الخميس، 17 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°2977 du 17.07.2008
 archives : www.tunisnews.net 

سيف بن سالم: نداء عاجل: السلطات التونسية تحاول منع زواج السجين السياسي السابق شكري الزغلامي بابنة الدكتور منصف بن سالم

حــرية و إنـصاف:أخبــــــــــــــار الحريــــــــــــــــــــــات

حــرية و إنـصاف: رفات 8 شهداء تونسيون في عملية التبادل

حــرية و إنـصاف: محمد القلوي  ..  ضحية تجاوز البوليس السياسي للقانون

الحزب الديمقراطي التقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي:  بيــــــــــــــــا ن

يو بي أي:حزب تونسي معارض يصف صفقة تبادل الأسرى بـ’الإنتصار الكبير’ للعرب

حركة التجديد : دعـــــــــــــــــــــــــوة إلى اجتماع تضامـــــــــــــــــــــني

الوحدويــــــــــــــــــــــــــون الناصريـــــــــــــــون: بيــــــــــــــــــــــان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:رسالة شكر وتقدير الى نقابي جهة القيروان

الشرق: تونس: نقابة الصحفيين تحجب العضوية عن مراسل « الجزيرة

الصباح : ماذا في تقرير الهيئـة العليا للرقابة الإدارية والمالية لسنة 2007؟

الراية: رفات 8 تونسيين ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحزب لله

وات :أبناء ولاية قفصة فى مسيرة امتنان واكبار لقرارات رئيس الدولة لفائدة الجهة

رويترز: نمو صادرات زيت الزيتون التونسية سبعة % في النصف الاول

أ ش أ: زيادة التبادل التجارى بين مصر وتونس الى 324 مليون دولار

الصباح:أول أمس بلندن:الخطوط التونسية تمضي عقدا لاقتناء 16 طائرة بداية التسليم سنة 2011 وإمكانية تقديم الموعد واردة جدا

الشرق:العربي نصرة مؤسس أول قناة خاصة في تونس لـ « الشرق »: نجحنا خلال وقت قياسي.. والدليل استنساخ بعض القنوات في تونس وخارجها لبرامجنا

ايلاف:متسوّلو تونس: بين الجنس و التحيّل و الاستعطاف

الصباح: في الضاحية الشمالية للعاصمة نهاه عن بذيء الكلام فطعنه بسكـين

الصباح : في بوعرقوب «براكاج» حصيلته 1700 مي

يو بي أي: مسؤولون أمنيون يدعون إلى اعتماد بصمة العين في المنافذ والحدود العربية

لطفي حجي:النخبة والخبز ومعـــــــــــــــــــــارك التغيير

الخبر:غسان بن جدو: النجم رغماً عنه… قد يصبح روائيّاً

حبيب الرباعي: من أجل ذلك يا صلاح الدين الجورشي

عادل القادري :  » الكلمة الحرة قوام الوطن الحــــــــــر »

منصف المرزوقي : قضية عمر البشير ودلالاتها نعم للمبدأ ، لا للتفويض والانتقاء

عبدالله الـزواري :كلا لن ننســـــــــــــــــــــى!!! « أم جبر وشاح »

برهان بسيس:البعد الآخـر: تداعيــــــــــــــــــــــــات صفقة!!..

النفطي حولة: التحية للأسرى وعميد الأسرى سمير القنطار

 

احميدة النيفر: رؤيةٌ للعالَم جديدة.. من أم القـــــــــــــــــــرى

عبدالسلام الككلي:أساتذة التعليم الثانوي الملحقون بالجامعة وجع الجالس بين كرسيين

مراد رقية: أنس الفقي خليفة صفوت الشريف غوبلز مبارك وزيرا للاعلام المتوسطي؟؟؟

الخبر:العصابات تنوع نشاطاتها غير القانونية 474 قضية تهريب إلى تونس خلال السداسي الأول

السفير: نقل يوسف شاهين إلــــــــــــــــــــى القاهرة

هيثم مناع : سجن صيدنايا بين الحقيقة والتوظيف

سمير الزين: التناقض الداخلي والتبعية يخلقان حداثة عربية مشوهة

الخبر:«العمّال الكردستاني» ينافس «العدالة والتنمية»… إسلاميّاً

الجزيرة.نت:مقرر المحكمة الدستورية بتركيا يوصي بعدم حل العدالة والتنمية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


نداء عاجل  السلطات التونسية تحاول منع زواج السجين السياسي السابق شكري الزغلامي بابنة الدكتور منصف بن سالم

 

لا تزال السلطات الأمنية التونسية  تمعن في التضييق على عائلتي حيث قامت منطقة الشرطة بالكاف يوم أمس الإربعاء 16 جولية باستدعاء السيد أحمد الزغلامي والد السجين السياسي السابق شكري الزغلامي، و تم توجيه عتاب و لوم كبيرين حول مصاهرته لنا كما تبجحوا له بأنهم أصحاب فضل عليهم كونهم مكّنوا ابنه شُكري من مواصلة دراسته إلا أنه جازاهم بفعلته الشنيعة هذه و خيب آمالهم. و في اليوم الموالي، أي يوم الخميس 17 جويلية، اتصلت منطقة الشرطة بسوسة بالسيد شكري الزغلامي طالبة منه المثول لديهم يوم الجمعة 18 جولية دون إعلامه بالسبب. و تأتي هذه الإجراءات  التعسفية أسبوعا واحدا من حفل زفاف شكري الزغلامي  بأختي مريم بن سالم و المقرر ليوم 26 جويلية. و إذا علمنا أن صحة والدي الدكتور منصف بن سالم قد تدهورت خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير بسبب مرض السكري الذي أصابه سنة 1999 و الناتج عن الهرسلة اليومية التي يتعرض لها و كافة أقاربنا من طرف السلطات التونسية، فإن مثل هذا التصعيد الغير مبرر يدفعني لدعوة كل المنظمات الإنسانية و الأحزاب السياسية و الشخصيات الوطنية و الدولية للتحرك العاجل من أجل وقف هذه المظلمة التي دامت قرابة العشرين سنة، و تحميل السلطات مسؤولية ما قد ينجر عنها، إذ لم أعلم أن أقدمت دولة ما في زمننا هذا أو حتى في تاريخ الإنسانية على التنكيل بمخالفيها الرأي إلى حد المنع من مصاهرتهم. و عليه، فإنني أتوجه بهذا النداء إلى كل أصحاب الضمائر الحية للتحرك العاجل و ذلك لإحساسي بأنه قد يفيض الكأس مرة أخرى بعائلتي مثلما حدث في مارس 2006 علما بان السلطات التونسية صعدت من إجراءاتها التعسفية خلال الأشهر الأخيرة إذ لا يزال أخي أسامة يتعرض لمضايقات شبه يومية حالت دون مواصلة تعليمه الجامعي بالمرحلة الثالثة رياضيات، إضافة إلى قطع الهاتف القار بصفة متكررة وذلك لمنع التواصل مع العالم الخارجي و فضح الانتهاكات المتكررة في حق العائلة، كما أُذكّر أن السلطات سبق أن استخدمت قانون مكافحة الإرهاب سيئ الذكر لعزل عائلتنا عبر محاكمة بعض أقاربنا على خلفية علاقتهم معنا. سيف بن سالم

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في16/07/2008 الموافق ل 13 رجب 1429 أخبار الحريات  

 
-بعد اعتقال غير مبرر من طرف مركز شرطة سليمان بولاية نابل وقع اليوم الاربعاء 16/07/2008  نقل الناشط الحقوقي محمد القلوي وتسليمه إلى منطقة الأمن بقابس. -يمثل غدا الخميس 17/07/2008 أمام المحكمة الابتدائية بتونس قيس بوزوزية ممثل للاتحاد العام لطلبة تونس بالمركب الجامعي بتونس العاصمة و الشاذلي لكريمي و علي فالحي وعصام السلامي و محمد بوعلاق وعلي الحبوبي وعلي بوزوزية و محمد الكافي الذين الحقت بهم عدة تهم. -لا يزال الشاب يوسف بن عبدالسلام العمري أصيل ام هانئ معتفلا من طرف البوليس السياسي و عائلته لا تعلم عنه اي شيء منذ تاريخ ايقافه يوم الثلاثاء 08/07/2008 . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في17/07/2008 الموافق ل 14 رجب 1429

رفات 8 شهداء تونسيون في عملية التبادل

 

