10 novembre 2001

Accueil

 

 

 

 
TUNISNEWS

Nr 541 du 10/11/2001

 
  • LES TITRES DE CE JOUR:
  1. Debat public avec Sihem Ben Sedrine prevu le 14 novembre

  2. La Meuse: Le tourisme tunisien en déclin


  3. صدور العـــدد 217 من جريدة الموقف

    دعوى في فرنسا بحق مسؤولين تونسيين بتهمة التعذيب

    الرياض: الباجي ينافس بن علي ,مرشح جديد للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة

    الشيخ راشد الغنوشي :

    1- ضرورة السلطة ومدنيتها في الإسلام  2-مصدر الشرعية في الدولة الإسلامية 3- ما ضمانات عدم الجور ومقاومته عند

    حصوله في نظام حكم إسلامي 

    التجديد المغربية : وسيطات يتصيدن تلميذات قاصرات من أبواب الإعداديات للزبناء الخليجيين!!؟ 

 
Mme SIHEM BEN SEDRINE SERA DE PASSAGE A PARIS. DEBAT PUBLIC PREVU LE 14 NOVEMBRE.

C.R.L.D.H. Tunisie
Comité pour le Respect des Libertés et des Droits de l’Homme en Tunisie
21 ter rue Voltaire 75011 Paris- France tél : 0321964099 – fax :0321964307

E-Mail :
crldht@aol..com http :// www.maghreb-ddh.sgdg.org

membre du Réseau Euro-méditerranéen des Droits de l’Homme

DEBAT AVEC SIHEM BEN SEDRINE

Après la libération de Sihem BEN SEDRINE, porte parole du Conseil National pour les Libertés en Tunisie et à l‘occasion de son passage à Paris, le Comité pour le Respect des Libertés et des Droits de l’Homme en Tunisie a le plaisir de vous inviter à une réunion débat qui se tiendra le :

 mercredi 14 novembre 2001 à 19 heures.

Au CICP 21 ter rue Voltaire Paris 11ème

Métro: rue des boulets (ligne 9)

 

Voilà ce qui reste de l’internet en Tunisie ??!!!!

Appel à l’aide : C’est la seule page qui s’affiche depuis 7 – 11 – 2001
Faites le savoir à travers le monde

Problem Report

There was a communication problem.

Message ID

TCP_ERROR

Problem Description

The system was unable to communicate with the server.

Possible Problem Cause

  • The Web server may be down..
  • The Web server may be too busy.
  • The Web server may be experiencing other problems, preventing it from responding to clients.
  • The communication path may be experiencing problems.

Possible Solution

Try connecting to this server later.

Message envoyé TUNISNEWS par Ettounsi

 

صدور العـــدد 217 من جريدة الموقف

في هـــذا العـــدد

حزب ثامن؟

تقدم  »التكتّل الديمقراطي للعمل والحريات» بزعامة الدكتور مصطفى بن جعفر بطلب جديد للحصول على الترخيص القانوني للنشاط بمقتضى قانون الأحزاب. والملاحظ أن الحزب الذي سبق أن أودع ملف الترخيص في مناسبات سابقة ولم يظفر به، حصل هذه المرّة على وصل من السلطات يثبت إيداعه الملف.

وبموجب قانون الأحزاب الصادر في سنة 1988 فإن الرفض ينبغي أن يكون كتابيّا ومعلّلا، أما إذا انقضتْ أربعة أشهر من دون أن تردّ وزارة الداخلية فإن صمتها يعتبر موافقة وقديما قال الحكماء  »الصمت علامة الرضا».

نأمل أن يكون  »التكتّل الديمقراطي» الحزب الثامن الذي يتحصّل على الترخيص القانوني، علما أن آخر مرة مُنح فيها ترخيص لحزب سياسي تعود إلى سنة 1988 أي إلى 13 سنة!

 

هل تونس بحاجة لانفراج سياسي بقلم: صلاح الدين الجورشي

على أبواب مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل بقلم: الحبيب بوعجيلة

الأمن قبل الحريات بقلم: رشيد خشانة

مؤتمر اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية / مؤتمر في ظلّ أحداث سبتمبر وتأثيراتها المحتملة على الأوضاع الاقتصادية بقلم: عبد اللطيف الفراتي

الشباب التونسي والتنمية السياسية بقلم: فرحات ردّاوي

لقاء خاطف مع الأمين العام لاتحاد الطلبة

أخبار…حريات…أنشطة…

تقرير عن انتخابات المجالس العلمية 2001-2002

لائحة

بيان نقابي

وجهة نظر / انتخابات مجالس الكليّات / لماذا يمارس  »طلبة التجمع الدستوري» العنف؟! بقلم: محمد الكيلاني

نتائج العولمة تهدّد بنسف المكاسب الاجتماعية

منتدى الموقف / آفاق العام الثالث

فكّ إضراب جوع

على إثر الحوارات التي تمّت بينه وبين ممثلي السلط الجهوية بقفصة وما تمّ التوصّل إليه من حلول، فكّ الأخ البشير العبيدي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدّمي إضراب الجوع الذي شنّه بمقرّ الاتحاد المحلي للشغل بالرديف من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2001 تمسّكا بالوعود التي قطعتها السلط الجهوية بقفصة على نفسها حين تبرّعتْ عائلة البشير العبيدي بقطعة أرض لبناء معهد ثانوي بمدينة الرديف.

 

 

صندوق البريد

هذا باب جديد نفتحه للتواصل مع قرائنا وبينهم وبين كتابنا نريده تعبيرا عمّا يختلج في النفوس وحوارا مستمرا عميقا وبلا رقيب.

وكل قارئ يمكنه أن يتحول كاتبا ننشر له بقدر تفاعله معنا لا من حيث الآراء التي يعبّر عنها فنحن فضاء للاتفاق وللاختلاف ولكن من حيث حجم المقالات التي قد يرسلها والتي يجب أن تكون مرسلة في رسائل قصيرة واضحة مكتوبة من جهة صفحة واحدة من الورقة.

وللقراء الكرام أن ينتقدوا محتوى جريدتنا أو يناقشوه تعبيرا عن رأيهم الخاص وسنسعى جاهدين لنشر ما يمكن من ذلك الانتاج بقدر ما تسمح لنا به المساحة الضيقة التي نعتمدها والتي نتمنى أن نتجاوزها.

إنها مصافحة نريدها بين الصحيفة وبين جمهور قرائها فبهم تعيش وبهم تزدهر وبهم تزهر حرية الكلمة في بلادنا.

وفي هذا الأسبوع وصلتنا رسالة قيّمة من المحامي الأستاذ الحنيفي الفريضي من القصرين.

والواقع أن المقال الذي كتبه مهمّ وثريّ بالمعلومات وغنيّ بالمراجع التي اعتمدها لكن عيبه أنه طويل جدا وهو يهمّ 

»الإرهاب القديم أو الكلاسيكي وإرهاب العولمة أو الأمريكي».

ولعل الأستاذ يعيده إلينا بعد اختصاره إلى ثلث المساحة التي اعتمدها أولا وكما قال أحد أساتذة الصحافة الكبار لطلبته: “إن ما لا تستطيع أن تعبّر عنه في 20 سطرا فلن تستطيع التعبير عنه في 200 سطر”.

 

La Meuse
Le tourisme tunisien en déclin

Le tourisme est l’une des activités économiques les plus importantes de la Tunisie et pourtant, on assiste actuellement à un déclin significatif de ce secteur.

Pour exemple, à Sousse, qui compte 75 hôtels, le El Hana Beach (d’une capacité de 1.450 places) ne comptait plus qu’environ 260 clients ce 1er novembre, alors qu’ils étaient encore 800 l’an passé à la même époque. Cette situation inquiète beaucoup les 300 membres du personnel, d’autant qu’ils ont appris qu’à quelques kilomètres de là, à Monastir, dix hôtels – sur une quarantaine – ont fermé leurs portes en raison de la brusque désaffection des touristes.

Toujours selon le personnel du El Hana Beach, ce sont surtout les clients anglais qui manquent à l’appel. Peur de prendre l’avion? Pour les Tunisiens, il n’y a pas de doute, c’est une conséquence évidente des attentats du 11 septembre. Y a-t-il des raisons objectives de craindre des attentats pour des destinations telles que la Tunisie ou d’autres pays méditerranéens? Probablement pas. Au départ de Zaventem et d’autres aéroports, les mesures de sécurité ont été renforcées, les détecteurs des portiques réagissent à la moindre petite parcelle métallique et les fouilles sont devenues fréquentes. Même topo dans les aéroports tunisiens, tant à l’arrivée qu’au départ. Passage obligé par le portique, vérification minutieuse des documents, des vêtements et des bagages.

Avec environ 9,2 millions d’habitants (dont 98 % de musulmans), la Tunisie est un pays qui donne de nombreux signes apparents de stabilité. Aucune hostilité envers les touristes occidentaux, pas de manifestations de fondamentalistes islamiques, pas d’affiches en faveur du jihad islamique ou de ben Laden. Que l’on se promène dans les rues de Tunis, d’Hammamet ou de Sousse, on ne voit que peu de foulards islamiques. La présence policière est beaucoup plus importante en Tunisie (± 160.000 policiers) que dans la plupart des pays européens (40.000 en Belgique), et, par conséquent, les agressions y sont beaucoup plus rares que chez nous. La justice est aussi beaucoup plus sévère et le système carcéral beaucoup plus dur qu’en Europe. Les délinquants savent à quoi s’en tenir. Est-il dangereux de se rendre dans ce pays réputé le plus «occidental» d’Afrique du Nord? Objectivement, on peut répondre que non.

