فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
10ème année, N°3861 du18.12.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
السبيل اولاين:عاجل..مواجهات واعتقالات واسعة في سيدي بوزيد وحالة طوارىء غير معلنة
المرصد التونسي:سيدي بوزيد … مسيرة ضخمة وتجمع احتجاجي لليوم الثاني على التوالي
حــرية و إنـصاف:محمد البوعزيزي يشعل النار في جسده للاحتجاج على الظلم الذي تعرض له
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: بيــــــان
حزب العمّال الشيوعي التونسي:سيدي بوزيد – بعد إضرام الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه :إلى النضال ضدّ التهميش الاجتماعي والبطش
منصف المرزوقي:الاعتداءان
البديل عاجل:التشغيل استحقاق يا عصابة السراق :ضحية أخرى للبطالة والتهميش
السبيل اولاين:اعتداء همجي على المناضل الحقوقي ومراسل السبيل في تونس زهير مخلوف
حــرية و إنـصاف:مرة أخرى يتعرض زهير مخلوف إلى الاعتداء بالعنف
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل مكتب الحقوق والحريات:بيـــــــــــــــــــــــــــان
حــرية و إنـصاف:السجين السياسي السابق محمد عمار”أوقفوا سياسة التمييز في الشغل على أساس الانتماء السياسي”
د.منصف المروزقي:رسائل إلى الشعب التونسي:اليوم المظلم في تاريخ تونس
كلمة:في آخرتسريبات “ويكيليكس”، السفير الأمريكي السابق يشرّح الواقع التونسي
كلمة:عناصر الأمن والحزب الحاكم يدفعون صاحب مقهى بالكاف للإنتحار
السبيل اولاين:فيديو : تحالف المواطنة والمساواة..الإصلاح السياسي في تونس لا يحتمل التأجيل
السبيل اولاين:ألفة يوسف وسوسن معالج ترفعان دعوى ضد شاب بسبب أغنية راب
“بسيكو آم”:القصيدة مهداة إلى الشاب بسيكو ام (محمد الربيعي)
بحري العرفاوي”الخطابُ الحداثوي” في تونس من الخيبة إلى “التكفير”!
الصباح:سوء فهم.. وحملة على «الفايسبوك».. والوزارة تتدخل:هل طالبت المستشارة بخفض صوت الآذان.. أم ؟
عبدالحميد العدّاسي:رياض تحب الرياض
مواطن تجمعي من فريانة:كاتب عام شعبة 7 نوفمبر بفريانة يضبط في حالة تلبّس بصدد سرقة ماء الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه
الصباح:بحلول جوان القادم:خطية بـ3 آلاف دينار لكل بائع متجول بلا بطاقة مهنية
حسب موقع رسمي عالمي شككت فيه مصادر تونسية..القراصنة يستخدمون “حنبعل2” لاختطاف البواخر
عماد بن عمر:بمناسبة مؤتمر قضاة الإدارة:حين تكسر السلطة الأبواب وتبدل الأقفال
الصباح:بعد الفوز الساحق للتجمع:لماذا تراجعت تمثيلية اتحاد الطلبة؟
الصباح:الباهي الأدغم يكشف:بن صالح أقصى الدستوريين.. وعوضهم بالأنصار والمحبين
خالد شوكات:فلسطين..أليس الاحتلال أفضل من حل الدولتين؟!
محمد عبد الحكم دياب:أحوال مصر مع استمرار توابع زلزال التزوير الانتخابي الكبير
خالد شمت:حملة ألمانية لمساندة ويكيليكس
ويكيليكس: غرب أفريقيا ممرهما لأوروبا :”الإرهاب” والمخدرات يخيفان الغرب
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm
عاجل..مواجهات واعتقالات واسعة في سيدي بوزيد وحالة طوارىء غير معلنة
السبيل أونلاين – تونس – عاجل أكدت مصادر السبيل أونلاين أن منطقة سيدي بوزيد شهدت اليوم السبت 18 ديسمبر 2010 ، مواجهات بين عدد كبير من المواطنين وقوات البوليس ، وذلك على إثر تحول عائلة الشاب محمد البوعزيزي الذي حاول الإنتحار أمس الجمعة ، إلى مقر الولاية ، فإلتحقت بها أعداد كبيرة من المواطنين وخاصة من عائلة البوعزيزي (العرش) ، وتوافق ذلك مع انتصاب السوق الأسبوعية بالجهة .
وبدأت الإشتباكات بين المواطنين وقوات البوليس ، قرب مقر الولاية الذي رماه المتظاهرون بالحجارة ، ووقع حرق سيارة مدنية بالكامل ، و تعرض الباب الخلفي لمركز الحرس بالمدينة الى التكسير .
وقالت مصادر السبيل أونلاين أن البوليس استخدم الهراوات وكميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ، في تلك المواجهات ، وقد عززت تلك القوات من تواجدها في الشوارع بثماني حافلات من الولايات المجاورة، وتحينت فرصة خلو الطرقات من المواطنين وأعلنت المنطقة شبه مغلقة فيما يشبه حالة طوارىء غير معلنة .
وسجّلت مصادرنا على عين المكان ساعة تحرير هذا الخبر أن هناك مناوشات متفرقة بين البوليس والمواطنين إلى حدّ اللحظة ، وأكدت أن المنطقة تشهد الان حملة اعتقالات عشوائية واسعة .
يتبــــــع ….
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 ديسمبر 2010)
سيدي بوزيد … مسيرة ضخمة وتجمع احتجاجي لليوم الثاني على التوالي
تجمع صباح اليوم السبت 18 ديسمبر 2010 مئات المواطنين امام مقر ولاية سيدي بوزيد تعبيرا عن غضبهم وتضامنهم مع محمد البوعزيزي الشاب العاطل عن العمل الذي اضرم النار في جسده يوم امس امام مقر الولاية وقد جاب المواطنون بعض شوارع المدينة رافعين عدة شعارات احتجاجية علما ان اخر المعطيات الواردة عن الحالة الصحية للشاب محمد البوعزيزي غامضة جدا وحسب معلومات متدولة بين الاهالي فان عائلة الشاب منعت من زيارته ليلة البارحة في مستشفى صفاقس وبعضهم يروج ان بعض افراد العائلة تعرض للاعتداء عند تمسكه بالدخول الى غرفة المريض وهو ما يؤكد فرضية وفاته كما يتداول الاهالي خبر ايقاف 4 من اعوان الشرطة البلدية في سيدي بوزيد على خلفية هذا الحادث للتحقيق معهم وسنعمل على مد الراي العام بكل المعطيات الجديدة حال توفرها علما ان الاعتصام متواصل الى حد الساعة منتصف النهار نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 محرم 1432 الموافق ل 18 ديسمبر 2010
محمد البوعزيزي يشعل النار في جسده للاحتجاج على الظلم الذي تعرض له
أقدم الشاب محمد البوعزيزي أصيل مدينة سيدي بوزيد يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 على حرق نفسه أمام مقر الولاية احتجاجا على عدم السماح له بمقابلة الوالي والاعتداء عليه بالعنف من قبل أعوان التراتيب البلدية واحتجاز بضاعته التي يسترزق منها بتعلة البيع بدون رخصة. وقد تم نقله إلى المستشفى المحلي ثم إلى صفاقس في حالة حرجة، ولا تزال المعطيات الواردة عنه غامضة جدا، خاصة مع منع عائلته من زيارته للاطمئنان عليه، وهو ما يفتح المجال أمام كل الاحتمالات. وقد تجمع المواطنون أمام مقر الولاية لليوم الثاني على التوالي للتعبير عن غضبهم وتضامنهم مع عائلة الشاب محمد البوعزيزي المعطل عن العمل الذي يحمل شهادة جامعية والذي أقدم على حرق نفسه بسبب الظلم الذي تعرض له، وقد جاب المتظاهرون شوارع المدينة رافعين شعارات منددة بهذه المظلمة ومطالبين بالحق في الشغل، وقد دفعت السلطة بتعزيزات أمنية كبيرة للتصدي لهذه المسيرات العفوية ويعتقد أن تكون هناك اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها شاب تونسي على الانتحار بإضرام النار في جسده للاحتجاج على وضعيته الاجتماعية المتدهورة ولتحميل السلطات نتيجة السياسات الخاطئة التي أدت بهم إلى التهميش واستشراء البطالة، وهو ما دفع هؤلاء الشبان إما إلى الاحتراق أو الإبحار خلسة نحو أوروبا بعد انسداد كل الأبواب أمامهم للعيش الكريم في بلدهم مما يعرضهم إلى في عديد الحالات إلى الموت غرقا. وحرية وإنصاف: إذ تلفت نظر السلطة إلى هذه الظاهرة الخطيرة الناشئة عن اليأس تطالب: 1)بتطبيق برنامج جدي لتشغيل العاطلين عن العمل وخاصة منهم حاملي الشهادات العليا وتمكينهم من رخص العمل ومن جوازات السفر وعدم غلق الأبواب أمامهم. 2) بالنظر إلى مطالبهم بكل جدية حتى لا يفكروا في حلول يائسة نتيجة ضغط الواقع وانسداد الأبواب وفقدان السند والتوجيه والتأطير. 3) تحمل السلطة مسؤولية التراخي في حل هذا الملف الضاغط وكل الملفات ذات الصلة مثل المسرحين من المساجين الذين يحمل عدد هام منهم شهادات جامعية ويحرمون من حقهم في العمل ويتعرض مشغلوهم إلى المضايقة والتهديد. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 18 ديسمبر 2010 بيــــــان
أقدم أمس الجمعة 17 ديسمبر 2010 الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على سوء المعاملة التي تعرض لها من قبل احد أعوان التراتيب ببلدية المدينة بلغت حد الاعتداء عليه بالعنف حين أصر على حقه في ممارسة نشاطه كتاجر متجول لإعالة أسرته وفيرة العدد بعد وفاة والده، خاصة وانه لم يتمكن من الحصول على شغل يناسب مؤهلاته الجامعية رغم محاولاته العديدة .وقد توجه البوعزيزي الى مقر الولاية للتشكي غير انه قوبل باللامبالاة فعمد إلى إحراق نفسه.ولا يعلم إلى حد مساء اليوم إن كان محمد البوعزيزي مازال على قيد الحياة أو انه توفي متأثرا بالحروق البليغة التي لحقته. وقد شهدت مدينة سيدي بوزيد يوم أمس تجمعا كبيرا للمواطنين أمام مقر الولاية وتواصلت الاحتجاجات اليوم بشكل أكثر حدة وتظاهر المواطنون في شوارع المدينة منادين بالحق في الشغل ومنددين بما يسمونه تجاهل السلطات المركزية لمنطقتهم مما جعل معدلات البطالة بها تتجاوز بكثير تلك الموجودة خاصة في الجهات الساحلية ،و يؤكد المتظاهرون على استفحال ظاهرة بطالة خريجي الجامعات ،وقد أرسلت تعزيزات هامة من أعوان الأمن إلى سيدي بوزيد لمواجهة الاحتجاجات . ويعتقد انه تم إلقاء القبض على عدد من المواطنين اثر هذه التحركات .
والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن أملها في إنقاذ حياة محمد البوعزيزي (إن لم يكن توفي بعد) وتترحم على روحه الطاهرة إن كان لقي حتفه، وتعبر عن تعاطفها مع عائلته ، تطالب بفتح تحقق جدي وعاجل للوقوف على حقيقة هذه المأساة والمسؤولين عنها وإحالة كل من تثبت مسؤوليته على القضاء لينال جزاء ما فعله.كما تطالب بمعالجة فورية للوضع الاجتماعي بالمنطقة وتوفير الشغل لطالبيه خاصة من حاملي الشهادات العليا وتجنب المعالجة الأمنية للوضع الاجتماعي في سيدي بوزيد وإطلاق سراح كل من قد يكون تم القبض عليهم واتخاذ مبادرات عاجلة لإنهاء الاحتقان الذي تشهده المدينة.
عن الهيئـة المديـرة الرئيـــــس المختــار الطريفي
سيدي بوزيد – بعد إضرام الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه : إلى النضال ضدّ التهميش الاجتماعي والبطش
مازالت مدينة “سيدي بوزيد” تعيش لليوم الثاني على وقع الاحتجاجات الشعبيّة العارمة، التي اختار نظام الحكم مرّة أخرى مواجهتها بالقوّة البوليسيّة الغاشمة من خلال الاستعمال المُكثّف والعشوائيّ للقنابل المسيلة للدموع الإيقافات والاعتداءات بالهراوات على الأهالي العُزّل. ومثلما هو معلوم فقد انطلقت الشرارة الأولى منتصف يوم الجمعة 17 ديسمبر على إثر إقدام الشّاب “محمّد البوعزيزي” على إحراق نفسه أمام مقرّ الولاية بعد أن رفض المسؤول الأوّل مجرّد لقائه لسماعه حول مضايقات عدّة تعرّض لها من قبل أعوان التراتيب البلديّة. وبهذه المناسبة الأليمة، وبالرّغم من تضارب الأنباء حول حياة الشابّ المذكور، فإنّ حزب العمّال الشيوعي التونسي يعبّر عن: مواساته لعائلة المُتضرّر أو الضحيّة. وقوفه المطلق مع أهالي سيدي بوزيد من جهة ضدّ الغطرسة البوليسيّة، ومن جهة أخرى مع مطالبهم العادلة في الشغل الكريم والتنمية العادلة. إدانته الشديدة لخيار القوّة المتنامي لدى الطغمة الحاكمة لفرض الأمر الواقع بما يخدم “السلم الاجتماعيّة” التي استغلّتها ولازالت الديكتاتوريّة النوفمبريّة لمراكمة الثروات الفاحشة على حساب كرامة المواطنين وعزّة الوطن وسط صخب إعلاميّ حكوميّ كاذب بطبيعة الحال حول نجاح “النموذج التونسيّ” في التنمية والعدالة الاجتماعيّة الذي انكشف على حقيقته اللاشعبيّة أثناء انتفاضة الحوض المنجميّ المجيدة سنة 2008 وبعدها في “فريانة” و”الصخيرة” و”بن قردان”… 18 ديسمبر 2010 حزب العمّال الشيوعي التونسي
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 18 ديسمبر 2010)
الاعتداءان
منصف المرزوقي الأول هو الذي قام به أعوان الأمن ضد زهير مخلوف. الأمور من مأتاها لا تستغرب وكل إناء بما فيه يرشح وإناء هذه السلطة يرشح منذ انتصابها بكره الأحرار وكره الحرية الاعتداء الثاني هو الذي قام به النظام ضد الشاب التعيس الذي فضل حرق نفسه على مواصلة العيش في بلد الازدهار والاستقرار. هذا النظام هو المسؤول عن هذه الموتة البشعة . فهو الذي سرق المليارات التي كانت قادرة على إحداث مواطن شغل لهذا الشاب المسكين ولكل الشباب الذين يتخبطون مثله في يأس لا قاع له. هو الذي حاصر هذا الشباب والآلاف أمثاله يحصي عليهم كل نفس. هو الذي سجنهم وعلى نفقتهم في سجن كبير اسمه تونس. هذان الإعتدءان نحن مطالبون بعدم تركهما دون ردّ لنعلن كلنا تضامننا مع زهير مخلوف ولنحمل الحداد في قلوبنا على المنتحر . ثم لنمرّ لأهمّ مرحلة : إسقاط نظام لم يعد يربطنا به رابط وهو اليوم يأكل لحم شبابنا بالنار وبالعصا..
التشغيل استحقاق يا عصابة السراق : ضحية أخرى للبطالة والتهميش
شهدت مدينة سيدي بوزيد حدثا استثنائيا تمثل في إضرام الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه أمام مقر الولاية صبيحة يوم 17-12-2010. محمد البوعزيزي شاب تونسي في مقتبل العمر فبعد وفاة والده اضطر للعمل كبائع متجول بسبب رفض السلط تمكينه من عمل يكفل له ولإخوته الثمانية العيش الكريم، ومع تزايد المضايقات لمنعه من كسب قوته واحتجاجا على تعرضه للعنف اللفظي والمادي من قبل عون التراتيب الذي هاجمه بتعلة عدم قانونية هذا النشاط، توجه محمد إلى مقر الولاية طمعا منه في إنصافه من قبل المسؤولين ولكنه استقبل بأبواب موصدة وكلمات عمقت جرحه، فلطالما سمعنا عن قدسية القوانين ولكن لماذا تغافل عون التراتيب عن “كرتش” الذي ينتصب وسط الطريق الرئيسي ويلقى دعما من السلط الجهوية لنشاطاته المشبوهة (مخدرات، خمور، الخ.) ولا تقع محاسبته بل يلقى التأييد وحتى الترويج لبضاعته. وأمام كل هذه الظروف لم يجد هذا الشاب حلا لوضعيته التي تكاد تكون مشابهة لآلاف من شباب الجهة المحرومين إلا أن يضرم النار في نفسه فسقط شهيدا أمام أعين المواطنين الذين احتشدوا بالآلاف أمام مقر الولاية منادين بالثأر لهذا الشاب وتعالت الحناجر هاتفة بحق الشغل لشباب الجهة المحروم في حين تنهب أقلية خيرات البلاد. ونادوا “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق”
إن حادثة الشاب محمد ليست بحالة معزولة عن الواقع الاجتماعي لمدينة سيدي بوزيد فهي تعيش الخصاصة والحرمان وتفوق نسبة البطالة فيها 40 بالمائة خاصة في صفوف حاملي الشهائد العليا وهي كبقية المدن الداخلية تعيش التمييز في التنمية ففي حين تنعم المدن الساحلية بالتنمية والاستثمار فإن المدن الداخلية لا تحصل إلا على أقل من 10 بالمائة تماشيا مع قاعدة “خليهم يجروا ورى الخبزة ويسيّبونا ننهبوا”.
ولكن أثبتت الساحة الاجتماعية في السنوات الأخيرة أن أهالي هذه المناطق ليست معزولة عن الواقع السياسي فقد أثبتت معظم الاحتجاجات (الحوض المنجمي، الصخيرة، جبنيانة، بن قردان) أن مواطني يجدون في هذه الأحداث متنفسا للتعبير عن سخطهم على النظام الحاكم وعلى خياراته اللاوطنية وعن تمسكهم بمطالبهم رغم قناعتهم أن التغيير لن يأتي في ضل هذا الحكم الفردي. إن المتتبع لهذه الأحداث يفهم جيدا أن لا حركة سياسية بدون حركة اجتماعية فاعلة وعليه فإن كل الأطراف أحزابا ديمقراطية وجمعيات مدعوة اليوم إلى تنسيق الجهود من أجل خوض معركة مشتركة وتحمّل المسؤوليات في قيادة حركة اجتماعية مناضلة وواعية بأهدافها من أجل بناء حراك شعبي يساهم في تطوير الحياة السياسية وخوض صراع حقيقي ضد السلطة الحاكمة يشارك فيه عامة الشعب دفاعا عن كرامتهم ومن أجل بديل ديمقراطي وشعبي. الإمضاء نضال (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 18 ديسمبر 2010)
اعتداء همجي على المناضل الحقوقي ومراسل السبيل في تونس زهير مخلوف
السبيل أونلاين – تونس – عاجل + فيديو وصور تعرض اليوم الجمعه 17 ديسمبر 2010 ، على الساعة الثاثة بعد الظهر ، الناشط الحقوقي والإعلامي ، مراسل السبيل أونلاين في تونس ، والإطار بالحزب الديمقراطي التقدمي ، إلى اعتداء همجي ، من طرف أعوان البوليس السياسي ، الذين هاجموه أمام بيته وعلى مرأى من زوجته وابنته الصغرى التي أصيبت بحالة ذعر لم تفارقها حتى بعد مغادرة الأعوان المعتدين المكان ، كما انتابتها نوبة من البكاء إلى الحدّ التي أشقف عليها والدها من أن يصيبها مكروه لا قدر الله .
