السبت، 13 فبراير 2010

 

TUNISNEWS

 9ème année, N°3503 du 13 . 02 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


أ.ف.ب:فرنسا أكدت أن الملف موضع متابعة عن قرب..استقبال محامى بن بريك بمقر الرئاسة الفرنسية
القدس العربي:تونس ترفض التدخل في شأنها الداخلي على خلفية قضية الصحافي بن بريك

عريضة لمساندة مناضل الحوض المنجمي حسن بن عبد الله

السبيل أونلاين :الحيثيات التى حفّت بالسراح الشرطي لزهير مخلوف

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل:بيــــــــــــــــــــــــــــــــان

راديو “سوا”:السلطات التونسية تفرج عن الصحافي المعارض زهير مخلوف

إيلاف:تونس: الإفراج عن الصحافي مخلوف

اليوم السابع:الإفراج عن الصحفى التونسى المعارض زهير مخلوف

حزب الخضر للتقدّم:بلاغ المكتب السياسي

المنتدى الشبابي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:ندوة الذاكرة الوطنية: قضايا وتساؤلات

سامي بن غربية:من هم أكثر الباحثين عن البروكسي في المغرب العربي؟

عبد السلام بوشداخ :الوضع الطبيعي للتونسيين في

عبد السلام الككلي :محمد قلبي: التهكم والمفارقة

“المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين:ركن أشياء

“المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين:”بم نبدأ؟”ردّا على بعض الانتقادات لمواقفنا الواردة بنشرية المنبر

الوطن:المرأة والسياسة  والاعلام :  نريد دور مواطن

محمد رضا سويسي:في مفهوم السّلم الاجتماعيّة:التّوازنات المهزوزة !!

محمد مسيليني:الأرقام والمؤشرات الاقتصادية:لا قيمة لها إلا في انعكاسها الايجابي على حياة المواطن

“المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين: شهادات مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس الذين عايشوا أحداث 5 فيفري 1972

“المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين::المثقف والالتزام السياسي

صلاح الجورشي:عندما يصبح البحث العلمي في خدمة منظمات المجتمع المدني

إسماعيل دبارة-:ربع التونسيين لم يطالعوا كتاباً في حياتهم

الوطن:رخصة بائع متجوّل بين مؤيد ورافض

المنظمة العالمية للتسامح:شهود

الشيخ راشد الغنوشي:فقه الأولويات للشيخ القرضاوي

الصباح:أردوغان: سنستمر في التفاوض مع أوروبا إلى أن تقول لنا لن نقبلكم

دنيا الوطن:حزب الله يمتلك صاروخا يثير ذعر إسرائيل

القاعدة بعيون فرنسية.. “أفول” أم مرحلة “تشظي”!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس ديسمبر 2009

https://www.tunisnews.net/01fevrier10a.htm  


فرنسا أكدت أن الملف موضع متابعة عن قرب.. استقبال محامى بن بريك بمقر الرئاسة الفرنسية

الجمعة، 12 فبراير 2010 – 14:29


باريس (أ.ف.ب) استقبل مستشار للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، المحامى الفرنسى للصحفى التونسى السجين توفيق بن بريك فى مقر الرئاسة الفرنسية، وأكد أن الملف موضع متابعة عن قرب، بحسب ما علم اليوم، الجمعة، من مصادر متطابقة. وقال المحامى وليم بوردون، الذى استقبله قبل أسبوع لنحو ساعة، إن مستشار الخلية الدبلوماسية “أكد لى أن فرنسا ستواصل متابعة الوضع عن قرب وستظل منتبهة جداً لهذه الحالة”. وأكد قصر الإليزيه، أن المحامى “استقبل فى الخلية الدبلوماسية، حيث تتم بشكل طبيعى متابعة الملف”. وكانت محكمة استئناف بتونس حكمت فى 30 يناير على بن بريك (49 عاماً) بالسجن ستة أشهر بعد إدانته بالعنف على امرأة إثر محاكمة قالت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان إنها سياسية. (المصدر : صحيفة “اليوم السابع” (مصر) نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 12 فيفري 2010) .  الرابط : http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=188672&SecID=88&IssueID=0
 
بالتعاون مع القلم الحر سليم بوخذير 
 


تونس ترفض التدخل في شأنها الداخلي على خلفية قضية الصحافي بن بريك


تونس- جددت تونس السبت رفضها القاطع للتدخل في شؤونها الداخلية على خلفية قضية الصحافي التونسي توفيق الزغلامي المعروف بإسم توفيق بن بريك المسجون حاليا بتهمة الإعتداء على إمرأة. واعتبرت وزارة الإتصال التونسية في بيان لها أن محاولة توظيف قضية حق عام واستغلالها لتحريض جهات أجنبية على التدخل في شؤون دولة ذات سيادة هو أمر مرفوض كل الرفض ولا يليق بأي مدافع نزيه عن قضية الحريات. ويأتي هذا الموقف في أعقاب الإعلان عن أن مستشارا للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي أكد للمحامي الفرنسي وليام بوردون الذي يتولى الدفاع عن توفيق بن بريك، أن ملف قضية بن بريك هو موضع متابعة عن قرب. ولفتت الوزارة إلى أنه بالرغم من ثبوت تورط توفيق بن بريك في الإعتداء بالعنف على إمرأة، ورغم التوضيحات المتعددة الصادرة في الغرض عن مصادر قضائية، لا زالت بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات الأجنبية تحاول إثارة الشكوك حول طبيعة هذه القضية التي تندرج ضمن قضايا الحق العام التي تنظر فيها المحاكم بصفة عادية يوميا. وكان المحامى وليام بوردون الذي يدافع عن توفيق بن بريك أعلن الجمعة أن مستشار الخلية الدبلوماسية بقصر الإليزيه استقبله لنحو ساعة، حيث أكد له أن فرنسا ستواصل متابعة الوضع عن قرب وستظل منتبهة جدا لهذه الحالة. وأضافت الوزارة إن إدانة توفيق بن بريك ثبتت من أجل جرائم الإعتداء بالعنف الشديد والإضرار عمدا بملك الغير والإعتداء على الأخلاق الحميدة وهي أفعال تندرج دون شك ضمن جرائم الحق العام التي تجرّمها قوانين جميع بلدان العالم مما يجعل كل محاولة لتقديم هذه القضية على أنها (قضية سياسية) أمرا لا مبرر له. وتابعت: لا علاقة للجرائم المرتكبة من قبل توفيق بن بريك بحرية الصحافة التي يشهد جميع المراقبين النزهاء أنها مضمونة في تونس قانونا وممارسة. وكانت محكمة الإستئناف التونسية قد قررت في نهاية الشهر الماضي الإبقاء على الحُكم الإبتدائي الصادر ضد الصحافي التونسي توفيق بن بريك (49 عاما) الذي يقضي بسجنه لمدة ستة أشهر نافذة بعد إدانته بالتهم المذكورة سلفا. ويقضي بن بريك حاليا مدة محكوميته في سجن مدينة سليانة التي تقع على بعد 130 كيلومترا عن تونس العاصمة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 فيفري  2010)

 


عريضة لمساندة مناضل الحوض المنجمي حسن بن عبد الله

 


نحن الممضون أسفله نطالب السلطة في تونس بوقف التتبعات القضائية فورا في حق مناضل الحوض المنجمي حسن بنعبد الله المحكوم غيابيّا بـ 10 سنوات مع النفاذ العاجل قبل مثوله في جلسة الاعتراض يوم23 فيفري الجاري، على خلفية مساهمته في تأطير الحركة الاحتجاجية بالرديف ونشاطه في لجان أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل.
العريضة مفتوحة، ويمكنكم إمضاؤها بإرسال الاسم والصفة على العنوان التالي: benabdallah. soutien@gmail. com مع تقديم الاسم والصفة المصدر  :  منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية “ الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/ group/democratie _s_p


 

الحيثيات التى حفّت بالسراح الشرطي لزهير مخلوف


السبيل أونلاين – تونس   خرجت بسراح غريب الاطوار و الحيثيات فقد استدعاني نائب مدير سجن المسعدين يوم الإربعاْء يوم صدور الحكم النهائي وذلك على الساعة الواحدة مساء ليعلمني بالحكم وإمكانية الخروج فورا وذلك بعد كتابة مطلب بسيط في السراح الشرطي .ولكني رفضت بكل شدّة كتابة المطلب ولما رأى مني شدّة وتوتّرا ورفضا مطلقا استغرب هذا الموقف . وقال لماذا لا تريد الخروج لأبنائك وبيتك وزوجتك ؟ فقلت أرفض هذا الخروج المذل .. وبقينا في نقاش دام أكثر من 10 دقائق انتهى بانسحابي المفاجئ والغاضب من مكتبه.   ومر الأمر على ذلك الحال الى حدود يوم الجمعة على الساعة الثانية بعد الزوال حين استدعاني مدير سجن المسعدين السيد عماد العجمي واستقبلني بحفاوة كعادته ليعلمني بأنه بعد رفضي لكتابة مطلب السراح فإن إدارة السجن قامت بهذا الإجراء وليس لي الحق في النقاش ولم أعد منذ تلك اللحظة من مساجينه التابعين له بالنظر ولاننقاش قرار قاضي تنفيذ العقوبات الذي منحني السراح وقد استنكرت هذا السلوك الغريب الذي مكّنني من السراح قبل 5 أيام من إتمام المدّة ولم يمنحني حقّي في الخروج لجنازة شقيقتي منذ 20 يوما .   وبعد نقاش دام أكثر من ساعة في مواضيع شتّى رفضت القرار ولكنه أحالني على القاضي الذي بدوره أصرّ على حصولي على السراح وليس لي من حقّ في النقاش وما عليّ إلا مغادرة السجن. هذه – إذا- هي الحيثيات التي حفّت بالسراح . فهل أرادت السلطة من وراء هذا السراح أن تقول بأنها تملك الحلّ والربط كما يُقال …؟؟؟ وأن حضور جنازة شقيقتي ليس له أي قيمة انسانيّة بالمقارنة مع منحي السراح الشرطي ؟؟ أم أنّ معايير الانسانيّة لدى هؤلاء غاب بالأمس وحضر هذا اليوم؟؟؟ أم أنّ الحسابات السياسويّة الضيّقة باتت هي المسيطرة ؟؟ أم أنّ التعليمات التي عهدناها في كل شيئ انسحبت على هذا القرار؟؟ ام أنّ هذا هو بداية الرشد والقادم أفضل ؟؟؟؟ .   زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 13 فيفري 2010 )   


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل

 في 13-02-2010 بيــــــــــــــــــــــــــــــــان

 


تم يوم أمس الجمعة 12-02-2010 إطلاق سراح المناضل بالحزب الديمقراطي التقدمي، المرشح بقائمته الانتخابية التشريعية بنابل التي جرت في أكتوبر الماضي، الإعلامي وصاحب العدسة الحرّة السيد “زهير مخلوف” بعد أن قضى قرابة الأربعة أشهر خلف القضبان بتهمة ظاهرها مدني وباطنها يفيض سياسة وتشفيا الغاية منها إسكات كل صوت حر . وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: – تحمد الله على عودة الأخ “زهير مخلوف” سالما معافى إلى أهله وعائلته مقدمة لهم أسمى عبارات التهاني. – تتقدم  ببالغ الشكر والامتنان لكل الذين ساندوا زهير وعائلته في محنتهم أفرادا وجمعيات ومواقع إعلامية إلكترونية وكذلك اللجنة الوطنية واللجنة الجهوية بنابل واللجنة الوطنية للصحفيين الذين تشكّلوا خصيصا لمساندة زهير مخلوف . – تتقدم بشكر خاص لهيئة الدفاع  عن الأخ زهير مخلوف موصولا فردا فردا مكبرة فيهم الجهود والتضحيات التي بذلوها خلال كافة مراحل القضية. – تستبشر بعودة الأخ زهير مخلوف للساحة الحقوقية والسياسية وترجو أن تكون ملامسته النضالية لعدسته الحرة تتم في مناخ خال من المضايقات والمحاصرة. – تعبر عن اعتزازها وابتهاجها بالتفاف الحزب حول مناضليه قيادة مركزية وفي الجهات وخاصة منهم شباب الحزب الذي اتسمت مساندته بكثير من الوعي والمسؤولية تبشر بكل خير. – تتمنى أن تكون عملية السراح هذه حلقة ضمن إرادة وتمش للسلطة لغلق ملف المحاكمات السياسية وإخلاء السجون من سجناء الرأي وسجناء الحق النقابي الطلابي يفضي إلى سن عفو تشريعي عام.
جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي         المسؤول عن الاعلام           الحبيب ستهم

السلطات التونسية تفرج عن الصحافي المعارض زهير مخلوف

 


13/02/2010   00:32 (توقيت غرينتش)    افرجت السلطات التونسية الجمعة عن الصحافي التونسي المعارض زهير مخلوف المحكوم عليه بالسجن أربعة أشهر على ما أفاد محاميه محمد نجيب الشابي لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف الشابي أن موكله تم الافراج عنه صباح الجمعة بشكل مبكر ومفاجىء. وكان قد حُكم على مخلوف المحرر في صحيفة “الموقف” الاسبوعية الناطقة باسم الحزب الديموقراطي التقدمي في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي بالسجن ثلاثة اشهر لنشره تحقيقاً عن الوضع البيئي في منطقة صناعية شمال شرقتونس. وقد صادقت محكمة استئناف في تونس الاربعاء على العقوبة التي حكم بها على مخلوف بالسجن اربعة اشهر وذلك بعد أن ادين بتهمة انتهاك قانون الاتصالات.  
( المصدر : موقع راديو “سوا” (الولايات المتحدة) بتاريخ 13 فيفري 2010 ).  الرابط : http://www.radiosawa.com/article_pop.aspx?id=2167504  

تونس: الإفراج عن الصحافي مخلوف


وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء   بعد يومين على اصدار الحكم بسجنه، افرجت السلطات التونسية عن زهير مخلوف  الصحافي في “الموقف” الأسبوعية. تونس: أفرجت السلطات التونسية  الجمعة عن صحافي معارض صدر بحقه حكم نافذ بالسجن أربعة أشهر اثر إدانته بـ”انتهاك” قانون الاتصالات.. وقال محامون إن السلطات أفرجت عن زهير مخلوف الصحافي في دورية (الموقف) الأسبوعية الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي وذلك قبل انتهاء فترة محكوميته. وكانت محكمة الاستئناف في تونس قد أصدرت قبل يومين حكما بسجن مخلوف أربعة أشهر، اثر إدانته بـ”انتهاك” قانون الاتصالات بناء على شكوى تقدم بها حرفي في صناعة الخزف بمحافظة نابل اتهمه فيها “بالمساس بحقه في عدم بث صوره بدون موافقة مسبقة منه” لدى تصويره تحقيقا نشر على موقع الكتروني، وفق ما ذكره مصدر قضائي. وقد أودع مخلوف السجن في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأدانه القضاء بتهمة “الإساءة للغير من خلال شبكات الاتصالات” وحكم عليه بدفع غرامة بقيمة ثلاثة آلاف يورو.  
(المصدر : موقع “إيلاف” (بريطانيا) نقلا عن وكالة “آكي” الإيطالية بتاريخ 12 فيفري 2010 )  


الإفراج عن الصحفى التونسى المعارض زهير مخلوف


 تونس (ا.ف.ب) أفرجت السلطات التونسية الجمعة، عن الصحفى التونسى المعارض زهير مخلوف المحكوم عليه بالسجن أربعة أشهر، على ما أفاد المحامى محمد نجيب الشابى. وكان حكم على مخلوف المحرر فى صحيفة الموقف الأسبوعية الناطقة باسم الحزب الديمقراطى التقدمى (معارضة قانونية) والموقع الإخبارى على الإنترنت “السبيل اونلاين” ومقره ألمانيا، فى بداية ديسمبر بالسجن ثلاثة أشهر، وذلك بعد قيامه بتحقيق عن الوضع البيئى فى منطقة صناعية بنابل (شمال شرق). وشددت محكمة استئناف فى تونس الأربعاء العقوبة التى حكم بها على مخلوف إلى السجن أربعة أشهر، وذلك بعد أن أدين بتهمة “انتهاك قانون الاتصالات”. وحسب المصدر القضائى فقد تمت إدانة مخلوف بناء على شكوى قدمها شخص استطلع رأيه أثناء التحقيق الصحفى واتهمه بـ”المساس بحقه فى عدم بث صوره بدون موافقته”. ( المصدر : صحيفة “اليوم السابع” (مصر) نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 12 فيفري 2010) .  الرابط : http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=188918&SecID=88&IssueID=0

 


تونس، في 13 فيفري 2010 بلاغ المكتب السياسي

 


اجتمع المكتب السياسي يوم الجمعة 12 فيفري 2010 برئاسة الأخ منجي الخماسي الأمين العام وتدارس عددا من الملفات ذات الصلة بالوضع المحلي والدولي واستعدادات الحزب للاحتفال بالذكرى الرابعة لحصوله على تأشيرة العمل القانونية والمشاركة في الانتخابات البلدية المقرّرة ليوم 9 ماي القادم. وبعد النقاش وتبادل الآراء، انتهى المكتب إلى ما يلي:  1- يُشيد المكتب السياسي بالاهتمام الذي أولاه رئيس الدولة لمسائل تهمّ المواطنين وتعبّر عن المشاغل الحقيقية للشارع التونسي في هذه الفترة، ويهم المكتب بهذه المناسبة الإشادة بالمتابعة الدقيقة الّتي يُجريها رئيس الدولة لملفي التشغيل والتصدير لما لهما من جدوى وفاعلية في رفع تحديات المرحلة وضمان تحقيق الأهداف المرسومة للسنة الجارية وهي السنة الأولى في البرنامج الانتخابي الرئاسي للخماسية المقبلة، كما يثمّن المكتب الحرص الرئاسي على تفعيل منظومة الفلاحة البيولوجية لما لها من جدوى اقتصادية وكذلك بيئية إلى جانب عدد آخر من المواضيع والملفات الرامية لتحقيق التنمية المستديمة والمحافظة على المحيط. 2- على خلفية شروع الحكومة في إعداد المخطّط التنموي المتحرّك للفترة 2010-2014 يهمّ حزب الخضر للتقدّم أن يؤكّد على أهمية ومحورية أن يتمّ توسيع الاستشارة بخصوص أهمّ ملامح هذا المخطّط بالنظر لدقة الظرف والآمال المعقودة على هذا المخطّط لتنفيذ الجزء الأهم من البرنامج الرئاسي وضمان استعادة الاقتصاد الوطني لنسق نموّه المعتاد بالإضافة إلى تمتين واقع البنية الأساسية خاصة في الجهات الداخلية بما سيوفّر فرضا متزايدة لتنشيط الاستثمار والتنمية في مختلف جهات البلاد ويؤكّد الحزب بالمناسبة على أهمية أن يكون البرنامج الرئاسي بخصوص مد شبكة الطرقات السريعة في كلّ الاتجاهات موضع أولوية قصوى في هذا المخطّط المتحرّك بما يحقّق الأرضية المثلى لتعزيز فرص الاستثمار واستقطاب المزيد من رؤوس الموال والمستثمرين الأجانب. 3- يعبّر المكتب عن استغرابه من عدم تشريك ممثلين عن شباب الحزب في اجتماع اللجنة الوطنيّة للإستشارة الشبابية الرابعة والّتي أذن بتنظيمها رئيس الدولة ويرى أنّ على الجهات المنظمة لهذه الاستشارة تعديل برنامج عملها حرصا على تشريك كلّ الأطراف في مثل هذا التوجّه الهام ناهيك وانّ حزبنا حزب الخضر للتقدّم سبق له أن شارك في أعمال ومخططات شبابية سابقة وأمضى ممثل عنه عن ميثاق الشباب التونسي وعبّر المكتب السياسي في اجتماع سابق له عن انخراطه اللامشروط في دعم التوجهات الرئاسية الهادفة للإحاطة والاستماع للشباب من كلّ الفئات والجهات والانتماءات وسعيه إلى أن يكون مساهما في إنجاح مبادرة 2010 سنة دولية للشباب الّتي أقرّتها منظمة الأمم المتحدة بناء على مقترح الرئيس زين العابدين بن علي. أمّا على الصعيد الدولي فإنّ المكتب: 1- يشجب وبشدة التهديدات الإسرائيلية للدول العربية المجاورة وأساسا لبنان وسوريا إلى جانب إدانته للاعتداءات المتكرّرة لهذا الكيان تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة ويجدّد الحزب أسفه الشديد لبناء مصر الجدار العازل على الحدود مع قطاع غزّة . 2- ينوّه بالقرار الذي اتخذته السلطات الليبية بإلغاء كلّ الموانع والإجراءات السابقة تجاه المواطنين التونسيين المسافرين إلى الجماهيرية ويذكّر المكتب بالمناسبة بعمق العلاقات الثنائية مع الأشقاء في ليبيا ويدعو إلى مزيد تمتينها سواء عبر المبادلات والاتفاقيات الثنائية أو عبر فضاء اتحاد دول المغرب العربي. 3-يدعو الحكومة التونسية إلى بحث فرص مد علاقات التعاون مع “الصندوق الأخضر” الّذي قام البنك الدولي بإنشائه مؤخرا دعما للتنمية المستديمة وتعزيزا للاستثمار في ما بات يُعرف بـ”الاقتصاد الأخضر” المحافظ على البيئة. وبخصوص علاقات الحزب الإفريقية والعربية فيهمّ المكتب إعلان ما يلي: 1-  مع إشادته بمشاركة ممثلين عن الحزب في الندوة البيئية الّتي تمّ تنظيمها بالمغرب الشقيق يتمسّك المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم برئاسته للاتحاد العربي لأحزاب وحركات البيئة وسيعمل على تفعيل هذا الهيكل بما يخدم التوجهات البيئية العربية ويدعم سبق التنسيق العربي – العربي في هذا المجال. 2-  على الصعيد الإفريقي صادق المكتب على مشاركة ممثلين عن الحزب في مؤتمر الفيدرالية الإفريقية للخضر الذي سينعقدُ في أوغندا خلال شهر أفريل القادم ، إلى جانب المشاركة في الندوة السنوية لحزب الخضر بالبنين خلال هذا الشهر. أمّا في الشأن الحزبي فقد اتفق المكتب السياسي للحزب على النقاط والمحاور التالية: 1-  الانطلاق في إعداد الاحتفالات بالذكرى الرابعة لحصول الحزب على تأشيرة العمل القانونية وفي هذا الإطار تمت دعوة المجلس الوطني للانعقاد يومي 6 و7 مارس المقبل بالعاصمة وبرمجة ندوتين بالمناسبة الأولى حول “الاقتصاد الأخضر” والثانية في شكل مائدة مستديرة من تنظيم منظمة المرأة تحت عنوان” دور المرأة في ترسيخ المواطنة”. 2-  نظر المكتب في تقدم ترتيبات المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة وسبل وآليات تعزيز الحضور، وفي هذا الصدد استعرض المكتب أعمال اللجنة الوطنية المكلفة بالإعداد لهذا الموعد الانتخابي.
                  حزب الخضر للتقدّم                         عن/ المكتب السياسي                         الأمين العام                منجي الخماسي  


