الخميس، 3 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2963 du 03.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

Vérité-Actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” : من أجل وضع حد

لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الثامن)

حــرية و إنـصاف : محمد عمار و عادل العوني يدخلان المرحلة الحرجة من الإضراب

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد إصرار السلطات الإيطالية على تسليمه ..سامي الصيد يمثل أمام القضاء العسكري..!

المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين : الـجـلـســـة الـعــامــة الـعــاديــة وانتخاب اللجان القارة : بـــــــلاغ

المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة: بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان

العربية.نت : بحسب منظمة حقوقية محلية منع طالبات تونسيات متفوقات من تسلم جوائزهن لارتدائهن الحجاب

إياد رامي : إدارة الجباية التونسيّة تنضمّ رسميّا إلى البوليس السياسيّ لقمع النشطاء

العرب : مسؤول إعلامي أميركي في ختام زيارته إلى تونس: قطر رائدة في مجال حرية الإعلام وهناك تقدم في دول عربية أخرى

بعثة لجنة حماية الصحفيين في تونس تختتم أعمالها بالدعوة إلى إطلاق سراح صحفي سجين

منجي الخضراوي : تسجيل فيديو لاحتفال صحافيي دار الأنوار بمناسبة تكريم زملائهم

ايلاف : مع هجرة الشباب وتراجع نسبة وفيات الأطفال من البنات للمرة الأولى في تونس: عدد الإناث يفوق الذكور

الجزيرة.نت : تونسي يخترع منظارا لالتقاط ولادة الهـــــــــــــلال

الصباح : أخبــــــــــــــــــــــــــــــار متفـــــــــــــــــــــــــــــرقة

الصباح: بسبب الارتفاع السريع لأسعار النفط: قريبـا إصـدار قانـون ماليـة تكميلي لتعديل ميزانية الدولة

محمد قلبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :لمحة : خشيــة

فاضل البلدي: قـــــــــــــــــــــــــــــــــــول في الكارهين للمصالحة

ا ف ب: وفاة المفكر المصري عبد الوهاب المسيري

الشيخ راشد الغنوشي:عبد الوهاب المسيري فارس آخر من فرسان الكلمة يترجل

د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله :الإنســـــــــــــــــــان والشـــــــــــــــــــــــــــــــــيء  آخر مقال كتبه ليلة وفاته

  نشـــــــــــــــــــــــــــرة الكترونيّة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: سمينار الذاكرة الوطنية مع السيد عامر قريعة وسي سالم الصباغ

عبدالحميد العدّاسي: دكتور يكشف بهتان وكذب ومغالطة أفراد حركة النهضة

منير شفيق:رسالة إلى الجمعية الجغرافية التونسية

إسلام أون لاين : الأزهر يدرب أمن الدولة لمواجهة الفكر الشيعي

إسلام أونلاين : قرارترحيل الداعية وجدي غنيم من جنوب إفريقيا

احميدة النيفر: «أوباما».. بعيــــــــــــــــــــــــــــــــون عربية

توفيق المديني:أوباما أمـــــــــــــــــــــــــل التغيير في أميركا!

خليل العناني : ماكين وأوباما والمسألة الديموقراطية العربية  


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr  Vérité-Action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20     Email. info@verite-action.org    تونس في 03 جويلية 2008  

حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” :  من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الثامن)

                                               

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه .   و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ ” سياسة القتل البطيء ” ..   لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي ..   إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا ” الموت البطيء ”  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء ” مساجين العشريتين ” ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP و جمعية Verité-action   ( سويسرا ) ، و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم ..  و هم على التوالي :   منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان .  كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم .    عن الجمعيـة الدولية                                                               Verité-action                                                            لمساندة المساجين السياسيين         الرئيــــــــــــــــــس                                                           الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدة العكرمي                                                            
                                                                                          صفوةعيسى    

7  –   عبد الكريم بعلوش:

                           39 سنة سجنا ، 4 أمراض ، 11 نقلة تعسفية ، 6 أحكام مكررة ..! 

بطاقة تعريف سجنية

     الاسم و اللقب عبد الكريم بعلوش  تاريخ الولادة ومكانها : تونس 10/9/1963     المستوى التعليمي : جامعي  المهنة : فني سامي في الهندسة  الحالة الاجتماعية : أعزب  تاريخ الدخول للسجن :11 ماي 1991 المعدة/الأربطة المتقاطعة/ ضعف النظر الحالة الصحية :روماتيزم العظام/قرح  الحكم :39 سنة و نصف وهي حاصل احكام متكررة وحرمان من حقه في اتصال القضاء وكانت جملة قضاياه على التفصيل التالي :  القضية عدد 19630 بتاريخ23/05/1995 بمحكمة الاستئناف تونس القضية عدد 20319 بتاريخ 26/10/1994 بمحكمة الاستئناف تونس القضية عدد 19604 بتاريخ 22/02/1992 بمحكمة الاستئناف تونس القضية عدد 3902 بتاريخ 17/12/1992 ناحية تونس القضية عدد 27758 بتاريخ 08/09/1992 محكمة الاستئناف تونس السجن الحالي : برج العامري تنقل السيد عبد الكريم بعلوش بين سجون كثيرة

وكان عرضة للنقل التعسفية بصورة دورية : تونس + برج الرومي + الناظور  سوسة + المسعدين +الهوارب +القصرين +الكاف +برج العامري + +حربوب +صفاقس +المهدية     المروج :العنوان   71404353/71367143 رقم الهاتف :      نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …!  

حملة الإفراج عن ” مساجين العشريتين


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03/07/2008 الموافق ل 29 جمادى الثانية 1429

محمد عمار و عادل العوني يدخلان المرحلة الحرجة من الإضراب

 

 
يواصل السجينان السياسيان السابقان السيدان محمد عمار و عادل العوني الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الواحد و العشرين على التوالي و قد دخلا في مرحلة حرجة إذ بدت عليهما علامات الإرهاق الشديد و الهزال و عدم القدرة على الكلام و الوقوف و قد أكدا لكل الزائرين أنهما سيواصلان تحركهما حتى تحقيق مطالبهما المشروعة. و حرية و إنصاف إذ تساند المضربيْن عن الطعام تؤكد مشروعية مطالبهما المتمثلة في أبسط حقوق الإنسان التي تكفلها كل القوانين و الدساتير و الشرائع حق العلاج و الشغل و التنقل.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 03 جويلية 2008

كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “: بعد إصرار السلطات الإيطالية على تسليمه .. سامي الصيد يمثل أمام القضاء العسكري..!

 

* نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة  بتونس  برئاسة القاضي  فريد السقا   اليوم الإربعاء 02 جويلية 2008  في : * القضايا عدد 75199 و 75200 و 75201 و 75202 و 75203 التي يحال فيها سامي الصيد بتهمة وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة إرهابية تعمل بالخارج  طبق الفصل 123 من مجلة المرافعات و العقوبات العسكرية و قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 15 أكتوبر 2008 استجابة لطلب محاميه الأستاذ سمير بن عمر، علما بأن سامي الصيد  تحت طائلة أحكام غيابية بالسجن لمدة .. 100 سنة .. !  وأنه قد تعرض لمظلمة كبرى تورطت فيها السلطات الإيطالية رغم صدور قرار عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يطالب بعدم تسليمه ،  * كما نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس  برئاسة القاضي  محرز الهمامي   اليوم الإربعاء 02 جويلية 2008  في :        *  القضية عدد 15930 التي يحال فيها: سامي الصيد بتهمة الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم السبت 05 جويلية 2008 لتمكينه من تكليف محام ينوبه .   * كما نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس  برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني   اليوم الإربعاء 02 جويلية 2008  في :        *  القضية عدد 11320 التي يحال فيها كل من : منير الوشتاتي و زياد المعموري و كريم العرفاوي و الشاذلي اللموشي و شكري البوغديري و محمد العطوي و سامي الهويملي و رمزي الرمضاني و صفوان العياري و قيس المليتي و رضا اليحياوي و سامي الصيد و ياسين الفرشيشي و صفوان العموري و رياض البرهومي     بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  شكري بلعيد و شاكر علوان و عبد الفتاح مورو و خباب الماجري و أنور أولاد علي  و سمير بن عمر و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 09 جويلية 2008 استجابة لطلب المحامين .    زياد الفقراوي : اليوم السابع من الإضراب عن الطعام ، و قضية جديدة.. بتهم ..قديمة..!   علمت الجمعية أن زياد الفقراوي قد أحيل  على قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم 28 جوان 2008 و قد تم إعلامع بتعلق قضية جديدة به  تحت عدد 12935 ، علما أنته قد تعرض للإيقاف يوم 25 جوان 2008 ( بعد صدور تقري عن منظمة العفو الدولية ينتقد ما تعرض له من تعذيب شديد ) و قد شرع في إضراب عن الطعان احتجاجا على  إيقافه لأجل نفس التهم التي سبق محاكمته من أجلها  ، و قد عبر لعائلته ، التي زارته في سجن إيقافه صباح اليوم الإربعاء 02 جويلية 2008 ، أنه لن يضع حدا لإضرابه عن الطعام إلا بعد إطلاق سراحه و إيقاف الإضطهاد المسلط عليه .   عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو


 

المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين : الـجـلـســـة الـعــامــة الـعــاديــة : بـــــــلاغ

 

 

يدعو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين كافة الزميلات والزملاء إلى المشاركة في الجلسة العامة العادية الأولى التي ستنعقد يومي الجمعة 18 والسبت 19 جويلية 2008 على الساعة الثانية بعد الزوال بمقرّ النقابة. جــدول الأعـمـــال : – اليوم الأول : – عرض النظام الداخلي والمصادقة عليه. – نقاش عام. – اليوم الثاني : -انتخاب اللجان عن المكتب التنفيذي الرئيــس ناجي البغوري   بــلاغ انتخاب اللجان القارة    طبقا لأحكام الفصل 25 مكرر (جديد) من القانون الأساسي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يعلم المكتب التنفيذي كافة الزميلات والزملاء أن انتخاب اللجان القارة سيتم يوم السبت 19 جويلية بداية من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء. فعلى الراغبين في الترشح إيداع مطالبهم لدى كتابة النقابة أو توجيهها بمكاتيب برسالة مضمونة الوصول إلى عنوان النقابة بداية من تاريخ هذا البلاغ إلى غاية يوم السبت 12 جويلية 2008.اللجان : لجنة المرأة لجنة الحريات لجنة أخلاقيات المهنة لجنة المفاوضات و الشؤون الاجتماعية مركز البحوث والدراسات لجنة التدريب والتكوين لجنة الإعلام والتكنولوجيات الحديثة لجنة الصحفيين الرياضيين لجنة الصحفيين المصورين لجنة السكن   عن المكتب التنفيذي المكلف بالنظام الداخلي منجي الخضراوي

 

المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة:

 بيــــــــــــــــــــــــــــــــان   
فوجئت الآنسة غزالة محمدي عضو مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة صباح اليوم 2 جويلية بفصلها عن العمل بالجمعية التنموية بقصر قفصة رغم أن عقد عملها يمتد إلي شهر أكتوبر 2008 ويأتي هذا الطرد التعسفي الذي استهدف المناضلة الديمقراطية غزالة محمدي كإجراء عقابي علي خلفية انتمائها ونشاطها   السياسي .وتحركانها المساندة لأهالي الحوض المنجمي إذ سبق لأحد المسئولين الأمنيين بالجهة أن وجه لها يوم الأحد 29 جوان علي إثر منع الاجتماع التضامني مع النقابيين المعتقلين والملاحقين تهديدا مباشرا بطردها من عملها عقابا لها . إن الحزب الديمقراطي التقدمي  يستنكر هذا الطرد التعسفي ويدين تدخل الأجهزة الأمنية في تسيير المرافق الإدارية و يعتبره حلقة جديدة من سلسلة المضايقات و الإجراءات التعسفية التي تستهدف الشباب الديمقراطي التقدمي والتي تضاعفت في الآونة الأخيرة .   يطالب الجهات المعنية بإلغاء هذا الإجراء التعسفي الذي استهدف إحدى مناضلا ته وبإيقاف كل أشكال المضايقات التي يتعرض لها الحزب وشبابه يجدد تمسكه بحقه في النشاط السياسي واستعداده للدفاع عن هذا الحق وحماية منا ضليه وشبابه بكل الأشكال المتاحة عن المكتب السياسي  المكتب الوطني للشباب ماهر حنين

بحسب منظمة حقوقية محلية منع طالبات تونسيات متفوقات من تسلم جوائزهن لارتدائهن الحجاب

 

 
تونس- قدس برس   اتهمت منظمة حقوقية تونسية مدير معهد ثانوي في تونس بحرمان تلميذات متفوقات من تسلم جوائزهن في احتفال اختتام السنة الدراسية بسبب ارتدائهن الحجاب، بحسبما ذكر تقرير إخباري الخميس 3-7-2008.   وقالت جمعية “حرية وإنصاف” التي يترأسها المحامي لدى محكمة التمييز الأستاذ محمد النوري إن مدير المعهد الثانوي 7 نوفمبر بدار شعبان الفهري، منع التلميذات الناجحات بامتياز من الحصول على جوائزهن بدعوى ارتدائهن للحجاب، وقد اشترط عليهن نزع حجابهن لتسلم الجوائز فرفضن ذلك بشدة وانسحبن صحبة ذويهن.     وأدانت الجمعية بشدة ما وصفته بالاعتداء السافر على حرية اللباس، مطالبة السلطة بوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تنال من الحقوق الأساسية للمرأة.   من جهتها وفي سياق آخر ذكرت الجمعية أن سجين الرأي السابق الشاب زياد الفقراوي لا يزال رهن الاعتقال بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بالعاصمة لليوم السادس على التوالي دون إعلام عائلته بمكان و سبب اعتقاله.   والشاب زياد الفقراوي وفق ما ورد في بلاغ الجمعية “هو سجين رأي سابق وقع تعذيبه على مستوى جهازه التناسلي وتقدم بشكاية ضد الشخص الذي تولى تعذيبه لم يقع النظر فيها بعد.   وقد ورد اسمه في مفتتح التقرير الذي أعدته منظمة العفو الدولية تحت عنوان ”باسم الأمن: استباحة حقوق الإنسان في تونس”.   وقد حمّلت “حرية وإنصاف” الأجهزة الأمنية مسؤولية ما يمكن أن يمس سلامة الشاب زياد الفقراوي، مطالبة بإطلاق سراحه فورا، مستنكرة الاعتقالات غير المبررة والمخالفة للقانون.   المصدر: موقع العربية.نت نقلا عن وكالة أنباء قدس برس انتارناشيونال بتاريخ 3 جويلية 2008  


إدارة الجباية التونسيّة تنضمّ رسميّا إلى البوليس السياسيّ لقمع النشطاء الحقوقيّين ولتجريدهم من أرزاقهم ظلما و عدوانا المحامي الأستاذ عبد الوهاب معطر نموذجا

 

 
بقلم إياد رامي  تونس ما انفكـّت الدكتاتوريّة  تبتدع الأشكال الجديدة لقمع النشطاء الحقوقيّين و تجنّد في سبيل ذلك كافـّة أجهزة الدّولة  ,فبعد أن استولت على الأجهزة الأمنيّة بالكامل و سخّرت جهاز البوليس السياسيّ لخدمتها و حوّلته إلى أذرعة أخطبوطيّة لخنق الوطنيّين و العدوان على حقوقهم و حريّاتهم  هاهي توسّع في سطوتها لتقحم الإدارة التونسيّة في حربها على النّشطاء. و الحقيقة أنّ المصالح الإداريّة التونسية لم تكن في السّابق بمنأى عن هذا الإنحراف بوظائفها فهي كانت دائما جيش الاحتياط الذي تلجأ إليه الدكتاتوريّة في حربها على المعارضين للإيقاع و التـّنكيل بهم حتى في قضاء مصالحهم العاديّة , و قد تميّزت في هذا السّياق المصالح الإداريّة التابعة لوزارة الدّاخليّة من غير الجهاز الأمنيّ المفضوح انحرافه   فكم من النّشطاء يشتكي من عدم تسليمه بطاقة تعريف أو بطاقة السّوابق أو جواز السّفر أو مضمون الولادة بل و حتى الترخيص له بإقامة حفل زفاف إلى حدّ أصبح من المعروف أنّ أيّ تعامل إداريّ مع المصالح الإداريّة لوزارة الدّاخليّة  سيكون بالنّسبة لمن ” يشتبه ” في عدم ولائه للدّيكتاتور بمثابة رحلة العذاب غير المأمونة العواقب. و بالإضافة إلى المصالح الإداريّة التابعة لوزارة الداخليّة التي أصبحت منذ زمن بعيد رهينة تعليمات البوليس السياسيّ و مع إصرار النّشطاء الحقوقيّين و السياسيّين على المقاومة و ممارسة حقوقهم فقد توسّعت تدريجيّا سطوة الديكتاتوريّة على مجمل الأجهزة الإداريّة عموما لتشمل مصالح النّقل و القضاء و الاتصالات و البيئة  و الصّناعة و التجارة و التعليم و الشباب و الرّياضة و المرأة و غيرها من المرافق العموميّة الأخرى في هدر واضح للقواعد الدّنيا المتعارف عليها دوليّا و داخليّا و المتحكـّمة في وظائف المرفق العموميّ و هي قواعد تقوم أساسا على النّزاهة و الحياد و المساواة في معاملة كافـّة المواطنين و قد أدّى هذا الواقع إلى تحوّل النّشطاء أمام الإدارة مواطنين من درجة ثانية أو ربّما ثالثة. و لم تشذ إدارة الجباية عن هذا المسار فهي تحت يافطة الواجب الجبائيّ المحمول على كلّ مواطن أصبحت في هذه العشريّة تترصّد النّشطاء لإخضاعهم بصفة انتقائيّة لآليّات المراقبة الجبائيّة المعمّقة مستهدفة إيّاهم في مكاسبهم المتواضعة مقابل سكوتها عن الثروات المنهوبة من طرف المتنفّذين بالقرابة أو بالولاء للديكتاتور ,و في هذا السياق يقع اختيار العديد من المحامين و بعض رجال الأعمال دون غيرهم لإخضاعهم للمراقبة الجبائيّة المعمّقة بصفة متواترة و هرسلتهم لسبب واحد وحيد و هو كونهم مشاكسين و ” مناوئين “. إلاّ أنّ ما وقع مؤخـّرا لأحد النـّشطاء الحقوقيّين البارزين مع إدارة الجباية يدلّ على دلالة واضحة على أنّ هذه الإدارة قد تقدّمت أشواطا كبيرة في هذا الاتـّجاه إلى درجة أنّها أصبحت على شاكلة البوليس السياسيّ تعمل صراحة و بوضوح خارج القانون، فبعد أن وقع إخضاع الأستاذ عبد الوهاب معطر المحامي و الأستاذ الجامعيّ و نائب رئيس الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السيّاسيّين و أحد قادة حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة إلى مراقبة جبائيّة أولى في سنة 2003 ( و هذا التاريخ له دلالة ) و فيما كان النّزاع القضائيّ بخصوص نتائج هذه المراقبة منشورا لدى القضاء وقع إخضاعه في سنة  2006 إلى مراقبة جبائيّة ثانية غير مبرّرة أسفرت عن نتائج في غاية الطـّرافة و الاستبداد بإلزامه بأداء حوالي ربع مليار و بالضبط 232.530.855د بموجب قرار توظيف إجباريّ صادر عن السيّد سمير ملوحيّة المدير العامّ للأداءات بتونس في 18 جوان 2008.  و تكمن أوجه الطـّرافة و الاستبداد في تعمّد إدارة الجباية بصفاقس الاستناد على الكشوفات البنكيّة للأستاذ عبد الوهاب معطر و التي تودع فيها الأموال الرّاجعة لحرفائه و اعتبار جميع هذه الأموال هي مرابيح خاصّة به و بذلك أصبح هذا المحامي قد حقـّق أرباحا صافية في سنة 2004 تتجاوز الثلاثمائة ألف دينار ( 331.469.511د) و هو مبلغ لا وجود لأيّ محام بتونس بإمكانه تحقيقه حتى إن كان من عتاة الخليّة الدستوريّة , و أغرب ما في هذه المأساة هو أنّ الأستاذ عبد الوهاب معطر أدلى لإدارة الجباية بصفاقس بالأحكام و محاضر التـّنفيذ المثبتة لرجوع هذه الأموال لحرفائه بل و قدّم لها أيضا شهادات معرّفة بإمضاءات هؤلاء تتضمّن خلاصهم فيها لكنّ إدارة الجباية تشبّثت في الأخير بمنطق “معيز و لو طاروا” و أصرّت على توظيف الأداء على قاعدة أموال الحرفاء و بذلك تكون هذه الإدارة قد قطعت خطوة نوعيّة غير مسبوقة في تعاملها مع المعارضين للسلطة القائمة فهي لم تكتف بما اعتادته من هرسلة بل عمدت إلى إفراد الأستاذ عبد الوهاب معطر بإجراءات مخصوصة له في غاية التعسّف تهدف إلى تفقيره تماما و بيع أملاكه التي لا تكفي في حدّ ذاتها لخلاص الأداء المقرّر ضدّه عن أموال راجعة لحرفائه وقع خلاصهم فيها بحجج ثابتة بل أكثر من ذلك و ممّا يدلّ على الطـّابع التـّنكيليّ لمصالح الجباية أنّه و بعد اقلّ من عشرة أيّام من صدور قرار التـّوظيف الجائر شرعت على غير العادة في مباشرة إجراءات تنفيذه بعقلة مكاسب الأستاذ عبد الوهاب معطر و محلّ سكناه الذي يمثـّل شقاء عمره. و السّؤال الذي يطرح نفسه هو. ما هي الأسباب الحقيقيّة التي تقف وراء ما أتته إدارة الجباية من ترّهات غير مسبوقة في إفراد الأستاذ عبد الوهاب معطر بهذه المعاملة الخارجة عن القانون ؟ و الحقيقة فإنّ تداعيات الأحداث تثبت جليّا أنّ إدارة الجباية قد تصرّفت على النـّحو المذكور على خلفيّة سبق إقدام الأستاذ عبد الوهاب معطر على الطـّعن في استفتاء ماي 2002 السيّئ الصّيت إذ أنّه منذ ذلك التاريخ و الأستاذ محلّ هرسلة شاملة متعددة الأوجه و الأهداف اتخذت على الصعيد  الجبائيّ شكلا انتقاميّا واضحا إذ كيف يعقل أن يجبر المرء على دفع ضرائب عن أموال تابعة لغيره؟ و للتـّذكير فإنّ الأستاذ عبد الوهاب معطر قد رفع نيابة عن ثلـّة من المناضلين الوطنيّين ( السّادة شكري يعقوب – مختار اليحياوي – محمد محفوظ – محمد الطاهر الشايب – محمد الطالبي- محمد التنجال – نزيهة رجيبة ( أم زياد ) – علي التنجال – سهام بن سدرين ) طعنا لدى المحكمة الإداريّة لإبطال استفتاء تحوير الدستور في سنة 2002 إلاّ أنّ المحكمة الإداريّة رفضت ترسيم هذه القضايا من سنة 2002 إلى ماي 2008 و هو ما اضطرّ الأستاذ عبد الوهاب معطر إلى  اللـّجوء إلى المحكمة الإفريقيّة لحقوق الإنسان و الشعوب و إلى مجلس حقوق الإنسان للمطالبة بالضغط على الحكومة التونسيّة للسماح للمحكمة الإداريّة بالنـّظر في موضوع القضايا. و يظهر أنّ هذه المساعي قد أثمرت في أفريل 2008  إبّان النـّظر الدّوريّ لوضعيّة حقوق الإنسان في تونس المنعقد بجينيف لمّا وعد وزير العدل التونسيّ بفضّ هذا النـّزاع إذ وقع إعلام الأستاذ عبد الوهاب معطر فجأة في ماي 2008 بتعيين قضايا الطـّعن لجلسة يوم 10 جوان 2008 حيث حضر بالجلسة و رافع عن وجاهة الطـّعون التي قدّمها ليقع تأخير القضايا ليوم 15 جويلية 2008. و بعد انقضاء أسبوع واحد من مرافعة الأستاذ عبد الوهاب معطر فوجئ مرّة أخرى لكن بإبلاغه قرار التـّوظيف الإجباريّ المتضمّن إلزامه بأداء مبالغ خياليّة وقع احتسابها ليس بالاعتماد على مرابيحه الشخصيّة في مهنة المحاماة بل على أساس أموال غير تابعة له أصلا راجعة لحرفائه و هو ما يفضح واقع ردّ الفعل العقابيّ الذي يصطبغ به هذا القرار. و يبقى السّؤال الأخير …فإلى متى سيقع تسخير الإدارة و أجهزة الدولة للتـّنكيل بالمواطنين ؟ و إلى أيّ حدّ سيتواصل انهيار صمّامات أمان المجتمع ؟ ثمّ ماذا سيكون المصير لو أنّ إدارة الجباية ستفعل بسائر الوطنيّين نفس ما تنوي فعله بالأستاذ عبد الوهاب معطر من تفقيره و عائلته ؟ فهل من وقفة حازمة لمقاومة هذا الانحدار ؟,,,, و المأساة متواصلة , ايّاد رامي  تونس


