السبت، 6 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2693 du 06.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 حرّية و إنصاف: الإفراج عن 27 معتقلا سياسيّا في تونس مع تواصل الإعتقالات والتعذيب اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي- من أجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية مجموعة من المنخرطين بفرع قفصة: تغيب فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان النشيد الرسمي للشباب الديمقراطي التقدّمي: نشيد الحرية اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي- من أجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية:بيان تأسيسي قيس الرياحي: ما يمكن قوله بعد رحيل الرفيق منجي المرواني الطيب الجوادي، :نداء إلى جميع عقلاء هذا البلد: أوقفوا هذه المأساة أبو أنيس: أربع سنوات مرت على استشهاد الأخ عبد المجيد بن طاهر مرسل الكسيبي: تونس : السلطة تخرج عن صمتها و هجوم على التقدمي في أروقة الحكم والتلفزيون محمد العروس الهاني : بمنـاسبة ليلة القــدر رسالة مفتوحة للتاريخ رقم 3 إلى معالي وزير الشؤون الدينية حول دعم الأيمة وحفاظ كتاب الله والمحافظة على الأخلاق محسن المزليني:في ندوة بـ « منتدى الجاحظ « :الهرماسي يؤكّد: التكفير تعبير عن أزمة العقل الإسلامي ومؤسّساته حسن بن عثمان: تونس: « الفاطرون » في رمضان هل ينقرضون؟   د. سلوى الشرفي: « آه من يوم تسودّ فيه الفوانيس، اللهم قنا شّره »   د حسن حنفي: الفتنة بين الاسلاميين و العلمانيين وكالة الأنباء القطرية:أمين عام التجمع الدستورى الحاكم / انتقاد صحيفة « الخليج »:الحزب الحاكم في تونس يتهم المعارضين المضربين بالاستقواء بالأجنبي موقع الجزيرة.نت :تراجع إنتاج زيت الزيتون في تونس جريدة « الصباح »:التركيبة الجديدة لمكتب مجلس النواب جريدة « الصباح »:سفير فرنسا بتونس في لقاء صحفي:زيارة الرئيس ساركوزي إلى تونس مطلع 2008 صحيفة « الحياة »:صحيفة إسرائيلية نسبت الفكرة الى ساركوزي … «تكتل أوروبي من دون أوروبيين» مصفاة للإسلام السياسي جريدة « الصباح »:صادرات التمور التونسية تحقّق رقما قياسيا على مستوى العائدات المالية بـ179 مليارا (من المليمات) جريدة « الصباح »:تكريم المنتجة هاجر بن نصر في السليمانية:عبد الرزاق الحمامي: «إنها مسكونة بجن وثائقي لا فكاك منه» صحيفة « القدس العربي » :«الحراقة» الجزائريون يفضّلون أن يأكلهم «الحوت» وعائلاتهم تُدرجهم في عداد «المفقودين» صحيفة « الحياة »:عباسي مدني يخشى «انفجاراً شعبياً» في الجزائر صحيفة « القدس العربي » :إسبانيا تعيد النقاش حول الحجاب بعد طرد تلميذة مغربية من المدرسة بسببه صحيفة « القدس العربي » :حول فتوي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ:الانفاق علي الجهاد حرام والانفاق علي صفقات السلاح المشبوهة حلال!

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

حرّية و إنصاف

33 نهج المختارعطيّة – 1001 تونس

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

 

تونس في 6 أكتوبر 2007 / الساعة 00:10

 

 الإفراج عن 27 معتقلا سياسيّا في تونس مع تواصل الإعتقالات والتعذيب

 

 

   علمت منظّمة « حرّية و إنصاف » أنّ المُفرج عنهم من المُعتقلين و السجناء السياسييّن من سجنيْ برج الرومي والمرناقيّة الجمعة 5 – 10 – 2007 ، قد بلغ 27 سجينا من بينهم إثنان صدر ضدّهما حكمان بالسجن ( أيمن الماجري و أنور الحنّاشي) ، فيما كان البقيّة (25 سجينا) من المُعتقلين الذين لم يُحالوا على المحاكمة حيث مازالت الإجراءات بشأنهم لم تتجاوز طورالتحقيق .

   و لم تشمل الإفراجات أيّا من المعتقلين و السجناء السياسيين في غير سجنيْ برج الرومي و المرناقيّة

   و فيما إكتفت المحكمة بإصدار عقوبة السجن لمدّة السنتيْن اللتيْن قضاهما كلّ من أيمن الماجري وأنور الحنّاشي ، أصدرت ضدّهما – بهدف تقييد إقامتهما- عقوبة تكميليّة تقضي بإخضاعهما للمراقبة الإداريّة لمدّة 5 سنوات تبدأ من تاريخ الإفراج .

  و يأتي الإفراج عن ال27 سجينا بالتزامن مع إستمرار حملة واسعة من الإعتقالات في تونس في صفوف الشباب المُتديّن دون إرتكابهم لأيّ فعل مُوجب للمؤاخذة في نطاق ما يُسميّه النظام ب »المحاكمات الوقائيّة » ، ممّا جعل عدد المعتقلين السياسييّن يفوق إلى حدّ الآن ألفيْ مُعتقل .

 

  إنّ « حرّية وإنصاف » :

 

  – تُعبّر عن بالغ إنشغالها لإستمرار هذه الحملة الواسعة من الإعتقالات التعسّفيّة .

  – تُندّد بشدّة بإخضاع المُعتقلين لصنوف وحشيّة من التعذيب.

  – تُطالب بالإفراج عن جميع سجناء الرأي في تونس .

   عن المنظّمة :

 الرئيس محمد النوري

 


 

اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي- من أجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية

 
دخلت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي ومدير جريدة الموقف الأستاذ أحمد نجيب الشابي في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 20 سبتمبر الماضي للاحتجاج على سعي السلطة إلى غلق المقر المركزي للحزب ولجريدة « الموقف » بالعاصمة الذي يشغلانه منذ 13 سنة وذلك بالضغط على صاحب المحل واستخدام القضاء لإضفاء صبغة قانونية على هذا الإجراء التعسفي. وتندرج هذه الحملة الجديدة على الحزب الديمقراطي التقدمي ضمن سياسة منهجية تستهدف كل الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة قصد محاصرتها وعرقلة نشاطها، كما يحدث ذلك بالنسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تحاصر مقراتها في كافة أنحاء البلاد ويمنع الدخول إليها منذ أكثر من عامين وبلغت هذه السياسة ذروتها بالإقدام على حرق مكتب الأستاذ العياشي الهمامي المحامي والناشط السياسي والحقوقي. وتتكثف هذه السياسة القمعية في المرحلة الراهنة بهدف تلجيم كل الأصوات التي تناضل من اجل الحرية والديمقراطية حتى يضمن الحكم استمراره وهيمنته على كافة مجالات الحياة العامة. إن الممضين على هذا البيان انطلاقا من إيمانهم بشرعية ومشروعية الإضراب عن الطعام الذي تشنه الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ومدير جريدة « الموقف »، واعتبارا لان هذا التحرك يندرج ضمن نضال الحركة الديمقراطية في تونس من اجل حرية العمل السياسي والجمعياتي، واعتبارا لان الجميع معنيّ بنتائج هذه المعركة: فإنهم يعلنون عن تأسيس « اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي – من اجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية ». وتعمل هذه اللجنة من اجل: وقف كل التتبعات والإجراءات الرامية إلى إخراج الحزب الديمقراطي التقدمي وصحيفة الموقف من مقرها بالعاصمة. وقف حملة إغلاق مقرات الأحزاب والجمعيات في كافة أنحاء البلاد. الدفاع عن حرية العمل السياسي والجمعياتي. وتناشد اللجنة كافة الأحزاب والجمعيات والشخصيات بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية وتنوع مجال نشاطهم إلى الإلتحاق بها. إن معركة الحرية تهم الجميع في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا. عن اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي – من اجل المقرات والفضاءات العمومية الناطق الرسمي باسمها الأستاذ العياشي الهمامي


قانمة اللجنة الوطنية لمساندة الجريبي والشابي من أجل الحق في المقرات والفضاءات العمومية

 
السادة و السيدات 1- العياشي الهمامي 2- خميس الشماري 3- أحمد ونيس 4- حمة الهمامي 5- مصطفى بن جعفر 6- مختار الطريفي 7- علي العريض 8- عبد الرزاق الكيلاني 9- عبد الرؤوف العيادي 10- لطفي الحجّي 11- الطاهر بن حسين 12- خديجة الشريف 13- محمد عبّو. 14- محمد النوري 15- جلول عزونة 16- مصطفى الزيتوني 17- أنور القوصري 18- خالد الكريشي 19- أحمد الخصخوصي 20- مسعود الرمضاني 21- عبد الرحمان الهذيلي 22- علي بن سالم 23- منجي اللوز


بيان مشترك

 

نحن الممضين أسفله : الأحزاب و الجمعيات ومكونات المجتمع المدني  ببنزرت ، وبعد تداولنا قضية الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي ومدير صحيفة الموقف الناطقة باسم الحزب أحمد نجيب الشابي المضربَيْن عن الطعام منذ 20 سبتمبر 2007  للمطالبة برفع المضايقات المسلطة على حزبهما.

 و بعد اطلاعنا على تدهور الحالة الصحية  للمضربين نعلن ما يلي:

 

– تضامننا المطلق مع المضربَيْن عن الطعام باعتبار عدالة قضيتهما وتحميلنا السلطة مسؤولية أية انعكاسات صحية خطيرة تمس  صحة المضربَيْن و تهدد حياتهما.

 

– استياءنا مما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلاد والتي تدفع بالقيادات السياسية إلى التضحية بأجسادهم من أجل قضايا ظننا أننا تجاوزناها بعد خمسين سنة من الاستقلال.

 

– دعوتنا السلطة إلى الكف عن مضايقة الأحزاب السياسية والجمعيات وإلى احترام القانون و دستور البلاد الذين يكفلان النشاط للأحزاب بكل حرية.

 

*جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي

*جامعة بنزرت لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين

*هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات ببنزرت

*ودادية قدماء المقاومين ببنزرت

 


لجنة مساندة بتطاوين

 
نحن الممضين أسفله، مجموعة من مختلف الحساسياث النقابية والسياسية من نشطاء المجتمع المدني بجهة تطاوين، وعلى إثر ما لمسناه من مضايقات يتعرض لها مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي بلغت ذروتها بصدور قرار إخلاء المقر المركزي للحزب، نعبر عن استيائنا واستنكارنا للمارسات اللاديمقراطية والتي تجافي الحس المدني وتتناقض مع أبسط الحقوق الدستورية، ونؤكد مساندتنا للمضربين عن الطعام احتجاجا على الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له حزبهما. وإننا إذ نبدي اعتراضنا على هذا السلوك، فإننا ندعو إلى احترام الحق في حرية النشاط السياسي بما تكفله القوانين والأعراف وإلى تكريس الخيار الديمقراطي كنهج أوحد للنهوض بالوطن وبالمواطن. الطاهر بومخلاء كمال عبد اللطيف محمد الهادي الغرابي حسين اليحياوي خالد عباسي فخري الصميطي نبيل الحدادي نزار الجليدي علي بوزيان حسين التايب منير التيس (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 5 كتوبر 2007)


 
قفصة في 2007/10/04 

تغيب فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان

 

 
تتالت التحركات والاحتجاجات من الاعتصامات الى اضرابات الجوع الى التحركات الميدانية طوال المدة الأخيرفي مدينة قفصة ومعتمدياتها من طرف الأشخاص واللجان المساندة لأصحاب الشهائدالمعطلين عن العمل والأحزاب وما رافقها من  حملات كبيرة للقمع والعنف من طرف البوليس السياسي وآخرها التحرك الاحتجاجي الذي قام به عدد هام من أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وسبقه اضراب جوع دام قرابة الشهرين خاضه الطالب سامي عمروسية من أجل حقه في التعليم وتلاه اضراب آخرشنته المناضلة عفاف بالناصرمن أجل حقها في العمل ثم العنف الذي يتعرض اليه المعارضون السياسيون في الشارع كان آخر ضحاياه السجين السياسي السابق علي شرطاني حين منعوه من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بقفصة ثم ختامها ما يتعرض له  هذا الحزب من مضايقات من طرف نظام ديكتاتوري لايعترف الا بالحزب الحاكم وما يحوم حوله من زمرة المعارضة الديكورواللذي استهدف مناضليه ومقراته وجريدته الغراء ً الموقف ً . وفي ضل كل هذه الممارسات القمعية من طرف نظام 07  نوفمبروما تبعها من حركات تضامن واسعة من طرف الأشخاص والهيآت المدنية بقيت ردود فعل فرع قفصة للربطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان محتشمة للغاية حيث تجاهلها رئيسها في أغلب الأحيان واقتصر على زيارات مجاملة في أحيان اخرى حاول من خلالها فش العجلات معتبرا كل هذه الأشكال  النضالية غير لائقة محاولا اعاقتها متجنبا اصدار البيانات رغم الاتصالات والمطالبة بذلك من طرف المنخرطين بالفرع متعللا تارة  بوضعية الرابطة ومهددا تارة اخرى بالاستقالة من الفرع . وقد شكل هذا الوضع استياء كبير في أوساط المنخرطين في الفرع وخارجه من سياسيين ونقابيين وما أدل على ذلك هو ما عبروا عنه من خلال  العريضة التي هي بصدد الامضاء للمطالبة بتفعيل الفرع من خلال منخرطيه بغض النظر عن مواقف رئيسه وسنمدكم بها في القريب العاجل .  مجموعة من المنخرطين بفرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الأنسان

 

نشيد الحرية
النشيد الرسمي للشباب الديمقراطي التقدّمي:
بالروح بالدم نفديك يا حرية
ونحطّك يا علم في قلبي وعينيّ
صامد في وجه الريح
ونغالب طوفان الشرّ
والنبض فيّ يصيح
إنّي لازم نحيا حرّ
وما نساومشي عالحرية
مهما يطول الهم عليّ
لو تتسكّر كل ثنية
وحتى لو يسقوني المرّ
ما تهون بلادي عليّ
كرامتي وعزّة نفسي
وقلبي معبّي بالأمل
إرادتي وقوة بأسي
تكسرها أغلال الذل
ما نساومشي عالحرية
نفدي بلادي بكل ما ليّ
لو حطّوا القمرة في إيديّ
وزادوا معاها الدنيا الكل
ما نبيعك يا قضيّة

 

 

للاستماع إلى النشيد، اضغط على الرابط التالي:

http://pdpinfo.org/IMG/mp3/Horriya.mp3

 

 

ما يمكن قوله بعد رحيل الرفيق منجي المرواني

 

فقدت الحركة التقدمية احد ابناء هذا الوطن، الرفيق منجي المرواني الذي وافته المنية بعد مرض عضال الم به. مرض أصر على ان يختطف رفيقنا و صديقنا من بين افراد عائلته و أهله و أطفاله الصغار. ومن بين اصدقائه ورفاقه الذين يحبونه كثيرا. رفاقه وأصدقاؤه بمدينة قعفور الذين يتذكرون جيدا النقاشات االتي كان الفقيد يديرها بنادي السينما او بنادي البحوث و الدراسات او بالمقر المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل. قد يكون الرفيق على بينة من بذور المرض منذ مدة و لكنه كان دائم الابتسامة.

الأكيد انه سيترك فراغا بين أهله وعائلته و أصدقائه. لكن ما عسانا نفعل أمام الرحيل الأبدي سوى التذكر والتذكر والتذكر.

 

قيس الرياحي – باريس


 

نداء إلى جميع عقلاء هذا البلد: أوقفوا هذه المأساة

 
بقلم: الطيب الجوادي، أستاذ – أريانة
بعيدا عن الفهلوة البلاغية، والسياسوية، التي جعلت تسعين في المائة من الشعب التونسي يكفر بالسياسة ويلعن سلسفيل جدها الأول،إضراب الجوع الذي تنفذه رئيسة حزب معارض معترف به ومعتدل ،ولا غبار على وطنيته وعقلانيته،عار على البلد وعلى مواطنيها وعلى ماضيها ومستقبلها!! من القلب، أقول لكل تونسي مهما كان موقعه في المعارضة أو في الحكم :عيب علينا جميعا أن نترك مية الجريبي ونجيب الشابي يخوضان عنا معركة الحرية وحيدين دون أن نقف معهما وقفة حقيقية حازمة جازمة ،تسمي الأشياء بأسمائها وتصارح السلطة بدون مواربة أو مراوغة بأن الأمور تجاوزت كل الحدود ،وأن محاربة هذا الحزب وغيره في مقراته :يمثل خطأ قاتلا وخطيرا سيؤثر تأثيرا مدمرا على مستقبل البلد وعلى كل ما أنجزه في نصف قرن!! هل هناك عقلاء: يبلغون السلطة عندنا أن هذا الإضراب وصمة عار على جبيننا جميعا نحن التونسيين ،حكاما ومحكومين،لأن الرسالة الأولى التي يرمز إليها هذا الإضراب: هو اليأس المطلق الفاجر،بانسداد الآفاق واستحالة الإصلاح ،وعدم إمكانية شيوع العدل في هذه الربوع لدرجة أنه لم يبق لنا إلا التضحية بأرواحنا للدفاع عن الجدار الأخير!! ما أبشع هذه الرسالة وما أخطرها على بلدنا ومستقبلنا!! هل هناك تونسي واحد يرضى أن يشيع الياس لدى التونسيين لدرجة التضحية بأرواحهم؟ هل هناك تونسي واحد يرضى بأن تُطارد المعارضة الديمقراطية الوطنية المعتدلة ،فلاتجد مساحة بعرض هذا الوطن وطوله تمارس من خلاله نشاطها السياسي؟ مرة ثانية ،بعيدا عن الفهلوة البلاغية والسياسوية ،بعيدا عن الحسابات الضيقة والواسعة ،بعيدا عن المعارضة والموالاة بعيدا عن التصنيف البائس:مع أو ضد السلطة: اوقفوا هذه المهزلة،ضعوا حدا لهذا العار: ليتحرك الجميع معارضة وسلطة باتجاه هذين المضربين ،من أجل تحقيق مطالبهما التي نعرف جميعا أنها مشروعة ومعتدلة ،حتى يفكا إضرابهما قبل فوات الأوان ،قبل أن يحصل لهما أي مكروه ونخرج جميعا خاسرين ،وطنا ومواطنين!! هذا النداء أتوجه به لكل عاقل في هذا الوطن:فهل من مجيب؟ (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 5 كتوبر 2007)

أربع سنوات مرت على استشهاد الأخ عبد المجيد بن طاهر

 

