Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3481 du 03.12.2009
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان :بيـــــــان 1
لوممبة المحسني:رفض ادارة السجون الترخيص للمحامين بزياة توفيق بن بريك
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي:تأجيل الحكم في قضية الفاهم بوكدوس
السبيل أونلاين:عاجل..نقل زهير مخلوف إلى سجن المسعدين بسوسة
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان :بيـــــــان 2
جريدة العرب:بعد الحكم على الصحافي بن بريك القضاء التونسي يسجن ويغرم صحافياً آخر
عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس
عـلــي الضـــــاوي : الآن، الآن وليس غدا
جريدة الصباح :مجلس النواب الجديد :الاصلاحات السياسية والإعلام.. في الصدارة دعوات لإحداث آلية جديدة للمصالحة
جريدة الصباح :عبد الوهاب عبد الله في مجلس النوّاب: تونس ترفض أي محاولة للتدخّل في شؤونها الداخلية
مدوّنة السّـراب الجمهوري :الماريشال تأبّـط شـرّا يكشف عن عصابة إرهابية في جريدة «الحكومة»!!؟
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة الكترونيّة عدد 125
الجزيرة.نت:هل بقي لنا خيار آخر غير الثورة ؟
محمد العروسي الهاني :تمنيات قلبية لتغيييروضعنا لما هو أحسن وأفضل
محمد العروسي الهاني :المناظرات الوطنية تحتاج إلى إشراف من مؤسسة رئاسة الجمهورية
جمال الدين أحمد الفرحاوي :لا العود عود ولا الديار ديار
القدس العربي:الفاتيكان: المثليون ‘لن يدخلوا ملكوت السماء’
القدس العربي:تقرير إخباري: أوروبا وحظر المآذن في سويسرا «فوبيا الاسلام».. أم انقلاب على القيم الحقوقيـة؟
القدس العربي:اسرائيل تسعى لحظر رفع اذان الفجر في مساجد القدس لانه يسبب الازعاج للمستوطنين
جريدة العرب:بن نبيّ والتجديد المغاربي.. “المريد” الخلدوني (3/3)
صبحي غندور:عن الإسلاميين والعلمانيين العرب (1)
القدس العربي:’الوفد’: لماذا نسي المصريون مشاكلهم وتذكروا انهم فراعنة امام الجزائر؟!
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جانفي200
فيفري2009
أفريل 2009
أكتوبر 2009
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme
تونس في 02 ديسمبر2009 بيـــــــان 1
أصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية برئاسة القاضي السيد سليمان الهمامي أمس الثلاثاء غرة دبسمبر 2009 حكما يقضي بسجن السيد زهير مخلوف الناشط الحقوقي والسياسي مدة ثلاثة أشهر و تخطئته بمائتي دينار وتغريمه بستة آلاف دينار لفائدة القائم بالحق الشخصي وذلك بعد اتهامه صحبة السيد سعيد الجازي ب “الإساءة للغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات طبق الفصل86 من مجلة الاتصالات” وقد قضي في حق السيد الجازي بعدم سماع الدعوى، علما وان السيد مخلوف موقوف منذ يوم 20 أكتوبر الماضي. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعتبر أن السيد زهير مخلوف يعاقب على نشاطه السياسي والحقوقي وان التهمة التي أحيل من اجلها لم تكن إلا ذريعة لذلك، خاصة وان محاكمته خلت من ابسط شروط المحاكمة العادلة إذ لم يتمكن المحامون النائبون في القضية من الدفاع عنه بعد أن رفضت المحكمة تمكين لسان الدفاع من تنظيم مرافعاته وقامت بمنع مواصلة الأستاذة النصراوي من إتمام مرافعتها ولم يكن سبقها للمرافعة إلا الأستاذين احمد نجيب الشابي وفوزي بن مراد وحرم بقية المحامين من الترافع. وفي سياق متصل يتواصل التنكيل بالصحفي والكاتب توفيق بن بريك فبعد جلسة محاكمته يوم 19 نوفمبر الماضي منعت عنه زيارات محاميه وعائلته بدون أي سند قانوني ولم تتمكن عائلته من زيارته إلا يوم الاثنين 30 نوفمبر بالسجن المدني بسليانة بعد أن ترددت قبل ذلك عدة مرات على السجن المدني بالمرناقية بما في ذلك يوم عيد الاضحى ليتم يومها إعلامها بان توفيق بن بريك لم يعد بذلك السجن وان إدارة هذا الأخير لا تعلم مكان وجوده.وكان حكم على توفيق بن بريك بالسجن ستة اشهر يوم 26 نوفمبر الماضي. وفي تطور خطير لم يتمكن المحامون الذين رغبوا في زيارة بن بريك من بطاقة الزيارة التي كانوا يحصلون عليها من المحكمة الابتدائية بتونس بدعوى أن الحكم تم استئنافه، والمعلوم أن حق الزيارة للمحامين يبقى قائما خلال الأيام العشرة التي تلي التصريح بالحكم حتى يتمكن المحامون من التشاور مع منوبهم بشان القيام باستئناف الحكم أو التخلي عن ذلك الحق. وقد تمكن اليوم الأربعاء 02 ديسمبر الأستاذ شوقي الطبيب من الحصول على بطاقة زيارة من محكمة الاستئناف بتونس بعد أن اضطر للتقدم بمطلب استئناف دون التشاور مع منوبه ،ولكن المفاجئة كانت كبيرة عند حلوله بسجن سليانة إذ بعد أن تخلى عن حاملة وثائقه نزولا عند إلحاح إدارة السجن فوجئ بان هذه الإدارة تريد أن يتم لقاؤه بمنوبه بحضور احد الأعوان وقد رفض الأستاذ الطبيب ذلك يشدة لتعارضه مع القانون الذي يفرض على المحامي الحفاظ على السر المهني الذي يقسم المحامي على الحفاظ عليه عند دخوله مهنة المحاماة . والهيئة المديرة تعبر من جديد عن تعاطفها مع السيدين زهير مخلوف و توفيق بن بريك وعائلتيها وتطالب بالإفراج عنهما فورا وحفظ التهم الموجهة إليهما، كما تشجب الإجراءات المجحفة التي ترافق سجنهما ومنها التنكيل بهما وبعائلتيهما ومنعهما من أبسط الحقوق المضمونة للمساجين منها حق الزيارة للعائلة والمحامين وتوفير ظروف الإقامة المريحة والعناية الصحية اللازمة. وتجدد طلبها الدائم باحترام المحامين وتمكينهم من القيام بواجبهم المهني في أحسن الظروف وتستغرب التضييقات المتزايدة عليهم خاصة في القضايا السياسية وقضايا الرأي والتي بلغت درجة غير مسبوقة بطلب الإدارة، وبدعوى تطبيق التعليمات، المس من السر المهني الذي لا تقوم مهنة المحاماة بدونه. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختار الطريفي
رفض ادارة السجون الترخيص للمحامين بزياة توفيق بن بريك
لقد رفضت اليوم ادارة السجون الترخيص للمحامين بزياة توفيق بن بريك وقد قدمت عذرا لذلك وهو حرصا منها على محاصرة انفلونزا الخنازير فانها قررت التقليل من الزيارات – كذا في منطق بن علي وكذا هي التعليمات – علما انه بالامس (02-11) لم يتمكن الاستاذ شوقي الطبيب من زيارة موكله اذ فرضت عليه الموافقة على مقابلة موكله بشرط حظور الحراس معه (لا لشيء الا لمراقبة الانفلونزا) وطبعا لم يوافق توفيق ومحاميه على ذلك اما اليوم فان ادرة سجن سليانة كانت واضحة اذ رفضت السماحة لعائلة توفيق بن بريك بزيارته معللة ذلك بالتعليمات. علما انهم قد تمكنوا من اخذ ترخيص بالزيارة من المحكمة في تونس وبعد عناء التنقل والانتظار جائت التعليمات لتحسم لا زيارة ذاك هو انتقام بن علي يأتي في ايطار “عقاب” جماعي لتوفيق !ولكل ما يمت له بصلة
لوممبة المحسني
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 16 ذو الحجة 1430 الموافق ل 03 ديسمبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1) منع المحامين من زيارة الصحفي توفيق بن بريك خوفا عليه من نقل فيروس انفلونزا الخنازير: رفضت مساعدة الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتونس صباح اليوم الخميس 03 ديسمبر 2009 مقابلة رئيس فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني والأستاذ محمد عبو، ورفضت أيضا قبول إعلامات نيابتهما عن الصحفي توفيق بن بريك المعتقل حاليا بسجن سليانة، كما رفضت تسليمهما بطاقتي زيارة بتعلة أن الإدارة العامة للسجون تمنع الزيارة خوفا من نقل العدوى إلى السجناء !!! يذكر أن الصحفي توفيق بن بريك قد دخل في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، واحتجاجا على سياسة تلفيق التهم والزج بالمعارضين في السجن من أجل أفكارهم وآرائهم، وكذلك لفضح سياسة التنكيل والإبعاد التي يتعرض لها هو وعائلته ومحامييه. 2) إحالة مجموعة جديدة من شبان نابل على القضاء: قرر وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس إحالة كل من سالم زايد ومروان ناصف وتيسير فروجة وأمير مرابط على الدائرة الجناحية السادسة التي ستنظر في التهم الموجهة إليهم بتاريخ 14 ديسمبر 2009. علما بأنه وقع اعتقال المتهمين منذ 19 نوفمبر وتفتيش منازل عائلاتهم تفتيشا دقيقا وحجز عدد من الكتب والأقراص المضغوطة. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي
تأجيل الحكم في قضية الفاهم بوكدوس
الثلاثاء 2 ديسمبر 2009 أجلت اليوم المحكمة الابتدائية بقفصة النظر في قضية الفاهم بوكدوس ، الصحفي بقناة الحوار والمحكوم غيابيا بستة سنوات سجنا ، ضمن مجموعة التحركات الاجتماعية بالرديف ، الى يوم 1- ديسمبر 2009 . كما أجلت محكمة الاستئناف ، التي انعقدت يوم الثلاثاء الماضي النظر في نفس القضية إلى يوم 21 ديسمبر2009. الفاهم بوكدوس حضر اليوم مع محاميه ، الأستاذين رضا الرداوي وعلي كلثوم ، نيابة عن زملائهم . اللجنة الوطنية التي تؤكد ان السيد بوكدوس لم يقم إلا بدوره الإعلامي خلال الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي سنة 2008 ، تجدد مطالبتها بإسقاط الحكم في حقه وحق السيد محي الدين شربيب ، رئيس الفيدرالية الدولية من اجل مواطنة بين الضفتين ، المحكوم بسنتين من اجل مساندته، للحركة بفرنسا، و كذلك في حق كل المحكومين غيابيا. كما تجدد مطالبتها بالعفو التام عن كل المسرحين وإرجاعهم إلى سالف عملهم وحل كل القضايا الاجتماعية بالحوض ألمنجمي بالطرق السلمية. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي
عاجل..نقل زهير مخلوف إلى سجن المسعدين بسوسة
السبيل أونلاين – تونس – عاجل نقلت السلطات التونسية مساء الإربعاء 02 ديسمبر 2009 ، مراسل السبيل أونلاين في تونس ، المناضل الحقوقي السجين زهير مخلوف إلى سجن المسعدين في ولاية سُوسَة جنوب العاصمة ، والذي يبعد أكثر من 160 كيلومتر عن سكن أسرته الكائن بمدينة أريانة أحد ولايات تونس الكبرى . وقالت أم يحي أن زوجها أبلغها أثناء زيارتها له يوم الاربعاء 2 ديسمبر في السجن المدني بالمرناقية بتونس أنه يتعرض الى مضايقات داخل السجن ، حيث يقع تفتيشه وتفتيش أغراضه كل يوم ، كما سحبوا منه كتبا كانوا سلموها له ليطالعها ليحرموه بذلك من المطالعة . وأضافت أم يحي : لقد فوجئت بعد العودة من الزيارة أنه وقع نقله من السجن المدني بالمرناقية بتونس الى سجن المسعدين بولاية سوسة ، فقد آلمني الأمر كثيرا لأن مدينة المسعدين تبعد ما يقارب 160 كلم عن تونس مما سيزيد من عنائي في الزيارة ، فإضافة إلى معاناتي وأبنائي الحالية في التنقل إلى المرناقية بضواحي العاصمة،ومصاريف القفة وتكاليف المواصلات ، ستنضاف مصاريف التنقل إلى مدينة سوسة ثم إلى مدينة المسعدين وما يسببه ذلك من متاعب لي ولأبنائي . وتسائلت أم يحي : لا أدري هل أن إدارة السجن تعاقب زوجي أم تعاقب كلانا بهذه النقلة ؟؟؟.. وما الذي يضيرها لو انها تركته في سجن المرناقية بتونس !!!؟؟؟ (المصدر : السبيل أونلاين ( محجوب في تونس) ، بتاريخ 03 ديسمبر 2009)
الرابطـــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 03 ديسمبر 2009 بيـــــــان 2
اجتمعت الهيئة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في جلسة عادية مساء يوم الأربعاء 02 ديسمبر2009، وواصلت النظر في عدد من المسائل المتعلقة بالأوضاع الداخلية للرابطة بهدف تذليل مختلف الصعوبات التي حالت إلى حد الآن دون عقد مؤتمرها. وبعد الإطلاع على عدد من المعطيات الهامة المتعلقة بهذا المسار، تعبر الهيئة المديرة عن ارتياحها لما بلغها من أخبار ووعود من شأنها إذا تجسدت على أرض الواقع أن تفتح المجال أمام تسوية نهائية لملف الرابطة، تحفظ استقلاليتها وتحمي وجودها من الاندثار.وبهذه المناسبة تجدد الهيئة استعدادها للتعاون مع مختلف الأطراف المعنية والمؤمنة بأن الرابطة مكسب وطني يجب المحافظة عليه. وبناء عليه، تم اتخاذ القرارات التالية : أولا: العزم على إنجاز المؤتمر السادس في أجل لا يتجاوز شهر مارس المقبل مع الحرص على عقده قبل ذلك التاريخ إن توفرت الظروف المناسبة. ثانيا: استكمال الحوار مع كل الرابطيين دون استثناء بمن في ذلك الشاكين الذين حصلت مع بعضهم لقاءات أولوية، والعمل على إشراك الجميع في الحوار الدائر الخاص بتهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر. رابعا: إيمانها بأن عقد مؤتمر وفاقي، لا يقصي أي طرف، ويكون مسنودا من جميع الرابطيات والرابطيين، هو الخيار الأمثل لإخراج الرابطة من المأزق الذي تواجهه منذ سنوات. خامسا: تشكيل لجنة لإدارة الحوار الداخلي والتفاوض برئاسة رئيس الرابطة المختار الطريفي، وتضم كلا من السادة صلاح الدين الجورشي وخليل الزاوية وأنور القوصري ومصطفى التليلي. في الختام، الأمل معقود في أن تتوفر للهيئة المديرة الظروف المناسبة التي تمكنها من التواصل مع جميع هيئات الفروع، وذلك برفع الحصار – في خطوة أولى – عن مقرها المركزي لاستقبال الأعضاء، في انتظار أن يشمل ذلك بقية مقرات الفروع. عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختار الطريفي
بعد الحكم على الصحافي بن بريك القضاء التونسي يسجن ويغرم صحافياً آخر
تونس – محمد الحمروني دانت اللجنة التونسية لحماية الصحافيين ما وصفته بـ “الحكم القضائي الجائر الصادر ضد الصحافي زهير مخلوف” وطالبت بالإفراج الفوري عنه، وإيقاف أي تتبع ضده على خلفية عمله الإعلامي. واستنكرت اللجنة في بيان حصلت “العرب” على نسخة منه “سياسة التنكيل بالصحافيين خاصة الزميلين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك، وعبرت عن انشغالها العميق على صحتهما بسبب ظروف إقامتهما في السجن. وجاءت هذه الإدانة على خلفية الحكم الصادر عن محكمة قرمبالية (30 كلم شرق العاصمة تونس) والقاضي بسجن مخلوف لمدة ثلاثة أشهر وتغريمه 6 آلاف و300 دينار، فيما حكمت بعدم سماع الدعوى ضد المتهم الثاني في القضية سعيد الجازي عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي والذي حوكم وأطلق سراحه”. وكان مخلوف أوقف يوم 20 أكتوبر الماضي وأحيل على النيابة العمومية التي أودعته سجن الإيقاف بتهمة إزعاج الغير عبر شبكة الاتصالات العمومية، وذلك على خلفية نشره تحقيقا مصورا كشف فيه ما تشهده المنطقة الصناعية بنابل من تلوث وتدهور في البنية الأساسية. واعتبرت عدة منظمات حقوقية في بيان مشترك صادر عنها أن السلطة قامت بتوظيف القضاء ضد مخلوف لإسكات صوته، بعد أن تعرض في مناسبات سابقة للاعتداء والتهديد بالقتل، كما تعرضت سيارته للتكسير في مرات أخرى، وهو ما يؤكد سياسة الاستهداف التي يتعرض لها النشطاء الحقوقيون والإعلاميون على وجه التحديد. وشهدت منطقة قرمبالية بمناسبة المحاكمة حالة عسكرة غير مسبوقة، ومنع عدد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين من حضور الجلسة، وتم الاعتداء عليهم، كما حرم مخلوف من حقه في الدفاع عن نفسه، ومنع من رد التهمة الموجهة والإجابة على أسئلة القاضي. وأثار الحكم على مخلوف ردود فعل رافضة ومستنكرة من قبل بعض الأحزاب والمنظمات الحقوقية. حيث نددت لجنة الدفاع عن زهير مخلوف للحزب الديمقراطي التقدمي “بهذا الحكم الظالم الذي قوطع فيه لسان الدفاع ورفعت الجلسة دون تمكين المحامين من بيان براءته، فهي تأسف لتوظيف القضاء في المحاكمات السياسية، وتؤكد أن هذا الحكم وإن أساء إلى زهير مخلوف بإبقائه في السجن فإنه يسيء إلى صورة الحكومة التونسية في الخارج، ويجعل ملفها في ميدان احترام حقوق الإنسان واستقلال القضاء سيئ السمعة”. من جانبها استغربت الجمعية التونسية للدفاع عن المساجين السياسيين “الإصرار على سجن مخلوف رغم ما ثبت من طابع كيدي مفتعل للقضية الملفقة ضده وضد زميله الجازي”. وجددت رفضها للمحاكمات السياسية التي تسارعت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة، وطالبت بالإفراج الفوري عن الصحافيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك والدكتور الصادق شورو والطلبة الموقوفين على خلفية نشاطهم النقابي. كما دانت منظمة “حرية وإنصاف” الحكم الصادر ضده، واعتبرته حكما قاسيا وغير مبرر، وذا خلفية ودوافع سياسية. ودعت “إلى الإفراج الفوري عن السيد زهير مخلوف ووضع حد لسياسة المحاكمات السياسية التي تنتهجها السلطة ضد الناشطين الحقوقيين والإعلاميين”. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 03 ديسمبر 2009 )
عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس
نحن الصحفيين التّونسيين الموقّعين على هذه العريضة، إذ نستحضر نضالات شعبنا المجيدة من أجل الحرية والتقدم، وإذ نتابع ما آلت إليه أوضاع الحريات العامة والفردية في البلاد وعلى رأسها حرية الصحافة من تدهور مأسوي، بلغ ذروته في الآونة الأخيرة بحملة تشويه وموجة اعتداءات سافرة طالت عددا من الزملاء الصحفيين نعلن للرأي العام الوطني والدّولي ما يلي: أولا : تضامننا الكامل مع زملائنا الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال الإهانة أو الاعتداء المادي أو المعنوي أو السجن. ثانيا : رفضنا منطق التهديد والوعيد الذي بات يطوق الأقلام الحرة ويصادر حقّها المهني في متابعة الشأن العام ونقل الحقائق إلى المواطن التونسي. ثالثا : تنديدنا بالأقلام المعروفة التي تعودت هتك الأعراض وتوزيع تهم التخوين المجاني للوطن سواء على شخصيات عامة أو على زملاء لنا هم محلّ تقدير كبير وندعو القضاء للقيام بدوره في ملاحقة مرتكبي الثلب والتشهير بأعراض الناس. رابعا : رفضنا الهيمنة الرسمية على قطاعنا والتي بدت مفضوحة في الانقلاب الذي استهدف المكتب المنتخب لنقابة الصحفيين والإتيان بآخر استهلّ مسيرته بتزكية جعلته طرفا في حملة انتخابية يفترض بالصحفيين أن يبقوا فيها على مسافة واحدة من الجميع وبالوقوف موقف المتفرج إزاء حملة الاعتداءات على الصحافة والصحفيين. وندعو إلى رفع اليد عن نقابتنا لتمثل الإرادة الحرة المستقلة للصحفيين التونسيين. خامسا: تأكيدنا على أنّ من جوهر مهنتنا وصميم واجبنا تجاه ضمائرنا وشعبنا أن نتطارح الشأن العام ونقدم حقيقة الواقع للمواطن بقطع النظر عن معارك السياسيين فلهم حساباتهم ولنا قيم مهنتنا القائمة على نقل الحقائق واحترام تعددية الآراء والاستقلالية تجاه الجميع. عاشت الصحافة التونسية حرّة مستقلة الموقّعون: 1. كمال العبيدي – صحفي – الولايات المتحدة الأميركية 2. نزيهة رجيبة “أمّ زياد” – كلمة – تونس 3. ناجي البغوري – صحفي – الصحافة – تونس 4. زهير لطيف – صحفي – بريطانيا 5. رشيد خشانة – رئيس تحرير – الموقف – تونس 6. محمد كريشان – صحفي ومذيع أخبار- الجزيرة – قطر 7. لطفي حجي – صحفي – تونس 8. ليلى الشايب – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 9. نجيبة الحمروني – رئيسة تحرير – مجلة “كوثريات” – تونس 10. بشير واردة – صحفي – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 11. نوفر الرامول – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 12. الهادي يحمد – صحفي – إسلام أون لاين – فرنسا 13. سكينة عبد الصمد – صحفية – مؤسسة التلفزة التونسية – تونس 14. فتحي إسماعيل – صحفي – الجزيرة – قطر 15. ألفة الجامي – صحفية – قناة الصباح الإخبارية – الكويت 16. آمال وناس – صحفية – الجزيرة – قطر 17. عبد الباقي خليفة – مراسل صحفي – البوسنة 18. نبيل الريحاني – صحفي – الجزيرة – قطر 19. إسماعيل دبارة – صحفي – الموقف – تونس 20. بسام بونني – صحفي – الجزيرة – قطر 21. سفيان الشورابي – صحفي – الطريق الجديد والأخبار اللبنانية – تونس 22. الطاهر العبيدي – صحفي – فرنسا 23. لطفي الحيدوري – صحفي – كلمة – تونس 24. ريم بن علي – صحفية – تونس 25. توفيق العياشي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 26. أيمن الرزقي – صحفي – قناة الحوار – تونس 27. سامي فراد – صحفي – تلفزيون البحرين – البحرين 28. محمد بوعود – صحفي – الوحدة – تونس 29. محمود العروسي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 30. محمد الفوراتي – صحفي – الشرق – قطر 31. جمال دلالي – صحفي – قناة الحوار – بريطانيا 32. رمزي الدوس – صحفي ومنتج أخبار – الجزيرة – قطر 33. المولدي الزوابي – صحفي – كلمة – تونس 34. فرحات العبار – صحفي – الجزيرة – قطر 35. نور الدين العويديدي – صحفي – الجزيرة – قطر 36. سلمى الجلاصي – صحفية – الشعب – تونس 37. عادل القادري – صحفي – الوحدة – تونس 38. حسن الجويني – صحفي – وكالة الأنباء الفرنسية – قبرص 39. زياد الهاني – صحفي – الصحافة – تونس 40. علي عثماني – صحفي – استاد الدوحة – قطر 41. عائدة الهيشري – صحفية – المستقبل – تونس 42. صبري الزغيدي – صحفي – الشعب – تونس 43. حسن المرزوقي – صحفي – الجزيرة الوثائقية – قطر 44. نادرة بوكسرة – صحفية – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 45. أمامة الزاير – صحفية – الطريق الجديد – تونس 46. نجلاء بن صالح – صحفية – مجلة حقائق – تونس 47. ثامر الزغلامي – صحفي – مؤسسة الإذاعة التونسية – تونس 48. أسماء سحبون – صحفية – الشروق – تونس 49. طه البعزاوي – صحفي – كلمة – تونس 50. نور الدين المباركي – صحفي – الوطن – تونس 51. جمال العرفاوي – صحفي – الصحافة – تونس 52- محمد الحمروني – صحفي – الموقف والعرب القطرية – تونس 53. معز الباي – صحفي – كلمة – تونس 54. عادل الثابتي – سكرتير تحرير – مواطنون – تونس 55. علي بوراوي – صحفي – فرنسا 56. آمال البجاوي – صحفية – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس هذه العريضة مفتوحة فقط للصحفيين التونسيين الذين يمتهنون الصحافة حصرا. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة الصحفية والمؤسسة وبلد العمل إلى العنوان التالي freepresstunisie@yahoo.fr
الآن، الآن وليس غدا
تونس في 04 ديسمبر 2009
تحلّ اليوم الذكرى السابعة والخمسون لاغتيال رمز الحركة الوطنية النقابية المناضل الشهيد فرحات حشاد، والعمال لا يزالون يعانون من ظلم وضيم المنصبين على رأس المركزية النقابية، الذين يحتكرون سيرة النقابيين المناضلين لكسب الود وللتضليل والمراوغة، فبعد ما كان النقابيون يسهرون الليل على ضريح الشهيد يقرؤون القرآن الكريم ويترحمون على روحه، مستحضرين مسيرته الوطنية إلى مطلع الصباح هاهم يتخلون عن هذه المبادئ النبيلة ويتمسكون بالمسيرة والتي كان من المفروض أن تكون مسيرة صامتة تحية وإجلالا لروح الفقيد. اليوم أصبحت المسيرة فرصة للبعض للتهريج وإحداث الفوضى وترديد شعارات سياسية بمضخم للصوت لا تمت للعمل النقابي بصلة على امتداد الشارع لإثارة الرأي العام بكلام جارح واعتداءات لفضية نابية غايتهم من وراء ذلك أن تمنع المسيرة بحثا عن نضالات زائفة وبطولات غير موجودة. Ø أيها الأخوة النقابيون والنقابيات في صباح يوم 04/12/1952، أطلق أشخاص النار من سيارة سوداء على القائد فأصيب في كتفه وذلك في منطقة شوشة رادس، فتوقفت سيارته وبعدها توقفت سيارة ثانية، بها شخصان بجانب سيارة سي فرحات الذي كان وقتها على قيد الحياة وكانا يعرفانه فحاولا نقله للإسعاف إلا أن السيارة السوداء عادت من جديد لينزل منها 4 أشخاص تونسيون وإفتكوه من الرجلين بقوة رغم نظرات الجريح لهما وكأنه يستغيث بهما من القتلة، ونقلوه إلى هضاب منطقة بئر القصعة أين تم الاعتداء عليه بعدة عيارات نارية أين وجد مقتولا. نحيي هذه الذكرى الخالدة بكل خشوع وندعو من خلالها كل النقابيين الأوفياء لروح الشهيد إلى توحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم والتخلي عن إيديولوجياتهم التي ساهمت في تخريب المنظمة وإضعافها، ولنعمل جميعا على تسخير طاقاتنا وجوهودنا من أجل رد الاعتبار للمنظمة وإعادة بنائها من جديد. ونقترح بهذه المناسبة إقامة نصب تذكاري بهضاب بئر القصعة لتصبح ساحة الشهيد تزورها كل الأجيال في كل وقت على غرار ما هو موجود بالعراق وسورية. Ø أيها الأخوة النقابيون والنقابيات الآن وليس غدا نقول أن الساكت على الظلم فهو ظالم ومجرم في حق الاتحاد وحق البلاد وكلنا مشاركون في ذلك إذا واصلنا السير في طريق الصمت القاتل الذي يديم الأزمة ويطيل مدة بقاء المنصبين والفاسدين. كيف يعقل أن نصمت على ما يقوم به المنصبين المفلسين والفاسدين من تصرفات فردية، تجريد وإقصاء وتهميش للنقابيين الوطنيين الأحرار. لقد خُرب ودُمر وهُمش دور الاتحاد، عمت الفوضى والارتجال، بيانات تقرأها مباشرة أو عن طريق المواقع الالكترونية صادرة عن نقابات أساسية وإضرابات عشوائية وعرائض لمسولين نقابيين مواضيعها لا تمت للعمل النقابي بصلة، أصبح الانضباط مفقود والتجاهر بعدم احترام قوانين المنظمة والقانون العام أصبح من بديهيات هذه الجوقة كل يغني على ليلاه وكأن الكل في مصحة عقلية. تصرف لا شرعي في أموال العمال والمجموعة الوطنية ودون محاسب أو رقيب أكرية، بيع، رهن، تنقل، منح مشبوهة سوء تصرف في مؤسسات الاتحاد، التي بناها المرحوم الشهيد أحمد التليلي والتي فرط فيها المنصبون بعدما تمعش منها كثيرون وسوف نأتي على ذكرها ونشرها لاحقا، أما الندوات المسترسلة في فنادق ذات الخمس نجوم فحدّث ولا حرج. فهل نتحسّر اليوم على زمن حشاد ورفاقه الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس وبالدم من أجل مجد الاتحاد وإرساء قواعده الثابتة، ألم يقل حشاد عبارته الشهيرة أحبك يا شعب التي ظلت شعارا ونهجا نقابيا ثابتا قبل أن يأتي المنصبون والفاسدون بشعار أحبك يا نفسي ويا دينار. الآن الآن وليس غدا لقد دقت ساعة الحقيقة وحانت محاسبة كل مَن ساهم في تهميش وإضعاف المنظمة وعبث بمصالح الاتحاد ومكاسبه كل حسب جريمته. Ø أيها الأخوة النقابيون والنقابيات إن هؤلاء الجماعة يقتلون الضحيّة ويمشون في جنازتها في بداية أزمة الحوض المنجمي صرح الأخ عدنان الحاجي بأن اللجنة توصلت إلى اتفاق مع السلطة إلا أن المركزية منعته من إمضاء الاتفاق وبعد هذا التصريح وبتاريخ 05/04/2008 تم تجريده وزملاءه من طرف المركزية وسحب القضية المقدمة ورفع الحصانة النقابية النسبية عنهم وبعد إيقاف النقابيين أصدرت المركزية عدة بيانات حول ما حدث دون أن تذكر في أي منها وصف نقابيين للمتهمين فيها. إذ كانت تسميهم مرّة الموقوفين وفي أخرى المساجين وثالثة المحكوم عليهم أحكاما قاسية وغير منتظرة وأن المكتب التنفيذي تابع بانشغال شديد التطورات الأخيرة التي شهدتها محاكمات الموقوفين. لكنهم في الأخير يصرحون بأن نضالاتهم (يقصدون المركزية) وضغوطاتهم هي التي مكنت من إطلاق سراح النقابيين رغم أن قرار إطلاق سراحهم جاء بمقتضى عفو رئاسي بمناسبة الذكرى 22 للتحول وهو ما يؤكد مرّة أخرى أن هذه العصابة لا هم لها سوى ركوب الأحداث ومحاولة استثمار جهود الغير. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل عاشت الطبقة العاملة العزة والمجد والأمن لتونس عن النقابيين الشرعيين الـمنــسق العــام عـلــي الضـــــاوي
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس دعـــــــــــــــــــــــــــــوة
تتشرف جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور مائدة مستديرة تحت عنوان “حرية الإعلام و الصحافة في تونس بين الواقع و القانون” ينشطها الأستاذ “عبد الجبار الرقيقي” و ذلك يوم السبت 06 ديسمبر 2009 على الساعة الرابعة بعد الزوال بمقر الجامعة الكائن ب 23 نهج قسنطينة.قابس . المسؤول عن الإعلام معزّ الجماعي
مجلس النواب الجديد الاصلاحات السياسية والإعلام.. في الصدارة دعوات لإحداث آلية جديدة للمصالحة
تونس ـ الصباح تميزت الايام الثلاثة الاولى من مناقشة مجلس النواب لمشروع ميزانية العام الجديد بحوار سياسي مهم بين الحكومة وأعضاء المجلس النيابي الجديد.. ومن خلال سلسلة مداخلات النواب وردود ممثلي الحكومة يتضح أن بعض الملفات السياسية الخلافية كانت في صدارة الاهتمام خلال مناقشة بيان الحكومة السنوي وموازنات الوزارة الاولى والوزارات ذات الصبغة السياسية أي الداخلية والخارجية والاتصال والدفاع.. ولئن برز وفاق سياسي كبير عند مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية.. فقد أفرز الحوار بين نواب حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وممثلي المعارضة الـ54 وجود حرص على الخوض في بعض ”المسلمات السياسية” التقليدية.. إلى حد حديث ـ رئيسي المجموعة البرلمانية للديمقراطيين الاشتراكيين ـ وهشام الحاجي ـ رئيس مجموعة حزب الوحدة الشعبية ـ عن الحاجة الى ”هزة ” و”اصلاح سياسي” كبير.. تجسيما للبرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي.. الذي نص في بنديه الاول والثاني على دعم التعددية السياسية وحقوق الانسان وتطوير الاعلام.. فيما تناول بعض النواب التجمعيين البارزين مثل السادة يوسف بلاغة وصالح الطبرقي وكمال الصالحي واكرام المقني والسيدة العقربي وعامر بن عبد الله.. ملفات الاعلام واصلاح الحياة السياسية والاقتصادية.. ومقترحات التطويروالتجاوز ”تجسيما للابعاد الاصلاحية في البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي وفي الخطاب المنهجي الذي ألقاه يوم أداء القسم الدستوري”.. الاعلام.. وصورة تونس في الخارج وقد أجمعت مداخلات عدد من النواب التجمعيين وممثلي المعارضة على عدة أفكار من بينها الحاجة إلى مواكبة ما يتحقق في العالم وفي المنطقة من تقدم ورقي إعلامي.. شكلا ومضمونا.. وعلى كون تطور صورة تونس في الخارج مرتبطة بتطور المشهد الاعلامي الوطني.. وتحسين أداء قطاع الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي والالكتروني.. عبر عدة إجراءات من بينها رسكلة العاملين في القطاع وتحسين ظروف عملهم.. وفرص وصولهم إلى مصادر الخبر.. وزارة تنمية سياسية؟ ولعل من أبرز المقترحات العملية التي قدمها بعض النواب لدعم التنمية السياسية ”وخدمة تونس وحماية سيادتها وتلميع صورتها وفرض احترامها من قبل الجميع”.. حسب السيد إسماعيل بولحية ”إحداث وزارة للتنمية السياسية” على غرار التجارب التي اعتمدت في بعض الدول الشقيقة والصديقة مثل الاردن ومصر.. ومن بين مهام هذه الوزارة المقترحة ”تنظيم العلاقة بين الاطراف السياسية والحزبية” من قبل وزارة ذات صبغة مدنية.. في المقابل اقترح حزب الوحدة الشعبية ـ على لسان السيد هشام الحاجي ـ إحداث آلية جديدة للحوار السياسي.. لمواكبة تطور فسيفساء الاطراف السياسية في البلاد خلال العقدين الماضيين.. أي بعد حوالي عشرين عاما عن التوقيع على الصيغة الاولى للميثاق الوطني.. هيئة تحت اشراف الوزير الاول لكن كيف يمكن أن تكون هذه الآلية الجديدة للحوار بين قادة الاحزاب السياسية؟ هل هي المجلس الاعلى للميثاق بتشكيلة جديدة؟ أم يقع احداث مؤسسة أخرى لتنظيم لقاءات قادة الاحزاب والاطراف السياسية والاجتماعية.. مواكبة لمقترح حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بلورة ”عقد اجتماعي جديد”.. ومن بين التفاصيل في المقترحات التي قدمها بعض النواب وممثلون عن أحزاب المعارضة القانونية في صحافتهم ”تشكيل هيكل جديد للحوار بين قادة الاطراف السياسية والاجتماعية والاقتصادية يشرف عليها الوزير الاول”.. على غرار ما يجري في ”المجلس الاعلى للتنمية” بالنسبة للمناقشات ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية.. وقد سبق لبعض قادة الاحزاب والنقابات غير الممثلة في المجلس النيابي أن تقدمت باقتراح مماثل في بلاغ مشترك اصدرته قبل اشهر.. ضمن شرحها لمطالبها الداعية إلى ”تكريس المصالحة الوطنية”.. والدخول ”في مرحلة سياسية جديدة بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية”.. مكاسب.. وخطوط حمراء والملفت للانتباه أن عددا من النواب التجمعيين ـ من بين رؤساء اللجان البرلمانية ـ توقفوا بدروهم عند ملفات الاعلام والاصلاح السياسي والاقتصادي.. من خلال تأكيدهم على أهمية الرهان في تونس على تحرير الاعلام وتوسيع هامش الحريات الصحفية.. عبر احداث قنوات اذاعية وتلفزية وصحف خاصة جديدة.. أو من خلال ردهم على ”الاتهامات المجانية الموجهة إلى تونس وواقع الاعلام والحياة السياسية فيها من قبل جهات خارجية مناوئة وشخصيات موالية لها”.. كما نفت تلك المداخلات وجود ”خطوط حمراء تقيد حرية التعبير في تونس.. وفي وسائل الاعلام الوطنية”.. ملفا المناجم ورابطة حقوق الإنسان وفي نفس السياق.. وضمن محاولة اثراء النقاش النيابي مع ممثلي الحكومة.. اثار عدد من النواب تساؤلات وأفكارا حول بعض الملفات ذات الصبغة السياسية الدقيقة.. من بينها الافراج عن مساجين الحوض المنجمي ضمن قرار عفو رئاسي رحب به الجميع.. فيما اقترح بعض النواب ـ وبينهم السيد إسماعيل بولحية رئيس كتلة الديمقراطيين الاشتراكيين ـ أن ”تتسع هذه الروح الايجابية لتشمل معتقلين آخرين زلت ببعضهم الاقدام ولا تزال ملفات بعضهم تحتاج إلى مزيد النظر والمراجعة القضائية لان مصلحة تونس تقتضي أن نساعد شبابنا خاصة الذين اختلطت بهم السبل على الاندماج من جديد صلب المجموعة الوطنية.. خاصة ونحن نستعد لجعل سنة 2010 سنة عالمية للشباب”.. واقترحت بعض المداخلات تسوية قريبة لملف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان باعتبارها ”مكسبا وطنيا لا يجوز التفريط فيه تلبي احتياجا لمشروعنا الوطني الهادف الى دعم دولة القانون والمؤسسات”.. ولان ”تونس بلد التونسيين والتونسيات دون استثناء لاحد”. تفاعل حكومي.. وقد أكدت كلمة السيد عبد العزيز بن ضياء ـ وزير الدولة المستشار الخاص الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ـ خلال تعقيبه على كلمات النواب على أهمية الحوار بين مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية في سياق الولاء اللامشروط لتونس والرئيس زين العابدين بن علي.. كما نوه السيد محمد الغنوشي الوزير الاول في ردوده على النواب ”بالدور الهام الذي اضطلع به المجلس الدستوري في هذه الانتخابات التي مكنت من تعزيز حضور احزاب المعارضة في مجلس النواب التي اصبح لها 53 مقعدا اي بزيادة 16 مقعدا مقارنة بالمجلس السابق. وفي ما يتصل بتعزيز الحوار الوطني أورد الوزير الاول أن ”رئيس الجمهورية جعل من الحوار منهجا من مناهج الحكم وتصريف الشؤون العامة من منطلق ايمانه بان تونس لكل التونسيين والتونسيات مبرزا الحاجة الى الاستئناس بكل الافكار والمقاربات التي تخدم الصالح العام وتعزز مكانة تونس واشعاعها”. ولعل من أبرز الفقرات في تعقيب السيد محمد الغنوشي أنه أورد أنه ”خلافا لما يذهب اليه البعض من ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية تتقدم على التنمية السياسية فان النموذج التونسي يتميز بتلازم التنمية السياسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية”.. وتعرض السيد أسامة الرمضاني ـ وزير الاتصال والعلاقة بمجلسي النواب والمستشارين بالنيابة ـ خلال تعقيبه على كلمات النواب قطاع الاعلام الوطني شهد تطورا مهما في السنوات الاخيرة يتجلى من خلال تعدد وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية وتنوع وتكثيف منابر الحوار. وذكر السيد اسامة الرمضاني بتأكيد رئيس الدولة مرارا على ”ضرورة مزيد النهوض بالقطاع بما يعكس ثراء المشهد السياسي والاعلامي الوطني”. ملفات بالجملة فتحت في الجلسات الاولى للمجلس النيابي الجديد.. سيتواصل الحوار حولها في مجلس المستشارين.. على أن تتفاعل الحكومة معها مع مطلع العام الجديد.. وبروز تطلعات جديدة.. كمال بن يونس ( المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 03 ديسمبر 2009 )
عبد الوهاب عبد الله في مجلس النوّاب: تونس ترفض أي محاولة للتدخّل في شؤونها الداخلية تنويع علاقات البلاد مع دول القارّتين الأمريكية والآسيوية
باردو – (وات) بين السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية في رده على استفسارات النواب حول سياسة تونس الخارجية لدى نظرهم أمس الاربعاء في مشروع ميزانية الوزارة ان تونس تبدا مرحلة جديدة في مسيرتها السياسية والتنموية وكلها ثقة وتفاؤل وعزم على مواصلة نهج الاصلاح والتحديث مستندة في ذلك الى الثوابت الوطنية الراسخة التي يعمل الرئيس زين العابدين بن على دوما على صونها وتعهدها بالقرارات الجريئة والمبادرات الرائدة والمواقف السديدة. وذكر في هذا السياق بالموقف الثابت والمبدئي الذي عبر عنه سيادة الرئيس بكل حزم ووضوح من اعلى منبر مجلس النواب للرد على بعض التصريحات والادعاءات المرفوضة والذي اكد فيه ان تونس المتمسكة بسيادتها الوطنية وباستقلالية قرارها وبكرامة شعبها باعتبارها مبادئ مقدسة ترفض بشكل مطلق اي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية. وبين الوزير في هذا الشان ان تونس بفضل حكمة قيادتها ووعي شعبها وثراء انجازاتها ورصيد الثقة الذي تحظى به اكبر من ان تكون هدفا لمن يحاولون عبثا النيل من صورتها الناصعة والتشكيك في مكاسبها واضاف الوزير ان الدبلوماسية التونسية واصلت خلال سنة 2009 بتوجيه من رئيس الجمهورية الاضطلاع بدورها بنفس العزم والمثابرة في الدفاع عن مصالح البلاد والذود عن مكاسبها وتعزيز اشعاعها وحضورها وفق تمش منهجي قوامه الثبات على المبادئ والواقعية في التوجه والنجاعة في التعاطي مع مختلف القضايا والملفات. واكد العزم على مواصلة هذا الجهد والاسهام الفاعل في تنفيذ البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس والمضي قدما بالبلاد على درب التقدم وتعزيز اواصر الاخاء والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والاسهام في التاسيس لعلاقات دولية اكثر عدلا وتوازنا. وحول مسيرة اتحاد المغرب العربي التي استاثرت بحيز هام من تدخلات النواب اكد وزير الشؤون الخارجية ان اتحاد المغرب العربي يعد من الخيارات الثابتة في سياسة تونس الخارجية موضحا ان تونس في ضوء علاقاتها الممتازة مع كل الدول المغاربية الشقيقة واصلت بذل جهودها من اجل دفع العمل المغاربي المشترك واستكمال مسيرة بناء مؤسسات الاتحاد وتركيز هياكله وتفعيلها. كما ذكر السيد عبد الوهاب عبدالله بجهود تونس من اجل تعزيز اواصر الاخوة العربية والاسلامية سواء من خلال دفع العمل العربي المشترك وتفعيل التضامن العربي او باعطائها مضمونا اقتصاديا وتنمويا فعليا فضلا عن تعزيز علاقات التعاون الثنائي بكل الدول العربية الشقيقة واكد ان نجاح تجربة تونس التنموية عمق ثقة الدول العربية فيها اذ تحظى كافة المبادرات التونسية الرامية الى الارتقاء بالعمل العربي المشترك بدعمها وتاييدها وتمثل في هذاالاطار رئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن علي لمنظمة المراة العربية مناسبة هامة للاسهام في الارتقاء بواقع المراة العربية وتوسيع مشاركتها في الحياة العامة وفي المسيرة التنموية للدول العربية. كما ابرز وزير الشؤون الخارجية حرص تونس على المشاركة الفاعلة في الجهود العربية والدولية الرامية الى ايجاد تسوية عادلة وشاملة ودائمة للنزاع العربي الاسرائيلي مشددا على ان القضية الفلسطينية التي بواها الرئيس زين العابدين بن علي مكانة متميزة في سلم اهتماماته وجعل منها قضيته الشخصية ستمثل محورا بارزا لتحركات الديبلوماسية التونسية خلال المرحلة القادمة من اجل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة واقامة دولته المستقلة على ارضه وتاكيدا للبعد الافريقي في سياسة تونس الخارجية ابرز السيد عبد الوهاب عبد الله جهود الديبلوماسية التونسية من اجل تكثيف التعاون وتطوير المبادلات مع الدول الافريقية الشقيقة وارساء شراكات فاعلة معها من خلال وضع تجارب البلاد وخبرتها على ذمة هذه البلدان للاستفادة منها كنموذج للتعاون جنوب جنوب. واضاف ان الديبلوماسية التونسية واصلت الاضطلاع بدور فاعل في دفع العمل الافريقي المشترك في اطار الاتحاد الافريقي ومختلف المنظمات الاقليمية والتجمعات الجهوية وفي اجابته عن تساؤلات النواب بخصوص العلاقات التونسية الاوروبية اكد الوزير ان تونس ترتبط بعلاقات استراتيجية متميزة بالفضاء الاوروبي تقوم على اساس المصالح المشتركة والتعاون المتكافئ والاحترام المتبادل والحوار البناء مبينا انه في ضوء الاشواط الهامة التي قطعتها البلاد على درب الاصلاح والتحديث اكد الجانب الاوروبي ان العلاقات التونسية الاوروبية جديرة بان ترتقي الى وضعية الشراكة المتقدمة بما من شانه ان يفتح افاقا ارحب امام مزيد دعم التعاون وتوسيع قاعدته كما ابرز الوزير حرص تونس على ارساء شراكة فاعلة حول مشاريع عملية وملموسة في اطار الاتحاد المتوسط والحوار 5 زايد5 تستجيب الى تطلعات شعوب المنطقة في الرفاه والازدهار والسلم والاستقرار. واضاف ان البلاد تحرص على تكثيف التشاور والتنسيق مع دول الضفة الشمالية من اجل معالجة مسالة الهجرة وفق مقاربة شاملة تقوم على الابعاد الانسانية والتنموية بالاساس. تنويع علاقات تونس وفي اطار خطة عمل استشرافية تهدف الى تنويع علاقات البلاد مع دول القارتين الامريكية والاسيوية ودعم التعاون الاقتصادي والتجاري العلمي مع البلدان الصاعدة بها اكد السيد عبد الوهاب عبد الله حرص تونس على تطوير الاطر القانونية للتعاون مع هذه الدول وتكثيف المشاورات السياسية وتدعيم العلاقات البرلمانية وتنشيط عمل جمعيات الصداقة وبين انه من منطلق تمسكها بالشرعية الدولية وانحيازها الدائم لقيم السلم والعدل واصلت الديبلوماسية التونسية مساهماتها الفاعلة والنشيطة في جهود المجموعة الدولية للحد من استفحال بؤر التوتر في العالم ومزيد التعريف بالمبادرات الرئاسية واهدافها لاسيما مبادرة سيادة الرئيس الداعية الى اعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب والتي توفقت البعثات التونسية بالخارج الى حشد دعم وتاييد الدول الشقيقة والصديقة لها. وتاكيدا للمكانة المتميزة التي خص بها الرئيس زين العابدين بن علي ابناء الجالية التونسية بالخارج وحرص سيادته على ايلائهم العناية والرعاية اللازمتين اشار السيد عبدالوهاب عبدالله الى سعي تونس الى توفير كل اشكال الاحاطة بابنائها في الخارج والدفاع عن حقوقهم وصون كرامتهم وتحسين اوضاعهم وايلاء عناية خاصة بالاجيال الجديدة للهجرة وشريحتي الشباب والمراة فضلا عن تطوير العمل الجمعياتي على نحو يتيح مزيد الاحاطة والعناية بمختلف مكونات الجالية وتامين تواصلها مع الوطن. وفي ختام مداخلته اوضح وزير الشوون الخارجية ان انحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم «هو عنوان المرحلة القادمة لعمل الديبلوماسية التونسية وهي مرحلة سنقبل عليها بنفس الطموح وصدق العزيمة ووضوح الرؤية خدمة لمصالح بلادنا والذود عن عزتها ومناعتها وتعزيز حضورها ومزيد اعلاء شانها بين الامم في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي». وصادق النواب اثر ذلك على مشروع وزارة الشؤون الخارجية لسنة 2010. (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 03 ديسمبر 2009)
الماريشال تأبّـط شـرّا يكشف عن عصابة إرهابية في جريدة «الحكومة»!!؟
مدوّنة السّـراب الجمهوري: كشف المشير (الماريشال) تأبّـط شـرّا عن وجود مجموعة من الصحفيين الإرهابيين الذين يعملون بجريدة “الصحافة” الحكومية، التي أصبحت مأوى للمناوئين للنظام وأعداء الوطن. وهي بالمناسبة صحيفة عمومية وليست حكومية مثلما ذهب إليه حضرة الماريشال!؟ وعبّـر الماريشال خلال جلسة استماع لجنة الشؤون السياسية بمجلس المشيرين لوزير الاتصال بالنيابة يوم 23 نوفمبر 2009 عن استغرابه لتغافل الدولة عن هؤلاء الإرهابيين الذين يعارضون سياساتها باسم الدفاع عن حريّـة الإعلام واستقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ويقبضون أجورهم من ميزانيتها ويتمعـشون من المال العام!؟ وطالب الماريشال بوضع حـدّ لهذا التسيّـب والتصدي للإرهابيين والخونة المندسّين، المستقويـن بالصحفيّـات والصحفييـن المتمردين على شاكلتهم، وبمنظمات التنسيق الجمعياتي المستقل والاتحاد الدولي للصحفيين!؟ ولم يكن الحاضرون في الاجتماع بحاجة إلى ذكاء خارق ليدركوا بأن الماريشال «الحازم» يريد توجيه رسالة إلى من يهمّـه الأمر، بأنه جاهز لاستلام حقيبة وزارة الاتصال في الحكومة القادمة. ومثلما جعل من حملته ضدّ الإرهاب الأصولي مطيّـته لنيل الماريشاليّـة والجلوس في مجلس المشيرين، ها هو يفتح ملفّ الإرهابيين في القطاع الصحفي ويحمل راية التصدي لهم جسر عبور للظفر بكرسيّ الوزارة!؟ وتنفست وزارة الداخلية الصعداء عند بلوغها الخبر وحمدت اللّه على أن وزير الداخلية لم يكن حاضرا في الاجتماع المذكور، وإلاّ لخرّ مغشيّـا عليه عند سماع إفادة الماريشال الذي تمكّن بعبقريّـته الفـذّة من اكتشاف ما عجزت عنه أجهزة الأمن!!؟ الماريشال تأبّـط شـرّا وحقدا وغـلاّ وانتهازية وبذاءة وبلاهة، رجل خارق للعادة بكل المقاييس. فهو عصاميّ فصامـيّ بنى مجده بجهده الخاص ولسانه السليط وقدراته السبابيـة المشهود بها. بـزّ كل الجنرالات النظاميين وتجاوزهم بخطابه المفـّوه وولائه الانتهازي المـبين، وارتقى بمنزلة المرتزقة من درك الوضاعة والدناءة إلى مستوى المناضلين الوطنيين الغيورين!؟ فالماريشال مدافع لا يستكين عن مبادئ حقوق الإنسان، إلى حـدّ مقاضاة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وشـلّ عملها!؟ وهو تقدّمي حداثيّ مستعـد لشنق معارضي أفكاره التنويرية في الساحات العامة، واحترامه للمرأة يحكى عنه الكثير!؟ والماريشال رجل فكر وصاحب “رؤى”، وهو كذلك رجل أعمال ناجح. فقد وشّح العدد الأول من نشريته بمقالات كتّـاب كبار قدمّـوها كمحاضرات في الندوات التي كان يديرها بمقابل في إحدى دور الثقافة. لكنه بحسّـه المنشاري المرهف نشرها كمنتوج خاص به وأبرأ ذمّـة أصحابها ودار الثقافة التي دفعت ثمن تلك الندوات من ميزانيتها، من حقوقهم فيها. وأراحهم بالتالي من عنائها، ليحمل عنهم بكلّ تضحية وتفان «وسخ دار الدنيا»!؟ وإذا قـدّر للماريشال أن يغرف من الهزال موقعا في وزارة منكوبة، فعلى الحكومة أن تعـدّ نفسها لنقل مقرّهـا من ساحة القصبة إلى .. ضاحية منّـوبة!!؟ وتنهّـد الدّومـريّ إذ أدركه الصباح، فأطفـأ المصباح وأمسك عن الكلام المبـاح.. ملاحظة : كلّ تشابه بين شخصية جناب الماريشال تأبّـط شـرّا وحضرة المستشار المحترم جدّا رضا الملولي، ليس أكثر من مجـرّد صدفـة.