بعثة لجنة حماية الصحفيين في تونس تختتم أعمالها بالدعوة إلى إطلاق سراح صحفي سجين

 

 
تونس ، الجمهورية التونسية، 3 تموز / يوليو 2008 قالت لجنة حماية الصحفيين أمس أنه ينبغي الإفراج فورا عن الصحفي التونسي السجين سليم بوخدير، بينما اختتمت اللجنة بعثتها لتقصي الحقائق التي فحصت على مدى عشرة أيام النمط الذي تقوم به الحكومة لإسكات الصحافة المستقلة من خلال المضايقة والترهيب، والسجن.   يأتي هذا في الوقت الذي يقضي فيه بوخدير – وهو صحفي مشارك في العديد من المواقع الإخبارية التونسية والعربية على شبكة الانترنت – عقوبة السجن لمدة سنة واحدة، في سجن صفاقس الذي يقع على بعد نحو 140 ميلا (225 كيلومترا) جنوبي تونس العاصمة، على خلفية ما يعتقد الكثيرون أنها تهم ملفقة تتضمن إهانة موظف عام، وانتهاك “الآداب العامة”، ورفض تسليم الشرطة بطاقة هويته. وقد تم حبس بوخدير في تشرين الثاني / نوفمبر 2007 وأدين في الشهر التالي.   ويظهر البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين أن تونس، وهي الدولة الرائدة في العالم العربي في مجال سجن الصحفيين منذ عام 2001، قد دأبت على اتهام الصحفيين ذوي الآراء الصريحة بتهم لا علاقة لها في الظاهر بممارسة الصحافة كوسيلة للضغط عليهم، متفادية في الوقت ذاته الانتقادات الدولية. ويعد سليم بوخدير – المراسل السابق لعدد من الصحف التونسية – أحد أشد منتقدي الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته، وقد نشر مقالات على الانترنت اتهمهم فيها بالتورط في فساد مالي. وقبل إلقاء القبض عليه ، تلقى بوخدير عدة تهديدات مجهولة المصدر على الهاتف ، كما رفضت الحكومة منحه جواز سفر. وقد تعرض للاعتداء في تونس العاصمة في أيار / مايو 2007 بعد فترة قصيرة من كتابته على الانترنت لموضوع ينتقد فيه شقيق السيدة الأولى.   وبحسب محامي بوخدير، فقد اعتقلته الشرطة في صفاقس في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 ، بعد إيقاف سيارة الأجرة التي كان يستقلها وطلبهم منه إبراز بطاقة الهوية. وزعم ضباط الشرطة أن بوخدير وجه إليهم إساءات لفظية، وهو ما فتح الباب لملاحقة قضائية عجت بالعديد من المخالفات. وأكد شهود في مقابلات أجراها معهم محامو بوخدير وأفراد أسرته أن الشرطة زورت في الأقوال لتوريط الصحفي بالجرائم المنسوبة إليه. وكان القاضي في محاكمة بوخدير قد منع شهود الادعاء من أن يتعرضوا للاستجواب. وقال محامو الدفاع أن الحكم بالسجن لمدة سنة في هذه القضية ليس فقط الحد الأقصى الذي يسمح به القانون، بل هو حكم لم نسمع به قط في مثل هذه القضايا.   وقالت عضو مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين شيريل غولد، الذي كانت على رأس وفد لجنة حماية الصحفيين: “إن سجن سليم بوخدير هو ظلم فادح وهو ما يؤكد الوضع المزعج لحرية الصحافة في تونس”. “إننا ندعو الرئيس زين العابدين بن علي الى بذل كل ما في وسعه لإطلاق سراحه فورا.” وقد رفضت الحكومة التونسية وإدارة السجون الطلب الرسمي الذي تقدمت به لجنة حماية الصحفيين لزيارة بوخدير في سجن صفاقس. وفي 26 حزيران / يونيو ، تم إبعاد ممثل لجنة حماية الصحفيين عن سجن صفاقس أثناء محاولته لمقابلة بوخدير خلال ساعات الزيارة.   أخبرت أسرة بوخدير لجنة حماية الصحفيين أن الصحفي يبدو في صحة جيدة، بيد أنه لا يزال يعاني من ظروف سجن شديدة الصعوبة بما في ذلك وضعه في زنزانة ضيقة ليس بها مياه جارية، و بين الحين والآخر وجود بعض السجناء الخطرين معه. وكان قد أصيب سابقا بعدوى الجرب بسبب ظروف السجن غير الصحية.   كذلك قام وفد لجنة حماية الصحفيين، الذي ضم كبير منسقي البرامج جويل كامبانيا، بالتحقيق أيضا في أوضاع حرية الصحافة البالغة السوء في تونس. فوسائل الإعلام التونسية تخضع لقيود مشددة، والسلطات تكثف من مضايقاتها للقلة من الصحفيين المستقلين الذين يحاولون كتابة مقالات تنتقد الحكومة. وقد رصدت لجنة حماية الصحفيين أنه طوال السنوات السبع الأخيرة، قامت السلطات التونسية بسجن أربعة صحفيين على الأقل لفترات طويلة. وخلال زيارة لجنة حماية الصحفيين إلى تونس، استمعت إلى شهادات من صحفيين معارضين للسلطة وصحفيين اخرين يعملون في الصحافة الموالية للحكومة تصف مناخا من الخوف، والترهيب ، والرقابة الذاتية، كنتيجة للمضايقات والمراقبة الحكومية النشطة في مواجهة الكتاب ذوي الآراء الصريحة.   شملت الحالات التي تم فحصها من قبل لجنة حماية الصحفيين ما يلي :  الموقع الإخباري الإلكتروني المستقل “كلمة” (http://www.kalimatunisie.com/)  والذي لا يزال محجوبا في تونس ورفضت السلطات منح التصريح لإطلاق نسخة مطبوعة منه مؤخرا في آذار / مارس 2008. ولا يزال مكتب “كلمة” في وسط تونس العاصمة يخضع باستمرارلرقابة الشرطة، حيث  يشكو الموظفون من ترهيب الشرطة ، بما يشتمل على هجمات الكترونية عبر البريد الالكتروني.    جريدة “الموقف” الاسبوعية المعارضة الصغيرة ، هي واحدة من عدد قليل من المنشورات المطبوعة التي تنتقد الحكومة ، وقد واجهت عددا متزايدا من الهجمات. ففي آذار/ مارس ونيسان/ أبريل الماضيين، أشارت الصحيفة إلى أن السلطات منعت توزيع أربعة أعداد متتالية من الجريدة. كما تواجه “الموقف” ما تسميه دعوى قضائية مدنية ذات دوافع سياسية تعجيزية أقامتها خمس شركات متخصصة في تسويق زيت الطهي. و تزعم الشركات الخمس، في الدعاوى التي قدمت في وقت واحد ، أن الجريدة نشرت أنباء كاذبة في مقال رأي يدعو إلى إجراء تحقيق في التقارير التي تفيد بأن زيوتا تونسية ملوثة تم تصديرها بطرق غير مشروعة الى الجزائر. وتطلب كل شركة 100000 دينار تونسي (نحو 87000 دولار أمريكي) تعويضا عن الأضرار. بيد أن أيا من الشركات الخمس تلك لم تكن مذكورة بالاسم في ذلك المقال.    تواصل السلطات التونسية رفضها منح الاعتماد للصحفي لطفي الحاجي مراسل الجزيرة. وكان الحاجي قد تعرض للاعتداء ، والاحتجاز ، وتم حرمانه من الحصول على الأخبار أو تغطية الأحداث ، ومنعه باستمرار من العمل كصحفي.  تغلق السلطات المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت التي تنشر نقدا موجها للحكومة. ومن بين المواقع المحجوبة موقع “كلمة”، وموقع “تونس نيوز”https://www.tunisnews.net/ ذو الشعبية الواسعة على الانترنت ، وموقع الشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير (ifex) http://www.ifex.org/  ، والتي نشرت تقارير انتقادية حول مناخ حرية التعبير في تونس. ورفض المسئولون في الحكومة التونسية تلبية الطلبات المتكررة من لجنة حماية الصحفيين بمقابلتهم للاستماع والرد على تخوفات المنظمة فيما يتعلق بحرية الصحافة. وتخطط لجنة حماية الصحفيين لنشر تقرير مفصل عن النتائج التي توصلت إليها.

 مسؤول إعلامي أميركي في ختام زيارته إلى تونس: قطر رائدة في مجال حرية الإعلام وهناك تقدم في دول عربية أخرى  

 
تونس – محمد الحمروني  أكد «جوال كمبانا» أن دولة قطر باتت رائدة في مجال حرية الإعلام وذلك بفضل ما تتميز به قناة الجزيرة من إشعاع إضافة إلى الحركية الإعلامية التي خلقتها العديد من العناوين الصحافية الهامة وعلى رأسها صحيفة «العرب» العائدة مؤخرا إلى الساحة. وقال مدير مكتب شمال إفريقيا والشرق الأوسط التابع للجنة حماية الصحافيين الأميركية في حوار مع «العرب» إن الإعلام في المنطقة العربية شهد في السنوات العشر الأخيرة تطورا نوعيا باتجاه تكريس مزيد من مساحات الحرية للعمل الصحافي وذلك رغم المحاولات اليائسة التي تقوم بها بعض الأنظمة للحد من هذه الظاهرة. وجاءت هذه التصريحات في ختام الزيارة التي قام بها وفد من المنظمة لتونس أجرى خلالها تحقيقا ميدانيا حول وضع الإعلام في البلاد. وشن كمبانا هجوما عنيفا على الحكومة التونسية بسبب «انتهاكاتها الخطرة لحقوق الصحافيين حتى غدا الإعلام التونسي في وضع مأساوي وهو الأسوأ مقارنة بالمحيطين العربي والإفريقي، وذلك على الرغم مما تتوفر عليه تونس من إمكانيات بشرية هامة وخبرات صحافية عالية» كما قال. وشدد على أن الوفد قام بجولة واسعة وأجرى عديد المقابلات مع الصحافيين في عدد من الصحف والمؤسسات الإعلامية التونسية، كما حاول الوفد لقاء مسؤولين تونسيين غير أن الحكومة رفضت. وعبر عن أسفه الشديد لهذا الرفض لأن الوفد كان يريد سماع وجهة نظر السلطة وهو ما لم يقع لأن هذه الأخيرة لم تكن مهتمة بشرح وجهة نظرها للرأي العام حول الانتهاكات التي تقوم بها في مجال حرية الصحافة. وتمكن الوفد من أخذ صورة شاملة عن الظروف الصعبة التي يعشها الصحافيون في تونس حيث لا يزالون يتعرضون للمضايقات الشديدة والانتهاكات المستمرة مثلما هي الحال بالنسبة للزميل سليم بوخذير الذي لا يزال يقبع في السجن بدون أي مبرر، أو الزميل محمد الفوراتي المحكوم عليه بأكثر من سنة سجنا كما قال. من جانبها قالت تشيرال غولد عضو لجنة حماية الصحافيين ونائبة رئيس مؤسسة «أن.بي.سي» الإعلامية الأميركية إنها فوجئت بشكل كبير بمستوى الحرفية التي يتمتع بها الصحافيون التونسيون. وأضافت غولد «نحن نعتقد أنه في بلد متطور وفيه العديد من الثروات وحقق العديد من النجاحات مثل التي حققتها تونس ليس هناك أي مبرر لعدم قبولنا وعدم تقديم تفسيرات حول سبب غياب حرية التعبير التي تمثل أساس كل نظام ديمقراطي». وبحسب المنظمة فإن تونس كانت خلال الخمس سنوات الأخيرة البلد الأكثر انتهاكا لحرية الصحافة في العالم العربي.. ومن أبرز الانتهاكات التي تم رصدها: السجن والضغط على صحف المعارضة وسحب الأعداد من الأسواق والتضييق على المقرات وقطع ومراقبة الإنترنت وأخيرا استعمال القضاء وإحالة مسؤولي الصحف ومديريها إلى القضاء. وعن وضع حرية الإعلام في تونس مقارنة بباقي الدول العربية وخاصة دول الجوار قال كمبانا «للأسف لا يمكن المقارنة بين أوضاع حرية الإعلام في تونس وجاراتها في بلدان المغرب العربي باستثناء ليبيا». وتابع «نحن لاحظنا في الخمسة عشر عاما الأخيرة تقدما مهما في أوضاع حرية الصحافة في المنطقة من المغرب إلى مصر، حيث أصبحت الصحف أكثر جرأة على النقد بما في ذلك نقد أعلى هرم في السلطة مثل الرئيس حسني مبارك في مصر والعاهل المغربي في المغرب وهو ما لم يكن متوفرا من قبل كما باتت الصحف في عدد من البلدان العربية تتعرض لقضايا الفساد وغيرها من القضايا وهو ما لا يسمح به في تونس للأسف الشديد… هذا إضافة إلى ما سجلناه من ظهور عدد من الصحف الجديدة مثل «لوجورنال» في المغرب و «تال كال» وغيرها وهي تتكلم بنبرة مرتفعة وتمس موضوعات دقيقة للغاية بما في ذلك الملك في المغرب رغم الحساسية الشديدة لهذا الأمر كما تعلمون». (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 جويلية 2008)


 

تسجيل فيديو لاحتفال صحافيي دار الأنوار بمناسبة تكريم زملائهم

تسجيل فيديو لاحتفال صحافيي دار الأنوار بمناسبة تكريم الزملاء، عبد الرؤوف المقدمي والمنصف بن عمر وعبد السلام

الزبيدي، لمشاهدة الفيديو يرجى زيارة مدونة مينيرفا على العنوان التالي:www.minerva2presse.blogspot.com مشاهدة رائقة مع الشكر منجي الخضراوي


 

مع هجرة الشباب وتراجع نسبة وفيات الأطفال من البنات للمرة الأولى في تونس: عدد الإناث يفوق الذكور

 

 
إسماعيل دبارة من تونس:    كشف مسح حديث للمعهد الوطني للإحصاء  (رسمي) أجري في العام 2007 عن معطيات جديدة تتعلق بالخصائص الديمغرافية للتونسيين. وذكر المسح الذي شمل  145 ألف أسرة من كامل الجهات أن العدد الجملي من السكان المقيمين بتونس في منتصف شهر مايو 2007 يقدّر بنحو 10.208.900 نسمة مقابل 10 ملايين و107 آلاف و100 نسمة في منتصف شهر مايو من العام 2006 أي بزيادة تقدّر بـ 101 ألف و800 فردا ونسبة نمو سكاني تقدر بنحو 1.01 بالمائة.   ووفقا للمعطيات فإن عدد السكان يتوزّع حسب الجنس إلى 5 ملايين و100 ألف و400 نسمة ذكور و5 ملايين و108 آلاف و500 نسمة إناث وبذلك يفوق عدد الإناث لأول مرة عدد الذكور بما يتجاوز 8000 نسمة. يذكرُ أن نسبة الذكور في تونس تشهد تقلصا متواصلا من 51.1 بالمائة سنة 1966 إلى 50.05 بالمائة سنة 1994 لتصل إلى50.01 بالمائة سنة 2004 ثم 50 بالمائة سنة 2006.   ويرى باحثون أن هذا التراجع يعود إلى تأثير الهجرة الخارجية التي تشمل بدرجة أولى الرجال وإلى التراجع الهام في نسبة وفيات الأطفال من البنات وإلى المستوى المرتفع لمؤمل الحياة عند الإناث. و تتراوح نسبة الذكور عند الولادة في تونس بين 106 و108 مولود ذكر لكل مائة مولود أنثى.   وتفيد نتائج المسح الصادر عن المعهد الوطني للإحصاء أن عدد العزاب يقدر بنحو 3 ملايين و258 ألف و400 نسمة من بين السكان الذين تساوي أو تفوق أعمارهم 15 سنة وهو ما يمثل 24.05 بالمائة من مجموعهم.   كما بلغت نسبة العزوبة خلال سنة 2007 مستوى47.01 بالمائة من بين الذكور و37.09 بالمائة من بين الإناث. في حين يبلغ عدد المتزوجين 3 ملايين و979 ألف و500 نسمة أي ما يعادل 51.01 بالمائة من مجموع الفئة العمرية 15 سنة فما فوق بينما يقدر عدد الأرامل بنحو 372 ألف نسمة أي ما يساوي 4.09 بالمائة من مجموع الفئة العمرية 15 سنة فما فوق إلا أن هذه النسبة تبلغ 8.3 بالمائة من بين النساء و1.3 فقط من بين الرجال وبلغ عدد المطلقين 64 ألف و900 مطلق أي بنسبة 0.8 بالمائة من السكان ونجدها في حدود 0.04 بالمائة لدى الذكور و1.03 بالمائة لدى الإناث.   و أفادت نتائج مسح سنة 2007 أن عدد الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات يناهز 822 ألف و500 طفل ما يمثل 8.01 بالمائة من مجموع السكان. في حين يقدر عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة مليون و 710 ألف طفل أي بنسبة 16.07 بالمائة من مجموع سكان البلاد.   و يبلغ عدد السكان الذين هم من الفئة العمرية 15 ـ 59 سنة 6 ملايين و698 ألف و300 نسمة ممثلين بذلك 65.06 بالمائة من مجموع السكان. ويبلغ عدد المسنين الذين تساوي أعمارهم أو تفوق 60 سنة 978 ألف و400 نسمة ويمثلون 9.06 بالمائة من مجموع السكان.   كما تبين من خلال دراسة مؤشرات الهيكلة العمرية أن نسبة الأطفال دون الخامسة في استقرار خلال فترة 2004ـ 2007 وهي في حدود 8.01 بالمائة من مجموع السكان ويعزى ذلك إلى الزيادة الهامة في عدد النساء اللواتي في سن الإنجاب وبالتالي في عدد الولادات من سنة إلى أخرى بقرابة 3000 ولادة بالرغم من استقرار مؤشر الخصوبة بين 2.02 و2.04 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب وكذلك إلى تطور عدد الزيجات من سنة إلى أخرى بما لا يقل عن 5000 زيجة ليبلغ سنة 2006 نحو 81 ألف و340 زيجة. في حين تواصل انخفاض نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة لتبلغ 16.07 بالمائة سنة 2007 مقابل 18.06 بالمائة سنة 2004 .   كما سجلت في المقابل نسبة السكان الذين يساوي أو يفوق عمرهم 60 سنة تزايدا ضئيلا ولكن مستمرا فبعد أن كانت في حدود 9.3 بالمائة سنة 2004 بلغت الـ9.06  بالمائة سنة 2007.   المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 03 جويلية 2008  