 
اتصل بمنظمة حرية و إنصاف السيد محمد أنور اللجمي  والد الشهيد بليغ اللجمي و طلب التدخل من أجل الدفاع عن حق عائلته في تسلم جثمان ابنها بمناسبة عملية التبادل التي ستتم بين حزب الله و المقاومة الوطنية اللبنانية مع جيش الاحتلال و ذلك في غضون الأيام القريبة القادمة و منظمة حرية و إنصاف تذكر أن من بين الرفات التي سيقع تسليمها في هذا التبادل رفات ثمانية شهداء أبرار من أبناء تونس و هم : سامي بن الطاهر الحاج علي  أصيل ميدون جربة من مواليد 28/05/1967 طالب  استشهد صحبة 6 من رفاقه  و ذلك يوم الخميس 19/01/1995 في عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي بالطريق الواقعة بين بلدة الطيبة اللبنانية و مستوطنة  »مسكان عام » بفلسطين المحتلة . -رياض بن الهاشمي بن جماعة  أصيل صفاقس من مواليد 02/03/1968 طالب استشهد صحبة 6 من رفاقه  و ذلك يوم الخميس 19/01/1995 في عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي بالطريق الواقعة بين بلدة الطيبة اللبنانية و مستوطنة  »مسكان عام » بفلسطين المحتلة . -كمال بن السعودي بدري   أصيل المتلوي ولاية قفصة مولود في 27/01/1975 أستشهد في 27/01/1996 في عملية ضد الاحتلال في منطقة السريرة  »قضاء جزين » في جنوب لبنان. -بليغ بن محمد أنور اللجمي أصيل صفاقس 22 سنة تلميذ  أستشهد في 27/01/1996 في عملية ضد الاحتلال في منطقة السريرة  »قضاء جزين » في جنوب لبنان. -ميلود بن ناجح  أصيل مدنين قرية تبرقيت أستشهد في عملية الطائرات الشراعية الشهيرة  التي قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ضد معسكر الاحتلال لقوات الكموندوس و ذلك في شمال فلسطين انطلاقا من جنوب لبنان يوم 27/11/1987. -عمران بن الكيلاني المقدمي   أصيل المظيلة ولاية قفصة من مواليد 1962 أستشهد في 26/04/1988 في عملية ضد الاحتلال  »بأصبع الجليل  » شمال فلسطين المحتلة ردا على أغتيال القائد الفلسطيني أبوجهاد خليل الوزير في تونس صبيحة 16/0/1988 -خالد بن صالح الجلاصي  من مواليد جانفي 1964 بقرية  »نصرالله » ولاية القيروان أستشهد في 28/12/1988 في عملية ضد الاحتلال بمنطقة  »المنارة »  بالجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة و ذلك انطلاقا من جنوب لبنان فيصل الحشايشي طالب بكلية العلوم بتونس من مواليد قابس أستشهد في 08/07/1993 في عملية ضد دورية احتلال بمنطقة  »العيشية » بجنوب لبنان على مشارف فلسطين. و حرية و إنصاف 1)   إذ تقف بإجلال و إكبار لتضحيات الشهداء  الثمانية من أبناء تونس ممن استشهدوا في فلسطين و لبنان دفاعا  عن حق الشعبين الفلسطيني و ألبناني  في تحرير أرضيهما و دفاعا عن حقوق شعبين اغتصبت أرضهم و انتهكت كرامتهم و قيدت حرياتهم. 2)    تكبر صبر أهالي الشهداء الثمانية و تتمنى استقبال جثامينهم الطاهرة و رفاتهم في اقرب وقت حتى يتم تكريمهم بجنازة تليق بما قدموه من تضحيات  من أجل كرامة الوطن و عزته 3)   تشيد بما توصل له  » حزب الله  » من استعادة كافة رفات الشهداء العرب و المسلمين و من بينهم شهداء تونس الثمانية : سامي بن الطاهر الحاج علي- رياض بن الهاشمي بن جماعة – كمال بن السعودي بدري – بليغ بن محمد أنور اللجمي – ميلود بن ناجح – عمران بن الكيلاني المقدمي – خالد بن صالح الجلاصي  – فيصل الحشايشي . و تدعوه الى تسليم رفات الشهداء التونسيين  لعائلاتهم تكريما لهم و لشعب تونس.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بقضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم الأستاذ حاتم الفقيه

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 رجب 1429 الموافق ل 17/07/2008

محمد القلوي  ..  ضحية تجاوز البوليس السياسي للقانون

 

 
و أخيرا وقع أطلاق  سراح المناضل و الناشط الحقوقي السيد محمد القلوي اليوم الخميس 17 جويلية 2008 بعد رحلة من العذاب التي فرضها عليه البوليس السياسي حيث اتضح أن إيقافه كان بغرض التنكيل به و معاقبته على نشاطه الحقوقي إذ لم يكفيهم سجنه 17 سنة فعمدوا إلى زيادة التشفي منه اذ اوقفوه في مدينة سليمان مدة ثلاثة أيام تخللتها نقلة إلى مركز الإيقاف ببوشوشة رغم استظهاره بما يثبت كف التفتيش في شأنه إلا أن رئيس مركز شرطة سليمان المدعو رمزي القفصي بإيعاز من البوليس السياسي أصر على نقله إلى منطقة الأمن بقابس التي بدورها عرضته على السيد وكيل الجمهورية الذي تحقق من عدم صدور أي إذن بإيقافه أو بجلبه و أذن بإطلاق سراحه. و هكذا يتضح أن إيقاف محمد القلوي هو شكل من اشكال التنكيل بالمسرحين و مزيد من هرسلة عائلاتهم و ضرب معنوياتها و محاصرتها ، و كذلك لمحاصرة و ارهاب الناشطين الحقوقيين لثنيهم عن دورهم في الدفاع عن حقوق المواطنين و حماية حقوق الإنسان من التجاوزات. و حرية و إنصاف 1)    تندد بهذا الاعتقال التعسفي الذي يندرج ضمن سياسة ملاحقة المساجين السياسيين السابقين و الناشطين الحقوقيين و محاصرتهم و التنكيل بهم و بعائلاتهم. 2)    تطالب بالكف عن هذه التصرفات المخالفة للقانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

الحزب الديمقراطي التقدمي نهج آف نوهال – تونس  بيــــــــــــــــا ن

 
تابع مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي بغاية الإبتهاج ومنتهى الإعتزاز عملية الإفراج عن الأسرى اللبنانيين الخمسة وعلى رأسهم عميد الأسرى العرب المناضل سمير القنطار. وإذ يهنئ الحزب المقاومة اللبنانية وكافة القوى الوطنية في لبنان الشقيق بهذا الإنتصار الكبير، فإنه يعتبره نصرا للعرب في زمن عزت فيه الإنتصارات وإنجازا قوميا هاما على طريق تسوية ملف الأسرى اللبنانيين والعرب في سجون العدو. وفي هذا الإطار يشعر الحزب وسائر التونسيين والتونسيات بالفخر والنخوة لأن صفقة التبادل تشمل استرجاع رفات ثمانية شهداء تونسيين أبرار رفعوا هامة بلدهم ورسموا بدمائهم الزكية صفحات مُشرقة من الإلتحام بين الشعبين الفلسطيني والتونسي، دفاعا عن عروبة فلسطين وذودا عن حمى الأرض السليبة. وبهذه المناسبة يُحيي الحزب أرواح هؤلاء الشهداء خالدي الذكر ميلود بن ناجح وعمران المقدمي وسامي الحاج علي وكمال بدري ورياض بن جماعة وبليغ اللجمي وخالد الجلاصي وفيصل الحشايشي ويُكبر صبر أهلهم الصامدين، ويضم صوته إلى أصوات عائلاتهم للمطالبة بجلب جثامينهم الطاهرة إلى أرض الوطن، من أجل إقامة جنازات في مستوى التضحية الكبرى التي قدموها فداء لفلسطين ومقدسات العرب والمسلمين. ويُجدد الحزب تمسكه بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، ومطالبته بالضغط على الكيان الإسرائيلي للإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين في سجونه، وفي مقدمتهم المناضلان مروان البرغوثي وأحمد سعدات. تونس في 16 جويلية 2008 الأمينة العامة مية الجريبي

 

صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي، (أسبوعية معارضة – تونس) العدد 460 بتاريخ 11 جويلية 2008

http://pdpinfo.org/PDF/460.pdf

 

 

حزب تونسي معارض يصف صفقة تبادل الأسرى بـ’الإنتصار الكبير’ للعرب

 
تونس / 17 يوليو-تموز / يو بي أي: وصف الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي (حزب معارض معترف به) صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بالإنتصار الكبير للعرب في زمن « عزت فيه الانتصارات ». وقال في بيان حمل توقيع أمينته العامة مية الجريبي وزعه اليوم الخميس، إن ما تم أمس هو  » نصر للعرب وإنجاز قومي هام على طريق تسوية ملف الأسرى اللبنانيين والعرب في سجون العدو ». وأضاف الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي الذي هنأ المقاومة اللبنانية بهذا « الانتصار »، أن مناضليه وسائر التونسيين والتونسيات « يشعرون بالفخر والنخوة لأن صفقة التبادل شملت إسترجاع رفات ثمانية شهداء تونسيين أبرار رفعوا هامة بلدهم ورسموا بدمائهم الزكية صفحات مُشرقة من الالتحام بين الشعبين الفلسطيني والتونسي ». وأشار في بيانه إلى أنه يضم صوته إلى أصوات عائلات « الشهداء » التونسيين للمطالبة « بجلب جثامينهم الطاهرة إلى أرض الوطن، من أجل إقامة جنازات في مستوى التضحية الكبرى التي قدموها فداء لفلسطين ومقدسات العرب والمسلمين ». وجدد بالمقابل التأكيد على تمسكه بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، ومطالبته بالضغط على الكيان الإسرائيلي للإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين في سجونه، وفي مقدمهم المناضلان(أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية النائب في المجلس التشريعي) مروان البرغوثي و(الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) أحمد سعدات. وكان حزب الله اللبناني أتم أمس صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، تسلم بموجبها خمسة سجناء بينهم عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، إلى جانب رفات نحو مائتي مقاتل لبناني وعربي سقطوا في جنوب لبنان وشمال فلسطين، مقابل رفات جنديين إسرائيليين وأشلاء آخرين سقطوا خلال حرب تموز/يوليو 2006. وشملت هذه الصفقة رفات ثمانية تونسيين سقطوا في جنوب لبنان وشمال فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 1988 و1996. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 جويلية 2008


دعوة إلى اجتماع تضامني

 

