أطماحه وأفكاره ومواهبه بواسطة منظماتـه السياسية وهيئاتـه الفكرية ، والتـي تـحمل مقولتـه وفلسفة حياتـه ، وتـخدم مصالـحه ، وتـحقق فضائله .                                                                           علي أحـمد


كلمة إلى أبناء الصحوة

بقلم  الشيخ راشد الغنوشي   قد يبدو المشهد العام لحال البلاد والأمّة تغشّيه المظالم والأحزان والآلام: جوع وخوف ومعتقلات ودماء ودموع وهزائم وفقر وبطالة واحتلال ومقت، حتى اسودّت الدنيا من حول المواطن المسكين وتحيّر بين استبداد ابن البلد وقهر الاحتلال ..أيهما أشدّ وطأة وأنكى شرورا! وإذا كان احتلال فلسطين يسجل السبق فيما تبقى من الاحتلالات التي ظنّ أن زمنها ولى وانقضى مع القرن الماضي فإن احتلال العراق وقبلها أفغانستان يسجل ظاهرة نكوصية وشاذة عن مسار التاريخ. كما أن منطقتنا تسجل سبقا على صعيد الاستبداد فهي تكاد تنفرد بين أنظمة العالم في قدرتها على الاستمرار واستعصائها عن كلّ محاولات التغيير والاختراق الديموقراطي .. فهل من غريب وقد انسدت الآفاق أمام المواطن العربي ولا تفتح إلا على أحد خيارين أحلاهما مرّ الاستبداد أو الاحتلال: صدام أو بوش، أن يبلغ الهمّ والغمّ المتراكم على أفئدة الشبيبة خاصة أن يصل الأمر إلى حدّ اتخاذ قرار الهروب من الواقع الآسن إلى الانتحار المباشر الذي تحول لاول مرة في تاريخنا الى ظاهرة تبعث على الانشغال، أو إلى أشكال غير مباشرة مثل الإقبال على المخدرات وأشباهها؟ غير أن المشهد العربي ومنه التونسي لم يتمحّض لسواد الليل الحالك، فلا تزال في الأفق الداكن نجوم ثاقبة وأخرى تطلّ بين الحين والآخر تشيع الضياء وتبعث الأمل وتبشر بانزياح الظلمات وتنادي إلى صبح قريب.. « أليس الصبح بقريب »؟. فعلى صعيد المشرق تمثل المقاومة المتصاعدة للاحتلال في فلسطين والعراق،وما حققته المصالحة الوطنية في السودان من تقدم، والافراج عن آلاف المساجين الاسلاميين في مصر،وخروج القطر الليبي الشقيق من ربقة الحصار،نجوما مضيئة في ليالي الاستبداد والاحتلال الحالكة المخيمة على الامة. أما على الصعيد الوطني،فمع أنه انضافت إلى تعاسات الاستبداد من قمع طال حتى أركان الديكور مثل التليلي والسحباني الذين جوزيا جزاء سنمّار.اللاهم لا شماتة،ولكن الدرس واضح: من أعان ظالما سلطه الله عليه.ومن رضي البيات في عرين الأسد فلا عجب إن افترسه يوما.. انضافت الى ذلك كوارث توصف عادة في مصطلح العلمانيين بأنها طبيعية مثل الفياضانات التي لم تشهدها البلاد منذ أكثر من قرن والتي أتت على أرواح – نسأل لها الرحمة – وعلى ممتلكات عشرات الآلاف من المواطنين المضروبين أصلا بالبطالة والقمع ولم يكن تأمينهم داخلا في حساب رجال الأمن ..نسأل الله أن يعوض أهلنا في مصابهم خيرا.أما في النظر الكوني الشامل،نظرالمومنين فإن هذه الكوارث-من جفاف وطوفان- هي بعض حصاد ما كسبت الأيدي من الإفساد في الأرض والتنكب عن عدل الله وشرعه وهديه في التعامل مع الموارد الطبيعية التي سخرها للانسان إن في مستوى الأفراد أو المجموعة. »ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون »الروم39.فمن سنين سنين الى الطوفان.نسأل الله العفو والعافية. غير أنه في سماء تونس تلتمع إضاءات وبشائر لعل أهمها الانعطافة الواسعة للمجتمع التونسي في كل المستويات وخاصّة الشباب نحو الدين وتعاليمه ورموزه من صلاة وحجاب وكتاب ومناشط جادة .وتتجلى أهميتها في دلالاتها العظيمة ومنها حيوية المجتمع التونسي وأصالته الإسلامية العميقة التي أذكتها الحركة الإسلامية المعاصرة خلال ربع قرن والتي استعصت على خطط التجفيف والاستئصال والحصار التي تعرض لها الاسلام ودعاته وتراثه، وقدمت للبلاد نماذج عظيمة من الرجال والنساء علما وأدبا وشجاعة وصبرا على البلاء ومرابطة على نهج الوسطية السمحاء،بعيدا عن كل ضروب الغلو والتشدد والتعانف. غير أنّه في ظل الغياب المفروض على تلك النماذج التي أسست للصحوة الاسلامية المعاصرة في أرض جامع الزيتونة وعقبة،يخشى على هذه الصحوة المباركة أن تنال منها رياح الغلوّ والتشدّد فتميل بها صوب  هذا المنحدر أو ذاك فتضيع طاقات وأرصدة هذه الصحوة وتتبدد هدرا في جدليات عقيمة بل مدمّرة، إحياء لموات فتن وخلافات حدثت بين الأصحاب الكرام في أول الإسلام، هم فيها بين مجتهد مصيب ومخطئ، وقد اتفق جمهور علماء الإسلام على كفّ الألسن عن الجميع إلاّ بالذكر الحسن لسوابقهم العظيمة والدعاء لهم والاستغفار « والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.. » (الحشر 10) . فأيما مسعى يبذل في إحياء وتأجيج تلك الخلافات ذات الطابع السياسي خلافا حول الحاكم أو نهج الحكم في صدر الإسلام إنما هو ضرب من إيقاظ الفتن النائمة وصرف للأمة عن مواجهة مشاكلها الراهنة خوضا في مشكلات عفا عنها الزمن،مع ما في ذلك من إيغار للعداوات وأسباب الشقاق في أمّة محمد عليه السلام، في وقت هي أحوج ما تكون فيه الى وحدة الصفّ حول أصول الإسلام وثوابته مما هي محلّ إجماع المسلمين من أجل مواجهة المشاكل والتحديات الوجودية التي تواجه المسلمين مثل التجزئة والاحتلال والاستبداد. نصيحتي لإخواني وأبنائي في هذه الصحوة المباركة أن يعرضوا عن مثل هذا الجدل وأن يمسكوا ألسنتهم عن الولوغ في هذه الفتنة « تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون » (البقرة 134) وأن يحثوا التراب في وجه مثيريها: « الفتنة نائمة ملعون من أيقظها » وأن ينصرفوا بدل ذلك إلى توثيق عرى الأخوة الإسلامية وإصلاح النفس وطلب العلم وتبليغ دعوة الإسلام في ثوابتها المعروفة عقائد وشرائع وحلال وحرام. غير أن للتشدد والغلو وهدر الطاقات في الجدليات صورا أخرى يتمحور ظاهرها حول مقصد نبيل هو الحرص على نقاء عقائد المسلمين من ضروب الشرك الظاهرة والخفية ومن البدع والمنكرات والعودة بكل جوانب حياتهم الدينية الى أصولها في الكتاب والسنة: « فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول » (النساء 59) وهي دعوة حق وأس في كل إصلاح.ولا مناص من تطهير عقائد المسلمين وعباداتهم من كل ضروب الشرك والبدع.ولقد أنجزت الحركة الاسلامية في تونس ومثيلاتها إنجازات مهمة على هذا الصعيد ولا تزال الحاجة قائمة الى المتابعةولكن في رفق ودون غلو ودون إرباك للاولويات.إن الدعوة الى العود بالدين الى أصوله كلمة حق وأصل ركين إلاّ أنه قد خالطها أحيانا عند بعض الدعاة تشدد وغلو بلغا حدّ تكفير المسلمين واستباحة دمائهم بفتاوى مستندة إلى نصوص مبتسرة لم يشهد لها جمهور الفقهاء قديما وحديثا. وقد تتأسس عليها مناهج متشدّدة في التغيير تسرع إلى تكفير المخالف و هدر دمه وسائر حقوقه،وهو ما أضرّ بالدعوة بهذه الدعوة أيّما إضرار وجعل بأس المسلمين بينهم كما زج بالامة الإسلامية في معارك استعدت عليهم الأمم .. لم يجن الإسلام منها وأهله غير تشويه الصورة والسمعة والحصار والاحتلال ودعم مؤسسات القمع على كلّ صعيد مما لم يفد منه غير أعداء الإسلام والأنظمة الديكتاتورية. وقديما قيل: يفعل الأحمق بنفسه ما يفعل العدوّ بعدوّه.ولذلك جاء النص على تقييد الدعوة الى الله بالحكمة والتبصر »قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني »يوسف. واشترط العلماء في النهي عن المنكر مراعاة جملة من القواعد منها أن لا يفضي ذلك إلى منكر أشدّ، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يقرأصحابه على نهي المغول عن شرب الخمر.قال دعوهم. وعلل ذلك بهذه القاعدة:إنما نهى الله عن الخمر لأنها تصرف عن الصلاة والطاعة بينما هؤلاء إذا أفاقوا قتلوا المسلمين. إنّ التشدّد في التصوّر وبساطة النظر إلى الواقع والانصراف عن فقه المقاصد وفقه الموازنات وفقه المصالح والأولويات والاستعلاء عن أئمة الفقه بزعم الاستمداد المباشر من المصادر مع ضعف التأهّل لمثل هذه المهمّة، بعض أسباب فشوّ فكر التشدّد والتكفير واستخدام القوّة في غير موضعها مما كان له بالغ الضرر على دعوة الإسلام في مواطن كثيرة في سوريا ومصر والجزائر. ويخشى أن نفس الأسباب ونفس الأفكار تقود إلى نفس النتائج.وبالخصوص مع الحرب المتواصلة على دعاة الوسطية والاعتدال وعلى كتبهم. وبهذا الصدد فإنه لا يفوتني أن أوجه تحية ود وكلمة نصح الى أبنائي الأحباب أبناء الصحوة الثانية المباركة أن ينصرفوا عن التفكير أنهم ينطلقون من أرض خالية بيضاء يستطيعون ان يغرسوا فيها ما شاءوا، وان اهلها ليسوا على شيء من الدين فقد انطلقنا نحن في الصحوة الأولى من منطلقات مشابهة ثم اكتشفنا بعد حوالي عقد من الزمان وقد خالطنا مشاكل الناس الحقيقية وبدأنا نطّلع على تراث البلاد الغني وتجربتها الإصلاحية الإسلامية الثريّة فاضطرنا ذلك الى التواضع والتفاعل مع مشاكل الناس وتراث البلاد الديني.. عرفنا الثعالبي وبن عاشور والقليبي ولخوة والنيفر وعبد الرحمن خليف وبدأنا نتصفح الدفاتر الثرية لإرث الإسلام في هذه البلاد الذّى أسس إجماع أهلها وهمّش فكر التشدد الخارجي وشطب مذاهب الغلوّ في حب آل البيت. ومن الدفاتر المؤسسة لهذا الإجماع كتابات الفقيه العظيم عبد الله ابن أبي زيد القيرواني والإمام سحنون والمازري وابن عرفة وابن عاشور وخليف ..إلخ. نصيحتي الخالصة إلى أبنائي وإخواني من شباب الصحوة المباركة أن لا يهدروا طاقاتهم في مجادلات عقيمة وألا يسرعوا في الاستعلاء على تراث البلاد الديني الذي صنع الوحدة والإجماع فيها وصانها عما تكتوي به بلاد كثيرة من نيران  الفتن.. خذوا لكم ما يكفي من الوقت ولا تتعجلوا في الاختيار وابذلوا ما يكفي من الجهد للتفقه في تراث البلاد القديم والحديث ومنه ما كتب العلامة المجدد الدكتور عبد المجيد النجّار  والشيخ محمد الهادي الزمزمي والشيخ عبد الرحمن خليف فضلا عن شيوخهم ممن ذكرت ولكم بعد ذلك أن تطالعوا في فكر الحركة الإصلاحية المعاصرة كما صاغه الأفغاني وعبدة ورشيد رضا والكواكبي والبنا وكما طوره شيوخ الحركة الإسلامية المعاصرة: محمد الغزالي ويوسف القرضاوي وأبو الأعلى المودودي ومالك بن نبي وعبد السلام ياسين والشهيدان سيد قطب وباقر الصدر. ابدؤوا بأفضل مما بدأنا به وأفيدوا من تجربتنا واحذروا من فكرة الانطلاق من أرض جدباء  حتى لا تكونوا- وأعيذكم بالله أن تكونوا- على صلة بمنطق أهل جهنم:  » كلما  دخلت أمة لعنت أختها.. » (الأعراف 38) منطق أهل الجنة أهل الإيمان: « والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم » (الحشر 59 ). ومع بعض الغبش تظل هذه الصحوة العارمة المباركة أهم النجوم الثاقبة البارقة في ليل تونس مبشرة بقرب انقشاعه إن شاء الله إذا هي بحثت عن استعادة الإجماع مجددا إلى بلد مزقت نخبته مذاهب التشدد العلماني وما انبنى عليها من مصالح فئوية لا تزال تعمل ليل نهار على توسيع الهوّة بينها وبين جماهير الناس. مطلوب من الصحوة أن تستعيد الى البلاد ونخبتها وجماهيرها الإجماع ولن يكون بحال إلا على كلمة سواء من الوسطية الإسلامية في التصوّر والاعتدال والتدرّج في التنزيل واستهداف جمع كلمة النخبة والجماهير حول مطالب مشتركة في العدل والحرية على قاعدة المواطنة أي اشتراك الجميع بالتساوي في امتلاك هذا الوطن واشتراك الجميع في واجب الدفاع عنه وتحريره من الاستبداد من أجل إرساء قواعد العدل كما جاءت بها الشريعة الغرّاء وأقرّتها المواثيق الحقوقية المعاصرة.