تونسي يخترع منظارا لالتقاط ولادة الهلال

              

 
خميس بن بريك-تونس نجح عالم تونسي مستشار في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في اختراع منظار إلكتروني متطور قادر على التقاط صور الهلال حال ولادته، ما يؤكد رؤيته ولا يدع أي مجال للشك أو التضارب. هذا الخبر الهام تناقلته وكالات الأنباء والصحف المحلية والعالمية، ما يعكس قيمة المشروع العلمية وما يمثله من اجتهاد عربي إسلامي في فك طلاسم ظهور هلال رمضان، وبالتالي قد يفتح الأبواب على مصراعيها أمام اتفاق المسلمين وتوحدهم على الأقل في ثبوت رمضان وحلول عيد الفطر. وقد كشف العالم التونسي محمد الأوسط العياري، وهو مختص في الهندسة الفضائية، في ندوة علمية نظمتها جمعية رياضيات وتطبيقات بمدينة القيروان (120 كلم جنوب تونس) عن اختراعه العلمي التاريخي في مجال الفلك، ويتمثل في اختراع منظار يعد الأول من نوعه لرصد الأشهر القمرية، وسيدخل حيز الاستغلال بعد سنتين. وبين الدكتور التونسي، الذي كان رفقة مجموعة من العلماء والباحثين في الأنظمة البصرية والإلكترونية من عدد من الجنسيات، أن هذا الاختراع الذي استغرق فيه قرابة ثلاث سنوات عرض في ندوة فلكية انعقدت بمدينة مرسيليا الفرنسية الأسبوع الماضي، بغرض التعريف به لدى أهل الخبرة والتثبت منه والتصديق على قيمته العلمية. وأكد العياري للجزيرة نت أنه قد صادق على المنظار الإلكتروني الكوني عدد كبير من خبراء العالم في مجال علم الفلك والهندسة الفضائية، أثناء اجتماعهم في الملتقى العلمي السنوي المنعقد من 23 إلى 28 يونيو/ حزيران الماضي. وعبر عن اعتقاده بأن يسهم هذا الاختراع في رفع الالتباس بشأن رؤية هلال رمضان وتوحيد المسلمين على موعد بداية الصيام، وأكد أن المنظار الإلكتروني سيساعد مراكز المراقبة في مناطق مختلفة ‏من العالم على التقاط صور للهلال حال بروزه، ما سيؤكد رؤيته ‏ولا يدع مجالا لردد. وتمثل رؤية أهلة الأشهر القمرية، خاصة أهلة شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذي الحجة ‏أهمية كبرى عند مسلمي العالم، لكونها مواسم دينية ترتبط برؤية الهلال ‏والاختلاف فيها يتسبب في تشتيت وحدتهم واختلافهم في تحديد موعد بدء ‏الصيام وانتهائه وحلول العي تمويل ذاتي وقال العياري للجزيرة نت إن تكلفة المشروع إجمالا قد تصل إلى حدود 67 مليون دولار، قبل أن يدخل المنظار حيز الاستغلال في غضون 2010، وأكد أن مصادر التمويل هي شخصية وتأتي من بعض الأقرباء والأصدقاء، وقلل من قيمة الإنفاق أمام أهمية هذا المشروع العملاق. وأضاف أن المشروع سيخضع للتجربة لسنتين بداية من رمضان المقبل، وأنه سيتم تركيز جهازين لرؤية الهلال بقدرة العين المجردة واحد بكندا والثاني بتونس لرصد مكان ظهور الهلال في الأفق، ومن ثم التقاط صور للهلال الجديد وإرسالها إلى مركز المراقبة لتأكيد رؤيته والإعلان عن ولادته. والمنظار، الذي أطلق عليه تسمية ‘الشاهد’، مدعوم بمنظومة متكاملة تحتوي على برج مراقبة ومحطات رصد مجهزة بأحدث تقنيات تراسل المعطيات، ستنشر في عديد المناطق من العالم، لا سيما في الدول العربية، في السنتين المقبلتين بأقصى تقدير، وذلك لمتابعة تحركات الهلال مع غروب الشمس وتحديد موقعه في السماء، ثم إرسال إشارات ضوئية تتيح لمراكز المراقبة التثبت من ولادة ‏الهلال ثم التقاط صور له، قبل الإعلان عن بروزه. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 جويلية 2008)


 
 

 أخبار متفرقة  
 
سجين يتحصل على ملاحظة حسن جدا في الباكالوريا علمنا ان احد السجناء بسجن الناظور بولاية بنزرت اجتاز امتحان شهادة الباكالوريا فرنسية في الدورة الرئيسية بنجاح وتحصل على ملاحظة حسن جدا. والى جانب مجهودات هذا السجين في تحقيق هذه النتيجة المتميزة فان ادارة السجن قد عملت من جانبها على توفير كل الظروف الملائمة لتمكينه من المراجعة ثم التسجيل لاجراء الامتحان بمده بالوثائق الادارية المطلوبة والسهر على توفير مستلزمات الاعداد لذلك. مع الملاحظة ان شهادة الباكالوريا فرنسية تهم المترشحين الذين درسوا كامل المرحلة الثانوية سواء في تونس او في الخارج باللغة الفرنسية. دعم ميزانية الادوية لمجابهة التكاليف المتصاعدة للادوية الموجهة للامراض المزمنة وتزايد الطلب عليها تم دعم الميزانية المخصصة لهذا الباب باعتمادات اضافية تقدر بـ8 ملايين دينار هذا العام للمستشفيات العمومية ومراكز الصحة الاساسية. حول صلوحية البطاقات القديمة للصناديق الاجتماعية يعلن الصندوق الوطني للتأمين على المرض كافة منظوريه انه اصدر بطاقات العلاج المناسبة لاختياراتهم والتي يتواصل توزيعها عن طريق مصالح البريد والمشغلين حسب الحالات. ولتيسير قضاء شؤون المضمونين الاجتماعيين الذين لم يتحصلوا بعد على البطاقات الجديدة فانه تم، بالاتفاق مع وزارة الصحة العمومية ومصحات الضمان الاجتماعي، التمديد الى غاية 31 جويلية 2008 في صلوحية البطاقات القديمة الصادرة عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي او عن الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية او عن الصندوق الوطني للتأمين على المرض. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جويلية 2008)

بسبب الارتفاع السريع لأسعار النفط: قريبـا إصـدار قانـون ماليـة تكميلي لتعديل ميزانية الدولة

 

 
تونس ـ الصباح: من المنتظر في الفترة القليلة القادمة اصدار قانون مالية تكميلي لتعديل  ميزانية الدولة قصد تغطية الارتفاع السريع لتكلفة الطاقة وخاصة اسعار النفط الذي تجاوز عتبة 143 دولارا للبرميل خلال الاسبوع الحالي مقابل اعتماد سعر 80 دولارا اثناء اعداد الميزانية للعام الحالي ذلك ابرز ما جاء على لسان وزير المالية السيد رشيد كشيش في لقاء جمعه مع ثلة من الاعلامييين يوم أمس للحديث عن تطور اسعار النفط في العالم وانعكاساتها على الاقتصاد الوطني وذلك بحضور السيد رافع دخيل الوزير المكلف بالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين. وافاد السيد رشيد كشيش انه لا يوجد حاليا برنامج لتعديل أسعار المحروقات الا ان هذا الأمر لا يمكن تجنبه لانه في حال مواصلة الدولة تحملها الكلي لانعكاسات ارتفاع اسعار النفط على تكلفة المحروقات سيدفعها الى توظيف جانب اضافي من ميزانية الدولة على حساب التنمية الاقتصادية حيث من الأرجح انه سيتم اضفاء زيادة معقولة ومتدرجة على اسعار المحروقات مع مراعاة القدرة الشرائية للمواطن. ورغم زيادة اسعار المحروقات بمعدل 5% في مارس الفارط فان ذلك لم يغط سوى 13% من ارتفاع تكلفة المحروقات خلال النصف الاول من العام حسب وزير المالية الذي بين ان جملة التعديلات على اسعار المحروقات التي تم اتخاذها بين سنتي 2004 و2007 لم تمثل سوى  تغطية 30% من ارتفاع تكلفة المحروقات بينما اثقلت الـ70% المتبقية ميزانية الدولة في شكل دعم لاسعار المحروقات. كما افاد ان اللجوء للأسواق المالية للاقتراض بهدف تغطية ارتفاع تكلفة المحروقات لا يمثل الحل الامثل نظرا لان هذه الارتفاع غير ظرفي حيث تتبع اسعار النفط في الاسواق العالمية نسقا تصاعديا عموما ومن المستبعد انتظار تراجع لاسعار النفط نحو المستوى الذي عرفته في السنوات الماضية وتغطي مداخيل الدولة من انتاج النفط 48% من احتياجات البلاد وتتمثل هذه المداخيل في المرابيح والمنابات والاداءات المتأتية من الحقول الوطنية والتي اكتشفتها وتستغلها شركات نفط اجنبية حيث تخصص كامل هذه المداخيل والمقدرة بنحو 1500 مليون دينار لدعم اسعار المحروقات مباشرة الى جانب تخصيص 450 مليون دينار من ميزانية الدولة. وبخصوص وضع خطة استراتيجية للحد من انعكاسات ارتفاع اسعار النفط افاد السيد رشيد كشيش بان النسق السريع لارتفاع اسعار النفط لا يسمح بتركيز خطة استشرافية بل يتوجب الظرف الحالي اتخاذ اجراءات فورية للحد من انعكاساته حيث ارتفعت اسعار النفط منذ بداية  العـــــــــام بـ40 دولارا. وتورد تونس 58% من احتياجاتها من البنزين و72% من الغازوال و8،77% من الاحتياجات الاستهلاكية من الغاز السائل و100 من الكيروزان  ورغم تكثيف التنقيب واستكشاف النفط فان نتائج الاكتشافات الحالية لا تسمح سوى بالحفاط على مستوى الانتاج الوطني من النفط. ومن جهة اخرى افاد وزير المالية ان تونس لا تتمتع باسعار تفاضلية عند استيرادها للنفط من البلدان المجاورة بل يتم اتباع اسعار السوق. نبيل الغربي (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جويلية 2008)


لمحة : خشيــة

 
  أن ترتفع نسبة الفتيات على الفتيان لا يمثل الامر الخطير.. المهم أن لا يختل التوازن بشكل كبير. ان المرأة قد حققت تقدما باهرا في بلادنا.. وهذا من شأنه أن يطمئننا بالعكس على احفادنا.. فلا خوف اذن من المرأة التي اثبتت كفاءتها في كل مجال.. ما يخشى ليس انخفاض نسبة الذكور وانما انقراض «الرجال»!   محمد قلبي   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 03 جويلية 2008

بسم الله الرحمان الرحيم  قول في الكارهين للمصالحة

 

 
 فاضل البلدي إذا كانت الطريق إلى المصالحة هي بيان إمكانيتها وجدواها ثم إشاعة ثقافة المصالحة وتعبئة  الرأي العام من أجلها ودفع كل ما من شأنه أن يعيقها. وإذا كنت مؤمنا بالمصالحة وحريصا على تحقيقها فلن يثنيني أو يفل في عزيمتي ، تشكيك أو تثبيط أو مزايدة ، فأنا أعلم أن هذا المركب صعب وأن الكارهين للمصالحة كثيرون. وسأحاول في مقالتي هذه أن أفصل الحديث في ذلك ملتزما ما استطعت بالموضوعية والأدب دون أن أجامل أو أظلم. ولكن قبل ذلك ، يحسن التنبيه إلى أني ملتزم بمنهاج واضح يقوم على تحديد كسب الحركات والأحزاب والأشخاص وفي مقدمتهم الإسلاميين أي مسؤولية هؤلاء فيما يقع من خصومة أو تدافع أو تشابك. وهذا لا يعني بأية حال أني أقلل من مسؤولية السلطة أو النظام فذلك أمر بديهي وهو من سنن التدافع وشواهد التاريخ. وكل سلطة – من الناحية الموضوعية – تدافع عن سلطانها وهيبتها وأشخاصها ومنافعها – ودفاعها يتدرج بين اللين والبطش بحسب وعيها وثقافتها ومسؤوليتها الدينية أو الحضارية والأخلاقية من ناحية. ومن جهة أخرى بحسب وعي المعارض وثقافته ومنهاجه وسلوكه في المعارضة ومسؤوليته أيضا وحتى أكون أكثر وضوحا أقول أ- إن مما يعين الفاعلين أو المعارضين أو الطالبين للإصلاح والتغيير هو أن يتفهموا موقف الأنظمة والأحزاب الحاكمة في الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وامتيازات المرتبطين بها. وأن يدركوا أن ذلك من طبيعة الأنظمة وجبلة فيها. ب- إن المعارض أو الطالب أو المصلح سواء كان شخصا أو حزبا أو منظمة أو حركة مدعو لأن يحسن تقدير السلطة التي أمامه ويعرف ما يحكمها من توازنات ويقدر الظروف الموضوعية التي يعمل فيها ويبحث عن مفاتيح التغيير الفاعلة ويتقن فن الممكن إحسانا للمعارضة والمطالبة وابتعادا عن تضييع الوقت والجهد في غير وقته أو محله واهتداءا لأفضل الطرق والمناهج حتى يبلغ بها هدفه في الإصلاح أو التغيير بأقل الخسائر. ج- إن المعارضة لا تعني بالضرورة شتيمة أو سبابا أو إبرازا مغلظا للعورات أو حدة وعنفا في المطالبة فذلك يسد النفوس ويدفع إلى المكابرة ويستدعي الصلف والبطش ويستعدي الأنظمة فلا تعود قادرة على حسن الإصغاء أو الفهم فضلا عن أن تستجيب للنصائح والمطالب. د- إن الرفق يزين الأعمال وإن الكلمة الطيبة العادلة تبلغ القلوب والعقول وإن حسن الطلب حري بالإجابة وهذا إذا كان الطالب أو المعارض أو المصلح مؤمنا بقضيته ملتزما بها مستعدا للتضحية من أجلها غير قابل للشراء لا يتعب ولا يكل قادرا على الصبر والمصابرة والمرابطة دون استعجال ولا استعداء. يحسن استغلال الفرص والظروف. وهذا لا يعني سكوتا على الظلم أو قبولا بالدنية أو تفريطا في الحقوق أو كسلا في المطالبة ولكن تعديلا في المنهاج ونهوضا بالمسؤولية وتقليلا للأخطاء.   أعود بعد هذه التوضيحات إلى تفصل الحديث في الكارهين للمصالحة فأقول 1/ أول الكارهين للمصالحة هم المستفيدون من التشابك وتأبيد التدافع أي الذين استفادوا ولا يزالون مستفيدين ماديا وهؤلاء لا تعنيهم غير أنفسهم ولا يكترثون بآلام وجراحات الغير ولا يهمهم الاستقرار والوئام الاجتماعي لأن هذا يذهب بالحوافز ويقلل الحاجة إليهم. ويدخل في هؤلاء رجال الأمن وتجار الحروب وصناع مناخات التشابك مثلهم مثل أصحاب شركات المال والسلاح في الشأن الدولي الذين يدفعون بالسياسيين لصناعة الحروب والأزمات حتى تزدهر صناعتهم وتجارتهم.   2/ ثاني الكارهين للمصالحة هم الذين يريدون للإسلاميين أن يبقوا ملاحقين متابعين منهوكين مشغولين بتضميد الجراحات خائفين مهمومين لا يكادون يفرغون من محنة حتى تأتي أخرى لأن ذلك كله يحرمهم من فرص التعافي وإصلاح البناء واستثمار النتائج المتراكمة عبر الزمن ، والتفرغ للعطاء فتتوسع حركتهم ويتضاعف تأثيرهم ويغدون طرفا أساسيا في الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي ، مقبولا بهم حبا أو كراهية ويدخل في هؤلاء الكارهين كل الخصوم السياسيين وعلى رأسهم اليسار لأنهم لا يثقون في قدرتهم على المنافسة الديمقراطية لو توفر مناخها وكان للإسلاميين حضور ودور فيها. وهؤلاء الكارهون قادرون على صناعة أجواء التوتر ومناخات التشابك متوسلين في ذلك بالاندساس وتوظيف الدولة أو بركوب مركب حقوق الإنسان والجمعيات الاحتجاجية أو بالمعارضة “الجذرية” إلى غير ذلك من الفنون التي أتقنوها واستدرجوا الإسلاميين المضطهدين إليها.   3/ ثالث الكارهين للمصالحة دعاة الفسق والفجور وطلاب الشهوة والمنادون “بالحرية” في الدين والأخلاق والقيم أي الذين يحرجهم وجود حركة اجتماعية أو ثقافية أو سياسية قوية تشيع قيم الدين والأخلاق والطهارة والنظافة نظافة القول ونظافة السلوك. ولا أحد يستطيع أن ينكر ما أصاب المجتمع في غياب الحركة الإسلامية كما أنه لا أحد ينكر ما كانت عليه الأوضاع عندما كان للإسلاميين حضور قوي في واقع البلاد لذلك فالكارهون للمصالحة من هذا الصنف يسوؤهم أن تتعافى الحركة الإسلامية وأن تتم مصالحة تكون هي أكبر المستفيدين منها إشاعة للقيم وحضورا معنويا وواقعيا يفرض الحياء ويمنع طلاب الشهوة من إشاعة الفساد فضلا عن الدعوة إليه.   4/ رابع الكارهين للمصالحة هو الأجنبي وإن بدا أنه ينادي بالديمقراطية ويبشر بها ويسند جمعيات حقوق الإنسان والمدافعين عن الحرية ويفتح بلدانه للمضطهدين طلاب اللجوء السياسي. وهذا الأجنبي يكره المصالحة لأن المصالحة توفر الوئام والسلم الاجتماعي وتقي الوطن من الهزات وتوفر مناخ البناء وهذا يساعد على النهوض والتطور والتحرّر. والتحرّر يعني استقلالا حقيقيا وقرارا سياديا وحسن استغلال للطاقات والإمكانات فيما ينفع الأوطان دون غيرها. وقد يبدو أن الفاعل الأجنبي يستفيد من وضعية الاستقرار التي عليها الوطن رغم هشاشتها وهو ما يجعله يدعم النظام ويحسن الموازنة بين هذا الدعم وما يظنّ أنه مساندة لدعاة حقوق الإنسان والمنادين بالديمقراطية. ولكن الحقيقة أن لا أحد يحب الخير للوطن أكثر من أهله وهو ما يحتاج إلى وعي وفهم كبيرين ولا أظن الناس قاصرين على إدراك ذلك.   5/ خامس الكارهين للمصالحة بعض الإسلاميين وإن ادعى هذا البعض أنه سعى إليها وطلبها ووسط الوسطاء من أجل تحقيقها. لأن المصالحة في فهمي اقتناع وتقدير دقيق للمصلحة ثم سلوك يظهر في القول والممارسة وسعي مطرد من أجل ذلك بكل شجاعة وجرأة ومسؤولية دون إصدار أحكام مسبقة على النتائج أو اتهام للنوايا أو تعلل بمراعاة مشاعر القاعدة إلى غير ذلك من الحجج والعلل. ولا أحب أن أتحدث عن المنافع وغيرها لأن هذا موضوع حساس ومؤذ وأنا لا أريد أن أؤذي نفسي وأصحابي.   وفي الأخير أنا أحب لهؤلاء الكارهين جميعا أن يكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية وأن يتحولوا من موقع الكاره للمصالحة إلى موقع الطالب لها والساعي من أجلها توفيرا لشروطها وإعدادا للوطن للمحطات المقبلة حتى تتوفر له شروط الانتقال الديمقراطي في كنف من الوئام والسلم والأمن والعطاء والوطن مؤهل ذلك وأهل له.   تونس  28 جوان 2008  


وفاة المفكر المصري عبد الوهاب المسيري

 

 
القاهرة (ا ف ب)   توفي المفكر المصري عبد الوهاب المسيري صاحب اهم موسوعة عربية عن “اليهودية والصهيونية” ليل الاربعاء الخميس عن سبعين عاما حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. واوضحت الوكالة ان المسيري الذي كان مصابا بالسرطان توفي في مستشفى فلسطين في القاهرة التي نقل اليها الجمعة الماضي بعد تدهور حالته الصحية.وكان المسيري استاذا متخصصا في الادب الانجليزي وقام بالتدريس في عدة جامعات مصرية وعربية.   وللمسيري مؤلفات عديدة في الصراع العربي الاسرائيلي ابزرها “موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية” التي صدرت في ثمانية مجلدات عام 1999 و”الايديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة” (1981). وله تحت الطبع حاليا كتابان هما “الفكر الصهيوني من هرتزل حتى الوقت الحاضر” و”من هم اليهود وما هي اليهودية؟ اسئلة الهوية والازمة الصهيونية”. وظل المسيري طوال حياته منتميا الى اليسار المصري وتم اختياره العام الماضي منسقا لحركة “كفاية” الاحتجاجية التي تأسست في نهاية 2004 للمطالبة باصلاح ديموقراطي في مصر ونظمت سسلة تظاهرات احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس المصري حسني مبارك لولاية خامسة في 2005. وصدرت للمسيري كذلك دراسات ادبية عدة من ابرزها “مختارات من الشعر الرومانتيكي الانجليزي: بعض الدراسات التاريخية والنقدية” (1979). وترجمت بعض اعمال المسيري الى الانجليزية والفارسية والتركية والبرتغالية وستصدر هذا العام ترجمة باللغتين الفرنسية والانجليزية لسيرته الذاتية.   المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 03 جويلية 2008