وقد أصيب مخلوف ، إصابات بليغة بوجهه ويديه ورجله اليمنى ، وأكد أن وجود عديد المارة والأجوار وزوجة وابنته ، ساهم في عدم تطور الإعتداء إلى ما هو أخطر مما حدث ، واشار مراسل السبيل أونلاين في تونس ، إلى أن البوليس السياسي استخدم ولأول مرّة في مسيرة الإعتداءات السابقة التي تعرض لها ، الهراوات في الإعتداء عليه .
وتحوّل مراسلنا في تونس زهير مخلوف ، اثر الإعتداء الذي تعرض له ، إلى قسم الإستعجالي بالمستشفى العسكري بالعاصمة ، حيث أجرى كشوفا طبية وصورا بالأشعة ، ومُنح شهادة طبية في الأضرار التي أصابته ، وهو يعتزم تقديم قضية لدى وكيل الجمهورية ، بتهمة الإعتداء بالعنف الشديد .
جدير بالذكر أن مخلوف ، كان يستعد للتنقل إلى جهة سيدي بوزيد (265 جنوب تونس العاصمة) لتغطية الأحداث هناك ، وذلك اثر إقدام شاب من أصحاب الشهائد الجامعية المعطّل عن العمل، هو محمد بوعزيزي ، على اضرام النار في جسده في محالة للإنتحار ، وذلك إحتجاجا على المضايقات التي يلاقيها ، بعد أن منعته بلدية المكان من الإنتصاب لبيع الخضروات .
وقد سجّل مراسلنا ، مآسي عائلة محمد بوعزيزي سابقا ، حينما كان أهله معتصمين بأرضهم في منطقة الرقاب ، والتى صُودرت منهم بطريقة ملتوية .
نشير الى أن الأعوان المعتدين ، افتكوا آلة التصوير من زهير مخلوف ، وذلك في محالة يائسة لإثناءه عن القيام بمهمته الإعلامية ، وتغطية حادثة محاولة انتحار الشاب المذكور ، بسبب الظروف المعيشية الصعبة .
وفي سيدي بوزيد ، اعتصم المئات من متساكني الجهة أمام مقر الولاية بعد محاولة انتحار الشاب بوعزيزي ، واقتحموا الباب الرئيسي ، ورابطوا هنالك إلى حدود الساعة الثامنة ليلا .
وقد نقل الشاب الى مستشفى سيدي بوزيد وهو في حالة الخطر الشديد ، ويخشى على حياته من الموت .
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في غرة محرم 1432 الموافق ل 07 ديسمبر 2010
السجين السياسي السابق محمد عمار ”أوقفوا سياسة التمييز في الشغل على أساس الانتماء السياسي”
يواصل السجين السياسي السابق السيد محمد عمار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثاني عشر على التوالي للاحتجاج على تدهور الوضع الاجتماعي الذي بات يهدد أفراد عائلته بالجوع والتشرد نتيجة عجزه عن الحصول على شغل يحفظ كرامته، رغم عديد المحاولات التي قام بها لتجاوز الوضع الحالي. علما بأنه اضطر منذ حوالي السنتين والنصف إلى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة خمس وأربعين يوما للمطالبة بحقه في الشغل اثر حصوله على رخصة سياقة خاصة بسيارات الأجرة ولكن دون استجابة من الجهات المعنية لمطلبه المشروع. وتجدر الإشارة إلى أن السيد محمد عمار قضى بالسجن ما يزيد عن عقد ونصف من أجل الانتماء إلى حركة النهضة وهو متزوج وأب لعديد الأبناء. وحرية وإنصاف: 1) تعبر عن تضامنها مع المطلب العادل للسيد محمد عمار وتستنكر بشدة ما آل إليه وضعه الاجتماعي وأفراد عائلته من تدهور خطير يهدد مصيرهم لتستمر معاناتهم بعد سنوات طويلة وقاسية من السجن ثم من البطالة بحكم الصعوبات والعراقيل التي تعترض المسرحين في طريقهم إلى الاندماج في المجتمع والتمتع بحقوق المواطنة كاملة ومن بينها الحق في الشغل. 2) تطالب السلطة بتمكينه من حقه في العمل وفق مؤهلاته بصفته متحصلا على رخصة سياقة سيارة أجرة أو غيرها من المهن التي تحفظ كرامته وتضمن مورد الرزق لعائلته. 3) تدعو الجمعيات والمنظمات الحقوقية والاجتماعية في الداخل والخارج إلى التضامن مع السيد محمد عمار وعائلته لإنقاذهم من الفقر والجوع بعد سنوات طويلة من السجن والخوف في إطار العمل على وضع حد لمعاناة المسرحين من المساجين السياسيين وأفراد عائلاتهم وتيسير اندماجهم في المجتمع.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري للتضامن مع السيد محمد عمار يرجى الاتصال به على الرقم التالي:0021625264649
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 محرم 1432 الموافق ل 18 ديسمبر 2010
مرة أخرى يتعرض زهير مخلوف إلى الاعتداء بالعنف
تعرض الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف مساء الجمعة 17 ديسمبر 2010 إلى اعتداء فظيع وجبان بالعنف الشديد من قبل ثلاثة من أعوان البوليس السياسي الذين انهالوا عليه ضربا بالعصي مما خلف له إصابات بليغة بكامل جسده وخاصة في وجهه ويديه. وقد تم الاعتداء عليه بالقرب من منزله الكائن ببرج الوزير وأمام مرأى ومسمع من زوجته وابنته، كما قام المعتدون بافتكاك آلة التصوير التي كانت بحوزة السيد زهير مخلوف الذي كان يتأهب للتنقل إلى مدينة سيدي بوزيد لتغطية الأحداث التي جدت هناك على إثر إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده. وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السيد زهير مخلوف للاعتداء بالعنف، حيث تعرض في السابق إلى اعتداءات فظيعة وتهديد بالقتل سواء باللفظ أو بالفعل وتهشيم سيارته في مرات عديدة كل ذلك على خلفية نشاطه الحقوقي والإعلامي. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة الاعتداء بالعنف الشديد الذي تعرض له السيد زهير مخلوف من قبل أعوان البوليس السياسي وتطالب بفتح تحقيق في الغرض وتقديم المعتدين إلى القضاء. 2) تدعو السلطة إلى وضع حد لهذه الممارسات التي لا تليق بدولة تعلن أنها دولة القانون والمؤسسات وتدعو إلى تمكين السيد زهير مخلوف من آلة التصوير التي تم افتكاكها. 3) تطالب السلطة بحماية الناشطين الحقوقيين وفي مقدمتهم السيد زهير مخلوف والوفاء بالتزاماتها الدولية مثلما تنص على ذلك المعاهدات التي صادقت عليها تونس الخاصة بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل مكتب الحقوق والحريات بيـــــــــــــــــــــــــــان
مرة أخرى يعمد البوليس السياسي إلى استعمال العنف اللفظي والمادي ضد المعارضين السياسيين والناشطين الاعلاميين والحقوقيين فقد عمدت يوم أمس الجمعة مجموعة من أعوان البوليس بالزي المدني إلى الاعتداء على الأخ المناضل زهير مخلوف بالعصي على مرأى ومسمع من أفراد عائلته. ومكتب الحقوق والحريات بجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: – يدين بشدة هذا الاعتداء السخيف والهمجي – يندد بشدة بكل أشكال العنف المادي الذي تعرض له المناضلون الشرفاء مثل المولدي الزوابي وطلبة الاتحاد العام لطلبة تونس. – يؤكد أن العنف الصادر عن أجهزة السلطة وميليشيات حزبها لن يثني الأحرار عن مواصلة رسالتهم النضالية من تحقيق شروط المواطنة الكاملة. – يؤكد أن كسر الأقلام وتكميم الأفواه وتعطيل أجهزة التصوير وغلق المواقع على النات لا تغير الحقيقة بل تعمق المشاكل وتزيد الوضع تأزما وربما توصله لنقطة اللاعودة. – تعبر عن وقوفها المبدئي وتضامنها مع زهير مخلوف و كل المناضلين في كامل ربوع الوطن. مكتب الحقوق والحريات المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
رسائل إلى الشعب التونسي
اليوم المظلم في تاريخ تونس
السلسلة الثانية : سلسلة تهدف الى المساهمة في استرجاع الروح المعنوية للشعب التونسي وفي قلب معادلة الخوف. وذلك عبر إبراز نماذج للمقاومة والصمود والتحدي أمام تحالف العصابات والأجهزة القمعية المتسلط على البلاد. الحلقة الأولى :اليوم المظلم في تاريخ تونس توضيح لحقيقة 7 نوفمبر / 38 أكتوبر: البطولة الزائفة والانهيار الذي شهدته الدولة والشعب والمجتمع http://www.youtube.com/watch?v=mHikfLn2SEQ الحلقة الثانية: رد الاعتبار للتونسيين ضرورة العمل من أجل استنهاض عزائم التونسيين حتى يستعيدوا كرامتهم ويؤمنوا بقدرتهم على تغيير الأمور، لأن الشعب المهزوم معنويا غير قادر على كسب المعركة.. الشعب التونسي يعج بالأبطال الذين يوضحون الطريق ويحيون الأمل. http://www.youtube.com/watch?v=VF7ad7P1gt8 الحلقة الثالثه : من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المناضل علي بن سالم عم علي بن سالم الرجل الطيب ذي الثمانين سنة … الرجل الذي جاهد ضد الاستعمار وناضل ضد الاستبداد في حكم النظام الحالي والنظام السابق ودفع غاليا ضريبة نضاله من سجن وتتكيل وتضييق ومحاصرة وتجويع .. ولا يزال واقفا حتى لا يجرؤ أحد ويقول أن تونس لم تنجب رموزا شامخين. http://www.youtube.com/watch?v=Cq99YKyfmeg الحلقة الرابعة من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المحامي والمناضل الحقوقي الهاشمي جغام، رجل المبادئ والقضايا العادلة. http://www.youtube.com/watch?v=LDKu07caPZA الحلقة الخامسة : من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المحامي والمناضل الأستاذ محمد النوري رجل المبادئ وفارس الدفاع عن القانون وعن حقوق الإنسان. http://www.youtube.com/watch?v=UHJZYdK6NxA الحلقة السادسة: من أبطال تونس: الدكتور الصادق شورو: مانديلا تونس .. الرجل الذي سجن الدكتاتور بعزيمته وصلابته ورفضه للمساومة على حقه المقدس في التعبير والتنظم .. رغم فداحة الثمن، ثم خرج من السجن بعد 20 سنة بطلا ورمزا حيا .. http://www.youtube.com/watch?v=UHJZYdK6NxA الحلقة السابعة: من أبطال تونس : المرأة المجهولة .. البطلة أم الأبطال .. النموذج الرائع لكل القيم الطيبة في شعبنا .. الصبر والشجاعة والعزم والحكمة وطيبة القلب .. إن شعبا فيه أمهات بهذه الصفة لهو قادر على انجاب الأبطال القادرين على رفع التحديات وتغيير الأمور. http://www.youtube.com/watch?v=RUOmgQsk1-U
في آخرتسريبات “ويكيليكس”، السفير الأمريكي السابق يشرّح الواقع التونسي
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 17. ديسمبر 2010 في وثيقة جديدة سرّبها موقع ويكيليكس وعدّها المراقبون أهمّ الوثائق التي نشرت إلى حدّ الآن عن تونس، سجّل السفير الأمريكي السابق روبير غوديك تقييما شاملا للنظام التونسي والمشاكل التي تحيط به، معتبرا أنّ تونس قريبة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة وبعيدة عنها في الآن ذاته. وقال السفير أن الكثير من التونسيّين يشعرون بالغضب من فساد العائلة الحاكمة وارتفاع معدّلات البطالة وتفاوت حظوظ التنمية بين الجهات. منبّها في نفس الوقت من مخاطر التطرّف التي تهدّد البلاد، ومؤكّدا أن الحكومة التونسية لا تسمع النصح من جهات وطنيّة أو دوليّة. وقال السفير أن بعض التقدّم تحقّق في المجالات العسكرية والتجاريّة، في معرض تقييمه لما تحقّق زمن مهمته بتونس، إلاّ أن العديد من الإخفاقات حصلت. معتبرا أن التغيير الكبير مشروط برحيل بن علي. وفي إطار تشخيصه لدور تونس الإقليمي والدولي، قال السفير أن الحكومة التونسية ترفض قرار الجامعة العربيّة بمقاطعة البضائع الإسرائيليّة وهو ما اعتبره موقفا معتدلا، لم يتردّد في تنسيبه بالقول أن تونس أصبحت تسعى لإرضاء كلّ طرف تتعامل معه بغضّ النظر عن التناقضات. ويعتبر التشخيص السياسيّ للنظام القائم أهمّ ما جاء في الوثيقة التي شاركت في إعدادها عدّة أطراف بالإدارة الأمريكية، وكانت في مرحلة تسمية السفير الجديد “غراي”. حيث اعتبر السفير الأسبق “غوديك” أن تونس دولة بوليسيّة تقمع الحرّيات السياسيّة ومازالت تُحكم منذ 22 سنة من قبل نفس الرئيس، مشيرا أنه لا يوجد من يمكن أن يخلفه في الأفق، كما أنه فقد التواصل مع الشعب التونسي، إضافة للفساد المستشري في أضيق دوائر الحكم والذي يأخذ في الاتساع حسب الوثيقة. كما أكّد التقييم على كره التونسيّين لزوجة الرئيس ليلى بن علي ولعائلتها. ولم يفت السفير أن يشير إلى هجوم الصحف التي تسيطر عليها الحكومة على نشطاء المجتمع المدني ووصفهم بالخونة لمجرّد المشاركة في نشاطات تنظّمها السفارة. ورجّح السفير أن يكون بغض الحكومة التونسيّة لأجندة الإدارة الأمريكية في مسألة الديمقراطية ونشر الحريات يعود إلى خشية الأولى من تسلّم من تصفهم بالمتطرّفين الإسلاميّين للسلطة. ووجّه السفير جملة من التوجيهات والتوصيات للحكومة الأمريكيّة أساسها شعار “التعاون الأكبر يتوقّف على التفاعل الجادّ” من قبل السلطات التونسيّة التي اعتبرها تؤمن بالخطاب السرابيّ ولا تسعى إلى الإنجاز العملي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 ديسمبر 2010)
عناصر الأمن والحزب الحاكم يدفعون صاحب مقهى بالكاف للإنتحار
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 17. ديسمبر 2010 علمنا أن كهلا بمدينة الكاف أقدم يوم 13 ديسمبر الجاري على الانتحار بقطع شرايين يده اليسرى في مقهى على ملكه. وذكرت مصادرنا أن مقهى الهالك محاط بمقر الولاية وبلجنة التسيق الحزبي وبالمقرّات الأمنية، وقد اشتهر المقهى الذي يمتلكه، بأسم مقهى “البوليسيّة” واعتقدت نفس المصادر أن يكون قد انتحر نتيجة تفليسه من روّاد المقهى، موظّفي الإدارات آنفة الذكر الذين يستهلكون باستمرار دون دفع المقابل، كما يتسبب وجودهم بالمقهى في عزوف بقية المواطنين عن ارتياده. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 ديسمبر 2010)
فيديو : تحالف المواطنة والمساواة..الإصلاح السياسي في تونس لا يحتمل التأجيل
السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو
لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=CM8U2KoTDcI نظّم تحالف العدالة والمساواة”، ندوة تحت عنوان “الإصلاح السياسي ضرورة وطنية” ، وذلك يوم 12 ديسمبر 2010 ، بمقر “حركة التجديد” ، وقد عبّرت جميع مكونات التحالف في مداخلاتها عن إستنكارها ، لعدم تمكين السلطة لهم من مقر عمومي لعقد الندوة بسبب الحضور الكثيف الذي ضاق به المكان . وكان للسبيل أونلاين لقاءات جانبية مع بعض مكونات وقيادات “تحالف المواطنة والمساوات” ، منها لقاء جمعنا بالسيد أحمد ابراهيم رئيس “حركة التجديد”، الذي ردّ على سؤالنا حول ما يقوله البعض من أنه يتبنى النهج الإقصائي خصوصا ضد التيار الإسلامي . وقال السيد إبراهيم “ليس صحيحا ، أنا لا أتبنى هذا النهج ولا أرتضيه ، ولكن من حقي أن أنبه إلى عدم الخلط بين السياسي والديني ، ونحن نقبل وندعو الجميع إلى هذا التحالف مع الحد الأدنى من الإتفاق حول القيم والحقوق والفهم التحديثي ، وأيضا الأسلوب والرؤية المشتركة” . وأكد أحمد إبراهيم أنه معجب بالنهج الذي يعتمده الإسلاميون في تركيا ، مضيفا “في بلادنا مللنا كلام ، والتصنيفات غير مجدية مثل هذا إسلامي وهذا علماني ، فكلنا أبناء وطن واحد ، وتجمعنا أخوة الوطن ، ونحتاج جميعا للحرية والوسطية وحرية المعتقد” . وردا على سؤال حول رفضه الإنضمام إلى هيئة 18أكتوبر في فترة إنشائها الأولى ، قال السيد أحمد براهيم :” ساندت إضراب الجوع ولكني كنت أود الإلتقاء مهعم لأجل السياسة لا الحريات فقط” . أما بشأن سؤال “عدم إستجابة السلطة لكل مطالبكم الوطنية المحقة ؟ ، فرد بقوله” التصلب مصدره السلطة ولست أنا ، وعلينا بالعمل وفهم الممكن وتجنب اللاءات ، والسعي لتغيير الموازين ، ولا نعمل في السياسة بنظرة الشاهد على التاريخ” ، حسب تعبيره .
الإصلاح السياسي ضرورة لا تحتمل التأجيل إفتتح الدكتور مصطفى بن جعفر الندوة بتقديم أطراف التحالف ، الذي يضم “حزب العمل الوطني الديمقراطي” ، “التكتل الوطني من أجل العمل والحريات” ، “تيار الإصلاح والتنمية” ، “حركة التجديد” ، وبعض المستقلين ، وذكر بأن الدعوة قد وجهت لكل الأطراف والحساسيات الموجودة على الساحة السياسية التونسية “إعتقادا منا بأن هذا التحالف هو بناء ليس موجها ضد أي طرف وإنما هو تحالف من أجل بناء حركة ديمقراطية ومن أجل لم شتات المعارضة من أجل إعداد بديل ديمقراطي ومن أجل بناء مشروع للمستقبل إعتقادا منا بأن تونس اليوم بحاجة إلى تغيير موازين القوى وبحاجة إلى إصلاح سياسي نعتبره أولوية وهذا موضوع الندوة اليوم” . كما رحّب بجميع الحضور وبشيخ الحركة الحقوقية علي بن سالم وممثلي النقابة الوطنية للصحفيين ، ثم تولى الكلمة السيد أحمد براهيم رئيس حركة التجديد وقرأ الورقة المشتركة التى صاغها التحالف حول الإصلاح السياسي وتم توزيعها على الحضور ، وينشر السبيل أونلاين نسخة منها ، هذا نصها :
ندوة تحالف المواطنة والمساواة يوم الأحد 12 ديسمبر 2010 بمقر حركة التجديد بالعاصمة “الإصلاح السياسي أولوية وطنية” … أحمد إبراهيم أيتها الأخوات، أيها الإخوة
هذه الندوة هي أول تظاهرة تتناول موضوعا سياسيا شاملا ينظمها “تحالف المواطنة والمساواة”، الذي أعلن عن تأسسه في ندوة صحفية عقدها يوم 10 جوان 2010 ونظم على إثرها لقاءات وحوارات في العاصمة وعديد الجهات تناولت بالخصوص مشروع الأرضية وسيواصل مثل هذه اللقاءات تعميقا للنقاش حول هذا المشروع .