 

  » إن أريـدُ إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب »

 
 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 10 أكتوبر 2003)

 


 

كلمة لا بد منها لقرائنا الكرام

لا شك أنكم تعلمون أيها السيدات والسادة – من خلال متابعتكم اليومية لمضمون « تونس نيوز » – أن الفريق القائم عليها يحرص أشد الحرص على تمكين التونسيين والتونسيات – مهما اختلفت توجهاتهم ومشاربهم – من إمكانية التعبير عن أفكارهم وآرائهم ومواقفهم بأقصى ما يُمكن من الحرية والإنفتاح.

 

فنحن – على غرار كل المواطنين التونسيين – عانينا ولا نزال الأمرين من انسداد كل مساحات التعبير الحر والحوار المفتوح في بلادنا، لذلك فقد سعينا من خلال هذا الفضاء الحر الذي أتاحته لنا شبكة الإنترنت إلى تحويل مراسلتنا اليومية (والموقع المصاحب لها تاليا) إلى فضاء يُتيح للتونسيين المقموعين في بلادهم أو المهجّرين منها (بسب أفكارهم أو نتيجة توجهاتهم المعارضة أو المغايرة للممسكين بدواليب السلطة في وطنهم) أو العاديون فرصة التعبير عما يجيش في صدورهم وتبادل الرأي حول أمهات القضايا التي تشغل بالهم وإجراء حوار « ألكتروني – آفتراضي » تُـتبادل فيه الكلمات والحجج والمناظرات بشكل متحضر وراق يليق بسمعة التونسيين ومستواهم الحقيقي.

 

ومع مرور الأيام والأشهر والسنوات، تحولت « تونس نيوز » (في جزء منها) وبحكم عوامل عديدة إلى ساحة حوار متعدد الأطراف بين إسلاميين وعلمانيين وبين أجنحة داخل بعض أحزاب المعارضة المعترف بها وغير المعترف بها وبين يساريين معتدلين وآخرين متشددين وبين ممثلي توجهات متباينة داخل الصف الإسلامي وغير ذلك مما أتاح فرصة نادرة للتعرف على بعض مما يـمُـور في صدور وعقول التونسيين.

 

ومع آعتزازنا بهذه المساهمة المتواضعة في تحريك المياه الراكدة في بلادنا وفي إنضاج البدائل السياسية والفكرية والمجتمعية لتونس القرن الحادي والعشرين وفي التمكين لثقافة الحوار الجدي والتسامح مع الرأي المخالف وتحمل النقد (وحتى الهجوم اللاذع) في صفوف التونسيين بعد الجدب الرهيب الذي صـحّـر البلاد والعباد، إلا أننا نود أن نلفت انتباه جميع قرائنا ومراسلينا وأصدقائنا إلى الملاحظات التالية:

 

1-    لا يمكن لهيئة تحرير « تونس نيوز » بأي حال من الأحوال نشر مساهمات تتضمن شتائم أو تحقيرا أو ثلبا أو تجريحا أو دعوة للتباغض والتكفير وما شابه من الأساليب التي لا علاقة لها بآداب الحوار.

2-        ندعو الجميع إلى الحرص على تحري أساليب أخلاقية رفيعة في التعبير عن أفكارهم وتجنب تشخيص المسائل والخلافات والتمسك بآداب الإسلام في المناظرة وتبادل الرأي ومقارعة الحجة بالحجة.

3-        يجدد فريق « تونس نيوز » حرصه على إفساح المجال للجميع لوعيه الشديد بأهمية تدريب التونسيين على التعايش ومحاولة بناء مستقبل أفضل لوطن يسع الجميع لكنه يرفض أي شكل من أشكال الإبتزاز أو المساومة. فنحن نعتقد أننا أقمنا الدليل خلال السنوات الناضية بما لايدع مجالا للشك على سعة صدورنا وتقبلنا للنقد والإنتقاد لذلك نرجو من الجميع تفهم معارضتنا الصارمة لأي شكل من أشكال الإنحراف عن هذا المنهج.

4-        نتفهم جيدا بعض ردود الفعل الغاضبة على إقدام أشخاص ينتحلون أسماء غير حقيقية على نشر مقالات تتهجم أو توجه اتقادات قاسية إلى حركة بعينها أو إلى شخص محدد. لكن ظروف تونس اليوم لا تتيح لنا التعامل بالمقاييس الصحفية العادية أو اعتماد الشفافية المطلقة في مثل هذا الحوار. لذلك فنحن نفضل – في المرحلة الحالية على الأقل – نشر مثل هذه المقالات والردود التي ترد عليها من أجل مساعدة التونسيين على التعرف على آراء بعضهم البعض وعلى التدرب على فن إدارة الحوار بعد أن دمرت الديكتاتورية والرداءة على كل شيء تقريبا.    

5-        لاحظنا أن قرارنا الأخير بوضع حد للنقاش المتشنج الذي اندلع بين بعض المتدخلين حول مسائل تتعلق بالتشيع والتيار السلفي كان متعجلا. لذلك نُعيد فتح هذا النقاش مجددا مع التشديد على مراعاة الضوابط السابقة.

6-        أخيرا، نجدد شكرنا لجميع السادة والسيدات القراء والمساهمين في الحوارات التونسية على صفحات « تونس نيوز » وندعو الجميع إلى مزيد من سعة الصدر والتسامح والجدال بالحُسنى.

 

هيئة تحرير « تونس نيوز »

17 أكتوبر 2003   

 


 

 

                                     بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الى أسرة تونس نيوز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، مساهمة مني في الحوار الدائر عن تجربة العمل الاسلامي المعاصر في تونس واشكالياته وآفاقه فقد كتبت هذا المقال ولكنني وانا اهم بارساله فوجئت بقرار ايقاف الحوار رغم ان كل الاطراف ادلت بدلوها وتهجمت وحرضت كما تشاء على أهل السنة والجماعة (السلفية) الا السلفية فليس لهم حق الرد!!! .

  ثم إذا بكم تفتحون المجال من جديد للأخ سيد الفرجاني (وليس لدي اي اعتراض على ذلك, بل أتفق معه في الكثير مما قاله) وانا آمل من اسرة تونس نيوز ان تنتهج العدل والانصاف بين الفرقاء إذ ليس من العدل والانصاف ان يتاح  للجميع حتى للفكر التكفيري الجهول والشاذ المعبر عن حالة فردية مرضية (حالة الذي  سمى نفسه « مراقب »)،  فاذا ما جاء دور أهل السنة أغلق الباب !!  

فهل رمانا العالم عن قوس واحدة بقيادة ائتلاف الشر الامريكي الصليبي الصهيوني وانتم معه علينا يا أسرة تونس نيوز؟!! لذلك فانني ارجو منكم التفضل بنشر هذا المقال انصافا لأهل السنة والجماعة  )السلفية) وحتى يبقى منبركم فعلا منبرا للحوار الحر ولا يفقد مصداقيته .

وقبل البدء أود الاشارة الى انكم اخطاتم خطأ شنيعا باعتباركم لما كتبه الدي سمى نفسه « مراقب » معبرا عن السلفية!!! أو مقربا منهم!!! مع أنه هو نفسه تبرأ من أهل السنة والسلفية وطعن فى الصحابة الكرام. وهذا الرجل الذي أعرفه شخصيا ويعرفه النهضويون في ….، هو رجل  { يعيش في عالم الأوهام }… وقد انسحب من النهضة مند سنتين بعد ان قرأ كتاب « الحصاد المر » ,  الذي صار   { كتابه المقدس }، فانطلق يُـكـفّـر ويطعن على اليمين والشمال في الجميع، من الصحابة الكرام الى العلماء المعاصرين، مرورا بعلماء السلف مثل ناصر السنة  الامام احمد  ـ الذى يحقد عليه !!!ـ وهو ما لا يقره كاتب  » الحصاد المر »  نفسه و يتبرأ منه…

وأفكار هذا « المراقب » الذي يكاد يموت هما وغما هي خليط عجيب و{شكشوكة } متناقضة من نتف الخوارج والمعتزلة والشيعة والعلمانية وحتى أقوال السلفية، رغم انه يشتمهم جميعا، لانه على مذهب « آكل الغلة {الفاكهة} وأسب الملة  » !!   وذلك لان مطالعاته القليلة والجديدة هي عبارة عن نتف وشطائر يحصل عليها من حين إلى آخر، إذ هو  ـ ولا مؤاخذة ـ لم يعرف طريق الجامعة أو حلقات العلم قط، ورغم ذلك فهو يدعي الاجتهاد !! . بالرغم من انه لا يعرف تعريف الحديث الصحيح، وهو لا يقرأ و لا يعترف  ـ كما صرح لي بنفسه ـ بكتب اصول الفقه ولا المقاصد ولا العقيدة  » لأن الاسلام واضح ـ حسب قوله و لايحتاج الى هذه الكتب ـ  ولكن  يبدو أن المسلمين يحتاجون الى{كتبه} هو فقط !!!

أما سبب حقده على د. ابو المنتصر البلوشي رئيس رابطة اهل السنة في إيران المقيم في لندن، هو انه ارسل له ورقات سماها كتابا، تحت عنوان « ثلاثية الاحزان الشيعة والصوفية والاخوان » !!! ، وهو عبارة عن  شطحات، و أكثره نقولات من كتاب  » الحصاد المر  » للظواهري، وكتاب  » كسر الصنم «   للعلامة الشيعي المهتدي الى السنة  » آية الله البرقعي » و تقديم د. البلوشي، و كتاب للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وذلك مع تعليقات عجيبة !!  وطلب منه أن ينشره و يتصرف في ريعه !!!  فلم ينشره د. البلوشي… و هو لا يملك مقومات الكتاب . {مع العلم أن كل هؤلاء من أهل السنة الدين يشتمهم و يتبرأ منهم صباحا ومساءا {آكل الغلة و أسب الملة‍‍ !!}

اما عن كتابه الثاني الذي يزعم تاليفه وهذا مجرد وهم، و قد سماه « الشافي من الشيعة «   فارجو ان تطلبوا منه مكان ودار النشر.!! أو أن يرسل لكم بنسخة منه!  لأنه مجرد أوراق و شطحات …        و معاوية ـ رضي الله عنه ـ  الدي تقول أنك لن تترضى عنه و لن تترحم عليه , ليس بحاجة الى رضاك و ترحمك !! فمن أنت و من تحسب نفسك !!! و أنت تعتمد في مهاجمته على معلومات كادبة بلغتك ممن لا تفتأ تكفرهم بأعيانهم صباحا و مساءا !!! { آكل الغلة و اسب الملة !!! }                    

وأهل السنة لا يقولون أن معاوية  ـ رضي الله عنه ـ معصوم ولا انه لم يخطئ ولا أنه أفضل من علي ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ بل علي أفضل بلا خلاف، ولا أن الحق كان معه في خلافه مع علي، ولكنهم يقولون  » ونمسك عما شجر بين الصحابة من خلاف، و تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا  » و  » تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُـسألون عما كانوا يعملون  » و ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للدين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم  » { الحشر 10 }  . و أنت ـ هداك الله ـ تتكلم و تفتي في مسائل لو عُرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر !!!  و تتحدث عن الصحابة وكأنك عشت معهم وصحبتهم ! ومن دون أن تكلف نفسك بقراءة كتاب واحد!!! و انما ما يخطر على بالك تقوله , كما هي عادتك …. و الصحابة كابن عباس و أبو الدرداء ـ رضي الله عنهما ـ إما أن يوافقوا مزاجك وإما أن تضرب بأقوالهم عرض الحائط  » لأنهم رجال ونحن رجال  » !!!

  وتعريفك الشاذ للصحابي لم يقل به أحد من أهل العلم , والعلم يؤخذ من أهله الدين أفنوا أعمارهم في طلبه , وليس عمن لم يأخد العلم عن العلماء و لا حتى من الكتب , و لكن عن نفسه بنفسه ـ دون  وسائط ـ على مذهب  » حدثني مُخي عن قلبي قال ….  » !!!!

