Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2691 du 04.10.2007
“مجموعة مراقبة تونس” تدين محاولة السلطات إسكات الأصوات المعارضة موقع “فريدوم هاوس”:بيان صحفى من “بيت الحرية” (فريدوم هاوس) بمناسبة صدور التقرير السنوي للمؤسسة حول أداء 30 حكومة مهمة استراتيجيا حول العالم الحزب الديمقراطي التقدّمي- فرع كندا: بـــلاغ صحفــي موقع “مغاربية”:حزب تونسي معارض يواجه المضايقات بمتاعب مع القضاء صحيفة “الخبر” :ستحقق في مصيرهم بالسجون والمستشفيات:تونس تطلب رسميا ملف الحراقة المفقودين من الجزائر صحيفة “الحياة”:الجيش الأميركي يحصل على أسماء 500 مقاتل أجنبي (من بينهم تونسيون، التحرير) في العراق يو بي أي: مباحثات تونسية-إسبانية بشأن مستقبل المنطقة المتوسطية و الإرهاب يو بي أي: تونس و”ميكروسوفت” توقعان على إتفاقيتي تعاون لنشر تكنولوجيا المعلومات وكالة رويترز للأنباء:فيلم وثائقي تونسي عن حياة ابن خلدون وكالة رويترز للأنباء:المدينة العتيقة بتونس تستعيد بهاءها في ليالي رمضان معز الجماعي: أخبار متفرقة من ولاية قابس شاكر العواضي: بيـــــــــــــــــان وكالة الأنباء الفلسطينية:القيادة الفلسطينية في تونس تزور مقبرة شهداء الغارة الإسرائيلية على حمام الشط حزب العمل الوطنيّ الديمقراطي: ّالنشرة الالكترونية عدد 27 د.خــالد الطـراولي:كلمات من رصاص ومشهد من جمر عبد الله الزواري: حصـــاد الأسبـــــوع معز الجماعي: هل حققت هيئة 18 أكتوبر ما انتظره منها الشعب التونسي؟ غسّان بن خليفة: ياسين وعبد السلام.. فخر شباب تونس محمد الهادي حمدة: رد على “المعارضة و “النبش في النوايا” عبدالحميد العدّاسي :من هؤلاء، ومن أين وردوا علينا؟! عماد الدين الحمروني: يوم القدس العالمي يوم وحدة المسلمين محمد العروسي الهاني:رسالة مفتوحة للتاريخ إلى معالي وزير التربية والتكوين حول موضوع التشغيل وشفافية الانتدابات اياد الدهماني: على خلفية صفحة “الهيرالد تريبيون” عن التعليم في تونس، هل تعتذر “لابراس” لقرائها؟الإعلام الحكومي.. والتضليل عيني عينك عادل القادري: في منتدى التقدم:ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ (1 ) جريدة الوحدة:في منتدى التقدم: ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ (2 ) الباحث المغربي جمال بندحمان لـ”الموقف”:كل حزب في المغرب لم يستطع إقناع أكثر من مواطن واحد من بين مائة مواطن حديث مع الأستاذ عبد الجليل التميمي حول هموم البحث العلمي في الوطن العربي جريدة “الصباح”:مايكروسوفت تتعاون مع تونس لتركيز مشروع الإدارة الالكترونية جريدة “الصباح”:المرأة التونسية ستتشبث مستقبلا أكثر فأكثر بموطن شغلها حتى بلوغها سن التقاعد جريدة “الصباح”:مهرجان المدينة: حضرة «جيناكم زُياّر» لسليم البكوش:عرض إنشادي صوفي بمواصفات عصرية د. بشير موسي نافع: المشروع الامريكي لتقسيم العراق لابد أن ينظر إليه بجدية بالغة
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
“مجموعة مراقبة تونس” تدين محاولة السلطات إسكات الأصوات المعارضة
3 اكتوبر 2007 منظمة المادة 19 وأعضاء “مجموعة مراقبة تونس” يدينان بشدة قرار المحكمة الصادر في الأول من أكتوبر والذي ينص على طرد الحزب الديمقراطي التقدمي المعترف به رسميا والمعارض للحزب التونسي الحاكم بالإضافة إلى صحيفة الحزب الديمقراطي التقدمي ” الموقف” من مقرّهما. و كانت الصحيفة الأسبوعية مستقرة في هذا المقر خلال الثلاثة عشرة عاما الماضية و قد عانت مراراً و تكراراً من الإعتداءات من قبل السلطات التونسية. و قد باشر كل من رئيس صحيفة الموقف نجيب الشابّي و الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي إضراباً عن الطعام منذ 20 سبتمبر. و بدأ هذا الإضراب إحتجاجا على إستخدام السلطات النظام القضائي لِ “إسكات أصوات الحرية” و جاء ذلك بعد أن رفع مالك المقر دعوى ضد رئيس صحيفة الموقف لإستعماله الشقة التي قام باستأجارها كمقر للحزب. و تم رفع هذه الدعوى ضد الشابّي و تمت إدانته بأمر من السلطات التونسية التي ضغطت على المالك كي يتصرف. و ذُكِر بأنه تم ترحيل فروع للحزب في الماضي بطرق مماثلة. تشير الهجمة الأخيرة التي وجهتها قوات الأمن التونسية للطفي حجي, مراسل الجزيرة, الذي حاول تغطية الإضراب عن الطعام, إلى المستوى المتدني لحرية التعبير في تونس. كما سبق أن مٌنِع حجي من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي وصحيفة الموقف ثلاث مرات بالإضافة إلى منعه ثانية في كل من 28 سبتمبر و 2 أكتوبر. ترى “مجموعة مراقبة تونس” بأن المحاولة الصريحة لإسكات الأصوات المعارضة بواسطة الرقابة والتخويف والتوظيف المنهجي للقضاء هي تعدٍّ واضح وصريح على الحق في التعبير عن الرأي والتي تنص عليه المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي وقعت عليه تونس وصادقته. تنادي “مجموعة مراقبة تونس” الحكومة التونسية بوقف جميع إجراءات طرد الحزب الديمقراطي التقدمي من مكتبه ورفع الرقابة على موقعي صحيفة الموقف و الحزب الديمقراطي التقدمي الإلكترونيين. لقد تم تم حجب موقعين إلكترونيين للحزب قبل بضعة أشهر من قبل السلطات كما تم حجب موقع إلكتروني آخر تستضيفه كندا في تونس منذ عام 2005 على الرغم من أنه بالإمكان الوصول إلى الموقع من خارج البلاد. إن مجموعة مراقبة تونس تقدّم دعمها لنجيب شبّي و مية الجريبي في حملتهما الهادفة إلى كسب إعتراف أكبر لحقوق الإنسان في تونس و تنادي المجموعة المجتمع الدولي بإبداء دعمه لقضيتهما بالتوقيع على العريضة التالية: http://www.petitiononline.com/pdpinfo/petition.html أعضاء مجموعة مراقبة تونس هم: الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: www.hrinfo.net منظمة المادة 19: www.article19.org الصحافيون الكنديون من أجل حرية التعبير: www.cjfe.org الشبكة الدولية لحقوق راسمي الكاريكاتير: www.cartoonistrights.com المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: www.eohr.org مرصد حرية التعبير: www.indexonline.org إتحاد الصحفيين الدولي: www.ifj.org الإتحاد الدولي لرابطات و مؤسسات المكتبات: www.ifla.org/faife بن (قلم) الدولية – لجنة الكتاب في السجون: www.internationalpen.org.uk معهد الصحافة الدولي: www.freemedia.at رابطة الناشرين الدوليين: www.ipa-uie.org صحفيون في خطر: www.jed-afrique.org المعهد الإعلامي لجنوب أفريقيا: www.misa.org بن (قلم) النرويجي: www.norskpen.no الرابطة العالمية للصحف: www.wan-press.org اللجنة العالمية لحرية الصحافة: www.wpfc.org www.amarc.orgالرابطة العالمية لمجتمع إذاعة الراديو: ملاحظات للمحررين: · للمزيد من المعلومات يرجى الإتصال بمنسقة برنامج أفريقيا روكسان عبد العلي, roxanne@article19.org, هاتف: +44 207 843 9620 · للإتصال بمجموعة مراقبة تونس الرجاء إرسال رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي: mena@ifex.org. · بالامكان زيارة موقع “مجموعة مراقبة تونس” باللغة الإنجليزية على: http://campaigns.ifex.org/tmg/, وبالفرنسية: http://campaigns.ifex.org/tmg/fr, و بالعربية: http://www.hrinfo.net/ifex/wsis/ المادة 19 منظمة حقوق إنسان مستقلة تعمل عالميا لحماية و ترويج الحق في التعبير عن الرأي. تأخذ المادة ۱٩ اسـمها وهدفـها من المـادّة التاسعة عشرة من الإعـلان العـالمي لحقوق الإنسـان الذي يكفل حرية الرأي والتعبير
بيان صحفى من “بيت الحرية” (فريدوم هاوس) بمناسبة صدور التقرير السنوي للمؤسسة حول
أداء 30 حكومة مهمة استراتيجيا حول العالم
رغم النمو الاقتصادي، الحريات السياسية تتجمد أو تتقهقر فى شمال أفريقيا واشنطن – 1 اكتوبر 2007 – بالرغم من أن شمال أفريقيا قد شهدت بعض التقدم الاقتصادي خلال السنتين الماضيتين فإن قيادات الجزائر ومصر وليبيا وتونس مازالوا غير ديمقراطيين بصورة كبير، وفى بعض الحالات فقد قاموا بالتراجع عن بعض المكاسب التى حققوها فى مجال الحريات، حسب تقرير صدر اليوم عن منظمة بيت الحرية. فقد ذكر تقرير “دول فى مفترق طرق”، وهو مسح سنوى لآداء ثلاثين حكومة مهمة استراتيجيا حول العالم، انه بالرغم النجاحات التى شهدتها دول شمال أفريقيا فى تطبيق بعض الاصلاحات الاقتصادية، فإن خطاب قيادات هذه الدول حول الحريات السياسية يظل فارغا وتظل الحريات المدنية مقيدة بشدة. نص التقرير والدرجات التى حصلت عليها كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر فى تقرير دول فى مفترق طرق 2007 يمكن الوصول اليه على الموقع بالعربية والانجليزية. “لقد قام المسئولون الحكوميون فى شمال افريقيا بالتركيز على النمو الاقتصادي فى بلادهم، واستطاعوا بالفعل تحقيق بعض النجاحات”، صرح توماس مليا، نائب المدير التنفيذي لمنظمة بيت الحرية. ” لكن هؤلاء الحكام لم يستطيعوا عمل إلا أقل القليل فى مجال تحقيق الاصلاحات الاقتصادية، وهو ما يفرض قيودا على مدى ما يمكن ان يصل اليه هذا الاصلاح الاقتصادي. العديد من هؤلاء القادة قد ظلوا فى مناصبهم لسنوات – واحيانا لعقود- طويلة ومالزاوا لم يحققوا اصلاحات سياسية ذات اهمية” معظم بلاد المنطقة قد حقق طفرات اقتصادية فى السنتين الاخيرتين. فى تونس، تستمر الحكومة فى النجاح فى سياساتها الاقتصادية وفى مكافحة الفقر ورفع مستوى التعليم. وبالرغم من ذلك تظل الظروف السياسية مقيدة بشدة ويظل الرئيس زين الدين عابدين بن على فى سياسته “المؤسسية” والتى يقوم فيها بخلق مظاهر خارجية للديمقراطية بدون مضمون حقيقي. حيث لايوجد أية فرص لتبادل السلطة بين الأحزاب السياسية او لبزوغ قيادات تمثل مصالح وسياسيات بديلة. وفى ليبيا، استطاعت الحكومة أخيرا انهاء العزلة ولحقت بالمجتمع الدولى. وبالرغم من قيامها بتطبيق بعض السياسات الاقتصادية الاصلاحية، فإن التغيير السياسي ظل بعيدا عن اجندة الحكومة بصورة كبيرة. حيث يستمر الرئيس معمر القزافى، منذ 38 عاما، فى فرض ايدولوجيته الشخصية على الشعب ويظل فى محاولة الحفاظ على السيطرة على جميع مظاهر الحياة فى البلاد. وشهدت الجزائر تقدما ملحوظا فى الحد من العنف الداخلى وتحسين الأوضاع المعيشية، واصلاح بعض المؤسسات العامة. ولكن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يظل غير راغبا فى استثمار جهده فى دمقرطة العملية السياسية فى البلاد وفى التحرك نحو اقتصاد يحكمه اقتصاديات السوق. ولا يزال يطمح فى التحلى بالمزيد من السلطات، بالرغم من التزاماته السابقة نحو الديمقراطية. “إن امكانات الحرية السياسية في المنطقة ليست ميؤوسا منها تماما”، صرح ريتشارد ايزدنهورف مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة بيت الحرية. “الحكومة التونسيه والليبية على حد سواء قررا اطلاق سراح عدد من السجناء السياسيين في العام الماضي، وكلاهما يدعم حقوق المرأه. وبالإضافة الى ذلك، فإن الميثاق الوطني للمصالحة فى الجزائر ساعد الأمة فى أن تتحرك الى الامام، بعيدا عن العنف. ولكن عندما نبحث الصورة الكبيرة للأحداث، نجد أنه من الواضح أن قدرة الناس في المنطقة على التمتع بالحقوق السياسية والمدنيه المقبولة عالميا ما زالت محدودة للغاية” أضاف أيذدنهورف. فقط فى مصر فقد فشلت الحكومة على المستوي الاقتصادي واستمرت فى نهجها السياسي القمعى. حيث فى عام 2006 وعام 2007 قام الرئيس محمد حسني مبارك بإدارة ظهره لوعود حملته الانتخابية بتطبيق اصلاحات سياسية، والتى قطعها على نفسه فى عام 2005، وقام بشن حملة قطرية لقمع المعارضين له. هذا ويقدم تقرير دول فى مفترق طرق، والذى تصدره منظمة بيت الحرية مسحا تقييما مقارنا لأداء الحكومات فى اربعة مجالات فاصلة فى الحكم الديمقراطي :المساءلة وصوت الجماهير، والحريات المدنية، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد والشفافية. وهذا المسح تبحث هذه المجالات في 30 بلدا تمر فى مفترق طرق حاسم في تحديد مستقبلها السياسي. بيت الحرية هى منظمة مستقلة غير حكوميه تدعم انتشار الحرية فى جميع انحاء العالم، وتقوم برصد الحقوق السياسية والحريات المدنيه في شمال افريقيا منذ عام 1972. (المصدر: موقع “فريدوم هاوس” بتاريخ 1 أكتوبر 2007)
مكتب الـــــحزب الديمـــــقراطي الــتقدّمي بالخــــــــــــارج
(فرع كندا)
أوتاوا، في 03 أكتوبر 2007
بـــلاغ صحفــي
وفد من مكتب الديمقراطي التقدّمي يجري مباحثات مع وزارة الخارجية الكندية
جرى لقاء بين وفد عن مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بالخارج (فرع كندا) وموظّفين سامين بوزارة الخارجية الكندية يوم الثلاثاء 02 أكتوبر الجاري بمقرّ الوزارة في أوتاوا.
تمحور اللقاء حول إضراب الجوع الذي تخوضه السيّدة ميّة جريبي الأمينة العامّة للحزب والأستاذ أحمد نجيب الشابّي مدير جريدة “الموقف” وما نتج عن ذلك من تدهور في حالتهما الصحّية.
وقد سلّم الوفد الى ممثّلي وزارة الخارجية عريضة مساندة للمضربين ومطالبهما، أمضى عليها أكثر من 400 مواطن كندي.
واستعرض أعضاء الوفد جملة المطالب التي تخوض من أجلها قيادة الحزب إضرابها عن الطعام، مبيّنين الأبعاد السياسية للحكم القضائي بإخراج الحزب التقدّمي من مقرّه المركزي، وشارحين انّ هذا القرار يندرج في سياق سلسلة طويلة من الأحكام المماثلة الهادفة الى شلّ نشاط الحزب، كما حصل في عدد من مقرّاته بالجهات.
كما شدّد أعضاء الوفد على انّ التصعيد الأخير هو جزء من سلوك حكومي متواصل، يتمثّل في التضييق المستمرّ على مختلف أحزاب المعارضة الجدّية وجمعيات المجتمع المدني المستقلّ. كما تمّ التطرّق الى وضعيّة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كمثال على سياسة الخنق المنهجي لكلّ الأصوات الحرّة وتوظيف القضاء لتصفية الخلافات السياسية. وانّ هذه الحملة الأخيرة تسعى الى إسكات كلّ الأصوات غير المنسجمة مع الحكومة، عشيّة الإحتفال بالذكرى العشرين لوصول السيّد بن علي الى سدّة الحكم وتمهيدًا للإنتخابات القادمة سنة 2009.
وسجّل أعضاء وفد مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بكندا الإهتمام الذي أبداه ممثلّو وزارة الخارجية الكندية، على أمل ان يُترجَم الى دعم لمبادرات الدفاع عن الحقوق والحرّيات في تونس بشكل عام وعن حرّية الإجتماع والتنظّم بشكل خاصّ.
جمال جاني
الناطق بإسم مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بكندا
رقم الهاتف: 6138345502
م: تكوّن الوفد من: جمال الجاني الناطق بإسم مكتب الخارج بكندا، غسّان بن خليفة كاتب عام المكتب، هارون بوعزّي المسؤول عن العلاقات مع هيئات المجتمع المدني وفرج بريك المسؤول عن منتديات موقع انترنات الحزب الديمقراطي التقدّمي.
حزب تونسي معارض يواجه المضايقات بمتاعب مع القضاء
أصدرت محكمة الناحية بتونس العاصمة حكما يقضي بفسخ عقد كراء بين الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وصاحب مقر الحزب الذي استأجره هذا الأخير لسنوات. تقرير جمال العرفاوي من تونس لمغاربية أصدرت محكمة الناحية بتونس العاصمة يوم الاثنين 1 أكتوبر حكما يقضي بفسخ عقد الكراء بين الحزب الديمقراطي التقدمي وصاحب مقر الحزب الرئيسي. وقد دخلت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب ونجيب الشابي مدير صحيفة الموقف الناطقة باسم الحزب في إضراب جوع مفتوح منذ يوم 20 سبتمبر الماضي للاحتجاج على ما اعتبراه محاصرة “لآخر مربع للحرية في البلاد” معتبرين أن السلطات هي التي أوعزت لصاحب المحل برفع قضية ضدهما بتهمة تحويل مقر الصحيفة الذي تم بموجبه عقد الكراء إلى مقر لأنشطة الحزب. وقد نفت بشدة مصادر رسمية بالحكومة التونسية أن تكون السلطات وراء تحريك القضية معتبرة “أن النزاع هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر”. ووفقا لمصادر قانونية اتصلت بها مغاربية رفضت الكشف عن هويتها فإنه بإمكان ممثلي الحزب أن يلجؤوا إلى محكمة من درجة ثانية لنقض الحكم الأول وذلك في غضون 21 يوما من تاريخ تسلم قرار المحكمة بالإخلاء “ولكن بعد هذا التاريخ فإن الحكم يصبح باتا”. ورفض السيد نجيب الشابي الطرف القانوني في هذه القضية حضور جلسة يوم الأول من أكتوبر مشككا في نزاهة واستقلالية القضاء. ونقل الموقع الإلكتروني للحزب تحذيرا من الدكتور فتحي التوزري من أن حالة الأمينة العامة مية الجريبي “تبعث على القلق” حيث برزت علامات قد تكون لها “انعكاسات خطيرة على صحتها”. واعتبر في تقريره الطبي أن حالة الجريبي تشهد “تدهورا غير معهود في مثل هذه المراحل من إضراب الجوع حيث بلغ الإرهاق لديها مستوى متقدما، مع ملاحظة وجود علامات عدم التركيز وانخفاض الحضور الذهني”. أما بالنسبة إلى الحالة الصحية لرفيقها أحمد نجيب الشابي، فقد أشار التقرير الطبي إلى أنها “تبقى مستقرة، حيث لا تشير التحاليل البيولوجية التي خضع لها إلى إختلالات ظاهرة، رغم فقدانه 6 كيلوغرامات من وزنه”. ولئن وجد الإضراب تعاطفا من قبل العديد من الشخصيات والمنظمات المحلية والدولية إلا أن جريدة الصباح اليومية التونسية في عددها الصادر يوم الأحد رأت في الخطوة التي أقدمت عليها الجريبي والشابي غير محسوبة سياسيا وقالت الصحيفة إن تحرك الشابي له علاقة بالاستحقاقات الانتخابية القادمة وخاصة الانتخابات الرئاسية “العقدة السياسية للسيد نجيب الشابي تهيج كلما فاحت رائحة الاستحقاقات الرئاسية وهذا طبعا ومرة أخرى حق من حقوقه لكن ما يلام عليه حقا هو أن يحاول تجيير حراك ديمقراطي وتعددي كامل لفائدة طموح شخصي”. الصحيفة مقابل ذلك رجت السلطة “إعطاء السيد الشابي وحزبه مقرا حتى نمر للنقاش الحقيقي”. القاضي مختار اليحياوي الذي شارك الشابي إضرابه عن الطعام في مرحلة سابقة للمطالبة بالمزيد من الحريات هاجم بدوره إضراب الجوع ووصفه بالعملية الاستعراضية، إذ كتب في مدونته في الأسبوع الماضي “هل بقي اليوم بيننا من يشك في حقيقة الوضع السياسي في بلادنا حتى نحتاج لمثل هذه العملية الاستعراضية نلفت بها انتباهه ونستدر من خلالها استعطافه؟”. ومساء السبت أصدر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي بيانا اعتبر فيه “أن المعركة التي أطلقها إضراب الجوع إنما هي معركة الجميع من أجل المشاركة الحرة في الحياة السياسية”. وكان حزب التجديد المعارض قد أشار بدوره في بيان له إلى محاولة الحكومة المزعومة بكسر عزيمة الأحزاب المعارضة منذ ديسمبر الأخير حيث عبر فيه عن “انشغاله إزاء الانغلاق السياسي” و”التمادي في احتكار الإعلام” و”محاصرة النشاط العادي لأحزاب المعارضة ومحاولة حرمانها من مقراتها”. (المصدر: موقع “مغاربية” (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 3 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/10/03/feature-01
الجيش الأميركي يحصل على أسماء 500 مقاتل أجنبي (من بينهم تونسيون، التحرير) في العراق
بغداد – الحياة أعلن الجيش الأميركي العثور على قائمة تضم حوالي 500 من مقاتلي «القاعدة في بلاد الرافدين»، وفي بغداد أكد الناطق باسم الجيش الميجور جنرال كيفن بيرغنر الحصول على قائمة بأسماء المقاتلين الأجانب الـ500 في أيلول (سبتمبر) الماضي عندما قُتل قيادي في «القاعدة» يدعى «مثنى» مع سبعة آخرين من رفاقه، قرب بلدة سنجار شمال غربي العراق. وتابع أن «مثنى كان أمير منطقة الحدود العراقية – السورية، وكانت مهمته تسهيل حركة الارهابيين الأجانب بعد عبورهم من سورية. وعمل في شكل وثيق مع وسطاء إرهابيين أجانب من القاعدة مقيمين في سورية». وزاد أن الوثائق المصادرة تشمل 143 مذكرة كتبها مجندون أجانب وتضم بيانات وصوراً شخصية وأسماء مجنديهم وتاريخ دخولهم الى العراق والطريق الذي سلكوه. وقال إن هؤلاء المقاتلين «جاؤوا من دول بينها ليبيا والمغرب وسورية والجزائر وسلطنة عمان واليمن وتونس ومصر والاردن والسعودية وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة»، لافتاً الى العثور «في وثائق أخرى على تعهد رسمي من إرهابيين أجانب بتنفيذ عمليات انتحارية». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
القيادة الفلسطينية في تونس تزور مقبرة شهداء الغارة الإسرائيلية على حمام الشط
زار رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ورئيس هيئة الأركان الفلسطينية أحمد عفانة ومدير عام الدائرة السياسية عبد اللطيف أبو حجلة مقبرة الشهداء الفلسطينيين بضاحية حمام الشط، بحضور السفير سلمان الهرفي سفير فلسطين بتونس، حيث كان في استقبالهم من الجانب التونسي، محمود المهيري الأمين العام المساعد المكلف بالعلاقات الخارجية في التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ورؤساء بلديات حمام الأنف وحمام الشط والمعتمد والكاتب العام للجنة التنسيق الحزبي بالمنطقة. وأكد القدومي في كلمة له بالمناسبة أن الدماء الفلسطينية والتونسية التي امتزجت على ثرى تونس قد عززت وحدة الدم والتضامن بين الشعبين الشقيقين. وقال: إن العدوان الإسرائيلي الغادر على حمام الشط كان من ضمن أهدافه إضعاف إيماننا بتحرير أرضنا وإيماننا بوحدة القضية والهدف العربي الواحد ولكنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك. وجدد القدومي شكر شعب فلسطين وقيادته لتونس على الرعاية والاحتضان الدائم، ومواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية في كافة المراحل، وقال إن شهداءنا وكوادرنا ومناضلينا قد عاشوا سنوات طويلة في كنف ورعاية الرئيس زين العابدين بن علي “زين العرب” كما كان يحلو للشهيد الخالد ياسر عرفات أن يسميه. وعاهد القدومي الشهداء بالاستمرار في النضال حتى تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وتلا أعضاء القيادة الفلسطينية فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء ووضعوا أكاليل من الزهور على أضرحتهم وعلى النصب التذكاري، باسم السيد الرئيس محمود عباس وحركة فتح. ومن الجدير بالذكر أن الطيران الحربي الإسرائيلي، أغار في مثل هذا اليوم من عام 1985 على مقر القيادة الفلسطينية في ضاحية حمام الشط، بهدف اغتيال الرمز ياسر عرفات. وأدت الغارة الإسرائيلية إلى تدمير مقر القيادة الفلسطينية والعديد من مقار المؤسسات الفلسطينية وسقوط العديد من الشهداء الفلسطينيين والتونسيين. (المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا – رسمية) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)
ستحقق في مصيرهم بالسجون والمستشفيات
تونس تطلب رسميا ملف الحراقة المفقودين من الجزائر
عنابة – ش. نبيل طلبت السفارة التونسية بالجزائر من عائلات الحرافة المفقودين الحصول على الملف الكامل والوثائق المتعلقة بهوية أبنائها، الذين يعتقد أنهم متواجدون في مصالح حفظ الجثث، أو موقوفون منذ أكثـر من ثمانية أشهر بالسجون التونسية. يأتي تحرك السلطات التونسية بعد ثلاثة أسابيع من مراسلة رئيس الحكومة عائلات الحرافة المفقودين، وطمأنتهم بأنه سيتكفل شخصيا بمتابعة هذا الملف، وتكليف المصالح المختصة بالتحقيق فيه بالتنسيق مع الدول والسفارات الأجنبية المعنية خاصة إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتونس وليبيا. ويقول السيد بالعابد كمال ممثل عائلات الحرافة المفقودين بأنه التقى أول أمس القنصل العام التونسي بعنابة بناء على ”طلب السلطات العليا بتونس”، حيث سلمه ملفا كاملا عن الحرافة المفقودين منذ أفريل الماضي، ووعد القنصل العام بتسليم كل المعلومات التي تضمنها الملف إلى السلطات العليا بتونس من أجل التحري والبحث عن هؤلاء المفقودين داخل التراب التونسي. ويضيف المتحدث ذاته بأنه يرفض أن تكون هذه الخطوة المفاجئة التي اتخذتها السلطات التونسية عبارة عن مجرد ملء استثمارات أمنية فقط دون البحث الجاد عن أبنائهم الذين اختفوا في عرض البحر فجأة، رغم أنهم أجروا صباح اليوم الذي اختفوا فيه بتاريخ 17 أفريل اتصالا من أحد الهواتف التي كانت بحوزتهم، حيث تحدثوا عن تيههم في عرض البحر منذ خمس أيام ويعانون فقط من نقص الأكل دون أن يتحدثوا عن مشكل في الإبحار. وقد تفاجأت العائلات بعد 24 ساعة من آخر اتصال بهم لعثور القوات البحرية التونسية على بعد 25 كيلومتر من السواحل التونسية على القارب الذي كان على متنه أبناؤهم دون وجود المحرك وبداخله المرحوم هادف رياض الذي توفي متأثـرا بوضعه الصحي المتدهور، هذا الأخير الذي يشوب حول وفاته غموض بالنظر للخلط الكبير في إعداد ملفه الطبي وعدم تشريح الجثة، حيث أرجع سبب وفاته إلى مضاعفات صحية رغم أن قاضي التحقيق دون في ملفه بأن المعني كانت وفاته كانت مشبوهة، مما يتطلب إعادة فتح هذا الملف. كما اتهمت عائلات المفقودين السلطات المحلية بعنابة، بسعيها إلى عرقلة التحقيقات التي تقوم بها مصالح الأمن، بدليل رفض مصالح الدائرة تسليم المحققين نسخ من وثائق الهوية المتواجدة على مستوى مصالحها، خاصة بصمات اليد رغم استظهار هؤلاء الأعوان تسخيره نيابية. وكانت حجة مسؤولي الدائرة في ذلك حسب المتحدث ذاته بأن الوثائق المطلوبة، والتي تعد مصيرية لكشف حقيقة هؤلاء المفقودين خاصة بالمصلحة. (المصدر: صحيفة “الخبر” (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
بـيّـاعٌ
216 مشروعا لحماية المدن من الفيضانات!… هذا ما أعدّته السلط المعنية لكل الولايات. عمل ضخم يستحق التنويه والإعتبار… ولو أنّه بالنهاية صار كما تعرفون ما صار! فماذا عن كل هذه المشاريع وهذا العمل الجاد!… تُرى هل ضاعت خلال الأمطار الأخيرة وحملها الواد!؟ محمد قلبي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
مباحثات تونسية-إسبانية بشأن مستقبل المنطقة المتوسطية و الإرهاب
تونس / 4 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: بحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس ا اليوم الخميس في تونس العلاقات التونسية-الإسبانية والقضايا المتعلقة بمستقبل المنطقة المتوسطية، والإرهاب. وقالت وكالة الأنباء التونسية الحكومية إن بن علي وموراتينوس تطرقا خلال هذا الاجتماع إلى واقع العلاقات التونسية-الإسبانية وآفاق دعمها وتعزيزها،إلى جانب استعراض القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. ونقلت الوكالة عن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، الذي وصل إلى تونس في زيارة لم يعلن عنها من قبل، قوله إن محادثاته مع بن علي تناولت التّحديات الراهنة مثل ظاهرة الإرهاب والهجرة و بالتعاون السياسي. وأضاف أنه بحث أيضا معه عددا من المسائل الإقليمية والدولية، والأفكار الجديدة حول المتوسط، منها مبادرة الرئيس الفرنسي بشأن الإتحاد المتوسطي،ومسار برشلونة،والتعاون المغاربي الأوروبي، وسبل دفع الحوار والتعاون في إطار مجموعة 5+ 5 للحوار الأوروبي-المتوسطي. وأشار موراتينوس، الذي وصف اجتماعه مع الرئيس التونسي بـ”الودي والمثمر والإيجابي”،إلى “توافق الجانبين حول هذه المسائل على مستوى المواقف والتحاليل والتعهدات” . يذكر أن تونس التي سبق لها أن رحبت بمبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبناء إتحاد متوسطي، ترى أن تطوير الحوار العربي-الأوروبي في المنطقة المتوسطية يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي،وتكثيف برامج التنمية، وتحقيق التوازن بين البعدين الأمني والتنموي.
