Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2599 du 05.07.2007
الحزب الديمقراطي التقدمي—- التكتل الديمقراطيمن أجل العمل و الحريات: “الندوة الوطنية من أجل الجمهورية”-دعوة عريضة لا للصمت عن نفي عبد الله الزواري – تعديل وتحديث أبناء فلسطين في الشتات: ” كل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن الفلسطينيون لنا وطن يعيش فينا” بيان للتوقيع أبناء فلسطين في الشتات :بيان للتوقيع:” كل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن الفلسطينيون لنا وطن يعيش فينا” صحيفة “الموقف” :أخبار من الموقف صحيفة “الموقف”: قابس:الحزب الحاكم يواصل سياسة الاحتكار و التنصيب صحيفة “الموقف” :مؤتمر النهضة…. رسائل سياسية واقعية أم بي سي: شعارها “نجمة لكل النجميين”:النجم الساحلي يطلق أول محطة إذاعية رياضية بتونس مراقب:عجيب:جمعية الدفاع عن اللائكية وحوار الطرشان صـابر التونسي: سـواك حـــار (37) محمد العروسي الهاني :الحلقة الثانية:التقسيم الترابي على المستوى الجهوي الولايات رسالة من “عبدو مبارك” إلى مرسل الكسيبي القدس العربي: محاكمة كلب الرواية الجديدة للتونسي عبد الجبار العش: سيرة ذاتية تلفظ الحجر العالق بالحنجرة! صحيفة “الخليج” :ضبط متهمين يحاكمان الأسبوع المقبل :”إسرائيل” تمد تجسسها إلى الجزائر موقع سويس إنفو:سكان: انفجار قنبلة قرب سيارة والي جزائري صحيفة “القدس العربي”:شاطئ إيطالي.. للنساء فقط صحيفة “القدس العربي”:الإعلان عن تشكيل تحالف إقليمي عربي لالغاء عقوبة الإعدام نهائيا صحيفة “القدس العربي”:اتفاقات مشاريع بمليارات الدولارات لا تزال علي الورق… الجزيرة.نت :حزب العدالة التركي يواجه اتهامات إسلامية وعلمانية متناقضة فائزة عبد الله:”الفوضى الخلاقة.. من العراق إلى فلسطين” أبو يعرب المرزوقي: فينومينولوجيا الدنكيخوتية عند بعض النخب العربية أبو معروف النفزي: المعتزلة بناة حضارة – ردا على مقال أبو يعرب المرزوقي خليل العناني: الإخوان المسلمون وفجوة الزمن الديمقراطي د.عصام العريان: التداعيات الاستراتيجية لما حدث عند الحدود الشرقية المصرية سعد محيو: متى تسقط آلهة «النمو الاقتصادي»؟ الوسط: العلامة محمد حسين فضل الله لـ «الوسط» الكويتية:أدعو إلى ثورة فكرية – سياسية – إسلامية شاملة لوأد الفتنة السنية – الشيعية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
الحوار التونسي برنامج الاحد 8 جويلية
توافيكم قناة الحوار التونسي يوم الاحد المقبل في برمجتها بتغطية شاملة لانتخابات عمادة المحامينو متابعة لكل خفايا و حيثيات الجلسة المخصصة لمناقشة التقريرين الادبي و المالي ومتابعة لحظة بلحظةلكل تقلبات العملية الانتخابية التي اسفرت عن صعود الاستاذ العميد البشير الصيد الى دفة العمادة من خلال وثائقي من اعداد الصحفيين بقناة الحوار التونسي ايمن الرزقي و توفيق العياشي على امتداد ساعة ونصف كما تتابعون تقرير تلفزي حول معاناة عمال التعاضدية البحرية للاستهلاك بصفاقس اما في نشرة الاخبار تتابعون تغطية لمنع السلطات التونسية بعض الحقوقيين من المشاركة في ندوة حول حرية الضمير و حرية المعتقد والاعتداءات التي تعرض لها البعض منهم -تقارير صحفية حول اظرابات عمال اتصالات تونس. المغازة العامة و عمال مجمع باطام مشاهدة طيبة الكلمة الحرة قوام الوطن الحر ايمن الرزقي
الحزب الديمقراطي التقدمي—- التكتل الديمقراطيمن أجل العمل و الحريات
دعوة
تمثل خمسينية الإعلان عن الجمهورية مناسبة متميزة أمام النخب السياسية و المدنية للوقوف على حالة الجمود التي يتميز بها النظام السياسي التونسي في محيط تشهد فيه جل نظم المعمورة تحولات سياسية عميقة في اتجاه الخلاص الديمقراطي. و هي تمثل فرصة للتقدم إلى الشعب و إلى الرأي العام بإعلان يتضمن أفكارها و مقترحاتها في الإصلاح و التغيير، إعلان يحدد ملامح الجمهورية التي يطمح إليها التونسيون و ما زالوا يفتقدون إليها بعد نصف قرن، من أجل العيش في حرية و كرامة.
و لجمع كلمتنا و رفع صوتنا بهذه المناسبة يتشرف الحزبان، الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بدعوتكم للمشاركة في:
“الندوة الوطنية من أجل الجمهورية”
التي يعقدانها يوم السبت 7 جويلية 2007 بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوال تونس بداية من الساعة العاشرة صباحا.
فكونوا في الموعد
رد
ردا على الأخ الفاضل الدكتور احمد القديدي، حول ما تفضل به من تصحيح، فيما يخص وجود اسمه في قائمة الشخصيات المساندة للتحرك لفائدة عبد الله الزواري دون علمه، فإننا هنا نستسمح منه ومن كل المتابعين التوضيح والتعقيب، حيث من بداية التحرك كان من الأوائل الذين أرسلت لهم النص مرفوقا بطلب المساندة، ولأن بيني وبين الدكتور والأب الفاضل القديدي علاقة ودية وفكرية، ومعرفتي بأنه من المسكونين بقيم مناصرة المظلومين… وحين انتظرت الرد الذي لم يأت، اعتقدت أن السكوت علامة الرضاء، وإننا هنا بتحديث التحرك نعدّل ما يمكن أن يزيل أي التباس.
الطاهر العبيدي
*********************************************
تعديل وتحديث
لا للصمت عن نفي عبد الله الزواري
بمبادرة من الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى، الممثلة في الكاتب العام
الطاهر العبيدي، واللجنة العربية لحقوق الإنسان، الممثلة في الناطق الرسمي الدكتور هيثم مناع، فإننا :
1 / نعبر عن استيائنا العميق تجاه الوضعية المأساوية لعبد الله الزواري، المناضل السياسي والصحفي التونسي السابق بجريدة الفجر المصادرة، والمنفي منذ 5 سنوات بالجنوب التونسي بعيدا عن عائلته ب 600 كلم، بعد أن قضى في السجن 11 سنة من أجل محاكمة سياسية ليغادره إلى المنفى داخل وطنه ويعاد تمديد هذا القرار المتعسّف الذي يتعارض مع القانون التونسي والمواثيق والعهود الدولية والإنسانية التي أمضت عليها الدولة التونسية.
2 / نتوجه مباشرة عبر هذا التحرّك الإعلامي والحقوقي إلى الرئيس زين العابدين بن علي لرفع هذه المظلمة الصارخة التي تمنع مواطن تونسي من العيش مع عائلته ومن التنقل بحرية طبقا لما يكفله له الدستور التونسي.
3 / نرجو من المنابر الإعلامية المساندة لهذا التحرك، أن تثبت هذا النداء على صفحاتها، ولا تزيحه حتى يرفع الحيف على الصحفي عبد الله الزواري.
كما نتمنى منهم أن يفتحوا ركنا خاصا للمواطن، لنشر آرائه وتفاعلاته حول هذه القضية الإنسانية، لخلق رأي عام شعبي وجماهيري ضاغطا، من أجل رفض العودة لممارسة النفي القسري وتمكين عبد الله الزواري من العيش مع أسرته.
4 / نذكر الجميع، إعلاميين وحقوقيين وسياسيين وشخصيات، أن وضعية عبد الله الزواري باتت مسيئة للجميع إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا، ومن الواجب التصدي والتجند لإبطال هذا الجور.
——————————-
المنسقون لهذا التحرك
الطاهر العبيدي د. هيثم مناع
——————————–
اللجنة الإعلامية
– حسن محمد الأمين– محمود الذوادي – زهير لطيف – سفيان الشورابي – سليم بوخذير – محمد فوراتي – لطفي حيدوري – محمد الحمروني – عبد الباقي خليفة – صفوة عيسى
——————————–
اللجنة الحقوقية
منظمة غاندي لحقوق الإنسان – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين- جمعية الحقيقة والعمل –
——————————-
لجنة الشخصيات الوطنية والعالمية
د. مهدي المنجرة – مختار اليحياوي –د، نصيف الجبوري- جوزيف غطاس كرم – فيصل جلول- سمير عبيد – نجيب حسني – د. شيماء الصراف- محمد النوري – منصف بوسحاقي – فتحي عبد الباقي – عبد الوهاب الهاني – نجيب بكوشي – رابح الخرايفي – رضا رجيبي – الحسين بن عمر – عبد الناصر نايت ليمام
——————————-
اللجنة السياسية
مية الجريبي – د مصطفي بن جعفر
——————————
المنابر المساندة
موقع صدى الدفاع عن الحقوق والحريات – موقع تونس نيوز –
موقع تونس أونلاين- موقع الحوار نت- موقع ليبيا المستقبل- موقع الحقيقة والعمل – موقع نواة –
مدونة عبد الله الزواري التي أنجزها موقع نواة بعدة لغات منها الإنجليزية:
(http://citizenzouari.wordpress.com)
——————————
العنوان المعتمد للمراسلة
taharlabidi@free.fr
بيان للتوقيع
تجمع اللجان الشعبية من أجل العودة: ” كل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن الفلسطينيون لنا وطن يعيش فينا”
إلى إخواننا وأخواتنا في الداخل:
بقلوب يعتصرها الألم و بحسرة تدمي العيون نتوجه لكم وكلنا أمل ورجاء بأن تكون مصلحة الوطن ووحدة شعبه و ترابه في المقام الأول والأخير في أي خلاف مهما كبر بين أبناء الشعب الواحد و الوطن الجريح. نناشدكم و نحلفكم بدم الشهداء بان لا تدعوا صوت الفرقة و الخلاف والاقتتال يعلو فوق صوت الحكمة و المنطق التي تقتضيها المصلحة الوطنية الحقة. ندعوكم من هنا، نحن مجموعة من فلسطينيي الخارج والموقعين أدناه، وحيث أننا على يقين أن النداء الآتي نابع من قلب وعقل كل فلسطيني سواء كان في خارج أو داخل الوطن والذي يعيش في قلق وخوف عما تحمله الأيام القادمة من ظروف غاية في الدقة و الصعوبة لمشروعنا الوطني. إن هذا النداء يحمل ما يلي من المطالب الوطنية و يدعو جميع الفرقاء الالتزام بها: -أولا: العمل على بدء الحوار فورا وبدون شروط بين الفرقاء وعلى قاعدة المشاركة واحترام الرأي الآخر -ثانيا : العمل على وقف الاقتتال حاضرا ومستقبلا وإعادة توجيه البندقية إلى صدر العدو المتربص لنا ولوحدتنا ولأرضنا و حقوقنا المشروعة واعتماد الأسلوب الديمقراطي التشاوري لحل خلافاتنا. -ثالثا: تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و لمعرفة أسباب اندلاع المواجهات في غزة لاستخلاص العبر وضمان عدم تكرار هذه الممارسات و معاقبة المسؤولين مهما كانت مواقعهم. رابعا : وضع المصلحة الوطنية وليس الفئوية نصب أعيننا وعدم الاستجابة لمحاولات التفرقة بيننا والمساس بثوابتنا الوطنية.
ودمتم لإخوانكم في الوطن أبناء فلسطين في الشتات / اليونان/ 27 حزيران، 2007 تجمع اللجان الشعبية من أجل العودة- ساند/ 5 تموز/2007 الاسم مكان الإقامة الحالي المدينة / القرية الأصليةالمهنة ملاحظات التاريخ للمشاركة بالتوقيع الشخصي أو بتنظيم الحملة يرجى مراسلة: أبناء فلسطين بالشتات\ اليونان
salmashawa@yahoo.com تجمع اللجان الشعبية من أجل العودة- ساند
lsh_of_prr@hotmail.com
قامت مجموعة طلابية تابعة لحزب الاشتراكيين اليساريين الذي يرأسه محمد الكيلاني بالاعتداء بالعنف الشديد يوم الخميس 5 جويلية على الساعة 14 ، على الطالب العضو في الاتحاد العام لطلبة تونس، صالح العويتي الذي ينشط ايضا في نفس الحزب. فأمام عدد كبير من الطلبة النقابيين بقلب العاصمة، اعتدى المدعو منير خير الدين بمعية أشخاص آخرين على الطالب صلاح العويتي، و أسقطوه أرضا مسببين له أضرارا بدنية كبيرة. و ياتي مثل هذا التصرف من جهة محمد الكيلاني و جماعته في اطار الحرب التي أعلنوها مدفوعين من السلطة من أجل افشال عملية توحيد الاتحاد و بث البلبلة في صلب المسار التوحيدي خصوصا وأن شقا من حزب الكيلاني أعلن العصيان، ورفض مناوراته و علاقاته المشبوهة بالسلطة. و يقود عز الدين زعتور الامين العام لاتحاد الطلبة تلك المجموعة الرافضة من أجل تصحيح وضعية الاتحاد العام لطلبة تونس مراسلة خاصة من تونس بتاريخ 5 جويلية 2007
فرع تونس لمنظمة العفو الدولية يعقد جلسته العامة عقد فرع تونس لمنظمة العفو الدولية جلسته العامة السنوية ( جلسة غير انتخابية) ببورصة الشغل بالعاصمة يومي 30 جوان و 1 جويلية 2007 تحت شعار إلغاء عقوبة الإعدام. و قد افتتح الجلسة العامة يوم السبت في حدود الساعة الرابعة مساء رئيس الفرع السيد محمد الحبيب مرسيط مرحبا بالحاضرين و مذكرا بالظروف التي حفت بانعقاد الجلسة العامة و بأهم نشاطات الفرع في السنة الماضية. ثم تداول على الكلمة الضيوف الأجانب: ممثلو فروع سويسرا و فرنسا و هولاندا و بلجيكا والجزائر و المغرب…. ثم أحيلت الكلمة لممثلي الجمعيات التونسية: مختار الطريفي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و خديجة الشريف عن جمعية النساء الديمقراطيات و سهام بن سدرين عن المجلس الوطني للحريات و بن رمضان عن نقابة الصحافيين و لسعد الجوهري عن الجمعية الدولية للمساجين السياسيين و ممثل عن الإتحاد العام لطلبة تونس و مثل عن اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل…. و بعد كلمات الضيوف استمع الحاضرون على محاضرة حول إلغاء عقوبة الإعدام ثم عرض شريط وثائقي حول مراحل تأسيس الفرع التونسي في بداية الثمانينات من القرن الماضي ثم تكريم ثلة من مناضلي و مؤسسي و قدماء الفرع: أحمد بن عثمان، الهاشمي جغام، حمادي فرحات، الهذيلي الشواش، محمد الصالح فليس، محمود بن رمضان، هشام عصمان….و كان مقدم الهدية التذكارية في كل مرة شاب من منخرطي الفرع الذين لوحظ خلال الجلسة العامة وفرة عددهم و حركيتهم المتميزة. و من الغد اشتمل برنامج الجلسة العامة للفرع على تلاوة تقرير الهيئة التنفيذية و التقرير المالي و تقديم و مناقشة الخطة التشغيلية الجديدة و مشاريع اللوائح. و في الحصة المسائية اشتغل المشاركون في 3 ورشات تعلقت باستراتيجية حقوق الإنسان و الإستراتيجية التنظيمية و ورشة التنمية. سوسة: اعتقال بتهمة توزيع مناشير تلقى فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان شكوى من عائلة الشاب محمد ماجد الساسي 22 سنة قاطن بمدينة مساكن و الذي تم اعتقاله يوم 12 ماي 2007 بتهمة توزيع منشورات من شأنها تعكير صفو النظام حسب تعبير السلطات و قد تم حرمانه من اجتياز امتحان الباكالوريا الذي كان يستعد له طيلة السنة. و قد تمت محاكمته بتاريخ 30 ماي 2007 و حوكم ابتدائيا بالسجن لمدة سنة. و نفت العائلة علاقة ابنها بالتهمة الموجهة إليه و طالبت بإطلاق سراحه. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 412 بتاريخ 29 جوان 2007)
قابس:الحزب الحاكم يواصل سياسة الاحتكار و التنصيب
معز الجماعي مرة أخرى الحزب الحاكم يبيح لنفسه فرض الوصاية علي الجمعية المستقلة عنه حيث استعمل عديد الضغوطات والاساليب القذرة لعقد الجلسة العامة للملعب القابسي بمقر لجنة التنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي بقابس وتقبل احباء هذه الجمعية الموضوع لكي لا يكون عقبة في مسيرة الملعب القابسى الذي تمكن من الصعود الي القسم الوطني بعد ان فارقه طيلة 20 سنة. و كان الجمهور يامل بان تكون الجلسة العامة في كنف الديمقراطية و الشفافية خاصة في ما يتعلق برئاسة الجمعية بعد عدم رضاهم عن اداء السيد انور رحومة خلال الموسم الفارط الا ان الحزب الحاكم لم يابه برغبة الجمهور في انخاب رئيس للجمعية ومارس عديد الضغوطات علي المترشحين لهذا المنصب لكي يفرض ابقاء الرئيس السابق المعروف بانتمائه للتجمع الدستوري الديمقراطي. وفعلا تمكن من تحقيق ذلك بتنصيب السيد انور الرحومة ليواصل تسير الجمعية لموسم 2007/2008 . عقدت هذه الجلسة بحضور ممثلين عن السلط الجهوية وباشراف كاتب عام لجنة التنسيق للتجمع الدستوري الديمقراطي. فاذا تريد السلطة تشريك الاحزاب السياسية في تسير الجمعيات الرياضة لماذا لم تتم دعوة كل الكتاب العامين للأحزاب بقابس مثل السيد عبد الوهاب العمري كاتب عام جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي. و قد فاجئ الرأي العام من خلال مقالات علي اعمدة الصحافة الصفراء تذكر ان بعد اختتام الجلسة العامة ناشد جمهور الملعب القابسي رئيس الجمهورية للترشح للانتخابات الرئاسية في 2009 .لذا وجب التوضيح بان تلك المناشدة لا تشمل كل احباء الملعب القابسي وخاصة الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس المتتبع لمسيرة هذه الجمعية . (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 412 بتاريخ 29 جوان 2007)
مؤتمر النهضة…. رسائل سياسية واقعية
عبد المجيد المسلمي لا شك أن المؤتمر الثامن لحركة النهضة الذي انعقد في المهجر يشكل حدثا سياسيا هاما. إذ تمثل الحركة الإسلامية في تونس رغم الوضع الخصوصي الذي تمر به مكونا أساسيا في الساحة السياسية. كما تمثل الحركات الإسلامية في البلدان العربية إحدى أعقد الإشكاليات التي تواجه عملية الانتقال إلى الديمقراطية في تلك البلدان. فهي من جهة حركات تتمتع بثقل شعبي يمكنها من تهديد الأنظمة العربية القائمة سواء عبر التحركات الشعبية أو عبر صناديق الاقتراع. و من جهة أخرى فهي حركات يعتبرها البعض مناقضة للديمقراطية و تهدد المكتسبات الحداثية التي حققتها المجتمعات العربية. و سنكتفي بمسائل ثلاثة من جملة القضايا التي تعرض له لها البيان الختامي للمؤتمر و تناولها المحللون بالدراسة. المصالحة مع السلطة ركز البيان الختامي على مسألة المصالحة الشاملة مع السلطة و تعرض إلى مفهوم الحركة للمصالحة و شروطها. و الواقع أن قضية المصالحة مع السلطة تثير منذ سنوات صراعات كثيرة بين الإسلاميين. و يعتبر العديد منهم أن الحركة استفادت من تغيير 7 نوفمبر 1987 . إذ تم إطلاق سراح قياداتهم من السجون و فيهم من كان محكوما بالإعدام و سمح لهم بإصدار صحيفة الفجر و بالنشاط السياسي العلني في حدود معينة بالإضافة إلى المشاركة في الانتخابات التشريعية سنة 1989 عبر القوائم البنفسجية…..