 
تتشرف حركة التجديد والمبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم يدعوتك إلى حضور الاجتماع التضامني مع أهالي الحوض المنجمي يوم الأربعاء 23 جويلية 2008 على الساعة الخامسة بعد الزوال بمقر الحركة، 7 شارع الحرية، تونس أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد

 
بسم الله الرحمن الرحيم  » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا. »

الأحزاب  الآية 23  الوحدويون الناصريون: بيان

 
أمام إصرار المقاومة وعنادها الأصيل وبسالة المقاتلين الأشاوس وتصميمهم على النصر أو الشهادة    و وفاءا للشهداء والتزاما بالعهد الذي قطعه أحرار الأمة العربية بعدم إلقاء السلاح والتوقف عن النضال دون التحرير الشامل لكل فلسطين وكل الأراضي العربية السليبة، ينحني قادة الصهاينة ومن معهم من عتاة الإمبريالية وعملائها وتنكسر إرادة الجبروت والبطش ويجبرون على تقديم تنازل مهين لهم سيكون قطعا حلقة من سلسلة تنازلات أخرى آتية لا ريب فيها ستفضي إلى اضمحلال دولة العصابات الصهيونية ورحيل الغزاة مكرهين كما أكره قبلهم الصليبيون على الرحيل. إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يشاركون جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج فرحتها بالنصر المؤزر للمقاومة في لبنان العروبة، يحيون قائد عملية جمال عبد الناصر المناضل البطل سمير القنطار ورفاقه الأشاوس الذين صمدوا في الأسر كما استبسلوا في القتال ويهنئون قيادة المقاومة على هذا الإنجاز التاريخي؛ ويؤكدون على: 1.  أن تحرير الأسرى واستعادة جثامين الشهداء هو تتويج لانتصار حرب تموز/ جويلية 2006 العسكري ولانكسار أوكار التآمر وانكشاف مخططاتها العدوانية على الأمة العربية وقواها المناضلة التي صمدت خلال كل مراحل الصراع مع العدو وحلفائه. 2.أن رصّ صفوف المقاومة وسموها فوق كل الروابط العشائرية والطائفية والحزبية الضيقة، وتوحد فصائلها حول هدف التحرير الشامل هو الأسلوب الوحيد لدحر العدوان وأهم ضمانات تحقيق النصر. 3.أن خيارات التسوية مع العدو الصهيوني ومحاولة إدماجه في جسم الأمة العربية عبر مشاريع مشبوهة واتفاقات ومعاهدات لا تلزم إلاّ أصحابها، ستنتهي إلى الفشل المحتوم مهما حاول القائمون عليها وتفننوا في الخداع والتمويه.   4.أن المقاومة هي خيار الأمة وطريق أحرارها الأوحد لاستعادة الثقة في المقدرة على النصر وطرد الغزاة وردّهم على أعقابهم خائبين مهما كانت التضحيات جسيمة وبطش الأعداء شديدا. 5.يناشدون جماهير شعبنا العربي في تونس وقواه الوطنية المناضلة للسعي من أجل استعادة جثامين شهدائنا التي أفرج عنها في هذه العملية وتكريمهم، كما يناشدون المنظمات الحقوقية والإنسانية للكشف عن باقي الشهداء الذين قضوا في فلسطين ولبنان واستعادة جثامينهم إلى ذويهم.   لا صلح ولا مساومة المجد للمقاومة عاش نضال جماهير الأمة العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة  الوحدويون الناصريون /تونس في 17/07/2008

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : رسالة شكر وتقدير الى نقابي جهة القيروان

 

 عقد الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان اجتماع مجلسه الجهوي بتاريخ 07 /07 / 2008 وقد ترأس هذا الاجتماع الأخ مولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن الدواوين والمنشات العمومية ومؤسسات الاتحاد, وصدر عن هذا الاجتماع بيان عبر فيه أعضاء المجلس الجهوي عن تعطفهم ومساندتهم لأهالي الحوض المنجمي في مطالبتهم بحقهم المشروع في الشغل والتنمية العادلة كما استنكروا الحصار الأمني المضروب على المناضل مسعود الرمضاني وأدانوا المعالجة الأمنية لمشاكل الحوض المنجمي مع المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين وإيقاف التتبعات العدلية ضدهم . وإزاء هذه المواقف النقابية المناضلة لا يملك  المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية إلا أن يعبر عن عميق شكره وبالغ تقديره لنقابي جهة القيروان  ويثمن مواقفهم النقابية النبيلة والتزامهم النضالي بقضايا أهالي الحوض المنجمي , ويأمل المرصد من كافة الاتحادات الجهوية للشغل أن تنسج على منوال الاتحاد الجهوي للشغل  بالقيروان . المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة  ويمكن زيارة مدونتي المرصد على العناوين التالية : http://nakabi.blogspot.com http://nakabi.maktoobblog.com عن المرصد المنسق : محمد العيادي


تونس: نقابة الصحفيين تحجب العضوية عن مراسل « الجزيرة »
تونس – صالح عطية : تمسكت النقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيين، بقرار اقصاء بعض الصحفيين التونسيين من الترشّح لعضويّة لجان النقابة التي سوف يقع انتخابها السبت القادم .. ويشمل قرار الاقصاء، لطفي حجي (مراسل قناة الجزيرة من تونس)، ورشيد خشانة (رئيس تحرير صحيفة الموقف المعارضة)، والبشير واردة، الصحفي بوكالة الأنباء التونسية الرسمية.. واستند أعضاء النقابة التي تأسست في يناير الماضي في قرار استثناء هؤلاء الصحفيين، إلى عدم استجابتهم لبعض الشروط القانونية، وفي مقدمتها، حرمان كل صحفي ليس في رصيده ثلاثة انخراطات سابقة، من حق الترشّح للجان النقابة.. وكان التصويت على ما يعرف بــ « القانون الانتقالي »، تم يوم العاشر من يوليو الجاري، وشهدت عملية تصويت في مكتب النقابة، اعتراض عدد من أعضائها.   المصدر: جريدة الشرق (يومية – قطر) بتاريخ 17 جويلية 2008


 

ماذا في تقرير الهيئـة العليا للرقابة الإدارية والمالية لسنة 2007؟

 

 
650  صفحة من الخروقات والتجاوزات والتوصيات في التصرف الإداري والمالي لعديد المؤسسات العمومية في تونس والخارج   تونس-الصباح: تمّ مؤخرا الانتهاء من تقرير الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية لسنة 2007. وقد تم عرضه يوم 14 جوان 2008 على رئيس الجمهورية من قبل السيد حبيب الحاج سعيد رئيس الهيئة. والتقرير عبارة عن دليل يصدر كل سنة بعد عمليات الرقابة والتفقد التي تقوم بها جميع هياكل الرقابة والتفقد بالوزارة الأولى وبمختلف الهياكل العمومية ومؤسسات الدولة ويتضمن أبرز الاستنتاجات والتوصيات التي تقدمت بها الهيئة على ضوء متابعة لتقارير رقابة أعدّتها هياكل الرقابة وشملت مختلف أصناف مؤسسات القطاع العمومي.   256  تقرير رقابة   وجاء تقرير الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية لسنة 2007 في 650  صفحة تضمنت 256 تقرير رقابة تعرضت لعديد الخروقات والتجاوزات في التصرف الإداري والمالي لعديد المؤسسات العمومية في تونس والخارج خاصة فيما يتعلق بالانتدابات والصفقات العمومية والمشتريات والمبيعات والتزود وإعداد القوائم المالية والمصادقة عليها والتصرف في الممتلكات والمخزونات وغير ذلك…   وقد قسّم التقرير إلى أجزاء تتعلق بكل وزارة على حدة ثم يجزأ الجزء الخاص بالوزارة إلى أبواب خاصة بكل مؤسسة عمومية على حدة. ويبحث كل باب في الخروقات والتجاوزات الواقعة داخل تلك المؤسسة ويقدم توصيات ومقترحات لتجاوز ذلك ولمعاقبة المتسببين في تلك التجاوزات.   توصيات   ومن بين التوصيات الواردة في التقرير:   – مواصلة إجراءات إصدار القوانين وأدلة الإجراءات   – احترام إجراءات الانتداب وتعزيز العدالة في التوظيف وذلك عبر المناظرات والعمل على تكريس  شفافية تلك المناظرات حتى يفوز بالوظيفة من هو أجدر بها .   – ضبط الديون المستحقة لفائدة الغير وإحكام متابعتها وحمايتها من السقوط  والتقادم.   – الحزم في استخلاص المستحقات وديون الدولة لدى الغير.   – تسوية وضعية العقارات والمنقولات التي هي على ملك المؤسسات العمومية وحسن استغلالها والتصرف فيها مع ضرورة ضبطها وحصرها في دفاتر متابعة الممتلكات والمخزونات وانجاز عمليات الجرد السنوي.   – مواصلة إجراءات ترشيد عمليات التزود وذلك بضبط الحاجيات الأساسية واعتماد المنافسة بين المزودين لفرض السعر الأدنى .وأيضا إجبارية العمل بنظام الصفقات العمومية والعروض وما تفرضه من إجراءات والتي يجب أن تكون قانونية وشفافة فيما يتعلق بإعلان العروض وقبولها وفتحها وفرزها وعرضها على المصادقة من قبل الهياكل المسؤولة.   – التحكم في المصاريف والإنفاق ومسك الفواتير مهما كانت المبالغ المنفقة.   تعصير الإدارة وتحسين الأداء   ويذكر أن تقرير الهيئة العليا للرقابة الإدارية يهدف أساسا إلى مزيد تعصير الإدارة وتحسين الأداء في القطاع العمومي وتحسين مستوى التصرف العمومي وإرساء الجودة في الإدارة. وتسهر الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية التي أحدثت بموجب قانون 3 ماي 1993 على تنسيق أفضل بين برامج التدخل لمختلف هياكل الرقابة والتفقد من ناحية ومتابعة أحسن لنتائج المراقبة وللتوصيات المقترحة.وتتبع الهيئة العليا للمراقبة الإدارية والمالية مباشرة رئاسة الجمهورية. وتتكلف بالتنسيق بين برامج التدخل لمختلف هياكل الرقابة والتفقد ودراسة واستغلال تقارير هذه الهياكل واقتراح إجراءات عملية تمكن من تجاوز النقائص وتحسين طرق التصرف والسهر على متابعة تنفيذها وإبداء الرأي حول مشاريع النصوص التشريعية والترتيبية المعروضة عليه والرامية لتطوير أساليب وطرق التصرف وتحسين نجاعة أداء هياكل الرقابة الإدارية والمالية .   سفيان رجب   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس)  بتاريخ 17 جويلية 2008