تونس و”ميكروسوفت” توقعان على إتفاقيتي تعاون لنشر تكنولوجيا المعلومات
تونس / 4 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: وقعت الحكومة التونسية على إتفاقيتي تعاون وشراكة لنشر تكنولوجيا المعلومات في مجال التربية والتعليم العالي مع مؤسسة ميكروسوفت العالمية. وذكرت مؤسسة ميكروسوفت، فرع تونس، في بيان وزّعته اليوم الخميس،أن وزيري التربية الصادق القربي والتعليم العالي الأزهر بوعوني التونسيين وقعا على الإتفاقيتين مع ستيف بالمار الرئيس التنفيذي لمؤسسة ميكروسوفت على هامش زيارته القصيرة لتونس. وتعتبر مؤسسة ميكروسوفت التي تأسست عام 1975 من المؤسسات الرائدة عالميا في إنتاج برامج الكمبيوتر والخدمات التقنية المتطورة للأنترنيت، والبرامج الخاصة بقطاع الأعمال،وهي تغطي دول أوروبا والشرق وإفريقيا منذ العام 1982. وستقدم مؤسسة ميكروسوفت بموجب الإتفاقيتين الأدوات التكنولوجية والبرامج والخبرات العلمية للمدارس والمعاهد والكليات التونسية،ضمن إطار شراكة ستركز بالأساس على إدماج تكنولوجيا الإتصال والمعلومات في مجال التعليم، وتطوير برامج البحوث العلمية،والترفيع في نسبة النفاذ إلى البرمجيات الإعلامية والخدمات. وأشارت في بيانها إلى أن رئيسها التنفيذي ستيف بالمار إلتقى خلال زيارته القصيرة لتونس مع الرئيس زين العابدين بن علي ،وعدد من كبار المسؤوليين التونسيين،وبحث معهم التعاون الثنائي،وسبل دعم القطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال. ونقلت عنه قوله إن تكنولوجيا المعلومات لديها القدرة على تحويل الإقتصاديات بخلقها لفرص عمل جديدة للجميع،وأن مؤسسته ترحب بالتعاون مع دول مثل تونس التي تعمل من أجل تقليص الهوة الرقمية بين مواطنيها. وأعرب ستيف بالمار الذي سلم بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي “درع ميكروسوفت للريادة العالمية لتكنولوجيات الإتصال”، عن إلتزام مؤسسته بمساندة التطور الذي تشهده تونس في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال، ومشاريع الإدارة الألكترونية. وكانت مؤسسة ميكروسوفت قد وقعت خلال شهر يونيو/حزيران من العام الماضي على إتفاقية مع حكومة التونسية تستهدف تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات في تونس، ودعم سعيها لإرساء إقتصاد المعرفة
فيلم وثائقي تونسي عن حياة ابن خلدون
تونس (رويترز) – عرض المركز الثقافي ابن خلدون بالعاصمة التونسية فيلما وثائقيا عن حياة العلامة والمؤرخ التونسي عبد الرحمن ابن خلدون انتج بمناسبة الذكرى المئوية السادسة لوفاته. وعرض الفيلم للجمهور يوم الثلاثاء بحضور ممثلين من بينهم علي الخميري الذي تقمص شخصية ابن خلدون ويونس الفارحي وصلاح مصدق ومنتجة الفليم هاجر بن نصر. وشارك الفليم الذي لم يعرض بعد في القاعات التجارية في المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون الذي اقيم في تونس. وحصل على الجائزة الاولى. ولد ابن خلدون في تونس وعاش متنقلا بين عديد الاقطار ليستقر في مصر وبقي فيها حتى وفاته قبل ستمئة عام. وابن خلدون صاحب كتاب “المقدمة” التي تعد الجزء الاول من تاريخه المسمي “كتاب العبر وديوان المبتدا والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطا الاكبر” الشهير احد أبرز الاعلام الفكرية في العالم العربي والاسلامي وقدم العديد من النظريات الجديدة في علم الاجتماع والتاريخ والعمران. ومثل شخصية ابن خلدون في شبابه وشيخوخته علي الخميري في الفليم الذي أخرجه الحبيب المسلماني. ويروي الفليم سيرة العلامة ابن خلدون ورحلاته في المغرب والمشرق في العصر الوسيط وتطرق الى بعض جوانب حياته السياسية وافكاره. وعمل ابن خلدون في جامع القرويين في فاس بالمغرب وجامع الازهر بالقاهرة واشتغل ايضا في مجال القضاء وغيرها من مدارس المعرفة التي انتشرت في ارجاء العالم الاسلامي. واقتصر الفليم الذي استغرق 90 دقيقة على حياة ابن خلدون ورحلاته واهتماماته السياسية ولم يركز على مساهمات ابن خلدون وتاثيره في مجالات الفلسفة والتاريخ والعمران . ويفسر المسلماني تركيزه على هذه الجوانب من حياة ابن خلدون قائلا “من الصعب الالمام بحياة العلامة ابن خلدون في فيلم يدوم 90 دقيقة لذلك حاولنا ابراز اهم مراحل حياته واهم المحطات المؤثرة فيها”. وبلغت تكاليف الفليم قرابة 400 الف دولار امريكي من بينها 120 الف دولار منحتها وزارة الثقافة لدعم الفيلم. وتحتفل عواصم شمال افريقيا بالذكرى المئوية السادسة لرحيل ابن خلدون باقامة ندوات فكرية واقامة معارض (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أكتوبر 2007)
المدينة العتيقة بتونس تستعيد بهاءها في ليالي رمضان
تونس (رويترز) – في زقاق ضيق تداخل صدى الموسيقى الصوفية المدوي في المكان مع أصوات منبعثة من نرجيلات يغطي دخانها الكثيف المكان الذي يعج بسمار جاءوا لاستعادة سحر ليالي رمضان زمان بين اسوار المدينة العتيقة بتونس. المشهد يبدو مختلفا تماما عن باقي أيام العام.. المدينة العتيقة المعروفة باسم (البلاد العربي) في تونس بدأت تسترجع في شهر رمضان بهاءا وخصوصية افقتدتها قرابة عقد من الزمن. للوهلة الاولى يكتشف زائر المدينة العربي أن كل شئ تغير في رمضان. فكل نهج وكل مقهى يوحي بان إيقاع الحياة تغير فالمقاهي تستضيف فرقا موسيقية لسمارها وتغير ديكورها وتحضر الحلويات التونسية والشرقية. وفي مقهى مرابط بقلب المدينة العربي يصبح الفوز بمكان اشبه بالمهمة المستحيلة بعد وقت قصير من الافطار.. فرقة للموسيقى الشعبية تحتفل مع سمار اغلبهم من العائلات تدفقوا على البلاد العربي بحثا عن نكهة رمضانية طالما ميزت البلاد العربي. ويقول احمد الهاشمي الذي كان مرفوقا بزوجته وابنتيه “جئنا الى هنا لانه في هذا المكان نتذوق نكهة رمضان الحقيقية”. ويضيف الهاشمي “هذه الاجواء لا نعيشها كل يوم في البلاد العربي هي مناسباتية ونحن لا نريد ان نفوت هذه الفرصة..انها سهرة رمضانية متميزة”. على بعد خطوات قليلة تعج مقاه اخرى بالسمار.. تختلف ألوان الموسيقي لكن ما تتفق عليه هذ المقاهي هي روح البهجة والاحتفال الطاغية. ليالي رمضان لاتقتصر على عودة الحياة لمقاه عريقة بالمدينة العتيقة فباستطاعة الزائر أيضا التمتع بالعروض الثقافية المقامة بحدائق خير الدين او بئر الاحجار في اطار مهرجان المدينة الذي تكتظ اغلب عروضه بجمهور طربي. واصبح مهرجان المدينة الذي يقام كل عام منذ 25 سنة تقليدا مميزا في المدينة. وهو اشهر مهرجان في تونس خلال رمضان واستنسخ في عديد المدن الاخرى. ويقدم مهرجان المدينة هذا العام عدة عروض متميزة من بينها حفل للمغني لطفي بوشناق من تونس وسلاطين الطرب وميادة بسيليس من سوريا. وفي دار الاصرم التاريخية يلتقي المؤرخ عبد الستار عمامو مع عدد من جلاسه ليروي لهم جزءا من تاريخ المدينة العتيقة وهو موعد دأبت على اقامته بلدية تونس. ويزداد النشاط في أسواق المدينة العربي فبيع الحلويات يزدهر من جديد استعدادا لايام عيد الفطر فيما يكتظ مسجد الزيتونة الشهير الواقع بقلب المدينة العتيقة بمرتاديه من مصلين. واستعادت المدينة العتيقة سحرها في العامين الاخيرين وعادت لتستقطب فئات واسعة من التونسيين والاجانب رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها من أماكن أخرى للسهر مثل حي النصر والمنار والبحيرة وسيدي بوسعيد والحمامات. وتقول منية وهي شابة تبدو حائرة في اي مقهى ستختار الجلوس رفقة صديقاتها ” المكان ملهم ومغر.. لا نعرف ان كنا سنجلس في هذا المقهى او سنختار مقهى اخر”. وتضيف “للمدينة العربي سحر خاص في رمضان فلا حي النصر ولا سهرات الحمامات الصاخبة تسهوينا الان..هنا فقط نحس اجواء رمضان”. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أكتوبر 2007)
النشرة الالكترونية عدد 27 بتاريخ 4 اكتوبر 2007 يصدرها حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
للإعراب عن تضامنكم مع رفيقنا الأستاذ محمد جمور, الذي يتعرّض لمضايقات وصلت حدّ التهديد بحجز ممتلكاته, يمكنكم الإتصال به: هاتف 0021622324393 , mohamedjmour@yahoo.fr أو مراسلة موقع الحزب info@hezbelamal.org
تونس- ظروف العمل: بلغت حوادث الشغل المصرّح بها سنة2006 : 45400 , تأتي الصناعات المعملية في المقدمة يليها النقل والمواصلات والتجارة ثم البناء والصناعات الإستخراجية, فالفلاحة والصيد البحري (حيث أغلب العمال غير مسجلين رسميا). يحتلّ قطاع النسيج والأحذية 41,1 بالمائة من عدد الأمراض المهنية المصرّح بها. أمّا حوادث الشغل القاتلة فإنّ 43 بالمائة منها في البناء والمقاطع، 22 بالمائة منها في الصناعات المعملية، 18 بالمائة في الفلاحة والصيد البحري، و17 بالمائة في النقل والتجارة والخدمات. ونظر الصندوق الوطني للتأمين على المرض في 3370 مطلب جراية عجز مستمر ناتج عن حوادث الشغل أو الأمراض المهنية المعترف بها, في نفس السنة. الصباح 29-09-07
تونس-أخبار نقابية: أصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي بيانا عن التحركات والإضرابات التي حصلت في سبتمبر وتتواصل في أكتوبر, احتجاجا على عدم تجديد عقود عدد هام من الأساتذة المتعاقدين ونقلة البعض منهم إلى جهات بعيدة دون طلب منهم, عقابا لهم على مشاركتهم في الأضرابات. موقع “الشعب”(اسبوعية نقابية) 29-09-07 وبخصوص نفس الموضوع بعث الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل برسالة ثانية إلى وزير التربية أعرب فيها عن تذمره من تصرفات مسؤولي الوزارة في الجهات الذين لا يتعاونون مع النقابات الجهوية (المصدر السابق). في “المغازة العامة” (شركة توزيع تجاري) ازداد الوضع توترا منذ خصخصتها وتمّ إيقاف 6 عملة بينهم 3 نقابيين إثر إضراب (نفس المصدر)
تونس- تطبيع: التقت وزيرة الخارجية الصهيونية مع نظيرها التونسي يوم الاربعاء 26-09-07 في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة. أكدت الوزيرة الصهيونية على “الحاجة لأن تقوم دول عربية معتدلة بدعم العملية (المفاوضات مع عباس) وتندمج فيها, حتى في إطار مفاوضات مباشرة مع اسرائيل”, وستلتقي مع وزير الخارجية المغربي لنفس الغرض. موقع”يدعوت أحرنوت” 26-09-07 تونس: أعلن بيان “للحزب الديموقراطي التقدمي” أن سفير أمريكا “روبرت غوداك”, والمسؤولة عن الشؤون السياسية بالسفارة, أديا زيارة إلى مسؤولي الحزب المضربين عن الطعام, يوم الجمعة 28-09-07 (راجع العدد السابق من نشرتنا) وتحادثا معهما لمدّة ساعة كاملة. في الأيام السابقة أرسلت سفارات أمريكا وبريطانيا وهولندا وألمانيا والمفوضية الأروبية, ممثلين عنها لزيارتهما. وأصدرت محكمة ناحية تونس، يوم 1 أكتوبر، حكما يقضي بإخلاء المقرّ.
تونس- أولويات: انعقد في البرتغال اجتماع، يومي 28 و29 سبتمبر, ضمّ وزراء الدفاع لدول الإتحاد الأروبي والإتحاد المغاربي، شارك فيه وزير الدفاع التونسي الذي دعا إلى “الأخذ بعين الإعتبار المشاكل التي تشغل بال دول المنطقة على حدّ سواء كالإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وغيرها من التهديدات المعولمة” و.ا.ت. (رسمية) 29-09-07
فلسطين-أراضي 1948, من الأسرلة إلى الصهينة: عادة سيئة أصبحت تقليدا تتمثل في دعوة مسؤولين صهاينة إلى تناول إفطار رمضان مع وجهاء وأعيان ورجال دين، فقد نظّمت مؤسسة “مبادرات صندوق ابراهام” الممولة أمريكيا, حفل إفطار في الناصرة دعيت للإشراف عليه وزيرة الخارجية الصهيونية, وحضر “الحفل” سياسيون ورجال دين ووجهاء, وغنت فرقة “الرباط” (الحركة الإسلامية) على شرف الوزيرة. خارج القاعة جرت مظاهرة تنديد شارك فيها “حركة أبناء البلد” و”الجبهة-الحزب الشيوعي” والتجمع (وكان أعضاء بارزون من الحزبين الأخيرين داخل القاعة) مع ذوي شهداء “هبة أكتوبر” التي قتل فيها 13 شابا من فلسطينيي الداخل عام 2000 بسبب تضامنهم مع فلسطينيي احتلال 67 , وبرّأت المحاكم الصهيونية أفراد الشرطة القتلة. كان يرأس الحكومة آنذاك “إيهود باراك”. في نفس الوقت تتوصل عمليات التطهير العرقي: سنة 1961, صادرت السلطات الصهيونية أراضي “الكرمل” لتنتصب مكانها “محمية طبيعية”, واليوم تصادر جزءا من الأرض لتمرير أنبوب الغاز من أشدود إلى حيفا والبقية تنوي مصادرتها قريبا لتمرير طريق, ولم تصادر أبدا أراضي يسكنها اليهود. المصدر: “كل العرب” 23-09-07
رام الله المحتلة: أحيت “السلطة” قانونا أردنيا يعود إلى عام 1960 لتكوين “شرطة الآداب” (الأخلاق) لـ”محاربة التصرفات المشينة, خصوصا خلال شهر رمضان”. يقول مدير جمعية “الحقّ” لحقوق الإنسان :”ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فتح أن تبرز كمحافظة أكثر من غيرها… الناس عموما يحترمون رمضان من تلقاء أنفسهم ولا حاجة لشرطة الآداب” هناك نسبة هامة من الفلسطينيين المسيحيين في رام الله. أ.ف.ب. 27-09-07 مصر: بعد أسبوع من الصمود, أنهى 27 ألف عامل في مصانع النسيج بالمحلة الكبرى إضرابهم يوم 29 سبتمبر, إثر اتفاقهم مع ممثلي الحكومةعلى مبلغ الحوافز (نسبة من المرابيح) وزيادة في الأجر الأساسي واعتبار طبيعة العمل في المصانع مضنية وشاقة, واحتساب أيام الإضراب إجازة خالصة الأجر, واتفاق في مسائل تخصّ النقل والبدل والغذاء وإقالة مدير الشركة ومعاونيه لضلوعهم في عمليات فساد وتخريب… بيان “اللجنة المصرية لمناهضة الإستعمار والصهيونية” 29-09-07
اليمن: في الذكرى الخامسة والأربعين لثورة 26-09-1962, تتواصل المظاهرات والإحتجاجات بسبب الغلاء الفاحش للمواد الأساسية (كالحليب والقمح ومشتقاتهما) والخدمات (كالماء والكهرباء), وتطوّرت المطالب فأصبحت سياسية خصوصا في الجنوب بسبب الإعتقالات والإقالة من العمل والتهميش والإهمال الإقتصادي. شكلت المعارضة ائتلافا تحت اسم “اللقاء المشترك” يطالب بإصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية. رويترز 28-09-07
لبنان: أعلن “زلماي خليل زادة” المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة (حاكم العراق سابقا) ان أمريكا ستساهم في تمويل “المحكمة الدولية” التي ستنظر في اغتيال رفيق الحريري, بمبلغ 5 ملايين دولار. كلفة المحكمة لخمس سنوات قدرت بـ35 مليون دولار, 51 بالمائة متأتية من “تبرعات” الدول الأعضاء في الأمم المتحدة و49 بالمائة من ميزانية لبنان. أ.ف.ب. 28-09-07
الصومال: منذ بداية الإحتلال الأثيوبي-الأمريكي في بداية السنة وصل اليمن ما لا يقلّ عن 14 ألف لاجئ عن طريق البحر وفي شهر سبتمبر وصلها ما لا يقل عن 4700 وتوفي غرقا 243 في خليج عدن, وهرب من مقديشيو في نفس الشهر 11 ألف ساكن بسبب الحرب. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين 28-09-07.
“أفريكوم”, القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة لأفريقيا: بعد الجزائر وليبيا, أعلن وزير دفاع جنوب أفريقيا أن بلاده والبلدان المجاورة (أفريقيا الإستوائية) ترفض انتصاب قواعد أمريكية سواء على أراضيها أوعلى أراض افريقية أخرى. وأعلنت صحيفة المال والأعمال “وول جورنال ستريت” أن السبب الحقيقي للإهتمام الأمريكي بأفريقيا يكمن في الأرقام التالية: في 2006, أصبحت القارة الافريقية أهم مصدٌر للطاقة إلى أمريكا التي صارت تستورد 22 بالمائة من احتياجاتها من افريقيا. موقع “جون أفريك” 16-09-07
السنغال- الأمم المتحدة على خطى أمريكا: اجتمعت 23 دولة من غرب ووسط افريقيا, بمبادرة ورعاية الأمم المتحدة, لمدّة 3 أيام لدراسة سبل “توحيد الجهود والتعاون الوثيق لمحاربة الإرهاب”. أ.ف.ب. 28-09-07 بورما(ميانمار)-صدفة؟ انطاقت “ثورة برتقالية” في هذا البلد الآسيوي في نفس الوقت الذي تم فيه اكتشاف مخزون هائل من البترول والغاز شمال البلاد على خليج البنغال. هناك صراع بين الشركات متعدية الجنسية لاستغلال هذه الثروات وأصبح الرهبان البوذيون أداة للسيطرة عليها, وكذلك أداة للضغط على روسيا والصين بخصوص ملفات أخرى (إيران مثلا؟) عن “الصباح” (يومية تونسية) 29-09-07
امريكا: انتهى إضراب 73 ألف عامل بشركة “جنرال متورز” باتفاق بين النقابة “اتحاد عمال السيارات” وإدارة المؤسسة حصل بمقتضاه العمال على منحة بـ3 آلاف دولار لكلّ منهم وترسيم 3 آلاف عامل مؤقت واتفاق على تمويل التغطية الإجتماعية والتقاعد, وستتفاوض النقابة مع شركتي “فورد” و “كريسلر” للحصول على نفس الحقوق. رويترز 29-09-07.