زياد الهاني * الدّومري : موقد القناديل التقليدية في أزقة المدن العتيقة. تـمّ حجب مدونة “السراب الجمهوري 3” في تونس بصورة غير قانونية للاطلاع على النسخة المحـررة من “السراب الجمهوري”، الرجاء الارتباط على الوصلة التالية
http://assarab-attounsi4.blogspot.com
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 125 – 03 ديسمبر 2009
تونس، قضيّة بن بريك: اثر اعلان المحكمة الابتدائية بتونس يوم 26 نوفمبر 2009 الحكم بسجن الصحفي توفيق بن بريك لمدة ستة أشهر نافذة أصدرت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا عبّرت فيه عن “استغرابها الشديد لقسوة هذا الحكم بالنظر إلى أنّ محاكمة بن بريك غابت عنها كلّ مقوّمات المحاكمة العادلة” وذكرت انّ المحكمة “رفضت تأخير النظر في القضية حتى يتمكّن الدفاع من إعداد المرافعات”، ” و”رفضت المحكمة طلب الدفاع باستدعاء الشاكية لسماعها بالجلسة ومكافحتها بالمتّهم كاستدعاء الشاهدين المذكورين بمحاضر الشرطة لتلقي شهادتهما من طرف المحكمة.” من جهة أخرى فقد عبّرت عائلة الصحفي عن انشغالها بسبب ظروف الحجز وحالة السجين الصحية خاصة بعد أن تمّ نقله من العاصمة إلى سجن سليانة. تونس، محاكمات: احيل يوم الأثنين 30 نوفمبر أكثر من عشرين طالبا من بينهم اربع طالبات الى المحاكمة في ثلاث قضايا متعلّقة باحداث عاشتها المدينة الجامعية بمنوبة. وحضر الجلسة عدد كبير من المحامين من بينهم الاستاذ محمد جمور عضو الهيئة التاسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. وطالب المحامون باطلاق سراح الموقوفين الى حين البت في القضية لكن المحكمة رفضت طلبهم وحددت يوم الاثنين 07 ديسمبر تاريخا للجلسة القادمة. تونس، اضراب: ذكرت مصادر نقابية ان الجلسة الصلحية التي انعقدت يوم 26 نوفمبر 2009 بمقر ولاية صفاقس للنظر في برقية الاضراب الصادرة عن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس والتي تتضمن دخول عمال شركتي”سير” و”فلورتاكس” لصناعة الدهن في اضراب عن العمل لمدة شهر، لم يتوصّل خلالها طرفا التفاوض الى أي اتفاق. الاضرابان تم تنفيذهما ابتداء من يوم الثلاثاء 1 ديسمبر بالمؤسستين المذكورتين ليتواصل الى يوم 1 جانفي من السنة القادمة. للتذكير، فان عمال شركة “فلورتاكس” يطالبون بارجاع 18 عاملا من ضمنهم 6 اعضاء من النقابة الأساسية تم طردهم. وبالنسبة لعمال شركة “سير” فيطالبون بارجاع 11 عاملا الى سالف نشاطهم. هذان المطلبان تم رفضهما الى حد الآن من قبل صاحب العمل بالمؤسستين. موقع جريدة الشعب 02 ديسمبر 2009. دبي، رجال اعمال صهاينة: كشفت الازمة المالية الاخيرة التي اجتاحت دبي في الايام الاخيرة عن مجموعة من الاستثمارت الصهيونية الضخمة في الامارة الخليجية دبي. وتقدر قيمة الاستثمارات بمليارات الدولارات التي شملت بناء مشاريع مشتركة بين الحكومة ورجال اعمال من دبي ورجال اعمال من الكيان الصهيوني في سنغافورة، في مشروع “ساوث بيتش” الذي تبلغ تكلفة ارض المشروع فقط 1.2 مليار دولار، امتلاك شركة طاقة روسية بقيمة قدرت ب 5.3 مليار دولار، مشروع بناء شبكة فنادق عالمية في مونتينغرو بمليارات الدولارات، بالاضافة الى فتح ارقى المحلات التجارية في العالم لتجارة الالماس، في برج دبي العملاق وفي فنادق راقية في دبي جاوزت تكلفتها مئات الملايين من الدولارات كل هذا خلال العامين الاخيرين 2008 – 2009. رجال الاعمال الصهاينة دخلوا الى سوق الاستثمار في دبي من خلال جوازات سفر اجنبية واخرون من خلال علاقات خاصة تربطهم برجال اعمال محليين، كل ذلك في اعقاب مشاركة سرية لوفد صهيوني رفيع المستوى من حكومة الكيان في العام. من موقع انتقاد 30 نوفمبر 2009. اليمن، الولايات المتحدة: أفادت وكالة الانباء اليمنية ان اتفاقية تعاون مشتركة وقعت بين اليمن والولايات المتحدة الاميركية، يوم الثلاثاء الماضي. وقد تضمنت الاتفاقية تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل في المجال العسكري والأمني بين البلدين، وتعزيز التعاون بينهما للقضاء والتصدي لكل الاعمال الارهابية والتهريب والقرصنة البحرية والتحديات المختلفة التي تهدد أمن واستقرار اليمن. وكانت أعمال الجولة الثانية من محادثات الاركان اليمنية – الأمريكية المشتركة قد انطلقت امس حول التعاون الهادف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن الصراعات العسكرية وأعمال الإرهاب. أمريكا اللاتينية، مواجهة الازمة: أكد مسؤول في الأمم المتحدة أن السياسات الإجتماعية الفعالة التي إتبعتها غالبية دول أمريكا اللاتينية والكاريبي في الأعوام الأخيرة بغية إعادة توزيع الثروة وتقليص الفوارق الإجتماعية قد أنجتها من عواقب الركود الإقتصادي إلي حد كبير. وشدد مدير التنمية الإجتماعية في اللجنة الإقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي التابعة للأمم المتحدة علي أهمية نتائج البرامج الإجتماعية التي نفذتها المنطقة علي مدى السنوات الست الأخيرة في إمتصاص تداعيات الأزمة. وتشير بيانات اللجنة الأممية إلي أن عدد فقراء أمريكا اللاتينية قد إنخفض من 44 في المائة من إجمالي السكان في عام 2002 إلي 33 في المائة في نهاية 2007. عن شبكة آي بي اس روسيا، حلف الناتو: عقد مجلس روسيا ـ الناتو يوم الثلاثاء 01 ديسمبر اجتماعا على مستوى السفراء للتحضير لاجتماع المجلسِ على مستوى وزراء الخارجية يوم الجمعة القادم. وخلال الاجتماع المذكور اقترح السفير الروسي لدى حلف الناتو من سفراء الدول الأعضاء في الحلف تشكيل مجموعة عمل داخل إطار مجلس روسيا ـ الناتو يتم عبرها تزويد روسيا بمعلومات مفصلة حول تطورات الحملة الأفغانية. لكن مقترحات المسؤول الروسي قوبلت بالرفض من قبل ممثلي عدد من الدول. وبعد الاجتماع عقد السفير الروسي مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن ثمة بين الدول الأعضاء في حلف الناتو من يحاول جاهدا أن يعرقل كلَّ محاولة لتطوير العلاقات بين روسيا والناتو، مضيفا ان بعض الدول الأعضاء في الحلف تريد الحصول على كل مساعدة ممكنة من روسيا لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تُـطلع موسكو على أية معلومات تتعلق بتطورات العمليات العسكرية والسياسية التي ينفذها الحلف في أفغانستان. عن صحيفة “فريميا نوفوستيه” 02 ديسمبر 2009 روسيا، ببلدان آسيا الوسطى: يبدو إن كلاّ من أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزيا لم تعد تأخذ مصالح روسيا القومية بعين الاعتبار في الكثير من الحالات. أما كازاخستان فما زالت تحتفظ بعلاقات ودية مع جارتها الكبرى. أما الدول الغربية فتسعى للسيطرة على منابع النفط والغاز في آسيا الوسطى وجعلِ المنطقة أداة للضغط على روسيا. ويرى بعض المحللين أن المنطقة ستتحول من شريك استراتيجي إلى مصدر للتهديد ما لم تُعدل موسكو سياستها المتبعة إزاء هذه الدول. وبحسب مصادر في الأمم المتحدة فإن الحدودَ المكشوفةَ في أسيا الوسطى جعلت روسيا أكبر مستهلك للهيرووين الأفغاني. وتضاعف إنتاج المخدراتِ الأفغانية عدة مرات مقارنةً بما كان عليه قبل 10 سنوات. وذكر نائب روسي أن الصين لم تسمح بعبور مؤن الناتو عبر أراضيها على غرار ما فعلت روسيا. عن مجلة “إكسبرت” الروسية 28 نوفمبر 2009
هل بقي لنا خيار آخر غير الثورة ؟
د. منصف المرزوقي
في تقرير عن تبعات الكارثة البيئية القادمة على الأمن القومي الأميركي في الثلاثين سنة المقبلة, يقول ليون فيورت المستشار الأمني لنائب رئيس الولايات المتحدة السابق آل غور، إنه نتيجة ارتفاع الحرارة وشحّ الأمطار، فإن الزراعة ستنهار في كثير من المناطق منها منطقة “شمال أفريقيا والشرق الأوسط” التي ستعرف فوضى غير مسبوقة نتيجة انتشار الجوع والعطش ومحاولات الفرار باتجاه شمال مغلق بالأساطيل. لكن السيد بلخادم والسيد مبارك مشغولان، لا بالهول الذي ينتظر بلديهما، وإنما هذا بالشرف الجزائري وذاك بالشرف المصري، حيث أصرا على أن يكونا طرفا في خصومة غوغائية مشينة لم تشرّف شعبين من أكبر شعوب الأمة. لا غرابة أن تتصدّر مقالتي عن تقرير 2009 لبرنامج التنمية للأمم المتحدة الجزيرة نت أسبوعا، فلا يعلّق عليها إلا ستون قارئا، بينما تدافع المئات في يوم واحد للتعليق على الخصومة التي فضحتنا لأنفسنا. إنه وضع من يصيح “الحريق.. الحريق” فيواصل سكان العمارة، والدخان يخنق الأنفاس، خصامهم حول من بدأ ضرب الآخر: طفل زيد أم طفل عمر؟ الأكثر إحباطا نوعية الردود على المقالة. كأنّ العقل العربي لم يعد يعرف أمام أي إشكالية إلا إجابات أوتوماتيكية تخرج إما من بؤرة عقدة التفوق والحلول السحرية (أعزنا الله بالإسلام ويكفي أن نعود إليه إلخ) أو من بؤرة الإحباط الشامل وعقدة النقص المرضية (إذا عربت خربت، نحن أمة انتهت إلخ). لحسن الحظ تجد قلة تطرح السؤال الوحيد الذي يستأهل أن يلقى: ما العمل؟ * لنحاول الرد عليه بإلقائه كالتالي: ما المطلوب (هكذا في المطلق) لمواجهة الوضع الذي يصفه التقرير الأميركي وخاصة تقرير الأمم المتحدة، أي أن الأمة مهدّدة بتفاقم سبعة أخطار هي الخطر البيئي (من جفاف وتصحر ونقص حاد في الماء وانهيار الزراعة) وخطر الدولة (تفاقم القمع) وأخطار النمو الاقتصادي الضعيف وسوء التغذية والجوع وتكاثر الأمراض وتزايد هشاشة المجموعات الضعيفة، ناهيك عن الحروب الأهلية والاحتلال الخارجي. الإجابة البديهية: بجملة من الإجراءات العاجلة والهيكلية، منها على سبيل العد لا الحصر. تسخير الإعلام والتربية لحملة متواصلة تشرح التقرير وأبعاده حتى ينتشر الوعي والشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية. استنفار طاقات المجتمع بتشجيع وتمويل المبادرات في أيّ من الحقول الحيوية المذكورة أعلاه. الدعوة، نظرا لاستحالة حلّ مشاكل الماء أو البطالة في إطار حدود سايكس بيكو، إلى مؤتمرات قومية قطاعية تضم خيرة المختصين والسلطات المعنية والمجتمعات المدنية، وخبراء أجانب (مؤتمر الماء، التصحر،التلوث، الزراعة، الطاقات البديلة، التعليم، البحث العلمي، البطالة، الصحة… إصلاح الدولة إلخ ….) . وهذه بالطبع ليست مؤتمرات أكاديمية تنتهي برجوع المشاركين إلى بيوتهم، وإنما هياكل قارة تجتمع باستمرار للتشخيص واقتراح العلاج ومتابعة تنفيذ التوصيات على الأرض من قبل السلطات المختصة. لقائل أن يقول كل هذا غير وارد إلا في ظل دولة عربية فدرالية، ديمقراطية، صالحة وفعالة. ويمكنه أن يضيف أليس طلب شيء كهذا إسراف في الدلال على الدنيا ومتى وفّرت لشخص أو مجموعة الأداة المكتملة الشروط والجاهزة لحلّ مشاكله؟ ليكن. يبقى أنه لا بدّ على الأقل من دول لها الحد الأدنى من إرادة التنسيق بينها، من الصلاح والفعالية والدعم من شعوبها وخاصة من الوعي بمسؤولياتها تجاه الأجيال القادمة. لنتفحص الآن الخصائص التي ابتلينا بها ولنبدأ بالتذكير بأن الدولة هي الأداة التي يخلقها مجتمع للسهر على أمنه الخارجي والداخلي، وقد وُسّعت صلاحياتها على مرّ التاريخ لتشمل تنظيم الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وتقاض وغيرها عبر المؤسسات المختصة. حقا هي ليست الربّ الذي يقول للشيء كن فيكون، لكنها الوحيدة القادرة بحكم مركزيتها في المجتمع وصلاحياتها وإمكانياتها على بلورة وقيادة مخططات التصدي للكارثة التي تتلامح في الأفق، ناهيك عن التواصل والتنسيق مع مجتمعات أخرى مهددة مثلنا في عالم لسنا إلا جزيرة من أرخبيله. هذه الأداة يشّغلها محرّك اسمه النظام السياسي وهو جملة الأشخاص الذين يتتابعون -بالغصب أو بالتفويض الديمقراطي- لقيادتها حتى تخدم وطنا هو ماضي الآباء وحاضر الأبناء ومستقبل الأحفاد. ماذا الآن عن خصائص المحرك الذي يشغّل عندنا الأداة؟ معروف أن نواته (وإن تغلّفت بالبرلمانات والانتخابات وحاولت الاختفاء وراء دخان المصطلحات السليبة مثل الوطنية والإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون إلخ) هي إرادة وأهواء الزعيم الأوحد وحق العائلات والعصابات المرتبطة به في المال العام وحكم الأجهزة القمعية وهوس الحفاظ على المزرعة الخاصة في حدودها الموروثة بمنطق “قبضايات” الشام و”فتوات” مصر الساهرين على أمن الحارات ومداخيلها. ومن طبائع هذا النظام الهيكلية أيضا أنه ضيّق الأفق بالمعنى الزمني لا يرى أبعد من حياة الدكتاتور، وضيّق الأفق بالمعنى السياسي حيث الحكم عنده في التسلّط أطول وقت ممكن والتنعّم بملذاته الرخيصة والتغطية على اللافعالية العامة الناجمة عن انتشار فساده في كل المؤسسات نتيجة قانون “الناس على دين ملوكها”. أما معالجة المشاكل الضخمة من جذورها، فما بالك بالإعداد للأجيال المقبلة، فآخر ما يقدر عليه أو يرغب فيه وهو أول من يعلم أنه أكبر عوامل الخلل. لا غرابة أن يعتبر التقرير الدولة العربية الحالية بشكليها الأساسيين، الملكية و”الجملكية”، جزءا من المشكل لا من الحل، وأن يضعها في ثاني مرتبة الأخطار التي تهدد أمن كل عربي. فهذه الدولة أو بالأحرى النظام الذي يسيرها هي اليوم مثل الأسلحة الفاسدة التي كانت سببا في ثورة يوليو/تموز 1952، ثقيلة الحمل، عديمة الفائدة، لا تصدّ عدوا ولا تحمي صديقا، وقادرة على أن تنفجر كل لحظة لتقتل من تدعي خدمته. معنى هذا أننا عندما أفرطنا في الدلال على الدنيا ونحن نطالب لحل مشاكل تتهدد وجودنا ذاته بدولة فدرالية ديمقراطية صالحة وفعالة، فإن الدنيا أسرفت علينا بالقسوة والسخرية وهي لا توفر لنا ونحن في أصعب ظرف في تاريخنا إلا دولة قطرية استبدادية فاسدة غير فعّالة… أي أن الموجود هو النقيض المطلق للمطلوب ولأشد ما نحتاج إليه. * كلمة عابرة عن الإصلاح الذي آمنا طويلا بأنه حلّ مثالي لأزمة المحرّك الفاسد. يستعمل علماء الفلك مفهوما هو نافذة الإطلاق أي أنه نتيجة تحرك الكواكب لا توجد إلا فترة زمنية محددة لإطلاق صاروخ يصل مرماه. كذلك الإصلاح السياسي لا إمكانية له قبل الوقت أو بعد فوات الأوان. للأسف الشديد كانت هناك نافذة إطلاق للإصلاح دامت من الثمانينيات إلى 11 سبتمبر/أيلول 2001. إبان هذه الفترة التي نمت فيها المجتمعات المدنية العربية ووقع فيها انتقال السلطة في بعض الملكيات لجيل جديد من القادة وسقط جدار برلين وداهمت موجة الديمقراطية العالم، كان كل شيء ممكنا. لكن هذه النافذة أغلقت بفعل عاملين: عجرفة المتسلطين ودعم الغرب لهم نتيجة دهاء تكتيكي عميق الأسرار وغباء إستراتيجي سحيق الأغوار. قد يكون حكم المؤرخين كالآتي: إن مشروع إصلاح النظام الاستبدادي العربي -أو قل وهمه- ولد في تونس في أواخر السبعينيات وتجوّل هنا وهناك وأفاق بعد فوات الأوان في نجد والحجاز ثم مات مأسوفا عليه في موريتانيا في “انتخابات” 2009. إذا كان هذا هو الوضع، فماذا بقي لنا لكي لا نواصل انتحارنا البطيء؟ طبعا الخيار الوحيد الذي عهدت له شعوب وصلت هي الأخرى الحضيض مثل الشعب الفرنسي في القرن الثامن عشر والشعب الروسي والصيني في القرن العشرين…. الثورة. * ليطمئن قرائي المحافظون فلست بصدد التحريض عليها لا لشيء إلا لأن المثقف مجرّد لسان للتعبير عن أفكار نضجت قبله وخارجه في الوعي الجماعي، وعلى كل حال فالثورة بدأت منذ زمن بعيد وقلّ من يعي. ” ما يجب أن ينتبهوا له أن الخيار اليوم لم يعد بين الإصلاح والثورة وإنما بين الثورة المسلحة والثورة المدنية. الأولى هي التي أخمدها بالقوة النظام الاستبدادي في حماة والصعيد وجبال الجزائر. لكنها لم تهجر المراكز الكبرى إلا للتموقع على التخوم في اليمن والسودان والصومال والصحراء في انتظار استغلال محكم لما كدّس الطغاة من الحطب اليابس. والثانية هي المقاومة السلمية التي تواجه بها المجتمعات المدنية من الخليج إلى المحيط النظام الفاسد من الكتابة على الجدران أو في الإنترنت، إلى تنظيم المؤسسات المدنية والسياسية المستقلة، إلى افتكاك حرية الرأي، إلى المظاهرات، وصولا في يوم من الأيام إلى الإضراب العام تتويجا للعصيان المدني. الثابت أننا نعيش تسابقا محموما وتنافسا غير مرئي بين الثورتين المتصاعدتين ولا أحد قادر على التنبؤ بمن ستتحمل أعباء مواجهة الإعصار القادم. مما يعني أنه لم يعد من خيار لكل عربي, اللهم إلا إذا كان فاسدا أو من نوع “بقر الله في زرع الله”، غير الانخراط بالقلب أو باللسان أو بالفعل في إحدى الثورتين. إن كان لهذا المقال صبغة تحريضية فللدعوة بقوة إلى الانخراط وبأعداد متزايدة في الثورة المدنية وذلك لجملة من الأسباب أهمها: أن التاريخ يثبت أنه بقدر ما الثورة المسلحة شرعية وفعالة في مواجهة الاحتلال الخارجي بقدر ما هي سلبية المردود في مواجهة الاحتلال الداخلي حيث تستبدل استبدادا باستبداد آخر كما فعلت الثورة الفرنسية التي جاءت بنابليون والثورة الروسية التي جاءت بستالين والثورة الصينية التي جاءت بماوتسي تونغ المتسبب في أكبر مجاعة عرفتها الصين في القرن العشرين وفي أكثر الثورات عبثية. أي الثورة الثقافية في نهاية الستينيات. أن من يقود الثورة المسلحة دوما عقائديون أحاديون لا أخطر منهم على مجتمع تعددي بطبعه، ناهيك عن تشبعهم بالعنف وإيمانهم الأعمى بأنه الحل السريع والحاسم لكل مشكلة. أن الثورة المسلحة من فعل نخب تعتبر المجتمع المحرّر مجتمعا مغزوا وتعامله على هذا الأساس وهو ما يفسر سرعة عودة الفساد، بينما الثورة المدنية من فعل قطاعات واسعة من المجتمع ولا مكان فيها لأفضلية أو مزية طرف على آخر، ويمكن للحرية التي تؤطرها وضع كل الآليات الفعالة لمحاربة عودة هذا الفساد. أن التغييرات التي تفرضها بالقوة الثورة المسلحة هي دوما سطحية وشكلية بينما لا تقوم الثورة المدنية إلا على أسس ثورة في العقول ومن ثمة بقاؤها أضمن. أن الثورة المسلحة الإسلامية، التي تسميها السلطات الاستبدادية والاستعمارية إرهابا، لم تضعف النظام العربي الفاسد بل مدّدت في أنفاسه وهي تضفي عليه شرعية الدفاع عن الحداثة والاستقرار. على العكس من هذا استطاعت الثورة المدنية عبر الإعلام وحده كسر شوكة المستبدين و”قتلهم” في العقول والقلوب وهي المرحلة التي تسبق نهايتهم في فضاء “الواقع”. أن بوسع الثورة المدنية التي تفرّق بين النظام والدولة التعويل على الدعم والتعاطف حتى من داخل أجهزة الدولة الرهينة، في حين يؤدي الخلط عند الثورة المسلحة إلى تجميد هذا الزخم أو دفعه للالتحام بصف العدو. أن الدولة التي تنبثق عن المقاومة المدنية أثبت وأطول عمرا من التي تأتي بها الثورة العنيفة وهل ثمة دليل أبلغ من انهيار الاتحاد السوفياتي بعد سبعين سنة من البلشيفية. أن لمثل هذه الدول نجاعة أكبر في التعامل مع تحديات بمثل خطورة التي نواجهها حيث تنجح لا فقط في تجنيد المؤسسات وإنما أيضا في إشراك مجتمع حرّ هو أكبر عوامل النجاح. * ” لقائل أن يقول، لنفترض أن الحياة كفّت عن السخرية منا وأننا ارتقينا لمصاف التحديات ونجحنا في ثورتنا المدنية موفرين على أمتنا المنهكة حمامات بل شلالات من الدم، فهل سينتظر التصحر والجوع والبطالة قيام الدولة الديمقراطية في كل قطر ثم الاتحاد العربي لمواجهة الأخطار الزاحفة علينا زحف الجراد؟ طبعا لا، فكل هذه المشاكل تتفاقم ونحن بصدد الصراع من أجل إيجاد الأداة الكفيلة بمواجهتها. يمكن للمتشائم الإضافة: إذن الطامة الكبرى مؤكدة سواء عجزنا عن توفير الأداة أو وصلت متأخرة؟ ممكن، لكن الاستنتاج ليس لننتظر الطوفان مضطجعين، وإنما لنتحرك بسرعة أكبر لتفاديه أو للتقليل من أضراره. يتطلب هذا: أن نعلن نحن الشعوب، حالة الطوارئ التي بدت دوما من اختصاص السلطة المستبدة. أن نصعّد جهودنا من داخل الدولة الأسيرة ومن خارجها للانتهاء من النظام الاستبدادي الفاسد وبناء الدولة الديمقراطية الوطنية في أقرب الآجال. أن نعود لمشروع الوحدة لكن في شكل اتحاد دول ديمقراطية على غرار الاتحاد الأوروبي. أخيرا لا آخرا أن تستولي كل المجتمعات المدنية حتى وهي ترزح تحت الاحتلال الداخلي، على ملفات التصحر والجفاف والماء إلخ. كل هذا مساهمة في الثورة المدنية التي يجب على كل عربي له الحس الأدنى من المسؤولية تجاه الجيل المقبل الانخراط فيها بعقله وقلبه ولسانه وذراعه، الراية “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم”…. وإلا فمن الأحسن أن نكف عن الزواج والولادة لمجرد تبرئة الذمة عملا بقول المعري: هذا جناه أبي عليّ .. وما جنيت على أحد (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 03 ديسمبر 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الرسالة 704 تونس في 24/11/2009 بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك السعيد أتقدم بخواطر وتمنيات قلبية لتغييير وضعنا لما هو أحسن وأفضل
بقلم محمد العروسي الهاني في كل سنة تحتفل أمتنا العربية والإسلامية بعيدي الفطر والأضحى وهما عيدان جعلهما الله تعالى شأنه رحمة لعباده المؤمنين من عبادات ونفحات ربانية وصيام وقيام شهر رمضان المعظم وأداء فريضة الحج الركن الخامس لديننا الحنيف والحمد لله جعل العيدين تتويجا للعبادة والتقوى وهما عيدان فيهما الرحمة الإلاهية والمغفرة وفيهما خيرات من الله وبركاته وفضله وجوده وأسراره الربانية ونفحاته الإلاهية وأنواره القدسية وعفوه الشامل وغفرانه العظيم ونعمته التي يشمل بها عباده المؤمنين وهدايته التي تعم أرجاء الدنيا في العيدين المباركين جعلهما الله سبحانه وتعالى عيدين للتسامح والرحمة والصفاء والأخوة والفتح المبين على أبصار عباده وتطهير قلوبهم وتنويرها بنور العلم والدين الإسلامي والتسامح بين المسلمين بصفاء ورحمة وصفح وعفوا شاملا والابتعاد على الوشاية للعدو ضد المسلمين والتنابز بالألقاب والتفاخر بالاموال وزينة الحياة والكبرياء على الضعفاء وحقرة المستضعفين والفقراء والمساكين والغلابة وهضم حقوقهم وحتى نكون بحق أمة الإسلام وأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يفتخر بنا أمام الأمم يوم القيامة إذا كنا بحق أمة خاتم الأنبياء والمرسلين أمة الرحمة والعفو والتسامح والمحبة والتضامن والترفع على الأشياء السخيفة والبهرجة والكبرياء واتهام بعضنا وسوء الظن ببعضنا والنظر لضعاف الحال بنظرة الاحتقار والسخرية من الغير وتضعيف بعضنا لفائدة أعدائنا المتربصين بنا كل هذه الأمور من شأنها إذا استحضرناها بعقل نير وتفتح رصين ونظرة إسلامية وبحب عميق لديننا الحنيف وللمسلمين في عيدنا الذي سنحتفل به يوم الجمعة 10 ذي الحجة 1431 ه الموافق ليوم 27 نوفمبر 2009. يوما عظيما ويتضاعف شأنه عندما يصادف يوم الجمعة عيد المسلمين وهو في الواقع عيدين والحمد لله الذي جعلنا من امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الأنام، فهل العيد سنطوي فيه صفحة الماضي والاحقاد والخلافات والبغضاء والكراهية والحملات الإعلامية والتهكم على بعضنا من كبار القوم ورمزها ورجال الإعلام في مصروعدنا الى الحملات المشبوهة والمحمومة كصوت العرب عام 1958 حتى 1968 وهل سنقلع على محاولة التصدي لبعضنا وهل سنضع حدا للإساءة والتحامل على أمتنا وشعوبنا وتاريخنا المجيد ومجدنا وثورتنا وهل سنتواضع ونحترم بعضنا وتقاليدنا وهل سنترك التفاهات والشطحات والترهات والرقصات من أجل أمور عابرة وكرة أصبحت هي مخدر الشعوب مثل الغناء والرقص وهل حان الوقت لنترك اللغو والإساءة وهل حان الوقت ليحترم القوي الضعيف في أمتنا العربية والإسلامية دون حقرة وهل حان الوقت لنضع اليد في اليد بفكر ثابت وخوف من الله تعالى وهل حان الوقت لنصارح بعضنا بوفاء وهل حان الوقت لفهم لعبة العدو الذي يريد منا أن نحارب نيابة عنه بعضنا وهو يتفرج وهل حان الوقت لنضع صندوق مشترك للقضاء على الجوع والبطالة والجهل عوضا من صرف الأموال في الحروب والتهويل الإعلامي وهل حان الوقت لإيقاف السفر والتبذير في حفلات صاخبة في نزل ذات 5 نجوم بالخارج ونعاهد الله على صرفها على ضعاف الحال في أقطارنا وهل نعاهد الله على الابتعاد على المحارم بأنواعها وننفقها في تنمية وتطوير شعوبنا وتقدم أمتنا المحتاجة إلى الدعم وهل حان الوقت لتكوين سوق عربية موحدة من المحيط إلى الخليج لتروج فيها منتوجاتنا وهل حان الوقت لدعم الشورى بيننا كما أمر الله بذلك وقال و أمرهم شورى بينهم وهل حان الوقت أن نقول الحقيقة لبعضنا بوضوح وصدق ودون نفاق ومجاملة وهل حان الوقت لتكوين دفاع وطني مشترك لنتحدي نوايا العدو المتربص بنا والمعادي لنا . وهل حان الوقت لنجعل تأشيرة الحج ميسورة وغير معقدة ودون وساطة وهل حان الوقت أن يجد كل مواطن عربي الرد والإهتمام الرد والاهتمام لمشاغله ومتطلباته دون تردد وهل حان الوقت أن يجد المواطن العربي من المحيط إلى الخليج في العمل والحصول على حقوقه الإجتماعية وهل حان الوقت أن يجد الشاب العربي المسلم مجال في التعليم مفتوحا أمامه في كل أقطارنا العربية والإسلامية دون ميز مثل أوروبا وهل حان الوقت ليجد المواطن العامل بالبلدان العربية حقه كما يجده في فرنسا وألمانيا وهولاندا وسويسرا مثلا وهل حان الوقت لفتح حوار عربي في كامل أقطارنا بحرية وتلقائية وشفافية وهل حان الوقت لكرس الحواجز الحديدية أمام المواطن العربي عندما يريد مقابلة مسؤول كبير كرئيس دولة أو امير او ملك فضلا على مقابلة مسؤولا من درجة ثانية في أقطارنا العربية أو درجة ثالثة أو رابعة وهل حان الوقت لفتح الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب لكل المواطنين ودعم حرية التعبير والكتابة بأكثر حرية وبدون خطوط حمراء ما عدى هتك الأعراض أو الشتم والثلب مثلما حصل في مصر مؤخرا..؟؟؟ إذا تحقق ذلك نستطيع أن نقول بكل وضوح وجرأة وشجاعة أننا من أمة الإسلام ومن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونكون تصديقا للآية القرآنية كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله صدق الله العظيم. وقتها نقول للجميع عيدكم مبروك وأعاده الله علينا وعلى الجميع باليمن والخير والبركة. هذه الخواطر أملتها الظروف وحددتها المواقف وقيدتها سلوكيات أشخاص ودعمتها أحداث مؤلمة وفرضتها تصريحات ومزاعم. وأكدتها تصرفات وأبرزتها مواقف وحملات إعلامية وصورتها أفعال وأقاويل لا تليق ونسجتها أيادي لا تريد الخير لأمتنا وشعوبنا وأفرزتها التشبث بغرور الدنيا ومتاعها وكشفتها الأيام والشهور مادامت الدنيا لا تدوم وروتها التحديات والبعض من العقول ودعمتها أقوال البهتان والزور من عدو لدود وفضحتها أقلام الحرية وجرأة العقول ونقشتها عقيدة المسلم الغيور وعمقتها أفكار الدستوري الطهور وصاغتها جرأة المناضل الجسور بأسلوب حضاري معقول لا يعرف قول الزور ويسعى أن يكون العيد عيدين بفهم عميق لمعاني تهاني العيد السعيد حسبما جاء به الشرع والسنة وديننا الحنيف وكتاب الله العزيز وطبقا لشريعتنا السمحاء التي جاء بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل . وكل عام والامة بخير إذا كانت شاعرة بالمسؤولية وحكامها في مستوى الأمانة التاريخية واعلامنا نزيها نزيها محمد العروسي الهاني