عبد الوهاب المسيري فارس آخر من فرسان الكلمة يترجل

 

 
انتقل الى رحمة الله الاستاذ الكبير عبد الوهاب المسيري في سن السبعين بعد معاناة سنوات طويلة مع المرض الخبيث،  لم تصرفه عن متابعة جهاده الناصب على مختلف الجبهات الفكرية والسياسية، كان آخرها إشرافه على منظمة “كفاية” التي مثلت تطورا نوعيا على صعيد الجهاد المدني في مصر والوطن العربي ضد الطغاة، إذ كان رهانها رفع صقف مطلب التغييرمن المستوى المطلبي الجزئي  الى مستوى المطالبة بتداول السلطة، بما يضع حدا لعهد الاستبداد والانفراد والفساد، ومن  مكاتب الاحزاب التقليدية الى الساحات العامة ومن الحزبية الضيقة الى العمل الجبهوي الواسع، ، بما يضع حدا لعهد الاستبداد والانفراد والفساد، فكانت”كفاية”الشعار والمطلب والتجمع  الذي استقطب تحت مظلته طيفا واسعا من المثقفين المصريين والطلبة من مختلف الاتجاهات: مسلمين ومسيحيين ناصريين ويساريين واخوانا . فكان الاستاذ عبد الوهاب المسيري في طليعة هذه النخبة، خالفا المناضل جورج اسحق في قيادة “كفاية” الى أن وافاه الاجل المحتوم ولد الاستاذ عبد الوهاب المسيري بمصر1938، ودرس  الادب الانغليزي ودرّسه في جامعات غربية وعربية واسلامية كثيرة واشتغل باحثا في عدة مؤسسات مصرية ودولية  وأسس أو شارك في تاسيس عدة مؤسسات بحثية وفكرية، وأنتج فيضا من الفكر الفلسفي والادبي والاجتماعي والتاريخي ، يمثل باتساعه وعمقه وتميزه إضافة حقيقية في الفكر الاسلامي والعربي بل والانساني الحديث، بما  يمكن عدّه رمزا لمدرسة في النقد الفلسفي الاسلامي لفكر الحداثة وما بعد الحداثة، ودعاه هو نفسه بالفكر الاسلامي الجديد، معيدا للفكر الفلسفي الذي – همش منذ “تهافت” الغزالي-  قدرا من المكانة والاهمية، في ساحة للفكر الاسلامي فشا فيها  التسطيح وحتى التكفير والشكلانية تحت عناوين سلفية خادعة،  فكان فكره النقدي الفلسفي للحداثة وما بعدها وللتسطيح السلفي فتحا لإمكان التفلسف ولكسر حواجز التحيزات على كل صعيد ، بما أتاح للفكر الاسلامي  فرصا للقاء مع مختلف مدارس الفكر المناضلة ضد الدكتاتوريات المحلية والامبرياليات  ، فكان اللقاء الاسلامي اليساري والناصري ضد الفساد والاستبداد  والتطبيع مع المشروع الصهيوني  ودعما لكل المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق ..كما كان الدكتور المسيري  المحرر الرئيسي للوثائق التي صدرت عن “حلقة الأصالة والتقدم” التي جمعتنا به مع  ثلة من المفكرين الاسلاميين المجددين :طارق البشري وفهمي هويدي ومنير شفيق والبشير نافع  .. الى عدد من المفكرين الغربيين ناقدي “الحداثة”وما بعدها أمثال الفقيد لويس كانتوري والاستاذ جون سبوزيتو وجون فول.. ويكفي تفحّص المكتبة الزاخرة التي خلفها الراحل العظيم للوقوف على ثراء واتساع وأهمية المدرسة التي نمّاها  في الفكر العربي والاسلامي الحديث: اليهودية والصهيونية موسوعة اليهودية(ثمانية أجزاء)نموذج تفسيري،”العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة(جزآن)، رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية وغير موضوعية، إشكالية التحيز(7أجزاء). كما له مؤلفات كثيرة في الحضارة الغربية والامريكية ، منها الفردوس الارضي :الفلسفة المادية وتفكيك الانسان،الحداثة وما بعد الحداثة ، دراسات معرفية في الحضارة الغربية.كما له دراسات لغوية مثل :اللغة والمجاز  بين التوحيد ووحدة الوجود ، دراسات في الشعر والادب والفكر. كما صدر له ديوان شعر:أغني  الخبرة والحيرةوالبراءة ، سيرة شعرية ، وعدة قصص وديوان شعر للاطفال . ولقد ظل حضور الفارس لآخر رمق من حياته فاعلا متميزا في مختلف ميادين الفكر والنضال وبالخصوص في ساحة القضية الفلسطينية تنظيرا وعملا، باعتبار المسالة اليهودية من الوجه الآخر تمثل جذر الازمة الحضارية المعاصرة، ما يجعل من تحرير فلسطين انقاضا للحضارة من أزمتها وتحريرا للانسانية ، وكان المسيري مسكونا بنموذج الجنوب الافريقي، ساخرا من كل الحلول”السلمية”الترقيعية. رحم الله الصديق العزيز والمجاهد العظيم وأسكنه الفردوس الاعلى وخلف فيه أهله وأحبابه وأمته والانسانية فيه خيرا . رجاؤنا في الرحمن الرحيم عظيم أن يشمله بهذا النداء العزيز: “ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عباد وادخلي جنتي”  راشد الغنوشي لندن29جمادي الآخرة1429 3-7-2008  


 
آخر مقال للكاتب والمفكر مصري الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة (وصل من الكاتب إلى موقع الجزيرة.نت ليلة وفاته رحمه الله) الإنســـــــــــــــــــان والشـــــــــــــــــــــــــــــــــيء    
 
د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله نحن نعيش في عالم يحولنا إلى أشياء مادية ومساحات لا تتجاوز عالم الحواس الخمس، إذ تهيمن عليه رؤية مادية للكون. ولنضرب مثلاً بـ’التي شيرت’ (T-Shirt) الذي يرتديه أي طفل أو رجل. إن الرداء الذي كان يُوظَّف في الماضي لستر عورة الإنسان ووقايته من الحر والبرد، وربما للتعبير عن الهوية، قد وُظِّف في حالة ‘التي شيرت’ بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة/المادة. ثم توظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا (على سبيل المثال)، وهي عملية توظيف تُفقد المرء هويته وتحيّده بحيث يصبح منتجاً وبائعاً ومستهلكاً، أي أن ‘التي شيرت’ أصبح آلية كامنة من آليات تحويل الإنسان إلى شيء. ويمكن قول الشيء نفسه عن المنزل، فهو ليس بأمر محايد أو بريء، كما قد يتراءى للمرء لأول وهلة، فهو عادةً ما يُجسِّد رؤية للكون تؤثر في سلوك من يعيش فيه وتصبغ وجدانه، شاء أم أبى. فإن قَطَنَ الإنسان المسلم في منزل بُنيَ على الطراز المعماري العربي والإسلامي فلا شك أن هذا سيزيده من ثقة في نفسه واعتزازه بهويته وتراثه. ولكننا لا نرى في كثير من المدن من العالم الإسلامي أي مظاهر أو آثار للرؤية العربية الإسلامية (إلا في المسجد)، وبدلاً من ذلك أصبح المنزل -عملياً وظيفياً- يهدف إلى تحقيق الكفاءة في الحركة والأداء ولا يكترث بالخصوصية، أي أنه مثل ‘التي شيرت’ أصبح هو الآخر خلواً من الشخصية والعمق. وأثاث هذا المنزل عادة وظيفي، يلفظ أي خصوصية باسم الوظيفية والبساطة. ولكن البساطة هنا تعني في الواقع غياب الخصوصية (الرؤية المادية تفضل البساطة على الجمال المركب، ومن هنا عبارة ‘خليك طبيعي’). ونفس الشيء ينطبق على طعام ‘التيك أواي’ أو السفاري، فهو الآخر يعيد صياغة وجدان الإنسان. الناس هم الذين  يعدون طعامهم بأنفسهم، ثم يتناولونه سوياً. هذا ما كان سائداً في كل أرجاء العالم بما في ذلك الغرب. أما ظاهرة أكل طعام قد تم إعداده من قبل، ويأكله المرء وهو يسير أو يجري، فهذه ظاهرة جديدة على الجنس البشري، ولابد أن نتنبه إلى الرؤية الكامنة وراءها، فهي رؤية تعتمد السرعة والحركة في الحيز المادي، مقياسا وحيدا، وهي بذلك تحوِّل الإنسان إلى كائن نمطي يشبه الآلة. إن هذه الوجبة السريعة الحركية تعني التخلي عن مجموعة ضخمة من القيم الإنسانية المهمة، مثل أن يجلس المرء مع أعضاء أسرته أو أصدقائه في شكل حلقة ليتناول الطعام معهم فيتحدثون في مواضيع شتى، فالإنسان هو من يأنس بغيره. ولعل العبارة العامية المصرية ‘أكلوا عيش وملح سوا’ (أي سوياً) تشير إلى مجموعة القيم هذه. وأنا لست من الغباء بحيث أطالب بتحريم أو تجريم هذه الوجبات، فأنا أدرك تماما ضرورة اللجوء إلى كثير من الإجراءات ذات الطابع المادي (الاقتصادي السياسي) في حياة الإنسان اليومية، والوجبة السريعة كثيرا ما تكون ضرورية، بل وحتمية. ولكن عندما تتحرك هذه الإجراءات المادية إلى المركز وتصبح هي القاعدة والمعيار، نكون قد سقطنا في العلمانية الشاملة. وقد قرأت مؤخراً أن عدد الأقواس الصفراء (علامة ماكدونالد) يفوق عدد الصلبان في العالم الغربي! وما يهمنا في كل هذا أن بعض المنتجات الحضارية التي قد تبدو بريئة (فهي معظمها حلال)، تؤثر في وجداننا وتعيد صياغة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم. وما قولكم في هذه النجمة السينمائية المغمورة (أو الساطعة) التي تحدثنا عن ذكريات طفولتها وفلسفتها في الحياة وعدد المرات التي تزوجت فيها وخبراتها المتنوعة مع أزواجها، ثم تتناقل الصحف هذه الأخبار وكأنها الحكمة كل الحكمة! وقد تحدثت إحداهن مؤخرا عما سمته ‘الإغراء الراقي’، ما يدل على عمقها الفكري الذي لا يمكن أن تسبر أغواره. أليس هذا أيضاً هيمنة النموذج المادي على الوجدان والأحلام إذ تحوَّلت النجمة إلى مصدر للقيمة وأصبح أسلوب حياتها هو القدوة التي تُحتذى، وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية؟ ومع هذا، تُصر بعض الصحف على أن ‘فلانة’ المغنية أو الراقصة أو عارضة الأزياء لا تختلف في أحكامها وحكمتها عن أحكام وحكمة أحكم الحكماء وأعمق الفلاسفة. والمسكينة لا علاقة لها بأي مرجعية ولا أي قيمة ولا أي مطلقية، إذ إن رؤيتها للعالم محصورة بحدود جسدها الذي قد يكون فاتناً، ولكنه -لا شك- محدود ونسبي. كما أن خبراتها مع أزواجها -رغم أنها قد تكون مثيرة- لا تصلح أساساً لرؤية معرفية أخلاقية، إلا إذا كانت رؤية مادية عدمية ترى أن كل الأمور نسبية. وإذا أخذنا الحكمة من أفواه نجمات السينما والراقصات وملكات الجاذبية الجنسية، فستكون حكمة لها طابعها الخاص الذي لا يمكن أن يُوصف بالروحانية أو الأخلاقية أو ما شابه من أوصاف تقليدية عتيقة! وقد يكون وصف أقوال هذه النجمة بأنها منافية للأخلاق أو للذوق العام وصفاً دقيقاً، ولكنه مع هذا لا يُبيِّن الدور الذي تلعبه النجمة وأفكارها في إعادة صياغة رؤية الإنسان لنفسه وتَصوُّره لذاته وللكون بشكل غير واع، ربما من جانبها ومن جانب المتلقي معا. ولنتخيل الآن إنساناً يلبس ‘التي شيرت’، ويسكن في منزل وظيفي بُني ربما على طريقة ‘البريفاب’ (الكتل الصماء سابقة الإعداد)، ويأكل طعاماً وظيفياً (همبورغر- تيك أواي تم طبخه بطريقة نمطية)، وينام على سرير وظيفي ويشرب الكوكاكولا، ويشاهد الإعلانات التجارية التي تغويه بالاستهلاك والمزيد من استهلاك سلع لا يحتاج إليها في المقام الأول، ويعيش في مدينة شوارعها فسيحة عليه أن يجري بسيارته المستوردة بسرعة مائة ميل في الساعة، ويهرع بسيارته من محل عمله إلى محل طعام ‘التيك أواي’ ومنها إلى مركز التسوق الذي يتسلع البشر، ويداوم على مشاهدة الأفلام الأميركية (الإباحية أو غير الإباحية) بشراهة غير مادية، ويسمع أخبار النجوم وفضائحهم، ويدمن تلقي الحكمة من النجمات الساطعات أو المغمورات.. ألن يتحول هذا الإنسان إلى إنسان وظيفي متكيف لا تُوجَد في حياته خصوصية أو أسرار.. إنسان قادر على تنفيذ كل ما يصدر إليه من أوامر دون أن يثير أية تساؤلات أخلاقية أو فلسفية؟ قد يقيم هذا الإنسان الوظيفي الصلاة في مواقيتها، ولكن كل ما حوله يخلق له بيئة معادية لإدراك مفهوم القيمة المتجاوزة لعالم الحواس الخمس وجدواها. لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية، رغم أنها توجِّه وتحدِّد أولوياته دون وعي منه. ونحن حين نتحدث عن الحضارة المادية فنحن عادة ما نتصور أننا نتحدث عن الحضارة الغربية وحدها، وهذا خلل ما بعده خلل، ففي الغرب يوجد كثير من المظاهر الإنسانية المتجاوزة لسطح المادة، ففي الغرب موزارت وبتهوفن والطعام الفرنسي وكثير من المظاهر المحتفظة بأصالتها وخصوصيتها. إن المنتجات المادية الحديثة تتميز بكونها معادية للخصوصية.. ألخصوصية الغربية والخصوصية الإنسانية. ولنقارن موسيقى الديسكو بالموسيقى الكلاسيكية الغربية والعربية، و’التي شيرت’ برداء الإنسان الغربي، ستجد أن منتجات هذه الحضارة المادية -التي أسميها ‘ضد الحضارة’- غير منتمية لأي تشكيل حضاري أو اجتماعي. هي حقا بدأت في الولايات المتحدة لكنها ليست أميركية، لأن الحضارة الأميركية الحقيقية حضارة لها سماتها الفريدة، وهناك تقاليد حضارية أميركية قامت هذه الحضارة الجديدة الضد بتقويضها. ولكن المشكلة أن كل هذه التقاليد وكل هذه الخصوصيات آخذة في التآكل بسبب المد الجارف للحضارة المادية. وهذه الحضارة المادية ليست معادية للشرق وحده، بل هي ظاهرة ورؤية أمسكت بتلابيب العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، ولا يظنن أحد أننا بمأمن منها ومن عدميتها وعدائها للإنسان. كل هذا مقدمة لما حدث في عالم الرياضة. إن الرؤية المادية قد تغلغلت في كل مجالات الحياة. خذ على سبيل المثال عالم الرياضة.. كانت ممارسة الرياضة في الماضي تهدف إلى تهذيب الجسد والنفس وتدريب الناس على التعاون وتسليتهم في الوقت ذاته، بحيث يقضون وقت الفراغ بطريقة متحضرة. كما أنها على مستوى آخر كانت تدريبا على الصراع الرقيق لتفريغ نزعات البشر العدوانية من خلال قنوات متحضرة.. حينما كنت في مدرسة دمنهور الثانوية كان فريق كرة السلة من أهم الفرق على مستوى الجمهورية، وكنا نصل إلى المركز الأول في بعض البطولات إن لم تخنّي الذاكرة.. ولكن ما أذكره جيداً هو أن الأستاذ الحبروك -المشرف على الفرق الرياضية آنذاك- كان ينصحنا بأنه حينما كان يأتي فريق من المراكز المجاورة لنا -وكانوا عادةً أدنى منا في المستوى- كان يطلب منا ألا نهزمهم هزيمة ساحقة، بل أن ندعهم يحرزون بعض الأهداف حتى لا يشعروا بالإحباط. وكنا نشجع فريق كرة القدم الخاص بدمنهور، ولكننا في الوقت ذاته كنا نشجع ‘اللعبة الحلوة’ بغض النظر عن مصدرها. إن ما كان يهيمن علينا ليس النموذج المادي ولا النموذج الدارويني الصارم حيث يكون كل الناس إما منتصراً أو مهزوما، ولا نموذج السوق وآليات العرض والطلب التي لا تعرف الله أو الإنسان، وإنما نموذج إنساني يقبل حتمية الاختلاف والصراع، ولكنه لا يجعلها مرجعيته النهائية، إذ توجد قيم أخرى مثل التراحم والإيمان بإنسانيتنا المشتركة. ولكن الرياضة انفصلت تدريجيا عن كل هذه القيم لتصبح مرجعية ذاتها، ومنفصلة عن القيمة وتصبح معايير الرياضة رياضية، ويصبح إحراز النصر هو الهدف الأعلى والأسفل والوحيد. ونسمع بعد ذلك عن تفرغ اللاعبين تماما للرياضة واحترافهم. والاحتراف يتناقض تماما مع فكرة التسلية وتزجية وقت الفراغ واللعب بطريقة إنسانية متحضرة، فهي تجعل الرياضة مركز الحياة. قابلت مرة أحد كبار لاعبي كرة القدم في الولايات المتحدة وهي مختلفة عن كرة القدم في بقية العالم، واللاعبون لابد أن يتمتعوا بلياقة بدنية فائقة، وأجسامهم يجب أن تكون ضخمة وعضلاتهم بارزة حتى يمكنهم تحمل الصدمات. المهم.. فتح لي قلبه وتحدث عن بؤسه، وكيف يراقب المدرب كل جوانب حياته العامة والخاصة، فهو يراقب وجباته اليومية ويطلب منه أن يأكل كذا من البروتين وكذا من الخضراوات، كما يراقب حياته العاطفية بل والجنسية، فهو لا يمكنه أن يخرج مع صديقته قبل المباراة بأسبوع، ولا يمكنه مضاجعتها أو مضاجعة زوجته. هو لم يستخدم مصطلح ‘تشيّؤ’، أي أن يتحول الإنسان إلى شيء، ولكن هذا هو أدق وصف لما حدث له. في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة، تقوم فرق كرة القدم بدراسة تكتيكات الفريق الذي سينازلهم من خلال أفلام فيديو يصورونها لمباراة سابقة له، كما يدرسون أداءهم بنفس الطريقة. هل هذا له علاقة بالتسلية واللعب، أم أنه ينبع من نموذج مادي صراعي يجعل الفوز وهزيمة الآخر هو الهدف الوحيد؟ ومن هنا تدفع المكافآت السخية لأعضاء الفريق الفائز. وتنتهي المباريات في الآونة الأخيرة بمعارك يُجرح فيها بعض الناس، بل وقُتل ضابط شرطة في إيطاليا بعد مباراة حامية الوطيس.. كل هذا يعني هيمنة النموذج الصراعي وتراجع النموذج الإنساني التراحمي. وقد اقتحمت أخلاقيات السوق عالم الرياضة فيتم ‘بيع’ لاعب مغربي لنادي إيطالي، ولاعب إيطالي لنادي ليبي وهكذا، وكأننا في سوق النخاسة. ولذا بدلا من الانتماء إلى الوطن والقيم يصبح الانتماء إلى المال، المحرك الأول للإنسان الاقتصادي. ونسمع بعد ذلك عن عدد كبير من الرياضيين يستخدم المخدرات والأدوية المنشطة الممنوعة لتحقيق النصر. ويتقاضى أعضاء الفريق الفائز مبالغ طائلة مكافأة لهم، وهى مكافآت سخية على أدائهم، قد تصل إلى مرتب أستاذ جامعي لعدة سنوات. بل في إحدى الجولات الرياضية حصل كل عضو من أعضاء الفريق الفائز على سيارة ‘بي.أم.دبليو’ وهذه قمة الأحلام العلمانية! أين كل هذا من قيم التعاون والصراع الرقيق والمرجعية الإنسانية؟ لقد اقتحمت اقتصاديات السوق هذا القطاع تماما، وسيطرت عليه قوانين العرض والطلب والمادية وتم تشييء الإنسان ونزع القداسة عنه، وتحوّل إلى مادة استعمالية مرنة ليس فيها من الإنسانية سوى الاسم، أي أن النموذج المادي الصراعي الدارويني قد ساد تماماً. هذه هي مأساة الحضري الذي وقع صريع هذا النموذج، وسلك سلوكاً متسقاً معه، فهاجت الدنيا ضده؟ والسؤال هو: لماذا هذا الهيجان والتهيج؟ أليست المسألة مسألة عرض وطلب لا مسألة انتماء وطني وإنساني؟! وعلى أية حال، بعد الهيجان استقرت الأمور داخل إطار الخصخصة وقبل النادي الأهلي التعويض المالي المناسب عن فقدانه إحدى أشيائه الثمينة.. والله أعلم. (*) كاتب ومفكر مصري (وصل المقال من الكاتب ليلة وفاته رحمه الله) (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 جويلية 2008) الرابط:http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F1CA9B74-CEC2-4802-8D64-654AEBD458B9.htm  