ومعروف أن الأطراف المكونة لهذا التحالف يجمع بينها اتفاق في تحليل الأوضاع وفي الأهداف النضالية وفي التوجه المشترك، وهو توجه ديمقراطي يعتمد المواطنة أساسا للانتماء للوطن ويرفض توظيف الدين في الصراع السياسي، وتوجه وطني متعلق بهويتنا المشتركة التي يجب استبعادها من المزايدات، وتوجه تقدمي يعتبر نفسه امتدادا لكل ما هو عقلاني ومستنير في تاريخنا ويعي بضرورة حماية المكاسب التقدمية وتطويرها خاصة في مجال المساواة الكاملة بين المواطنين وبين الرجال والنساء طبقا للمواثيق الدولية والمبادئ التحررية الكونية. كما يجمع بينها توافق حول التمشي السياسي الواقعي والحريص على الحوار مع الجميع في المعارضة والسلطة، إضافة إلى عزم مشترك على الانفتاح على كل الآراء الديمقراطية والتقدمية، وهو ما يفسر الإبقاء على مشروع الأرضية التأسيسية المشتركة مفتوحا لكل التحويرات الإيجابية.
ومعلوم أيضا أن هذا المشروع يطرح من ضمن الأولويات الوطنية إنجاز الإصلاح السياسي… لذلك خصصنا ندوة اليوم لهذا الموضوع الحيوي آملين أن تتركز المداخلات على محاور ثلاث يمكن تقديمها في شكل ثلاثة أسئلة هي: – الإصلاح السياسي أولوية وطنية لماذا؟ – الإصلاح السياسي ماذا يعني؟ – الإصلاح السياسي كيف يتحقق؟ 1- لماذا يشكل الإصلاح السياسي أولوية وطنية؟ أ- الإصلاح السياسي الديمقراطي مطلب دائم منذ عقود.
فالتلازم العضوي والعلاقة الجدلية بين سيادة الوطن وسيادة الشعب قد طبعا الحركة الوطنية التونسية منذ نشأتها، وقد تجلى ذلك في الربط المبكر بين مطلب الاستقلال ومطلب برلمان تونسي كما ظل حاضرا في المداولات التي صاحبت بناء مؤسسات الدولة الجديدة في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي حول مقومات النظام الجمهوري ومبادئه وفي مقدمتها مبدأ ارتكاز السيادة الوطنية على سيادة الشعب بكافة أطيافه السياسية والاجتماعية وعلى مساهمته الفعالة في رسم الاختيارات ومراقبة تطبيقها عبر مؤسسات ديمقراطية ممثلة لإرادته.
لكن هذه المبادئ بقيت حبرا على ورق مما خلق انطباعا متزايدا بأن تحرير البلاد لم يصحبه تحرير العباد إن صح التعبير بمعنى أن الدولة عوض أن تكون تعبيرا عن المجتمع وتجسيما لإرادته وطموحاته سرعان ما أخضعته لهيمنتها. فكان إقرار نظام الحزب الواحد في بداية الستينات، الذي اختزل المجتمع في الدولة والدولة في حزب والحزب في فرد، وهو نمط تسلطي ظل سائدا في جوهره طيلة العقود اللاحقة لأن الاعتراف بالتعددية منذ بداية الثمانينات قد بقي شكليا ومحدودا… وبدون إطالة يمكن القول بأن الإصلاح الديمقراطي هو الحلقة المفقودة الرئيسية في تاريخ تونس منذ ما يقارب الستين سنة وأن نهضة بلادنا الشاملة حاضرا ومستقبلا تبقى رهينة تحقيق الارتباط العضوي:
– بين السيادة الوطنية والديمقراطية – بين التنمية والديمقراطية – بين الحداثة والديمقراطية – بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية إن العمل على نجاح بلادنا في التعاطي الإيجابي مع هذه الثنائيات الجدلية الأربع هو جوهر التقاء الأطراف المكونة لتحالف المواطنة والمساواة وفي اعتقادنا أنه يمكن أن يكون أساس توحد الحركة الديمقراطية والتقدمية بوجه عام بل أساس توافق غالبية المجتمع التونسي بأسره… ذلك أنه أصبح واضحا لأوساط واسعة من الرأي العام أن الإصلاح السياسي الديمقراطي هو المدخل الذي لا غنى عنه لمعالجة مجمل المشاكل المطروحة أمام البلاد ومفتاح حلها الحل السليم، وقد بينت التجارب أن: ب - رفض هذا الإصلاح أو إرجاء إنجازه قد عطل وما زال يعطل مسيرة البلاد ويكبل طاقاتها بينت تجارب العقود الماضية أن من يخطط للتنمية في ظل التسلط ونفي حق المجتمع بمختلف فئاته وتوجهاته في المساهمة الحرة في رسم اختياراتها ومحاسبة القائمين على تطبيق تلك الاختيارات إنما يخطط للفشل ويفتح الأبواب على مصراعيها أمام الأزمات والهزات… برز ذلك في أواخر الستينات وأواخر السبعينات وفي أحداث الخبز سنة 1984 مرورا إلى أزمة الخلافة التي تواصلت حتى أواخر 1987. برز ذلك ويبرز : – في ما تسبب وما زال يتسبب فيه غياب الشفافية وغياب المؤسسات الضامنة لعلوية القانون على الجميع من ركود في الاستثمارات، – في هشاشة المكاسب التقدمية في غياب الديمقراطية التي هي وحدها الكفيلة بحمايتها من مخاطر الارتداد وتطويرها، – في هشاشة المكاسب والحقوق الاجتماعية للعمال والشباب والفئات الضعيفة ومجموع الشعب فيما يتعلق بالشغل والصحة والتعليم وغير ذلك في غياب أطر التشاور الديمقراطي ووسائل الدفاع عن المطالب في حين يطلق العنان لظواهر الإثراء السهل والسريع لبعض الأوساط على حساب المصلحة الوطنية، في تواصل الفوارق المجحفة بين جهات البلاد واصطدام التحركات السلمية من أجل تكافؤ الفرص في التنمية والتشغيل ومقومات العيش الكريم بالقمع والملاحقة كما كان الشأن في منطقة الحوض المنجمي، والأمثلة على عواقب رفض الاستجابة إلى ضرورة الإصلاحات الديمقراطية كثيرة ولا مجال لسردها هنا، لذلك اكتفي بالتذكير بما آل إليه التمادي في نهج الهيمنة والانغلاق من ارتهان مصير البلاد بفرد واحد أحد عن طريق تسليمه رئاسة الدولة مدى الحياة في منتصف سبعينات القرن الماضي وحالة العطالة والتدهور المعروفة التي نتجت عن كل ذلك. بعد هذا التذكير، وبعيدا عن أي تسليم بمقولة “التاريخ يعيد نفسه”، أمر إلى النقطة الثالثة والأخيرة في هذا الجزء الأول وهي محاولة الإجابة عن السؤال: ج- لماذا يمثل الإصلاح السياسي اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى؟ ما من شك في أن إقرار إصلاحات سياسية عميقة ضرورة وطنية طالما أجلت ولم تعد تحتمل مزيد التأجيل، خاصة في المرحلة الدقيقة الراهنة وما فيها من مخاطر التدهور المتعاظمة على حاضر البلاد ومستقبلها. هذه المخاطر ليست وهمية وهي تبعث على الانشغال، ولا يمكن للبلاد أن تتحمل التمادي في التعامل مع الأوضاع بمنطق الرضاء بالذات دون تقييم جدي لحصيلة 23 سنة من نمط الحكم الحالي وأين هو من وعود القطع مع الأساليب السابقة واحترام نضج الشعب وحقه المشروع في حياة سياسية تخول له المشاركة الحرة في تسيير شؤون الوطن عبر مؤسسات مطابقة لقيم ومبادئ الجمهورية… وكون هذه الفترة الرئاسية الخامسة هي الأخيرة بحكم ما ينص عليه دستور البلاد كان من المفروض أن يشكل فرصة لفتح صفحة جديدة لكنها أهدرت بالطريقة التي أجريت بها الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2009 ثم الانتخابات البلدية في 2010، كما استمر بل تفاقم الانغلاق بعد تلك الانتخابات وتفاقم صم الآذان أمام دعوات الحوار… وفي هذه الأجواء انطلقت في الصيف حملة “المناشدة” في محاولة لإبقاء دار لقمان على حالها والتمديد في نمط التسيير السائد إلى أجل غير مسمى… وواضح من هذه الحملة والواقفين وراءها أن هنالك مراكز قوى معينة تعمل جاهدة من خارج المؤسسات على الاستفراد بتقرير مصير البلاد ومستقبلها، وكأن مسألة التداول على رأس الدولة أمر لا دخل للشعب فيه، أو كأن ضرورة الإصلاح السياسي الذي يسمح للشعب بأن يقول كلمته في هذا الموضوع غير موجودة البتة. لذلك نحن في تحالف المواطنة والمساواة نرفض بحزم محاولات القفز على مقتضيات دستور البلاد والالتفاف على مطالب الإصلاح الديمقراطي المشروعة باعتباره يضرب في الصميم مصلحة تونس وشعبها التي يجب أن تبقى فوق المجموعات الضيقة مهما كان نفوذها وفوق الأفراد مهما كانت خصالهم. إن الإصلاح السياسي لا غنى عنه وهو يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد، أي قبل مزيد استفحال التأزم ومخاطر التدهور. والسؤال الذي سأحاول الإجابة عنه في المحور الموالي لهذه المداخلة يتعلق ب: 2- شروط ومحتويات الإصلاح السياسي المنشود. أ- تهيئة المناخ للإصلاح السياسي الشامل 1) لا بد من إجراءات انفراجية عاجلة تمثل إشارة واضحة للرأي العام على وجود إرادة سياسية وعزم على حلحلة الركود وإحلال الانفتاح محل الانغلاق. – هذه الرسالة الانفتاحية التي يمكن للسلطة أن توجهها بوضوح إلى الرأي العام يمكن أن تبدأ بالتسريع في حل مشكلة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بإعطاء الإذن بفتح مقرات فروعها وغير ذلك من الأمور التي تطمئن النشطاء الحقوقيين على مصير منظمتهم واستقلاليتها، – كما أن هناك رسالة ثانية تستطيع السلطة توجيهها في اتجاه تسهيل حل مشكلة تمثيل الصحافيين في صلب نقابتهم بعيدا عن التدخلات ومنطق الانقلاب على الشرعية، – وكذلك الشأن بالنسبة لرسائل أخرى ممكنة في اتجاه رفع العراقيل أمام انعقاد مؤتمر اتحاد الطلبة بدءا برفع المظلمة المسلطة على كاتبه العام، وفي اتجاه محو آثار المظلمة التي سلطت على أعضاء وعضوات المكتب الشرعي لجمعية القضاة وتمكين هذه الجمعية من العمل المستقل بعيدا عن محاولات التدجين، وأيضا في اتجاه إعادة المسرحين في قضية الحوض المنجمي إلى سالف عملهم وإطلاق سراح بقية مساجين هذه القضية وكافة المساجين من أجل آرائهم أو نشاطهم الطلابي أو الصحفي وتسهيل عودة المحكوم عليهم في قضايا الرأي، وغير ذلك. 2) في تزامن مع ذلك يجدر اتخاذ إجراءات في اتجاه إنهاء احتكار وسائل الإعلام العمومية وفتحها على كل الآراء والحساسيات ورفع العراقيل على حرية التعبير في كل القنوات بما فيها الأنترنات وتنقية مجلة الصحافة من جوانبها الزجرية الجائرة ورفع الرقابة عن الكتب وإقرار مقاييس واضحة موضوعية وعادلة لإعطاء رخص إصدار النشريات والبث الإذاعي والتلفزي وإسناد مهمة الإشراف على حرية الإعلام وتطويره إلى هيئة مستقلة عن السلطة. 3) ومن جهة أخرى يجب رفع التضييقات على نشاط الجمعيات والأحزاب المستقلة بفتح القاعات العمومية الموصدة في وجهها وإنهاء التمييز بينها فيما يتعلق بالتمويل العمومي لها ولصحفها وبتشريكها على قدم المساواة في مختلف الهيئات الاستشارية، هذا إلى جانب إلغاء الحواجز أمام حق التنظم بتمكين الجمعيات والأحزاب المدنية التي طلبت ذلك من النشاط القانوني… كل هذه الإجراءات الانفراجية نعتقد أنها ضرورية وباستطاعة السلطة ن تستجيب لها الآن من تلقاء نفسها دون تأخير إذا توفر لديها الوعي بأن الحكمة السياسية تقتضي الشروع في تجاوز حالة الانغلاق والركود والمراوحة في نفس المكان الطاغية اليوم… وفي ضوء إجراءات من هذا القبيل سيتسنى خلق مناخ سياسي جديد يمكن من التشاور والتحاور بين مختلف الأطراف الوطنية في السلطة وفي المعارضة حول جميع مقومات الإصلاح السياسي العميق بدءا بأكثرها تأكدا اليوم وأعني بذلك إعادة النظر في المنظومة الانتخابية. ب- ضرورة تحوير المجلة الانتخابية تحويرا جذريا من البديهي لكل ملاحظ نزيه أن تونس مريضة بانتخاباتها وأنها لم تعرف إلى حد الآن في تاريخها انتخابات لها من الشفافية والمصداقية ما يجعلها تعبيرا حقيقيا عن إرادة المواطنين ومرآة وفية لموازين القوى في المشهد السياسي وركيزة جدية لإضفاء الشرعية على مؤسسات الحكم… لذلك وجب الشروع بسرعة في إعادة النظر جذريا في المنظومة الانتخابية برمتها. وضرورة الإسراع بهذا التحوير لا تمليها فقط المفارقة الموجودة في الظرف الحالي والتي تحكم على البلاد محكوم عليها، في حالة حدوث شغور على رأس الدولة، بإجراء انتخابات رئاسية لا يمكن أن يترشح لها إلا من يحصل على تزكية 30 نائبا أو رئيس بلدية أي من يرشحه الحزب الحاكم لأن إمكانيات الترشح المحدودة جدا التي أتيحت في استحقاقات سابقة قد أتيحت بحكم قوانين استثنائية صالحة للاستعمال مرة واحدة.. فهذا الإصلاح الضروري يستمد أيضا صبغته المتأكدة من كون المنظومة الانتخابية كلها قد صيغت وأحكم حبكها بحيث يكاد يستحيل قيام انتخابات تعددية وشفافة حقا. فهناك إذن حاجة ملحة إلى تحويرها بحيث: – تسمح بحرية الترشح للرئاسية، – تسمح بوجود التعددية – الفعلية لا الصورية – بمجلس النواب ومجلس المستشارين والمجالس البلدية وغيرها بإقرار مبدأ الاقتراع النسبي، – ترفع العقبات أمام حق الأحزاب في إبرام التحالفات الانتخابية، – تضمن حق التسجيل والترشح والتصويت وتحمي أصوات الناخبين من شتى أنواع التلاعب والتزوير، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بسحب الإشراف على الانتخابات من مصالح وزارة الداخلية وإسناد تلك المهمة إلى هيئة مستقلة ومحايدة تتولى إدارة العملية في كامل مراحلها. نحن هنا أمام مهمة معقدة ومتشعبة نظرا لما تراكم طوال عقود من سلبيات في النصوص والممارسة ولا يمكن الاستمرار في ترك “قوانين اللعبة” (كما يقال ) تحددها السلطة من جانب واحد، بل يجب أن تكون محل تشاور وتفاوض بين كل الأطراف المعنية دون استثناء. ج- النظر في الآليات التشريعية الأخرى وأعني بذلك آليات سيكون النجاح في التوافق على الإصلاحات السابقة مقدمة ضرورية للتباحث فيها وحافزا قويا على تناولها التناول الإيجابي. من هذه الآليات تلك الكفيلة مثلا برفع العراقيل أمام حرية الترشح إلى الرئاسية وبتحقيق الفصل بين السلطات والحد من هيمنة السلطة التنفيذية وضمان استقلالية القضاء… هذه الآليات التشريعية تطرح إشكالا اقترح عليكم مناقشته في هذه الندوة لأن فيها بشكل أو بآخر مسائل ذات علاقة مباشرة بالدستور الذي يطلب البعض تحويره تحويرا محدودا وعلى المقاس لمجرد رفع العقبة أمام الترشح لفترة سادسة الذي ينادي به المناشدون. فهذا المطلب يدخل في نفس منطق الالتفاف على الإصلاحات الجوهرية، أي نفس المنطق الذي حرك قرار إطلاق حملة المناشدة بصفة مبكرة جدا، واختزال كل شيء من الآن في مسألة التمديد – رغم أنه ما زالت تفصلنا أربعة سنوات على الاستحقاق القادم – مما يعبر عن رغبة واضحة في قطع الطريق أمام التعرض إلى جوهر الإصلاحات التي من شأنها تغيير أسس نمط الحكم التسلطي… لذلك وجب الانتباه حسب رأيي إلى المنطق المعكوس الذي أراد الواقفون وراء المناشدة حصر البلاد فيه: أي مناشدة – فقبول منتظر – فإصلاحات ضئيلة وجانبية قد تتم وقد لا تتم لكنها في كل الأحوال لن تمس جوهر المسار الانغلاقي المتبع إلى الآن. فالإصلاحات هي التي يجب أن تكون نقطة البداية باتباع تدرج من قبيل التدرج الذي حاولت عرضه هنا حتى نصل قبل 2014 إلى وضع سياسي مختلف يجنب بلادنا منزلق التمديد للنمط الحالي طيلة عقود أخرى. هذه الإشارة إلى التدرج والمرحلية يمكن أن تكون معبرا إلى معالجة آخر الأسئلة الثلاث التي ذكرتها في بداية هذا العرض، وهو: 3- الإصلاح السياسي كيف يمكن تحقيقه؟ في بداية هذا الجزء الثالث والأخير أود القول بأني واع بأن التدرج الذي عرضته (إجراءات انفراجية – تحوير المجلة الانتخابية – آليات تشريعية جديدة من المطلوب أن يصحبها عفو تشريعي عام)، هذا التدرج قد يبدو فيه للسامع إفراطا في التفاؤل، وهو انطباع مفهوم نظرا لما عليه الواقع السياسي الملموس من انغلاق للسلطة على نفسها وغياب أي استعداد للتفاعل الجدي مع مطالب المجتمع. لكن هذا لا يغير في شيء حقيقة أن: أ- مستقبل تونس يهمنا جميعا ولا يحق ولا يحق بل لا يمكن لأي طرف مهما كانت قوته أن ينفرد دوما وإلى ما لا نهاية له بتحديد قواعد اللعبة السياسية وأن يسطر بمفرده وعلى مزاجه مصير البلاد. لذلك: ب- لا بد من حوار وطني للتوافق على مقومات الإصلاح السياسي والحوار الوطني في مفهومنا هو الإطار الذي يسمح بالاستجابة لمتطلبات المرحلة التاريخية الراهنة وبإيجاد الآليات التي بدونها لا يمكن أن يتحقق أي إصلاح قابل للاستمرار والدوام. فإرادة طرف واحد لا ينبغي أن تعطل مسار هذا الإصلاح كما أن رغبة طرف واحد لا يمكن أن تكفي لتجسيمه… فالحاجة الملحة إلى حوار حر وصريح حول مقومات الإصلاح السياسي الشامل وسبل تجسيمة تفرضها المصلحة الوطنية ومن يسعى إلى تعطيله يضر من حيث لا يدري بمصالحة الآجلة كما يضر بالمصالح العاجلة والآجلة لوطننا. ج- لكن رغم هذه الحقائق لن تتم الإجراءات الانفراجية ولا الحوار حول المجلة الانتخابية والإصلاحات الأخرى بمجرد أن المنطق يمليها أو أن الحكمة تتطلبها. هذا الهدف بحاجة إلى موازين قوى مغايرة للموازين الراهنة لا بد من العمل على إيجادها. كيف ذلك؟ 1) بالعمل على تجاوز عوائق الإصلاح وفي مقدمتها وضع هيمنة أجهزة الدولة والحزب الحاكم على كل شيء ووضع التهميش والضعف الذي عليه المجتمع إزاء الدولة بحكم غياب فضاءات التعبير والمشاركة في رسم الاختيارات وغياب فرص اختيار من يمثل المواطنين وفرص ممارسة هؤلاء لمواطنتهم وما نتج عن ذلك الغياب من عزوف ولامبالاة. 2) بالعمل على تجاوز وضع التشتت والتشرذم والعجز الذي ما زالت عليه قوى المعارضة الديمقراطية بحكم عزلتها بعضها عن بعض وجميعها عن المجتمع، وعلى رفع قدرات هذه القوى وتوحيدها على أسس واضحة وحول برنامج واقعي بمعنى قابل لتفعيل المواطنة وتجميع أوسع الأوساط والفئات حوله. 3) بجعل السياسي في خدمة الاجتماعي والتعبير عن مشاغل وطموحات مختلف الشرائح من شباب ونساء وعمال ومثقفين وغيرهم…وبالعمل على تجاوز الانفصام السائد اليوم بين الحركة النقابية والمطامح الديمقراطية للأجراء ولكافة فئات الشعب. 4) بتوخي تمشي عقلاني رصين وجريء في الآن نفسه، لا يقفز على الواقع ولا يستسلم لحدوده، تمشي يسعى للتحرك بمرونة على أساس إقناع أوسط شرائح المجتمع مرنا ويتنزل في سياق تدرجي في إطار صياغة برنامج تعاقد ديمقراطي له القدر الكافي من المصداقية وله أجندة سياسية ذات خارطة طريق واضحة وملزمة من مراحلها التوصل إلى ضمان تنظيم انتخابات شفافة وعلى درجة كافية من المصداقية. أخواتي، إخواني، هذه بعض المحاور قدمتها باقتضاب سريع توطئة للنقاش وهي أفكار ومقترحات وإشكاليات حاولت فيها بسط ما اعتقد أنه رؤية تحالف المواطنة والمساواة للوضع السياسي الراهن وما يتطلبه من إصلاحات عاجلة وآجلة. وأملي أن بتم التفاعل الإيجابي مع هذه الرؤية التي هي، شأنها في ذلك كشأن كل مواقف واجتهادات تحالفنا، تبقى منفتحة على كل الإضافات الجدية والانتقادات البناءة والمقترحات العملية التي تساهم في الدفع بنضال شعبنا من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية إلى الأمام. فشكرا على إنصاتكم وصبركم، والسلام من عبد السلام التوكابري – تونس
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 ديسمبر 2010)
ألفة يوسف وسوسن معالج ترفعان دعوى ضد شاب بسبب أغنية راب
السبيل أونلاين – تونس أعلنت ألفة يوسف ، الكاتبة التونسية المثيرة للجدل ، أنها رفعت بمعية الممثلة سوسن معالج ، دعوى قضائية إلى وكيل الجمهورية ، بتهمة “السب والشتم والقذف والإعتداء على الحياة الخاصة” ، ضد فنان “الراب” التونسي المشهور “محمد بسيكو” ، وقد تكفلت بهذا الملف القضائي الأستاذة بشرى بالحاج حميدة عضو الهيئة المديرة لجمعية النساء الديمقراطيات. ويعتبر “محمد بسيكو” من أشهر وأكثر فناني “الراب” التونسيين شعبية في صفوف الشباب ، وقد زادته هذه القضية شهرة وشعبية وتعاطف غير مسبوق، خصوصا وأن الأغنية موضوع هذه القضية ، لم يلحظ فيها المتابعين ، أو لجنة الدفاع عن محمد بسيكو ، السبّ أو الشتم أو الإعتداء ، ولكن لوحظ أنها تحمل ردودا ونقدا لخطاب وفكر معين . ويذكر أن عديد الصفحات أطلقت على شبكة “الفايسبوك” لمساندة محمد سيكو ، وهو لديه صفحة انضم إليها حوالي سبعين ألف مشترك . يُشار إلى أن “فن الراب” ، هو الفن الأكثر شعبية وجماهرية في تونس حاليا ، خاصة في صفوف الشباب ، وبالخصوص بين التلاميذ والطلبة ، وقد شاع هذا الشكل من الأغاني منذ حوالي خمس سنوات مع “البلطي” الذي بدأ بأغاني تتحدث عن مشاكل التلاميذ والمعاهد مثل أغنية “خزندار” والتي شابها نقد للأوضاع بشكل جديد ، ولكنها تضمنت أيضا بعض الكلام البذيء ، ثم طوّرت تلك التجربة في الكلمات والمواضيع ، وبرز ” البلطي” بأغنية عن فلسطين “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين” تزامنت مع استشهاد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ولاقت إقبالا شبابيا كبيرا .وصعدت بعض الأغاني الأخرى ناسجة على نفس المنوال . من المواضيع والكلمات الشبابية التي عبّرت عن قضايا الشباب ومشاغلهم وقضايا الأمة منها أغنية “سيدي الرايس” والتي وجه فيها صاحبها نقدا لاذعا وبكل جرأة للسلطة وجهاز الأمن ، وتوجه بكلامه للرئيس التونسي مباشرة ، ووقع الإهتمام إعلاميا بتلك الأغنية كظاهرة . من عبد السلام التوكابري – تونس المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 ديسمبر 2010
“بسيكو آم”
ـ دفاعًا عن حرية الكلمة حتى لا يُقاضى ذُو صَوْتٍ ـ هل قذفتَ بسلاحٍ أم نطقْتَ بكلامْ؟ أيُقاضَى منْ يُغني أيُقاضى بسيكو آمْ؟ أيّ فكرٍ مُستنيرٍ يستلفّ بظلامْ؟ ويخافُ من نشيدٍ يشتكي في كل عامْ؟ لا تهَبْهُمْ أنتَ حُرٌّ ولْتُغَنِّ بانتظامْ هذه الدنيا اندفاعٌ واتجاهٌ للأمامْ لا تهبْهمْ لا تهبْهمْ إنكَ وسْطَ الزحامْ. *) هذه القصيدة مهداة إلى الشاب بسيكو ام (محمد الربيعي) بعد القضية العدلية التي رفعتها ضده كل من ألفة يوسف وسوسن معا
“الخطابُ الحداثوي” في تونس من الخيبة إلى “التكفير”! بتاريخ : 2010-09-05 الساعة : 09:40:33
اسم الكاتب : بحري العرفاوي 1: خيبة خطاب الحداثويين
يُخشى أن يكون “الحداثيون” قد انتهوا إلى خيبة مسعى بعد عقدين كاملين من الاشتغال على مفردات بارقة من مشتقات العقل والتقدم والنور… بعد مدة زمنية كافية لبناء دولة وتخريج أجيال عاقلة ومتمدنة ومستنيرة ومعتدلة، انتهى الخطاب الحداثوي إلى “الصراخ” في ظلمة يقول أحاطت به… خطاب حداثوي يعوي مستجمعا أهلهُ على خطة جديدة لمواجهة خطر عودة “الظاهرة الدينية”!! نحن أمام أسئلة حقيقية لا يمكن تجاهلها ولا يمكن اختزال أجوبتها في صرخات فزع ولا في بيانات إدانة ولا حتى في تقارير أمنية: ـ ما الذي أنجزه خطابٌ يقولُ حداثي بعد عقدين كاملين من النشاط مستقويا بذراع الدولة وغارفا من الخزينة العمومية ومتكلما بلسان طويل وبصوت جهوري وبنبرة ساخرة ومستعلية؟ ـ كيف كانت محصلة الخطاب الحداثوي حالة من التشوه الحضاري واستفحال الجريمة والعنف وتفكك الأسرة والتمرد على المشترك من القيم وانتشار”عيادات” الروحانيين والفلكيين والراجمين بالغيب ومظاهر سلوكية لا علاقة لها بالعقل ولا بالتمدن؟! ـ كيف عادت الظاهرة الدينية من بين أنقاض حملات التجريف والتجفيف خاضها شركاء المصالح السياسية مذ عقدين كاملين؟ ـ كيف انتهى الخطاب الحداثوي من حالة العُجب والوثوق والاستعلاء إلى حالة توجس وتحصن “بالحيل الفقهية” وبالجهاز القضائي؟! هل يمكن القول بأنّ الخطاب الحداثوي لم يفلح في إنتاج حداثة طالما بشر بها واكتسب منها مشروعية “التسلط” معرفيا وماديا على المجتمع طيلة عقدين؟ 2: الذهاب إلى الظلمة! يردد العاقلون دائما الحكمة القائلة :”أن تضيء شمعة واحدة أفضلُ من لعن الظلمة ألف مرة” ولكن يُخشى أن يكون حداثويون عديدون قد أعيتهم المواجهة بأدواتها المعروفة مع الظاهرة الدينية ـ في مختلف أبعادها السياسية والعقدية والثقافية ـ فقرروا اعتماد أساليب جديدة يظنونها أنجع وأسرع حسمًا للـ”معركة”! ومن بين تلك الأساليب: ـ الذهابُ مباشرة إلى الظلمة وإقامة طقوس الرثاء للحداثة والعقلانية والتنوير!! بحيث يستعيض المعنيون أولئك عن الخوض في الفكر الحداثي التنويري بالحديث عن الظلامية والرجعية بنبرات يمتزج فيها الخوف والتخويف والحقد والتشنيع ـ مع إنّ مثقفين كثيرين ويساريين هم أكثر هدوءا وعقلانية ـ ـ تجميع حطب المواقد وإقامة طقوس النار ودعوة الأصدقاء إلى الإسهام في التحريض والتحذير والتهويل. ـ تحميل السلطة مسؤولية “الردة ” وعودة “التهديد الديني” إذ فسحت المجال السمعي البصري والمكتوب لخطاب يرونهُ غير حداثي!! ـ وأخطرُ ما يستسهلُ هؤلاء اعتمادهُ هو: “تصنيع التكفير”!!… وهنا ننبهُ إلى أنّ مثل هذا السلوك يخرج عن الصراعات الإيديولوجية وعن التدافع الفكري إلى استتباعات أمنية قد لا تكون هينة!! “فتاوى التكفير” ليست تقاليد تونسية وليس ثمة منابت عقدية أو مذهبية أو عشائرية أو ثقافية قد تسمحُ بإنتاجها… رُبّما نُعت بعض الناس بما نعتوا به أنفسهم من إلحاد أو لا أدرية أو لائكية.. ليس في الأمر “تكفيرٌ” حين يُدعى الفردُ بما أقرّه لنفسه، فالقرآن ينادي الذين كفروا بصفتهم تلك معترفا لهم بهويتهم واستقلالية ذاتهم “يا أيّها الكافرون”… وأما اتهامُ الشخص بالكفر ولم يعلنهُ بسبب فكرة أو تأويل أو سلوك فليس ذاك من حق أحدٍ…. وإذا حصل على لسان أفراد ليس لهم سلطان مادي أو روحي أو شرعيّ فلا يكون من داع للفزع والتهويل إذ لا يخرج مثل ذاك القول عن كونه إقصاءً نظريا لشخص من حقل مُقدّس مشترك وهو لا يختلف في ذلك عن مفردات إقصائية من جنس الظلامية والرجعية والتخلف إذ تقصي ـ نظريا ـ المستهدفَ من حقل التنوير والتقدمية والحداثة. وأما أن يكون هذا “التكفيرُ” صادرا عن مجموعة أو أفرادٍ ومتبوعا بتهديد بالتصفية المادية فهو ما لا يُقبل عقلا ولا شرعا ولا قانونا، مع إنهُ ـ وفي مثل هذه الحالات ـ يكون من اللازم التثبت من صدقية ما يُشاعُ وما ينشرُ.. وإذا كان للإشاعات أساليبها الحداثية جدا، فللأمن أيضا أدواته الحساسة لا تنطلي عليه البيانات غير المُبينة! كما على من يحترمُ عقلهُ ألا يستعجل تأكيد سذاجة غير ضرورية حين يُصدق ما لا يُعقلُ وحين يشاركُ أسماءً نكراتٍ وهمها بأنها في دائرة التهديد التكفيري! 3: الظاهرة والأسباب ليس ثمة من ظاهرة بدون سبب، ولعل من أوكد مهام العقل رصدُ أسباب الظواهر بحيث لا يربطها بنوايا تآمرية أو بمجرد رغبات عابرة أو حتى قرارات سياسية ـ وهنا يُعول على دور المثقفين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس ودارسي الظواهر التاريخية والاجتماعية ـ لماذا فشل الخطابُ الحداثوي في تحقيق الحدّ الأدنى من الحداثة؟ ـ نأملُ ألا يُزايد أحدٌ في الوهم وفي لوْك شعارات تستعمل كالزبيبة لتحْلية خطاب حداثوي!! لماذا لا يجدُ أنصارُ الحداثة من التأييد والاقتداء والثقة والتقدير ما يجدهُ إمامٌ خطيبٌ أو داعيةٌ أو مُفتٍ؟ لماذا كلما اصطدم مفكر أو كاتب بمعتقدات الناس عادُوهُ ونفروهُ وسدّوا آذانهم عن كلامه؟ لماذا فشل أنصارُ العقلانية في نصرة عقولهم؟ ولماذا فشل العلمانيون في تحشيد الناس حولهم؟ لماذا عجز “عسكر التجديد” عن اختراق المنظومة الفقهية والمسلمات في أصول الدين والتفاسير؟ رغم ما يتوفر عليه فكر اليسار من عمق فلسفي واجتماعي ومن قوة تحليلية. أيّ عقلانية أو تقدمية أو حداثية يدّعيها من يُروّجُ خطابا استعلائيا ساخرا أو تحريضيا حاقدا تجاه أبناء شعبه من المتدينين إذ يعتقدون أنهم على صوابٍ وإذ يجدون سكينة واستقرارًا وراحة ضميرٍ في ما هم عليه من تمثل طقوسي وسلوكي لتصور دينيّ متوارث أو مكتسبٍ ؟!. لماذا يتعاطى بعضٌ من النخبة الحداثية مع الظاهرة الدينية تعاطيا “حربيا”؟! كما لو أنهم في مواجهة أعداء وافدين من خارج الحدود؟ـ (ولمن سيقول إن العداوة كامنة في الفكرة أقولُ: إن الأفكار لا تعالجُ بغير الأفكار ولا يُستفتى في أمرها القضاة ولا الجهات الأمنية!!تلك أساليب غير منسجمة مع مهابة المعرفة وهيبة العارفين) ـ. العقلانيون أولئك يشككون في قدرة العقل حين يلجأون إلى أجهزة الدولة لمعالجة الأفكار أو حين يتصارخون منذرين بالويل والثبور متحشدين كما العسكر حول مدرسة بأسماء شتى ولكن…من غير بابٍ! 4: مبروك عليك التكفير (أو سُيّاح اليمن) العنوان يبدو كما لو أنهُ مزحة… ولكنهُ سيكون حقيقة إذا انطلت “الحيلة الفقهية” على البلاد. وإذا تهافت أناسٌ يناصرون المكفّرين أولئك ويلعنون التكفيريين كما لو أنّ تونس امتدادٌ لتورا بورا أو لوادي سوات أو الصومال!! قد يكون مُجديا افتراضُ وجود من يسعى إلى إشاعة “صناعة التكفير” في البلاد لأهداف ذاتية لا علاقة لها بالتدافع الفكري أو بالصراع الإيديولوجي. بعض النكرات من المستعجلين على الشهرة يودّون صدور أسمائهم في قائمة المتهمين بالكفر والمُهددين ـ افتراضيا ـ بالتصفية… يغضبُ بعض المغمورين ممن لم يذكر مع هؤلاء… يُباركُ بعضٌ لبعضٍ “شرف التكفير” ويتمنى لغيره من الأصدقاء شرف ما نال: “العاقبة لك” يقولُ من كُفِّرَ لمن لم يُكفَّرْ بعدُ!! تلك لعبة ٌ ساذجة ولكن مُؤذية معرفيا وأمنيا وعقديا واجتماعيا… ومؤذية للذين يغامرون بعرض أنفسهم للتجريب العبثي. سألني صديق رأيي في المسألة فأجبتهُ بالكثير مما في النص ثم ذكرت لهُ حوادث السياح الغربيين في اليمن يختطفهم قطاع الطريق، يغتصبون منهم من شاؤوا ثم يطلبون الفدية من أهلهم لإطلاق سراحهم… بعض السياح الغربيين اشتهوا التعرض لما تعرض له غيرهم فتعمدوا الذهاب إلى الأماكن الخطرة مُتظاهرين بإضاعة الوجهة… فحصل اغتصابهم كما اشتهوا ودفع أهلهم الفدية!! ونالوا شهرة في الإعلام ووجدوا تعاطفا في “محنتهم” تلك!! 5: الضعف والخوف والعنف يقول البعض لماذا تضيق صدور المسلمين اليوم بوجهات نظر أو بتأويلات أو بمواقف وسلوكات، وقد شهدت الحضارة الإسلامية سابقا من الأقوال والأفعال ما لا يتسعُ لهُ صدرٌ اليوم؟ ماذا لو كتب شاعر اليوم ما كتب بشار بن برد أو المعري أو أبو نواس؟! أعتقد أنّ الأقوياء هم المتسامحون إذ يستمدون من قوتهم الأمان والثقة بالنفس فلا يخشون من مختلف ولا يرتابون من بدعٍ ولا يخافون مَن خرج عن إجماعهم وانجذب لسواهم… الضعفاء يخافون، والخائف يضربُ في كل اتجاه ويحرص على أن يراهُ الآخرون عنيفا وقادرًا على الإيذاء!! ربما يقتنعُ بعض الشباب بأنّ المسلمين اليوم هم في أشدّ مراتب الضعف ولذلك يحرصون بحسن مقصد على حماية ما بقي من مكونات الأمة، يخافون أن تفقد مقوماتها الأخيرة أمام مشاريع يعتقدون أنها خطرة ومهددة، ذاك الخوف وذاك الحرصُ وذاك الحبّ كلها عواملٌ نفسية لا يمكن إلا أن تنتج ردود فعل ليست من جنس الحوار ولا من إنتاجات العقل ولا حتى من طبيعة الإسلام نفسه. على خطاب الحداثة أن يكون مسؤولا وأن يبدي التضحية النضالية وأن يكف عن لعب دور الضحية دائما! وبين “التضحية” و”الضحية” هُوّة ليست سطحية إنما عميقة وتاريخية وحضارية. الأنبياء والمصلحون والفلاسفة كانوا مُضحّين ومصطبرين ومتسامحين ومغالبين لغرائزهم الانتقامية وللرغبات العقابية… لذلك انتصروا ولذلك حققوا تغييرات عميقة في الوعي وفي العواطف وفي التاريخ. كيف يمكن لنخبة متعالية ومتجبرة وحاقدة أن تجتذب إليها الناسَ أو أن تكون قدوة معرفية وعملية؟! كيف يمكن أن يُسلمها الناسُ مصائرهم وتاريخهم ومدخراتهم من الثروة ومن التراث؟! من أوكد مهام العقل ليس فقط البحث عن الأجوبة وإنما وأساسا طرحُ الأسئلة. على المثقفين عامة وعلى مثقفي خطاب الحداثة تحديدا أن يستلوا الأسئلة من مفاصل “الجمل البارك”!! أيها الأصدقاء غشِيَنا نُعاسٌ ونحن جميعا في الظلمة! أيها الرفاق والإخوة والأصدقاءُ.. لقد “برك الجملُ” وكلّ مؤونتنا ووثائق هويتنا عليه… فتعالوا نتكلم في الطرائق والطريق