و يحمل شق من الإسلاميين المسؤولية لقيادة الحركة التي دخلت في مواجهة عنيفة مع السلطة في بداية التسعينات معتبرين إياها مغامرة أدت إلى القمع الذي تتعرض له منذ 15 سنة مذكرين بالتصعيد الذي اعتمدته الحركة و حتى بتسربها داخل الأجهزة الأمنية و العسكرية للسلطة . في حين يعتبر شق أخر أن الصدام فرض عليهم من طرف السلطة في خطة مدبرة لقمع الحركة و استئصالها بعدما تبين للسلطة عدم القدرة على التحكم فيها و احتوائها. و لذلك يطرح الإسلاميون المصالحة مع السلطة بعد المواجهة. و لكن بعضهم يريدها مصالحة بشروط السلطة بالنظر للمسؤولية التي تتحملها الحركة في المواجهة في حين طرح المؤتمر الثامن مصالحة شاملة تقوم الاعتراف المتبادل و نبذ الاستئصال و الاحتواء. لا شك أنه من حق الإسلاميين ترتيب علاقتهم بالسلطة حسب أجندتهم الخاصة و حسب أوضاعهم الخصوصية و علاقتهم بالسلطة التي تراوحت بين المصالحة و المواجهة. و لكن قضية المصالحة بين الإسلاميين و السلطة قضية تخص الطرفين و هي ليست قضية وطنية و لا مطروحة على جدول أعمال الحركة الديمقراطية و التقدمية كما يريد أن يوهم بذلك البعض. فالمعارضة الديمقراطية لم تعرف مسارا مشابها لحركة النهضة. و هي لا تجد نفسها بين خياري المصالحة أو المواجهة. إنها في خيار المعارضة. و هي معارضة إصلاحية جذرية تناضل من أجل إصلاحات سياسية جوهرية تؤدي إلى الانتقال إلى الديمقراطية – بما في ذلك حق الإسلاميين في المشاركة السياسية – و إصلاحات اقتصادية من أجل الرفع من نسق النمو و امتصاص البطالة و إصلاحات اجتماعية توزع ثمار النمو بطريقة عادلة و تحقق العدالة بين جميع شرائح المجتمع. انفراج سياسي أم انتقال إلى الديمقراطية توقف بعض المحللين عند تأكيد بيان المؤتمر الثامن لحركة النهضة على أن المهمة المرحلية للحركة تنصب على تحقيق الانفتاح السياسي و سكوته على مسألة الشرعية الدستورية و الانتقال إلى الديمقراطية . و يبدو أن الحركة تريد أن تنصب جهودها على إعادة البناء الداخلي و تصليب التكوين العقدي و نشر الدعوة الإسلامية مثلما صرح العديد من قادتها بذلك. و يمثل الانفتاح السياسي عبر تحقيق مطالب حركة 18 أكتوبر الثلاثة ( إطلاق سراح المساجين و تحرير الإعلام و حرية التنظيم للأحزاب و الجمعيات) مناخا ملائما لذلك. و في المدى المنظور لا تبدو الحركة معنية كثيرا بقضايا الانتقال الديمقراطي و شروطه و القوى المعنية به نظرا لمشاغلها الداخلية. علاوة على أن قضية الانتقال الديمقراطي ليست القضية المركزية للإسلاميين. صحيح أن الانفراج السياسي مهمة تنشدها جميع القوى المناهضة للاستبداد. و لكن الديمقراطيون التقدميون لا يكتفون بذلك و إلا لما استلزم الأمر حزبا سياسيا و إنما مجرد جمعيات حقوقية و أهلية ترفع مطالب 18 أكتوبر. إنهم يتمسكون ببرنامج الانتقال إلى الديمقراطية كاملا حتى ينجز. و هذا البرنامج كما حدده المؤتمر الرابع للحزب الديمقراطي التقدمي يحتوي على نقاط خمسة: المطالب الثلاثة لحركة 18 أكتوبر زائد الإصلاحات الدستورية و التشريعية التي تنظم الحياة العامة و تشكل الإطار القانوني و السياسي لقيام انتخابات حرة و نزيهة و هي النقطة الخامسة في البرنامج. فتحقيق الديمقراطية في بلادنا هو جوهر المشروع الديمقراطي التقدمي و الذي يمثل بالنسبة لبلادنا استقلالها الثاني. لقد حاولت السلطة أن تواجه مطلب تحقيق الديمقراطية بتحقيق تعددية سياسية و برلمانية شكلية أثبتت فشلها. و لا يمكن للانفراج السياسي المنشود أن يحل محل مهمة الانتقال إلى الديمقراطية التي تبقى المطلب الأساسي للتونسيين. و لا يعني ذلك أن تحقيقها سيقع دفعة واحدة. إنه مسار طويل قد يكون على مراحل و لكن هدفه ثابت و واضح: تحقيق الديمقراطية. تمسك بالمنهج الأصولي أكد المؤتمر الثامن الاعتماد على المرجعية الإسلامية و ما يعنيه من تقيد في جميع تصوراتها و مواقفها بما هو معلوم من الدين بالضرورة مضمنا في النصوص الشرعية القطعية مع التوسع في غيرها من الظنيات بالاجتهاد في شروطه المعتبرة. ويعد هذا الموقف نوعا من الحسم في ما دار من نقاش بين الإسلاميين عقب صدور وثيقة هيئة 18 أكتوبر حول المرأة بمناسبة 8 مارس. و قد يمثل هذا البيان خيبة أمل لدى البعض الذين عولوا و لا يزالون على الحوار مع الإسلاميين في إطار منتدى 18 أكتوبر حول قضايا حساسة مثل حرية المعتقد و الضمير و حول العقوبات الجسدية. و يفهم أن الإسلاميين غلبوا جانب الحفاظ على الرابط العقدي و الفكري الذي يربط الجماعة و يشد بنيان الحركة متفادين أي انفتاح فكري أو اجتهاد لغلق الأبواب التي تأتي منها الرياح و تفادي الانقسامات الدينية التي قد تنضاف إلى الانقسامات ذات الطابع السياسي . و هو و إن يظهر الطابع الأصولي الذي لا يزال مهيمنا على الحركة الإسلامية في تونس فإنه يوضح أن الحركة معنية أكثر بتصليب أوضاعها الداخلية أكثر من انفتاحها على الأخر و ربط الجسور مع شركائها خاصة أطراف حركة 18 أكتوبر. و الواقع أنه من باب التجني القول أن حركة النهضة تتعرض إلى ملاحقة فكرية أو ضغط و إحراج فكري في إطار حركة 18 أكتوبر. و إنما هو حوار طوعي حر علني و شفاف بين مناضلين من مختلف المشارب يشهد لهم الجميع بشرف نضالهم ضد الاستبداد و يتم في مقرات أحزاب ديمقراطية – التكتل، الديمقراطي التقدمي…- يشهد لها وقوفها إلى جانب الإسلاميين في محنتهم و دفاعهم الثابت عن حقهم في المشاركة السياسية. و كان أحرى بالإسلاميين المستنيرين و بالتقدميين منهم خاصة المبادرة بهذا الحوار و تطويره و الدفاع عنه لا كيل الاتهام له لأنه حوار ضروري لوطننا و لشعبنا. خلاصة القول أنه و في هذه القضايا الثلاثة التي وردت في بيان المؤتمر الثامن حافظت حركة النهضة على طابعها المحافظ و التقليدي مفضلة الانكفاء على الذات و الانتظار و التوجه إلى داخل الحركة عوضا عن المجتمع. و طالبت بانفراج سياسي يمكنها من لململة صفوفها و إعادة بناء نفسها في هدوء مع مواصلة عملها الدعوي الديني و تصليب رباطها العقائدي مغلقة الأبواب على الاجتهاد في انتظار ظروف أفضل. قد تغري هذه الأجندا البعض و تتفق مع أهوائهم و ميولاتهم و توجهاتهم الفكرية والسياسية. فتراهم يدافعون عن المصالحة (بين من و من؟) و يكتفون بالانفراج برنامجا سياسيا ويؤجلون طرح قضية الديمقراطية والإصلاحات التشريعية و السياسية المطلوبة إلى أجل غير مسمى. إلا أن الأجندا الديمقراطية التقدمية تختلف على ذلك. إن الحركة الاجتماعية الاحتجاجية التي عمت البلاد أخيرا و الصعوبات الاقتصادية و الأزمة السياسية لا تدعو إلى خفض سقف المعارضة بل على العكس من ذلك تتطلب رفعه حول ثلاثة مهام مترابطة: تحقيق الانفراج السياسي و النضال من أجل الإصلاحات الدستورية و التشريعية في أفق الاستحقاق الانتخابي لسنة 2009. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 411 بتاريخ 22 جوان 2007)
شعارها “نجمة لكل النجميين”
النجم الساحلي يطلق أول محطة إذاعية رياضية بتونس
تونس-سليم بوخذير يُطلق نادي النجم الساحلي التونسي يوم السبت المقبل (7 جويلية 2007، التحرير) أول إذاعة رسمية لناد رياضي في تاريخ الأندية التونسية تحمل اسم “نجمة”. وسيبدأ بث الإذاعة الجديدة على موجة “اف.ام.” فقط؛ حيث سيتسنى التقاطها في محافظات الساحل التونسي، على أن يتوسع بثها في مرحلة تالية ليشمل عدد من المحافظات المجاورة. وكان البث التجريبي للإذاعة قد بدأ بالفعل على شبكة الإنترنت يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري. ووصف القائمون على هذه الإذاعة بثها بأنه كان “حلما كبيرا صادفته العديد من الصعوبات في طريق إنجازه، منها الحصول على موافقة معز إدريس رئيس النادي”، مُطلقين شعار “نجمة لكل النجميِّين” في إشارة إلى كل أنصار النجم الساحلي. سيمتد بث الإذاعة طوال ساعات اليوم، وستُخصص برامجها لمتابعة أخبار النجم الساحلي ومبارياته، وستهتم أيضا ببعض الأخبار الرياضية الأخرى المتعلقة. وسبق للعديد من الأندية الرياضية العربية أن أطلقوا قنوات فضائية خاصة بهم، لكنها المرة الأولى في تونس التي يطلق فيها ناد رياضي محطة إذاعية. وسيقترن انطلاق بث إذاعة “نجمة” مع مباراة النجم الساحلي مع اتحاد طرابلس الليبي على الملعب الأوليمبي بسوسة يوم السبت المقبل، في إطار الجولة الثانية من منافسات الدور ربع النهائي لدوري أبطال إفريقيا. (المصدر: موقع قناة MBC الفضائية (دبي) بتاريخ 5 جويلية 2007)
بإمكانكم الإستماع إلى الإذاعة على الوصلة التالية:
عجيب
جمعية الدفاع عن اللائكية وحوار الطرشان
برر فتحي بن حاج يحي أحد مؤسسي جمعية الدفاع عن اللائكية في حواره مع موقع الأوان الذي لحّنه سفيان شورابي هذا التأسيس بحرص المؤسسين على البحث “لفهم تعقيدات اجتماعية من قبيل كيف تم الانتقال في العلاقة الحميمة و التسامحية التي كان يعيشها التونسي مع دينه و معتقده إلى هاجس التظاهر بعلامات التقوى و التدخل في شؤون الغير و تراجع ذهنية التسامح و اكتساب خطاب تذنيبي و شبه تكفيري”. و لعمري انه تساؤل لا يحتاج إلى تكاتف عشرات الأشخاص للبحث عن إجابة له فالأمر جلي للقاصي و الداني و للمختص في علم الاجتماع و للأمّيّ فيه – فتكفي القراءة المجردة والموضوعية لما طرأ على المجتمع من أحداث وتعسف لإدراك أسباب بروز بعض العقليات الغير المعهودة، إنه قانون السبب والنتيجة الذي يقره العلم والمنطق – فعندما يصبح المتدين مقموعا وملاحقا ومستهدفا في أمنه وحريته لأنه فقط يواظب على صلاة الفجر في المسجد وعندما لا يُتَسامح معه في ممارسة شعائره الشخصية جدا مثل اختيار هيأته و لباسه الذي يعتقد في شرعيته و لا أظن ذلك يمس من حرية الغير فيحرم بسبب ذلك من حقوقه المدنية في التعليم و في الخدمات الإجتماعية وعندما يتهم بالتطرف في معتقده االشخصي جدا ويتعرض إلى حملات التشويه و التشكيك الاستفزازي في دينه و شرعه بدون أدنى استعداد من معاديه للتعايش معه و عدم إقصائه بسبب عقيدته و انتمائه الفكري و عندما يحاكم لفكره و نواياه المتوقعة في سكوت مذهل وتواطؤ مشبوه لبعض الفئات التي تروج لحرية المعتقد وعندما يتهم بالتطرف أو الإرهاب لأفكاره التي قد لا تروق للبعض و عندما تمنع عنه كل وسائل الإعلام للتعبير عن رأيه و موقفه ولا تفتح إلا لمن يشكك في فكره وشرعه ومعتقده و عندما يحاصر من كل جهة بتعلة تجفيف منابع التدين. هنا فقط يمكن إن نفهم الأسباب كما يمكن أن نقطع الطريق أمام هذه المظاهر الاجتماعية و ردود الأفعال التي لا تروق على أفعال لا تطاق و البادئ أظلم. و أما محاولته الإجابة على التساؤلات المطروحة بطريقة غير علمية فهذا مما لا يجدي نفعا، انظروا إلى توصيفه لمؤشرات الأزمة الاجتماعية القيمية المتعددة الأبعاد حيث ذكر من تلك المؤشرات “انتشار ظاهرة التحجب بهذا الشكل الملحوظ في وقت اقتحمت فيه المرأة ميدان الشغل و الحياة العامة أكثر من أي وقت مضى”، فظاهرة الحجاب كما يقر هو انتشرت في الشارع، في الجامعة، في المؤسسات الإدارية و الإنتاجية ، فأين المشكلة ولماذا تطرح بشكل تعارضي مع اقتحام المرأة ميدان العمل للإيحاء بعدم تعايش الظاهرتين، وهو تناقض مبطن وجلي ومتعسف في نفس الوقت، فهل منع الحجاب الشرعي للمرأة من ممارسة مكتسباتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية فأين الأزمة الاجتماعية إذا ولماذا هذه المغالطة والالتفاف عن الحقائق . يبدو أن نخبنا اللائكية لا تزال تضيع وقتها و تتخبط في قضايا تتناقض مع اللائكية أصلا، فالتدخل في شؤون الشخصية للغير كحمل همّ نوعية اللباس الذي يختاره الفرد وجعل ذلك قضية مصيرية تؤرق اللائكيين وتستنفرهم لإنشاء الجمعيات أو خذ مثالا تساؤله عن دور المتخصصبن في العلوم الشرعية و الدينية – كالمفتي – فما الذي يقلقه من وجود أشخاص مختصين في هذه العلوم الشرعية أو حتى لجانا متخصصة في مجالات مختلفة تكون مرجعا للمؤمنين الذين يقرون طواعية بمرجعيتهم و بالحاجة إليهم لاستيضاح الحلال و الحرام في القضايا و المسائل المستحدثة على ضوء تعاليم دينهم ومقاصد شرعهم وفي ضل تعقيدات الحياة الحديثة، ما الذي يزعجه في ذلك و هو غير ملزم بذلك في شيء أم يريد أن يفرض على المجموعة رؤيته الشاذة بأن “الإيمان أمر شخصي يحدده اجتهاد الفرد في دينه بدون و ساطة” هكذا يسمح اللائكيون لأنفسهم الإفتاء لغيرهم من المؤمنين و ينكرون عليهم العودة للمتخصصين في دينهم …ألا تمنع اللائكية على هؤلاء التدخل في الشؤون الخاصة للأفراد وخاصة فيما يتعلق بالمسائل العقائدية الخاصة جدا أم أنهم المعصومين القيمين على اللائكية التي تخولهم صلاحيات مقدسة للحفاظ عليها حتى ولو أدى الأمر إلى خرق مبادئها. ألا يذكرنا هذا السلوك بمهزلة دكتاتورية البروليتاريا. من جهة أخرى فقد ادعي فتحي بالحاج يحيى ظلما بأن “المسلم مولّ و جهه إلى الوراء أكثر من أي وقت مضى بعيدا عن مواجهة التحديات المعرفية و اكتساب معارف العصر و مقيدا بعقلية الغيتو”. فالواقعية والموضوعية تتطلب أن فحص هذا الواقع في المسلم المضطهدم و ***من قبل الأنظمة البرجوازته العلمانية و الائكية التى قتلت حريته وقتلت أي قابلية له للإبداع و الفعل الحضاري لأن المسلم المتحرر من هذا الطاغوت و الاستبداد هو الذي يفسح له المجال للإبداع و الفصل الحضاري في كنف الاعتزاز بهويته و عقيدته ولكم في المعجزة الماليزية خير مثال و الذي انصح اللائكيين بكل صدق لدراسته. و أما طلب سفيان شورابي عرّاب الحوار والأفكار من محدثه التعليق عن خروج مئات الآلاف من الأتراك لحماية مؤسساتهم السياسية من القوى المعادية للعلمانية و يقصد حزب العدالة و التنمية الحاكم، فقد تمنيت إن يلحقه بطلب تعليق إضافي عن ما يتوقعه كل المحللين والمراقبين للشأن التركي من زيادة شعبية هذا الحزب في الانتخابات القادمة و تصويت عشرات الملايين لمشروعه السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي بعد النجاحات التي حققها في هذا المجال و ليته سكت عن هذا الموضوع و أما ما ورد من نص مكتوب باللغة العاميّة نقله بالحاج يحي من إحدى المدونات المجهولة و اعتبره مرحا و طريفا هكذا فلا يليق حتى التعليق عليه لأنه نزل بالحوار والأفكار إلى حد التقزز و الاشمئزاز وقد دفعني الأمر للبحث عن طبيعة شخصية هذا الرجل النكرة لدى عموم الشعب والمسمى فتحي بن حاج يحيى عبر البحث في الواب فبرز لي مقال كتبه كاشف الغطاء المعري بأرشيف صفحات تونسنيوز يكشف فيه عن موقف هذا الشخص وهو أحد وجوه الحزب الشيوعي –حزب التجديد التفافا- و تجرؤه على الإسلام ورموزه المحترمة حيث طال تطاوله وبكل وقاحة الرسول وزوجاته، ثم يغالط المجتمع ويدعي أن تأسيس جمعية الدفاع عن اللائكية لا تهدف إلى مواجهة الدين والتدين، و إني أستسمح القارئ لإعادة قراءة جزء من هذا المقال الذي كتبه كاشف الغطاء المعري والذي يكشف بالحرف الواحد ما ورد على لسان قلم هذا الرجل والمدرج في حاشية هذا المقال. وأما سفيان شورابي ملحن وعراب الحوار فأحيله إلى آخر مقال كتبه بنفسه بصحيفة مواطنون والذي يعدد فيه الشباب والمواطنون المعاقون الذين اعتقلوا في الحملات الأخيرة على المتدينين تحت طائلة قانون الإرهاب ومنم المختل في عقله ومنهم الفاقد لبصره ومنهم من ذوي الإعاقة العضوية لمعرفة وأسأله أليست هذه أسباب كافية لظهور التطرف بدون كثير عناء للبحث عن أسباب أخرى وبدون حاجة إلى تأسيس جمعية للدفاع عن اللائكية للبحث عن هذه الأسباب. _____________________ ورد في مقال كاشف الغطاء المعري بعنوان ” المبادرة تكشر عن أنيابها ضد الشعب” ما يلي: “….ويتنزل في هذا الإطار ما كتبه المسمى فتحي بن الحاج يحيى أحد الوجوه الفاعلة بالمبادرة في عدد جانفي من نشرية الطريق الجديد ناقلا الكلام – الذي يريد أن يروج له ولا يتجرأ أن ينطق به – على لسان نبيل فياض والذي ورد فيه تهجم غير مسبوق على الرسول الكريم وال بيته بعد أن سماه محمدا وكفى وكأنه لا يعلم أنه رسول الله بالنسبة للتونسيين إلا أنه أصر على إيضاح عدم الإقرار بنبوته وعلى استفزاز مشاعر المسلمين وهم يمثلون 99 في المائة من الشعب وهو سلوك –حتى من باب الحسابات السياسية- ينم على تمرد وانهيار ونقمة وافتقاد للثقة في النفس- كما تحدث عن أم المؤمنين تأكلا أولادها – هكذا بكل بلادة وسذاجة مع الخطإ النحوي الذي يدل على اضطراب نفسي عند التحرير- ويتكلم عن دور عائشة و”علاقتها بمحمد وزوجاته المتعددات”- هكذا كما ورد في نص المقال كما يشير إلى “نصان يهوديان قديمان حول بدايات الإسلام” ويذكر “حكايا الصعود التي تبحث عن ما ورد في ديانات أخرى في ما يشبه قصة الاسراء والمعراج “- هكذا- …… ثم يذيل الكاتب كل هذا بالنقمة على كل من يرفض هذا التوجة في تناول الفكر والمعتقدات الاسلامية وحتى المثقفين الرافضين للانزلاق في متاهات التشكيك والترويج للتشويه الذي ينتجه أعداء الأمة الإسلامية ضمن حلقة المحاولات المتكررة للقضاء على كرامتها وحصانتها لتسقط لينة في أحضان المستعمر الإمبريالي والصهيوني حيث ينكر على “العدد الأوفر من مثقفينا الذين يرون فيها نوعا من المشاكسة المجانية أو غير مفيدة كمسائل للنقاش وإعمال العقل” – هكذا- وكأن أصحاب المبادرة قد حلت لديهم كل المشاكل الاجتماعية واقتصادية وسياسية من بطالة ونهب للثروات واستبداد منذ أن سطع نجم العهد الجديد المقدس وعمت بركاته عموم البلاد ولم تبقى إلا مسألة الإسراء والمعراج التي أقضت مضاجعهم؟؟؟ وتصل به النقمة على هذا المجتمع الذي رفض الانصياع والانقلاب عن قيمه إلى إطلاق صيحة اليأس حيث يقول ” قد يغمرنا اليأس من أن تصبح تربتنا يوما منبتا لمثل هذه المثل والمبادئ ” أي تنتج من أمثلة من يتجرأ على طعن هذا المجتمع في عقيدته ودينه كما فعل نبيل فياض؟؟؟ مراقب
سـواك حـــار (37)
صـابر التونسي
نذكر أن جواز السفر هو حق للتونسي و ليس منة أو منحة تتفضل بها الإدارة على من تشاء… كما أن حرمان التونسي من جواز السفر هو تعسف و تجاوز للقانون و تعدّ على أحد الحقوق الأساسية للإنسان… (عبدالله الـزواري:الحوار نت) سي عبد الله يبدو أن طول مدة حرمانك من جواز السفر أنساك أنه مكتوب عليه: “هذا الجواز ملك الدولة التونسية” يعني أنه ليس حقا للمواطن وإنما منحة تمنحها الدولة لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء من شعبها … إلى أن تصبح الدولة دولة الشعب!
… تقدم الشاب حسام بن محمد القلوي (السجين السياسي) بملف قصد الحصول على جواز سفر … وتحصل مقابل ذلك على وصل يفيد تقديم ملف تام الشروط… و مرت الأيام و اتنهت المدة القانونية لتسلم جواز السفر دون الحصول عليه… و تكررت زيارات حسام إلى مركز الأمن دون جدوى و في إحدى هذه الزيارات صارحه رئيس المركز المذكور السيد محمد علي ثابت قائلا هذا من جريرة أبيك عليك… (عبدالله الـزواري: الحوار نت) أصاب السيد محمد علي ثابت فللسياسة “كروموزومات” (جينات) وراثية تنتقل عبر الدم ولا تحتاج للمررور عبر المسلك التربوي … خاصة إذا كان الأب مغيبا … تحت الثرى أو وراء القضبان!!
يوم جميل وبديع في بريطانيا … كان يوم الإربعاء 27 يونيو 2007 يوما تاريخيا بحق في مسيرة بريطانيا العظمى … رئيس الوزراء العمالي السيد توني بلير، يستقيل من منصبه، من دون أن يكون قد خسر أية انتخابات عامة. وبعد عشرين دقيقة، يتولى رئاسة الوزراء من بعده زميل له من قيادة حزب العمال، وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. (الهاشمي الحامدي: الحوار نت)
يبدو أن ربيعهم لا يكون جميلا إلا تحت قبة برلمانهم المنتخب انتخابا حرا ونزيها، وأن ربيعنا لا يكون “جميلا” إلا تحت جبة “حامي الحمى والدين” المطروزة بعناية… وكما أن الفتوى الفقهية تحدد زمانا ومكانا وشخصا ف”الفتوى” السياسية تحدد مصلحة ودولا وحكاما!! …، اللّهم ألقم الملحدين واللائكيّين وأهل البدع حجرا، ويتّم صغارهم، ورمّل نساءهم، وخرّب ديارهم. اللّهمّ أنزل على المتبرّجات غير المحجّبات أشدّ العذاب والنّكال في الدّنيا قبل الآخرة. اللّهمّ أرسل ريحا صرصرا على المراقص والملاهي والحانات، وأنزل صواعقك على الشّواطئ التي لا تلتزم بالمايوهات الشّرعيّة. آمين يا أرحم الرّاحمين. (رجاء بن سلامة:”الأوان” 29 نقلا عن تونس نيوز) اللهم إن أمَتَكَ رجاء لم تتعود أن تتوجه لك بدعاء فأكرمها واستجب دعاءها ولا تردها خائبة وخصها بما سألت!! ما فائدة الدنيا الواسعة … إذا كان حذاؤك ضيقا ؟!(عبد الله الزواري: الحوار نت) ترميه وتمشي حافيا … وتبقى الدنيا واسعة لا يحدها “حذاء” ضيق!! قررت محكمة في سوريا سجن سيدة مع الأشغال الشاقة المؤبدة بعد أن قتلت طعنا بالسكين زوجها الذي “باعها” لأحد أصدقائه إثر خسارته في لعبة قمار، في قصة جرت أحداثها في العاصمة السورية دمشق…(نقله عبد الله الزواري عن صحيفة “تشرين” السورية السبت 9-6-2007) الحبس “للرجال” “وخسارة السكين التي نجسها دمه” !! ذلك هو الانشطار الذي يطل برأسه هذه الأيام كأحد أهم تداعيات أحداث غزة الأخيرة ،فيصطف الإسلاميون المعتدلون وراء حماس ويقف العلمانيون المعتدلون بجانب فتح و يعودالسجال ساخنا ومعه مفردات التخوين و الانقلابية والعمالة و الظلامية و الرجعيةوالانتهازية و يعود الاستقطاب على أشده…(الحبيب المكني: الحوار نت) ستبقى الأمة “فتحاوية” و”حمساوية” حتى يفتح الله على “الحمساوية” ويتحمس “الفتحاوية”!! يسرّ المجلس الوطني للحريات بتونس أن يعلم الرأي العام برفع الحصار المضروب عليه منذ شهر ونصف. فقد تمكن يوم 2 جويلية 2007 أعضاء المجلس من دخول المقر وكانوا مصحوبين بوفد من منظمة العفو الدولية يتركب من خافيير زونيغا وحسيبة حاج صحراوي وهبة مرايف وأنيتا ويلتوكس قدموا في زيارة تضامن مع المجلس.(سهام بن سدرين: تونس نيوز) يبدو أن الحصار في بلادنا لا تفكه إلا “الدبابات” … ولكن هل سيعود الحصار بانصراف “الدبابات”؟؟!! فاز الأستاذ البشير الصيد أول أمس في انتخابات عمادة المحامين، بـ1193 صوتا، أي بفارق 108 أصوات عن منافسه الأستاذ شرف الدين الظريف (الذي حصل على 1085 صوتا)، وذلك في أعقاب الدور الثاني للانتخابات الذي اختتم في ساعة متأخرة من مساء أول أمس بفندق المشتل بالعاصمة وسط حضور أكثر من ألفين من المحامين..(صالح عطية: الصباح) معركة انتخابية في قطاع من قطاعات الشعب أجلب الحزب الحاكم فيها “بخيله” و”رجله” وأمواله… ولكنه خسر!! الغريب أن الخسارة تختفي والمنافسة تنعدم إذا عمت الإنتخابات كل القطاعات … والسر في حب الزعيم!!