نشرة الكترونيّة لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 
نشرة الكترونيّة عدد 61 –03 جويلية 2008 يتعرٌض رفيقنا محمد جمور لعدد من الملاحقات والمظالم منها محاولة ردع حرفائه وتهديدهم ان تعاملوا معه أو مطالبتهم بكشوف للقضايا التي نابهم فيها المحامي محمد جمور، كما قامت مصلحة الضرائب بملاحقته على غير وجه حق… تدوم هذه الحال منذ سنتين على الأقل بسبب نشاط رفيقنا السياسي والحقوقي…يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الحكومة لرفع المضايقات الإدارية المسلٌطة على الرفيق عضو الهيئة التأسيسية ومدير صحيفة “الإرادة”. للتضامن مع الرفيق محمد جمور، يرجى مراسلة موقع الحزب: info@hezbelamal.org تونس- اعتداء همجي:تعرٌضت الرفيقة “فوزية الهمٌامي”، من شباب حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، عضوة فرقة الموسيقى التقدٌمية “العودة”، يوم 23/06/08، إلى الإعتداء بالعنف المادي واللفظي أثناء أدائها لمهمٌة نقابية وحدوية، بكلٌية الحقوق والعلوم السياسية بتونس (المنار)، والمعتدون من مجموعة تطلق على نفسها تسمية “النقابيون الرادكاليون”. تسبٌب المعتدون في إلحاق أضرار بالرفيقة فوزية، مما استوجب نقلها إلى المستشفى للعلاج… طالع البيان تونس – الحوض المنجمي: تمكٌن الرفيق محمد جمور، رفقة 4 من زملائه المحامين، من زيارة السيد عدنان الحاجٌي، بالسجن المدني في “القصرين”، الذي اعتقل بسبب نضاله الإجتماعي مع أهالي الحوض المنجمي (والذي  ينوبه رفيقنا محمد جمور ويتولٌى الدفاع عنه). كما تولٌى الرفيق محمد جمور الدفاع عن عدد من المحالين على المحكمة الإبتدائية ب”قفصة”، مع عدد من زملائه الذين تنقٌلوا خصٌيصا من مختلف المدن التونسية… تعرٌض مراسل صحيفة “الطريق الجديد” (حركة التجديد)، عضو فرع “توزر” للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى الإعتداء بالضرب والإهانة من قبل الشرطة، كما تعرض للسب والشتم والإهانة عدد آخر من المساندين لأهالي الحوض المنجمي، على مقربة من بناية المحكمة الإبتدائية بقفصة عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي 26/06/08 . أمٌا في القصرين فقد قضت المحكمة يوم 24/06/08 بسجن 4 شبان لمدة عام مع النفاذ، بتهمة الإضرار بملك الغير، أثناء الحركة الإجتماعية بمدينة “فريانة” ضدّ البطالة وغلاء الأسعار يوم 02/06/08. انعقد يوم 29/06/08 اجتماع بمقر “حركة التجديد” بمدينة “قصيبة المديوني” لمساندة النضالات الإجتماعية التي يقوم بها أهالي الحوض المنجمي. حاصرت الشرطة مداخل المدينة ومحطات النقل بالمدن المجاورة لمنع تنقل أي من المناضلين التقدميين، وحوصر السيد عبد الرحمان الهذيلي، من اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي وعضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، لمنعه من الحركة، كما منع رفاقنا من حضور الإجتماع، مثل بقيٌة المواطنين من غير أعضاء حركة التجديد، سواء كانوا من المدينة نفسها أو من خارجها. تونس – حقوق انسان:اتهمت منظمة العفو الدولية، الحكومة التونسية باللجوء بانتظام إلى سوء المعاملة للموقوفين “باسم الأمن ومكافحة الإرهاب منتهكة القوانين التونسية، والإعتقال لفترات أطول مما يسمح به القانون التونسي، والإلتجاء إلى التعذيب كالحرمان من النوم والصدمات الكهربائية والتظاهر بتنفيذ حكم الإعدام… وان شخصا تعرٌض للتعذيب لدرجة انه عجز عن التعرف على والدته وزوجته ومحاميه…”  قالت الحكومة التونسية، في ردها: “هذه التصريحات غير موضوعية بالمرة وخالية من المصداقية” “الشرق الأوسط” 24/06/08 . – تعرٌض الأستاذ “أنور القوصري”، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى مضايقات في مطار تونس-قرطاج، أثناء عودته من جولة أوروبية، يوم 29/06/08 تونس- تسامح؟في بيان ممضى من قبل السيد “وليد حمام” بصفته “كاتب عام سابق لفدرالية كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بنابل” (الإتحاد العام لطلبة تونس)، جاء ان استاذة جامعية “متخونجة” ، أطردت طالبة من قاعة الإمتحانات يوم 21/06/08، بدعوى “ان ذراعيها عاريتان”. وأكد الخبر أشخاص آخرون من الغد… إن صحٌ ذلك فمن حقنا أن نتساءل “ماذا سيحصل لو كانت السلطة السياسية والإقتصادية والقضائية والعسكرية بأيدي مثل هذه السيدة؟” تونس – عرب، تسيييس الدين: دعا قادة الأجهزة العربية “لمكافحة الإرهاب” في آخر اجتماع لهم بتونس رجال الدين إلى “التصدٌي للأفكار التكفيرية التي تروٌج لها الجماعات المتشدٌدة، وحمل المواطن على التمسٌك بالتعاليم الدٌينية والتزام القوانين السائدة، ممٌا يتيح تحصين المجتمع ضد الأفكار والأعمال الإرهابية” الحياة 27/06/08 . على هامش هذ ا اللقاء، انعقد الإجتماع السادس لـ”فريق الخبراء العرب” لمكافحة الإرهاب، وبه ممثلون عن وزارات الداخلية والخارجية والقضاء، طالبوا فيه بمراقبة أكبر على شبكة الأنترنيت والتقنيات الحديثة، وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب، كما دعوا وسائل الإعلام لعدم “الترويج لفكر العناصر الإرهابية”. يو.بي.آي 28/06/08 تونس-تطبيع:أعلن الجغرافيون الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر الدولي للجغرافيين، الذي ينعقد بتونس، وتستضيفه جمعية الجغرافيين التونسيين، بسبب الإصرار على دعوة وحضور الجغرافيين الصهاينة، الذين “يحملون رتبا عسكرية دموية، إلى جانب رتب علمية جغرافية عنصرية… ووظفوا علمهم في ترسيخ الإحتلال…” الحياة 26/06/08 تونس- فلاحة:ارتفع سعر علف الحيوانات، المركٌب، من 260 دينار إلى 350 دينار للطن الواحد، في ظرف سنة، ممٌا اضطر عديد مربي المواشي إلى بيعها، فنزل سعر كيلوغرام اللحم بنسبة الثلث أو النصف أحيانا… يوجد في تونس حوالي 529 ألف شخص يعيشون من تربية المواشي، كلٌيٌا أو جزئيٌا… الإرادة عدد 8 . الرابط. http://www.hezbelamal.org/alirada/numero.8/article.22.htm تونس-بريطانيا: عيٌنت وزارة الخارجية البريطانية، “كريستوفر أوكونور” سفيرا جديدا في تونس لخلافة “آلان غولتي” في نوفمبر المقبل. وكان يباشر مهامٌه في لبنان، وقبل ذلك كان “رئيس فريق عملية السلام في الشرق الأوسط”. المغرب:في الذكرى 29 لتأسيسها (24/06/1979) نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عدة تظاهرات وفعاليات في مختلف المدن المغربية، تحت شعار “29 سنة من أجل الكرامة وكافة حقوق الإنسان للجميع”، في ظرف يعيش فيه المناضلون التقدميون المغاربة، حملة من القمع مع تراجع في بعض المكاسب كحرية التعبير والتظاهر والتجمٌع، إضافة إلى الأوضاع المادية المتردية: بطالة، هجرة سرية… www.amdh.org.ma المغرب:أكٌدت محكمة الإستئناف بمدينة “وجدة” الأحكام الإبتدائية ضدٌ أعضاء “الجمعية الوطنية لذوي الشهادات الجامعية المعطٌلين عن العمل”، وتراوحت بين 5 و7 أشهر سجنا نافذة، والتهم واهية هدفها منعهم من المطالبة بحقوقهم. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان 01/07/08 فلسطين المحتلة في 48 :وجٌهت أجهزة الشرطة الصٌهيونية استدعاءا لمحمد كناعنة (أبو أسعد)، الأمين العام لحركة أبناء البلد، للتحقيق معه يوم 30/06/08، ولم يمر شهر واحد على خروجه من السجن بعد أن قضى 4 سنوات ونصف، إثر محاكمة ثم إدانة سياسية، كما أعادت الأجهزة الصهيونية استدعاء 12 شابا من “شفا عمرو” للتحقيق معهم في موت الجندي الذي اغتال بسلاحه 4 مواطنين في حافلة وجرح العشرات، في حين أغلقت ملف شهداء هبة أكتوبر وعددهم 13 دون إدانة أحد من القتلة… فلسطين –اضطهاد قومي وطبقي: في استطلاع للرأي، بلغت نسبة سكان فلسطين المحتلٌة عام 48، الرٌاضين عن وضعهم الإقتصادي 54% من جملة السكٌان (20 سنة فما فوق). تأتي المستعمرات الخالية من السكان الأصليين (التي لا يسكنها الاٌ اليهود الصهاينة) في المقدمة بـ72% من سكان مستعمرة “رعنانا” (شمال تل أبيب) راضون عن وضعهم الإقتصادي، تليها مستعمرة “بني براك” ب70% ثم “موديعين” (شمال شرقي القدس) ب68%…أما في مدينة اللد التي يسكنها عديد الفلسطينيين فإن 26% فقط من سكانها راضون عن وضعهم الإقتصادي. المكتب المركزي للإحصاء – تل أبيب- حزيران 2008 . فلسطين المحتلٌة عام 1967 – ما يخرٌبه المحتلٌ، يتكفٌل به البنك الدولي: قرر البنك الدولي منح 29 مليون دولار لـ”سلطة الحكم الذاتي الإداري” بالضفة الغربية، لتمويل مشاريع تنوير، وطاقة  وتطهير مياه، وبذلك لا يتحمٌل المحتل مسؤولية احتلاله ولا مسؤولية تخريب البنية التحتية لأراض يحتلٌها، ثم أن الشركات متعددة الجنسيات (أو فروعها) التي ستقوم بالأشغال، والمقرٌبة من البنك، ستجني مرابيح جمٌة جرٌاء الإحتلال في انتظار اشغال الترميم القادمة. عن أ.ف.ب. 30/06/08   الكيان الصهيوني-أمريكا، تحالف استراتيجي: تحادث الأمرال “مايكل مولن”، رئيس أركان الجيوش الأمريكية مع وزير الحرب إيهود باراك، ورئيس الأركان “غابي أشكنازي”، وقام بزيارة إلى حدود سوريا ولبنان ومشارف قطاع غزٌة، وتستغرق الزيارة يومين، هدفها “بحث الملف  الإيراني والسوري والفلسطيني…لمنع أي تهديد محتمل” الأنوار 29/06/08 وصادق الكنغرس الأمريكي على تقديم مساعدة إضافية للكيان الصهيوني “لمساعدة اسرائيل في المجال الأمني وللتصدٌي لتأثير أعدائها”، وتبلغ المساعدة 170 مليون دولار، إضافة إلى ما يعادل 30 مليار دولار للسنوات العشر المقبلة.  لبنان: تشهد البلاد ارتفاعا جنونيا للأسعار، وقرر أصحاب المخابز والأفران رفع سعر “ربطة الخبز” (1250 غرام) إلى 2000 ليرة، دون موافقة وزارة الإقتصاد… وتتواصل الإشتباكات المسلٌحة في طرابلس، ومسرحها حيٌان فقيران هما “باب التبنة” و”جبل محيسن” وفي منطقة كسروان وزحلة… النهار 26/06/08 الأردن-تطبيع:بعد إلغاء مهرجان جرش، رغبت السلطة في تعويضه بـ”مهرجان الأردن” الذي قد ينطلق يوم 08/07/08، وكلفت شركة “بيبليسيس” (المملوكة للسيدة إليزابيث بادنتار) بإدارته وتحضيره، وهي المؤسسة التي قامت بدعاية ضخمة لتجميل صورة الكيان الصهيوني وتقديم الجدار كحل سلمي لحقن الدماء، وهي المؤسسة التي نظمت وسهرت على إنجاح احتفالات الذكرى 60 لقيام الكيان الصهيوني. وصرح “موريس ليفي”، مدير أحد فروعها (ليه فيزيتور دي جور) المكلف بالجانب الغنائي لمهرجان الأردن، لصحيفة لومند قائلا: “إن اسرائيل بلد صديق، ولد وسط العذاب والآلام والأسى، فوق أرضه التاريخية، الأصلية، وبالتالي، من الطبيعي أن التعبير عن الصداقة له، يكون تماما، مثلما نفعل مع قريب يحتفل بحدث سعيد”. طالبت نقابات الفنانين في الأردن ومصر بمقاطعة المهرجان لضعف المستوى الفنٌي، ولإسناد إدارته إلى مؤسسات متصهينة، وأعلن عدد من الفنانين عدم مشاركتهم، بعد الإتصال بهم وتهديدهم بمقاطعتهم. يشارك في المهرجان “الشاب خالد” الذي يعتز بمشاركته في تل أبيب عام 2002، في حفل كبير، عندما كان الجيش الصهيوني يدمر “جنين” ويقتٌل سكانها، إلى جانب مغنٌي الأوبرا “بلاسيدو دو منغو” شبه المقيم في تل أبيب، والمخرج دفيد لينش… عن “الدستور” 29/06/08 يصادف يوم 01/07/08 الذكرى 13 لوفاة الموسيقار “محمد الموجي” (1923 – 1995). في ذكرى يوم وفاته، اندلع حريق بالعمارة التي بها شقته (يسكنها ابنه) وأتلف تراثه وألحانه ومقابلاته وعدد من الأثار التي لم تنشر… لحٌن 88 أغنية لعبد الحليم حافظ (منها قارئة الفنجان) ولحن عديد الأغاني لفائزة أحمد (أنا قلبي إليك ميٌال، يمٌة القمر عالبال…) ولأم كلثوم (للصٌبر حدود، اسأل روحك…). رفض بشدٌة (رغم تدخٌل السٌلطة) عرضا مادٌيا مغريا من شركة صهيونية (بعد التطبيع الساداتي) بـ3 مليون دولار آنذاك، لتأليف موسيقى لمطربين صهاينة تتولٌى نشر وتوزيع أغانيهم، واستعمال اسم محمٌد الموجي للتطبيع الثقافي. الخليج- أموال النفط في خدمة الإقتصاد الرأسمالي”الغربي”:أعلن المصرف البريطاني العملاق “باركلايز” انه سيدعم ميزانيته العمومية بفضل الأموال التي ستضخٌها الصٌناديق الخليجية (مثل “تشالنجر” المدعوم من حكومة قطر) ومصارف يابانية وصينية وسنغافورية… تبلغ قيمة الأموال التي سيأتي بها هؤلاء 4,5 مليار جنيه استرليني (8,4 مليار دولار)، مقابل الحصول على أسهم في المصرف بأسعار منخفضة. نشرة مصرف “باركلايز”25/06/08 الإمارات –الإستثمار “الحلال”؟ اعتقلت الشرطة 7 أشخاص من بينهم موظفان سابقان في “بنك دبي الإسلامي”، بتهمة الإحتيال والفساد، وأحيطت القضية بتكتٌم كبير، فالبنك مملوك للحكومة بنسبة 30%، وحصل على لقب “أفضل بنك إسلامي” مؤخٌرا، يملك البنك بدوره الشركة العقارية “الدٌيار” ويشمل نشاطها عديد الدول…وشهد مصرف دبي الإسلامي نموٌا كبيرا في السنوات الأخيرة وقام بدعاية وإشهار كبيرين (بدعم من الحكومة) لـ”منتجاته المالية الموافقة للشريعة الإسلامية”… ليست هذه أول مرٌة تتم فيها فضيحة مالية ناتجة عن استغلال العواطف الدٌينية للمدٌخرين والمستثمرين. رويترز + فانانشيال تايمز 25/06/08 النيجر- مظاهرة:جرت مظاهرة ضخمة في العاصمة “نيامي” يوم 27/06/08 احتجاجا على الإرتفاع المفرط للأسعار وتدهور الوضع المعيشي للمواطنين، وانتهت بتجمع خطابي أمام البرلمان تنديدا بتصويت البرلمانيين لفائدة الزيادة في منحهم وامتيازاتهم وامتيازات الوزراء وكبار موظفي الدولة… إذاعة فرنسا الدولية 27/06/08 ماليزيا: أدٌى ارتفاع اسعار المواد الأساسية (الغذاء والطٌاقة ومواد البناء…) إلى تنامي الغضب ووقوع احتجاجات والتهديد بأخرى أكثر اتساعا قد تؤدي إلى إسقاط الحكومة، مما اضطر رئيس الوزراء عبد الله أحمد بدوي إلى إلغاء مشاريع لمد طرقات وقطار كهربائي ومشاريع إقامة مراكز إدارية وعدد من المشاريع الأخرى للتركيز على دعم أسعار المواد الغذائية ومشاريع “الحد من الفقر”. رويترز 26/06/08 عولمة – صحٌة:تتسبب المياه الملوٌثة في 9,1% من الأمراض المنتشرة في العالم (24% في انغولا و1% فقط في أوروبا وأمريكا الشمالية)، و6% من الوفيٌات (ربع وفيٌات الأطفال دون 14 سنة في البلدان الفقيرة). يمكن القضاء على 15% من الأمراض المنتشرة في 35 بلدا فقيرا لو تمٌ تطهير المياه. عن منظمة الصحة العالمية، تقرير السيدة “أنٌات بروس أوستون” الصٌادر يوم 26/06/08   كولومبيا –انقلاب “رئاسي”: أصدرت المحكمة العليا حكما بإعادة النظر في “المراجعة الدستورية” التي قام بها الرئيس “ألفارو أوريبي” ليتمكٌن من الترشح ثانية عام 2006، وبالتالي فإن قرار المحكمة يلغي تلك الإنتخابات ويمنعه من الترشح للإنتخابات المقبلة، وصرٌح بعض البرلمانيين بأنهم قبضوا رشاوي كي يصوتوا لفائدة تلك المراجعة… وبعد سويعات من صدور قرار المحكمة، دعا الرئيس (يميني، يغالي في إظهار الولاء لأمريكا وسياسة بوش) إلى اجتماع نواب “مؤتمر الجمهورية” (أي نواب المجلسين مجتمعين) للدعوة لانتخابات عاجلة، ليتمكٌن من الإلتفاف على قرار المحكمة قبل أن تنظم المعارضة صفوفها لتنحيته أو لمجابهته… أ.ف.ب. 27/06/08 الصين:نمت قيمة الأسهم في الأسواق الصٌينية بنسبة 291%، وأصبحت شنغهاي سادس بورصة في العالم من حيث قيمة أسهم السوق، كما أصبحت الصين عام 2007  ثاني بلد يزداد فيه عدد الأثرياء ( الأفراد الذين يمتلكون ثروة تفوق قيمتها مليون دولار)، بنسبة 20,3% بعد الهند وقبل البرازيل، بينما بلغ معدل زيادة الأثرياء في العالم بنسبة 6% “فقط” . أمٌا الناتج الإجمالي المحلٌي الصٌيني فبلغت نسبة نموٌه 11,4% . التقرير الثاني عشر للثٌراء العالمي – دراسة لشركتي “ميريل لينش” و”كاب جيمني”. -الصين-مظاهرات واحتجاجات: أعلنت وكالة الصٌين الجديدة للأنباء ان مظاهرات وقعت في مقاطعة “وانغان” (جنوب غرب البلاد) بسبب عدم رضى السكان عن سير التحقيق في وفاة فتاة عمرها 14 سنة، وعمٌها. أحرق “المشاغبون” مقر الإدارة المحلٌية، ومقر الحزب الشيوعي ومركز الشرطة… يقول المواطنون، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن ابن أحد الأعيان (مسؤول محلٌي) اغتصب الفتاة قبل قتلها، ولمٌا طالب عمٌها (مدرٌس) بتحقيق جدٌي، اعتقلته الشرطة أمام أنظار طلبته وأوليائهم ومات تحت التعذيب، فاندلعت المظاهرات ضد فساد الشرطة والقضاء والإدارة، وألقت الشرطة القبض على حوالي 200 متظاهر. أ.ف.ب. 29/06/08  أوروبا-تضخم:تعاني كافة الدول الأوروبية من ارتفاع  التضخم الذي تجاوز نسبة 2% التي حدٌدها البنك المركزي الأوروبي كحد أقصى، مما حدا به إلى التخطيط لرفع أسعار الفائدة مجدٌدا في الشهر المقبل (أملا في امتصاص التضخٌم)، وشهدت بلجيكا نسبة تضخم بلغت 5,8% وهي أعلى نسبة في البلاد منذ 1984، وتعزو السلط البلجيكية هذا الوضع لارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية والخدمات. المعهد الأوروبي للإحصاء 25/06/08 فرنسا –خصخصة الخدمات العمومية: تعد مدينة باريس 20 دائرة إدارية، في 8 منها تقوم شركات خاصة بجمع الفضلات المنزلية، وتنوي أغلبية المجلس البلدي (الحزب الإشتراكي) خصخصة الخدمات في 4 دوائر أخرى. أضرب عاملو التنظيف وجمع الفضلات الذين سيتغير وضعهم (كما حصل لزملائهم سابقا) نحو الأسوإ، بعد الخصخصة… واللبيب من اتعظ بغيره… أ.ف.ب. 27/06/08 إيطاليا –“ما حكٌ جلدك غير ظفرك”: صادق مجلس الوزراء الإيطالي على مشروع قانون، سيقدٌم لاحقا للبرلمان، يمنح الحصانة التٌامة لمن يتحمٌلون مسؤولية رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلسي الشيوخ والنواب وإلغاء التتبعات  الجارية. وقد قدمت الحكومة مؤخرا مشروع قانون يلغي عشرات الآلاف من القضايا المالية التي لا تتجاوز عقوباتها 10 سنوات سجنا. من المعلوم ان رئيس الحكومة “سيلفيو برلسكوني” متهم من قبل القضاء في عدة قضايا فساد ورشوة ومغالطة العدالة وإرشاء شهود… وكالة “أنسا” – أيطاليا 27/06/08 ألمانيا:منذ نوفمبر 2003، سحبت “الهيئة الفدرالية للاٌجئين” إقامة 18 ألف لاجئ عراقي وأعلمت 20 ألف آخرين بسحب تغطيتها لوضعيتهم كلاجئين (وكلهم تواجدوا في ألمانيا بين سنتي 1996 و2002) بحجة “عودة الديموقراطية للعراق” بعد الإحتلال الأمريكي، لكن المحكمة الإدارية اعتبرت أن “الوضع ما زال ينطوي على أخطار جسيمة” بالنسبة لعودة اللاٌجئين للعراق، شريطة إثبات اللاٌجئين تعرٌضهم شخصيٌا للخطر في حالة العودة. أ.ف.ب. 27/06/08 الولايات المتحدة -عولمة: نظرا للفيضانات في ولايات ايوا وإيلنوي وميسوري، والجفاف في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا، سينخفض الإنتاج العالمي لمحاصيل القمح والذرٌة وفول الصٌويا، لآن الولايات المتحدة هي أكبر مصدٌر لها، وقدٌرت أضرارالمحاصيل بـ8 مليار دولار. ونتيجة لذلك، فإن أسعار المواد الغذائية سوف تواصل ارتفاعها في الأسواق العالمية، وخاصٌة في البلدان التي لم تعتمد سياسة الإكتفاء الذاتي الغذائي. وكالة الأنباء السعودية “واس” – عن اتحاد المزارعين الأمريكيين. 26/06/08 الولايات المتحدة والإرهاب: منذ تولٌيه السلطة عام 1994، لم يعد “المؤتمر الوطني الافريقي” م