En Tunisie,

Jacques COMPS


http://www.lameuse.be/ante/pages/WC202.htm#ancre0296602

 

الباجي ينافس بن علي

مرشح جديد للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة

تونس مكتب “الرياض” الحسين بن الحاج نصر:

·       أعلن الحزب الاجتماعي التحرري عن دخوله الانتخابات الرئاسية المقبلة بترشيح رئيسه الأستاذ منير الباجي لخوض رئاسية 2004.ويأتي قرار الحزب الاجتماعي التحرري، بعد مبادرة التجمع الدستوري الديمقراطي “الحزب الحاكم” بإعلان اللجنة المركزية عن ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي مجدداً إلى الانتخابات المقبلة، وهو القرار الذي تجاوبت معه مختلف شرائح المجتمع التونسي إيماناً منها بضرورة مواصلة صانع التغيير لتحمل مسؤولية البناء والرقي من أجل عزة تونس وازدهارها، وهو ما يؤكده السيل العارم من رسائل وبرقيات المناشدة التي ترد يومياً ومنذ أشهر على مختلف الوسائل الإعلامية يناشد فيها أصحابها الرئيس زين العابدين بتقديم ترشحه لفترة رئاسية أخرى.. داعية مجلس النواب التونسي إلى تعديل بعض الفصول والتي كان الرئىس بن علي نفسه وراء تضمينها في الدستور من أجل تجديد الفترة الرئاسية للقطع مع “الرئاسة مدى الحياة” وتكريس العمل الديمقراطي في البلاد.ولكن المطالبين الرئىس بن علي بإعادة ترشحه لا يزعمون الحياد على هذا الأمر. ولكنهم يرون في الرئيس بن علي حالياً طاقة ومقدرة ونظرة مستقبلية ثاقبة بإمكانها مزيد العطاء لتحقيق الرقي المنشود، وهو الأمر الذي تؤكده حتى بعض أحزاب المعارضة، ففي البيان الذي أصدره الحزب الاجتماعي التحرري والذي أعلن فيه عن ترشيح السيد منير الباجي للانتخابات الرئاسية المقبلة دعا مجلس النواب لتمكين كل ذوي المصداقية والتمثيلية وفي مقدمتهم الرئيس زين العابدين بن علي من حق الترشح لرئاسة الجمهورية مجدداً.ودعا هذا الحزب آملاً أن تكون الانتخابات المقبلة محطة جديدة ومهمة لبناء الديمقراطية على أُسس ثابتة وتوفير مزيد من الرقي للشعب التونسي.

(نقلا عن صحيفة الرياض السعودية ليوم 10 نوفمبر 2001)

 

دعوى في فرنسا بحق مسؤولين تونسيين بتهمة التعذيب

قال ستة تونسيين تعرضوا للتعذيب في بلادهم إنهم رفعوا دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية بحق مسؤولين في وزارة الداخلية التونسية بتهمة التعذيب. ويقول التونسيون الستة إن هؤلاء المسؤولين يزورون باريس باستمرار.

وأوضح المحامي الفرنسي ويليام بوردون في مؤتمر صحفي بمقر منظمة “مراسلون بلا حدود” في باريس إنه تم تقديم الدعوى يوم الأربعاء الماضي لدى مدعي الجمهورية بباريس من قبل ستة تونسيين كانوا ضحية للتعذيب في بلادهم. وأضاف “لقد وضعنا لائحة بأربعين متهما تم التعرف عليهم ويزورون فرنسا بانتظام”.

وتستند الشكوى إلى مبدأ الاختصاص العالمي الذي تتضمنه اتفاقية جنيف لمكافحة التعذيب لسنة 1984 والقابل للتطبيق المباشر من جانب القضاء الفرنسي أيا كانت جنسية القائم بالتعذيب أو ضحيته أو المكان “الذي ارتكبت فيه الجرائم”.

وبحسب المحامي الذي يساند دعواه الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش فإن “الضحايا أقاموا الدليل على أنهم عذبوا بقسوة في أماكن تقع تحت سلطة الدولة التونسية وخاصة وزارة الداخلية والسجون”.

وأكد أن المتهمين بالتعذيب يحتلون مناصب عالية في وزارة الداخلية ويزورون فرنسا بانتظام للمشاركة في اجتماعات رسمية وشبه رسمية سواء لحضور اجتماعات أمنية فرنسية تونسية أو للقيام بزيارات عائلية أو للعلاج.

ويوجد ضمن هؤلاء بحسب المحامي كاتب الدولة للأمن الوطني علي القنزوعي ورئيس المصالح المختصة فرج قدورة ورئيس فرقة الاستعلامات محمد الناصر.

وأضاف المحامي أنه “لأسباب أمنية لن يكون بالإمكان سوى نشر اسمين من المجموعة التي تقدمت بالشكوى” وهما إيمان درويش ونور الدين بن تيشة.

وقالت درويش “أشعر بالارتياح لأن أمي ستعرف أن الذين عذبوا ابنتها سيتم توقيفهم. إن مثل هذه الدعاوى يجب أن تتضاعف”. وأكدت إيمان أنه تم توقيفها في فبراير/شباط 1988 عندما كانت طالبة وتم تعذيبها واغتصابها خلال فترة اعتقالها. كما تم توقيف صديقها نور الدين بن تيشة في الفترة ذاتها وتعذيبه. وقال بن تيشة “أنا سعيد لأن الخوف أصبح الآن في الجهة المقابلة, وليصبح من دور القائمين على التعذيب أن يخشوا الاعتقال”.

المصدر :وكالة الأنباء الفرنسية

(نشر هذا الخبر في موقع الجزيرة.نت )

 
نشر موقع الجزيرة.نت هذا المقال للشيخ راشد الغنوشي بطلب من القائمين عليه:

*بقلم الشيخ راشد الغنوشي  

1- ضرورة السلطة ومدنيتها في الإسلام

2- مصدر الشرعية في الدولة الإسلامية

3- ما ضمانات عدم الجور ومقاومته عند حصوله في نظام حكم إسلامي؟

إذا كان الإنسان اجتماعيا بطبعه كما هي عبارة الأقدمين بسبب عجزه فردا عن توفير حاجاته الضرورية من الغذاء والحماية، فضلا عن ضرورات ترقية هذا الوجود ماديا ومعنويا إنتاجا للحضارة مما ليس يتصور خارج الحياة الاجتماعية.

وإذا كان يجاور ويزاحم ويضاد هذا الميل للاجتماع ميول للإشباع الغريزي النهم ولو من طريق العدوان على الآخر، لا سيما عدوان القوي على الضعيف مما يجعل قانون الغاب هو قاعدة التعامل بين بني الإنسان، وهو مؤذن بخراب العمران.


تحتم على الناس أن يعيشوا جماعات، واقتضى عيشهم المجتمعي من أجل أن يستمر ويزدهر وجود أعراف وقوانين وقيم توضح وتحدد ما هو عدل وما هو ظلم

إذا كان ذلك كذلك تحتم على الناس أن يعيشوا جماعات، واقتضى عيشهم المجتمعي من أجل أن يستمر ويزدهر وجود أعراف وقوانين وقيم توضح وتحدد ما هو عدل وما هو ظلم، ما هو حق وما هو باطل، ما هو خير وما هو شر. وهذا على أهميته لا يكفي ما لم توجد سلطة يحتكمون إليها في فض ما ينجم بينهم من نزاعات، فتحجز الظالم وتقتص منه بقدر إساءته وتنتصف للمظلوم بقدر ما ناله من ظلم وفق معايير عادلة، وهو ما ينبغي أن يكون، حتى إذا لم يكن وتخلف الواقع عن بلوغ هذا المقصد كاملا، يظل العدل هو غاية القانون وأساسه، وتظل شرعية السلطة تتحدد بقدر ما تحقق من المقصد الأصلي لاجتماع الناس، وفي كل الأحوال لا بد للناس من سلطة برة أو فاجرة كما هو مروي عن الإمام علي. فما طبيعة السلطة في الإسلام؟ ما مصدر شرعيتها؟ ما ضمانات عدم جورها؟.

1- ضرورة السلطة ومدنيتها في الإسلام

أ- تكاد مذاهب الإسلاميين لا تختلف في أن إقامة سلطة في الجماعة (نصب الإمام) واجب ديني لإقامة الشريعة وضرورة اجتماعية إنسانية لا بديل عنها في توفير شروط بقاء الجماعة، من مثل وزع القوي عن الضعيف وإقامة الحدود وحماية الثغور (1) ولم يشذ في القديم غير فرقة من الخوارج ذهبت إلى نفي الضرورة الدينية لإقامة الحكم وانصب اهتمامها على وظيفته الاجتماعية ألا وهي إقامة العدل فإذا تيسر للناس إقامته من دون سلطة لم تكن لهم بها حاجة. ورغم شذوذ هذا الرأي إلا أنه مهم جدا من حيث التأكيد على الطبيعة الوظيفية المدنية للدولة في الإسلام المتمحورة حول إقامة العدل، بما يجعل شرعية وجودها تقاس بقدر ما تقيم من العدل، وهو ما يجردها من كل مزاعم دينية أو حتمية لمكانتها، فهي مجرد ضرورة لسد ثغرة تضيق وتتسع حسب حال الجماعة صلاحا، فبقدر ما يزداد الناس صلاحا واستقامة بقدر ما تقل وتتضاءل الحاجة للدولة والعكس بالعكس. ومعلوم أن الخير هو الأصل في الطبيعة البشرية. وإنما جاءت النبوات لتعزيز هذا الأصل في مواجهة اندفاعات الغرائز وتحريضات شياطين الجن والإنس.