 
كانت ليلة الثالث عشر من أكتوبر 2003 لما كان إخوتي يزفونني إلى عروسي وفي نفس الليلة كانت ملائكة الرحمة تزف الأخ عبد المجيد بن طاهرإلى الحور العين في جنات النعيم. قد يكون اقتران الحدثين مصادفة وقد يكون بترتيب رباني أراد الله من خلاله تذكيرنا أن الحياة أفراح و أتراح،  محن و منح،  و أن الزواج بما هو ولادة هو رديف للموت الذي هو أيضا ولادة من نوع آخر. لعل الله أراد أن ينبهني و إخواني أن لا نركن للحياة الدنيا و زينتها من زوجة و أولاد و أموال و أن نذكر دائما هادم اللذات و مفرق الجماعات  و كفى بالموت واعظا من هو الشهيد  عبد المجيد بن طاهر؟ هو رجل صدق ما عاهد الله عليه و قضى صابرا محتسبا لم يغير و لم يبدل. قضّى بسجن الطاغوت ثماني سنوات متنقلا بين مختلف السجون. كان سجنه رحمه الله مضاعفا ذلك أنه إلى جانب الأذى الجسدي و النفسي الذي تعرض له كان طيلة سجنه مقطوعا عن العائلة لبعد السجون التي أقام بها و لضيق ذات اليد حيث لم تكن زوجته الأخت الفاضلة الصابرة المحتسبة (ع) تجد من الوقت ولا من المال ما يمكّنها من زيارة زوجها فكانت المسكينة تكتفي بالرسائل التي ينال منها مقص الرقيب فتشطب منها كل الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي من شأنها أن تدعم صبره و وحشته وكانت تتجشم الصعاب لترتب  له زيارته مرة في السنة . الشهيد له بنتان (« أ » و » س ») تركهما مع أمهما و لهما من العمر سنة و ثلاث سنوات لما تم اعتقاله.  هو أصيل ريف  « القرية » التابعة لمعتمدية رأس الجبل من ولاية بنزرت كان يعمل بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة و كان ممن ساهم في الصحوة التي غمرت ذلك المصنع في سنوات الثمانينات. كان داعية مخلصا لله فوقع اعتقاله بتهمة الإنتماء لحركة النهضة. شخصيا و رغم أني لا أبتعد عن مقر إقامته سوى بعض كلمترات إلا أني لم يسبق لي معرفته قبل محنة السجن. عرفته سنة 2001 لما كنت نزيلا بالسجن المدني 9 أفريل بتونس العاصمة لما قدم من سجن بلاريجيا (جندوبة)و منذ أن التقيته أحببته لا لما يجمع بيني و بينه من قرب السكن بل لأنه فعلا كان رجلا صبورا خدوما لإخوانه و مما اشتهر به المرحوم أنه يساعد الكل في غسل ثيابه و نشرها على حبل تعدّ صناعته من اختصاصه رحمه الله فكان يصنع الحبال من خيوط الأكياس البلاستيكية و يزود الكل بتلك الحبال التي بدونها لا يتسنى لنا تجفيف ملابسنا بعد غسلها و كان رحمه الله في خدمة الجميع إخوة و مساجين حق عام وكان رحمه الله صوّاما قواّما يبذل وقته بين مساعدة الناس و قراءة القرآن و بذلك حافظ المرحوم بمعنويات مرتفعة حيث كان محبوبا من الجميع وزادت معنوياته رفعة لما تسنى له أن يرى زوجته و بنتيه في زيارة مباشرة كانت الأولى لهن و له وكان ذلك اليوم بحق يوم عيد لنا جميعا فقد رأت البنتين أباهما الذي لم يعرفاه من قبل إلا من خلال الصور. كان يوما جميلا يوم عيد الإضحى سنة 2002 لما احتفلنا بطريقتنا الخاصة بالعيد و أكلنا لحوم الأضاحي التي و الحمد لله وفدت علينا من عائلات الإخوة المقيمين بالعاصمة و كانت بحق كميات كبيرة فأكلنا و أطعمنا كل من بالغرفة من مساجين في يوم أوقف فيه العسس العمل بالقوانين التي تمنع تبادل الأكل بين المساجين و كان ذلك استثناء ليوم العيد . كان رحمه الله يستقبل الأقفاف و يوزعها على المساجين و يغسل الأواني في نشاط و خفة.  و بعد أن تناولنا  عشاءنا و قبل صلاة المغرب بقليل كان الشهيد يقرأ القرآن على فراشه لما انتابه صرع شديد سقط على اثره مغشيا عليه و سقط المصحف من بين يديه و قد طلبنا اسعافه و لكن تأخر العسس في القدوم كالعادة فحملته على كتفي إلى مصحة السجن حيث بقي قرابة الساعة ينتظر أن يقع الكشف عليه إلى أن جاء ممرض و هو عون سجون يتلقى بعض التدريب التمريضي و يباشر فحص المساجين فكان يخبط خبط عشواء مرة يقول إنه انخفاض مستوى السكر  فيضع قطعة سكر في فيه و مرة يقول هي تخمة جراء أكل اللحم الذي لم يتعود عليه. و أفاق المرحوم من نوبته و تبين أنه لم يكن يدري بشيء و كنت أخبرت الممرض أن الحالة تستدعي تحاليل و مراقبة فقال لا هي عابرة و لا تستدعي حتى عرضه على طبيب السجن و بعد حوالي أسبوع و لما كان المرحوم يساعد أحد الإخوة في نشر ثيابه جاءته نوبة شبيهة بالأولى و سقط يتخبط و هو ممسك بحبل الغسيل فحملناه إلى المصحة و كالعادة انتظروه حتى يفيق ليقولوا أنه بخير و لكننا  أصررنا أن يقع عرضه على الطبيب ففعلوا بعد أيام ووصف له الطبيب تحاليل للسكر و الدم و لما خرجت نتائج التحاليل لم يجدوا فيها شيئا فقالوا هو بخير. و عاودته الحالة مرة ثالثة، إذاك أصررنا على نقله إلى المستشفى و ساعدنا في ذلك بعض الأعوان الطيبين الذين يحبون الشهيد ففعلوا و قد طلب طبيب المستشفى له صورة » سكانير » للدماغ و يسر الله أن كان الطلب مستعجلا و بعد أسبوع تقريبا في شهر أفريل 2002 جاء التقرير الطبي مؤكدا أن لدى المرحوم أورام سرطانية بالمخ في مرحلة متقدمة تستوجب عملية جراحية و تم ذلك فعلا و وقع استئصال الورم و لكن كانت الحالة متقدمة و رجع المرحوم إلى السجن و هو مدرك لحالته فلم يتزعزع و لم يجزع بل كان يردد » إنا لله و إنا إليه راجعون » و بقي أياما برأس مفتوح يقيم بيننا بغرفة بها 200 سجين إلى أن اقتنعوا بتقرير الأطباء الذين قرروا أن أيامه باتت معدودة و أن لا أمل في شفائه فجاءه عفو عن بقية المدة الأصلية (13 سنة ).بعد أن قضّى 8 سنوات. خرج الشهيد من السجن ليبدأ معاناة جديدة مع المرض فإدارة السجون قد تخلصت منه لتتركه يتدبر أمره مع المرض الخبيث و رغم حالته الصحية فإن العسس لم يتركوه بل و كان رئيس مركز الحرس الوطني و عمدة الجهة يزورانه باستمرار لا ليطمئنوا على حاله بل ليراقبوا من يتصل به أو يمد له يد المساعدة وكان رحمه الله لا يبالي بهم بل يتنقل و يزور إخوانه و قد زار عائلتي  مرات مساهما في رفع معنوياتهم . و خرجت من السجن بعد ذلك بأشهر و كان أول ما قمت به زيارته و قد فرح بذلك كثيرا و من يومها بقيت على اتصال دائم به أساعده ما استطعت حتى يستطيع الذهاب لمواعيده الطبية بمعهد صالح عزيز و رغم تلك الحالة التي كان عليها فقد منعوني من الإتصال به و هددوني بالعودة إلى السجن إن لم أقطع اتصالي به و قد تحديتهم و واجهت تعنتهم بالإصرار على زيارته علنا و في وضح النهار فلما يئسوا مني أغروني بأن انقل لهم أسماء كل من يزوره في البيت أو يقدم له أي مساعدة فأخبرتهم أن عسسهم المرابط قرب بيته قادر على ذلك فوقع استدعائي مرارا من أجل ترهيبي و لكن هيهاة. كان المرحوم ممن شهد على خطوبتي و زواجي. و كان قد رأى الرسول صلى الله عليه و سلم في منامه و هو يبتسم له و كان جاثيا على ركبتيه  يستغيث  للأمة.  أجريت على المرحوم عملية جراحية ثانية خرج على إثرها مشلولا يتنقل على كرسي متحرك واشتد به المرض بعد ذلك و نحل جسمه وأصبحت الأدوية التي يتناولها يوميا لا تكفي للحد من آلامه واختاره الله إلى جواره و أكد من شهد و فاته من أهل و إخوة أنه كان يبتسم و يقول » في جنات الخلد إن شاء الله » و يردد الشهادتين إلى أن فاضت روحه الزكية و سمعت الخبر في صلاة الصبح ليلة زفافي فكنت ممن غسّل المرحوم تنفيذا لوصيته  و كانت جنازته و رغم ما حف بها من رقابة أمنية مكثفة جنازة عظيمة تليق برجل صدق ما عاهد الله عليه حضرها عديد الإخوة و الشخصيات السياسية و الحقوقية و دفن رحمه الله بمقبرة الماتلين من معتمدية رأس الجبل يوم الإثنين 13 أكتوبر 2003. رحمك الله يا أخي عبد المجيد و أسكنك فراديس جنانه و رزق أهلك و إخوانك الصبر من بعدك و ثق أن روحك ستبقى محفزة لإخوانك و قضيتك و لعنة على جلاديك.  ستبقى حيا في قلوبنا بحياة قضيتك إلى أن يأتي اليوم الذي تقتص فيه من ظالمك و تأخذ بتلابيبه أمام الواحد الأحد و تقول هذا قتلني فخذ حقي منه. أبو أنيس .

 


تونس : السلطة تخرج عن صمتها و هجوم على التقدمي في أروقة الحكم والتلفزيون

 
مرسل الكسيبي (*)
مع دخول اضراب قادة الحزب الديمقراطي التقدمي عن الطعام أسبوعه الثالث , بدت السلطات التونسية عاجزة عن تحمل صدى ضغط سياسي وحقوقي واعلامي داخلي وخارجي متصاعد , حيث شن الد. الهادي مهني الأمين العام للتجمع الديمقراطي الدستوري – الحزب الحاكم في تونس- يوم أمس الخميس الرابع من أكتوبر 07 هجوما انتقاديا معاكسا استهدف به الأستاذ أحمد نجيب الشابي مفوض العلاقات السياسية والدولية بالحزب التقدمي والأمينة العامة للحزب الأستاذة مية الجريبي . واذ تعمد الأمين العام للتجمع عدم ذكر اسمي المضربين الا أنه كان لاذعا حين خطب في ندوة خاصة بالأطر التجمعية ذاكرا بأن  » اضراب الجوع الذي تشنه مجموعة قليلة هو اضراب مفتعل بسبب قضية مدنية وليست سياسية بل هي قضية حول استغلال محل في غيرما ما ينص عليه عقد الايجار « . وفي تناغم مع بعض الأصوات القريبة من السلطة وبعض الأحزاب الموصوفة في الوسط النخبوي بأحزاب الديكور السياسي ,أضاف القيادي البارز في الحزب الحاكم بأن « هناك بعض الاصوات الخارجة عن منظومة الوفاق الوطني تسعى من حين لاخر وخاصة عند اقتراب المحطات السياسية ـ الى المس من نجاحات تونس وبث الاشاعات المغرضة والاستقواء بالاجنبي  » . يشار الى أن عبارات مطابقة كانت قد وردت قبل أيام قليلة في مواقف رسمية صدرت عن حزبي الوحدة الشعبية والاجتماعي التحرري اللذان رجح البعض بأنهما أصدرا بيانين متزامنين بطلب رسمي من جهات حكومية على اثر تكرر زيارات ديبلوماسية رسمية تضامنية من سفارات دول الاتحاد الأوروبي وسفارة الولايات المتحدة بتونس . وفي اطار قلق رسمي متصاعد من توسع دائرة التضامن السياسي في الداخل والخارج مع مطالب قادة الديمقراطي التقدمي , استغرب السيد مهني ما وصفه ب « التحالف المشبوه بين أقصي اليمين وأقصى اليسار في بلاده وقال ان هذا التحالف ليس الا سعيا للنيل من مكاسب الوطن وانجازاته ولزعزعة امنه واستقراره . وشدد على ان الخيار الديمقراطي في تونس خيار ثابت لا رجعة فيه وان احزاب المعارضة تنشط بكل حرية وفي اطار الثوابت الوطنية الرامية الى صون مناعة البلاد واستقلالية قرارها « . من جهة ثانية لوحظ ابتداء من يوم أمس الرابع من أكتوبر 07 أن القناة التلفزيونية الرسمية تونس 7 شرعت في تغطية اخبارية لهجوم رسمي شنه قادة تجمعيون ومسؤولون حكوميون بارزون على قادة الحزب التقدمي الذي يعد واحدا من أبرز وأقوى الأحزاب القانونية المعارضة . وفي متابعة اخبارية تلفزية في النشرة الرئيسية المسائية لقناة تونس 7 , تجدد الهجوم اللافت على قادة الحزب الديمقراطي التقدمي والرابطة التونسية لحقوق الانسان وهو مافهم على انه محاولة تعبوية من قادة التجمع الدستوري الديمقراطي ضد موجة قوية من المعارضة تكثفت وتيرتها على مسافة شهرين من الذكرى العشرين لحدث السابع من نوفمبر تاريخ تولي الرئيس بن على لأعلى هرم السلطة في تونس . ولوحظ من خلال تتبع مسيرة الاضراب عن الطعام بالمقر المركزي لجريدة الموقف المعارضة ,أن السلطات التونسية حاولت على مدار أسبوع تقريبا تجاهل الاضراب في وسائل اعلامها الرسمية , لتنطلق بعد ذلك أقلام شبه رسمية في التشكيك في نوايا المضربين والحديث عن طموحات سياسية على علاقة بالاستحقاق الرئاسي المزمع تنظيمه سنة 2009 . وفيما أكد الأستاذ الشابي والأستاذة الجريبي على أن اضرابهم هذا لايخرج عن نطاق معركة الحريات والدفاع عن اخر مربع لها في اشارة الى مقرهم المركزي الذي احتضن على مدار 13 سنة نضالات قادة المعارضة , فان المحللين والمراقبين الديبلوماسيين لايستبعدون وجود تنسيق مشترك بين أطياف المعارضة يهدف الى دفع السلطات التونسية الى الاعتراف بوجود أزمة حقوقية وسياسية واعلامية وجب حلها خارج الأطر الأمنية التي تلجأ اليها الحكومة منذ مالايقل عن سبعة عشر عاما . هذا ويسود اعتقاد راسخ لدى شرائح واسعة من المثقفين والمنخرطين في الشأن العام كما الأوساط الحقوقية الدولية وأصدقاء تونس في الأوساط الرسمية الغربية بأن الوضع السياسي العام يحتاج الى اصلاحات تواكب ماحققته تونس من مكاسب اعمارية وتعليمية ويساير ماتشهده بلدان المنطقة المغاربية من حركة اصلاحية رسمية تعد المغرب الأقصى وموريتانيا والجزائر أبرز ساحاتها المحرجة مغاربيا وحتى عربيا . (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)

 

 


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 308 على موقع تونس نيوز

بمنـاسبة ليلة القــدر رسالة مفتوحة للتاريخ رقم 3 إلى معالي وزير الشؤون الدينية حول دعم الأيمة وحفاظ كتاب الله والمحافظة على الأخلاق

 
تونس في 2007/10/06 بقلم محمد العروسي الهاني
ما أجمل الحديث على الدين الحنيف وما أروع الكتابة في شؤون ديننا الإسلامي وما أبلغ وأعمق وأحلى من الخوض في مسائل تهم عقيدتنا السمحاء وما أبهى الكلام في وجدان الامة وعقيدتها وما أسلم من التعبير في رسالة الإسلام وما أنبل وأقدس من الحوار في جوانب تهم أركان ديننا الخاتم قال الله تعالى :  » إن الدين عند الله الإسلام » صدق الله العظيم. سيادة الوزير المكلف بأهم وزارة وأعظم رسالة وأنبلها ويا سعد من أنجز هذه الرسالة على الوجه الذي يرضي ربنا ومولانا ويا سعد من صان الإسلام وحافظ على أركانه وهنيئا لمن خدم الدين لوجه الله بعيدا عن الرياء والبروز والتوظيف والشهرة ولغايات أخرى… ويا سعد من سعى لحفظ كرامة حفاض كتاب الله ومشايخ الدين المنارة المضيئة إلى يوم الدين. سيادة الوزير الحامل أثقل رسالة والمشرف على أعظم مهمة لا تقاص بأي مهام أخرى لأن أجرها مضاعف سبعمائة ضعف وأزرها أيضا ثقيل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم. كلمة واحدة تضمن لصاحبها جنة الفردوس إن شاء الله وكلمة أخرى تهوي بصاحبها في واد الويل في صقر وما أدراك ما صقر لا حول ولا قوة إلا بالله. نرجو لكم من الله التوقيق وأداء الرسالة على الوجه الذي يرضي ربّ العزة ويسعد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال العلماء هم ورثة الأنبياء. سيادة الوزير المكلف بأعظم وأثقل مسؤولية أمام الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم » صدق الله العظيم. بعد هذه الخواطر القلبية والنفخات الربانية والنصائح الإسلامية والتذكير بثقل الأمانة والمسؤولية التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبيّن أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان أنه ظلوما جهولا. صدق الله العظيم. نبدأ الحديث معكم حول مسائل هامة وعاجلة أولا نلفت نظركم إلى موضوع هام يتعلق بمزيد العناية بحفاظ كتاب الله العزيز الذي تكفل الله بحفظه وقال سبحانه وتعالى : « إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون » صدق الله العظيم. فحفاط كتاب الله هم في حاجة إلى المساعدة والدعم ليس بمناسبة شهر رمضان فحسب وليس بتوزيع مساعدات مادية بالإشهار والإعلام والصور والصحف والتلفزة بل مساعدات قارة بستر الله واليد اليسرى لا تعلم بما اعطته اليد اليمنى. ثانيا مزيد العناية بالأيمة القائمين على شؤون بيوت الله سواء إمام الجمعة أو إمام الخمس أو المؤذن والمكلف بالنظافة ومضاعفة المنحة الحالية التي أصبحت لا تفي بالحاجة الضرورية وعلى الأقل إقرار منحة حسب الاجر المضمون 250 دينار لحفظ كرامة الساهرين على بيوت الله. ثالثا إعادة فتح المساجد والأماكن التي كانت متواجدة في المؤسسات والإدارات وبعض المعاهد والكليات لأداء الصلاة عماد الدين ولا يمكن في المركت الجامعي بالعاصمة أن يبقى المسجد مغلق بدعوى الترميم أو مكان الصلاة لمحطة الرتل بالعاصمة المكان الهام الذي يؤمه حوالي 15 ألف مسافر يوميا زيادة على عمال وموظفي الشركة 3000 وأذكركم بما ورد في سورة البقرة في شأن من يسعى لمنع بيوت الله قال الله : »ومن أظلم من منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها » صدق الله العظيم. رابعا : العمل على تمديد وقت فتح المساجد والجوامع لمدة نصف ساعة قبل كل صلاة حتى يتسنى للمصلين القيام بكل مقضيات الصلاة في وقت متسع دون تحديد فتح المساجد قبل ربع ساعة حسب أقوال المكلفين بفتحها. خامسا إعادة الإعتبار لبعض الأيمة الذين وقع الاستغناء عنهم أو إعفائهم لمجرد إشاعة أو تأويل أو اجتهاد أوسوء ظن أو أحيانا تصفية حسابات وقد عشت حادثة عام 1976 بحمام الأنف الشيخ المرحوم محمد الهاشمي الحامي أمام الجمعة والمدرس الكبير بجامع حمام الانف تخالف مع مسؤول من سكان المنطقة له مكانته فوقع إعفاؤه وبعد مدة وقع تعيينه في جامع بوقرنين حتى تاريخ رفاقه رحمه اله وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لأبناء الضاحية الجنوبية من علم نافع وكذلك المرحوم الشيخ عبد الرحمان الورتاني أمام جامع أبي بكر الصديق بحمام الانف حي بوصفارة هذا الجامع العظيم الذي دشنه الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله يوم 1974/03/16 كان بحق منارة ومنبر ديني هام وتخرج منه اَلاف الشبان والأيمة اليوم الذين تلقوا الملّة لحفظ القراَن الكريم على يد الشيخ عبد الرحمان الورتاني رحمه الله هذه بعض الخواطر أقدمها إلى معالي الوزير عسى أن تحظى بالدعم والعناية في عهد التغيير. قال الله تعالى : يا أيها الذين اَمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم
محمد العروس الهاني هـ 22 022 354