ندوة الذاكرة الوطنية: قضايا وتساؤلات

 


في إطار المنتدى الشبابي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و تفعيلا للمبادرة الوطنية للحزب حول مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائم حقبة استعمارها لبلادنا ، احتضنت قاعة الشهيد صدام حسين بالمقر المركزي للحزب مساء اليوم السبت  13 فيفري 2010 ندوة ” في الذاكرة الوطنية: قضايا وتساؤلات” أشرف عليها الأمين العام للحزب الأخ احمد الاينوبلي وحضرها عدد هام من شباب حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و الناشطين في المجتمع المدني.و ألقى خلالها الأخ كمال الساكري عضو المكتب السياسي مداخلة بعنوان: ” الذاكرة الوطنية ، قضايا وتساؤلات : من نضال الأجداد إلى وفاء الأحفاد  ”   افتتح الأمين العام للحزب الندوة واستعرض خلفيات مبادرة الحزب التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية والرئاسية أكتوبر 2009 مؤكدا أنها تمد جذورها في هوية الحزب العروبية المناهضة لكافة أشكال الاستعمار والاحتلال وأيضا لما سببه الاستعمار الفرنسي لبلادنا من تعطيل للنهوض و التقدم إلى جانب الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب التونسي  من تقتيل وتعذيب .   وقال الأمين العام للحزب إن المبادرة وجدت صداها لدى كافة القوى الحية في الداخل و الخارج ، فساندتها ووقفت إلى جانبها مشيرا إلى الندوات التي انتظمت في تونس و المغرب و تبني مؤتمر الأحزاب العربية في اجتماعه الأخير بدمشق، المبادرة وتعميمها .   وقال إن ذلك دليل قوي على  مبدئية المبادرة وحيويتها .   كما تعرض الأمين العام للحزب إلى ما لاقته المبادرة من تشكيك من قبل بعض الجهات المعروفة ب”الطابور الخامس” التي حاولت تشويهها و التشكيك في مصداقيتها فقط لأنها طلبت من فرنسا الاعتذار والتعويض عن جرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب التونسي طيلة 75 سنة من الاحتلال المباشر. وقال إن مثل هذا الموقف لم يستغربه حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي.   ودعا الأمين العام شباب الحزب إلى التمسك بالمبادرة  والدفاع عنها  لأنها تهم أرواح الشهداء و مرحلة كاملة من تاريخ البلاد   ثم ألقى الأخ كمال الساكري عضو المكتب السياسي مداخلة تحت عنوان ” الذاكرة الوطنية ، قضايا وتساؤلات : من نضال الأجداد الى وفاء الأحفاد  ” تعرض خلالها إلى قضايا الذاكرة الوطنية  ومراحلها المفصلية.   بعد ذلك فتح باب النقاش  و أكد الحضور على مبدئية المبادرة و حيويتها و ضرورة مزيد تفعيلها  وتحويلها إلى مبادرة شعبية  .   هوامش ·       لم تحضر التلفزة التونسية لتغطية الندوة رغم اتصالها بمراسلة في الغرض . ·      تم عرض أشرطة وثائقية  تهم مرحلة الاستعمارية و الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في تونس طيلة احتلاله للبلاد. ألقت بتأثيرها على الحضور.   


من هم أكثر الباحثين عن البروكسي في المغرب العربي؟


سامي بن غربية
 
ليس من الغريب أن يكون المُبحر التونسي على الأنترنت من أكثر مستخدمي الشبكة بحثا عن البروكسي الذي يمكنه من كسر الحجب المفروض على عدد من المواقع العالمية الشهيرة، كموقعي تقاسم الفيديو يوتيوب و دالي موشن، و كل المواقع و المدونات التونسية و العريبة و العالمية ذات النبرة النقدية الصريحة بل حتى المعتدلة. فكما يوضحه هذا الرسم البياني من خدمة جوجل أين سايت، و هي خدمة تقوم بتوفير المعطيات البيانية حول الكلمات المستعملة في محرك بحث جوجل، (بحثت هنا عن كلمة بروكسي باللاتينية و العربية في بلدان المغرب العربي بين سنة 2004 و تاريخ اليوم – 13 فيفري 2010)، نرى كيف يفوق معدل البحث عن البروكسي عند التونسيين كل معدلات البلدان المغاربية. عراقة سياسة الحجب التونسية و عشوائيتها، مقارنة بجيرانها، هي المفسر الوحيد لتعطش المبحر التونسي للبروكسي قصد الإفلات من الرقابة. و طبعا فالأعداد التي تبرزها أداة جوجل إينسايت ليس تِعدادا لكل عمليات البحث الفردية، بل هي معدلات وقع حسابها بطريقة تماثل النسبة المئوية حسب المنهجية التي يُطلق عليها جوجل ب Scale و Normalization. الملفت للإنتباه في الرسم الأول هو بروز ليبيا بعد الحجب الذي تعرض له موقع يوتيوب و عدد من المواقع الليبية السياسية و الإخبارية. إذ نلاحظ كيف صعد معدل بحث المُبحرين الليبيين عن البروكسي بل و تجاوز معدل بحث التونسيين مع بداية سنة 2010. الشيئ الثاني الملفت للإنتباه في الرسم الأول هو ذاك الإرتفاع المفاجئ للبحث عن البروكسي في تونس في أواخر شهر أوت من سنة 2008، و هو التاريخ الذي تزامن مع الحجب الوقتي لموقع الشبكة الإجتماعية فايسبوك. نفس الشيء مع موريتانيا إذ تزايد عدد الباحثين عن البرزكسي بعد حجب موقع تقدمي في شهر شهر مارس 2009. يمكنكم تحميل ملف بيانات بحث كلمة بروكسي باللغة اللاتينية و باللغة العربية من موقع جوجل تحت صيغة CSV. لمزيد من المعلومات حول الحجب في تونس هناك مدونة cybversion.org التابعة لموقع نواة و التي ترصد و تجمع البحوث و المقالات التي تنشر في الغرض. موقع أصوات عالمية أيضا يوفر الكثير من المعلومات عن الرقابة و عن ضحايا الأنترنت في تونس و غيرها من بلدان العالم. سامي بن غربية http://samibengharbia.com/2010/02/13/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA/


الوضع الطبيعي للتونسيين في المهجر

12 فيفري 2010 بقلم :عبد السلام بوشداخ


ما زالت أصداء مداخلة رئيس الدولة في مجلس الوزراء والتي بثتها التلفزة الوطنية تتردد، و تنتظر ان تترجم إلى أفعال في عديد الوزارات، في انتظار أن يكون التجسيد الأبرز في وزارة الاتصال، ووسائل الإعلام الحكومية وفي مقدمتها التلفزة الوطنية بقناتيها، في انتظار القنوات الجديدة. ومداخلة رئيس الدولة يومها لم تهتم بالإعلام وحده، بل بعلاقة المواطن بالإدارة بصفة عامة، وما بقي في أذهان المواطنين، ونأمل أن يبقى بصفة أقوى في أذهان المسؤولين وعلى رأسهم الوزراء وأن يترجموه إلى أفعال، هو الفكرة الأساسية : أن الإدارة في خدمة المواطن لا العكس… عودتي إلى الموضوع يحتمها اكتمال الصورة لديّ بصفة تقريبية عما حدث في تونس بعد السنوات العجاف في التسعينات والمحاكمات والاعتقالات التي طالت شريحة كبيرة من ابناء الشعب التونسي الابي. إنها حقا مأساة تتمثل في حلّ إشكاليات العلاقة بين الإدارة وشريحة كبيرة من ابناء الشعب التونسي بالمحاكمات والسجون.. كان منطلق هذه المأساة مشكلة من أهمّ المشاكل الناتجة  عن نتائج الانتخابات العامة التي دارت في شهر افريل من سنة 1989 تعطل المفاوضات. : لا يمكن في تقديري إقناع المساجين السياسيين السابقين التزموا بقضية حيوية في قيمة قضية حقهم في المواطنة الغير المنقوصة، وهي محدّدة لمستقبلهم، لا يمكن أن يروا في تعطيل المفاوضات هذه إلا نوعا من ” التآمر”. لقد مررنا جميعا بهذه الفترة من حماس الشباب وعدم الثقة في الإدارة حتى دون سبب أحيانا.. فكيف إذا قدّمت لهم مثل هذه تعلات واهية! أدّى هذا إلى الاعتصام أمام السفارات في الخارج.. وكان يمكن إيجاد حلول تمنع هذا التصعيد.. لو لجأت الإدارة إلى الحوار.. لو كان هناك لدى مسؤوليها هذا العمق الذي تحدّث عنه رئيس الدولة، وهذا التفهم لمشاغل المواطنين.. خاصة إذا كانوا شبابا، وطلبة تنقصهم التجارب وتحدوهم الرغبة في إثبات الذات، وفي تحقيق مطالب لا يمكن لأحد أن يقول إنها غير مشروعة.. كان التصعيد، وكان الاعتصام، وكانت الإيقافات ثم المحاكمات فالسجون … لتكون نهاية مأساوية كان يمكن تلافيها…بقليل من الصبر وقليل من الإجتهاد وقليل من المرونة من طرف المسؤولين.. لأن المكان الطبيعي لأبناء الشعب التونسي في المصانع والمعامل ومكاتب الخدمات والمدارس والجامعات والمستشفيات وهم عماد المستقبل ورهان بلادنا، هدا هو مكانهم وليس غرف الإيقاف ولا السجون، ولا أبالغ إذا قلت إن الحماس الذي نجده لدى اخواني والاندفاع والثورية، بل حتى “التطرف” في اتخاذ المواقف والدفاع عنها، هي ظواهر طبيعية علينا أن نحزن إذا لم تتوفّر لدى شبابنا وشاباتنا.. وعديد من مسؤولي الدولة في أعلى المستويات ومسؤولي الأحزاب في المعارضة أو في السلطة ومنشطي المجتمع المدني كانوا من تلك الفئة، ثم أنضجتهم التجارب والمسؤوليات.. فلماذا لا نتعامل معهم باعتبار أننا أنضج منهم وأقدر بالتالي على التسامح والحوار؟ أعتقد أنّ هذا الملف، ملف المسجونين السياسيين السابقين، إلى جانب ملف المغتربين ، وعددهم ضخم نسبيا، مع ملفات أخرى ظلت مؤجّلة طيلة سنوات، هي من الملفّات ذات الأولوية على مكتب الوزراء سواء في الداخلية او الخارجية والعدل و حقوق الانسان وكان السيد البشير التكاري، وهو صاحب الإطلاع على بحكم مسؤولياته السابقة في وزارة العدل وحقوق الانسان، وكم نحتاج إلى خطاب هادئ رصين وانتهاج دائم للحوار، بحيث يكون لغة التخاطب الدائمة بين كافة مكونات المجتمع… وفي الختام، كلنا ثقة أن رئيس الدولة، وهو الذي ألح في مداخلته أمام مجلس الوزراء على أن المواطن هو محور عمل الإدارة، وهو الذي أعلن مرارا أن الأيدي والقلوب مفتوحة للحوار، لا يرضى بأن يكون حوار الإدارة مع المواطنين على الشاكلة التي تمت في السابق، ونرجو تدخلا رئاسيا حاسما بالعفو عن المسجونين والإذن بإرجاعهم إلى سابق عملهم وتمكين الطلبة من الحق في الدراسة، لأن الحرمان منها لا يمكن أن يكون نوعا من أنواع العقوبة.  

                               

محمد قلبي: التهكم والمفارقة


بقلم عبدالسلام الككلي                                             
ضحك في أوقات العسر وفي اويقات اليسر…خرجت ضحكته دائما صافية وكأنها تقول لنا أنها قادرة أن تنبت حتى في حصاد الهشيم. كانت الحياة بالنسبة إليه شيئا كقبض الريح فعاشها بجسارة ليضحك من الآخرين ومن نفسه، ثم ودعها وما غادرت لمحته ،لا فكره ولا وجداننا. انتقل من الشعب إلى الصباح ولكنه لم يتغير رغم تبدل العناوين والمقاصد. ظل هو نفسه يتصدر الصفحة الأولى ليطلع علينا مع الفجر بكلماته القليلة المشحونة تلك التي تسعدنا دائما، لانها تضحكنا من انفسنا، ومما  نحن فيه وأحيانا لا نراه . كان يتقن لغة التهكم  تلك اللغة الواقعة في منطقة الحدود بين الحسي والأخلاقي بين المتعة والاعتبار. يجاهد في كلمات قليلة يوما بعد يوم من اجل أن ينبهنا إلى المفارقة المضحكة المبكية بين افتقار الأشياء إلى العقل والحكمة والنظام ودعواها الخارجية امتلاك كل ذلك. لقد  أراد على مدى ثلاثين سنة أو أكثر أن يخرج  هذه المفارقات المكبوتة إلى النور وان يعرضها و يفضحها بما تراكم لديه من حس لغوي مرهف تختلط فيه عربية بسيطة بعامية حين لا يكون هناك مناص من استعمالها أوحين تكون احد ّ أو ابلغ في إخراج المفارقة  والتعبير عنها وفضحها.  ويعلم كل من جرب هذا النوع من الكتابة من الصحافيين أوالأدباء أنها أحيانا تكتب عشرين مرة وتستعصي لأنها لم تستطع أن تسيطر على حدود” اللمحة” أو لم تستطع أن تصل منها إلى أقصى تعبير عنها ذاك الذي يأخذك إلى أعلى  الطوابق  ليلقي   بك دفعة واحدة في فراغ لا معنى الأشياء أو الكلمات،  أو تكتب أحيانا بلا تردد كأنها  تحدس حدسا أو كأنها وحي يوحى .فإذا كان النص ملكا لقارئه وهو من خلال القراءة يعطيه  كل طاقته   الإبداعية فإن هذا الحكم يصلح أكثر ما يصلح مع هذا النوع من الكتابة الذي لا يظهر إلا بقدر ما يخفي ويشفر إلى أقصى ما يحتمله التشفير ليطلب من قارئه أن يشارك في صنعه من خلال فك شفرته أولا بعناية ولكن من خلال تحقق غاية ما يرجوه من نفسه ومن القارئ وهو أن يفتك منه بالرغم عنه أحيانا الضحكة التي يزرعها التهكم عندما يصدم أو يفاجأ .كان قراء الصحافة يقبلون عليه  في جريدة” الشعب ” أولا حيث كانت “حربوشته”، يغص بها البعض وتكاد تضيق بها حلوقهم أو يستعذب طعمها من يرون فيها تعبيرا عن همومهم وتنفيسا عن كربتهم ثم جاءت “اللمحة “بعد ذلك في جريدة الصباح التي كان يقبل عليها المثقفون وغيرهم كما يقبلون  على قراءة ما يكتبه معلم آخر في هذه الصنعة الصعبة التي لا يقدر عليها إلا القليلون وهو” روبار اسكربيت” في جريدة لوموند الفرنسية. بل لعل البعض كان يقارن بين لمحات قلبي وأيام” اسكربيت” عالم الاجتماع  الشهير بل لعله أيضا كان يقال للفقيد انه يتبع خطى” الرجل الكبير” فكان يجيب كما ذكر لي احد أصدقائه انه لا يمتح من غير الجاحظ  في نكاته البارعة ولمحه الرشيقة لغة وإيحاء. انتقل من الحربوشة الى اللمحة ولكن كلماته ظلت دائما  اقراصا منشطة لروح النقد فينا ذاك الذي يعجز عن تغيير الواقع فيضحك منه ومن عجزنا عن تغييره.  نريد ان نقول في الأخير لأولئك الذين أدمنوا قراءته ولأولئك الذين حرموا منها أن تجربة عظيمة قد رحلت اليوم رحيل الأمس الذي لا يعود..وإن أحد الذين يحملون القلم..ممن تداولت عليهم رزايا الكتابة..فعانوها هما شخصيا..وحدثونا عما نفهم وعما لا نفهم، قد ذهب إلى ما لسنا ندري..لكنه ترك فينا حنينا إلى لغته الضاحكة الباكية..”وداعا”..نقولها ونكاد لا نصدقها..نقولها ولسنا نبحث عن كلمة حزينة نرددها عند الطقوس الجنائزية…بيد أننا نحاكي بها ما حمل الفقيد في نفسه من حسرة كشف عنها وسترها تهكمه..ومن يتهكم غير من هزمه بؤس الواقع فصارع هزيمته بلغة تقصد أكثر مما تقول وتعني ما لا تلفظ..؟ بأسلوبك يتمرد المدلول على الدال..وبما تركته فينا من ذكرى تتمرد الحياة على الموت..كتبت امس عنا..يوم كنا فيك ..و ها نحن نكتبك اليوم رمزا..سيبقى فينا..رحل محمد قلبي وترك في ذاكرتنا أشياء تعلمنا بها ما لم نكن نعلم..ابتسامة بها نقاوم الشدائد..وكلمات متهكمة تفضح مرارة القضايا..و يوما من شتاء حزين يدعونا دائما الى تذكره..تولد فينا امنية عودتك ولو يوما واحدا تهدينا فيه مقالا آخر وبسمة أخرى يستبيحها هلع فقدانك الأبدي..”وداعا”نذرفها ونكاد نكذبها إذ مازلنا بحاجة إلى قلمك..لتقول به ما لايقدر على قوله غير القليلين  
 
استاذ الحضارة بالجامعة التونسية  


ركن أشياء


نطل عليكم بهذا الركن الجديد “أشياء” ليكن لكم معنا دلالات ومعان لأشياء لا عهد لكم بها أو لم تكن لكم الفرصة للتفكير فيها.   القلم:
القلم أداة قديمة جدا كانت في البدء حجارة صوان رسم بها أجدادنا محيطهم ثم صنع من الخشب وغمس في الحبر ونقل لنا معارف وعلوم وأفكار كثيرة من الزمن السحيق.  
والقلم أنواع هناك الجاف والقلم الحبري والقلم الحر والقلم المأجور وقلم الرصاص ويستعمل هذا الأخير كثيرا لرشم “الشكبّة”. ولأن القلم ذو شأن كبير سنقوم بجولة معه.
بقلم الرصاص:
–   تُكتب أسماء الناجحين في المناظرات الوطنية ليسهل بعد ذلك محوها بالممحاة الزرقاء والحمراء وتسجيل أسماء جديدة وبمقاييس أخرى… كالرشوة مثلا.. –   تُكتب أسماء المنتدبين الجدد في الوظائف العمومية فإن تجرأ أحدهم “وحل فمو” وأبدى استياءه من شيء ما كانت له الممحاة بالمرصاد.
حافظة الأقلام:

–   يحفظ تلاميذ المعاهد أقلامهم في جيوبهم الخلفية أسوة بأصدقائهم الطلبة ثم تفيض الأقلام وتتسخ السراويل. –   يحتفظ الرجل بالقلم الحبري الجميل في جيب سترته اليسرى ويكون ظاهرا للعيان دليلا قاطعا على ثقافته واستعماله الدائم للقلم. –   يحتفظ عديد الزملاء والأصدقاء ببقايا الأقلام في أفواههم بعد قضمها وهي عادة سيئة أحتفظ بها منذ الطفولة. –   يحتفظ الخضار أو العطار بالقلم بين أذنه ورأسه.
القلم الجاف:
 
 وهو موجود في أنواع كثيرة فهناك القلم الجاف “البيك” والقلم الجاف “البيرو” والقلم الجاف “رينولد” والقلم الجاف “بونت فين” ولا يستعمل كتبة التقارير أي من هذه الأقلام لأنهم يكتبون تقاريرهم في وخيانهم “بالستيلو”. جفت أقلام المبدعين في تونس حيث ندر أن نسمع عن كتاب أو قصة أو رواية ذات شأن صدرت أو قد تصدر قريبا.   القلم الأحمر: وما أدراك ما القلم الأحمر
–   تُكتب العناوين في كراريس التلامذة والطلبة بالقلم الأحمر. –   تُسطر الكلمات المفاتيح في النص الأدبي والعلمي بالقلم الأحمر. –   تُكتب أسماء المعارضين المتطاولين على الدولة بالقلم الأحمر ولن يكون لهم شغل أو وظيفة كان “يبوسو عيناهم”.
أقلام مضروبة:
–   أقلام مضروبة على أيديها أقلام الطلاب الذين يتعاملون مع الدراسة باستهتار طيلة السنة وتعسر عليهم الإجابة في الامتحانات. –   أقلام مضروبة تلك التي تملأ أسواق تونس والتي نشتريها لقلة ذات اليد. –   أقلام مضروبة بالسفود تلك التي تحاول وإن باحتشام كتابة الحقيقة. خاتمة: قد يخطأ الكاتب عند استعماله للقلم وتُسمى في العربية زلة قلم وباللهجة العامية يُقال “زلق القلم” والمشكل أنه إذا “زُلق القلم… زلق القلم” والله غالب علينا وعليك. (المصدر:”المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين بالجامعة التونسية (مجلة حائطية-تونس)بتاريخ 13 فيفري 2010)  


“بم نبدأ؟” ردّا على بعض الانتقادات لمواقفنا الواردة بنشرية المنبر

 