وبعد فلم أكن أحب الرد عليك ـ و الله  ـ, لأنك كما عرفـتُـك صاحب هوى وتعيش مع الأوهام  {ما يلقى الواحد كيف يشدك} ولك قول في الصباح و قول بعض الظهر وآخر في المساء  ـ كما هي أقوالك في القرضاوي، والعلامة بن باز , والحوالي … , وذلك  حسب اتجاه الريح ـ  . ولم أكتب هده الاسطر الا غضبة لاصحاب سيدي و حبيبي، ابو القاسم, محمد رسول الله , صلى الله عليه و سلم   و على آله الطييبين الطاهرين , وصحبه الغر الميامين أجمعين , صلاة و سلاما لا ينقطعان الى يوم الدين .  ولا أعتبر هدا ردا لانني أشفق على وقتي ووقت القراء أن أضيعه فيما لا طائل من وراءه . و ليراجع من شاء من القراء , رسالة  » اعتقاد أهل السنة في الصحابة  » للدكتور محمدالوهيبي , {نشر المنتدى الاسلامي ـ لندن} وهي رسالة مختصرة أوجز فيها المؤلف اعتقاد أهل السنة فيهم بالأدلة الوافية , و لمن شاء التعمق كتب أخرى مثل  » الاصابة  » لابن حجر و  » منهاج السنة  » لابن تيمية , و « الصواعق المحرقة  » للهيثمي و غيرها …   

أما هذا « المراقب » فاخشى أن يصل به التمادي الى ادعاء المهدوية أو النبوة , بعد فترة ـ و العياذ بالله  لأن هنالك مؤشرات على ذلك… { و العجوزة حملها الوادي , وهي تقول العام صابة } ـ اللهم لا شماتة، و يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

 

الموريسكيون الجدد في تونس بين مطارق محاكم التفتيش العلمانية وسندان المتشيعة والمعتزلة الجدد

بقلم:  نوفل المعاوي ـ باحث في علم الاجتماع ـ جامعة أوسلو ـ النرويج

 

تروي العرب في سيرها قصة سنمار دلك البناء الماهر الدي دعاه احد الملوك وطلب منه ان يبني له قصرا لم يبن لأحد مثله قط في الروعة و الفخامة …  فلما فرغ البناء من تشييد القصر بعد زمن من التعب و الكد والجد , دعاه الملك ليجزيه , فلما قدم سنمار, طاف به الملك في ارجاء وانحاء القصر وهو يبدي انبهاره واعجابه بالعمل المتقن. وفي الختام صعد به الي سطح القصر, والقى به من هناك ليلقى حتفه, حتى لا يبني مثل ذلك القصر لأحد غيره !! فصارت تلك القصة مضرب المثل عند العرب لمن تفانى في خدمة امرؤ او قوم , ثم كان عاقبة أمره وجزاءه بعد ان فرغ من مهمته…أن جازوه أسوأ الجزاء… و جعلوه عبرة لمن يعتبر!!!

ذكرت هده القصة المحزنة، وانا اقرأ بشيء من الاستغراب , تهجمات المتشيع التونسي عدو السنة والصحابة وأهل البيت , على شيخ النهضة راشد الغنوشي !!! قلت سبحان الله !! ألشيخ النهضة يُـقال ذلك الكلام !!! و تُـكال تلك التهجمات !!! وهو الذي كان ولا يزال ومن وراءه حركته، العامل الرئيس في بذر بذرة التشيع والطائفية في تونس , وتأسيس بنيتها التحتية !!!

أمثل تلك التهجمات, تكال لشيخ النهضة الدي كان من ابرز القيادات ’السنية’ التي هللت وتغنت بالخميني {مجدد القرن}!!! وثورته حتى كتب الغنوشي, في مجلته المعرفة , ابان الثورة الخمينية متحسرا على تقصير الحركات والمجلات الاسلامية في الحفاوة والدعم للثورة الخمينية , ناعيا عليها عدم تجاوزها للارث الطائفي ومواريث عصور الانحطاط !!! مذكرا أنه في ما عدا موقف مجلته ومجلة أخرى ذكرها , فان مواقف الآخرين كانت متحفظة ـ يا للأسى و اللوعة !!! ـ}  . و هكذا افتتح الغنوشي وحركته عهدا لم تشهد البلاد له مثيلا, مند أن ثار أجدادنا على جلاديهم من شراذم الدولة العبيدية الشيعة الروافض , وقضوا على فتنتهم وقهرهم, وأعادوا الحكم الى حضيرة الاسلام. ولم يستغرق الأمر الا أياما معدودات , لأن الشيعة الروافض رغم عهود العسف والقهر والتقتيل لعلماء أهل السنة , وخاصة  لفقهاء المالكية الذين كانوا في طليعة المتصدين لهم , فانهم لم يفلحوا الا في تشييع حفنة من الناس أغلبهم من المنتفعين .

 

·        الدعاية للثورة الشيعية و فكرها :

 

وهكدا افتتح الغنوشي وحركته عهدا من الدعاية للثورة الشيعية وفكرها متجاهلا دعوات المشايخ الدين حاولوا التصدي لدعوة الشيعة ,  و كشف تاريخهم وعقائدهم ومخططاتهم … مثل الشيخ الزيتوني , عبدالقادر بن عمر سلامة ـ رحمه الله ـ الدي كان يرغب في الكتابة عن دلك  فمُـنع , رغم أنه كان مدير المجلة ! و كان ـ رحمه الله ـ سلفي العقيدة . و هكذا كنا معاشر الشباب في الثمانينات , نتخاطف الكتب والمجلات الشيعية في الثانويات والجامعات . وهكذا التهمنا كتب الصدر وشريعتي ومدرسي ومطهري والخميني وحسن الصفار… , و عظمنا نصير المغول الطوسي الملحد { الذي دخل بغداد مع المغول و هو ممسك بخطام حصان هولاكو ! ـ ولم نكن نعلم ذلك ـ} . في حين لم نكن نعلم شيئا يذكر من علوم شريعتنا الغراء ومنهج السنة والجماعة . وكان الشيعة يطبخوننا على نار هادئة ويدسون السم في العسل. و لم أعلم الا بعد زمن  بأن كتب القوم الاصلية , تكفر أغلب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ و منهم الفاروق عمر بن الخطاب , محطم عرش كسرى ومطفئ نار المجوس , حتى أنهم اتخدوا مزارا لقاتله , أبو لؤلؤة المجوسي في ايران , واتخدوا له عيدا سنويا , سموه « عيد بابا شجاع الدين » !!  ثم علمت بانهم يكفرون أمهات المؤمنين ـ باستثناء السيدة خديجة ـ وهن من بيت رسول الله {صلعم} , بل صنفوا دعاءا سموه  » دعاء صنمي قريش » , ينصح بقرائته في قنوت الصبح ! , و كله تكفير ولعن تقشعر منه الأبدان , لأبي بكر وعمر وابنتيهما حفصة وعائشة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ و كل من تولاهما و تبعهما !!!… و منه قولهم  » اللهم عذبهما عذابا يستغيث منه أهل النار «   !!! و قد قرأت الدعاء بنفسي , عندما وجدته مع شيعة عراقيين سكنت معهم في أحد الفنادق في قطر عربي … أما الطامة العظمى فهي قولهم بتحريف القرآن , كما نص على ذلك الكليني في كتابه  » الكافي  » {1}  الدي هو عندهم بمثابة صحيح البخاري عند أهل السنة. وقد نص آيتهم المرجع الشيعي الراحل { أبو القاسم الخوئي } الدي خلفه السيستاني , على أن أحاديثه متواترة لا يرقى اليها الشك. و من ابواب هدا الكتاب { الذي لا يرقى اليه الشك} : باب أن الائمة يعلمون ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون , وباب أن الائمة يعلمون متى يموتون واين يموتون, وباب أن الأئمة لا يموتون الا بإذنهم ورضاهم .. » {2}  الى غير ذلك من خرافات الشيعة التي فاقت خرافات السندباد البحري وعلي بابا .

وكنا نتردد كثيرا على السفارة الايرانية, زرافات ووحدانا,  للمشاركة في العروض السياسية, والحصول على الكتب والمجلات الفاخرة !! , بل أذكر أننا تداولنا {مقالا للتثقيف الداخلي} بين بعض الاخوة في الثانوية سنة 1982 م, عن ما يسمى  » بالخط التجديدي  » لحركتنا, كان من ضمنه أنه في ايران فان أقرب الجماعات الى{ خطنا التجديدي } هي  » منظمة العمل الاسلامي  و » حركة توحيدي صف  » !!!  و هذا زمانك و إلا فلا , فبيضي وفـرّخي , أو فبيضي وفرّخي … ما دمنا معشر المنتسبين الى أهل السنة بهدا الفراغ العقدي والغفلة والجهل .

 

·        محنة الحركة الاسلامية في صائفة 87 م وانكشاف المستور :

 

وظلت الحالة هكذا الى أن بدأ بعضنا يكتشف منذ صائفة 1987 تعاون المتشيعين مع لجان اليقظة الدستورية والبوليس السياسي ضد حركتنا !!!!

فقد شوهد بعضهم يطارد الاخوة في مظاهرات صيف 87 و منهم المتشيع فوزي « وهو من سكان الوردية » الدي لم يلبث ان قبض عليه بعد فترة ,  بعد اكتشاف النظام لنواة خلية تابعة لما يسمى » بحزب الله  » كانت تستهدف اختراق الدوائر الأمنية , لضرب النظام والحركة في نفس الوقت… ومعروفة قصة كريم لعبيدي المتشيع { الدي كان يعمل تحت اشراف{ رئيس فرقة الارشاد} التابعة للداخلية } , الدي  كان يجتهد في التجسس على أخته الفاضلة , قصد معرفة مكان اختفاء زوجها القيادي الكبير في الحركة, المحكوم بالاعدام من نظام بورقيبة !!! .

وبدأ بعضنا ممن احتك بالمتشيعة يرى ويسمع عداوتهم لنا معشر المحسوبين على أهل السنة. نحن الذين نحبهم ونناصرهم وننشر لهم !!! حتى الذين ينتسبون منا الى السنة انتسابا اسميا وراثيا , ولا تعني لهم هده الكلمة منهجا ولا شيئا كبيرا,  وهم أغلب مثقفي النهضة ومتفلسفتها للأسف, وخاصة دارسي العلوم الانسانية والآداب والحقوق { بل حتى أغلب دارسي الشريعة الدين كان يقودهم هؤلاء } .  فصرنا نسمع شتائمهم المنكرة لنا وتحريضهم السلطات علينا وتشفيهم من مصائبنا !!!  { في صائفة 87 م , أثناء حملة النظام الاستئصالية ضد الحركة,  كان أحد المتشيعة في بلدة المعمورة ـ قرب بني خيار ـ  يدخل المقهى ويرفع صوته على الملأ حتى يستفز الاخوة ويهينهم , قائلا :  » يا قهواجي, يا قهواجي, قهوة كحلة قلب خوانجي  » !!! { أي أعطني قهوة سوداء مثل قلب الاخونجي } .

وكذلك هو الحال في ولاية قابس, وقد كانت من أهم معاقل النهضة ومسقط رأس شيخها , حيث انتشر أتباع مبارك بعداش وهو قيادي نهضوي سابق , لم يكن كأغلب قيادات النهضة يعرف شيئا يذكر عن منهج أهل السنة … ثم تشيع بعد سقطة أخلاقية اتهم بها. وها هو الآن يجوب في البلاد طولا وعرضا ينشر التشيع بين شباب أهل السنة الذين لا يعرفون شيئا عنها , بعد أن شفعت له ايران عند بن علي , فقابله {وهو يتحدث عن هده المقابلة بنفسه في شريط يتداول بين المتشيعة وهم يعيشون عهدهم الذهبي}  وشرح له منهجهم وأنهم مقلدي السيستاني, لا يؤمنون بولاية الفقيه ولا بالثورات  حتى {ظهور المهدي}  , و انما مشكلتهم فقط مع أهل السنة ….  فأعيد له جواز سفره وسمح له بحرية الحركة والتنقل بين ايران وتونس . وها هو وغيره ممن يديرون الشبكات الشيعية المختلفة الاخرى في تونس , مثل حزب الدعوة و جماعة السيستاني والتيار الرسالي { أتباع مدرسي ..} … يرسلون وفود الشباب المتتابعة لدراسة اللاهوت الشيعي في ايران وسوريا , مثل الحوزة الحجتية في قم , وهي خاصة بالعرب , وأكبر مجموعتين عربيتين فيها هما المجموعتين السورية و التونسية !!! . وأكبر مموليها، مليونير تونسي  تشيع في ايران , حيث كوّن ثروته الضخمة , وله دار نشر في هولندا  باسم  » دار الفكر الاسلامي  » يقول أن هدفه منها هو اختراق أسواق المغرب العربي , لان الكتب الايرانية تثير الشبهات …{ هكدا صرح بعظمة لسانه لأحد الاخوة وهو يحاول استقطابه } .

وقد دخل اللعبة المتشيعون الآخرون الذين صاروا يزعمون للسلطات انهم من مقلدي السيستاني حتى تغض الطرف عنهم , في الوقت الدي يزرعون فيه الخلايا النائمة, وقصة العبيديين والحشاشين وتاريخهم   وكيف تسربوا وتمسكنوا  حتى تمكنوا , معروفة لمن درس التاريخ. وهكدا كان للنهضة الدور الأكبر في بذر بذرة الفتنة الطائفية في البلاد ورعايتها بالسقاية والسماد.

ولكن رغم انكشاف العداء الشيعي الأسود والمقيت لحركة النهضة وكل من هو محسوب على أهل السنة بل التآمر الايراني عليهم وطعنهم في الظهر {3} ، فقد استمرت في دفاعها المستميت عن الشيعة!!! , حتى قلت متحسرا ليتنا نحظى من حركة النهضة بعشر معشار ما يحظى به الشيعة عندهم, بل حتى بعض الماركسيين و العلمانيين !!! من ولاء ومحبة لا يحظى بعشرها مخالفوا الحركة من أهل السنة , الذين لقوا ولا يلقون الا الإذايات والتشويه والتحقير…. والى الله المشتكى . 