في ندوة بـ « منتدى الجاحظ «  الهرماسي يؤكّد: التكفير تعبير عن أزمة العقل الإسلامي ومؤسّساته

 
محسن المزليني لئن اتّفق الكثير من المتابعين على أنّ ظاهرة التكفير والسلوك التعصّبي تنتشر بسرعة انتشار النّار في الهشيم، فإنّ البحث في أسباب ذلك مازال يثير لغطا كثيرا شارك فيه كلّ من هبّ ودبّ نظرا لارتباط هذه الظاهرة بالسلوك اليومي فضلا عن تحوّلها إلى رهان سياسي وثقافي. وبعيدا عن التفسيرات السطحيّة والتي تهدف إلى اختزال الكلام في المسألة بما يخدم مصلحة صاحب التأويل، فقد استطاع الدكتور عبد اللطيف الهرماسي أن يطرح رؤية أخرى في محاضرته التي ألقاها في المسامرة الرمضانية بمنتدى الجاحظ مساء السبت 23 سبتمبر الماضي. سعى الباحث إلى مقاربة الظاهرة عبرالحفر في الأعماق الاجتماعية التي أنشأتها متوسّلا آخر ما استجدّ في العلوم الإنسانية من مناهج ومقولات ومستندا على خبرة طويلة في التعامل مع هذه الظواهر المستعصية على البحث. اعتبر الهرماسي أنّ مقاربته لهذه المسألة تركّز أساسا على التكفير كممارسة وإيديولوجيا في الإطار الإسلامي وبوصفه ظاهرة تاريخيّة. وللوصول إلى ذلك أكّد أنّه سيعتمد مقاربة علم اجتماع الأديان دون ادّعاء لموضوعيّة مطلقة طالما أنّ الجانب الذاتي لا يمكن تغييبه كليا. ولأنّ الظاهرة ليست بالضرورة إسلامية صرف فقد سعى المحاضر إلى وضع الظاهرة في سياقها الإنساني العام ثمّ تخصيص القول في إطار الدائرة الإسلامية ومجمل التحوّلات التي خضعت لها مسألة التكفيرمنطلقات متعدّدة إنّ المنطلق الأساسي في نظر الباحث هو أصالة الإنسان في إضفاء معنى للعام الذي يعيش فيه باعتبار ذلك أحد شروط تكوّن المجتمعات البشرية، فمن ماكس فيبر إلى كوسترياديس حاول علم الاجتماع تبيان أنّ الإنسان وهو يبني ذاته ككائن إجتماعي مضطرّ إلى إنتاج شبكة من الدلالات تحدّد معالم التوجّه وتنظيم الكون. وليس بديلا عن ذلك إلى السقوط فيما سمّاه الهرماسي اللامعنى أو العمى. أمّا المنطلق الثاني فمفاده أنّ إنتاج المقدّس يُعتبر الصيغة الأمثل لوضع حياة البشر في نظام الكون. فلا يمكن أن يولد عالم في عماء التجانس كما نقل عن الأنتروبولوجي مارسيا إلياد وبالتالي فإنّ ظهور الإلهي هو الكفيل بولادة نظام الكون نظرا لما يحدثه من انقطاع بين ما هو قداسي وما ليس كذلك. فاعتماد على المقدّس وبظهوره أمكن للإنسان أن يؤسّس العالم ويسكنه. وفي غياب هذا التمايز تصبح الفوضى مجالا خصبا للعنف الشامل والتدمير الذاتي. وفي عالم كهذا تكون وظيفة المقدّس والشّان الديني خاصّة وسيلة لتخفيف العنف من خلال السيطرة عليه وتنظيم تصريفه، بقدر ما يكون في بعض اللحظات أيضا عاملا مشجّعا للعنف. أمّا ثالث المنطلقات فهو الثورة التي أحدثتها الديانات التوحيديّة بتنزيهها المطلق للإله المفارق لعالم الكون والفساد.وقد ساهم كلّ ذلك في إمكان عقلنة ولو نسبية للأخلاق، كما أنّ التعالي الجذري لديانات الوحي قدّم حلاّ حاسما هو الخضوع إلى من لا يُسأل أو يُجرّم. أمّا المنطلق الرابع فهو عند المحاضر مفهوم الهيمنة وعلاقته ببنى المصداقيّة ومؤدّاه أنّ النّظام الإجتماعي لابدّ أن يشكّل بنية لمصداقيّة العالم الديني وأنّ ذلك يبقى ضرورة لبقاء النسق الديني فاعلا كما يعطي فرصة إلى الجماعة كي تهيمن انطلاقا من هذه المطابقة بين النّسقين، وكلّ ارتباك في هذه العلاقة لابدّ أن يؤثّر على نمط الشخصية وبالتالي على ردود فعلها وهو ما سيكون المحور الثاني لمداخلة الهرماسي. ولعلّ المسار التاريخي لا بدّ وأن يكون أحد المنطلقات إذ اعتبر المحاضر أنّه خلافا للديانات الطقوسية العملية (كالوثنية مثلا)، فإنّ الديانات اليقينية الموجّهة نحو الخلاص هي التي أعطت قيمة كبرى للمصائر النّهائيّة، وعليه فإنّ الصّراع سيبلغ أشدّه بين ديانات الوحي وفي داخل كلّ منها وخاصّة في المسيحيّة والإسلام. واعتبر أنّ مثل هذا التراكم هو الذي سيخلق ظاهرة التكفير واستتباعاته سواء العنف الجسدي أو الرّمزي. التكفير في الموروث الإسلاميانطلاقا من المقدّمات النظريّة وضمنها عمد الهرماسي إلى الكشف عن الدلالات واستراتيجيات التكفير في الحالة الإسلاميّة ليؤكّد أنّ هذه القضيّة شهدت تحوّلات بتغيّر حالة المجتمع الإسلامي من المدافعة وإثبات الوجود إلى المواجهة وفعل التوسّع. ولاحظ أنّ القرآن الكريم قدّم نفسه باعتباره القول الفصل في تحديد علاقة الله بالكون وأيضا علاقة الإنسان به، وأيضا باعتباره خاتم القول المصحّح، ومن هنا شكّل الإسلام نقطة تباين جديدة ومكوّنا أساسيا من مقوّمات الإستبعاد بين الديانات مثل ما أشار إلى ذلك أركون. وعرض الباحث إلى الإستعمالات القرآنية للجذر « كـ فـ ر » مبيّنا كيف تطوّرت دلالته من فعل الحجب والتغطية إلى نعت للوثنيين قبل أن يطلقها على من رفض التصديق بالرسالة المحمدية من أهل الكتاب إلى أن يُصبح في النهاية دالا على نقيض الإيمان. أمّا على مستوى حالة الجماعة المسلمة فأشار الباحث إلى التأكيد القرآني على الصّبر على الحقيقة في صدر الإسلام ثمّ على تأسيس سلطتها والقتال من أجلها، قبل أن تتحوّل مع الخلفاء الراشدين إلى حالة تداخلت فيها هيمنة الديانة بالإستراتيجيات والمغانم الإقتصادية. وبناء على ذلك فقد تعدّدت وظائف التكفير وغاياته بحسب حال المجتمع الإسلامي، من الدفاع عن هويّة برسم التمايز عن مثيلاتها إلى النزعة إلى الهيمنة مثلما وقع في حروب الردّة. وأشار الهرماسي إلى ما تطرحه واقعة الردّة من إشكالات متعدّدة إلى يومنا هذا بالنّظر إلى ما حصل من توسيع دائرتها (الردّة) إلى عدم الإلتزام بضوابط الشريعة وما يعني ذلك من مصادمة في الوعي الإسلامي اليوم مع مقدّس حديث هو حريّة المعتقد. يمكن القول إذن ، حسب المحاضر، أنّ رهانات التكفير في الإسلام الأوّل لم تخرج عن دائرة التأسيس لفكرة تفوّق الرّسالة، إنّما فتحت حادثة الردّة أفقا آخر فتحوّل المفهوم من وسيلة للتمييز بين الديانات إلى التقييم داخل الجماعة ذاتها. كما التبس منذ ذلك الوقت الصّراع على الحقيقة بالصّراع على السّلطة، خاصّة مع بعد أن سيطر الإسلام بشكل باهر وفي وقت قصير على فضاء واسع وأرسى نظاما متكاملا تؤطّر كلّ أنماط العلاقات وتفرض على الثقافات القديمة أن تتكيّف مع حقيقته. وبذلك بلغ المقدّس الديني غاية توسّعه مبتلعا كلّ مجالات الدّنيا. الحداثة ولحظة الإرتباكتساءل الباحث في الجزء الأخير من محاضرته إن كان لظاهرة الحداثة أثر على نسق المصداقية في النّسق الديني وهل يمكن بالتالي رسم علاقة بينها وبين تفاقم ظاهرة التكفير؟ جوابا على ذلك اعتبر الباحث أنّ الحداثة ظاهرة صادمة ومفكّكة لكلّ الثقافات التي لم تشارك في صنعها. لقد وُلدت الظاهرة في الغرب المسيحي ودخلت إلى ديار الإسلام من خلال الحركة الإستعماريّة لتُدشّن بذلك لحظة صراع ستتفاقم مع تسارع تفكيك البنى القديمة سواء كانت مؤسسات أو أفكار. لقد اخترقت القيم الحديثة كلّ فضاءات العالم الديني بشكل أرسى نوعا من الشكّ المقلق في مصداقيّة العالم الديني، شكّ هو سبب ودافع للتوتّر والذي يخلق بؤرة للسلوك التكفيري زادته أزمة عجز المؤسسات الفقهيّة التقليديّة عن الخروج من هذه الحلقة القاتلة بإبداع ذاتي يوائم بين القيم الحديثة ذات البعد العالمي والرأسمال الرمزي المتجذّر في الذّاكرة الجماعيّة. وختم الباحث رحلته في عوالم التكفير بالقول « إنّ أزمة الفكر التكفيري هي ذاتها أزمة العقل المسلم وعجزه عن إبداع إجابات جديدة لأسئلة واقعة الرّاهن. وتعقّب الحاضرون كلّ هذه النّقاط بالنّقد الذي تراوح بين التساؤل المنهجي وبين تنسيب الخلاصات إذ اعتبر بعض المتدخّلين أنّ المحاضرة لم تتطرّق إلى ظاهرة التكفير الآن وهنا وإنّما كانت رحلة نظريّة، في حين تطرّق آخرون إلى ضرورة التخلّي كليا عن مسألة التكفير كما وقع التخلّي عن مسألة الرقّ دون أن يُحدث ذلك أيّ ردّة فعل سلبية. وفي ختام المسامرة أعاد المحاضر التأكيد على أنّ المقاربة التي تبنّاها لا يمكن اعتبارها القول الفصل وإنّما هي زاوية نظر لا تُصادر على بقيّة الرؤى والمقاربات.


تونس: « الفاطرون » في رمضان هل ينقرضون؟

    