سوء فهم.. وحملة على «الفايسبوك».. والوزارة تتدخل
هل طالبت المستشارة بخفض صوت الآذان… أم بخارطة للمساجد منعا لتداخل الأصوات؟
لاقت مداخلة المستشارة رياض الزغل أثناء مناقشة ميزانية وزارة الشؤون الدينية لسنة 2010 اهتماما بالغا لدى الرأي العام الوطني خاصة وان المداخلة تم تداولها أكثر من 25 ألف مرة على الشبكة الاجتماعية الفايس بوك. وقد تضمنت مداخلة المستشارة التي دامت نحو 49 ثانية بالقول “من المعلوم أن بلادنا تشهد تكاثرا ملفتا في بناء المساجد في مختلف المناطق والأحياء…ويصبح صوت الأذان للصلاة يأتي من مسافات قريبة بأصوات مضخمة وغير متناغمة… مع درجات من الديسبال فائقة العلو مما يمثل إزعاجا لا للمتساكنين فقط وإنما للدارسين أيضا”. ورغم حرية تناول المستشارين لمحاور مداخلاتهم فقد كان تأويل الرأي العام لما ورد على لسان المستشارة متضاربا وبلغ بالبعض إلى تكفيرها والمطالبة برفع الحصانة عنها. وبالعودة إلى العدد الكبير من التعليقات التي تبعت المداخلة على المواقع الاجتماعية فان الرصين منها أكد على ضرورة تعديل صوت الآذان لا سيما أثناء صلاة الفجر. وفي تصريح لـ”الصباح” على ردود الافعال التي تلت مداخلتها قالت الدكتورة رياض الزغل ” تمحورت مداخلتي حول ضرورة ايجاد خارطة لبناء المساجد وتوزيعها حتى لا تتداخل اصوات الاذان وبفارق واضح بين مسجد وآخر وقد فهمت مداخلتي على اساس أن الاذان لا يصلح وهو ما لم اقله البتة بل كانت من باب الله جميل ويحب الجمال.” وفي ما يتعلق بمسألة التكفير التي تعرضت لها قالت الزغل ” أنه لا يجب أن نترك الفرصة لمثل هؤلاء لانهم يمثلون اعداء الفكر وطالبت في هذا الاطار بالتاكيد على جملة المكتسبات التي تحققت لتونس.” من جهتها اكدت وزارة الشؤون الدينية في هذا السياق ” أن الوزارة لا تسمح بالتلوث الصوتي وقد عرج الوزير على منشورين اثنين تعلق الاول بمنشور 2005 ومنشور ثان جاء اثر شهر رمضان الماضي بعد أن سجلت مصالح الوزارة تجاوزات. وتضمن منشور 2005 تحديد قوة الصوت بـ70 ديسبال (وحدة لقياس الصوت). كما اكد وزير الشؤون الدينية خلال رده على اسئلة المستشارين اثناء مناقشة ميزانية الدولة لسنة2011 “بانه تم توجيه مراسلة إلى وزارة البيئة التي سمحت باستعمال 100 ديسبال.” مؤكدا في الان نفسه أن المعتاد هو 70 ديسبال فقط. خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2010)
عرفتُ من عائلة الزغل الصفاقسية أناسا طيّبين بشوشين سمّاعين للخير يحبّون الأذان ويحبّون مجيبيه… ولكنّي عرفتهم بعيدا عن المستشاريّة وبعيدا عن المناصب الحكوميّة… عرفتهم على الفطرة!… وقد لفت انتباهي بعضٌ من أهلي وأحبّتي إلى ما قالت مستشارة في مجلس النواب التونسي، وهي من عائلة الزغل، سمّاها والداها “رياض” ولعلّهما كانا ينشدان بالتسمية (رياض الجنّة)، وهما يسمعان رسولهما الكريم صلّى الله عليه وسلّم يُكرم أو هو يبشّر مَن أكرم نسله من البنات بكرم الله عزّ وجلّ، قال: “مَنْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ أَخَوَاتٍ فَكَفَّهُنَّ وَأَوَاهُنَّ وَرَحِمَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ”، قَالُوا: أَوِ اثْنَتَانِ؟ قَالَ: “أَوِ اثْنَتَانِ”، قَال راوي الحديث: حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ لَوْ قَالُوا: أَوْ وَاحِدَةً قَالَ: “أَوْ وَاحِدَةً”… كبرت رياض وتعلّمت… ظلّت “رياض” بين المنزلتين فلا إلى هذا وإلى تلك انتسبت… فاسم رياض قد يُذَكَّرُ وقد يُؤنَّثُ غير أنّها لم تكن أبدا رُجَلًا لقناعتها بصعوبة توفّر هذه الميزة اليوم حتّى في الذكور… صارت مستشارة لدى من يدقّق كثيرا في اختيار مستشاريه!… سمعتْ راقبتْ حفظتْ قاستْ قدّرتْ ثمّ تجرّأتْ فعبّرتْ يوم 16 ديسمبر 2010 عمّا بخاطرها الذي لا يخطر به إلّا ما يناسبها دون تفكير أو تفكّر في تحقيق أمنية والديها المرتبطة باختيار اسمها… قالت: أريد “الرياض” أي الرّاحة والهدوء!… أريد اجتناب الإزعاج المتأتّي من الأذان للصلاة… ربطت ذلك بكثرة المساجد التي أرادها العهد الجديد محدّثة بأفضاله على دين الأمّة!… أخطأت من كثرة الإزعاج فلم تحفظ للمساجد دورها في التعميّة على السعي في خرابها!… مساجد كثيرة شُيّدت ومصلّون كُثُرٌ أُخِذوا منها “إرهابيين” غير مراعين للسمت التونسي المحتشم… وكان يكفي بذلك غضّ الطرف عن “إزعاج المؤذّنين” ولكنّ “رياض” تنشد “الرّياض” وتفكّر في مصلحة المتساكنين بالأحياء والعاملين بالمؤسّسات والدارسين بالمعاهد والجامعات… تعلم رياض أنّ المساجد في المؤسّسات قد أغلِقتْ، وفي الجامعات قد اتّخِذ منها مراحيض ومآوي للشواذ الجنسيين والمحشّشين والمغتصبين والقذرين عموما… وتريد “رياض” تعميم هذه الإجراءات الشجاعة على المدن والأحياء ولو تدريجيا بمنع الأذان… قضت العادة بردّ الوزير المسؤول عن القطاع المُتحَدّثِ فيه – والدين في تونس قطاع من القطاعات مستقلّ؛ يريدونه غير متداخل مع القطاعات الأخرى كالرّياضة والسياسة وغيرهما -، فتكلّم الوزير “الجريء” المدعو بوبكر الأخزوري (صاحب الغيرة على الزيّ التونسي والديانة التونسية) فأكّد عدم سماح وزارته بما سمّاه “التلوّث الصوتي”؛ تأكيدا منه على رغبته هو أيضا في “الرّياض” (الهدوء)؛ ليجعل التونسيين – ربّما – ينتظرون منه قوائم تحدّد الأصوات التي يجب منعُها أو تخفيضها لاجتناب وتلافي التلوّث المشار إليه… وقد نسمع عن حِمْيات خاصّة بالأصوات تسند للملوَّثين (المصابين بالتلوّث): ينصح فيها بالإكثار من أصوات أو نغمات والتقليل من أخرى أو الامتناع عنها بالكلّية!… كأن ينصح هذا وقد اقترف “الإرهاب” ذات يوم أو لسنوات باجتناب الأماكن التي يكثر فيها “إزعاج” المؤذّنين والتالين للقرآن والتردّد مقابل ذلك على الأماكن التي يكثر فيها سبّ الجلالة والكلام الفاحش والإكثار من ارتياد الحفلات الصاخبة الماجنة وسماع حبّوبة وبوساحة والعتروس!… وهكذا!… إنّها قلّة الحياء!.. إنّه غياب الحياء!… إنّها الجرأة على الله بعد أن أذلّوا عباد الله وأهانوهم وألهوهم بأنفسهم وباللهث وراء لقمة العيش السوداء!… وقد قرأت بعض تعليقات النّاس من داخل البلاد ومن خارجها، فوجدت أغلبها قد أجمع على أنّ هذه المستشارة النّشاز عارٌ على البلاد وحسرةٌ على أمّها وأبيها وبرهان على فساد رأي من اختارها في المستشاريّة!… وأمّا الوزير فقد صدر فيه الرّأي من قبل، وقد حمل أوزاره وأوزار من وزّره، وعسى ربّي أن يقرّ أعين المسلمين في تونس بآية فيه وفي أصنافه!… وأمّا من كره الأذان عموما وكره سماعه، فإنّا نكرهه ونبغضه في الله (تعبير لا يحبّه من لم يعرف الله)، ولكنّا نسأل الله أن يهديه حتّى يقلع عن ضلاله أو أن يأخذه – إذا سبق في علمه أنّه لن يهتديَ – أخذ عزيز مقتدر… ولهفي على عائلة الزغل وعلى صفاقس كيف تُنفث منهما مثلُ هذه الخبائث!… عبدالحميد العدّاسي الدنمار في 18 ديسمبر 2010
كاتب عام شعبة 7 نوفمبر بفريانة يضبط في حالة تلبّس
بصدد سرقة ماء الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه
بحضور أحد المسؤولين عن الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه إقليم القصرين وتحت إشراف عدل أشهاد تمّ اليوم ضبط المدعو الهادي بن محمد سعداوي متلبسا بصدد سرقة ماء الشركة بعد أن أدخل تعديلا عن عمليّة الربط بالشبكة. وتعود أطوار العمليّة عندما قام المذكور أعلاه والذي يشغل خطة كاتب عام شعبة 7 نوفمبر بفريانة إلى إدخال تعديلا في عملية الربط إذ ركّز مفرّع على شكل T قبل العدّاد ثم ربطه بقنوات من البوليتيلان بحيث يتسنى له استغلال الماء دون المرور بالعدّاد. ثم لم يكتف بذلك تعمّد استغلال الماء المسروق في سقي سانيّة على ملكه تقع بجانب منزله. والمعروف لدي أهالي فريانة أن هذا الشخص كان قد أستغّل صلة القرابة التي تربطه بأخيه التواجد بفرنسا ليدلّس شيكا باسم شقيقه وقد وقع التفطّن لذلك وحوكم من أجل تهمة التدليس وقضى قرابة ثلاثة سنوات في السجن ليخرج ويندمج في المجتمع كمواطن صالح لكن مع احتكاكه بكاتب عام الجامعة الدستوريّة حيث أصبح من المقرّبين له تمكّن من الحصول على بطاقات انخراط وتمطكّن من تقمّص مسؤوليات كرئاسة الشعبة الشئ الذي يتنافى مع القانون الداخلي للحزب . كما مكّنه هذا الأخير من موطن شغل في الحضائر المسترسلة وفي نفس الوقت من لزمة المسلخ البلدي في مناسبات متتالية بمساعدة الكاتب العام لبلديّة فريانة وهذا أيضا يتنافى مع القوانين الجاري بها العمل وأمثال هذا ,,المواطن الصالح ,, كثيرون الذين يستغلون مناصبهم السياسيّة ليستولوا على الملك العام جاعلين أنفسهم فوق طائلة القانون والمحاسبة فهل من ضمير حي ليوقف مثل هذه التصرفات التي تضر بالمصلحة العمّة للبلاد . مواطن تجمعي من فريانة
بحلول جوان القادم خطية بـ3 آلاف دينار لكل بائع متجول بلا بطاقة مهنية
ضبطت مؤخرا شروط و إجراءات ممارسة نشاط تجارة التفصيل والتجوال وتبعا لذلك يتعين على كل شخص يرغب في ممارسة نشاط تجارة التفصيل بالتجوال الحصول على بطاقة تاجر تفصيل متجول تسند من قبل الإدارة الجهوية للتجارة بعد اخذ رأي الوالي المختص ترابيا كما يجب أن يتوفر في تاجر التفصيل المتجول الشرطان التاليان: أن يكون تونسي الجنسية و أن يبلغ من العمر 18 سنة كاملة عند تقديم مطلب الحصول على بطاقة تاجر تفصيل متجول. ويعفى الحرفي والمنتج الفلاحي اللذان يرغبان في بيع منتوجهما مباشرة للمستهلك بالأسواق الأسبوعية من واجب الحصول على بطاقة تاجر تفصيل متجول على أن يثبتا صفتهما تلك لدى الجهاز المسير للسوق. إجراءات الممارسة من جهة أخرى ضبط القرارشروط إجراءات ممارسة نشاط تجارة التفصيل بالتجوال. و يتعين على كل شخص يرغب في الحصول على بطاقة تاجر تفصيل متجول تقديم ملف لدى الإدارة الجهوية للتجارة المختصة ترابيا يتضمن الوثائق اللازمة. و في صورة الموافقة تسلم بطاقة تاجر تفصيل متجول للمعني بالأمر وتتضمن علاوة على الاسم و اللقب طبيعة النشاط و مكان الممارسة و المدة الزمنية المحددة لذلك. و في حالة التوقف الوقتي أو النهائي عن ممارسة النشاط. يتعين على كل تاجر تفصيل متجول إعلام الإدارة الجهوية للتجارة الراجع لها بالنظر ترابيا. وستدخل احكام هذا القرار حيز التنفيذ في اجل اقصاه 6 اشهر من تاريخ الاعلان عنه في 14 ديسمبر الجاري اي الى غاية يوم 14 جوان من سنة 2011. وافاد السيد الحبيب الديماسي مدير عام التجارة الداخلية لـ “الصباح “بان كل مخالف للشروط التي نص عليها القرار سيعاقب بخطية مالية تتراوح بين 500 و3000 دينار مع حجز المنتوج الذي بحوزته. منال (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2010)
حسب موقع رسمي عالمي شككت فيه مصادر تونسية.. القراصنة يستخدمون “حنبعل2” لاختطاف البواخر
الخاطفون يمارسون الضغط لاستعجال الفدية ـ كشفت معطيات توفرت لـ”الصباح” من خلال موقع عالمي رسمي مختص في مجال السلامة البحرية أنه من المحتمل جدا ان يكون القراصنة الصوماليون قد استخدموا الباخرة التونسية المختطفة “حنبعل 2” في تنفيذ عمليات قرصنة جديدة تعرضت لها بواخر اخرى وذلك إلى جانب بواخر أخرى مختطفة منها سفينة شحن ليبيرية تحمل علم بنما. ويكشف استغلال بعض سفن الشحن المختطفة عن وجه آخر للقراصنة يدل على قدرتهم الكبيرة على المناورة والتخطيط المسبق لأنشطتهم الإجرامية، والتغيير المتواصل لخطط عملهم، وهو ما يفسر تواصل “عربدتهم” في خليج عدن ونجاحهم في معظم محاولات الخطف التي ينفذونها، رغم البوراج الحربية العاملة هناك للتصدي لهم، والسفن والزوارق الحربية الأمريكية ومن عدة دول أروبية وآسيوية. وما يزيد القراصنة قوة ليس فقط قدرتهم على المناورة والهجوم الخاطف والسريع على السفن المستهدفة لخطفها، ولكن ايضا تطويرهم لقدراتهم التنظيمية واللوجيستية والتوزيع المحكم لأدوارهم بين فصائل الخطف، وفصائل المراقبة والتخطيط، وفصائل التفاوض، إلى جانب تملكهم لأسلحة متنوعة وأحدث تجهيزات الاتصالات البحرية المتصلة تقنيا بالأقمار الصناعية لرصد السفن. ويشير استغلال الباخرة التونسية “حنبعل2” في أنشطة القرصنة في خليج عدن أن القراصنة لديهم من الأفكار والتكتيكات الجديدة ما يكفي للايقاع بسفن الشحن المارة من هناك وذلك من خلال استخدام السفن المختطفة سابقا في عمليات القرصنة. ويشتبه المكتب الأمريكي للسلامة البحرية في أنهم استخدموا فعلا الباخرة التونسية “حنبعل 2” في عمليات قرصنة. فحسب الموقع الذي ترد فيه كل أخبار القرصنة وحركة السفن والحركات المشبوهة عبر المحيطات، ويوثق جل نداءات الاستغاثة والأخبار العاجلة الواردة من الطرقات البحرية، ومن القوى البحرية المنتشرة بالمحيطات وخاصة بخليج عدن قبالة السواحل الصومالية، يشتبه أن “حنبعل2” استعملت من قبل القراصنة الصوماليين لخطف سفن شحن. ففي تنبيه صادر بتاريخ 26 نوفمبر الماضي من لجنة السلامة البحرية، تم الإبلاغ عن تعرض إحدى السفن إلى هجوم مفاجئ. ويفيد التقرير أن القراصنة هاجموا سفينة تجارية بالقرب من جزر المالديف وعلى مقربة من الطرق البحرية الجنوبية من الهند، وتمكن القراصنة من الصعود على متن سفينة شحن ماليزية واختطافها. ويعتقد أنه تم استخدام السفينة “سايغا”، وهي سفينة ليبيرية ترفع علم بنما المقرصنة في 30 أكتوبر 2010، في ذلك الهجوم. ويفيد التقرير، أنه وفي حادث منفصل في نفس التوقيت والتاريخ تم الاشتباه في استخدام القراصنة السفينة التونسية “حنبعل 2” كسفينة أم انطلقت منها زوارق القراصنة الناشطين في بحر عمان، ليهاجموا سفن شحن مارة بالمكان يبدو أنها كانت مطمئنة لوجود الباخرتين “حنبعل2” بالجوار مما أفقدها هامش ردة الفعل ومحاولة النجاة أو الإبلاغ بسرعة عن تعرضها لهجوم. ودائما حسب نفس الموقع، يعتقد أن القراصنة ما زالوا يستخدمون كلا السفينتين التونسية والليبيرية في عمليات قرصنة