إن تعويل الإسلام في صلاح الناس على طبائعهم الخيرة وما تتلقاه ضمائرهم من مدد رباني وتعزيز تربوي بما يجعل الخير يصدر تلقائيا من داخلهم فيكون الوازع لفعل الخير والامتناع عن الشر من داخلهم، من دون حاجة إلى الوازع الخارجي أي السلطة، إنه بقدر ما تنجز التربية وظيفتها بنجاح بقدر ما تقل الحاجة للدولة، غير أن النقص يظل ملازما لطبائع الناس مهما بلغوا من السمو بما يفرض قدرا من الدولة لإقامة العدل، وحتى في هذه الحالة فهي مجرد وظيفة خادمة للجماعة وأداة من أدواتها لإقامة العدل تحت رقابة الجماعة.

أما في العصر الحديث فإنه بأثر الغزو الغربي لديار المسلمين وما زرعه من فكر وقيم وأساليب تنظيم حضاري فقد اختلف الأمر، إذ طلعت على المسلمين دعوات في مجال علاقة الدين بالسياسة تروج بينهم لمذهب الفصل بين المجالين تأسيسا على أن النبي عليه السلام، بزعمهم، لم يكن سوى مبلغ عن الله وكذلك سائر إخوانه النبيين وأن ما قام من أوضاع سياسية بعد ذلك لم يكن لها شأن بالدين وإنما اقتضتها ظروف البيئة وطبائع الملك (2).


تكاد مذاهب الإسلاميين لا تختلف في أن إقامة سلطة في الجماعة (نصب الإمام) واجب ديني لإقامة الشريعة وضرورة اجتماعية إنسانية لا بديل عنها في توفير شروط بقاء الجماعة

وقد مثل كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ علي عبد الرازق المشجب الذي تعلق به العلمانيون تعلق الغريق بقشة، ليعلقوا عليه دعاواهم العلمانية وقد شهد لها شيخ، ولم تردهم عنها الحملات التي شنها فطاحل العلم الإسلامي المعاصر في سائر أرجاء دار الإسلام (3). وحتى لما تراجع الشيخ عبد الرازق عن دعواه وتاب منها لم يوهن ذلك شيئا من تشبث العلمانيين بالمذهب الأول للشيخ معرضين عن كل مراجعة لموقفهم حتى بعد أن امتلأ عالم الإسلام بحركات إسلامية قامت على أساس فكرة شمول الإسلام لقضايا الدنيا والدين بل قامت على نفس الأساس دول مثل الجمهورية الإسلامية في إيران والسودان وأفغانستان بصرف النظر عن مدى توفيقها في تجسيد مثل الإسلام في العدل والشورى. كما قامت على أساس الشريعة مؤسسات اقتصادية عملاقة كالبنك الإسلامي وفنون وآداب وأزياء ومنظمات ومراكز وحركات جهادية وثقافية وسياسية ومشاركات فاعلة في كل المناشط الاجتماعية. وبذلك عاد الإسلام بقوّة طرفا فاعلا في السياسات المحلية والدولية رغم اختلال ميزان القوة الدولي ضده، وذلك مقابل انزواء الفكرة العلمانية وتواتر وتفاقم أوضاع فشلها، بما فاقم من تعويلها في البقاء على جهاز الدولة القمعي وعلى الظهير الخارجي، بينما يتصاعد تأثير حركات الإسلام على الأفراد ومؤسسات المجتمع. والثابت أن فكرة الإسلام الإصلاحية الشمولية هي أسرع وأشد الأفكار نموا اليوم إن داخل بلاد الإسلام أو خارجها، بما يشهد على فشل ذريع لرهان ومخططات استبعاد الإسلام وتهميشه أو علمنته.

ب- غير أنه مقابل الطرح العلماني لعلاقة الدين بالدولة المتأثر بالنمط الغربي ولا سيما في صورته الفرنسية والشيوعية المتطرفة، نجد الطرح الشيعي التقليدي للمسألة الذي يصر على اعتبار الإمامة جزءا من العقيدة وأن الإمام منصب ديني بحت نص عليه الشارع كما نص على الصلاة والصيام، إذ نص بزعمهم على قائمة اسمية لمن يجب أن يتولاها نيابة عن الرسول عليه السلام فليس يسع المؤمن إلا أن يسلم تسليما بإمامة تلك القائمة من نسل النبي من ولد علي وفاطمة عليه وعليهم جميعا السلام، وذلك رغم أن دعاة الإمامة الوراثية قد اختلفوا في ترتيب وتسلسل قائمة الوارثين كما اختلفوا في الحكم على من تولى الخلافة قبل علي رضي الله عنه وعنهم جميعا، هل هم أئمة شرعيون كما هي عقيدة جمهور المسلمين أم هم لصوص سطوا على إرث النبوة وخانوا معلمهم بمجرد وفاته بينما هو قد شهد لهم بل شهد لهم الكتاب العزيز بالصحبة والقرب والرضوان، وهو أمر خطير يفرض التمزق في ضمير المسلم إذ يفرض عليه أن يحكم بضلال أكثر من 90% من بين أفضل أجيال الأمة، حتى الذي شرفه رب العزة بالذكر وخصه ورسوله بالمعية “ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا” (التوبة).

وقد يجمح بإخواننا العشق لآل البيت وهم جديرون بالولاء والحب، ولكنهم يتجاوزون إلى النطق بعبارات تتجاوز الحدود الجائزة، من مثل العبارة الواردة على لسان الإمام الخميني غفر الله له “إن أئمتنا قد بلغوا من القرب مبلغا لم يصله نبي مرسل ولا ملك مقرب” (4)، وذلك رغم أن الإمام الخميني يعتبر من أعظم المجددين في الفكر السياسي الشيعي الحديث من خلال بعثه الحياة والروح العملية العصرية في مفهوم “ولاية الفقيه” الذي كان قد ذكره بعض فقهاء الشيعة القدامى إلا أنه ظل مهملا على هامش عقيدة الغيبة والرجعة للمهدي المنتظر التي جعلت طائفة إسلامية معتبرة في حالة عطالة انتظارا لعودة الغائب.

تعتبر فكرة ولاية الفقيه كما نقلها إلى العصر في صيغة دولة حديثة الإمام الخميني الفكرة المركزية في الثورة التي قادها وأطاحت بأعتى دكتاتورية في المنطقة، وخلاصتها أنه في مرحلة غياب الإمام المنتظر ما ينبغي أن تعطّل أحكام الإسلام وتضيع مصالح المسلمين بل يجب على الفقهاء أن ينهضوا بهذه المهمة فيختاروا واحدا منهم وليا للمسلمين ونائبا للإمام في انتظار قدومه فينهض حتى يومئذ بكل وظائفه ويتمتع بكل صلاحياته تقريبا. والفكرة هي من الغنى أنها تكاد تلخص ككل الأفكار المهمة في التاريخ الجانب الأعظم مما حققت الثورة ودولتها وشعبها من نجاحات وهي كثيرة وما اصطد مت به ولاتزال من عقبات، لدرجة أن الاختلاف حول مضمونها لا يزال المحور الأساسي للصراع في الجمهورية الإسلامية بين داع إلى سلطة مطلقة للولي الفقيه تجعل سلطانه فوق القانون وكل مؤسسات الدولة -وفي الدستور الذي صيغ على مقاس الإمام الراحل ما يدعم هذا التأويل- وداع إلى اعتبار سلطة الولي الفقيه سلطة رمزية تمارس صلاحياتها في ظل سلطة القانون والمؤسسات.


يقابل الطرح العلماني لعلاقة الدين بالدولة المتأثر بالنمط الغربي ولا سيما في صورته الفرنسية والشيوعية المتطرفة، نجد الطرح الشيعي التقليدي للمسألة الذي يصر على اعتبار الإمامة جزءا من العقيدة وأن الإمام منصب ديني بحت نص عليه الشارع كما نص على الصلاة والصيام

وواضح أن اتجاه الرأي العام في الجمهورية الإسلامية يتطور بسرعة صوب دولة إسلامية ديمقراطية تستمد سلطانها بالكامل من الشعب وتعمل كلها في إطار القانون ومرجعية الإسلام العليا، وتشهد على ذلك النسب العالية المتصاعدة التي فاز بها السيد خاتمي رافع لواء الدولة الإسلامية الديمقراطية والمجتمع المدني وحوار الحضارات والدور الفاعل للشباب والنساء والأقليات وتأكيد سلطان الأمة بما يؤسس لتقارب حقيقي بين الشيعة والسنة والعصر على قاعدة الشورى والديمقراطية.