 
حسن بن عثمان    شهر رمضان في سبيله للرحيل، مثل عادته في كل سنة، مبقيا بين المسلمين وعدا بالعودة، لا يتخلّف عنه، في ميقاته المعلوم من السنة القادمة والسنين التي تليها، في دوام لا يعرف وهنا ولا زوالا، بما يجعل المؤمنين به يقيسون أعمارهم الفانية بحلوله ورحيله المتناوبين المستمرّين. يظل رمضان يسافر في الزمان أبدا ويتلوّن بألوانه، وهو في ذلك يطوي الأجيال والأعمار دون أدنى اكتراث بالمنتظرين له والمُزْوَرِّين عنه، بالمؤمنين به وبالكافرين، يُفني الجميع ولا يَفنى، وله عود ابدي صميم يعمّق فيه كل مرّة سؤال البقاء والفناء الجارح للوجود البشري. لكن هل أبدية رمضان المفترضة واختراقه للزمان وانتشاره في المكان، تعني أن رمضان لا تتغيّر شعيرته ولا تتبدّل ملامحه ولا يختلف حلوله من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان… هل رمضان بداية الإسلام، ورمضان وسط الإسلام، ورمضان راهن الإسلام، هو رمضان نفسه لم يطرأ عليه شيء من التبدّل والتغيير؟ هل هو جوهر محض لا يبلى ولا تفعل فيه الأيام فعلها؟ هل رمضان المكان الذي استوطن فيه الإنسان، من سودان وبيضان وسمران وصفران، هو رمضان العبادة نفسها والطقوس؟ تلك أسئلة ممكنة، وغيرها كثير، تظل معلّقة في انتظار من يبحث فيها من المؤرخين وعلماء الاجتماع، لكن إخلاصا لرمضان ولواقع رمضان الراهن، وضيقا بالكتابات الببغائية الكسولة التي يتناسل بعضها من بعض وتدور على الاسطوانة ذاتها من الاجترار والإعادة والتكرار، والتي لا تبتعد قيد أنملة عن الفقهيات والتراثيات ومديح الشهر الكريم والإشادة بفضائله الجمّة على الفرد والمجتمعات وما يرافقه من شحذ للإيمان الديني وامتلاء المساجد بالمصلين والمتعبّدين، ومن تلك الكتابات ما يقوم، على استحياء، بالتعرّض للسلوكيات الحادة العنيفة والمنحرفة للكثير من الصائمين، كل ذلك في تسطيح ساذج للمجتمعات المسلمة وما يتموّج ويتشعّب في دواخلها المعتّمة… شئنا أن نجري هذا التحقيق من أجل التعرّف على نوعية أخرى من « المرمضنين » من غير الصائمين، إذا اعتبرنا أن الصيام، كما هو رائج، امتثال لفرض ديني يتحدّد في معاناة الامتناع عن الأكل والشرب لفترة من النهار محدّدة! صائمون مفطرون في مدينة تونس العاصمة نتعرّف على المفطرين أو « الفطّارة »، أي غير الصائمين، في رمضان من رائحة التبغ التي تفوح من ملابسهم أو التي تتسرب من محلات تجمعهم. كأن رمضان هو رائحة قبل كل شيء، رائحة التبغ النتنة للمفطرين أو رائحة الأفواه الكريهة للصائمين، وعن هذه الأخيرة يرد في كتب التراث انه « من فضائل الصوم: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ». وخلوف فم الصائم هي الرائحة التي تخرج من الفم، وهي في الواقع من المعدة، لكن تخرج عن طريق الفم في آخر النهار، بسبب خلو المعدة من الطعام، وهي رائحة مكروهة للخلق؛ لكنها محبوبةٌ للخالق، ولذلك قال صلى الله عليه وسلّم في الحديث المتفق عليه: {ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك} ». كان الأنف دليلنا للتعرّف على المحلات التي تستقبل الفطّارة، ولا غيره من الحواس، لأن المحلات مغلقة الأبواب ملفوفة الواجهات بقطع كبيرة من الورق، أو هي مسدلة الستائر، حجبا لها عن الأعين وحتى « لا تؤذي مشاعر الصائمين » حسب ما يعلمنا رضا وكيل مقهى « النفائس » بشارع رئيسي. كان جوّ المقهى في الساعة الحادية عشرة صباحا لا يطاق. كآبة وضجيج ودخان السجائر يتكاثف حتى يكاد يحجب الرؤية ويصيب بالاختناق. كان المحلّ مزدحما بالواقفين وطاولاته كلها مشغولة ولا يمكن العثور على أي كرسي ما لم يغادر زبون من الزبائن. بادرنا محمد علي، الواقف على الكونتوار في انتظار دوره لينال قهوته، مستاءً وهو ينفث بعصبية دخان سيجارته: « عندي ربع ساعة، تقريبا، وأنا أنتظر أن تصلني هذه القهوة الكلبة السوداء. أنهيت السيجارة الأولى وها إني أشعل الثانية على الريق ولم يحن دوري بعد… هل تعلم أن الفاطر عندنا هو شخص مهدور الكرامة وهو يتعرض للإذلال وللابتزاز كلما رغب في مشروب أو مأكول، هذا فضلا أن عليه أن يعرّض نفسه لحمّام هواء كلما غادر مثل هذه الأمكنة لتزول رائحة التبغ من ملابسه أو تخفّ، حتّى يتفادى اشمئزاز كل من تصل إليه الرائحة النفّاذة… فضلا عن أن الخدمات هنا هي من أسوأ الأنواع وأردئها، الأثمان مرتفعة والقهوة مغشوشة بالماء وطعم البنّ فيها يكاد لا يبين. والأدهى أن النادل يعاملنا بصفتنا أناسا مارقين وكفّارا ومن حقّه التنكيل بنا وسلبنا ما يمكن سلبه ». باغته بالسؤال: لماذا لا تصوم وتنقذ نفسك من مثل هذه الإهانات والشبهات؟ قال محمد علي الذي يدرّس بالجامعة: من أخبرك بأنني غير صائم؟ وأضاف وقد وصلته القهوة وترشف منها بشراهة في حركتين متتاليتين متلذذتين من شفتيه بصوت مسموع: يا أخي أنا صائم! في رمضان أصوم عن الخمر وأصوم عن الأكل وأصوم عن معاشرة زوجتي الصائمة حتى أجنبها الجنب… أما التدخين فأنا على مذهب المفكر المصري جمال البنا، شقيق حسن البنا منظر الإخوان المسلمين، الذي أفتى (جمال) في رمضان الماضي بإباحة التدخين، وفيما يخصّني فقد اجتهدت وأضفت القهوة، فالقهوة ملازمة للتدخين شأنها شأن الشاي لدى المشرقيين، وحرام أن ندخن على الريق، فذلك يضرّ المسلمين ويهلك صحتهم ويستنزف طاقتهم. وعلى المسلم أن يراعي الله في بدنه! لم ينه محمد علي كلامه وإذا بشخص ينحشر بيننا « خويا سيجارة بربّي »… ردّ محمد علي: « أخذت منّي سيجارة حال دخولي… شوف غيري » قال الشخص حليق الوجه وشعره الطويل منسدل على كتفيه: « أخوك مفلس وبطّال وتلزمني سيجارة أخرى يعيّشك ». قدم له محمد علي سيجارة مؤنّبا: كان الأجدر بك أن تصوم ما دمت مفلسا وبطّالا. التقط الشخص السيجارة المقدمة إليه خطفا وهو يقول بحدّة: يكفيني الصيام عن العمل وعن الأموال… العام بطوله، بشهوره وأيامه، وأنا صائم… صائم عن الحياة كلها وعن كل مباهجها… ألا يكفي مثل هذا الصوم في هذا الزمن التعيس؟ من لائكية فرنسا إلى يمينية أميركا لم أبق في مقهى « النفائس » سوى دقائق معدودات خرجت على إثرها مختنقا وبي دوار بسبب المناخ الموبوء الذي كنت فيه، وكانت رائحة ثيابي وأطرافي لا تطاق. اعترضني عبد الستار وهو سياسي ينتمي لحزب معترف به. دعاني إلى مشروب في نزل إفريقيا الفاخر. اعتذرت منه وأعلمته بحال المقهى الذي كنت فيه. هوّن عليّ وأعلمني أن الناس مقامات بقطع النظر عن الصائمين منهم والفطّارة، فالفاطر المعوز حاله حال الصائم الذي يعاني العوز، فالاثنان تذلّهما الحياة وتهينهما، أما مع الأموال فكل شيء يشترى حتى أجر الصيام دون صيام، بإعتاق رقبة أو بإطعام ستين مسكينا، فالمال سيّد الأعمال الدنيوية منها أو الدّينية، سواء بسواء، في القديم من الزمان وفي الراهن منه وفي المستقبل أيضا. أضاف من تلقاء نفسه: إن التديّن متاح أكثر لعموم الشعب وهو أرخص ولا يكلّف الكثير لمن ينخرط فيه، بالمقابل فإن اللاتديّن والحداثة بصورة عامة مكلّفة كثيرا وهي باهظة الثمن، ولا يقدر عليها إلاّ القلّة المحظوظة اجتماعيا، سواء في تعليمها أو في موقعها من الثروة والسلطة. في الشارع انضمت إلينا حليمة، وهي من النساء الديمقراطيات، انخرطت في الحديث بحماس دون أن نطلب منها ذلك. قالت أن المسألة لا علاقة لها بالفقر ولا بالغنى، فكرامة الفطّارة في رمضان كانت محفوظة وكانت المقاهي والمطاعم والفضاءات العمومية تستقبلهم في العلن ولا تشعرهم بإذلال ولا بإهانة، وذلك إلى حدود رمضان سنة 1992 حين وقع اتخاذ إجراءات ترغم أصحاب المحلات « لترتدي الحجاب »، أي لتحجب واجهاتها وتغلق أبوابها، كشكل من أشكال تعميم طقس الصيام على عموم الشعب والمحافظة على هويته العربية الإسلامية التي ينتهكها المفطرون. أنتما تعلمان أننا في تلك الفترة خضنا نضالات لإلغاء تلك الإجراءات، وحبّرنا عريضة في الأمر شارك في إمضائها الكثير من التقدميين والشخصيات العامة، وحاولنا القيام بمظاهرة تدعو لحرية العقيدة وممارستها في الفضاءات العمومية دون ضغوط وتجاوزات من قبل كائن من كان، ولكن الشرطة منعتنا من ذلك، وذهبت جهودنا سدى.. ثم أضافت حليمة بصوت هامس حادّ « هل تعرفون من تسبّب في تلك الإجراءات التي تضيّق الخناق على غير الصائمين؟ إنها ببساطة أميركا، أميركا المتهمة بمحاربة الإسلام والمسلمين، يا للعجب! ذلك ما أعلمني به مصدر مسؤول تولّى الوزارة أكثر من مرّة ». كان النظام في تلك المرحلة يخوض معركته الأمنية الحاسمة مع « الخوانجية »، وكانت أميركا تتهم النظام بأنه « متغرّب » و »متأورب » أكثر مما ينبغي، وكأن حربه على السلفيين الدّينيين الساعين للاستيلاء على السلطة هي حرب على الدّين ذاته، ومن هنا عملت السلطة على الحدّ مما يُسمّى مظاهر « التغرّب والتأورب »، وترافق ذلك مع احتفاء الدولة باللباس التقليدي وبكل ما هو تراث… ولا يخفى ما في ذلك من صراع بين اليمينية الأميركية واللائكية الفرنسية على تونس. المعنى ذاته الذي دارت حوله كلمات حليمة يؤكّده سي الدنداني الذي تقاعد في بداية العام من وظيفته كإداري في الدّيوانة (الجمارك) ولم يسبق له أن صام يوما واحدا في حياته مثلما يقول متباهيا، مع إنه يعتبر نفسه تونسيا مسلما وينطق بالشهادتين « أميركا حليفة اليمينيين والسلفيين عموما ـ ويضيف الدنداني ـ لا يمكن أن ننسى أنها أسقطت نظام صدام العلماني وأبدلته بأصحاب العمائم السوداء وبالمتدينين، إنها هي التي تغذّي التطرّف وتمدّه بأسباب الانتشار والازدهار، وهي حليفة الإسلام السياسي العدوّ لكل مدنية ولكل حقوق إنسان، فضلا عمّا تبديه من سخاء في تشجيع فقهاء الظلام في القنوات التلفزية… وليس غريبا في قادم الأيام أن يحلّ رمضان في هذه الديار ويلقى أن شريحة « الفطّارة » قد انقرضت من البلاد… الفطّارة في عهد الأميركان أناس معرّضون للانقراض حين يُكرههم المحيط الداخلي والخارجي، بالتضييق عليهم وإهانتهم، على الصيام، اقتنعوا بذلك أم لم يقتنعوا، آمنوا أم لم يؤمنوا..! » توافقه درّة الممثلة المسرحية حين تقول: لا بد من التفكير في صيغة مؤسساتية لحماية غير الصائمين من التوانسة، كل الفضاءات العمومية تضيق بهم، والتديّن ينتشر حثيثا في البلاد إلى درجة أن بعض معلمي المدارس الابتدائية صاروا يطرحون أسئلة على الأطفال تتعلّق بتديّن أهلهم، وهل يؤدّون الصلاة ويصومون رمضان أم لا؟ والأطفال الذين ينتمون لعائلات لا تصلي ولا تصوم يعيشون في رعب ويشعرون بالنبذ والشذوذ. تضيف درّة: أنا لا أصوم ولا أدخن إذن فلا دليل على إفطاري، مع أننا نحن النساء لنا رخصة الدم في رمضان، وبإمكاننا التمويه دائما، إنما زوجي السينمائي فهو يعاني الأمرّين في البيت وفي خارج البيت، في الخارج الأمر معروف، أما في البيت فإنه كلّما رغب في سيجارة يدخل المرحاض ويغلق الباب على نفسه، رغم أننا نعيش في شقة بمفردنا، فأطفالنا كبروا واتخذ كل واحد منهم سبيله، يفعل زوجي ذلك خشية أن يزورنا أحد الجيران أو الأقارب أو المعارف، فيشتمّون رائحة التبغ في الشقة، فيرموننا بنظرات الإدانة، فالفن هو تقريبا تهمة وإذا أضيف له عدم الصيام، تصبح الإدانة تنتظر التصريح بالحكم والتنفيذ من ثمّة. أما مصباح الممرض بمصحة خاصة فهو يقول بحسم: عدا القليل من المقاهي والمطاعم المموّهة خارجيا في العاصمة، وبعض المنشآت السياحية في المدن الساحلية، فإن كل المناطق التونسية لا أدنى حظ فيها لغير الصائم، وأي مفطر فهو مدان اجتماعيا ومنعوت بالإصبع. فأي ديمقراطية ممكنة إذا لم يكن ثمة اختلاف بين الناس وحق في ممارسة الاختلاف في كل نواحي الحياة الفردية والاجتماعية، أما الديمقراطية السياسية فهي قشرة خارجية وهي لا تشغل سوى بعض الناس الذين يتصارعون للإنفراد بالسلطة والانقضاض على هرمها، ويستعملون في سبيل ذلك المباح وغير المباح أخلاقيا ودينيا. ويعتبر الصحفي خميس الشرنان أن رمضان على حالته الراهنة يذكّرنا بحداثتنا المأزومة وبتديّننا الرث، والخوف أن يكون الآتي أعظم مقارنة بما كان عليه رمضان في الخمسينات والستينات إلى أواخر السبعينات، حيث كان الناس في رمضان أكثر سماحة وتسامحا، وكان غير الصائمين في الإدارات وفي الدوائر الحكومية وفي كل مكان بصورة لا تثير أي استغراب ولا استنكار! وختم حديثه متسائلا: هل من بين إسلاميينا السلفيين السياسيين، الذين يتبجحون باحتفائهم المنافق بالتجربة التركية، من يتجرأ على فعل ما فعله عبد الله غول رئيس تركيا، من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، عندما تناول الغداء في الأسبوع الأول من رمضان لهذه السنة مع جماعة من الأكراد المسلمين، غير الصائمين، حسبما تناقلته الصحف الدوليةّ؟ فأين تقيتهم السياسية من تقواهم الدينية؟ تشخيص اجتماعي أوّلي للمسألة الكثير ممن تحدثنا معهم من غير الصائمين في رمضان تتشابه أقوالهم ومواقفهم، وتفادينا المرضى والأجانب وأصحاب الحالات الخاصة والصائمين، لأن هؤلاء الأخيرين مواقفهم معلومة وآراؤهم محسومة وحججهم وأعذارهم أيضا. ولمزيد الإحاطة بالموضوع من الزاوية التي تناولناه منها سألنا السيد المهدي مبروك عن رأي علم الاجتماع في المسألة. ناشدنا في البداية أن لا نضع لقب دكتور مقرونا باسمه، فالأمر عنده لا يخرج عن الرياء وادعاء الألقاب، وأن نكتفي بصفة « باحث اجتماعي »، مشدّدا أنه يكفينا من « الدكتورائيات المتكاثرة كالفطر في مجتمعاتنا! ». أعلمنا المهدي مبروك أن الجامعة التونسية لم يسبق لها، حسب علمه، أن اهتمت بمثل هذا الموضوع لا نظريا ولا ميدانيا في علم الاجتماع وعلم اجتماع الممارسات الدينية. وطلب منّا أسئلة مكتوبة ليجيب عليها بطريقة مكثّفة وبلا توسّع.
1 ـ ظاهرة المفطرين في رمضان في مجتمع عربي مسلم كيف تفسرها من زاوية علم الاجتماع؟
تتنزل ظاهرة « المفطرين » في رمضان علميا ضمن علم اجتماع الممارسات الدينية وهو حقل لم يتطور في الجامعة التونسية حيث ظلت الدراسات السوسيولوجية للظاهرة الدينية مقتصرة على دراسة الإسلام السياسي وظاهرة الطرق الصوفية والأولياء وهي دراسات في تراجع بدورها. في غياب الدراسة الميدانية لا يمكن لتحليل ظاهرة المفطرين في رمضان إلا أن تكون تقديرية كيفية يصعب فيها الخروج بأحكام نهائية. أنثروبولوجيا يبدو الإسلام المالكي المغاربي أكثر تشدّدا في فريضة الصوم منه في فريضة الصلاة، عكس بعض المذاهب السنية الأخرى كالشافعية والحنفية في مصر وفي سوريا وغيرهما، وهي مذاهب تتشدّد مع شعيرة الصلاة وتتسامح بعض الشيء مع الصيام. لتونس وضعية استثنائية في العالم الاسلامي نتيجة تجربة التحديث الحادّة التي تبنتها منذ الاستقلال، وكلنا يذكر موقف الزعيم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية، من الصيام حينما دعا إلى الإفطار علنا وعلى شاشة التلفزيون في زمن الستينات من القرن الماضي. ردة الفعل كانت آنذلك مظاهرات قادها الشيخ القيرواني عبد الرحمان خليف (1963). حدث موقف بورقيبة ضمن (اجتهاد) يرى أن الجهاد ضدّ التخلّف يجيز الإفطار. هذا الحدث الرمزي له دلالة عميقة تفيد أن الدولة غير معنية بمراقبة مدى التزام الناس بهذه الشعيرة. هناك نوع من تحييد لمؤسسة الدولة وأجهزتها في مراقبة أداء هذه الشعيرة.
2 ـ ما رأيك في راهنها (ظاهرة الفطّارة)… هل هي في تنام أم في انحسار؟
حاليا وبعد مضي خمسين سنة ونيّف على استقلال البلاد حدثت تطورات لا يمكن لباحث أن ينكرها، ولعلّها في هذا المضمار تُختصر في: ـ انتشار ظاهرة الإسلام السياسي ـ تجنّب الدولة، على عكس بورقيبة، التصادم العلني مع الشعائر ـ ظهور ما يسمّى الإعلام الديني من خلال الفضائيات كل ذلك أفضى إلى ظهور موجات جديدة من التدين حصرت المفطرين في الفئات التالية: * إفطار المراهقين كتعبير عن رفض السلطة بمفهومها العام وتثمين الذات من خلال عرضها على المسرح الاجتماعي. لاشك أن الإفطار يثير الانتباه، أي يضعنا في قلب الصورة. انه سلوك استعراضي يقصد منه إثراء رأس مال رمزي ييسّر ربط علاقات مع الجنس الآخر. يمدّنا الإفطار بجرأة مشتهاة تتطيّف إلى شبقيّة ما لدى هذه الفئة. تُبدي العائلات بعض التسامح معها باحثة لها عن أعذار شتّى. * إفطار أيديولوجي قائم على موقف من الصيام ومن الإسلام بصفة عامة، ويتكثّف ذلك في نخب علمانية ويسارية، ولكنها لا تجاهر إلاّ في أماكن ضيّقة بإفطارها، خشية التصادم مع الضمير الجمعي للصائمين. تتعرّض هذه الفئة من المفطرين إلي إقصاءات مختلفة وأشدها الإقصاء من الفضاء العام الذي يحتكره الصائمون. المقهي ومطبخ المنزل هما اللذان يأويان غير الصائمين. المقاهي ترخى سدائلها في ما يشبه الإحساس بالذنب، أو التستّر عن ارتكاب جريمة. الفضاء غير محايد لأنه « يترمضن ». * إفطار »فتوة » ينحصر تحديدا في فئات هامشية تفطر دون أن تستند على خلفية إيديولوجية أو ثقافية. ولكنها تبرهن بذلك على أنها تذهب في سلوكها إلى أقصى حد من رفض أي خطوط حمراء، بما فيها تلك التي يضعها الدّين. إفطارها يرهب الآخرين. الصيام قد يؤوّله خصوم غير الصائمين على أساس أنه نمط من الضعف والهشاشة، وذلك ما تخشى تلك الفئة إظهاره. لذلك تزايد بإشهار إفطارها في نطاق ما تخوضه من صراعات هيمنة.
3 ـ وفق مؤشرات الظاهرة الحالية كيف تتصوّر مستقبلها؟
في غياب دراسات كميّة لهذه الظاهرة لا يمكن أن نجزم القول في حجمها أو تطوراتها المستقبلية. ولكن استئناسا بالملاحظة النسبية، على الأقل في حدود الفضاء الطلابي الذي اشتغل فيه، يمكن لنا ترجيح تراجعها في السنوات الأخيرة. المفطرون كفئة اجتماعية تتهرّم علي عكس الصائمين الذين يتشبّبون باستمرار. النخب العلمانية التي تحتضن العديد منهم تتراجع بدورها للأسباب المذكورة سابقا. في أقسام الطلاب تتراجع مظاهر الإفطار عما كان الوضع عليه في بداية الثمانينات مثلا، لما كنت آنذاك طالبا. ولكن لا شي ء يفيد أن الأمور تتطور في اتجاه محدّد. أما من حيث ما يفترض أن يكون موقفا مجتمعيا من المفطرين فإنني أعتقد أن الشعائر في أدائها تقوم على قاعدة الاقتناع، وهي تفتقد روحها إن قامت على الإكراه. لذلك فان مناهضة المفطرين تنم على بقايا ثقافة الإكراه ثاوية في ضميرنا الخلقي. لم لا يُبدى الصائم كل هذا الازدراء للمفطرين حينما يكون في بلد أوروبي، ألا يحقّ، مثلا، للمفطر أن يتذمّر هو الآخر من غير المفطرين؟ أعتقد أن الأمر يحتاج إلي إعادة تأسيس تقتضى إرجاع الصيام والإفطار إلى دائرة الضمير الفردي. الحرية كفيلة بتجاوز سلوكيات الازدراء والاضطهاد المتبادلة بين الفريقين. شهادة يساري ملحد عن رمضان حين أشرفت على نهاية هذا التحقيق تذكّرت نصّا صغته من تعبيرات الفقيد نور الدين بن خضر أحد أبرز رموز التيار اليساري التونسي، الذي أمضى من حياته 12 سنة متواصلة في السجون التونسية. صيغ النص في 1986 ونشر في مجلة المغرب العربي الأسبوعية يوم الجمعة 1 أبريل 1988 وبن خضر كان لا يزال حيّا، في عنفوان الحياة!. هنا فقرتان من النص: « هل من الممكن أن يكون المرء ملحدا وفي نفس الوقت يغار على الحضارة العربية الإسلامية، التي هي حضارته، ويغار على الشعب العربي، الذي هو شعبه، وعلى فلسطين، التي هي قضيته، ويتألم من العاهات ويكافح المظالم والمهانة عند قومه؟.. أنا ملحد! وإذا لم يعتبر قومي أن إلحادي هو جزء من ثقافتهم لكون انتمائي العميق ووجداني وحياتي لهم، فإني أعلن أن هناك خللا فادحا. هذا الخلل لا أفسّره بالمستوى المعيشي، إذ أني لم أنخرط في الصراع بدافع الفقر والجوع، بل أساسا من خلال الفكر والمقولات المعرفية المناهضة للبشاعة والرداءة والمظالم… الدّين يُقدّم كنفي لحق التخاطب والاختلاف مع الإله. وأنا لا أقبل في الدنيا بقوة تقول لي أن هذا حقّ فاسجد له… وهذه الروح تولّدت عندي من خلال حادث وقع لي في يفاعتي عندما كان عمري سبع عشرة سنة ومازالت ذكراه حيّة في ذهني… كان رمضان وكنت مع أبناء عمومتي ومعنا عمّ نحترمه. كلفت بطبخ إفطار رمضان. أعددت سمكا أوفيت فيه الملح لأنني صائم لا أتذوّق الطعام خشية نقض الصيام. جاء المغرب وأكلنا ورقدت بعد ذلك مباشرة، ونهضت بعد الإمساك بوقت قليل، وكنت في غاية العطش، شديد الظمأ، فطلبت ماء فنهاني عمّي عن الشرب لطبيعة الصيام، وهذا أمر الربّ ينطق به عمّي. لم أكن أتصوّر الربّ يريد هلاكي، وقامت ثورة في داخلي. ومباشرة بعد أن نام عمّي اندفعت إلى الحنفية و »سكرت » بالماء… القضية ليست قضية صوم، لأننا ونحن في السجن امتنعنا عن الأكل لمدة تفوق مدة الصوم، وإنما هي قضية اقتناع… وهذا التناقض يلازمني إلى الآن ». إلى الآن!.. على الأقل كان « الآن » لنور الدين بن خضر في وقته وقال كلمته قبل أن يفوت عليه الأوان. بقي بيننا رمضان، يفوت ولا يموت، في أقوام لها من البلادة والتفاهة بحيث تجعل كل شؤونها الدّينية والدنيوية للفوات حتّى يدركها الممات. (المصدر: موقع الأوان تصفح يوم  6 أكتوبر 2007)

« آه من يوم تسودّ فيه الفوانيس، اللهم قنا شّره »

  