رغم أن طواقم السفينتين ما يزالون محتجزين رهائن لدى القراصنة. وكردّ على ما سبق ذكرت لـ “الصباح” مصادر وثيقة الاطلاع أن الباخرة لم تبارح مكانها وشكك في مصداقية الموقع… ولفت ذات المصدر الانتباه الى أن الخاطفين يسعون الى الضغط عبر وسائل الاعلام مشددا على أنه لا يجب الوقوع في هذا الفخ مشيرا في الآن نفسه الى أن الجهات المسؤولة تتابع المسالة ساعة باخرى وأن توجهها المنتهج السليم غير أن مثل هذه النوعية من الحالات تتطلب وقتا طويلا بل وتمتد أشهرا كما ثبت فيما سبقها. اتصال هاتفي جديد لطاقم حنبعل2 ورغم شح المعلومات المتوفرة عن الحالة الصحية لطاقم الباخرة “حنبعل2″ وظروفهم المعيشية فإن ذلك لم يمنع من تلقي أهالي المخطوفين لـ”جرعات” من الأمل بعد أن قرر القراصنة تمكين المخطوفين من الاتصال بذويهم هاتفيا مرة ثانية تحديدا يوم 13 ديسمبر الجارين بعد المكالمة الأولى المسجلة بتاريخ 15 نوفمبر الماضي. ويبدو أن القراصنة مكنوا طاقم السفينة من الاتصال بذويهم مرة ثانية في نفس التاريخ (لغاية في نفس يعقوب) وهو ما يدل على أنهم بدؤوا بتنفيذ “تكتيك” معروف لدى خاطفي الرهائن من خلال تمكين كل رهينة من الاتصال بأهله لمدة وجيزة بحضور الخاطفين طبعا في محاولة للتأثير والضغط على الجهات المعنية المفاوضة على شروط تحرير السفينة وطاقمها. السيدة مليكة واجة زوجة السيد لسعد واجة أحد الرهائن التونسيين المخطوفين، تلقت مكالمة من زوجها يوم الاثنين الماضي، وهو نفس التاريخ الذي تلقى فيه أهالي بلال مهندس ميكانيك أصيل مدينة تستور مكالمة من ابنهم. وكشفت في حديث حصري لـ”الصباح” عن تفاصيل دقيقة لمكالمة زوجها لها يوم الاثنين الماضي. وقالت السيدة واجة أن المكالمة طمأنتها عن بقاء زوجها على قيد الحياة، لكنها في ذات الوقت ضاعفت من قلقها على مصيره وعلى مصير رفاقه من طاقم الباخرة المختطفة. على اعتبار ان المكالمة والتي دامت 7 دقائق كشفت عن محنة الرهائن المختطفين ومعاناتهم اليومية وظروف عيشهم الدرامية الصعبة. ويعمل لسعد لدى شركة جي ام تي المالكة للباخرة “حنبعل 2” منذ اكثر من 20 سنة، وهو مسؤول عن الضيافة وعمل في سفينة الشحن “اميرة” التي غرق كل طاقمها بين اوكرانيا وتركيا في 9 جانفي 2003 ولم ينج منهم أحد، وقد كتب له آنذاك عمر جديد على اعتبار أنه كان في اجازة ولم يبحر مع طاقم السفينة المنكوبة. وسيكتب له حياة جديدة إذا ما انتهت محنتهم بالإفراج عنهم وعن السفينة المختطفة. ومضت السيدة واجة تقول في تأثر شديد أن لسعد بدا لها تعبا ومنهارا ويائسا ، وقال لها ” ما عادش نجموا رانا تعبنا نباتو كل يوم ميتين بالشرّ..كلموا المسؤولين يحررونا..” وأشارت أنها شعرت أن أحد الخاطفين كان يستمع للمكالمة على اعتبار أن زوجها لم يكن في راحة من أمره عند اجراء المكالمة. وتابعت: “قسّطت المكالمة على أبنائي حتى يطمئن لسعد أولاده، لكنهم تأثروا شديدا بالمكالمة”، خاصة بنتي الوسطى نجاة. علما ان لسعد يبلغ من العمر 44 سنة، وله أربعة أبناء ثلاث بنات وولد وهم أميمة (14 سنة) ونجاة (9 سنين) اسمهان (5سنوات)، وبشير (7 سنوات). وحسب السيدة واجة نقلا عن زوجها فقد نفذت مؤونة الطاقم بعد أيام قليلة من اختطافهم، وكانوا يرومون التزود بالمؤونة من تركيا قبل مواصلة الرحلة إلى اليونان وتسليم الشحنة. وأضافت ان زوجها أكد لها ان الخاطفين يوزعون عليهم أكلا بالكاد يستطيعون هضمه للبقاء على قيد الحياة وهو عبارة عن أرز مغلى بالماء فقط لا غير. كما أكدت أن زوجها أبلغها أن الخاطفين منعوا عنهم الأكل بالسكاكين أو الملاعق كي لا يستعمل كسلاح، وأجبروهم على الأكل بيدهم. مجموعات مساندة في الفايس بوك وتؤكد السيدة واجة أنها في اتصال دائم مع أهالي التونسيين المختطفين وحتى من أهالي بعض الأجانب التابعين للطاقم على غرار أهالي الرهينة المغربي ويدعى عبد العزيز اوقاس. ونجحوا في تأسيس عدة مجموعات مساندة لطاقم السفينة المختطفة في الموقع الاجتماعي فايس بوك جلبت تعاطف آلاف من مستعملي الانترنيت. على غرار مجموعة ” من أجل مساندة فوزي فرادي وطاقمه”.. لكنها أكدت أنها لم تتلقّ أية دعم مادي أو معنوي أو مجرد تفقد من المسؤولين الجهويين والمحليين على حد زعمها. وقالت ” أتحمل مسؤولية كلامي في ما أقول وأدعو ، إلى الانصات إلينا وتزويدنا بالمعلومات والمستجدات، خاصة أننا نحن أهالي المخطوفين أكثر الناس احساسا بالمصيبة التي حلت بهم وبنا.” قبل أن تضيف ” حين نتصل بمسؤولي الشركة ” ج ام تي” يقولون إننا بصدد التفاوض وتم توكيل محام للقيام بالمهمة، لكننا نريد أن نعرف هل المحامي تونسي ام أجنبي؟ وكشفت السيدة واجة عن معلومات اخرى مهمة في حق التونسيين المختطفين، إذ تشير أن معظم أفراد الطاقم يعملون بعقود عمل مؤقتة ومحددة زمنيا بفترة لا تتجاوز 3 أشهر أي أن العقد يغطي فقط فترة سفرة واحدة لإحدى بواخر الشركة، وحين تنتهي ينتهي مفعول العقد ويتم امضاء عقد جديد بين العون والمؤسسة المشغلة في كل رحلة شحن جديدة.. وقالت وهي تغالب دموعها:” استحضر عبارات يرددها لسعد في كل مرة يمتطي فيها البحر أو المحيط ويكون ضمن طاقم رحلة شحن، فيقول ” البحر كل داخله مفقود وخارجه مولود..رد بلك على الصغار أولادي أمانة عندك..” وتؤكد أنها تلقت معلومات من عدة مصادر تفيد أن القراصنة يستخدمون الباخرة لتنفيذ علميات خطف سفن أخرى وعلى متنها الطاقم الرهينة، وهو ما زاد في هلعها وقلقها على مصير زوجها. وكانت مصادر من الشركة المالكة للباخرة المختطفة منذ فجر الخميس 11 نوفمبر الماضي بخليج عدن في عرض السواحل اليمنية (Gabes Marine Tankers ) أكدت في تصريح سابق لـ”الصباح” أن المفاوضات جارية عبر أطراف وسيطة مع القراصنة للإفراج عنهم في اقرب وقت ممكن”. فدية بـ14 مليارا ويطالب القراصنة القراصنة بفدية حددت حسب بعض البحارة الذين تمكنوا من الاتصال بعائلاتهم بـ 10 مليون دولار أي حوالي 14.3 مليون دينار تونسي. وكان السيد كمال مرجان وزير الخارجية أفاد قبل نحو أسبوعين أمام مجلس النواب لدى مناقشة ميزانية وزارته أن الدولة تبذل مجهوداتها لحل أزمة البحارة التونسيين مشيرا أنه توجد حاليا إلى جانب السفينة “حنبعل 2″، عشرون باخرة أخرى محتجزة والتفاوض مستمر مع الخاطفين الذين يريدون الحصول على فدية مؤكدا وجود متابعة مباشرة من الرئيس زين العابدين بن علي لأزمة هذه الباخرة. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2010)
بمناسبة مؤتمر قضاة الإدارة حين تكسر السلطة الأبواب وتبدل الأقفال
بقلم عماد بن عمر إن الأزمة التي تعيشها جمعية القضاة التونسيين منذ خمس سنوات تمثل واحدا من أخطر الانقلابات التي تعرضت لها جمعية مستقلة في تونس. فلقد بدأ مسلسل مناوئة الجمعية الذي أسفر لاحقا عن تخريب هياكلها والاستيلاء عليها تماما منذ انتخاب المكتب المنبثق عن المؤتمر العاشر يوم 12 -12- 2005 فلقد رفضت وزارة العدل التعامل مع المكتب الجديد المنتخب لأن الاقتراع جرى في أجواء ديمقراطية وأسفر عن صعود مكتب مستقل ، غير موال وخاصة غير قابل للعمل وفق امتلاءاتها . وربما تكون الذريعة التي وجدتها الوزارة للانقضاض على الجمعية وإخماد صوت التيار المستقل الذي تشكل داخلها منذ سنة 2000 والذي أصبح يطرح بجدية مسألة استقلال القضاء هي وقائع 2 مارس 2005 فلقد أصدر القضاة حينها وإبان مثول الأستاذ محمد عبو أمام التحقيق واثر أحداث العنف التي جدت بقصر العدالة بتونس بيانا قويا يتهمون فيه السلطة بالاعتداء المباشر على الحرمة المعنوية للمحكمة والمساس باعتبار السلطة القضائية .وعلى اثر هذا البيان انتشرت عرائض يرى القضاة أن وزارة العدل تقف وراءها تشكّك في تمثيلية الجمعية كما نظمت اجتماعات موازية لعملها بداية من يوم 3 -3-2005 أي صبيحة صدور البيان المذكور. ثم بدأ منذ 23 من نفس الشهر في بعض الصحف اليومية والأسبوعية الرسمية الترويج لوجود خلافات بين القضاة وهي التعلة المستعملة من قبل السلطة التونسية عادة للانقضاض على الجمعيات غير الموالية . وراج الحديث منذ الاجتماعات الأولى التي لاشك أنها موضبة عن امكانية سحب الثقة من المكتب المنتخب وعقد مؤتمر قبل انتهاء المدة الانتخابية وهي الخطة التي بدأ فعلا تنفيذها منذ شهر جويلية 2005 إذ وبمناسبة انعقاد جلسة عامة خارقة للعادة دعا إليها المكتب التنفيذي تحت ضغط الأحداث وقع تنفيذ جملة من الأعمال السرية تمثلت في دعوة القضاة خارج إطار الجلسة العامة وحتى قبل الانتهاء من أعمالها إلى الإمضاء على أوراق بيضاء وإلحاق جملة الإمضاءات التي وقع جمعها بطريق التحّيل(اعتقد القضاة الموقّعون أنهم يمضون على الحضور) بنص تمت صياغته باسم القضاة التونسيين تضمن تغييرا لوقائع الجلسة وتهجما على هياكلها الشرعية واختلاقا لمقررات تمت نسبتها لمجموعة من القضاة تتعلق بسحب الثقة من المكتب التنفيذي وتعيين مؤتمر استثنائي يوم 4- 12- 2005 وهو ذات النص الذي اعتمد لتكوين لجنة سميت بالمؤقتة وضع على رأسها الرئيس الأسبق للجمعية القاضي خالد عباس. ولتمكين هذا الأخير من الحلول محل القضاة المنتخبين تم الاستيلاء على مقر الجمعية بكسر الأبواب وإبدال الأقفال في واقعة قلما تحدث في مثل هذه الأوساط. ثم فتح باب المقر للّجنة المحدثة من قبل السلطة ووقع الإعلان عن مؤتمر استثنائي يوم 04-12-2005 وكان المجلس الأعلى للقضاء وهو المجلس المسؤول دستوريا في تونس عن نقلة القضاة قد قرر في وقت سابق نقلة عضوين من المكتب التنفيذي من العاصمة إلى مناطق بعيدة عنها قصد تشتيت أعضائه كما وقع نقلة 15 عضوا من الهيئة الإدارية وهو الهيكل الأوسط الذي يضم ممثلي المحاكم . مع العلم أن نقلتهم تعني فقدانهم لعضويتهم بمجلس إدارة الجمعية .
. وأخيرا انتهى المسلسل المثير بعقد المؤتمر الاستثنائي فعلا في اليوم المعين أي 04 -12-2005 وقد حضره أغلب القضاة كتب البعض منهم على أوراق الانتخاب شعارات تندد ” بالانقلاب “.و قد استغل حضورهم المكثف في ما بعد من قبل وزير العدل للتأكيد على أن أزمة الجمعية مشكل داخلي وقع حسمه من قبل القضاة أنفسهم عبر المؤتمر الاستثنائي الاعتداء على القانون بواسطة القانون ولكن الانقلاب لم يقف عند هذا الحد إذ عمد المكتب المنصب إلى تحوير القانون الأساسي للجمعية بشكل مثير للانتباه إذ شابته اخلالات خطيرة حسب ما ورد في تقارير محامي الجمعية والتي نشرت بالصحافة الالكترونية (2) ويتمثل هذا التحوير في التقليص من عدد أعضاء المكتب التنفيذي وجعله سبعة عوض تسعة ثم حصر الترشح في دوائر استئناف تونس ونابل وبنزرت بعد أن نقل كل أعضاء المكتب الشرعي خارج هذه الدوائر. وقد جاء هذا التحوير في مخالفة صريحة لقانون الجمعيات بل لقانون جمعية القضاة نفسها.
لقد تم تنقيح قانون الجمعية في ظروف مريبة مع نية واضحة في تغييب القضاة المعنيين بالتنقيح وهم قضاة داخل الجمهورية عن الحضور بالجلسة العامة أو حتى العلم بموضوع التنقيح، إذ كيف يتم التداول في شأن تنقيح فصل هام بمثل أهمية الفصل 13 من قانون جمعية القضاة التونسيين في بنده المتعلق بتمثيلية قضاة الداخل في أعلى وأهم هيكل من هياكل الجمعية وهو المكتب التنفيذي في آخر يوم من السنة القضائية (الجلسة العامة الأولى يوم السبت 15 جويلية 2006 مساءا) وهو تاريخ حال دون حضور أغلب القضاة وخاصة منهم قضاة الداخل المرتبطين بالعمل بمحاكمهم في ذلك اليوم ثم كيف تعقد جلسة ثانية خلال العطلة القضائية بعد أن يكون جل القضاة قد غادروا المحاكم للتمتع برخصهم السنوية.
إن تمثيل قضاة الداخل في المكتب التنفيذي للجمعية هو مكسب كان موضوع مطالبة قاعدية لسنين وضمن تكرارا بلوائح مؤتمرات الجمعية باعتباره يمثل مطمحا من مطامح القضاة في ترسيخ أعمق للممارسة الديمقراطية داخل الجمعية وتحقيقا لإشعاعها على مستوى المحاكم الداخلية التي تضم أكثر من نصف عدد القضاة. و إن التراجع عن هذا المكسب الذي ناضلت أجيال القضاة من أجل تحقيقه إنما يتنزل في إطار إتمام عملية تصفية العناصر المستقلة من ناشطي الجمعية ومسؤوليها بعد تفكيك هياكلها الشرعية على إثر حركة نقل أوت 2005 . ومن غير الخفي على أحد أن التحوير جاء لاستبعاد أعضاء المكتب الشرعي والهيئة الإدارية ومنعهم من الترشح مرة أخرى لعضوية المكتب بعد أن نقلوا كلهم بدون استثناء إلى داخل الجمهورية. وهكذا يأخذ الانقلاب معنى مركبا فهو ذو أثر ظرفي مباشر من جهة الاستيلاء على الهيكل باستبعاد مكتبه القانوني بواسطة انتخابات لا انتخاب فيها وهو ذو أثر هيكلي من جهة خلق موانع ” قانونية ” دائمة تستثني أولئك الذين نقلوا خارج الدائرة الانتخابية وسيظلون بلا شك هناك تحسبا لأي رجوع ممكن لهم وهو احتمال صار هوسا يؤرق وزارة العدل.
هذه في خلاصة شديدة الاقتضاب بعض أطوار هذه القضية الخطيرة التي لم تحظ في نظرنا بالأهمية التي تستحقها من المجتمع المدني و من الرأي العام في تونس أولا . . . ولا يسعنا في الأخيرالا أن نقول انه لمؤسف حقا أن يستفرد نظام بمجموعة من النساء القاضيات فيشردنهن في أركان البلاد الأربعة ويسومهن شتى أنواع العذاب ولا نرى من رد فعل على ذلك غير بعض المواقف المحتشمة . لا شك أن الجميع على علم تام بان مسالة جمعية القضاة تتجاوز بكثير المعطى اال الشخصي والجمعياتي مباشرة لتمس طبيعة النظام الاستبدادية في صلة بالقانون الأساسي المتخلف للقضاة والذي جعلهم تحت رحمة الإدارة تشردهم وتهينهم وتقودهم حيث تشاء وتستفرد بمن رفض الانصياع منهم إلى أوامرها في ظل صمت شبه كامل من قبل مجتمع مدني مغلوب على أمره في حين يواجه القضاة الأحرار وحدهم الألة الجهنمية التي تعصرهم والتي لا قبل لهم بها , تقودهم الى مؤتمرات الانقلابيين في ما يشبه الملهاة المأساة التي تتجدد كل سنتين , تبتزهم وتؤلب بعضهم على بعض . وانه لمؤسف حقا ألا يجد القضاة من حل غير عرض هذا الملف الخطير على أنظار العالم المتحضر حتى يقف قضاة العالم على حجم المأساة التي يعانيها مجموعة من رجال القضاء ونسائه ، كان كل ذنبهم أنهم طالبوا بانضباط جدير بالقضاة بما يقره دستور البلاد وقوانينها وما تؤكد عليه الأعراف والمواثيق الدولية .ولكن يبدو أنه لا أذن تصغي هنا لصوت الحق والواجب مما يجبر خيرة مواطنينا على أن يبحثوا عن الإنصاف لدى الهيئات الدولية المتخصصة .وهو مثال آخر يجسد بكل المعاني الحرفية والرمزية عمق الشرخ الذي تحياه سلطة الحاكم القائمة على فصام الخطاب الرسمي المتبجح بأرقى صور الحداثة المعلبة والموجّهة للتصدير والذي يعجز عن ستر سلوك سياسي يستعيض عن سلطة القانون بقانون سلطة لا تتحرج أن تنشر ضمن القضاة أنفسهم، حماة القانون، منطق الافتكاك والغصب و الانقلاب. وهكذا تنقلب الأدوار في ما يشبه التراجيديا المفزعة فيصبح القاضي ضحية في بلاده لا يجد من يحميه في حين يتعيّن أن يكون هو ملاذ كل ضحية، له يشتكي الجميع، وبه يقام العدل وتسترد الحقوق المغتصبة.