ج- يقف جمهور الإسلاميين في مكانة الدولة في الإسلام موقفا وسطا بين المعطلة النفاة من العلمانيين الذين عملوا ولايزالون على إفراغ الإسلام من محتواه الاجتماعي السياسي ونقله من العام إلى الخاص لحبسه في هذا الأخير تمهيدا لتهميشه فالإجهاز عليه انطلاقا من إهدار مبدأه الأعظم في التوحيد بين المادي والروحي وبين السياسة والأخلاق وبين الدنيا والدين، وهو أعظم مبادئه وخصوصياته… وسطا بين هؤلاء المعطلة النفاة والرؤى الثيوقراطية الشيعية التقليدية والصوفية التي لم تسلم منها بعض التصورات السنية التي رسختها أنظمة الجور والاستبداد ونظر لها بعض فقهاء السلطة والتي تجعل سلطان الحاكم فوق سلطان الأمة ما دام منسجما مع الوجهة العامة للشريعة كما يقدرها. وفي هذا الصدد تؤثر عبارات عن بعض خلفاء بني أمية وبني العباس (5).

أما موقف الوسطية الذي عليه جمهور الإسلاميين فيتمثل في اعتبار السلطة ضرورة اجتماعية وأداة من أدوات الأمة في إقامة عدل الإسلام. أنها مجرد أداة اجتماعية توظفها الأمة لحراسة الدين والدنيا وأن القائمين بها ليسوا سوى خدام عند الأمة، إذ هي المخاطب الحقيقي بإقامة الشريعة، بما يجعل شرعيتهم موقوفة على إنفاذهم للشريعة والتوافق مع توجيهاتها كما يرتضيها جمهور المسلمين كما أنها موقوفة على مدى احترامهم لإرادة الأمة المعبر عنها تعبيرا حرا ومنظما “الشورى” أو الديمقراطية بالمصطلح الحديث، فهي بهذا الاعتبار مجرد سلطة مدنية من كل وجه لا تختلف عن الديمقراطيات المعاصرة إلا من حيث علوية المبدأ الخلقي في إقامة العدل وفق ما جاءت به الشريعة أو وفق ما لا يخالفها (6). وهو ما أسست له مدرسة الإصلاح كما جاء بيّنا في فكر كل رموزها مثل الأفغاني وعبده ورشيد رضا وحسن البنا وحسن الترابي والمرجع الشيعي المعتبر المرحوم آية الله محمد مهدي شمس الدين (7)

إن الدولة الإسلامية وسيلة لا غنى عنها ما دام الإنسان اجتماعيا بطبعه وما دام الإسلام نظاما شاملا للحياة من أجل إنتاج بيئة اجتماعية تتيح لأكبر عدد ممكن من أفرادها وجماعاتها أن يعيشوا روحيا وماديا في توافق فطري مع القانون الذي جاء به الإسلام. إن الدولة الإسلامية ليست سوى أداة من أدوات أمة وقفت نفسها على خدمة رسالة الإسلام وعدله تحق الحق وتبطل الباطل في الأرض كلها حتى تكون عبادة الله والتقرب إليه بالطاعات وفعل الخيرات أمورا مرغوبا فيها ميسورة مجزية، وتكون محادته بالكفران وانتهاك الحرمات وإشاعة الشرور واقتراف المظالم أمورا بغيضة عسيرة منكرة، في المستوى الاجتماعي على الأقل.

إن تصور إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من البشر للتعرف على مثل الإسلام والعيش وفقها عدلا وإحسانا وتقوى وتعاونا على الخير، من دون قيام سلطة إسلامية تذب عن دار الإسلام وتحمي ثغورها وتدافع عن حرية التدين بعيدا عن كل أساليب الإكراه “حتى لا تكون فتنة” (الأنفال) هو محض خيال خادع وانحراف شنيع وسقوط في الإثم والضلال وهو من جهة أخرى استسلام لأعداء الإسلام وإيكاله لمصيره (8).


دولة الإسلام هي دولة الناس الذين يجتهدون فيصيبون ويخطئون عبر الشورى المتخصصة والشورى العامة التي تجعل الحاكم مجرد خادم للشعب ووكيل عنه ويعمل تحت رقابته

وفي كل الأحوال فإن دولة الإسلام هي دولة الناس الذين يجتهدون فيصيبون ويخطئون عبر الشورى المتخصصة والشورى العامة التي تجعل الحاكم مجرد خادم للشعب ووكيل عنه ويعمل تحت رقابته في إنفاذ حكم الله حكم الشعب، فهي حكومة مدنية من كل وجه طريقها الاختيار الشعبي الحر كما سيأتي، يحكمها قانون يتساوى أمامه كل مواطني الدولة بصرف النظر عن جنسهم واعتقادهم. لا تختلف آليات سيرها عن الديمقراطيات المعاصرة إلا بمرجعيتها الخلقية العلوية مرجعية الشريعة. وما من دولة ديمقراطية أو غير ديمقراطية إلا وتتوفر في أساسها على فلسفات وقيم تمثل الموجهات الكبرى لسياساتها بصرف النظر عن مأتاها أرضيا كان أم سماويا صريحا كان أم متضمنا من مثل مبادئ حقوق الإنسان أو مبادئ القانون الطبيعي.

2- مصدر الشرعية في الدولة الإسلامية

إن الشرعية من أهم المفاهيم التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية الحديثة تمييزا لها من الدول القديمة. والمقصود بالشرعية خضوع كل تصرفات الدولة لقواعد قانونية يستطيع المواطنون المطالبة باحترامها أمام قضاء مستقل وأن يكون صدور ذلك القانون وفق إجراءات متبعة وأن تمتنع الدولة عن إتيان أي فعل لا ينسجم مع نظامها القانوني السائد وأن تلتزم باحترام القيم الأساسية والأهداف العليا للمجتمع بما يؤدي إلى القبول الطوعي من قبل الشعب بقوانينها وسياساتها وبعدالتها وملاءمة مؤسساتها لحاجيات المجتمع وقيمه (9).

فما الذي يضفي الشرعية على الحاكم في الدولة الإسلامية بما يجعل حكمه مقبولا من طرف شعبه؟.

إن شرعية الحكم في دولة إسلامية تستمد من مصدرين:

الأول: يتعلق بالمرجعية القانونية القيمية العليا التي تستند إليها كل سياسات الدولة في سائر المجالات، وهي هنا ما ينبغي أن تخرج أو تتصادم بحال مع مبادئ الإسلام وقيمه العليا، الأمر الذي يجعل من تلك السياسات والتصرفات عبارة عن تطبيقات مباشرة لنصوص الشريعة أو اجتهادات مستندة إليها ومستمدة منها عبر أصل من أصول الاجتهاد، بما يجعل أي مصادمة لنصوص الشريعة ومقاصدها تمثل طعنا موجعا في شرعية تلك الدولة من حيث انتسابها للإسلام. ونصوص الشرع الآمرة جزما برد جميع الأمور إلى الشرع والاحتكام متواترة وقاطعة. قال تعالى “فاحكم بينهم بما أنزل الله” (المائدة) “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول” (النساء) وهو ما يجعل مخالفة تلك الأصول خروجا عن الملة وتفويتا في الشرعية وتشريعا للتمرد على سلطان الدولة. قال تعالى: “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” (المائدة). وفي الحديث: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” “وعلى المرء المسلم السمع والطاعة فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة” (رواه مسلم) وهو ما يجعل النص كتابا وسنة السلطة المؤسسة للدولة الإسلامية (10) والحاكم الأعلى وكل ما سواه محكوم به وتابع له، وهو أيضا ما يجعل الدولة الإسلامية دولة قانون ويفرض على كل مسالكها أن تكون منضبطة بالقانون ويفقد أوامرها المخالفة للقانون كل شرعية. بل إن الدولة تفقد شرعية الطاعة بقدر ما تتنكب عن القانون أي الشريعة، وهو ما يسفه كل اتهام للدولة الإسلامية بأنها دولة استبدادية مطلقة، رغم أنها كثيرا ما كانت كذلك لأسباب لا تعود للإسلام بقدر ما هي عائدة إلى أحوال العصر وأحوال المسلمين، وهو ما يفسر استمرار الثورات الدامية في تاريخ الإسلام نقمة على الاستبداد وانجذابا صوب مُثل الإسلام العليا في الحكم خلال حكم النبي وخلفائه الراشدين.


الشورى في الإسلام هي الأصل الأعظم بعد النص الذي تقوم به شرعية الحكم ومدى استحقاقه للطاعة

الثاني: الشورى، والأمر بالشورى ذاته نص أمر صريح يؤسس لحق الأمة المستخلفة من الله المخاطبة من قبله مباشرة بإقامة شريعته وتهيئة الوسائل الضرورية للوفاء بهذا التكليف الواجب. ومنها إقامة الحكومة الإسلامية، بما يجعل الحاكم المسلم نائبا عن الأمة في إقامة الشريعة وإنفاذها وفق العقد الذي بينه وبين الأمة: ألا يخرج في كل تصرفاته عن الشريعة وألا يستبد بالأمر دونها بل يلتزم عمليا بمشورتها والاستماع لنصحها وتوجيهها، فباعتبارها المصدر الوحيد لسلطته هي التي تقيمه وهي التي لها أن تصرفه من الخدمة متى شاءت، وهو مجرد وكيل عنها في أداء ما هي مخاطبة ومكلفة بأدائه من إنفاذ عدل الله وفق شريعته.