د. سلوى الشرفي      لا نعرف عن طائر الخّفاش رغبة إلحاق الضرر بالإنسان ورغم ذلك حوّلنا خصوصيته الطبيعية إلى صفة سلبية نلصقها بكل من يفضّل الظلام على النور لحاجة في نفس يعقوب. وهذه الحاجة يعبر عنها المثل التونسي الشعبي بما معناه أن نور الشمعةعدو السارق. لذلك يحصل للسارق أن يقنع من يسرقهم بضرورة عدم استعمال النور بدعوى أنه مخالف للعقيدة، أي عقيدة كانت، حزبية أو دينية. و يتحول ضحايا السرقات أوّل المدافعين عن حق السارق في الاستيلاء على ممتلكاتهم. هكذا مثلا نرى بعض الصحفيين يدافعون بضراوة عن حقهم في الرقابة الذاتية، كما حصل قديما أن رفض الناس إضاءة الشوارع. سنة 909 هجري قرر محتسب القاهرة « الزيني بركات بن موسى » تعليق فوانيس كبيرة تضيء بالشحم على كل حارة حتى تنام المدينة آمنة، و هي التي تنتهك حرمتها ليلا من طرف المماليك. وفرح العامة بذلك. لكن الخفافيش، بالمعنى المذكور أعلاه، شنوا عليه دعاية، يخجل من ذكائها صحافيو القنوات الرسمية، جعلت المضطهدين أنفسهم يتراجعون عن موقفهم الإيجابي ويستنجدون بالسلطان لدفع بلاء هذه البدعة عنهم، إذ ربما « أخذت البدعة البركة من الناس »/ وخطب الوعاظ في المساجد وعارضوا قرار تعليق الفوانيس. و قد أورد جمال الغيطاني في روايته « الزيني بركات » نقلا عن كتاب المؤرخ المصري محمد بن أحمد بن إياس « تاريخ مصر المشهور ببدائع الزهور في عجائب الدهور » جزءا من خطبة الجمعة المتعلقة بواقعة الفوانيس. تقول الخطبة: « يا أهل مصر، يقول رسول الله صلعم « لا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم » نقول هذا لمن أحلّوا تعليق الفوانيس أمام البيوت والدكاكين يدّعون العلم بالتواريخ والأحداث التي جرت وينقصهم القول بما سيجيء، هنا ندخلهم في زمرة الكافرين، قالوا سبق لعديد من الأمم أن علق حكامها الفوانيس في شوارعها، فهل ذكروا لنا مثلا بعينه؟ أهل كان رسولنا يمشي على هدى الفوانيس؟ وفي رحلتي الصيف و لشتاء إلى الشام و اليمن هل أضيء طريقه بفوانيس صنعها بشر؟ نقولها عالية، نقولها بلا حرج، نقولها ورقابنا على أيدينا لهؤلاء الذين يدّعون العلم بالحكم التاريخية، والأحاديث النبوية، و المتون الخفية، و الأصول المرعية، و هم جهلاء يخفون جهلهم، نقولها و لا نهاب لا نخاف، لانخشى، يا أهل مصر لم يحدث تعليق الفوانيس من قبل، لقد أمرنا رسولنا الكريم بغض البصر عن عورات الخلق، والفوانيس تكشف عوراتنا، خلق الله ليلا ونهارا، ليلا مظلما، ونهارا مضيئا، خلق الليل ستارا ولباسا، فهل نزيح الستار؟ هل نكشف الغطاء الذي أمدنا الله به؟ هل نتطاول ونبدد سواد الليل من كل شبر في المدينة؟ هذا كفر لا نقبله، هذا خروج عن الحد لا نرضاه (…) قوموا إلى بيت « الزيني بركات » و طالبوه بمنع الفوانيس التي تهتك السرّ وتشجّع النساء على الخروج بعد العشاء، (…) الفوانيس علامات آخر الزمن، من علامات دنيا تخرج عما رسمه الباري عز وجل، طالبوا سلطاننا بتوسيط كل من أوحى بهذا، بحرقه، وبرجمه، هؤلاء الجهلاء دعاة العلم، آه من يوم تسود فيه الفوانيس اللهم قنا شره، اللهم أبعدنا عنه، اللهم لا تمد أجلنا حتى نراه ». وهنا تعالى بكاء الناس في الجوامع، وزعق بعضهم: « اللهم اهدم الفوانيس، اللهم اسحق الفوانيس » وحده قاضي الحنفية قال رأيا محالفا: « الفوانيس تطرد الشياطين، وتنير المسالك في الليل للغرباء، وتمنع مماليك الأمراء والمنسر من الهجوم في الليل على الخلق الأبرياء » فأقصي عن منصبه. و تراجع السلطان عن قراره وعادت الخفافيش تغزو بيوت الناس وتخطف نساءهم. وبعد حادثة الفوانيس جاءت بدعة التلفون فأفتى رأس السلفية الوهابية بتحريم الآلة الشيطانية. غير أنه لم يعد من الممكن الوقوف في وجه البدع الضرورية للتقدم، بحجة أن الرسول لم يكن يستعمل التلفون وكان يكتفي بالرسائل، لذلك لجأ المتنوّرون إلى حيلة طفوليّة تليق بعقل المفتي، فأسمعوه هاتفيا آيات من القرآن وذكّروه بأن الشيطان لا يقرأ القرآن، فاقتنع بجواز استعمال الآلة العجيبة صنيعة الكفار. وشاعت من وقتها عادة افتتاح برامج الإذاعة ثم التلفزيون « بآيات بيّنات من الذكر الحكيم » كما شاعت في ما بعد عادة تحليل باقات قنوات فضائية دنيويّة، كأشد ما تكون الدناءة السياسية والاجتماعية، بتخصيص واحدة منها لله. فيهلل أحفاد مفتي التليفون ويكبّرون ويرسلون برقيات الشكر والامتنان للأمراء. ويتساءل الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود في رواية « طنين »: « كيف تعرف الشعوب المغلوبة على أمرها طرق النجاة من فساد حكام مستبدين؟ و كيف تفصل الأمة بين معتقداتها الدينية، ولجوء هؤلاء المستبدين من الحكام لهذه المعتقدات نفسها، عندما يرغبون في تبرير مظالمهم واستعبادهم لرعاياهم ؟  » والحقيقة أنه لولا الهاتف و الإنترنت التي سمحت لشباب ذاك البلد بالتواصل مع الآخر المختلف جنسيا، لأصبحت المثليّة الجنسية القاعدة هناك (انظر رواية صبا الخزار « الآخرون »). وجماعة السلفية الوهابية التي اعتبرت نفسها جماعة المسلمين وليست جماعة من المسلمين، والتي أنكرت دوران الأرض و كرويّتها وحرمّت الهاتف والراديو والتلفزيون وقيادة السيارات واستعمال الإنترنت بدون محرم على النساء، وما زالت ترجم وتقطع الرؤوس و الأيادي، لم تنتج فقط ظاهرة رفض الآخر المختلف جنسيا وظاهرة القنوات الخليعة، بل فرّخت كذلك المنادين باعتناق أفكار أكثر تشددا بدعوى أنهم « جماعة المسلمين » الحقيقيين. ويروي صاحب رواية « طنين » التاريخية مسيرة أحد أمراء آل سعود بعد أن هدّم محمد علي والي مصر عاصمة السّلفية الوهابية « الدرعية » على رؤوس حكامها وسكانها ونفى أمراء العائلة المالكة إلى مصر. ويصف على لسان الأمير المنفي خالد بن سعود مدينة القاهرة كالتالي: « رأينا بشرا يشبهوننا، وحتى أجمل، خارجين من مساجدهم، وسبق أن قيل لنا في « الدرعية » إن عوالم ما وراء الجزيرة لا يصلّون، وأن أشكالهم تقلّب بين القردة والخنازير عقابا لتركهم الصلاة. ورأينا غابات النخيل والفاكهة الممتدة، والمرويّة من نهر ليس هناك أوسع ولا أطول منه، وقد نصحنا عندما كنا نشاهد نخيل نجد والإحساء بأن نطلب استمرار النعيم الذي هو صورة مصغرة من نعيم الآخرة. رأينا الناس في مصر يوم دخولنا لعاصمتهم يتذمرون من المطر متذرعين بأن نيلهم وهو يفيض تلك السنة، يغنيهم بتدفقه الساحر غير المعروف المصدر عن الغيث والرجع. وقد قيل لنا في بلادنا إن في الآخرة فقط هناك نهر وعيون جارية. شاهدنا العامة رغم فقرهم المشابه لفقر عامتنا، يعملون ويزرعون، ولكنهم يزيدون على هذا باللعب والضحك… ومغازلة النساء… أعاذنا الله من سوء المصير. شاهدنا حدائق غلبا ذات بهجة، وأبنية ذات صروح ممردة، وقد قيل لنا في بلادنا ألا وجود لمثل هذه المتع إلا عند الجبارين أو في جنات عدن. » وتقوم اليوم « جماعة المسلمين » الجديدة بذبح المسلمين في العراق والأردن والجزائر والمغرب، وهي بلدان تشبه إلى حد كبير ما وصفه الراوي. ويضيف راوينا بحسرة وتعجب: ‘ »قيل لي ولأمثالي من شبيبة آل سعود، أن دولتنا السلفية لا يمكن أن تهزم، وأن حدودها لا يمكن أن ترسم، لأنها تتوسع في كل يوم قامعة الشرك والبدع ». في زمن القول ذاك، أي بعد هزيمة الدولة السلفية، كان السلطان « الغوري » الذي منع الفوانيس في مصر قد قتل على يدي العثمانيين وجاء الألباني محمد علي الذي لا يحسن اللغة العربية وأشعل فوانيس العلوم التي أضاءت العالم العربي كله بما فيه دماغ أمراء السلفية المنفيين في مصر. و ظلت فوانيس محمد علي تضيء إلى أن ظهر حسن البنا. (المصدر: موقع الأوان تصفح يوم  6 أكتوبر 2007)
 

الفتنة بين الاسلاميين و العلمانيين

د حسن حنفي
هل يحتاج الوطن العربي إلى فتنة جديدة تزيده تقسيماً وتفتيتاً وتجزئة؟ وكيف يتم ذلك بأيدينا وليس بأيدٍ أجنبية، صهيونية؟ وفي نفس الوقت نقرأ تاريخنا ونعيب على أنفسنا وقوعنا في الفتنة الكبرى الأولى. وننعي لأنفسنا ضياع الأندلس نتيجة للحروب بين ملوك الطوائف، وسقوط الإمبراطورية العثمانية نتيجة للفتنة العرقية فيها بين الأتراك والأرمن والعرب ومختلف القوميات في أوروبا الشرقية. إن الخصومة الدائرة الآن بين السلفيين والعلمانيين إنما تساهم في تفتيت الأوطان من الداخل، وهي في أشد الحاجة إلى التمسك بالوحدة ضد مخاطر التفتيت من الخارج، والوقوف أمام المخطط الأميركي الصهيوني لتفتيت الأوطان بداية بالعراق -وكما قرر الكونجرس الأميركي بجلسته أخيراً- إلى مناطق ثلاث، كردية في الشمال، وسُنية في الوسط، وشيعية في الجنوب. وهو ما يجري الآن بالنسبة إلى السودان وتقسيمه إلى شمال عربي إسلامي، وجنوب زنجي مسيحي، وغرب عرقي وشرق قبلي. والخطر مازال قائماً على بعض مناطق الخليج العربي وتقسيمه طائفياً ومذهبياً إلى سُنة وشيعة، أو عرقياً، والأمم المتحدة بالمرصاد تتلقى توجيهات الدول الكبرى باسم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات. والخطر يهدد المغرب العربي كله وتقسيمه إلى عرب وبربر، وتشاد ومالي ونيجيريا إلى شمال عربي مسلم وجنوب زنجي مسيحي. ويهدد التقسيم لبنان إلى مسلمين وموارنة كما حدث في الحرب الأهلية، أو إلى « موالاة » و »معارضة » كما يحدث الآن. والخطر يهدد الأردن. ويهدد سوريا بتقسيمها إلى علويين في الحكم وسُنة في المعارضة. وقد تقع حروب أهلية بين السلفيين والعلمانيين لتهدد وحدة الأوطان كما يحدث في الجزائر دائماً وفي المغرب العربي أحياناً. وقد يقع الشقاق بين السلفيين والإصلاحيين كما يحدث في الكويت. وهو ما يهدد الأمن القومي في مصر في الفتنة النائمة بين المسلمين والأقباط بالرغم من ادعاءات الوحدة الوطنية ومظاهرها المفتعلة وقضايا التنصير والطلاق والزواج المشترك، وسلوك بعض الرهبان، والفتاوى الرنانة لبعض المشايخ بالنسبة لإرضاع الكبار، أو التوتر داخل الحزب الحاكم بين الرعيل الأول والرعيل الثاني أو بين الحكومة والمعارضة على كل المستويات، الحكم والخصخصة والفساد وآخرها حبس رؤساء تحرير الصحف. وأخيراً برزت في مصر فتنة جديدة بين أبناء الوطن الواحد بين السلفيين والعلمانيين. العلمانيون يهاجمون السلفيين آراءً ومواقف وشخصيات وكأنه لا يوجد خطر في البلاد إلا منهم. ولا يهاجمون المطبِّعين مع إسرائيل والمتأمْركين باسم الليبراليين الجدد، ولا الأغنياء الجدد في « مارينا » وسواحل البحر الأحمر والأبيض، ولا احتكار الحديد والإسمنت، ولا بيع القطاع العام والمؤسسات والشركات والبنوك باسم الخصخصة، ولا تزوير الانتخابات، ولا قوانين الطوارئ أو قانون مكافحة الإرهاب، ولا حبس الصحفيين، ولا التفاوت الشديد بين الأغنياء والفقراء، ولا مظاهر الفساد الاقتصادي والسياسي، ولا الشللية وجماعات الضغط. ومن ثم يضع العلمانيون أنفسهم في نفس الخندق مع الحكومة التي تعتبر بعض الحركات الدينية عدوها الأول، وخندق الغربيين في اعتبار بعض حركات ما يسمى بـ »السلفية الجهادية » المتطرفة عدوهم الأول، والذي بمواجهته يجد المحافظون الجدد شرعية لوجودهم، وتبريراً لسياساتهم العدوانية على الشعوب، وذريعة لتكوين الإمبراطورية الأميركية الجديدة.   والصراع بين السلفيين والعلمانيين في حقيقته ليس صراعاً فكرياً. فهناك سلفية علمانية وهناك علمانية سلفية. هو صراع على السلطة، ونيل الحظوة لدى الحاكم، والتسرب إلى أجهزة الدولة ومَواطن السلطة فيها اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية بل وقضائية. وقد استثمر الحكام هذا الصراع على السلطة والتسابق إليها بالاعتماد على العلمانيين مرة لاستبعاد السلفيين أو بالاعتماد على السلفيين مرة أخرى لإقصاء العلمانيين حتى يضعف الجناحان ويقوى القلب ولا يكون هناك بديل آخر، لا « الإسلام هو الحل » ولا « العلمانية هي الحل » بل « الحكومة هي الحل ». والحقيقة أن الاستقطاب الحالي بين السلفيين والعلمانيين هو استقطاب مفتعل نظراً لوجود تيارات علمانية داخل الحركة السلفية تقول بالدولة المدنية وبأن السلطة للشعب، وتدافع عن التعددية السياسية، وتلجأ إلى صناديق الاقتراع. فالمسافة بينها وبين العلمانيين ليست كبيرة. والإطار المرجعي العام الإسلامي أو الغربي يلتقيان في المصالح العامة. فالمصلحة أساس التشريع. والشريعة وضعية كما قرر الشاطبي مثل القانون الوضعي. ومن العلمانيين من يسلم بأن الإسلام هو التراث القومي للأمة وثقافتها الوطنية. هناك إذن جسور التقاء بين السلفيين والعلمانيين تسمح بالحوار الفكري والوطني بينهما من أجل مواجهة العدو المشترك، القهر والفساد في الداخل والتبعية للخارج والاعتماد عليه. وحركة النهضة التي يعتز بها العلمانيون، الأفغاني، ومحمد عبده وقاسم أمين والطهطاوي وطه حسين والعقاد، جذورها ومنطلقاتها وأطرها المرجعية سلفية، في نظر كثيرين. السلفية في النهاية، رد فعل طبيعي، يقول البعض، على الحركات العلمانية للتحديث التي تمت تجربتها في حياتنا المعاصرة من ليبرالية وقومية وماركسية. وكانت النتيجة مزيداً من الاحتلال. فقد ضاع نصف فلسطين في 1948 في العصر الليبرالي. وضاع النصف الثاني في 1967 في العصر القومي. وازدادت المسافة بين الأغنياء الجدد والفقراء الجدد. واشتد القهر. وضاعت قيم الحرية والعدالة معاً. وهي عند هؤلاء تبدو كما لو كانت صرخة احتجاج ضد مآسي العصر، تبعية بعض النظم وعجز الشعوب. تشتعل الفتنة بالهجوم المستمر للعلمانيين على السلفيين وملء الصحف بالسخرية منهم. فيلجأ السلفيون إلى القضاء للثأر منهم. ويستصرخ العلمانيون حرية الرأي والتعبير دون الدعوة إلى الحوار الوطني بين فرقاء الأمة. ويستنجدون بالرأي العام بل وبالدولة لحمايتهم من أحكام القضاء ضدهم بالتعويض. وهو ما تتخذه القوى الأجنبية ذريعة للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتبشير بالديمقراطية وبقيَم العالم الحُر. وينشغل الناس بالفتنة بين مؤيد لهذا الفريق ومناصر للفريق الآخر. فتنقسم الأوطان إلى فريقين متصارعين تاركين الصراع الحقيقي بين الداخل والخارج، بين الاستقلال الوطني والتبعية الخارجية. وتفتح جبهة جديدة تشتت الجهود، وتبعد الناس عن الجبهات الحقيقية في الداخل، حرية الصحافة والرأي ضد قانون حبس الصحفيين، مواجهة الفساد والقهر والتزوير، ومعارك العمال وإضراباتهم لنيل حقوقهم، والمخاطر التي تواجه سوريا ولبنان والسودان. وبدلاً من الهجوم في الصحف من العلمانيين واللجوء إلى القضاء من السلفيين هناك الحوار الوطني بين اتجاهات الأمة المختلفة. فالكل راد والكل مردود عليه. كلا الفريقين ضحية لعقلية « الفرقة الناجية ». فالسلفيون يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية، والعلمانيين الفرق الضالة. والعلمانيون يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية والسلفيين الفرق الضالة. والحكومة تعتبر نفسها الفرقة الناجية والمعارضة ممثلة في بعض الجماعات الدينية واليسارية، هي الفرق الضالة. البنية واحدة في تكفير المخالفين في الرأي. وهو ضد الإسلام الذي يقر بحق الاختلاف وضد التعددية التي تقرها العلمانية باسم حرية الرأي والتعبير. إن الفتنة نائمة. لعن الله من أيقظها. التناقض بين السلفيين والعلمانيين تناقض فرعي في الداخل. والتناقض بين الوطن وأعدائه في الخارج، أميركا والصهيونية، وفي الداخل، القهر والفساد تناقض رئيسي. إن الحرص على وحدة الأوطان مشروط بوحدة الداخل في مواجهة الخارج. وغاية السلطة ليست للحكومة أو للمعارضة بل للشعب والتاريخ. (المصدر: صحيفة  » الاتحاد  » (يومية – الامارت) بتاريخ 6 أكتوبر 2007)