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الرسالة 703 تونس في 24/11/2009
المناظرات الوطنية تحتاج إلى إشراف من مؤسسة رئاسة الجمهورية
بكل روح وطنية ومسؤولية وأخلاق عالية وبكل موضوعية وصدق ودون تشنج أو تحامل على أحد أو إصدار أحكام مسبقة أو مؤجلة أو إساءة لطرف معين لأن أخلاقنا تفرض علينا الترفع على كل ما من شأنه إحراج أحد ولكن في المقابل ومن باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، أعود للحديث الذي قلته ونشرته عبر هذا الموقع الممتاز موقع حرية الكلمة والتعبير لأكرر القول بأنه بات من الضروري والملحّ والأكيد والعاجل التأكيد على دعم فكرة تكوين لجنة عليا من رئاسة الجمهورية و سيادة الرئيس يعينها شخصيا و مهمتها الإشراف على عملية الانتدابات والمناظرات الوطنية حتى يطمئن القلب ويرتاح الضمير وتزول الشكوك والظنون وكل الأقاويل وحتى نطمئن على دعم شفافية الانتدابات والمناظرات التي تنظم على طول السنة وخاصة المناظرات التي تتعلق بالتربية والتكوين وما أدراك ما التربية والتكوين هذه الوزارة تنتدب سنويا حوالي 3700 أستاذ ومعلم جلهم من حاملي الشهائد العليا حتى سلك المعلمين أصبح يشارك فيه أصحاب الإجازة والأستاذية لأن الشباب الذي انتظر طويلا لمدة ستة أعوام وهو في حالة إحباط ويأس اضطر للمشاركة في مناظرة تكوين سلك المعلمين لعام 2010 ولكن أعرف بحكم علاقتي ونضالي الوطني ومعرفتي لعدد من المناضلين والمواطنين في عدة جهات أن عدد من أبناء المناضلين والمواطنين ومناطق الظل والغلابة والفقراء وأصحاب الحاجة لم ينجح أبناءهم في المناظرة. لست أدري لماذا أبناء منطقة الحجارة منطقة الظل التي راهن عليها الرئيس زين العابدين بن علي وفك عزلتها لم ينجح أبنائهم لماذا يا ترى؟؟؟ وأعرف أبناء من حمام الشط ومن جهة سجنان والكريب والحنشة والجم لم ينجحوا في المناظرة الأخيرة وقد اختارت الوزارة كلمة ” يؤسف لعدم قبولكم” وكنا نتمنى أن يحظى أبناء مناطق الظل بكلمة ” يسرنا قبولكم” كما أدخل الرئيس بن علي السرور والبهجة على مناطقهم المعزولة سابقا ولكن شتان بين تصور الرئيس وممارسة الآخرين ومعاملتهم لأبناء مناطق الظل . وقد كنت تحدثت في هذا الموضوع في أكثر من 18 مقالا بصراحة منذ سنة 2007 ولكن مقالاتك يا هاني عندهم مثل كتاب” زبور والكلمة المشهورة”؟؟؟ ومن باب الأخلاق الفاضلة والسلوك الدستوري ولا أريد مزيد التوضيح والتلميح والإشارة لأن الموضوع واضح ولا يحتاج إلى المزيد من التفاصيل والمراحل التي عشناها منذ عام 2007.لكن أشير هنا فقط لملاحظة واحدة في الجم ولاية المهدية حصل قبل إجراء مناظرة تكوين المعلمين بشهر انتداب البعض من ذلك فتاة اسمها هيفاء بشهادة البكالوريا كيف تم التعيين قبل المناظرة. وهذا ما حصل سنة 2008 في 9 أكتوبر 2008 ورغم جهود السيد وزير الوظيفة العمومية مشكورا حصل التعيين العام 2008 لأشخاص دون سواهم وبقيت مناطق الظل في التسلل. ..وان الدواء يكمن في تكوين لجنة وطنية من رئاسة الجمهورية تشرف على المناظرات. وأعتقد أن مراجعة النتائج وارد من لون قائد سفينة تونس وربانها صاحب المشروع صاحب المشروع العادل الحضاري بين الجهات والأجيال والثقة الكاملة في شخص سيادة الرئيس لإعادة الاعتبار للريف وضعاف الحال والغلابة ومناطق الظل وأبناء ضعاف الحال الذين لهم إلا وجه الله تعالى و الرئيس يدعمهم و يرعاهم بعطفه و حنانه المعهود و قلبه المفتوح قال الله تعالى” وما ربك بغافل عما تعملون ” صدق الله العظيم . ملاحظة: لتوضيح الأمور ووضع النقاط على الحروف أذكر أسماء مناطق الظل الذين لم يسعفهم الحظ في النجاح 1/ محمد الهادي بوعجيلة من الحجارة الحنشة 5/ سلمى حمودة من الحجارة الأصل تقطن بحمام الشط 2/ ناجح الشاوش من الحجارة الحنشة 6/ نور الهدى بالهاني من الحجارة الأصل تقطن بحمام الشط 3/ محمد الشرودي من بير الشعبة الحنشة 7/ حياة السعيداني من سجنان 4/ محمد الفرجاني من رياض بوهلال الجم 8/ مها نجلة عبد الجليل عبد ربه المناضل من الكريب مجازة في اللغة الفرنسية 9/ أميرة رقية من الجم ابنة المناضل يوسف رقية مجازة في اللغة الفرنسية و عاشرا اسمهان الدرويش من الهوارية ولاية نابل مجازة في الصحافة وعلوم الإخبار هذه القائمة لم يسعفها الحظ رغم تكرار المطالب من سنة 2007 إلى اليوم وكل دورة يكون نصيبهم الفشل لماذا؟؟؟ و الله لا يهدى لي بال حتى تصل رسالتي إلى صانع ربيع تونس و قائد سفينتها. الرئيس زين العابدين بن علي و اني على يقين تام بان سيادة الرئيس سيأخذ بعين الاعتبار ما جاء في هذه الرسالة من ملاحظات و مقترحات عملية و قد قدمت سابقا عديد المقترحات التي اعتبرها هامة و مفيدة لفائدة وطني العزيز و الله ولي التوفيق. محمد العروسي الهاني مناضل دستوري و كاتب. الهاتف 22022354
ًعاءدون في ضيافة عميد اللاجئين التونسيين الأستاذ عبد السلام بوشدًاخ
Date: Jeudi 3 Décembre 2009, 5h08 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ًعاءدون في ضيافة الأخ الأستاذ النقابي
عبد السلام بوشدًاخ عميد اللاجئين السياسين منذ 1981 وأحد مؤسسي التيار الإسلامي في تونس يتحدث عن تجربته الشخصية في المهجر ، وفاة إبنته وعن إنتظاره لتجديد جواز سفره منذ 1990 وطنية وحبً عميق لوطنه تونس ….. نشكر له حسن الإسقبال وسعة صدره عبد الجليل السعيدي -مستقل باريس pour voir la vidéo cliquez sur ce lien merci
http://www.youtube.com/user/MultiSAIDI Groupe Facebook: AÏDOUN ILA TOUNES
http://www.facebook.com/group.php?v=wall&ref=ts&gid=216677883568
لا العود عود ولا الديار ديار
جمال الدين أحمد الفرحاوي
لوتن في 5/11/2009
لا العود عود ولا الديار ديار ^^^^ ما دام ضـيم قـائم وحصار أبدا أفكر في الإياب ودوني ^^^^ أخ شـريد تحفّه الأخطـار قد بح صوت العالمين جميعهـم ^^^^ والجمع يهتف دونهم أسوار كم في البلاد محاصر ومشرّد ^^^^ أفلا أكون مثلهـم صـبـّار قالوا إنتخبنا وبئسما جاؤوا به ^^^^ وغد سخيف ويحهم كم جاروا ظلموا الرعية ويحهم من خالق ^^^^ الظـلم عنده في النهاية نار سلبوا البلاد واستباحوا نعيمها ^^^^ وتقاسموها غنـيمة ونـضـار يا بئس قو م أستباحوا مظالمـا ^^^^ والموت آت والكؤوس تدار ظنّـوه عيشـا لا نهـاية بعـده ^^^^ والموت ماح والنفوس صغار يا ويحهـم يـوم التّـناد أراهم ^^^^ زفّوا فرادى تحفّهم أقدار أين الرئيس وزوجـه وقريـنه ^^^^ بل أين جنده أينها الأصهـار جاؤوا وكـلّ كتـابه مشهودة ^^^^ والحق ّباد والـسراط تـزار من ذا يزوّر يومها صحفا بدت ^^^^ الحقّ فيها أبـلـج حضّـار اليوم كلّ وزيرة بميـزانـهـا ^^^^ فاحفظنا ربّي أيّها السّتـار وارزقـنا منك توبة يا راحمـا ^^^^ وقنـا عذابك أيّها الجبّـار واحفظ إلاهي يا قدير بلادي ^^^^ واسحق إلاهي بموطني من جاروا
الفاتيكان: المثليون ‘لن يدخلوا ملكوت السماء’
الفاتيكان ـ ا ف ب: اكد الكاردينال خافير لوزانو باراغان وزير الصحة السابق في الفاتيكان ان المثليين والمتحولين جنسيا ‘لن يدخلوا ملكوت السماء’، واضاف ‘انهم رغم كل شيء يجب التعامل معهم باحترام’. ونقلت وكالة ‘انسا’ الايطالية عن الكاردينال تصريحه ان ‘المتحولين جنسيا والمثليين لن يدخلوا ملكوت السموات. ليس انا من يقول ذلك بل القديس بولس’. وتابع ‘لا نولد مثليي الجنس بل نصبح كذلك لأسباب عدة، بعضها يتعلق بالتربية او بعدم اكتمال نمو الشخصية خلال فترة المراهقة. ربما ليسوا مذنبين لكن السلوك المخالف للطبيعة ولكرامة الجسم الانساني يعتبر اهانة للرب’. واستشهد وزير الصحة المتقاعد والعضو في مجالس حبرية عديدة برسالة بولس الى اهل روما حيث قال في الاصحاح الاول (الآية 26 و27) ان ‘اما الاهواء الشائنة فاستبدلت اناثهم بالوصال الطبيعي الوصال المخالف للطبيعة وكذلك ترك الذكور الوصال الطبيعي للانثى والتهب بعضهم عشقا لبعض فأتى الذكور الفحشاء بالذكور فنالوا في انفسهم الجزاء الحق لضلالتهم’. وخلص الكاردينال الى ان ‘المثلية خطيئة الا ان ذلك لا يبرر اي نوع من ممارسة التمييز العنصري تجاهم. الله وحده يملك الحق في ان الادانة.. نحن كبشر لا نملك هذا الحق وجميعنا متساوون امام الله. المثليون ايضا من البشر ويجب التعامل معهم باحترام’
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 ديسمبر 2009)
تقرير إخباري: أوروبا وحظر المآذن في سويسرا «فوبيا الاسلام».. أم انقلاب على القيم الحقوقيـة؟
بقلم: صالح عطية تونس الصباح
قد لا يكون من المبالغة القول، أن موضوع حظر المآذن في سويسرا، يعدّ أكثر الموضوعات التي أثارت ردود فعل واسعة، في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي، وضمن الهيئات والمنظمات الحقوقية، إلى جانب الأمم المتحدة، فيما يشبه “الانتفاضة” السياسية والحقوقية والدينية، التي جعلت بعض المراقبين لا يترددون في وصف التصريحات التي أعقبت الإعلان عن نتائج الاستفتاء السويسري بـ “الحمّى” التي أصابت المجتمع الدولي برمته.. وكان نحو 57.5 في المائة من السويسريين أيدوا في استفتاء أجري الأحد المنقضي، حظر تشييد المآذن في سويسرا، ما اعتبر خطوة تاريخية غير مسبوقة، لم يبدأ رفضها من الصف العربي بقدر ما جاء من داخل “الحزام” الأوروبي بالذات.. قلق أوروبي فقد أعرب عدد من المسؤولين الأوروبيين عن أسفهم لنتيجة التصويت، وعن خشيتهم من عواقب مثل هذا القرار، فيما رأى آخرون أن التصويت يعكس قلقاً حقيقياً ينبغي أخذه على محمل الجد.. وعبر وزير الهجرة الفرنسي، اريك بيسون عن الاستياء الغربي بقوله انه “لا ينبغي إعطاء شعور باستبعاد ديانة بعينها، كالإسلام في هذه الحالة”. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير عن صدمته لما وصفه بأنه تعبير عن “عدم قبول الآخر”. ولم تخف الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي من جهتها، استغرابها لطرح الأمر أصلا على استفتاء.. وقالت وزيرة الهجرة السويدية، نيامكو سابومي إن “لدى سويسرا نظام استفتاء شعبياً رائعاً لكن يساء استخدامه أحيانا، كما في هذه الحالة بعينها”. وأضافت الوزيرة وهي من أصل إفريقي، “ليس ثمة مشكلات بين المسلمين والأوروبيين في الاتحاد الأوروبي، المسلمون هم أوروبيون”.. وفي خطوة لم تكن متوقعة حتى من السويسريين ذاتهم، أيد الفاتيكان موقف الأساقفة السويسريين، الذين اعتبروا حظر بناء المآذن “ضربة قاسية لحرية المعتقد”. وقال رئيس المجلس البابوي للمهاجرين (المونسنيور ماريا سفيليو) في تصريح صحفي، إننا “نتبنى الموقف نفسه للأساقفة السويسريين”، فيما أعلن الأمين العام للمؤتمر الأسقفي السويسري، المونسنيور فيليكس غمور، أن أساقفة سويسرا مستاؤون، مضيفا “إن المجمع الفاتيكاني الثاني يقول بوضوح أن من المسموح لكل الديانات بناء أماكن عبادة، والمآذن هي أماكن عبادة. إنها ضربة قاسية للحمة” المجتمع السويسري. وجاء التصويت في الاستفتاء الذي بادرت إلى المطالبة به قوى، أبرزها حزب الشعب السويسري اليميني المتطرف، بعد حملة تعبئة واسعة النطاق قامت بها القوى المناهضة للمسلمين في البلاد، اعتمدت التحذير من الوجود المسلم وأوردت مضامين ذات طابع عنصري في خطاباتها ومضمون حملتها.. ترحيب “عنصري” في مقابل الرفض الأوروبي لنتائج الاستفتاء على حظر المآذن في سويسرا، أبدت كل من إيطاليا وهولندا ترحيبهما بـ “القرار” الشعبي السويسري.. فقد حيا العديد من السياسيين الإيطاليين نتيجة الاستفتاء، من بينهم وزيران في رابطة الشمال الشعبوية المنضوية في حكومة سيلفيو برلوسكوني، إلى جانب عدد من نواب اليمين.. وقال نائب وزير البنى التحتية والنقل، روبرتو كاستيلي في هذا السياق، “للأسف نحن نواجه هجوماً قويا يستهدف هويتنا من جانب دين غير متسامح مثل الإسلام”، واقترح بالتالي أن تضيف ايطاليا صليباً على علمها الوطني.. من جهته، وصف النائب الهولندي اليميني المتطرف، غيرت فيلدرز، نتيجة الاستفتاء السويسري بأنها “رائعة”، وقال إن حزبه سيطالب الحكومة الهولندية بالعمل على إتاحة تنظيم استفتاء مماثل، وذلك