                  

·        حركة النهضة و السلفية !!! :

 

فها هو أحد صحفيي النهضة البارزين في لندن ينشر مقالا مند سنوات قليلة في مجلة العالم الشيعية, حشاه تحاملا وشتما لأهل السنة والجماعة السلفيين , زاعما انهم نتاج الكتب البسيطة , التي أنتجها الريع النفطي!! {اللهم لا حسد ! ولكن اخوانكم الشيعة الروافض كيف ينشرون مذهبهم؟ أليس بأموال الريع النفطي الايراني!! ثم هل انتشرت مذاهب الأئمة مالك و الشافعي وأحمد وأبو حنيفة وهم من أئمة السلفية نتيجة الريع النفطي؟؟} ولكنه في ذات المقال استمات في مدح اخوانه الشيعة , ومضى قدما الى الدفاع والترحم على الطاغية السفاح عبد الناصر ـ عليه من الله ما يستحق ـ وهو من قتل المسلمين وأذلهم وعذبهم عذابا تستغيث من هوله الجبال الصم !!!

فانا لله وانا اليه راجعون يا حركة النهضة! وسبحان الله ! كل الناس أحبابكم و تتجاوزون عنهم , الا اهل السنة السلفيين , الذين لم يكفروكم كما كفركم اخوانكم الشيعة, ولم يطلعوا أحدا على عوراتكم  ولم يضعوا أيديهم قط في أيدي أعدائكم !!!

أما عن مهاجمة شيخ النهضة للسلفيين ووصمهم بالتكفيريين !!! فهل يُـفهم منه أنه مغازلة للقوى الدولية المتحكمة في دواليب الحكم في تونس , وخاصة أمريكا وفرنسا , وهي تتهيء لمرحلة ما بعد بن علي , ولسان حاله يقول : أن هلموا هلموا الينا , فها نحن هنا فلا تنسونا !! فنحن افضل لكم من السلفيين أصحاب عقيدة الولاء والبراء, الدين يكفرون بالطاغوت ويتبرؤون منه ولا يؤمنون بغير الله ، أما نحن,  فنحن لا نكفر بالطاغوت , لأننا لا نكفر أحدا , ولا نقصي أحدا , ونحن نؤمن بالله ونؤمن بغير الله أيضا ، لأن الدين لله والوطن للجميع ..

ولكن فلتقل النهضة ما تشاء, فرب العزة سبحانه و تعالى يعلمنا في محكم تنريله أنه لا ولاء إلا ببراء {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }  {4}

و قد يرى البعض أيضا فى تهجمات شيخ النهضة على أهل السنة  الجماعة السلفيين { أي الذين ينهجون في فهم الدين , منهج السلف الصالح الدين شهد لهم الرسول { صلعم } بالخيرية وهم الصحابة  الذين تلقوا الدين عنه والتابعين وتابعيهم } رغبة في ركوب القطار قبل فوات الفرصة  ! وبادرة سباحة ذكية مع التيار !! اد أن فلسفة الحركة بُـنيت على السباحة مع التيار, ومحاولة تعديله من الداخل !! والتيار هنا هو تيار العولمة الجديد , أو حركة تهويد العالم التي تستهدف تحريف الاسلام وصياغة اسلام جديد على مقاس الاهداف الصليبية الصهيونية تحت عنوان محاربة السلفية والوهابية !

(لمن شاء التوسع في هدا الموضوع  , أنظر مقال د. جعفر ادريس  » المفهوم الغربي للوهابية » فى العدد 191 من مجلة البيان على الرابط www.albayan-magazine.com وأيضا مقال الشيخ محمد سرور زين العابدين عن }الوهابية !} في العدد 129 من مجلة  » السنة » علىالرابط www.alsunnah.org )    

وقد بدأت للأسف بعض إرهاصات و تجليات هدا التوجه السابح مع التيار منذ فترة لدى بعض الأحزاب والحركات الاسلامية والمتأسلمة , مثل حزب العدالة والتنمية التركي وغيره…فهي  » الآن تتخلى عن كثير من منطلقاتها ومصطلحاتها وتنتج { فقها} جديدا يناسب حداثة العولمة ويدور في آلتها شيئا فشيئا ! انها صارت تنتج جزءا من خطاب ما يسمى {بالمجتمع المدني} هده المقولة العولمية الجديدة التي تشكل نوعا من الترويض او التدجين للاسلاميين , انها تصنع نوعا من التقابل والتنافر مع مفهوم{ المجتمع الدينى} ! حيث تقابل المصطلحات الشرعية بمصطلحات علمانية لها دلالات رافضة للمحتوى الديني الاسلامي… انها حركة تحريف يهودي شامل ! انها بلغة الآخر عملية { أنسنة} للاسلام أي افراغه من مضمونه الرباني التعبدي , حيث يحل الانسان عندهم محل الرب, في مركزية التفسير الوجودي والتشريع الاجتماعي !

{ ان استجابة الحركة الاسلامية اليوم هي نوع …من البرهنة على صلاحيتها للدخول في النظام العولمى والتحدي الديمقراطي , واظهار لنوع من {حسن السيرة} و{ صلاح المواطنة } على موازين الشيطان الأمريكي الصهيوني . {5}  

وهذا التوجه الجديد هو قديم وقد جُـرّب فكانت الكوارث التى لا نزال نحصدها الى الآن … وهو يذكرنا بمدرسة محمد عبده , التي  » بدأت وجهتها الاصلاحية أو التجديدية من الوجهة الخطأ, أي وجهة الموالاة و التعايش مع الاستعلاء الاستعماري في ديار الاسلام , فكان ذلك … هو المزلق الدي أهدرت به مجهودات الاصلاح , بل ! وانحرفت بسببه الي باطل من القول والعمل , انتهى الى اجهاض حركة النهضة الحديثة, وجعلها خرقا, تؤتى من قبله الأمة في دينها وقيمها وحضارتها. {6}

وأعود الى اتهام شيخ النهضة لأهل السنة السلفيين بأنهم تكفيرية !!!! مع أن أهل السنة السلفيين اكثر الناس حذرا من تكفير المعين. وفرق بين أن يقولوا : أن من فعل كذا أو قال كذا , فقد كفر , اتباعا منهم لنص الكتاب والسنة , و بين تكفير المعين , إذ لا يكفرون معينا منتسبا الى اهل القبلة الا بتوفر شروط وانتفاء موانع …  فالعامي الشيعي الدي يستغيث بعلي و الحسين ويتمسح بالقبور مثلا , لا يكفرونه بدلك ,  ويعذرونه بجهله  ما لم ياته من يُعلمه ويُـقم عليه الحجة الرسالية . وهذا هو مذهب جمهور أهل السنة ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ  . وهذه المسائل يجهلها أغلب اخوتنا النهضويين , لأنهم بحكم نزعتهم الفلسفية العصرانية , أزهد الناس في علوم الكتاب والسنة… ان  أهل السنة والجماعة السلفيين لا يُـكفرون الا من كفّره الله ورسوله , ولا يكفرون أعيان مخالفيهم لمجرد مخالفتهم , كما هو مذهب المعتزلة و الشيعة الامامية الباطنية و الخوارج . كما أنهم لا يكفرون من كـفّـرهم .  {أنظر جواب الامام علي رضي الله عنه عندما سئل عن الخوارج الدين كفروه  « أكُـفّـار هم؟ فأجابهم  » من الكفر فروا  » }

 

·         براءة أهل السنة والجماعة السلفيين من منهج الخوارج والغلاة : 

 

وأهل السنة والجماعة السلفيون يبرؤون الى الله من خوارج العصر الجهلة { وهم أقلية شاذة والحمد لله}, الدين  شوهوا صورة الاسلام , مثل جماعة الجيا الجزائرية المخابراتية وجماعة شكري مصطفى { التكفير والهجرة} , و هذه الاخيرة يحسبها الكثير من الصحفيين المخلطين أو المغرضين , على السلفية , مع أنها تخالفهم في أصولها ابتداءا , فهى مثلا تطعن في الائمة مالك والشافعي وأحمد والزهري و ابن حجر والذهبي و كثير غيرهم , و تكفر من يقول بالقياس أو الاجماع , او بأن قول الصحابي حجة , و تكفر كل القرون بعد الثلاث الاول !!!!….و الخوارج القدامى الأعراب الجهلة  كأحفادهم تركوا أهل العلم الصحابة الكرام الدين تلقوا العلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , وزعموا أنهم الأعلم , بل قتلوا أعلم الصحابة في وقتهم , أمير المؤمنين ,علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه و أرضاه ـ .

 

·        النهضة و عقيدة الارجاء :

 

والحقيقة أن عدم تبني النهضة لمنهج وعقيدة أهل السنة و الجماعة, بفهم السلف الصالح من هذه الأمة , جعل أفرادها{ الا من رحم ربك مثل الشهيد  ـ إن شاء الله  ـ عثمان بن محمود ـ  رحمه الله ـ الذي انضم الى النهضة  مع بعض اخوانه السلفية , بعد حوار مع الحركة , أملا في الاصلاح الداخلي, الذي لم يتم  منه شيء للأسف …}، جعلهم يقعون ضحايا الفكر الارجائي وعقيدة الارجاء الذي انتشر في الأمة نتيجة الفصل بين الايمان والعمل و الاكتفاء بالأسماء دون المضامين…

فأهل السنة والجماعة يعرفون الايمان بأنه قول و عمل , و أن العمل شرط لصحة الايمان , ومتفلسفة النهضة على مذهب المرجئة , يرون الايمان هو التصديق أو هو القول , فمن من قال أنه مسلم أو تشهد بالشهادتين فهو عندهم مؤمن , حتى ولو رفض التحاكم الى الشرع وعارض أحكامه المعلومة   من الدين بالضرورة… » لأن الايمان في القلب أو الانتساب , و ليس في المظاهر » !! كما هي عقيدة المرجئة  . وتجدر الاشارة الى أنه من أسباب هذا التوجه هو التأثر بكتاب  » دعاة لا قضاة «   السيء الذكر {7} , الذي صيغ ضمن  ظروف واعتبارات سياسية , أملت على واضعيه , الميل الى مذهب الارجاء والزعم  بأن هدا هو مذهب أهل السنة والجماعة !!  وأهل السنة لا يخالفون في أننا دعاة و لسنا قضاة , ولكنهم يرفضون المعنى الارجائي. ولذلك فمع عدم اشتغالهم بتكفير الناس , كما يتهمهم من وقعوا ضحايا لشبهات الارجاء , فانهم يقولون بان المعين الذي بلغته الحجة الرسالية ممن هو أهل لتبليغها , ثم أصر على الاعراض وترك مطلق الاركان … أو على انكار المعلوم من الدين بالضرورة , ومحاربة الله ورسوله , فهو كافر بدين الاسلام ولو ادعاه صباحا ومساءا ,لأن الدين ليس لعبة , وكل مذهب أو دين او ايديولوجيا, له ضوابطه وحدوده . {8}

·        حركة النهضة والمذهب المالكي :

 

أما عن تكاثر حديث الحركة عن المذهب المالكي , فكم اتمنى ـ و الله ـ  لو تتمسك الحركة بمذهب الامام مالك ـ رحمه الله ـ أو أي مذهب آخر موافق لمنهج الكتاب و السنة , فالامام مالك ـ رحمه الله ـ من ائمة السلف الصالح ـ خير القرون ـ وقد عُـرف عنه التمسك بالسنة ومحاربة البدع واهلها … الا ان علاقة الحركة بمذهبه في الواقع , لا تعدو اصرار بعضهم على السدل في الصلاة ـ مع انه غير الراجح في مذهبه ـرحمه الله ـ … وبعض أحكام العبادات { وذلك منتهي العلمانية وحصر الدين في العبادات } . أما ما عدا ذلك فأين أثر مدهب الامام مالك !!؟ فالحركة تفتخر بنزعتها الاعتزالية الواضحة في رؤيتها الفكرية والاصولية . و عندما ذكر الصحفي الجزائري , يحي ابو زكريا , تلك النزعة الاعتزالية للحركة في مقال له , مند فترة قصيرة , فوجئت بمسارعة النهضة الى نشره على موقعها, وهي مغتبطة , إذ ان الانتساب الى الاعتزال يحقق الرغبة النهضوية الدائمة في ارضاء آل علمان والظهور بالمظهر التقدمي … فهل كان الامام مالك معتزليا !! وهو من ائمة مدرسة الحديث !!! بل ان كاتب الرؤية الفكرية و الاصولية للحركة , هو نفسه من كتب لنا في الثمانينات كتابه الشهير  » ابن تومرت: تجربة في الاصلاح  » !!! مع ان التاريخ اثبت بان ابن تومرت لم يكن الا دجالا دعيا سفاكا للدماء , محاربا للسنة وأهلها , فأين الاصلاح !؟  هل هو الوصول الى كرسي الحكم !!؟؟

واترك للقارئ الكريم التعرف على بعض الاسس التي قامت عليها دعوته و دولته الاصلاحية !!!بعد أن أسقط الدولة المرابطية السنية السلفية:

 

 

{1} زعمه أنه المهدي المنتظر وادعاؤه العصمة والامامة وانه مأمور بنوع من الوحي والالهام 

{2} ادعاؤه العلم بالمغيبات

{3} حصره الايمان في اتباعه وتكفير من عداهم واستحلال دمائهم ونسائهم واموالهم

{4} وضع لأتباعه كتابا في التوحيد خلط فيه بين عقائد الاشاعرة والشيعة والمعتزلة والخوارج . 