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات سمينار الذاكرة الوطنية مع السيد عامر قريعة وسي سالم الصباغ حول بدايات وإحداث وتكوين الحرس الوطني 1955-1970

 
هناك مؤسسات أساسية لبناء الدولة التونسية لم يقع الاهتمام بها, ولا يعلم عنها المواطنون شيئا إلا عدد قليل من الرجالات ممن كانوا فاعلين فيها بفعل المسؤولية المباشرة والمساهمة في إحداثها ومواكبتها بدقة متناهية, ومن هاته المؤسسات بدايات وإحداث الديوانة الوطنية والإرهاصات التي عرفتها صعودا وهبوطا, وهو ما سوف يثيره في سمينار الذاكرة الوطنية ليوم 12 جويلية السيد حسن ببو مع السيد عبد النور جاب الله. وفي هذا التوجه التأطيري للذاكرة الوطنية, سوف نتوقف حول بدايات إحداث تكوين الحرس الوطني من الاستقلال إلى 1970مع رائدين وقياديين للحرس الوطني هما السيد عامر قريعة وسالم الصباغ. فالذاكرة الوطنية وجب أن تشمل ليس فقط المظاهر السياسية والاجتماعية والنقابية, والتي عرفتها البلاد في فترة دقيقة من بناء الدولة الوطنية ولكن أيضا وعلى الخصوص عديد المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتي تم إحداثها للعمل على حصانة الاستقلال وتثبيت هياكله المختلفة. وفي هذا الإطار فإن سلك الحرس الوطني يمثل أحد الهياكل الأساسية للدولة التونسية الناشئة, لتكوين وتدريب هذا السلك الذي انبعث من العدم, حيث انعدمت أبسط مرافق التكوين وليس هناك فضاءات بل هي عبارة عن مستودعات كان الباي في عهد الحماية يضع بها خيول القصر, إلا أن إيمان بعض الرجالات كان يملأ قلوبهم حب الوطن وقد غطى على كل العيوب المادية الأخرى, فالسيد عامر قريعة شارك في الحركة الوطنية وتحمل مسؤوليات حزبية من عهد الشباب, وتولى مسؤوليات بقيادة الحرس الوطني وعرف أطوارها وظروف تأسيسها والمصالح التي كانت تشملها. ودرس بالكليات العليا للبحث الجنائي ومعاهد الشرطة العلمية بالولايات المتحدة وسويسرا وأشرف على المخابر المركزية للحرس الوطني والشرطة الفنية, وكان ضمن المسؤولين عن الإدارة العامة للشؤون السياسية, وفضلا عن ذلك, عمل خبيرا لدى المحاكم في ميادين العلم الجنائي, كما باشر العمل على رأس عديد المعتمديات وعين واليا على قبلي وبن عروس وسليانة وقام بتأليف كتاب عن ميدان بصمات الأصابع وكتاب حول الوقاية من حوادث الطرقات. كما صدر له كتابا عن الجنوب التونسي : الصحراء بين الأمس واليوم سنة 2004, وأخيرا كتابه الجديد : سنوات العمر : مذكرات وال, عن دار تونس للنشر 2007, والذي سجل فيه كثيرا من الأحداث الدقيقة والمثيرة جدا حول عدد من الشخصيات السياسية والإدارية للدولة التونسية والذين بحكم توليهم هذه المناصب العليا, لم يكونوا أوفياء للرسالة الوطنية التي عهدت إليهم, ولا أمناء على تأدية واجبهم الوطني. أما سي سالم الصباغ, فهو الآخر من الوجوه الوطنية البارزة حيث تخرج من الكلية العسكرية Ecole Militaire du Fort Bening  بالولايات المتحدة الأمريكية ثم التحق بالمدرسة العليا بباريس Ecole d’Etat Majeur de Paris ثم من المدرسة العسكرية الشهيرة Sain Cire  وقد انظم إلى ديوان سي الباهي الأدغم ثم ديوان سي أحمد المستيري 1964-1966, ليتم تعيينه آمرا للحرس الوطني في أوت 1969, وقد قام بهيكلة الحرس الوطني على أسس مهنية وفاعلة ووقف حائلا دون تهميش وتذويب الحرس الوطني, الأمر الذي غير من ملامح هذه المؤسسة بوضعها في مقدمة المؤسسات الفاعلة للدولة التونسية الناشئة. ولا شك أن السيدين الفاضلين, يعدان من هؤلاء الرجالات المخلصين الذين أدوا واجبهم بكل تفان وإخلاص في مناخ إداري هيمنت فيه المصالح الشخصية والسلوكية البائسة وأدت إلى الضرر بالصالح العام, وهو ما دفع بالسيد عامر قريعة في وقت من الأوقات إلى مغادرة الإدارة بطلب منه, وهو ما عد حدثا نادرا يومئذ. إن الاستماع إلى السيدين عامر قريعة وسي سالم الصباغ, سوف يكون مثيرا وفاعلا ومهما. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بمقر المؤسسة المذكور أسفله. يوم السبت 05 جويلية 2008 على الساعة الثامنة والنصف صباحا
تونس في 2 جويلية 2008 البروفيسور عبد الجليل التميمي


 

دكتور يكشف بهتان وكذب ومغالطة أفراد حركة التّهضة

 

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي   كنت ولا أزال معترضا عن حديث بلا حدود متعلّق بالشأن الداخليّ لحركة النهضة أو غيرها من الحركات، وذلك لظنّي أنّ البعض قد يسيء الفهم فلا يأخذ بالمقصد الذي أراده المتحدِّث ولكنّه ينصرف إلى جمع المعلومة المغشوشة التي قد يستعملها بقبح وبدون ضابط أخلاقي في منبر عامّ هيّأه له لقبه المنتفخ الذي لم يغنم منه حكمة بقدر ما زرع به شكوكا حول معدنه. ولقد رأيت اليوم – خلال جولة بيوتوب. كوم (YouTube) لمعرفة ما قد يكون جدّ بالرّديّف – ما يزيد من قناعتي تلك وما يؤكّد لديّ كذلك أنّ المنطق القائل بأنّ التونسيين (أعني السياسيين منهم والمثقّفين ومن شاكلهم) كلّ لا يتجزّأ بحاجة إلى دليل، فإنّهم لو كانوا كذلك لما تجرّأ عليهم ظالم أوجاهل ولسيّروا هذه الأيّام القوافل الطويلة دعما ومساندة للمسحوقين في الحوض من إخوانهم المحاصرين العزّل… وإنّي الآن أنقل بالحرف – مصدوما – ما سمعته من دكتور ضيف على “الجزيرة مباشر” في لقاء متعلّق بالحديث عن الحوض المنجمي التونويري والذي جرّ إلى الحديث عن أحزاب المعارضة التونسية… يقول الدكتور عن أحد هذه الأحزاب التي وصفها في البداية (كلّ الأحزاب) بعدم الجدّية وعدم الفاعليّة: “المعارضة!… منذ حوالي عشرين سنة، أي في الثمانينات (من القرن الماضي)، كان هناك حزب معارض اسمه حركة الاتّجاه الإسلامي أو النهضة فيما بعد، كان يكبر وينمو ويتّسع، وكانت له قواعد شعبية، وكان يمكن له أن يصل بعد 15 أو عشرين سنة وينافس الحزب الحاكم التجمّع الدستوري حاليا. لكنّ القضيّة التي ينساها الكثيرون (قلت: باستثناء صانع التغيير والدكتور) هو أنّ الحزب استعجل أمره وأراد أن يصل الحكم بسرعة مهولة… في سنة 87 خطّط لانقلاب عسكري لم يُنفَّذ لأنّه هناك وُجِد من خطّط قبله (يعني صاحب “التغيير المبارك”)، ثمّ وكأنّ الأمر بهذه البساطة خطّطوا لانقلاب آخر بعد أربع سنوات”… إلى هنا، فالدكتور لم يزد على ما سمع من وزارة الدّاخليّة أو من المحرّفين الخانسين بأحد أركان أرضٍ يكثر فيها الإرجاف… غير أنّ الدكتور لم يرض لنفسه هذه “السلبيّة” فأضاف بجرأةِ مَن لم يأتِه النّذير ولم يخَفْ المنذِر: “… ويواصلون البهتان والكذب والمغالطة، في حين أنّ أحدهم أحد قيادييهم حاليّا هو هذا السيّد محمّد كان رئيس القوّات المسلّحة النّهضاويّة (في إشارة إلى الأخ محمّد شمّام)، اعترف حاليا أنّه أخطأ وتاب إلى ربّه وطلب العفو من الذين أضلّهم”!… انتهى النقل ولمن أراد التأكّد، الرّجوع إلى الموقع المذكور وكتابة اسم مدينة الرّديّف!… ولن أعلّق على ما نقلت إلاّ بجملة كنت أرسلتها إلى دكتور ذات يوم لعلّه هو قلت فيها: “…أسئلة كثيرة تدور في ذهني تجعلني أتوقّف عند نوعية المثقّف التونسي الذي قد يمثّل أكبر مشجّع على الدكتاتورية في البلاد، وذلك بقمع كلّ نفس تحرّري فيها؟!”، ثمّ أقول لأخي وأستاذي محمّد: “ها قد أردّتها توبة، فكشفت عن “ضلالة” سترها الله عليك برحمته وكشفها الدكتور بـ”علمه”!…وحسبنا الله ونعم الوكيل!…”  


رسالة إلى الجمعية الجغرافية التونسية

 

 
منير شفيق لنبدأ بحجة الدول (الحكومات) العربية التي طبعت مع الكيان الصهيوني، من غير تلك التي اعترفت دبلوماسياً، فهذه الأخيرة لها حفلة أخرى في مناقشة حججها، وما أعطته من أسباب. حجة الدول – الحكومات التي طبّعت، وكانت تونس في مقدمتها زماناً، وحجة، قامت على أساس أنها تفعل ذلك لخدمة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. الأمر الذي يعني أن لا مصلحة خاصة لها في ذلك. فهي لم تقدم على التطبيع بسبب الضغوط الأميركية، مثلاً، ولا بسبب رفع ضغوط المنظمات الصهيونية أو الإعلام الصهيوني العالمي فيما يتعلق بملفاتها الخاصة بحقوق الإنسان، أو بالاحتيال على الديمقراطية مثل التمديد إلى ما لا نهاية للرئيس ونظامه، أو الإفادة من النفوذ الصهيوني في مقابل التطبيع في الضغط على بعض الحكومات الغربية لعدم التعرض لملفاتها الخاصة بالفساد أو الاستبداد أو حقوق الإنسان (التعذيب والاعتقالات التعسفية وما شابه). فهذا كله لا يذكر عند الدخول في عملية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، وإنما الحجة التي تغطي العملية، فهي خدمة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. وذلك من خلال استخدام التطبيع من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، أو وقف الاستيطان، أو الإقناع بتسهيل عملية التسوية (دعم المفاوض الفلسطيني). وإلى هنا، فنلنكن من السذاجة إلى حد تنزيه الدولة المعنية من أي دافع مصلحي يخص النظام، ولنقبل بأن هدف التطبيع هو ‘’خدمة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية’’. ولكن نتمنى على الحكومة التونسية وعلى كل من أطلق تلك الحجة أن يثبتوا بالوقائع كيف خدم تطبيعهم مع الكيان الصهيوني القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولو على مستوى جزئي، مثلاً وقف الاغتيالات والاعتقالات في الضفة الغربية، حيث سلطة حكومة سلام فياض، وليس قطاع غزة. أو لو على مستوى الحد من الاستيطان في القدس الشرقية، أو بعد الحدود بين نهر الأردن والضفة الغربية. وإذا كان هذا فوق المقصود بخدمة القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، فليقولوا ماذا فعلوا لإنقاذ صديقهم الصدوق الرئيس ياسر عرفات من الحصار أو العزل؟ بل ماذا فعلوا ليحولوا دون اغتياله؟ بل ماذا فعلوا رداً على استشهاده مقتولاً بالسم؟ فعلى الأقل لماذا لم يتوقف التطبيع، ولو لشهر، أو لبضعة أيام، احتجاجاً أو تدعيماً للحجة التي قام على أساسها. ما آثار هذه المواجع في هذا الأسبوع، الرسالة التي بعث بها الدكتور مسلم أبوحلو إلى الجمعية الجغرافية التونسية، ومن خلالها بالطبع إلى الحكومة التونسية. وذلك بصفته مدير الجمعية الجغرافية الفلسطينية ورئيس دائرة الجغرافيا في جامعة القدس. الرسالة وجهت بمناسبة عقد الجمعية الجغرافية التونسية ‘’المؤتمر الدولي للجغرافيين’’، في تونس. وقد دعت، فيمن دعتهم إليه وفداً من الجغرافيين الإسرائيليين. فإلى جانب الاحتجاج المبدئي على التطبيع وعدم المقاطعة، أضافت الرسالة المذكورة إلى أن ‘’الجغرافيين الإسرائيليين يحملون رتبتين: الأولى عسكرية دموية. والثانية علمية جغرافية عنصرية. فجميعهم، بلا استثناء، ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قتلوا بأيديهم أو أصدروا أوامر بقتل الفلسطينيين. ووظفوا علمهم في بناء الجدار والتخطيط لإقامة مستوطنات وسرقة المياه والأرض وغيرها. وزادت الرسالة قائلة ‘’إن الملفات مليئة بالبيانات اليومية التي ستعرض على محكمة العدل الدولية. وسيكون الجغرافيون الإسرائيليون القادمون إلى المؤتمر في الصفوف الأولى من متهمي جرائم الحرب. فأياديهم ملطخة بدماء الأطفال الفلسطينيين، وفكرهم ملوث بالإرهاب والعنصرية. ويشغلون مواقع استشارية فاعلة في توجيه آلة الدمار الإسرائيلية’’. وأنهت الرسالة ذات المغزى بالقول ‘’نسجل تحفظنا عن حضور الوفد الإسرائيلي ونعلن مقاطعتنا المؤتمر، كما نناشد الجغرافيين العرب الشرفاء مقاطعته’’. (عن الحياة في 26/6/2008). هذا المؤتمر، وهذه الرسالة، يوجبان أن يعاد النظر بمنهجية التطبيع وسياسته من حيث أتى، كما ضرورة إعادة أحياء روح المقاطعة وتنفيذها، مرة أخرى، على نطاق واسع، فمن غير المعقول أن يستمر التطبيع، ويتم تجاهل قرارات المقاطعة في الظرف الذي تعاظمت فيه الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. فمثل هذا المؤتمر الذي يعقد في تونس يشكل مكافأة للكيان الصهيوني على حصاره لقطاع غزة، ولانتهاكاته الاستيطانية، بما في ذلك حفرياته تحت المسجد الأقصى، ناهيك عما راح يقدمه من شروط في مفاوضاته مع الرئيس محمود عباس، وبما يمس القدس ويتهدد وجود للفلسطينيين في مناطق ,48 ويبتلع الحدود وما حولها. والسؤال لماذا لا يمعن قادة الكيان الصهيوني في كل ذلك ما دام رد الفعل من نمط دعوة وفد الجغرافيين الإسرائيليين إلى تونس؟  
المصدر الوقت البحرينية بتاريخ 1 جويلية 2008 http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=7393

الأزهر يدرب أمن الدولة لمواجهة الفكر الشيعي

 
القاهرة – كشف الدكتور عبد المنعم البري أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر، عن استدعاء وزارة الداخلية له ولعدد من العلماء المتخصصين في دراسة المذاهب الشيعية؛ من أجل إلقاء محاضرات لضباط جهاز مباحث أمن الدولة داخل عدد من السجون ومقار الجهاز عن الفكر الشيعي والمذاهب الشيعية وخطط اختراق البلاد السنية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها د. البري لصحيفة ‘المصري اليوم’ الخاصة نشرتها اليوم الخميس، وأشارت إلى أن مصدرا أمنيا بوزارة الداخلية رفض التعليق على هذه المعلومات. وقال د. البري إن استدعاء وزارة الداخلية عددا من العلماء المتخصصين في المذاهب الشيعة جاء بعد دخول آلاف الشيعة إلى محافظة 6 أكتوبر (قرب العاصمة)، ومحاولتهم التغلغل في المجتمع المصري السني لنشر المذاهب الشيعية، وهو ما عرفت به الوزارة، وتقوم الآن بمواجهته عن طريق تعليم ضباط مباحث أمن الدولة كيفية التعامل معه. وأضاف أن محاضراته لضباط أمن الدولة، خصوصا في سجن طرة، كانت للتعريف بخطر الشيعة وما يدعون إليه، وأنه طالبهم بالتحرك السريع للحفاظ على أمن مصر. وكشف د. البري عن وجود مجموعات شيعة انتشرت مؤخرا في عدد من المدن الجديدة، وأن معظمهم من فرق الإمامية الجعفرية الإثنا عشرية، وهي من أكبر الفرق معاداة لأهل السنة، وأن العديد منهم تقدم بطلبات لوزارة الأوقاف من أجل إقامة مساجد شيعية المعروفة باسم ‘الحسينيات’، والتي تلحق بها أماكن للطم الخدود وضرب الجسد بالسلاسل الحديدية؛ حدادا على استشهاد الحسين، لكن وزارة الأوقاف لم تستجب لهذه الطلبات بعد رفض وزارة الداخلية. وأضاف أن ‘هناك زحفا لعدد من القيادات الشيعة في عدد من المحافظات بالوجه البحري تم الكشف عنها مؤخرا، ومنها مدينة أبو حماد في الشرقية’. ‘رشاوى’ وفي سياق حديثه عن ‘التغلغل’ الشيعي في مصر، قال د. البري -الذي يترأس جبهة علماء الأزهر المنحلة-: إن ‘لجان مركز التقريب بين السنة والشيعة التي يرعاها الأزهر تلقت رشاوى من الجانب الإيراني (الدولة الشيعة) تحت مسمى بدل محاضرات، بلغت نحو ثلاثة آلاف دولار لكل لقاء يعقد، وهو ما يؤكد وجود نوايا غير سليمة لدى هؤلاء’. وهو ما نفاه الشيخ محمود عاشور أمين عام لجنة التقريب بين المذاهب في الأزهر، بقوله: ‘لم يثبت وجود أي أموال تلقتها اللجنة من أي جهة لأن التمويل ذاتي والجميع متطوع’. وأعرب العديد من قادة الدول السنية في العالم العربي أكثر من مرة عن قلقلهم من وجود نوايا إيرانية لتشييع المنطقة، خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق، وسيطرة القوى السياسية الشيعية على مقاليد الحكم. وفي السنوات القليلة الماضية، لم تنجح عشرات اللقاءات في التقريب بين الشيعة والسنة، وإزالة المخاوف المتبادلة بينهما. وسبق أن حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن ولاء أغلب الشيعة في المنطقة العربية هو ‘لإيران وليس لدولهم’، وهو التصريح الذي أثار غضب الشيعة. ومنذ غزو العراق في مارس 2003، تدفق العراقيون على مصر، ليبلغ عددهم حاليا نحو 150 ألفا، بحسب تقدير وزارة الخارجية المصرية، إضافة إلى خمسة آلاف آخرين مسجلين كلاجئين في مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 3 جويلية 2008)  


ثالث قرار من نوعه بحقه بعد قرارين مماثلين من الولايات المتحدة والبحرين ترحيل الداعية وجدي غنيم من جنوب إفريقيا