 رفات 8 تونسيين ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحزب لله

 

 
تونس (ا ف ب) ذكرت منظمة  »حرية وانصاف » التونسية للدفاع عن حقوق الانسان امس ان عملية التبادل بين اسرائيل وحزب الله شملت رفات ثمانية تونسيين دعت الى تسليمها الى عائلاتهم في اقرب وقت. واوضحت المنظمة غير المعترف بها حكوميا في بيان ان »الجثامين الثمانية هي لميلود بن ناجح » الذي استشهد في 27 تشرين الثاني1987 خلال عملية الطائرات الشراعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة. كما تضم رفات  »عمران الكيلاني المقدمي » الذي استشهد في 26 نيسان 1988 في عملية ردا على اغتيال خليل الوزير  »ابو جهاد » في تونس الشهر ذاته. وتشمل الصفقة ايضا جثامين كل من خالد بن صالح الجلاصي وفيصل الحشايشي وسامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة وكمال بن السعودي بدري والطالب بليغ بن محمد انور اللجمي. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جويلية 2008)  


أبناء ولاية قفصة فى مسيرة امتنان واكبار لقرارات رئيس الدولة لفائدة الجهة
 
قفصة 17 جويلية 2008 (وات) – انتظمت يوم الخميس بمدينة قفصة مسيرة حاشدة شاركت فيها جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات ومن مناضلى التجمع الدستورى الديمقراطى وممثلى مكونات المجتمع المدنى من مختلف معتمديات الولاية للتعبير عن مشاعر الامتنان والعرفان بالجميل للرئيس زين العابدين بن على لما اقره من اجراءات رائدة لفائدة هذه الولاية لدى اشرافه يوم الاربعاء على جلسة ممتازة للمجلس الجهوى. واكد ابناء ولاية قفصة خلال هذه المسيرة اكبارهم لهذه اللفتة الرئاسية السامية وبالغ ارتياحهم وتقديرهم لما اقره رئيس الدولة من مشاريع وبرامج ذات ابعاد استراتيجية شملت مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعزيزا لما شهدته الجهة منذ التحول من مكاسب ساهمت فى تحويل هذه الولاية الى قطب تنموى نشيط. وكانت هذه المسيرة مناسبة لابراز اهمية القرارت الرئاسية الجديدة ولتثمين ابعادها سيما على صعيد توفير مواطن جديدة للتشغيل ومزيد تنويع القاعدة الاقتصادية للجهة والارتقاء بنوعية حياة المواطنين فضلا عما ترجمته هذه القرارات من حرص متجدد على حفز المبادرات الخاصة من خلال تعزيز قدرة الجهة على جلب الاستثمارات الخاصة. وجدد ابناء ولاية قفصة التفافهم حول توجهات رئيس الجمهورية وخياراته الصائبة واستعدادهم لمواصلة العمل من اجل مزيد دفع مسيرة التنمية الوطنية مناشدين الرئيس زين العابدين بن علي الاستجابة لنداءات التونسيين والترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 باعتباره الضامن لحاضر تونس ومستقبلها. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 17 جويلية 2008)


زيادة التبادل التجارى بين مصر وتونس الى 324 مليون دولار

 

القاهرة – (وكالة أنباء الشرق الأوسط – أ ش أ) أشارت فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى إلى ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر وتونس ليبلغ نحو 324 مليون دولار عام 2007 ،مقارنة بـ160 مليون دولار عام 2006 متجاوزا بذلك وللمرة الأولى حجم التبادل التجارى المستهدف من قبل اللجنة العليا وهو 300 مليون دولار. جاء ذلك في ختام اجتماعات لجنة المتابعة الوزارية للجنة العليا المصرية التونسية المشتركة التى عقدت في تونس لمدة يومين برئاسة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى ورضا التويتى وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسى وبمشاركة عدد من الوزارات والجهات المعنية وممثلى رجال الأعمال فى البلدين. وقالت فايزة ابو النجا ان الفترة منذ عقد الدورة الأخيرة للجنة شهدت نشاطا ملحوظا للشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات التنموية بالجمهورية التونسية خاصة شركات المقاولات والبناء والتشييد وشركات البترول والغاز . فقد فازت إحدى شركات البترول المصرية بترخيص امتياز لممارسة أنشطة الاستكشاف والبحث وإنتاج النفط والغاز فى تونس وهى المرة الأولى التى تحصل فيها شركة نفط مصرية على حق امتياز فى الجمهورية التونسية. وذكرت وزارة التعاون الدولى في بيان لها من تونس ان الاجتماعات استعرضت الحصيلة الايجابية للتبادل التجاري بين تونس ومصر، وأكد الجانبان على ما تتيحه فرص التعاون الثنائي في ميادين متنوعة كقطاعات الصناعات الكهربائية والالكترونية ومكونات السيارات والسياحة والأدوية والصناعات الغذائية والنسيج وتكنولوجيات الاتصال والبيئة من إمكانات هامة لإقامة مشاريع مشتركة.

(المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (رسمية – مصر) بتاريخ 15 جويلية 2008)  


نمو صادرات زيت الزيتون التونسية سبعة % في النصف الاول
 
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات للمعهد الوطني للاحصاء الحكومي في تونس يوم الخميس أن صادرات البلاد من زيت الزيتون ارتفعت سبعة بالمئة الى 107600 طن في النصف الاول من العام الحالي.   ويمثل زيت الزيتون نصف صادرات تونس الزراعية التي تمثل بدورها أكثر من عشرة بالمئة من اجمالي صادراتها.   وقفزت قيمة صادرات زيت الزيتون التونسية الى 484.1 مليون دينار (420.2 مليون دولار) من 387.6 مليون دينار في العام الماضي مع ارتفاع الاسعار في السوق العالمية.   وتصدر تونس وهي رابع أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم 90 بالمئة من انتاجها خاصة الى أوروبا.  
وتستفيد نحو مليون أسرة من بين سكان تونس البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة من صناعة زيت الزيتون التي تحتاج الى عمالة كثيفة. ويوجد بتونس حوالي 60 مليون شجرة زيتون مزروعة على مساحة حوالي أربعة ملايين فدان.   (الدولار يساوي 1.152 دينار تونسي)   المصدر: وكالة أنباء رويتز بتاريخ 17 جويلية 2008


 

زيادة التبادل التجارى بين مصر وتونس الى 324 مليون دولار

 
القاهرة – (وكالة أنباء الشرق الأوسط – أ ش أ) أشارت فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى إلى ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر وتونس ليبلغ نحو 324 مليون دولار عام 2007 ،مقارنة بـ160 مليون دولار عام 2006 متجاوزا بذلك وللمرة الأولى حجم التبادل التجارى المستهدف من قبل اللجنة العليا وهو 300 مليون دولار. جاء ذلك في ختام اجتماعات لجنة المتابعة الوزارية للجنة العليا المصرية التونسية المشتركة التى عقدت في تونس لمدة يومين برئاسة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى ورضا التويتى وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسى وبمشاركة عدد من الوزارات والجهات المعنية وممثلى رجال الأعمال فى البلدين. وقالت فايزة ابو النجا ان الفترة منذ عقد الدورة الأخيرة للجنة شهدت نشاطا ملحوظا للشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات التنموية بالجمهورية التونسية خاصة شركات المقاولات والبناء والتشييد وشركات البترول والغاز . فقد فازت إحدى شركات البترول المصرية بترخيص امتياز لممارسة أنشطة الاستكشاف والبحث وإنتاج النفط والغاز فى تونس وهى المرة الأولى التى تحصل فيها شركة نفط مصرية على حق امتياز فى الجمهورية التونسية. وذكرت وزارة التعاون الدولى في بيان لها من تونس ان الاجتماعات استعرضت الحصيلة الايجابية للتبادل التجاري بين تونس ومصر، وأكد الجانبان على ما تتيحه فرص التعاون الثنائي في ميادين متنوعة كقطاعات الصناعات الكهربائية والالكترونية ومكونات السيارات والسياحة والأدوية والصناعات الغذائية والنسيج وتكنولوجيات الاتصال والبيئة من إمكانات هامة لإقامة مشاريع مشتركة. (المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (رسمية – مصر) بتاريخ 15 جويلية 2008)


 

أول أمس بلندن: الخطوط التونسية تمضي عقدا لاقتناء 16 طائرة بداية التسليم سنة 2011 وإمكانية تقديم الموعد واردة جدا

 