(المصدر: المنتدى الكتابي بموقع “الحوار.نت” (ألمانيا) بتاريخ 4 جويلية 2007)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 04/07/2007 الرسالة رقم 258
الحلقة الثانية التقسيم الترابي على المستوى الجهوي الولايات
بقلم محمد العروسي الهاني أواصل الكتابة في موضوع التقسيم الترابي الذي هو العمود الفقري للتنمية الجهوية و المحلية و بإحكام التقسيم الترابي و التنظيم الإداري للبلاد يمكن تطوير التنمية الشاملة و كل منطقة أو جهة أو مدينة لا تتقدم و لا تزدهر إلا بشرطين أساسيين هما حماسة أبنائها و تظافر جهودهم من جهة و دعم اللامركزية وإحداث الهياكل الجهوية و المحلية لتطوير الجهات و دعم التنمية و العدالة الإجتماعية من جهة أخرى و أنّ فكرة إحداث 11 ولاية جديدة منذ السبعينات و في بداية الثمانينات كان لها جدواها و نجاعتها و تطورها الإيجابي على تطوير مستوى الحياة العامة و تحسين المرافق اللازمة و دعم موارد الرزق و بعث المشاريع الإقتصادية و هذا ما حصل في الولايات المحدثة تطاوين، و قبلي، و توزر، و سيدي بوزيد و المهدية و المنستير و زغوان و بن عروس و أريانة و سليانة و أخيرا منوبة. بعث الولايات حكمة و تبصر و بعد نظر و إيمان بالتطور و الاستقرار و العيش الكريم و الواجب الوطني يدعو لمواصلة هذا المجهود و دعمه كما تمّ على الصعيد الجهوي و المحلي منذ الإستقلال إلى اليوم وقد اشرت في المقالات السابقة التي نشرتها من 18 جوان إلى 27 منه حول الذكرى 51 لتونسة الإدارة الجهوية سلك الولايات و المعتمدين و ذكرت بأنّ عدد الولايات قفز من 13 إلى 24 ولاية. و المعتمديات من 96 إلى 266 حاليا و المقال السابق الذي نشر يوم 3 جويلية 2007 تحدثت فيه على مزيد إحداث المعتمديات الجديدة في كامل أنحاء البلاد و على مستوى 24 ولاية إقترحت إضافة 51 معتمدية و عدد من العمادات و البلديات حتى يواكب هذا الجهاز الإداري النهضة الشاملة للتنمية اليوم في الحلقة الثانية أتقدم بإقترحات جديدة حول إحداث ولايات جديدة لمواكبة التنمية الشاملة على النحو التالي تقسيم ولاية صفاقس التي بها 800 ألف نسمة على 3 ولايات صفاقس تظم معتمديات صفاقس المدينة و الجنوبية و الغربية و ساقية الزيت و ساقية الدائر و قرقنة وطينة ولاية الصخيرة تظم الصخيرة المحرس الغربية بئر علي بن خليفة و عقارب ولاية جبنيانة و تظم جبنيانة ، العامرة و الحنشة و منزل شاكر و المعتمديات المقترحة حسب المقال المشار إليه الغرابة : مركز كمون و ربما الحجارة منطقة الظل و حزق و اللوزة معتمدية جبنيانة تقسيم ولاية المهدية إلى ولايتين المهدية، تظم المعتمديات التالية المهدية، قصور الساف، سيدي علوان، الشابة و ملولش وولاية السواسي أو الجم و تظم معتمديات السواسي ، شربان، هبيرة، أولاد الشامخ، الجم، و بومرداس حاليا في إنتظار إحداث المعتمديات المقترحة حسب مقال يوم 3 جويلية 2007 و لا يمكن أن تبقى معتمديتين أولاد الشامخ و هبيرة البعيدتان على مركز ولاية المهدية بنحو 100 كلم فهذا لا يخدم التنمية و لا يرتاح له المواطن تقسيم ولاية نابل إلى ولايتين تعد 700 ألف نسمة الاولى بنابل و تظم المعتمديات التالية نابل الحمامات منزل تميم قليبية حمام الاغزاز الميدة و قربة و بني خيار و الهوارية وولاية بقرمبالية تظم معتمديات قرمبالية بوعرقوب، بني خلاد، منزل بوزلفة، سليمان و تاكلسة في إنتظار إحداث معتمديات جديدة و تقسيم ولاية بنزرت و تعد 650 ألف نسمة ولاية بنزرت و تظم معتمديات بنزرت المدينة و بنزرت الجنوبية و جرزونة و غار الملح و العالية و راس الجبل و منزل جميل وولاية بماطر و تظم معتمديات ماطر منزل بورقيبة غزالة سجنان، جومين و أوتيك و تينجة مع الملاحظ أنّ معتمديتي سجنان و جومين المسافة بينهما و مركز الولاية 83 كلم و نفس المسافة بين السخيرة و مركز ولاية صفاقس و قرابة 65 كلم بين منطقة الحجارة و القرى المجاورة لها و مركز ولاية صفاقس الولايات الأربعة المشار إليها لم يشملها التقسيم الترابي منذ الاستقلال و في صفاقس أضيفت ملولش و الشابة إلى المهدية و المزونة ألحقت بولاية سيدي بوزيد و من العدل السياسي النظر إلى هذا التقسيم المقترح بمزيد العناية و الرعاية و الإهتمام و نتمنى بصراحة رفع كل الحواجز على التقسيم المقترح و النظر إلى المصلحة العليا للوطن و المواطن و اعتقد أنّ سيادة الرئيس الساهر على توفير المناعة للوطن و الإزدهار للجهات و الحياة الكريمة للمواطن سوف لا يتردد في أخذ القرار الحاسم و لن يؤثر في قراره أي شخص مهما كان لأنّ مصلحة تونس فوق كل إعتبار قال الله تعالى و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اولائك هم المفلحون صدق الله العظيم أنّ الضرورة تفرض إعادة النظر في التقسيم الترابي الجهوي حتى تأخذ كل جهة خضها كاملا دون غبن فلا يمكن أن تبقى ولاية صفاقس طيلة نصف قرن كاملا هي القطب الاقتصادي دون إعطاء إستقلال التصرف لمناطق ذات أهمية سياسية و إقتصادية و إدارية فمثلا جهة جبنيانة التي كانت في عهد الحماية قيادة إدارية أي عبارة على ولاية وقد تفرعت على معتمدية جبنيانة 4 معتمديات حاليا معتمدية العامرة و معتمدية الحنشة التابعين لولاية صفاقس و معتمديتي الشابة و ملولش التابعتين إلى ولاية المهدية… و في هذا المجال أيضا لا يمكن أن تبقى البقالطة و طبلبة تابعتين لولاية المنستير بينما هما أقرب إلى المهدية و سجنان و جومين هما أقرب إلى باجة من بنزرت حاليا فلا بد من تعديل التقسيم الترابي الحالي و لا يتم ذلك إلا إذا كنا على استعداد للبت في هذا المحور الهام و كنا مدركين للأمر و شاعرين الشعور الكامل بحقوق الناس و كنا على تصور شامل و كامل دون عاطفة جهوية و فكرنا و إعتمدنا التقسيم المشار إليه آنفا في طليعة المقال بإحداث الولايات التالية : جبنيانة، الصخيرة، السواسي أو الجم قرمبالية، ماطر إذا تم ذلك تم العدل السياسي و البعد الاقتصادي و النبل الإجتماعي و السلم البشري و الثقة في النفس و الرئيس بن علي هو صاحب القرار الفصل و الضامن لتحقيق هذه الطموحات المشروعة و كفى صمتا على هذا الموضوع الذي كنا نتوقع إنجازه عام 1980 عندما وقع إحداث الولايات في الجنوب و الشمال و الوسط و الساحل و كفانا صبرا ايها السادة الكرام و الله ولي التوفيق إنّ يوم إعلان سيادة الرئيس على إحداث الولايات المقترحة هو يوم عيد جهوي يضاف إلى عيد الجمهورية و يعتبر ميلاد سكان قرابة مليون و 200 ألف نسمة و إعادة الإعتبار لجهات صبرت طويلا و صمدت أمام الزمان و المصالح … واختم المقال بذكر الآية التالية : قال الله تعالى : ” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” صدق الله العظيم ملاحظة هامة : لنا الثقة التامة في شخص الرئيس بن علي و أملنا في عطفه و اختياراته و لعل الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية تحمل البشرى 25/07/2007 و شكرا لموقع الأنترنات.
رسالة من “عبدو مبارك” إلى مرسل الكسيبي
اخي في الله , الاستاذ المحترم مرسل الكسيبي , تحية و بعد , قرات مقالك المعنون “من يتحمل مسؤولية ضرب الوحدة المذهبية المغاربية ؟ : السلطات أم ايران ؟ ” و صدمت من كمية وخطورة الإتهامات التي اوردتها تجاه الجمهورية الاسلامية و تجاه شيعة المغرب العربي عموما ,,, و لا اريد هنا مناقشتك حول اتجاهات الجمهورية الاسلامية الإستراتيجية منذ قيام الثورة إلى الآن تجاه الانظمة العربية والحركات التحررية لان الحديث هاهنا يطول … و لكني اود منك ان تحدد على ماذا بنيت موقفك مما يحصل من تطور للعلاقات ما بين النظام التونسي والجمهورية الاسلامية من انه “” تصفية الحسابات مع كبرى أحزاب المعارضة الاسلامية المعتدلة والاسلام الوسطي السني …..” فهل هذا النظام الذي يضيق حتى بالصوفيين و جماعة الدعوة والتبليغ مستعد لتشجيع الشيعة مع علمه الأكيد بما يحمله المذهب من افكار …. و بصراحة هل يحتاج النظام هذا المتفرعن ان يضرب النهضة بالشيعة , …..انا شخصيا اعتقد انه لا ينظر إلى النهضة انها تشكل خطرا عليه على الاقل في المدى المنظور ….. اما في كون انتشار التشيع يؤدي إلى “” تشكيل تيارات سياسية وثقافية ومذهبية وطائفية تعمل في كثافة سرية على تهديد أمن واستقرار بلدان المنطقة من خلال نشر مذاهب دينية تحرص كل الحرص على اضعاف الوجود السني وتلغيمه” فحكمك هاهنا يا اخي مجانب للصواب تماما لان وجود الطوائف المختلفة في مجتع من المجتمعات ليس سببا في ذاته لقيام صراعات و لكن السبب في قيام الصراعات هو إلغاء الأخر و تخوينه … و هنا استعمل امثلتك لارد عليك فالعراق و لبنان عاشت فيه الطوائف لمئات السنين في وئام فما الذي حصل حتى نرى كل هذه الصراعات !! عليك انت ان تجد الإجابة … و عليك ان تكون حذرا في إجابتك لانك إن اصررت على رايك فسوف تدعم لائيكيينا الجدد الذين سيصبحون ضمانة لكل الاقليات الفكرية في مجتمعك السني …. كما انه من العيب اخي العزيز ان تستبطن الإتهام لإخوتك في الله و الوطن بالعمالة لإيران او لغيرها لمجرد اقتناعهم بافكار و عقائد موجودة فى الكتب منذ مئات السنين حتى و إن استدركت و قلت انك قلت تحترم الحرية في اختيار المذاهب و اخيرا اود منك ان تقدم لنا ادلة حول هذا التحرك الإيراني داخل المجتمع التونسي غير قصة المركز الثقافي والزيارات العلنية التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون … فهما بصراحة دليلان متهافتان على نشاط يهدف إلى “”نسف الوحدة الثقافية لبلد ما والعمل على اثارة النعرات الطائفية أو المذهبية المنغلقة …”” معلومات اسوقها لك اخي العزيز لك ولغيرك من المهجرين : – لم يسمح النظام هذه السنة بوجود الكتب الشيعية ( مثل بقية الكتب الإسلامية ) في معرض الكتاب وفي الدورات السابقة كان يمنع كتب الإمام الخميني مثلا … يتم استدعاء من عرف تشيعه إلى وزارة الداخلية و يمنع اي نشاط شيعي من اي نوع و يتم اعتقال من يشارك في اي واحد من هذه الأنشطة …. (المصدر: مراسلة عبر البريد الألكتروني بتاريخ 5 جويلية 2007)
محاكمة كلب الرواية الجديدة للتونسي عبد الجبار العش:
سيرة ذاتية تلفظ الحجر العالق بالحنجرة!
عندما تطوي الصفحة 170 من رواية عبد الجبار العش الجديدة محاكمة كلب التي صدرت مؤخرا عن دار الجنوب ضمن سلسلتها عيون المعاصرة وقدم لها الدكتور محمد القاضي، ستضم وجعك ومحنتك التي تتفنن في مواراتها ودسها بين أضلعك وتطلق حنجرتك للعواء لتتقيأ حمم النباح وشلالات اللعاب الكامنة فيك منذ ولادتك… فخيوط السرد التي نسجتها تفاصيل الحياة الكلبية التي عاشها، وما يزال، عرّوب الفالت /عبد الجبار العش / أنا/ أنت/كل حي … لن تترك لك مجالا إلا لتمتحن مدي وفائك لظلمة صدرك… وغبش جرأتك… في السنة الفارطة، وبمناسبة ملتقي الشعراء النقابيين الذي التأم بمدينة القيروان، أخبرني الشاعر والروائي عبد الجبار العش بأنه يضع اللمسات الأخيرة علي مخطوط روايته الجديدة محاكمة كلب … أخبرني أنها سيرة ذاتية لحياته بكل تفاصيلها التي لم تخرج عن الأوجاع… وروي لي بعضا من الحقائق والوقائع التي تخصه والتي سيسردها ضمن نصه الجديد بكل تجرد… احتفظت بسره داخل صندوق اللحم الذي يحملني حتي نسيتها مع مرور الأيام… إلي أن أفشي هو أسراره بقلمه ونباحه ولعابه وجرأته وبوفائه الكلبي الذي مكنه من تحويل الفواجع إلي وجود خلاق وشعلة من الإبداع والنزوع الدافع إلي المثل الإنسانية النبيلة فارتفع بنصه وصدقه إلي مرتبة الكلاب الخالدة مثل محمد شكري وجان جونيه ومكسيم غوركي وادغار ألان وجون جاك روسو وميشال راكاناتي… فهؤلاء جميعهم ومعهم التونسي عبد الجبار العش بروايته محاكمة كلب يظلون وحدهم قنـــــاديل مشعة علي أرصفة سيرنا الحياتي لأنهم ببساطة يؤكدون لنا بأن فعل الكتابة هو فعل لفظ الحجر العالق بالحنجرة… وبأن الكلب الحقيقي هو الذي يمضغ نباحه ويلعق لعابه في أتون ظلمته وداخل سجنه وفمه المكمم بعناية وفقا لفنون الكذب والمواراة والأقنعة المستعارة من الأروقة التي تقذفنا إليها الحياة… وما أكثر هذه الكلاب يا عبد الجبار… فرادة رواية عبد الجبار العش محاكمة كلب لم تأت من كونها رواية هامش ومهمشين… بل جاءت من حاشيتها الأخيرة ـ وهي أيضا تقنية سردية مهمـشة إلي حد ما ـ فعند إتمام أي قارئ لسرد محاكمة عرّوب الفالت سيصنف هذه الرواية ضمن السرد التخييلي الملتبس بالواقع في بعض من أحداثه، ويصنف عبد الجبار العش كروائي تتغذي مقدرته السردية نصا بعد آخر ورواية بعد أخري، غير أنه سيعدل عن ذلك بمجرد أن يواصل قراءة الحاشية التوضيحية التي ذيل بها الروائي متنه السردي فحسم العش إضافة الحاشية التي تضمنت رأي المحامي زبير الوحيشي جعلت من محاكمة كلب تنتقل من الدرجة الصفر للسرد إلي الدرجة اللانهائية من التمرئي … ولكن السؤال الحقيقي يتمثل في حقيقة وقوع القارئ في الفخ الذي نصبه عبد الجبار العش؟ في قدرته علي تلبيس الحقيقة بالخيال… هل السارد هو الكاتب؟ وهل الأحداث هي فعلا حقائق؟ هل عروب الفالت هو عبد الجبار العش؟ أذكر هنا كلمة الروائي المغربي محمد شكري في كتابه غواية الشحرور الأبيض التي قال فيها: من اخترع المرآة، ليس ضروريا أن يكون نرجسيا. ربما اخترعها ليتشفي من الذين يتهربون من رؤية وجوههم فيها. إذا كانت المرايا تسوركم فأين ستولون وجوهكم؟ هذا إذا لم تكن المرآة قد اخترعت نفسها لنفسها . كما أن فرادة هذا المنجز السردي الجديد لعبد الجبار العش يأخذ فتنته وفرادته من الإيغال بعــــيدا في الإيهام بوجـود شخصية مادية حقيقية تتلقي رسائل بطله ونباحه المحموم وتقتفي أحداث حياته العجيبة في إنصات وصمت مقدسين إلي حدود الصفحة 155 حتي أنها جعلتني أتحاشي مجرد تذكر بعض من الحقائق التي قالها لي عبد الجبار عن حياته الشخصية في القيروان منذ سنة وظللت أتابع الأحداث وألاحق صفحات الرواية مستبعدا أية علاقة بين الكاتب ونصه… ورغم أن فطنتي أسعفتني منذ البـــــدء بأن نزيل عروب الفالت في زنزانة السجن ما هو إلا شخصية هلامية من اختراع الكاتب، إلا أني لم اطمئن للفكرة ولم أثق تماما بمحسوسية الشخصية إلي أن أسعفنا العش علي لسان أحد حراس السجن وهو يقول لبطله إحقاقا للحق فانك تتمتع بذكاء نادر إذ لأول مرة أري سجينا يوضع في الحبس الانفرادي ويحكي قصة كاملة لنفسه، إنها حيلة ذكية لكسر وحشة العزلة . رواية محاكمة كلب لعبد الجبار العش لا تترك لقارئها مجالا إلا لينبش كالكلب في أعماق أعماقه عن أسباب حياته مدي الحياة أسيرا لحياة كلبية عله يتعلم كيف يكسر وحشة نباحه الذي يتوهمه سيلا من الموسيقي.. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
ضبط متهمين يحاكمان الأسبوع المقبل
“إسرائيل” تمد تجسسها إلى الجزائر
الجزائر – رابح هوادف ينظر القضاء الجزائري الاسبوع المقبل في قضية تجسس تعد الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر، حيث سيمثل اثنان أمام محكمة بتهمة التجسس لمصلحة “إسرائيل” والمغرب وإسبانيا. وذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية أمس أنّه ستجري محاكمة “س.س” و”ط.ع” بتهم “التخابر على الدولة الجزائرية لمصلحة “إسرائيل”، و”جمع معلومات ومستندات تمس بأمن وأسرار الدولة الجزائرية وتسليمها لدولة أجنبية”، و”جمع تقارير واستغلالها للإضرار بمصالح الدفاع والاقتصاد الجزائري”، وأن المتهمين اعترفا أمام قاضي تحقيق بالتهم المنسوبة. وأفيد بأن أولى جلسات المحاكمة ستنعقد في الحادي عشر من الشهر الحالي في محكمة الجنايات في محافظة تيزي وزو (110 كلم شرق)، وأن تعليمات صارمة وجّهت لهيئة الدفاع المتأسسة في القضية، نصت على عدم الكشف عن مضامين الوثائق المتصلة بالمحاكمة تبعا ل”خطورتها ومساسها بأمن الدولة”، علما أنّ تسريبات ذكرت عن تلقي أحد المتهمين تدريبات في “إسرائيل”، جرى تلقينه في أثنائها أساليب الاستعلام وطرق جمع المعلومات وكيفيات إعداد تقارير ذات طابع أمني واقتصادي. وحسب التسريبات نفسها فإنّ الأمن الجزائري ضبط المتهمين في حالة تلبس وفي حوزتهما ملفات رسمية تضمنت أسرارا أمنية ودفاعية، وتقارير مفصلة عن الوضع الاقتصادي للجزائر، وما يتعلق بالوضع في منطقة القبائل، وتم العثور أيضا على شهادات حملت أختاما “إسرائيلية” مع المتهمين. ولم يستبعد محامون أن تحكم محكمة تيزي وزو ب”عدم اختصاصها”، ما سيعني نقل القضية إلى محكمة عسكرية. (المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة) بتاريخ 5 جويلية 2007)
سكان: انفجار قنبلة قرب سيارة والي جزائري
الجزائر (رويترز) – قال سكان إن قنبلة انفجرت يوم الخميس قرب سيارة والي تيزي وزو في أول محاولة اغتيال منذ سنوات تستهدف مسؤولا محليا رفيعا. وذكروا أن شرطيا اصيب في الانفجار لكن حسن معزوز والي تيزي وزو لم يصب حين انفجرت شحنة ناسفة الى جوار طريق في قرية عين الحمام بعد لحظات من مرور سيارته. وكان معزوز يقوم بجولة لتفقد مشاريع عامة قرب تيزي وزو عاصمة الولاية التي تحمل نفس الاسم في منطقة القبائل السياسية المضطربة شرقي الجزائر العاصمة. وقال السكان إن آخر هجوم وقع على والي جزائري الذي ترافقه دوما حراسة مشددة وتعينه وزارة الداخلية حدث في التسعينات. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشرطة. ودأبت الجماعات الاسلامية المسلحة على تفجير القنابل في مناطق الريف الجبلية في حملتها ضد القوات الحكومية لكنها بدأت مؤخرا في الاشهر القليلة الماضية في استهداف البلدات. وقتل أكثر من 200 ألف في الصراع منذ عام 1992 حين ألغت السلطات انتخابات كان فوز الاسلاميين فيها مرجحا وحمل اتباع حزب اسلامي محظور الان السلاح ضد الدولة. وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي كان يعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والجهاد مسؤوليته عن ثلاث تفجيرات انتحارية أدت الى مقتل 33 شخصا في الجزائر العاصمة يوم 11 ابريل نيسان. وكان العنف قد تراجع بدرجة كبيرة في السنوات القليلة الماضية لكن سلسلة التفجيرات التي زعم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عنها تهدد محاولات الجزائر لاعادة البناء. ويوجد عشرات من المسلحين الاسلاميين مطلقي السراح في تيزي وزو وحولها نظرا للروابط الاسرية والصلات الاجرامية والحماية التي توفرها البيئة الجغرافية النائية. كما تعتبر المنطقة معقلا للبربر الذين تربطهم دوما علاقات متوترة مع السلطة وينظمون احتجاجات ضد ما يصفونه بالتمييز العنصري الذي تمارسه الاغلبية العربية ضدهم. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 5 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
ريميني ـ يو بي آي: تحول شاطئ إيطالي في ريميني علي الساحل الأدرياتيكي إلي منطقة محظورة علي الرجال، بهدف حماية السابحات من اهتمام الذكور ومراقبتهم لهن. وذكرت محطة أي بي سي أن الشاطئ الذي أطلق عليه اسم الشاطئ الزهري ، أنشئ بهدف خلق جو هادئ للنساء، حيث يستطعن ممارسة السباحة والرياضة والتشمس واخذ دروس للعناية بالجمال، من دون مضايقات ذكورية. وقالت تيزيانا اندريوليتي إننا هنا للهرب من الرجال الإيطاليين، لأنهم معتادون علي التحرش . وقال فويستو رافاغليو، مالك الشاطئ، الفكرة بسيطة…قدمنا للنساء عالمهن الخاص . وأضاف رافاغليو أن رجلاً واحداً سيسمح له بالدخول إلي الشاطئ الممنوع علي الرجال: إنه المنقذ. ففي حالات الغرق، يجب أن يتمتع المنقذ بالعضلات…عليه أن يكون رجلاً . (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
حزب العدالة التركي يواجه اتهامات إسلامية وعلمانية متناقضة