عماد بن عمر
بعد الفوز الساحق للتجمع لماذا تراجعت تمثيلية اتحاد الطلبة؟
حصدت قائمة العمل النقابي (طلبة التجمع) مقاعد انتخابات المجالس العلمية بواقع 482 مقعدا من مجموع 518 مقعدا بنسبة تقارب 94 بالمائة. وبالرغم من كون الفوز لم يشكل مفاجأة على اعتبار انه كان صاحب الاغلبية سابقا فان ما تم تسجيله هو مواصلة تراجع ممثلي الاتحاد العام لطلبة تونس مقابل صعود طفيف ولكنه مطرد “للمستقلين”. وعن اسباب تراجع اتحاد الطلبة وعجزه عن الفوز حتى في حصونه التقليدية قال الامين العام لاتحاد الطلبة أن قائمة العمل النقابي الديمقراطي دخلت انتخابات 2010 دون منافس قوي وحقيقي وهو ما يفسر النسب الكبيرة التي تحصل عليها”. واضاف ” ان مشاركتنا كانت بمثابة حركة احتجاجية على الوضع الراهن للمنظمة وما يتعرض له ابناء المنظمة من تمييز”. واعتبر الامين العام ” أن موقف الاتحاد اليوم ضعيف نظرا لما يمر به اضافة إلى غياب اغلب مناضليه”. ومن جهتها وصفت مصادر من قائمة العمل النقابي أن النتائج جسدت ثقة الطلبة في مرشحي القائمة في مختلف الجهات والكليات خاصة وان الطلبة سئموا حالة الصراع اللامتناهي الذي ميز اتحاد الطلبة”. واضافت ذات المصادر “أن الطلبة حسموا في عدة امور واصبحوا يميزون بين الأصوات التي تدافع عن حقوقهم والاخرى المتسربلة بالوعود الخاوية”. وبالمحصلة، فان ما افرزه صندوق الاقتراع يطرح تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الحساسيات الفكرية والايديولوجية في الجامعة في خلق التوازن المنشود. خليل الحناشي
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2010)
الباهي الأدغم يكشف بن صالح أقصى الدستوريين.. وعوضهم بالأنصار والمحبين
يوم غرة أفريل 1969، وقبل بضعة أشهر من الإطاحة به وبنظام التعاضد، أكد أحمد بن صالح في مؤتمر شعبة قصر هلال، وكان وقتها أمينا عاما مساعدا للحزب الاشتراكي الدستوري وكاتب دولة للتخطيط والاقتصاد والتربية أنه «لا خوف على نظام التعاضد فهو في صحة جيدة وبصدد احراز نجاح كبير». إلى هذا الحد ليس هناك ما يدعو إلى التوقف عند مثل تلك التصريحات المتفائلة لولا أن بن صالح لم يكن وحده متفائلا. تفاؤل فقد صرح الباهي الأدغم الأمين العام للحزب في اختتام مجلس الاتحاد القومي للتعاضد يوم 6 جوان 1969، أي قبيل ثلاثة أشهر من وقفة التأمل الشهيرة أن «حركتنا التعاضدية الرائدة تبعث على الشعور بالاعتزاز وأن هذه الحركة التي أقدمنا عليها وكنا نسميها تجربة ثم صارت اختيارا نهائيا قد تجاوزت أبعاد رسالتها الحدود وأصبحت تهم غيرنا من الملاحظين والأحزاب والشعوب التي من حقها أن تمعن النظر في المحاولة التونسية وتطلع على نتائجها لأنها تتابعها عن كثب وبكل شوق قصد الاستفادة منها. ان التعاضد، خاصة في الفلاحة يعتبر عاملا أساسيا في فترة التحول العظيم التي تعيشها تونس ويخطو بها التعاضد كل يوم خطوات واسعة ثابتة في طريق النهضة». التراجع إلى هذا الحد أيضا، ليس هناك ما يدعو إلى التوقف إذ من الطبيعي أن يدافع الأمين العام للحزب الحاكم والوزير الأول عن سياسة حكومته، لو لا أنه لم تنقض ثلاثة أشهر حتى بدأ التراجع في سياسة التعاضد، فصدر منشور إلى الولاة يوم 2 سبتمبر 1969 جاء فيه بالخصوص أن «المجاهد الأكبر حريص على أن يتم الاصلاح الزراعي عن طواعية وبدون إكراه ولا عنف». وتم يوم 8 سبتمبر 1969 إدخال تحوير على الحكومة من أبرز ملامحه تقسيم كتابة الدولة للتخطيط والاقتصاد إلى ثلاث كتابات دولة، ولم يبق لأحمد بن صالح إلا حقيبة التربية القومية. وفي التحوير الموالي الذي جرى يوم 7 نوفمبر 1969، تم وضع حد لمهام بن صالح ومن كانوا محسوبين عليه، وقرر الديوان السياسي يوم 9 نوفمبر رفته من الحزب ومجلس الأمة «حرصا على الوضوح والمحافظة على الانسجام في صفوف المناضلين بعدما ثبت التناقض بين وجهات النظر في مستوى الاختيارات الأساسية وطرق تنفيذها». تتبعات ثم كانت تهمة «التكالب على الحكم والتشبث بالنظريات الاشتراكية المتطرفة» وهو ما جاء في كلمة الرئيس الحبيب بورقيبة عند أداء اليمين الدستورية بعد تجديد انتخابه رئيسا للجمهورية «ان من واجب كل تونسي أن يشعر أنه يتحمل قسطا من المسؤولية وأن تكون له الشجاعة الكافية ليلفت نظر المسؤول الأول عندما يشاهد مسؤولا يسيء التصرف». ثم جاءت التتبعات العدلية وأصدر حاكم التحقيق يوم 24 مارس 1970 بطاقة إيداع ضد أحمد بن صالح ورفاقه بتهمة «الخيانة العظمى والاعتداء على الحرية الشخصية». وشملت المحاكمة التي بدأت يوم 19 ماي 1970 إضافة إلى أحمد بن صالح الوالي عمر شاشية والطاهر القاسم وكان رئيس المجلس القومي للتعاضد والهادي البكوش وكان واليا وابراهيم حيدر والمنجي الفقيه والبشير ناجي. حقائق وخفايا قبل المحاكمة، ويوم 2 افريل 1970 ألقى الباهي الأدغم الوزير الأول والأمين العام للحزب خطابا مطولا في مجلس الأمة بمناسبة مناقشة تقرير لجنة التحقيق البرلمانية. في ذلك الخطاب، نبش الباهي الأدغم في مسيرة بن صالح منذ كان في الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو ما جعل الصحف تختار عناوين مثل «حقائق وخفايا يكشفها الباهي الأدغم». ومما قاله إن أحمد بن صالح اغتنم بعض الظروف لـ»يتسرب» الى الحزب وأنه عمل على «إقصاء الدستوريين وتعويضهم بالأنصار والمحبين» وأنه «لو بقي الطيب المهيري على قيد الحياه لما خلا له الجو»… يتبــع محمد علي الحبـّاشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 ديسمبر 2010)
فلسطين..أليس الاحتلال أفضل من حل الدولتين؟!
خالد شوكات
فلسطين التاريخية لا تتسع برأيي لوجود دولتين، وعلى الرغم من أن حل الدولتين هذا يشكل بصيص الأمل الوحيد لبقاء إسرائيل، إلا أن إسرائيل لم تحزم أمرها بعد في اتجاه القبول به، فهي كيان قائم منذ تأسيسه على الشك في نفسه وقدراته، وفي الشك في الآخرين من حوله، ولا يغترن أحد بعمليات استعراض القوة التي ما فتئت الدولة العبرية تمارسها بكل صلف وعنجهية، إنما مرد ذلك إحساسها العميق ب”الضعف” و”اللاطبيعية”، وهو إحساس يصاحب كل ظالم ويلتصق بكل مغتصب ومحتل وسارق لحقوق الآخرين.
قوة القضية الفلسطينية لا تكمن في الأسلحة والترسانات العسكرية و النووية وفرق الكوماندوز والتدخل السريع والجيوش التي لا تقهر، فهي أمور احتكرها الكيان الصهيوني ومن ورائه الداعم الغربي والأمريكي.. إنما تكمن في الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وما دام هذا الشعب موجودا على أرضه التاريخية رغم الشتات والترحيل والتضييق والحصار، فإنه حتما سينتصر.
إن الحق الفلسطيني سيغلب في النهاية و ستنتهي يوما ما هذه الدويلة المفروضة بالقوة، كما ستتدمر هذه الخلية السرطانية المرعية من الخارج من داخلها، و لا يملك التاريخ البشري حقيقة مختلفة عن هذا المصير، حتى وإن طال عمر الدولة واستمر الورم في إخراج القيح، فجهاز مناعة الشعوب الطبيعية أقوى مما تتصور الخيالات المريضة لقادة الشعوب المصطنعة ورؤساء الجماعات الدينية المهووسة بعودة المسيح في الولايات المتحدة وزعماء الدول الأوربية ممن يحملون عقدة تأنيب الضمير تجاه الهولوكوست ويرغبون في أن يدفع الفلسطينيون الثمن بالنيابة عنهم.
لابد للقيد أن ينكسر
ثمة مسألة يجب أن يعلمها الفلسطينيون والعرب، أكدها المؤرخون وعلماء المستقبليات معا، أنه لا احتلال يمكن أن يعمر، ما لم يتحول في ماهيته إلى حالة طبيعية، فقد أفرز الاحتلال الأنجليزي لأمريكا شعبا أمريكيا جديدا قاد الثورة ضد الأنجليز أنفسهم، على الرغم من أن الثوار من طينة أنجليزية كذلك، وكذا كان الأمر في بلاد أخرى كثيرة، مع الإسبان في المكسيك وأمريكا اللاتينية، ومع الأنجليز والهولنديين في جنوب أفريقيا وغيرها، وخلاصة القول هنا أن الاحتلال والاستعمار غير مؤهل للاستمرار، وأفضل الخيارات المطروحة على المحتلين والمستعمرين أو أبنائهم والمنحدرين من أصلابهم التحول إلى مواطنين عاديين والانخراط مع أهل البلاد الأصلية في ملاحم وطنية تطرد المتمسكين بالطبيعة الاحتلالية أو تنهي حكمهم وظلمهم.
ضمن هذه الرؤية التاريخية، فإنه لن يكون أمام الإسرائيليين الآن، وخصوصا من سيولد من أصلابهم في المستقبل القريب، إلا أن يكونوا فلسطينيين، و يتلاحموا مع الفلسطينيين الأصليين في ثورة هادئة كما نتمنى – أو عنيفة ربما- من أجل إنهاء الحالة الاستيطانية الاستعمارية البغيضة، وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية للجميع، فوق الأديان، وتتسع لكل الفلسطينيين مسلمين ويهودا ومسيحيين، و ما ذلك على الله والتاريخ بعزيز.
وإنني لا أجد ضمن هذه الرؤية أيضا، دواعي استمرار المناضلين في منظمة التحرير بتجربة السلطة المهينة والمذلة، والتي بدا أنه ليس لها من فائدة سوى التخفيف من أعباء المحتل، فقضايا التحرر الوطني لا تقبل حالة “اللاسلم و اللاحرب” و منطق “المساحة الرمادية”، فإما حرية و إما احتلال واستعمار، كما لا تقبل أيضا خطاب الاستجداء لأن حقوق الشعوب لا تستجدى، ولو لم يكن لدى إسرائيل حاجة في مواجهة القضية ما كان لها حاجة في السلطة الوطنية ولا فكرت من قبل في أوسلو أو مدريد أو مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. وإنه إذا ما أصاب جيل من أجيال حركات التحرر الوطني تعب أو لم يعد لدى أبنائه طاقة أو قدرة على مواصلة الدرب والمشوار، فسيكون من الأجدى والأكرم والأفضل لهم مغادرة ساحة النضال بهدوء و إفساح المجال أمام من هو قادر على حمل اللواء ومواصلة الكفاح، ولا يظنن أحد أن الشعب الفلسطيني قد تعب، إنما أفراد منه قد تعبوا، كما لا يظنن أحد أن الأم الفلسطينية قد عقرت، فهي كما يرى قائدة الكفاح الأولى، و سلاح مواليدها أقوى من أي سلاح، وهي ماضية في إنجاب المجاهدين والأبطال والعظماء، فلم الخوف إذا على قضية حق وعدل وكرامة، وإن تباينت موازين القوى المادية؟، فمعارك التحرر لا تقاس بمقاييس المعارك العادية.
إن الخوف كله من استغلال إسرائيل لأداة السلطة من أجل تمييع القضية الفلسطينية، وإذكاء الاقتتال والصراع الفلسطيني الفلسطيني و تطبيع حالة الثنائية والانقسام داخل الساحة الوطنية الفلسطيسنية، بين الضفة والقطاع، وبين السلطة وحماس، وبين الداخل والشتات، وبين معتدلين ومتطرفين وهكذا..، وهو استغلال تكتيكي على أية حال، ما يهون من أمره أنه لن يجدي إسرائيل نفعا، لكون الشعب الفلسطيني حقيقة تاريخية لا تقبل التقسيم، وإن قسمت أرضه أو نخرت قيادته أو فككت أوصال قراه و مدنه.
الاحتلال أفضل من التبعية
وبالعود إلى أصل المقال، فإن الرأي مجددا، أن حالة احتلال يتوحد تحت رايتها الفلسطينيون جميعا، بمن فيهم أؤلئك الذين سموا بفلسطينيي الداخل أو عرب 48، خير من حل الدولتين المراد، والمراد حقا ليس حل الدولتين إنما حل دولة إسرائيل وإلى جانبها أو في فلكها مجموعة جيتوهات فلسطينية مجزأة ومهانة وعاجزة، ستنصب على رأسها إدارات ذليلة تعامل من قبل الدولة العبرية أو بمساعدات الدول العربية العطوفة جدا على السلام، وليس في هذا حل إنما إشكال لا حاجة للفلسطينيين به.
ولا يعلم مهتم سر استعجال بعض المناضلين، فإذا كان الزمن اليوم لصالح للمشروع الصهيوني، فإنه قبل سبعين عاما لم يكن كذلك، و لن يكون كذلك بعد سبعين عاما أخرى، و إن الزمن بالتأكيد لا يلعب لصالح قادة الصهيونية، إذ ليس بمقدور الدول العقائدية من أشباه إسرائيل المحافظة على روح العقيدة غير السوية أجيالا متعاقبة، وحسبها أجيال خمسة أو ستة على أقصى تقدير، و قد أثبتت حروب إسرائيل المتعاقبة أن روح الانتصار لدى أجيالها المتأخرة في تراجع مستمر، وأن مآل الأمر لدى الأجيال التي ستولد خلال العقدين أو الثلاثة القادمة لن يكون سوى الاستسلام، وهذه ليست نبوءتي إنما نبوءة إسرائيلية ترددت على أكثر من لسان ومقال، من بينهم ما أورد إبراهام بورج وغيره من قادة الدولة العبرية، ومن بينهم أيضا ما صوره مخرجون وكتاب إسرائيليون في أفلام وبرامج وثائقية ترسم نهاية للدولة العبرية من داخلها، وليس بفعل هجومات خارجية.
وإن مقتل رابين وغيبوبة شارون وقلق بيريز وصلف نتنياهو وعنجهية وتطرف ليبرمان، كلها مؤشرات تثبت أن المسار التاريخي لتجربة الدولة الصهيونية في انحدار، و أن إحساسا متعاظما لدى قادة الكيان باقتراب النهاية – بالمعنى التاريخي- ما فتأ يضغط على أعصابهم و سلوكياتهم، وما جنوحهم للتطرف و القسوة و رد الفعل العنيف إزاء أبسط التحركات الاحتجاجية مثل الموقف إزاء شريان الحرية، إلا انعكاسا مريعا لهذا الإحساس.
و لا تخفي الأدبيات الإسرائيلية هذا التقدير أيضا، فمشكلة العقل المخطط للدولة العبرية، وقوفه إزاء وضع أشبه ما يكون بعظة المثل الشعبي الذي يقول ” من هذه الجهة ساخنة، ومن الجهة الأخرى تكوي”، فالقبول بالسلام يخيف إسرائيل لأنها تعتقد أنها ستذوب في العالم العربي، و سيعود مواطنوها اليهود إلى دولهم العربية والإسلامية التي جاءوا منها بالتدريج، خصوصا وأن هؤلاء “السفرديم” يشكلون ثلاثة أرباع يهود إسرائيل في مقابل ربع “الأشكيناز” القليل، وأما الاستمرار في الحرب و الانزواء في دويلة محاربة لجيرانها جميعا، قائمة و مستمرة في البقاء على شرط ضمان التفوق العسكري، فأمر غير مضمون بتاتا، لأنه لم توجد حالة مماثلة لهذا الأمر في التاريخ، ولن توجد، بما في ذلك حالة الامبراطوريات، وإسرائيل ليست امبراطورية و لن تكون أبدا على أية حال.
و قد أظهر قادة الدولة العبرية بوعي منهم أو دون وعي، أنهم ممزقون فكريا وشعوريا، وأنهم بصدد مواجهة هذه الحقيقة التاريخية فعلا، و إلا ما تفسير إصرارهم الجديد على ضرورة قبول الفلسطينيين و اعترافهم بإسرائيل دولة يهودية، ولماذا لم يظهر هذا المطلب إلى العلن مع جيل المؤسسين مثل بن غريون و ويزمان و مايير و شامير وغيرهم، ممن كان غاية مطلبهم الاعتراف بدولة إسرائيل العلمانية كدولة طبيعية في المنطقة، فقادة إسرائيل يحاولون بهذا المطلب تصدير قلقهم الداخلي إزاء المستقبل، وهو أمر لا يشعر به الفلسطينيون الذين لم يطالبوا بأن يعترف الآخرون بوجودهم بصفة مصاحبة إسلامية أو مسيحية أو سواها، ولن يفعلوا ذلك قادما، على الرغم من ضعفهم بالمعنى المادي للكلمة، لا لشيء إلا لأنهم يعلمون ويشعرون أنهم طبيعيون وأنهم يعيشون منذ آلاف السنين على أرضهم فلسطين، ولا يحتاجون بالتالي إلى أساطير يؤسسون عليها ذاتهم كما فعل ويفعل الإسرائيليون.
و في خاتمة القول، فإن تهويل البعض للمساندة الغربية واعتبارها عاملا أبديا حاسما لصالح الدولة العبرية، إنما يندرج ضمن مساعي قادة المشروع الصهيوني أيضا إلى طمأنة مواطنيهم بالدرجة الأولى وإخافة وإرهاب المقاوم الفلسطيني والعربي، و لا يشك لحظة في أن الدعم الغربي لإسرائيل هو دعم متراجع بالمفهوم التاريخي أيضا، فكلما ابتعد الغربيون عن نقطة الهولوكست سيخف إحساسهم بالذنب وتأنيب الضمير لهم، تماما كما أنه كلما زاد عسف الآلة الإسرائيلية بالفلسطينيين و اللبنانييين وغيرهم من المتضامنين، ستتراجع أسهم التعاطف النفسي والمعنوي، ولاحقا السياسي، لدى الدول والمجتمعات الغربية مع الرؤية الاسرائيلية.
إن ما يجب إدراكه أن الزمن ليس في صالح إسرائيل، و إن الفلسطينيين والعرب ليسوا مجبرين على قبول الحلول المهينة مهما كانت أوضاعهم الراهنة مزرية، وإن للتاريخ كلمة ولله مقاصد وحكم في تبديل الأحوال من حال إلى حال و في إمضاء سننه في تعاقب الأمم و انكسار الجبابرة و قصم ظهر الظالمين.