أخبار متفرقة من ولاية قابس
إعداد: معز الجماعي *اعتداء على طاقم قناة حنبعل: اعتدى المدعو “فاخر رحومة” شقيق رئيس جمعية الملعب القابسي على أعضاء طاقم قناة حنبعل و قام بمنعهم من التسجيل مع اللاعبين بسبب التهجم على شخص شقيقه في حصة “سويعة سبور (حسب رأيه) .و تسأل إدارة قناة حنبعل و كذلك جمهور الملعب القابسي ،إلى متى سيواصل هذا الشخص تجاوزاته و ماذا يفعل على الملعب و في حجرات الملابس رغم أنه ليس عضو هيئة مديرة و لا يتحمل أي مسؤولية في الجمعية سوى صفة “شقيق رئيس الجمعية “و “أيطار تجمعي” . *مهرجان المدينة: انطلقت يوم الأربعاء الدورة السادسة لمهرجان المدينة بالمركز الثقافي بقابس ،و خلافا للسنوات الفارطة قامت إدارة المهرجان بحملة دعاية واسعة في كل أنحاء الولاية و التأكيد بأن الدخول مجانا،لكن مع انطلاق العرض الأول تبين بأن الدخول مجانا لتجمعين و معارفهم فقط لعدم تمكن أي مواطن لا يعرف رجل أمن أو منخرط في الحزب الحاكم من الدخول. *مهرجان “سيدي أبو لوبابة الأنصاري”: ألغت إدارة مهرجان” سيدي أبو لوبابة”الدولي هذه السنة مسابقة حفظ و ترتيل القرآن الخاصة بالأطفال .و بعد كثرة تساؤلات المتتبعين للمهرجان عن أسباب هذا الإلغاء سارعت الإدارة بإعادة إدراج المسابقة في برنامج الدورة لكن خصصتها للكهول عوضا عن الأطفال مع وضع شروط غريبة منها أن يكون المشارك يبلغ من العمر 40 سنة فما فوق. *فلتان: تسببت سيارة يقودها شاب يبلغ من العمر 16 سنة في إصابة رجل مسن بكسر على مستوى الكتف ،و بحلول سيارة الإسعاف و فرقة شرطة المرور نقل المصاب إلى المستشفى و الشاب إلى منطقة الأمن في حالة إيقاف بتهمة السياقة بدون رخصة و عدم بلوغ السن القانونية لذلك. لكن بعد ساعتين فقط فوجئ المواطنين بهذا الشاب يتجول في المركز التجاري “بن جبر”،و باستفسارنا عن الموضوع تبين أنه تم الإفراج عن الشاب لا لشيء سوى أنه ابن صاحب أكبر مغازات الرفاهة المنزلية و صديق كل الإطارات الأمنية بالجهة ،و بالنسبة للرجل المسن قدم له مبلغ مالي لمجابهة مصاريف علاجه مقابل عدم تحرير محضر رسمي في منطقة الأمن. *اقتحام مكتب مدير مركز البريد: اقتحم عدد من المواطنين مكتب مدير مركز البريد بقابس بعد أن رفض مقابلتهم .أتى هذا الاقتحام من طرف متقاعدين يتجاوز عددهم 100 شخص أرادوا صرف رواتبهم لكنهم فوجئوا بوجود شباك واحد لهذه الخدمة .أكد لنا أحد هؤلاء أنه تم إنقاذ الموقف ليس باقتحام المكتب إنما بعد تدخل كاتب عام لجنة التنسق الذي اتصل به أحد معارفه و أعلمه بالموضوع. *قرار بلدي يتسبب في معركة دامية: سقط 9 جرحى في معركة دامية بين أصحاب شاحنات النقل الخاص و تجار الحبوب بالجملة بسبب قرار صادر عن رئيس بلدية قابس يقضي تخصيص ساحة وادي جارة إلى انتصاب تجار الحبوب عوضا عن شاحنات النقل الخاص و نقل الأخيرة لساحة سوق الجملة (خارج وسط المدينة) دون إعلامهم مسبقا.أستعمل في هذه المعركة (سلاسل،هراوات….) و عجزت الفرق الأمنية التابعة لمنطقة الأمن السيطرة على الموقف إلا بعد تدخل “فرقة وحدات التدخل” التابعة لثكنة” العوينات” *أبنية آيلة للسقوط: بعد إثارة جريدة الموقف في بداية هذه السنة مشكلة الأبنية الآيلة للسقوط في قابس و طالبت بهدمها،سارعت البلدية بهدم تقريبا كل الأبنية و بقي إلا القليل المتمثل في منازل ملك اليهود التي عجز المجلس البلدي للمرة الخامسة اتخاذ قرار في شأنها أثناء جلساته الشهرية .لكن انهيار جزء من أحدهذه المنازل الأسبوع الفارط جعل مساكني الجهة يطالبون مرة أخرى بهدمها معتبرين سلامتهم أهم من مشاعر اليهود . *ترهيب الشباب الديمقراطي التقدمي: لا تزال السلط الأمنية بقابس تواصل ترهيب الشباب د ت خاصة المنضمين منهم حديثا للحزب و ذلك بملاحقتهم و إيقافهم بعد خروجهم من المقر للتثبت في هوياتهم و من ثم الاتصال بعائلاتهم للضغط عليهم و الانسلاخ من الحزب.
بيـــــــــــــــــان
يهمني أنا عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس شاكر عواضي ان اتوجه الى الراي العام الطلابي والوطني بالبلاغ التالي: على اثر تعليق بيان عودة جامعية من قبل الاقلية المنشقة عن الاتحاد العام لطلبة تونس بامضاء مكتب فيدرالي صوري بكلية العلوم بتونس وذلك يوم الثلاثاء 02/10/2007 وقعت مشادة بين عناصر من هذه المجموعة ومناضلي الاتحاد بالجزء المذكور الذين دافعوا على منظمتهم وعلى خيار التوحيد النقابي والمؤتمر الموحد،قامت هذه المجموعة اليوم الخميس 04/10/2007 بتجميع كامل عناصرها بالبلاد من طلبة وغير الطلبة وداهموا كلية العلوم مهددين باستعمال العنف مع بعض المناضلين الا انهم اصطدموا بمناضلي الاتحاد بالجزء مسنودين بالطلبة الذين عبروا عن دعمهم لمشروع المؤتمر الموحد وطردوا هاته العناصر وخاصة الغريبة منها على الفضاء الجامعي. وبناءا على ما سبق يهمنا ان نعلن عن الاتي تمسكنا بخيار المؤتمر الموحد كمخرج حقيقي لازمة الاتحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلابية عموما. استعدادنا للدفاع عن اتحاد موحد،ممثل،مستقل وديمقراطي بكل الاشكال والوسائل. نعلن عزمنا التصدي لكل محاولات الهروب الى الامام ومساعي افشال المؤتمر الموحد مهما كانت الجهة الواقفة ورائها. نبذنا لكل اشكال العنف اللامسؤول وتمسكنا بالحوار الجدي والمسؤول نهجا لتسوية كل الخلافات. ختاما نهيب بكل القوى التقدمية الوقوف الى جانبنا في الدفاع عن اتحاد مناضل،موحد،ممثل،مستقل وديمقراطي والوقوف امام كل محاولات الهروب الى الامام من قبل اي كان الاتحاد العام لطلبة تونس عضو المكتب التنفيذي شاكر العواضي
كلمات من رصاص ومشهد من جمر
د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr أنصتوا معي إلى هذه الكلمات وأقول أنصتوا وأعني ما أقول وأنا أعلم أني أدعوكم إلى قراءة جمل وفقرات وسطور، أدعوكم أن تعيشوا هذه الكلمات المشتعلة، هذه الخناجر المفتوحة، هذا الصراخ الذي يمزق الأبيض والأسود ولا يسمح للفجر بمكان للطلوع، لا يترك ستارا ولا ضياء إلا عبره دون تحفظ ودون استئذان… إقرأوا معي هذه الكلمات من الرصاص وأرجو أن تكملوا الفقرة ولا تتعثروا في تضاريس الندم والحيرة، ودون الإحساس بالغثيان والدوار وبالحياء…أرجو أن لا تتوقفوا في الطريق وأن تبادروا بالتساؤل : من أنا وعلى أي أرض أقف وما هو دوري في الحياة؟؟؟… هل أعلن إفلاسي أمام العامة أم انسحب القهقرى وأنا ألعن كل حرف لا يحمل نقاط رجولة ومروءة وكرامة!!!، أنصتوا رحمكم الله :[1]
” [إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير[2]. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق..، تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة والأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته…. أمراض كثيرة، أمراض المعدة، و أمراض المفاصل وغسل الكلي و حالات فشل تام وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض… إخواني الكرام”ارحموا عزيز قوم ذل” مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها و من كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم…. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا و لكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون و الدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم..] “ هذه هي القصة، قصة مواطن بلا وطن، قصة سجن بلا سجان، قصة تقطر ألما وعجزا… فماذا نحن فاعلون؟ كلماتي وندائي ليس موجها إلى فئة دون أخرى، بل هو موجه إلى كل قلب سليم، حاكما كان أو محكوما، عارض أو لم يعارض، في أي موقع كان، وبأي خلفية يفكر.. الجميع يحمل قسطا في الإجابة والجميع مدعو لمرآة ضميره، الجميع مدعو للوقوف يوما أمام شهادة التاريخ قبل الوقوف أمام الله! تعست السياسة وكل مقارباتها إذا لم تؤدي إلى رفع مظلمة ومد يد الرحمة لمن يطلبها!! إلى الجحيم كل المواقف والممارسات أيا كان مصدرها إذا عجزت أن تكفكف دمعة يتيم وتلبي طلب شيخ أو عجوز مرمي على جانب الطريق. من لهؤلاء البؤساء الذين تنكر لهم أجوارهم في هذا الوطن فما تركوا لهم إلا لباس الحياء والتقوى؟؟؟، من لهؤلاء وليس لهم أبواقا و”أكتاف” ولا حتى ابتسامة رضا وعفو وتجاوز؟… إن المرء ليعجز وهو يرى هذه الوجوه الشاحبة وهذه النداءات العاجزة وهذا الصمت المدقع حول أناس من جلدتنا يسكنون حينا، ويتنفسون هوائنا، ويحملون جنسيتنا، وهم يعيشون بيننا في مستنقعات التشفي والشماتة والموت البطيء، هل أنادي حسبنا الله؟ سوف أنادي ولكن لا تكفي، هل أقول “ما يدوم حال” سوف أقول ولكن لا تكفي.. “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما أنفسهم” ذلك هو ملجئي وعوني ومن هنا نبدأ ومن هنا نقف وأول هذا التغيير هو الكلمة الموقف، الكلمة الفعل. أقف هنا عن الكتابة لأن المقام تجاوزها في هذه اللحظة الزمنية التي تتراوح بين قتامة وسواد وأحزان أريد سقوطهم ونهاية كابوسهم، وبين باب مفتوح على الأمل والظن الحسن في وجوه خير وأيادي بركة، وإني لازلت أعتقد أن التونسي للتونسي رحمة مهما اسودّ المكان وعلاه كثير من الدخان، وأن هذه الأيام المباركة وهذه الليالي العشر الفاضلة خير زمان، لكي لا يبقى تونسي واحد ملقى على طريق اللامبالاة والنسيان.
هـــوامش : [1] رسالة وصلت أخيرا من تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، ونشرتها عديد المواقع التونسية. [2] لقد كتبت منذ سنتين عن هذا السجن الكبير في مقال بعنوان “مأساة السجن الكبير” انظر موقع اللقاء www.liqaa.net ركن اللقاء السياسي. أكتوبر 2007/ رمضان 1427 (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net)
حصـــاد الأسبـــــوع عبد الله الزواري / الحوار نت
1) – علمــت: عند الحديث عن التنقيب عن النفط يذهب الظن بالكثيرين ( في مثالنا التونسي) إلى الصحراء( البرمة) أو الجرف القاري… لكن أن تتحدث عن التنقيب عن النفط وسط مدينة، بل بين الأحياء و المساكن والدور فيبدو الأمر فيه شيء من الغرابة… هذه شركة اتخذت من ضاحية بني فتايل من جرجيس مقرا إداريا محليا و مسرحا للتنقيب عن النفط… بني فتايل منطقة سكنية تمتد دورها من الشعب قرب المستشفى الجهوي إلى حدود الشاطئ و قريبا منها يقع نزل “زيتا”.. و من آثار التنقيب أن تصدعت بعض الجدران… و لم يستطع المتساكنون التعرض لهذه الأعمال بأي شكل من الأشكال…لكنهم لم يكونوا بأرض مضيعة… إذ وجد من بينهم أوروبي سمحت له قوانين البلد بتملك قطعة أرٍض و بناء منزل به.. رأى السيد الأوروبي المخاطر البيئية التي تتهدد بني فتايل فبادر بكتابة عريضة وجمع إمضاءات المتساكنين والحمد لله ما زالت هناك بقية من الشجاعة دفعت عددا من المتساكنين (عشرات..) من التوقيع معه… و قد تكون بعض الجهات قد استاءت كثيرا مما فعل!!! 2)- تدبّرت: “فتنة الإخوان عرس الشيطان” 3) – سمعـت: 1- جمعية حقوقية و إنسانية جديدة رأت النور منذ أيام و لا يملك المرء إلا أن يقول ” زيادة الخير ما فيها ندامة”… 2- في الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والاثنين استمع بحارة تونسيون لهذا الحوار بين حرس سواحل ليبيين في عرض البحر ورؤسائهم: – قبضنا على مجموعة من الشباب متجهين إلى إيطاليا.. ماذا نفعل بهم؟؟؟ – ضعوهم في بيت الثلج – افتحوا الباب عنهم من حين لآخر. انتهى الحوار … ماذا نفعل بهم؟؟؟ سؤال قد تتعدد الإجابة عنه و تتنوع.. أليس كذلك؟؟؟ ألا يكون منها اقذفوهم في البحر.. و لم لا يكون ذلك و عشرات الجثث يلقيها البحر كل صيف؟؟؟ 4) – رأيت: 1- احتفاء بذكرى معركة بدر الكبرى قدم أحد أئمة الجمعة “درسا” سريعا بعدما مهد له المرشد الديني بمعتمدية جرجيس بما رآه مناسبا من ذكر أيادي صاحب التغيير البيضاء على البلاد و العباد و على البر و البحر و على الإسلام من رد اعتبار و.. دام الدرس مع التمهيد ما يقارب 20 دقيقة قسمت بين السيد المرشد و السيد الإمام بالسوية تقريبا…فهل هناك أكبر من هذا الدليل للبرهنة على الاعتناء بالإسلام و الذود عن حياضه؟؟؟ و من شدة انتباه المصلين للمرشد و الإمام أن معظمهم بادر إلى صلاة نافلة العصر بمجرد أن انتهى المؤذن من رفع الأذان تاركين السيد الإمام “يتلو زبوره” رغم انفضاض الناس عنه… 2- في ظل “جمهورية الغد” و في ظل ” دولة القانون و المؤسسات” قد ترى عجبا في كل مكان: في المدرسة أو المعهد، في الشارع، في السوق… قد ترى التجاوزات في كل مكان، و من كثرة ما ترتكب في واضحة النهار أصبح المرء الذي “يتجرأ” على مجرد الملاحظة أو نقد تلك التجاوزات على هامش المجتمع و من الذين لا يفقهون سنن التطور و التمدن و… قد ترى تجاوزات مرورية في كل مكان، لكن عادة ما تكون هذه التجاوزات في غياب الساهرين على المرور من شرطة و حرس… نعم قد يرتكب زملاؤهم أخطر التجاوزات أمام أعينهم لكنهم لا يحركون ساكنا كما قد ترتكب أفظع التجاوزات على متن سيارات مصالح الأمن الرسمية… لكن أن ترى شاحنة تفتقر إلى كل أصناف الأضواء التي يفرضها قانون الطرقات، بل لا تحمل لوحة منجمية إطلاقا و هي تجوب وسط المدينة بل تشق أبرز شرايين السوق الأسبوعية و هي بكل حمولتها و صوت محركها يرعب المارة.. و تصل الغرابة أوجها عندما تمر هذه الشاحنة أمام عون مرور فيتبادل سائقها التحية معه و كأن لا مخالفة هناك.. هذه شاحنة تتبع بلدية جرجيس ومهمتها جمع الفضلات المنزلية – و هي بالتالي تقوم بجزء من عملها قبل طلوع الشمس… لكن يبدو ان السيد رئيس البلدية له من المشاغل الكثيرة ما يجعله لا يتفطن لمثل هذه الشاحنة… رئاسة بلدية و إشراف على مؤسسات اقتصادية مختلفة(صيدلية، مدجنة، دور وشقق للإيجار…) أما مصالح البلدية المختلفة فيصدق عليها “كل فول لاهي في نوارو”… ما لم تصل إشارة من الذين لهم اليد الطولى في كل شيء في ظل دولة البوليس… و إن لم توفر البلدية للسائق المسكين الذي يقود هذه الشاحنة المصابيح الكهربائية كي يتبين طريقه في ساعات الفجر الأولى فهل تراها وفرت له شهادة تأمين و غيرها من الوثائق التي توجبها قوانين البلاد.. و قد تكون لنا عودة للموضوع- إن توفرت الشجاعة – للحديث عن حادث مرور جد منذ أشهر…. هذه صورة أمامية و أخرى خلفية للشاحنة محور حديثنا .. 5) – قرأت: قرأت هذا و قلت هل من يتأكد من صحة استعمالات الكوكا في هذه الأمثلة؟ استعمالات مفيدة للكوكاكولا والبيبسي ** لتنظيف المرحاض اسكب علبة كولا على جوانب المرحاض الداخلية واتركها لمدة ساعة ثم اشطفها. حامض السيتريك الموجود في الكولا سوف يزيل اللطخات والسواد من الخزفيات. ** لإزالة الصدأ- من مصدات الصدمات المعدنية في السيارة امسح مصدات السيارة المعدنية بورق قصدير (ألمنيوم) مكور مغموس في الكولا- لإزالة الصدأ من وصلات بطارية السيارة اسكب علية كولا على وصلات بطارية السيارة واتركها لبعض الوقت حتى تذيب الصدأ من الوصلات. ** لإزالة الشحم والدهون من الملابس اسكب علبة من الكولا على كمية الملابس الملطخة بالدهون ثم أضف الصابون وشغل الغسالة على دورة غسيل عادية. سوف يساعد الكولا على تفتيت لطخات الشحم والدهون. 6) – نقلت: نويت أصلى نويت أصلى نويت أصلى نويت أصلى صرصور دخل يى هرشلي مخي قعدت افلي خربوش خرابش صرصور مهابش وفضلت اهابش ما حد دللى حليت رباطي من تحت باطي لاقدرت اطاطي ولا طلت أعلي حيران يا حالي سهران ليالي وسنين بقى لي مربوط فى ظلي وسألت قال يى شيخنا المصلي أركع ترا تا أسجد ترللى يارب يا للي يارب يا للي زرعت عودي سارح تمللي وعدلت ظهري على سرج مهري وطبعت زهري على خد خلي وحياة ما عشقي متعب ومشقي مهن جرا لي مهن حصل لي لاوهب حياتي وأوصل صلاتي وإلآتي آتي فى يوم تجلي القاهرة / 1974 7) دعــــــــــاء 1- يناسب يوم 10 أكتوبر الذكرى 16 لارتفاع أخينا الشهيد كمال المطماطي… فهل من يعرفنا بالأخ الكريم؟؟؟ عبدالله الــزواري abzouari@hotmail.com (المصدر: موقع “الحوار.نت” (ألمانيا) بتاريخ 4 أكتوبر 2007)
هل حققت هيئة 18 أكتوبر ما انتظره منها الشعب التونسي؟
هل حققت هيئة 18 أكتوبر ما انتظره منها الشعب التونسي؟هل يعتبر الإسلاميين عائق في تطور الهيئة ؟هل ساهم إضراب 18 أكتوبر في إخراج حركة النهضة من عزلتها؟هل البرود في علاقة حركة التجديد بالحزب الديمقراطي التقدمي سببه تحالف الأخير مع الإسلاميين في هيئة 18 أكوبر؟…
كل هذه الأسئلة و غيرها تتبادر في أذهان المتتبعين لمسيرة سنتين من عمل هيئة 18 أكتوبر .تختلف الاجتهادات و الإجابات حول هذه الأسئلة بين مؤيد و رافض لاستمرار الهيئة و تحالف مكونتها ،فهنالك من يستحضر التاريخ ليبرر استحالة العمل بين الإسلاميين و اليساريين ،و هنالك من يرى أن تدهور الوضع السياسي في تونس يحتم هذا التحالف باتفاق جميع الأطراف على تحقيق لأدني السياسي .حسب رأي الشخصي ألاحظ عدم تحقيق الهيئة للمطلوب منها و كان من الأجدر الحفاظ على ما تحقق أثناء فترة إضراب الجوع و عدم تطويره إلى منتدى أو هيئة بتعميق الحوار قبل التسرع في التأسيس الذي نتج عنه تباعد كبير في طريقة النضال و التضحيات بين مكونات الهيئة .فمثلا حركة النهضة غابت تماما في كل التحركات الميدانية و استعملت سياسة المد و الجزر مع السلطة لتستطيع إخراج كل مساجينها من السجون و لها كل الحق في ذلك ،و بالتالي نقف على نوع من الانتهازية و الاستغلال لأن المكاسب المحققة للهيئة لا تسجل لطرف أو آخر بل لكل الأطراف و ذلك من خلا ل التغطية الإعلامية لنشاطات الهيئة عبر جريدة الموقف ،و هنا نقف على مفهوم الاستغلال بتمرير الإسلاميين لأفكارهم و أهدافهم بطريقة غير مباشرة في مقالاتهم حول نشاطات الهيئة و كانت قانونية جريدة الموقف وسيلة هؤلاء للتواصل مع الشعب في غياب فضاء قانوني يحتضن نشاطاتهم.أما حزب العمال الشيوعي رغم عدم وجود وجه الشبه في المقارنة بينه و بين حركة النهضة من حيث الحضور الميداني و المواجهات مع السلطة ، إلا أن موقفه من المشاركة في انتخابات 2009 يجعلنا نتساءل عن المعنى الحقيقي للتحالف بينه و بين الحزب الديمقراطي التقدمي فالأخير يعتبر استحقاقات 2009 فرصة تاريخية لخوض معركة الند للند مع الحزب الحاكم و هنا إذا لم يجد حلفائه في هيئة 18 أكتوبر لمضاعفة حضوضه و رصيده البشري فما جدوى وجوده فيها و تزعمها ،إلا إذ يعتبر النقاشات و تقريب وجهات النظر بين الأطراف مكاسب سياسية تاريخية .
هيئة 18 أكتوبر تفتخر بإصدار و وثيقة 8 مارس “المساواة بين الجنسين” و اتفاق جميع مكونات الهيئة عليها كأنه إنجاز تاريخي سيساهم في إرساء النظام الديمقراطي و إنهاء الحكم الدكتاتوري في تونس ،أين الإنجازات و المكاسب في هذه الوثيقة؟الشعب التونسي يريد إنجازات عملية تحقق و لو بصيص أمل للانفراج و الحرية بالتصدي المباشر و الواضح مع السلطة لا بالنقاشات في المقرات حول المساواة و الضمير و المعتقد……
معز الجماعي
ياسين وعبد السلام.. فخر شباب تونس
سجّلت المواجهة الدائرة بين الحزب الديمقراطي التقدّمي والسلطة تصعيدًا نوعيًا في الأسبوع الفارط، تمثّل في إعتقال،لأوّل مرّة، مناضليْن من الشباب الديمقراطي التقدّمي هما: محمّد ياسين الجلاصي (المعروف بإسم مهدي) طالب سنة ثانية بمعهد الصحافة وعبد السلام العريّض طالب سنة رابعة بكلّية العلوم بقابس.
أوقف عبد السلام يوم الخميس الفارط أثناء مشاركته في إجتماع عام في كليّته، التي طُردَ منها ظلمًا وجورًا السنة الفارطة لمّا تدخّل كنقابي لحلّ إشكال متعلّق بتسريب إمتحانات، بينما إختُطِفَ ياسين في الطريق العام قبل ذلك بيوم، في ظروف ماتزال غامضة الى حدّ الساعة.
لسائل ان يتسائل ماذا يعني إعتقال هذين المناضليْن الشابّبيْن وفي هذا الوقت بالذات؟ خاصّة إذا علمنا انّ السلطة التي لا تدّخر جهدًا لمضايقة نشاط الديمقراطي التقدّمي والتضييق على مناضليه كهولا وشبابًا، كانت في الماضي عادة ما تكتفي بإيقاف هؤلاء أو الإعتداء عليهم لفظيًا وجسديًا دون ان تعمَد الى إعتقالهم.
يُلاحظ انّ عمليّتيْ الإعتقال تأتيان في سياق إشتداد وطيس المعركة بين الحزب والسلطة الحاكمة. معركة برز فيها شباب التقدّمي بجرأتهم وحيويّتهم، ما أعطى زخمًا لصمود مناضلي حزبهم وإلتفافهم حول قيادتهم المضربة عن الطعام، المتمترسة في المقرّ المركزي المُحاصَر بجحافل البوليس السياسي. اذ فرض شباب الحزب في العاصمة والجهات طابعًا جديدًا للإحتجاجات على “التعليمات”، فلم يعودوا يقبلوا بالإنكفاء الى مقرّاتهم تحت تهديد “البلطجيّة” وانّما فهموا انّ أخشى ماتخشاه السلطة هو ان يتعرّف المواطنون التونسيون على وجوه وهويّات هؤلاء المعارضين الذين يسمعون عنهم في الإعلام الأجنبي ولايرونهم في الواقع. فبنزولهم الى الشارع وتصدّيهم لعشوائية “التعليمات” من خلال رفع الشعارات السياسيّة “الحسّاسة” المتعلّقة بالرئاسة مدى الحياة والفساد، يقوم شباب الحزب بإقحام المواطن، على سلبيّته، كعنصر جديد في المعادلة. عنصر يسعى النظام بأقصى جهده الى إبعاده عن الشأن العام وحصره في زوايا “التصوّف” التلفزيوني الرمضاني أو الكروي في سائر الأيّام. وعليه، يبدو واضحًا إذن، انّ الهدف من إعتقال ياسين وعبد السلام هو توجيه تحذير قويّ الى شباب الحزب خاصّة، والشباب التونسي عامّة، بهدف تخويفه من مخاطر العمل السياسي المعارض، وان كان ذلك في إطار حزب قانوني سلمي. وإحباط عزيمة قيادة الحزب ومناضليه وإجبارهم على الإذعان لإرادة السلطة وظلمها.
ليس جديدا ان تكشف السلطة مرّة أخرى عن البون الشاسع بين خطابها المحتفي بالشباب وممارساتها المتنّكرة لأبسط حقوقهم. لكن ما فات مُصدري التعليمات وأوامر الإعتقال هو انّ شبّان وشابّات الحزب الديمقراطي التقدّمي هم من خيرة أبناء تونس. تربّوا على عشق الحرّية والكرامة، تغذّوا من معاني كلمات أبو القاسم الشابّي ومحمود درويش وألحان مارسيل خليفة والشيخ إمام، تعمّدوا في ساحات النضال من أجل تونس وفلسطين والعراق وكلّ قضايا المضطهدين وتشرّبوا معاني التضحية والصمود من تاريخ بلادهم وأمّتهم ومن خلال معايشتهم لمناضلات ومناضلين صادقين من طينة ميّة الجريبي وأحمد نجيب الشابّي والعيّاشي الهمّامي وراضية النصراوي ومحمّد عبّو وغيرهم من فرسان الحرّية في بلادنا. تحيّة الإكبار والوفاء الى مهدي وعبد السلام والى كلّ رفيقاتهم ورفاقهم الديمقراطيين التقدّميين الذي لاشكّ سائرون على نفس الطريق حتّى يتحرّر أسرهم وأسر الوطن.