إبراهيم بوعزي-إسطنبول يواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هجمات من قبل خصومه في مختلف التيارات اليمينية واليسارية والإسلامية والعلمانية. فالمعارضة العلمانية تتهمه بأنه حزب ديني يسعى إلى العودة بالبلاد قرونا إلى الوراء بتطبيق الشريعة الإسلامية في هذا البلد العلماني الذي ألغى (الخلافة) قبل 84 عاما. أما زعماء الحركة الإسلامية فيتهمون رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه بالانشقاق عن التيار الإسلامي والردّة عن مبادئه وأهدافه والارتماء في أحضان أميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. وقد كشف أحد مسؤولي الحزب في تصريح خاص للجزيرة نت عن موقف العدالة والتنمية من الاتهامات الأخيرة الصادرة عن “الزعيم الروحي” للحركة الإسلامية التركية نجم الدين أربكان. وقال البروفيسور نجاد برنجي مستشار وزير التربية ومرشح حزب العدالة والتنمية عن ولاية إسطنبول في الانتخابات القادمة المقررة في 22 أغسطس/ آب القادم، إن الهجمات التي يشنها حزب السعادة على العدالة والتنمية لا تعدو أن تكون خدمة مجانية لحزبه. وأشار إلى أن من شأن هذه الاتهامات أن تبعد عن الحزب تهمة الرجعية وتوظيف الدين في خدمة السياسة مما يتنافى والمبادئ العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية التركية. وذكر برنجي بأن حزب العدالة حزب علماني وتصدر وسط اليمين ويمثل غالبية الشعب التركي التي صوتت له سنة 2002 ليشكل حكومته الحالية. مشكلة الحجاب وبشأن اتهام أربكان بأن الحزب لم يقم بأي إجراء في فترة حكمه السابقة لحل مشكلة ارتداء الحجاب في المؤسسات الرسمية والتعليمية، قال برنجي إن حزبه يعتبر أن الحجاب “حق طبيعي وقانوني لكل مواطنة تركية وإن هذه المسألة هي قضية تهم الشعب التركي عموما وليس من المعقول حصرها في برنامج سياسي لحزب ما”. وأضاف “من غير المعقول أن يعد حزب ما بحل مشكلة ليس في يده حلها، فما دامت رئاسة الجمهورية ليست في يد العدالة والتنمية فمن الصعب رفع الحظر عن الحجاب”. وأشار إلى اضطرار بنات رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان للسفر إلى الخارج لمواصلة دراستهن الجامعية بالحجاب وإلى أن بنت وزير الخارجية عبد الله غل تواجه الآن قضية رفعتها مؤسسة التعليم العالي لأنها دخلت قبل أيام الجامعة بحجابها. ووجه المستشار انتقاداته إلى بقية الأحزاب المعارضة “التي تقدم وعودا كاذبة لا تستطيع تحقيقها مثل حزب الشباب الذي وعد بتخفيض سعر المازوت (الديزل) إلى ليرة واحدة (0.78 دولار)، وهو أمر غير ممكن حسب المعطيات الاقتصادية الراهنة اللهم إلا إذا اكتشفت حقول نفط داخل التراب التركي”. وحول اتهام أربكان لحكومة أردوغان بأنها أغرقت البلاد في الديون التي تجاوزت 400 مليار دولار وأن تركيا ستكون عاجزة عن تسديد فوائد تلك الديون ناهيك عن أصولها، قال برنجي إن هذا الرقم صحيح لكن معظمه “يعتبر ديون أشخاص وشركات خاصة وهذا أمر لا يعني الحكومة أصلا، أما ما يهم الحكومة فهو ديون خزينة الدولة، وقد نجحت الحكومة في تخفيض ديون الدولة إلى 8.5 مليارات دولار، وهذا وحده يعتبر أكبر نجاح حققته حكومتنا في الفترة السابقة”. وفيما يخص وثائق ادعى أربكان أنها في حوزته وتثبت تورط واشنطن في انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997 الذي أطاح بحكومة أربكان ثم في انشقاق الجناح الشاب في الحركة الإسلامية سنة 2001 قال المسوؤل الحزبي “إن كانت توجد وثائق تثبت ذلك فإنها دليل إدانة لحزب الفضيلة الذي عجز عن استيعاب الجناح الشاب الذي اضطر للانفصال عنه ثم نجح في تشكيل حكومة أغلبية”. وأشار إلى أنه إذا كان للولايات المتحدة يد في الانقلاب الأبيض عام 1997 فإن قيادة حزب الرفاه هي المسؤولة عن ذلك وليس حزب العدالة والتنمية الذي لم يكن موجودا حينها. التعامل مع إسرائيل أما بشأن اتهام التيار الإسلامي للعدالة والتنمية بالتعامل مع إسرائيل وخدمة مصالحها في تركيا على حساب المصلحة الوطنية فأفاد برنجي بأن الاتفاقية العسكرية بين أنقرة وتل أبيب تم توقيعها في فترة حكومة نجم الدين أربكان، ولا يمكن للحكومة أن تلغي ببساطة اتفاقية دولية وقعتها حكومة قبلها. وكان أربكان قد وجه اتهاماته لحزب العدالة والتنمية واصفا إياه بـ”الحزب المنشق العميل الذي يتحرك بأوامر من واشنطن وتل أبيب”. وجاءت هذه الاتهامات في كلمة ألقاها أربكان مساء الأحد في قناة فلاش التلفزيونية الخاصة بمناسبة الحملة الانتخابية التي يخوضها حزب السعادة ذو التوجهات الإسلامية. وحذر أربكان الناخبين الأتراك من إعطاء أصواتهم في الانتخابات التي ستجري في 22 أغسطس/ آب القادم لحزب العدالة والتنمية قائلاً “إن من يصوت لهذا الحزب سيكون قد قطع تذكرة دخول إلى جهنم”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 4 جويلية 2007)
الإعلان عن تشكيل تحالف إقليمي عربي لالغاء عقوبة الإعدام نهائيا
عمان ـ القدس العربي ـ طارق الفايد توافق مندوبون عن ثماني دول عربية امس في العاصمة الاردنية عمان علي تشكيل تحالف وطني اقليمي من هذه الدول لتحقيق اول الغاء في العالم العربي لعقوبة الاعدام. وخلص المندوبون من نشطاء وباحثين في مجال حقوق الانسان خلال الندوة الاقليمية لمناهضة عقوبة الاعدام في العالم العربي امس الي اعداد خطة عمل لمناهضة عقوبة الاعدام لخمس بلدان عربية هي الاكثر استعدادا لمناهضة العقوبة هي المغرب والجزائر وتونس وفلسطين ولبنان واعداد خطة عمل للبلدان الاقل استعدادا لالغاء هذه العقوبة وهي اليمن ومصر والاردن. وقال المدير الاقليمي للمنظمة الدولية للاصلاح الجنائي طاهر بو مدرة ان الحوار خلال الندوة كان جديا وديمقراطيا صريحا واتفقنا من خلاله علي كثير من الامور لمناهضة عقوبة الاعدام واختلفنا علي بعضها وفي النتيجة وصلنا الي ضرورة ترك الامر لكل دولة معنية تسطر لنفسها استراتيجية تعكس اوضاعها الداخلية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، كما خلصنا الي تشكيل مجموعتين، الاولي هي الاكثر استعدادا لمناهضة عقوبة الاعدام اما المجموعة الثانية وتعني الدول الاقل استعدادا لالغاء هذه العقوبة وتشكيل تحالفات وطنية من الدول الموجودة في هذا اللقاء وابقاء الباب مفتوحا لانضمام بقية الدول العربية اليها لاستهداف تحقيق اول الغاء في العالم العربي لعقوبة الاعدام. واوضح بومدرة في حوار مع القدس العربي علي هامش الندوة ان كل تحالف موجود سيحاول تفعيل هذه الاستراتيجية والتوصيات المتفق عليها في بلده بمخاطبة صناع القرار والبرلمانيين والوزارات المعنية واستهداف رجال الدين والاحزاب. واشار الي ان استراتيجية التحرك علي مستويات مختلفة لاستهداف وتقليص عقوبة الاعدام وتغيير التشريعات المعنية في الدول العربية والهدف منها اقامة انظمة جزائية عادلة باحلال عقوبة عادلة بديلة تروج الاصلاح بدل الاقصاء والانتقام. وفي الرجوع الي خطة العمل للدول الاكثر استعدادا لمناهضة عقوبة الاعدام نجد إحتمالية ان تصل دول المغرب او الجزائر او تونس الي الغاء عقوبة الاعدام قبل نهاية سنة 2008 معتبرة عقوبة الاعدام همجية ومخالفة للحق في الحياة، كما ان الدول التي الغت هذه العقوبة والتي بلغ عددها حوالي 130 دولة لن ترتفع فيها نسبة الجريمة. وافادت الخطة ان تلتزم الدول التي تساند الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان باعداد مشروع عقوبات بديل عن عقوبة الاعدام والمبرر الاهم لالغائها هو الخطا القضائي بان العقوبة غير قابلة للمراجعة الي جانب الاجتهادات الدينية التي تتفق علي الغائها في الكثير من الجرائم وعدم جدوي هذه العقوبة في الردع. والهدف من هذه الخطة هو تجميد تنفيذ عقوبة الاعدام رسميا في انتظار الغائها والتوقيع علي البروتوكول الاختياري الثاني لالغائها وتهيئة الرأي العام من خلال التوعية قصد مساندة الغاء عقوبة الاعدام اما الهدف الاستراتيجي هو الغاء العقوبة واقامة انظمة جزائية عادلة باحلال عقوبات بديلة تقصد الاصلاح بدل الانتقام. واشارت المبررات المصرية لالغاء هذه العقوبة بوجود 43 مادة في التشريع المصري تعاقب بالاعدام منها حوالي 90 % من هذه المواد ذات طابع سياسي، كما ان المشروع المصري في طريقه للتوسع ففي استخدام هذه العقوبة في مشروع قانون مكافحة الارهاب الجديد المقرر اقراره واصداره خلال هذا العام. اما المبررات اليمنية فاشارت الي كثافة النصوص القانونية القاضية بالاعدام وعدم استغلال القضاء ووجود محاكم استثنائية ومحاكم امن دولة، حيث كان الهدف الاستراتيجي للنشطاء اليمنيين هو الالغاء التدريجي لعقوبة الاعدام. وتوصلت الندوة الاقليمية التي استمرت لمدة يومين الي عدة توصيات كان اهمها ضمان وجود هيكلة واستمرارية للتحالف الاقليمي لاحياء اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الاعدام يوم العاشر من اكتوبر واستقطاب دول عربية اخري لمناهضة العقوبة في كل من ليبيا وموريتانيا ودول الخليج للانضمام الي التحالف الدولي لمناهضة عقوبة الاعدام وكذلك انشاء مرصد عربي لعقوبة الاعدام باشراف المنظمة العالمية للاصلاح الجنائي. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 جويلية 2007)
اتفاقات مشاريع بمليارات الدولارات لا تزال علي الورق…
المستثمرون الخليجيون يواجهون مهمة شاقة بشمال افريقيا
الرباط ـ من توم فايفر: تتدفق الدولارات النفطية من دول الخليج العربية نحو شمال افريقيا لتساعد الاقتصادات المتعطشة للاستثمارات في خلق وظائف والحد من الفقر. لكن هذا كله علي الورق. ففي الواقع تحوم علامات استفهام حول مشروعات تتراوح بين منطقة شاسعة للتجارة الحرة في ليبيا الي مصفاة الومينوم تتكلف خمسة مليارات دولار في الجزائر ومجمع سياحي في تونس يقال انه يتكلف 14 مليار دولار. وتستثمر الاسر الحاكمة في دول الخليج العربية أموال النفط في صناعات جديدة للحد من اعتمادها علي قطاع الطاقة، ولكن النمو يتباطأ في كثير من هذه الصناعات المحلية مما يرغم الاسر الحاكمة علي التطلع لمسافات أبعد بحثا عن فرص جديدة. ومن شأن الروابط السياسية والثقافية أن تمنح المستثمرين الخليجيين ميزة تنافسية في شمال افريقيا حيث تسببت عقود من ضعف نشاط القطاع الخاص في تأخر اقتصادات المنطقة كثيرا عن جيرانها الاوروبيين الاثرياء. وتعوق البيروقراطية والفساد التقدم في شمال افريقيا. فالمحللون يقولون انه من أجل تنفيذ المشروعات يتعين علي المستثمرين الاجانب ممارسة لعبة مبهمة للفوز بالدعم السياسي حيث تطغي المصالح الخاصة المعقدة علي منطق العمل التجاري. ويحتل المغرب المركز 115 بين 175 دولة شملها مسح اجراه البنك الدولي للدول التي توفر بيئة ملائمة للاعمال، بينما جاء ترتيب الجزائر في المركز 120. أما ليبيا التي بدأت تخرج لتوها من عقوبات اقتصادية ثقيلة فليس لها أي ترتيب في المسح. وفي المغرب وهو الدولة الوحيدة في شمال افريقيا التي لا تملك ثروة نفطية وتحرص علي جذب الاستثمارات عجلت الحكومة بتنفيذ المشروعات الاستثمارية من خلال تسهيل قواعد العمل المعقدة بما يخدم المستثمرين الخليجيين. يقول ديفيد بتر المحرر الاقتصادي لمنطقة الشرق الاوسط في وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجلة (ذي ايكونوميست) البريطانية (ايكونوميست انتليجنس يونيت) ان المغرب هو المكان الوحيد الذي ستتحرك فيه الامور باسرع ايقاع علي الارجح ولكن الجزائر وليبيا هما البلدان اللذان يتمتعان بأكبر امكانيات . ويضيف قائلا في هذه الدول هناك حاجة لادارة تتسم بالكفاءة للمشروعات وليس هناك نقص في الموارد. انها فقط مسألة انجاز الامور . وفي ليبيا تحالفت مجموعة اعمار للاستثمار العقاري ومقرها دبي مع أحد ابناء الزعيم الليبي معمر القذافي لتنفيذ أكبر مشروعاتها من حيث مساحة الاراضي وهو مشروع تطوير وتنمية منطقة زوارة -ابو كماش . بيد أن المشروع تأجل لحين الاتفاق علي التفاصيل. وفي الشهر الماضي ذكرت وسائل الاعلام التونسية أن شركة دبي القابضة ستستثمر 14 مليار دولار في مجمع سياحي شمالي العاصمة التونسية، ولكن لم ترد أي أنباء عن الموضوع منذ ذلك الحين. ويقول رجال الاعمال في الجزائر ان ثاني أكبر دولة في افريقيا تتلهف علي الاستثمارات الاجنبية وتسعي للانفتاح علي افضل الممارسات العالمية في مجال الخدمات وهو مجال تعاني فيه من سجل ضعيف. ويسلم المسؤولون الحكوميون بأن البلاد تفتقر للخبرة الادارية والتكنولوجيا ويأملون بزيادة حجم الاستثمارات الاجنبية الي اكثر من مثليه في قطاعات خارج صناعة النفط والغاز الحيوية لتصل الي سبعة مليارات دولار في عام 2007 ويتطلعون لان يأتي القسم الاكبر من الزيادة من الدول العربية. وقد صادفت الشركات الكويتية والمصرية نجاحا في قطاع الاتصالات الجزائري ولكن حفنة فقط من المشروعات الكبيرة التي تستثمر فيها شركات خليجية تكللت بالنجاح مثل مشروع محطة كهرباء بطاقة 1200 ميغاواط في حجرة النوس. وذكر تقرير اعلامي اماراتي في آذار (مارس) ان شركتين اماراتيتين وقعتا اتفاقا مع شركة الطاقة الحكومية الجزائرية سوناطراك لاقامة مصهر الومنيوم بقيمة خمسة مليارات دولار وطاقة انتاجية سنوية قدرها 700 الف طن. لكن لم ترد أي انباء عن المشروع منذ ذلك الحين. وذكرت الصحف المحلية ان محادثات تجري بشأن مشروع يتكلف بضعة مليارات من الدولارات لتطوير جزء من كورنيش العاصمة الجزائرية بما في ذلك اقامة فنادق من فئة الخمسة نجوم ومراكز لخدمة قطاع الاعمال وفيلات فاخرة ولكن لم ترد أي انباء رسمية عن التفاصيل. وقال بتر الجزائريون يحاولون اجتذاب الاستثمارات الكبيرة لقطاع البتروكيماويات من خلال شركات مثل سابك (السعودية) ولكن لا تزال هناك بعض الصعوبة في النهوض بمثل هذه المشروعات . وتختلف الصورة في المغرب حيث ابرم المستثمرون الخليجيون صفقات مشروعات تصل قيمتها الي 30 مليار دولار. وتعمل دبي القابضة علي مدار الساعة في العاصمة الناعسة الرباط في اطار مشروع قيمته 2.7 مليار دولار لاقامة فنادق ومتاجر وميناء لليخوت وطرق خاصة للمشاة. ومع ذلك فان المستثمرين الخليجيين يأتون في مرتبة متأخرة كثيرا عن الاتحاد الاوروبي في شمال افريقيا عندما يتعلق الامر بالاستثمارات طويلة المدي في مشروعات القيمة المضافة العالية والتي تخلق فرص عمل كبيرة مثل صناعة اجزاء السيارات والمنسوجات ومجال اسناد الاعمال لشركات في الخارج. ولكن مع رؤوس الاموال الضخمة والاتصالات السياسية القوية يبدو المستثمرون الخليجيون الاكثر قدرة علي مواجهة المخاطر واقتحام مجالات اقتصادية غير مؤكدة. يقول ستيف برايس المدير الاقليمي للابحاث في ستاندرد تشارترد بنك كلما كانت المخاطر المتصورة كبيرة كان المردود المتوقع كبيرا. ينبغي مكافأة المستثمرين علي جهودهم والمخاطر التي يتحملونها والا فلن تكون هناك استثمارات . الدولار يساوي 8.246 درهم مغربي.. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
“الفوضى الخلاقة.. من العراق إلى فلسطين”
قبل أن يستقر رأيي على هذا العنوان، عـنوانا لهذا الحديث، كنت قد فكرت في الكتابة في موضوع آخر حول استحقاقات الواقع العربي و تحديات المرحلة الراهنة.. و ما يمثله هذا الواقع من خطورة على أمتنا و وطننا و مستقبلنا جميعا في حال تواصل الوضع على ما هو عليه الآن، غير أنّ ما يجري هذه الأيام من أحداث خطيرة في فلسطين التي تبقى البوصلة الحقيقية لكل ذي صوب صحيح حوّل وجهتي للحديث في موضوع أخطر و أكثر استحقاقا على الأقل في ما يتعلّق بما هو آنيّ و هذا مستقبل الأمة كلها قد صار على” كفّ عفريت”. نعم، إنّ ما حصل و يحصل الآن في فلسطين و الذي هو امتداد لما هو حاصل في العراق و لبنان يعد تجاوزا لكلّ الخطوط الحمراء و تعدّيا صارخا على ما نعتبره حدّا أدنى من الالتزام النضالي و الأخلاقي تجاه قضيّة التّحرير و حرمة الدم الفلسطيني و ما المنزلق الخطير الذي آلت إليه التطورات بين بعض فصائل المقاومة و تحديدا فتح- حماس إلا دليل على إفلاس نهج المقايضة و سقوط نظريّة “الوهم السياسي” الذي استطاع العدو و منذ معاهدة “كامب دايفيد” و وصولا إلى “اتفاق أوسلو” أن ينفخ في صورته و يجذب إليها بعض الأطراف و الفصائل التي نسيت أو تناست أن الصراع مع هذا العدو صراع وجود و ليس مجرّد خلاف على ما يمكن أن يمنحه لها الكيان الغاصب إن اعترافا أو إكراها من “جيتووات” تقيم عليها عروشها و اماراتاها و إن كانت تسمي وسائطها و طريقها إلى تلك العروش و الممالك “بالديمقراطية؟” و لست أفهم ما معنى – ديمقراطية- في ظل اغتصاب و احتلال و تقتيل يوميّ؟؟؟ العقل الصهيوني و نظرية الفخ: إنّ الفخ الذي وقع فيه كلا الفصيلين (فتح-حماس) بترتيب و إحكام صهيوني خبيث يفتح أعيننا مرّة أخرى على حقائق ليس أقلّها خطورة أنّ العدو قد استطاع أن يرحّل أزمته الداخلية الحادة الموصومة بالهزيمة و الفساد و العهر السياسي و ينقلها إلى عمق الواقع “الفلسطيني” المتصف هو الآخر بفساد و اختراق أمني في كبرى فصائله (فتح) و تهافت و وضع شبيه بعنق الزجاجة حشر فيه الفصيل الثاني (حماس) التي أضلّتها الرّغبة في السّلطة الطريق الصّحيح كحركة مقاومة. و إن كنت أفهم و أتفهّم، أن تجد حماس نفسها عالقة في هذه الخانة بعد أن قبلت بتغليب العمل في السياسة على العمل الفدائي الذي كان السبب الرئيسي في بروزها كحركة مقاومة و ممانعة و حشد لها كلّ ذلك الزخم الشعبي.. نظرا لحداثة نشأتها مقارنة بغيرها من حركات المقاومة في فلسطين التي جاء تأسيسها متقدما عليها، فان ما لا أفهمه هو إصرار فتح و تمسكها بالمشاريع الفاشلة و هي التي لم تجن من وراء ذلك سوى الإساءة إلى ماضيها و عزوف الجماهير عنها بعد أن تحوّلت من مشروع ثورة إلى “شعار دولة”. و كأنّ كل تلك السنوات العجاف و كل تلك الخسارة التي أفقدتها وهجها و بريقها النضالي منذ أوسلو 1994 إلى اليوم لم تكن كافية ليستفيق أبناؤها و خاصة المناضلين الشرفاء منهم على وقع الصدمة و فشل الأداة فيبادرون إلى تصحيح المسار و إعادة مؤشّر البوصلة إلى وجهته الصحيحة. فالثورة الفلسطينية التي واصلت قيادة الكفاح المسلّح للشّعب العربي في فلسطين في (1-1-1965) حيث تفجّرت شرارتها الأولى بدعم و تنسيق و تسليح كامل من عبد الناصر، مستلهمة من تجارب أمتها، و مستفيدة من كلّ ذلك الرصيد و الزخم النضالي الذي عمّده خاصّة الشعب في فلسطين منذ ظهور البوادر الأولى للاستيطان الصهيوني، و قدّمت في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء و الآلاف من الجرحى و الآلاف من الأسرى و الآلاف من المهجّرين و الآلاف من البيوت المدمّرة و الآلاف من المزارع المجرّفة. نجدها اليوم و قد ارتطمت بالسّد، سدّ الإقليمية في داخلها، و حصار الإقليمية من خارجها، تفاوض من أجل “جيتو” لبعض من شعب فلسطين، على بعض من أرض فلسطين، و في المقابل يمارس عليها العدو و على كلّ أبناء الشعب العربي هناك كل أنواع الضغوط و الحصار و القتل و الأسر و التدمير و الاجتياح و الإذلال و زرع الفتنة و التناحر ببين فصائل المقاومة. و ليس هذا الحديث انتقادا و لا انتقاصا من انجازات الثورة الفلسطينية، بل تذكير بما كان نبّه إليه الفكر القومي و تأكيدا لصحّته، حيث حذّر مبكّرا من التقدّم على الطريق المسدود الذي انتهت إليه اليوم منظّمة التحرير و أداتها النضالية. يقول المفكّر القومي الكبير د. عصمت سيف الدولة: “إنّ تحرير فلسطين يمرّ عن طريق الوحدة العربية مجسّدة في وحدة قواها التحررية و لن تتحقّق وحدة الأمة العربية إلاّ إذا توحدت قواها الثورية فتتحرر فلسطين و كلّ الأرض العربية المحتلة، إنّ بدائل الممكن قد استنفذت و لم يعد هناك مجال للتجربة و السفسطة.” نعم، لم يعد هناك مجال للتجريب و لا للتخريب في جسد هذه الأمة و ما يجري اليوم في فلسطين إنما هو “إصرار” فاشل على التخريب و جريمة لا تغتفر بحقّ كل شهيد سقط على ثرى فلسطين و حق كل أسير فقد حريته من أجل تحرير أرضه و حقّ كل لاجئ هجّر وشرّد و احتلّ وطنه و إجمالا بحق كل الأجيال السابقة و اللاّحقة من أبناء الأمة العربية، و هو لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يكون سوى تنفيذا أعمى لمخطّطات العدو الرّامية إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد و تدمير بناه و مقدّراته و الزّجّ به في أتون اقتتال داخلي ليس أقل اكراهاته أن يذبح الإنسان على الهويّة والشعار السياسي، وهو ذات المخطط الخطير الذي بدأت أولى حلقاته تنفذ في العراق تحت عنوان “الفوضى الخلاّقة” التي أرادها بوش شعارا لحملته الصليبية على العرب و المسلمين بصفة عامّة. إنّ المشروع الامبريالي الصهيوني المتعثّرة خطاه في الوطن العربي، يطمح في ما يطمح أصحابه إلى تسخير أدوات و بدائل محلّية و طوابير خامسة تنوب عنهم في تنفيذ تلك المهام التي بدت عصيّة على الأعداء إلى حدّ الآن بفعل الصمود و المقاومة التي تبديها الجماهير و قوى الممانعة في كل مكان و لا تلين. لذلك نحذر كل الذين يشرّعون لسفك الدم العربي في فلسطين أو في غيرها أنّ الشعب لن يمهلهم طويلا و إنّ أنشوطة “الفوضى الفتّاكة” التي يثيرونها الآن من أجل تحويل وجهة جماهير المقاومة عن عدوّها الحقيقي، سوف تلتف أول ما تلتف حول أعناقهم و رؤوسهم و عروشهم لتطيح بها إلى غير رجعة، ذلك أنّ التاريخ علمنا أوّل ما علّمنا أنّ الشعب باق و إنّ الأفراد و صبوات الأفراد زائلون و رحم الله ياسر عرفات الذي رد على البعض ممن يتزعمون اليوم معسكر الفتنة، حيث اجتمعوا و وجهوا إليه رسالة يطالبونه فيها بالخضوع الكامل لشروط العدو أو التنحي مقابل رفع الحصار عنه و على ظهر تلك الرسالة نفسها ردّ عليهم قائلا: “من ياسر عرفات إلى زمرة العار في اجتماع العار في عمارة العار.. تطالبونني بنزع سلاح المقاومة و التسليم الكامل بشروط العدو تلك خطوط حمراء لا أجرؤ على تخطّيها و لن أقايضها بفكّ الحصار من حولي و شعبي كلّه محاصر.” و يبقى في الأخير أن أشير إلى أنّ كل هذه الدروس من الماضي، وكل هذه الحقائق و التجارب المرّة و هذه الدماء الزكية التي روت الأرض العربية، و هذه الخيانات و هذه الحرمات التي انتهكت تؤكّد مجتمعة أنه لا خيار أمام الشعب العربي في فلسطين و في كل مكان من الوطن العربي إلاّ أن يلتحم فيصوغ أداة الوحدة و تحرير فلسطين، و بذلك، و بذلك فقط يمكن لأمتنا أن تنتصر على كل أعدائها و تسقط كل المشاريع التصفوية التي حيكت و تحاك ضدّها بدءا باغتصاب فلسطين و وصولا إلى كل معاهدات الخيانة و التطبيع مع العدو و عودة الاستعمار المباشر في العراق و الصومال و لبنان و كل العناوين المشبوهة التي يطالعنا بها المعسكر الصهيو- امبريالي من حين لآخر، فمن سوق شرق أوسطيّة إلى الشرق الأوسط الكبير إلى منتدى المستقبل إلى شرق أوسط جديد. وهي كلها في الحقيقة ليست سوى مشاريع مستنسخة من وجه الاستعمار القبيح في ثوب جديد- قديم بال. فائزة عبد الله- صفاقس/تونس