على الرغم من أن الدستور الهولندي لا ينص على تنظيم استفتاءات، التي تبقى “خصلة” ينفرد بها النظام السويسري بين بقية الأنظمة الأوروبية الأخرى.. وينتمي النائب إلى (حزب الحرية)، الذي يشغل تسعة مقاعد من أصل 150 في مجلس النواب الهولندي.. ويعارض فيلدرز بشدة، “أسلمة” أوروبا ويعتبر القرآن الكريم “فاشيا”، مشبّها إياه بكتاب أدولف هتلر “كفاحي”، وهو رجل معروف ـ إلى جانب ذلك ـ بتصريحاته الداعية إلى حرق القرآن الكريم .. أما في ألمانيا، فإن الموقف يبدو أكثر حذرا من إيطاليا وهولندا.. إذ اعتبر أحد القيادات في حزب المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل (الاتحاد المسيحي الديمقراطي)، أن “التصويت يعكس خشية من أسلمة المجتمع”، وأوضح فولفغانغ بوسباخ، أنه يتوجب “التعامل مع هذا الاستفتاء بجدية”، في إشارة إلى وجود أصوات عديدة من داخل سويسرا كانت ترى في هذه المآذن “رمزا سياسيا دينيا”.. وأعرب البرلمان الأوروبي في بيان تناقلته بعض وسائل الإعلام الأوروبية باحتشام، عن قلقه من نتيجة الاستفتاء، ولكن أيضا من التداعيات الممكنة لردود الفعل التي تزداد ضراوة يوما بعد يوم.. ويبدو أن رفض المآذن في سويسرا، لم يأت من الأوروبيين فحسب، وإنما جاء كذلك من بعض الايمة المقيمين في الغرب، من بينهم رئيس المركز التعليمي المسلم بأكسفورد، وإمام جامع سمرتاون، الذي لاحظ أن “المآذن ليست ركنا أساسيا في الإسلام، مشيرا إلى أن التصويت السويسري على حظر بناء المآذن، لا يمثل إهانة للحقوق الدينية للمسلمين.. وأضاف الهارجي، أن هذه المآذن استخدمت قديما لنشر الدعوة للصلاة، أما الآن فلا ضرورة لها، حيث يتم تلبية هذا الهدف عن طريق التكنولوجيا الحديثة.. العرب بين التشنج .. والعقلانية على صعيد آخر، كان العرب بسياسييه وعلمائه ومفتييه، في قمة رد الفعل إزاء نتيجة الاستفتاء السويسري، بين مقاربات ومواقف متشنجة لم تستوعب الموقف الشعبي السويسري، وآراء تحاول أن تتفهم هذا الموقف غير المسبوق في تاريخ سويسرا.. فمن جدة، أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلو في بيان عن “خيبة أمله وقلقه إزاء نتيجة الاستفتاء”.. وقال الأمين العام لهذه المنظمة التي تضم 57 دولة يعيش فيها أكثر من مليار مسلم، أن الحظر يعد “نموذجاً جديداً يجسد مشاعر العداء المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا من قبل جماعات اليمين المتطرف العنصرية والمعادية للمهاجرين وللأجانب، والتي تقف في وجه المواقف الحكيمة والمنطقية والقيم العالمية”.. وأوضح أوغلو، أنه مقابل انخراط المسلمين في مكافحة التطرف، “نرى أن المجتمعات الغربية أصبحت اليوم رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الإسلام، ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية التي تكرس الاستقطاب والتشرذم في المجتمعات”.. لكنه ناشد المجتمعات المسلمة “الالتزام بالوسائل السلمية والديمقراطية في التعبير عن آرائها بشأن هذه المسألة”.. ومنذ الوهلة الأولى للإعلان عن هذا الاستفتاء، وصف مفتي الديار المصرية، علي جمعة نتيجة الاستفتاء بأنها “ليست إساءة طفيفة للحرية الدينية، إنما أيضا إهانة لمشاعر الطائفة الإسلامية في سويسرا وسواها”.. وقال “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” مقره بروكسيل، في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه، “إنّ ما جرى (من استفتاء ونتائجه) يبعث على القلق الجدِّي، ويؤشِّر إلى حالة من التراجع في بعض البلدان الأوروبية عن الحقوق الأساسية والحريات الدينية، وهو ما يستدعي الاستدراك والمعالجة على جميع الأصعدة”.. وأدان المرجع الديني الشيعي اللبناني، محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء، وقال في بيان “إن حملة دعائية استهدفت إثارة الرأي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوهة ومخيفة عن الإسلام”.. ورأت جمعية نهضة الأمة الرئيسية في اندونيسيا في الاستفتاء، مؤشراً على “الكراهية” و”اللاتسامح”، لكنها دعت بالمثل إلى ضبط النفس.. وفي باكستان اعتبر خورشيد احمد نائب رئيس الجماعة الإسلامية العضو في البرلمان أن الاستفتاء “يعكس كراهية شديدة للإسلام”.. ولعل الموقف اللافت للنظر في سياق المواقف العربية والإسلامية، ذاك الذي صدر عن الدكتور عبد العزيز التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو)، الذي دعا دول العالم الإسلامي إلى “مقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا”، و”سحب الأرصدة المالية من المصارف السويسرية”، في محاولة لممارسة ضغوط على الحكومة السويسرية ونخبها وبرلمانها، سيما وأن العرب يملكون الأرصدة الأضخم في سويسرا.. من ناحيته، أكد الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الدعاية اليمينية المتطرفة ضد المسلمين، وتخويف الأوروبيين من الإسلام، كانت وراء نتيجة الاستفتاء حول حظر المآذن في سويسرا. ودعا القرضاوى مسلمي سويسرا للعمل على إلغاء القرار بالطرق القانونية المشروعة وأن يظلوا على وفائهم وولائهم لوطنهم وألا يلتفتوا إلى المهيجين والمحرضين على البغض. صمت عربي مثير وفي غياب مواقف من الدول العربية، بادر الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بالإعلان عن رفضه التصويت ضد بناء المآذن في سويسرا، معربا عن الأمل في أن تجري معالجة نتيجة الاستفتاء بوسائل قانونية، وذلك من خلال اللجوء إلى الجهات المسؤولة والمحاكم المعنية بحقوق الإنسان.. غير أن الموقف التركي الذي أفصح عنه رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، كان الأقوى بين المواقف الإسلامية، حيث اعتبر أردوغان أن منع بناء المآذن في سويسرا، يعدّ انعكاسا لتصاعد موجة العنصرية في أوروبا، مؤكدا أن “كراهية الإسلام جريمة ضد الإنسانية”.. وفي الحقيقة، اتسعت دائرة الرفض للقرار السويسري، لتشمل المنظمات الحقوقية.. فقد رأت منظمة العفو الدولية، أن نتيجة الاستفتاء تشكل “انتهاكاً لحرية المعتقد التي لا تتماشى مع الاتفاقات التي وقعتها سويسرا”.. وفي جنيف نفسها، عبرت المقررة الخاصة لحرية المعتقد في الأمم المتحدة أسماء جهانغير عن “بالغ قلقها” أمام ما اعتبرته “تمييزاً واضحاً”.. ويبدو أن “غمامة” العداء، وموجة الغضب وردود الفعل هذه، قد لا تقف عند هذا الحدّ، خصوصا بعد أن سجلت سويسرا مظاهرات سلمية خرج خلالها المسلمون الذين يقدرون بنحو 400 ألف مواطن سويسري، يتعبدون في نحو 4 مساجد (أربعة مآذن)، للتعبير عن رفضهم اتجاهات الاستفتاء، في مسعى لإجبار الحكومة السويسرية على التقدم خطوة باتجاه عدم إقرار نتيجة الاستفتاء.. وبدأت تظهر تخوفات حقيقية من إمكانية أن تتسع رقعة منع المآذن إلى بلدان أوروبية أخرى، تتحرك خلالها الأحزاب والمنظمات العنصرية، إلى جانب اللوبيات الصهيونية والإعلامية والسياسية الموزعة هنا وهناك ضد المسلمين في الغرب بشكل عام، فيما يتساءل الكثيرون، حول ما إذا كانت هذه التطورات إيذانا بانقلاب قيمي في المسائل الحقوقية التي عرفت بها أوروبا، وسويسرا في مقدمتها، أم هي عملية توزيع للأدوار بين العواصم الأوروبية، التي يرفض بعضها الحجاب ويمنع بعضها الآخر مراكز إفتاء .. لكن وزيرة الخارجية السويسرية، ميشلين كالمي، قالت أن حظر المآذن، “يعرض أمن البلاد للخطر”، قبل أن تضيف : “نحن قلقون بسبب هذا التصويت” للناخبين السويسريين.. فهل تكون هذه التصريحات بداية لتراجع سويسرا ومدخل لغلق ملف من الصعب على المرء توقع تداعياته على أوروبا، إلى جانب كونه يهدد ـ بالفعل ـ الثقافة الأوروبية التي انبنت على المفاهيم الحقوقية والإنسانية وعلى احترام الآخر ومعتقداته، داخل الديار الأوروبية بالذات ؟ سؤال ستجيب عليه الأيام المقبلة.. (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 03 ديسمبر 2009 )
اسرائيل تسعى لحظر رفع اذان الفجر في مساجد القدس لانه يسبب الازعاج للمستوطنين
اسرائيل تسعى لحظر رفع اذان الفجر في مساجد القدس لانه يسبب الازعاج للمستوطنين رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض ـ يدرس الكنيست الاسرائيلي “البرلمان” مشروع قانون يحظر على مساجد القدس رفع اذان الفجر لعدم ازعاج المستوطنين في المدينة المقدسة. واوضحت وسائل اعلام اسرائيلية الخميس ان مشروع القانون الذي يدرسه الكنيست الاسرائيلي يطال مدنا اخرى فيها كثافة سكانية عربية. وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان الذي تقدم بمشروع القانون هو النائب عن حزب “كاديما” اريه بيبي، الذي اكد بانه تلقى طلبات خطية وشفوية من الاسرائيليين عبرت عن انزعاج ملايين اليهود من رفع الاذان في ساعات الفجر الاولى سواء في القدس او غيرها من المدن المحتلة عام 1948، وقال انه اذا اراد المسلمون سماع الاذان، فينبغي عليهم ايجاد طريقة لا تزعج الآخرين. ووضح النائب المتطرف تقدمه بمشروع القانون بقوله “اذا كانوا مضطرين الى سماع الاذان، ينبغي عليهم ان يجدوا طريقة اخرى لرفعه من دون ازعاج الاخرين”. وقال بيبي ان هذه “القضية باتت مشكلة عالمية في كل دولة يعيش فيها مسلمون الى جانب ابناء طوائف دينية اخرى”، مضيفا “ما جرى في سويسرا من حظر لبناء مآذن للمساجد دليل على ان البشرية بدأت تعالج هذه المشكلة” على حد زعمه. وفيما يدرس الكنيست الاسرائيلي حظر رفع الاذان في القدس طالبت جماعات يهودية باغلاق المسجد الاقصى لحين اطلاق سراح الجندي الاسير غلعاد شليط المحتجز لدى فصائل المقاومة منذ منتصف عام 2006. وكشفت “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” عن وثيقة نشرتها جماعات يهودية متطرفة بعنوان “نغلق جبل الهيكل للعرب حتى الافراج عن غلعاد شليط… ولا مسجد دون جلعاد”. وتدعو هذه الجماعات المجتمع اليهودي الى التوقيع على الوثيقة التي تتضمن مطالبة المؤسسة الاسرائيلية “الشرطة” باغلاق المسجد الاقصى المبارك في وجه المسلمين، حتى يتمّ الافراج عن شليط. وجاء في الوثيقة “نحن الموقِّعون ادناه نطالب الشرطة الاسرائيلية باغلاق جبل الهيكل -المسجد الاقصى – في وجه المسلمين، حتى يتمّ الافراج عن غلعاد شليط دون شروط مسبقة، فالعرب سيخافون خسارة الاقصى، وسوف يحصل ضغط عالمي على حماس، من قبل المسلمين في كل العالم للافراج عن غلعاد!! يوجد بين ايدينا ورقة ضغط قوية، والعرب لن يتنازلوا عن الاقصى”. وتحتجز المقاومة الفلسطينية الجندي الاسرائيلي شليط منذ اسره بتاريخ 25-6- 2006 خلال العملية التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام ولجان المقاومة الفلسطينية وجيش الاسلام واطلق عليها اسم “الوهم المتبدد” بالقرب من معبر كرم ابو سالم. وتطالب حماس “اسرائيل” بالافراج عن جميع الاسرى ذوي المحكوميات العالية، بالاضافة الى النساء الاسيرات والاطفال واسرى فلسطينيي الاراضي المحتلة عام 1948 والقدس مقابل شليط.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 ديسمبر 2009)
بن نبيّ والتجديد المغاربي.. “المريد” الخلدوني (3/3)