 
تونس ـ الصباح: أمضى رئيس مجمّع الخطوط التونسية بلندن أول أمس عقد شراء الناقلة الوطنية لـ16 طائرة من نوع آرباص ستزوّدها بها مصانع آرباص خلال الفترة الممتدة من سنة 2011 الى سنة 2016 في أضخم صفقة تعقدها مؤسسة وطنية منذ مدّة.  وحول فحوى العقد الذي جاء امضاؤه على هامش الصالون الدولي للطيران «فرانبورث 2008» ذكر لنا رئيس مجمع الخطوط التونسية أنه تضمّن اقتناء 10 طائرات من نوع آرباص أ 320 وثلاث طائرات من نوع آرباص ـ  أ 330 ـ 200 ـ طويلة المدى وثلاث طائرات من  نوع آرباص ـ أ 350 ـ 800 ـ طويلة المدى التي لن يبدأ طيرانها التجريبي قبل سنة 2011 وتسويقها في حدود 2013 مبدئيا.   ولئن يأتي اقتناء الطائرات العشر من صنف آرباص ـ أ 320 ـ ذات الممر الواحد والتي تتسع لأكثر من 170 راكبا في درجة موحّدة في إطار تجديد طائرات الناقلة من هذا الصنف الذي يمثل 40% من أسطولها فإنّ اقتناء الأرباص أ 330 ـ 200 وأ 350 ـ 800 يأتي في إطار خطتها الاستراتيجية لتسيير رحلات عابرة للمحيطات في اتجاه شمال القارة الامريكية وآسيا.. وهي وجهات تتطّلب طائرات تقطع مسافات لا تقلّ عن الـ12 الف كيلومتر دون توقف.   موعد تسلّم الطائرات   وقد أفادنا السيد نبيل الشتاوي بعد إمضاء العقد «أن الناقلة الوطنية بإمضائها هذا العقد ستبدأ في تجسيم برامجها والاعداد للمستقبل على المدى القريب والبعيد بالاعتماد على الطائرات الأكثر تلاؤما.. فطائرات الآرباص ـ أ 330 ـ ثم طائرات الآرباص ـ أ 350 ستمكّن من تطوير سوق الرحلات العابرة للمحيطات.. كما ستمّكننا الاقتناءات الجديدة من تطوير أسطولنا من طائرات الآرباص ـ أ 320 ـ التي أثبتت جدواها.. وسيتمتع حرفاؤنا بفضل هذه الاقتناءات بأحسن ما يتوفّر من رفاهة ومردودية في الطائرات المسوّقة حاليا».   وحول موعد تسليم أول طائرة قال محدّثنا «أن ذلك مبرمج لسنة 2011 حيث تتسلم الناقلة أولى طائراتها ثم سنة 2012 حيث تتسلم الناقلة 4 طائرات أخرى.. لكننا ساعون كي تمّكننا مصانع آرباص من طائرات الآرباص أ 330 قبل ذلك الموعد في صورة وجود إلغاءات.. على خلفية حاجة الناقلة الأكيدة لهذا الصنف من الطائرات نظرا لاقتصادها في الطاقة ولأن اقتناءها يأتي لتعويض الارباص أ 300 التي قد تتوفر لنا الآن عروض جيدة لبيعها».   ولا يستبعد عمليا أن تتوفر للناقلة طائرة خلال السنة القادمة أو مطلع 2010 علما أن بعض الناقلات الكبرى على غرار الاماراتية أبدت على هامش المعرض رغبتها في اقتناء 60 طائرة أخرى من هذا الصنف.   من جهته ذكر السيد فابريس بريجيي المدير العام لمجمع آرباص بأن «مجموعة آرباص سعيدة بتجديد الخطوط التونسية ثقتها في آرباص.. بما يؤكد قيمة آرباص وقدراتها على تكوين وحدة متجانسة بين مختلف أصناف طائراتها ضمن الأسطول الواحد الذي يمكّن من تخفيضات هامة في الكلفة ومردودية أرفع للناقلة التي تستغل الأسطول المتجانس».. وأضاف «تعتبر الخطوط التونسية إحدى أولى حريفاتنا التي رافقت آرباص منذ انطلاقتها والتي تطوّرت معنا ونحن سعيدون أكثر بمزيد دعم الراوبط المتينة التي تشدّنا لهذه الناقلة».   أسطول متكامل   يذكر أن الناقلة الوطنية تمتلك 21 طائرة آرباص من مجموع الثلاثين طائرة التي يعدها أسطولها وبإقتناءاتها المبرمجة ستجدد جانبا من أسطولها حيث ستعمل طائرة -أ330  – 200 على تعويض طائرات أ 300 – 600 في حين تأتي الـ أ 350 – 800 – لتطوير نشاط الناقلة الطويل المدى باعتماد كلفة أقل نظرا للصبغة الاقتصادية التي يقوم عليها التصّور الجديد للـ – أ350  – التي تتسع لـ270  راكبا وبامكانها الطيران دون التزّود بالوقود على امتداد 15400 كلم وتعتبر بنمطها الجديد الطائرة الأكثر عرضا ضمن صنفها.. في حين يبلغ مدى تحليق الـ أ 330 – 200: 12.500 كلم دون توقف وتتسع لـ 380 راكبا وتتمّيز بقدرات فائقة على شحن البضائع إضافة للعفش.   وتجدر الاشارة الى أن اتفاقا مبدئيا لاقتناء 19 طائرة تم إمضاؤه على هامش زيارة الرئيس الفرنسي نهاية أفريل المنقضي من ضمنها 3 طائرات سيكون حق شرائها اختياريا.. كما قضى الاتفاق بأن توفر آرباص عبر مزوّديها من مصانع مركبّات الطائرات ما لا يقل عن 2000 موطن شغل ولئن فشلت صفقة «لاتيكوار» مع آرباص التي كانت بموجبها ستنقل مصانعها الى تونس فإن تعهد آرباص يظّل قائم الذات وهو ما أكدته أكثر من جهة.   وحسب معلومات مؤكدة فإنه تم التنصيص على هذا التعهد ضمن العقد بحيث قبلت مجموعة آرباص توفير ما لا يقل عن 2000 موطن شغل بحلول سنة 2016 واذا لم تف بتعهدها  فستكون مجبرة على دفع تعويض تصاعدي  مرتبط بعدد مواطن الشغل التي لم تنجح في توفيرها ويصل الى حدود 16 مليون دولار في صورة عدم توفير أي موطن شغل.   لكن يبدو أن المجموعة تحرّكت ميدانيا مع شركائها من المزودين بمكوّنات الطائرات وقد أسفر هذا التّحرك عن تأكد توفير ألف موطن شغل في مرحلة أولى قد يبدأ في تجسيم البرامج التي ستوفّرها  بداية من السنة القادمة حيث سيبدأ الصانعون في تركيز مصانعهم على مراحل.   حافظ الغريبي   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس)  بتاريخ 17 جويلية 2008 


 

مسؤولون أمنيون يدعون إلى اعتماد بصمة العين في المنافذ والحدود العربية

 
تونس / 17 يوليو-تموز / يو بي أي: دعا رؤساء أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ العربية، في ختام أعمال مؤتمرهم التاسع الذي عُقد تونس اليوم الخميس، الدول العربية إلى إعتماد بصمة العين في المنافذ والحدود العربية. واعتبروا في بيان وزع اليوم الخميس أن من شأن ذلك المساعدة في التعرف على شخصية المسافرين وتحديد هوية المطلوبين، ويحول دون عودة المبعدين بوثائق سفر مزيفة. كما أوصى المشاركون في هذا المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بدعوة الدول العربية المتجاورة بالعمل قدر الإمكان من أجل اعتماد نظام النافذة الواحدة في المنافذ الحدودية البرية، بما يساهم في تثبيت الأمن وتسهيل حركة تنقل المسافرين. وطالبوا في بيانهم الختامي الدول العربية التي لم تنضم إلى الإتفاقيات الدولية المتعلقة بأمن وسلامة الطيران المدني، إلى الإنضمام لتلك الإتفاقيات، والعمل على توفير المستلزمات الفنية والإدارية التي يقتضيها التوافق مع القواعد القياسية الدولية المتعلقة بأمن النقل الجوي والبحري. وينتظر أن تحال هذه التوصيات إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي ستعرضها على الدورة المقبلة للمجلس للنظر في إعتمادها. وكان رؤساء أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ العربية بحثوا خلال مؤتمرهم جملة من المسائل منها « التهديدات الحديثة التي تواجه صناعة النقل الجوي » و »مشروع هيكل تنظيمي نموذجي موحد لجهاز متخصص في أمن الحدود والمطارات والموانئ » و »إدخال نظام النافذة الواحدة بالمنافذ الحدودية البرية بين الدول العربية ». كما بحثوا أيضا موضوع « بصمة العين وتجربتها في التعرف على المسافرين »، و »الربط الهاتفي بين مراكز الحدود العربية المتجاورة » و »المتطلبات الدولية في مجال ضمان أمن المطارات وإمكانية تطبيقها في مطارات الدول العربية ».
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 جويلية 2008

 