غسّان بن خليفة
رد على “المعارضة و “النبش في النوايا”
طالعت بانتباه شديد المقال المنشور بجريدة الشروق ليوم 27 ـ09 ـ07 في الصفحة 18 بقلم السيد خالد الحداد تحت عنوان “المعارضة و “النبش في النوايا” “.و إسهاما في النقاش و توضيحا لبعض المسائل أرجو التفضل بنشر الملاحظات التالية:
1 ـ تساؤلات مشروعة:
جاء في المقال “هذا خلاف بين مالك و متسوغ حول خرق لفصول واضحة في عقد الكراء: ما صلة هذه المسألة بالوضع السياسي في البلاد و آفاقه المستقبلية و ما علاقة ذلك بلغة التصعيد و التشكيك و الدخول في تحرك احتجاجي ضبابي و غير مفهوم”.و يبدو مقال السيد خالد الحداد متطابقا مع وجهة النظر الرسمية في لزوم وضع الحياد الزائف حينما يتجاهل أن الحزب الديمقراطي التقدمي كان قد تسوغ العقار منذ ثلاثة عشر سنة فهل نشأت فجأة مصلحة تقتضي التحرك للتقاضي لو لم تكن السلطة هي التي ضغطت على المالك في نطاق تضييقها المتواصل على الحزب الديمقراطي التقدمي (تعطيل مصيف الشباب الديمقراطي التقدمي ببرج السدرية و خلع سيارة الأستاذ الشابي من الجهة الأمامية بمدينة نابل أواخر شهر أوت الماضي) ؟ و يعرف القاصي و الداني أن ذلك المقر هو مقره بما فيها الحكم الذي وجه الدعوة للأمينة العامة للحزب لحضور ندوة التكوين المهني يوم 6 فيفري الماضي حسب عنوان ذلك المقر و لماذا يعاد تحريك الدعوى بعد تجميدها منذ شهر أفريل الماضي لما هدد الحزب في حينه بالدخول في إضراب عن الطعام للدفاع عن حقه الطبيعي في العمل السياسي؟ثم بماذا نفسر تزامن تحريك هذه القضية مع حملة شعواء على مقرات الديمقراطي التقدمي في الجهات لعل آخر مظاهرها استمرار تعطيل نقلة مالك مقر جامعة ولاية توزر إلى ولاية بنعروس حتى يوم الناس هذا؟يسعى الفريق الحاكم إلى المحافظة على حالة الفراغ السياسي حوله لتبرير الانتخابات التسعينية الرئاسية و التشريعية و ذلك ضمن مناخ اقتصادي و اجتماعي و سياسي سمته الرئيسية الإخفاق الشامل حيث تتعمق حالة فقدان السند الداخلي و العزلة الخارجية و تحل نزعة المحافظة على السلطة محل الانطلاق في الارتقاء بالبلاد نحو الإصلاح الحقيقي وتتنامى وتيرة الانزلاق نحو الرئاسة مدى الحياة و تفشي الفساد و هدر الأموال العمومية(مدرسة قرطاج) وغياب الشفافية في المعاملات المالية (قائمة 127 رجل أعمال و أصحاب مؤسسات و قروض بما يتجاوز 6000 مليار من المليمات التونسية حيث طالب الحزب الديمقراطي في حينه بتشكيل لجنة تثبت من حالة الجهاز المصرفي التونسي) و انتهاك حقوق الإنسان(شهادات مساجين النهضة و تقارير المنظمات الحقوقية) على أوسع نطاق. يتجاهل السيد خالد الحداد أن للفريق الحاكم أزمات مع كل من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث يكلف القضاء الهيئة المديرة بعقد المؤتمر السادس و يمنع انعقاده في قرارين قضائيين و مع جمعية القضاة حيث انقلب على الهيئة الشرعية للجمعية و شرّد أعضاءها بعد أن إفتك مقرها بالقوة و منع عقد مؤتمر نقابة الصحفيين و أذاق المحامين من الضرب ألوانا و منع أنشطة جمعية النساء الديمقراطيات و شوه نضالات النقابيين من أجل مطالبهم المشروعة خاصة من رجال التعليم بكافة حلقاته فضلا عن حرمان قائمة طويلة من الأحزاب و الجمعيات و الشخصيات الإعلامية و الأكاديمية من العمل القانوني.فهل أن السيد خالد الحداد المتابع و المحلل لتطورات الساحة الوطنية لا يرى صلة بين إجلاء الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي بعد بروز مساهمته في حراك 18 أكتوبر و رفضه المبكر للرئاسة مدى الحياة و حملة المناشدة للولاية الخامسة(أنظر اللائحة السياسية لمؤتمر نابل ديسمبر2006)وتأكد قدرته الفائقة على إحتواء و امتصاص ضغوطات مناخ انتهاك الحريات و غياب التمويل العمومي و تعطيل جريدة الموقف و ملاحقة التمدد الشبابي للحزب و التعقب الأمني لقياداته و كوادره و بين الوضع السياسي بالبلاد و آفاقه المستقبلية ؟ العلاقة واضحة يا سيد خالد إلا لمن يرى بعيون رسمية.
2ـ في تحديد وظيفة المعارضة:مجهود غير موفق.
اجتهد صاحب المقال في تصنيف الأحزاب و انحاز لمن تخلى عن الدور الطبيعي للمعارضة ـ وله مطلق الحق في الاختيار ـ حيث حدد وظيفة المعارضة في تقديم الاقتراحات للمؤسسة الرئاسية و للتذكير فإن مطالب المعارضة لا تتحقق بمجرد رفعها للمؤسسة الرئاسية و إنما تتحقق بتعبئة الرأي العام الوطني و الدولي ضد من يقف عقبة في وجه إقرار الحق في الإعلام الحر و الحق في التنظم الحزبي و الجمعياتي و العفو التشريعي العام كمدخل لإنجاز الإصلاحات الدستورية و التشريعية الكفيلة بالانتهاء إلى دستور يتضمن حكومة مسئولة أمام برلمان تونسي فعلا يمثل كل التيارات السياسية بالبلاد و قضاء مستقل و محكمة دستورية تراقب مدى تطابق القوانين مع الدستور و قوانين منظمة للحياة السياسية تقوم على الإعلام و ليس على نظام الترخيص المسبّق لأن الحكومة لا تملك حق تمتيع أو حرمان التونسيين من حقوقهم الطبيعية بل يكتسبوا حقوقهم ـ سواء رضيت الحكومة أم لم ترض ـ انطلاقا من عضويتهم في المنتظم الوطني . سوف تنتقل بلادنا للجمهورية الديمقراطية و ترمي الاستبداد وراء ظهرها لما توفّق قوى المعارضة الحقيقية ( ليست معارضة الديكور التي ربطت مصيرها السياسي بمصير الحكم ) في تشكيل الجبهة الديمقراطية الوطنية, هذه هي المعارضة التي ستنقل البلاد للديمقراطية فهل تستطيع المؤسسة الرئاسية مناقشة هذه القضايا مع كل مكونات المجتمع التونسي دون أي وجه من وجوه الإقصاء أو الاستثناء ؟إذا كان الجواب نعم فإن مستقبلا زاهرا لهذه البلاد أصبح على مرمى حجر أما إذا كانت الإجابة لا وهي واضحة فإن مسؤولية تردي الأوضاع تتحملها السلطة بانغلاقها على مطالب المجتمع و ركونها للحل الأمني.فهل مطالب المعارضة خالية من هموم المواطن و تطلعاته؟و هل انتظارات السيد خالد الحداد قبيل أسابيع من “الحدث” المهم و معها مطالب المعارضة تتطلب عشرين سنة لكي تتحقق ؟ و إذا لم توافق الحكومة على إصدار العفو التشريعي العام الذي ينعقد حوله إجماع وطني فهل ستتواصل مأساة المساجين السياسيين و مساجين الرأي الذين تنكر الحكومة وجودهم ببلادنا ؟ ماذا نسمي مساجين حركة النهضة و حزب العمال و كل من لحقه التعسف و فقد حقوقه المدنية و السياسية على أساس سياسي, و إذا رفضت الحكومة إسناد التأشيرة القانونية لجمعية أو حزب هل يحرم المؤسسون من حقهم في المشاركة الحرة في الحياة العامة؟ أخيرا هل يبقى التونسيون تحت قصف الإعلام المتخلف و الخشبي لقناة 7 و أخواتها المرئية و المسموعة و المكتوبة إذا واصلت الحكومة رفض إسناد الترخيص للعديد من الكفاءات الإعلامية و الأكاديمية التونسية؟ نريد من السيد خالد الحداد و غيره ممن يذهب مذهبه إقناعنا بعد هذا العرض و ليفتح الحوار الحقيقي إن الديمقراطية يا سيد خالد تعني جملة مؤسسات و تشريعات المناخ السياسي الضامنة لممارسة الحق في التغيير و ليس الحق في نقد الحاكم فقط . الحكومة التي خصخصت أمر الدفاع عن موقفها السياسي و أوكلت الحديث باسمها للخواص تخشى المعارضة و الرأي العام لأنها تعرف تواضع رصيدها فلا يبقى لها سوى عقلية الإملاء و الفرض و النهج الأمني التسلطي.
3 ـ مبررات مكررة: لا صوت يعلو فوق صوت بقاء الحكومة تحكم
يبرر السيد خالد الحداد للحكومة حجبها الحريات عن مواطنيها وبالتالي يدين تمسك المعارضات المستقلة ببرنامج الانتقال للديمقراطيةو يحاول إقناعنا بالموجة الاستعمارية الجديدة ( العراق و فلسطين و لبنان)و خصائص وضع المستويين الإقليمي و الدولي ثم تنامي تيارات السلفية الجهادية و أخيرا” تغيرات سوق الشغل و التهاب أسعار النفط و جل المواد الأولية والتي لها انعكاسات على مسار التنمية و التقدم”.ولاشك أن هذه الوصفة المتكررة عند كتاب الدفاع عن الحكومة ( وكل الحكومات العربية ) قد أصبحت اسطوانة مشروخة تستل كلما تصاعدت نضالات المعارضة الديمقراطية و شددت من ضغوطها على الحكم الفردي المطلق و الحال أن هذه “التحديات” لا يمكن لفريق سياسي بمفرده التصدي لها و مجابهتها بل تتطلب توافقا وطنيا عريضا يحضى بالدعم الشعبي الضروري و بالمشروعية القانونية وعلى حكام الاطلاق الاقلاع عن التذرع بها لحرمان الشعب و قواه الديمقراطية من الحريات لأن الأوطان لا تحمى بالرعايا و إنما بالمواطنين الأحرار و ليس من قبيل الصدفة أن يقترن رفع التحديات التنموية في العديد من تجارب البلدان الصاعدة بانخراطها في مسارات الإصلاح السياسي في مختلف أبعاده و أن الحكومة الفاقدة للشرعية هي المعرضة أكثر من غيرها للابتزاز الدولي و ارتهان قراراتها السيادية للدوائر المالية و السياسية الأجنبية و إذا ماكان هناك من حديث عن تحولات المحيط الإقليمي فإن الحكومة التونسية تعيش ضمنه في وضع الاستثناء و أشبه بالجزيرة المعزولة قياسا للتجارب الموريتانية و المغربية و حتى الجزائرية, أما عن وصمة بطالة حاملي الشهادات الجامعية فهي العنوان الأبرز للإخفاق المدوي للسياسات الاقتصادية و الاجتماعية الأحادية و المملاة من قبل الدوائر المالية العالمية. لقد أضاعت الحكومة العديد من الفرص للارتقاء بالبلاد إلى أعلى المعدلات التنموية إلا أن الإصرار على احتكار الحياة السياسية و الدفاع عن مصالح الأقلية في المجتمع قد صنع من الجهة المقابلة احتقانا اجتماعيا متناميا جسدته الحركة الاضرابية العائدة و توسعا لتأثير المعارضة المستقلة ما يؤكد قصور المعالجة الأمنية للقضايا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و لاشك أن دروس أحداث سليمان نهاية السنة المنقضية و مطلع السنة الجارية تثبت عقم سياسة النعامة.
محمد الهادي حمدة
على خلفية صفحة “الهيرالد تريبيون” عن التعليم في تونس، هل تعتذر “لابراس” لقرائها؟
الإعلام الحكومي.. والتضليل عيني عينك
بقلم: اياد الدهماني طلعت جريدة “لابراس” الحكومية الصادرة باللغة الفرنسية، في طبعتي يومي الأحد والإثنين 23 و24 سبتمبر على قرائها بمقالين طويلين عريضين، يفيضان فخرا واعتزازا -اتضح فيما بعد أنهما لا يستندان إلى أي أساس صحيح- بمناسبة تخصيص صحيفة “الهيرالد تريبيون” الأمريكية لصفحة كاملة للإشادة بإنجازات الحكومة التونسية في قطاع التعليم، الامر الذي دفع ببعض المشرفين على عدد من المواقع التونسية على شبكة الانترنت (وخاصة موقع “نواة” المحجوب في تونس ) إلى البحث عن الأصل الأنجليزي بغية نشره. إلا أن عمليات الاستجواب المتكررة لمحرك بحث موقع الصحيفة الأمريكية الالكتروني لم تعط أي نتيجة، ليتبين في الختام، وبالأدلة القاطعة، أن “الهيرالد تريبيون” لم تنشر أي مقال صحفي يشيد بوضع التعليم في بلادنا، وإنما باعت مساحة إعلانية بحجم صفحة كاملة حول التعليم في تونس، وهو الأمر الذي تؤكده زيارة سريعة لصفحة الواب التي تخصصها “الهيرالد تريبيون” لأجندة الإعلانات على صفحاتها، بحيث يتطابق الحجز الإعلاني مع تاريخ صدور “الإعلان/المقال” . (انظر الصورة المرافقة: على الرابط التالي: http://pdpinfo.org/articlear.php3?id_article=6031 ) إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، أو كنت تدري فالمصيبة أعظم، إذن، هكذا نكتشف، أن الصحفيين الأمريكيين، خلافا لما روجت له جريدة “لابراس” الغراء، وغيرها من وسائل الإعلام الحكومية، والنصف حكومية، لم ينبهروا بمستوى التعليم في تونس، ولم يقولوا، لا سرا ولا جهرا، أن التعليم في بلادنا “عصري، فعال ومستقبلي”، ولا أن النظام التعليمي عندنا “جاهز لمواجهة التحديات”، وأن كل ما في الأمر حملة دعائية مدفوعة الأجر، كتلك التي تقوم بها شركات مستحضرات التجميل أو الملابس الداخلية أو غيرها لا أكثر، سواء كان ذلك من جيب الحكومة (بالأحرى المواطن التونسي) أو من جيب فاعل خير مجهول، قادر على دفع مبلغ يعادل 107 آلاف دينار بالدولار الأمريكي، ويعنيه بشكل خاص تلميع صورة آداء حكومتنا في هذا المجال. مما يجعلنا نجد أنفسنا أمام احتمالين كلاهما مفزع، فإما أن جريدة “لابراس” الغراء لم تكن تعلم أن الحكاية وما فيها مجرد إعلان اشهاري مدفوع الأجر وبالتالي فإن هذا الجهل بخبايا الأمور، من طرف الصحيفة الحكومية سيلقي ظلالا كثيفة من الشك على الآداء الإعلامي لأهم مؤسسة صحفية حكومية مكتوبة، حيث لم تكلف نفسها حتى عناء أبسط قواعد التحري قبل قرع طبول الفخر والإعتزاز وهو ما يعني أيضا أنه سيكون من الواجب عليها الإعتذار لقرائها عن مثل هذا الخطإ الفادح، من باب النزاهة المهنية على الأقل. أما الإحتمال الثاني والأخطر، فهو أن تكون الصحيفة على علم بخبايا الأمور، وهو أمر يرجحه الكثيرون، مما يعني أنها قد تكون انخرطت بشكل واع في عملية التضليل. بحيث يتم إيهام التونسيين أن العالم يولي اهتماما كبيرا لانجازات التعليم في تونس ، بينما قد لا يتجاوز الأمر مجرد عملية احتيال رمزية يتم تمويلها من جيب المواطن المسكين، الذي سيكون عيه أن يدفع أولا، ثم يصفق ثانيا. التلميذ التونسي في المرتبة الأخيرة، أما إذا عدنا إلى مناقشة محتوى الصفحة الإعلانية، المطابق بشكل يكاد يكون حرفيا لخطاب الدعاية الرسمية، فإن عددا من الملاحظات تسترعي انتباهنا فكاتب “الإعلان/المقال”، ينسى أن يخبرنا أن آخر تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE، حول التعليم في بلادنا جاء في إطار مشروع PISA لقياس قدرة التلاميذ على حل المسائل، وينسى بالتالي أن يخبرنا أن هذا التقرير الصادر في 2004 يضع مستوى التلميذ التونسي في آخر ترتيب قائمة تضم 40 دولة تم اختبار تلاميذها في إطار هذا المشروع، متأخرا بشكل كبير عن مستوى تلاميذ دول نامية أخرى مثل سلوفاكيا، والمجر، وبولونيا، وصربيا، والأوروغواي، وتركيا، والبرازيل، واندونيسيا إلخ. مما يجعلنا نتساءل عن مدى نجاح هذا النظام التعليمي، الذي يفشل في إعطاء تلاميذه الدرجات المعرفية اللازمة لحل مسائل رياضية ومنطقية، حيث نجد أن 5 بالمائة فقط من التلاميذ التونسيين ينجحون في الإجابة بنجاح على مسألة من مسائل إختبار PISA ذات مستوى صعوبة من الدرجة الثانية أو الثالثة حسب سلم تقييمات المشروع، في حين تتجاوز هذه النسبة الـ70 بالمائة في كل من كوريا وفنلندا وهونج كونج واليابان، ويبلغ متوسط هذه النسبة لاجمالي الدول المشاركة الـ50 بالمائة. ولا نتصور أن أحدا يمكن أن ينفي أن تحديد قدرة التلاميذ في منظومة تعليمية ما على حل المسائل الرياضية والمنطقية، إنما هو مؤشر أساسي في قياس مدى نجاح هذه المنظومة. مما يضع خطاب الزهو الحكومي من جديد في مربعات الإستفهام. أما التناقض الثاني، فمأتاه أن “المقال/الإعلان” يمتدح النظام التعليمي في تونس من خلال الإشارة مثلا إلى أن تونس “تصدر الأطباء والمهندسين إلى جنوب اقريقيا وأوروبا”، وهو أمر صحيح ليس بوسع أي كان إنكاره، غير أن ما يتم التغافل عنه هو أن هؤلاء لم يدرسوا في “مدرسة الغد” التي تمثل منذ سنوات المحور الأساسي في خطاب الحكومة في علاقة بإصلاح التعليم، وإنما في نظام تعليمي سابق، بل في نفس النظام التعليمي السابق الذي تعطي عنه “الخطة النتفيذية لمدرسة الغد 2002-2007” صورة سلبية، حيث تشير هذه الخطة في تقييمها له إلى أنه “مطبوع بـضعف مردود المؤسسة التربوية”، و”بضعف مكتسبات التلاميذ”، و”بالمركزية المفرطة في تسيير النظام التربوي”، إضافة إلى “غياب الإحتراف”، و”غياب الثقافة التقييمية”. مما يجعلنا أمام ازدواجية في الخطاب وفي التقييم في علاقة بالنظام التعليمي السابق لخطة مدرسة الغد. الأكيد هو أن مسألة التعليم لأهميتها، تستحق حوارا وطنيا، وكان من الجدير إبعادها عن دائرة الدعاية السياسية، وتشريك كل الطاقات في صياغتها وتقييمها، من حيث أنها ترسم الطريق الذي نريده للأجيال القادمة، كما أنه لا شك في أن عددا من الإصلاحات التي تم إحداثها كانت في محلها – على الأقل في التصور النظري وعلى الورق- مما يعني أنه لابد من متابعة مردودية هذه الإصلاحات من خلال انخراط كل الأطراف في تنفيذها. أما أن يتم إنفاق 107 آلاف دولار لإيهامنا بأن جريدة أمريكية تعترف بإبداعات الحكومة في هذا المجال، فهو أمر لا يعدو أن يكون مجرد ضحك على الذقون، حيث كان من الأحرى استعمال هذا المبلغ لتعزيز العائلة التربوية بطاقات تعليمية جديدة، ولم لا فض مشكلة الأساتذة المتعاونين الذين تم طردهم مؤخرا، بدل محاولة إيهامنا بانتصارات وهمية. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 3 اكتوبر 2007)
من هؤلاء، ومن أين وردوا علينا؟!
كتبه : عبدالحميد العدّاسي
كان من تقليد كليتنا إرسال طلبة المرحلة النهائية خارج البلاد في رحلة دراسية ترفيهية نفعية. وقد صادف ذات مرّة أن كانت الرحلة إلى البقاع المقدّسة ممّا أدخل البهجة والسرور على أغلب الطلبة المعنيين بالسفر، حيث اغتنموا ذلك لأداء العمرة. غير أنّ طالبا قد امتنع عن السفر بحجّة أنّه لا يريد زيارة الأماكن المقدّسة لسبب واحد هو عدم إيمانه بتلك الشعائر التي يأتيها المسلمون من أبناء وطنه التقليديين. وكنّا يومها صغارا، وكنّا نراه بفضاء الكلّية يحاول قتل وقته في غياب أقرانه المعتمرين. ولعلّ البعض منّا وصفه لشدّة وقع المفاجأة عليه بأبي لهبِ تلك الدورة. تذكّرت هذه الحادثة وأنا بصدد قراءة البيان الختامي للمبادرة الديمقراطيّة ثمرة الندوة السياسية التي تمّت بتونس العاصمة يومي 18 و19 ديسمبر 2004، وبالضبط لمّا مررت بهذه الفقرة “إن التجربة الثرية التي تخوضها المبادرة منذ بضعة أشهر مكنت من المساهمة في توضيح الرؤية تجاه ضرورة رفض أي وضع يتواجه فيه مداران أولهما النظام الحاكم ومن يعمل معه من أحزاب وتنظيمات وغيرها وثانيهما تنظيمات الإسلام السياسي ومن يعمل معها من أحزاب وشخصيات ومجموعات. وجاءت المبادرة لترفض مثل هذا الوضع الذي يجعل الشعب والبلاد رهينة بين مشروعين استبداديين معاديين للحرية والمساواة والعدالة والكرامة”… وهنا لا بدّ أن أعود ثانية إلى الحديث عن تلك المجموعة المعتمرة فأبيّن بأنّ الكثير من عناصرها لم يكونوا من المصلّين، ولكنّهم استبشروا بالعمرة ورأوا فيها مفتاحا على الخير فبادروا بتعلّم الصلاة وحفظ أركانها قبل السفر إلى البقاع المقدّسة، شأنهم في ذلك شأن “من سلك طريقا يلتمس فيه علما” فكان جزاؤه أن “سهل الله له به طريقا إلى الجنة”. وبالفعل فقد ثبت الكثير منهم على طريق الخير (نسأل الله لهم ولنا حسن الخاتمة). أقول بعد هذا، بأنّ اختلاف الإسلاميين مع النّظام الحاكم لم يكن يوما بسبب إنكارهم عليه دينا جديدا غير دين آبائهم وأجدادهم فهو وإن دلّس في الكثير من الأشياء، فإنّه لم يصرّح بأنّه بدّل، بل كان الاختلاف معه لإتيانه محرّما بشعا كثيرا ما نبّه إليه الله سبحانه وتعالى “يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا” فهم يعيبون عليه ظلمه الفاحش أحيانا كثيرة في حقّ النّاس، من المساجين والمبعدين والمحرومين وفي حقّ نفسه كذلك إذ الظلم ظلمات يوم القيامة. وهم يختلفون معه لوقوفه سدّا منيعا أمام حرّية التعبير وحرّية التديّن واللباس والتنقّل وحريّة العمل والتجمّع. وهم يؤاخذونه على السير بالبلاد نحو الانحلال القيمي والتردّي الأخلاقي المفضيين إلى الجريمة وسوء الجوار (يكفي الرّجوع إلى الصحف المحلّية للوقوف على المستوي المتدنّي للعلاقات الأسريّة والاجتماعية). ولكنّ النّظام الحاكم يظلّ قابلا للتدارك إن هو تفطّن إلى ما يجمعه بأهله من التونسيين المسلمين، إذ بيّنت الأحداث أنّ الدخلاء لم يرعوا مصلحة أو يحفظوا ذمّة أو يرقبوا قرابة أو حِلفا. وأحسب أنّ هؤلاء “التقدّميين” الذين أحسنوا اختيار الألفاظ تحسّبا للقاصرين في الفهم أمثالي حيث يؤكّدون على “ضرورة رفض أي وضع يتواجه فيه مداران …” هم ألدّ أعداء الحريّة والديموقراطيّة بل لعلّهم من نفس تلك الطينة التي خُلق منها ذلك الطالب الممتنع عن العمرة، بل لعلّ منهم من هو من طينة أخبث كتلك التي صُنِع منها هذا الذي أكّد علي أنّ الوحي لم يعد مصدرا للحقيقة ولا للشرعية (هو أحد المشاركين الجدد في تعديل المناهج الدراسية في تونس) *… نعم، هم كذلك طالما ظلّ الإسلام هو خصمهم وطالما ظلّت تنظيماته – والمجتمع التونسي بما في ذلك النّظام تنظيماته– هي أعداءهم. ولن يمنع مِنْ تبَيُّنِ معدنِهم تعبيرٌ أرادوه للتضليل “الإسلام السياسي”، فالإسلام شهادة وصلاة وصوم وزكاة وحجّ وسياسة وحكم ومعاملات وعلم وعلاقات دوليّة وقوّة ردعيّة، وهو حرّية ومساواة وعدالة ورجولة وكرامة لا يفقهها من تتلمذ على نسل ابن سلول فعلّم (من العلامة) الإسلام بالاستبداد… المجتمع التونسي اليوم بين تجبّر حاكمه وضلال الكثير من مثقّفيه، هؤلاء الذين أخرسوا ألسنتنا أمدا طويلا، وهم يصنعون من الديمقراطيّة صنما كعجل السامري ما لبث أن تحطّم على عتبات العراق النّازف… وإذا كانت الديمقراطيّة كما يفهمها أهلها في بلاد الغرب وسيلة تمكّن من حفظ الحقوق وتجعل الجميع متساوين أمام القانون الذي لا بدّ أن يصوغه الشعب نفسه، فإنّها بهذا التعريف وهذا الفهم لا يمكن أن توضع بين أيادي من يعتبر دين أهل البلاد استبدادا… وإذا كان التونسي حييّا مسالما صالحا في أصله فلا أحسب أنّه يغيب عنه حديث الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم حيث قال في أجابته لزينب بنت جحش رضي الله عنها لمّا سألت: أنهلك و في الصالحون؟ قال: “نعم إذا كثر الخبث” ولا أحسب هؤلاء إلاّ من الخبث … ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) أخذت الجملة بتصرّف من مقال “الوحي لم يعد مصدرا للحقيقة وما استقر لم يعد بالإمكان مقنعا!” للأستاذ منتصر حمادة ورد بجريدة القدس العربي ملحوظة: كتبت هذا النصّ قبل أكثر من سنة ونصف ونشر يوم 6 يناير (جانفي) 2005 على صفحات تونس نيوز، وقد رأيته مناسبا مع ما دعت إليه هيأة 18 أكتوبر في بيانها الأخير فرجوت إعادة نشره.
يوم القدس العالمي يوم وحدة المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7)
الحمد لله الذي يؤمن الخائفين و ينجي الصادقين و يرفع المستضعفين و يضع المستكبرين و يهلك ملوكا و يستخلف اخرين و الحمد لله قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين.
اللهم صلي على محمد عبدك و رسولك و امينك و صفيك و حبيبك و خيرتك من خلقك و على اله الكرام الطيبين الطاهرين و على اصحابه الاخيار المنتجبين و على اتبابعهم باحسان الى يوم الدين.
يوم القدس, اخر جمعة من شهر رمضان شهر الرحمة و الغفران و شهر الجهادو التقوى, القدس اول القبلتين و ثالث الحرمين و موضع معراج الرسول و اجتماع الانبياء و المرسلين و عاصمة ارض فلسطين. ان يوم القدس هو رمز صحوة وحدة المسلمين و مقاومتهم للظلم و الجور في هذا اليوم المبارك تنطلق القلوب و الحناجر في مشارق الارض و مغاربها صارخة الموت لاسرائيل الموت لامريكا النصر للاسلام.