احميدة النيفر إذا كان مالك بن نبي قد ضرب صفحاً عما ذهب إليه بعض تلاميذ الشيخ محمد عبده حين قالوا بوجود إشكال في العقلية الغربية، وضمن البناء الثقافي الغربي نفسه، فإنما كان يريد بذلك تجنب المعالجة التبريرية. مثل هذا الموقف الدفاعي عن الذات كان عنده عائقاً عن النهضة، ليس للأسباب التي ذكرناها آنفا فقط، بل لأنه اختيار يَقطعُ مع ما انتهى إليه الفكر العربي الإسلامي في أرقى مراحله، مرحلة الإبداع الخلدوني. لقد ذكر صراحة في أكثر من موضع من تأليفه هذه الوشيجة الفكرية التي تربطه بأطروحة العمران البشري، لكنه لم يتوقف عند ذلك الحد، وما كان له أن يفعل. مرة أخرى نعود إلى تموقع مالك الفكري. إنه في حرصه على التواصل مع الفكر الحضاري ونظرية الدورة الحضارية بمختلف أطوارها لابن خلدون لا يتردد في الانفتاح على فلاسفة غربيين محدثين كان لهم باع في فلسفة الحضارة. كان يعيد بهذا التمازج والتركيب قراءة الفكر الخلدوني في ضوء المستجدات المعرفية والحضارية الحديثة. إنّه “المريد” لكن من نوع آخر، أخذ عن “شيخه” لكنه تابع “شيوخاً آخرين” وتجاوز الأول دون أن ينسى سبقه. هذا التموقع النقدي جعل مالك بن نبي يرفض أن يستغرقه وضع محدد، يحرص أن يعيش على مشارف أكثر من فكرة وأكثر من عصر، وذلك بالربط بينها رغم ظاهر التباين والتباعد. لذلك جاز أن نعتبره رجل “الحدود”، ذلك الذي يريد تخطّي الحواجز الحضاريّة والتاريخية قَصْدَ إرساء جسور بين عوالم مختلفة: الشرق والغرب، أوروبا والعالم العربي الإسلامي، الإيمان الديني والفكر النقدي، الأصالة والحداثة. لعل هذا التموقع الحدودي هو العنصر- الأساس الذي يفسر لنا جانبا هاما من غربة مالك الفكرية في المشرق العربي بل وحتى في ربوع المغرب في حياته وبعد وفاته. هو ذات العنصر الذي جعله لا يشاطر فكر سيد قطب والمودودي لكونهما يدينان كل جلوس بين عالمين ويرفضان تمثلهما الإيجابي ثم تجاوزهما. ذات الاختيار جعله مفكرا ممجوجا لدى التحديثيين المغاربة الذين رأوا فيه كاتبا “تلفيقيا” هو أقرب للترميق (Bricolage) منه إلى الثورة. مع كل ذلك كان ابن نبيّ مستحضِراً بوعيٍ الرؤيةَ الخلدونية المقوّضة في نهايتها للتفكير الخرافي. هو في نظرته إلى ابن خلدون أقرب إلى مقولة فهمي جدعان القائلة إن الأزمنة العربية الحديثة بدأت مع مقدمة ابن خلدون وليس مع مدافع نابليون. ليس بمعنى أن ابن خلدون اصطنع وأبدع العصور الحديثة بل إنه حضّر وأعدّ للعصور الحديثة. بفضل هذا الوعي العقلي أمكن لصاحب المقدّمة إدراك تلك القطيعة بين العالم القديم والعالم الحديث، بين أفول العمران الإسلامي وبين بداية عصر جديد. بعده بقرون، كان مالك بن نبيّ يقول في أواخر أيامه لأهمّ من يسعون إلى لقائه: “إننا في فترة خطيرة تقتضي تغييرات ثورية، فإما أن نقوم نحن المسلمين بالتغيير في مجتمعاتنا، وإما أن تَفرض علينا طبيعة العصر تغييرات من الخارج كما هو حاصل الآن (سنة 1972) في اليمن وظفار وغيرهما لأن هذه هي روح العصر”. ثم يواصل فيما كان سمّاه “وصيّته” قائلا: “إن المشاكل العالمية ليست ذات طابع اقتصادي وليست ذات طابع سياسي إلى حدّ كبير ولا ذات طابع اجتماعي لأن المشكلات التي عالجها الفكر الماركسي في متوسط القرن التاسع عشر حُلَّت الآن.. المشكلات التي ستواجه العالم هي مشكلات نفسية، هي بإجمال حيرة النفوس وشعورها بعدم الاستقرار رغم التمتع بجميع الضمانات الاجتماعية.. أما مشكلاتنا نحن فهي اقتصادية اجتماعية”. يختم بعد ذلك وصيّته بقوله: “إن نجاحنا في المعركة العالمية سوف يكون بقدر نجاحنا في معركتنا الداخلية”. هذه الرؤية الاستشرافية تجعلنا -حين نقرأ كتب ابن نبي- ندرك الخصائص الثلاث الكبرى لهذا المفكر: – جدوى التموقع النقدي – الديناميكية البنائية للآخر – أهمية الفكر الرابط بين العوالم، الرافض للحدود في مجالي المعرفة والإبداع. من هذا الأفق اختار مالك أن يقرأ النهضة حسب الرؤية الخلدونية، وهو ذات الموقع الذي انخرط فيه من قبل شيخه الأول ابن خلدون حين قال في نهاية القرن الثامن “إن دولة الإسلام العربي درست وإن العصر القادم للأتراك العثمانيين”. لم يكن للشيخ ولا لمريده بعده علم بالغيب، لكنّ وعيهما وتمثّلهما روح الزمان جعلهما يدركان -كلٌ من موقعه- أنهما على مشارف نقطة تحوّل أساسية ستتضافر الأوضاع الموضوعية بعد ذلك في تجسيدها بشكل حاسم. تلك هي أهمية النخب وتلك هي مسؤوليتهم أمام مجتمعاتهم. إنها مهمة الوعي واستشراف روح الزمان بالتحرر من العَرَضي الظاهر وبالارتفاع الفكريّ إلى مستوى الأحداث الإنسانية. • كاتب تونسي (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 03 ديسمبر 2009 )
عن الإسلاميين والعلمانيين العرب (1)
صبحي غندور* هناك انقسام في المجتمعات العربية والإسلامية بين تيّارين أو منهجين فكريين؛ أحدهما يدعو لمقولة “العلمانية”، والآخر إلى الأخذ بالمنهج “الإسلامي”. وكلٌّ من أصحاب المدرستين يحاول الربط بين منهجه وبين سمات إيجابية أخرى حدثت أو تحدث في المجتمع لكن لا علاقة لها في الأصل بالمنهج الفكري نفسه. فالتيّار “العلماني” يعتبر معارك التحرّر القومي ضدّ الاستعمار في القرن العشرين، وكذلك معارك العدالة الاجتماعية، وكأنّها منجزات للتيار الفكري العلماني، بينما نجد على الطرف الآخر من يعتبر مثلاً ظاهرة المقاومة الآن بمثابة انتصار للمنهج الفكري الإسلامي. أعتقد أنّ في الحالتين ظلماً للحقيقة. فقضايا التحرّر والهُويّة القومية والعدالة الاجتماعية ومقاومة الاحتلال ومحاربة الظلم أينما كان وكيفما كان، هي كلّها قضايا إنسانية عامة لا ترتبط بمنهج فكري محدّد. فلا الدين يتعارض مع هذه القضايا ولا الابتعاد عنه يعني تخلّياً عنها. وهناك أمثلة عديدة عن مجتمعات كافحت من أجل هذه القضايا لكن اختلفت دوافعها الفكرية ونظرتها لدور الدين في الحياة. إذن، أساس الخلاف بين التيّارين “العلماني” و”الإسلامي” هو فكري محض ولا يجوز إلحاق القضايا السياسية بطبيعة هذا الخلاف. فالهُوية الوطنية أو القومية مثلاً أصبحت ضحية لهذا الخلاف بين التيّارين في المنطقة العربية بينما لا تتناقض إطلاقاً الهُوية الثقافية للشعوب مع معتقداتها الدينية. كذلك هو أسلوب المقاومة ضدّ المحتل أو المستعمر حيث هو وسيلة تحرّر استخدمتها قوى مختلفة الألوان والمناهج الفكرية. إنّ العكس هو المفروض أن يحدث بين التيارين “الإسلامي” و”العلماني”، أي أن يبقى الاختلاف قائماً في المسألة الفكرية وأن يتمّ البحث عن المشترك من القضايا الوطنية والاجتماعية. فالاحتلال الإسرائيلي مثلاً لم ولا يميز بين التيارين في الأراضي المحتلة، إذ المستهدف هو الفلسطيني إن كان من هذا الدين أو ذاك، أو إن كان “علمانياً” أو “إسلامياً”. الأمر نفسه ينطبق على القضايا الاجتماعية حيث لا دين أو لون فكري للفقر أو للظلم الاجتماعي. أمّا الاختلاف على الجانب الفكري فهو ظاهرة صحيّة إذا حصلت في مجتمعات تصون التعدّدية الفكرية والسياسية وتسمح بالتداول السلمي للسلطة وباحترام وجود ودور “الرأي الآخر”. وهي مواصفات وشروط لمجتمعات تعتمد الحياة السياسية الديمقراطية، وتكون مرجعيتها هي القوانين والدساتير المجمَع على الالتزام بها بين كلّ الأطراف. فلا ينقلب طرف على الآخرين وحقوقهم أو على الدستور ذاته لمجرّد الوصول إلى الحكم. هكذا هو حال التجربة التركية الآن، كما هي ظاهرة الأحزاب الدينية في المجتمعات الأوروبية العلمانية. لكن من الأمور المهمّ التوقف عندها هو حال الخلط الفكري والسياسي الذي يحدث في المجتمعات العربية بين أتباع كلٍّ من الفريقين “العلماني” و”الديني”، كما هو أيضاً التخبّط أحياناً في استخدام المفاهيم والمصطلحات . إنّ تعبير “العلمانية” لا يعني مطلقاً الارتباط مع كلمة العلم، ففي “المنجد اللغوي العربي” نجد أن أساس التعبير هو “العامي غير الإكليركي” الذي قد يكون فلاحاً أو طبيباً، وقد يكون أمّياً أو متعلماً. ولم تكن العلمانية في نشأتها الأساسية بأوروبا فكرة مضادّة للدين، بل يمكن اعتبار العلمانية كمذهب ديني جديد دخل على المسيحية الأوروربية ونشأ معها ولم يدخل التجارب الإنسانية إلا بها. فقد ارتبطت نشأة العلمانية بصراع بين مؤسسة دينية كاثوليكية أوروبية احتكرت كل شؤون الدين والدنيا، وبين مؤسسات غير دينية نامية رافقت نشوء الدول والقوميات في أوروبا. ولم تكن العلمانية الأوروبية دعوة إلى الكفر بالدين، بل كانت ركناً في نظام شامل متكامل للحياة الدنيا، وكانت محصّلة عوامل سادت في أوروبا نحو سبعة قرون امتزجت فيها الثورة على استبداد الكنيسة أيام الأمراء والإقطاع، ثم على تدخّل الكنيسة أيام الثورة الصناعية، وانتهت إلى الجمع بين العلمانية تجاه الدين، وبين الفكر الليبرالي الرأسمالي تجاه الدولة والاقتصاد. وكانت العلمانية الأوروبية تعني عزل الدولة عن سلطة الكنيسة وليس عن الدين، وكانت تعني استمرارية لحركة التنوير والنهضة (التي بدأها مارتن لوثر في أوائل القرن السادس عشر)، كما كانت تعني استخدام العقل وعدم القبول بقدسية كل ما تقوم به الكنيسة. لقد كان جوهر “حركة التنوير الأوروبي” هو الثقة في مقدرة العقل على إدراك الحقيقة.. وهو جوهر نثرت بذوره في أوروبا جماعة من الدارسين يسمّونها (المدرسة الرشدية) نسبة إلى الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد (توفي 1198). ثم ظهرت في القرن العشرين الأنظمة العلمانية اللادينية وهي التي ارتبطت بالفلسفة الماركسية – اللينينية والتي اعتبرت أنّ “الدين هو أفيون الشعوب”. وبينما ارتبطت التجربة العلمانية الغربية، الفاصلة للدين عن الدولة وغير الرافضة للدين المسيحي، بأنظمة حكم ذات نمط ديمقراطي في الداخل وتوجّه استعماري للشعوب الأخرى، وعلى أساس مصالح اقتصادية فرضتها الثورة الصناعية في أوروبا وحاجتها لأسواق ولمصادر خام.. فإنّ العلمانية الشيوعية، كانت ذات سمة ديكتاتورية وفاصلة للدين عن المجتمع (وليس عن الدولة فقط) وكانت رافضة لكلِّ الأديان، وارتبطت بحركات وأحزاب ذات توجّهات معادية للدين والقومية معاً. إذن، ليس هناك نموذج تطبيقي واحد لمصطلح “العلمانية”، بل حتّى في الدائرة الغربية الديمقراطية نجد اختلافاً في المفهوم وفي التطبيق بين العلمانية الأوروبية والعلمانية الأميركية. إنَّ “العلمانية الأميركية” لا تفصل الدين عن الدولة كلّياً، كما هو الحال مثلاً في فرنسا وتجارب أوروبية أخرى، ولا يجد الرئيس الأميركي (أي رئيس) حرجاً في الذهاب أسبوعياً للكنيسة من أجل الصلاة، بينما لا يُتصوّر قبول ذلك في بعض التجارب العلمانية الأوروبية. العلمانية الأميركية تشجّع على الإيمان الديني ولا تحاربه، وتقوم المؤسسات الحكومية بدعم المراكز والمؤسسات الدينية (وبعضها إسلامي) وتتمّ الصلاة في مؤسسات حكومية وتشريعية بشكلٍ مشابه تماماً لما يحصل في كثير من البلدان العربية والإسلامية. وحقوق الناس في ممارسة شعائرهم الدينية (بما في ذلك مسائل الشكل واللباس) هي مصونة بحكم القانون. وهذا أمر لا توفّره مثلاً التجربة العلمانية الفرنسية أو حتّى التركية. فالعلمانية، في التجربة الأميركية، هي لضمان حقوق كل الطوائف والأديان ولمنع هيمنة إحداها على الأخرى، بينما تمّ استخدام العلمانية في تجارب عالمية أخرى للحدِّ من دور رجال الدين في المجتمع، كما في التجارب الأوروبية، أو للحدِّ من دور الدين عموماً في حياة الناس، كما كانت عليه التجارب الشيوعية. بالمحصّلة، ليس هناك “علمانية عالمية واحدة” لقبولها أو رفضها. فالعلمانية أيضاً أصبحت مدارس مختلفة. وللحديث صلة في مقال الأسبوع القادم. *(مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن) E-mail: alhewar@alhewar.com
‘الوفد’: لماذا نسي المصريون مشاكلهم وتذكروا انهم فراعنة امام الجزائر؟!
وبالفعل استجاب في نفس اليوم – أمس – زميلنا وصديقنا بـ ‘الوفد’ محمد أمين لنصيحة المسؤول، وترك هندوراس، وناقش الماتش وحكاية كرامة مصر – هي أمي والجزائر خالتي – قال ساخرا: ‘نسي المصريون مشكلاتهم كلها، وتذكروا انهم فراعنة في مواجهة الجزائر الذين وصفوهم بالبربر، ولم يتذكر المصريون ما هم فيه من فقر دكر، ولم يتذكروا ان خيرات بلادهم تذهب لفئة لا تزيد على واحد في المائة بينما هناك تسع وتسعون في المائة يعلم بهم ربنا ولم يتذكروا في تلك اللحظة ان اربعين في المائة منهم تحت خط الفقر، هيبة الوطن تتحقق بانجازات حديثة وتتحقق بالعدالة في توزيع الثروة وتوزيع السلطة، كما تتحقق ايضا بإشاعة الحرية والديمقراطية وتداول السلطة وكسر الاحتكار السياسي والاقتصادي، كما تتحقق هذه الهيبة بالمساواة بين المواطنين، وعندما تحدث هذه المساواة لن يكون هناك مواطن بشرطة، من عينة هشام طلعت مصطفى وهاني سرور وأحمد عز، وعندما تحدث هذه المساواة لن تغمض الدولة عينيها عن هشام طلعت مصطفى لتبقى معه الحصانة حتى الآن، ويبقى رئيسا للجنة الإسكان بالشورى أيضا. ولن تغمض عينيها حتى يهرب هاني سرور داخل البلاد أو خارجها كما هرب من قبله عماد الجلدة بنفس السيناريو، عندئذ فقط يمكن أن نتحدث عن هيبة الوطن المرتبط بانجازات الماضي’. ‘آخر ساعة’: اتهمنا الجزائر بالفرنسة فضاع انتماؤنا العربي! ونتحول الى مجلة ‘آخر ساعة’ الحكومية لنكون مع رئيس تحريرها ومسؤول الإعلام بأمانة الحزب الوطني الحاكم بالقاهرة، زميلنا وصديقنا رفعت رشاد وقوله دفاعا عن عروبتنا حماها الله: ‘ارتكبنا نفس ما عايرنا به الجزائريين، فقد قلنا عليهم انهم متفرنسون، وها نحن نأنف من انتمائنا العربي، ويدعو البعض منا الى فرعنة مصر أو العودة بها الى ماضيها السحيق وثوبها الفرعوني، رغم ان لفظ الفرعون مكروه في القرآن، ويضرب به المثل في الديكتاتورية بل وفي الأمثال الشعبية حيث يقال، يا فرعون إيه فرعنك، كل هذه الانفعالات ربما تكون مقبولة من جيل الشباب المتحمس والذي قد لا يعرف تاريخ أمته، ولكنه غير مقبول من قادة الرأي العام والذين يشكلون وجدان الأمة، فليست مباراة كرة قدم هي التي تشكل مستقبل وتاريخ الأمم والدول والقوميات. لقد قامت على مدى التاريخ حروب حمقاء تسببت فيها انفعالات أشخاص أو بسبب أشخاص وكانت نتيجتها بحورا من الدم. ولا أقول اننا سنحارب الجزائر، لكن علينا أن نضبط انفعالاتنا، وأن نأخذ حقنا بكل السبل، لكن ليس من بين هذه السبل تحويل مسار تاريخنا العربي. والحديث عن القومية العربية طويل، وقد أدركت مصر حقيقة انتمائها منذ قيام ثورة يوليو، وما زالت مصر تسمى جمهورية مصر العربية، كما أن دستورها ينص على عروبتها، وهكذا لا يمكن أن ننكر قوميتنا وعروبتنا بسبب أحداث مؤسفة في مباراة لكرة القدم، ولا ننسى ان جماهير الكرة المصرية في الشهر الماضي شجعت في بطولة كأس العالم للشباب التي اقيمت على أرض مصر فريق الإمارات بعد أن خرج فريقنا، وكتبت الجماهير لافتات تقول فيها، أنا وأخويا على الغريب’ حسن كروم
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 ديسمبر 2009)