 

 
إيمان عبد المنعم أصدرت محكمة بجنوب إفريقيا اليوم الأربعاء قرارا بترحيل الداعية المصري وجدي غنيم بعد حبسه ثلاثة أيام بتهمة ‘الإقامة غير الشرعية’، وهي التهمة ذاتها التي وجهتها له الولايات المتحدة الأمريكية قبل إبعاده أواخر عام 2004. ويعد قرار الترحيل هو القرار الثالث بحق الداعية المصري خلال أربع سنوات، والثاني خلال عام بعد قرار ملك البحرين ترحيله في شهر ديسمبر الماضي. وفي تصريحات لـ’إسلام أون لاين.نت’ قال الشيخ وجدي غنيم بعد لحظات من الإفراج عنه: ‘تم ترحيلي من جنوب إفريقيا نتيجة قرار قضائي على خلفية اتهامي بحيازة تصريح إقامة يشوبه عدم القانونية’. فترة عصيبة ونفى غنيم أنباء تناقلتها مواقع مصرية تحدثت عن توقفه في ‘مطار جوهانسبرج’ اليوم الأربعاء قبيل مغادرته البلاد متوجها إلى اليمن في بداية جولة خليجية. وقال: ‘لم يتم القبض علي من المطار، ولكن تم القبض علي منذ ثلاثة أيام من داخل بيتي، واصطحابي إلى السجن بعد توجيه تهمة الإقامة غير الشرعية إلي’. ووصف تلك الفترة بأنها ‘أصعب فترة سجن قضيتها على الرغم من قصر مدتها’. وأكد غنيم أنه حصل على تصريح بالإقامة بجنوب إفريقيا منذ مطلع شهر مارس الماضي ولمدة ثلاث سنوات، وأضاف متعجبا: ‘منذ ذلك الحين وخلال أربعة شهور ماضية غادرت جنوب إفريقيا ثلاث مرات بذات الأوراق والفيزا (تأشيرة الإقامة) التي اتهمت بسببها اليوم بأنه يشوبها عدم القانونية’. واستطرد قائلا: ‘إلا أن المحكمة أصدرت قرارا صباح اليوم بتبرئتي من هذه التهمة وقررت في الوقت نفسه ترحيلي’. ورفض غنيم التعليق على قرار الترحيل قائلا: ‘لا أعرف السبب في ذلك، وحسبنا الله ونعم الوكيل’. وأشار إلى أنه سيتوجه إلى اليمن غدا الخميس لحضور أحد المؤتمرات الإسلامية، ومنها إلى عدة دول خليجية ‘وسأفكر بعدها في أي من بلاد الله سأقيم’. وفي تصريحات لـ’إسلام أون لاين.نت’، لفت مقربون من الداعية المصري إلى أن قرار الإبعاد استند إلى التهمة ذاتها التي أبعد بموجبها غنيم من الولايات المتحدة أواخر 2004، وهي ‘اختراق قانون الإقامة’ في البلاد. ولم يستبعدوا بناء على ذلك أن يكون هناك دور أمريكي ما في قرار ترحيله من جنوب إفريقيا. إلا أن أحد المقربين من غنيم، وهو أحد المصريين المقيمين في جنوب إفريقيا، والذي طلب عدم ذكر اسمه نفى أن يكون قرار التحقيق أو الاستبعاد المؤقت قرارا سياسيا، وأرجعه إلى ‘إجراءات إدارية’. وأوضح في تصريحات لـ(إسلام أون لاين.نت) أن: ‘قرار المحكمة ليس قرار ترحيل بالمعنى المفهوم، ولكنه يتطلب استخراج بعض الأوراق الجديدة للإقامة، ولا يحق للدكتور غنيم العودة إلا بحيازتها، ولذلك فخلال جولة غنيم المقبلة إلى كل من اليمن وقطر والإمارات، والتي تستغرق ثلاثة أسابيع، يمكنه أن ينجز تصريح الإقامة الجديد لكي يحق له الرجوع إلى البلاد، والإقامة بها الفترة المصرح له بها أصلا، وهي 3 سنوات’. وأضاف: ‘كما أن هناك تدخلات ووساطات تجرى حاليا لدى سلطات جنوب إفريقيا للسماح للداعية وجدي غنيم باستكمال مدة إقامته بالبلاد’، ولم يعط تفاصيل عن هذه الوساطات. ووفقا للمصدر ذاته فإن د. وجدي غنيم ‘كان يعيش في جنوب إفريقيا في مناخ من الحرية لم يجده في أي بلد آخر، فهو يتعامل كمواطن من جنوب إفريقيا حتى في المعاملات البنكية، كما أنه يمارس نشاطه اليومي ودروسه الدينية بمنتهي الحرية’. الترحيل لثالث مرة ويعد قرار ترحيل الشيخ وجدي من جنوب إفريقيا الثالث خلال أربع سنوات، والثاني خلال أقل من عام، بعد إبعاده أواخر العام المنصرم من البحرين بقرار من ‘الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة’ ملك البحرين، على خلفية اتهامه من 3 نواب من التجمع السلفي بمجلس الأمة الكويتي بالإساءة للشعب الكويتي وأميره إبان حرب الخليج عام 1990. وكان التجمع الإسلامي السلفي الكويتي قد اتهم الداعية وجدي غنيم بأنه قد تحدث في تسجيل صوتي منسوب له بسوء عن أمير الكويت، واتهم الأسرة الحاكمة الكويتية بالاستيلاء على نصف دخل البلاد من النفط، ولكن الداعية وجدي غنيم نفى علمه بحقيقة هذا الشريط. وكان غنيم توجه إلى البحرين عقب إبعاده من الولايات المتحدة الأمريكية أواخر عام 2004، بعد فترة اعتقال دامت نحو شهرين وجه له خلالها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية ‘إف بي آي’ تهما بخرق قوانين الهجرة، وتهديد الأمن القومي. وبررت ذلك بأن غنيم يستخدم في خطبه آيات قرآنية معادية لليهود، مثل الآية التي تقول: ‘وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ…’. وعلمت ‘إسلام أون لاين’ من مصادر إسلامية دعوية أن مقربين من الشيخ وجدي غنيم، ومنهم الدكتور ‘عمر عبدالكافي’ المستبعد من مصر والمقيم حاليا بالإمارات، يدرسون جديا التوسط بين وجدي غنيم والسلطات الإماراتية لكي تسمح له بالإقامة على أراضيها في حال استبعاده بشكل كامل ونهائي من جنوب إفريقيا. ونفت المصادر ذاتها في الوقت نفسه أن يكون هناك أي تفكير من جانب الداعية غنيم في العودة إلى مصر خوفا من التضييق عليه ومنعه من مزاولة نشاطه الدعوي، وربما سجنه على خلفية انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين كما حدث له في عدة مرات قبل هجرته من مصر إلى الولايات المتحدة. وسبق أن استبعد وجدي غنيم في تصريحات خاصة لـ’إسلام أون لاين’ مطلع العام الجاري إمكانية عودته لمصر وقال: ‘كيف أرجع لقانون الطوارئ والمحاكم العسكرية، كفاية 8 مرات سجنت فيهم، و8 مرات أعادوني من المطار.. أنا في مصر أستطيع أن أعيش ملكا لكن بدون الاشتغال بالدعوة، لكني رجل أدعو إلى الله وأريد أن أنطلق بدعوتي وألا يمنعني منها أحد’. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 2 جويلية 2008)

«أوباما».. بعيون عربية

 

 
احميدة النيفر (*) هل العرب مسكونون بالغرب إلى ما يشبه أحيانا الهوسَ بكل ما يجري فيه من الأحداث، جليلِـها ودقيقِها؟ إنه سؤال قديم، أعيدَ طرحه هذه الأشهر بمناسبة الحملة التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وما كُتب عن الموضوع، خاصة فيما يتعلّق باحتمالات التغيير في السياسة الخارجية الأميركية، له ما يفسره عربيا، لكن ما نُشر عن «باراك أوباما» في الصحافة العربية كثير ومختلف، وله أكثر من دلالة. في مجال الصحافة المكتوبة وحدَها أثارت حملة المرشح الديمقراطي وتصريحاته ولقاءاته اهتماما غير مسبوق، وتمثّل هذا الاهتمام في متابعات دقيقة وردود أفعال وتوقعات وقراءات مقارنة أو تحذيرية، إلى جانب التحاليل النقدية التقويمية، وما ينتهي إليه الملاحظ أنّ عيوننا العربيّة غدت مشدودة إلى هذا المرشح بصورة استثنائية تحتاج إلى الدرس. هل استعدنا مع ظاهرة «أوباما» شغفَنا القديم بالسياسة ورهاناتها وتداعياتها؟ لا شك أن جانبا من هذه الحيوية جاء تعبيرا عن أمل عوّض الإحباط الذي انساق فيه قسم مهم من العرب والمسلمين نتيجة المطامع الغازية العدوانية للمحافظين الجدد من الجمهوريين، وصلفهم وعجزهم الكامل عن فهم العالَم عامة والبلاد العربية الإسلامية خاصة. لكننا نجد في هذا الاهتمام العربي اللافت للنظر من كل شيء، من الرفض القاطع حتى الانبهار الكامل، ولعل «أفضل» تعبير عن حالة الإعراض عن الظاهرة الأميركية التي يرمز إليها المرشح الديمقراطي ما كتبه قارئ تعقيبا على مقال تناول تقدّم «أوباما» وفوزه بترشيح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة في أوائل شهر يونيو. أوجز القارئ موقفه على النسخة الإلكترونية بقوله: «الديمقراطية الزائفة، لن نصدِّقكم!»، كان هذا صوت القنوط العربي من السياسة عامة ومن سياسات الغرب التوسعية المخاتلة. في الطرف المناقض نجد حالات إعجاب منقطع النظير، ومن ذلك ما نُشر عن فرنسيين من أصل مغاربي يجدون في «أوباما» قصة إلهام بالنسبة إليهم، جعلتهم يغيّرون نظرتهم إلى الولايات المتحدة. بين هذا وذاك مواقف عربية لكتاب وإعلاميين معروفين بدرايتهم، ظلوا في الغالب مشككين في أبعاد الظاهرة مؤكدين أنّه لا ينبغي أن نتوقع منها تغييرا ذا بال. وكان البعض الآخر-وهو الأقل- أقرب إلى تفاؤل واقعي لما ذهب إليه من كون ظاهرة «أوباما» يمكن أن تكون لها تداعيات حقيقية داخل المجتمعات العربية. ضمن المشككين قرأنا أن «أوباما» رجل تغيير لكنه صهيوني، وأن قدرته على التغيير لا يمكن أن تخرج عن إطار محدد لأن الديمقراطية الأميركية محكومة بجملة معقدة من الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية والإدارية، ما يجعلها «دكتاتورية ناعمة»، وهي يد حديدية في قفاز مخملي لا تتيح لأيٍّ كان أن يتجاوز الإطار المحدد والمقبول في التغيير والاختلاف خارجيا وداخليا. توجز هذه القراءة المتحفِّظة رأيَها في أن التغيير الخطير الذي تعنيه ظاهرة «أوباما» في لون البشرة فقط، وهو ما قد يكلّف الرجل حياته، فإن لم يُقتل وأصبح رئيسا واستمر فيعني أن تغييرا حدث في «أميركا الخشنة» أو العنصرية. قريب من هذا ما تناوله كاتب يتبنّى خطابا «ثوريا» يحذو حذو رؤية اعتمدتها أطراف من أقصى اليسار الماركسي في القرن الماضي، كتب «يدعو لماكين بالفوز ولأوباما بالخسارة!» لأن عدواً أرعن كثير الأخطاء، يستعدي قطاعات واسعة من الرأي العام أفضل بكثير من عدو عاقل يعرف كيف يدير معاركه الخارجية بقوة واقتدار. في الجانب الآخر قدّمت أقلام عربية رؤيةً متفائلة ترفض الرهانات اليائسة، لذلك رأت في ظاهرة «أوباما» ما يعبّر عن قدرة أقليات المجتمع الأميركي على اختلافها المذهبي والديني على فرض وجودها بتغيير مسلَّماتٍ سياسية والاجتماعية. ويمكن لهذا الدرس الذي تختزله الظاهرة «أوباما» أن يفيد مسار حركة العرب الفكرية والسياسية بما يحقق تغييرا في مصيرهم. في ذات الموقع المتفائل نسبيا رأى كاتب عربي آخر أن «أوباما» لا يمكن أن يقوم بانقلاب على المشروع الأميركي، لأنه محكوم بتحديات هذه السياسة ومشاكلها الاقتصادية في البطالة والرهن العقاري والتضخم، وهي التي دفعت إلى البحث عن حلول خارج الحدود. ما يمكن أن ينتظره الملاحظ العربي لو حُسمت الانتخابات لصالح المرشح الديمقراطي هو مزيد من نشاط المجتمع المدني الأميركي إزاء تراجع لنهج الحزبين الحاكمين، النهج الذي أضر بقيم الحريّة والعدالة بصورة هائل، و»أوباما» لا يعدو أن يكون عندئذ سوى ظاهرة داخلية في أبعادها، مصدرُها البنية الاجتماعية والسياسية المحليّة أساسا ومنتهاها تقوية إرادة الأمة إزاء مؤسسة الإدارة بما يتيح نموّا في مجال الحريات العامة. تثبت هذه التحليلات في تباين اطلاعها واختلاف مناهج تحليلها ودرجة موضوعيتها أن وعينا السياسي العربي قادر على إفادة نوعية في تمثّل أهم حدث سياسي دولي لهذا العام، إنّه وعي يتمثّل مكوّنات السياق الأميركي الداخلي ويولي العلاقات الدولية أهمية البالغة في تحليله بعيدا عن ردود الأفعال التي لا تغيّر نظرتنا للعالم ولا تطوّر موقعنا فيه. ما يستدعي منّا العناية هو أنّ جُلَّ هذه الكتابات العربية، إن لم نقل كلّها، ظلت رغم اختلافها ملتقية في مسألة جامعة تلخّصها عبارة واحدة هي: التغيير.. المشكِّك كالمتفائل كالمحايد، كلهم يصدرون من معنى متحكّمٍ في شبكة قراءاتهم هي أن الدلالة الأهم لظاهرة «أوباما» ضمن المشهد الأميركي وحتى في انعكاساتها في الفضاء العربي مرتبطة بالحاجة الماسّة إلى التغيير، هو ذلك التغيير المعلَن والشرعي في الغرب، حتى وإن اقتصر على لون البشرة وهو التغيير الغائب والابن الضال في المجتمعات العربية. وتعكس ظاهرة «أوباما» التي شدّت العيون العربية إليها رغبة جامحة في الخروج من مضائق العنف المدمِّر للذات والآخر، ومن اليأس من السياسة ورهاناتها. هذه الظاهرة وإن دلّت على اهتمام بما يجري من حراك في الغرب، فإنّها في العمق تعرّي حاجة متأصلة للتغيير وثقة في أن أسلم تغيير وأدومه ما تدفع إليه حركة المجتمعات في تفاعلها وجدلها مع وعي نخبها. هو شغف بالسياسة ظاهري، لكنه في العمق اعتقاد راسخ في قدرة الشعوب والمجتمعات على الفعل التاريخي، وذلك ما عبّر عنه كاتب في كلمة موجزة تكتنز قراءته لظاهرة «أوباما» حين قال في دهشة فلسفية: «ليس أوباما» في النهاية سوى المجتمع الذي يدفع بزخمه إلى التغيير والإبداع». (*)  كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 جويلية 2008)


أوباما أمل التغيير في أميركا!

 