إلى غير ذلك من الضلالات … {9}

 

كما استعمل المكر والخداع لترويج دعوته الكادبة, وقد كان ابن تومرت شديد المعاداة للفقهاء ,  متسرعا في قتلهم . فقد كان يقول لاتباعه  » أقتلوا المجسمة والبرابرة المفسدين , والفقهاء الماكرين  » {10}  ولذلك شهدت الحياة العلمية في هدا العهد تدهورا وانحدارا , وكاد علم الفروع الفقهية ان ينقطع لأمر الموحدين باحراق كتب الفقه المالكي في سائر بلاد المغرب والاندلس , مثل المدونة ,  ونوادر ابن ابي زيد ومختصره , و التهذيب للبرادعي , والواضحة لابن حبيب , قال المراكشي : » لقد شهدت و انا يومئذ بمدينة فاس , يُـؤتى بالاحمال فتوضع ويطلق فيها النار  » {11}

 

وبعد فهذا هو الدجال الدي تعتبره { النهضة } مصلحا , كما اعتبرت الخميني من بعده !! فما علاقة  هدا بمذهب الامام مالك!!؟  و من الذي يحارب مذهب الامام مالك  ـ رحمه الله تعالي ـ !!!

وعلى الرغم من كل ذلك وغيره , فيبدو ان هنالك توجها نهضويا , لرفع يافطة المذهب المالكي , قميص عثمان , لمحاربة الدعوة السلفية , بدعوى مخالفتها للمذهب المالكي !!! لأن السلفية كما هو معلوم , ترفض التعصب المذهبي واغلاق باب الاجتهاد , و ترى وجوب الاجتهاد على كل من هو اهل لذلك . وهذا التوجه النهضوي , توجه عجيب , ليس فقط لانه لا علاقة للحركة بمذهب الامام مالك, و لكن لأن الحركة من دعاة { التجديد والاجتهاد و الانفتاح الفكري والمفاهيمي على الآخر مهما كان … و رفض الجمود والتعصب …} !!! ثم أولا و آخرا , من قال ان اهل السنة و

الجماعة , السلفيين , يعادون مذهب الامام مالك وهو أحد ائمتهم !!؟؟ .

 

  • حركة النهضة والامام الشاطبي :

 

أما عن ترديد متفلسفة النهضة ومعتزلتها الجدد {12} باستمرار لاسم الامام الشاطبي , وهو من ائمة المالكية المجتهدين المجددين بحق , وعباقرة الاسلام الدين تفخر بهم الأمة , فهو مما يدعو الي العجب ! بل الريبة !  إذ يكثر هؤلاء من دكره , لتبرير وفلسفة تجاوز النصوص ومنهج أهل السنة والجماعة , بقراءاتهم ـ كما يقولون ـ المخالفة لمنهج أهل السنة و الجماعة ـ بفهم السلف الصالح من هذه الأمة ـ , الممثل للاسلام الصحيح و المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل ظهور الفرقة و الانحراف في الأمة : | » تركتكم على بيضاء نقية , ليلها كنهارها , لا يزيغ عنها الا هالك  » {13}  . ويسمون الامام الشاطبي , بفيلسوف المقاصد ! و كأنه ـ رحمه الله ـ لمن يجهل علمه وقدره , على مذهبهم ! فهل الشاطبي من دعاة الاعتزال الجديد والتلاعب بالنصوص و  » اليسار الاسلامي الجديد  » !! هل الامام الشاطبي , تلميذ للترابي , داعية هدم أصول الفقه والشريعة , وأضرابه !!! {14}

 

إن صاحب « الموافقات  » في مقاصد الشريعة الغراء , هو صاحب  » الاعتصام » احد أهم كتب { التقعيد} للمنهج السلفي ـ إذا ما صحت العبارة ـ  فلماذا لا نسمع له ذكرا عند هؤلاء أبدا ؟‍! . ‍‍‍‍‍‍و أين هي المنهجية العلمية و الموضوعية و الأمانة !؟‍‌‌‌  . ان ميدان العقيدة والأصول و الشريعة , ليس ميدان الخطابة والسياسة , وكلمة من هنا و كلمة من هناك … { أو كما يقول المثل التونسي : » كلمة في الصباح و كلمة في العشية , تجعل المسلمة يهودية } .

 

ان الواقع هو ان حركة النهضة وان حاولت في كتاب  » الرؤية الفكرية والأصولية  » أن تظهر بمظهر الحركة الاصولية المجددة ؟! الا انها في واقع الحال ليست الا  » مجرد حركة سياسية , قبل أن تكون حركة دينية متكاملة , تشمل الحياة بأبعادها السياسية و العبادية جميعا  , في منظومة و احدة كما ارادها الله سبحانه  » {15} ,  وهي لم تتمثل قول عبقري البناء, الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ : « أيها الاخوان انكم لستم حزبا سياسيا  ولستم هيئة اجتماعية ولستم مؤسسة دينية , ولكنكم روح يسري في الأمة فيحييها بالقرآن «   .

 

  • حركة النهضة الي أين ؟؟ !!

 

وأخيرا الى أين تمضي حركة النهضة !؟ أعتقد أن الحركة قد وصلت الى طريق مسدود , بعد أن تجاوزتها المرحلة … أجل فقد خدمت الحركة في الماضي وساهمت بدور رئيس في { الصحوة الاسلامية المعاصرة في تونس } ـ وهو ما لاينكره الا مكابر ـ وأعادت لأعداد غفيرة من الأجيال الجديدة الثقة في الاسلام , بعد أن لم يكد يعد يرتاد المساجد في أواخر الستينات , بفعل التفسيخ البورقيبي , الا كبار السن … و غزت البلاد ـ والأجيال المثقفة خاصة ـ ايديولو جيات الردة والانحلال والتفسخ … وقد أصابت الحركة في اختيارات و أخطأت في أخرى ككل اجتهاد بشري …

 

لكنني أعتقد أنه حان الأوان لوقفة صادقة امام الله عز وجل لمراجعة الذات و لومها  » لا أقسم بالنفس اللوامة  » . وقفة كوقفة الامام أبو الحسن الأشعري الدي قضى أربعين سنة من عمره دارسا ومدرسا وداعيا لمذهب المعتزلة حتى انتهى به النظر بعد الجهد  » الى أن طريقتهم سوف تؤدي بالاسلام الى الهدم والدمار  » {16}} , فوقف أمام الناس بكل شجاعة ليعلن انخلاعه مما كان عليه من الضلال ومذهب الاعتزال وتوبته ورجوعه الى الحق , ثم  سار سيرته الجديدة في الدعوة و التعليم …

 

نعم ان على حركة النهضة , والعاملين للاسلام الذين آثروا الاستقلال عنها ابتداءا , أو استقلوا عنها بعد تجربة معها , الوقوف هده الوقفة الصادقة , وتغليب مصلحة الاسلام ودعوته على المصالح الحزبية الضيقة , والاعتبارات  والثارات الشخصية , التي ينبغي أن يستعلي عليها المؤمن, لأن القضية قضية إسلام ودين يتعرض الى خطر الاستئصال والتذويب في عقر داره تونس ,  حيث يحول المسلمون الى موريسكيين جدد , على أيدي محاكم التفتيش الجديدة… وليست القضية قضية حزب و تنظيم وانتخابات بلدية وغيرها …{17 }

أجل لقد  آن الاوان لقرار صادق و شجاع بحل حركة النهضة , بعد أن تآكلت وتحولت الى دكان سياسي مغلق همه الرئيس المكاسب الحزبية على حساب العقيدة والدين , أي المبادئ التي قام عليها العمل الاسلامي المعاصر فى تونس ابتدءا . وصارت الحركة في وضع لا تحسد عليه , فهي تارة تشتم النظام وتارة تتودد اليه وترسل التهاني ليعفو عنها ! وتارة أخرى تعود لتشتم النظام . ومرة تركض وراء آل علمان  مثل حمة الهمامي وحزبه العمالي الشيوعي الستاليني ليتحالف معها !! و مرة يهاجمه بعضهم بعد أن تبين له أن الستاليني يلعب بهم وأنه رجل { عقائدي} لا مكان لهم مطلقا في مشروعه مهما تنازلوا , الا أن يعلنوها لائكية علمانية صريحة { وأنا على ثقة أنه لن يرضى عنهم حتى لو أعلنوها كدلك فهو ستاليني لا يتفق حتى مع فصائل أقصى اليسار الماركسي المتطرف الأخرى فكيف يتحالف معهم !!! }.

 

ثم انه ليس على درجة من الغفلة والغباء تدفعه الى التحالف مع الاسلاميين وهو يرى حظوظه الأوفر ـ لدى مهندسي القرار التونسي , في قصر الايليزي في باريس وغيره ـ  في ظل قمعهم و تغييبهم , وهو يشهد  تداعي ائتلاف الشر العالمي الأمريكي الصليبي الصهيوني عليهم و رميه لهم عن قوس واحدة الا أن يدخلوا بيت الطاعة . بل ان مشروع « حمة » أساسا أو بالأحرى حلمه , من مرتكزاته الأساسية نسف الاسلام جملة و تفصيلا وتحويل تونس الى ألبانيا الرفيق الهالك أنور خوجة , وهو كغيره من غلاة اليسار الستاليني المتطرف في تونس يقرأ الصراع بين النظام و  » الحركة الاسلامية  » في تونس, قراءة {المادية التاريخية} أو بتعبيرهم  » الصراع بين السلطة الرجعية واليمين الديني الرجعي » وذلك لأن الحركة الاسلامية حسب { تحليلهم} ليست معارضة للنظام بل هي تعبير عن بعض القوى الاجتماعية المهيمنة ضمن النظام الاجتماعي والاقتصادي السائد . ولكنها معارضة للسلطة الحاكمة . والصراع بينها و بين السلطة , هو صراع داخل النظام , وهو تعبير عن التناقضات الديالكتيكية بين الشرائح والطبقات الاجتماعية السائدة . { على خلاف  في تحديد نمط الانتاج السائد وبالتالي الطبقة أو الطبقات الحاكمة وبالتالي تصنيف الاسلاميين طبقيا !! أى تحديد الطبقة الاجتماعية التي يعبرون عنها , أهي الاقطاع ! أم الكمبرادور أو غير ذلك !! بين فرقة ماركسية وأخرى } . 

 

وخلاصة القول , فهذا الصراع , هو صراع بين أجنحة الرجعية , بين السلطة الرجعية واليمين الديني المعبر عن القوى الاجتماعية الأكثر رجعية داخل النظام !!! . لذلك فان مبادئ { قوانين الديالكتيك } لا يمكن أن تدفعها الي التحالف مع القوى الأكثر رجعية , ضد القوى الأقل رجعية ! . ثم بعيدا عن كل هذا , متى كانت الستالينية تلتقي مع الاسلام !؟ … { نحن } نسعى للتحالف او التنسيق مع هؤلاء للخروج من النفق !!! وهم الحاقدون علينا, والمستهدفون لنا و لديننا, و لتاريخ شعبنا وأمتنا !!!

 

في حين أنني أرى  أن عوام الدساترة  ـ ومنهم حتى الكثير من الكتاب العاميين للجان التنسيق الحزبي الدساترة ـ  هم أقرب الينا , اد هم  لا يعادوننا { دينيا } من اجل الدين  , حسب نظرتهم للدين … , وانما هم ضحايا الشبهات و الشهوات , والتطلعات الانتهازية الفردية . و المرء منهم ـ بل الكثير منهم ـ قد يصوم وقد يصلي بل قد يحج , وفي قرارة نفسه المذنبة , قد يحب الاسلام ويتمنى الخير للأمة … و لست بهدا أمدح الدساترة أو أبرر لهم !!!  فهم غير معذورين في مشاركتهم في جريمة العمل على استئصال الاسلام في تونس و محاربة الله و رسوله , ركضا وراء مصالحهم الشخصية … و قد قال تعالى  : » فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى , وأما من طغى واستغنى وآثر الحيوة الدنيا فان الجحيم هي المأوى «   , وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  » تعس عبد الدرهم  , تعس عبد القطيفة , تعس عبد الدينار  » .

 

والعجيب أنه رغم كل سوابق حمة وحزبه ضد النهضة { دعنا من العداوة الهستيرية التى يعلنها ضد الاسلام وكل ما يمت اليه بصلة , وعن الكتب التي ينشرها ويوزعها  ضد الاسلام , وعن عشرات الألوف من الشباب الدين ارتدوا عن الاسلام بسبب هدا الحزب …} الا أن الحركة لا تزال تركض وراءه بل وتدافع عنه ! ـ و أنه لا يصح وصفه بالمرتد ـ !!!!!!!!!!!!!!!!! وذلك حتى يشفق عليها و يتحالف معها !!! وهاهو موقع النهضة على الشبكة العنقودية { الانترنيت} يربط زائريه بموقع الرفيق » حمة » و حزبه{ العتيد} حتى يزوروه ليستفيدوا من علمه الغزير و يتمتعوا بسب الله و الدين والدعاة اليه !!… كما يربط الموقع بمواقع للشيعة { الأحباب } الدين يشتمون أهل السنة ,  بل ويكفرون شيخ النهضة نفسه ويلعنونه , أما السلفية {الأعداء } فلا مجال مطلقا للترابط معهم ….وهنا أذكر ذلك المتشيع الناكر للجميل , الدي  شتم شيخ النهضة راشد الغنوشي , لقد أقامت النهضة في السنة قبل المنصرمة الدنيا و لم تقعدها احتجاجا على محاكمة النظام للتنظيم الارهابي الشيعي المخابراتي الايراني المسمى بـ « حركة الأنصار الاسلامية » . و لكن ثق وكن واثقا, أن الحركة لم تكن لتقف  تلك الوقفة  لو كان التنظيم سنيا سلفيا , وهنالك سوابق في هدا الصدد , فليتك تستحي على نفسك وأنت تشتم شيخ النهضة .