إن الشورى في الإسلام الأصل الأعظم بعد النص الذي تقوم به شرعية الحكم ومدى استحقاقه للطاعة. وهذا الأصل هو أعظم من أن يستدل عليه بنص أو نصين قد يختلف في تأويلهما ومدى إلزاميتهما للحاكم، على اعتبار أنها ليست حكما فرعيا وإنما هي أصل من أصول الدين ومقتضى من مقتضيات الاستخلاف أي أيلولة السلطة الربانية إلى العباد (11). إن الشورى هي العمود الفقري في الحكم الإسلامي باعتبارها رمزا لسلطة الأمة ونهوضها بأمانة الاستخلاف عن الله عز وجل على أساس التعاون على الخير والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والمشاركة الفردية والجماعية في أداء الأمانة في مستوى التشريع والتنفيذ. وهو ما يقتضي توفير الآليات الضرورية الكفيلة بنقل هذا الأصل العظيم من المستوى النظري أو الفردي الذي قد لا يتجاوز مستوى موعظة يلقيها عالم جريء يجابه بها طاغية معرضا نفسه لبطشه وقد يتحمل الطاغية وطأة ألمها للحظات ثم ينتهي الأمر لتمضي الأمور على معتادها، نقله من هذا المستوى الفردي الجزئي إلى مستوى نظام للحكم يستمد كل سلطاته من الشعب فتدار كل شؤونه الجماعية والفردية وفق ترتيبات وآليات تجعل أمور الأمة بيد الأمة وهو مقتضى “وأمرهم شورى بينهم” (الشورى) “وشاورهم في الأمر” (آل عمران). ولأن الإسلام دين لكل العصور ولكل البشر فقد اكتفى بما من شأنه التطور بتأسيس القواعد العامة كما هو حاصل في مسألة شؤون الحكم حيث اكتفى بالأمر بالشورى والعدل واحترام رأي الجماعة والتشنيع على حكم الانفراد والاستبداد، تاركا لاجتهاد المسلمين وتجارب الزمن استنباط وتطوير الآليات القمينة بترجمة قاعدة الشورى وسلطان الأمة في نظام سياسي يمنع الاستبداد، وهو ما كان إسهام التجربة الغربية في تطويره معتبرا. والأصل أن كل ما من شأنه العون على تحقيق مقاصد الإسلام في العدل والشورى وغيرها هو من الشريعة وإن لم يرد نص بها في كتاب ولا سنة كما هو متواتر على ألسنة علماء الإسلام (12).

3- ما ضمانات عدم الجور ومقاومته عند حصوله في نظام حكم إسلامي؟

ليست الدولة في التصور الإسلامي سلاحا في يد طبقة لتصفية طبقة أخرى كما هو التصور الماركسي (13) ولا هي أداة لتحقيق مجد شعب أو طبقة أو طائفة على حساب شعوب وأعراق وطوائف أخرى، وإنما هي أداة للتهذيب والتربية والارتقاء وتوفير مناخات الحرية والعدل والتطهر بما يتيح لأكبر قدر من الناس مزيدا من الفرص لمعرفة الله سبحانه وعبادته واكتشاف طاقات الكون وتسخيرها لصالح تعارف وتعاون وتضامن الشعوب وتآخيها وارتقائها.

ولكن ما الذي يضمن ألا تتحول الدولة الإسلامية إلى جهاز للقمع ومطاردة الأحرار والحيف على حقوق الأفراد والشعوب، منحرفة بواجب الطاعة لولي الأمر في المعروف الذي أمر به الشارع المسلم أمرا ملزما يستوجب الخروج عنه الإثم والعقوبة في الدنيا والآخرة، منحرفة به إلى تأله وثيوقراطية وحكم مطلق؟ أوليس ذلك هو ما حدث فتأله الحكام وزعموا أنهم ظل الله في الأرض وأن إرادتهم من إرادة الله والانصياع لها هو ما أمر به الله والخروج عنها تمرد عن إرادته، فساد تاريخ الإسلام الاستبداد وأحكام الجور والتلاعب بالشرائع، فسالت دماء الثائرين والمظلومين أنهارا فكان تاريخ الإسلام تاريخ الاستبداد الأعمى والجور المطلق!! أولا تكون الدعوة لحكم الإسلام مجددا ليست سوى ضرب من عودة عصور الظلمات بدل الدعوة إلى حكم ديمقراطي يرسي قواعده على مبادئ العلمانية وحقوق الإنسان؟.

كلا، إن الأمر ليس بهذا التبسيط بل هو أعقد من ذلك. فلا بد من البيان:


ليس في وسع أحد مهما بلغت درجة تحامله أن يدلل على أن نصوص الإسلام جاءت داعية للاستبداد والظلم وتقييد حريات الإنسان، إذ كلها دعوة لإقامة العدل وحرب على الظلم، حتى اعتبر إقامة العدل في الأرض المقصد الأسنى لبعثة الرسل

أولا: ليس التاريخ المنسوب للمبادئ والعقائد ترجمة أمينة لها وإنما هو خليط يشمل ما هو منها وما ليس منها بل ما يناقضها. وتلك هي طبيعة الإنسان يرنو إلى المبادئ والمثل فيقترب منها إذ يسمو ويشف ويتحرر ولكن دون درجة التماهي معها، ويبتعد عنها إلى حد التناقض البين معها إذ يصاب بالضعف والوهن لا سيما عندما تكون الأحوال المحيطة به لا تدفعه إلى الأعلى بل تخلد به إلى الأرض والركون إلى أهوائه. وليس الإسلام في ذلك شذوذا عن جملة المبادئ التي حكمت أو لا تزال تحكم البشرية مثل مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وما إليها، بما يفرض التمييز بين المبادئ وتاريخها. فليس تاريخ الإسلام ترجمة أمينة لمبادئه في الحكم الداعية بكل جلاء إلى حكم العدل والشورى وإعلاء كرامة الإنسان وسلطان الأمة وقوامتها على حكامها أمرا بمعروف ونهيا عن منكر، والنصوص في ذلك محكمة متواترة.

ثانيا: واضح أن العهد الإسلامي المثالي كان موجة عابرة في بحر تاريخ الإسلام، إذ هو لا يتجاوز بضعة عقود. ولكنها على قصرها شهادة على أن مثاليات الإسلام ليست طوباويات حالمة وإنما هي مناهج واقعية قابلة للتحقق في واقع مجتمعي بشري مع كل نقائصه، بما يغري بإعادة التجربة والمحاولة. وأنها وإن لم تستمر لأسباب كثيرة منها روح ومواريث الاستبداد والجهالات التي كانت تسود البيئة والعصر يومئذ والتي جرف تيارها الكاسح النموذج الإسلامي فتفاعل معه تأثرا وتأثيرا أخذا وعطاء، فإنها قابلة للإحياء والتجربة والمحاولة مجددا لا سيما في عصر انداحت فيه العلوم والمعارف وقيم وثقافة التحرر والديمقراطية وحقوق الإنسان، على أنقاض قلاع الجور التي تداعت للسقوط وانكشفت سوآتها واشتد النكير عليها وعتا هدير الثورات ضدها، حتى ما بقي في العالم نظام يزعم لنفسه الألوهية كما كانت عموم الأنظمة زمن ظهور الإسلام ونظامه الشورى الشعبي، بما يجعل قابليات الحكم الإسلامي الشوري للتحقق في هذا العصر أوفر مما كانت زمن ظهور الدعوة المحمدية.

ثالثا: ليس الإسلام مسؤولا عما حدث من استبداد في تاريخ المسلمين لأنه ليس في وسع أحد مهما بلغت درجة تحامله أن يدلل على أن نصوصه جاءت داعية للاستبداد والظلم وتقييد حريات الإنسان، إذ كلها دعوة لإقامة العدل وحرب على الظلم، حتى اعتبر إقامة العدل في الأرض المقصد الأسنى لبعثة الرسل. وكان فرعون نموذجا للحاكم المتأله المستبد الذي صب عليه القرآن لعناته مقابل الانتصار لدعوة موسى التحررية، على غرار كل الأنبياء الذين جاءوا حاملين لواء الثورة التحررية الشاملة في مواجهة تحالف المستبدين مع رموز الدين المنحرف.

رابعا: ومع أن حكم الفرد كان السحابة التي غطت معظم تاريخ الإسلام فإن الاستبداد لم يتحول عقيدة للأمة كما كان حال أنظمة العصور الوسيطة الأوروبية بل ظل ينظر إليه على أنه انحراف عن النموذج الإسلامي كما جسدته مرحلة حكم النبوة والخلافة، وانحراف عن منهج الخلافة الراشدة، واجب على الأمة تغييره سواء أكان عبر الوسائل السلمية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم كان عبر الجهاد المسلح، بما جعل أنظمة الجور لا تكاد تعرف الاستقرار، وما ذاك إلا بسبب ما وفق الله إليه علماء الإسلام الأفذاذ الذين كانوا حراس العقيدة والثقافة الإسلامية، فظلت الدولة محجوبة عن التأثير فيهما والعبث بهما لتسويغ مظالمها، وكانت في هذا السياق محنة الإمام أحمد ومالك وأبي حنيفة وغيرهم، بما أبقى على صورة الظلم سافرة من دون براقع من الحق، قابلة للجرح والطعن والنيل منها والتربص للإطاحة بها.