فينومينولوجيا الدنكيخوتية عند بعض النخب العربية:
نري متزعمي التنوير يجمعون بين سوء التدبير وكثرة التقعير كدونكيخوت بعد أفول عصر الفروسية شعوبنا تتردد بين ارهابين: مادي تمثله سلفية التثوير ورمزي تعبر عنه سلفية التنوير
أبو يعرب المرزوقي(*) سبق وحللت خطاب بعض الناطقين باسم السلفية التنويرية (الإرهاب الرمزي) وخطاب السلفية التثويرية (الإرهاب المادي)، دون أن أبين وجهها الدونكيخوتي بصنفيه الديني والعلماني التقليديين الدونكيخوتية التي تعبث بالرأي العام الشعبي من خلال مصارعة نواعير الهواء جبنا يحول دون أصحابها، ووقوف الموقف الشجاع المناسب لأفكارها. فهم بصنفهيم يؤرجحون شباب الأمة بين توهمات البطولة و تهويمات السفولة كدونكيخوت مع تقليد ينسون فيه القولة الشهيرة بأن التاريخ عندما يتكرر ينحط في الثانية من شمم المأساة إلي حضيض الملهاة: فلا فولتير أو روسو ولا شي غيفارا أو جياب بقابلين لأن يتكرروا إلا في نسخ مشوهة هي ما نراه عند غلاة التنوير والتثوير العربيين! لذلك فأغلبهم هو في الحقيقة الحليف الموضوعي والذاتي لعقيدة أنظمة الاستبداد المحلي ونظام الاستبداد العالمي الذي يحكم العالم مباشرة أو بواسطة أنظمة بلدانهم الاستبدادية. وهم لو فرضناهم جدلا بلغوا إلي سدة الحكم لكانوا من جنس الحكام الحاليين أو ربما أشأم. وما معارضة بعضهم الصالونية للأنظمة المستبدة في الداخل واستعمال معولهم الدائم لتهديم الحصانة الروحية مهما أوهموا بأنهم يجادلون في تشويهاتها لا حقائقها بقادرة علي مخادعة أي كان لما تبين من حلفهم الذاتي والموضوعي مع أسيادهم في الداخل المتحالفين مع سيد أسيادهم رب العالم في حربه النفسية علي الشعوب المستضعفة. فها نحن نري متزعمي التنوير بعد أفول عصره، يجمعون بين سوء التدبير وكثرة التقعير- تماما كما حدث لدونكيخوت بعد أفول عصر الفروسية – فيتصرفون تصرف المعتزلة سعيا إلي تأسيس ديكتاتورية إيديولوجية رسمية خدمة للطغيان، دون مشروع المأمون والمعتصم قد يشفع لهم ولم يبق إلا فقدان الحكم شرعيته الطوعية وآل إلي سلطان مرتزقة الجيش. ها هم يصارعون النواعير التي لم يعد أحد يطحن حبه فيها ويغازلون الديكتاتورية الاستئصالية علي المستويين الوطني والدولي. وها نحن نري متزعمي التثوير بعد أفول عصره كذلك تماما كما حدث للخوارج يعودون إلي تهديم كل معالم الحضارة ليؤفغنوا الشعوب الإسلامية ويصوملوها خلطا بين المقاومة التي تبني شروط الحضارة والتهديم الذي ينكص إلي قيم الجاهلية والبداوة رغم طلائها الظاهر بقشور الفقه الإسلامي. يعلم كلا الحزبين أنهم قد خسروا المعركة بكل أبعادها منذ أن بدأت ثورة التحرير العربية الثانية، الثورة التي كانت علامتها الأوضح بداية الاستعمار المباشر الثاني في العراق وأفغانستان، ومنذ أن عادت إلي كل بلاد العرب بلا استثناء القواعد العسكرية. فالتنوير والحداثة والتثوير والحرية، تغير صفهما وأصبحا بيد ثلة من مخلصي العلمانيين والإسلاميين المؤثرين في التاريخ الكوني، إيجابا بسعيهم لتحقيق القيم السامية وسلبا بحرب أعداء هذه القيم عليهم. فبمجرد الانخراط في هذه العملية التحريرية الثانية احترفت هاتان الجماعتان الثرثرة في ما يظنه أصحابهما معركة التنوير، فإذا هي صراع بينهم وبين بعض المتخلفين من فقهاء الأزهر إذ يفتون في إرضاع الكبير وشرب البول المقدس. وإذا قصدهم الحقيقي الحملة المسعورة علي كل قيم الأمة دون أن يعلموا- للجهل المطبق بزعمائهم – أن كل التنوير الغربي الذي يلجأون إليه في مصارعة الخرافة تجاوزتهم إليه الأمة منذ القرن الرابع عشر الميلادي لما كتب ابن خلدون مقدمته. كما تركوا الثانين ينزلون بمعركة التثوير إلي ما يشبه حروب القبائل كما في دولة طالبان ودولة المحاكم ومصارعة بعض المتخلفين من أمراء الحرب، إذ يعودون بالشعوب إلي ما دون البداوة البادية. ما أريد وصفه في هذه المحاولة، وصفا يحدد طبيعته الفلسفية فييسر علاجه استكمالا لتحليل خطاب القاعديين ودنكيخوتيتهم في غير موضع، هو تحليل خطاب بعض التنويريين ودنكيخوتيتهم لبيان معضلتهم الأساسية منطلقا مما يبدو لهم أكثر الأشياء دلالة علي عمق فكرهم وعلي صحة نظرتهم أعني من الفتويين الأخيرتين اللتين تفضحان طبيعة نقدهم فضحها طبيعة الموقف الذي يقفه القائلون بهما: فتوي إرضاع الكبير وفتوي شرب البول المقدس. ويقتضي ذلك تحقيق غايتين أولاهما تمهد للثانية منهما وهي القضية الأساسية التي تتفرع عنها مسائل هذه المحاولة: الأولي: هي تصنيف هذه النخب تركز علي التفاهات لتلهية الجماهير عن قضاياها المصيرية، ومن ثم فأصحابها يوجدون علي هامش التاريخ. والثانية: هي تحليل طبيعة الظاهرة التي لو فهمت علي حقيقتها لتبين أن ما ليس بعادي هو عدم اعتبارها أمرا عاديا. تصنيف النخب الدونكيخوتية قل أن تجد من يجهل أن دونكيخوت الاسباني من مخلفات أمراض الخيال الوسيط: فروسية وهمية يصارع صاحبها أذرع النواعير في هضاب أوروبا الوسيطة وسفوحها. ولا أظن مثقفي التنوير والتثوير يجهلون ما شاع في أدبيات الجدال بين الفرق من وصف المعتزلة بصفة مخانيث الخوارج دلالة علي كونهم مثلهم من حيث القصد ودون شجاعتهم في الذهاب إلي غاية موقفهم. ويبدو أن لكل عصر وحضارة دونكيخوتهما رمزا إلي الفروسية الوهمية في النزال والجدال: أحدهما يرمز إلي اضطراب في العمل الفعلي والثاني إلي اختلال في العمل الرمزي فيشوشان علي فعل التاريخ الحر والمستقل بتعطيل الإبداع الرمزي والمادي وتشجيع التقليد إما للماضي الذاتي أو للماضي الأجنبي. ذلك أن شعوبنا أصبحت حالها تتردد بين نوعين من الإرهاب أحدهما مادي وتمثله القاعدة المعلومة وهي في مصطلحنا هنا سلفية التثوير التي تخلط بين الأصالة أو ماضينا ومثال الحياة الدينية الأعلي، والثاني رمزي ويمثله ما يناظر القاعدة حتي وإن لم يجتمع تحت اسم واحد، وهي في مصطلحنا هنا سلفية التنوير التي تخلط بين الحداثة أو ماضي الغرب، ومثال الحياة الدنيوية الأعلي وذلك منذ أن توقفت الحرب الباردة: 1- فالإرهاب العلماني الذي لم يبق منه إلا بعده الرمزي، ممثلا بسلفية التنوير من الليبراليين الجدد، وهم في الحقيقة ورثة اليسار اليتيم بعد وفاة الاشتراكية السوفييتية والأنظمة العربية القومية التي كانت تحالفه. 2- والإرهاب الديني الذي لم يبق منه إلا بعده المادي لسلفية التثوير وهم في الحقيقة ورثة اليمين اليتيم منذ ولادة الإمبراطورية الأمريكية التي لم تعد بحاجة للحلف مع الأنظمة العربية الدينية. أما غالبية التيارين العلماني والديني أعني المخلص منهم لقضايا الشعوب والإنسانية فإنهم كانوا ولا يزالون يحاولون المشاركة في تحقيق شروط النهوض، إلي أن باتوا اليوم يشاركون مباشرة في عمل التاريخ الكوني كما يتبين من صراعهم المقاوم لإمبراطورية الشر الرمزي (إسرائيل) وإمبراطورية الشر المادي (أمريكا) في الأرض العربية خاصة، والإسلامية عامة، وفي العالم بصورة أعم. لكن دونكيخوت العرب أعني العلمانيين الدينيين الذين صاروا يتامي منذ نهاية الحرب الباردة فإنهم يترددون بين الإرهاب الرمزي باسم التنوير والإرهاب المادي باسم التثوير كما تردد الخوارج في الماضي بين الإرهابين. لكنهم يضيفون إلي هذين المرضين ما بات بينا للعين المجردة الحلف الموضوعي بل والذاتي مع أمريكا وإسرائيل علي تهديم كل مقومات الأمة. فكلا الفريقين يستمد وجوده من ثمرات تطرف الفريق الثاني والضحية ليس هو إلا الوعي الشعبي الذي يتلاعب به قسم من المثقفين القدامي بفتاواهم السخيفة، وقسم من المثقفين المحدثين بتركيزهم علي هذه الامور . فقد حولوها إلي نقد للدين ذاته بأسلوب هو أيضا من جنس الفتاوي وإن بمرجعية مختلفة: فقهاء السلطان الداخلي في المؤسسات الدينية والثقافية المحلية، وفقهاء السلطان الخارجي في المنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية الدولية. وكلاهما يدل موقفه علي الخلط بين الدين والشعوذة أساسا لفتاوي رجال الدين ونقدها العلماني وعلي الخلط بين الحب والبرنوغرافيا أساسا لفتاوي رجال العلمانية ونقدها الديني. وبذلك فإن البعض من النخب العربية يشبه دنكيخوت في ما يريد أن يقحم الأمة فيه من معارك وهمية، وهي نخب تقبل التصنيف السياسي التالي الذي يصح عليها منذ نهاية الحرب الباردة. فهي تتألف من صنفين مضاعفين بعد أن تميزت في النخبتين الحاكمة والمعارضة معايير الفرز الواضحة بين الإخلاص للقيم الإنسانية والعمالة لأعدائها ليس في مستوي الأوطان فحسب بل في كامل المعمورة وخاصة منذ أن زالت الحجب التي تخفيها بما تمثله المقابلة بين القطبين في صراع الحرب الباردة. فصنف نخب الحكم والمعارضة الرسميين، وصنف أدواتهما في الزعزعة المتبادلة حسب صنفي الأنظمة العربية الحاكمة باسم الإسلام والحاكمة باسم القومية العربية، قد تخلق فيهما صنفان جديدان يقبلان التحديد بمعيار لم يعد خاضعا للمقابلة بين القطبين بل ينطبق علــــيه معيار المقابلة بين الإخلاص للمصلحة الوطنية والقيم الإنسانية والعمالة الصريحة للقطب الواحد عداء للمصلحة الوطنية والقيم الإنسانية (مباشرة أو بصورة غير مباشرة) ذي الرأسين الرمزي (إسرائيل) والمادي (أمريكا): 1- صنف النخب ذات التوجه السلبي بفرعيها: أعني بقايا النخب التي كانت تؤدي دور أداة الأنظمة الدينية، وحليفهم الأمريكي في زعزعة الأنظمة القومية وبقايا النخب التي كانت تؤدي دور أداة الأنظمة القومية وحليفهم الأمريكي في زعزعة الأنظمة الدينية. 2- صنف النخب ذات التوجه الإيجابي بفرعيها: أعني النخب اليسارية التي كانت متحررة من التبعية للاتحاد السوفييتي واليمينية الحقيقية التي كانت متحررة من التبعية للولايات المتحدة وكلتاهما كانت ولا تزال تسعي إلي تحقيق شروط النهوض المنظم وعلي علم بأدوات الفعل التاريخي الوحيدة الممكنة أعني الاجتهاد (العمل علي علم) والجهاد (استعمال القوة الشرعية مقاومة وقياما). طبيعة الظاهرة وطابعها العادي سيتبين لمن يحلل الأمور بموضوعية أن العلمانيين يشتركون مع التقليديين في حصر همهم الأسمي في مواضع نقائض الوضوء حتي وإن كانت الغاية مختلفة: كلاهما تدور فتاواه حول هذه المواضيع بل لعلهم يشتركون في ممارسات تجعل هذه المواضع الهم الأول والأخير لفكرهم ووجدانهم. وإذن فالفرق الوحيد بين الموقفين هو أن مفتيي الشرع يتحدثون عن بعض ظاهرات الشعوذة ويخلطون ذلك مع معركة الحريات الأساسية: بل هم يعطلون هذه المعركة لأن الأنظمة مكنتهم من أكثر من هذه الحريات التي تدور حول مواضع نقض الوضوء التي صارت مباحة في الساحة بل هي أصل البديل من الفلاحة قصدت السياحة. لكن الجميع يخلطون بين الدين والشعوذة في فتوي حقوق الله ونقدها وبين الحب والبرنوغرافيا في فتوي حقوق الإنسان ونقدها. فالخلط بين الدين والشعوذة عند فقهاء الشرع الذين من هذا الجنس وعند نقادهم من العلمانيين هما طبيعة الظاهرة الأساسية التي يدور حولها هذا الجدل وفي تبادل التهم بين الحزبين اللذين يستحقان من ثم الوصف بالدونكيخوتية بل هما السمة الأساسية للحزبين ليس في تبادل التهم فحسب بل وكذلك في حقيقتهما الفعلية. ويكفي للاقتناع بهذا مراجعة مواقع الحزبين وإحصاء ما يدور من كلام علي فتاوي فقهاء الشرع المزعومة (والمواقع لا تحصي) وفتاوي حكماء الوضع الموهومة (مثل موقعي ألاف والأوان ). وسأميز في هذه المحاولة بين أمرين: 1- الأول هو الفتاوي التي يسخر منها النقاد ودلالة هذه السخرية إذا حللناها بموضوعية. 2- الثاني هو الظاهرات التي يتعلق بها الإفتاء والنقد ودلالة عدم فهم طبيعتها إذا حللناها بموضوعية. فأصحاب الفتوي من الحزب الديني وأصحاب النقد من أصحاب الحزب العلماني (وهو نقد مستند إلي فتاوي ضمنية سنري طبيعتها وطبيعة مرجعيتها) لا يخلو الأمر من أن يكونوا صادقين وذلك حد عقلهم أو منافقين ويستعملونها لغاية في النفس هي خدمة الأنظمة التي تستخدمهم. كما أن الظاهرات التي يدور عليها الكلام في الفتوي والنقد لا تخلو من أن تكون ذات دلالة حقيقية (وهي دلالة مطابقة لحالة الصدق في الفتاوي ونقدها) أو ذات دلالة مجازية (وهي دلالة مناسبة لحالة النفاق في الفتاوي ونقدها) عند كلا الحزبين. وتحليل هذه المعاني الأربع يؤدي إلي بيان العلل التي أوجدت هذه الدونكيخوتية العربية عند بقايا التوظيف الإرهابي بعد نهاية الحرب الباردة: بقايا توظيف الدين لزعزعة الأنظمة القومية وبقايا توظيف العقل لزعزعة الأنظمة الدينية خلال الحرب الباردة. وبذلك تكون المسائل التي تحتاج إلي فحص كما يلي: 1- الفتاوي ذات الأصحاب الصادقين من كلا الحزبين الديني والعلماني ماذا تفيد؟ 2- الفتاوي ذات الاصحاب المنافقين من كلا الحزبين ماذا تفيد؟ 3- الظاهرات التي تتعلق بها الفتاوي عند أخذها في دلالتها المجازية ماذا تفيد؟ 4- الظاهرات التي تتعلق بها الفتاوي عند أخذها علي حقيقتها ماذا تفيد؟ 5- وأخيرا علل وصفنا لهذه الظاهرة والفتاوي المتعلقة بها إيجابا وسلبا بالدنكيخوتية العربية ودلالته. الفتاوي ذات الأصحاب الصادقين من كلا الحزبين الديني والعلماني ماذا تفيد؟ ليس يمكن لأحد أن يجزم بأن كل المدمنين علي الكلام في هذه الأعراض العجيبة التي وصفنا ممن يشك في إخلاصهم للدين أو للعقل بل يمكن أن يكون بعضهم حقا من الصادقين حتي وإن كان ذلك دالا في الأغلب علي نكوص أصاب النهضة حتي كادت تصبح مدار حرب أهلية بين سلفيتين، إحداها تريد العودة إلي ماض أهلي ترفعه إلي درجة التطابق مع المثال الأعلي من قيم الدين فتحطه إلي الشعوذة أو الفتيشيزم الأخروي (تقليد الصدر الذي هو ماض ذاتي وهو أمر مستحيل) والثانية تريد السعي بنا إلي ماض أجنبي ترفعه إلي درجة التطابق مع المثال الأعلي من قيم العقل فتحطه إلي الشعوذة الدنيوية أو الفيتشيزم الدنيوي (تقليد الحداثة التي هي ماض أجنبي وهو أمر مستحيل ). ويكاد كلا الحزبين يجمع أغلب معتنقيه بأن حربهم تصدر عن تناف مطلق بين الدين والعقل. لا شك إذن أنه يوجد في المنتسبين إلي هذين الحزبين من هو صادق في معتقده وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا مصدرا لإشكال يمتنع علاجه. فلا العقلاني ولا الروحاني يمكن أن يكونا مستبدين إذا صدقت منهما الطوية في طلب الحقيقة والعمل بالروية، فلا تكون الظاهرة ولا ما يتعلق بها من فتوي ونقد من الأعراض المرضية بل هي من عودة الوعي التاريخي إلي التنافس القيمي الذي هو من محركات التاريخ الأساسية. لذلك فكلامنا لا يتعلق بهؤلاء الصادقين من كلا الحزبين: إذ هم يمثلون السواد الأعظم في التيارين بل الكلام مع المتلاعبين بالرأي العام الشعبي بالفتاوي التي تقدم علي أنها تثوير وبالرأي العام المثقف الذي يقدم إليه النقد وكأنه فعل تنوير في حين أنه عين التغرير في حربهم علي المقومات باسم الرد علي ما يعلم الجميع أنه من الشعوذات. ويعلم الجميع أن الخلط بين الدين والشعوذة ليسا بالأمر الجديد في حضارتنا فضلا عنهما في الحضارات الأخري بل هما يمثلان ظاهرة واحدة عرفتها حضارتنا وكانت عملية التنوير قد بدأت بها منذ القرن الرابع عشر للميلاد لإصلاح مفهوم التنوير والتثوير: إنها ظاهرة التصوف الشعبي الذي يختلط فيه الدين والشعوذة (تحليلات ابن تيمية) وبين العمل السياسي المنظم والحركات الثورية الفوضوية باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (تحليلات ابن خلدون). ويعلم كل من هو مطلع علي فكر هذين الرجلين أنهما قد حاولا تحرير الدين والسياسة من الخرافة والوهم والعودة بهما إلي ما يمكن أن يحررهما من الشعوذة ومن توظيفهما في السياسة. وبفكر هذين الرجلين بدأت النهضة لما كانت سوية وقبل أن تنكص بتأثير من الحرب الباردة التي صنعت لنا الإرهابين في الوطن العربي: فالإرهاب الديني كان حربا من الأنظمة الدينية وحليفها الأمريكي علي الأنظمة القومية وحليفها السوفييتي والإرهاب العلماني كان حربا من الأنظــــمة العلــــمانية وحليفها السوفييتي علي الأنظمة الدينية وحليفها الأمريكي. والدونكيخوتية العربية هي بقايا هذين الإرهابين رغم أن الإرهاب العلماني لم يبق منه إلا بعده الرمزي والإرهاب الديني لم يبق منه إلا بعده المادي. لكن هذه الظاهرة بفرعيها والتي نحللها لنبين طبيعتها ما هي صارت مطية للبعض ممن يفسد التنافس القيمي الصحي في المجتمع فيوظفه في معاركه السياسية الداخلية أو في معركة الهيمنة العالمية علي الثقافات التي بحصانة أهلها شيء من الضعف والوهن. فالفتاوي الدينية (باسم حقوق الله أو الشرع) والفتاوي العقلية (باسم حقوق الإنسان أو القانون الوضعي) لم تعد إلا مجرد أداة وسلاح يرفعهما المتصارعان في المعركة الدونكيخوتية التي نتكلم عليها. ويلجأ أحدهما إلي الرأي العام الشعبي المحلي لتهييجه ضد كل فعل تنويري حتي عندما يكون صادقا في حين يلجأ الثاني إلي الرأي العام النخبوي الغربي لاستعدائه ضد كل تأصيل حتي عندما يكون صادقا.فلا يكون القصد في الحالتين البحث في شروط التطوير السوي والسلمي لقيم الشعب والنقد المتزن لكلتا المرجعيتين بل مجرد استفزاز الشعب . وهذه هي جماعة الأعراض المرضية التي ينبغي علاجها لأنها هي التي تمثل علامات النكوص الذي أشرنا إليه. فمن حق كل النخب وفي كل الشعوب أن تتجادل حول مسائل القيم دينية المرجعية كانت أو عقليتها لكن ليس من حقها أن تحولها إلي مجرد سلاح لتهديم مستقبل التطور السوي والحر لثقافات الشعوب المضطهدة واضطهادها باسم مرجعية الدين أو مرجعية العقل اللتين صارتا معصومتين: فالناقد لتوظيف المرجعية الدينية يصبح في عرف اصحاب الفكر التبسيطي خائنا للأمة والناقد لتوظيف مرجعية العقل يصبح اخوانجيا. ومثلما أن تهمة اخوانجي أصحبت عند الحزب التنويري المزيف ليس مجرد تهمة فكرية فحسب بل هي باتت من وشاية تحرض الأنظمة الحاكمة علي الخصوم لإزاحتهم فإن تهمة الملحد تمثل عند الحزب الديني المزيف وشاية تحرض الشعب علي الخصوم لإزاحتهم. أما من اجتمع عليه الحزبان فوجهت إليه التهــمتان مثلي فحدث ولا حرج ! الظاهرات التي تتعلق بها الفتاوي عند أخذها في دلالتها المجازية ما ذا تفيد؟ لم ينتبه الدنكيخوتيون العرب إلي أن تصوراتهم تقتضي بالجوهر أمورا تتنافي مع العصر رغم أن ريقهم البارد لم يمكنهم من فهم أنها تؤول جميعا إلي التنوير أو التأصيل القسريين اللذين يفترضان نخبة استبدادية تحقق أمانيها بالانقلابات العسكرية كما بدأت منذ الثورة الفرنسية عند التنويريين ومنذ الخميني عند التأصيليين إلي آخر مراحل الحرب الباردة وأنها مبنية علي عبادة أوثان سواء كانت باسم الدين أو باسم العقل وهي تؤدي في الواقع الفعلي عند الفريق الأول إلي ما هو أبشع مما يستبشع الفريق الثاني والعكس بالعكس. وليكن مثالنا قضية البول المقدس التي يتكلم عليها التنويريون نقدا لفتوي مفتي مصر الذي كنت أعرفه استاذا حكيما قبل أن يبتلي بخطة الإفتاء. الظاهرات التي تتعلق بها الفتاوي عند أخذها علي حقيقتها ماذا تفيد؟ لكن الأحداث نفسها فضلا عن الفتاوي التي يسيء بعض الفقهاء استعمالها كان ينبغي للتنويريين ألا يستغربوها من العامة وفي عصر غير العصر بل وحتي في كل العصور: فليس للشعوذة والخرافة في أذهان العامة حد أيا كان مستوي الأمة التي ننظر في سلوك شعبها من الولايات المتحدة إلي أدغال إفريقيا أو آسيا. لكن التنويريين رغم انتسابهم إلي الخاصة يؤمنون ببعض ما يتصورونه من أهم علامات الحداثة وقيمها يؤمنون بها قولا وفعلا هي عند التحليل وحتي بمنطق العصر أكثر مما يستغربون منه وبالمعني الحقيقي وليس بالمعني المجازي فحسب. وليس عجبي من سلوك الحداثيين ولا من سلوك العامة. فقيم الأشياء يحددها أفق الفهم العام والحال التي عليها نفسية الذات العامة المحددة لخاصيات الإدراك العاطفية، سواء كانت هذه الذات فردية أو جماعية بل أعجب من عدم انتباه الحداثيين إلي وجه الشبه بين سلوكهم مع ما يعتبرونه جــديرا بأن يعبد ويقدس من منظورهم وسلوك من يستقذرون منه ما فعل مع ما يستأهل أن يعبد ويقدس من منظوره إن صح أنه قد وجد من كان يستلذ بالشرب من بول الرسول: فكلتا الظاهرتين تفسران بنفس الدافع حتي وإن اختلف موضوعه اعني الحب الجنوني للمعبود أو لما له به صلة. وأخيرا لماذا وصفنا هذه الأعراض بعلامات الدونكيخوتية؟ ماذا يفيد ظهور هذه الأعراض الإرهابية بفرعيها الرمزيين وبفرعيها الماديين؟ ذلك هو الوجه المرضي من النهضة العربية الإسلامية التي يحاولون النكوص بها إلي معارك دونكيخوت بعد أن تحررت منهما في بداية النهضة فكانت تنويرية (ضد الشعوذة والخرافة رمزا إليها بالحرب علي الزوايا والتصوف الشعبي في حركات التحرير) وتثويرية (ضد الاستبداد والظلم رمزا إليــــــها بمحاولات تدريس مقدمة ابن خلـــــدون في المعاهد الدينية) بحق لتحررها من صراع الحزبين المتقابلين اللذين كانا يتعاونان في معركة التحرير والتنوير؟ فالتنوير والتثوير اللذان يتكلم باسمهما مفسدو الحزبين العلماني والإسلامي لا يمثلان إلا البقية الباقية من الحرب الباردة. وهي بقيــــــة رغم استعمال الــــعدوين الأمريكي والإسرائيلي لها في حربهما علي مقومات الأمة وصمودها تبــــــقي أمرا تافها علي هامش التاريخ الفعلي الذي يصنعه التنوير والتثوير الفعليان. فمن فهم هذه الحقيقة من شباب الأمة سواء كانوا علمانيين أو إسلاميين اتحدوا في صنع التاريخ بأداتيه السياسيتين الوحيدتين أعني بأداتي السياسة الشـــــرعيتين الشارطتين للنجاح في الصراع التحريري الجاري في كل مواقع البناء بدءا بالمقاومة (ساحات الــــــنزال لربح الحرب المادية) وتثنية بالقيام (ساحات الجدال لربح الحرب النفسية) من أجل إحياء قيـــــم الأمة ورفع ما انحط من وعيها القيمي إلي مراتب الممكــــــن من المثال دينيا كان أو عقليا في المستويين الرمزي والفعلي للإسهام في التاريخ الإنساني من منطلق الفعل لا رد الفعل. أما هؤلاء الذين يحاربون نواعير الطواحين فإنهم بحزبيهم يرددون أسخف كلام ثم يتساخفون بعضهم البعض في مسرح يبكي أكثر مما يضحك لأن التقدمي فيه يتبين أنه أكثر رجعية من الرجعي والتأصيلي فيه يتبين أنه أكثر اغترابا من المغترب. إن هؤلاء الدناخيت التنويري منهم مثله مثل التثويري ليس عملهم بمختلف في شيء عن عمل أتباع القاعدة. لذلك اعتبرناهم مخانيثها. فهم الوجهان المرضيان من ساحة المعركة الرمزية مثلما أن التابعين للقاعدة هم وجها المعركة المادية المرضيان إذ الإرهاب المادي الذي تقوده يجمع مجانين اليمين واليسار السابقين من ذوي العنف المادي جمع الإرهاب الرمزي لمجانين إرهاب اليمين واليسار السابقين من ذوي العنف الرمزي حتي وإن لم تجمعهم بعد قاعدة لظنهم أنهم يمثلون القمة. وليس ذلك كله إلا من ثمرات الفراغ الذي حصل بعد نهاية الحرب الباردة. فهم بصنفيهم ليسوا إلا خلايا الإرهاب التي أنتجها قطبا العالم والأنظمة العربية خلال تبعيتهما للقطبين سعيا منهما كليهما إلي التقويض المتبادل ومن ثم إلي تقويض مقومات الوجود السوي للأمة. وقد كانا متلازمين تلازم بقاياهما الحاليين في المعركة الدونكيخوتية التي وصفنا إذ ان أحدهما يتوجه إلي القطب الروحي وحصانة الأمة الروحية باسم قيم الدنيا والثاني إلي القطب المادي وحصانة الأمة المادية باسم قيم الدين دون أثر يذكر علي التاريخ الفعلي الذي يجري في الساحة الثانية رغم ما يقدمانه من خدمات للدكتاتوريات الداخلية وللإمبراطوريتين الأمريكية والإسرائيلية مباشرة أو بتوسط خدمة الدكتاتوريات المحلية. الخاتمة إذا كان القصد بالتنوير تحقيق ثورة قيمية وكان ذلك يجري في عصر الديموقراطية فمعني ذلك أن كل مدخل آخر غير مدخل التغيير الذي ينطلق من القيم التي تحرك الجماهير بطواعية لن يكون قابلا للنجاح وسيبقي دونكيخوتية مطلقة. فسواء نادوا بالديموقراطية الشعبية أو بالديموقراطية البرجوازية يبقي تحريك الشعوب للفعل الطوعي أي الذي لا يعتمد علي العنف فعلا يقتضي أن ننطلق من التثوير الداخلي للقيم التي تؤمن بها الأغلبية دون استفزاز يدل علي غباء المستفز وعدم فهمه غرائب الوجود الإنساني التي يدل استغرابها علي ضيق الحوصلة وليس علي سعة الأفق المعرفي فضلا عن الخلقي: إرهاب القاعدة الرمزية يغذي إرهاب القاعدة المادية واستفزاز الشعوب في مقدساتها بحجة الثورة علي الشعوذة حتي لو كان صادقا هو من الغباوة الاستراتيجية خاصة إذا كان ممارسه ممن يمارس ما أكثر منه شعوذة إذ لا فرق بين خلط الدين بالشعوذة توظيفا لحقوق الله في المعركة السياسية وخلط الحرية بالتسيب القيمي توظيفا لحقوق الإنسان في نفس المعركة. (*) كاتب ومفكر من تونس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
المعتزلة بناة حضارة
ردا على مقال أبو يعرب المرزوقي
أبو معروف النفزي عاد الأستاذ إلى عادته القديمة وهي مهاجمة التنوير الاعتزالي الذي يمثل أرقى ما يمكن أن يصل إليه العقل العربي الإسلامي في عصور الازدهار والشيء من مأتاه لا يستغرب لأن الأكاديمي الباحث على الدوام ظل وفيا لأصوله الأشعرية على مستوى أصول الدين والمالكية على مستوى الفقه والتي تنتهي عادة إلى التصوف الغنوصي قدوة بالمحاسبي والغزالي في وجهه غير المشرق. والغريب أن هذا المفكر وضع الفنومينولوجيا كعنوان لمقالته الدينكيخوتية وهو بعيد كل البعد عن هذا الاتجاه الفلسفي بل وصفه في إحدى المداخلات أنه منهج فاشل غير قادر على العودة إلى الأشياء ذاتها كما يزعم ولا يقدر على القيام بعملية الرد باقتدار وبالتالي فانه يتبنى المنهج الأصولي عودة إلى أرسطو دون ابن رشد واعتمادا على الغزالي وابن تيمية وابن خلدون دون الاعتماد على الاتجاه الواقعي وهو بذلك في أسوا انتقائية ووقع في خلائطية غريبة جعلت من أشباه المشاكل والمشاكل الفلسفية هي المشاكل الفلسفية التي ينبغي الاعتناء بها. أما بخصوص رأيه بأن الحديث عن التنوير العربي الإسلامي قد ولى زمانه وانقضى فإنه لم يجانب الصواب في ذلك وابتعد كثيرا عن الحقيقة لأن ما نراه هو عصر يسير نحو التنوير وما نراه من فشل لكل البدائل ومن تهاوي لمشاريع الجنات الموعودة وبروز بعض المبادرة الفردية الخلاقة وتصاعد التيار التحرري في عمق الأصوليات كلها بشائر لقدوم هذا العصر وحتى الحروب والمؤامرات والفتن التي تتعرض لها الملة فهي كلها حروب صحية تدفع الأغلبية الصامتة إلى الاهتمام بالشأن العام وتجعل من معالجة الأمراض تخلصا منها إلى الأبد. وننصح العلامة وهو في سن التقاعد الإجباري أن يعيد قراءة كتبه ومؤلفاته وأفكاره على ضوء التراث الاعتزالي سواء اللغوي أو الكلامي أو الفلسفي أو العلمي وسيرى أن الأمور تتغير كثيرا بالنسبة إليه ولن يكون من المجدي الحديث عن المعتزلة أنهم مستبدون أو مخانيث الخوارج لأن الانتصار إلى الحل الأشعري أو حتى اجتهادات ابن تيمية والاسمية المسقطة على فكر ابن خلدون لن يحقق لحضارة اقرأ أي ثورة لا على مستوى النظر ولا على مستوى العمل. أيها الأستاذ الموقر كفانا تهجما على المعتزلة والمذاهب الأخرى باسم الولاء لفرقة من أهل السنة فدور المفكر هو تقوية أواصر الوحدة وليس زرع بذور الفتنة والتشرذم فهذا مخطط صهيوني أمريكي لم تجاهر بمعارضته خوفا وجبنا كما أن ورقة التنوير لا تموت حتى بتهجمات الأصوليين من الأشاعرة المتعصبين مثلك وأنت معذور على ما كتبت ونحن على كل حال نتضامن معك في السراء والضراء احتراما لمبدأ التحسين والتقبيح الذي أبدعه شيوخ الاعتزال الأفاضل.
التداعيات الاستراتيجية لما حدث عند الحدود الشرقية المصرية
د.عصام العريان (*) خربت مصر اتفاق مكة المكرمة بين فتح وحماس بسبب الدخول السعودي على ملف ترى مصر أنه حق مكتسب لها فكانت النتيجة اتهام إيران بالفوز في غزة وتهديد العدو الصهيوني من الجنوب الفلسطيني وهو اتهام لا يجد سندا ولا دليلا حتى لو كان الجهاد الاسلامي مكان حماس في المعادلة . غابت مصر عن القيام بأي دور في لبنان وانسحبت منه تماما فكانت النتيجة اتهام إيران بالتدخل السافر في الشؤون اللبنانية وتهديد العدو الصهيوني من الشمال الفلسطيني. فشلت مصر في منع العراق (صدام) من غزو الكويت في زيارة الرئيس مبارك الذي عاد قبل يومين من الغزو الذي دمر العلاقات العربية وأعلن نجاح مهمته، فكانت النتيجة غزوا واحتلالا ثم غزوا واحتلالا آخر ثم حروبا طائفية واهلية وايضا اتهام إيران بالتدخل لفرض حكومة موالية في العراق والسعي إلى فصل الجنوب وضمه إلى إيران، واستخدام النفوذ الشيعي للتأثير في أمن الخليج والجزيرة العربية ، علما بأن مصر ساندت وبقوة عراق صدام في حربه الطويلة (8 سنوات) ضد إيران بالمال الخليجي واليد العاملة المصرية والسلاح الأميركي والتدريب المصري. الاتهام المعلق فوق رأس إيران هو: تخريب عملية السلام الذي أصبح خيارا استراتيجيا لنا يدر علينا القيام بدور في تحريك هذه العملية مرة إلى الأمام بعقد لقاءات بروتوكولية ينتج عنها تحريك السلام نفسه إلى الخلف خطوات استراتيجية، بما يعني تراجع طلباتنا كمصريين وعرب وفلسطينيين إلى الحد الذي أصبح مطلب القمة المقبلة التي تنعقد الآن في صورة حلف استراتيجي جديد معلن هذا المرة من دون خجل أو حياء، هو إطعام الشعب الفلسطيني الى جانب الهدف الرئيس وهو تجويع النصف الآخر من الشعب الفلسطيني، حتى ينجح الحلف الجديد الذي ترعاه أميركا قائدة مسيرة السلام في المنطقة العربية في طرد حركة «حماس» التي حصلت على 65 – 66 في المئة من أصوات الفلسطينيين ومقاعد المجلس التشريعي، لأنها تعطل مسيرة السلام وتهدد كل خطوات تحريكها خصوصا أنها – أي المسيرة – تتحرك بفاعلية شديدة منذ توقيع اتفاق «أوسلو» من خلف ظهر مصر المحروسة مرورا بمؤتمر «شرم الشيخ» 1996م الذي عقدوه برعاية كلينتون لتعويم وتأييد «شيمون بيريز» وشريك السلام «ياسر عرفات» رحمه الله، ضد إرهاب حماس التي تعارض اتفاق أوسلو وتعطل تنفيذه فكانت النتيجة: سقوط بيريز في الانتخابات بعد أن قصف «قانا» في لبنان وقتل أكثر من مئة ربعهم أطفال، لجأوا إلى مقر الأمم المتحدة ، وخروج حزب كلينتون الديمقراطي من البيت الأبيض وأغلبية الكونجرس لمدة 6 سنوات، ونجاح «أرييل شارون» الذي هزم خليفة بيريز «ايهود باراك» «وناتانياهو» زعيم الليكود بعد زيارته المشؤومة للمسجد الأقصى، وذهب ضحيتها أكثر من 30 شهيدا اعترضوا على تدنيسه للحرم المقدسي، فخطط لقتل عرفات بالسم البطيء بيد بطانة عرفات التي تحيط اليوم بالرئيس محمود عباس، كل ذلك من أجل الهدف النبيل والاستراتيجية الوحيدة التي لا نتقن غيرها «الخيار الاستراتيجي» استمرار مسيرة السلام ولو لم نحصل على أي سلام. حصلنا على العكس على حروب في الكويت والعراق ولبنان والصومال ودارفور واليوم «حرب أهلية في العراق، وأخرى توشك على الاندلاع في لبنان، وثالثة توشك أن تندلع في الضفة الغربية بعد أحداث غزة التي ولولا حسم حماس لها بسرعة لكانت حربا أهلية أخرى بجانب الصومال ودارفور . وقد أعلن شارون الميت الحي رفضه خريطة الطريق : آخر طبعات مسيرة السلام بعد أن قدم تحفظاته الـ 14 وبدء تنفيذ الحلول الأحادية الجانب لحصار الفلسطينيين بالسور العازل الحديدي، والانسحاب من طرف واحد من غزة بعد أن نجح انسحاب باراك من جنوب لبنان، خشية سقوط عشرات القتلى بسلاح إيران الذي يحمله جنود حزب اللـه، وها هو أولمرت خليفة شارون الذي يستعد لمغادرة مكتب رئيس الوزراء بعد فضيحته في حرب يوليو منذ عام والتي مني فيها العدو الصهيوني بهزيمة ساحقة على يد «حزب الله»، أيضا الذي نتهمه بأنه اليد الطولي لإيران ، وكأننا نخشى من أي هزيمة للعدو الصهيوني ونسعى دائما إلى إنقاذه من الهزائم للحفاظ على مسيرة السلام التي لابد لها من طرف آخر، فإذا خسرنا العدو الصهيوني فمن الذي سيجلس على الجانب الآخر من المائدة لنقوم بدورنا الاستراتيجي الذي نحصل على مزايا عديدة جراء القيام به، وكأن العرب المعتدلين يخشون تأجيل حسم القضية الفلسطينية أو حتى حسمها بأي طريقة بهزيمة طرف من الأطراف ولو كان الطرف الفلسطيني، وذلك بعودة الاحتلال لأن ذلك يعني نهاية دورهم التاريخي في إبقاء الصراع مستعرا كي لا يعلو صوت فوق صوت المعركة، فلابد من معركة، لكن يجب أن ننهزم فيها دوما ، لأن انتصارنا يعني انتهاء دور هذه النظم المستبدة «وهي لن تستطيع الانتصار بحال من الأحوال» وعودة المقادير إلى الشعوب من جديد. الارتباك هو سيد المشهد المصري الذي لم يحسب حسابا جديا لما حدث في غزة ، وليس له مخرج إلا التفاهم مع «حماس» وليس مع «عباس» لأن عباس في قبضة اليهود والأميركان الذين يمنونه الأماني ولا يعطونه شيئا، على الاقل على مصر ان تقف على الحياد بين القوى الفلسطينية فإن راهنت فلتراهن على القوة التي تحافظ على مصالحها الاستراتيجيةوالحيوية ضد عدوها التاريخي العدو الصهيوني. الوضع على المعابر والإغاثة العاجلة واستعادة الأمن والهدوء، وضمان عدم معاقبة الشعب الفلسطيني كي لا ينفجر في وجه العرب وفي مقدمتهم مصر التي رعت من قبل «فتح» عرفات وسلمتها قيادة «منظمة التحرير الفلسطينية» بعد إزاحة «أحمد الشقيري» رحمة الله عليهم جميعا، الآن دور فتح يتقلص ويتلاشى، ودور المنظمة لا يستعيده أحد إلا لتقديم التنازلات للعدو الصهيوني . «فتح» الآن في وضع مأساوي، منقسمة على نفسها، مشتتة التوجهات منقسمة الولاءات، تتطاير داخلها الاتهامات، ولا تريد إجراء مراجعة حقيقية، العدو الصهيوني مرتبك أيضا، بصورة أقل، لا يجرؤ على اقتحام غزة بجيوش الاحتلال من جديد كي لا يتكرر مشهد جنوب لبنان من جديد، وتصبح عادة للعدو أن ينهزم صيفا خصوصا مع اقتراب خروج التقرير النهائي للجنة فينوجراد، ولا يريد ترك «حماس» تنجح في إدارة القطاع الذي يهرب منه الجميع، لأن نجاح «حماس» له أبعاد خطيرة، إذا نجحت حماس في فرض الأمن والاستقرار كما نقلت CNN يوم الخميس في أول تقاريرها من غزة، فإن ذلك يعني للشعب الفلسطيني الكثير ، وقد يتكرر في الضفة ما تكرر في «غزة» وهو ما يخشاه الملك عبدالله الثاني في عمان، لأن مصر قد تتحمل نجاح حماس في غزة، فهي تحمي لها حدودها الشرقية وتمنع تهريب المخدرات وتقلل الحضور الصهيوني في سيناء بما يحمله من أخطار كثيرة إذ ان سيطرة حماس تعني تقليص دور تنظيمات اخرى بدأ الحديث عن دورها في الاحداث الاخيرة في سيناء على رأسها تنظيم «القاعدة» الذي هاجمت قيادته حماس عدة مرات على الهواء في الفضائيات وهناك حاجز كبير تمثله سيناء بين فلسطين والوادي، بينما الأردن لا يستطيع أن يكون محاصرا بين العراق وفتنه الداخلية التي لا يتوقع أحد أن تهدأ خلال سنوات، وبين الضفة الغربية التي إن تكرر فيها ما حدث في غزة فسيعني تداعيات خطيرة داخل الضفة الشرقية لنهر الأردن قد يكون ثمنها انتهاء حقبة وبداية حقبة جديدة في تاريخ تلك المملكة التي أقامها الإنجليز ورعاها الأميركيون لتكون حاجزا لحماية العدو الصهيوني ومملكة إسرائيل، وقدموها هدية الى ابناء الشريف حسين ثمنا لوقوفه مع الاحتلال الانجليزي ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى مع سورية والعراق إذ تبقى من اولاده الامير عبد الله الاول من دون امارة. اختيارات الملك عبدالله الثاني ضئيلة جدا، فلديه نصف شعب أو أكثر من الفلسطينيين وحركة إسلامية قوية لها ذراع سياسية حاضرة بقوة في البرلمان وشارك من قبل في الحكومة، اما اختيارات مصر فواسعة ولا يدري احد لماذا تحشر نفسها في زاوية ضيقة؟ اختيارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر دقة وأقل حرية، وما يتخذه الآن من قرارات ويتلقاه من دعم صهيوني أميركي أوروبي عربي لن يعفيه من المسؤولية التاريخية ولا السياسية ولن ينقذه من القرارات المصيرية، فلن يعطيه أولمرت الفاشل شيئا مقابل محاولة القضاء على حماس التي فشلت في غزة وستفشل حتما في الضفة الغربية ولن تزيد حماس إلا قوة، والقرارات غير الشرعية وغير القانونية وغير الدستورية التي تدخل في باب «اللامعقول» لا يستطيع تنفيذها على الأرض وثمنها الوحيد هو تمزيق الشعب الفلسطيني وتفتيت الأرض الفلسطينية التي ليس له سيطرة عليها شيء منها باستثناء «المقاطعة» التي يسكنها، وأشك أن له سيطرة على أيضا، فغزة الآن تحت حكم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية أو ما تبقى منها، والضفة الغربية مستباحة للاحتلال الإسرائيلي، الرئيس عباس هو مهندس اتفاق اوسلو الذي لا يريد الاعتراف بوفاته، ولا يريد إجراء مراجعة أمينة لتداعياته الكارثية على القضية الفلسطينية. حصار حماس كخيار لعباس يضعه أمام غضب ثلث – أو أكثر – الشعب الفلسطيني في غزة لأنهم هم المتضررون الحقيقيون، وحماس التي استطاعت الصمود سنة ونصف تحت هذا الحصار ونجحت في الاستمرار تستطيع اليوم أن تضع عباس أمام خيارات صعبة فها هو يتلقى الأموال بغزارة وتدفق لم يحدث من قبل، فهل سيمنعها عن معارضيه في غزة والضفة ويمنحها لمعاونيه فيزداد الغضب ضد (فتح عباس)؟ فهذا انتحار سياسي ونهاية مأساوية لحركة تحرر وطني، وسيكون من العجب أن يعطي رواتب للممتنعين عن العمل ويحرم منها الذين يسيّرون دولاب الحياة اليومية. قرارات عباس الأخيرة تظهر مدى الانفعالية والارتباك الذي يقف خلفها، فهي على أقل تقدير قرارات لا يمكن تنفيذها على أرض تسيطر عليها حماس، شعبيا في الضفة وغزة، وأمنيا وسياسيا في غزة. إعادة اجتماعات هيئات منظمة التحرير الفلسطينية كالمجلس المركزي أو المجلس الوطني واللجنة التنفيذية سينفجر عاجلا أو آجلا في وجه عباس لأن قضايا الحل النهائي المعطلة سيتم طرحها من جديد: أين دور المنظمة في حق العودة الذي ترفضه إسرائيل؟ وأين عودة القدس كعاصمة لدولة فلسطين؟ وأين إزالة الحواجز الأمنية؟ وأين إزالة المستوطنات الصهيونية؟ هل يستطيع عباس أن يحصل على كل ذلك من «أولمرت»؟: إذن فها هو نجاح آخر لحماس التي أعلن قادتها إنه إذا حصل عباس والبطانة المحيطة به والقوى الداعمة له على الحقوق الفلسطينية فإنهم على أتم استعداد للتسليم له بالزعامة لأنه حقق بسيطرة حماس على غزة ما لم يستطع عرفات بكاريزميته الهائلة وقدراته السياسية تحقيقه في حياته. وهنا يمكن للشعب الفلسطيني في الشتات أن يطالب حماس ويضغط عليها للسيطرة من جديد على الأراضي المحتلة لعل ذلك يعجل بعودة كل الفلسطينيين من الشتات إلى حيفا ويافا وعكا وينهي «أسطورة» شعب الله المختار. حماس نفسها أمام خيارات صعبة بل شديدة الصعوبة رغم انتصارها المفاجئ في غزة ، فالجميع يتساءل: هل هناك فخ نصبه العدو لحماس أم أن حماس هي التي نصبت لمنافسيها وخصومها وأعدائها الفخاخ ؟ هل كانت حماس تدرك وهي تبدأ مسيرة المقاومة بالانتفاضة الأولي عام 1987م أنها ستصل إلى هذا الوضع الجديد الذي أصبحت فيه في موقع المفاوض الأول لإسرائيل وأميركا بشأن قضية لا تخص أهل فلسطين وحدهم بل هي القضية الاستراتيجية الأولى في العالم كله؟ هل كانت حماس عندما عارضت اتفاق أوسلو الذي كرس مسيرة التنازلات السلمية وبدأت مسيرة مضادة بالكفاح المسلح الذي توجته انتفاضة الأقصى بالعمليات الاستشهادية أنها ستصل عبر المشاركة السياسية إلى الحكم وفق قواعد «أوسلو» تتسبب في إرباك المشهد كله عندما رفضت «الاحتواء» والاستمتاع بمباهج السلطة والتنعم بملايين الدولارات؟ خيارات «حماس» محدودة جدا بل هي أضيق من خيارات غيرها، فليس أمامها وفق منهجها وما بايعها عليه الشعب – إلا الصمود والشهادة أو النصر في النهاية. يقول المرجفون في الأرض ان حماس هي الذراع السني لإيران،كما أن حزب الله هو الذراع الشيعي لإيران، وينسى هؤلاء أن قرار حماس مستقل تماما وأنها تحظى بدعم عربي شعبي أوسع من الدعم الإيراني، وأن السعودية والخليج يتفهمان تماما مواقف حماس كما أن سورية ولبنان شعبيا ونصف رسميا يدعمان حماس وأن الشعب الأردني في معظمه كالمصري يدعم حماس وخيار المقاومة لاستعادة الكرامة العربية والإسلامية المهدورة. السؤال الاستراتيجي أمام حماس هو كيف تصمد سنة على الأقل الآن؟ والسؤال الأخطر هو وماذا بعد؟ خصوصا إذا ظلت الأوضاع على ما هي عليه؟ (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة “الوسط” (يومية – الكويت) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
الإخوان المسلمون وفجوة الزمن الديمقراطي