 

أمين عام التجمع الدستورى الحاكم / انتقاد

 
تونس في 5 اكتوبر /قنا/ انتقد السيد الهادي مهني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي /الحاكم/ في تونس اضراف الجوع الذي يشنه منذ اسبوعين كل من مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض ونجيب الشابي مديرصحيفة /الموقف/ الناطقة باسم الحزب احتجاجا على ما اسمياه ب / المضايقات التي يتعرض لها حزبهما / . ودون ان يسمي هذين المسئولين قال مهنى خلال ندوة اقليمية لكوادر حزبه ان اضراب الجوع الذي تشنه مجموعة قليلة هو اضراب مفتعل بسبب قضية مدنية وليست سياسية بل هي قضية حول استغلال محل في غيرما ما ينص عليه عقد الايجار . ويشار في هذا الصدد الى ان حكما قضائيا كان قد صدر في الاول من شهر اكتوبر الحالي ويقضي بالزام الحزب الديمقراطي التقدمي باخلاء مقره وتسليمه لمالكه الاصلي الذي كان قد رفع قضية لفسخ عقد الايجار المبرم بشان هذا المحل والذي يقضي احد بنوده باستخدامه من قبل مؤسسة صحفية وليس لحزب. ورأى الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي ان هناك بعض الاصوات الخارجة عن منظومة الوفاق الوطني تسعى من حين لاخر وخاصة عند اقتراب المحطات السياسية ـ الى المس من نجاحات تونس وبث الاشاعات المغرضة والاستقواء بالاجنبي . واستغرب ما وصفه بـ /التحالف المشبوه/ بين اقصي اليمين واقصى اليسار في بلاده وقال ان هذا التحالف ليس الا سعيا للنيل من مكاسب الوطن وانجازاته ولزعزعة امنه واستقراره . وشدد على ان الخيار الديمقراطي في تونس خيار ثابت لا رجعة فيه وان احزاب المعارضة تنشط بكل حرية وفي اطار الثوابت الوطنية الرامية الى صون مناعة البلاد واستقلالية قرارها . (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)

الحزب الحاكم في تونس يتهم المعارضين المضربين بالاستقواء بالأجنبي

 
اتهم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم) في تونس معارضين مضربين عن الطعام بالاستقواء بالأجنبي، في أول رد فعل على حركتهما الاحتجاجية المتواصلة منذ اسبوعين. وقال الأمين العام للحزب الهادي مهني إن بعض الأصوات « الخارجة عن منظومة الوفاق الوطني تسعى من حين إلى آخر إلى المس بنجاحات تونس، وبث الاشاعات المغرضة والاستقواء بالأجنبي »، ووصف في كلمة ألقاها في ندوة إقليمية لكوادر حزبه في محافظات تونس وأريانة ومنوبة وابن عروس، نشر نصها أمس الإضراب عن الطعام الذي أعلنه المعارضان التونسيان مية الجريبي، وأحمد نجيب الشابي، بأنه « مفتعل ». وكانت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي مية الجريبي، ومدير صحيفة « الموقف » الناطقة بلسان الحزب، أحمد نجيب الشابي، قد دخلا منذ العشرين من الشهر الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة برفع ما سمياها المضايقات المفروضة من السلطات الرسمية على حزبهما. (يو. بي. أي) (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)

 


تراجع إنتاج زيت الزيتون في تونس

 
قدرت وزارة الزراعة والموارد المائية التونسية حجم إنتاج زيت الزيتون خلال الموسم 2006-2007 بمائة وسبعين ألف طن متراجعاً 20% عن الموسم السابق، وأرجعت ذلك إلى قلة الأمطار. وقبل إعلان الوزارة تقديراتها الرسمية، تحدث تقرير صحفي عن ارتفاع الإنتاج إلى 200 ألف طن بزيادة 15% عن العام الماضي. وتم تصدير 120 ألف طن إلى أوروبا والولايات المتحدة واليابان خلال الموسم الحالي، ويمثل زيت الزيتون 50% من عائدات صادرات تونس من المواد الغذائية. ويبلغ متوسط البلاد السنوي لمحصول الزيتون 145 ألف طن على مدى السنوات العشر الأخيرة، وتعد وفرة محاصيل الزيتون لمواسم متتالية أمرا نادرا في تونس حيث يميل الناتج إلى الارتفاع والانخفاض من عام لآخر. وتعتبر منطقة صفاقس (الجنوب الشرقي) وسوسة (الساحل التونسي) من أبرز منتجي زيت الزيتون في البلد الذي يقدر الاستهلاك المحلي فيه بخمسين ألف طن. ويعمل في هذا القطاع كثيف العمالة أكثر من 500 ألف أسرة في بلد يقطنه عشرة ملايين نسمة. ويقدر إنتاج تونس بـ8% من إجمالي الإنتاج العالمي لتحتل المركز الرابع بعد إسبانيا 36%، وإيطاليا 25%، واليونان 18%. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أكتوبر 2007)


التركيبة الجديدة لمكتب مجلس النواب

 
– رئيس مجلس النواب: فؤاد المبزع – النائب الاول لرئيس مجلس النواب: محمد العفيف شيبوب – النائب الثاني لرئيس مجلس النواب: حبيبة بن عمارة المصعبي – رئيس لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية: صالح الطبرقي – رئيس لجنة التشريع العام والتنظيم العام للإدارة: محمد العويني – رئيس لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية: عبد الرحمان البوحريزي – رئيس لجنة الفلاحة والصناعة والتجارة: المنصف البلطي – رئيس لجنة التربية والثقافة والإعلام والشباب: فؤاد القرقوري – رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والصحة العمومية: نسيمة الغنوشي – رئيس لجنة التجهيز والخدمات: محمد شرف الدين قلوز – مقرر لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية: يوسف القروي – مقرر لجنة التشريع العام والتنظيم العام للإدارة: الصحبي القروي – مقر لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية: منور خميلة – مقرر لجنة الفلاحة والصناعة والتجارة: حمدة الكناني – مقرر لجنة التربية والثقافة والإعلام والشباب: يوسف بلاغة – مقرر لجنة الشؤون الاجتماعية والصحة العمومية: فتحي الفرجاوي – مقرر لجنة التجهيز والخدمات: عبد القادر الفرادي أما لجنة الحصانة النيابية فقد انتخبت السيد عبد اللطيف المكي رئيسا لها والسيد الحبيب الرابحي مقررا. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


سفير فرنسا بتونس في لقاء صحفي: زيارة الرئيس ساركوزي إلى تونس مطلع 2008

مشروع الاتحاد المتوسطي يلقى مزيدا من الدعم

 
تونس – الصباح: نظم سفير فرنسا بتونس سارج دوغاليه مساء أول أمس (الخميس 4 أكتوبر، التحرير) في مقر إقامته مأدبة إفطار رمضانية دعا إليها ثلة من الصحفيين وطاقم السفارة تم خلالها الحوار حول عدد من الملفات التونسية الفرنسية وأخرى تهم السياسة الخارجية الفرنسية بعد ما تردد عن بروز مؤشرات عن تغيير جوهري في توجهاتها خاصة بعد بعض تصريحات وزير الخارجية الجديد كوشناروالضجة التي أثيرت بعد تصريحات الرئيس ساركوزي في داكار بالسينغال السفير الفرنسي وصف في هذا للقاء الصحفي العلاقات التونسية الفرنسية بالممتازة.. وأكد ان الرئيس الفرنسي ساركوزي سوف يؤدي زيارة دولة إلى تونس مطلع عام 2008 ـ تلبية لدعوة وجهها إليه الرئيس زين العابدين بن علي ـ على ان يعلن عن تاريخ الزيارة بالضبط في الابان في بلاغ متزامن في البلدين وفق الاعراف الديبلوماسية . وتأتي هذه الزيارة ضمن زيارات دولة مماثلة سيؤديها الرئيس الفرنسي إلى بعض دول المنطقة منها المغرب والجزائر. واعتبرالسفير سارج دوغالييه أن الرئيس ساركوزي أعطى منذ البداية أولوية للعلاقات المغاربية من خلال تدشين ولايته بزيارات إلى تونس والجزائر وليبيا. زيارات مسؤولين بارزين وعلى الصعيد الثنائي أعلن السفيرأن المرحلة الحالية تشهد تكثيف المشاورات بين تونس وباريس وقد زار باريس مؤخرا وزيرالسياحة الجديد السيد خليل العجيمي وينتظرأن يزورها قريبا وزيرا التربية والصناعة السيدان الصادق القربي وعفيف شلبي. ومن الجانب الفرنسي ينتظر ان يزور تونس قبل موفى العام عدد من اعضاء الحكومة بينهم وزيرا قدماء المحاربين والزراعة. وردا على تساؤلات الصحفيين نفى السفير أن يكون من المقرر تنظيم زيارة قريبة لوزير الخارجية كوشنير الى تونس أو إلى الدول المغاربية. الاتحاد المتوسطي وتعقيبا على أسئلة الصباح حول العناصر الجديدة في مشروع احداث الإتحاد المتوسطي الذي اقترحه الرئيس ساركوزي أورد السفير دوغاليه أن عدة دول أعلنت ترحيبا مبدئيا بالمشروع الجديد إلى جانب تونس وهي المغرب ومصروليبيا وايطاليا واسبانيا.. ونفى السفير أن تكون بعض الدول المتوسطية عارضت المشروع لكنه سجل ان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي اعتبرت أن آليات المسار الجديد للشراكة المعروف بـ »سياسة الجوار » يمكن أن يكون الإطار الافضل للعلاقات الاوربية المتوسطية.. لكن فرنسا لا تعتبر أن مشروع الاتحاد المتوسطي أو فضاء 5+ 5 يتناقضان مع سياسة الجوار ومسار برشلونة.. فلكل سياق خصوصياته.. فضلا عن كون حوالي 80 بالمائة من المشاريع التي تمولها بروكسيل مع دول الجنوب عمودية من الشمال الى الجنوب مقابل ضعف المبادلات الافقية جنوب جنوب . الاتحاد المغاربي لكن ماذا عن الاتحاد المغاربي؟ ألا تعتبر فرنسا قلصت دعمها له لصالح أولويات أخرى مثل ملفات العراق وايران والسودان ودارفور في وقت جمع فيه مساعد وزير الخارجية الامريكي بيرنز وزراء خارجية الاتحاد المغاربي في نيويورك؟ تعقيبا على هذه التساؤلات أود السفيرالفرنسي أن باريس تعتقد أن « بناء الاتحاد المغاربي مسؤولية الدول المغاربية أولا ».. واعتبر أن سلطات بلاده لا تزال تولي أهمية خاصة للدول المغاربية وهو ما أكده الرئيس ساركوزي من خلال جولته في المنطقة مباشرة بعد إنتخابه.. وتؤكده مشاريع الشراكة الثنائية العديدة بين فرنسا والدول المغاربية . تصريحات كوشنارعن ايران وخصص جانب كبيرمن اللقاء الصحفي للتصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن وزير الخارجية الفرنسي الحالي كوشنير لا سيما من خلال دعواته إلى الاستعداد لسيناريو الحرب ضد ايران وتوجيهه رسالة الى 27 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي تدعو إلى فرض عقوبات أوروبية جديدة على ايران في اكتوبر الجاري تستبق القرارات التي يمكن أن يتخذها مجلس الامن الدولي ضد طهران الشهر القادم. وقد حاول السفير الفرنسي التخفيف من حدة الانتقادات التي وجهت الى كوشنير في بعض وسائل الاعلام العالمية ومنها العربية بسبب تصريحاته حول الحرب على ايران . واعتبر السفير أن تلك التصريحات « لم تفهم على حقيقتها أو أولت تأويلا خاطئا لأن العقوبات لا تمهد للحرب بل يمكن أن تكون بديلا عنها ». وذكر السفير بكون  » فرنسا كانت الدولة التي بادرت بالدعوة للحوار الاوروبي مع ايران حول برنامجها النووي للتمييز بين حقها في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية وخطر صنع أسلحة محظورة دوليا « .واعتبر السفير ان فرنسا لا تزال متمسكة بنفس السياسة الخارجية في علاقتها بايران وبقية الملفات الدولية مع التمييز بين  » أسلوب  » وزير الخارجية الحالي وسلفه.. بين  » أسلوب الرئيس ساركوزي وأسلوب الرئيس شيراك وأساليب من سبقه من الرؤساء الفرنسيين « . معارضة سيناريو الحرب وماذا عن الاتهامات التي وجهت الى الرئيس ساركوزي في وسائل الاعلام الامريكية ذاتها بكونه « أصبح يلعب دور طوني بلير » في أوروبا في وقت فيه بدأت بعض العواصم الاوروبية الاخرى ومنها حكومة براون في بريطانيا تعلن تميزها عن توجهات واشنطن وخياراتها العسكرية والامنية في العراق وفي المنطقة؟ السيد سارج دوغاليه نفى هذه التهمة واعتبر أن ملامح السياسة الخارجية الفرنسية لا تزال هي نفسها في خطوطها الكبرى.. « رغم بعض الاختلافات في الاسلوب والشكل « مقارنة بالمرحلة الماضية .وفي هذا السياق أعلن معارضة باريس الى اليوم للحل العسكري وللقرار المنفرد الذي اتخذته ادارة بوش بشن حرب ضد العراق .كما تتمسك فرنسا بتسوية سياسية سلمية للصراع العربي الاسرائيلي على قاعدة تعايش دولتين :دولة فلسطينية وأخرى اسرائيلية.. كما تدعم لبنان في مساعيه للخروج من أزمته ولاختيار رئيس يمثل كل اللبنانيين سياسة المكيالين وهل لا تكون باريس والعواصم الاوروبية بصدد تبني سياسة المكيالين في تعاملها مع ايران واسرائيل فيما يتعلق بالسلاح النووي؟ هل يعقل تهديد ايران بالحرب وفرض مزيد من العقوبات عليها رغم عدم امتلاكها السلاح النووي بينما يعلم الجميع أن اسرائيل تمتلك أكثرمن 200 رأس نووي وأسلحة محظورة عديدة؟ السفير دوغاليه نفى هذه التهمة واورد ان فرنسا تدعم حق ايران في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية لكنها تعارض امتلاكها للسلاح النووي خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل التي ادلى بها الرئيس الايراني أحمدي نجاد وتهديداته لإسرائيل. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


صحيفة إسرائيلية نسبت الفكرة الى ساركوزي …

«تكتل أوروبي من دون أوروبيين» مصفاة للإسلام السياسي

 
عماد فوزي شعيبي (*) تطرح اوساط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فكرة إقامة تكتل شرق أوسطي مواز للاتحاد الأوروبي يدعوها البعض «أوروبا من دون اوروبيين»، تحل مشكلة انضمام تركيا الى أوروبا فتصبح هذه جزءاً من (أوروبا اللا أوروبية). وفقاً لتعريف ساركوزي، الذي روّجه تسفي برئيل في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تحت عنوان «مصفاة للإسلام»، ستكون في هذا التكتل الشرق أوسطي – الأوروبي 15 دولة: سبع منها إسلامية (تركيا، لبنان، مصر، ليبيا، تونس، الجزائر والمغرب) وثمان – ومن بينها اسرائيل – غير عربية. هذا التكتل سيضمن ما يسمى التعريف الأوروبي «للإسلام الصحيح». ويعتبر الإسرائيليون ان هذا المشروع سيشكل مصفاة شرق أوسطية لتمر الدول الإسلامية المعتدلة من خلالها – أي وفقاً للتعريف الأوروبي او الفرنسي للسلامة الإسلامية – وهو نوع من محاولة رسم جيب جديد في خريطة الحضارة التي اعلن عنها صموئيل هنتنغتون في كتابه «صراع الحضارات». حضارة شرقية أخرى من إنتاج الغرب. السؤال الذي يطرحه تسفي برئيل هو: هل يوجد إسلام شرق أوسطي مختلف؟ متسائلاً: لماذا أنتجت مصر وتركيا والمغرب، ناهيك عن لبنان غير المسلم!! وتونس العلمانية «إسلاماً مختلفاً»، بينما تمثل الدول التي تقع وراء ساحل البحر المتوسط في نظر الغرب إسلاماً مهدداً؟ الجواب الذي يتقاطع مع رؤية ساركوزي لا يكمن في الإسلام كدين وإنما في الدول والأنظمة التي تحدد مكانة هذا الدين – وليس العقيدة – في الدولة، متناسياً – كالعادة – مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي الذي أفسد فعلياً مكانة النظريات وأدى الى إحباط عام تمثل بظواهر التطرف التي تُقدّر في التحليل الأخير على انها الدافع الرئيس للتطرف، وهو الأمر الذي طالما أصرت دراسات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة على تجاهله بالسؤال: «لماذا يكرهوننا؟» النموذج المقترح تمثله هنا النموذج التركي، اذ بدلاً من الاحتفال بانتصار الدين على الدولة، يفضل الإسلام السياسي في تركيا ايضاً طأطأة رأسه والسماح بوجود تعريفات علمانية وإضفاء لونه عليها: ديموقراطية، حقوق إنسان، اقتصاد حر، الدخول الى أوروبا وتقليص قوة الجيش. صحيح ان زوجة الرئيس تغطي رأسها، إلا انها لن تشارك في المناسبات العامة، وبذلك لن تخالف القانون. ووفقاً لساركوزي ففي تركيا ايضاً يعتبر النموذج المسيحي الديموقراطي مثالاً يُحتذى والعلمانية ليست خاضعة للانتقادات، والإسلام مطلوب فقط لتبنّي سلم قيم محافظاً مثل الاحتشام وعدم شرب الكحول علانية أو إزالة لافتات الشوارع التي تعرض الفتيات بملابس البحر. ووفقاً لمشروع ساركوزي إذا كانت تركيا تُعتبر في نظر أوروبا رمزاً للدولة الشرق أوسطية غير العربية التي تُكتب لغتها بأحرف لاتينية، إلا انها ما زالت إسلامية الى درجة تكفي لتشكيل اضطراب في هدوء أوروبا المسيحية البيضاء! فالمغرب ولبنان والجزائر وتونس في نظر أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصاً، دول فرانكوفونية، لغتها الرسمية هي العربية وديانتها هي الإسلام، لكن الفرنسية التي يتحدثون بها في الشوارع والنوادي وتظهر على لافتات المحال تعتبر عاملاً يقرب هذه الدول من أوروبا، يقول: يقرب، لكنه لا يجعلها منتمية، وهو بالتأكيد لا يهدد بالانتماء مثلما تسعى تركيا. يرى الإسرائيليون ان ذلك التكتل الشرق اوسطي الذي تحدث عنه ساركوزي مخصص لتنظيم، إن لم يكن لمنع، هجرة الملايين من المسلمين الى الدول الأوروبية. فساركوزي يتحدث عن شرق أوسطية تكون وفقاً للصورة النمطية عند الإسرائيليين التي لا يبدو انهم يستطيعون العيش من دونها، كالسور الواقي والمنطقة العازلة، ليست عربية تماماً، لكنها ليست أوروبية على الإطلاق. لا وحـــدة جغرافية للمشروع وما يجمع دوله هو تلك المسافة المحددة ثقافياً التي تُبعده عن «العروبة». وهذا ليس كلامنا إنما كلام ساركوزي بلغة تسفي برئيل. العروبة التي تبدو منذ اطلاق مشروع المحافظين الجدد مماثلة لإسلام متشدد ومطلوب منها ان ترتحل لتفسح المجال امام مصفاة للإسلام وللعروبة معاً. يتساءل الإسرائيليون: اذا كانت هذه نية ساركوزي فكيف سيدخل الى تكتله دولاً مثل مصر أو ليبيا، الأولى ما زالت ترى نفسها محددة رئيسية للحوار العربي، والثانية تتحرك بين العروبة والانتماء الى افريقيا، والأهم من ذلك كيف يمكن دول فرانكوفونية مثل لبنان والمغرب ان تتدبر امورها في المشروع الشرق أوسطي بينما هي محاطة بقيود العروبة، وبعضها تنصهر قوة الإسلام فيها حتى درجة الفولكلور؟ النتيجة التي يراها تسفي برئيل محددة وواضحة: لا لهذا المشروع لسبب بسيط، هو انه يخرج الدور الإسرائيلي في المنطقة باعتبارها امتداداً لأوروبا من مكانته، والذريعة التي يرسمها الأخير من دون ان يعلن ذلك، انه يبدو ان المحاولات الغربية لإيجاد قواسم مشتركة ثقافية بصورة مريحة لهم مسألة غير مقبولة في الشرق الأوسط وتدرج في إطار الكولونيالية الجديدة. فالشرق أوسطية هي مصطلح باهت، لكنه لا يختلف كثيراً عن مصطلح «العالم الثالث». صحيح ان الإسرائيليين يتصورون ان من الأصح القول ان الشرق اوسطية هي الرواية الفرنسية – الأوروبية للشرق الأوسط الجديد الذي ينادي به بوش، أي دول يتوجب تدجينها وفقاً لمعايير غربية. إلا ان هذا ليس دقيقاً فالشرق الأوسط الكبير هو شرق أوسط متشظ الى طوائف وقبائل وملل ونحل وأديان، مع تدمير الدول المركزية وإلحاق تلك الشظايا بالولايات المتحدة للحاجة القصوى الى مرجعيات تتمثل في الغرب بحسب فؤاد عجمي وبرنارد لويس وزلمان خليل زادة وريتشارد بيرل. هل عدنا لنصبح كما في مطلع القرن الماضي مادة للتقاسم في إطار نظريات كبرى و… صغرى؟ نعم لكن مكاسرة الإرادات العقلانية تجعل لنا مكانة لئلا نصبح سماداً لسياسات الآخرين. (*) كاتب سوري، رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