لقد تهاطلت على أسرة تحرير نشرية المنبر العديد من المراسلات منها ما تضمنت عبارات الترحيب و الإعجاب و منها ما أخفت وراء جمل التشجيع نوعا من الانتقاد أو المؤاخذات. ونحن في كل هذا نعتبر أن ما ورد يمثل بداية مشجعة بقطع النظر عن طريقة التفاعل أو شكله أو منطلقات أصحابه لأن في كل هذه الردود تحقيق لهدف منشود وهو استفزاز الآخر لإثارة مواطن جدل بطرق أكثر جدية وبالمكتوب لتعميق التفكير في مسائل قد تناولتها النشرية بصفة عرضية أو دفع النقاش إلى مستويات متقدمة لإنتاج خلاصة تكون محصلة لتفكير جماعي مشترك ولمخاض من الجدل والنقاش يجعلان من الحوار وسيلة وأداة لتحقيق أغراضه و هو البحث أو محاولة إدراك ما ينبغي فعله وتحديد ما ينبغي تركه. وقد فكرنا في نشر بعض التقييمات بحذافيرها كما وردت على أقلام أصحابها و رأينا أننا إن فعلنا ذلك لا يمكننا أن ننشر كل ما ورد علينا و إن تركنا البعض و نشرنا البعض الآخر فربما ستحرك فيمن تجاهلنا ملاحظاته حفيظة أو يعتبر أننا اخترنا فقط الرد على من لنا مصلحة في الرد عليه لذلك سنكتفي بسرد جملة الملاحظات التالية بإيجاز في محاولة على ما نعتقد أنه أكثر عمقا وجدية ونأمل ألا نكون قد قصرنا كثيرا كما سنكتفي بالتفاعل مع الانتقادات مع الاحتفاظ لكل من راسلنا مشجعا أو مهنئا بتواصل ما أقدمنا عليه من مبادرة إعلامية نعمل جهدنا ألا تنقطع أو تفقد دوريتها و استمرارها في مواعيدها المحددة..بحق الشكر على إدراكه لأهمية وجود منابر إعلامية تنافس و تكمل منبرنا وتعيد إنتاج تقليد تقلص حتى كاد يتلاشي من الفضاءات الجامعية حيث كانت المعلقات والنصوص والتظاهرات الحائطية مدرسة صحفية لتكوين أجيال متعاقبة تفتقت مواهبها وتطورت إبداعاتها في مجرى صراع حاد تتقارع فيه الأفكار وتتبارى المضامين والبرامج والتصورات. أولا لم تكن مبادرتنا على حساب عمل الاتحاد العام لطلبة تونس الإعلامي ولسنا المسؤولين على غياب أداة إعلامية مركزية للمنظمة النقابية علما أننا دعونا و لازلنا ندعو إلى تكوين ذلك وعبرنا لقيادة المنظمة عن استعدادنا لوضع كل إمكاناتنا وكفاءاتنا المتواضعة على ذمة دائرة إعلام مركزية تابعة للاتحاد وتعمل تحت إشرافه. ولا يكفي أن نكون أغلبية في هياكل المنظمة حتى نحل محلها و نعوض قيادتها أو ننتصب طرفا من داخلها يعمل على احتكار القرار أو تهميش الهياكل أو إلغائها. نحن طرف نقابي سياسي معني بإدارة تنظيمنا قبل كل شيء وعلاقتنا بالمنظمة مهما كان حجم حضورنا فيها لا يعدو أن تكون علاقة إبداء الرأي أو تقديم الاقتراح أو العمل على إنجاح مبادرات قياداتها كما لا نتردد على تحديد و الاصداح بمواقفنا الناقدة لضعف الأداء أو غياب المبادرة أو أي شكل من أشكال التقاعس والانحراف دون أن يسلم من انتقادنا الرفيق أو الحليف أو الصديق. ثانيا وردت بعض الانتقادات من بعض الأطراف و حتى من بعض رفاقنا تقول أن النشرية لا تتضمن برنامج ولا بديل كما انتقدها البعض على موقفها الحاد من المعارضة حتى كادت تتحول إلى صحيفة صفراء مثل صحف عبد العزيز الجريدي. ونحن على هذا نقول أن نشرية حائطية أسبوعية لا تتحمل أكثر من دورها الإعلامي المرسوم لها ولا ينتظر احد أن يجد في طياتها برنامجنا أو بدائلنا أو غير ذلك من الطلبات السخيفة ونحن إذ نسير بمبادرتنا هذه لا نروم إدراك الكمال و لا نفكر في نفس الوقت في إرضاء بعض الذوات التي تريد تسييرنا على هواها دون أن تكون لها دراية أو معرفة بأبجديات العمل الصحفي أو بالأهداف الإعلامية التي رسمناها لأنفسنا وفقا لما نقدر نحن دون سوانا من أغراض و غايات لأنها لسان حالنا و ليست ناطقة باسم جماهير الطلبة أو ضميرا للشعب التونسي أو شعوب العالم المحبة للعدل والسلام….هي لسان حال النقابيين الراديكاليين تعكس مواقفهم وتستجيب لاختيارات هياكلهم المخولة للإشراف عليها و إصدارها. أما موقفنا ممن سموها معارضة فهو موقف النقابيين الراديكاليين نتمسك به و نعمل على ترويجه ونقبل فتح نقاش في العمق في جوهره و لسنا مسؤولين عمن أصابه عمى الألوان حتى لا يرى إلا الأصفر والأسود أو نعتد بمواقف وتقييمات من مازال يضيع وقته في قراءة ما نشر الجريدي أو غيره حتى يقارن ما يقرأ بما يكتبه الآخرون. هذه مواقفنا وهذه انتقاداتنا ونحن نرحب بالنقاش والجدل لكننا لا نقيم وزنا “لتنبير” البعض ممن تقوده ثقافة الحرس القديم على حداثة سنه و يحاول إبقاء الحال على ما هو عليه ويخشى من كل مبادرة قد تخلق سجالا أو تفتح مجالات تفكير وإنتاج وكتابة هو لم يتدرب عليها أو لا قدرة له على مواكبتها. هؤلاء لم يلوموا من انتقدناهم و لم يطلبوا منهم تطوير مواقفهم أو الكف عن انحرافاتهم ومراجعة أنفسهم وإنما لامونا نحن على قول الحقيقة وهم بذلك إما أن يكونوا جزءا من هذه الجهات فاقدة البوصلة و لا يجرؤون على إعلان انتسابهم اليها جبنا وخجلا أو يرون فيمن انتقدناهم أشخاصا و جهات محصنة من النقد وفوق المساءلة أو المحاسبة والتقييم ونحن لا نرى ما يراه هؤلاء أو هي تعلة لتسويق “تنبيرات” حشاشين أقرب لمواقف الجريدي أو من شابهه إلى الرأي و الانتقاد…وفي كل الأحوال يحارب فينا هؤلاء الأتقياء جرأتنا على قول الحقيقة الاصداح بمواقفنا دون مجاملة أو خوف أو رياء…فعاقبونا حسب منطلقاتهم  بأن اتهمونا بكوننا ننتج صحافة الجريدي الصفراء وهم بذلك مارسوا في الواقع ما يمارسه حرس الفكر وشرطة التفكير فأنتجوا خيال رقيب في زي غرف التفتيش بمواقف لا يجرؤون على المجاهرة بها وحاولوا جبنا تسويقها في ظلام شبيه بظلمات أفكارهم المشوشة المرتبكة من زحف الضياء.   ثالثا رأى البعض أننا بدعوتنا لتكوين لجان مركزية تعزز دور المكتب التنفيذي وتحاول سد ما يعتريه من نقائص وثغرات و ضعف في الأداء إنما نروج لذلك لأننا لسنا متحمسين لعقد المؤتمر الوطني الموحد ونحاول تأبيد الأزمة والعمل على إطالتها كما رأى هؤلاء في مقالنا “لماذا التسرع؟ لماذا الارتباك؟” أننا ضد عقد هيئة إدارية وأننا نتحمل مسؤولية تأخير انعقادها. ونحن لن نطيل في الحديث عن أصحاب النفوس المريضة و العقول المتآمرة التي تحرص على تبرئة الذات وإلقاء عبء عجزها على الآخر باحثة عن راحة ضمير، متسترة بالقمع أحيانا وبظروف الردة أحيانا أخرى وبتآمر الأطراف وخيانة الآخر لها وغيرها من العبارات التي تفنن أصحابها في صياغتها بكل بلاهة لترويج تقييمات عدمية لا غاية منها الخروج في وسط كل هذه التناقضات في صورة الأنقياء الملائكة الذين حال دون تحقيق رؤاهم الطاهرة تآمر المتآمرين و قمع القامعين وقهر الظروف والأوضاع. وقد غاب عن هؤلاء أن يفكروا في حجم مسؤولياتهم وفي صحة تكتيكاتهم وهم يراعون عامل القمع وعامل الردة وعامل الآخر المتآمر. لماذا تطلبون يا رفاق النقاوة من الآخر المتآمر أن ينجز مهاما أنتم اخترتموها… نحن متآمرون وقد توحدنا على هذا الأساس وأنتم الانقياء قساوسة الثورة ورهبان المبادئ اعترفوا أننا نجحنا في تآمرنا وفشلتم في تحقيق مبادئكم واعترفوا أنكم أخطأتم لما توهمتم أنكم بشعاراتكم الصائبة التي أدركتموها وحدكم دون سواكم لم تصمدوا أمام التكتيكات المتآمرة والمواقف المتخاذلة. لا يكفي أيها الرفاق أن تحرزوا على خطط صائبة ولا يكفي أن تتحصنوا بالمواقف المبدئية حتى تخلون مسؤولياتكم من كل تقصير وحتى تنعمون براحة الضمير…وضوح الرؤية المزعوم وحده لا يكفي بل ينبغي أن تسيروا بشعاراتكم إلى حيث ينبغي أن تسيروا وأن ترسموا التكتيكات الصحيحة التي تقتضي تقديرا دقيقا لموازين القوى ولخارطة الصراع فالشعار لا يتحول إلى واقع بالأمنيات أو التبريرات الواهية وإنما يتجسم في أرض الواقع لما يتحول إلى قوة مادية تسيطر على وعي الجماهير وهذا يقتضي العمل الدؤوب من أجل تكريسه وليس انتظار الآخر المتآمر حتى يحققه نيابة عنكم…لقد اخترتم أن تكونوا أنتم ولوحدكم دعاة المبدئية وقبلنا بذلك واخترتم أن تحيلوننا بقرار منكم إلى خانة المتآمرين ورضينا بذلك.. ماذا بقي لكم تنتظرونه؟! انتظروا أن نقبل منكم كل شيء على الإطلاق إلا أن  ننجز مهامكم المبدئية ونحن محالون على دائرة التآمر وأنتم دون جهد آو عناء تنعمون براحة الإحساس بنشوة مبدئية لا توجد إلا في أوهامكم وفي خطاب كاذب تسوقونه لأنفسكم ولا يصدقه أحد سواكم.    ما نطلبه منكم أيها الرفاق هو المزيد من المسؤولية والتحلي بروح الموضوعية. نحن لم نعطل اجتماع الهيئة الإدارية لأنه لا يوجد اجتماع أصلا ولم تصدر إلى الآن دعوة لانعقاده.. ولا أثر لأي بلاغ يدعو لذلك. ثانيا إن اجتماع الهيئة الإدارية يصبح مسألة ملحة لما تتوفر ظروف نجاحها ومبررات انعقادها وندخلها جاهزين لتقرير ما سبق التفكير فيه والتشاور حوله من وسائل عملية وخطط تنظيمية وبرامج نضالية تمثل إجابة على ما ينبغي فعله في مثل الظرف العصيب الذي نمر به جميعا وتعيشه حركتنا واتحادنا المستهدف في تواصله وووجوده. فاجتماع الهيئة الإدارية لا يمكن أن يتحول إلى هدف في حد ذاته بل هو أداة ووسيلة لإعلان خطط وبرامج وضبط تكتيكات وإنتاج آليات لمواجهة ما نحن فيه… نحن نسير في وضع صعب لا سند لنا غير وحدتنا ولا وحدة بدون عامل الثقة التي تتطلب عزل أصحاب الذكاء المفرط أو الذكاء المتآمر ممن كانوا على الدوام عائقا لوحدتنا ومعطلا لإنتاج علاقة أساسها المبدئية والرفاقية ونكران الذات وتغليب مصلحة المنظمة وجعلها فوق كل اعتبار. نحن لم نحمل أحدا مسؤولية تعطيل أشغال المؤتمر ولم نتوقف طويلا على طريقة تأجيله و على حقيقة ما حصل والمتسبب في اختراقنا من الداخل و قادتنا عقلية تجاوزية تنظر للمستقبل بكل ايجابية مع العلم أننا اختلفنا في شروط انعقاده وضرورة تحضير وتوفير ضمانات نجاحه بالتعويل على إمكانياتنا الخاصة عوضا عن وعود الغير الذي ضغط من أجل تحديد موعد ومكان انعقاده و لم نجده ساعة الجد واليوم تريدون منا مسايرتكم لتأسيس فشل جديد والقضاء على ما تبقي من روح معنوية لرفاقنا في هياكل المنظمة إشباعا لمرض القيادة لعناصر وجهات تريد بجهلها لظروفنا أن ترسم لنا طريقنا ولا تسلكه معنا ولا تجد عناء الاعتراف لنا بأننا سايرناها في قرارات كنا نعلم مسبقا صعوبة تنفيذها. لا نقبل بالمرة أن يحل أي كان محل هياكلنا أو يسيرنا بالضغط من الخارج لدفعنا إلى فشل جديد في عقد هيئة إدارية بعدما دفعنا للفشل في عقد مؤتمر كان بإمكاننا عقده بالرغم من إرادة السلطة وما سخرته لمنعه من وسائل وإمكانيات. المسألة ليست مرتبطة بالسلطة فقط وإنما مكامن الخلل فينا..لا نريد من السلطة مساعدتنا و لا يختلف اعترافها بمؤتمرنا عن رفضها لنتائجه فنهجها في التعامل معنا لا يفترض حدة ذكاء لإدراك ما تخطط له.. ونحن في المقابل سطرنا طريقنا و اخترنا نهجنا ولا فائدة للعودة إلى الوراء أو استهلاك مسائل حسمناها سابقا ونحن نتحمل جميعا تبعاتها و نتائجها. نحن نسير في مرحلة تاريخية حساسة و مليئة بالأشواك داخلنا. هاجس الخوف من الآخر الشريك أعمانا عن مراقبة الآخر المتآمر… هناك لوبيات تنشط في الظلام من قدماء وأصدقاء وأدعياء للنضال يتوهمون أنهم قادرون أن يتكلموا باسم المنظمة و نيابة عن أطرافها و قيادتها…و هنالك ارتباك مس بعض رفاقنا من داخل الموحد من جدوى ما نتمسك به ومن الفائدة من الاستمرار فيه… هنالك عودة مكشوفة للحديث مجددا مع كتلة كشف الواقع أنها لا تمثل نفسها وأنها مجرد واجهة تستعملها السلطة للابتزاز و المساومة…هنالك ألغام مزروعة في كل مكان قابلة أن تنفجر بنا جميعا وهنالك في المقابل إرادة لا ندعيها لوحدنا وهي إرادة التمسك بالثوابت و رفض أي حل قائم على التفريط فيها أو المساومة عليها و على رأسها وحدتنا ومؤتمرنا الموحد. لن ننخرط بدورنا في ما كنا ننتقده و لن ننجر إلى منطق تهويل الأمور وتضخيم صورة المتآمر أو العدو لأننا ندرك بكل بساطة أنهم لن يمروا. نحن نملك زمام أمورنا بأيادينا ولا نسمح لأي كان أن يتسلل من شقوق تصدعاتنا لنسف نجاحات دفعنا ثمنها غاليا من حرية عبد الوهاب والزويدي وبقية المساجين و الملاحقين كما دفعنا فاتورتها غاليا من صحة و سلامة رفاقنا المضربين الذين لم تتحقق أهدافهم بعد. نعلم حجم تأثير القمع وسياسة الغطرسة وينبغي أن نقرأ لها حسابها وندرك تأثيرات الردة وعامل الانهيار والاستقالة ولا ينبغي الوقوف عندها.. فوسط هذا الكم من الأشواك والمصاعب تنتصب أمام أعيننا شارة نصر نروم تحقيقه وحلم جيل نضحي من أجله و إرادة جماهير حملنا أمانة تجسيمها ولا أمل لنا في كل هذا إلا بالمبدئية والوضوح والوحدة. نتمسك بعقد مؤتمرنا وهذا حقنا وواجبنا لكن لا نتهافت على أي حل ولا نقبل بأي شرط يفكك روابطنا أو يعصف بما حققناه… المؤتمر ليس هو الأخر هدفا في ذاته وإنما الهدف حماية الاتحاد وصيانة ارثه النضالي والذود عن استقلالية قراره… ومؤتمرنا الموحد ينبغي أن يترجم كل هذه القيم ويحوصل كل هذه الأهداف لا أن يعصف بها ويعقد على أنقاضها. نحيي الروح العملية في مبادرة رفاقنا نواب جهة صفاقس و نأمل أن يتعمق التفكير من أجل تقديم حلول وبرامج وخطط و ليس مجرد شعارات و أهداف عامة أو إعلانات مبادئ. كما نحيي كل من تقدم بانتقاده قبل شكره لمنبرنا التي نحرص على تواصلها واستمرارها حتى تكون المعبر المباشر عن مواقفنا ورؤانا و حتى تكون حجة لنا أو علينا أمام الطلبة و التاريخ.. كما نتوجه لفئران المستنقعات ممن يتوهمون أنهم من باراتهم وخماراتهم ومقاهيهم قادرون علي إنتاج حلول عجزت السلطة عن فرضها بقمعها و قضائها و بوليسها لنقول لهم احبكوا الدسائس كما يحلو لكم واطبخوا المؤامرات فتلك طبيعتكم لكن الثابت والأكيد أن من زرع الشوك لن يجني إلا الجراح…اتحادنا قوي بأهدافه… عملاق بتاريخه..  جبار بطموح أبنائه… ولا قبضة الجلاد باقية و لا زرد السلاسل.     (المصدر:”المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين بالجامعة التونسية (مجلة حائطية-تونس)بتاريخ 13 فيفري 2010)  


المرأة والسياسة  والاعلام :  نريد دور مواطن

 


سامية زواغة   عرفت العقود الأخيرة صعوداً بارزا لصورة المرأة في واقع المجتمعات المعاصرة وفي تونس وتنامياً واضحا للمشاركات النسوية  في الحياة السياسة  وسجلت المرأة  حضورا مهما في الكتابة  فلم تعد مضطرة لإخفاء اسمها توجسا على كتاباتها ; إذ سجلت الكاتبات التونسيات  رقما مهما مقارنة مع السنوات الماضية لكن بقيت كتاباتها مقتصرة على أنواع معينة دون غيرها  وظلّ حضورها “هزيلا”  في  إنتاج الكتابة  السياسية فما هي الأسباب التي حالت دون اقتحامها لهذا المجال ؟ لم تحل المعوقات التشريعية والقانونية دون حقوق المرأة ومشاركتها سياسيا في بلادنا  لكن  تعود المعوقات الفعلية لغيابها عن هذا الميدان  إلى عدة عوامل اجتماعية وبيولوجية وتاريخية بالخصوص  فالعامل التاريخي  هو الذي  جعل وضعية النساء و المسؤوليات الأسرية الملقاة عليهن ثقيلة بشكل  يحد من  تطلع المراة للعمل السياسي والمدني وما يتطلبه من حرية و نشاط  تطوعي والتزام نضالي..إضافة إلى الطبيعة البيولوجية والنفسية للمرأة التي لا تدع لها فطريا خيارا في تحمل عملية الإنجاب والأمومة والعناية بشؤون العائلة والبيت مما هيأهن على امتداد القرون لتقبل التقسيم الاجتماعي القديم للعمل والذي ارتآه المجتمع  في ظروف وأوضاع تاريخية لم تكن لتسمح للمرأة بأكثر من مركزية الدور الاجتماعي الأسري ولم يكن من الممكن للمراة ايضا ان تتطاول حينها على مسؤؤوليات قد تفوق قدراتها , فالمرأة تصطدم بواقعها في أكثر من ظرف و أكثر من مجال، وتضطر غالبا للرضوخ المشروط بقبول الدور الاجتماعي والتاريخي  وهي عوامل تبعدها عن خوضها مجالات عديدة أحدها الغمار السياسي اليوم  ولو عن طريق الكتابة في  العمود الصحفي، مما رسخ لديها الرهبة من تبعات اقتحام الكتابة السياسية نظرا لما يتطلبه هذا النوع من الكتابة  بشكل رئيسي من امتلاك المعلومة بطريق الاختلاط بأصحاب الرأي وصناع القرار وفئات المجتمع العامة والخاصة لتكوين الرؤية الصحيحة وربط الأحداث وفهم الصورة الكاملة والقدرة على استشراف القادم، وهذا التواصل لا تتوفرعليه  المرأة بسبب تنوع أدوارها وعدم تفرغها، وبفعل عقليات مهترئة  ترى في الشأن السياسي مجالا رجاليا بامتياز. كل هذا قاد المراة إلى التغيب عن الساحة السياسية والاعلامية . وجراء الترسّخ التاريخي لهذه الأفكار التي أقصت المشاركة النسائية انعكست هذه الانطباعات  والتقاليد لا فقط على حراك المرأة السياسي بل أيضا على واقع أفكارها وكتاباتها وفي هذا نحمل  المجتمع والمراة بالتبعية  باعتبارها جزءا من مكوناته مسؤولية هذا الغياب ونوكل لهما معا  الدور الرئيسي في معالجة هذا الوضع و التصدي لتأثير الصورة التي قصرت وظيفة المرأة على الامومة ورعاية الاطفال  . وهذا ما لابد أن تدركه  النساء أولا والمجتمع ثانيا للخروج من العقليات الاجتماعية الجامدة والترسبات التاريخية البالية  التي تجعل فاصلا بين المراة وعالمي السياسة والإعلام خاصة بعد هذا التغيير الاجتماعي والتطورالتنموي الذي نشهده اليوم  والذي يستدعي ضرورة التشارك في معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية والحضارية الملقاة على عاتق المواطن رجلا كان أو امرأة  وذلك بالبحث عن حلول للتخفيف من أعباء الخيارات التي تنيط بالمرأة مسؤولية التربية ومشاق شؤون المنزل لنوفر لها وقتا للقيام بواجبها في  العمل السياسي الحزبي وفي المراكز القيادية  لا من باب المنافسة للرجل أو الثأرمنه ولكن من منطلق واجب التشارك والاتحاد في النهوض بالعملية السياسية. والأكيد أن  بحث المرأة عن دور أكثر فاعلية وأهمية في المجال السياسي والاعلامي الذي يجعلها مواطنة كاملة الحقوق والواجبات أصبح اليوم مسألة حيوية لها وللمجتمع ويتوقف عليه مستقبل الأجيال القادمة بحكم طبيعة العصر وجسامة التحديات المفروضة على البلاد . ولكن يبقى هذا البحث عن استكمال الدور السياسي للمرأة رهن نجاحها في تحقيق التكامل الأمثل بين دورها الاجتماعي التربوي في الأسرة ودورها السياسي بل وحتى الاقتصادي خارج البيت . واليوم إن الحلول الدولية وحتى الحلول التي تعتمدها الحكومة وسلط الاشراف في بلادنا في معالجة هذا الوضع التاريخي الذي تشكو منه النساء على صدق النوايا وكثافة الجهود لا توفر على ما يبدو الإجابة الكافية لاتنظارات المرأة المجتمع لأن سياسة التمييز الإيجابي للمرأة من خلال ضمان حضورها عبر نسب مشاركة قارة في الحياة السياسية بالأحزاب والمنظمات والمؤسسات التشريعية قد تعطي نتائج عكسية بحيث تؤبد عقلية التواكل والتبعية والسلبية لدى المراة فلا تحفزها على المبادرة الحرة والهادفة . (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 124 بتاريخ 12 فيفري 2010)


في مفهوم السّلم الاجتماعيّة التّوازنات المهزوزة !!