  • أيها المتشيعة ! تعالوا الى كلمة سواء :

وهنا أود أن اقول ـ من أعماق القلب ـ لهدا التونسي المتشيع و الى غيره من العناصر التونسية المتشيعة : تعالوا الى ما فيه خيرنا و خير امتنا في الدنيا و الآخرة :  » تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله , ولا يتخد بعضنا بعضا أربابا من دون الله  » , و كونوا منصفين وموضوعيين ولا تكونوا كالعلمانيين والماركسيين العرب الدين حسموا في الاسلام قبل ودون أن يدرسوه , الا نتف من الأعداء . فتحسموا في منهج أهل السنة , الذي لم تعرفوه يوما ما , { وهو مجهول ومغمور في تونس ـ لاندراس العلم ـ وأغلب ما يطرح انما هو طرهات الارجاء والاعتزال الجديد , تحت عنوان السنة ! }.

ولماذا لا تدرسون منهج أهل السنة من مصادره ؟  بعيدا عن أكاذيب وتخرصات الأعداء . مثلما سمعته من عراقي من حزب الدعوة , زعم لي وهو متاكد و جازم بان ابن كثير { السلفي} , يقول في تفسيره أن الله عز و جل له ألية ! وهو جالس على عرشه  » !!! ـ و أستغفر الله العظيم من هدا الكفر العظيم الدي تكاد تنشق له السماوات و الارض و تخر له الجبال و تنهد له هدا !! و ناقل الكفر ليس بكافر ـ  .  في حين أنني أنا العبد الضعيف الوثيق الصلة بابن كثير,  أعلم كما يعلم كل من يقرا تفسيره , أن الرجل على عقيدة السلف الصالح , وهو يرفض التمثيل و التشبيه , ولا يصف الله الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله{ صلعم} . فهو يقول أن الله عز و جل مستو علي عرشه ـ وليس جالسا ـ كما يشاء و يعلم , استواءا يليق بجلاله سبحانه , لا يشبه المخلوق في شيء . « إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير  » دون الخوض في معنى كيفية الاستواء . وكما قال الامام مالك , عندما جاءه أحدهم يساله : » كيف استوى ؟ » , قال :  » الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة … » . ونحن منهيون عن الانشغال بهده القضايا الغيبية التي لا تدرك الا بالوحي  , وقد تاهت العقول البشرية في البحث فيها من دون طائل … , و يقال أن هده المشاغل كانت من أسباب انهيار الدولة البيزنطية … حتى قيل جدل بيزنطي …

ايها المتشيعة , اننى ناصح لكم أمين ـ والله ـ  فاقرؤوا ان شئتم  » مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول و الفروع  » وهو موسوعة شاملة { في العقائد و التفسير و الحديث و الفقه } للدكتور علي أحمد السالوس , و  » المنتقى » للحافظ الدهبي , وهو اختصار  » منهاج السنة  » لابن تيمية , و  » كسر الصنم  » للعلامة الشيعي المهتدي الي السنة في عهد الخميني  » آية الله البرقعي «   و  » رجال الشيعة في الميزان » للزرعي, و  » البينات في الرد على أباطيل المراجعات  » للزعبي , و « كشف الجاني , محمد التيجاني  » لعثمان الخميس ,  وكتب العلامة احسان الهي ظهير ـ رحمه الله ـ مثل  » الشيعة والسنة »  » و  » الشيعة و القرآن  » و « الشيعة و اهل البيت «   …وهو الذي اغتاله الشيعة الاسماعيلية في الباكستان , بتفجيره في محراب مسجده ! عوض ان يحاوروه مع أنه ـ رحمه الله ـ كان رجل حوار وحجة , ولم يكن من حملة السلاح . وقد أدى اغتياله الى تأجيج الفتنة الطائفية في الباكستان وتأسيس تنظيم  » جيش الصحابة  » . وأنا مستعد لمساعدة من شاء منكم للحصول على هده الكتب القيمة , لتعميق الحوار بالحسنى والحجة , وليس بالسباب والشتائم . والله الهادي الى سواء السبيل .

الصحوة الاسلامية الجديدة في تونس وضرورة رفع شعار { الاصلاح القرآني } بدل { الاصلاح السياسي } المجرد :

أما عن { الصحوة الاسلامية الجديدة} , فهي صحوة عفوية , فطرية وعارمة ومتوجهة الى الكتاب والسنة , تبتغي مرضاة الله وحده , فليت النهضة تتركها وشأنها من اجل مصلحة الاسلام ودعوته , التي من المفروض أن تعلو على كل مصلحة حزبية وغيرها , والقاعدة الأصولية تقول  » درء المفاسد مقدم على جلب المصالح » . كما ان الحركات الاسلامية هي وسائل و ليست غايات في حد ذاتها , ولسنا متعبدين بها .. و كل حركة اسلامية هي اجتهاد بشري في فترة معينة لخدمة الاسلام , وليست هي الاسلام , أو كما يقول الأستاد عصام العطار :  » الأصل هو الاسلام , والحركات وسائل  » لذلك فانني  ـ باعتباري مسلما معنيا بمصلحة الاسلام في تونس و دعوته ومشفقا على شباب الدعوة الجديد من مسار التعجل وتجاوز السنن { سنن التغيير } الذي دُفعنا اليه … , فكانت عاقبة ذلك وبالا على الدعوة الاسلامية وعلى زهرة شباب الاسلام في تونس وكهوله وشيوخه  وعلى أعراض نسائنا وأخواتنا المحجبات الطاهرات العفيفات… , وفرصة سانحة اهتبلها أعداء الاسلام من بقايا اليسار الماركسي والماركسيين التائبين المهتدين الى {دين الملك بوش} الدين العولمي الأمريكي الصهيوني {مثل عفيف لخضر , الذي كان أهم منظر عربي لتيار المجالسيين , الذي يقع على أقصى حافة أقصى يسار اليسار الماركسي } . فرصة ليتسربوا ويتمكنوا من دواليب ومراكز القرار في قطاعات التعليم والثقافة والاعلام {بل حتى دوائر المخابرات و الأمن..} , ليعملوا على صياغة عقول الاجيال الجديدة , وقطع صلتها بالاسلآم …                                                                                                        

  • دعوة الى الرشد » :   

لذلك كله أدعو الى الرشد, و أقترح حل حركة النهضة , وان يتوجه أفرادها الى تعلم الدين وتزكية الأنفس , ولينسابوا مع تيار المجتمع وحركته الفطرية للعودة الى الاسلام , بعيدا عن التحزبات والحزبيات , والخلايا العنقودية والعمودية والحلزونية و النائمة وغيرها … ولنترك الانتخابات البلدية وغيرها وحكاية 20% { لطمئنة السلطة ـ كما يقال ـ }…  , لنترك كل ذلك لآل علمان … فلن تستطيع أية قوة مهما طغت وتجبرت أن تواجه التيار الفطري المنساب المتدفق لمجتمع يعود الى الاسلام ولا يرتضي عنه بديلا . وليكن الشعار ان  » كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة  » . ولتكن الصورة جلية واضحة لا غبش فيها أمام أمة المسلمين , بان الدعاة الى الله و العاملين في سبيله , يقهرون ويضطهدون و يسجنون ويقتلون لا لشيء إلا « أن قالوا ربنا الله » , أي من أجل دينهم , لا من أجل التنظيمات و الخلايا السرية والحرق و الضرب بماء النار { ماء الفرق } وغيره … ـ عندما يستدرج الاسلاميون الى ردود أفعال متشنجة , تحولهم امام الراي العام المتلاعب به من وسائل  شياطين التضليل الاعلامي , من ضحايا الى جلادين !!!!!!

ان الأزمة هي أعمق بكثير من مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية , أو مشكلة مع السلطة الحاكمة…       ولكنها أزمة انسان أخلد الي الأرض , وغفل أوأعرض عن الوحي  » ومن أعرض عن دكري فان له معيشة ضنكا , و نحشره يوم القيامة أعمى  » و  » ان هيمنة التصور السياسي على  نشاطات الاصلاح , من شأنه أن يفسدها , و يقطع الطريق عليها ويفرغ طاقتها في مسارات جانبية مسدودة  » {18}

ان التغيير الاسلامي لا يكون الا من الأعماق , منسابا مع الفطرة في انسجة و خلايا المجتمع , حفظا للقرآن الكريم و تداولا له : تدبرا وعملا وتزكية للأنفس . والتغيير ليس بالضرورة دمويا او لا يكون! و ليدرس من شاء تجربة المجدد و المصلح الامام  السرهندي  ـ رحمه الله ـ مع حكام وقته وكيف كسبهم لمصلحة الدعوة الاسلامية , من دون ان يسفك قطرة دم واحدة , بعد أن كان الاسلام في بلاد الهند يسير نحو الانقراض, مند حكم الملك المغولي أكبر . {19}  

ولست أعني بهدا ان نحرف الدين و نداهن فيه , مما قد يفهم خطا من هذا الكلام  ! فليس ذلك هو هدي و لا منهج الأنبياء  ـ عليهم السلام ـ الذي نحن ملزمين باتباعه ,  » أولئك الدين هداهم الله فبهداهم اقتده  » , والحكمة والرفق و المداراة وكف الأيدي وعدم القفز على السنن, غير المداهنة في الدين , وتمييع الدين, والتقول على دين الله , انما هو طريق الانبياء  ـ عليهم السلام ـ , وهو الطريق الاسلامي المستقل المتميز ,  » خط رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم قال : » هذا سبيل الله  » ثم خط عن يمينه خطوطا وعن شماله خطوطا ثم قال :  » وهذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه  » ثم تلى قول الله عز وجل : » و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم من سبيله « . {20}

وليترك الجميع العصبيات الحزبية التي صارت تفرق عوض ان تجمع , وصارت الاردية الحزبية في

بعض المواقع للأسف , عقبة أمام انتشار الدعوة الربانية و انسيابها في المجتمع . دلك  » أن المراهنة على التنظيمات الاسلامية دات التركيبة الحزبية الميكانيكية لاقامة الدين بصورة كلية لهي مغامرة خاسرة ! نعم يمكنها ان تدافع من الاسلام بصورة جزئية , ويمكنها ادا وصلت الى السلطة ان تستصدر بعض التشريعات لحفظ الدين وحمايته وهو شيء مهم وحسن , ولكن لا يمكنها أن تحمل عليه الناس حملا, و لا أن تجعله حركة وجدانية في المجتمع , ولا هي قادرة أن تستوعبهم دعويا ولا تربويا …. فدع بصائر القرآن العظيم تصنع خلاياها الطبيعية في المجتمع كل المجتمع … وانما خلايا التنظيم الفطري هي { مجالس القرآن } و انما رأيه العام هو { التداول الاجتماعي الطبيعي } للآيات و السور , وانما مقراته هي المساجد ! و انما قياداته هم العلماء الربانيون المنتصبون للبعثة و التجديد  » {21}

 » عن ابي كنانة أن أبا موسي الأشعري  » جمع الذين قرؤوا القرآن فادا هم قريب من ثلاثمائة , فعظم القرآن , ثم قال :  » ان هذا القرآن كائن لكم أجرا, وكائن عليكم وزرا , فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن, فانه من اتبع القرآن , هبط به على رياض الجنة ! ومن تبعه القرآن , زخ في قفاه , فقذفه في النار  » {22}

 

 

 

 » إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « 

 

 

الهوامش

 

 {1}في ص. 57 من كتاب الكافي أهم كتب الحديث عند الشيعة الامامية  » عن أبي بصير قال  » دخلت {على أبي عبدالله…. الى أن قال له أبو عبدالله  » و ان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام… قلت  » وما مصحف فاطمة ؟ قال  » مصحف فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات , والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.

  { 2}تجدر الاشارة الي أن الشيعة الامامية لم يعرفوا علوم السند مثل علم الرجال وعلم الجرح والتعديل الا بعد مناقشة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله {661 هــ/ 728هـ} في كتابه الضخم « منهاج السنة النبوية في نقض كلام أهل الرفض و القدرية »   لشيخ الشيعة الامامية في عصره ابن المطهر الحلي . أي بعد حوالي 7 قرون أو تزيد من وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم !!!

 

{3} أنظر عن التآمر الايراني علىالحركات الاسلامية السنية , العدد الأخير من مجلة السنة , العدد 129 ـ مقال  » الطائفية  » , للشيخ محمد سرور زين العابدين , و فيه معلومات هامة تكشف لأول مرة …

 

   {4}يقول ابن القيم  » والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع  أو مطاع . فطاغوت كل قوم من يتحاكمون اليه غير الله و رسوله , أو يعبدونه من دون الله . أو يتبعونه في غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله  » أعلام الموقعين ج 1 , ص53

 

{5} د. فريد الانصاري « من الحركة الاسلامية الى حركة الاسلام » ـ ح1 من 3 ـ مجلة البيان عدد 190 ـ المنتدى الاسلامي ـ لندن . ومما يندرج ضمن { السباحة الحرة مع التيار} تهجمات رئيس « الرابطة الاسلامية في النرويج »  القريبة من الاخوان المسلمين } , على من سماهم  {بالوهابية } !!! , في حوار أجرته معه صحيفة  { أفتنبستن }  Aftenposten)) كبرى الصحف النرويجية اليومية , في صيف 2003 م .