فتـوى
 
شيخ من المشائخ المغرمين بالفتاوى الغريبة طلع على الناس هذه الايام بفتوى جد عجيبة.قال إن عقد القران في السينما بالطريقة الشرعية.. يعني ان الزواج قد تم بصفة فعلية.مع احترامي لكل الشيوخ والعلماء.. أجزم ان هذا النوع من الفتاوى مجرد سينما. محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


تعدّ الوحيدة المتواجدة بأسواق العالم في رمضان:

صادرات التمور التونسية تحقّق رقما قياسيا على مستوى العائدات المالية بـ179 مليارا (من المليمات)

 
تونس – الصباح: حققت صادرات التمور التونسية رقما قياسيا على مستوى العائدات بالعملة الصعبة حيث بلغت قيمة الصادرات 179 مليارا من المليمات إلى غاية يوم 30 سبتمبر المنقضي تاريخ غلق موسم التصدير بكميات قاربت 59 ألف طن بنسبة زيادة ناهزت 38% عن السنة الماضية حيث بلغت الكميات المصدرة الموسم قبل الماضي حوالي 42 ألف طن بعائدات مالية بلغت 131 مليارا. مع الاشارة إلى أن العائدات المسجلة إلى غاية موفى سبتمبر 2007 تسجل لأول مرة واستبقت التوقعات المبرمج تسجيلها خلال فترة المخطط الحادي عشر. حضور عالمي وتجري هذه النتيجة إلى الجهود المبذولة من قبل المجمع المهني للغلال من أجل مزيد النهوض بمنظومة التمور وبفضل مجهودات المصدرين وكذلك الاجراءات والتسجيلات التي تم وضعها بالترفيع من طاقة وحدات الخزن المبردة بمواقع الانتاج والتي مرت من 6 آلاف طن في السنوات الثلاث الماضية الى 36ألف طن هذا العام، هذا علاوة طاقة الخزن المتوفرة لدى المصدرين وقد مكنت المنظومة من تفادي اتلاف المنتوج واحكام الاستعداد لسوق رمضان داخليا وخارجيا حتى أن التمور التونسية تعد الوحيدة المتواجدة في رمضان بمختلف الأسواق العالمية وذلك للسنة الثالثة على التوالي بما سمح بتعزيز وتدعيم تموقع المنتوج التونسي على الصعيد الدولي. وقد سجلت «الدقلة» التونسية حضورها بـ54 دولة مع ولوجها أسواق جديدة مثل السوق الروسية والتركية والأندونيسية والماليزية. ثمنت مصادر مطلعة من المجمع النتائج القياسية المحققة على مستوى الصادرات مشيرة إلى أنها تنعكس حتما على تحسين دخل الفلاحين. وبخصوص السوق الداخلية في رمضان صرح السيد محمد علي الجندوبي مدير عام مجمع الغلال بأن التزويد كان عاديا وتأتت كميات العرض من المخزون المبرمج لرمضان والمقدر بألفي طن بأسعـار قال أنها أقل بكثير من العام الماضي متراوحة بين 2000مي و2800مي. الموسم الجديد وبخصوص الموسم الجديد أفاد محدثنا بأن انطلاقته الفعلية حددت بداية من يوم 27 أكتوبر الجاري وبالتالي فأن الكميات التي يتحدث البعض عن نزولها للأسواق لم يكتمل نضجها ولئن يتوقع تسجيل نقص طفيف في مستوى الانتاج من التمور خلال الموسم الجديد فان النوعية ستكون عالية الجودة وبأحجام كبيرة. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


تكريم المنتجة هاجر بن نصر في السليمانية

عبد الرزاق الحمامي: «إنها مسكونة بجن وثائقي لا فكاك منه»

 
تونس/الصباح: شهد فضاء السليمانية مساء الاربعاء الماضي مسامرة ثقافية رمضانية تكريما للمنتجة هاجر بن نصر اول تونسية انتجت شريطا روائيا وثائقيا حول العلامة عبد الرحمان بن خلدون. المسامرة حضرها جمهور غفير جاء لمشاركة السيدة هاجر بن نصر هذا الاحتفال بشريطها الوثائقي الروائي وبمختلف انتاجاتها التي اختارت لها ان تكون متفردة في رؤاها واهدافها. فالسيدة هاجر بن نصر اختارت التخصص في انتاج الاشرطة الوثائقية التي تلامس الواقع البيئي وقضايا الانسان الاجتماعية وقد حققت بذلك نجاحا متميزا توج بعديد الجوائز الوطنية والعربية لتكون من خلال ذلك اول سيدة تونسية تكسب رهان التخصص في مجال انتاج الاعمال الوثائقية بدرجة اولى. تجاوز السائد وقدم الاستاذ الجامعي عبد الرزاق الحمامي مداخلة شدت الانتباه تناول فيها بعين المتابع الدقيق تفاصيل عديدة لمسيرة السيدة هاجر بن نصر وعلاقتها مع الانتاج الوثائقي فـ«ان هاجر ـ والكلام للأستاذ عبد الرزاق الحمامي ـ اختارت هجر السبل المعهودة وتحملت مسؤولية النصر على السائد ورفض الرداءة لذلك كان اسمها هاجر بنت النصر اقتحمت ميدانا اثبتت التجربة عسر نجاح المرأة فيه ان لم نقل استحالة النجاح مطلقا نظرا الى ما يحف به من عوائق ومثبطات وحواجز..». واضاف الاستاذ عبد الرزاق الحمامي: «خاضت هاجر هذا البحر بلججه واقتحمت هذه الغابة الكثيفة المتشابكة بعزيمة وصبر وثبات من الدموع احيانا لتؤسس لشركة تبدع فيها وتنقل من خلالها الى محيطها الخارجي البعض من احلامها». وعدّد المحاضر انتاجات السيدة هاجر بن نصر بالقول: ـ في محور اول نجد اشرطة اجتماعية تعنى بوضعية المرأة: امرأة من كيرانيس ـ عائدة عبق الماضي واشراق الحاضر ـ انامل الخير. في محور ثان نرى: اشرطة وثائقية تاريخية وحضارية: عبد الرحمان بن خلدون ـ سلسلة أعلام تونس. في محور ثالث اشرطة بيئية: الفايجة ـ دجبة ـ بوهدمة ـ الشعانبي ـ جبيل ـ جبل السرج مغارة المنجم ـ النفايات البلاستيكية هذا الوحش الصامت. في محور رابع: اشرطة بمناسبات سياسية وعلمية وثقافية: تونس درة المتوسط (عن قمة المعلومات بتونس) ـ الخط العربي. ولاحظ المحاضر ان هذه المحاور التي حددتها واختارتها السيدة هاجر بن نصر عن دراية واقتناع وايمان تؤكد ان في ذلك رسالة خاضعة لاستراتيجيا وخطة علمية تتحرك عبرها من الذات الى الموضوع. ففي «امرأة من كيرانيس» او في «عائدة عبق الماضي واشراق الحاضر» او «في انامل الخير» رسمت هاجر بالكاميرا صورة منها اليها اي المرأة المناضلة المثابرة الناجحة رغم العراقيل وفي اشرطتها الوثائقية التاريخية انتقلت من الفرد الى المجموعة المصغرة: المجتمع التونسي فالى الامة العربية وصارت الرسالة موجهة الى الذات العربية لانقاذ ما يمكن انقاذه من عرصات البيت العربي وتشمل الرؤية المحيط لترتقي من الفردي الذاتي الى الجماعي فالى الكوني وتحذر من اخطار البيئة.. فقد اشعلت ضوءا احمر للشعوب العربية كما تقول بفضل شريطها «النفايات البلاستيكية هذا الوحش الصامت». تربية متوازنة وخلص المحاضر في الجزء الاخير من هذه المداخلة القيمة الى الحديث عن السيدة هاجر بن نصر الانسانة انطلاقا مما انجزته من اعمال جلبت لها الاحترام والتقدير والتبجيل والتكريم فبين انها «اي السيدة هاجر بن نصر) تلقت تربية متوازنة جوهرها الصدق مع النفس والايمان بقيمة العمل راكمتها بحصيلة معرفية محترمة في التعليم العالي فتكاملت عندها المعرفة بمنظومة القيم وعلمتها تجربة الحياة مع بشر بجسد انسان وباطن ذئب او نصف ثعلب فمحيطها الفني فيه الخير وفيه الشر.. ولعل ميزة التحدي هي ابرز خصوصيات هذه الشخصية ووعيها بالمقام والمقال.. فهي دائمة الدعوة الى «بث اشرطة وثائقية في كامل الوطن العربي تصور واقعه وتستجيب لاهتماماته الحقيقية». وختم المحاضر بالقول: ان هاجر بن نصر «مسكونة بجن وثائقي لا تنفع معه عوائق الدنيا.. انها قصة عشق تستمدها من ايمانها بذاتها وثقتها في الحضارة العربية الاسلامية التي نشأت في احضانها ومن هنا حرصها الشديد على وضوح الصورة وجمالها وانتشار رسالتها في العالم». وتم اثر هذه المداخلة بث عينات من انتاجات السيدة هاجر بن نصر في اجواء رمضانية مفعمة بالحب والتبجيل لتبقى سهرة الاربعاء الماضي واحدة من اللقاءات المهمة في ذاكرة رواد فضاء السليمانية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


«الحراقة» الجزائريون يفضّلون أن يأكلهم «الحوت» وعائلاتهم تُدرجهم في عداد «المفقودين»

 
الجزائر – محمد مقدم تعيش مئات العائلات الجزائرية منذ شهور أوضاعاً مقلقة إثر فقدها ابنائها في موجة الهجرة غير الشرعية – أو «الحراقة» باللهجة العامية الجزائرية – إلى الدول الأوروبية على الضفة الشمالية للمتوسط، في محاولة يائسة منهم بحثاً عن ظروف أفضل للعمل والحياة هناك. وبعد أربع سنوات من العبارة الشهيرة التي استقبل بها شباب العاصمة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال زيارته الجزائر في آذار (مارس) 2003 «فيزا… فيزا… فيزا» مطالبين بتسهيل حصولهم على تأشيرات لدخول الأراضي الأوروبية، بدأت قوافل الانتظار أمام مباني السفارات الأجنبية في الجزائر تتقلص في شكل قياسي كون غالبية الشباب «الحراقة» فقدوا الأمل في حصولهم على تأشيرات وباتوا يعتقدون الآن أن أفضل وسيلة تمكّنهم من دخول «جنة أوروبا» هي العبور بحراً وفي شكل غير شرعي. وغالبية «الحراقة» الذين يحاولون التنقل عبر البحر إلى أوروبا شباب تتراوح أعمارهم بين 17إلى 35 عاماً. لكن المثير في قصص هؤلاء أن بعضهم يوجد وظائف جيدة في القطاعات الاقتصادية أو لدى المؤسسات الحكومية في بلده لكنه يفضل المغامرة علّه يحصل على فرص عمل أفضل في أوروبا. وكانت قوارب الهجرة غير الشرعية تنطلق قبل عام من الحدود الغربية للجزائر خصوصاً من ميناء الغزوات المحاذي للحدود مع المغرب. لكن غالبية السواحل الجزائرية التي تمتد على مسافة 1200 كلم باتت اليوم منطلقاً لما يُعرف بـ «قوارب الموت» التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، وإن كانت عمليات الانطلاق تتركز خصوصاً حالياً في سواحل مدينتي عنابة (600 كلم شرق العاصمة) وسكيكدة (500 كلم شرق العاصمة) في اتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية. وتتم هذه المحاولات على رغم التدابير الأمنية المكثفة التي وضعها الدرك وخفر السواحل الجزائريان لتوقيف كل من يشتبه في أنه سيحاول الهجرة سراً إلى أوروبا في قوارب عادة ما تكون مهترئة وقديمة. ويتم التخطيط للهجرة غير الشرعية في فترات وجيزة في العادة وعبر شبكات ناشطة متخصصة في شراء «قوارب الموت» بأسعار رمزية. ويجازف «الحراقة» بمثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر ولسان حالهم يقول: «يأكلني الحوت ولا يأكلني الدود». واضطر عدد من مطربي «الراي» المنتشر في الجزائر، إلى تكييف أغانيهم مع معاناة الشباب الذين يرغبون في الهجرة ولو بطريقة غير شرعية. وتقول عائلة مراون بلعابد الذي اختفى منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي، تاريخ إقلاعه بقارب صيد مع رفاقه، إنها لا تملك عنه معلومات لحد الساعة وإن ما توافر لديها من معلومات أنه كان في أحد «قوارب الموت» عبر المتوسط متوجهاً إلى جزيرة سردينيا الإيطالية (نحو 250 كيلومتراً من السواحل الشرقية الجزائرية). وكشفت التحريات التي تمت حول هوية «الحراقة» أن المجموعات الأولى منهم كانت تتشكل من شباب عاطلين عن العمل في الولايات الساحلية الشرقية، وأنهم قرروا – بسبب قلة فرص حصولهم على تأشيرات لدخول الدول الأوروبية وعدم امتلاكهم أموالاً كافية لدفع? ?ثمن? ?رحلة? ?في? ?طائرة? ?أو? ?باخرة – «حجز» مقعد لهم في أحد «قوارب الموت» علّه يوصلهم إلى بلد أفضل يتيح لهم أملاً بالخروج? ?من? ?دائرة? ?الفقر? ?والبطالة?.? أما المجموعة الثانية فتتكون من شرائح اجتماعية مختلفة، خصوصاً من الطبقة المتوسطة (كالموظفين والأساتذة وصغار التجار)، أُغلقت أبواب السفارات الأجنبية في وجوههم فقرروا الإبحار أيضاً في قوارب المهاجرين إلى أوروبا. وتحاول عائلات جزائرية تأسيس «جمعيات المفقودين في البحر»، في إشارة إلى أبنائها الذين يحاولون عبور المتوسط في اتجاه السواحل الأوروبية. وعلى رغم أن غالبية هؤلاء ينجح في الوصول إلى السواحل الإيطالية أو الإسبانية، إلا أن كثيرين منهم يعتقلون ثم يتم ترحيلهم إلى بلادهم في ظروف مهينة أحياناً. وتعترف السلطات الجزائرية بعجزها عن رصد القوارب القديمة خلال إقلاعها في اتجاه السواحل الأوروبية. وحتى عمليات المطاردة تنتهي أحياناً بطريقة مأسوية لشدة حرص «الحراقة» على الإفلات من قبضة خفر السواحل، كما حدث السبت عندما فشلت رحلة 33 مهاجراً غير شرعي كانوا يحاولون بلوغ شمال ضفة المتوسط في حدود الساعة الرابعة فجراً على بعد 46 ميلاً شمال غربي ساحل ولاية عنابة. ففي حين قالت السلطات إن بارجة خفر السواحل اصطدمت بقارب السردين المسروق الذي كان على متنه المهاجرون غير الشرعيين الذين أصيب عدد منهم بجروح متفاوتة الخطورة، تحدثت مصادر أخرى عن محاولة «انتحار جماعي» لـ «الحراقة» بعدما ضبطهم خفر السواحل. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، في روايتها للحادث، أن أفراد مجموعة المهاجرين غير الشرعيين «رفضوا الانصياع لأوامر التوقف التي وجهت اليهم بمكبر الصوت وحاولوا الهروب ففقدوا السيطرة على مركبهم الذي اصطدم بأحد المراكب الثلاثة التابعة لحراس السواحل». ومنذ بداية العام الجاري أحصت فرق خفر السواحل في عنابة فقط توقيف 300 شاب كانوا في عرض السواحل، بينما أوقفت فرق الدرك الوطني ما يزيد على 1000 شاب كانوا يتأهبون للإقلاع في هذه الولاية المحاذية لتونس. ووفقا لتقديرات وزارة الداخلية الإيطالية فقد تمكن 960 شخصاً من العبور إلى جزيرة سردينيا الإيطالية وحدها في الشهور الثمانية الأولى من عام 2007، وجميعهم تقريباً من الجزائريين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