 بقلم: محمد رضا سويسي   لعلّه من نافلة القول أنّ نشأة وتبلور بعض المفاهيم في مجتمع من المجتمعات إنّما هو وليد حاجة ذلك المجتمع إلى تلك المفاهيم من أجل توظيفها إمّا نظريّا في مختلف الدّراسات والبحوث أو من أجل تكريسها في سياق السّياسات والخطط المُتّبعة. ففي هذا الإطار ظهرت بعض المفاهيم والمصطلحات المستعملة اليوم محلّيا ودوليّا على غرار “التّنمية الشّاملة” و “التّنمية المستديمة” و”الحكم الرّشيد” ومختلف المفاهيم الأخرى المرتبطة بالتّنمية والإصلاح السّياسي والاقتصادي والاجتماعي لتتحوّل إلى جزء من القاموس المتّفق عليه والمستعمل في مختلف هذه المجالات. وقد ظهرت في تونس منذ السّنوات الأولى بعض هذه المفاهيم الّتي أتى بعضها مصطنعا وغير قابل للتّسويق لا معرفيّا ولا تاريخيّا مثل مفهوم “الوحدة القوميّة الصّمّاء” الّذي ساقه الرئيس بورقيبة في إطار رؤيته الإقليمية الضيّقة المُروّجة لمقولة “الأمّة التّونسيّة” الّتي يعتبر فيها تونس قوميّة قائمة بذاتها منفصلة عن امتدادها الاجتماعي والتّاريخي والحضاري الطبيعي الّذي هو أمّتها العربيّة، وهي رؤية تنبع من تصوّر كامل أراده بورقيبة لمستقبل هذه البلاد الّتي أراد فصلها عن جذورها الطّبيعيّة وربطها في إطار برنامج متكامل بالثّقافة الغربيّة تفكيرا وسلوكا ونمطا للاستهلاك والعيش… فباريس كانت “أقرب إليه من بغداد”. وفي نفس هذا الإطار من صنع واصطناع المفاهيم ظهر في المجال الاجتماعي مفهوم “السّلم الاجتماعيّة” كمفهوم حامل للمشروع المؤطّر للعلاقات بين مختلف الأطراف الاجتماعيّة من دولة كمشغّل رئيسيّ في البداية وفي نفس الوقت مشرّعا وحكما ومن أصحاب العمل أو الأعراف الّذين ما فتئ دورهم ونفوذهم يتزايد ويتدعّم مع إمعان الدّولة في خياراتها الليبرالية وفي سياسة الخوصصة والتّفويت للقطاع الخاص وكذلك من عمّال وفلاّحين وغيرهم من أطراف الإنتاج المادّي واللاّمادّي. وهو مشروع سعى منذ البداية إلى إبراز خيار الوفاق الاجتماعي بين مختلف هذه المكوّنات واعتبار هذا الوفاق السّبيل الوحيد لمواجهة الرّهانات والتّحدّيات التّنمويّة . إنّ هذا التّصوّر يبدو للوهلة الأولى تصوّرا مثاليّا وبنّاء من حيث أنّه يهدف إلى تمتين وتقوية الجبهة الدّاخليّة الّتي كانت تحت اسم “الجبهة الوطنيّة” العنوان الرّئيسيّ في خوض معركة التّحرير من الاستعمار الفرنسي، وهو تصوّر كان يمكن أن يستمرّ بريقه وقدرته على “التّوحيد” لو ساوى بين مختلف مكوّنات المشهد الاجتماعي في التّضحيات كما في المكاسب. لكنّ المسار الّذي اتّخذته الخيارات الاقتصاديّة والاجتماعيّة للدوّلة منذ مرحلة مبكّرة بعد الحصول على الاستقلال كان منحازا لفائدة شريحة أو فئة اجتماعيّة على حساب بقيّة فئات المجتمع بحيث ما فتئت مظاهر هذا الانحياز تتعدّد وتكثر ليجد أصحاب رؤوس الأموال أنفسهم الفئة المدلّلة للدّولة فيتمتّعون بالامتيازات الجبائيّة والتّسهيلات المفرطة أحيانا في المعاملات البنكيّة كما تُحوّر القوانين والتّشريعات الشّغليّة والاستثماريّة والماليّة حسب رغباتهم ومصالحهم بينما يكون دور بقيّة فئات المجتمع العاملة بالفكر والسّاعد تحمّل التّضحيات والمساهمة بالنّصيب الأكبر في دفع عجلة التّنمية وأيضا في التّعويض عمّا تخسره البلاد بسبب الدّلال المفرط الّذي تلقاه تلك الفئة الاجتماعيّة الّتي يحقّ لنا أن نتساءل عمّا قدّمته للبلاد والعباد مقابل ما أخذته من امتيازات، ماذا أضاف الرّأسمال الخاص في مستوى التّشغيل؟ وماذا أفاد في مستوى تطوير بنية البحث العلمي الهادف إلى تطوير الإنتاج في مختلف القطاعات فضلا عن ابتكاره لمجالات إضافيّة للإنتاج في الصّناعة والفلاحة والتّقنيات الحديثة؟ وإلى أيّ مدى ساهمت الأموال الّتي راكمها هؤلاء بفعل الإعفاءات والامتيازات الجبائيّة في خلق مواطن شغل جديدة محترمة وقادرة على صيانة السّلم الاجتماعيّة؟ وماذا فعل الخواص الّذين أخذوا المؤسّسات العموميّة على طبق من ذهب وبأسعار رمزيّة بهذه المؤسّسات وبالعاملين فيها؟ وهل كانت السلطات حازمة معهم بنفس درجة حزمهم مع أيّ عامل ارتكب خطأ لا يكاد أحيانا يُذكر ؟ . إنّ مثل هذه الأسئلة تكاد تعدّد إلى ما لا نهاية له خاصّة مع ما أصبحت عليه الخيارات الاقتصاديّة منذ الدّخول في الإصلاح الهيكلي وما سُمّي بمرحلة التّأهيل الشّامل وهي خيارات اقترنت بالانخراط في الشّراكة مع الاتّحاد الأوروبّي واتّفاقيّة التّجارة الدّوليّة بكلّ ما يعنيه ذلك من فتح للمجال الوطني أما السّوق العالميّة بكل شراستها وبانفتاحها على كلّ الاحتمالات بما في ذلك الأكثر سوءا وقتامة كالأزمة الاقتصاديّة العالميّة الّتي لم يكن الخطاب الرّسمي المقلّل من وطأتها على أوضاعنا الدّاخليّة مقنعا للمواطن البسيط قبل العارف والخبير… هذه الأزمة الّتي مثّلت محطّة أخرى لتأكيد دعم الدّولة لأصحاب رؤوس الأموال بالمال المقتطع من الميزانيّة العامّة .

إنّ ما أصبح يشهده سوق الشّغل من طرق مختلفة للتّلاعب بعمليّة التّشغيل المرتكزة على بعض النّصوص القانونيّة على غرار عقود العمل الوقتي أو القائمة على فرض أمر واقع الدّولة من خلال مؤسّساتها العموميّة مساهمة فيه كالتّشغيل بما يُسمّى المناولة فضلا عمّا سبق الحديث عنه في مقالات سابقة حول العدالة الجبائيّة وشفافيّة عمليّات الانتداب والتّشغيل كلّها ممّا يدفعنا إلى الاستنتاج بأنّ شعار السّلم الاجتماعيّة قد فقد درجة كبيرة من توازنه ولم يعد سوى شعارا برّاقا يخفي وراءه تناقضات كانت قائمة منذ البداية لكنّها ازدادت مع التّحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ومع تأكيد الخيارات الحاليّة في التّنمية عمقا، وهو ما يجب أن يكون حافزا لإعادة النّظر ليس في وضعيّات أو حالات يقع عزلها وتصويرها على أنّها من الشّاذ الّذي لا يُقاس عليه وإنّما في خيارات إن استمرّت ولم تقع مراجعتها فإنّها ستكون سببا في تراكمات سلبيّة تمسّ المناخ الاجتماعي العام.
إن الرؤية الاستشرافيّة الحازمة تقتضي اليوم أن تكون سلطة الإشراف أكثر استعدادا من أي وقت مضى إلى فتح حوار وطنيّ حقيقيّ يتجاوز الاستشارات السّطحيّة أو تسجيل ما يأتي من تدخّلات في بعض الهيئات الدّستوريّة إلى الدّراسة العميقة والشّفّافة والعلميّة لما هو كائن وما يجب أن يكون أخذا بعين الاعتبار للإمكانيات الظّاهرة والكامنة الموجودة في البلاد وكذلك لجملة من المبادئ الّتي أُعتبرت منذ القديم أساسا للعمران وأولها عدالة توزيع الثّروات ـ كما التّضحيات ـ بين مختلف فئات الشّعب فذلك هو وحده الضّامن لسلم اجتماعيّة حقيقيّة ولوفاق اجتماعيّ لا شكّ أنّه سينعكس على السّياسة. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 124 بتاريخ 12 فيفري 2010)  


الأرقام والمؤشرات الاقتصادية: لا قيمة لها إلا في انعكاسها الايجابي على حياة المواطن


بقلم :محمد مسيليني     تعمد الحكومة التونسية وكل الحكومات في العالم وباستمرار لنشر جملة من الأرقام والمؤشرات حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. هذه المؤشرات تعد من قبل مختصين في الاقتصاد والإحصاء والشأن الاجتماعي تابعين مباشرة للحكومة أو مستقلين نسبيا أو مراكز دراسات محايدة تماما.  وحياد مراكز البحث والإحصاء مرتبط بخيارات الحكومات ومدى تماسك تصوراتها وكذلك بموقع الإدارة ودورها في المنظومة السياسية من حكومة وأحزاب وصحافة ومنظمات اجتماعية. غير أنه لا بد من التأكيد منذ البداية أن العاملين في هذه المراكز من كوادر مختصة  في مجال الاقتصاد وتقنياته ونظرياته ومفاهيمه   وكذلك في مجال الإحصاء  يمتلكون قدرا  عاليا من العلم والتكوين والاطلاع على تجارب الآخرين شأنهم في ذلك شأن الباحثين الجامعيين في أي ميدان. وعادة ما تكون البحوث الاجتماعية والدراسات الاقتصادية التي تعتمد مؤطرة  ومراقبة  من قبل باحثين جامعين  مشهود لهم وإن اختلفنا معهم في التصور وتوظيف المعلومة وفهمها. الأرقام والمؤشرات التي تنشر بشكل دوري أو مناسباتي  تمثل مرجعا مهما للباحثين والدارسين ولكل الإطراف السياسية والاجتماعية وغيرها للحكم على الاقتصاد وتطوره من مرحلة إلى أخرى. ولكنها أيضا معطيات تعتمدها المؤسسات الدولية المانحة والمتعاملة مع البلد. إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في الخلاف الدائم بين الحكومة من ناحية والعديد من الأطراف السياسية والاجتماعية حول صحة الأرقام والمؤشرات. وفي عديد من الاجتماعات والمجالس والمقالات الصحفية يقع التطرق لهذا الخلاف  . الحكومة تؤكد باستمرار بأن أرقامها صحيحة وهي على استعداد دائم للحديث في مضمون الأرقام والمؤشرات ولكنها لا تقبل إطلاقا التشكيك في صحة هذه المعطيات  المعدة وفق  الطرق العلمية  المتعارف عليها دوليا “تصريح السيد وزير المالية أكثر من مرة “. وهي تؤكد كذلك أنها لا تتدخل إطلاقا في عمل المعهد الوطني للإحصاء الذي يتمتع باستقلالية في إعداد المؤشرات ونشرها ولا سلطة للحكومة عليه وكل ما ينشر لا يخضع للمراجعة لغرض سياسي حتى وإن كان للحكومة أرقامها السرية “السيد وزير التنمية في كلمته التي ألقاها خلال المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته الأولى”.   إننا لا نريد الدخول في جدل حول هذه النقطة ولا نريد تأكيد  أو نفي  ما يصدر عن الحكومة لأنه لا يمكن أن  توجد حكومة في العالم  لا تتدخل من أجل التوظيف السياسي والشعبوي بما في ذلك الحكومات الغربية “العريقة في الممارسة الديمقراطية والتداول على السلطة” ولنا في أمريكا وفرنسا مثال حي ليس في مستوى السياسة الخارجية وقضايا الأمن فحسب ولكن أيضا فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتنموي والاجتماعي.  هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أليس من حق الحكومة أن تستعمل كل الأساليب والطرق الممكنة للتدليل على صحة خياراتها . وما على الأطراف الأخرى والتي تقف على نفس الأرضية معها إلا إثبات العكس وإقناع المجتمع به. المعطى الثاني الهام الذي ترتكز عليه حجة الحكومة يتمثل في اعتماد هذه المؤشرات من قبل المؤسسات الدولية وفي مقدمتها بالطبع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤتمر دافوس وغيرها  . غير أن هذه الحجة لا تصمد كثيرا لأن هذه المؤسسات – هي من يشجع الحكومة ويزين لها المسار الذي تسير فيه – وقد ثبت أكثر من مرة عدم مصداقيتها  وكل العالم يعرف أنها معادية للخيارات الاجتماعية المتوازنة ورائدة في فرض خيار اقتصاد السوق والليبرالية والارتباط بالدورة الاقتصادية العالمية. المستوى الثاني الذي نشير إليه هو الانتقائية في التعامل مع الأرقام والمعطيات مما يفقد بعض المصداقية، إذ ينشر في الإعلام الموجه للمواطن ما يذكر خارجيا عن ايجابيات وتقدم حاصل في قطاع معين في حين يغض الطرف عما يذكر خارجيا من جوانب سلبية صادرة عن ذات المصادر التي ذكرت الايجابيات. من ذلك ترتيب تونس بين سنة وأخرى في ما يتصل بمستوى الشفافية. والأطراف التي تشكك في المؤشرات المعتمدة من قبل الحكومة لا تقدم دليلا واحدا على ما تقول ولا تمتلك إمكانية تقديم أرقام ومعطيات بديلة أو أكثر دقة وتعبيرا عن الواقع المعيش لأنها ببساطة لا تمتلك الإمكانيات البشرية والمادية للقيام بعمليات الإحصاء والدراسة عندما تكون الإدارة غير مستعدة للمساعدة. إن الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب إحصاءات علمية ومعطيات واقعية لا تتوقف عند التحليل والموقف الانطباعي ولكنها تتطلب بالضرورة إثباتات من الواقع . المستوى الآخر هو أن غالبية الأطراف التي تعارض مؤشرات الحكومة تقف معها على نفس المسافة تقريبا من الخيار الليبرالي ولم نجد لديها وعلى صفحات منشوراتها بدائل اقتصادية واجتماعية مغايرة وهي من ناحية تبقى في مستوى الشعارات ومن ناحية ثانية تطالب ببعض التحسينات مما جعل كل الإطراف بما في ذلك تلك التي توصف بالمتشنجة تثني دائما على المنجز الاقتصادي وتطالب بأن يكون التطور السياسي موازيا لما أنجز في المجال  الاقتصادي والاجتماعي. إنها في حقيقة الأمر توغل في إشكالية العلاقة بين التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية  وكيفية التزامن بين الاثنين عوض نقد الواقع وتقديم بدائل عنه تتجاوز شعار”الاشتراكية وكفى” أو مقولة “الاقتصاد الإسلامي” أو غيره . جريد “الوطن” تناولت أكثر من مرة بالتحليل بعض المؤشرات المعتمدة ليس من باب التشكيك فيها ولكن من خلال نقد مضمونها ومدلولاتها الاجتماعية والاقتصادية وطرق إعدادها. ولكن لماذا لا تلجأ جريدة الوطن الناطقة باسم حزب معارض إلى نفس الأسلوب المعتمد لدى البعض الآخر فترفع عقيرتها بالصياح حتى يرضى عنها بعض القوم وتصنف ضمن الجرائد “المعارضة الراديكالية أو التي ترضي بعض الواقفين على الربوة”. وهنا وجب التوضيح لنقول للقراء أن الجريدة وهي تتناول الجانب الاقتصادي والاجتماعي تعتمد جملة من الحقائق نذكر منها: 1- إننا أخلاقيا  وسياسيا نعتمد خيارا يتعارض مع السب والشتم والتشكيك وعدم تثمين عمل الآخرين ولكننا نعلن باستمرار رفضنا  للخيار الليبرالي واعتراضنا على الارتباط بالدورة الاقتصادية العالمية ومعارضتنا للتفريط في القطاع العام وتقزيم دوره. 2- أكدنا أن العديد من المؤشرات المعتمدة وبغضّ النظر عن صحتها تمثل معدّلات “الدّخل الفردي ” لا تعبر عن واقع اجتماعي حقيقي وبذلك يكون تطورها من عدمه ليس له مدلول اجتماعي إذا لم نثبت استفادة المجتمع من هذا التطور بشكل متقارب.  3- إن بعض المؤشرات مثل نسبة التضخم ومؤشر الأسعار وتطور القدرة الشرائية وغيرها  تعد سلة من المكونات “panier ” وطرق تعديل “pondération ” للمكونات  في حاجة دائمة للمراجعة والتحيين وفق تطور المجتمع وهيكلية الاستهلاك ولا يصح توظيف هذه العناصر بشكل يضمن مؤشرات وأرقام مريحة. إن الموضوع لا يتعلق بصحة الأرقام ولكن بمضمون طرق الإعداد. هذا الجدل  لا تختص به تونس بل نجد الخلاف حوله حتى بين الأحزاب المتداولة على الحكم بشكل دوري في أوروبا “فرنسا، ايطاليا…” 4- إن الغالبية العظمى من شعبنا لا تفهم كثيرا لغة الأرقام وتعتبرها شأن أهل الاختصاص بما في ذلك الشريحة المتعلمة وخريجي الجامعات وحتى الكثير من المشتغلين بالسياسة. إن الذي يهم شعبنا هو انعكاس التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي على حياته اليومية من شغل وقدرة شرائية وتطور مستوى العيش. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 124 بتاريخ 12 فيفري 2010)  


شهادات

ننطلق في نشر سلسلة من شهادات مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس الذين عايشوا أحداث 5 فيفري 1972