النخبة والخبز ومعارك التغيير
 
لطفي حجي (*) تبدو النخبة العربية في سوادها الأعظم تائهة بين دورها في قيادة الرأي العام من ناحية، والاستقالة من ناحية ثانية، وجاذبية السلطة من ناحية أخرى. حقيقة قديمة أكدتها الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها في المدة الأخيرة كل من المغرب والجزائر وتونس، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية، وتوفير الشغل للعاطلين عن العمل، الذين ازداد عددهم مع بروز ظاهرة بدأت تستفحل، تتمثل في بطالة أصحاب الشهادات العليا. واللافت للنظر في هذه التحركات، أنها انطلقت جميعها بطريقة عفوية تلقائية من جماهير غاضبة تكتوي بنار البطالة والفقر والاحتياج، بعيداً عن تأطير الأحزاب والجمعيات، وعن النخبة التي عادة ما تتزعم القول في الفكر والسياسة. وأبرزت تلك الأحداث، التي تمثل صرخة في وجه السياسات الليبرالية الجديدة، أن الأحزاب والنخب ما زالت بعيدة عن التحول إلى ظاهرة شعبية تقود الناس في اتجاه مطالبهم الحياتية الأساسية، بل بقيت في كثير من الأحيان تدور في دائرة أصبحت السياسة فيها غاية في ذاتها. في الماضي القريب، كان عامة الناس ممن حرموا من التعليم ومن ضمان كرامتهم من شدة القمع، يعلّقون آمالاً واسعة على النخب المتعلمة التي درست في الجامعات الوطنية والأجنبية، وتولّت مناصب متقدّمة، سواء في السياسة أو في المعرفة، ورفعت شعارات أشبه بشعارات المبشرين، تعد بتحسين الأوضاع على المستوى السياسي عبر تحقيق الديموقراطية والحريات، وعلى المستوى الاجتماعي، عبر الوصول إلى العدالة الاجتماعية، والتشريعي عبر سن قوانين جديدة تقوم على المفاهيم الحديثة في المساواة والمواطنة. وبقدر ما كان تبشير النخب الجديدة جذاباً، كانت آمال عامة الشعب واسعة، لأنهم كانوا مقتنعين بأنّ النخبة العالمة يمكن أن تكون المنقذ من الجهل والفاقة الاجتماعية. غير أن ذلك لم يتحقّق، حيث عجزت مجتمعاتنا عن التوصل إلى حلقة الربط بين النخبة وعامة الشعب. والسبب الأصلي في ذلك أن جزءاً كبيراً من النخبة، بمجرّد أن يرتقي في درجات العلم وفي سلّم المسؤوليات الإدارية والسياسية، يتنكر للشعب ويصبح ينظر إليه من عل، ويصفه بنعوت أقلّها الجهل والتخلف، إن لم يتسلّح بمصطلحات تراثية لوصفه بالغوغاء والدهماء والرعاع، وذلك على الرغم من أن عناصر عديدة من تلك النخبة نهلت من تيارات إيديولوجية تعطي قيمة للشعب وتراه عماد الحركات التغييرية ومستقبلها. لكن رغم ذلك، فإنّ تجارب سياسية عديدة في بلداننا بيّنت أنّ النخبة المتعلمة والمثقفة تتنكر لجميع القيم التي تعلّمتها بمجرد أن تتسلم مناصب سياسية… أي إنّ السلطة، أو الشغف بها، أقوى من القناعات والمبادئ المكتسبة. وهذا يطرح سؤالاً عن أسباب مكانة «السلطة» في بنياننا الاجتماعي. ثمة ازدواجية عميقة بين الحديث عن فلسفة الأنوار وتجسيد أنوار الممارسة التي تخضع للعدل والقانون، والقيم التي تبقى على الدوام مطمح عامة الجماهير في أي مكان. لم تخلُ تنظيرات النخبة والأحزاب من حديث دائم عن التنوير والحداثة والقانون، غير أنها دائماً تتعامل معها بأسلوب منقوص، فتأخذ منها ما يخدم مصالحها للتغاضي عن الأهم فيها. فمثلاً يمكنها أن تجعل من مصطلح الحداثة شعاراً تساير به موجة ما، من دون أن تلتزم بمكوّناته التي منها الديموقراطية، في حين أنها تعلم أنهما، أي الحداثة والديموقراطية، مساران متلازمان. فالحداثة تجسدت في الغرب من الشعار إلى الواقع بفضل ما توافر من حريات وديموقراطية أفسحتا المجال أمام حرية الإبداع وأمام رسم السياسات والمحاسبة على الأخطاء وتجسيد الوعود. غير أنّ النخبة عندنا لا يهمّها إن استُعملت الحداثة من دون مضمون أو حُوّلت إلى سيف لمقاومة الخصوم وإلى حصن للتباهي وإبراز مظاهر عصرية مغشوشة، باعتبارها لا تقوم على قواعد ثابتة. منذ قرن من الزمن أو يزيد، حاول العديد من الكتّاب الذين صُنّفوا بمفكري عصر النهضة، وتلاهم رواد آخرون، تحديد هذه العلاقة بين النخبة والأمة، بين العالِم والشعب، بين المفكر والسياسي، أي بين من يمثل سلطة المعرفة ومن يمثل سلطة الفعل. والمسألة في جوهرها أقدم من عصر النهضة بكثير، إذ تعود إلى تاريخ المحنة في تراثنا، محنة أحمد ابن حنبل وما سبقها وتلاها من محن، أبرزت الخلل القائم بين الفقيه، نخبة عصره، والسلطان، وبين الفقيه والأمة، التي انقسمت إلى ملل ونحل. وما زالت تلك الإشكالية مطروحة، لم تجد حلها بعد. ثمة مبدآن أساسيان تنكرت لهما النخبة عندنا، ما أضعف دورها وغيّر النظرة إليها لدى عامة الناس، الذين أصبحوا ينظرون إليها باعتبارها رمز الانتهازية والوصولية، ما عدا الاستثناءات بطبيعة الحال: ـــ المبدأ الأول هو المبدأ الأخلاقي. فالنخبة جرّدت المعرفة والسلطة من العديد من القيم الأخلاقية، وأصبحت تنظر إلى الأخلاق على أنها من باب الرجعية والعهود القديمة، ممّا جعل ممارستها منفلتة من أي محاسبة ذاتية أو رادع ضمير، فأسقطها في منطق تبريري قاد إلى الانفصام المعيش بين نخبة وجماهير. ـــ أمّا المبدأ الثاني فهو غياب المحاسبة. فالنخبة التي برّرت بطريقة «علمية معرفية» كل فظاعات السلطة في دولنا، غير خاضعة للمحاسبة، باعتبارها أصبحت جزءاً من أنظمة لا تعترف بالمحاسبة وتمارس السياسة في اتجاه عمودي أحادي لا يخضع للقانون. كثيراً ما يتساءل الناس البسطاء: من يُعدّ ترسانة القوانين الزجرية في بلدانهم الاستبدادية؟ أليست هي النخبة التي درست في أرقى كليات القانون في العالم لتضع خبرتها ومعرفتها في خدمة تحطيم القانون والحطّ من الكرامة الإنسانية في أبسط مظاهرها؟ وهي أسئلة مشروعة تبرز التناقض يبن المعرفة وتوظيفها السليم على أرض الواقع واحترام أدنى قواعدها الأخلاقية. لا يمكن أن ننكر أن هناك إبداعاً لدى النخبة العربية في الاطلاع على المدارس الحديثة في العلوم الإنسانية، من الفلسفة إلى علم الاجتماع وعلم النفس. كما لا يمكن أن ننكر أيضاً أن العديد منها وظّف تلك العلوم جيّداً، باعتبارها أدوات تحليلية في تشريح تراثنا ومجتمعاتنا. لكن أغلبهم حوّلوا العلم إلى رياضة ذهنية لا علاقة لها بالواقع، فتحوّلوا إلى كتبيّين جيّدين يسبحون في عالم الأوراق ويتغاضون عن كل الانتهاكات، بما في ذلك التي تمسهم في كرامتهم الذاتية. وبممارستهم تلك، يتناقضون مع من يستلهمون منهم العلوم في الغرب، لأنّ العديد منهم كانوا فاعلين اجتماعيين، وحتى من لم يدخل منهم في الفعل الاجتماعي السياسي المباشر، كان يكتب في أفق التغيير، بما يعني رفض جميع أشكال الهيمنة، من الكنيسة إلى الأنظمة السياسية. فالكتابة عندهم هي رغبة في التغيير المستمر وليست ترفاً فكرياً، يستعمل عادة بتعمّد اختيار أصعب مصطلحات التعبير ومفاهيمه، للتعالي عن العامة. بين شعب ينتفض ونخبة صامتة ومستقيلة في غالبيتها، وأحزاب أنهكها القمع والتناحر الداخلي فأقعدها عن التحول إلى قوة اجتماعية ذات شأن، بين كل تلك الدروب المتشعبة، تمرّدت الجماهير على نخبها وسلطاتها، وبدأت تشق طريقها بمفردها، في انتظار إكمال الحلقة المفقودة في الربط بين العالِم وعامة شعبه، وبانتظار فك ارتباط العالِم بالسلطة التي يكتفي بتبرير أفعالها. (*) صحافي وكاتب تونسي (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 7 جويلية 2008) الرابط:http://al-akhbar.com/ar/node/79718

العربي نصرة مؤسس أول قناة خاصة في تونس لـ « الشرق »: نجحنا خلال وقت قياسي.. والدليل استنساخ بعض القنوات في تونس وخارجها لبرامجنا

 

 
 