عباسي مدني يخشى «انفجاراً شعبياً» في الجزائر

 
الدوحة – محمد المكي أحمد
نددت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر بما وصفته «استمرار الانتهاكات» في حق قياداتها مثل الشيخ علي بن حاج والشــيخ عبدالقــادر بوخمخم. ووجه رئيس الجبهة الشيخ الدكتور عباسي مدني المقيم في قطر «نداء» إلى السلطة دعاها فيه إلى تحقيق مصالحة وطنية ومعالجة الأزمة «معالجة حكيمة جذرية، لا معالجة جزئية تخفـــيفية، لأن وضع الجزائر المتأزم وشعبه المتألم لم يعودا قابــلين للمزيد من التفاقم والتعفن»، وحذر من «انفجار شعبي وشيك». ولفت مدني في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أمس إلى أن «الانتهاكات ما تزال مستمرة في حق قيادات الجبهة الإسلامية مثل الشيخ علي بن حاج والشيخ عبدالقادر بوخمخم وغيرهما، الأمر الذي يجعلهم يرضخون لأصناف المضايقات التعسفية وأنهم عرضة للسجن والمعاملات اللاإنسانية المهينة، وما زال حقهم في التعبير وحقهم في الممارسة السياسية مسلوبين، وهذا انتهاك واضح للعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية الذي صادقت عليه الجزائر». واعتبر بيان الشيخ عباسي أنه «من قبيل العبث أن نتحدث عن المصالحة الوطنية الحقيقية ما لم يُجبر الضرر الذي لحق بشعبنا الجريح جراء الانقلاب الذي وقع على إرادته السيّدة، وما لم يرفع الغبن عن شعبنا المضطهد ابتداء من إعطاء حق الجبهة الإسلامية في الممارسة السياسية المشروعة دستورياً». وأعلن أن جبهة «الإنقاذ» تضم صوتها الى «صوت جميع الوطنيين الشرفاء أمثال الأخوة عبدالحــميد مهري ومولود حمروش وحسين آيت أحمد وغيرهم، من أجل فتح باب لحوار جاد وبنّاء وشفّاف بين جميع الجزائريين من دون استثناء للبحث عن الحل السياسي المتناسب مع المشكلة السياسية، وذلك قبل فوات الأوان، لأن العقلاء العارفين بالوضع وطبيعة الشعب الجزائري متيقنون بأن انفجاراً شعبياً وشيكاً سيحدث في الجزائر ما لم يوضع حد للظلم الاجتماعي والتأزم الاقتصادي والانسداد السياسي». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


حكومة كاتالونيا تفرض عودتها واصوات تطالب باعتباره جزءا من ثقافة اللباس

إسبانيا تعيد النقاش حول الحجاب بعد طرد تلميذة مغربية من المدرسة بسببه

 
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تعيش اسبانيا هذه الأيام علي إيقاع قضية الحجاب بين المدافعين عن منعه في المدارس اسوة ببعض الدول الأوروبية الأخري علي شاكلة فرنسا واوساط تعتبره امرا شخصيا ويدخل ضمن ثقافة اللباس وتبرز أن الحق في التمدرس يعلو علي أي مطلب آخر بينما تريد الحكومة تفادي إشكالية الحجاب وما يمكن أن يترتب عنه من ازمات اجتماعية في بلد مازال رهين الأحكام المسبقة حول الاسلام والعرب وخاصة المغاربة. واندلعت قضية الحجاب الجديدة في مدينة خيرونا باقليم كاتالونيا شمال شرق اسبانيا عندما أقدمت إدارة مدرسة ابتدائية خلال الأسبوع الماضي علي طرد ومنع التلميذة المغربية شيماء والتي لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات من الالتحاق بالفصل بحجة أنها ترتدي الحجاب وأن القانون الداخلي للمدرسة يمنع ذلك. وكان رد ابويها هو عدم ارسالها الي المدرسة بدون حجاب بل والتفكير في العودة الي المغرب لضمان تدريس التلميذة أمام ما يعتبرونه بالحيف ضدهم. عملية الطرد خلفت ردود فعل مختلفة بين معارض للقرار وبين مؤيد له ومناد بضرورة تعميم رفض الحجاب في المدارس وبعض المؤسسات العمومية بحجة الدفاع عن العلمانية كما تبني هذا الموقف بعض الجمعيات الدينية وحركات قومية كاتالانية. وتقع خيرونا في اقليم كاتالونيا الذي يتمتع بالحكم الذاتي، واقدمت وزارة التعليم في هذا الاقليم علي رفض قرار ادارة المدرسة واصدرت آخر ا مضادا يتجلي في ان حق التعليم والتمدرس اكبر واولي من أي مطلب آخر بما في ذلك محاولة فرض منع التحاق المحجبات بالمدارس ، وبالفعل عادت التلميذة خلال الأسبوع الجاري الي المدرسة. زعيم المعارضة في كاتالونيا ارثورو ماس الذي يترأس حزب الوفاق والتجمع الكاتالاني وهو من اليمين القومي المحافظ انتقد القرار الحكومي واعتبره تحيزا ضد إرادة المدرسة وقانونها الداخلي. كما انحاز زعيم المعـــارضة الـــوطنية ماريانو راخوي مـن الحزب الشعبي الي المدرسة، واعتبر عودة التلميذة الي المدرسة وهي ترتدي الحجاب بمثابة انتصار للمدافعين عن الحجاب وانتصارا لعائلة الطفلة التي مارست الابتزاز ضد المدرسة. وتابع القول بأن حق التمدرس يحظي بالأولوية غير مقنع بل يجب علي الوافدين احترام تقاليد ودستور البلاد . ومن جهة اخري، أصدرت فيدرالية جمعية آباء التلاميذ في كاتالونيا بيانا تطالب فيه من السلطات ان تعتبر الحجاب جزءا من ثقافة اللباس دون محاولة مزجه برمز ديني ، وهو موقف اعتبرته الجمعيات المغربية والاسلامية مشرفا جدا. وزيرة التعليم في الحكومة المركزية في مدريد، مرسيديس كابريرا طلبت من الجميع التحلي بالتسامح والليونة، ومن جانبها اوضحت كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة كونسويلو رومي أن الحكومة لن تساهم ابدا في نقاش عقيم حول الحجاب . ويحظي هذا الموضوع بالاهتمام في مواقع الانترنت بين مؤيد ومدافع، وكتبت فتاة تحت اسم سيري في موقع جريدة بوبليكو الجمعة علينا أن نعد أنفسنا للتعدد الديني، فهو واقع نعيشه، فليس هناك أي قانون يحتم علي المرء طريقة اللباس او المشي . وخلال العقد الأخير، ومنذ انفجار ملف الحجاب في اسبانيا اتخذت الحكومة الاسبانية سواء في عهد اليميني خوسي ماريا أثنار أو الاشتراكي خوسي لويس رودريغيث سبتيرو موقفا معتدلا باحتواء النقاش حول الحجاب ومحاولة اعتباره يدخل ضمن ثقافة لباس المسلمين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)


حول فتوي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ: الانفاق علي الجهاد حرام والانفاق علي صفقات السلاح المشبوهة حلال!

 
بقلم: وفاء اسماعيل (*)
اطل علينا سماحة العالم الجليل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بفتوي جديدة صب فيها جام غضبه علي الشباب الذي يذهب الي خارج السعودية لنصرة اخوانهم في كل ارض عربية محتلة .. ونعت عملياتهم بانها قذرة وانها مسيئة للاسلام وادعي ان هؤلاء الشباب غرر بهم.. جاء ذلك في خبر نشر في صحيفة القدس العربي اللندنية نقلا عن: (الرياض (ا ف ب) – انتقد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة السعودية يوم الاثنين بشدة الاسلاميين السعوديين الذين يغادرون السعودية بداعي الجهاد معتبرا ان عملهم يسيء للاسلام وانهم ينفذون عمليات قذرة بسبب التغرير بهم). من الواضح ان الشيخ كان في سفر طويل ولم يعد منه سوي اليوم وصعقه خروج الشباب الاسلاميين الي خارج اوطانهم تحت ما يسمي الجهاد فشعر بالاشمئزاز من تلك الكلمة وهذه العمليات التي يقوم به الشباب السعودي لدرجة اوصلته لنعت تلك العمليات بالقذرة. ومع تزايد نغمة الفتاوي الدينية التي تحقق اهدافا سياسية بامتياز في هذا الوقت بالذات كنت اود ان اسال مجموعة اسئلة محددة لسيدنا الشيخ ….لماذا تخرج الفتاوي فقط ضد هؤلاء الشباب الذين اخذتهم النخوة للدفاع عن اخوانهم في العراق وغيره من البلدان التي احتلت من قبل الامريكان والصهاينة ونحن نعلم ان نصرة المسلم والمظلوم والمقهور واجب ديني مقدس تكفله كل الشرائع السماوية وان دور العلماء هو في المناداة بالجهاد من اجل تحرير كل شبر احتل من قبل الغزاة؟ لماذا لا نسمع فتوي مثلا ضد كل من يفسد وينشر الفساد في السعودية؟ وهل من يخرج لقتال الاعداء يقوم بعملية قذرة ومن يخرج لماربيلا لينعم بشواطئها ويصرف الملايين من قوت الشعب لبناء القصور هنا وهناك يقوم بعملية نظيفة؟!!!! ومن جهة اخري اكد المفتي انه ترتب علي عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمي بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها عصيان ولي امرهم والافتئات عليه وهذا كبيرة من كبائر الذنوب . والسؤال الذي يطرح نفسه: وماذا لو كان ولاة الامر بلغوا من الفساد مبلغه وتقاعسوا عن نصرة الشعوب التي تقتل وتباد .. وتدمر بيوتهم ومنازلهم ..وتنتهك اعراضهم ..اليست كبيرة من الكبائر؟ وماذا لو كان ولاة الامر هؤلاء هم اول من احتكروا الجيوش واسلحتها وعتادها ورجالها لحماية عروشهم وكراسيهم حرصا علي بقائهم في الحكم بدلا من تدريب تلك الجيوش ووضعها في حالة تأهب مستمر للدفاع عن الشعوب والاوطان ضد كل غاز ومعتد؟ وماذا لو كان هؤلاء الولاة هم من اتوا بالمحتل ليحتل اراضينا ويسرق اموالنا ويستنزف دماءنا؟ وماذا لو كان هؤلاء الولاة ما هم الا ثلة تجار حروب وسماسرة سلاح يتقاضون عمولاتهم ليس بالمليون بل بالمليارات يا شيخ ويعقدون الصفقات ليس من اجل استخدام السلاح لقتال العدو بل فقط للحصول علي عمولة محترمة تزيد رصيدهم في البنوك بالخارج لينعموا بها …؟ الم تسمع بصفقة اليمامة السوداء يا شيخ قبل قيامك بدعوة اصحاب الاموال الي الحذر في اوجه انفاقها وعدم التورط في تمويل الجماعات الارهابية المقاتلة. وقولك: اوصي اصحاب الاموال بالحذر فيما ينفقون حتي لا تعود اموالهم بالضرر علي المسلمين . وهنا نتوقف عند فتوي الشيخ غير العادلة والتي يحرم فيها الانفاق من اجل الجهاد في سبيل الله ونصرة المجاهدين باعتباره يعود بالضرر علي المسلمين ويتغاضي عن عمليات الانفاق علي صفقات الاسلحة المشبوهة كصفقة اليمامة السوداء التي عقدت في ايلول (سبتمبر) 1985 فهي اكبر صفقة سلاح تبيعها بريطانيا في تاريخها واكبر صفقة سلاح تشتريها السعودية ايضا، واكبر رشاوي دفعت، والتي قدرت الصحافة البريطانية قيمة الصفقة ما بين 60 الي 150 بليون دولار، وقيمة الرشاوي فيها ما بين 12 الي 20 بليون دولار!! كما انها اقذر صفقة سلاح في التاريخ، فهذه الاموال التي دفعت من اجل اتمامها ذهبت هباء في سلاح لم يستخدم، بل اعيد بعضه الي بريطانيا تحت مسمي طائرات مستخدمة حسب قول ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز، وللآن لم يعرف متي استخدمت السعودية هذه الاسلحة ولا اين استخدمت!!!! وما ظهر عن تلك الصفقة قليل من كثير وما خفي كان اعظم والسؤال هل تلك الصفقة لا تعود بالضرر علي المسلمين؟ انا فقط اطرح اسئلة نمت الي عقلي كما ستنمو الي عقول كل الناس التي ستسمع بتلك الفتوي الظالمة وللقاريء ان يحكم بيننا… ايها الشيخ العلامة الذي لم نسمع له فتوي واحدة تدين ولاة الامر الذين خالفوا شرع الله وخرجوا عن ثوابت الامة وعاثوا في الارض فسادا ..ام ان فتاواك فقط مفصلة علي قياس الضعفاء ولحماية الاقوياء او من تظن انهم اقوياء، ام ان فتواك تلك جاءت لارضاء الحكومة العميلة بالعراق وردا علي تصريح مستشار الامن القومي في تلك الحكومة موفق الربيعي في تموز/يوليو حيث قال لصحيفة سعودية ان نحو 160 سعوديا هم موضع ملاحقة قضائية في العراق بتهمة المشاركة في التمرد في العراق وان مئات آخرين في انتظار احالتهم علي القضاء؟ واوضح المفتي في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية انه لوحظ منذ سنوات خروج ابنائنا من البلاد السعودية الي الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل . واساله اين هو الباطل في خروجهم لنصرة اخوانهم واين هو الحق يا شيخ في الاستعانة بامريكا ضد شعب العراق لقتله وتدميره وابادته وتقسيم العراق واشعال نار الفتنة الاهلية بين ابناء البلد الواحد وانتشار الخراب والدمار وحرمان اهل العراق من الامن والاستقرار تحت ضربات قنابل اليورانيوم والفسفور الابيض؟ اين هو الحق يا عالم يا جليل في ما حدث في ابو غريب من انتهاك الاعراض للرجال قبل النساء وللاطفال وجرائم التعذيب التي تقشعر لها الابدان؟ اين هو الحق في تسليم العراق لقمة سائغة للمرتزقة وحكوماتنا العربية تقف موقف المتفرج بل وتشارك في مساندة المحتل ودعمه وعلماء الامة مشغولون بقضايا الحيض والنفاس وزواج المسيار وقيادة المراة للسيارة تاركين كلابا تنهش في اعراضنا ولحمنا؟ اين هو الحق امام الفساد الذي انتشر وعم كل البلدان العربية والاسلامية ورائحته زكمت الانوف …الم تصل تلك الرائحة الكريهة الي انفك بعد؟ الشعوب المنكوبة بكم وبحكوماتها الفاشلة انتظرت عقودا وعقودا علي امل واحد ان تصحو ضمائركم لتنتفضوا امام الانتهاكات الفاضحة والقذرة والمجازر التي تشيب لها الرؤوس التي ترتكب كل يوم بحق شعوب لا حول لها ولا قوة ولكن لا حياة لمن ينادي لا نسمع لكم صوتا الا للادانة والشجب والاستنكار لعمليات النصرة والجهاد وتخفت اصواتكم امام جبروت الطغاة .. فكيف بالله عليكم نصدقكم في فتواكم وادعاءاتكم؟ الشباب الذي تدينه وتصف نخوته وانتفاضته علي الظلم بانهم عصاة وخارجون عن حكامهم وولاة امرهم هم الرجال الحقيقيون .. هم شرف الامة وفرسانها الذين خرجوا من عباءة الظلم والقهر والاستبداد .. هم من حكموا عقولهم واختاروا ان يموتوا شرفاء علي ان يعيشوا جبناء …هم من خرجوا لنصرة اخوانهم والثأر لشرف نساء الامة الذي اغتصبه المحتل في الوقت الذي صمتم صمت القبور ولم نسمع لكم صوتا ولم نر لكم دمعا .. خرجوا متخطين كل الحواجز والحدود التي صنعتموها .. ضاربين عرض الحائط بثقافتكم التي تدعو الي الفصل بين الشعوب والتمييز بينها فاختلطت دماء الشهيد العراقي بدم اخيه السعودي.. وعلي الارض اختلطت دماء العرب والمسلمين كافة رغم كل محاولاتكم الفاشلة لمنع هذا عن ذاك .. الجهاد والمقاومة وحدا الشعوب في الوقت الذي تصنعون فيه الجدران العازلة للفصل بينها … وفتواك فتاوي سلطانية لا تنطلي علي احد ولن يسمعها سواكم .. الشعوب في طريقها للانتفاض عليكم وعلي سلاطينكم خاصة في مصر والسعودية والاردن وفلسطين .. فوفر تلك الفتاوي لنفسك ايها الشيخ فعصور الظلام قد ولت وانتهت والظلم الذي عانت منه الشعوب خلق في نفوسنا صحوة تدفعنا للتصدي لفتاواكم السلطانية والتمرد علي قوانينكم الامريكية التي فصلت لتحويل الجهاد والاستشهاد لارهاب ونصرة المظلوم الي تدخل في الشان الداخلي والوقوف في وجه حاكم ظالم فاسد لص الي خروج علي ولاة الامر ومخالفة لشرع الله .. لو تشعر يا شيخ عبد العزيز بما تشعر به الشعوب من ظلم وقهر لكنت اول من ينادي بنصرة المظلوم ولكن كيف تشعر وانت بينك وبين تلك الشعوب جدار عازل وحجاب يحجبك عنهم وتعيش زمن العصور الوسطي ..زمن الذل والاستعباد الذي يفقد كل انسان عقله عندما يفقد شرفه وكرامته وارضه .. شعوب تعيش تبكي حظها العاثر الذي جعلها تقع اسيرة الطغيان والاحتلال معا.. بلادنا احتلت يا شيخ وتتساقط فرادي وابناؤنا الشرفاء ضاعوا ما بين سجون ومعتقلات علنية داخل اوطانهم وما بين سجون سرية اقامتها لهم اجهزة استخبارات السي اي ايه تحت الارض وانت تلومهم علي خروجهم مدافعين عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم؟ بلادنا اكلتها نار الحروب وانت تنادي بالخنوع والخضوع لولاة الامر اصحاب الجلالة والسمو والشرف؟ العراق ضاع يا شيخ وقسم تركة وارثا استولي عليه اللصوص وانت تنادي بعدم نصرته؟ الصومال هدته الحروب واحتل من قبل الاثيوبيين والامريكان ومليار واحد من المليارات التي حصل عليها سماسرة السلاح كانت تكفي اهله طعاما وشرابا وملبسا وانت تنادي بعدم الانفاق؟!!!!! الفلسطينيون محاصرون تخنقهم المعابر والحدود والحواجز ومليون ونصف اصبحوا عرضة للموت وانت تخشي علي بضعة مئات من ابناء السعودية الخروج لنصرة اخوانهم وكانك تقول كما يقول ولاة الامر لا شأن لنا بكم موتوا كما اراد لكم المغتصب المحتل؟؟!!! الاسلحة التي انفق عليها المليارات من قبل حكامنا وحكوماتهم (ولم تطلق رصاصة واحدة منها ضد العدو بل وجهت الي صدر ابناء الامة) كانت تكفي لتحرير كل الاراضي العربية واولها فلسطين وانت لا تهتم الا بالدعاء لولاة الامر والترويج لهم وتخضع نفسك لرغباتهم واضفاء الشرعية علي وجودهم واعمالهم وتصرفاتهم؟ يا شيخنا الم تسمع بدروس التاريخ التي تدعو المسلمين للتوحد في وجه الغاصب المحتل؟ الم تسمع عن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (انصر اخاك ظالما او مظلوما)؟ الم تسمع قول الله تعالي (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقوله (ان تنصروا الله ينصركم) يا شيخ ان اردت اصلاح ما افسده ولاة الامر فعليك باصدار فتوي تدين فيها تخاذلهم وتقاعسهم عن اداء دورهم تجاه شعوبهم لكي نصدق فتواك .. واصدر فتوي انتقد فيها الفساد والمفسدين في الارض لكي نصدقك …و اتق الله يا شيخ عبد العزيز آل الشيخ لان فتواك يا شيخ نصرة للمحتل وعملائه.. فأين هي فتواك لنصرة المسلمين؟ (*) كاتبة من سورية (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 أكتوبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 septembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3404 du 17.09.2009  archives : www.tunisnews.net   Kalima: Le journaliste Abdallah Zouari relaché apres

En savoir plus +

25 septembre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.