 الحلقة الأولى : الحبيب مرسيط : حركة فيفري جذرت وعي الحركة الطلابية  


أفادنا المناضل السابق بالاتحاد العام لطلبة تونس الحبيب مرسيط بشهادات حول تجربته النضالية فترة أواخر الستينات وبداية السبعينات وما تميزت به من ظروف وأوضاع أدت إلى دخول الاتحاد في حقبة تاريخية جديدة.   “وقع انتخابي كعضو مكتب فدرالي بكلية الآداب في السنة الجامعية 69-70. كانت تجربة صعبة وثرية في نفس الوقت. صعبة لأن الحركة الطلابية واجهت قمعا قاسيا سنة 68 حيث وقعت حملة إيقافات ومحاكمات للمناضلين والطلبة والحركة الطلابية كانت وقتها في حالة جزر والطلبة مازالوا تحت تأثير مخلفات القمع والاضطهاد مما صعب إعادة تنظيم الحركة لصفوفها داخل الاتحاد العام لطلبة تونس. إعادة هيكلة الكليات والمعاهد كانت مهمة صعبة حينها ورغم ذلك توصلت الحركة إلى تضميد جراحها وحققت الأطراف الغير موالية للسلطة (النقابيين المستقلين خاصة) للأغلبية داخل الكليات الكبرى (9 أفريل، كلية العلوم، كلية الطب…). عودة النشاط أيضا كان أمرا صعبا نظرا لخروج قرارات وقوانين جديدة (نظام الخراطيش…). نحن لم تكن لنا خبرة في العمل النقابي (أنا كنت سنة ثانية). الذي يقودنا فقط هو الإرادة والقابلية للتعلم. كنت مسؤولا عن الأنشطة الثقافية وحددنا للحركة أبعادا مختلفة: برامج ثقافية متنوعة ذات مستوى رفيع (سينما، مسرح، ندوات علمية، نشريات علمية) حيث كان لكل فرع نشرية خاصة به. هناك فرع مسؤول عن الإحاطة الاجتماعية بالطالب وآخر مسؤول عن العمل النقابي وضبط الملفات النقابية (المنح، التشغيل، المطالب ذات الطابع الاجتماعي…). كانت حركة متنوعة وكانت النقاشات بين الهياكل ثرية رغم الصراعات. القاسم الأساسي هو قانون الاتحاد العام لطلبة تونس. هذا العمل أدى إلى نتيجتين: -تجذر الحركة الطلابية والعمل النقابي داخل الكليات. أصبح للمكاتب الفدرالية كلمة مسموعة تلقى تجاوبا وتفاعلا من الجماهير الطلابية. – تأزم العلاقة مع السلطة وبوادر إرادة منها لافتكاك هياكل الاتحاد خاصة مع تخوفها من افتكاك المعارضة لأغلب هياكل الاتحاد في الخارج. وقد هيأت هذه الظروف لأحداث مؤتمر قربة 1971. في مؤتمر 71 كانت الأغلبية للمعارضة بينما كان مرشحي الحزب الحاكم أقلية مما جعل السلطة تقوم بالانقلاب سيء الذكر (105 من المؤتمرين عبروا في عريضة أن المؤتمر لم ينه أشغاله نظرا لأنه أوقف بالقوة). تشكلت لجنة من 5 أعضاء للتفاوض مع الحكومة ولكنها رفضت التفاوض فتم الاتفاق على أن تقوم هذه اللجنة بتجميع الطلبة والاتصال بهم لإعلامهم. أول السنة الجامعية وقع النقاش حول مسألة القبول بالقيادة النقابية أم يتم رفضها وقد وقع الاتفاق على مقاطعتها والقيام بمؤتمر ثاني يتم فيه البحث عن الشرعية الجماهيرية والدخول في مواجهة صدامية مع السلطة ووقع تشكيل لجان للإعداد لمشاريع لوائح المؤتمر 18 خارق للعادة. ووقع تكوين لجنة الاتصال بالوزارات وكنتُ مكلفا بالاتصال بالوزير الأول لكننا قوبلنا بالرفض. التحركات الطلابية كانت ضخمة وجماهيرية خاصة مع محاكمة أحمد بن عثمان. بدأت أشغال المؤتمر والتحقت جميع الأجزاء بكلية الحقوق التي عجت بالطلبة والمؤتمرين. يوم 5 فيفري 1972 وقع تنظيم هجوم على المركب الجامعي بمليشيات مسلحة بالهراوات ثم تدخل البوب (BOB) بالقوة إثر فشل المليشيات حينها تم فك الاعتصام للحد من الخطر واثر ذلك تم اعتقالنا علنا (أغلب القيادات واللجنة التحضيرية) وتواصل القمع وتواصل القمع وتمت محاكمة المناضلين التابعين للتنظيمات السياسية (آفاق، القوميين…) أما النقابيين فقد تم إطلاق سراحهم (أنا تم إطلاق سراحي في أفريل). هكذا دخلت الحركة الطلابية في تجربة الهياكل النقابية المؤقتة.   
(المصدر:”المنبر”صوت النقابيين الرادكاليين بالجامعة التونسية (مجلة حائطية-تونس)بتاريخ 13 فيفري 2010)
 


المثقف والالتزام السياسي

 


عن د . عبد الاله بلقزيز بالتصرف   تركت فكرة الالتزام أثراً بالغاً في وظيفة الثقافة وعمل المثقفين، ووجهت مسارهما لرَدح من الزمن المعاصر. ومع أن الفكرة تضرب بجذورها إلى القرن التاسع، وعززتها الماركسية في مطالع القرن العشرين أكثر بإلحاحها المستمر على جَدَل النظرية والممارسة ووجوب صرف الفكر إلى خدمة قضايا الطبقات الكادحة، إلا أن اندفاعها الأضخم سيكون في النصف الثاني من القرن العشرين، في عصر الاستقطاب الإيديولوجي الكبير بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي (وداخل الغرب بين اليسار واليمين)، وفي عصر الاندفاع الكبير لحركات الشبيبة والحركات الطلابية وانتفاضاتها المدوّية – على مثال انتفاضة ماي 1968 في فرنسا وبعض أوروبا- وللإيديولوجيات السياسية الراديكالية. وكما كانت الفكرة وجدت تعبيرها النظري والفكري، في النصف الأول من القرن العشرين، في بعض كتابات لينين حول دور المثقفين الثوريين، وفي نصوص فكرية لأنطونيو غرامشي حول “المثقف العضوي” و”المثقف التقليدي”، فإنها ستجد تعبيرها المتجدد، في النصف الثاني من القرن نفسه، في ما كتبه جان بول سارتر في معنى الالتزام في خطاب إلى المثقفين. والفكرة إنما تقرر وظيفة اجتماعية للمثقف تفترض أنها حيّز من حيّزات الثقافة وشكل من أشكال حراكها المفترض. وبمقتضى ذلك الافتراض، لا تكون وظيفة المثقف فكرية أو معرفية فحسب، وإنما اجتماعية:الانشغال بالقضايا العامة، والمشاركة فيها بالرأي والموقف، والانحياز للطبقات الاجتماعية الكادحة أو المهمَّشة، والنضال ضد الرأسمال والسلطة والمؤسسة واللامساواة والقمع.. الخ. لا تكتمل صورة المثقف، بل ولا هو يكون أهلاً لَحمْل الصفة هذه، ما لم يستكمل وظيفته المعرفية بهذه الوظيفة الاجتماعية التي تُخرجه من فرديته إلى كينونة اجتماعية أعلى يُدرك فيها صلات المعرفة بالاجتماع المدني والسياسي. بهذه الوظيفة المضافة يولدُ معنى المثقف ولادة جديدة تخرُج به من لحظة “أنا أفكر” إلى لحظة “أنا أمارس”. ازدهر، في الأثناء وبالتبعة، خطابُ الالتزام في الأوساط الثقافية والفكرية. بعض المثقفين نجح في التعبير عنه فطَفِق يتناول بالنقد المؤسسات القائمة (الرأسمال، السلطة، مؤسسات الضبط الاجتماعي، المعرفة بما هي رهان سلطوي، القمع، التهميش الاجتماعي، الثقافة الجنسية السائدة، نظام القيم البرجوازية، الديمقراطية وآليات العزل التي تضمرها، النظام المدرسي السائد، المؤسسات الدينية، المؤسسات الحزبية والنقابية، المركزية الأوروبية والنظرة الدونية إلى الآخر)، ويعتبر ما كتبه كلود ليفي ستروس، وشارل بيتلهايم، ولوي ألتوسير وميشيل فوكو، وبيير بورديو، ويورغن هابرماس، ونيكوس بولانتزاس، وناحوم تشومسكي، وجاك ديريدا مثالاً لهذا النوع من التفكير الأكاديمي الذي استبطن فكرة الالتزام وعبّر عنها بطريقته. ولقد تكرّس في الوعي الماركسي، في القرن العشرين، هذا المعنى لالتزام المثقفين من خلال ما كتبه في الموضوع كل من لينين والعديد من الماركسيين، ومن خلال تجربة هؤلاء في الحياة والنضال وغيرهم (هوشي منه، إرنستو تشي غيفارا..). فلقد رسم لينين في الوعي الجمعي معنى للمثقف الملتزم: أن يكون وسيطاً بين المعرفة والجماهير فينقل للأخيرة وعياً طبقياً يطابق مصلحتها في الثورة. من يؤدي هذا الدور، ينتسب إلى فئة المثقفين الثوريين الذين هم -في “نظرية” الثورة عند لينين- جزء من قوى التغيير الثوري إلى جانب البروليتاريا والفلاحين الفقراء، ومن يخون هذا الدور، فهو مثقف برجوازي صغير معاد للثورة حتى إن لم يقصد العداء أو يخوض فيه. هذه، بإيجاز شديد، السياقات السياسية والثقافية، الحديثة والمعاصرة، لميلاد فكرة المثقف الملتزم. وهي، على اختلاف بين محطاتها التاريخية وطبعاتها الثقافية المتنوعة، يجمع بينها جامع في النظر إلى المثقفين ورسالتهم: إنهم رُسُل اجتماعيون ينتدبهم التاريخ وموقعيّتهم في المجتمع لحمل رسالة التغيير والمشاركة مع الناس في تحقيقه. إن دورهم ليس تفسير العالم وإنما تغييره. وبمقدار ما كانت فكرة الالتزام عظيمة الفائدة بالنسبة إلى فعاليتها وإلى صورة المثقفين، كانت باهظة الثمن على أدوارهم الفكرية والمعرفية والثقافية، فلقد هَبَطَت بالمثقف من معناه كمالك لرأسمال رمزي – هو المعرفة- إلى ناشطٍ حركي.. إلى داعية. (المصدر:”المنبر” لسان حال النقابيين الرادكاليين بالجامعة التونسية (مجلة حائطية-تونس)بتاريخ 13 فيفري 2010)


عندما يصبح البحث العلمي في خدمة منظمات المجتمع المدني


صلاح الجورشي 2010-02-13 عُدت مؤخرا من منطقة البحر الميت القريبة من العاصمة الأردنية بعد مشاركة دامت يومين (27- 28 يناير) في مؤتمر دولي نظمته “مؤسسة المستقبل”، وخصصته لتقييم الدراسات التي أنجزت في العالم العربي عن “المجتمع المدني”. وقد أكدت السيدة نبيلة حمزة -المديرة التنفيذية للمؤسسة، وهي عالمة اجتماع تونسية وناشطة خاصة في مجال الدفاع عن المساواة بين الجنسين وربط ذلك بالنضال الديمقراطي- أكدت في افتتاح المؤتمر على أن المجتمع المدني قد تبوأ موقعا جديدا في مطلع التسعينيات من القرن العشرين باعتباره “إحدى الآليات الرئيسية للإسهام في عملية التحول الديمقراطي”. وأضافت أن أهم ما يرمي إليه المؤتمر هو “توسيع فهمنا لملامح تطور المجتمع المدني الذي نشهده في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر المراجعة النقدية للأدبيات وتحديد الثغرات البحثية بقصد تداركها، واستنباط الأولويات البرامجية”. وهي إذ أقرت بوجود “زاد معرفي لا بأس به في مجال أدبيات المجتمع المدني”، فإنها اعتبرت أن السؤال المطروح الآن هو “كيف لنا أن نطور بحوث ودراسات المجتمع المدني في المنطقة؟”. لم يكن المشاركون في المؤتمر من الباحثين الأكاديميين، بل لعل أكثرهم منخرطون في الحراك الاجتماعي، ويتحملون مسؤوليات في صلب المنظمات غير الحكومية، سواء داخل المنطقة العربية، أو الذين قدموا من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا، وإفريقيا وأميركا اللاتينية. حتى الباحثين منهم يعمل أغلبهم في صلب إحدى مؤسسات المجتمع المدني. وقد اتضح مع نهاية المؤتمر عمق الفجوة القائمة بين الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني، رغم أن هذه الأخيرة تشكل مجالهم البحثي. لا يعني ذلك أن المعلومات التي أوردوها في دراساتهم خاطئة، وإنما الكثير منهم قد تعامل مع الجمعيات التي درسها وكأنها منفصلة عن محيطها الذي يعج بالتناقضات، في حين أن نشطاء المجتمع المدني يرغبون في إقامة شراكة مع الباحثين، حتى يستفيدوا من نتائج أبحاثهم في عملية الارتقاء بأدائهم، ويحسنوا توظيفها لتحقيق أهدافهم والتوصل إلى إنجاز تغيير فعلي في صلب الدولة والمجتمع. أكثر من 300 ألف جمعية تعمل في العالم العربي، وهو رقم هام يدل على أن ما يطلق عليه بالمجتمع المدني قد أصبح ظاهرة حقيقية وفعلية، رغم الصعوبات ومظاهر الضعف التي تحد من دوره. ومن الأرقام التي لفتت نظري في هذا المؤتمر والدالة على الثقل الذي احتلته الجمعيات في حياة الكثير من المواطنين العرب، أن الدراسات الأردنية تقدر بأن سدس سكان الأردن هم أعضاء في منظمات وهيئات المجتمع المدني، أي قرابة المليون شخص. ونفس هذا الرقم نجده أيضا يتردد في بعض الدراسات التي تناولت المجتمعات الخليجية، التي بها حوالي عشرة آلاف جمعية. هذا يعني أن الجمعيات أصبحت ملاذا لكثير من المواطنين العرب. وهنا تشير معظم الورقات البحثية التي قدمت إلى أن أغلب هذه الجمعيات ذات خلفية دينية، ومصنفة ضمن العمل الخيري، الذي لا يزال يلعب دورا هاما في العديد من المجتمعات العربية، بل وازداد تأثيرها بعد أن أخذت الدولة تتخلى عن مهمة الرعاية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بسبب التغيير الجوهري الذي حصل في اختياراتها وسياساتها وأولوياتها. هذا الأمر غذى نقاشا مهما بين المشاركين في هذا المؤتمر حول دور الدين في منظومة القيم التي لا تزال سائدة في المجتمعات العربية، إذ تساءل البعض عن مدى مشروعية اعتبار الجمعيات الخيرية جزءاً لا يتجزأ من مفهوم ومنظومة المجتمع المدني، خاصة أن الغربيين الذين حضروا أكد العديد منهم على أن هذه المسألة قد حسمت لديهم منذ فترة طويلة، حيث تشارك الجمعيات الدينية جنبا إلى جنب مع الجمعيات العلمانية، وتحت مظلة واحدة هي مظلة المجتمع المدني. كما دار نقاش ثري أيضا حول الخصوصية، وهي الإشكالية التي تكاد تثار في أغلب المؤتمرات التي تنظم بالمنطقة العربية أو عنها. وإذ عبر البعض عن تخوف مشروع من أن تستعمل الخصوصية للتشكيك في مشروعية عدد من الحقوق الأساسية، خاصة بالنسبة للنساء أو الأقليات. لكن ما دافع عنه بعض الباحثين كشف عن بعد آخر من الإشكالية: هل مجمل المقولات التي نشأت في ظل التطورات التاريخية التي شهدتها المجتمعات الغربية، والتي تمحورت حول مفاهيم الدولة والحداثة والدين والمجتمع المدني وغيرها قادرة على أن تشكل الإطار المنهجي لفهم وتحليل بنية المجتمعات المدنية العربية (د.أماني قنديل). خلاصة القول، ضرورة أن يتلازم التنظير مع الممارسة ومع ما ينتجه البحث الميداني، أما إسقاط المفاهيم الجاهزة فقد يترتب عليه تشويه لفهم النشطاء والباحثين للواقع المعاش. الأهم من ذلك هو رصد حركة هذه المنظمات، للرفع من قدراتها على التأثير. لأن الديمقراطية التي ينشدها الجميع لن تتحقق إلا إذا توافرت الرافعة الاجتماعية وحصل الانصهار الفعلي لدعاة التغيير في حركة المجتمع. *كاتب وصحافي تونسي (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 13  فيفري  2010)
 

ربع التونسيين لم يطالعوا كتاباً في حياتهم

من تونس: إسماعيل دبارة- إذاعة هولندا العالمية/ “ثلاثة أرباع التونسيين لم تطأ أقدامهم مكتبة عمومية، وأكثر من 22.74 بالمائة منهم لم يطالعوا طيلة حياتهم كتابا مهما كان نوعه”. هذا ما خلصت إليه “اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة” (حكوميّة) بعد إجراء دراسة ميدانية للوقوف على علاقة التونسيّ بالكتاب. الأرقام كانت مفزعة، والأسباب تباينت من جهة إلى أخرى، ما حدا بالإعلام التونسيّ إلى إطلاق صيحات الفزع و التحذيرات من أنّ “مجتمع المعرفة” المنشود لا يزال صعب المنال. أزمة كتاب تقول دراسة “اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة” أنها اهتمت بعينة ممثلة لمختلف الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية للمجتمع التونسي (1029 مستجوبا) في محاولة لتحديد علاقة المواطن التونسي بالكتاب والمطالعة. وكشفت الدراسة أنّ ربع التونسيين لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم، وقرابة العشرين بالمائة لا يحبون الكتاب أصلا. وثلاثة من أربعة تونسيين لم تطأ أقدامهم مكتبة عمومية ،وأن الجامعات لم تعد مكانا لمطالعة الكتب (18 بالمائة فقط قالوا أنهم يفضلون القراءة في الجامعة)، في حين حبّذت أغلبية العينة (أكثر من 94 بالمائة) المطالعة بالمنزل. وأشار 44 بالمائة من المستجوبين إلى أنهم لا ينفقون أكثر من ثلاثين دينارا سنويا لاقتناء الكتب. وبيّنت الدراسة كذلك أنّ النساء في تونس يطالعن أكثر من الرجال بنسبة 7.51 بالمائة وان قرابة 6 قراء من بين 10 يطالعون أقل من 5 كتب كل سنة، وان 23.17 يطالعون ما بين 6 إلى 10 كتب في السنة باللغتين العربية والفرنسية، إما بحثا عن الثقافة العامة أو بسبب العادة أو الهواية. واستنادا إلى إجابات العينة، فإن العزوف عن الكتاب و المطالعة عائد إلى “قلة الوقت” كما أكّد 57 بالمائة من المستجوبين، أو بعدم تحول المطالعة إلى عادة يومية (20 بالمائة)، فيما صرح 11 بالمائة أنهم يفضلون القيام بأنشطة أخرى عوض القراءة. مُفارقة تقلصت نسبة الأمية في تونس وفق الأرقام الرسمية إلى حدود 19 % من إجمالي السكان بعد أن كانت 27 % قبل عشر سنوات.في حين يبلغ عدد المكتبات العمومية 378 في مختلف أنحاء البلاد إضافة الى ما يعرف بالمكتبات المتجولة التي بلغ عددها 30 تغطي 1800 تجمعا ريفيا في محاولة لخلق عادة المطالعة مع سهولة الحصول على الكتاب. وتُعرف تونس بـ”المعرض الدوليّ للكتاب” الذي يقام في أبريل – مايو من كلّ عام ، كما تعرف باحتفالاتها السنوية الضخمة لإحياء ذكرى شعرائها وأدبائها كالشاعر أبو القاسم الشابي و العلامة الطاهر بن عاشور والكاتب علي الدوعاجي، وبعض المناسبات العربية و الإسلامية على غرار “القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية”. إلا أن معظم تلك التظاهرات و الحركية الثقافية والأدبية لم تنعكس ايجابيا على نتائج دراسة الكتاب و المطالعة ، مما شكل مفارقة كبيرة لم يستسغها كثيرون. يقول الشاعر والكاتب التونسيّ البحري العرفاوي في تصريح للقسم العربيّ بإذاعة هولندا العالميّة أنّ “الإعلام الرسميّ يتحدّث عن محطات واحتفالات ومناسبات في حين أنها لا تتجاوز بعض الأعراف التي يكتفي فيها البعض بالشعارات والفرخ الخاويّ”. ويضيف:”الثقافة ليست احتفالات، بل هي دربة على التفكير و التأمل و القراءة”. ثقافة الاستهلاك والرقابة يعيقان المطالعة الأسباب التي قدمتها الدراسة الحكومية حول عزوف التونسيّ عن الكتاب والمطالعة على غرار ضيق الوقت وعدم اكتساب ثقافة المطالعة منذ الصغر، علاوة على انتشار “الثقافة الافتراضية” ومنافسة التكنولوجيات الحديثة، لم تقنع المتابعين في تونس. وشكّك عدد من الكتاب والمعلقين التونسيين في تلك الأسباب في تعليقاتهم على نتائج الدراسة ، محملين البرنامج التربويّ مسؤولية عدم ترغيب الناشئة على المطالعة. ويرى الشاعر البحري العرفاوي أن سيطرة ثقافة الاستهلاك ومخاطبة الغرائز في عصر العولمة له تأثير كبير على العزوف عن الكتاب، ويقول للقسم العربيّ:”هنالك رقابة صارمة تشرف عليها جهات دولية جعلت الناس تنصرف عن المطالعة مقابل مزيد الاهتمام بكتب الفراغ كعذاب القبر وكتب فنون الطبخ وأخرى تهتمّ بالسحر والشعوذة”. وشهد معرض تونس الدولي للكتاب العام الماضي انتقادات واسعة بعد أن فرضت إدارة المعرض رقابة صارمة على الكتب السياسية والدينية، مبررة تلك الإجراءات بـ”العمل على منع نشر الكتب التي تنشر أفكارا ظلامية وهدامة مقابل ترويج العناوين الداعية إلى تنوير العقل والانفتاح على الآخر”. ردّ الاعتبار للمعرفة و بخصوص منافسة وسائل الاتصال الحديثة والانترنت للكتاب، يرى الشاعر البحري العرفاوي إنّ “للكتاب جاذبيته الخاصة وتأثره الخاص رغم منافسة النشر الالكترونيّ الذي أخذ الكثير من وقت الشباب” على حدّ تعبيره، مؤكدا أن الحلّ الوحيد للمصالحة بين التونسيّ و الكتاب هو “ردّ الاعتبار للمعرفة و العارفين وضرورة الاعتراف بنجومية المثقفين حتى لا يتطاول الفارغون على المثقفين “. أما “اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة” فقد دعت إلى ضرورة “إعطاء دفع جديد للخطة الوطنية للترغيب في المطالعة واعتبارها شأنا وطنيّا عاما ليشمل أطرافا أخرى والانفتاح على نسيج المجتمع المدني”. بالإضافة إلى “وضع خطة شاملة لإنتاج الكتاب وتوزيعه والتنسيق بين مختلف الشبكات المكتبية وتطوير وسائل عملها فضلا عن إيجاد السبل الكفيلة بتنمية الميول القرائية وترسيخ المطالعة كممارسة ثقافية في المجتمع التونسي.”
 