 
توفيق المديني السؤال المطروح في الأوساط العالمية، هل يعتبر أوباما مرشحاً كونياً؟ لقد أصبح أوباما ظاهرة كونية ذات أبعاد كبيرة، أكبر بكثير من ظاهرة (dianamania) حسب قول أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة أوكسوفورد تيموثي غاردون. وأصبح الكثيرون في أميركا وفي الغرب يعتبرون أوباما من ألمع رجال السياسة المثيرين للإعجاب. لاشك أن أوباما شخصية جذابة بشهادة العديد من المراقبين الغربيين. فقد بدأ عمله السياسي كسيناتور في ولاية إلينوي في عام 1996 قبل انتخابه بعد ذلك كسيناتور في مجلس الشيوخ الفيدرالي عام 2004. كان أوباما قد ولد في عام 1961 في هونولولو وعمل في بداية شبابه مع الجاليات الفقيرة في شيكاغو. والتحق بعد ذلك بكلية القانون في جامعة هارفارد العريقة. واصبح أول شخص من أصول إفريقية يترأس مجلة هارفارد للقانون. وفي عام 1995 قام بنشر مذكراته “أحلام من والدي” ولقي الكتاب رواجاً فائقاً وأعيد طبعه في عام 2004. وقد دخل أوباما التاريخ من أوسع أبوابه في عام 2004 عندما ألقى الكلمة الرئيسية في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي ولفت الأنظار اليه عندئذ بسبب جرأته ورؤيته السياسية المختلفة وشجاعته وشخصيته الكاريزمية التي تثير الإلهام والإعجاب. أوباما يقدم لنا صورة لشخصية سياسية جديدة، بسبب أصوله العائلية، ومسار حياته منذ ولادته ولغاية بلوغه مرحلة الكهولة. فهو أميركي من العالم الثالث، مرشح مع علاقة شخصية وحميمية مع شروط أخرى. فهو متعدد الأعراق، أوباما من أب كيني وأم أميركية، ولد في هاواي، وترعرع في صباه في أندونيسيا، وحصل على شهادة جامعية من جامعة هارفارد ـ يمتلك مسارا استثنائيا يؤهله ليكي يكون قادرا على تخطي الحواجز الثقافية. تقول عنه مجلة نيويورك تايمز في عددها الأخير “كل واحد فينايحس في أوباما بأن التجربة التي عاشها، والمزاج والأفكار تجعل منه كل متكامل”. ألم يقل بأن المبدأ الأساس الذي يحكم رؤيته الدولية يقوم على أن “أمن الولايات المتحدة الأميركية مرتبط عضويا بأمن الشعوب كلها”. حسب دراسة معهد الأبحاث التي اجريت في أربعة وعشرين بلدا ونشرت في 12 يونيو الجاري، بأن المرشح أوباما للانتخابات الرئاسية الأميركية لا يثيرالآمال الكبيرة فقط، بل يحسن صورة أميركا في العالم. مع ترشحه، ينظر العالم إلى انتخابات 4 نوفمبر بمنزلة الفرصة لطي صفحة عهد الرئيس بوش. كما لو أن أوباما كان قادرا على إعادة تنظيم الكرة الأرضية هذه التي هزتها أحداث 11 سبتمبر 2001، ومصالحة الولايات المتحدة مع بقية العالم. ويعتبر هذا الكتاب الذي ألفه باراك اوباما من أهم المؤلفات وأكثرها رواجاً في أميركا، ولاسيما بعد أن فاز باراك أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. فهذا الكتاب يروي لنا قصة بروز هذا السيناتور ولمعانه الذي أثار قوة دفع كبيرة اسهمت بالتأكيد في تخطيه للصعاب والتغلب على التعصب ضد جنسه الإفريقي الأصل وكذلك طغيان المؤسسة الحاكمة التي كانت تميل إلى اختيار هيلاري كلينتون كمرشحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة. ويناقش أوباما على صفحات هذا الكتاب الذي يقع في 364 صفحة من القطع المتوسط في طبعته البريطانية أهمية التحول وتوفير البدائل من أجل رسم سياسات مختلفة تقوم على تجديد العملية الديمقراطية وإشاعتها بحيث تضم في طياتها هؤلاء الذين يشعرون بأنهم قد أصبحوا مهمشين داخل المجتمع الأميركي: كمحام بارع وأستاذ جامعي مرموق في القانون وكذلك كأب لطفلتين فإن أوباما قد أراد من خلال هذا العمل ان يكون ملهما للناس ليس فقط في بلاده ولكن في بقية أنحاء العالم. أوباما “الأقلوي” يتخطى حاجز العنصرية بعد أربعين عاما على رحيل القس مارتن لوثر كينغ في عام 1968، يحصد باراك أوباما ثمرات حركة الحقوق المدنية في التاريخ الأميركي الحديث ـ التي نجحت في إقرار القانون الذي يفرض احترام حق انتخاب السود ـ تتويجاً لصراع بدأ منذ حرب الانفصال في سنة 1861، من أجل الاعتراف بالكرامة للأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية، الذين كان أجدادهم عبيداً في الولايات المتحدة الأميركية ـ ليصبح أول مرشح أميركي من أصل إفريقي للانتخابات الرئاسية الأميركية بتمثيل الحزب الديمقراطي. ويبدو أن الديمقراطيين في وضعية جيدة لكي يفوزوا بهذه الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وبالتالي هناك إمكانية حقيقية لكي يكون على رأس القوة العظمى الغربية رجل منحدر من أصول إفريقية، وهذا بحد ذاته يمثل حدثا تاريخيا مهما. لا ينتمي السيناتور باراك أوباما إلى هذا الإرث التاريخي، لأنه ولد في هاواي من أب كيني وأم أميركية بيضاء جاءت من كنساس، لكنه اختار أن يكون أميركيا أسود، ويربط مصيره بمصير الأقلية السوداء في الولايات المتحدة الأميركية، عندما ذهب في سن الرابعة والعشرين ليقوم بعمل اجتماعي في جنوب شيكاغو، المنطقة المدينية الأكثر فقرا وعنفا في أميركا. ويجتهد أوباما لكي يكون مرشح الحلم الأميركي، مرشح المجتمع المتعدد الأعراق والمتكون من النساء والرجال الأحرار والمتساوين في الحقوق والواجبات ـ إنه مشروع للكل الاجتماعي، لا مشروع أقليات سوداء، لاتينية أميركية، آسيوية، التي تتعرض للتأثيرات المدمرة لعدم انتمائها للمجموعة البيضاء المؤسسة والمسيطرة التي قدمت من أوروبا. اقترن ترشيح السيد باراك أوباما بحركة سياسية أكثر منه بحملة انتخابية كلاسيكية… كما تدل على ذلك الحشود، التي تحضر اجتماعاته ولقاءاته.. ومن المتطوعين الذين يقدمون له العون إضافةً إلى نحو أكثر من مليون مانح صغير، وقد جيّشت هذه الحركة العديد من الناخبين الجدد للانخراط بمسار العملية الانتخابية، ولاسيما في أوساط الشباب والمستقلين. ومع ذلك… يجسد ترشيح اوباما في السياسة الأميركية بالنسبة لمناصريه قوة جديدة، بشكل جذري تعلو على الذهنية الحزبية وتحث الاميركيين على طي صفحة العنصرية في أميركا. لكن علينا أن نرى أنه على الرغم من الثغرات والنواقص في النظام السياسي الأميركي مثل جماعات الضغط المالية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية التي تجعل تمركز السلطة بيد الرأسماليين، الذين يُشار إليهم بعبارة “الاحتكارات” أو “الشركات الكبرى”، واللوبيات العاملة لمصالح تتعدى حدود أميركا مثل اللوبي الصهيوني، فإن هذا النظام الأميركي وصل اليوم إلى آخر مراحل حل القضية العنصرية أي إمكانيّة تخطّي تاريخٍ طويلٍ من الانقسام العرقيّ بين السود والبيض. وهذا الوصول يتم من داخل النظام بكل قوانينه ومؤسساته وبممارساته التي قد تكون الأرقى في العالم. إن توصل الولايات المتحدة الأميركية إلى آخر مراحل حلّ هذه المشكلة العنصرية في القرن الواحد والعشرين، بعد أن كانت مهيمنة، بحسب وليم إدوارد بورغهارت دو بوا، على القرن العشرين، هو الذي أضفى على حملة السيد أوباما كل أهميتها من خلال تعامل الشعب الأميركي مع المرشح الاسود باراك أوباما على أنه مواطن أميركي يملك المؤهلات الضرورية لقيادة بلاده في هذه المرحلة المضطربة من تاريخها وتاريخ العالم وليس على أنه مواطن أسود كان في الماضي مواطنا من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة. فالتغيير الذي يمكننا أن نراه في الولايات المتحدة الأميركية ليس أيديولوجياً (ويكاد يتطابق السيّد أوباما والسيّدة هيلاري كلينتون كليهما على هذا الصعيد؛ لأنّه لو كان الناخبون الديموقراطيّون يبحثون عن تغييرٍ للتوجّه الأيديولوجيّ، فسيكون السيّد جون إدواردز هو مرشّحهم)؛ بل هو تغييرٌ ثقافيّ. ويرى فرانك ريتش بأن العنصرية قائمة أساساً في صفوف الحزب الديمقراطي نفسه أوباما هو السناتور الأسود الوحيد من أصل 247 عدد مقاعد الحزب الديمقراطي في الكونغرس، وهو ثالث سيناتور أسود في تاريخ الولايات المتحدة التي تعتقد بأن التمييز العنصري قد أزيل منها منذ القرن الماضي. _وهو تعامل اختلف اليوم عن الذي مارسه شعب أميركا مع مرشح رئاسي أسود عامي 1984و 1988 هو القس جيسي جاكسون.إذ لم يصوت لترشيحه إلا قسم مهم من الأميركيين السود. ولم “تقبض” الأكثرية البيضاء إذا جاز التعبير على هذا النحو ترشيحه للرئاسة جدياً حتى في أوساط حزبه الذي يقول دائما إنه ضد العنصرية، وهو كذلك. ويذكر أوباما ان التحديات الرئيسية التي تواجه بلاده يتم تجاهلها وذلك بغض النظر عن انتماءات المواطنين العرقية أو الدينية وسواء كانوا من البيض أو السود وينبغي على هذه السياسات الجديدة من وجهة نظر السيناتور الشاب ان تبنى على المفاهيم المشتركة التي تسهم في تضافر وتوحد الأميركيين مهما كانت خلافاتهم. ولذلك فإنه يقول ان هذا المنطلق الجديد هو موضوع هذا الكتاب الذي يوضح كيفية البدء في عملية التغيير في الحياة السياسية والمدنية الأميركية. ولكنه يقر بتواضع شديد ان معنى هذا ليس هو انه ملمّ فعلاً بطريقة حدوث ذلك وذلك بالرغم من انه يناقش في كل فصل من فصول الكتاب عدة تغييرات ملحة للغاية في السياسات وكذلك توضيح معالم الطريق التي ينبغي على أميركا ان تنتهجها. ولكنه يؤكد مرة أخرى انه لا يقدم هنا وصفة سحرية لنظرية قيام حكومة أميركية موحدة، كما انه ليس هناك لديه خطة للعمل كاملة أو جدول زمني ومشروع محدد من عشر نقاط مثلا. يرفض الانحياز للأقوياء ويتناول أوباما في الفصل الخامس من كتابه عدم توافر الأمن الاقتصادي لدى معظم الأميركيين، وكذلك التغلب على التواترات الدينية والعرقية في مجال العمل السياسي. وعلاوة على ذلك فإن أوباما يحذر ايضا من التهديدات الخارجية مثل الإرهاب أو الامراض والأوبئة الخطيرة التي توجد خارج الشواطئ الأميركية كما يقول. ويكشف أوباما عن منطلقاته السياسية فيقول: انه سياسي ديمقراطي ليبرالي وان وجهات نظره تتماشى مع مقالات الرأي الافتتاحية في صحيفة “النيويورك تايمز” وليست تلك التي تنشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” المعروفة بمواقفها المحافظة ويقول أوباما: إنه غاضب إزاء السياسات التي تنحاز للأثرياء والأقوياء من الأميركيين ولذلك فإنه يصّر على ان الحكومة ينبغي عليها ان تضطلع بدور مهم بالنسبة لفتح المجال والفرص أمام الجميع. ومرة أخرى يميط أوباما اللثام عن فلسفته السياسية فيقول: إنه يؤمن بالسوق الحرة والمناقشة وروح العمل التي تتسم بالمغامرة أحياناً. ويقول انه يتمنى لو كان عدد المهندسين في أميركا كبيراً بينما يقل عدد المحامين ومع ذلك فإنه يدافع عن دور أميركا في العالم كقوة من أجل العمل الخير والفعال وليس من أجل الشر. ومن ناحية أخرى فإن أوباما يحذر من أنه ليس لديه سوى أوهام قليلة عن أعداء أميركا، وكذلك فإنه يعلن رفضه للسياسات التي تستند إلى الهوية العرقية أو الجنس سواء كان ذلك رجلا أو امرأة، وهو يبدي احترامه الكبير للشجاعة والكفاءة التي يتحلى بها رجال القوات المسلحة الأميركية. الموقف من العراق ويعرب أوباما عن قناعته بأنه ليس متفائلاً حول مسقبل العراق على المدى القريب. ومن أجل تحقيق مستقبل أفضل في العراق فإنه يؤكد الحاجة إلى ألا تصبح البلاد ساحة للنشاط الارهابي ويركز أوباما بعد ذلك على اقتناعه الشخصي الذي لا يزال يعلنه حتى اليوم وسيستمر في تأكيده خلال الحملة الانتخابية ضد السيناتور ماكين بضرورة القيام بعملية انسحاب تدريجي للقوات الأميركية، إلا أن المرشح الديمقراطي يلتزم الحذر بالقول إنه ليس واثقاً حتى الآن بكيفية تحقيق انسحاب سريع وشامل من العراق لأن ذلك سيعتمد على عدة افتراضات مهمة حول مدى كفاءة الحكومة العراقية في توفير الخدمات الرئيسية والأمن للشعب هناك، ويتساءل أوباما أيضاً عما إذا كان استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق هو أحد الأسباب الرئيسية للتمرد وأعمال العنف هناك. والأمر الأكثر خطورة الذي يثير قلق أوباما هو ما اذا كانت البلاد ستنزلق الى حافة الحرب الأهلية إذا ما قامت أميركا بالانسحاب ويعترف أوباما بصراحة بأنه ليست لديه “اجابات سهلة عن هذه التساؤلات”. ويشدد المؤلف على أنه من دون التوصل الى استراتيجية محددة وواضحة يقوم الرأي العام بدعمها، وكذلك يتفهمها العالم فإن أميركا ستفتقد المشروعية وكذلك على نحو مطلق القوة والسلطة التي تحتاجها لكي تجعل العالم أكثر أمناً مما هو عليه الحال اليوم. ولذلك فإن أوباما يشدد من جديد على أن أميركا تحتاج الى اطار جديد ومعدل للسياسة الخارجية يتماشى مع الجرأة والمجال الواسع الذي تميزت به سياسة الرئيس الأميركي الراحل هاري ترومان بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وينبغي ان تواجه هذه السياسة الجديدة التحديات والفرص المتوفرة في القرن الجديد، وعلاوة على ذلك فإنه يطالب بأن ترشدنا “هذه السياسة الجديدة الى حدود استخدامنا للقوة والاعراب عن مثلنا ومبادئنا السامية والتزاماتنا الراسخة”. ولكن أوباما يقول بتواضع انه يفترض أن لديه “تصوراً كاملاً عن هذه الاستراتيجية الكبيرة داخل جيبه” ولكنه يعرف ما يؤمن به، ولذلك فإنه يقترح أموراً عدة ينبغي على الشعب الأميركي ان يتفق عليها بحيث تكون نقطة البداية لها هي التوصل إلى قناعات جديدة. الكتاب: أفكار لاستعادة الحلم الأميركي الكاتب: باراك أوباما/ ترجمة: عمر حنين
المصدر صحيفة المستقبل – اللبنانية -بتاريخ 2 جويلية 2008 – العدد 3005 –


 
ماكين وأوباما والمسألة الديموقراطية العربية

 

 
خليل العناني (*) ثمة إجماع في دوائر السياسة الأميركية أن «المسألة الديموقراطية» العربية لا تحتل أولوية فى برامج المرشحَين للرئاسة الأميركية، الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك أوباما. ولا يعود ذلك الى هيمنة القضايا الداخلية، وفي مقدمها الاقتصاد والصحة والهجرة والمناخ، على الحملة الانتخابية لكلا المرشحَين، ناهيك عن استئثار ملفي العراق وإيران بأجندة السياسة الخارجية لكليهما فحسب، وإنما أيضا للإرث الثقيل الذي تركته تجربة الرئيس الحالي جورج بوش على هذه القضية، والتي من شأنها تعقيد مهمة الرئيس المقبل مهما كانت خلفيته الإيديولوجية. وعلى النقيض من ذلك، فإن ثمة اهتماماً ملحوظاً بين دوائر الفكر ومراكز البحث الأميركية بالقضية ذاتها، وثمة إجماع لدى كثير من الباحثين أن قضية نشر الديموقراطية وتعزيز الحريات في العالم العربي تمثل قضية أساسية لا يمكن لأي رئيس أميركي التخلي عنها، وذلك في ظل اقتناع الكثير منهم أن الرئيس بوش لم يخطئ في تبني مبدأ نشر الديموقراطية، بقدر ما كان الخطأ في آليات التطبيق، ناهيك عن القناعات الساذجة التي هيمنت على صقور الإدارة الأميركية عقب فوز «حماس» بالانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2006، وليس أقلها الربط القسري بين دعم الديموقراطية وتمكين الإسلاميين في العالم العربي. ولعل نقطة الانطلاق في تحليل هذا التناقض (بين ما تراه مراكز الأبحاث وما تقرره دوائر السياسة في واشنطن)، أن المرشحَين للرئاسة الأميركية يرغبان في العودة الى القاعدة القديمة التي حكمت السياسة الخارجية الأميركية ردحاً طويلاً من الزمن تجاوز عقوداً ستة، وهي ضمان الاستقرار بديلاً عن دعم الديموقراطية والحريات. وهي القاعدة ذاتها التي تبنّاها الرئيس بوش أواخر عهده، على خلفية الصعود «المفاجئ» للإسلاميين في أكثر من بلد عربي. فمن جهته يرى ماكين، وهو هنا يمثل امتداداً لمدرسة «المحافظين الجدد»، أن الأولوية في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة يجب أن تكون لدعم الحرب على الإرهاب من جهة، واحتواء الخطر الإيراني من جهة أخرى. وعلى رغم انتقاد ماكين ضمناً للممارسات السلطوية فى العالم العربي، باعتبارها تشجع على نمو التطرف والإرهاب، إلا أنه لا يرى الديموقراطية «ترياقاً» ناجعاً لحل هذه الاشكالية. وهو هنا يناقض نفسه، ذلك أنه يصر في جميع لقاءاته وتعليقاته الصحافية، على ضرورة إنجاز «المهمة» في العراق وذلك من خلال بناء نظام ديموقراطي حقيقي، حتى وإن كان الثمن البقاء هناك لمدة «مئة عام» على حد قوله. في حين لا يكف عن الترويج لفكرة إنشاء اتحاد كونفيديرالي يجمع بين الدول الديموقراطية للعمل على إرساء السلام والحرية حول العالم. في المقابل يبدو أوباما أكثر التزاما، على الأقل مقارنة بمنافسه الجمهوري، بمسألة نشر الديموقراطية بوجه عام، وهو تعهد فى أحد لقاءاته قبل شهور قليلة بتقديم الدعم المالي والمعنوي اللازم للمؤسسات الاميركية لنشر الديموقراطية، مثل «المؤسسة الوطنية لدعم الديموقراطية» National Endowment for Democracy وغيرها من منظمات المجتمع المدني العامِلة في المجال نفسه. بيد أنه لم يتطرق مطلقاً لمسألة دعم الديموقراطية فى الشرق الأوسط، كما أنه لا يمتلك رؤية واضحة لكيفية تحقيق ذلك. ولعل أسوأ ما في أطروحة كلا المرشحَين أنهما يربطان مسألة نشر الديموقراطية بمحاربة الإرهاب، وهما في ذلك يبدوان متأثرين بـ «تركة» الرئيس بوش في هذا الصدد، وهو ما يطرح شكوكاً جدية حول قدرتهما على التخلص منها إذا وصل أحدهما الى الحكم. ولا تصمد هذه الأطروحة إذا ما اختُبرت، فباكستان تعد دولة ديموقراطية، على الأقل مقارنة بنظيراتها فى العالم العربي، ورغم ذلك تعد مصدراً رئيسياً لتفريخ المتطرفين والمتشددين داخلياً وخارجياً. في حين تتمتع دول عربية كالمغرب وتونس ولبنان ومصر بدرجات متفاوتة من الحريات والانفتاح السياسي المحدود، يختلف باختلاف ديناميات العلاقة بين لاعبيها السياسيين، ولكنها تعاني جميعاً قدراً من عدم الاستقرار لا يمكن أن تخطئه العين. وقد شكّلت هذه المقاربة إحدى نقاط الضعف فى استراتيجية الرئيس بوش لنشر الديموقراطية في العالم العربي، بحيث انتكست هذه الأخيرة كونها لم تحقق الهدف المنشود من لجم التطرف والتشدد، في حين جاءت بالإسلاميين إلى السلطة، ودفعت بالإدارة الأميركية خطوات إلى الخلف بدلاً من العكس. وهنا تبرز المقاربة الأخرى التي يتبناها معظم مراكز البحث والفكر الأميركية، بخاصة تلك المنخرطة فى تقييم سياسة الرئيس بوش إزاء قضية نشر الديموقراطية فى العالم العربي. وهي مقاربة تنطلق من فرضيتين رئيسيتين: أولاهما، الاقتناع بضرورة أن تتحول مسألة نشر الديموقراطية من مجرد «أداة» لتحقيق المصالح الأميريكية، إلى أن تصبح هي ذاتها «مصلحة» استراتيجية تستوي فى ذلك مع «سلة» المصالح «التقليدية» الأخرى، كمحاربة الإرهاب وضمان تدفق إمدادات النفط والحفاظ على أمن إسرائيل. وثانيتهما، فك الارتباط بين الاستقرار ودعم الاستبداد في المنطقة، وأن التراجع عن دعم الديموقراطية في المنطقة سوف يؤدي إلى مخاطر حقيقية في الأمد البعيد. وتستند هذه المقاربة الى حقائق مهمة عدة، أولاها أنه لا بد من إتمام ما بدأته إدارة بوش من دعم لمنظومة الحريات وقيم الليبرالية الديموقراطية، وذلك حتى لا ترتد آثار التخلي عن دعم الديموقراطية على صورة الولايات المتحدة فى المنطقة وتزيد من مخزون الكراهية تجاه سياساتها. ثانيها، أن المجتمعات العربية تمر بمرحلة من التحول الهيكلي في بنيتها الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية، ما يفرض ضرورة فتح المنافذ أمام «الكتلة الحرجة» في هذه المجتمعات وإعطاء الفرصة والأمل لشبابها في التفاؤل بمستقبل أفضل. وثالثها، أن الاستقرار الذي يراه البعض حالياً داخل العالم العربي، ما هو إلا مجرد «سراب» يخفي وراءه موجات من الغضب والاحتقان السياسي والاجتماعي قد تنفجر في أي لحظة بما يهدد الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، وهو ما يفرض ضرورة توسيع قاعدة المشاركة السياسية وتطبيق سياسات الحكم الجيد وتصفية ملفات الفساد والتفاوت الطبقي. وفي هذا الصدد تبرز الدراسة المتميزة التي أعدتها تمارا كوفمان ويتس، مديرة برنامج «دعم الديموقراطية والتنمية في الشرق الأوسط» بمؤسسة «بروكينغز» للأبحاث، والتي نشرت قبل أسابيع قليلة، وحملت عنوان «دور أميركا في بناء الديموقراطية في العالم العربي». ولعل أبرز ما يلفت النظر في دراسة كوفمان أنها تحاول إعادة تعريف مفهوم «المصلحة» أميركياً، بحيث تضمن تأطير قضية الديموقراطية كإحدى المصالح الاستراتيجية التي ينبغي على الرئيس الأميركي المقبل، بغض النظر عن هويته أو انتمائه الحزبي، التعاطي معها بجدية. وقد لمست هذه الدراسة، بوضوح، ملامح التحوّل التي تشهدها المجتمعات العربية منذ أن وضع الرئيس بوش أجندة الحريات على قمة أولوياته خلال فترة ولايته الثانية. وقد وضعت الدراسة خطوطاً عامة للإدارة الأميركية القادمة، أهمها ضرورة التركيز على تحديث البنية التحتية للمؤسسات السياسية في العالم العربي، والعمل تدريجياً على ترسيخ قيم الحرية والمشاركة السياسية في المجتمعات العربية بخاصة لدى الأجيال الناشئة، فضلاً عن دعم منظمات المجتمع المدني. في حين تركز الدراسة التي أعدها توماس كاروثيرس، نائب مدير معهد «كارنيغي» لدراسات السلام الدولي وأحد البارزين في مجال دراسات دعم الديموقراطية وحكم القانون، على ضرورة قيام الإدارة الأميركية المقبلة باعتماد استراتيجية طويلة المدى لدعم الديموقراطية خارجياً، وتنصح الدراسة بأن تتخلص السياسة الخارجية الأميركية من ازدواجية نشر الديموقراطية ودعم الحكومات الأوتوقراطية، على غرار الحال مع باكستان والصين. كما تلفت دراسة كاروثيرس، والتي حملت عنوان «دعم الديموقراطية خلال إدارة الرئيس بوش وبعده»، الانتباه إلى خطورة لجوء الإدارة المقبلة إلى استخدام القوة في نشر الديموقراطية على غرار ما فعلت في أفغانستان والعراق، ما يضعف مصداقية الولايات المتحدة بشكل قوي. أما الدراسة الثالثة والأخيرة، فهي تلك التي نشرتها دورية «واشنطن كوارترلي» الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية (CSIS) بواشنطن، وأعدها كل من المفكر الأميركي المعروف فرانسيس فوكوياما، صاحب أطروحة «نهاية التاريخ»، والبروفيسور مايكل كافول مدير مركز الديموقراطية بجامعة ستانفورد الأميركية. ولعل أهم ما ورد في هذه الدراسة هو اعتبارها أن مسألة نشر الديموقراطية ليست مجرد «ترف» أو قضية ثانوية، وإنما مصلحة «استراتيجية» يفرضها الحفاظ على الأمن القومي الأميركي في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر. ويدافع المؤلفان عن ضرورة تبني الولايات المتحدة لاستراتيجية إعادة نشر الديموقراطية في العالم العربي عبر عملية تدرجّية طويلة المدى تضمن وصول بديل ديموقراطي الى الحكم، بعيداً عن التهديد باستخدام القوة كوسيلة للتغيير. وخلاصة ما توصي به هذه الدراسات وغيرها، أن تتم إعادة التفكير في مسألة نشر الديموقراطية، ووضع استراتيجية طويلة المدى تسير وفق منهج هادئ ومتدرج لا يستهدف تغيير أنظمة الحكم، بقدر ما يستهدف تغيير البنية التحتية للفكر والثقافة والسياسة في العالم العربي. وهي التوصية التي سوف تحكم «بوصلة» كلا المتنافسَين على البيت الأبيض فيما يخص «المسألة الديموقراطية» العربية. (*) باحث مصري بمعهد «بروكينغز» للأبحاث – واشنطن (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 جويلية 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

26 janvier 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3535 du 26.01.2010  archives : www.tunisnews.net  C.R.L.D.H. Tunisie: Flash- Infos- 25 janvier

En savoir plus +

10 septembre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.