 

{6} جمال سلطان ـ  » جدور الانحراف في الفكر الاسلامي الحديث ـ ص66 ـ مركز الدراسات الاسلامية ـ بريطانيا ـ ط1 ـ 1412 هـ 1991م 

 

{7}  لمزيد من الاطلاع على ملابسات تأليف هدا الكتاب و تبنيه ! أنظر على سبيل الذكر ـ أحمد عبد المجيد  » أضواء على الحركة الاسلامية المعاصرة  » و د. طارق عبد الحليم  » الاخوان المسلمون في نصف قرن  » ـ المنار الجديد , العدد 11ـ صيف 2000م

 

{8} من المعاصرين الدين كتبوا عن عقيدة أو ظاهرة الرجاء وبينوا مخالفتها العميقة لمنهج أهل السنة و الجماعة و خطورتها القصوى على الأمة , أنظر  » ظاهرة الارجاء في الفكر الاسلامي المعاصر  »

د. سفر الحوالي , و أيضا  » البرهان على ان تارك العمل اختيارا فاقد لأصل الايمان , و ان الكفر كما يكون بالقلب يكون بالعمل و اللسان «   للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق  »

 

{9} المغرب : 4 \68 , نقلا عن د. الحسين بن محمود شواط ـ  » القاضي عياض , عالم المغرب وامام اهل الحديث في وقته  » ـ ص.23  \ سلسلة اعلام المسلمين 72 ط الاولى , 1419 هـ \1999م ـ دار القلم ـ دمشق

 

{10}  المجسمة بزعمهم هم اهل السنة , الذين فهموا الآيات والأحاديث الصحيحة الواردة في صفات الرب عز وجل , كما جاءت , أي الاثبات من دون تمثيل {تشبيه} ولا تحريف ولا تعطيل {التاويل}

 

{11} د. الحسين شواط ـ مرجع سابق , ص. 23ـ25                                    

{12} لست أعني هنا القاعدة الشعبية للحركة أؤلئك الاخوة الطيبين الأحبة الدين طالما عمروا المساجد و حلقات حفظ القرآن  ـ سلامي الحار اليهم وحفظهم الله وفرج عن المأسورين منهم {ومنهم شيخي وأخي الحبيب, العابد, القدوة, الحافظ لكتاب الله , السجين المحكوم بالمؤبد, لطفي السنوسي {الدي كان أول من نبهني الى حقيقة موقف الشيعة منا …}

  » أحباي يا مهوى الفؤاد تحية                       تجوز اليكم كل سد و عائق                                                      لقد هدني شوق اليكم مبرح                        وقرح جفني دافق بعد دافق                            

و أرقني في المظلمات عليكم                       تكالب أعداء سعوا بالبوائق                     

فمنهم عدو كاشر عن عداءه                        ومنهم عدو في ثياب الأصادق                          

و منهم قريب أعظم الخطب قربه                   له فيكم فعل العدو المفارق                                                          أردتم رضا الرحمن قلبا و قالبا                     و لم يطلبوا الا حقير الدوانق                                                .بروحي شباب منكم غيب الثرى                    تهاووا كراما صادقا اثر صادق                                             بروحي أسد كبل البغي خطوها                       و أوسعها عسفا بكل المرافق                                        ………………………………                       ……………………………… 

وقفت شجيا لا أرى لي مخلصا                     اليكم  و قد سدت علي طرائقي               

 تمنيت أني أفتديكم بمهجتي                         و أحمل ما حملتم فوق عاتقي                   

 

{ من  » سطور من رسالة الى الاخوة الأحبة في الشام «   للأستاد عصام العطار ـ الدار الاسلامية للاعلام ـ بون \ ألمانيا ـ 1414 هـ 1994 م  }                                                      

وهؤلاء الأحبة , يشكلون تيارا داخل الحركة , هو شبه منعدم بين النخبة المثقفة للحركة التي يغلب عليها ما يسميه الغنوشي  » بالتدين العقلاني  » ذاكرا أن هدا هو الغالب على الجناح الطالبي للحركة وأن من مميزاته التفاعل الكبير مع الثورة الايرانية والتأثر بالحركات اليسارية , والتركيز على المسائل الاجتماعية والسياسية عوض الأخلاقية , ونقد تجارب الحركات الاسلامية المشرقية وخاصة  » الاخوان المسلمين  » باعتبارهم { أخلاقويين وماضويين } , كما يوجه هؤلاء نقدهم الى أهل السنة , ويدعون الى اعادة الاعتبار الى الفرق والثورات   » التى أهملتها القراءة السنية الرسمية «   مثل الشيعة والقرامطة والزنج …!!! { أنظر البحث الدى قدمه شيخ الحركة راشد الغنوشى تحت عنوان « حول مكونات الظاهرة الاسلامية في تونس » الذي ألقى في ندوة عن  » الصحوة الاسلامية فى الوطن العربي  » عقدها {مركز دراسات الوحدة العربية } في تونس وقد نشر المركز البحوث التي قدمت في هده الندوة .  وهنا أذكر بتجربة « حركة مجاهدي خلق  » الايرانية التي بدأت طريقها { اسلامية} مع غبش كبير في التصور العقدي والمنهج الفكري, لتتطور بفعل سيطرة المثقفين غير المؤهلين شرعيا الدين تأثروا { بالموضات } السائدة آنداك وخاصة الماركسية, الى حركة ماركسية تحت شعارات اسلامية.

 

{13} رواه أحمد و ابن ماجه

 

{14} لقد رد الكثير من العلماء والدعاة الكبار على ضلالات الترابي, الذي على طريقة ابن ابي دؤاد المعتزلي لم يكتف بالضلال , بل عمل على قمع مخالفيه من اهل السنة بالحديد و النار وسياط المتوكل , وقد سجن عديد الدعاة اثناء تمكنه لمعارضتهم له . ومن الذين كتبوا عن حقيقة الرجل د. جعفر شيخ ادريس { دكتوراه في الفلسفة من بريطانيا ورئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة ـ أنظر موقعه على  { jaafaridris.com }}  و د. محمود الطحان , أستاذ الحديث في جامعة قطر {أنظر كتابه  » التجديد بين السنة النبوية وأدعياء التجديد المعاصرين » , والشيخ محمد سرور زين العابدين { أنظر الحلقات التي نشرها في مجلة السنة ـ من العدد 100 الى 105 و تحت عنوان « السودان … بين الشيخ ومريديه  » , وانظر ايضا الحوار الدي نشره موقع الشيخ د. ناصربن  سليمان العمر { www.almoslim.net  مع الشيخ  مدثر أحمد اسماعيل ـ وهو أحد علماء السودان ـ تحت عنوان  » أضواء على السياسة الشرعية في السودان » . و انظر أيضا  : محمد حامد الناصر  » العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب  » ـ مكتبة الكوثر ـ الرياض ـ ط 2 ـ 1422 هـ 2001 م                                                                                            

 

{15} د . طارق عبد الحليم  » الاخوان المسلمون في نصف قرن  » ـ المنار الجديد , العدد 11 ـ صيف 2000 م .                                                                                    

 

{16} محمد فريجة: » الأصول المنهجية للعقيدة السلفية  » ـ المكتب الاسلامي ـ ط الأولى ـ 1415 هـ ـ 1999 م .                                                                                   

 

{17}  ليتنا نستفيد من مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ  {الدي  نزعم السير على نهجه … }  وهو الذي كانت له نظرة بالغة العمق في هذا الصدد , تجلت في كتابه  » شروط النهضة  » الدي ندد به مشعوذو السياسة في الجزائر إثر صدوره .                                                                               

 

{18} جمال سلطان ـ مرجع سابق ـ ص.184                                                    

 

{19}  أنظر كتاب ابو الحسن الندوي  » الامام السرهندي  » و فيه تجربة هذا الامام المجدد وكيف تعامل مع التحدي الدي شكله الملك {أكبر}  الدي ارتد عن الاسلام واعلن أن الاسلام قد انتهت صلاحيته بعد 1000 سنة من ظهوره وأنه لا بد من تأسيس دين جديد, وعمل طيلة عهده بالحديد والنار , على استئصال الاسلام وفرض دينه الجديد الذي كان مزيجا من الاسلام والهندوسية , وهو ما مهد فيما بعد لدعوة ناناك مؤسس ديانة السيخ .                                                              { 20} أحمد والدارمى  .                                                                         

{21} د. فريد الأنصاري ـ مرجع سابق ـ مجلة « البيان  » العدد 191 ـ ح2 من 3 ـ             

{ 22} الحلية , لابي نعيم :1 \ 257


 

 

 

لا لإثارة الفتنة يا دعاة الوحدة

بقلم: محمد أبو حسين

 

طلع علينا موقع نهضة.نت بتاريخ 26 سبتمبر 2003 بمقال لزعيم حركته السيد راشد الغنوشي والذي نشرته مشكورة مجلة « تونس نيوز » في عددها الصادر بتاريخ 27-09-2003 بعنوان « منذ البدء كان الدين حركة شباب« ، تحدث فيه عما أقض مضجعه وخرج به عن طوره الذي عُهد منه.

 

وكان لزاما علي – ككل تونسي حريص على مصلحة الإسلام والمسلمين في  كل أرجاء العالم وخصوصا في قطرنا الحبيب تونس – كان لزاما أن أنبه الشعب التونسي عامة والسيد الغنوشي وأبناء حركة النهضة خاصة إلي ما يلي:

 

1-     لا أحد ينكر ما كان لحركة الإتجاه الإسلامي –حركة النهضة- من دور رائد في انعاش الصحوة الإسلامية في تونس خلال الثلث الأخير من القرن المنصرم. لكن هذا الدور لا يعني بالضرورة أن تكون وصيا على الإسلام والمسلمين والشباب. بل إن مصلحة الإسلام اليوم في تونس ومصلحة الشباب المسلم تقتضي بالضرورة عدم تبني حركة النهضة لأي دور ريادي لهذا الشباب التواق إلى دينه حتى لا تصاب الأجيال اللاحقة ومن وراءها الإسلام بما أصيب به الجيل الحالي من نكسة لا يعلم مدى عمقها إلا الله تعالى. ذلك لأن حركة النهضة ورموزها أضحت في نظر الشعب التونسي لما ارتكبته من هفوات واتخذه النظام التونسي من مبرر لقطع دابرها أضحت تهمة تلاحق كل من انتمى أو شُك في انتماءه إليها وهذا بدوره جعل منها حركة قد طوى التاريخ صفحاتها.

 

2-      لقد عاش الشعب التونسي محنة عظيمة طيلة الثلث الأخير من القرن العشرين ولا يزال يجني الكثير من تداعياتها وخاصة الثلة الطيبة من الشباب. وهو أمر بالغ الأهمية ينبغي عدم تجاهله او تناسيه عند التحدث عن تونس والشباب والإسلام فيها. وأيما غض للطرف عنه وأيما تجاهل له يطيل من أمد الأزمة ويجذر الخطر المحدق بالإسلام في هذا القطر وفي العالم بأسره. ولا أرى ردة فعل النظام التونسي تجاه قواعد حركة النهضة من الأمور الغريبة إذا ما وضع المرء في الحسبان قاعدة الفعل ورد الفعل… بل حتى إذا ما اعتبر الإنسان قاعدة المصالح. فكما كان للنهضة مصلحة خاصة في مجابهة النظام التونسي حتى وإن كان يغلب على هذه المصلحة الطابع العام فإن للنظام التونسي أيضا مصلحة خاصة يعمل على أن يجعل منها مصلحة عامة في القضاء على حركة النهضة ورموزها. ومن ثم فأن الزج بالشباب الصاعد والمتعطش للإسلام في أتون معركة المصالح أمر لا يقدم للإسلام والمسلمين أي خدمة. بل هو جريمة ترتكب في حق البلد والدين الشعب لا تغتفر.

 

3-     من القضايا بالغة الخطورة تضخيم الذات وتحقير الآخر وتصغيره. وهو ما اتسم به مجمل هذا المقال وخاصة عند الحديث عن تناول أمر التدين الحديث في تونس. فقد بلغ هذا الداء أقصى مداه مما دفع بالسيد الغنوشي إلى أن جعل الفضل في ظاهرة التدين في تونس لحركة النهضة – وبإشارة خفية لشخصة هو- دون أخذ في الحسبان غيرها من الحركات بل حتى تهميشها واحتقارها ووسمها بالطفيلية. فهل مثل هذا التصرح يصدر من زعيم حركة إسلامية أولا وديمقراطية ثانيا تؤمن بالرأي والرأي الآخر وتعترف بحق الغير حتى وإن كان بسيطا. أم أن ذلك كله شعارات ترفع ما دامت في سلك المعارضة حتى إذا ما تمكنت استأسدت وكشرت عن أنيابها ونبشت بمخالبها جسد الأمة الإسلامية وعملت كما نُقل عن رواد حركة محمد بن عبد الوهاب على تطهير البيت من الداخل أولا وذلك بالعمل على القضاء على مدعي الإسلام في الحركات المخالفة……

 

4-     أما الطامة الكبرى وأم المصائب التي أسأل الله العلي القدير أن يجنب بلدنا وشعبنا الحبيب من الوقوع فيها والتي عمل المقال على إثارتها، ألا وهي فتنة الطائفية والمذهبة وذلك بالتشنيع بالطوائف الأخرى من أنماط التدين من صوفية وتبليغ وسلفية وتحرير وخاصة التشيع الذي بدا المستهدف الأساسي في هذا الهجوم العنيف. فمن ناحية أراد إيهام القارئ ان التشيع في تونس أصبح في خبر كان حيث خرج منها منذ قرون طويلة محاولا جهده « تغطية عين الشمس بالغربال » ولكنه تجاهل أن مجرد هجومه هذا يكذب هذا الإدعاء. فلولا التخوف والحيطة والحذر من اكتساح التشيع للساحة الإسلامية في تونس بعد أن بدأ الشعب التونسي يعود إلى الدين المحمدي الأصيل بنزعه لباس التدين الإخواني الوهابي وارتداءه جلباب دين النبي محمد ورواده من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان وأمناء الرحمان وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين. سفينة النجاة وباب نجاة الأمة. والأدهى والأمر أنه من جانب يثير الفتنة النائمة كما أوضحت ومن ناحية أخرى يلسقها بالتشيع بزعمه أن اختفاء التشيع منذ قرون جنب البلاد داء التمزق الطائفي.