(المصدر: موقع إذاعة هولندا العالمية بتاريخ 13 فيفيري 2010)
 
 


رخصة بائع متجوّل بين مؤيد ورافض

هيكل سلامة تونس/الوطن لم يعجب شريحة الباعة المتجولين من المواطنين التي تعتبر أن قوتها اليومي رهين هذه الحرفة، قرار السلطات المحلية بتنظيم القطاع  بعد أن عقد المجلس الوطني للتجارة الداخلية اجتماعه السنوي وتمّ خلال هذا الاجتماع المصادقة على النصوص التطبيقية لقانون تجارة التوزيع الذي تمّت المصادقة عليه في أوت 2009. ومن ضمن النصوص التطبيقية الجديدة تحديد شروط وإجراءات ممارسة تجارة التفصيل بالتجوال. وتمّ في هذا الغرض إعداد مشروع قرار مشترك بين وزيري التجارة والصناعات التقليدية والداخلية والتنمية المحلية سيصدر بالرائد الرسمي قريبا.  ويندرج مشروع هذا القرار في إطار تدعيم المنظومة التشريعية والترتيبية والبرامج الوطنية للتصدي لظاهرة التجارة الموازية والعمل على احتوائها. وقد نصّ الفصل التاسع من القانون عدد 69 المؤرخ في 12 أوت 2009 المتعلق بتجارة التوزيع، تنظيم تجارة التوزيع بالتجوال بالتنصيص على ضرورة الحصول على بطاقة تاجر متجوّل لممارسة هذا النشاط. وتضمّن مشروع القرار المشترك المصادق عليه أحكاما تتعلق بممارسة تجارة التوزيع بالتجوال (الأسواق الأسبوعية أو كل فضاء مهيّأ للغرض) وضبط شروط الممارسين لهذا النشاط بصفة عشوائية ومهمّشة وضرورة الحصول على بطاقة تاجر متجوّل وضبط شروط الحصول على هذه البطاقة المهنية والتأكيد من خلال ذلك أن احترام التشريع الجاري به العمل في المجال التجاري واستغلال الملك العمومي للطرقات أو البلدية. الباعة يطالبون بإشراكهم في صياغة القانون يقول منير الذي قدم من قرية صغيرة إلى العاصمة بعد أن عاش ظروفا معيشية صعبة إن البضائع المباعة في الشوارع عادة ما تكون فيها مخاطرة، وكثيرا ما يتعرضون لاحتجاز بضاعتهم من قبل المصالح البلدية. وأضاف “كل ما نبحث عنه هو لقمة عيش شريفة بعيدة عن السرقة أو النصب أو الاحتيال”. ويعتقد أن مطالبتهم ببطاقة بائع متجوّل لا يمكن أن تدفع عنهم المعاناة اليومية التي يعيشونها خاصة من شأن هذه الإجراءات أن تحدّ من نوعية ومكان مزاولتهم لنشاطهم. محمد قيرواني يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 15 سنة، ويرى أنه لا يمكن التخلي عن المهنة. وهو يعمل بجهد كبير لترسيخ وضعه في الشارع الذي يبيع فيه سلعه، وقال ” إنني أوفر دخلا لأسرتي التي تتكون من 6 أفراد، يحتاجون جميعهم المأكل والشراب واللباس ومصاريف الدراسة، وليس للسلطات أن تتحدث الآن عن أي بديل أو شرط، ولا يمكنني مزاولة أي نشاط غيره، في أي مكان آخر”. فؤاد شاب في الثلاثين من عمره لم يشأ أن يظل مكتوف الأيدي فلجأ إلى بيع الملابس الداخلية على الرصيف “هذه الملابس أشتريها بالجملة لأعيد بيعها بالقطعة، فتجلب لي دخلا يوميا محترما أساعد به أسرتي وأصرف منه على نفسي”. وهو يعتقد أن شرط الحصول على بطاقة بائع متجوّل لا يمكن أن تمنعه بأي حال من الأحوال من التوقف عن ممارسة نشاطه إذا لم يسعى إلى تجديدها يوما أو أن تكون شروط الحصول عليها غير متوفرة فيه. للنساء نصيب من تجارة الشوارع التي بالنسبة لهن تحفظ كرامتهن من أجل توفير لقمة عيش لهن ولأسرهن خاصة في الأسر التي يكون أفرادها إما عاطلين عن العمل أو باعة متجولين. لكن رشيدة، أم لطفلين، فضلت طرق أبواب المنازل وبعض الشركات التي استطاعت أن تنسج مع عاملاتها وموظفاتها علاقات صداقة. عن هذه التجربة تقول رشيدة: “لقد طلقني زوجي قبل سنتين، وكنت أساعده في بعض الأحيان وهو بائع متجول للخضر والفواكه على عربة نقف بها في الأسواق العمومية التي تعرف حركة مهمة للمارة”. أما اليوم فأطفالي بحاجة إلى الكثير من المصاريف ما دفعني إلى الخروج إلى السوق والاعتماد على نفسي من أجل إعالتهما. سلبيات بالجملة للانتصاب الفوضوي
من الواضح أن انعكاسات هذه الظاهرة تتجلى في ما تشكله من مخاطر على الزبائن وأن المنتجات المعروضة لا تستجيب لمعايير السلامة والمراقبة. ومن السلبيات أيضا أن سكان الأحياء التي يختارها المتجولون لعرض مبيعاتهم يعانون من تراكم الفضلات التي يتركونها خلفهم بعد مغادرتهم المكان. لكن بعض الباعة المتجولين يستغربون من الأسباب الكامنة وراء هذا التحرك الرسمي لتنظيمهم حسب قول الشاب رشيد الذي يقول إن “دواعي تحرك السلطات اليوم ليس من باب تنظيم الباعة المتجوّلين، بقدر ما هو نتيجة ضغط أصحاب المحلات التجارية التي نزاول تجارتنا بالقرب منهم، والذي يعتبروننا منافسين لهم.  فؤاد يؤيد هذا الموقف فأضاف أن أصحاب المحلات المجاورة يتقدمون بشكايات يومية ضدنا على اعتبار أننا نعرقل تجارتهم ونصيبها بالكساد، بدعوى أننا لا نؤدي ضرائب مثلهم. والواقع هو أن ارتفاع أسعار بضاعتهم هو الذي يحد من الإقبال عليها.
(المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 124 بتاريخ 12 فيفري 2010)

المنظمة العالمية للتسامح:شهود

 


المنظمة العالمية للتسامح، إحدى منظمات المجتمع المدني في بريطانيا، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية تعمل بهدي أخلاقيات حقوق الإنسان، تهدف الى إشاعة الوسطية في التفكير وفي المواقف وكذلك ثقافة تقبل الآخر بغية تحقيق أكبر قدر من الإنسجام بين البشر المختلفين أفرادا وثقافات وأعراق وعقائد ومواقف، الخ. وتعمل على إشاعة ثقافة تهدف الى نشر روح وثقافة التسامح والتقبل والوسطية ونبذ الأفكار والأفعال المتطرفة من خلال نشر الوعي بأهمية التوافق البشري وأهمية الإختلاف بين الناس أفرادا وثقافات بوصفه من عوامل التطور البشري والتجديد. للمنظمة فروع في عدد من دول العالم شرقا وغربا. لزيارة موقع المنظمة والتعرف على أهدافها ونشاطاتها وكيفية الانضمام إليها، أدخل على الرابط أدناه: www.shuhood.org
 

بسم الله الرحمن الرحيم

فقه الأولويات للشيخ القرضاوي

 


الشيخ راشد الغنوشي   يعتبر المؤلف موضوع كتابه “في غاية الأهمية، لأنه يعالج قضية إختلال النسب واضطراب الموازين من الوجهة الشرعية في تقدير الأمور والأفكار والاعمال وتقديم بعضها على بعض وأيهما يجب أن يقدم وأيها يجب أن يؤخر( وذلك في ضوء) مجموعة من الأولويات التي جاء بها الشرع عسى أن تقوم بدورها في تقويم الفكر وتسديد المنهج يهتدي بها العاملون في الساحة الإسلامية فيحرصوا على تمييز ما قدمه الشرع وما أخره وما شدّد فيه وما يسّر لعل في هذا ما يحد من غلو الغالين وما يقابله من تفريط المفرطين وما يقرب وجهات النظر بين العاملين المخلصين”(1) واضح من هذا النص أن هدف المؤلف ليس مجرد الحصول على متعة معرفية او الإنتصار في مجادلة كلامية وإنما معالجة أمراض تعيشها أمة ممزقة بين ضروب من التطرف بعضها في اتجاه التّشدد باسم الدين وبعضها في اتجاه التّحلل منه على أساس فتاوى مضللة بما ينتهي الى دفعها الى المزيد من التمزق والجدل العقيم في وقت هي أحوج ما تكون الى وحدة صف لا يمكن استعادتها مع استمرار فشو  تيارات التشدد والتحلل بسبب غياب فقه أصولي وسطي جامع، نذر الشيخ حياته لتأسيسه وإشاعته دينا للمسلمين وهو يرى حياة الأمة “في جوانبها المختلفة مادية كانت أم معنوية فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ميزان الاولويات فيها مختلة كل الإختلال”(2/13)لا يقتصر هذا الإختلال على جماهير النّاس بل يشمل حتى أهل الدين، حيث تجد الكثير من المحسنين مستعدين للإنفاق السّخي لبناء مسجد يضاف الى مساجد كثيرة في نفس المدينة ويحرصون على تكرار الحج عشرات المرات  بينما يحجمون عن البذل لنشر الدعوة أو دعم الجهاد لتحرير بلد اسلامي محتل، في ذهول عن فقه مراتب الأعمال الذي أفصح عنه مثل هذا النص المحكم “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟ لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين.الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون”/التوبة19-21/ ولقد كان هذا الإختلال المتشعب في حياة المسلمين من أجلى معاني الإنحطاط وأسبابه ونتائجه، إذ أهملوا فروض الكفاية المتعلقة بمجموع الأمة كالتّفوق العلمي والصّناعي والإجتهاد في الفقه وإقامة حكم الشورى، كما أهملوا فروضا عينية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واهتموا ببعض الأركان  كالصوم اكثر من غيرها كالصّلاة والزّكاة واهتموا بالنّوافل كالأذكار واهملوا فرائض اجتماعية مثل بر الوالدين ومقاومة الظلم الإجتماعي والسياسي، واهتموا بالعبادات كالصّلاة اكثر من اهتمامهم بالعبادات الإجتماعية كالجهاد والفقه وحقوق الإنسان، وكذا اشتغل الكثير بمحاربة المكروهات والصغائر او الشبهات المختلف فيها كالتصوير والغناء والنقاب مهملين القضايا المصيرية والموبقات دينية كانت كالسحر والإستعانة بالمقبورين، ام اجتماعية وسياسية مثل نهب الثروات. إنه الإختلال العام في المعايير والأولويات، يصغّر الكبير فيؤخر ويكبّر الصغير فيقدم، وتحتدم المعارك حول المختلف فيه، ويسدل الستار على المتفق عليه، فتتبدد جهود الأمة في غير محلها وتضيع مصالحها العليا بسبب هذه الإختلالات الخطرة في سلّم الأولويات. من هنا كان لزاما إعادة النظر في مستويات وعينا الديني والإجتماعي في ضوء نصوص الدّين ومقاصده،  وفي ضوء ضرورات الأمة ومصالحها العليا من أجل إعادة برمجة حياة المسلمين الدينية والإجتماعية وفق خريطة تتوازن فيها مطالب الدّين مرتبة وفق سلّم أولويات واضحة تستجيب لضرورات الأمة وحاجاتها. وتتحدد معالم خريطة الأولويات التي توصل اليها المؤلف من خلال عملية استقراء دقيقة وعميقة لفيض من نصوص الكتاب والسنّة تدل على تبحره فيهما مستفيدا من تراث أسلافه من الأئمة الأعلام، كل ذلك وعينه الثاقبة لا تغادر أوضاع أمة مهموم بها يبحث ناصبا عن أدواء لعللها المستعصية، يملأه يقين أن المهمة على مشقتها وعسرها ممكنة الإنجاز. تتحدد معالم هذه الخريطة التي يريد وضعها بين يدي أمته وخصوصا المنشغلين بمهام النهوض بها، تتحدد وفق المعايير التالية:   1- اولوية الكيف على الكم:
 
لقد ذم القرآن الأكثرية غير العاقلة او الجاهلة او غير المؤمنة او غير الشاكرة، ومدح المؤمنين العاملين الشاكرين ولو كانوا قلة ووعدهم بالنصر وحثهم على الإحسان في كل شيء، غير أن الإسلام ولئن وجه عنايته الى النّوع فخصّه بالأولوية على الكم، إذا وجب الخيار، إلا أن ذلك لا يزهّد في الكم والكثرة فكثرة الخير خير، ولذلك منّ الله على المومنين إذ كثّرهم وأعزهم بعد استضعاف وقلة، كما افتخر خاتم الأنبياء بأنه أكثر الأنبياء تابعا، وهو ما أكده شيخ الإسلام القرضاوي في غير هذا الموطن مرارا كثيرة، وما ينبغي له غيره وهوثائر لا يفتر محرض على الظلم والظالمين نافخا روح التغيير، ولا ثورة دون جماهير.   2- وفي مجال العلم والفكر الأولويات هي:   أ- أولوية العلم على العمل، “العلم إمام والعمل تابعه” كما رواه ابن عبد البر  في حديث معاذ. وفقه الاولويات ذاته مبناه على العلم. ولقد حذر صاحب الرّسالة عليه السّلام من ظهور طائفة لا يجاوز القرآن حناجرهم، لا تفقهه قلوبهم رغم كثرة صلاتهم وصيامهم، ولذلك كان العلم شرطا في كل عمل قيادي في الأمة، الى حد اشتراط التحقق بدرجة الإجتهاد في بعض الخطط مثل الولاية العامة والقضاء، وللأسف بلغ الإنحطاط في الامة أن يسود فيها الأجهل. كما يشترط في من يفتي الناس ان يكون متمكنا في علمه وفي الداعية ان يدعو الى الله على بصيرة.   ب- اولوية الفهم على الحفظ ، بمعنى أولوية علم الدّراية على علم الرّواية ، فقد انتدبنا الإسلام للتفقه في الدين لا مجرد روايته، وعلى أهمية الحفظ والذاكرة، فليس مقصودا لذاته. وكان من السّمات الثقافية لعصور الإنحطاط أن ساد الحفظ  والتقليد والترديد وتضاءل الفهم والإبداع والتجديد ولا تزال الجوائز  السخية كما لاحظ المؤلف تسند لحفاظ القرآن ولا يكاد يقدم شيء للمتفوقين في علوم الشريعة.   ج – أولوية المقاصد على الظواهر:  ذلك أن استقراء نصوص الشريعة من قبل العلماء المحقيين أكد أن للشارع الحكيم العليم الرّحيم حكما ومقاصد ومصالح لعباده في كل ما أمر ونهى، إلا أن المسلمين كثيرا ما شغلتهم  القشور والظواهر عن الحكم والمقاصد.   د- أولوية الإجتهاد على التقليد: فقد أبدأ القرآن الكريم وأعاد في ذم تقديس الآباء واتباعهم دون بينة والجمود على الموروث “ولا تقف ما ليس لك به علم” /  / وتوعد بالعذاب من عطل ملكة العقل والحواس”وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير” /  /. وهكذا تعرف عصور التقدم والنهوض بكثرة المجتهدين وعصور التخلف بسادة التقليد وندرة التجديد   3- أولوية الدراسة والتخطيط لأمور الدنيا:
 
 “وهذا من مقتضيات أسبقية العلم على العمل، واعتماد أدق البيانات الإحصائية في كل خطة يراد انجازها، وذلك بدل الإرتجال واعتماد الرؤى وسوابق الأحكام والثقة المطلقة في الزعيم.   
     4- وفي مجال الآراء الفقهية:
 
 ضرورة التمييز بين القطعي والظني بين ما ثبت بالنص وبين ما ثبت بالإجتهاد  والامور الإجتهادية لا ينكر فيها عالم على آخر، وبين ما ثبت بنص قطعي الثبوت والدلالة وبين غيره. وظنية الثبوت تشمل معظم السنة باعتبار التواتر فيها عزيز، وظنية الدّلالة تشمل القرآن والسنّة، ولكن كما يؤكد العلامة “أن القضايا الكبرى مثل الألوهية والنّبوة والجزاء وأصول العبادات وأمهات الأخلاق والأحكام الاساسية للأسرة والميراث والحدود والقصاص ونحو ذلك قد بينتها آيات محكمات تقطع النزاع وتجمع الكل على كلمة سواء”(3/66)   5- الاولويات في مجال الفتوى والدعوة:   أ- أولوية التخفيف والتيسير على التشديد والتعسير: “قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” /  / .وقالت عائشة ما خيّر النّبي بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما”. ويتأكد ذلك  بظهور الحاجة اليه وخصوصا في عصرنا. وكان النّبي عليه السّلام اشدّ ما يكون إنكارا للتشدّد إذا ظهرت بوادر تدل على بداية تحوله منهجا.   ب- ومن التيسير الإعتراف بالضرورات والاقرار بمبدإ تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان: وضرب المؤلف مثلا لذلك مسألة الجهاد الهجومي، جهاد الطلب الذي اقتضته ضرورات تبليغ دعوة الإسلام ولم يكن من طريق غير إزاحة عقبة الأباطرة. اما وقد أطاحت الثورات التحررية بالعروش الطاغوتية فقد انفتح العالم قي وجه دعوة الإسلام فعاد الأمر الى أصل السّلم إلاّ دفعا لصائل .   ج  مراعاة سنة التدرج: فلقد نزل القرآن منجما وجاءت تشريعاته متدرجة مثل مسالة تحريم الخمر. د –تصحيح ثقافة المسلم من طريق اعادة النّظر في المناهج وبالخصوص مناهج التعليم الديني فلا تضيّع اعمار الطلبة في استيعاب جدليات كلامية معقدة لا حاجة اليها بدل التفقه في الدين وفي ثقافة العصر وفلسفاته، والميزان الذي لا يخطئ في ذلك هو كتاب الله فتعطى المسائل من العناية على قدر ما حظيت به في الكتاب العزيز مثل الالوهية والنبوة والجزاء واصول العبادات والفضائل       6- الأولويات في مجال العمل:   أ- اولوية العمل الدائم على المنقطع   ب أولوية العمل المتعدي على العمل القاصر: فالعمل الأوسع نفعا مرجح على غيره ولهذا “كان جنس عمل الجهاد مرجحا على جنس عمل الحج” ومن هنا قرر الفقهاء ان المتفرغ للعبادة لا يعطى من مال الزّكاة بخلاف المتفرغ للعلم. وروى الطبراني ان النبي عليه السّلام قال :”يوم من أيام امام عادل أفضل من عبادة ستين سنة”   ج- أولوية العمل الأطول نفعا والأبقى أثرا:  من هنا كان فضل الصّدقة الجارية   د- أولوية العمل في زمن الفتن: ومن ذلك “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”   ه- أولوية عمل القلب على عمل الجوارح: بناء على الأصل الكبير”إنما الأعمال بالنيات” وصلاح القلب واخلاص النيات والتحقق بتقوى الله في كل حال ومحبة الله ورسوله اكثر مما سواهما والتهيئ للقاء الله هو المقصد الأسنى للتربية الإسلامية، ولذلك المؤلف “يعجب من تركيز بعض المتدينين والدّعاة على بعض الأعمال والآداب المتعلقة بالظّاهر أكثر من الباطن مثل تقصير الثوب وإعفاء اللّحية وصورة حجاب المرأة الى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالشكل أكثر من الجوهر والرّوح”(4/99)   و- اختلاف الافضل باختلاف الزمان والمكان والحال: فأفضل الأعمال الدنيوية كالزّراعة والصّناعة والتّجارة تتحدد وفق حاجة المجتمع “وأحوج ما تحتاج اليه أمتنا في عصرنا التكنولوجيا المتطورة فلا تستطيع الأمة النهوض برسالة الإسلام وهي عالة على غيرها في أدوات العصر وأسلحته، ولا بد أن تتطور مناهجها بما يحقق هذه الغاية.إن تحصيل التكنولوجيا المتقدمة والتّفوق فيها وفي العلوم الموصلة اليها أصبح فريضة وضرورة وهي في مقدمة الأولويات”(5/101و102)   ن-اما افضل العبادات فالأمر يختلف من شخص الى آخر ومن وقت الى آخر ومن حال الى آخر، افضل العبادة مرضاة الرّب في كل وقت وحين وفي وقت الجهاد العبادة الافضل هو الجهاد ووقت حضور الضيف افضل العبادة القيام بحقه .    7- الأولويات في مجال المأمورات:   أ- تقديم الاصول وما يتصل بالله وتوحيده وملائكته ورسله واليوم الآخرعلى الفروع   ب- تقديم الفرائض والتشدّد فيها ولا ضير في التساهل في السنن والمستحبات .وام الفرائض الصّلاة والزكاة . وإن من الخطأ الإشتغال بالسّنن عن الفرائض مثل من يقوم الليل أو يصوم متطوعا ثم يذهب الى عمله الذي يتقاضى عليه أجرا متعبا كليلا، ومثله حج التّطوع وفي المسلمين من يهلك جوعا، وآخرون يتعرضون للإبادة ، لو فقهوا فقه الأولويات لقدموا انقاذ اخوانهم على استمتاعهم بالحج والعمرة” (6/117و118)   ج_أولوية فرض العين على فرض الكفاية: مثل تقديم بر الوالدين على الجهاد عندما يكون فرض كفاية ، وهو جهاد الطّلب لا جهاد الدفع” (الملاحظ أن العلاّمة هنا يجري على معتاد اصطلاح الفقهاء في التمييز بين الجهاد الدفاعي والجهاد الهجومي بينما هو اتجه في عمله الضخم /فقه الجهاد/الى ما يشبه إسقاط هذا الأخير لانعدام الحاجة اليه بل هو في كتابه هذا ذاته يؤكد انعدام الحاجة اليه (صً78) ويلاحظ أن فروض الكفايات تتفاوت، بين فروض قام بها بعض النّاس وأخرى لم يقم بها أحد، فيكون الإشتغال به أولى، وقد يتعين فرض الكفاية على أحد لأنّه وحده المؤهل له كالمفتي والمعلم والطبيب والعسكري   د- أولوية حقوق العباد على حق الله المجرد: قال العلماء إن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة ولذا قدم قضاء الدين على الحج.   ه- أولوية حقوق الجماعة على حقوق الأفراد: لأنه لا بقاء للفرد إلا بالجماعة، فإذا كان الجهاد فرض عين كما اذا غزا الأعداء دارا للإسلام ففرض على أهلها ان يهبوا للدّفاع عن بلدهم ولا عبرة بمعارضة بعض الآباء، فحق الأمة مقدم على حق الفرد، ومن ذلك مسألة التترس، ومن ذلك جواز فرض ضرائب على القادرين لتمويل الجهاد اذا اقتضى الأمر ذلك   و-أولوية الولاء للجماعة والامة على القبيلة والفرد: فيد الله مع الجماعة ورابطة العقيدة مقدمة على رابطة الدم “إنما المومنون أخوة” /  /  
8- الأولويات في مجال المنهيات:
 