خامسا: لم يكن الاستبداد وصفا مميزا لتاريخ الإسلام بل كان نظام العالم قبل الثورات الحديثة التي خففت من بعض أشكاله مستفيدة من تراث الإسلام الشوري ولكنها استحدثت وطورت منه صورا أشد فداحة بعضها منظور سافر كالاستعمار وبعضها متستر كالسيطرة عبر الاحتكارات الإعلامية والاقتصادية العملاقة. وإنما الحكم العلمي السليم على كل مرحلة من التاريخ لا يكون خارج وضعها في سياقها المعاصر لها. وبهذا المقياس يبدو الاستبداد في تاريخ الإسلام مفهوما وأقل بشاعة من مثيله المعاصر في أي قطر من أقطار الأرض، ومرد ذلك إلى عوامل كثيرة سيأتي ذكرها إن شاء الله. وما يفوتنا أن نلاحظ في هذا الصدد أن تاريخ أمتنا لم يشهد من الاستبداد ما يشهده اليوم في بلاد الإسلام تحت مسميات خادعة مثل دولة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية حيث تحولت الدولة ملكا خاصا مستباحا للحاكم وأسرته، في عزلة شبه كاملة عن الشعب وعقيدته ومصالحه وارتباط كامل بالأجنبي ثقافة ومصالح.

سادسا: لم يعرف تاريخ الإسلام الاستبداد المطلق كما سنرى بل ظل قدر من التعددية قائما في المستوى الثقافي الفكري من حيث تعدد المدارس الاجتهادية أو في مستوى التعددية الدينية فلم يعرف تاريخ الإسلام الحروب الدينية الطاحنة سواء أكان ذلك بين المذاهب الإسلامية أم كان بين المسلمين ومواطنيهم من غير المسلمين “أهل الذمة”. ولا تزال حواضر الإسلام التاريخية مثل بغداد ودمشق والقاهرة وما حولها شاهدة على هذا التعدد الفريد في تاريخ الدنيا والتعايش العجيب بين أهل كل الملل حتى الوثني منها في ظل حماية دول الإسلام وفقهائه. أما ما كان حاصلا من صنوف الظلم والاستبداد فلم يكن ضحاياها سوى أهل ملة الإسلام، أما أهل الملل الأخرى فلم يعرفوا الاضطهاد إلا يوم أن سقط حكم الإسلام كما حصل لليهود في الأندلس بعد طرد المسلمين وإبادتهم.

سابعا: يمكن إدراج العوامل التالية أهم الحواجز التي حالت أو تحول دون التردي في الاستبداد أو ديمومته واستقراره عند حصوله:

أ- اعتبار أن مشروعية الحكم الإسلامي إنما تتأسس على تعاقد حقيقي وليس مفترضا أو شكليا بين الحاكم والمحكوم، كما هي نظرية العقد الاجتماعي. وليست البيعة العامة والخاصة إلا رمزا من رموز هذا العقد الذي يلتزم فيه الحاكمون بإقامة العدل بينهم وفق شريعة الله ومراقبة المحكومين ونوابهم، بما يجعل الحاكم ليس سوى وكيل على الناس ينصبونه بإرادتهم الحرة ويراقبونه ويحاسبونه ويصرفونه متى شاؤوا، وإنما طاعة المحكوم للحاكم متوقفة على الالتزام الجاد من قبل هذا الأخير بالوفاء بما تعهد به، ولذلك نص مفسر كبير لآية الشورى أن من لا يستشير واجب عزله (14).


البيعة للحاكم تعبر عن عقد يلتزم فيه الحاكمون بإقامة العدل بينهم وفق شريعة الله ومراقبة المحكومين ونوابهم، بما يجعل الحاكم ليس سوى وكيل على الناس ينصبونه بإرادتهم الحرة ويراقبونه ويحاسبونه ويصرفونه متى شاؤوا

ب- اعتبار أن المشروعية العليا في الدولة والسلطة التي لا تعلوها ولا تجاورها ولا تزاحمها سلطة إنما هي سلطة الله جل جلاله ممثلة في إرادته التي جسدها الوحي كتابا وسنة، وأن الأمة مستخلفة على إقامة شرع الله في الأرض وليس الحاكم سوى أداة من أدواتها في إنفاذ هذه الأمانة، الأمر الذي يضع قيودا على سلطان الدولة التشريعي وجملة سياساتها في الداخل والخارج ولا سيما السياسة المالية والفكرية والتربوية، بينما يعد سلطان الدولة الديمقراطية العلمانية -ناهيك بدولة الباباوات استبدادا- لا سلطان يعلو سلطان مؤسساتها فتغدو الميزان الأعلى للحق والباطل والخير والشر: فالعدل هو قانونها وما تختاره مؤسساتها، فإذا أقرت تدمير شعب ونهب خيراته ولو عبر نشر المخدرات وحروب الإبادة وحتى لو قررت تلويث مصادر الحياة في الأرض كلها كما تفعل الولايات المتحدة اليوم متحدية البشرية كلها فقراراتها حق مشروع مادامت قد صدرت عن مؤسساتها ولا حق للمواطن في الامتناع عن تنفيذ تلك السياسة بينما يحق في دولة الإسلام بل يجب على كل مواطن أن يزن كل سياسات الدولة بميزان الإسلام فيتوقف عن تنفيذ كل سياسة أو قرارات تصادم المشروعية العليا: الوحي.

إن الدولة الحديثة كيان مطلق حلولي، هو تطور لسلطان الباباوية والإله الذي حل محل الله والمقدس الأعظم الذي يعلو سلطانه كل سلطان. وما فعل الفكر السياسي سوى عقلنة للآلهة القديمة، عقلنة العنف والنهب وتنظيم الصراع على الغنائم المنهوبة، وتنظيم توزيعها بين النخب بتفويض شكلي محتال عليه من قبل الجماهير التي أتاح لها النهب الرأسمالي لثروات الشعوب المغلوبة أن تلقي لتلك الجماهير بفتات من الغنائم امتص شحنات غضبها وثبطها عن الثورة. وما دامت الذئاب الرأسمالية قادرة على مواصلة نهبها الخارجي ما توفر منه فضلة تلقيها للجماهير فستظل اللعبة متواصلة والاستقرار قائما وميكانيزم الديمقراطية شغالا. إلا أنه يوم أن يتوقف ذلك النهب بما يجعل الذئاب لا تجد ما تلقيه للكلاب –حسب تعبير غلنر- ستتوحش الكلاب (15).

ج- أبعد الإسلام الدولة عن سلطة التشريع الأصلي التي هي للوحي وكذلك سلطة تفسير نصوص الوحي فهي للعلماء بما يجعل نفوذ الحاكم ينصب على الجانب التنفيذي.

د- سلطة الرأي العام: تمارس الأمة صاحبة السلطة الحقيقية مهمة الرقابة على الحكم وذلك عبر ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن الأعظم في الدولة الإسلامية، سواء أكان ذلك في المستوى الفردي أم كان في مستوى مؤسسات الدولة والمجتمع كالمساجد والصحافة والأحزاب ومجلس الشورى وغيرها من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الركن الأعظم في دولة الإسلام، وواجب أدائه على كل مسلم بحسب إمكانه ولا يتوقف على إذن من الحاكم بما يجعل قيام الأحزاب ونشر الصحف والكتب والمسيرات السلمية وما إليها من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يحتاج قيامها لإذن الحاكم لأنه موضوع لها فكيف يتوقف قيامها على إذنه، وهي تتجاوز كونها حقوقا إلى مستوى الواجب الديني، إذ الساكت على الحق شيطان أخرس.

هـ- إن دولة الإسلام يتمتع فيها العلماء وقادة الرأي العام وزعماء العشائر والطوائف وكل ممثلي الشعب بمكانة عظيمة باعتبارهم أهل الحل والعقد، بما يجعل سلطان الحاكم إضافة إلى ما تقدم سلطانا تنفيذيا محدودا جدا لصالح سلطان الشريعة والمجتمع وسائر المؤسسات الممثلة لهما. فليست دولة الإسلام دولة شمولية، فهي تكاد تكون مسلوبة من التشريع ولا سيما التشريع الأصلي تشريع العقائد والقيم والحلال والحرام والخير والشر كما أنها محجوبة عن السلطة الفكرية والتربوية كما أن سلطانها محدود جدا في مجال السلطة المالية، سلطة فرض الضرائب المحددة بالشريعة في قسم كبير منها. وسلطانها محدد كذلك في مجال القضاء تشريعا وتنفيذا فهذا المجال يتمتع باستقلال كبير عن الحاكم وهو اختصاص لأهله.

كل ذلك جعل دولة الإسلام لا تعرف نوع الاستبداد الذي عرفته الدول في تاريخ أوروبا وآسيا. وإذا أمكن لمسلمي العصر المرهقين إلى حد الاختناق بدولة الاستبداد الشامل، دولة الحداثة المزعومة المغشوشة والمؤيدة من الديمقراطيات الغربية الاستعمارية، إذا أمكن لمشروع دولة الإسلام المستقبلية أن تعتمد كل هذه المبادئ العظمى التي جاء بها الإسلام مستفيدة من كل ما طورت الديمقراطية الغربية من آليات لمقاومة الاستبداد والأخذ منه بما يجسد سلطة الشورى سلطة الأمة في ظل الشريعة فإن أمة الإسلام لن تكون قادرة على التطهر والتحرر من داء الاستبداد وهو أعظم الداء بعد الشرك بالله لتنطلق في الأرض دورتها الحضارية الثانية الموعودة فحسب بل ستكون في الموقع المناسب لتنوير الحضارة المعاصرة التائهة وراء سراب حلول مادية معقلنة وجبارة هي إلى التنين المتوحش أقرب، لا تني تعمل في كيان الإنسان وأوصال المجتمع والعلاقات بين الأمم وثروات الكون تدميرا وتفكيكا وإفسادا عبر التطوير المذهل لوسائل الدمار ولأسباب النهب والكنز لصالح حفنة من الشياطين المردة على حساب معظم شعوب الأرض، سائقة البشرية رغم علومها وتقنياتها العملاقة إلى إمعان السير في طريق الكارثة المحققة.