بقلم: خليل العناني (*) قد لا تمثل جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر استثناء، فيما يخص علاقة الإسلاميين بالديمقراطية، وهي العلاقة “الملتبسة” التي تمثل بحد ذاتها إشكالية في تأويلات الفكر السياسي الإسلامي بشقيه التراثي والمعاصر. بيد أن الاختلاف الرئيسي بين الجماعة “الأم” في مصر وبقية فروعها المتناثرة فيما يقرب من نحو سبعين بلدا إسلاميا، أو حتى تلك التي تنتمي لمدرسة الفكر الإخواني، باعتباره تجسيداً للوسطية والاعتدال، أنها لا تزال تقف عند أول الطريق فيما يخص التعاطي مع ما تثيره الديمقراطية من إشكالات وقضايا شائكة، في حين قطعت “الأطراف” شوطا كبيرا في الوصول إلى صيغة أكثر تقدما في التعاطي مع مثل هذه الإشكالات. حجج مردودة وقد ينافح البعض في هذا الصدد بأحجية الوضع الصعب والمعقد الذي تعيشه الجماعة “الأم” في مصر، والذي قد لا يتيح لها فرصة الاجتهاد والابتكار فيما يخص مسألة الديمقراطية، وهو قول مردود على أصحابه لأكثر من علة، فمن جهة لا يمكن قبول أن تظل جماعة تحتفظ بجذور قوية في بنية المجتمع المصري، وتقدم نفسها باعتبارها البديل المأمول لما هو قائم، على حالها من التكلس الفكري والعقلي، بحيث لا يمكنها تطوير أطروحاتها الفكرية والتعاطي بواقعية مع مختلف الإشكالات والقضايا السياسية والفكرية المتجددة، والتي قد تمثل دليل إدانة للمستوى الفكري للجماعة. من جهة أخرى، كان من الأجدر بجماعة تعاني الاضطهاد السياسي، والرفض النخبوي، أن تبذل جهودا مضاعفة لأجل إثبات أحقيتها في أن تحتل مركز مرموقا كفصيل سياسي يطرح رؤية متقدمة للعلاقة بين الدين والسياسة، قد تمثل نموذجا يحتذى لبقية القوى التي تدور في الفلك الإسلامي. ومن جهة ثالثة، أن ثمة فروعا للجماعة عانت، ولا تزال، من الاضطهاد السياسي والمجتمعي، على غرار الحال مع حركة النهضة التونسية، وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، بيد أن ذلك لم يمنعها من تطوير أفكارها ورؤيتها السياسية. ومن جهة أخيرة، ربما مثلت حجة الاضطهاد والتضييق الأمني والسياسي، كعقبة في سبيل التطور الفكري للجماعة، حجة مقبولة إبان المحنة “الناصرية” التي كادت أن تودي بالجماعة، بيد أن ما تشهده الجماعة منذ عودتها للحياة السياسية قبل ثلاثة عقود ونصف، وانخراطها في العمل السياسي بكافة أشكاله، يعري مثل هذه الحجة، ويجعلها دليل إدانة أكثر من كونها حائط مبكي. بالطبع نجحت الجماعة في التخلص في العديد من آفاتها التاريخية، كالموقف من التعددية الحزبية التي رفضها المرشد الأول للجماعة حسن البنا، وكانت له أسبابه الخاصة حينذاك، وكذلك الموقف من العنف والمشاركة السياسية والدستور، ولا يمكن لعاقل أن ينكر التطور الملحوظ الذي شهده الخطاب السياسي للجماعة على مدار السنوات الأخيرة، بيد أنه من الصعوبة بمكان القول بوجود مشروع “سياسي” للجماعة تهيمن عليه الفكرة الديمقراطية، وهو ما يدفع بالكثيرين نحو إثارة الشكوك تجاه مدى إيمان الجماعة بقيم الديمقراطية ودفاعها عنها. الفهم الإخواني للديمقراطية يبذل كثير من الباحثين جهدا طائلاً لإثبات التعارض التام بين أفكار جماعة الإخوان المسلمين ومسألة الديمقراطية، وقد تبارى البعض في إطلاق الكثير من المقولات التي تحولت بفعل الزمن والتسييس إلى تهم بديهية ألصقت بالجماعة منذ نشأتها. وحقيقة الأمر فإن طرح مثل هذا الموضوع للنقاش يفترض التعرف على أمرين: أولهما طريقة فهم الجماعة لمسألة الديمقراطية، وإذا ما كان هناك مفهوم خاص للديمقراطية يسيطر على مخيلة قيادات الجماعة، وثانيهما التعاطي الإخواني مع مظاهر الديمقراطية وإشكالاتها. بالنسبة للأمر الأول يمكن القول بأن اقتراب جماعة الإخوان المسلمين من مسألة الديمقراطية كان قسرياً، لعبت فيه عوامل البيئة الخارجية دوراً أصيلاً، بحيث أصبح الشكل الاضطراري هو المهيمن على نظرة الجماعة للديمقراطية. أي أن الديمقراطية كثيراً ما شكلت هاجساً وعامل ضغط على المحتوي الفكري والتربوي للجماعة، ما دفعها إلى ضرورة البحث عن صيغة ما لنحت مفهوم خاص بالديمقراطية تتبناه الجماعة. وتؤكد الخبرة التاريخية للجماعة هذه الفرضية، حيث لا يوجد في أدبيات الجماعة حتى الآن مفهوم واضح ومحدد للديمقراطية، وكثيراً ما يجري الحديث عن الشورى باعتبارها بديلاً عن الديمقراطية، ومعروف بالطبع حجم الإشكالات التي يثيرها هذا المفهوم، وهي حالة وإن لم تكن خاصة بجماعة الإخوان، إلا أن كثيراً من الحركات الإسلامية قد تخلصت منها منذ أمد بعيد. لذا فقد كان اقتراب الجماعة من المفهوم اقتراباً وظيفياً، أي بمقدار ما يقدمه من خدمات تساهم في تعضيد وضع الجماعة على الساحة السياسية من جهة، وتحقيق أهدافهم السياسية من جهة أخري. أما بالنسبة للأمر الثاني، فيمكن القول بأن حركة الجماعة في هذا المجال كانت أسرع من غيره، حيث طورت الجماعة أداءها السياسي، وحاولت تقديم أطروحات متقدمة فيما يخص إشكالات الديمقراطية، كالنظرة للمرأة والعلاقة مع الآخر، وإن كان يغلب على هذه الأطروحات قدر من العمومية والغموض يزيد من شكوك الكثيرين تجاه الموقف الحقيقي للجماعة من هذه الإشكالات. ازدواجية المفهوم وباعتقادي أن مشكلة الجماعة مع مسألة الديمقراطية تنبع من التعاطي معها باعتبارها تحدياً خارجيا مفروضا على الجماعة، وليست مطلباً داخلياً أو واقعياً يفترض التعاطي معه بجدية من أجل ترسيخه في نفوس أعضائها وقواعدها. وليت نظرة الجماعة للديمقراطية تكون بنفس الحسم والوضوح الذي تنظر من خلاله لمسألة العنف وممارسة القوة لتحقيق الأهداف السياسية. لذلك فكثيراً ما تُتهم الجماعة بازدواجية الموقف من الديمقراطية، كما لو أن لديها مفهوماً مزدوجاً يقوم على الاعتقاد بأهمية الديمقراطية كأداة للحراك السياسي وتداول السلطة في المجتمع، في حين يعكس البناء الداخلي للجماعة، وطريقة التفاعل البيني رفضاً قاطعاً لمثل هذا المفهوم، وذلك على نحو ما سيرد لاحقاً. ولا يجوز مطلقاً أن يتم الخلط بين الديمقراطية كفلسفة وكقيمة تستهدف مجتمع المساواة التامة والحرية والمشاركة في اتخاذ القرار لكافة فئات المجتمع، وبين مظاهر الديمقراطية كالمشاركة في الحياة السياسية والاعتراف بالتعددية الحزبية والسياسية. ذلك أنه كثيراً ما يفترض قادة الجماعة أن مجرد المطالبة بإفساح المجال للمشاركة السياسية كدليل على إيمان الجماعة بالفكرة الديمقراطية، في حين تبدو الجماعة عاجزة عن إنجاز برنامج سياسي حقيقي يستهدف الديمقراطية كقيمة أصيلة في بناء النظام السياسي. وأسوأ ما في الأمر أن يعتقد البعض بأن مشاركة الجماعة في الفعاليات السياسية من انتخابات عامة ونقابية دليلاً كافياً على إقناع الآخرين بإيمان الجماعة بالديمقراطية كقيمة إنسانية يمكن التضحية لأجلها ببعضٍ من التراث الفكري والسياسي التاريخي، الذي يتعارض مع إقرار هذه القيمة. الأكثر من ذلك أنه لا يمكن فهم كيف يمكن لجماعة تسعى بكل جد لأن تعيد بناء المجتمع على أساس ديني سليم يستهدف إقامة دولة مسلمة، أن تماطل في توضيح موقفها الحازم من قضية الديمقراطية. بالطبع قطع بعض قيادات الجماعة شوطاً مهماً في سبيل تنقيح مواقف الجماعة من قضية الديمقراطية، بيد أن المفارقة أنه من الصعوبة بمكان إصدار حكم معمم على الجماعة ككل بأنها تحولت بالفعل كي تصبح جماعة ديمقراطية حقيقية. وهذا هو جوهر المشكلة لدى جماعة الإخوان المسلمين، ففي الوقت الذي يبدو سلوك الكثير من قياداتها الذين دخلوا البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة أقرب لسلوك البرلمانيين المخضرمين سياسياً، إلا أن ثمة فارقاً كبيراً بين هؤلاء وغيرهم من قيادات الجماعة الذين لا يزالون يعيشون في كهوف الماضي، ولا يبذلون جهداً للخروج منها. على أن ما جرت الإشارة إليه لا ينفي حقيقة مهمة تتمثل في طبيعة المناخ السياسي والثقافي السائد في مصر على مدار العقود الثلاثة الماضية، والذي أسدل حجابه وستائره الفكرية على كافة القوى السياسية، وعطل نمو الفكرة الديمقراطية بداخل مؤسساتها وهياكلها التنظيمية، فقد عانت، ولا تزال، معظم الأحزاب المصرية من أزمة حقيقية في مسألة الديمقراطية، وهو ما يرفع قدراً من الحرج عن جماعة الإخوان المسلمين فيما يخص المسألة ذاتها. ولا أحسب أنني أقر واقعاً حين أؤكد أن إحدى إشكاليات الديمقراطية في مصر هو انتفاء “البذرة” ذاتها، وانعدام أصلها في مختلف بنية النظام السياسي المصري التي يحكمها الاستبداد، ويتغذى عليها حكم الفرد منذ أكثر من نصف قرن. جدب فكري وغموض سياسي برغم مظهرها السياسي، تظل جماعة الإخوان المسلمين جماعة دينية لا تختلف كثيراً عن الجماعات الدينية التي وجدت على مر التاريخ، من حيث المرجعية وطريقة التفكير، لذا فإن الإطار الفلسفي الحاكم للجماعة ينطلق من مبدأ “سوسيولوجيا الهيمنة الدينية”، وهو المبدأ الذي ينصرف إلى انتظام جماعة دينية ما في بناء محدد ووفق نظام عقَدي منتظم، يوجه طاقاتها باتجاه خدمة القيم والمبادئ التي جاء لأجلها هذا الدين. ويعبر هذا المبدأ عن نفسه في أمرين: أولهما الصلة الاجتماعية التي يولدها، ونموذج السلطة التي يتيحها. ويترجم هذا المبدأ في كافة القضايا التي تعترض الجماعة. ويمكن اختبار محددات الخطاب الفلسفي للجماعة من خلال تحليل مستوياته الثلاثة: الديني والفكري والسياسي. فكثيراً ما تُتهم الجماعة بعمومية خطابها الديني، وتناقض خطابها الفكري، وازدواجية خطابها السياسي، إلى الدرجة التي اعتبر فيها البعض أن مثل هذا الغموض يمثل إحدى الأدوات التاريخية للجماعة، التي تتم ممارستها بشكل مقصود. بالطبع شهد الخطاب السياسي للجماعة على مدار السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً، عطفاً على حال الزخم السياسي التي مرت بها البلاد، بيد أن ثمة شكوكاً لا تزال قائمة حول قدرة الجماعة على إنجاز تقدم حقيقي ينقلها إلى مستوى الحركات السياسية التقدمية، بدلاً من أن تظل مجرد حركة دينية احتجاجية. وتخطئ الجماعة إذا ما نظرت إلى أزمتها الراهنة مع النظام المصري باعتبارها إحدى المحن “التاريخية” التي دأبت الجماعة على مواجهتها منذ حظر نشاطها عام 1954. بل على العكس فإن إحدى ثمار هذه الأزمة يتمثل في وضع الجماعة تحت مقصلة الضغط النفسي والمعنوي فيما يخص قدرتها على تطوير خطابها السياسي، ومدى استعدادها لإعادة بناء هياكلها التنظيمية والتربوية على أساس ديمقراطي سليم. جمود فكري وترهل حركي برأيي أن ثمة عقبات ثلاث تقف حائلاً دون قدرة الجماعة على تحقيق طفرة فكرية وسياسية في خطابها العام: أولها يتعلق بالتراث الفقهي للجماعة، وينصرف الحديث هنا إلى قضيتين رئيستين: أولاهما ضعف تيار التجديد الديني داخل الجماعة، فلا يكاد الخطاب الديني الراهن للجماعة يختلف كثيراً عما وضعه مؤسس الجماعة حسن البنا قبل ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن، وهو الذي وردت ملامحه في رسالة المؤتمر الخامس للجماعة المنعقد عام 1938، ويقوم على أن الإسلام نظام شامل متكامل بذاته، وهو السبيل النهائي للحياة بنواحيها كافة، وأنه قائم على مصدريه الأساسيين (القرآن والسنة)، وأنه قابل للتطبيق في كل زمان ومكان، وهو ما يتجسد في الشعار الشهير الذي أطلقه البنا بأن الإسلام “دين ودنيا”. أما القضية الثانية فتتعلق بعدم قدرة الجماعة على الاستفادة من الاجتهادات الفقهية المتميزة التي أضافها رجال الأزهر المنتمون للجماعة، من أمثال الشيخ محمد الغزالي، والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فضلاً عن الأطروحات المتقدمة التي قام بها المنتمون لمدرسة الإخوان والمقيمون في الأطراف، على غرار الكتابات الأولى للدكتور حسن الترابي، وإسهامات راشد الغنوشي، وعبد الله النفيسي، وغيرهم، وهو ما يسبب الكثير من الحرج للجماعة عند التعرض للعديد من القضايا والإشكالات التي تتطلب اجتهادات فقهية ودينية، كقضية المرأة، والأقباط، وتطبيق الشريعة، والحدود، والحريات، والأيديولوجيا السياسية. أما العقبة الثانية فتتعلق بالتراث الفكري للجماعة، حيث يكاد التراث الإخواني يخلو من اجتهادات فكرية تعبر في مجملها عن مشروع فلسفي متكامل. وهي المعضلة التي أطلق عليها جمال البنا “القصور في التنظير”، والتي تشير إلى انقطاع الإسهام الفكري لجماعة الإخوان بوفاة مؤسسها حسن البنا، ولم يقدم أحد من الذين شغلوا منصب المرشد العام عملاً يمثل إضافة مبدعة في الفكر الإخواني، باستثناء كتاب “دعاة لا قضاة”، الذي صدر باسم المرشد العام الثاني حسن الهضيبي، وعالج قضية التكفير التي ابتدعها سيد قطب. بل إن الخواء النظري لدى الجماعة – على حد تعبير جمال البنا – هو الذي سمح بظهور اجتهادات مختلفة عن منهج الإخوان، مثل كتابات سيد قطب “معالم في الطريق”، وكتاب “الفريضة الغائبة” لمحمد عبد السلام فرج. الأكثر من ذلك ما يشير إليه المفكر الإسلامي، الدكتور عبد الله النفيسي، من أن الريادة الفكرية لجماعة الإخوان في مصر قد تقلصت إلى حد بعيد، وانتقلت بعد إعدام سيد قطب إلى تنظيمات الإخوان في بلدان الشام (سعيد حوى، فتحي يكن). ويؤكد النفيسي أن من يقرأ كتابات سعيد حوى ويستوعبه، فقد قرأ واستوعب الفكر الحركي لدى الإخوان خلال الفترة من 1970 – 1993. ولعل أهم كتابين كتبهما حوى هما “المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين”، و”دروس في العمل الإسلامي”. ويقسم النفيسي الفكر الحركي لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928، وحتى أوائل التسعينيات إلى ثلاث مراحل رئيسية، تمثلها ثلاثة نماذج من المفكرين: حسن البنا، وسيد قطب، وسعيد حوى. وإذا كان البنا قد تمتع في كتاباته بسعة نفسية وفكرية، فإن قطب عبر عن فكر حركي صفوي طليعي، أما حوى فهو خير معبر عن الازدواجية الفكرية والحركية التي تعيشها جماعة الإخوان المسلمين بين التزمت النظري والفكري داخل التنظيم، والتسيب العقائدي خارجه على حد وصف النفيسي. أما العقبة الثالثة، فتتعلق بالخطاب السياسي للجماعة، فعلى الرغم من التطور النسبي الذي شهدته مفردات هذا الخطاب على مدار العقدين الماضيين، بيد أنه يظل يعاني قدراً من التردد والغموض، ناهيك عن مدى البطء الذي يسم حركة الجماعة في هذا الصدد. فحتى الآن لم تعلن الجماعة عن برنامج حزبها السياسي، والذي لن يختلف كثيراً عما ورد بمبادرة الإصلاح الشهيرة التي أصدرتها الجماعة سابقاً، أو عن البرنامج الانتخابي الذي خاض على أساسه مرشحو الجماعة انتخابات 2005. الأكثر من ذلك أن يتعامل بعض قيادات الجماعة إلى مسألة الحزب بمنطق الصفقات، أي أن يتم التعاطي مع الإشكالات التاريخية التي تعوق الفكر السياسي للجماعة (كالموقف من المرأة والأقباط ومسألة الحريات والحدود والموقف من الأيديولوجيات والأفكار المغايرة كالعلمانية والشيوعية وغيرها) بالقطعة، ومن خلال المزايدة على مواقف القوى السياسية الأخرى. وهو ما تجسده تصريحات بعض قيادات الجماعة حين يتم سؤالها عن مدى قدرة الجماعة على تقديم برنامج سياسي ديمقراطي. بكلمات بسيطة، ليس من خيار أمام جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إذا ما رغبت في البقاء كطرف أصيل في المعادلة السياسية المصرية، سوى إعادة تأسيس نفسها على أساس فكري متقدم، يدفع قواعدها نحو تخطي فجوة الزمن الديمقراطي، ويعوض سنوات جدبها السياسي. (*) باحث مصري متخصص في شؤون الحركات الإسلامية. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 4 جويلية 2007)
متى تسقط آلهة «النمو الاقتصادي»؟
سعد محيو وقعت بين يدي كاتب هذه السطور دراسة لأحمد حجاج نشرت قبل فترة. الدراسة، التي جاءت تحت عنوان « الفقر مشكلة الجنوب والحل تبادل اقتصادي بين دوله» قتضبةلكنها «تنطق مجلدات» ( كما يقول أخواننا الانكليز ) من التجارب والافكار والمحصلات. وهي تتضمن الافكار والخلاصة الآتية: 1- عايشتُ (والحديث للسيد حجاج) الفقر في افريقيا عن كثب طيلة عشرين عاما، عاصرت خلالها هذه الظاهرة الرهيبة التي لا يتصورها احد . 2- كما شاركتُ في مؤتمرات وندوات لا حصر لها حول هذه الظاهرة التي أجمع كل الخبراء ان سببها الحقيقي هو ان الاقتصادات الافريقية لا تستطيع أن تخلق وظائف وأعمالا كافية تتناسب مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان. 3- العولمة، التي بشّرت بأنها المنقذ الوحيد للبشرية للفقراء من فقرهم، فعلت العكس: زادت الأغنياء غنى والفقراء فقرا . فهناك الآن اكثر من 100 مليون إفريقي لا يجدون ما يأكلونه، فيلجأون الى الاشجار والحشائش. والملايين يقضون بسبب الحروب الاهلية التي تدور حول الموارد الاقتصادية الضئيلة. والزراعة التي يعيش عليها 90 في المئة من السكان الريفيين، أهملت لمصلحة مشاريع وهمية لإرضاء غرور الحكام في العواصم. 4- آن الأوان لدول الجنوب ألا تعتمد اعتمادا مطلقا على مساعدات دول الشمال ، وان تتعاون في ما بينها، بهدف التركيز على إقتلاع الفقر. سنأتي الى هذه النقطة الاخيرة بعد قليل . لكن قبل ذلك ، إشارة أولا الى ان العديد من الادبيات الاقتصادية في العالم، بدأت تعيد النظر بمفهوم «النمو الاقتصادي» الذي يتبناه الآن الليبراليبون الجدد بوصفه إنجيل القرن الحادي والعشرين. أسباب إعادة النظر هذه عديدة : المخاطر الجمة على مناخ الارض التي بات يفرضها النمو الصناعي بلا حدود بسبب غازات التلوث التي يطلق؛ قرب وصول طاقة العصور الحديثة (النفط) الى مرحلة الندرة بعد قرنين من الوفرة ، الامر الذي سيفرض بشكل طبيعي الحد من وتائر النمو الاقتصادي، وأخيرا الوحشية الاجتماعية التي باتت تمارس بها الرأسمالية توسعها الاقتصاد بعد سقوط منافسها الاشتراكي. الانتقادات التي توّجه الى التجربةالصينية حاليا، تعتبر نموذجا عن عملية إعادة النظر هذه . فنقاد هذه التجربة من اليسار كما اليمين ، يعترفون بأن الاصلاحات (الرأسمالية) في حقبة السبعينات، والتي أطلق عليها اسم «اشتراكية السوق»، ادت الى نمو اقتصادي سريع ، حوّل الصين الى دولة إقليمية كبرى وقوة اقتصادية عالمية. وهذا ما دفع العديد من التقدميين الى اعتبار الصين نموذج تنمية يثبت أن ثمة بدائل ناجحة للنمو في إطار النظام الرأسمالي العالمي الراهن. لكن هؤلاء التقدميين أنفسهم بدأوا يعترفون الآن بأن الصين لم تعد دولة إشتراكية، وأن اقتصاد السوق والخصخصة وزيادة الهيمنة الأجنبية على الاقتصاد الصيني، أفرزت تناقضات وتوترات نسفت الاستقرار الاقتصادي وفرضت تكاليف باهظة غير مقبولة على الشعب العامل. والحصيلة: ولادة طبقة فاحشة الثراء وطبقة وسطى مرتاحة، بينما أغلبية المجتمع تعاني من الفقر واللا أمن والبطالة وانخفاض خدمات التعليم والصحة، والتوسع الهائل في الفجوة بين الأغنياء والفقراء . ومن سوء حظ قادة الصين أنهم انضموا الى عبدة ذلك الإله الذي يسمى «النمو الاقتصادي» . وهم توقفوا عن طرح الاسئلة الآتية على انفسهم: أي نوع من النمو؟. ولأي هدف ؟ ولمصلحة من ؟ هل يجب توجيه النمو لخدمة رغبات المثقفين والمديرين وأصحاب الأعمال والمجموعات السياسية البيروقراطية ، أم لتحسين نوعية ومستوى معيشة جماهير الشعب ؟. وثمة نتيجة ثانية لعبادة إله النمو الاقتصادي ، وهي الكارثة البيئية . وكما قال وزير صيني : «إذا ما واصلنا هذا النوع من الحضارة الصناعية التقليدية، فلن يكون لدينا فرصة لمتابعة النمو المستدام، لأن سكان الصين ومواردها الطبيعية وبيئتها وصلت أصلا الى الحدود القصوى لقدرتها على التوسع» . إذا ما كانت هذه هي الانتقادات التي توجّه الى تجربة اقتصادية تعتبر الآن أكثر توازنا من غيرها حيال مسائل الحفاظ على الاستقلال والهوية و«اشتراكية السوق» فماذا يمكن أن يقال بعد ذلك عن نظرية النمو الاقتصادي الاميركية «المتوحشة» ؟. احمد حجاج، إذن على حق . حان الوقت بالفعل لإعادة دراسة الخيارات الاقتصادية التي تقدم الان لشعوب العالم . وبالنسبة الى العالم الثالث بالتحديد ، قد يكون من المفيد بدء التساؤل: هل يجب أن يكون الهدف نموا اقتصاديا بلا ثمن، للحاق بالمجتمعات الصناعية والاستهلاكية الغربية ؟ أليس من الاجدى ان يكون الهدف هو القضاء على الفقر عبر تنمية (لا نمو) إنسانية تحقق تكامل الانسان مع البيئة والطبيعة، وتقوم على التكافل والتضامن الاجتماعيين، بدل حرب الجميع ضد الجميع ؟. الدكتور جلال امين سبق له ان طالب في كتابيه الاخيرين «العرب والغرب» و «العرب والعولمة «بنبذ مفهوم النمو الاقتصادي، وابتداع نموذج تنمية عربية جديدة مستقلة وإنسانية وإسلامية. وإذا ما تبلورت هذه الفكرة في قوالب نظرية- عملية واضحة، وأضيفت اليها دعوة حجاج الى تعاون جنوبي- جنوبي ، قد نكون فعلا أمام بدائل جديدة لقهر الفقر من دون الوقوع في قهر الهيمنة،او الاستغلال،أو الحرب على الطبيعة والبيئة. (*) كاتب ومحلل لبناني (المصدر: صحيفة “الوسط” (يومية – الكويت) الصادرة يوم 5 جويلية 2007)
العــلامــة محـمـد حـسـيـن فضــل اللـه لـ «الـوسـط» الكويتية:
أدعو إلى ثورة فكرية – سياسية – إسلامية شاملة لوأد الفتنة السنية – الشيعية