وكما تتفاوت المأمورات بين مستحب وواجب وفرض عين وفرض كفاية تتفاوت المنهيات أعلاها الكفر بالله تعالى وأدناها المكروه تنزيها. والكفر ذاته درجات، فهناك كفر الإلحاد وكفر الشرك وهو انواع. ودون كفر الإلحاد كفر أهل الكتاب لتكذيبهم بالرّسول الخاتم ورسالته عليه السّلام، ومع ذلك فإن لهم وضعا خاصا بوصفهم أهل كتاب سماوي فأجاز القرآن مؤاكلتهم ومصاهرتهم، بما يجعلهم أقرب من الملاحدة والوثنيين ما لم تكن هناك عوامل خاصة تجعلهم الأشد عداوة. والكفار منهم المسالمون ومنهم  المحاربون. وهناك كفر أهل الردّة وهم شرّ انواع الكفر وهي الخروج من الإسلام بعد ان هداه الله. ويعظم خطر الردّة ووجوب مقاومتها اذا تحولت عملا جماعيا منظما مهددا لهوية المجتمع واسسه. وهناك كفر النفاق، وهو من أغلظ أنواع الكفر، ولقد عظم خطرهم على الإسلام في عصرنا. ومن المهم التفريق بين الأكبر والأصغرمن الكفر والشرك والنفاق ، الكفر الأكبر هو الكفر بالله تعالى وبرسالاته والكفر الأصغر المعاصي مثل تارك الصّلاة كسلا . والشرك الأكبر ان يتخذ من دون الله ندا والأصغر كالحلف بغير الله، ويسير الرياء. والنّفاق الأكبر هو ان يبطن الكفر ويظهر الإسلام واما النّفاق الأصغر فهو نفاق العمل كالتخلق باخلاق المنافقين. وادنى من الكفر المعاصي وهي كبائر وصغائر. فالكبائر أظهرها التي شرعت لها حدود او توعد الله عليها بالنار   -9- الأولويات في مجال الإصلاح:   أ- تغيير الأنفس قبل تغيير الأنظمة، إذ البدء بالفرد أساس البناء ، ولهذا كانت الأولوية لكل جهد تربوي يبذل لتكوين الإنسان المسلم، وبدأ ببناء شخصيته بغرس الإيمان الصحيح في قلبه بما يصحح نظرته للأكوان ولخالقها ونظرته لنفسه ولرسالته في الحياة، وذلك ضمن مشروع متكامل للحضارة تربي عليه الأمة ابناءها للعمل وفقه تتعاون على ذلك كل مؤسساتها، هذه التربية شغلت الجزء الأكبر من حياة النّبي عليه السّلام وصحبه وكان لا بد ان تسبق التمكين والجهاد، إذ جهاد العدو ليس إلا الثمرة لجهاد النفس والشيطان. ولا قيمة للجهاد إذا لم ينطلق من نيات خالصة لله عز وجل   ب- أولوية المعركة الفكرية :الأساس المكين لكل إصلاح ينطلق من تقويم الفكر وتصحيح المفاهيم والتصورات، وهو ضرب من الجهاد . من هنا كانت المعركة الفكرية جديرة بالتقديم على غيرها. وساحاتها متعددة : معركة خارج السّاحة الإسلامية مع الملحدين وغلاة العلمانية ، ومعركة داخل السّاحة الإسلامية لترشيد مسيرة الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية ، تصديا للتيّار الخرافي  وللتيّار الحرفي ولتيار الرفض والعنف ، وذلك بالدعوة الى تيار الوسطية بخصائصه المعروفة بفقهه للدين فقها يتميز بالشّمول والإتزان والعمق وفقهه للواقع دون تهويل ولا تهوين وفقهه لمقاصد الشريعة وفقهه للأولويات وجمعه بين السلفية والتجديد وإيمانه بأن التغيير الفكري والنفسي والخلقي أساس كل تغيير وتقديمه الإسلام مشروعا حضاريا متكاملا  واعتماده منهج التفسير في الفتوى والتبشير في الدعوة ، وإبرازه القيم الإجتماعية والسياسية في الإسلام مثل الحرية والكرامة والشورى والعدالة الإجتماعية، واتخاذ الجهاد للدفاع عن حرمات المسلمين (7/190و191)   ج- أولوية تجميع صف العاملين للاسلام: وإن من أوكد واجبات تيار الوسطية العمل بصدق لتجميع الصف الإسلامي على الأصول التي ما ينبغي الخلاف عليها أي على أركان العقيدة الستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وعلى الأركان العملية الخمسة الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وعلى أصول الفضائل واجتناب أصول الرذائل والمحرمات، وبحسبنا اللقاء الإجمالي على هذه الكليات ولا بأس أن نختلف في الفروع والمواقف، ولا مانع من أن تتعدد الجماعات تعدد تنوع لا تعدد تضارب. لا بد من جهد فكري وجهد عملي لتجميع العاملين لخدمة الإسلام وتقريب الشقة وغرس روح التسامح، فهذا العمل من الأولويات المهمة والمقدمة اليوم وإلا سيؤكل الجميع  تيارا بعد تيار ومجموعة بعد مجموعة.     د-أولوية التربية والإعلام على التطبيق القانوني للشريعة: ومع أن الجانب القانوني من الشريعة مثل الحدود والتعازير جزء من الإسلام لا يجوز الإعراض عنه إلا أن المبالغة في ذلك الى حد اعتباره رأس الأمر كان له آثار سيئة على التفكير الإسلامي والعمل الإسلامي وتقديم صورة مختلة عن الإسلام ومشروعه الحضاري استغلها خصوم الإسلام لتشويه صورة الإسلام وللتخويف من مشروعه الحضاري، فالواجب ان لا تعطى هذه القضية اكثر من حجمها من الفكر لتتجه الجهود نحو إعداد والمطالبة بتربية اسلامية متكاملة معاصرة تتابع الطفل من سن الحضانة وتستمر معه حتى يتخرج من الجامعة مستخدمة المناهج الملائمة والتكنولوجيا المتطورة بما يؤكد ضرورة الدين للحياة وكمال الإسلام وعدالة أحكامه وإعجاز كتابه وعظمة رسوله وتوازن حضارته، وهي تربية ليست مطلوبة في دروس الدين بل هي مطلوبة في كل المواد دون افتعال. كما يجب ان تعطى مساحات مناسبة لقضية الإعلام والثقافة لما لهما من اثر فعال في صناعة العقول والميول والإتجاهات، فما ينبغي أن تترك في أيدي من لا يؤمنون بالإسلام مرجعا أعلى، وذلك بإعداد إعلاميين في كل  مجالات الثقافة والفنون مع تذليل العقبات الشرعية، وبمحاولة كسب  ما هو موجود من إعلاميين وفنانين.   10- فقه الأولويات في تراثنا:
 
لهذا الفقه آثار متناثرة في تراث الأمة، من ذلك سؤال أحدهم ابن عمر عن دم البعوض فلما علم انه من العراق قال انظروا الى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله عليه السّلام، ناقدا اتجاها سائدا، التدقيق في الأمور الصغيرة ويضيعون الامور الكبار. ومن ذلك بحث العلماء مسألة ايّهما أولى زمان الفتن وانتشار الفساد الإختلاط بالمجتمع لإصلاحه ام العزلة والنجاة بالنفس؟ ذهبت الصوفية المذهب الثاني وسلك العلماء الربّانيون الأول. كما اختلفوا في مسألة الدنيا أيهما اولى الدخول في معمعتها والإستمتاع بطيباتها في حدود الشرع ام الإنصراف عنها، فذهب جمهور المتصوفة الى الثاني وذهب العلماء الربّانيون الى الأول، ومن ذلك بحثهم أيهما أولى ترك المناهي أم فعل الأوامر؟ وحاصل المبحث أن اجتناب المحرمات وإن قلت أفضل من الإكثار من الطاعات. ومن ذلك اختلافهم في مسألة أيّهما أفضل الغنى مع الشكر؟ ام الفقر مع الصبر؟ والذي يترجح أن الغنى مع الشكر هو الأولى .قال تعالى: ” وقليل من عبادي الشكور ” /   / لصعوبة الأمر.   11- فقه الأولويات في دعوات المصلحين في العصر الحديث:

أهم ما يميز مصلحا اسلاميا من آخر الأولوية الإصلاحية التي استهدفها وأدار حياته وعمله حولها بناء على فهمه للإسلام ورؤيته للواقع، فكان إصلاح العقائد مدار عمل ابن عبد الوهاب، وكان جهاد المحتلين عمل الإمام المهدي، وكانت أولوية الأفغاني نفخ روح النهوض في أمة غافية غلب عليها أعداؤها، بينما اهتم الإمام محمد عبده بتحرير العقل المسلم من أسر التقليد وربطه بالمنابع الإسلامية  الصافية وفهم الدين على طريقة السلف وبيان أن الحكومة الإسلامية حكومة مدنية من كل وجه حاكمها بشر يخطئ وتغلب عليه شهوات لا يرده عن طغيانه غير النّصح بالقول والفعل. أما حسن البنّا فقد عني بتصحيح المفاهيم عن الإسلام وأنه عقيدة وشريعة ودين ودولة و وجه جهوده لتكوين جيل ربّاني يفهم الإسلام فهما دقيقا ويؤمن به ايمانا عميقا ويترابط عليه ترابطا وثيقا ويهبه حياته ويجمع ما تناثر من صفوف أمته على كليات الإسلام والعمل به والعمل له بمنآى عن الإختلاف الفقهي والمذهبي. وكانت قضية المودودي الأساسية إعادة النّاس الى حاكمية الله تعالى في مواجهة الجاهلية الحديثة التي تمثلها مدنية الغرب وكانت العقيدة قبل جزئيات الأنظمة أولويته لتحقيق حاكمية الله في الأرض ومن ذلك رفضه الجاهلية المعاصرة في كل مجالاتها واعتبار كل المجتمعات القائمة اليوم جاهلية لا تحتكم لشرع الله في كل مناهج حياتها. إن المنكر الأكبر الذي تنبع منه كل المنكرات هو رفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة . والى هذا المنكر الأكبر ينبغي ان تتجه كل الجهود قبل الدخول في المنكرات الجزئية.   12- تعقيب:
هذا كتاب صغير في حجمه كبير بمعناه جديد في مضمونه ، وما يدرى هل سيحتل مكانه ضمن علم أصول الفقه لأنه يتحرك في مجاله ؟ أم هو مندرج ضمن مقاصد الشريعة باعتباره يتحرك ضمن ما تأسست عليه من فكرة وجود تراتب بين أعمال الإسلام وشرائعه، من ضروريات هي بنفسها مرتبة ترتيبا تفاضليا وحاجيات وتحسينيات؟ أم هو أقرب الى علوم السياسة الشرعية باعتباره منصبا  في قسمه الأكبر على تقويم مناهج الحركات الإسلامية في الإصلاح المناهج الفكرية والتربوية والحركية ،وعلى مسعاه الدؤوب للإنتصار لمنهج الوسطية الذي ما يفتأ يجلي ملامحه في محاولة لجمع الأمة عليه فقد كان انتصاره واضحا للمنهج الوسطي كما صاغه وأسسه الإمام البنّا والسؤال ما هي أولوية الإصلاح عند القرضاوي هل هي الفكر أم التربية أم السياسة ؟    

 


أردوغان: سنستمر في التفاوض مع أوروبا إلى أن تقول لنا لن نقبلكم


أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تتهيأ للمشاركة في مجلس التعاون الخليجي، مثلما تساهم في أعمال الجامعة العربية. وأعرب عن أسفه لما أسماه «تحسس» بعض الدول العربية من سياسة تركيا الخارجية ومواقفها وحول الموقف التركي من الحرب على غزة، قال رئيس الوزراء التركي «لم نكن طرفا في توتر علاقاتنا مع إسرائيل، ولكننا لا نستطيع التصفيق للقنابل الفوسفورية على القطاع» وحول انضمام أنقرة إلى اوروبا، أوضح أردوغان «سنستمر بالتفاوض مع الاتحاد إلى أن يقول لنا لن نقبلكم». وفي هذا الحوار الذي أجراه رئيس تحرير صحيفة «الشرق» القطرية، الزميل جابر الحرمي من أنقرة، وتنشره «الصباح» بالتزامن مع «الشرق» بحسب اتفاقية التعاون بين الصحيفتين، يتطرق أردوغان خلاله إلى عديد الملفات والقضايا.. عندما دخلت الى مكتبه بمقر رئاسة مجلس الوزراء وجدته واقفا ينتظر دخولي، مرحبا بابتسامة وسلام حار، وبلغة عربية قال : انا اسمي طيب وانا طيب الحمد لله. عندما تجلس اليه يشعرك بالحميمية في العلاقة، والتواضع في التعامل، وصدق المواقف في الحديث… يقول ما يؤمن به بكل شفافية ووضوح.. عندما قلت له انه يحظى بشعبية جارفة في العالم العربي والاسلامي لمواقفه المشرفة رد بكل تواضع «لا الهث خلف شعبية، فما اقوم به هو جزء من واجبي، وسعيد بالقيام بذلك… المنصب الذي اتولاه لن يدوم.. هدفي ترك صوت يتردد صداه في الآفاق وتحت قبة السماء». رجب طيب اردوغان.. رجل يأسرك بتواضعه وطيبته.. فهو اسم على مسمى.. طيب وهو طيب كما قال، تاريخه حافل بالمواقف والاحداث منذ طفولته الى موقفه من اسرائيل في تعاملها مع سفير تركيا في تل ابيب الشهر الماضي، مرورا بالمئات من المواقف ابرزها خلال ترأسه بلدية اسطنبول والتي استطاع ان ينتشلها من الديون الى استثمارات فاقت 7% بفضل عبقريته ونزاهته وامانته ويده النظيفة وقربه من الناس، ثم موقفه من العدوان الاسرائيلي على غزة، ورفضه لادعاءات الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في منتدى دافوس العام الماضي، والغائه لمناورات كانت ستقام بتركيا بمشاركة اسرائيل.. وغيرها من المواقف القائمة على المبادئ. اردوغان تحدث في معظم الملفات الساخنة، سواء فيما يتعلق بالانفتاح التركي على العالم العربي او الدور التركي الفاعل في دعم القضايا العربية والاسلامية، خاصة فلسطين وغزة، او العلاقات مع اسرائيل، او الموقف من النووي الايراني، او امكانية احياء الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل، ودور تركيا في تخفيف الاحتقان بين باكستان وافغانستان، وامكانية التوسط بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان. وفيما يلي نص الحوار: نعرف ان هناك مفاوضات لتصدير الغاز القطري الى تركيا ونقله الى اوروبا من خلال بلدكم.. الى اين وصلت هذه المفاوضات؟   بداية اود التنويه والاشادة بالتطورات الجيدة التي ميزت علاقاتنا مع دولة قطر خلال السنوات السبع الماضية، وعلاقاتنا على الصعيد السياسي والاقتصادي كل يوم تشهد تطورا للافضل والاحسن. وفي الحقيقة هناك علاقات بين البلدين في مجال الغاز المسال فنحن نستورد الغاز المسال من قطر لكن امنيتنا تكمن في تاسيس خط لنقل الغاز الطبيعي بين تركيا وقطر على مستوى عالمي.    دولة الرئيس على المستوى العربي لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية اهتماما وانفتاحا تركيا على العالم العربي.. هل انتم بعملكم هذا توصلون ما انقطع من تواصل خلال العقود الماضية بين شعوب المنطقة؟ وما هي رؤيتكم لهذه العلاقة؟ نحن في الواقع الخطوات التي نقوم بها في هذا المضمار، تبدأ بدول الجوار، فأول باب نطرقه هو باب الجار، بعدها نستمر في المباحثات الى ما يلي ذلك، ودائما ما نطور ذلك ونجتهد من اجل هذا، ومحور سياستنا الخارجية ليس كسب الاعداء انما كسب الاصدقاء، لذا خطونا خطوات كثيرة، وخاصة علاقاتنا مع دول الجوار جيدة ومتميزة. وتعرفون ضمن علاقاتنا العربية نحن نساهم في اعمال الجامعة العربية، ونحن بصدد المشاركة في اعمال مجلس التعاون الخليجي، ومشاركة تركيا في مجلس التعاون الخليجي سيزيد من قوته ومن قوة التضامن فيما بيننا.   ×× بصفة مراقب؟ الصفة غير مهمة. لكن دولة الرئيس هناك بعض الدول قد تتحسس او تتضايق من السياسة الخارجية لتركيا في العالم العربي على الرغم من انكم تتبنون مواقفا فيها العدالة مع الجميع.. هذا التحسس هل له مبرر باعتقادكم؟ اذا كان هناك مثل هذا الامر فان ذلك يؤسفنا، نحن نقوم بهذه الخطوات كدولة تعداد سكانها قرابة من 73 مليون نسمة، و99% من شعبها مسلم. ونحن نعتقد ان مثل هذه الخطوات التي نقوم بها في مضمار سياستنا الخارجية انما هي وظيفة ترتبت على كواهلنا نتيجة ايماننا. في الحقيقة هناك امر اريد التأكيد عليه في هذا الصدد ان الاعمال التي نقوم بها في مضمار السياسة الخارجية هي اذا كان هناك ظلم يحيق بأحد او تتعرض له دولة في هذه الدول نحب الا نكون متفرجين على هذا الظلم، والصور والاوصاف او التهم التي تطلق على تركيا على انها ترغب بالقيام او لعب دور قيادي او ماشابه ذلك، هذه اوصاف لا نرغب بها ولا نحبها ونرفضها.   الشعوب العربية ترى ان تركيا تعود الى جذورها التاريخية وهو ما انعكس على دورها والحضور وربما مشاركتها في تحالف الحضارات نموذج.. ما هو تعليقكم على ذلك؟ الوصف بهذا الشكل قد يفهم بشكل خاطئ، نحن لا نحب ان نذكر باننا شعب قد انقطع عن جذوره، نحن شعب حافظ على قيمه، وفي هذا الموضوع تحديدا فاننا لا نستطيع السكوت على الظلم الذي يمارس حولنا، ان موقع دولتنا الاستراتيجي مختلف، نحن لدينا كل ما تبحث عنه، مرة يمكن ان ترانا مع دول بحر القزوين، مع القوقاز، ومرة مع الجانب الاوروبي، ومرة ترانا في الجنوب، ومرة ترانا ضمن جغرافيا الشرق الاوسط، لذا لا نستطيع السكوت على ما يجري في هذه البقاع، نحن ندير دولة لها تاريخ يمتد الى اكثر من الف عام، والتاريخ هذا يرتب على كاهلنا مسؤولية. نحن الان اعضاء في مجلس الامن الدولي وذاك ايضا يرتب علينا مسؤولية، ونحن نشارك ايضا في تحالف الحضارات، نحن لا نريد صراع الحضارات، نريد تحالفها، اذن يجب القيام بما يترتب على ذلك من مسؤوليات، بكل تواضع هذا ما نقوم به.   في ضوء اشارتك الى اهمية تركيا.. العالم العربي اليوم بحاجة الى الدور التركي في اكثر من موقع، فهناك ملفات ساخنة وبؤر متفجرة في العالم العربي بحاجة الى مساهمة تركيا لايجاد حلول من بينها الوضع في العراق والاحداث في اليمن والمصالحة بين الاطراف الفلسطينية.. هل يمكن لتركيا ان تساهم في ايجاد حلول لهذه الملفات؟ نحن لا نريد استخراج وظيفة مما يجري، لكن عندما تترتب علينا الوظيفة فاننا موجودون وجاهزون للتحرك، فاذا ترتب علينا وظيفة في اليمن فنحن موجودون، وفي الشرق الاوسط فنحن لها، وكما تعلمون بالنسبة للوساطة بين سوريا واسرائيل ترتب علينا مثل هذه الموضوع وكنا موجودين، والامر كذلك في القضية اللبنانية، وفي العراق ايضا، والآن نسعى بكل جهدنا من اجل ملف ايران النووي، وفي القوقاز نفس الشيء ايضا.   استضفتم مؤخرا قمة بين الرئيسين الافغاني والباكستاني اضافة الى تركيا.. ما الذي تمخض عن هذه القمة؟ هذه هي القمة الرابعة من نوعها، كما تعرفون مرت فترة انقطعت فيها العلاقات الدبلوماسية بين باكستان وافغانستان، وقتها قمت بزيارة كرزاي وقابلت في الزيارة نفسها برويز مشرف، ووقتها مع رئيس الجمهورية التركي اجتمعنا نحن الاربعة معا، لأن ذلك لا يليق بنا، وبعدها تم التآم القمة الثانية والثالثة والرابعة، بالدرجة الاولى ما يهمنا ولا يزال هو تحقيق الامن الداخلي، فباكستان كانت ترى افغانستان هي العامل الاساسي في الاضطرابات الداخلية، والعكس كذلك، بمعنى ان افغانستان ترى ان باكستان هي العامل الاساسي في الاضطرابات التي تحدث فيها، دولتان شعباهما مسلمان ويقومان بمثل هذه التصرفات، هذا لا يليق بنا، نحن وصلنا الى مرحلة نستطيع مد يد المساعدة الى الطرفين، نحن الآن في مرحلة تدعيم الثقة بين الطرفين، ننظر ونتابع بشكل جيد التطورات بين البلدين، اتمنى ان نستطيع تحقيق التضامن فيما يخدم مصالح البلدين في استتباب الامن الداخلي.   هل بالامكان التوسط بين الحكومة الافغانية برئاسة كرزاي وحركة طالبان؟ لسنا بعد في مثل هذا الموقف لكن اذا استدعت الحاجة فلما لا؟ فنحن لسنا على خلاف مع احد لذلك يمكن ان نجتمع مع الطرفين، لكن علينا تهيئة الاجواء والاليات المناسبة لحل الازمات الموجودة في المنطقة، هذا ما يليق بنا.   فيما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل يلاحظ منذ فترة ان التوتر هي السمة الرئيسية وهي آخذة بالتزايد.. الى اين تتجه علاقاتكم مع اسرائيل؟ نحن لم نكن نرغب بان تصل علاقاتنا مع اسرائيل الى هذا الحد، لكن اسرائيل هي التي سعت الى ذلك اتمنى ان يعودوا عن خطأهم، لاننا لم نكن ابدا طرفا في هذا التوتر، اننا لم يكن بامكاننا التصفيق للقنابل الفوسفورية التي القيت على غزة، ولم يكن بوسعنا السكوت عن ذلك، اكثر من 1500 شخص قتلوا من اطفال ورجال ونساء من السابعة الى السبعين. نحن نحافظ على موقفنا الثابت، نحن مع العدالة بالمنطقة، السلام يقوم على اسس العدالة، عندما لا يكون هناك عدل في مكان ما فانه لن تجد اثرا للسلم، من اجل هذا انشئت الامم المتحدة، لكن اسرائيل ضربت عرض الحائط بقرارات مجلس الامن الدولي، ولم تلتزم ربما باي قرار من هذه القرارات، وللاسف ان الانسانية جمعاء لا زالت ساكتة على هذا الموقف الاسرائيلي، في غزة لايوجد هناك بنية تحتية، 500 اسرة تسكن في خيام، قبل عام اجتمعوا في شرم الشيخ، ومنذ ذلك اليوم والى الان لم تبدأ اعمال ترميم البنية التحتية في غزة، الا يحق لنا التساؤل اين الانسانية، الا تسال مثل هذه الاسئلة، اذن ما هو الهدف من اجتماع شرم الشيخ، هل هو لتلميع الصورة فقط؟.   لكن هناك التزامات تفرضها الاتفاقيات المبرمة بين تركيا واسرائيل.. هل ستلتزمون بها ام ان حكومتكم سوف تعيد النظر فيها؟ طبعا هذه اتفاقيات سارية المفعول، فهي تم الاتفاق عليها من قبل، وطبعا بعض الخطوات التي نقوم بها لا يجب ان نتركها عرضة للعواطف، لكن يمكن ان تقوم او تحدث بعض المستجدات التي تقتضي منا مواقف مختلفة.   الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل توقفت منذ عدة اشهر.. هل هناك مساع لاحيائها ومن عرقل تلك الجهود؟ اسرائيل هي التي عرقلت تلك الوساطة، لو لم تقم اسرائيل بقصف غزة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، فيوم الاثنين قبيل قصف غزة اجتمعنا مع الطرف الاسرائيلي في سكني الرسمي برئاسة الوزراء، وكان هو الاجتماع الخامس، الموضوع تجاوز الفقرات والعناوين العريضة، ووصل الى الامر الى الاتفاق على الحروف فقط، وتم الاتفاق على الالتقاء الجمعة المقبل، الا ان اسرائيل بدأت بقصف غزة السبت، وهناك انقطعت كل الاتصالات.   حاليا الا توجد اية مساع لاحياء الوساطة؟ اذا بلغتنا الاطراف الرغبة بذلك فلما لا.   ما هو الحل باعتقادكم للملف النووي الايراني؟ الآن الموضوع يتوقف على مقاصة الوقود النووي، هناك مقاربة ايجابية من قبل امريكا، ايران في شأنها الداخلي تدرس الموضوع، وبجواب ايجابي من ايران اظن اننا سنتمكن من التوصل الى حل، انا اريد ان اكون متفاءلا، انه وقت يجب ان ندعم الثقة فيما بيننا بشكل متقابل، والا فاننا سنخسر.   فيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الاوروبي وانضمام تركيا الى الاتحاد.. الى اين وصلت خطوات انضمامكم الى الاتحاد؟ في مباحثاتنا مع الاتحاد الاوروبي تم فتح واغلاق 12 فصلا من فصول حقوق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي تم فتحها واعلاقها في المباحثات، ولكن لا زلنا في طور المفاوضات، ولسوء الحظ نحن على هذا الباب من 61 عاما، الشيء الذي حققناه ممارسة لم تتطبق على احد غيرنا، وامكانية لم تتح لاحد لغيرنا، فقد تم قبولنا في الاتحاد الجمركي في عام 1996 قبل ان نصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي، لان عضوية الاتحاد الجمركي لا تأتي الا بعد العضوية التامة للاتحاد الاوروبي، لانهم عند قبولهم ايانا في الاتحاد الجمركي زادوا من مدة التفاوض، نحن صبورون، ولدينا معاييرنا.   هل لديكم خيارات اخرى؟ لا يوجد ما يمنعنا، نحن الآن علاقاتنا مع الشرق والغرب مستمرة، وهناك امر نكرره دائما وهو اننا سائرون على هذا الطريق الى ان تقول لنا اوروبا لن نقبلكم، اذا كان للاتحاد الاوروبي معاييره السياسية يطلق عليها معايير كوبنهاجن فان لنا معاييرنا التي نطلق عليها معايير انقرا، واذا كان للاتحاد الاوروبي معاييره الاقتصادية التي يطلق عليها معايير ماسترخت فان لنا معاييرنا التي يمكن ان نطلق عليها معايير اسطنبول.   انتقل الى الشأن الداخلي التركي.. لاحظنا خلال الفترة الماضية خطوات جادة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي وتعزيز المسار الديمقراطي.. الى اين وصلت جهود حكومتكم في هذا المجال؟ تركيا دولة قانون، دولة علمانية اجتماعية، الا اننا بصدد رفع هذه المعايير الديمقراطية، نحن نريد ان نفعل مشروع الوحدة والاخوة الداخلي، هناك مجالات تعترضنا فيها مشاكل، وهو امر موجود في جميع الدول التي لديها مشاكلها الخاصة بها، سواء امريكا او روسيا او غيرها من الدول، تركيا لديها بعض المشاكل الداخلية، من بينها مثلا البطالة والارهاب، ولنا مشاكل مع الاطياف العرقية، هناك بعض الاقليات التي لا تتجاوز 1% الا ان لها مشاكل، هناك مشاكل لاصحاب معتنقي الاديان الاخرى..   لكن كيف يتم مناقشة هذه القضايا خاصة فيما يتعلق بالاقليات التي ظلت محظورة الى عهد قريب.. شاهدنا جدية في تطبيق القوانين والمحاسبة حتى على العسكر..؟ لدينا في تركيا مبدأ استقلالية السلطات، لدينا السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، نحن نقوم ما نستطيع به كسلطة تنفيذية، لكننا لا نستطيع التدخل في مجال عمل المحاكم، الخطوات التي نقوم بها انما هي محاولات لحل المشاكل في جو ديمقراطي، نحن نقول انه علينا ان نناقش القضايا التي كانت محظورة في السابق قبل عشر سنوات ماضية.   ما هي رؤيتك لتركيا خلال السنوات العشر المقبلة؟ هدف تركيا في الذكرى المئوية في لتأسيس الجمهورية في عام 2023 ان تكون في مصاف الدول العشر الاولى اقتصاديا على مستوى العالم، تركيا حققت ثقتها بنفسها، تركيا اليوم في مرتبة الدول التي تخطط جدول اعمالها بنفسها ولا يفرض عليها جدول اعمال من الخارج. لا ألهث خلف شعبية.   يحظى رجب طيب اردوغان بشعبية كبيرة في العالم العربي نظرا لمواقفه المشرفة في اكثر من موقف.. كيف تنظرون الى هذا الامر؟ انا لست لاهثا وراء شعبية، اذا كنا نقوم بوظيفتنا وواجباتنا فما اسعدنا، لأن هذه المناصب التي نتولاها اليوم لهي مؤقتة، المهم ان نترك صوتا يتردد صداه تحت قبة السماء، كل جهدنا ينصب على هذا الهدف، نحن نحب الناس والبشر، لانهم خلقوا من قبل الخالق، اذا سنحت لنا الفرصة للمساهمة في السلام العالمي فما اسعدنا، اذا استطاعت تركيا ان تكون مركزا للسلام العالمي فما اسعدها. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13  فيفري  2010)