أمام الإسلام فرصة النهوض مرة أخرى بمهمة إنقاذ مركب الحضارة واستعادة المعنى والروح والقيمة والرباط الناظم لكل النشاط والأسرية البشرية على اختلاف مشاربها في إطار عقد التوحيد وهو العقد الوحيد القادر على جمع ما فرقته الحلولية المادية وتجسير العلاقات مجددا بين ما رسخت من قطائع داخل شخصية الإنسان وفي تاريخه وبين الأقوام والحضارات والملل.


أبعد الإسلام الدولة عن سلطة التشريع الأصلي التي هي للوحي وكذلك سلطة تفسير نصوص الوحي فهي للعلماء بما يجعل نفوذ الحاكم ينصب على الجانب التنفيذي

دين التوحيد وحده يملك المنظور الإنساني الإلهي الشامل الكفيل إذا فهم على وجهه الحق واتبع بجد أن يعيد للبشرية الوحدة والتعارف وأواصر الحوار والتعاون عبر القبول بالتعدد والتنوع والاختلاف بدل أيديولوجيات الحلول وما أثمرته من نفي الآخر واعتباره الجحيم ومن تسابق محموم في طريق النهب والأثرة والدمار والإفساد. “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات).

إنه ما ينبغي للمسلمين وهم حملة الأمل الوحيد في الإنقاذ أن يتنازلوا تحت أي ضغط وظرف أو إغراء عن جوهر الرسالة المحمدية رسالة التوحيد ورؤيتها الشمولية للإنسان في كل أبعاده وللبشرية في تكاملها ووحدة أصلها والمصير وضرورات إفشاء السلام والحوار والعدل والتعاون بينها في مواجهة مشروع العلمنة مشروع تفكيك الإنسان وتقطيع أوصال المجتمع وترسيخ أيديولوجية النهب والتفكيك والتدمير، أيديولوجية الحلول المادي ممثلا في وثن الدولة الحديثة صنيعة القارون الرأسمالي العامل باستمرار على تهميش الدين، تهميش الإنسان عبر شعارات مضللة من مثل فصل الديني عن الاجتماعي وحبسه في المجال الخاص تمهيدا للإجهاز عليه لينطلق النهب المحموم واستئثار الأقلية بثروات ومصائر الأغلبية عبر فصل الاقتصاد والسياسة والثقافة عن الأخلاق والدين تعبيدا للبشرية كلها لديانة السوق وشياطينها وتحويل كل الدين وكل الأخلاق وكل الفن وكل البشرية عبيدا لذلك الوثن الرأسمالي.

لا مناص من رفض مشروع علمنة العالم و”حوسلة” كل شيء حسب تعبير عبد الوهاب المسيري أي تحويله إلى مجرد شيء نافع لأخطبوط وآلهة الرأسمالية. إن جوهر الرسالة المحمدية مبدأ التوحيد وأبعاده وانعكاساته التوحيدية الجامعة لمختلف أبعاد الإنسان والطبيعة ضمن تعددية حقيقية تعترف بكل أبعاد الإنسان وبكل ما في الكون من تعدد وما في المجتمعات والحضارة من تنوع في تناغم ورؤية شاملة وصبغة جامعة لا تجد التعبير الجلي عنها خارج الرسالة الخاتمة رسالة التوحيد. قال تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”
(الحجرات).

ــــــــــــ
* مفكر إسلامي تونسي مقيم في بريطانيا، رئيس ومؤسس حركة النهضة الإسلامية في تونس
المراجع
(1) من مقدمة ابن خلدون
(2) علي عبد الرازق: الإسلام وأصول الحكم. “دراسة ووثائق” بقلم محمد عمارة ط 2 بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1988.
(3) محمد عمارة: معركة الإسلام وأصول الحكم. القاهرة، دار الشروق 1989.
(4) ورد في كتب الحكومة الإسلامية للإمام الخميني ص 87 “ومن ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل” وفيه روح الفلسفة الإشراقية العرفانية واضحة.
(5) أثرت كلمات في هذا المعنى عن الخليفة معاوية بن أبي سفيان وعن أبي جعفر المنصور.
(6) ابن القيم: الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: ابن القيم. بيروت دار الكتب العلمية.
(8) راشد الغنوشي: الحريات العامة في الدولة الإسلامية ص 93 ط. مركز دراسات الوحدة العربية 1993.
(9) محمد طه بدوي: بحث في النظام السياسي الإسلامي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص 111، 1991
(10، 11) حسن الترابي: الشورى والديمقراطية. المستقبل العربي، ص 13. ورضوان السيد: الأمة والجماعة والسلطة. دراسات في الفكر السياسي العربي. دار اقرأ. القاهرة. وأبو يعرب المرزوقي، وحدة الفكرين الديني والفلسفي ص 12. دار الفكر العربي المعاصر. بيروت لبنان أبريل/ نيسان 2001 ط 1.
(12) ابن عاشور مقاصد الشريعة. الدار التونسية للنشر
(13) لينين مختارات موسكو: دار التقدم 1968
(14) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن ص 249 ج4 ط بيروت دار الفكر العربي 1948.
(15) أرنيست جلنر
Gellner Ernest post modernism: Reason and religion- london 1992

 

تنبيه ضروري:
آختيارنا إعادة نشر هذا التحقيق الذي أعدته صحيفة مغربية محترمة عن واقع أليم ومثير للإنشغال ليس من باب الشماتة – حاشا وكلا – أو التشويه لسمعة الفتيات المغربيات بل من باب التنبيه لاستفحال هذه الظاهرة في العديد من البلدان العربية وللتذكير بأن أوضاعا مشابهة أو أشد هولا وخطورة توجد منذ عدة أعوام في بلادنا تونس مع الأسف!!!! 

وسيطات يتصيدن تلميذات قاصرات من أبواب الإعداديات للزبناء الخليجيين!!؟

 

 

 

قراءنا الأعزاء: سووا من جلساتكم، وضعوا عنكم كل أشغالكم، وأعدوا للاستغراب أذهانكم، وللنبض والخفقان السريع قلوبكم، بل وحتى للبكاء والدموع عيونكم، واستنفروا لقراءة هذا المقال كل من حولكم، فإنه يهمكم ويهم بناتكم وبنات أقربائكم وأصدقائكم. فشدوا أحزمتكم، واستعدوا معنا لهذه الرحلة المثيرة والمؤلمة، رحلة ستطلون معنا على متنها من ثقب صغير جدا على عالم من الإفساد والتلاعب بأعراض هذا الشعب الأبي، رحلة سنطير فيها جميعا على متن معاناة طفلة من ضحايا شبكة الدعارة التي تم اكتشافها مؤخرا بمدينة سلا، لنقف على مشاهد من البشاعة يندى لها الجبين، ونندهش لوحشية قوم لا يمتون إلى أخلاق الحيوان بصلة، فأنى لهم أن يحصوا في عداد البشر. تعالوا معنا قراءنا الأعزاء لتكتشفوا معنا أن عائدات النفط الذي أنعم الله بها على الخليجيين، تسخر لكفر هذه النعمة، وتبذر في أبشع المعاصي، تعالوا معنا كي نرى جميعا كيف تهدم أخلاقنا، وتهتك أعراض بناتنا، وآباؤهن في غفلة نائمون، وفي أعبائهم اليومية تائهون.

تبلغ الطفلة (…) من العمر 15 سنة، تلميذة بإعدادية للاحسناء بمدينة سلا، كانت تعيش مع أمها المطلقة، وتزور أباها كلما دعتها إلى ذلك حاجتها إلى شيء من عطف الأبوة وحنانها المفقودين في وسط أسري ممزق. عندما زارنا أبوها بمقر الجريدة كانت ملامحه التي يعلوها القلق والحزن تنبئ عن كبد مكلومة مزقتها أيادي عصابة وحشية سرقت منه أغلى ما يملك أب على وجه البسيطة: عرضه وشرف ابنته…

وبعدما حكى لنا قصة ابنته القاصرة المغرر بها، تأثرنا لمصابه وأشفقنا لحاله، ولكننا فضلنا أن نسمع القصة من فم الضحية نفسها، لأنها سوف تكون أكثر تأثيرا وأقرب إلى الصورة الحقيقية للفاجعة. وأصررنا على الأب أن نزوره في بيته ونتحدث إلى ابنته وجها لوجه، رغم تأكيده لنا أنها ملت من الحديث عن مصيبتها وأنها سترفض التحدث إلينا. أقنعنا الأب بعد أخذ ورد، وأكدنا له أننا سنقنع ابنته أيضا إن شاء الله.