تونس – صالح عطية : قال العربي نصرة، مؤسس قناة « حنبعل » الفضائية، ان القناة التي تطفئ شمعتها الثالثة بعد بضعة أيام، نجحت في تشكيل هامش لحريتها الخاصة بها. وأوضح نصرة في حوار خص به « الشرق » من مكتبه بجهة سكرة (8 كلم شمال العاصمة التونسية)، أن أداء القناة أزعج كثيرين، وتسبب في عراقيل وعوائق عديدة.. وشدد على أن بعض المسؤولين لم يقبلوا بحق القناة في الاجتهاد، ولم يستوعبوا تعدد المشهد الاتصالي العالمي الجديد.. قائلا في هذا السياق: « نحن نعاقب على اجتهادنا »، قبل أن يشير إلى أنه وجد من الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، كل التشجيع والمساعدة في اللحظات العصيبة. وكشف صاحب القناة، عن تدشين شبكة قنوات جديدة تابعة لحنبعل، شرع في بث احداها منذ بضعة أيام، فيما ينتظر بث قنوات متخصصة في الرياضة والفن والبرامج الوثائقية. وفيما يلي نص الحوار .. التجربة والصعوبات * ما تقييمك لتجربة قناة « حنبعل » بعد ثلاث سنوات من إنشائها ؟ ـ القناة نجحت على الرغم من المدة القصيرة التي مرت على بثها.. بل على الرغم من الصعوبات والعوائق التي اعترضت سبيلنا.. ولعل اكبر دليل على هذا النجاح، كون بعض القنوات في تونس وخارجها، باتت تستنسخ برامجنا. * هل من توضيح عن الصعوبات والعوائق التي اعترضت عمل القناة؟ ـ في الواقع، الصعوبات عديدة، في مقدمتها عدم توافر تجربة للقطاع الخاص في العمل التلفزيوني، الأمر الذي جعلنا نعوّل على جهودنا، ونتعلم من أخطائنا، طالما انه ليس لدينا أنموذج في القطاع الخاص نتعلم من تجربته. من جهة أخرى، واجهنا منذ البداية محاولات تشكيك في إمكانية استمرار القناة، فقال البعض ان صاحب القناة لا صلة له بالعمل التلفزيوني، ولا يملك رصيدا في هذا القطاع، حسب زعمهم، وهي محاولات تدخل في سياق خلق مناخ من الإرباك والتشكيك وانعدام الثقة، كتمهيد لإفشال هذا الوليد الجديد، إلى درجة انه خيّل إلينا في بعض الأوقات، وكأننا مقدمون على فتح القارة الإفريقية.. لقد كان في اعتقاد البعض، حتى من بعض الأوساط الرسمية، أن القناة لن تظهر للوجود إطلاقا، وعندما انطلق بثها قالوا إنها لن تستمر طويلا.. وعندما استمرت تمنوا كبوتها بين الحين والآخر. * هل تحسستم تغييرا ما في مستوى النظر إليكم والتعامل معكم خلال الفترة الماضية؟ ـ الحقيقة انه لم تفتح أمامنا الأبواب إلا بعد أن التقيت رئيس الجمهورية، زين العابدين بن علي، لقد وجدت منه كل التفهم والتشجيع، وأعطى تعليماته السامية بتيسير مهمتنا حرصا منه على إنجاح تجربة خصخصة القطاع التلفزيوني في تونس التي دشنتها قناتنا « حنبعل ». موقف رئيس الجمهورية، جعلنا نتحمل كل العراقيل التي ما تزال تعوق جهودنا نحو تطوير هذه التجربة والتقدم بها نحو آفاق أرحب تتماشى مع تقدم المجتمع التونسي، تعليميا وثقافيا وسياسيا. برامج توقفت * لاحظ المشاهدون للقناة، انقطاع البث خلال الفترة الماضية.. هل يدخل ذلك ضمن العراقيل التي تتحدث عنها؟ – الحقيقة التي أقولها في هذا السياق، أن قطع البث عنّا يعدّ جزءا من مربع الحصار الذي يحاول البعض حصرنا داخله.. صحيح أن انقطاع البثّ قد شمل القناة الحكومية (تونس 7)، لكن توقيت القطع كان الأكثر بالنسبة إلينا حيث استمر لسبع ساعات كاملة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعاني من الأبواب المغلقة أمامنا، سواء من بعض المسؤولين أو من المؤسسات الرسمية، وبخاصة تلك التي تتحكم في البث أو الإشهار. * وبماذا تفسر توقف بعض البرامج، خاصة الحوارية منها؟ ـ هذه مسألة أخرى لا علاقة لها بالصعوبات التي تعترضنا.. توقف بعض البرامج يأتي في سياق حرصنا على تقديم برامج في مستوى وعي المشاهد، بعيدا عن أي نوع من أنواع الصنصرة أو « المونتاج » الذي يضر بالمادة التلفزيونية، بشكل يجعلها غير قابلة للاحترام. لم يعد ممكنا استبلاه المشاهد التونسي أو العربي في عصر العولمة والانترنت و »الانفجار الإعلامي » الضخم، فهناك قدرة على التمييز بين الغث والسمين، بين المنتج الإعلامي الذي يحترم المشاهد، وذلك الذي يحاول أن يمارس نوعا من الوصاية عليه. أنهينا عهد احتكار الإعلام * هل بوسعنا القول ان قناة حنبعل، أنهت عهد احتكار الدولة للإعلام المرئي؟ ـ فعلا، لقد كسرت القناة الاحتكار الذي امتدّ لنحو خمسين عاما من المشهد التلفزيوني الواحد في تونس.. لكن الأهم بالنسبة إلينا، أننا نجحنا في كسر حواجز عديدة كانت تحول دون تقديم إنتاج مختلف ومشهد مغاير لما يقدمه التلفزيون الرسمي.. ومن دون مبالغة أو غرور، يمكننا القول إن « حنبعل » غيرت ملامح الخطاب الإعلامي التلفزيوني في تونس، ليس من حيث المادة المقدمة والزاوية التي ننظر من خلالها فقط، وإنما كذلك من خلال جهاز التابوهات الذي اخترقناه خلال السنوات الثلاث الماضية.. صحيح أن ذلك لم يمر من دون ضجيج أو حساسية أو حتى انزعاج من هنا وهناك، لقد عانينا عراقيل عديدة في هذا المجال، بل من محاولات لضبط أفق القناة عند حدود معينة، حتى لا تتطور، وتكون بالتالي نسخة من القناة الرسمية، ومن ثم وضعها في مربع « الخطوة إلى الخلف »، ومن ثم إعلان فشلها ونهايتها.. لكننا قاومنا هذه المحاولات وصمدنا بإصرار كبير، عاقدين العزم على المضيّ قدما باتجاه أهدافنا في نحت « إعلام جديد »، يقطع مع السائد، وينبت إعلاما يستجيب للتطورات التي يعرفها المشهد الإعلامي العربي والدولي منذ عدة سنوات. اللافت للنظر في هذا السياق، أنه بقدر ما حرصنا على استثمار الإرادة السياسية للحكومة وأعلى هرم الدولة، التي ما فتئت تشجع الإعلام المختلف، بقدر ما كنا نواجه ما أسميه بـ « قوى الجذب إلى الخلف » التي ما تزال تتوجس خيفة من القناة ومن الإعلام المسؤول المختلف.. إنه رهان ضخم، وقد آلينا على أنفسنا بأن نكسب هذا الرهان بحول الله. * بعض المراقبين يتوقفون عند « الهوامش » الملحوظة من الحرية في برامج القناة.. كيف نجحتم في هذا المجال الصعب في العالم العربي؟ ـ هذا سؤال مهمّ، وأعتقد أن « حنبعل » شكلت « الحرية الخاصة » بها.. لقد ولدت القناة في ظروف صعبة، وسط أمواج متلاطمة، لكنها نجحت في السباحة، بل وتمكنت من النجاة من الغرق.. إن هذه الحرية التي يتحدث عنها المراقبون، جزء من المصلحة الوطنية والعربية، وليست ضدها ـ كما قد يفهم البعض ـ .. وهذه الحرية التي مكنتنا من التطرق إلى عديد الملفات والموضوعات « المغلقة »، ساهمت في توسيع دائرة الاهتمام بالقناة، حيث أصبحت مشاهدة من قبل أشقائنا في بعض العواصم الخليجية ومصر والمغرب العربي، وبخاصة الجماهيرية الليبية مسألة التمويل * السؤال الذي يطرحه المتابعون للقناة هو: من أين يجري تمويلها، لا سيما وأن تقديرات العارفين بحقل الإعلام المرئي، تؤكد أن أي قناة فضائية تحتاج إلى نحو 15 مليون دولار سنويا للاستمرار في البث؟ ـ هذه من أكبر المشكلات التي تواجهنا منذ اليوم الأول لبدء القناة.. ولولا الاحتياطي المالي الذي وفرته من مالي الخاص لتمويل الإنتاج ونفقات عام كامل، لكانت القناة واجهت مصاعب لا حصر لها، خصوصا أن المستشهرين لم يُقبلوا في البداية على دعم القناة، ولم يدخل الإشهار خزانة القناة، إلا بعد نحو عام من عمل القناة. لقد اكتشف هؤلاء أن « حنبعل »، باتت تحظى بمشاهدة واسعة ومرتفعة من قبل التونسيين، لذلك أقبلوا على الإعلان في القناة. * ما دليلك على هذه المشاهدة الواسعة والمرتفعة؟ ـ عندما تشاهد اسم القناة يتردد على ألسن الآلاف من جماهير الملاعب الرياضية، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التلفزيونات، وعندما تلاحظ أن القناة يجري تصفحها في نحو 70 موقعا الكترونيا، بالإضافة إلى حجم الرسائل الإلكترونية التي تصلنا يوميا بالآلاف، فإن ذلك يعطيك شحنة معنوية لا مثيل لها، ويجعلك لا تعير اهتماما للخسائر المالية مهما كان حجمها قناة جديدة * قناتكم تدخل الآن عامها الرابع، ما الجديد الذي خططتم له؟ ـ لقد شرعنا منذ بضعة أيام في بث تجريبي لقناة جديدة، أطلقنا عليها اسم « حنبعل الشرق »، التي ستختص بالمسلسلات والدراما المصرية والخليجية والمغاربية، بالإضافة إلى الأعمال الدرامية من المكسيك والأرجنتين وغيرها. * ما الذي جعلكم تفكرون في قناة من هذا النوع، في وقت توجد فيه قنوات عديدة متخصصة في الدراما؟ ـ الفضائيات المشرقية قامت بعملية غزو للمنطقة المغاربية، لذلك اخترنا « غزو » الشرق بشكل عكسي.. نريد أن نقدم أفقا جديدا للعمل الدرامي العربي من خلال الإطلالة على التجربة الدرامية المغاربية بشكل خاص.. ونأمل أن نوفق في هذا المجال.. لكننا نستعدّ في نفس الوقت، لبث شبكة قنوات حنبعل، على شكل (بوكي)، ستتضمن قنوات متخصصة في الرياضة والفن والموسيقى والبرامج الوثائقية.. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جويلية 2008)  