فلسطين هي القضية المركزيةفي حياة المسلمين منذ 1948 خاضت امتنا اكثر الحروب شراسة في العصر الحديث قدمت الاف الشهداء و ملايين المشردين و اللاجئين و تعيش شعوبنا اليوم محاصرة في قوته مسلوبة الارادة و الحرية ليعيش الصهاينة امنين فرحين بما اتتهم امريكا من امن و نعيم!
اليوم جاء نصر الله و اظهر ابناء الاسلام المحمدي الاصيل اروع ايات الصمود و المقاومة في لبنان و فلسطين و العراق و افغانستان و سورياو ايران الاسلام انه الوعد الصادق ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم.
لقد وقف شعبنا المسلم الابي في تونس بكل فئاته و اطيافه شعبا و حكومة و احتضن المقاومة الفلسطينية و قاوم التطبيع و قدم العديد من الشهداء سقطوا في سبيل تحرير ارض بيت المقدس الى جانب اخوانهم في المقاومة الوطنية في لبنان و فلسطين.
بهذه المناسبة نتوجه بالتحية الى ابناء شعبنا المجاهد الصابر في كل فلسطين و ندعوا حركات المقاومة الوطنية و الاسلامية الى الوحدة و التضامن و نبذ العنف لحل الخلافات و الحرص على الوحدة الوطنية.
نتوجه الى صقر العرب و سيد المقاومة الاسلامية حجة الاسلام و المسلمين السيد حسن نصرالله قائد المقاومة الاسلامية لنعبر له عن تضامننا و وقوفنا مع اهلنا في لبنان في مواجهة الاستكبار الامريكي داعين الله لهم بالنصر و التوفيق.
عاشت فلسطين حرة مستقلة لا شرقية لا غربية وحدة وحدة اسلامية
السيد عماد الدين الحمروني
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 307 على موقع تونس نيوز
رسالة مفتوحة للتاريخ إلى معالي وزير التربية والتكوين حول موضوع التشغيل وشفافية الانتدابات
بقلم محمد العروسي الهاني تونس في 2007/10/04 كنا في سن السابعة عشر عام 1957 في نشاطنا الوطني والسياسي في صلب الشبيبة الدستورية التابعة للحزب الحر الدستوري التونسي الجديد نفتخر ونعتزّ بمكاسب التعليم ومجانيته والدعوة للتعليم مجانا واجباري للذكور والإناث وكنا نتباهى بإنجاز المدارس في الريف والقرى والمداشر وكنا نكبر هذا المجهود الجبار من طرف رجال الحزب الحر الدستوري التونسي ومناضليه وأعضاء الشعب الدستورية في كامل البلاد وكنا نقدّر العاملين على انجاز المدارس في كل مكان وبعد 3 أعوام أخذنا المشغل عام 1960 وأصبحنا في مواقع المسؤولية وواصلنا العمل والبناء بنفس الحزم والعزم والصدق والنضال والتضحية والحمد لله انجز الحزب في مجال التعليم الشيء الكثير وحقق طموحات الشعب التونسي ومقترحات المناضلين ونواب مؤتمر صفاقس عام 1955 الذين وضعوا لائحة هامة تصورا وفكرا وعملا وأنجز حزب التحرير كل ما ورد في لائحة المؤتمر وراهن على التعليم الذي كان الرهان الاكبر والأعظم والأسمى في بداية عهد الاستقلال بفضل حكمة الزعيم العملاق المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. و في سنة 1962 كانت أول دفعة نجحت في امتحان الدخول إلى التعليم الثانوي بفضل خطة الزعيم والحزب وفي عام 1968 كانت هذه الدفعة مرشحة للدخول إلى الجامعة التونسية التي تأسست عام 1966 والحمد لله عام 1972 تخرجت أفواج من شباب تونس المستقلة وأحرزوا على الشهائد العليا وتم استعابهم جميعا في كل الاختصاصات وهل من مزيد ونستطيع أن نقول أن خيرة الأساتذة في الجامعة التونسية واليوم الجامعات التونسية في كل المجالات كانوا من جيل الاستقلال وجيل الجامعة التونسية وهذا اكبر فخر لتونس وللنظام وللحزب محرر الوطن والعباد وقد كسب رهان العلم والمعرفة الزعيم بورقيبة ومن سنة 1972 إلى 1986تخرج من الجامعة التونسية اَلاف الطلبة ودخلوا معترك الحياة في جميع الاختصاصات وكلهم وجدوا الشغل والعناية والدعم وكانت الدولة فخورة بهذا المكسب الهام. وأعتقد أن سيادتكم عند التخرج وجدتم الدعم وأبواب الشغل أمامكم فضلا على المنح الجامعية والدعم في مجال المبيت والأكل بمائة مليم كغيركم من طلبة تونس والعطف والحنان والتقدير من طرف دولة الاستقلال وحزب التحرير ومناضليه وكانت الشعب الدستورية في كل مكان تحيط الطلبة بالعناية والتشجيع والتضامن الإجتماعي لعب دور هام حتى مع بعضهم الذي عندما اشتدّ عوده كشّر على أنيابه ولكن الرئيس الحبيب بورقيبة كان يقول أنها ضريبة نجاح الرهان وقال في خطاب 1974 أثر الغرض في الجامعة معليش هم أبنائنا نتسامح معهم تلك عبقرية القائد العملاق. واليوم عندما أصبحتم وزيرا على حظوظ التربية الوزارة الاكثر حساسية والأكثر اهتمام من طرف الشعب والأكثر قرب لخلجات الشعب وارتباطها الوثيق بكل الشرائح كيف لا وهي وزارة التعليم لكل أبناء الشعب وفلذات أكباده… هذه الوزارة التي يعرفها القاضي والداني منذ 50 عاما هي الوزارة الاكثر عدلا وشفافية في كل مراحل التعليم بدون منازع حتى أن المواطن العادي يطمئن أكثر لهذه الوزارة ولمس وشاهد وعاش وسمع أحيانا أين العامل البسيط والفلاح الصغير والتاجر في الحومة والمواطن الصغير والعاطل عن العمل والفقير أبناهم ينجحون في الباكالوريا للدخول إلى الجامعة. وأحيانا أبناء الولاة والمسؤولين الكبار يخفقون هذه حقيقة نعرفها ..وكذلك في مجال الانتدابات حتى عام 1998 كانت على قاعدة الشفافية والكفاءة العلمية ودون أي تدخل وحسب الأولوية في إسناد الشهائد هذه الطريقة الشفافة كانت هي السائدة مع كل السادة الوزراء الذي تحملوا المسؤولية والأمانة. سيادة الوزير الدكتور، رجاؤنا مزيد إعادة الإعتبار للقيم والصفاء والأخلاق والامانة حتى يأخذ كل تونسي حقه المشروع في الشغل الذي حق لكل شاب ومهنة التدريس للجميع دون أقصاء ولا بد من إعادة توزيع خارطة التشغيل في مجال التربية على قاعدة العدل بين الجهات وخاصة التركيز مستقبلا على الجهات الأقل حظا والتي أولاها العهد الجديد وسيادة الرئيس عناية أبوية خاصة ولديكم مطالب من الريف ومن مناطق الظل التي أعطاها الرئيس لفتة كريمة وعناية فائقة عام 1997 وعلى هذا الأساس راجعوا ملفاتكم ومطالب شباب الريف منذ العام المنصرم 2006 وبعضهم جدّد طلبه هذا العام وهناك وعود حصلت خلال شهر أفريل 2007 من طرف رئيس ديوانكم في الغرض ونحن في عهد الشفافية والمصداقية والرئيس دوما يوصي بالمصداقية والشفافية والاتصال بالشعب والانكباب على مشاغله فهل تعليمات الرئيس تحظى بكل العناية أم ماذا ؟.. لا نريد الدخول في شرح تفاصيل أخرى مع ملاحظة ملحة علمنا أن التعينات مازالت مستمرة في التعليم الابتدائي نظرا للشغور الحاصل وأُحيانا معلمة من قليبية يقع تعيينها في مدرسة الحجارة بالحنشة كما تم يوم 2007/9/29 تعيين مدرستين في نفس المدرسة وأبناء المنطقة في حالة بطالة منذ عام وقد حصل العام الماضي تعيين معلمة في مدرسة المنيهلة يوم 2007/05/15 على حساب معلمة تعمل 8 أعوام معوضة من الجهة مزيد الشفافية حضرة الوزير مع صفاء القلب عند الحوار حتى لا ندفع الضريبة على أبنائنا من جديد و قد لاحظنا أن حوارنا وصراحتنا وكتابتنا في موقع تونس نيوز جلبت لنا بعض المشاكل ودفعت الضريبة العام الجاري أي أبناء الجهة وقع التغافل عنهم لأني كتبت مقالات بصراحة أو ذكرت بعض الحقائق أوكتبت على رأي معيّن أو شكرت شخصا له مكانته واحترام أفكاره لأنه أعطى حق الزعيم الراحل في الحوار التلفزي بقناة العربية في أفريل 2007 وذكرت الدكتور خالد شويكات على وفائه للزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إذا كانت هذه الكتابات محل ماخذ فعلى الدنيا السلام وبالمناسبة استحضرت موقف حصل عام 1979 مع السيد محمد الصياح مدير الحزب الإشتراكي الدستوري والوزير المعتمد لدى الوزير الاول حيث أبناء الحلال سامحهم الله أوشوا إليه بوشاية ضدي فحصل فتور في العلاقة دامت حوالي شهر وكنت حريصا على التمسك بالكرامة وعزة النفس وذات يوم غادرت دار الحزب صحبة زميلي الأخ محمد علي الحبائي كاتب عام الشباب الدستوري بشعبة الصحافة الحزبية وأنا رئيسها وأمام وزارة الثقافة لاحظنا أمامنا السيد محمد الصياح يسير على الأقدام فوقفت حتيى لا أقابله لكن الأخ محمد الصياح بقي واقفا في انتظاري أكثر من 10 دقائق فألحّ عليّ الأخ الحباشي بمواصلة السير وعندما وصلنا إلى المكان الذي وقف فيه الأستاذ محمد الصياح ابتسم وقال يا سي الهاني الأخ الدستوري لا يحمل انفعال أو حقد على أخيه الدستوري واحتظنني بعطف خاص وانتهى الخلاف تلك هي تربية حزبنا وأخلاق المسؤولين نستعرضها اليوم. والله على ما أقول وكيل والله ولي التوفيق. قال الله تعالى : “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” صدق الله العظيم ملاحظـــــة : 6 مطالب من ابناء معتمية الحنشة لديكم منذ عام 2006 : 1 محمد الهادي بوعجيلة – 2- هشام المرداسي – 3 – محمد الشرودي – 4- محمد الفرجاني من رياض بوهلال ووالتدته من الحجارة – 5 – والاَنسة هاجر ونور الهدى وعدد اَخر من المعتمدية لم أستحضر أسمائهم وحتى لوكانوا كلهم من الجهة فلهم الحق في الشغل والتدريس ولو كانوا أبنائي أوأبناء قريتي. و لا فرق بين حرف الحاء و حرف الخاء ة الفاهم يفهم محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354
في منتدى التقدم ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ (1 )
نظم منتدى التقدم بالتعاون مع لجنة مناهضة التطبيع ودعم المقاومة لحزب الوحدة الشعبية بمقر جريدة الوحدة يوم 21 ستبمبر 2007 لقاء فكريا تحت عنوان : ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ شارك فيه عدد من الإعلاميين والمناضلين الحقوقيين والسياسيين، وتولى افتتاحه السيد حسين الهمامي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الذي أوضح أن موضوع هذه الحلقة من المنتدى ليس مرتبطا فقط بما حدث أخيرا من جدل ساخن حول مشاركة جريدة الصباح في مسابقة متوسطية للأطفال حول السلام ترعاها مؤسسة إسرائيلية. مؤكدا حق الشعوب في أي منطقة من العالم في المقاومة، حيث لا يمكن إقامة سلام في ظل احتلال، باعتبار أن السلام المنشود هو السلام العادل، ولئن بيّن التاريخ قيام تفاوض مع العدو بالتوازي مع تواصل المقاومة وحرب التحرير مثلما وقع في الفيتنام والجزائر فإن النصر كان دائما لخيار الشعب والمقاومة و استرجاع السيادة والحقوق. وأكد على ضرورة عدم الخلط بين المقاومة والارهاب الذي أصبح منذ 11 سبتمبر ورقة ضغط وتشويه ضد المقاومة. السيد خميس الخياطي (الكاتب الصحفي والناقد السينمائي) اعتبر أن هذا الحوار المباشر(في إطار منتدى التقدم) بمرجعيات ومفاهيم مختلفة هو حوار غير مألوف في تونس وقد تردد كثيرا في قبول الدعوة، ثم أوضح دواعي دخوله في الجدل الأخير الذي أثارته مشاركة جريدة الصباح في المسابقة المذكورة، مبينا أنه أراد مساندة الصديق والزميل زياد الهاني الذي تعرض لتهجمات مجانية واتهامات وصلت حد التخوين وتأكيد أنه ليس وحده الذي يفكر بتلك الطريقة التي تذكره بما تعرض له هو نفسه من اتهامات منذ سنة 1976 أيام عمله مع مجلة اليوم السابع التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وكذاك في برنامج ثقافي فرنسي وكان يلتقي ويتحاور مع سينمائيين وكتاب إسرائيليين بصفتهم الإبداعية و كان بعضهم يدعو إلى أشياء تطالب اليوم منظمة التحرير بأقل منها ولم يكن يتردد في التعبير بحرية عن رأيه المخالف والمغضب لهم أحيانا (كاعتباره شريط سينمائي حول المحرقة بأنه تسويق للذاكرة) كما تحدث عن زيارته إلى إسرائيل وقد مثلت له تجربة ثرية، أتاحت له دخول أماكن لم يكن يحلم بدخولها ومقابلة أشخاص ما كان له أن يقابلهم. وأبرز انطلاقا من تجربته الشخصية كمثقف تونسي مستقل ليس في بلد مواجهة، وجهة نظره المتعلقة بمفهوم التطبيع معتبرا أنه لا يهم إلا العلاقة بجهات رسمية وممثليها وهذا لم يحصل معه ولا يزال رافضا له. وإذا كان للحوار منطلقات حرة وفردية وقواعد من المساواة وحسن النية و أذن صاغية ورغبة مشتركة في الوصول إلى شيء معين وليس مساومة فإن المفاوضات عمل سياسي مسؤول باسم جبهة أو حزب أو مؤسسة أو حكومة. مبرزا الجانب الحضاري والثقافي في الحوار، حيث تخضغ السياسة للثقافة بمعناها الواسع ويتم التحاور مع الآخر ككائن إنساني كامل. كما أكد أن عملية الحوار ليست استسلاما والحوار مع الآخر ليس تطبيعا، بل هي نوع من المواجهة بمواد وأساليب وبأسلحة أخرى فكريا وإعلاميا ما دام يسمح بمعرفة العدو، ولا يهم الحديث حتى مع الشيطان طالما أن التمسك قائم بالمبادئ الأساسية (حق العودة وإرساء الدولة الفلسطينية و القدس ) كما يمكن من خلال المحاورة إصلاح المعلومة الخاطئة والأفكار المسبقة لدى الآخر الثالث (من غير اليهود) مشيرا إلى الدور القوي للجاليات اليهودية الضاغطة خارج إسرائيل وخاصة في الولايات المتحدة. وأوضح أنه ليس ضد عمل المقاومة شريطة عدم إيذاء المدنيين كما في الأسواق حيث تسبب خسارة كبيرة جدا سياسيا على مستوى الرأي العام العالمي. الأستاذ أحمد الكحلاوي (النقابي ورئيس رئيس اللجنة الوطنية لدعم المقاومة) بدأ مداخلته بالتذكير أن السلام عقيدة وثقافة وعمق إنساني وقيمة متأصلة في الأمة العربية وهي الأكثر استعمالا في العالم لمصطلح السلام. أما على مستوى العلاقات العامة أو الدولية فإن السلام يعني بالنسبة إلينا أن نحترم الآخر ولا نعاديه لأسباب مجانية أو تافهة إذ يقول لنا ديننا (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) ولكنه يدعونا كذلك إلى المعاملة بالمثل في حال إخراجنا من ديارنا، ولأن أشد الظلم هو اغتصاب الأوطان واحتلال الأرض، فإن ما حدث في فلسطين ظلم فادح ، متسائلا كيف يطالبنا البعض بأن نتسامح مع هذا العدو ونتصالح معه وهو يحتل أرضنا ولم يتوقف عن قتل العرب والفلسطينيين منذ ستين عاما بل أكثر، وكيف نمد يدنا لمصافحة جلادنا بدعوى التسامح والسلام. وأكد أن السلام والاحتلال أمران متناقضان لا يلتقيان وحلّ هذا الإشكال لا يتم إلا بزوال أحد التناقضين : إما هزيمتنا وإعلان استسلامنا الذي له مقدمات تبدأ بالحوار وعملية التطبيع مع جيراننا الاسرائيليين، وإما انتصارنا باسترداد حقوقنا… ويرى الأستاذ الكحلاوي أن هدف الأعداء مما يسمى بالسلام هو شرعنة الاحتلال وجعل العرب يعترفون بالرغم عنهم بهذا الكيان المصطنع الذي زرع غصبا فوق أرضنا العربية، والسلام عندهم مجرد مناورة وشعار للاستهلاك الإقليمي والدولي و ترهات لربح الوقت ومزيد استيطان الأرض وهدم بيوت الفلسطينين وإلحاق الأذى، أما المفاوضات فلم تأت إلا بمأساة تلو المأساة،، وذكر بقول اسحاق شامير بأنهم على استعداد لمفاوضة العرب لمائة عام قادمة. أما مقولة السلام مقابل الأرض فقد جاءت على لسان بن غوريون بعد قيام الكيان الصهيوني ذي الطبيعة الإجرامية منذ أن قام. ثم قدم نبذة تاريخية حول إنشاء الكيان الصهيوني ودور العصابات الصهيونية الإرهابية مثل الهاغانا وشتيرن في ذلك، والدور الانكليزي في الشرق الإسلامي الذي يعتبر مجالا حيويا لأوروبا وأمريكا و خطتهم في المنطقة لخلق قوة صديقة للاستعمار ومنع قيام دولة عربية حديثة على تخوم أوروبا ووأد الثورة العربية وزرع كيان غريب وظيفته فصل المشرق العربي عن مغربه و ابتزاز المنطقة وتدمير كل المحاولات للنهوض بالأمة… لكل ذلك يجدر القول إن الكيان الصهيوني ليس جارا طبيعيا بل عدو ولا حوار ولا سلام مع من يحتل الأرض مشيرا إلى أن هم الكيان الصهيوني هو الأمن ولا شيء سوى الأمن ثم ردّ السيد الكحلاوي على بعض المقالات المدافعة عن مشاركة جريدة الصباح في المسابقة معتبرا أنها مسابقة سياسية ترعاها جهة سياسية و أن حمامتهم ملطخة بدماء العرب، واصفا بيريز راعي المسابقة وأحد قادة الكيان الصهيوني بأنه مجرم حرب (مثل مسؤوليته في مجزرة قانا وعملية عناقيد الغضب) . واعتبر أن المشاركة التونسية في هذه المسابقة تطبيع ثقافي وإعلامي وشبابي حيث أن المنظمين يطلبون إرسال وفود من الأطفال إلى ملقة في إسبانيا وليس مجرد إرسال صور ورسوم، مؤكدا أن أطفالنا هم ثروتنا القادمة وبناة مستقبلنا ومخزوننا الاستراتيجي، وتساءل هل ندفع بأطفالنا إلى بيريز حتى يتعلموا كيف يستسلموا لهذا المجرم أم نربيهم على الصمود المقاومة كما تعلمناها نحن والأجيال السابقة… وأعرب عن ارتيابه في أن تكون المقالات “التطبيعية” حملة منظمة وليست مجرد تطوع من بعض الأفراد للدفاع عن الصحيفة فربما وجد بعض الأشخاص بتونس في مشاركة الصباح فرصة لإعلان مواقفهم ، منددا باتهام الواقفين ضد الاحتلال بالظلامية، مذكرا بإعلان الجلبي أن احتلال العراق تحرير وقول جنبلاط إن مشكلته مع سوريا وليس مع إسرائيل. ثم توجه بنداء إلى كل الإعلاميين التونسيين منبها إلى ما قاله سفير الكيان الصهيوني في موريطانيا (الشعب الموريطاني لن يقبل بالتطبيع إلا إذا قبل إعلاميوه بالتطبيع) ودعاهم إلى نصرة الأمة والدفاع عن ثقافة المقاومة وليس فك التعبئة من أجل ما يسمى بالسلام مع عدو يعادي السلام. في المقابل دعا السيد زياد الهاني (عضوالهيئة المديرة لجمعية الصحفيين) إلى استكشاف إمكانات جديدة لمستقبل يجعلنا نتفادى الانكسارات السابقة و إعادة النظر في خياراتنا و أساليب مقاومتنا، ومع تقديره لمواقف الأستاذ أحمد الكحلاوي ومسيرته النضالية فقد أعتبر أن الحماس والعواطف الجياشة والشعارات وحدها لا تحل المشاكل. وإجابة عن السؤال المركزي للندوة فقد أعرب عن اعتقاده بأن لا تعارض بين السلام والمقاومة، معتبرا أن الايمان بالمقاومة ودورها هو الفيصل بين الدعوة للسلام والدعوة إلى الاستسلام داعيا إلى توضيح المقصود بالسلام، مرجحا أولوية التمسك بالشرعية الدولية (مثل القرار181) . كما أكد موقفه إزاء المشاركة في المسابقة المعنية بالجدل متسائلا أيهما أجدى وأفضل أن نغيب عن هذه التظاهرة ونفسح الباب للوهم والتزييف بأن يحاربنا في مبادئنا ، وأن نغيب عن التظاهرة أم نحث أطفالنا حتى في أقصى أريافنا ، ونشجعهم على رسم حمامة جريحة ، كما قالت له طفلة تونسية تريد أن ترسم موت طفلة فلسطينية على حاجز اسرائيلي منع سيارة الإسعاف من الوصول إلى المستشفى، و أشار إلى أن أطفالنا ليسوا في حاجة إلى أدلجة لأنهم يعيشون معنا ويتابعون نفس الوجع. واعتبر أنه من الخطأ التعامل مع الطرف المقابل ككتلة واحدة ومن الضروري العمل على فتح ثغرات وبناء عناصر ارتكاز لتوسيعها، والهدف يبقى دائما أن نحقق سلاما يسترجع به أصحاب الحق حقوقهم ، ولم يخف تفاؤله بأن مسيرة الأمة العربية تصاعدية خصوصا بتراجع نسبة الأمية (عدد المهندسين يفوق عدد سكان دولة اسرائيل) ومستقبلها ليس قاتما كما يتصور البعض مشيرا في المقابل إلى التغير المنتظر بالنسبة إلى الوضع في المنطقة في السنوات القادمة مع توقع نضوب النفط خلال 30 عاما وشروع الولايات المتحدة في البحث عن طاقات بديلة في الفضاء (القمر والمريخ). وأكد السيد زياد الهاني أننا بصفتنا أصحاب حق وطلاب حق ليس لنا مشكلة في أن نذهب إلى أقصى بقاع الأرض للمحاورة والمناقشة مؤيدا في ذلك السيد خميس الخياطي. ودعا في المرحلة الراهنة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار نقطتين: الموقف السوري وإمكانية فتح المفاوضات بين سوريا واسرائيل، وموقفها المحدد للمقاومة اللبنانية، ونفس الشيء بالنسبة للمقاومة العراقية،حيث يرى بعض المحللين الاستراتيجيين الجانب الأكبر منها قد سقط في يد إيران. واختتم زياد الهاني تدخله بالتذكير بتجربتي اليابان وألمانيا اللتين دمّرتا في نهاية الحرب العالمية الثانية ومورست ضدهما أقصى درجات الإذلال القومي ، ولكنهما استطاعتا بالرغم من مرارة الهزيمة وحجمها التعامل مع الواقع والمنتصر بذكاء وإصرار ومرونة والنهوض من جديد. مؤكدا على حاجتنا إلى تعميق وعينا بإشكالية الهزيمة وضرورة التمييز بين الإقرار بالهزيمة والذي يعني التسليم وبين الوعي بالهزيمة الذي يعني الإدراك والبحث عن طرق تلافي الضعف والخروج من الهزيمة. ملاحظة: نواصل في العدد القادم تقديم تدخلات السادة نصرالدين بن حديد وسفيان شورابي وعبد الناصر العويني ومحمد فاتح الكافي وعادل الحاج سالم وناجي البغوري وشوقي الحلفاوي. كما يمكن الاستماع إلى المداخلات المقدمة في هذا المنتدى كاملة عن طريق الإذاعة الالكترونية صوت الوحدة بموقع الواب لجريدة الوحدة (http://www.elwahda.org.tn/radio/salem.htm). عادل القادري (جريدة الوحدة)
في منتدى التقدم ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ (2 )