 


حزب الله يمتلك صاروخا يثير ذعر إسرائيل

 


غزة-دنيا الوطن كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية على أنه على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المستمرة بضرب أهداف سورية إذا واصلت تزويد حزب الله بالأسلحة الإستراتيجية على حد تعبير المصادر، إلا أن سوريا زودت حزب الله في النصف الأول من شهر يناير بصواريخ أرض – أرض من إنتاج الصناعات العسكرية السورية من طراز “فاتح 110”. ونقل موقع تيك ديبكا الإلكتروني المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية عن تلك المصادر تأكيدها أن تهديدات وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان لسوريا وللرئيس بشار الأسد كانت منسقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش إيهود باراك لكنهم لم يعلنوا ذلك صراحة. وحسب تلك المصادر فإن الصواريخ التي يملكها حزب الله من طراز “فاتح” تزن ثلاثة أطنان وتحمل رأس متفجر يزن نصف طن من المتفجرات ويصل مداه إلى 259 كم ويعمل على الوقود الصلب الأمر الذي يمنحه سرعة في الإطلاق دون الحاجة إلى تحضيرات مسبقة ودقة في الإصابة، وادعت المصادر أن السوريين يصنعون حاليا رؤوسا كيماوية لهذا الصاروخ، بهذا تكون سوريا قد زودت بصواريخ متنقلة يصعب على سلاح الجو الإسرائيلي تدميرها لأنها ليست على منصات ثابتة. وذكرت المصادر أن المخابرات الإسرائيلية كانت تراقب احتمال وصول صواريخ مضادة لطائرات إلا أن الجميع تفاجئ بتزويد سوريا لحزب الله بصواريخ فاتح التي تعتبر أخطر بكثير من مضادات الطائرات. وأشار موقع تيك ديبكا أن هذه القضية دفعت أحد المسؤولين الأمريكيين للتصريح قبل أسبوع بأن استمرار سوريا بتزويدها لحزب الله بالأسلحة الإستراتيجية سيجلب حربا ثالثة على لبنان على غرار حرب تموز 2006. (المصدر: موقع دنيا الوطن بتاريخ 12 فيفري 2010)  

القاعدة بعيون فرنسية.. “أفول” أم مرحلة “تشظي”!


هادي يحمد 13-02-2010 يعتقد خبراء الإرهاب والمحللون الجامعيون الفرنسيون أن هناك تحولات عميقة مست هيكلية تنظيم القاعدة وقدرته على القيام بعمليات إرهابية هنا أو هناك في العالم، وهم يذهبون إلى أن الضربات الأمنية المتتالية وإن لم تجهز على المنظمة تماما فإنها حولتها إلى “ماركة مسجلة” أصبح الاتجاه البحثي يتبنى بمقتضاها مقولة: “لا يمكن تجنب الخطر المتأتي من القاعدة بدرجة الصفر”، ويذهب الاتجاه البحثي الفرنسي حول القاعدة إلى دخول منظمة أسامة بن لادن مرحلة جديدة من وجودها أصبحت فيها الأطراف هي التي تنعش المركز. وفي البحث عن السؤال المركزي حول وجود القاعدة وفاعليتها ومستقبلها تنقسم الأبحاث والتحليلات الفرنسية إلى ثلاثة مواقف رئيسية: القاعدة وإعادة التمركز موقف يقول باستعصاء التنظيم أمام الضربات الأمنية وإعادة الانتشار في أماكن أخرى، ويذهب هذا الموقف إلى فرضية تقول بنقل “ثقل التنظيم من أفغانستان إلى مناطق أخرى في العالم العربي والإسلامي”، ويتصدر هذا الاتجاه خبراء الإرهاب، حيث يقول قاضي الإرهاب الشهير “جون لوي يريغيير” في تصريحات لموقع “إسلاميون.نت”: إن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر التي أعلنت ولاءها للقاعدة بعد الحادي عشر من سبتمبر تمثل أولى المنظمات التي جسدت هذا التحول وعملية “إعادة التمركز”، ثم جاءت بعدها حرب العراق وولادة تنظيم “القاعدة ببلاد الرافدين” مع أبو مصعب الزرقاوي لتؤكد هذا التوجه في تحول التنظيم إلى شظايا، وبالتالي إفراغ المركز الأفغاني من أهميته أمنيا. “جون لوي بريغيير” الذي تحول منذ عدة سنوات من العمل في ميدان محاصرة “التنظيمات الإرهابية” في الواقع إلى محاصرتها في العالم الافتراضي ومحاربة القاعدة وتمويلها عبر الشبكة العنكبوتية يقول إن: “هذا الميدان (أي الإنترنت) هو دليل آخر على عملية إعادة التمركز، فكلما يقع غلق منتدى من منتديات القاعدة أو موقع لهم فتحوا عدة مواقع أخرى ومن مناطق مختلفة من العالم”. التشظي وإعادة الانتشار مثل هذا التوجه تتبناه الباحثة “إن.جوديتشلي” مديرة مركز “تروريسك” للبحث في أخطار الإرهاب بفرنسا، والتي تقول في تصريحات لـ”إسلاميون.نت” إن اليمن والصومال في الوقت الحالي هما نموذج عملية “التشظي”، وهي بشكل من الأشكال “إعادة انتشار” أصبح فيها استهداف التنظيم أكثر صعوبة، وتقول جوديتشلي: “إن عملية إعادة الانتشار هذه تتم في بلاد يمثل عدم الاستقرار الحالة المشتركة فيها، فالقاعدة تستغل الحرب القبائلية والأهلية التي تجري في الصومال من أجل إثبات أن حركة شباب المجاهدين طرف لا غنى عنه في المعادلة الأمنية في البلاد، ونفس الشيء نجده في اليمن باستغلال التنظيم حالة الحرب بين الحوثيين والسلطة القائمة في صنعاء من جهة، والاضطرابات التي تقع من قبل الجنوبيين من جهة أخرى، وهو العمل الذي تحاول القاعدة فعله أيضا في مناطق آسيا الوسطى”.     أبومصعب الزرقاوي ضمن “خطة إعادة الانتشار” هذه تشترك “إن.جوديشلي” مع قاضي الإرهاب “جون لوي برغيير” في أن التنظيم وجد فضاء آخر وخزان “انتدابات جديدة” واعدا جدا، وهو منطقة الساحل والصحراء جنوب الجزائر عبر يده الجزائرية (تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) واستغلال الاضطرابات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين في نيجيريا لما قد يسمى في المستقبل “تنظيم القاعدة في إفريقيا السوداء”. القاعدة ماركة مسجلة ربما لا أحد من الباحثين الفرنسيين يملك أدلة حقيقية على أن تنظيم القاعدة ومركزه القيادي مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري هم من يسطرون هذه “الإستراتيجيات الجديدة” للتنظيم؛ لهذا السبب بالذات فإن الباحث “باسكال بونيفاس”، مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية يذهب إلى فرضية أخرى مبنية على منطق تحول التنظيم إلى “ماركة مسجلة”، وبالتالي عدم حاجته إلى إعطاء أوامر من أجل “إعادة الانتشار والتنظيم” في مناطق أخرى، وهو يقول إن أي جماعة أو أي فرد يشعر أنه “يتبنى نفس أطروحات القاعدة وفكرها أصبح بمقدوره أن يقوم بشيء ما ضمن” الحرب الشاملة  أو “المعولمة” التي أعلنها التنظيم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. إن كان عنصر “التنظم” والتحكم عن بعد مفقود في هذه الفرضية التي يتبناها “بونيفاس” فإنها تؤدي بحسبه إلى نتيجة خطيرة، وهي أن الخطر أصبح متوقعا من أي جهة وفي أي لحظة، ويذهب بونيفاس إلى أن “المحاصرة والضربات الأمنية المتتالية في مناطق عديدة من العالم الإسلامي واعتقال أهم الخلايا العاملة في أوروبا لم ينه الخطر تماما بدرجة الصفر”، بل إن قاعدة “عدم تجنب الخطر بدرجة الصفر” هي محور عمل الأجهزة الأمنية في المجال الأوروبي على سبيل المثال، فقد اتجهت هذه الأجهزة بالفرضية إلى أقصاها عبر تتابع ما تسميه “بالعناصر المنعزلة” التي ليست لها ارتباطات معينة مع جماعة ما، والتي في مقدورها إذا توفرت على إمكانيات معينة أن تقوم بشيء ما تحت لافتة “الماركة المسجلة” لتنظيم القاعدة. مثل هذا التوجه يتبناه العديد من الأجهزة الأمنية في أوروبا، فقاضي الإرهاب الفرنسي الجديد “مارك تريفيدك”، الذي خلف “جون لوي بروغيير” في إدارة مكافحة الإرهاب في محكمة باريس، ما فتئ يؤكد مند عدة أشهر “على خطر العناصر المنعزلة” التي يمكنها أن تحدث “الفارق” في الحرب على الإرهاب والذين يمكن أن “ينتجوا عنفا غير منتظر”؛ لأن عمليات المراقبة الأمنية والتنصت على المكالمات والإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى لم تعد وحدها كافية من أجل محاصرة خطر “جماعة معينة” وبالتالي وقع توسيع رقعة المراقبة بغير الوسائل التقليدية لتشمل أشخاصا منعزلين ليس لهم ارتباط بجماعة ما ولا يظهرون مثلا في المساجد ولا في حلقات الطائفة المسلمة ولكنهم يعملون أو لهم ارتباط بأماكن حساسة، وبالتالي فإن الإدارات الاستخباراتية تتجه إلى البحث عن مثل هؤلاء، شرط أن يتوفروا طبعا على المواصفات التي توجد في “الإرهابي” المفترض، من قبيل انتمائه لأصول عربية وإسلامية!! النموذج الأمثل لهذه الفرضية يتمثل في اعتقال مهندس فرنسي في أكتوبر العام الماضي يعمل في أحد المراكز النووية في منطقة “ليزير” في شرق فرنسا، حيث تم إحالة المهندس الذي يعود إلى أصول جزائرية للقضاء بتهمة “إجراء اتصال مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من أجل القيام بعملية إرهابية بقصد استهداف المركز الذي يعمل فيه”. ومقابل فرضية “إعادة الانتشار والتشظي” التي يتبناها فريق من الباحثين الفرنسيين فرضية “العنف غير المتوقع واللامنتظر” التي أصبحت فرضية مهمة في التعامل الأمني في مكافحة الإرهاب، وخاصة بعد عملية “النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب” المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية في الجو ليلة رأس السنة، والتي أكدت تبني القاعدة نفسها “العناصر غير المتوقعة”، من قبيل “اختيار نيجيري لا يحمل مواصفات مجاهدي القاعدة”. وتقول جوديتشلي: “إن هناك اتجاها ثالثا في أروقة الأبحاث الفرنسية يذهب إلى أن كل تجليات ظهور القاعدة في السنوات الأخيرة ليست مظهر قوة ولا إعادة انتشار مخطط له، ولكنها دلالة على فشل التنظيم وخسارته للمعركة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ومحاصرة معاقله في جبال أفغانستان وعلى حدود الباكستان”.    معسكر لشباب المجاهدين بالصومال مثل هذا التوجه يتبناه “جيل كبيل” الذي لم يخف في زيارته الأخيرة للعراق في شهر يناير من هذا العام صدق تنبؤاته بخصوص “محدودية القاعدة”، وما يسميه “نهاية الفقاعة العراقية للقاعدة في العراق”، والتي تلتها في نظره فقاعات أخرى في كل من الصومال واليمن، ولكن مستقبلها هو نفس المصير التراجيدي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ولقائدها الأردني أبو مصعب الزرقاوي. الأمر الأكيد أن الاتجاه “الكبيلي” يمضي في تناسق مع أطروحته التي بسطها في كتابه “فتنة”، والتي تنطلق من فرضية تاريخية وهي أن هذه التيارات الإسلامية مثل القاعدة والإسلام السياسي بشكل أعم لا مستقبل لها في عالم يتجه إلى الحرية وتبني خيار حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي الأطروحة التي أثبت محدوديتها العديد من الباحثين الفرنسيين، وخاصة “فرنسوا بورجا” و”فانسون جيسير”، مؤكدين على الجذور العميقة لإرهاب القاعدة وأنه لا يمكن التخلص من القاعدة بعمليات أمنية حتى لو كانت شاملة وواسعة دون النظر في العوامل السياسية والجغرافية والاجتماعية التي أنجبتها من قبيل الأمية والفقر وغياب العدالة الاجتماعية والاحتلال الذي يشمل مناطق عديدة من العالم الإسلامي. أطروحة أفول القاعدة يتبناها العديد من الباحثين الفرنسيين، حيث يؤكد “جون بير فيلو” أن الإجراءات الأمنية حالت دون وقوع عدة عمليات كبيرة منذ سنة 2006، ويقول الباحث في معهد العلوم السياسية بباريس إن: “الشبكة قد انهارت بصورة رئيسية بسبب عدم قدرتها على تجنيد العناصر كما كانت تفعل سابقا ولم يعد بن لادن يملك القدرة على جذب مجندين جدد كما كان يفعل في الماضي”. غير أن الكتاب الأخير الذي أصدره “فيليو” ذاته والذي عنونه بـ”الأرواح التسعة للقاعدة” (صدر في أكتوبر 2009) بعد تسع سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ربما يشكل “عنوانه” أبرز مثال على حيرة يعيشها فيليو ومدرسة “أفول القاعدة” ذاتها، وهي حيرة تعبر أروقة البحث الفرنسية بشكل أعم حول هذه “المنظمة – الشبكة” التي تدار ربما من غار في جبل على الحدود الأفغانية – الباكستانية، ولذلك فإن “فيليو” وإن واصل في كتابه التنبؤ بالموت البطيء للقاعدة، إلا أنه ترك نصف شباك النافذة مفتوحا لفرضية “اللا منتظر”، والتي تمثل أحد مظاهر التحول في شبكة “أسامة بن لادن”. Read more:http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1265890302123&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#ixzz0fR4XN5Y6 (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 13 فيفري 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

7 avril 2008

Home – Accueil – TUNISNEWS  8 ème année, N°  2875 du 07.04.2008  archives : www.tunisnews.net   Comité de Soutien aux

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.