بيروت – طارق ترشيشي الأمة إلى أين؟ { في ظل هذا الواقع العربي والإسلامي المرير، فإن السؤال البديهي المطروح على لسان كل مسلم وعربي هو هذه الأمة الى أين؟ فإلى اين تتجه في رأيكم؟ ـ لعل مشكلة هذه الأمة العربية والإسلامية كظاهرة، بقطع النظر عن بعض الاستثناءات،إذا أراد الإنسان أن يقدم بعض الاستثناءات، أنها سقطت تحت تأثير فقدان الهوية. فعندما نقف في الواقع العربي، نجد أن مسألة العروبة أصبحت مسألة لا معنى لها في ذهنية أكثر القادة العرب،لأن الإقليمية بمعناها الضيق لا بمعناها الوطني، أصبحت تمثل العمق الذي يتحرك به المسؤولون في العالم العربي. ولعلنا نستوحي ذلك منذ مؤتمر مدريد الذي رفضت فيه اسرائيل ومعها أميركا أن يتقدم العرب بوفد كأنه عربي ليفاوض إسرائيل، بل انها رفضت أن تكون الجامعة العربية مراقبا، واعتبرت ان مجلس التعاون والاتحاد المغاربي هما العنصران العربيان المراقبان في الوقت الذي نعرف أنهما لم يكن لهما، على الأقل في تلك المرحلة، أي دور في القضية الفلسطينية. وهكذا عندما نلاحظ الواقع، نجد أن مجمل المسؤولين في العالم العربي يتحركون في خط السياسة الأميركية، وخصوصا أن وزيرة الخارجية الأميركية(كوندوليزا رايس) دخلت على الواقع العربي لتقسِّمه بين الدول المعتدلة والدول المتطرفة، وتقصد بالدول المعتدلة الدول المنفتحة على إسرائيل، والتي قال أحد وزراء خارجيتها،حسب مصدر موثوق «ان إسرائيل هي حليفتنا، وأن السلاح النووي الإسرائيلي هو الذي يحمينا من السلاح النووي الإيراني» وما إلى ذلك. وهكذا رأينا كيف أن العالم العربي أصبح يعيش الإرباك بين ما تفرضه أميركا عليه من المواجهة لإيران، وبين خشيته من القوة الإيرانية في منطقة الخليج في هذا المجال، ومن الآثار السلبية التي قد تحدث نتيجة ما يُتَحدّث عنه من الحرب بين إيران وبين أميركا. أما العالم الإسلامي، فإنه فقد هويته الإسلامية، ولم يعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي أي دور فاعل، ولا يبعد أن أغلبية الدول الإسلامية، ما عدا إيران، تخضع للسياسة الأميركية في كل خطوطها ومعطياتها، وهذا هو الذي يفسر الموقف العربي والإسلامي مما يحدث في العراق، فنحن لا نجد هناك موقفا فاعلا قويا يحاول الوقوف مع الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال أو في مواجهة الفتنة التي يغطيها الاحتلال. وهكذا نجد أن العالم الإسلامي لم يقف الوقفة القوية الفاعلة بالنسبة الى أفغانستان أو بالنسبة الى السودان والصومال وما الى ذلك. ولهذا فإننا نعتقد أن العالمين العربي والإسلامي يواجهان حالة السقوط السياسي والابتعاد عن الهوية العربية والاسلامية، بحيث لم تعد العروبة والإسلام سوى لافتة توضع للتغطية على كل هذه التعقيدات التي تصيب هذين العالمين. تحريم سبّ الصحابة { كان لك فتاوى ودعوات مستمرة لرأب الفتنة، الى اي مدى شعرت انه تم الاستجابة اليها؟ ـ كنت منذ بداية الخمسينات أتبنى مسألة الوحدة الإسلامية، وهذا هو الذي عبرت عنه عام 1952 بقصيدتي في رثاء السيد محسن الامين، والتي ألقيتها في بيروت. ولأني أجد أن قدر المسلمين في العالم ليأخذوا دورهم الكبير على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي هو الوحدة الإسلامية، لأن ما يختلف فيه المسلمون مما حدث بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضية الخلافة، هو أمر عاشه الجدل الإسلامي بين السنة والشيعة من دون أن يصل الى نتيجة حاسمة. ولكن المشكلة التي واجهت هذا العالم الإسلامي في قضية هذا الخلاف المذهبي، هي أن التراكمات التاريخية تحولت الى نوع من حالات الحقد الدفين الذي يحمله أهل مذهب على أهل مذهب أخر، وخصوصا أن هذه الحالة السلبية انعكست على طريقة ممارسة المسلمين في الإساءة من جهة الى الصحابة بطريقة السب واللعن، مما لا يجوز شرعا، ومما يرفضه الكِتاب والسُنَّة، وحتى أن علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي هو عنوان الخلاف في هذه المسألة كان يرفض الإساءة الى هؤلاء الصحابة، وحتى الذين أبعدوه عن الخلافة، ونحن نعرف أنه عاونهم وساعدهم وشاورهم وحفظ حياتهم وتحدث عن بعضهم بشكل ايجابي في هذا المقام، حفاظا على وحدة المسلمين، وكانت كلمته الرائدة: «لأُسلمنَ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا عليَّ خاصة». وكان يقول لأصحابه عندما كان سائرا الى فلسطين واثناء سفره الى الشام وكان يسمع سبهم لأهل الشام: « إني أكره لكم أن تكونوا سبَّابين، ولكن لو رصدتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم ربنا احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق مَن جَهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لَهِجَ به». وإني أرى أن الله سبحانه وتعالى قد رسم لنا في القرآن خطين: الخط الأول «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، والخط الثاني: «فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول» للحوار حول ما يختلف فيه المسلمون، ونحن نعتقد أن الطريقة الموضوعية في الحوار التي عبر عنها القرآن الكريم في الوقوف عند مواقع اللقاء والحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن في الاختلاف حتى مع أهل الكتاب، هو السبيل لإيجاد حالة عقلانية مسؤولة منفتحة على القضايا بطريقة علمية في هذا المجال، وأن طريقة التراشق بالاتهامات أو تكفير بعض المسلمين لبعض المسلمين الآخرين مما انطلقت به بعض المذاهب المتطرفة التي تحاول أن تكفر فريقا إسلاميا نتيجة شبهة هنا أو مشكلة هناك. إنني أعتقد أن العالم الإسلامي يواجه التحدي الكبير، وأن هذه الفتنة التي يُراد إثارتها في العالم الإسلامي لإشغاله عن قضاياه الحيوية المصيرية من قبل الإستكبار العالمي، وفي مقدمه أميركا. وإنني آسف جدا وأحزن جدا أن كثيرا من المنظمات الإسلامية، سواء اتحاد علماء الإسلام أو غيره من المنظمات أو مجمعات التقريب وما أشبه ذلك، لم تستطع أن تقوم بدور فاعل في تقريب وجهات النظر بين المسلمين، وفي الوقوف في موقف حاسم ضد كل الوسائل السلبية التي يتحرك بها فريق مسلم ضد فريق مسلم آخر، سواء كان بأساليب الإساءة الى مقدسات بعض المسلمين كأساليب اللعن والسب للصحابة أو اساليب التكفير لبعض المسلمين. إنني أعتقد أنه لا بد من ثورة إسلامية فكرية ثقافية روحية سياسية تحاول أن تجمد كل ذلك، وتمنع كل ذلك، لأن العالم الإسلامي يمكن له ان يقف ليأخذ دوره الكبير بحسب حجمه العددي والاقتصادي والسياسي الذي يمكنه من القيام بدور قيادي في العالم، الى جانب الأدوار القيادية الأخرى، ولكن الاستكبار العالمي، وفي مقدمه أميركا، عمل بكل ما لديه من جهد من خلال مخابراته المتحالفة مع مخابرات «الموساد»، على تمزيق هذا العالم الإسلامي وإشغاله بقضاياه الخاصة، بحيث أصبحت كل دولة تفكر في دوائرها الخاصة بعيدا عن الدول الأُخرى. وهذا ما نلاحظه في القضية الفلسطينية التي أصبح كثير من العرب يعيشون التحالف مع إسرائيل ضد فريق فلسطيني لمصلحة فريق آخر في هذا المجال، بحيث أصبح كثير من العرب حلفاء لإسرائيل ضد فريق عربي وفريق اسلامي آخر مثلا. فعندما ندرس التصريحات الصادرة عن كثير من المسؤولين العرب، نجد أنهم يتحدثون عن الصداقة مع اسرائيل ضد إيران أو الصداقة مع اسرائيل ضد «حماس» وضد «حزب الله» أو ضد الفئات التي تحمل أسلوب الممانعة في هذا المجال. إنني ادعو العالم الإسلامي الى أن يستيقظ من جديد ليصنع الحضارة التي تملكها العناصر الثقافية الإسلامية، والتي استطاعت ان تصنع الحضارة في بداية التاريخ الإسلامي حتى قال نهرو في كتابه «لمحات في تاريخ العالم» ان الحضارة الإسلامية هي أم الحضارات الحديثة لأنها هي التي أعطت الغرب اعتبار التجربة وسيلة من وسائل المعرفة في إدارة شؤون العلم وما الى ذلك في هذا المقام. لذلك نحن ندعو كل علماء المسلمين الى أن يقوموا بحركة فاعلة لا حركة تقليدية تنطلق من خلال فتاوى هنا وتصريحات هناك، أو من خلال السقوط تحت تأثير الحكام الذين يدفعون لهم رواتبهم أو يسيطرون عليهم في هذا المجال. إن المستقبل الذي يواجهنا هو مستقبل من أشد المراحل خطورة على العالم الإسلامي، ومن ضمنه العالم العربي. عالمٌ كفَّ عن صُنع دوره { الى أي مدى تعتقد ان النزاع القائم بين ثقافة الهزيمة وثقافة الممانعة والمقاومة أثر في هذا الوضع؟ وهل هو المسؤول عن هذا الانقسام في العالم الإسلامي؟ ـ من الطبيعي جدا أن العالم الإسلامي كفَّ عن أن يصنع دوره، وأن يصنع القوة لقضاياه الحيوية والمصيرية. ولذلك فإننا ندرس الآن خريطة العالم، نجد أن المنطقة التي يتقاتل فيها الناس هي المنطقة الإسلامية، فنحن نرى ان هناك قتالا بين المسلمين بإشراف المستكبرين في افغانستان وباكستان والسودان وفلسطين والصومال، وفي اكثر من بلد، وفي العراق الذي يمثل المأساة ويمثل الكيان الجريح. كما نلاحظ أن هناك قتالا وحربا سياسية تتحرك كما في لبنان، وكما في أكثر من موقع من مواقع المسلمين في هذا المجال. لذلك نحن نعتقد ان الصراع العربي الإسرائيلي الذي أريد له من خلال لعبة الأمم أن يجعل العرب في موقع الهزيمة كما في هزيمة عام 67 كما في الحروب التي انطلقت فيها اسرائيل لتجتاح المواقع الإسلامية، سواء في لبنان أو في ما كانت تواجه به مصر من القصف، حتى ان مصر عندما انتصرت في العبور (عبور قناة السويس) تحركت اميركا من خلال (هنري) كيسنجر لتحويل النصر الى هزيمة في ذلك. وقد استوعب العرب من خلال المسؤولين من جهة، والذين خضعوا للسياسة الأميركية، وهكذا من خلال الإعلام الغربي الذي لا يملك الاعلام العربي أوالاعلام الإسلامي أي فاعلية في مواجهته في هذا المجال، بحيث أصبحت قضية الهزيمة قضية القدر الذي ارتاح كثيرون من العرب الى أنه يمثل واقعنا وتاريخنا، ولولا أن هناك انتفاضة في فلسطين ومقاومة في لبنان استطاعت ان تحقق بعض الانتصار، ولو بشكل جزئي، وتعيد للإنسان العربي والإنسان المسلم شيئا من عنفوانه وانفتاحه على قضايا الانتصار على العدو وصنع المستقبل القوي والعزيز، لولا هذا لما بقيت هناك أي روحية لهذا العالم امام روحية النصر أو روحية ارادة النصر في هذا المجال لأن اسرائيل اصبحت، في نظر الكثيرين، تمثل القوة الكبرى التي تنطلق قوتها من القوة الأميركية التي تؤيد الأمن الإسرائيلي الاقتصادي والسياسي والعسكري بالمطلق في هذا المجال، حتى اصبح بعض العرب يتحدثون أن العين لا ترتفع فوق الحاجب أو لا تقاوم المخرز وما الى ذلك. إنني كنت اتابع المواقف الشعبية العربية الإسلامية عند انتصار المقاومة في لبنان على العدو، وكنت اجد فيها شيئا من الأمل في المسقبل بأن هذه الشعوب التي شعرت بأن المقاومة اعادت لها شيئا من الكرامة والعزة وفتحت لها ابواب الحرية يمكن أن تطور لتكون لدينا مقاومة من أجل الحرية على مستوى كل العالم العربي والعالم الإسلامي. العرب و«الغضب الأميركي» { لكن على رغم هذه الانتصارات والتفاعل الذي احدثته في العالم العربي، نلاحظ ان الأنظمة لاتزال تنحو الى الكلام عن تسوية ومبادرات. فكيف يمكن للواقع العربي ان يتغير مستفيدا من هذه المبادرات؟ ـ نحن نعتقد ان الأنظمة العربية باتت تتحرك في الأفق الإسرائيلي، بحيث لم يعد هناك فارق بين اي دولة عربية والدولة العبرية. حتى ان الدول العربية التي تحدثت في القمة الأخيرة (في الرياض) عن المبادرة العربية في قمة بيروت (عام 2002) والتي حاول العرب ان يلهثوا وراء اسرائيل لتقبل مجرد قبول على ان تفاوضهم في هذه المبادرة التي قال عنها شارون عندما انطلقت إنها لا تستحق ثمن الورق الذي كتبت عليه، وقالت عنها أميركا آنذاك انها ليست للتنفيذ، ولكنها للتفاوض في هذا المجال. انني اشعر بأن الواقع العربي اصبح يخطط من أجل اسقاط المقاومة، وهذا ما نلاحظه في الموقف العربي الأميركي الأوروبي في مواجهة المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين. لذلك فإنني اعتقد ان هناك نوعا من السقوط العربي ومن الخوف من الغضب الأميركي. ونحن نلاحظ مثلا ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، عندما جاءت الى المنطقة، حاولت ان تجمع الدول العربية، سواء على المستوى الأمني المخابراتي، أو على المستوى السياسي من أجل أن توظفهم للتواصل والتعاون والتكامل مع اسرائيل لمواجهة القوى المقاومة، سواء في داخل الانتفاضة، والتي عبرت عنها أخيرا قمة شرم الشيخ التي انطلق فيها العرب مع اسرائيل باسم تأييد الشرعية، ولكنه في الواقع يختزن في داخله التخطيط من أجل اسقاط حركة «حماس» في هذا المقام، لاتهامها بأنها قامت بجرائم كبيرة وبانقلاب على الشرعية من دون ان تحترم الجامعة العربية نفسها في ارسال وفد يدرس ماهية حقائق ما حدث في غزة في هذا المقام، لأن اميركا واسرائيل ومعها فريق السلطة (الفلسطينية) الذي رفض ان يأتي وفد عربي من اجل درس الحقائق في هذا المجال، وخضعت الجامعة العربية لهذا الامر. ولذلك لم يأتِ اي وفد عربي الى فلسطين من اجل درس الواقع الذي لايزال الجدل يتحدث عنه في اتهام «حماس» بالمجازر والانقلاب على الشرعية وما الى ذلك. انني اتصور ان العرب الذين يلهثون وراء التسوية مع اسرائيل لن يحصلوا على التسوية، وانما سوف يحصلون، لو وافقت اسرائيل، على دولة تمثل مِزقا متناثرة في فلسطين. ولهذا فإننا نلاحظ ان قمة شرم الشيخ التي حضرها قائدان عربيان لدولتين عربيتين صالحتا اسرائيل لم يستطيعا ان يحصلا من(ايهود) اولمرت على أي تنازل ولو من جهة استعادة مفاوضات الحل النهائي، وانما قدم لفريق السلطة الفلسطينية بعض الأشياء تماما كما يُقدم الى الطفل بعض الأشياء التي تلهيه وتُسكت بُكاءه في هذا المجال. لا غزة ثانية في لبنان { كيف قرأت الحدث الفلسطيني الأخير.. وهل تخشى تكراره في لبنان؟ ـ انني أتصور ان هناك بعض الضوابط في لبنان من الناحية الأمنية، لأن الشعب اللبناني لم يصل الى المستوى الذي يتحرك فيه لقتال بعضه بعضا، وهذا ما لاحظناه عندما حصلت بعض الأحداث الجزئية عندما حدث الإضراب أو عندما وقعت احداث جامعة بيروت العربية (في محلة الطريق الجديدة) وما الى ذلك. فنحن لاحظنا أن كل الوسط السياسي والشعبي اللبناني انطلق من أجل تطويق أي فتنة حاول البعض من السياسيين أن يثيرها،خصوصا بين السنة والشيعة. ولذلك فإننا على رغم الحساسيات التي بقيت في هذا الجانب المذهبي من خلال بعض الزعماء الذين ارادوا ان يؤكدوا زعامتهم على اساس العصبية المذهبية في هذا المجال، نعتقد انه بقيت بعد الحساسيات والمخاوف، ولكن التطورات الأخيرة التي حصلت في مخيم نهر البارد وفي ما حدث في طرابلس والبقاع الغربي جعلت هذه الأوضاع تأخذ حالة من الجمود في هذا المجال، ولكن لا بد لنا من ان ندرس جيدا الخطة الأميركية في هذا المجال، وهل ان هناك مصلحة اميركية في اهتزاز الاستقرار اللبناني أو ان مصلحة اميركا في بقاء هذا الاستقرار للحفاظ على سياستها في القوات الدولية (اليونيفيل) او في ابقاء اسرائيل في حالة من الأمن التي يراد لها ان تبقى طويلا في استعداداتها المستقبلية. وهل ان هذه الفئات التي يُطلق عليها اسم الأصولية والتي عبر بعضهم عنها بأن لبنان اصبح ساحة جهاد وليس ساحة نُصرة تريد إثارة الأوضاع على الطريقة التي حصلت في نهر البارد او التي يُخاف من ان تحصل في مخيم عين الحلوة او في مسألة ما حدث للقوات الدولية (في الجنوب). انني حتى الآن، لا اتصور ان هناك حربا اهلية او فتنة مذهبية اسلامية يحملها المستقبل، ولكن في السياسة وفي الأمن لا يمكن لك ان تتحدث عن نسبة مئة في المئة. لا فتنة إسلامية أو مسيحية { هناك مخاوف في الوسط اللبناني حاليا من ان يكون لبنان مقبل على احتمالين: اما فتنة داخلية او عدوان اسرائيلي جديد في حال فشل المشروع الاميركي الهادف الى القبض على السلطة من خلال انتخابات رئاسة الجمهورية؟ ـ لنتابع هذه المفردات واحدة واحدة. أما مسألة الفتنة فقد يُتحدث عن فتنة سنية شيعية، واعتقد ان الزمن تجاوزها، واصبح الفريقان، ولا سيما المسلمون السُنة يشعرون، بأنه ليس هناك اي مستقبل لأي حرب سنية شيعية، مع ملاحظة ان بعض الدول العربية التي تحتضن بعض المواقع السياسية في لبنان، لا تشجع حدوث فتنة سنية شيعية. أما الفتنة الإسلامية المسيحية أو الفتنة المسيحية المسيحية، فإنني لا اتصور أن هناك ظروفا ملائمة لحدوثها رغم الانقسام المسيحي بين فريق المعارضة وفريق الموالاة، لأني أتصور أن الوسط المسيحي، سواء من خلال المواقع الدينية والمواقع السياسية، يجد ان اي فتنة مسيحية اسلامية جديدة، على غرار الفتنة التي انطلقت في الحرب الأهلية الكيسنجرية سوف تُسقِط المسيحيين وتُخرجُهم من لبنان تماما، وهذا ما لا يريده أي مسيحي وأي مسلم في هذا المقام. اما مسألة الحرب الإسرائيلية، فإنني اعتقد ان اسرائيل ليست في موقع حرب جديدة، رغم ان وزير الدفاع الجديد رئيس حزب العمل (إيهود) باراك هو من الصقور الصهيونية الذي مارس الحرب وعاشها في هذا المجال، لأن مشكلة الفشل الإسرائيلي في عدوانه على لبنان ومعرفته بأن المقاومة الإسلامية استعادت كل قوتها، بل ربما اكثر من قوتها. ولذا اعتقد ان اسرائيل ليست في وارد ان تخوض حربا جديدة الا بعد سنين. وأما بالنسبة الى اميركا، فإنني اعتقد انها تكتفي بهذا الاهتزاز السياسي الذي يجعل فريقا من اللبنانيين يقف معها في تحريك سياستها ضد المعارضة التي تعتبر بعضها مواقع ارهابية كحزب الله مثلا، وهكذا بالنسبة الى الموقف ضد سورية وضد ايران. وانني اعتقد ان اميركا سوف تريد لبنان مستقرا بالمعنى العسكري، وانها تتحرك الآن من اجل ان تحاصر الفئات المتطرفة من «القاعدة» وحلفاء «القاعدة» والمنظات الإرهابية، حسب تعبيرها في هذا المجال، وانني اعتقد ان اميركا تحاول ان تسخر الحكومة اللبنانية باسم الحفاظ على الوطن وباسم الحفاظ على التحرير والاستقلال لمحاربة هذه الفئات بطريقة أو بأخرى من أجل عملية خلط أوراق لبنانية في هذا المجال وإحراج من يُراد احراجه، وإخراج من يراد إخراجه. ولذلك اعتقد ان الحرب الأهلية ليست مصلحة اميركية ولا مصلحة عربية ولا تُمثل خيارا اسرائيليا. «أبو لؤلؤة» { كيف نظرتم الى قرار مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران السيد علي خامنئي بإقفال مقام «أبو لؤلؤة» قاتل الخليفة عمر بن الخطاب؟ ـ لقد كنت من اوائل الذين يتحدثون بسلبية كبيرة جدا ضد وجود مقام لأبي لؤلؤة، لأنه من هو الذي جاء به الى ايران ونحن نعرف انه هو قُتِلَ قصاصا في هذا المجال؟ ولذلك فإنني كنت اعتبر ان وجود مقام لهذا الرجل الذي قتل خليفة من خلفاء المسلمين، بقطع النظر عن الجدل الموجود بين المسلمين في قضية الخلافة، هو عمل عدواني يرى فيه المسلمون الآخرون موقفا عدائيا في هذا المجال. واننا نشكر القيادة الإسلامية في ايران على انها اغلقت هذا الموقع ومنعت زيارة الناس له، ونرجو ان تستكمل خطتها بإزالته نهائيا.
قرار الجنون
{ بعد انتصار الثورة في ايران وقيام الجمهورية الاسلامية فيها، بدا يتراكم خوف عند دول الخليج منها، سواء من شعار «تصدير الثورة» أو ما تلاه من تعاظم الدور الايراني الاقليمي.. فمن هو المسؤول عن هذا الموضوع؟ أليس هناك من سبيل لتبديد هذا الخوف الخليجي؟ ـ المسؤول هو اميركا، لأن ايران من خلال حركتها التاريخية في علاقتها مع دول الخليج، انها عقدت اتفاقا امنيا مع السعودية وانها تنطلق في زياراتها المتبادلة مع مسؤولي الخليج لتطمين الدول الخليجية الى انها لن تصنع السلاح النووي، وأن تسليحها ليس موجها نحوها، حتى انها طرحت على دول الخليج أن يكون هناك امن خليجي تشارك فيه في مواجهة اي عدوان على الخليج في هذا المقام، لكن اميركا التي تريد ان تعبئ دول الخليج ضد ايران كما عبأتهم ضد ايران في حرب صدام حسين في الحرب العراقية الايرانية. انني اعتقد ان تعقيد العلاقات الخليجية الإيرانية ليست بسبب خطورة ايران على دول الخليج، وقد صرح بعض مسؤولي الخليح بأننا لا نخشى من ايران على امننا، أمن هذه الدولة أو تلك، ولكن تبقى رايس وتشيني وبوش يحاولون تعبئة هذه المنطقة في انتظار ما يمكن ان يُتخذ من قرار في الحرب على ايران، حتى ولو كان هذا القرار قرار الجنون.
حرب نفسية { هل تخشى من حصول مواجهة اميركية ايرانية أم ترى ان الامور بين واشنطن وطهران آيلة الى تسوية بينهما؟ ـ انا لا أرى ان هناك مواجهة اميركية ايرانية لأن ذلك سيؤثر بشكل سلبي وحاسم في الاقتصاد العالمي، وخصوصا لجهة الارتفاع الجنوني لأسعار النفط في العالم. ولن تسطيع اميركا المثخنة بالجراح في العراق وافغانستان ان تبحث عن جراح جديدة في سياستها، سواء على المستوى الخارجي او المستوى الداخلي الاميركي في هذا المقام. ولذلك ان الحديث عن حرب اميركية ايرانية هي حرب يراد منها ان تتحرك على طريقة الحرب النفسية. (المصدر: صحيفة “الوسط” (يومية – الكويت) الصادرة يوم 5 جويلية 2007) الرابط: http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=11599&pageId=26
Home – Accueil – الرئيسية