نواصل فيما يلي تقديم الحوار الذي تم في إطار منتدى التقدم يوم 21 سبتمبر 2007 تحت عنوان: ثقافة السلام وثقافة المقاومة: تعارض أم تكامل؟ وقد تضمن العدد السابق من جريدة الوحدة مداخلات السادة خميس الخياطي وأحمد الكحلاوي وزياد الهاني. السيد نصر الدين بن حديد ( صحفي) أعرب عن تحفظه على عنوان الندوة الذي يوحي بأننا أمام معسكرين وكأن السلام يتناقض مع المقاومة مفضلا استعمال ثقافة الحوار مع الآخر عوض السلام، وبعد أن أكد عدم انزعاجه من الجزء الظاهر من التطبيع الذي ينظر إليه البعض كجزء من الحداثة والتقدم طرح سؤالا اعتبره استراتيجيا بالرجوع إلى أصل القضية والصراع: هل إن الآخر(المغتصب للأرض) قابل للحوار؟ في ظل واقع عربي يستبطن الهزيمة ويجعل منها ثقافة الأخلاق الحميدة وحسن النية واللهاث وراء الآخر وضمير عربي موبوء لا يعترف بخيانته واتكال الطرف العربي الرسمي على محاولة استغلال فائض قيمة أخلاقي لدى الأمريكان والصهاينة علهم يعطونا يوما ما شيئا ما، مقللا في نفس الوقت من حجم نظرية المؤامرة في تفسير التاريخ، ملاحظا أن الفكر الصهيوني حين انهزم وشعر أن مشروعه آيل حتما للسقوط ارتد إلى الأسطورة، واستنادا إلى مقولة إن الانتظار نصف الهزيمة، فإنه لم ير في مناهضة التطبيع بالشكل الذي عشناه في تونس إلا صيحات فزع بين الفينة والأخرى ووقفة المتفرج وقفة “حراس عباد الشمس” أو “حراس الهيكل”، بعيدا عن المقاومة كفعل تدبير وصنع حداثة من نوع غير مألوف واشتغال في صمت (على طريقة حزب الله)، وإذا وضعنا التطبيع والسلام في يد، فعلى دعاة الحوار أن يقبلوا بأن نضع المقاومة والسلاح في يد أخرى كبديل، وهذا ما يبدو أنهم لا يقبلونه. وفي سياق متصل بتدقيق المفاهيم، طرح الأستاذ عبد الناصر العويني (محامي وباحث في القانون الدولي)، الذي يقف ضد التطبيع بكل أشكاله، سؤال أي سلام؟ منطلقا في إجابته من الفيلسوف الألماني كانط (في مشروع سلام دائم): ” ينبغي ألا نعتبر أي معاهدة صلح أو سلام على أنها كذلك إذا كان أطرافها قد احتفظوا ضمنيا بحق اللجوء إلى حرب جديدة” حيث أن السلام يتم بين قوتين في لحظة معينة حينما تصبح الحرب غير ذات جدوى لكلا القوتين السياسيتين، و ليس بين أطفال أو رجال أو نساء أو مكونات مجتمع مدني. وأكد أن ما يسمى بدولة إسرائيل لا ينطبق عليها أي شرط من شروط الدولة الحديثة من حيث التأسيس والدستور و الشعب في كل العالم والحدود الفعلية والحكومة المدنية (هيئة أركان حرب هي التي تحكم) والمواطنة، معتبرا أنها كيان مارق مارس كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية والإبادة والتعذيب واغتصاب الأرض والجدار العازل واستعمال أسلحة محرمة وكذلك اضطهاد مواطنيها (مثل مردخاي فانونو، والتمييز اليهودي اليهودي…)، مذكرا أن الآخر هو من له الاستعداد للقبول بك، وهذا ليس واردا مع العدو الصهيوني… وذكر بحصيلة تجارب السلام معها، مثلما شهدته مصر من اختراقات وشبكات جاسوسية وتلويث زراعات ومؤامرات تحاك ضد أمنها واقتصادها وثقافتها. واعتبر أن محاولة تصدير حالة العداء للكيان الصهيوني إلى المربع النفسي وكأن لنا عقدة معه، شكلا من أشكال تزييف الوعي، مؤكدا أن المقاومة ليست حالة عصابية أو تغطية على حالة هزيمة بل هي سلاح لا بد منه لحماية الذات من الصهيونية ومن حكامنا الذين تآمر بعضهم لإلغاء الفلسطيني. وأشار إلى تهجير الشعب الفلسطيني من بلد إلى آخر وصولا من العراق إلى ساوباولو وذكر المشككين بأن اغتيال أبو عمار وهو رمز من رموز السلام لا يمكن أن يكرس ذرة من الثقة لدى أي ذي عقل في الدعوة إلى السلام. وحتى بالمفهوم البراغماتي غير الايديولوجي لا يبدو خطاب السلام ناجعا أو مجزيا متسائلا عن كيفية بناء هذا الخطاب وتسويقه مع من يخبئ الخنجر وراءه. أما في مسألة التخوين فأوضح أنه ضد منطق التجريم وإنما يتعلق الأمر بخيانة المبدأ والقضية، مؤكدا وقوفه ضد المثقف الذي لا ثوابت له المبحر في كل اتجاه… و الذي يقلب الحقائق والواقع، بدعوى تعدد وجهات النظر، كأن يزعم بأن بلادنا ديمقراطية. السيد سفيان الشورابي (صحفي) عبر عن خيبة أمله في الاستماع إلى موقف جماعي في تونس ضد عملية التخوين والرمي بالعمالة للمختلفين معنا في الرأي دون مبرر أو قرينة حيث وصل الأمر إلى المطالبة بالإحالة على القضاء، مؤكدا وجود اسرائيل كدولة حديثة ديمقراطية أحببنا أم كرهنا ، ولكن الإشكال يبقى في كيفية التعامل معها، متسائلا عن جدوى مواصلة التصرف على أساس أن اسرائيل غير موجودة أو إلقاء اليهود في البحر ، مشيرا إلى أن المقاومة ليس فقط تفجير سيارات مفخخة، إذ يمكن أن تكون مقاومة سلمية بأشكال متنوعة (مثل غاندي في الهند أو القضاء على الميز العنصري في جنوب إفريقيا). الأستاذ عادل الحاج سالم (عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية) تحدث بصفته الشخصية عن معرفته بالطرفين المعنيين بالجدل الأخير الذي أثارته مشاركة جريدة الصباح، مستنكرا عملية قذف بعضهم بالعمالة والضلوع في مؤامرة خارجية لمجرد الاختلاف في الرأي، وهم براء من ذلك كما تشهد لهم نضالاتهم في مناسبات عديدة. وأوضح أنه حرص على أن ينأى بنفسه عن الخوض في مثل هذه السجالات التي تعكس تردي الخطاب السياسي بين أبناء الوطن الواحد. معتبرا أنه ليس لنا في تونس تيار واضح يدعو إلى التفاوض مع الكيان الصهيوني وإنما هي مقالات ومواقف تحاول أن تضعنا أمام حقائق وتصدمنا بواقع، وقارن بين نسبة الأمية في الأقطار العربية والميزانية التي تنفقها إسرائيل على التعليم، وهي في المراتب الأولى عالميا، وكذلك بين ديمقراطية إسرائيل وإمكانية وجود جمعيات وأحزاب وسماع الصوت المختلف، وبين السلطة الاعتبارية المبالغ فيها لوزارة الداخلية عندنا، متسائلا كيف يمكن أن نحارب اسرائيل إذا بقي التداول على السلطة حلما مؤجلا جيلا بعد جيل والمواطن العربي مسلوبة حقوقه(الحق في التعبير والتنظم والتنقل)، كما طرح جملة من الأسئلة المتعلقة بإمكانية أن يتهم بالتطبيع من يقيم حوارا مع عزمي بشارة الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، أو من يقوم بعملية تضامنية مع مردخاي فانونو أو من يشجع على الهجرة المضادة من إسرائيل إلى البلدان العربية أو إقامة علاقات مع بعض الأطراف الرافضة للممارسات الصهيونية العنيفة، مؤكدا أن عملا كبيرا ما زال ينتظرنا لإقامة سلام مدني في أقطارنا العربية وفيما بينها قبل البحث عن علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني القائم على الخرافات. وإذا كانت إسرائيل قد قامت على قراء دينية وكذلك ايران و الولايات المتحدة و العربية السعودية فإن الخطر كل الخطر هو أن لا نرى أفقا للمقاومة إلا في تنظيمات دينية سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو غيرها… فالعنف الذي مارسه الكيان الصهيوني منذ نشأته وقبلها له تأثير كبير على هذا التوجه نحو الانغلاق الديني. السيد محمد الفاتح الكافي (صحفي) جزم بأن من يحلم أن ما يسمى بإسرائيل ستتفاوض مع ما سيسمى بالنسبة لها دولة فلسطين فهو واهم، لأن تشخيص الوضع الحالي يبين أن هذا الكيان ما زال يهجر إلى أرض فلسطين اليهود والخبرات اليهودية من جميع أنحاء العالم مع التزايد الديمغرافي الداخلي وما يحتاجه ذلك من توفير المزيد من عنصرين أساسيين: الماء والأرض. وهو لن يرضى بقيام دولة إضافية إلى جانبه اسمها فلسطين. أما مبادرات السلام التي ترمى إلينا كدمى تلهينا وتوهمنا بأنها قضايا كبرى باسم السلام والمعاني الإنسانية السامية، فهي في الحقيقة نوع من طمس الوعي لدى العرب الذين لم يصلوا إلى مستوى التفكير الاستراتيجي الذي يمتلكه الآخر. السيد ناجي البغوري (عضو الهيئة المديرة لجمعية الصحفيين التونسيين) طرح سؤال الانتماء والهوية مشيرا إلى أن الوطن العربي أو ما يطلق عليه العالم العربي هو أكبر رقعة جغرافية في تاريخ الانسانية عرفت اضطهادا وتكميما للأفواه وتكبيلا للأيدي. فلا مقاومة ولا حرب ولا مفاوضة ولا سلام بلا حرية. أما الذي حارب وانهزم فهو النظام العربي الرسمي الذي بقدر ما مارس الاستبداد والاضطهاد خلق أشخاصا على شاكلته. فحين طغى على السطح موضوع التطبيع ارتفعت موجة من التخوين على طريقة ما تفعله الأنظمة، كما لو أن النموذج يتكرر داخل المثقفين التونسيين أنفسهم، وكأن القضية العربية ملك خاص نحتكره. ولئن كان ضد ما قامت به جريدة الصباح فإنه لا يخوّن أحدا. لأنه ليس وصيا على القضية ولا يمتلك مفتاح حلها وإنما هو مجرد رأي، مؤكدا أن الاختلاف في الرأي هو علامة صحة وعلامة قوة، واعتبر أن الخطر الكبير اليوم أن نصل إلى الدعوة للقتل وأن الأخطر من من التفاوض أو التطبيع هو اللاوعي القائم على إلغاء كل رأي مخالف. الأستاذ شوقي الحلفاوي (محامي) لاحظ أن الموضوع ليس جديدا مستخلصا من التدخلات السابقة في هذا المنتدى أنه يوجد شبه إجماع على المقاومة وتحديد العدو والمحتل، ولكن يبقى السؤال حول أساليب المقاومة، وتجديد كيفية التعامل معه. متسائلا بدوره عن السبب الذي يجعل المبادرات إلى السلام والندوات والمؤتمرات تأتي دائما من الصهاينة الاسرائيلين أو من بقية بلدان العالم في حين أنهم هم المعتدون. وأكد أن العدو الذي قام بنقده الذاتي، لن يتعامل معنا بندية وجدية إلا إذا كنا أقوياء وليس كمستسلمين، وهم اليوم، بعد فشلهم في ضرب مقومات الرفض رغم الهزائم العسكرية ومناهضة التطبيع الذي سقطت فيه بعض الأنظمة العربية (سفارات وعلاقات اقتصادية,,,)، مضطرون إلى التفاوض مع المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية… وليس التفاوض مع حفنة من المثقفين هنا وهناك ومصافحتهم، وهذا أيضا ما تدركه شعوبنا وشبابنا الذي ما مازالت تعتمل فيه جذوة المقاومة وما زال يحلم بتحرير فلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة. ملاحظة: واكبت فعاليات المنتدى قناة الحوار التونسي. كما يمكن الاستماع إلى المداخلات كاملة بإذاعة صوت الوحدة على موقع الواب لجريدة الوحدة. عادل القادري (جريدة الوحدة)
الباحث المغربي جمال بندحمان لـ”الموقف” كل حزب في المغرب لم يستطع إقناع أكثر من مواطن واحد من بين مائة مواطن
حاوره محسن المزليني مثّلت الإنتخابات المغربية التي جرت يوم 7 سبتمبر الجاري فرصة أخرى لاختبار مدى حرص السلطات في العالم العربي وخاصّة في جناحه الغربي (المغرب العربي) على تحقيق شروط الانتقال الديمقراطي ومدى قدرة المعارضة على الضّغط بهذا الإتّجاه. ولاستجلاء لهمّ الدروس المستفادة من هذه التجربة كان لـ”الموقف” الحوار التالي مع الباحث المغربي المختصّ في تحليل الخطاب والناشط الجمعوي الدكتور جمال بندحمان الحوار التالي (ننشره في هذا الموقع كاملا) 1 .كيف تقيمون العملية الانتخابية من حيث شفافيتها بالمقارنة مع ماسبق؟ ج. إجمالا ، يمكن القول بأن الانتخابات التشريعية التي عرفها المغرب قد كانت شفافة إذا قورنت مع سابقاتها . فقد حاولت الدولة تقديم عدة مؤشرات على حيادها الذي كان محل انتقاد شديد في السابق، و من بين هذه المؤشرات مشاركة مراقبين دوليين وإشراف مؤسسات وطنية، مثل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وتدخل النيابة العامة في الحالات التي اعتبرت انتهاكا لمقومات حملة انتخابية نزيهة. من الناحية النظرية،إذا،هناك التزام صريح من طرف الدولة بأن الشفافية هي التي المتحكم الأساس في الانتخابات وهو ما أقره تقرير المراقبين الدوليين، وما أشادت به دول وحكومات أخرى. لكن هذا لا يمنع من تقديم مجموعة ملاحظات: v تتعلق الملاحظة الأولى بتراجع بعض المفاهيم التي كانت رائجة في الانتخابات السابقة، مثل تدخل الدولة ، تزوير النتائج، الحياد السلبي للدولة التي كانت تراقب ولا تتدخل للحسم. v الملاحظة الثانية هي ولوج مفاهيم جديدة ،اعتبرت في نظر البعض المشوش المركزي على شفافية الانتخابات، فقد تكررت جملة )سلطة المال ( في العديد من التصريحات والمواقف لأحزاب وشخصيات ومتابعين ، بل إن الأحزاب التي لم تحقق النتائج المتوقعة فسرت ذلك بكونها لم تواجه برامج حزبية بقدر ما واجهت سلطة المال. غير أن مثل هذه الاتهامات تحتاج إلى دلائل مادية، وهو ما يصعب القيام به بحكم عوامل معقدة يرتبط فيها الولاء بالمصلحة الشخصية في ظل وضع سوسيولوجي خاص. 2. بماذا تفسرون هذا العزوف الكبيرعن الذهاب والمشاركة في العملية الانتخابية؟ ج . لايمكن تقديم تفسير واحد لتراجع نسبة المشاركة في هذه العملية الانتخابية، فهناك دوما أكثر من زاوية نظر،يمكننا أن نختزلها في ثلاث: الزاوية الأولى: نصطلح على تسميتها بالزاوية الضيقة، لأنها تجعل محطة الانتخابات مقياسا للمشاركة، حيث تتحدث عن عزوف لأسباب متعلقة بالفترة التي تم اختيارها لإجراء الانتخابات، والتي تزامنت مع بداية نهاية العطلة الصيفية، والدخول المدرسي، وشهر رمضان المبارك. في الحقيقة فإن مثل هذا التفسير يريد القول بأن المواطن منشغل بالحياة اليومية فقط، ولاتهمه المشاركة في اختيار من يدبر الشأن العام، ومن ثم ،فإنه تفسير تعليلي يبحث عن مشجب لتعليق الإخفاق في جعل نسبة المشاركة معقولة. الزاوية الثانية: نصطلح على تسميتها بالزاوية المتشعبة، لأنها لا تعتبر نسبة المشاركة نتيجة لعوامل ظرفية مرتبطة بالزمن أو إكراهات الحياة اليومية ، إذ ترى أن المشاركة أوسع من أن تقيد بالانتخابات فقط، ذلك أن محطة الانتخابات هي تتويج لمسار مجتمعي طويل يعكس مدى القدرة على جعل المواطنين منخرطين في تشييد المسار الديمقراطي . فالمشاركة تبتدئ من الأحزاب والجمعيات وغيرهما من المنظمات الفاعلة في المجتمع. ومعنى هذا أن هذه الهيآت مسؤولة عن تدني نسبة المشاركة هذه، لأن دورها يندرج ضمن تأطير المواطن، وتنمية وعيه السياسي والاجتماعي وتشبعه بقيم المواطنة، إذ كيف يعقل ألا يستطيع 33 حزبا إقناع المواطنين بالمشاركة؟ بل إن نسبة 37 في المائة التي شاركت تعني أن كل حزب لم يستطع إقناع أكثر من مواطن واحد من بين مائة مواطن. وهذا إشكال حقيقي، وتحد حقيقي يواجه المجتمع ككل. صحيح أن بعض التحليلات اعتبرت أن إعلان هذه النسبة من طرف وزارة الداخلية دليل على شفافية الانتخابات حيث لم تعمد الدولة إلى النفخ في النسبة المائوية. غير أن ذلك لايمنع من التأكيد بأن هناك عزوفا حقيقيا يحتاج إلى إنجاز دراسات واستبيانات لتفسيره تفسيرا علميا. لذلك نكتفي هنا بطرح أسئلة مستمدة من واقع المعاينة. فهل يعني هذا العزوف توجيه رسالة إلى الأحزاب وهيآت المجتمع المدني وإعلان حالة نكوص وعدم ثقة في عملهما؟ هل يعتبر العزوف نتيجة منطقية لمرحلة سابقة وانتخابات سابقة تم التأكيد على أنها لم تكن نزيهة أو شفافة؟ هل يكون مستوى الأداء الحكومي والأداء البرلماني وراء ذلك؟ هل تكون الإخفاقات التي يحسها المواطن في حياته اليومية وإحباطه من نتائج حكومة التناوب الأول والثاني عاملا حاسما في ذلك؟ وهل غياب المعارض الحقيقي والنقابي الجريء الذي ينظم الاحتجاج ويؤطره سببا في ظهور نزوعات لا مبالية ولا تثق في العمل السياسي؟ ….إن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة وغيرها كثير هي التي يمكن أن تقدم تفسيرات علمية تأخذ بعين الاعتبار تطور المجتمع المغربي، وتغير حاجات مواطنيه. أما تقديم إجابات متسرعة تتهم المواطن بالعدمية واللامسؤولية ففيه الكثير من النظر، بل إن الأسئلة ينبغي أن تطرح في مداها الأبعد، مثل كم عدد المشاركين والمنخرطين في الأحزاب والجمعيات والنقابات؟ وما الأدوار التي تقوم بها هذه الهيآت طيلة السنوات التي تسبق الانتخابات؟ وألا يعد عدم المشاركة مشاركة في حد ذاتها؟ 3.ألا يعتبر ذلك ناقوس خطر على العملية ككل؟ ج .اسمح لي أن أقول لك بأن الأمر ليس كذلك. فعدم المشاركة في الانتخابات لايعني العدمية أو اليأس ، بقدر ماهو رسالة وإثارة انتباه لوضع لا يتحرك وفق ما يتمنى المواطنون ، وهذا يعني أن على الجميع أن يبدلوا مجهودات إضافية تسمح للمواطن بالاقتناع بأن الانتقال الديمقراطي حقيقة وليس مجازا. ومهمة مثل هذه تتطلب أن يكون التأطير عملا مستمرا ودائما، وليس موسميا ، وأن يحس المواطن بأن لمشاركته أثرا إيجابيا على حياته اليومية، وقد قلت من قبل بأن جزءا من الذين لم يشاركوا يعون جيدا ما يقومون به ، ويعرفون بأن هذه المحطة مهمة في تبليغ تصوراتهم، ولذلك أسماهم البعض أغلبية صامتة . غير أن كل هذا لايعني عدم وجود مخاطر، والتي يمكن أن تأتي من فقدان الثقة في الأحزاب علما بأنه لا ديمقراطية بدون أحزاب. وللأسف فقد حاول البعض الركوب على هذه النسبة المتدنية للمشاركين واعتبارها حلا لكل مشاكل النظام السياسي في المغرب، والحال أن الديمقراطية هي أنجع ما وصلت إليه البشرية في تدبير اختلافاتها. لذلك فالحاجة اليوم ، هي أن تقوم الأحزاب بنقد ذاتي، وتجنب اللغة الخشبية التي لم تعد تجدي. وعموما فإن المسار الديمقراطي بالمغرب قطع أشواطا مهمة، ففي مقابل تدني نسبة المشاركة كانت هناك مشاركة لأول مرة لأحزاب ظلت تقاطع كل الانتخابات السابقة . يتعلق الأمر بحزب الطليعة مثلا .وهذا ما يعني أن ما يحتاجه المغرب هو عقلنة العمل السياسي ووضوحه وجدية الفاعلين فيه، والتنافس على قاعدة المشروع والمحاسبة. 4. كيف تقيمون الأداء السياسي لمختلف الأحزاب الرئيسية وما هو سرّ العودة القوية لحزب الاستقلال؟ ج . تعلمون بأن المشهد السياسي المغربي يتميز بالتعدد سواء في المرجعيات أو التصورات، غير أن المواطن يسجل تشابها في البرامج. وهذا ما يطرح مشكل هوية الأحزاب في علاقتها بالأهداف التي تطمح إلى تحقيقها. والواقع أن البعض ينحو باللائمة على عدد الأحزاب المغربية، ويعتبرها عائقا أمام عقلنة المشهد السياسي، لكننا إذا ما قارنا ذلك بما يجري في فرنسا، مثلا، سجلنا أن عدد الأحزاب يفوق الثمانين، لكن عقلنتها تقتضي ألا يشارك في الانتخابات إلا من توفرت فيه شروط محددة. بناء على ذلك أقول بأن مصطلح الأحزاب الرئيسية يصبح عاما، فمن هو الحزب الرئيسي في المغرب؟ وما معيار تحديده؟ هل هو عدد المنخرطين فيه أم عدد المقاعد المحصل عليها أم الإرث التاريخي؟ لذلك أقول بأن المشهد الحزبي ككل في حاجة إلى مراجعة في أفق تشكيل أقطاب قوية ذات هوية منسجمة وقادرة على خلق تنافس حقيقي يرجع للمواطن الثقة فيها. ولاشك أن عدم وضوح هوية الأحزاب ينعكس على مستوى أدائها ، وهو ماحصل لحزب مثل الاتحاد الاشتراكي الذي قاد التناوب الأول، وكانت له مشاركة كبيرة في حكومة التناوب الثانية ، فقد دافع عن ليبرالية مطلقة جعلت أداءه محل تساؤل، ويمكن أن نقدم أمثلة بأحزاب أخرى. لكن على العموم، مستوى الأداء الحزبي لمن شارك في الحكومة كان محل انتقاد ،ومستوى أداء الأحزاب المعارضة المفترضة كان أيضا محل تساؤل لكونها لم تتسم بالجرأة المطلوبة في مواكبتها للتدبير الحكومي. وقد يكون مستوى الأداء العام للأحزاب جزءامن العوامل ا لمفسرة للعزوف عن المشاركة. فالحملة الانتخابية لم تعرف ذلك التوهج المطلوب، والنقاشات لم ترق إلى مستوى التنافس في البرامج والتصورات، ولم تكن هناك لقاءات إعلامية بين الأحزاب المتباينة في صورة مواجهة ديمقراطية كي يتعرف المواطن على أوجه الاختلاف. والخلاصة أن مستوى الأداء الحزبي لم يرق إلى ما تتطلبه حملة انتخابية متكاملة. أما سؤالكم المتعلق بالعودة القوية لحزب الاستقلال، فأعتقد أنها ليست عودة ، لأن هذا الحزب لم يغب في أي من الانتخابات السابقة عن المراتب الأولى ، فهو يستمد قيمته من حضوره التاريخي أولا ومن تجربته الانتخابية، إذ هو حزب متمرس بالعملية الانتخابية وهويته هلامية تسمح له بتقديم خطابات متباينة وعقد تحالفات مع تيارات مختلفة ، وهذا ما يسمح له أيضا بالتكيف مع كل التغيرات إضافة إلى حضوره الجيد في البوادي المغربية التي لا يزال جزء كبير من ساكنتها يعتبر أن ما يقصد بكلمة الحزب هو حزب الاستقلال فقط، ويتذكر بعض هؤلاء أن آباءهم قد أعطوا العهد لهذا الحزب خلال الفترة الاستعمارية. هذه المعطيات العامة تزكى بأخرى، وهي أن حزب الاستقلال استطاع أن يدبر اختلافاته الداخلية بطريقة تجعله متحكما في المستقبل، فقد حل معظم مشاكله التنظيمية والهيكلية، ولم يفرط في إطاره النقابي والشبابي، وهو ما منحه نجاعة داخلية أفادته كثيرا، إضافة إلى كونه حزبا تمرس بالعملية الانتخابية وآلياتها. ولفهم كل ذلك يمكننا مقارنة وضع حزب الاستقلال بأحزاب أخرى، مثل حزب الاتحاد الاشتراكي الذي لم يدبر اختلافاته التنظيمية بطريقة عقلانية، فقد انشقت عنه خلال السنوات السابقة عدة هيآت وأحزاب، حيث ولد المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي والحزب العمالي ، كما تم التفريط في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي كانت الإطار النقابي الأقوى والأكثر مصداقية في المغرب. وفي الوقت نفسه تم إضعاف الشبيبة الاتحادية التي كانت تعد قوة تنظيمية وفكرية هائلة وكانت لها أدوار أساسية في الانتخابات التي كان الاتحاد الاشتراكي يفوز فيها بالمواقع المتقدمة. كل ذلك يؤكد أن استراتيجية حزب الاستقلال كانت أنجع، فمشاركته في الحكومة السابقة تمت بواسطة وزراء شباب وتكنوقراط، والوزارات التي تكلفوا بها هي وزارات تظهر نتائجها على الأرض، مثل وزارة النقل ووزارة السياحة ووزارة السكنى. وقد كانت السياسة الوطنية في هذه الفترة مساعدة على رسم صورة إيجابية لما تم إنجازه خاصة مع تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها عاهل البلاد وجعلت المغرب ورشا كبيرا في هذه القطاعات بالذات التي أشرف عليها حزب الاستقلال فحسبت له منجزاتها. وكل ماسبق جزء من العوامل المفسرة لفوز حزب الاستقلال بالمرتبة الأولى . 5 .كيف بدا لكم آداء حزب العدالة والتنمية وهل كانت التوقعات بفوزه مبنية على آمال أكثر منها على وقائع؟وألا تعتقدون أنّه ربما سقط في القياس على آداء العدالة والتنمية التركي مع وجود الفارق؟ ج. جوابا عن سؤالكم أقول بأن أداء حزب العدالة والتنمية كان جيدا في مجمله، فقد قاد حملة انتخابية منظمة ومهيكلة، ولم يرفع شعارات معادية للحريات الفردية، وانتقد منجزات الحكومة انطلاقا من مدى التزامها بما وعدت به ،ومدى تحقيقها لحاجات المواطنين، واختار مرشحيه بطريقة ديمقراطية ومؤسساتية. ولعل ما يعكس ذلك هو أنه الحزب الوحيد الذي فازت كل أطره القيادية التي ترشحت ، عكس أحزاب أخرى، مثل الاتحاد الاشتراكي أو التقدم والاشتراكية أو البديل الحضاري أو الطليعة أو الاشتراكي الموحد أو الفضيلة. أما ما يتعلق بالتوقعات التي كانت تعلن أنه سيكتسح النتائج، فإنها لم تكن مبنية على معطيات موضوعية لأن الاكتساح غير الفوز، إذ يمكن لحزب أن يفوز بالانتخابات المغربية، لكن لايمكن لأي حزب أن يكتسح النتائج، وهذا أمر يتحكم فيه النظام الانتخابي وطريقة توزيع الدوائر الانتخابية، وغيرها من الأمور التقنية التي تجعل النتائج موزعة بين الأحزاب. لذلك لاحظتم أن مابين المرتبة الأولى التي احتلها حزب الاستقلال ب 52 برلمانيا، والمرتبة الثانية التي احتلها حزب العدالة والتنمية ب 46 برلمانيا، لم يكن هناك فارق كبير، وكذلك الشأن بالنسبة للأحزاب التي احتلت المراتب الخمس الأولى. غير أن النتيجة التي حققها حزب العدالة والتنمية لم تكن سلبية، فقد حصل على المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات التي صوتت لصالحه، واحتل المرتبة الثانية في النتائج النهائية مما يؤهله نظريا للمشاركة في الحكومة إذا ما حدث تصدع في الكتلة التي تضم حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية في ظل حكومة يقودها حزب الاستقلال. إضافة إلى ماسبق ينبغي أن لا نغيب ملاحظة مهمة، وهي أن حزب العدالة والتنمية لم يدخل إلى هذه الانتخابات باعتباره الحزب الوحيد الذي يعلن أنه حزب بمرجعية إسلامية، فقد شارك فيها أيضا حزبا البديل الحضاري والفضيلة الذي اعتبره البعض حزبا منشقا عن العدالة والتنمية، والذي روج بعض مرشحيه خطابا معاديا للعدالة والتنمية وصل إلى حد التجريح، كما أن حزب الاستقلال عبر في الكثير من منشوراته الانتخابية والدعائية أنه حزب إسلامي، فلم يكن مستغربا أن نجد في جريدة العلم ،مثلا، عنوانا بارزا مثل هذا: صوتوا على الميزان رمز القيم الإسلامية. وهو أمر طبيعي إذا ما استعدنا تاريخ الحزب الذي نشأ في ظل الحركة الوطنية بامتداداتها الدينية. دون أن ننسى معطى يغيبه الكثيرون، وهو أنه لا يوجد حزب في المغرب يعلن أنه حزب غير ديني، أو لايستحضر هذا البعد في برامجه وتصوراته. وبالعودة إلى سؤالكم المتعلق بالقياس على العدالة والتنمية التركي، فأظن أنه لاقياس مع وجود الفارق. والفارق هنا لا يتعلق بحزب العدالة والتنمية المغربي، بل يتعلق بالواقع السوسيولوجي والمشهد الحزبي في كل من المغرب وتركيا. ففي تركيا هناك نظام علماني متجذر وقوي ومحمي عسكريا وهو وضع لا وجود له بالمغرب ، إذ لم يعلن أي من الأحزاب المعترف بها علمانيته، ولا يوجد تنابز قوي بين تيارين متناقضين، والنظام السياسي المغربي يقر بمركزية البعد الديني في الدستور وغيره من مظاهر التعاقد الاجتماعي والسياسي. وهذا ما يعني أنه لايمكن إسقاط الوضع التركي على الوضع المغربي، دون أن ننسى أن التجربة التركية لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد مراحل طويلة من الصراع والنضال الديمقراطي، بينما يتعلق الأمر بالمغرب بتجارب انتخابية محدودة شارك فيهما حزب العدالة والتنمية الذي يجعل المرجعية الدينية بارزة في تصوراته ، وتجعلها أحزاب أخرى مهمة في تصوراتها أي أن الكل متساو في هذا الباب.