(المصدر: موقع أون إسلام ( القاهرة-مصر) بتاريخ 18 ديسمبر2010)
أحوال مصر مع استمرار توابع زلزال التزوير الانتخابي الكبير
محمد عبد الحكم دياب’ 2010-12-17 من السهل على من يعرف خفايا الحكم في مصر أن يكتشف طبيعة الخطاب السياسي الرسمي، الذي يعتمد المراوغة والعناد والتضليل والتدليس، وبذلك يتناسب مع طبيعة جماعات المصالح المهيمنة على المشهد السياسي العام. وحين تحدث حسني مبارك يوم الأحد الماضي أمام الهيئة البرلمانية لحزبه الحاكم كان يعبر عن ذلك الخطاب تماما؛ وفي الوقت الذي اعترف فيه بالتجاوزات نفاها وهو يعلن سعادته بما حققه حزبه من اكتساح في كل الدوائر، وأبدى مواساته لباقي الأحزاب التي لم تحقق نتائج أفضل على حد قوله. وكأنه لم يكن سببا في ذلك الاكتساح الباطل، وبرئ من دم تلك الأحزاب المسفوك بقانون الطوارئ وقيود الاستبداد وعصا الأمن والقبضة الحديدية التي أوقفت نمو الأحزاب. اعترف مبارك بحقائق ناقصة أطلق عليها تجاوزات، وهي في حقيقتها جرائم تضع مقترفها تحت طائلة القانون، وتجاهل متغيرات؛ كان عليه أن يتوقف عندها ويتأملها في واقع جديد نشأ بعد الثامن والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، سيكون لها ما بعدها في قادم الأيام، فمصر كانت قبل هذا التاريخ غيرها بعده. المتغير الأول: يتمثل في النجاح المؤقت لمخطط الحزب الحاكم، في إغراء عدد من الأحزاب للمشاركة وعدم الاستجابة من جانبها لنداء المقاطعة، ومع جلاء شدة فساد العملية الانتخابية وما صاحبها من ‘تطهير سياسي’ أفقدها أي قيمة. مع هذا شعرت الأحزاب الكبرى ومعها جماعة الإخوان المسلمين بالخذلان؛ ولم تفاجأ جماعة الإخوان بالموقف منها، وبدت الأحزاب والجماعات الأخرى وكأنها لم تكن تتوقعه، بعد أن علقت آمالها على وعود وصفقات معلنة وسرية طمعا في قطعة من لحم الإخوان المسلمين، الذين كان لهم حصة الأسد في المجلس السابق. وعلى الرغم من المعلومات المؤكدة، التي أشرنا إليها من قبل عن حصر معركة أهل الحكم ضد الإخوان المسلمين، حدثت تطورات سبقت يوم الانتخابات بقليل أدت إلى اتساع مساحة الإقصاء، فلم يعد قاصرا على الإخوان المسلمين؛ ليشمل المعارضة والمستقلين وكل من فتح فمه بكلمة نقد أو وجه استجوابا لمسؤول، وبدلا من قصر الإقصاء على الإخوان تم ‘التطهير السياسي’ الكامل لكل القوى، مما اضطر الأحزاب للانسحاب، ويستثنى من ذلك حزب التجمع ومعه عدد من ‘أحزاب أنابيب’؛ قبلت بالإهانة واستمرت في خداع نفسها، وتصورت أنها تخدع الجمهور والرأي العام. وضرب حزب التجمع بكل تاريخه عرض الحائط، وتساوى بالأحزاب المجهرية، ونموذجها الصارخ حزب العدالة الاجتماعية، الذي نجح في صفقة كان في أمس الحاجة لها، وحاز حصانة برلمانية تحول دون وقوعه تحت طائلة القانون مرة أخرى، وكانت قد صدرت ضده أحكام بالسجن؛ ألغيت في الاستئناف، ثم أحزاب مثل حزب السلام والجيل؛ كلها قبلت طمعا في ‘معلوم نقدي’ متوقع ثمنا لكل رأس تقوم بدور ‘المحلل’ في انتخابات الرئاسة. هذا النجاح المجهض زلزل جناحي الموالاة والمعارضة. وبدأنا نعيش توابع ذلك الزلزال منذ الجولة الأولى للانتخابات. المتغير الثاني: نجم عن ‘التطهير السياسي’ الذي تم في ذلك التاريخ ومأ أحدثه في الواقع السياسي المصري، حيث أصبح الشارع مكانا جامعا لقوى مختلفة الأهداف والايديولوجيات، وما كان لها أن تلتقي وتتعاون لولا حماقة أهل الحكم، واحتكارهم كل الغباء لأنفسهم؛ جمع الشارع أحزاب الوفد والجبهة الديمقراطية والغد (جناح أيمن نور)، وكلها محسوب على الاتجاه الليبرالي، وتقع في الوسط ويمين الوسط واليمين. جمع الشارع هؤلاء مع الجمعية الوطنية للتغيير وجماعة الإخوان المسلمين. وكلها لا تميل لاستبدال الحكم، وتضغط لتوسيع دائرة المشاركة والتداول السلمي للحكم، بجانب عناصر مستقلة وأخرى راديكالية؛ كحركات كفاية و6 إبريل والاشتراكيين الثوريين؛ تدعو جميعها لتغيير الحكم، أي أنها ترفض الحكم برمته. هذه الجماعات على اختلال مشاربها وتوجهاتها التقت بعد أن أجبرها ‘التطهير السياسي’ إلى النزول إلى الشارع، وقد كان البرلمان يستوعب جماعات وعناصر منها؛ وُضِع الجميع في خندق واحد؛ ضم الأحزاب المعارضة الرسمية مع أشد الجماعات راديكالية وخشونة، ولو كانت السماء قد انطبقت على الأرض قبل الثامن والعشرين من تشرين الاول/ نوفمبر الماضي ما كان لهذه الجماعات والأحزاب أن تتقارب أو تلتقي بهذه السرعة ولا بتلك الصيغ! المتغير الثالث: أثر الوعد الكاذب بنزاهة الانتخابات وشفافيتها، وبدا الهدف هو تأكيد قبول أحزاب المعارضة الكبرى بما يلقى إليها من فتات، وفرض الذلة عليها، وقد خدعت نفسها لأنها تعلم عدم صدق ذلك الوعد، وجاء التصديق أملا في وراثة تركة الإخوان المسلمين، وما ترتب على ذلك من تمرد داخلها، وأصبحت بين نار الداخل وحريق جبهة المواجهة مع أهل الحكم في الخارج، ورغم أن ذلك قد يعطي انطباعا بأن هذا الوضع يحقق مصالح الحكم، وقد يكون ذلك غير دقيق، فالعداء للحكم أضحى له الأولوية على ما عداه، ويوحد بينهم جميعا، ويخفف من حدة الانفجارات المتوقعة بينهم. واحتمال القطيعة مع أهل الحكم الأكثر ترجيحا في ظروف أفضل ولم تكن مواتية من قبل. تمزقت فيها غلالة الليبرالية الكاذبة التي حاول مبارك الابن أن يستر بها عورات منظومة الاستبداد والفساد والتبعية والتوريث؛ المكشوفة على الملأ، ويؤخذ على هذه الأحزاب تغاضيها عن تجاربها وخبراتها المريرة السابقة ويقينها بكذب الوعود الرسمية على مدى العقود الثلاثة الماضية. المتغير الرابع: يتعلق بلغة التخاطب بعد الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من جانب المعارضين والمستقلين، كانت كتاباتهم وأحاديثهم تنتقي كلماتها بدقة، وتحرص على عدم الاقتراب من العائلة الحاكمة، وتراها دائمة التركيز على اتهام الحزب الحاكم وحده عن ما وصلت إليه أحوال البلاد، وكان أغلب الكتاب والمحللين والصحافيين يتحسسون من تسمية الأشياء بمسمياتها، ويوجهون جام غضبهم ويوجهون لومهم إلى حزب مبارك، وكأنهم يبرؤون عائلته من مسؤوليتها عن السقوط الذي حدث للدولة والنظام، وكأن الحزب يعمل بمعزل عنها، ونسي هؤلاء أن الأب يرأس الحزب والحُكم معا، والابن هو الرئيس العرفي للحكم والحزب أيضا، وهل يمكن أن نتصور أن أجهزة الإدارة والأمن وجحافل البلطجة وفرق شراء الذمم والأصوات ومليشيات العنف مارست ما مارست دون رغبة هذه العائلة وبعيدا عن قراراتها توجيهاتها؟ وهل الحزب الحاكم حزب حقيقي يملك إرادة منفصلة عن إرادتها، وبعد أن كان الحزب جهازا إداريا وفنيا قبل رئاسة جمال مبارك تحول إلى جمعية للمنتفعين وهيئة للمستثمرين ورجال الأعمال والمضاربين ووكلاء الاحتكارات والشركات الغربية والصهيونية؛ جمعية همها الأول والأخير الاستحواذ على كل شيء، وفرض الحرمان على باقي الناس. إنه كيان بلا إرادة، وليس له تأثير حقيقي على الناس. وهذا المتغير زاد من عدد الذين يشيرون بأصابع الاتهام المباشر إلى عائلة مبارك فيما اقترفت في حق الشعب والمجتمع. وهذا بداية لها ما بعدها!! المتغير الخامس: يتعلق بتحرك جمال مبارك، الذي بدا وكأنه بعيد عما جرى في الانتخابات، وليس في بؤرة الاهتمام، أو في مركز الفعل طوال الجولة الأولى من الانتخابات وجولة الإعادة، وثبت من أوثق المصادر القريبة من الرئاسة أن ذلك لم يكن حقيقيا، فجمال مبارك كان اللاعب الرئيسي، الذي اختبأ خلف واجهتين؛ الأولى واجهة الأب؛ ومهمته تجنيد وتحريك الجهاز الحكومي وحشد أجهزة الأمن والشرطة للقيام بمهمتها التي حددها جمال مبارك، وتحييد المطلوب تحييدهم؛ ممن لم يستجيبوا بعد لمطلب التوريث في المؤسسات التي لم تُحدد موقفها من الرئيس القادم لمصر. والواجهة الثانية حشد من رجال الأعمال؛ أوكل قيادهم إلى أحمد عز، الذي بدا في الصورة منفردا وكأنه الآمر الناهي؛ معلنا وفاة الحرس القديم وتسليم الزمام لجمال مبارك. ونزل رجال الأعمال بثقلهم المالي وقوتهم الجرارة من الأتباع والبلطجية والمليشيات الخاصة؛ فتوفرت لهم الحماية اللازمة، واشتروا الأصوات اللازمة لهم، بجانب وظيفة كانت الأهم؛ أوكلت لهم. هي ترويع الناخبين كي لا يذهبوا إلى صناديق الاقتراع؛ تيسيرا لعمليات التسويد والتزوير والقيام بواجب الانتخاب نيابة عن المواطنين، وهذه الخطة خففت كثيرا عن مبارك الابن، وبدا وكأن العبء كله كان على كاهل أحمد عز، في محاولة لتبييض وجه جمال مبارك وادخاره ليوم قادم سيحل قريبا. المتغير السادس: وهو الأهم، ونعني به قيام البرلمان الشعبي الموازي، الذي شكله الأعضاء السابقون؛ ضحايا التزوير، ويضم عددا من رموز العمل الوطني ومن قوى التغيير، ومن مهامه الطعن في دستورية البرلمان القائم والعمل على إسقاطه، والتقدم للبرلمان الدولي من أجل اتخاذ موقف من ‘التطهير السياسي’ ومن الإقصاء الذي تعرضت له المعارضة، ومحاسبة المشاركين فيه، ودراسة إمكانية إقامة قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية بعدم اعتماد أعمال مجلس الشعب الجديد وإعادة إجراء الانتخابات مرة أخرى، وممارسة التشريع والرقابة المطلوبة في مواجهة تشريعات ورقابة المجلس الحالي. ومتابعه 3700 دعوى انتخابية أمام القضاء الإداري؛ صدر فيها 1000 حكم. لم ينفذ منها سوى 15 حكما فقط. والبرلمان الشعبي يعمل على استمرار العلاقة القوية بين النواب السابقين وناخبيهم، ويعمل على ربطهم بباقي القوى والتيارات المعارضة والراديكالية المتصدية للحكم. وميز هذا التطور الجديد للصراع الدائر بين أهل الحكم والقوى الوطنية أنه أعطى الصراع نكهة حضارية لاعتماده على القانون، واعتبار الدستور مرجعيته الأساسية؛ في ظروف مواجهة مع حكم لا يلتزم بالقانون أو الدستور، وهذا هو الذي أفقد الحكم القدرة على التمييز بين الفعل القانوني والسلوك الإجرامي. والمتأمل لهذه المتغيرات يجد أنها تكشف الفجوة الواسعة بين التطلعات العامة وقبضة السلطات الباطشة المستبدة. وفي نفس الوقت أدخلت مصر مرحلة متقدمة احتل فيها مطلب تغيير الحكم أولوية قصوى، وأضحى شوقا عاما لم يبق قاصرا على الجماعات والأحزاب الراديكالية دون غيرها. ‘ كاتب من مصر يقيم في لندن (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2010)
حملة ألمانية لمساندة ويكيليكس
خالد شمت-برلين دعت كبريات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية ومراكز الدراسات الإعلامية والحقوقية في ألمانيا، جميع سكان البلاد وسياسييها إلى التوقيع على عريضة لدعم حرية الصحافة وتداول المعلومات، ومناهضة ما يتعرض له موقع ويكيليكس من ملاحقة وضغوط. جاء ذلك في مبادرة تبنتها صحيفة تاجستسايتونغ-تاتس اليسارية المرموقة، وشاركت فيها 13 من الصحف واسعة الانتشار مثل (برلينر تسايتونغ وفرانكفورتر روند شاو) إضافة إلى الفرع الألماني لمنظمة “مراسلون بلا حدود” العالمية. ووصل عدد الموقعين على العريضة حتى مساء الجمعة إلى عشرة آلاف شخص معظمهم بمقاطعة موقعي (أمازون وباي بال) للتسوق الإلكتروني وشركة ماستر كارد الأميركيين، لإنهاء تعاونهم مع ويكيليكس دون سبب معلن. ولم تشارك مجلة دير شبيغل السياسية الشهيرة بهذه الحملة، رغم أنها كانت واحدة من الصحف العالمية الخمس التي حصلت حصريا من موقع ويكيليكس على حق نشر الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية، ووثائق وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) حول حربي العراق وأفغانستان. رفض التجريم وطالب أصحاب المبادرة الدول والمؤسسات الاقتصادية والأفراد بالتعبير عن موقف سياسي أو شخصي رافض للحملة الساعية لتقييد حرية الإعلام وتداول المعلومات. وقالوا إنهم أطلقوا مبادراتهم “ردا على حملة التجريم والتشهير والملاحقة” ضد موقع ويكيليكس، من طرف الولايات المتحدة. ووصف أصحاب المبادرة الحكومة الأميركية بالإرهابية، مشيرين إلى أن أصواتا ارتفعت بداخلها تطالب بقتل مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج ومساعديه. واعتبروا أن مقاطعة مواقع إلكترونية وشركات أميركية كبيرة لويكيليكس، وما سموه الهجوم الإلكتروني المتكرر على هذا الموقع، جاء فقط ردا على قيامه بنشر الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية. وقال مطلقو المبادرة “إن انتقاد نشر هذه الوثائق وعدم شفافية ويكيليكس هو أمر مقبول ومتصور، لكن ممارسة جهة حكومية أو خاصة رقابة على أي وسيلة إعلامية هو أمر مرفوض ويتعارض مع المواثيق الدولية لحرية الإعلام”. وأضافوا “نحن ضد استغلال شركات إنترنت نفوذها وقوتها الاحتكارية في السوق لإعاقة عمل أي وسيلة إعلامية، لأن هذا يعني انتصار الوسائل الاقتصادية على الديمقراطية وحرية الإعلام وتعدٍ على الديمقراطية. الإنترنت وترى المبادرة الإعلامية والشعبية الألمانية أن حرية الإعلام المنصوص عليها في المواثيق العالمية لحقوق الإنسان وتشكل حجر الأساس في الأنظمة الديمقراطية، تسري أيضا على الإنترنت، وليست قاصرة فقط على وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والتلفاز. وشددت على تمتع الإنترنت الذي بات يمثل وسيلة جديدة لتوزيع المعلومات، بحقوق حماية مساوية لما تتمتع به الوسائل الإعلامية التقليدية. ورأي المشاركون بالمبادرة الألمانية أن شعوب العالم ما كانت ستحتج بنفس الطريقة لو كانت الولايات المتحدة قد تجسست على صحيفة نيويورك تايمز أو مارست مقاطعة اقتصادية لمجلة دير شبيغل أو هجمت إلكترونيا على موقع صحيفة غارديان البريطانية”. واعتبروا أن حملات تجريم وملاحقة ويكيليكس استهدفت، إعاقة نشره للأعداد الهائلة من الوثائق السرية الأميركية التي مكنت الرأي العام العالمي من التعرف علي سياسات الدول وما يجري خلف كواليسها، بشكل أعمق مما تتيحه وسائل الإعلام التقليدية. وخلص الداعون للمبادرة إلى مناصرة موقع ويكليكس في تأكيده على “حق وواجب الإعلام في الرقابة على سياسات الدول والأنظمة، وكشف طبيعة آليات عملها للرأي العام”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 ديسمبر 2010)
ويكيليكس: غرب أفريقيا ممرهما لأوروبا “الإرهاب” والمخدرات يخيفان الغرب
كشفت مجموعة برقيات نشرتها صحيفة غارديان نقلا عن موقع ويكيليكس أن دول غرب أفريقيا باتت معبرا لتجارة المخدرات من أميركا اللاتينية إلى أوروبا، وأن الغرب يخشى من محاولة تنظيم القاعدة وحزب الله الاستفادة من عوائد مرورها بتلك الدول. وتشير برقية أرسلتها السفارة الأميركية بأكرا في 19 فبراير/شباط 2009 إلى أن غانا أصبحت نقطة عبور للكوكايين القادم من أميركا اللاتينية والهيروين المستورد من جنوب شرق آسيا، وأن الشحنات هذه تتجه بوجه عام إلى أوروبا. وتضيف البرقية أن المخدرات تصل إلى غانا من بعض الجهات في غرب أفريقيا بغرض التصدير، وأن المناخ الاستثماري الموجود في هذا البلد جعل منها مكانا جذابا كغطاء للتجار المنخرطين في الاتجار بالمخدرات. وتقول البرقية أيضا إن السلطات الغانية عبرت عن قلقها من أن شبكات التهريب في تطور مستمر من حيث القدرة والطاقة التصديرية، وأن جهود المكافحة تتركز فقط في المطار الدولي، مع جهد قليل أو منعدم لملاحقة زعماء شبكات التهريب الكبيرة والمتوسطة. وتلخص برقية أخرى واردة من السفارة الأميركية في لندن في 24 يوليو/تموز عام 2009 فحوى ما دار في اجتماع عقد قبل ذلك بيومين بين المسؤولة في وزارة الخارجية البريطانية جانيت دوغلاس وفيليب كارتر نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون غرب أفريقيا. حزب الله والقاعدة وتشير دوغلاس إلى أن تجارة المخدرات والأنشطة الإجرامية الأخرى اتخذت شكل مؤسسات في غينيا بيساو، وأن المملكة المتحدة لديها فهم أفضل لكيفية وصول المخدرات إلى غرب أفريقيا ولكن ليس إلى كيفية وصولها إلى الشمال، فضلا عن فهم كيف أنها باتت مرتبطة بقضية “الإرهاب”. ويرد كارتر قائلا إن مرور المخدرات باتجاه الشمال يتراوح بين المرور برا أو جوا أو عن طريق البحر، وأنه حتى اللحظة لا توجد مؤشرات على ارتباط تجارة المخدرات بالأنشطة “الإرهابية”، خصوصا لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. ورجح كارتر -حسب البرقية- أن ما سماها الشبكة التابعة لحزب الله في غرب أفريقيا ستجرب تجارة المخدرات نظرا لعوائدها المرتفعة، وهو ما وافقت عليه دوغلاس، مشددة على أهمية وضع حد لتجارة المخدرات قبل أن تتمأسس وتهدد استقرار المنطقة بصورة أكبر، وقبل أن يبدأ “الإرهابيون” في استخدامها كمصدر للتمويل. وفي برقية مرسلة من السفير الأميركي في باماكو غيليان ميلوفانوفيتش في 1 ديسمبر/كانون الأول عام 2009، يلخص ميلوفانوفيتش فحوى اجتماع عقده في 27 نوفمبر/تشرين الثاني قائد القيادة العسكرية الأميركية بإفريقيا (أفريكوم)الجنرال وليام وارد مع رئيس مالي أمانو توماني توري وتركز حول الوضع الأمني في شمال البلاد. وأبدى الرئيس المالي في الاجتماع قلقه من أنشطة “السلفيين” (في إشارة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي). وقال إنهم لم يجدوا بوجه عام قبولا بين السكان المترددين، لكنهم سجلوا بعض النجاحات بين الفتية. وقال إن التعاون الإقليمي “غير قائم، والرئيس الموريتاني (محمد ولد) عبد العزيز عسكري وقادر على تفهم الوضع، وقد تمكن من تجاوز الصعوبات وباتت وراءه، وهو يتعاون مع مالي. والنيجر كانت شريكا جيدا، وهي لديها أيضا مشكلة مع قبائل الطوارق ومنهمكة في مشاكل سياستها المحلية، ولكنها تتعاون مع مالي. لكن المشكلة في التعاون العسكري مع الجزائر، فالجزائريون يعتقدون أننا لا نفعل شيئا، هم ليسوا على خطأ بالإجمال لكننا نحتاج إلى مساندتهم الجوية، فالموضوع ليس مجرد تدمير قاعدتين للقاعدة بل يتعلق بقدرتنا على السيطرة على الأرض”. وتنقل البرقية عن الرئيس توري تأكيده أن عوائد تجارة المخدرات تذهب لتمويل “الإرهاب”. ويقول إن طائرة بوينغ 727 -التي احترقت قرب تاركنت (في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2009) شمال مالي بعد اصطدامها بالرمال- كانت محملة بالمخدرات. وذكر الرئيس –حسب البرقية- أن بلاده تتعاون مع الدول الصديقة للكشف عن طبيعة تلك الرحلة، وأنها أعلمت الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة لمكافة الجريمة والمخدرات بانتهاك مجالها الجوي. وقال إن الأمن يتحقق بتعاون الدول الأربع معا وليس بعملها منفردة. وإذا لم توافق الدول الأخرى على ذلك فسنقوم بذلك بأنفسنا بالطبع. الطائرة الغامضة وكان السقوط الغامض لطائرة بوينغ بدوره محورا لبرقية أخرى مرسلة من السفارة الأميركية في باماكو في 1 فبراير/شباط الماضي، تشير إلى أن الطائرة المذكورة مسجلة في غينيا بيساو، وأن طاقما نيجيرياً كان يقودها، وأنه سبق لها أن قامت برحلات بين كولومبيا ومالي. وتنقل البرقية عن رئيس سلطة الطيران في مالي عيسى صالح مايغا قوله إن هيئته منعت من التحقيق في الحادث لمدة ثلاثة أسابيع بعد وقوعه. المصدر:موقع ويكيليكس+غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 ديسمبر 2010)