وفي بيت الضحية كانت مهمتنا أصعب مما كنا نتصور، حيث اضطررنا أن نشرح لها دور الصحافة كسلطة رابعة، وعرجنا بها على أهمية الرقابة الاجتماعية لمهنة المتاعب، وكان لابد أيضا من أن نذكرها بمسؤوليتها نحو باقي فتيات المسلمين، حيث تشكل قصتها مع شبكة الدعارة عبرة وإنذارا وتوعية لهن. وبعد صمت وتردد طويلين، وافقت على الكلام وأذنت لنا بتسجيل تصريحها، وإليكم أعزاءنا القراء نصه: >هناك نساء يأتين أمام الإعدادية، وكلما رأين شابة جميلة يغرينها بالمال كي تذهب معهن، ويقلن لها أنها ستزور معهن شخصيات كبيرة وغنية وأن الأمر لا يعدو أن يكون جلسة حميمية وترفيهية ثم تعود… أما كيف وقع معي أنا، فقد خرجت من الإعدادية واتصلت بي إحداهن وشرحت لي الأمر، ولكني رفضت ولم أذهب معها، وفي المرة الثانية كان الأمر مخالفا، حيث إن التي تولت أمر إقناعي هذه المرة صديقة تدرس معي بنفس القسم، وفعلا أقنعتني وقلت لأمي أني سوف أذهب مع صديقتي للمذاكرة تلك الليلة، ذهبنا إذن في سيارات خاصة إلى فيلا فاخرة بحي الرياض مع مجموعة من الفتيات وجدنا فيها…. (اسم خليجي معروف)، ولما دخلنا إلى الفيلا، غيرت لنا الوسيطات ملابسنا بأخرى نبدو معها شبه عاريات (ثياب قصيرة ولاصقة على الجلد)، سهرنا معهم تلك الليلة، كانوا يشربون الخمر، أما نحن فقد كنا جالسات فقط، وحوالي الساعة الثانية عشرة ليلا، أعطونا مبلغ 1000 درهم (ألف درهم) لكل واحدة، ثم انصرفنا. بعد تلك الليلة رجعت إلى الإعدادية فرحة مسرورة وبدأت أنفق المال على صديقاتي ذات اليمين وذات الشمال، بعد مدة جاءتني صديقتي مرة أخرى تطلب مني أن أذهب معها في مغامرة جديدة، ووافقت بسرعة لأن المغامرة الأولى راقتني جدا، وكانت الكذبة التي سوف أطمئن بها أمي هذه المرة، هي أني سوف أقضي الليلة مع والدي!

ذهبنا كالعادة في سيارات، وكانت الوجهة هذه المرة حي أگدال، والزبناء خليجيون دائما، ولكننا هذه المرة، تعرضنا لعملية فرز وغربلة، فلم تدخل منا إلا من كان جمالها فتانا، أما الأخريات اللائي لم يدخلن، فقد تسلمن مبلغ 100 درهم (مائة درهم) لكل واحدة وانصرفن، وأما نحن اللائي سهرنا معهم تلك الليلة، فقد تسلمنا مبلغ 500 درهم (خمسمائة درهم) لكل واحدة، أخذ منها السائق 100 درهم (مائة درهم) عن كل واحدة. وأصبح الأمر معتادا لدي كلما دعتني صديقتي إلى الذهاب، في المرة الموالية ذهبنا عند بعض “الحْوالا” (هذا التعبير عزيزي القارئ لا يعني جمع “حَوْلي” أي الكبش، بل هو نعت مشهور عند بائعات الهوى يطلقنه على الزبناء من فساق الخليج، وأنى لهذه الحيوانات أن ترقى إلى مستوى الأكباش التي شرفها الله بعيد الأضحى) وتستمر الطفلة الضحية في سرد قصتها: >ذهبنا عند بعض “الحوالا” أحدهم اسمه….دخلنا فبدأ هذا الأخير يتخير، وفي الأخير قال أريد هذه الصغيرة” وكنت أنا الصغيرة، أدخلتني عليه الوسيطة وجلسنا نحن الثلاثة في سهرة، وبعد مدة اختلت بي الوسيطة وقالت ليَ إن الزبون يريد أن يزني بي، فرفضت وأبديت خوفي من فقدان شرفي مما سيثير لي المشاكل مع أمي، ولما أصررت على الرفض قدموا لي عصيرا فيه مخدر، ولم أعلم ماذا كان بعد ذلك، وفي الصباح غادرت بعدما تسلمت مبلغ 3000 درهم (ثلاثة آلاف درهم) تقاسمتها معي الوسيطة، وأكد الزبون على رجوعي مرة أخرى، توجهت مباشرة إلى بيت إحدى النساء العضوات في الشبكة… تسكن بـ”باب شعفة”، وهناك أمضيت اليوم كله حتى المساء وذهبت عند أمي مدعية أن هذا الوقت كله أمضيته مع أبي.

وفي مرات متوالية رجعت عند نفس الزبون وبنفس الطريقة، وتقاضيت نفس المبلغ عن كل ليلة (3000درهم)وبعد مدة اكتشفت أني فقدت بكارتي. وهذا ما اضطرني إلى الهرب من بيت أمي، لأنها كانت دائما تؤكد لي على أهمية الحفاظ على الشرف ودوره في ليلة الزفاف، فررت من البيت إذن في اتجاه مدينة القنيطرة عند بعض صديقاتي هن أيضا من ضحايا هذه الشبكة، يسكنّ بشارعالشماخ”، بعد مدة ذهبت عند إحدى صديقات والدتي ورفضت استقبالي في منزلها لأن أمي تبحث عني، إلا أن ابنها أبى إلا أن يدخلني، فبقيت معهم مدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع انصرفت، خصوصا بعدما علمت أن أبي أيضا يبحث عني ويعلم أني موجودة عندهم، فكان الملجأ هذه المرة بيت خالتي، إلا أن الأمر انكشف، فأحضر أبي الشرطة إلى بيت خالتي، وكان هلعي كبيرا جدا… أخرجوني واصطحبوني إلى مركز الشرطة حيث اعترفت وكشفت كل شيء….

وختمت لنا التلميذة (…) تصريحها بهذه الخاتمة المثيرة: >كم من فتاة ضاع شرفها بهذه الطريقة وأبوها وأمها لا يعلمان عنها شيئا، وأعرف الكثير من زميلاتي بإعدادية للاحسناء فقدن بكارتهن، وأذكر أننا كنا سنعرض على طبيبة لتفحصنا يوما، فرفض كثير من التلميذات الخضوع للفحص خوفا من أن ينكشف أمرهن. وللإشارة فقد تعرضت لعدة تهديدات من طرف أعضاء شبكة الدعارة هذه وهددوني بأن يحرّقوني… تلقيت تهديدات مباشرة خصوصا من أخوي إحدى عضوات هذه الشبكة (تسكن بباب شعفة)، فحواها أنه إذا تمت إدانة أختهما فسوف يقتلون عائلتي عن آخرها بالسكاكين، هؤلاء ضيعوا بنات المغرب، وكم من فتاة أهلها فقراء، ولكنها تملأ عنقها ومعصميها ذهبا، بل منهن من بنين بيوتا، فمن أين لهن ذلك؟ ولماذا لا يسأل القانون عن مثل هذه الأمور؟ وكم من نساء أزواجهن فقراء أو عاطلون، ولكنهن بنين بيوتا، فمن أين لهن ذلك؟.

سألناها إذا كانت تعرف شيئا عن عناوين الزبناء، فأجابت: «لا أعرف بالضبط أعرف الأحياء فقط، أما التفاصيل، فلا أستطيع تذكرها، لأننا كنا لا نذهب إلا ليلا (حوالي 7 و30 د أو الثامنة ليلا) ونذهب مع سائقين خاصين يسوقون بطريقة تصعب معها معرفة المكان، ونعود على الساعة الخامسة صباحا بنفس الطريقة، وبرفقة “الجرَّارات” (أي الوسيطات) وعن عناوين بعض عضوات الشبكة، صرحت لنا الضحية أن إحداهن تسكن “بباب شعفة”، وأخرى “بحي شماعو”، وأخرى في “ديار” والرابعة لا تعرف مسكنها، وكلهن متزوجات إلا واحدة فهي مطلقة.

هذا عزيزي القارئ غيض من فيض، وهذا تصريح ضحية واحدة فقط، وما خفي لاشك أعظم وأبشع وأقبح، فهل من ثورة ضد الفساد؟ وهل سيكون المسؤولون في هذا البلد المسلم في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقهم للحفاظ على أعراض المسلمين؟ وهل ستأخذ العدالة مجراها للضرب على أيدي المجرمين واستئصال الفساد؟ أم أن الملف سيطوى طيا لطيفا كأن شيئا لم يكن؟ وهل يعي الآباء مسؤولياتهم ويهبوا لمراقبة سلوك بناتهم؟ وهل تتحرك مختلف الهيئات والمنظمات ببلدنا وتتأثر لهول الكارثة؟
ألا هل بلغنا.. اللهم فاشهد.
 رشيد مجد محمد أعماري
نقلا عن جريدة التجديد المغربية

 
Liste publiée grâce à l’aide exquise de l’association :
Freedoms Friends  FrihetsVنnner Fِreningen  Box 62 127 22 Skنrholmen  Sweden
Tel/:(46) 8- 4648308    

Fax:(46) 8 464 83 21

   e-mail: fvf@swipnet.se

 
 



Hämta MSN Explorer kostnadsfritt på http://explorer.msn.com To Subscribe send an email to:  TUNISNEWS-subscribe@yahoogroups.com 
To Unsubscribe send an email to:  TUNISNEWS-unsubscribe@yahoogroups.com 
URL to this page: http://www.groups.yahoo.com/group/TUNISNEWS

L’utilisation du service Yahoo! Groupes est soumise à l’acceptation des Conditions d’utilisation et de la Charte sur la vie privée.

Accueil

Lire aussi ces articles

10 février 2008

Home – Accueil – TUNISNEWS  8 ème année, N°  2818 du 10.02.2008  archives : www.tunisnews.net Association Internationale de Soutien aux

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.