حديث حول هموم البحث العلمي في الوطن العربي
مع الأستاذ عبد الجليل التميمي أجرت السيدة ريم سعيد من صحيفة البعث الدمشقية، حديثا بتاريخ 27/09/2007 حول هموم البحث العلمي في الوطن العربي. ونظرا لدقة الملفات المثارة وتصويب بعض الأخطاء، قمنا بمعالجة نص هذا الحديث وإبلاغه إلى الرأي العام العربي وعلى الأخص منه إلى النخب منه والساسة والقائمين على شؤون المعرفة والبحث العلمي. وقد قدمت السيدة ريم سعيد هذا الحديث بالكلمة التالية : يقرع الدكتور عبد الجليل التميمي ناقوس الخطر محذرا من تراجع واقع البحث العلمي العربي والباحثين العرب، مطالبا بزيادة الاهتمام بالبحث العلمي من كل النواحي، والعمل على إنشاء مدن معرفية مستقلة تتمتع بالحرية الأكاديمية.. لأنها السبيل نحو خلاص البحث العلمي والباحثين العربي من العوائق التي تحدّ من التطور.. وعليه كانت قضايا البحث العلمي في الوطن العربي وطموحات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، التي أنشأها، كانت حاضرة في حوار “البعث” مع د. التميمي… وفيما يلي نص هذا الحوار : * فكرة بناء “مدينة بحثية” تبدو فكرة جديدة على الصعيد العربي، ترى ما الذي دفعكم لإنشاء مثل هذه المؤسسة البحثية الخاصة والمستقلة ؟ ع. التميمي : قمت بذلك لإدراكي أن المعرفة جزء لا يتجزأ وهي جوهر كل القضايا التي يعيشها الباحثون العرب. فأنا أستاذ آمنت التدريس في الجامعة التونسية خلال ثلاثين سنة وكنت مديرا للمعهد الأعلى للتوثيق… وباعتباري أحمل دكتوراه دولة في التاريخ الحديث، بذلت جهودا كبيرة ومتنوعة لتفعيل البحث العلمي في العلوم الإنسانية والإجتماعية، وكان هناك الكثير من العراقيل الإدارية بدءا بالبيروقراطية القاتلة والتي صادرت استقلانا السياسي، ثم وجود ما أطلقت عليه بعلم الحسد تجاه العاملين في تفعيل البحث العلمي. وقد خرجت بدرس أساسي، إن مستقبل البحث العلمي يتوقف على إنشاء المؤسسات البحثية الأكاديمية المستقلة علميا وماليا عن الدولة. وقد فكرت في ذلك، ولا سيما أنني أمتلك مكتبة كبيرة تحتوي على عشرين ألف كتاب متخصص وقد بحثت عن قانون يسمح بإنشاء مراكز بحثية خاصة في الوطن العربي، فلم أجد القوانين الضابطة لذلك، إذ عدم وجود هذه المراكز الخاصة، يعد ضربة قوية للبحث العلمي، ففي أوروبا وأمريكا يسجل 80% من حركية وجدلية المعرفة للمراكز الخاصة والجامعات الخاصة. من هنا جاءت فكرة المركز البحثي، الذي أضع فيه أولويات المعرفة والبحث العلمي وفقا للحاجيات والمواكبة الدولية.. واستطعت من خلال تطويع القوانين الراهنة أن أنشء فضاءا معرفيا، بحثيا مستقلا منذ عشرين سنة اليوم. * ولكن ماذا عن التمويل ؟ ع. التميمي : في البداية اعتمدت على نفسي.. فقد بعت منزلين لي في الضاحية الشمالية لخير الدين بتونس العاصمة، وبنيت المكتبة ثم زارني رئيس جامعة قطر، د. عبد الله الكبيسي وسعادة سفير قطر يومئذ الأستاذ الباحث علي مفتاح وهما اللذان اتصلا بأمير قطر الذي قام بمساعدتنا على بناء القسم الثاني من المؤسسة… واتصلت بشخصيات من الخليج أمثال شيخ الدكاترة سلطان القاسمي حاكم الشارقة والأمير سلمان بن عبد العزيز وجميعهم ساهموا في إنجاز الأقسام التالية من بناء هذا المجمع المعرفي. كما أن رئيس الدولة التونسية زين العابدين بن علي قدم لنا دعمه سنة 1991. ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر توقف الجميع عن تقديم المساعدات واضطررنا للتعويل على أنفسنا من خلال تكثيف المنشورات الأكاديمية. * ألم تحقق المؤسسة نوعا من الاكتفاء الذاتي من خلال إصدارها المنشورات المتعددة وعقدها المؤتمرات ؟ ع. التميمي : نعم لقد حققنا الاعتماد على الذات.. فنشاط المؤسسة بدأ من خلال تعدد المنشورات، لدينا 160 كتابا وثلاث دوريات على مستوى دولي، وتنشر بالفرنسية والانكليزية والإسبانية، وفتحنا الحوار مع الآخر، وهو ما لم تقم به ولا مؤسسة أكاديمية عربية أخرى على الإطلاق. ولكن للأسف هذه الأرصدة من الكتب لا تتابع بالشكل المطلوب في الوطن العربي، فالمجتمع العربي حتى الجامعي منه مجتمع غير قارئ. وقد تعاونا مع مؤسسة ألمانية مقيمة في تونس منذ 25 سنة وتدعم تنظيم مؤتمرين دوليين في كل عام، وهناك مؤتمر نظمناه مع سفارة هولندا في تونس حول “الأنسنة والمعرفة ومستقبل الإنسانية” وسنعقد مؤتمرا في شهر ديسمبر المقبل بالتعاون مع سفارة بلجيكا بتونس، إنه تعاون علمي بحث، وهم لا يتدخلون في اختيار المواضيع ولا في اختيار المشاركين. وإنه من المؤسف حقا أن لا تدعم المراكز البحثية العربية الجادة والرصينة والتي شرفت الأمة العربية ومنحتها موقعا فاعلا على الصعيد الدولي !
* يعاني البحث العلمي العربي والباحثون العرب من عوائق كثيرة منها : البيروقراطية القاتلة والظروف المادية البائسة التي يعيشها الباحث.. الأمر الذي دعا إلى هجرة الباحثين المثقفين العرب إلى خارج الوطن العربي… ترى هل كانت هذه العوائق عاملا مشجعا على إنشاء “مدينة بحثية معرفية خاصة ومستقلة” ؟.
ع. التميمي : تماما … أستطيع القول : إن وضعية البحث العلمي في الوطن العربي هي وضعية “الرجل المريض”، إذ لم يمنح البحث العلمي الاهتمام الكافي من جميع الحكومات العربية، واهتمامها بهذا البحث مجرد اهتمام ظرفي، إذ ليست هنالك استراتيجية عمل بعيدة المدى، ولا رؤية ممنهجة ولا خطة كاملة، والباحث العربي لا يواكب ما يجري على الساحة الدولية… وقليلا ما يشارك في المؤتمرات… وهناك بيروقراطية قاتلة في الإدارة.. انعكست سلبا على البحث العلمي، فالباحث يحتاج إلى تبادل وحوار ومواكبة ومساهمة حتى يأخذ الباحث العربي موقعه الصحيح، وهناك مئات الدراسات تصدر عن العالم العربي لا نواكبها، ويعاني الباحث العربي من قلة المعلومات والمصادر، والجامعات العربية، فإن تعليمها روتيني تقليدي لم تتغير المناهج فيها منذ 30 سنة. الأمر الذي يحبط الشباب ولا يولد المعرفة، إذ تحوّلت المعرفة إلى معرفة سطحية بائسة، وأنا أدعو إلى إعادة النظر في هياكل البحث العلمي والتعليم الجامعي في البلاد العربية، بغية خلق جيل عربي جديد فاعل، لديه وهج الدفاع عن الأمة، من خلال دعم الباحثين الجادين بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية وعلى ضوء ذلك فإننا نشدد ونطالب بتحقيق الحرية الأكاديمية المسؤولة حضاريا ووطنيا ودوليا.
* وهل ترى في المراكز البحثية الخاصة والمستقلة هذا الخلاص المنشود للبحث العلمي والباحث العربي ؟
ع. التميمي : لا شك لدي في ذلك، حيث تساهم المراكز البحثية الخاصة في ذلك، لأنها تشحذ الهمم وتعزل العجزة والقاصرين على أداء أدوارهم. أعطيك مثالا .. لقد أنجزت مؤسساتنا البحثية ما لم تنجزه جميع الجامعات التونسية مجتمعة، في ثمانية تخصصات في العلوم الإنسانية والإجتماعية وهذا لكل ما يتعلق بالوطن العربي.
* نعم ولكن لطالما عانى البحث العلمي العربي من ضعف الميزانية المخصصة ؟
ع. التميمي : نعم فالميزانية المخصصة للبحث العلمي في جامعة هارفارد في أمريكا مثلا هو 20 مليار دولار، وهي ضعف الميزانية المخصصة للبحث العلمي في فرنسا، أين نحن كدول عربية من ذلك ؟! أن ما نخصصه للبحث العلمي لا يذكر تماما أمام الدول المتقدمة، وهي فضيحة وعار علينا، فالميزانية المخصّصة في أحسن الظرف هي 0.5 في المائة، ولم تصل حتى إلى واحد في المائة، حتى حين تجاوزت هاته النسبة إلى 3.5 إلى 4 في المائة. أين هم الاستراتيجيون العرب لوضع المخططات الذكية والفاعلة في صيرورة البحث العلمي مستقبلا.
* كيف تستطيعون كمركز علمي بحثي الصمود في عصر معلوماتي هيستيري يقلب الحقائق رأسا على عقب ؟
ع. التميمي : إن المعلومات أحدى الأسس الفاعلة في يومنا هذا وتكنولوجيا المعلومات هي وسائل خطرة جدّا، قلبت المعطيات تماما، وإذا لم يول الوطن العربي المعلومات اهتمامه، سيخسر خسارة كبرى.. فالباحث الأوروبي يستطيع أن يواكب كل شيء من مكتبه عبر الانترنت، خلافا للباحث العربي المسكين، حيث وسائل الرقابة تحد تماما من تمتعه بأبسط الحقوق الواجب توفرها.
* تعرفون أن الوطن العربي يعاني من هوة معلوماتية كبيرة .. كيف السبيل إلى تخطيها؟
ع. التميمي : السبيل هو تعميم المعلوماتية على جميع الأصعدة منذ سن الثالثة من العمر ولابد من وجود وسائل الاتصال بالعالم في كل بيت ومدرسة حتى يستطيع الفرد مواكبة ما يحصل حوله.. والمشكلة أننا –كعرب- غائبون عن الساحة المعلوماتية، فالباحث الدولي مثلا إذا أراد أن يعرف شيئا عن سورية يلجأ إلى مواقع أجنبية من خلال المعارض الانترناتية الذكية، وخبراؤنا العرب غير معروفين.. نحن بحاجة إلى ثورة تكنولوجية وتسهيل وصول وسائل الاتصال إلى عموم الباحثين ..
* رغم ذلك … هل أنت مؤمن بمستقبل البحث العلمي عربيا في الظروف الحالية ؟
ع. التميمي : للأسف .. لا، أنا غير متفائل .. لأننا لم نضع الأسس الحقيقية لهذه الانطلاقة، ما تم الإعلان عنه هو عبارة عن “ترقيع” وذر الرماد في العيون حيث لا توجد رؤية استراتيجية متكاملة، ولم أر أية بوادر لانطلاقة معرفية صحيحة، وهذا أمر خطير جدا، لأننا ما دمنا لم نولي البحث العلمي ونشجع الأكاديميين، فلن تقوم لنا قائمة، نريد أن يأخذ البحث العلمي موقعه الصحيح.
* ما هو المطلوب من الدول والحكومات العربية تجاه البحث العلمي والباحثين العرب ؟
ع. التميمي : مطلوب الكثير من الأشياء.. أولا موقعة العلماء موقعهم الصحيح، وأن يدركوا أن الباحث هو ثروة لا تقدر بثمن على الإطلاق، وهو جزء من التراث الفكري للأمة، وهو هويتها وذاتيتها وكينونتها. مطلوب من الأنظمة والدول العربية أن تميّز بين الباحثين الجادين وأن تشجعهم على نشر بحوثهم بعدة لغات، وأن تساهم في دعم المبادرات الشخصية لإنشاء المراكز البحثية وأن تمنحهم الحرية الاكاديمية.. وأتمنى على كل دولة عربية أن تسنّ التشريع اللازم لإنشاء مراكز بحثية علمية مستقلة ومتاحف مستقلة لما لا .. إذا كان الوطن العربي يتحرر اقتصاديا، لما لا يتحرر علميا ومعرفيا ؟! ثم العمل على تعيين الأكفاء على راس المؤسسات الأكاديمية وليس الموالون للسلطة والذين لا يهمهم إلا كراسيهم ومناصبهم ومصالحهم الشخصية. ثم العمل على جعل القاعدة الأولى هو تعميم الدفاع عن المصلحة العامة للأمة ووقف إهدار الأموال العامة وعقلنة القرارات الحاسمة، المعرفية والبحثية وغيرها.
* ركزت مؤسسة التميمي جل أبحاثها على العهد الأندلسي والعثماني، ما السبب وراء ذلك التوجه ؟
ع. التميمي : هذا يرجع إلى 42 سنة إلى الوراء، فقد كنت أول باحث عربي يصل إلى الوثائق التركية في استانبول منذ 1965 وحيث تعلمت التركية واكتشفت في أرشيف تركيا أرصدة هائلة من المعلومات الأساسية التي تتناول تاريخ الإيالات العربية أثناء العصر العثماني، كما عثرت على وثائق كثيرة تهتم بالأندلس، ولا سيما منذ سقوط غرناطة عام 1492 وبقاء المسلمين 120 سنة إلى أن تم طردهم عام 1609. وقد بينت هذه الوثائق الترابط السياسي بين الدولة العثمانية والموريسكيين، لذا قمنا بتوظيف هذه المعلومات ونظمنا 13 مؤتمرا حول هذا الملف الغائب تماما من العالم العربي والإسلامي، واهتممنا بفترة أواخر العرب المسلمين في الأندلس.. لأن المأساة التي عاشوها، جديرة بأن يعرفها كل عربي ومسلم، وأعتقد أن ما عاناه هؤلاء الموريسكيون الأندلسيون، لم يشهد التاريخ البشري مثيلا له على الإطلاق، وقد حافظنا على الذاكرة الجماعية الموريسكية من خلال دعوة أهم الباحثين والخبراء الدوليين في هذا الاختصاص. ونحن نعمل على أساس أن هذا التراث الأندلسي هو تراثنا وحضارتنا. فقد خصصت مؤسسة التميمي أكثر من 600 دراسة أكاديمية جديدة حول هذا الموضوع ونشرت بالإسبانية والفرنسية، وقليل بالعربية.. وهناك اهتمامات أخرى للمؤسسة حول البحث العلمي وحول حركات التحرر الوطني في المشرق والمغرب ووسّعنا من دائرة اهتمامات البحث العلمي بكل ما يتعلق بالفضاء العربي. وأطلقنا مبادرة أساسية في تفعيل الذاكرة الوطنية التونسية والمغاربية من خلال دعوة أكثر من 120 شخصية تونسية لاستجلاء أرشيفات صدورها حول بناء الدولة الوطنية التونسية والمغاربية وكونا قاعدة بيانات سمعية-بصرية، تعد الوحيدة في الوطن العربي، وحيث مكننا ذلك من نشر أكثر من 46 نصا استخرجت من هاته السيمنارات الأكاديمية ونعد اليوم أكثر من 54 نصا جديدا للنشر هذه الأيام.
* كيف ترى جسور التواصل بين مراكز البحث العربية .. وماذا حول زيارتك سورية ؟
ع. التميمي : جسور التواصل ضعيفة جدا اليوم فكتب المغرب العربي لا تصل إلى بلاد الشام، كما لا تصلنا كتبكم إلا لماما.. لذا كان الأجدر بنا أن نفعّل التواصل عبر اللقاءات الأكاديمية الهادفة وعبر الأنترنت حتى نجد جدلية جديدة للتواصل المعرفي.. والسبب الأساسي لزيارتي سورية هو أنني أطلقت في مؤسسة التميمي مبادرات علمية على مستوى دولي من حوارات أكاديمية بين العرب والأتراك، وأخرى إسلامية-مسيحية، كذا مع البريطانيين ثم أخرى مع الإسبان وحوارات خليجية مغاربية. وانطلاقا من هذه الرؤية فإنه من غير المعقول أن نغيّب الحوار بين بلاد الشام والمغرب العربي.. فأنا أسعى إلى إنشاء مشروع حضاري أكاديمي علمي بين بلاد الشام والمغرب العربي على أساس تحقيقه في دمشق، باعتبارها عاصمة ثقافة بالنسبة لسنة 2008. وأنا أؤمل أن يتم ذلك مع أطراف جامعية وبحثية ولعل الهيئة العليا للبحث العلمي التي يرأسها د. آصف دياب والتي نؤمل إرساء تعاون علمي معهم، سوف تساهم من جهتها على تحقيق هذا المشروع العلمي الرائد. أما الهدف الثاني من زيارتي : هو أنني أسعى إلى خلق جسور عديدة للمعرفة والبحث العلمي، لأن المغرب العربي يواكب نوعا مما يجري في الساحة المشرقية وخاصة بلاد الشام.. ونريد أن نعزز هذه القنوات والاتصالات لإنشاء مراكز تهتم بالمغرب العربي هنا في دمشق. وهل يعقل أن يتم إنشاء أكثر من 10 مراكز بحثية عن المغرب العربي في أوروبا وأمريكا، ولا يوجد ولا مريكز في كل المشرق العربي وعلى الأخص ببلاد الشام ؟ ثم آمل أن نوفق في إنشاء كراس للمغرب العربي في الجامعات السورية تتناول إشكاليات الزمن الحاضر وانزلاقاته ومنعرجاته الدقيقة اليوم.
* هل تفكرون في توسيع اهتماماتكم البحثية ؟
ع. التميمي : نحن الآن نتناول قضايا الزمن الحاضر.. ولا نقتصر على العهد العثماني والأندلسي والبحث العلمي والمعلومات والأرشيف ولكننا توجهنا إلى قضايا إصلاح التعليم الجامعي ثم قضية دارفور ووضع الصين المتقدم وإرساء الحوارات مع الجميع، وغير ذلك من الملفات المحرمة تناولها من طرف المؤسسات الحكومية مثل عقدنا لخمس مؤتمرات حول الرقابة الفكرية في الوطن العربي والسادس سيتم قريبا، ثم كيفية أخذ القرارات الحاسمة والمصيرية ثم تكلفة اللامغرب إلى آخره …
* ما هي مشاريعكم المستقبلية ؟ ع. التميمي : سبق أن نظمنا مؤتمرا حول الذكرى 500 لسقوط غرناطة 1492-1992 وكان مؤتمرا ضخما.. واليوم بعد سنة ونصف.. سيمر على طرد العرب-المسلمين من الأندلس 400 سنة، لذا أطلقنا دعوى عالمية لحضور هذا المؤتمر لسببين : أولا أن إسبانيا قدمت اعتذارا لليهود على طردهم ولم تقدم اعتذارا للعرب المسلمين الذين خلفوا حضارة فكرية ومعمارية خالدة ولا مثيل لها، وساهمت بشكل غير مباشر في تجديد النهضة الغربية.. والآن هناك 50 مليون سائح يأتون إلى اسبانيا بفضل هذا التراث المعماري الأندلسي. والسبب الآخر هو العمل على تضافر الجهود من أجل إبراز الجوانب الحضارية والإيجابية للوجود العربي في الأندلس ومطالبة السلط الإسبانية العليا تقديم اعتذار حضاري للمأساة التي ألحقت بالموريسكيين الأندلسيين، على غرار ما قام به رئيس جمهورية البرتغال. ولعل السبب في عدم تقديم اعتذار منذ مطالبتي لذلك من 16 سنة، هو أن العالم العربي والإسلامي، لا يهتم بهاته الإشكالية الحضارية الأساسية. وسوف نوجه الدعوة إلى الملك خوان كارلوس والسيد عمر موسى وعدد من القادة السياسيين العرب لحضور هذا المؤتمر الدولي الاستثنائي والذي سوف تحتضنه تونس في الفترة ما بين 20-24 ماي 2009 باعتبارها الدولة العربية التي احتضنت وآوت مائة ألف موريسكي (نعم مائة ألف) في أوائل القرن السابع عشر الميلادي. ونؤمل أن يتم ذلك تحت إشراف مباشر للدولة التونسية، ونحن نؤمل أن يتوجه ذلك بإعلان اعتذار اسباني حضاري ذي أهداف نبيلة وسامية.
* يبدو أن الوطن العربي يعيش حالة تراجع معرفي وفكري.. ففي الوقت الذي نفتقر فيه إلى وجود مراكز البحث العلمي والمدن المعرفية.. نجد الكثير من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية السطحية التي تكلف المليارات.. ترى هل هناك مخرج من هذه الحال ؟
ع. التميمي : نعم.. نعم هناك مرض ينخر الذاتية الثقافية العربية .. وهذه مخططات رهيبة جدا.. إنهم يحاولون تحقير لغتنا وتراثنا من خلال هذه القنوات الفضائية التافهة. والخطورة أن هذا التسطيح المعرفي والتلفزي يصل إلى كل بيت دون أية حواجز وإلى كل طفل، وهذا في غاية الخطورة، إنها حالة استعمار حضاري جديد سوف تخلخل الذاتية العربية والتراث. لذا أتمنى من الحكومات العربية أن تموقع المعرفة موقعها الصحيح وأن تساهم في إيجاد مؤسسات للترجمة لتتم ترجمة الكتب العربية وغيرها إلى اللغات العالمية، لأن العالم لا يقرأ إلا بلغته.. لذا علينا أن نموقع البحث العربي موقعه الصحيح من خلال الترجمات. ونحن لا نترجم عشر ما تترجمه تركيا اليوم ويجب على كل دولة أن تتبنى سياسة الأولويات وتنشر وتترجم الكتب التي تبني الفكر وتغذي النفس. وهذا كله من أجل إيقاف التسطيح المعرفي والسمعي والمرئي.