 

فترى من هو الذي يدعو إلى التمزق الطائفي؟ أهو من ينادي بحق الآخر في التواجد مهما كان لونه وعقيدته وفكره ومذهبه أم ذاك الذي أول ما شطح نطح، وافتتح كتابته عن الحديث عن أنماط التدين الآخر بمقال يدعو صراحة إلى تهميش الأخر واقصاءه ونبذه بل وبلغت به الجسارة أن تجاوز حدود القطر التونسي إلى التهجم على قناة المنار قناة العرب والمسلمين والجمهورية الإسلامية في إيران جمهورية الإسلام والمستضعفين في التاريخ الحديث.

 

ما هكذا الظن بك ولا المعروف من شمائلك يا سماحة الشيخ.

 

فأرجو تبقى كما عهدناك دائما داعيا إلى لم شمل الأمة مسلمها وملحدها، متشيعها ومتسننها … ولا تخرج بك مثل هذه الأمور عن طورك وتسيء إلى نفسك قبل الإساءة للأخرين. ولا تنسى أنك زعيم حركة والرعية على دين ملكها. وإلا فكما أنه لا يلام الأطفال عن الرقص إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا. كذلك لا تؤاخذ القواعد عن الخوض في الفتنة إذا كان القائد والزعيم هو الموقظ لها.

 

« والفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها…….. »

 

9 أكتوبر 2003

 


 

La Tunisie libre rend hommage au Prof. Léon Schwartzenberg

 

Nobreux tunisiens se sont déplacés cet après midi vendredi 17 octobre au cimetière parisien du Montparnasse, pour rendre un dernier hommage au Professeur Léon Schwatzenberg. On y voyait des militants associatifs ou politiques, ainsi qu’un grand nombre de tunisiens anonymes qui se sont glissés dans la foule des anonymes. On reconnaissait le dialecte tunisien parmi tant d’autres langues et dialectes dans une foule immense brassant des hommes et des femmes de toutes les couleurs, de toutes générations, de toutes les régions du monde, de toutes les religions…
 
On y voyait le Professeur Moncef Marzouki, président du CPR, l’écrivain-militant Sadri Khiari, de Raid-Attac et du CNLT, Mondher Sfar du CCTE, le photgraphe Abdellatif Ben Salem du CNLT, Adel Thabet représentant du POCT en France et militant actif de Horriya/Libertés, Mohamed Ben Said de la FTCR et du CRDLHT, l’Homme d’affaires Mohamed Tamarzist, ainsi que d’autres militants que je n’ai pu croisé et d’innombrables anonymes tunisiens surtout dans les cortèges des associations de défense du peuple palestinien.
 
On y voiyait aussi les frères du combat de Léon, l’Abbé Pierre, Monseigneur Jacques Gaillot, Le Professeur Albert Jacquart…, des artistes, des sportifs, des politiques, des journalistes et des anonymes venus rendre hommage au Grand Homme, dans la sérénité et la fraternité de la famille humaine.
 
Allah Yarhmou… Allah est Grand…
 
Au Carré juif du Cimetière du Montparnasse à Paris, le 17 octobre 2003,

Abdel Wahab Hani

 


Adieu l’ami Léon Schwartzenberg

 

         Tu nous as quittés ainsi avec cette tranquille discrétion. Toi dont on n’a pas encore déchiffré entièrement le code secret, le message.          Tu étais là quand on t’appelait. Et l’on t’avait appelé souvent. Tu te traînais et tu traînais ton corps frêle avec toi, tu le posais sur une chaise de la tribune et parfois, tu le laissais s’assoupir. Peu de gens avaient compris la souffrance christique que tu endurais devant nous, parce qu’on ne savait pas, et parce que tu t’étais arrangé pour. Tu nous avais eu tous en beauté.          Répondre à l’appel était devenu pour toi un réflexe, un impératif, une exigence vitale, depuis que tu avais répondu pour la première fois à la résistance face à l’occupation nazie. Tu étais devenu un résistant, un vrai, qui payait de sa vie. Ce message aussi, est devenu incompréhensible de nos jours pour la nouvelle génération des zappeurs et de loft story. La dissidence est devenue incorrection, trahison et antisémitisme, crime au-dessus des crimes. Ces qualificatifs, tu avais dû les essuyer stoïquement avec cette redoutable réplique : « je les emmerde ! »          Tes combats auprès des Palestiniens, des Tunisiens, des Sans-Papiers, et autres parias, donnent tout son sens à l’infamie que l’on déverse de nos jours sur tous ceux qui ont suivi tes pas dans la voie de la résistance à l’injustice et au crime.          Repose en paix, l’ami Léon. La relève est assurée.   Paris, le 17 octobre 2003   Mondher Sfar msfar@wanadoo.fr


Fête de la bière II Que cherche le pouvoir ?

 
A la lecture ce matin de Tunis news, l’information ci-après a attiré mon attention. Nous savons le pouvoir tunisien un farouche adversaire de l’Islam, religion du peuple. Nous savons aussi sa dynamique pour convaincre tous le monde de l’efficacité de la politique menée contre tout signe ayant un rapport de prés ou de loin avec la pratique libre de sa religion. Mais nous savons aussi sa compagne médiatique pour convaincre le peuple que ce pouvoir est le protecteur de la patrie et de la religion .( hami hima addine wal watan) Offrir aux tunisiens musulmans une fête de la bière en guise de bien venu à Ramadan est certainement la provocation la plus ignoble jamais inégalé dans l’histoire contemporain de notre cher patrie Même la provocation de Bourguiba en buvant devant tout les tunisiens en les appelant de faire pareil pendant le mois de ramadan est minime devant cette provocation qui appelle à une seule chose : la haine et la radicalisation. Que cherche le pouvoir ? Cherche t-il par tout les moyens de sortir le peuple tunisien de sa « raison » ? Est-il entrain de semer le vent ? Est-il entrain d’appeler le peuple à troquer son choix pour la liberté par d’autre méthodes dévastatrices ? Est-ce à ce point nous sommes gouvernés par la haine ?

Par TOUNSI PROLETAIRE le 17/10/03
 

Fête de la bière II

Après celle organisée par la Lufthansa, c’est au tour de la Medina de Yasmine Hammamet d’organiser sa Fête de la bière, et ce à partir du jeudi 16 octobre jusqu’à dimanche prochain. On promet de la bière pour tous avec dégustation de charcuterie, des spectacles et un dîner gala


Réactions  d’un lecteur

 
Par: “Boris Godounov”   Dans les brèves de TUNISNEWS du 14 octobre 2003 j’ai été choqué d’apprendre que les autorités tunisiennes ont pris la décision d’importer 500 tonnes de viande de boeuf d’Allemagne, la « viande rouge » comme ils disent.   Il faut savoir que cette viande est impropre à la consommation en raison des risques d’infections par le virus du BSE et donc interdite à la vente en Allemagne et dans toute l’Europe. De toute évidence, l’Etat a donné ses excédents de stocks à la Tunisie gratuitement: la viande n’a donc pas été vendue normalement car elle n’est pas saine.   Depuis une année environ le scandale du BSE fait la une de la presse allemande (qui ne souffle pas un mot par contre sur la visite de Struck en Tunisie.)   Que risque-t-il d’arriver sur le plan de la santé aux tunisiens qui consomment cette viande? Une maladie grave. Une partie des gens survivra certainement, les autres je ne sais pas. Il est scandaleux de commercialiser en Tunisie de la viande interdite de vente en Europe.   Le fonds du problème, c’est le soucis d’économie des éleveurs et de l’industrie pharmaceutique : les premiers achètent la nourriture à bestiaux la moins chère, peu importe sa composition, et les seconds broient dans les aliments pour animaux des restes d’antibiotiques et autres substances plus ou moins empoisonnées.   Je ne peux que dire aux tunisiens de ne pas manger la viande de boeuf allemande et de s’informer le plus possible sur sa chaîne de fabrication. Et si vous avez le moindre doute, abstenez-vous car les conséquences pour votre santé peuvent être très graves.   Je ne suis pas du tout écologistes, ils peuvent vous expliquer ce problème mieux que moi : je vois ici que pour gagner trios sous le régime tunisien n’hésite pas à mettre sur le marché local de la vache folle. Je ne veux pas savoir quelle famille va faire du profit en empoisonnant la population.   D’autre part je me dois de réagir à l’article de mon ami Mezri Haddad :   « Mezri Haddad est un homme qui a raté sa vie. » disait Salah Karker et je dois reconnaître qu’il  a sans doute raison. Mezri n’est pas un philosophe (on l’aurait su depuis le temps), il n’est pas du tout qualifiée pour parler des choses de l’islam (A-t-il lu le Coran ou bien les excellents spécialistes du Coran, Arkoun and co, etc?). Mezri enfin auraqit mieux fait d’aller cueillir ses tomates (maintenant c’est la saison des haricots) au lieu d’écrire des insanités dans un journal de salon de coiffure que même ma grand-mère a fini par arrêter de lire (elle l’achète toujours qvec son Paris-Match mais elle ne le lit plus).   Je suis content d’avoir ainsi des nouvelles de Mezri que je croyais mort : il est vivant et libre, ce n’est pas le cas de tout le monde en Tunisie. Et s’il disparaissait, à part moi qui s’en apercevrait?   Je trouve le voile islamique sexy et trendy. Pas vous?   17 Octobre 2003                        

 

Lu pour vous

 
j’ai bien aimé partager avec les lecteurs de tunisnews cette petite conversation, extraite d’une mailing liste tunisienne specialisée en TI karim DI: Voir cet article REVUE DE WEB L’ADSL à 40 Mbit/s se lève au Japon. http://www.01net.com/article/219591.html  Alors qu’on parle de 40 Mb au Japon et de 1 Mb à 29 Euro pour un simple citoyen français, il faut batailler pour avoir 128 Ko chez TT alors qu’on est exportateur et encore il faut claquer plus de 9000 DT / an. Quand pourrions nous espérer le vrai haut débit (qui ne le serait plus dans quelques mois) à un prix raisonnable ? BK : Salut, Tu veux le haut débit, il ne faut pas oublir qu’ il y a des personnes en tunisie qui ne s’avent pas encore écrire, n’ont pas accès à l’éducation, aux livres, ni eau potable, ni coutant et vous vous voulez le haut débit car la connexion est tros insufisante pour vous. Il ne faut pas oublier de pour vous connexter au réseau il faut se relier est le cablage coûte cher et l’instalation aussi alors que choisir l’eau ou l’internet. DI: Est-ce un pêcher de vouloir sa patrie parmi les pays modernes ? Je suis désolé de te dire que dans ton raisonnement tu as négliger certains aspects économiques et sociales de la chose. Tu oublie que Internet peut être une source de richesse pour notre pays, une source de devise et une source d’emploi. Tu oublie aussi que seul l’emploi et la richesse amèneront la solution pour que tous les tunisiens mènent une vie meilleure, et pour que tous les tunisiens aient l’eau potable, le courant, les livres comme tu le dit. Internet n’est plus aujourd’hui un luxe. C’est un moyen de production tout comme le tracteur pour l’agriculteur, ou le camion pour le transporteur, c’est le cas pour l’informaticien. Et sans le haut débit nous ne pourrions pas décrocher des marchés d’ampleur qui draineront la devise et créeront des centaines d’emploie. Aujourd’hui un ingénieur en informatique qui travaille avec une connexion RTC est équivalent un ingénieur en bâtiment qui construit des immeubles avec une pioche alors qu’un simple citoyen européen utilise une traxe pour sont bricolage domestique. Il y a quelques semaines j’était en contact avec un très grand investisseur (un TO de renommé internationale) qui cherchait à créer un call center et embaucher 800 personne (rien qu’au début). J’ai essayé de la convaincre par tous les moyens de lancer son projet en Tunisie en lui parlant de tous les avantages que donne notre pays aux investisseurs. Savez-vous pourquoi est-t il parti au Maroc ? le seule obstacle qui lui était impératif était le haut débit ! Vous imaginez 800 familles tunisiennes qui auraient pu bénéficier de ces emploi sans compter les autres investissements. D’ici quelques années nous aurions plus de 300 000 nouveaux diplômés supérieurs. Peux-tu me dire ou tous ces gens vont travailler ? Tu oublie que nous n’avons ni pétrole, ni mines d’or et notre seule richesse (et point fort d’ailleurs) est la compétence des tunisiens. Le haut débit n’a jamais été contradictoire avec la prospérité des tunisien. Je suis d’accord avec toi et solidaire avec les tunisiens qui manquent encore de moyens de bases, mais la seule solution est dans la création de richesse et d’emploi. Cela ne veut pas dire mettre en priorité l’Internet etnégliger les reste. Mais il faut trouver un équilibre

Accueil

 

 

Lire aussi ces articles

18 novembre 2007

Home – Accueil – TUNISNEWS 8 ème année, N° 2736 du 18.11.2007  archives : www.tunisnews.net        FGESRS   :Communiqué relatif

En savoir plus +

14 novembre 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3462 du 14.11.2009  archives : www.tunisnews.net   C.R.L.D.H. Tunisie: Journée de Solidarité

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.