* هل للمؤسسة موقع بلغة الضاد ؟
ع. التميمي : شكرا على سؤالك. نعم لقد قام خبراء تونسيون بوضع موقعنا بلغة الضاد، هذا فضلا عن اللغة الفرنسية، وقد اجتهدنا حقا في هندسة هذا الموقع الذي ضم مئات الصفحات عن مختلف أنشطة المؤسسة العلمية والفاعلة وإنجازاتها البحثية. ونذهب إلى الاعتقاد أننا شرفنا الأمة العربية ودافعنا عن خصوصياتها الحضارية وسوف نواصل أداء هاته الرسالة بإيمان وصدق وإخلاص. وليتفضل الجميع بزيارة موقعنا على الرقم التالي :
(عربي Français) http://www.temimi.refer.org بالضغط على كلمة عربي فقط. وشكرا لجريدتكم لهذا الحوار الذي آمل أن ينقل إلى أكثر من جهة على صعيد الوطن العربي. (المصدر: مراسلة اليكترونية وزعتها مؤسسة التميمي يوم 4 أكتوبر 2007)
تكنولوجيا المعلومات: على ضوء زيارة رئيسها التنفيذي
مايكروسوفت تتعاون مع تونس لتركيز مشروع الإدارة الالكترونية
تونس-الصباح: ادى الرئيس التنفيذي لمؤسسة مايكروسوفت العالمية ستيف بالمار زيارة عمل الى تونس وذلك في اطار جولة بين بلدان المنطقة العربية وقد عبر بالمار عن ارتياحه لما توصلت اليه تونس من تقدم في مجال نشر الثقافة الرقمية والنهوض بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال وذلك خلال ندوة صحفية عقدت امس بمطار تونس-قرطاج قبل توجهه الى الجزائر. وافاد ستيف بالمار بأن مؤسسته تنوي التعاون مع تونس على مستوى وزارات التربية والتعليم العالي وتكنولوجيات الاتصال حيث قام بلقاء وزيري التعليم العالي والاتصال وخاصة في تركيز مشروع الادارة الالكترونية. وتسعى مايكروسوفت الى مساعدة تونس على النهوض بقطاع تكنولوجيا الاتصال ونشر الثقافة الرقمية من خلال مشاريع مختلفة من بينها مشروع مركز التجديد التكنولوجي الذي تم تدشينه يوم 31 ماي من العام الحالي بالقطب التكنولوجي بالغزالة والذي يتم من خلاله تبني مشاريع بحث وتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. نبيل الغربي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
التشغيل في تونس في أفق 2024:
تراجع نسبة النشـاط لدى الرجال وتطـورها لدى النساء
المرأة التونسية ستتشبث مستقبلا أكثر فأكثر بموطن شغلها حتى بلوغها سن التقاعد
تونس- الصباح: من المنتظر أن تتراجع نسبة النشاط لدى الرجال وفي المقابل ستتطور لدى النساء وذلك خلال العقدين القادمين.. هذا ما خلص إليه المعهد الوطني للإحصاء في دراسة جديدة حول الإسقاطات السكانية والتشغيل خلال فترة 2004-2024.. ويذكر أن نسق تطور السكان في سن النشاط أي في عمر 15 سنة فما فوق يعد متسارعا إذ بلغت نسبته واحد فاصل 56 بالمائة بين سنتي 2004ـ2005.. وفيما يتعلق بالسكان النشيطين فإن عددهم تطور بأقل سرعة إذ لا تزيد نسبتهم عن 2 فاصل 59 بالمائة بين 2004ـ 2005 وذلك نتيجة لتقلص نسبة النشاط لدى الذكور وارتفاعها الطفيف لدى الإناث. ومن خلال نتائج التعدادات السكانية والمسوحات حول التشغيل المنجزة إلى حدود سنة 2005 يستخلص أن معدل الطلبات الإضافية السنوية للشغل من الفئة العمرية 15 سنة فما فوق هو في حدود 86 ألفا و300 سنة 2005 وكان يبلغ 71 ألفا و800 خلال فترة 1994ـ 1999 بعد أن كان في حدود 59 ألفا و500 خلال فترة 1984ـ 1994 مع الإشارة إلى النسق المتسارع الذي تشهده الطلبات الإضافية من بين الإناث خلال العشريتين الماضيتين. وفي دراسة لفرضيات تطور نسب النشاط على المستوى الوطني خلال فترة 2004ـ 2024 التي تم بناؤها على أساس التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2004 والمسح السنوي حول السكان والتشغيل لسنة 2005 وعلى أساس التطورات السابقة لنسب النشاط وكذلك بالاستئناس بالسياسات المستقبلية لقطاعات التربية والتكوين والتشغيل والتغطية الاجتماعية والسلوكيات المستقبلية للمرأة وتعاملها مع سوق الشغل وتم الأخذ بعين الاعتبار عوامل التحسن المتواصل لنسب التمدرس وارتفاع نسب النجاح بالمعاهد والجامعات ومراكز التكوين المهني وتطور كبير لعدد الطلبة خاصة الإناث وتنامي دخول المرأة لسوق الشغل مع بقاء الأجيال النشيطة في هذه السوق إلى حد بلوغ سن التقاعد والتشجيع على العمل المستقل والانتصاب للحساب الخاص مما يؤثر على تطور نسب النشاط للفئة العمرية 60 سنة فما فوق خاصة مع التحسن المتواصل لنسبة التغطية الاجتماعية.. وتم تصور خمس فرضيات لتطور نسب النشاط حسب الفئات العمرية والجنس خلال فترة 2004ـ 2024 تتوسطها فرضية وسطى تبدو أكثر احتمالا وهي تعتمد على فرضيات خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء نظرا للاختلاف الهام في مستوى نسب النشاط لدى الشريحتين. النشاط لدى الرجال ترتكز فرضية تطور نسب النشاط لدى الرجال حسب الفئات العمرية على تواصل نسق هذا التطور في المستقبل بناء على التطور المسجل لنسب النشاط خلال السنوات الفارطة.. وتشير التوقعات إلى تراجع النسب العامة للنشاط لمجموع الرجال من 68 فاصل 1 بالمائة سنة 2004 إلى 67 فاصل 1 بالمائة سنة 2024. فبالنسبة للفئات الشابة بين 15 و29 سنة من المفترض أن يتواصل نسق تقلص نسب النشاط لديها نظرا لتحسن نسبة التمدرس ونسبة النجاح.. وسوف يكون نسق الانخفاض متسارعا بصفة خاصة لدى الفئة العمرية بين 15 و17 سنة إذ ستتقلص نسبة نشاطها من 21 بالمائة سنة 2004 إلى 8 فاصل 3 بالمائة سنة 2024 في حين سوف يكون الانخفاض أقل حدة بالنسبة لبقية الفئات إذ ستنخفض النسبة من 37 فاصل 6 بالمائة إلى 33 فاصل 6 لفئة 18ـ 19 سنة ومن 58 فاصل 8 بالمائة إلى 50 فاصل 2 بالمائة لفئة 20ـ 24 سنة ومن 84 فاصل 6 بالمائة إلى 82 فاصل 3 بالمائة لفئة 25ـ 29 سنة. أما بالنسبة لشريحة الكهول من الرجال والتي تظم الفئات العمرية بين 30 و59 سنة فتم اعتماد فرضية تقضي باستقرار نسب النشاط المسجلة سنة 2005 على امتداد كامل الفترة وإلى حدود 2024 باعتبار أن هذه الفئات هي في أوج نشاطها ووجودها في سوق الشغل وإلى شبه استقرار نسب نشاطها المسجل في الماضي. وفيما يتعلق بالتصورات المستقبلية لنسب نشاط الفئة العمرية 60 سنة فما فوق فمن المفترض أن يتواصل تراجع هذه النسب خلال العشريتين المقبلتين نظرا للتحسن المستمر لنسبة التغطية الاجتماعية ولكن بنسق بطيء خاصة لدى الفئة العمرية 60ـ64 سنة إذ نجدها 35 فاصل 2 بالمائة سنة 2004 و33 فاصل 7 بالمائة سنة 2024. وبالنسبة للفئة العمرية 65ـ 69 سنة نجدها في حدود 26 فاصل 3 بالمائة سنة 2004 و21 فاصل 7 بالمائة سنة 2024.. ونجدها بالنسبة للفئة العمرية 70 سنة فما فوق في حدود 16 فاصل 1 بالمائة سنة 2004 و14 فاصل 4 بالمائة سنة 2024. النشاط لدى النساء وبالنسبة لدراسة تطور نسب النشاط لدى الإناث فقد بنيت على أساس نسق تصاعدي سريع لنسب النشاط من الفئات العمرية 25 سنة فما فوق باعتبار التزايد المنتظر لخريجي التعليم والتكوين وبصفة خاصة لخريجي التعليم العالي خلال السنوات المقبلة باستثناء الفئات الشابة من الإناث 15ـ 24 سنة. وينتظر أن يتواصل تراجع نسب نشاط هذه الفئات خلال فترة 2004ـ 2024 على مستوى الفئة العمرية 15ـ17 سنة (من 10 فاصل 7بالمائة إلى 4 فاصل 5 بالمائة) وفئة 18ـ19 سنة (من 19 فاصل 4 بالمائة إلى 10 فاصل 7 بالمائة) وفئة 20 ـ 24 سنة (من 31 فاصل 1 بالمائة إلى 26 فاصل 2 بالمائة) وذلك تحت تأثير التحسن المتواصل لنسب التمدرس والنجاح. أما بالنسبة للإناث من الفئة العمرية 25ـ59 سنة فسيرتفع بصفة متواصلة على مدى فترة 2004ـ2024 ويرجع ذلك لاستقرار نسب النشاط حتى سن التقاعد نظرا لارتفاع المستوى التعليمي للمرأة ورغبتها في العمل والمحافظة على موطن شغلها وعدم رغبتها في مغادرة سوق الشغل قبل سن التقاعد. وعلى سبيل الذكر ستتطور نسبة النشاط من 41 فاصل 8 بالمائة سنة 2004 إلى 65 فاصل 1 بالمائة سنة 2024 بالنسبة للفئة 25ـ29 سنة ومن 11 فاصل 1 بالمائة إلى 36 بالمائة بالنسبة لفئة 55ـ 59 سنة. وفيما يتعلق بالإناث من الفئة العمرية 60 سنة فما فوق فقد تم على عكس الرجال افتراض زيادة في نسب نشاطها من النساء خلال العشريتين المقبلتين رغم التحسن المستمر والمرتقب لنسب التغطية الاجتماعية وعلى سبيل المثال ينتظر أن تبلغ نسبة النشاط 8 فاصل 9 بالمائة للفئة العمرية 60ـ64 سنة لعام 2024 بعد أن كانت 5 بالمائة سنة 2004. وعلى أساس هذه الفرضيات ستتطور نسبة النشاط العامة لمجموع النساء من 24 فاصل 3 بالمائة سنة 2004 إلى 37 فاصل 6 بالمائة سنة 2024. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
مهرجان المدينة: حضرة «جيناكم زُياّر» لسليم البكوش
عرض إنشادي صوفي بمواصفات عصرية
تونس ـ الصباح: يعتبر الانشاد الديني الصوفي تعبيرة ثقافية تعكس تراثا له خصوصياته ومميزاته الفنية المعلومة وايضا احالاته الثقافية المحددة. ولقد ظل هذا الموروث محفوظا دائما بشكل او بآخر.. ففرق السلامية ـ مثلا ـ وايضا بعض المجموعات الانشادية العريقة (مثل فرقة المرحوم الشيخ بودية بصفاقس) ظلت «تشتغل» على هذا الموروث وتقدمه الى الناس ـ عموم الناس ـ وان كان ذلك في مناسبات دينية محددة. ولكن، ومع ظهور عرض «الحضرة» الشهير للثنائي الفاضل الجزيري وسمير العقربي في تسعينات القرن المنقضي اصبح الانشاد الديني الصوفي «موضة» فنية.. ذلك ان النجاح الجماهيري والفني الكبير الذي عرفه هذا العرض الانشادي الصوفي انتج ـ من بين ما انتج ـ عودة قوية من قبل عديد المجموعات الانشادية الى هذا الموروث الفني الانشادي الديني فتناسلت بذلك «الحضرات».. فهذه «حضرة» الفاضل الجزيري وهذه «حضرة» سمير العقربي وهذه «حضرة» الشيخ فلان وهذه «حضرة» الشيخ فلتان.. واصبحت كل «حضرة» تلد اخرى بالضرورة!!! وما من شك في ان المتتبع لكل هذه المحاولات، محاولات التعاطي مع الموروث الانشادي الديني الصوفي والاشتغال عليه يلاحظ انه ولئن توفق بعض اصحابها في تقديم عروض انشادية دينية فيها ما فيها من البحث والفرجة والتطوير فان البعض الآخر اكتفى بعملية الحفظ والترديد «الببغائي» مكتفيا ـ في احسن الحالات ـ بالباس عناصر مجموعته الانشادية الجبة والشاشية متوهما انه بذلك يكون قد وفر لعرضه جانب الفرجة ولمادة عرضه ابعادها التراثية! حضرة «جيناكم زُيّار» الاستاذ سليم البكوش هو استاذ موسيقى شاب وضع بدوره تصورا فنيا لعرض انشادي صوفي اطلق عليه اسم «حضرة جيناكم زيّار» هذا العرض شاهده مساء امس الاول جمهور مهرجان المدينة بفضاء حدائق قصر خير الدين وتفاعل معه أيما تفاعل لانه (الجمهور) وجد نفسه في حضرة عمل فني ولئن كان ينهل من الموروث الانشادي الصوفي فان صاحبه حرص على ان يجعل منه عرضا بمواصفات عصرية ـ خاصة على المستويين الموسيقي واللحني ـ فمن خلال مجموعة نوبات في مدح عدد من اولياء الله الصالحين من الرجال والنساء (سيدي علي الحطاب، السيدة عجولة، سيدي صالح، سيدي نصير.. وغيرهم) حلقت مجموعة سليم البكوش بالجمهور الحاضر ليلتها في أفق انشادي صوفي وروحي بقدرما هو متعال وسام هو قريب ثقافيا ووجدانيا من مهجة الجمهور وروحه.. فأولياء الله الصالحين هؤلاء الذين لا تخلو مدينة ولا بلدة ولا قرية سواء في الريف او الحضر من زواياهم ومقاماتهم يمثلون «جزءا» اصيلا من المخيال الثقافي والبناء الروحي لانسان هذه المدن والبلدات والقرى.. على أن اهم ما في عرض حضرة «جيناكم زياّر» للفنان سليم البكوش انها بدت على درجة كبيرة من الاجتهاد والبحث خاصة على مستوى المادة الموسيقية فقد حرص صاحبها على «التنويع» موسيقيا ولحنيا وهذا التنويع لا يبرزه ـ فقط ـ حضور بعض آلات الموسيقى الوترية ضمن الفرقة المصاحبة مثل الكمنجة والاورغ والقيتار وانما على مستوى التوزيع الجديد لالحان بعض النوبات التي انشدها منشدو المجموعة وكورالها.. وهي ألحان استطاع الفنان سليم البكوش ان يجمع فيها بين البعد الروحي والايقاع العصري دونما اي نشاز ـ تقريبا ـ لذلك لا بد من الاشادة بالطاقات الصوتية لمنشدي مجموعة حضرة «جيناكم زيّار» فجل منشدي المجموعة يتمتعون باصوات هي في نفس الوقت قوية وعذبة. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
المشروع الامريكي لتقسيم العراق لابد أن ينظر إليه بجدية بالغة
د. بشير موسي نافع (*) صوت مجلس الشيوخ الامريكي في الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة (75 مقابل 23 عضواً) علي مشروع يدعو إلي تقسيم العراق إلي كيانات ثلاثة. جاء المشروع في صورة تعديل أجراه المجلس علي قانون الميزانية، تقدم به السيناتور الديمقراطي جوزف بايدن، الذي يروج لفكرة تقسيم العراق منذ أكثر من عامين. وقد كان الاعتقاد السائد إن فكرة بايدن لا تجد تأييداً كبيراً لها في العاصمة الامريكية؛ ولكن نتيجة التصويت في مجلس الشيوخ، الذي يعتبر الأكثر تأثيراً في مجال السياسة الخارجية بين غرفتي الكونغرس، أظهرت أن مشروع التقسيم بات يحظي بتأييد ملموس في صفوف ممثلي الحزبين الامريكيين الرئيسيين: الديمقراطي والجمهوري. المشروع في صيغته الحالية غير ملزم لإدارة الرئيس بوش الابن، بمعني أنه مجرد توصية من مجلس الشيوخ وليس تشريعاً يحمل قوة القانون. كما أن نص المشروع يشترط موافقة الدولة العراقية، وتعاون الأمم المتحدة ودول الجوار. وبالنظر إلي أن أحداً داخل العراق أو في جواره لم يعلن صراحة قبوله التقسيم، وأن إدارة الرئيس بوش أعلنت في مناسبات عديدة من قبل رفضها تبني فكرة التقسيم، فإن أحد تفسيرات خطوة مجلس الشيوخ ربما أن الأمر ليس أكثر من محاولة ضغط جديدة علي الإدارة، تستهدف دفع الرئيس إلي المبادرة السياسية والإسراع في إيجاد مخرج من العراق. في النظام السياسي الامريكي، هناك فصل واضح بين السلطتين التنفيذية والتشريعية؛ والرئيس لا مجلس الشيوخ هو من يصنع السياسة الخارجية. هذا تفسير منطقي بالطبع، ولكن ثمة تفسير آخر ينبغي أخذه في الاعتبار. فبالرغم من أن جوزف بايدن هو عضو ديمقراطي في المجلس، بينما الإدارة الامريكية الحالية إدارة جمهورية، فإن بايدن يتمتع بمصداقية كبيرة في مجال السياسة الخارجية. وبالرغم من أن الرئيس غير ملزم بالأخذ بالمشروع بأي حال من الأحوال، فإن صوت مجلس الشيوخ يؤخذ عادة في الاعتبار من قبل البيت الأبيض، مهما كان الانتماء الحزبي للإدارة. المدهش أن لا الصحافة الامريكية ولا الأوروبية أبدت اهتماماً خاصاً باقتراح مجلس الشيوخ؛ كما أن البيت الأبيض تعامل مع الاقتراح من زاوية الاشارة إلي صفته القانونية غير الملزمة. ردود الفعل الرئيسة تجلت في العراق وفي المنطقة العربية. كل القوي العراقية العربية، بما في ذلك رئيس الوزراء المالكي، أبدت معارضة قاطعة للمشروع؛ بينما أيده عدد من الأصوات الكردية، في انسجام طبيعي مع الرغبات الكردية الكامنة. نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، حذر من جدية المشروع، لافتاً الانتباه إلي ضرورة الإسراع في المصالحة الوطنية لتجنب سيناريو التقسيم. وقد تلقي المشروع شجباً سريعاً من المنظمات العربية غير الرسمية الكبري: المؤتمر القومي، المؤتمر القومي ـ الإسلامي، والإمانة العامة للاحزاب العربية. هذا الشجب العربي الشعبي لم يقابله شجب مماثل من الأنظمة العربية. الأكثر دهشة أن أحداً لم يسأل لماذا يفترض مجلس الشيوخ الامريكي لنفسه الحق في تقرير مستقبل بلد آخر، يفترض أن دولته باتت مستقلة. ربما كان جس النبض العراقي والعربي هو الهدف الرئيس خلف المشروع؛ إضافة إلي إعطاء صفة شرعية واعتيادية لنقاش فكرة التقسيم. ليس ثمة ما يشير إلي أن إدارة الرئيس بوش الابن قد تبنت، أو أنها في طريقها لتبني، فكرة التقسيم. ولكن من السذاجة اعتبار أن الفكرة ليست مدرجة علي جدول السياسات الامريكية في العراق، وإن صناع هذه السياسة ينظرون إلي مشروع التقسيم وجدواه من وقت إلي آخر. وهنا مكمن الخطر. فقد أظهر تصويت مجلس الشيوخ بروز إجماع تشريعي امريكي حول الفكرة، وهو ما يعزز موقف دعاتها داخل الإدارة الحالية والإدارة القادمة إلي البيت الأبيض، جمهورية كانت أو ديمقراطية. ويمكن الاستنتاج بالتالي أن فكرة التقسيم أصبحت في ايلول (سبتمبر) 2007 احتمالاً سياسياً امريكياً جدياً للمرة الأولي منذ احتلال العراق. أكدت في هذا الموقع من القدس العربي ، في عدة مناسبات سابقة، أن تقسيم العراق هو مشروع مستحيل. في بلد آخر كان يمكن للصدام الأهلي الدموي الذي شهده العراق خلال العامين الماضيين أن ينتهي إلي التقسيم. فذلك الصدام لم يولد من تفجير مقام العسكريين في سامراء، كما هو التفسير الشائع، بل من مناخ تقسيمي ساهمت في بنائه إدارة الاحتلال وأحزاب عراقية طائفية وإثنية علي السواء. خلف الصدام والتدافع الأهلي كان نهج المحاصصة الطائفية والإثنية الذي أسس له تصور بريمر للدولة العراقية، وهو النهج الذي سرعان ما تناسخ في النظام الانتخابي، في الوزارات المتعاقبة، وفي الدستور العراقي الجديد. وخلف الصدام الأهلي تقف الدعوة للفيدرالية التي أطلقتها جماعة الحكيم، بتأييد من الحزبين الكرديين الرئيسيين في محافظات الحكم الذاتي الشمالية. ولم يكن هناك أفضل من أجواء الصدام الدموي، القتل علي الهوية، التطهير الطائفي في بغداد الكبري والمناطق الأخري، للترويج لمشروع الفيدرالية. وخلف ذلك الصدام بالتأكيد رغبة عدد من القوي الإقليمية في إضعاف العراق وإخراجه نهائياً، وإلي الأبد، من معادلة القوة في المشرق العربي – الإسلامي. إن كان للتقسيم أن يمر، إن كان له أن يكسب رأياً عاماً عراقياً، فقد كان المنطقي أن يحدث ذلك خلال العامين الماضيين. ولكن الواقع أن بشاعة الصدام الأهلي لم تزد العراقيين إلا تصميماً علي وحدة وطنهم. وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية توجهاً بطيئاً لعودة العائلات المهجرة إلي أحيائها ومناطق سكناها الأصلية، وكأن الضمير العراقي الجمعي يريد التوكيد علي رفضه لجرائم التطهير الطائفي. ربما يقال أن ما أطلق هذا التوجه هو النجاحات الأمنية الامريكية في بغداد؛ وهذا صحيح جزئياً، ولكنه لا ينفي الرغبة العراقية الأصيلة للعودة إلي وضع التداخل والاختلاط السابق علي فترة تصاعد العنف الأهلي السوداء. وفيما عدا المنطقة الكردية، فإن الدعوة إلي الفيدرالية تراجعت إلي حد كبير. الأسباب خلف الرفض العراقي الجمعي لفكرة التقسيم تتضح مع مرور الوقت. العراق، وبعكس الخطاب التقسيمي، ليس كياناً واحداً من العشائر والطوائف والإثنيات المتداخلة وحسب، بل إن عشائره وطوائفه ومجموعاته الإثنية الكبري والصغري تتصل بمحيطه الجغرافي من كل الجهات. بهذا المعني، فإن اطروحات الوسط والشمال والجنوب هي أطروحات خيالية أكثر من كونها انعكاسا للواقع الديمغرافي، تماماً كما أن الحدود مع تركيا وسورية والسعودية هي حدود قسرية في أصلها، حدود شقت العشائر والأسر والعائلات. الحجم الهائل للضحايا الذي سقطوا خلال العامين الماضيين من أجل صناعة أحياء طائفية نقية في منطقة بغداد، لا يمكن أن يقاس بحجم ضحايا تقسيم العراق إلي وسط وشمال وجنوب. والعراقيون يعرفون هذا أفضل من كل صناع السياسة في واشنطن ومن مراقبي ودارسي الشأن العراقي. سنة الجنوب، وشيعة الوسط، أكراد الموصل وأكراد بغداد، سنة ديالي وشيعتها وكردها، يعرفون هذا معرفة اليقين. ويعرف العراقيون إضافة إلي ذلك أن التقسيم هو وصفة لاندلاع العنف داخل كل إقليم مقترح. فالعراق المحتل هو عراق يفتقد القوة السياسية المركزية، القوة القادرة علي توحيد الأغلبية العراقية، بحيث تحول الجسم العراقي السياسي إلي شظايا من الأحزاب والجماعات المتصارعة علي القوة والنفوذ. وحتي في المنطقة الكردية، ثمة شواهد عديدة علي ان الاستقرار الآني هو استقرار كاذب. دولة، أو أقليم، في الجنوب سيتحول إلي ساحة صراع بشعة بين القوي السياسية الشيعية، وكيان مماثل في الوسط سينحدر إلي وضع لا يقل تشظياً. بيد ان مشروع التقسيم لن يقتصر علي العراق. بكل تعقيده وتنوعه، يعتبر العراق صورة مصغرة عن المشرق العربي ـ الإسلامي، مايكروكوزم لمجاله الإقليمي المتسع. ما إن يفتح باب الانقسام الطائفي والإثني في العراق، حتي يتداعي كل المجال المشرقي. إن كان من المسوغ إقامة دول طائفية وإثنية في العراق، فلماذا لا يصبح مسوغاً إقامة مثل هذه الدويلات في إيران وتركيا وسورية والسعودية، بل ومصر. لماذا يكون من المشروع إقامة دولة شيعية في جنوب العراق، وسنية في وسطه، وكردية في أقصي شماله، بكل ما سيجره هذا المشروع من دماء وخسائر، ولا يكون من المشروع إقامة دولة عربية في جنوب إيران، ودولة لأذربيجان في شمالها، وكيان آخر للبلوش في شرقها، ورابع للمناطق السنية؟ ولماذا لا يسمح بإنشاء كيان كردي تركي، وآخر للعلويين الأتراك؟ وما ينطبق علي إيران وتركيا يصح أيضاً بالنسبة لأكراد سورية وشيعة السعودية. فتح ملف تقسيم العراق، بكلمة أخري، هو فتح صندوق شر هائل، ستجتاح رياحه المنطقة جميعها، ولن يعرف أحد متي وكيف يمكن الخروج منه. ولعل هذا هو الجانب الأهم فيما يعنيه العراق للمجال العربي ـ الإسلامي. فالعراق ليس المستودع الأكبر لتاريخ الشعوب العربية ـ الإسلامية وضميرها الجمعي وحسب، بل هو أيضاً صورتها المطابقة. ما أن يسمح بانكسار العراق وتشظيه حتي تنطلق حمي الانكسار والتشظي لتطال الجميع، بما في ذلك أولئك الذين يظنون أنهم الأكثر أمناً ومناعة. خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأصوات الداعية إلي استقلال كوسوفو عن يوغسلافيا في الأوساط الامريكية والاوروبية، بالرغم من أن قرار مجلس الأمن الذي أعطي القوي الغربية حق التدخل في كوسوفو أكد علي وحدة يوغسلافيا. التوجه الأورو ـ أمريكي لدعم خيار استقلال كوسوفو يثير قلقاً هائلاً في منطقة البلقان والشرق الأوروبي كله، حيث يستحيل وجود دولة واحدة، من اليونان إلي هنغاريا إلي أوكرانيا، تتمتع بوحدة دينية أو قومية خالصة. إضافة إلي ذلك، فإن استقلال كوسوفو يجد معارضة صلبة من روسيا الاتحادية، التي تري أن حقبة تقسيم الدول الأوروبية قد انتهت. إن دعمت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي المزيد من التشظي اليوغسلافي، فهناك قلة يشكون في أن روسيا ستدعم استقلال أبخازيا وأوسيـــتيا عن جورجــيا، الدولة الصــديقة للغرب فــي القــوقاز. وبالرغم من الخلافات الجوهرية بين حالتي يوغسلافيا وجورجيا وحالة العراق، فإن السياسات التقسيمية التي تتبناها القوي الغربية لابد أن تثير أسئلة ثقيلة عن حقيقة الدوافع وراء تشظية دول العالم المختلفة إلي إمارات عشائرية وطائفية وعرقية. نقاء الدولة القومية، أو الدولة ـ الأمة، كما يشار إليها في الفكر السياسي الغربي الحديث، هو في أغلب الحالات تصور أكثر منه حقيقة، مخيال أكثر من كونه واقعا صلبا. وما ينطبق علي دول المشرق العربي الإسلامي، ودول الشرق الأوروبي، ينطبق أيضاً علي أغلب الدول الأوروبية الغربية. فلماذا تقتصر مشاريع التقسيم والتشظي علي الدول الأضعف فقط؟ (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 أكتوبر 2007)
Home – Accueil – الرئيسية