متسوّلو تونس: بين الجنس و التحيّل و الاستعطاف

 

 
إسماعيل دبارة  إسماعيل دبارة من تونس: أضحى من المألوف بالنسبة إلىّ وأنا أمرّ يوميا أمام ‘جامع الفتح’ الكبير في ساحة الجمهورية وسط العاصمة أن تغمرني الحاجة ‘علياء’ بالأدعية الصالحة و الشكوى المؤلمة علّني أعطف عليها ببضع مليمات لـ »تتمكّن من شراء أدوية سيل من الأمراض المزمنة عافى الله الجميع ». الحاجّة علياء (68 سنة) تقول لي كل صباح و أنا متوجّه إلى عملي: »أنت شاب صالح ذو قلب عطوف..لا ترتضي لغيرك المهانة والجوع و الفقر و الخصاصة و المرض..سيجازيك الله خيرا على قدر ما تكنه لعّمتك علياء من طيبة وعطف. » وتودّعني بعد أن تتلقى بعض الملّيمات : »الله ينوب عليك كما عطفت عليّ، من يقوم بعمل صالح يجده إن شاء الله في الآخرة. »   ابتعدُ بأمتار قليلة ، والتفتّ بسرعة لألقي نظرة فضول على المسنّة التي اتخذت من التسوّل مصدرا وحيدا لكسب خبزها ودوائها اليوميين. تقول مخاطبة نفسها ومتفحّصة في الوصفة الطبية التي أكل عليها الدهر وشرب دون أن تفارقها و لو ليوم واحد: »رحمك الله يا زوجي ، الله أراد لنا أن نعيش من بعدك في هذا الوضع المزري ، من أين لي بثمن الدواء يبدو أنني عمّا قريب سألحق بك إلى جنات النعيم. »   المسنّة علياء أو « ملكة ساحة الباساج » كما قال الشاب رضا سعيدان لإيلاف:’ليست استثناء بل هي عينة من متسولي تونس الكُثر والكُثر جدا…كرهت دعواتهم وطلباتهم التي لا تنتهي …هم منتشرون في كلّ مكان في محطات الحافلات و الميترو ، أمام العمارات السكنية و المساجد، و المحلات التجارية الكبرى و الأكثر من كل ذلك هم بؤرة لمظاهر الفساد والدعارة المنتشرة في تونس العاصمة ».   المتسوّلون بدؤوا فعليا في إزعاج عدد من متساكني تونس العاصمة ممّن تحدثت ‘إيلاف’ معهم،خصوصا و أن قانونا سُنّ لمنع ومعاقبة التسوّل و التحيّل يبدو مهجورا ، إلا من بعض الحملات بين الفينة والأخرى تهدف حسب ما يقول المسؤولون إلى تطهير العاصمة.   فالسيد عبد الرحمان (موظف 41 سنة ) يقول إنه « من غير المعقول أن يتجمهر العشرات من المتسولين في كل الأوقات و في كل الأماكن بما فيها المحلات التجارية و وسائل النقل العمومي ليصُموا آذاننا بعبارات تظهر الاستجداء و تضمر الضحك على الذقون ».   وحول معنى ‘الضحك على الذقون’ يسرّ لنا السيد عبد الرحمان بالقول:’ معظمهم دجالون احترفوا الكذب على الناس تصوّروا لقد عاينت منهم حالات ممن يملكون أرقى الشقق الفاخرة و الهكتارات من الأراضي و أشجار الزيتون لكنهم متمسكون بالتسوّل لأنه يدرّ عليهم أموالا طائلة… ذات مرة شهدت بأم عيني معركة شفاهية بين متسول ذكر و أخرى أنثى ، تشاجرا أما أحد المساجد بخصوص من سيقف في مكان يبدو استراتيجيا لمدّ اليد ، فما كان من المتسوّل إلا أن صاح أمام المصلين ، هذه العجوز تكذب عليكم فهي تملك بيتين فاخرين و ابنها شاب متكامل العافية وله سيارة و وظيفة مرموقة ، لكنها تتسول طمعا في أموالكم…ففرّت  وسط ذهول الجميع وسخطهم.. »   الآنسة نورة 25 سنة اختلفت جوهريا في ما ذهب إليه عبد الرحمان فهي « تعطف على المتسولين بصفة دورية لأن ‘من ارتضى أن يتسوّل و يهين نفسه أمام العباد فهو بالتأكيد في خصاصة قاتلة لم يجد من حلّ لها غير مدّ اليد’.   مهنة تدرّ اموالا   « التحيّل متفشي بشكل كبير في مجتمعنا التونسي و ما يسمّى بالمتسولين هم أكبر دليل على ذلك »، تقول سكينة 30 سنة بحنق واضح و تضيف لإيلاف:ذات الوجوه تراها يوميا في أماكن مختلفة ، لو استثمروا مجهوداتهم في السير والتنقل من مكان إلى آخر في عمل بسيط يحفظ ماء الوجه ، لكان خيرا لهم و أقوم…لكن من يتذوّق طعم الأموال الطائلة دون مجهود مضني لا يمكنه أن يتنازل عن تلك النعم المجانية لغيره …المال الوفير الذي يكسبه هؤلاء المحتالون في رأيي هو ما يشجع أعدادا كبيرا من الناس على الارتزاق بالتسوّل حتى أننا نمرّ بـ3 أو 4 متسولين أثناء عبورنا من شارع إلى آخرفي العاصمة…الوضع لم يعد يُحتمل في الحقيقة نظرا لعبارات الاستجداء و الاستعطاف الصادرة عنهم و التي ضقنا بها ذرعا.   وعلى الرغم من ان المجتمع التونسي يشكو كغيره من المجتمعات العربية من معضلة البطالة إلا أن التوانسة لم يتقبلوا بسهولة ذلك الكمّ الهائل من المتسولين ممّن يجوبون الشوارع نهارا، ويتغيبّون ليلا. الدكتور سامي نصر (باحث في علم الاجتماع و له عدد من المقالات في موضوع التسوّل) يرى أن من الأسباب الرئيسية للتسول ، الخصاصة الناجمة عن انتقال المجتمع التونسي من معيشة الريف التقليدية التي لا يصعب فيها على المحتاج أن يجد من يكفله و يؤمّن له حاجياته ، إلى المجتمع المتحضّر و الحداثي  القائم على الاكتظاظ السكاني و غياب أواصر العطف بين المتساكنين الذين لا يعرفون بعضهم البعض نظرا لتوافدهم من جهات داخلية مختلفة عكس المناطق الريفية التي تشهد علاقات اجتماعية حميميّة يندُر وجودها في المدن المكتظة.   تقنيات شيطانية   وضاّح طالب جامعي 22 سنة اختار تعبير ‘تقنيات شيطانية ‘ ليصف ما يقوم به متسولو تونس لكسف عطف المارة ومن ثمة كسب المال و الهبات.   و يقول وضاح:’بين حُسن اختيار وقت التسوّل و انتقاء العبارات الأكثر ملائمة استنادا إلى أن القادم شاب أو شابة كهل أو امرأة مع أبنائها ، يستعدّ المتسولون لكسب أرزاقهم ، فذات مرة كنت مع أمي في أحد مراكز التسوق اعترضنا ذات المتسولّ ممن يدّعون الإعاقة البدنية لكنني اكتشفت أن خطابه معي يختلف كثيرا عن خطابه مع أمي ، يدعو لي شخصيا بدعوات من قبيل الله ينجحك ويرزقك ببنت الحلال و يدعو لأمي بـ »الله يبارك لك في الصغير و إن شاء الله يحمل معك همّ الدنيا ، وبما أنني أدرس علم النفس حاولت في عديد المرات تحليل هكذا ظواهر لأكتشف أن للمتسول تقنياته الخاصة به في استمالة كل أنواع المتساكنين و المارة و الحرفاء.’   ومن الملفت للانتباه في سلوكات متسولي تونس أن الذكور عادة ما يعمدون إلى تقمّص دور المتسول الظّرفي أو المعاق الذي يشتكي هو نفسه من اللجوء إلى التسوّل وطلب الإعانة من غيره و يتمنى أن يتعافى بسرعة لينصرف عن هذا الفعل.   أما النساء فيتقمّصن عادة دور الأم الحنون التي تشكو للجميع من فقرها المدقع و أثره على رعاية أبنائها الصغار المحتاجين للأكل و الملبس. كما أن المكان ذاته يفرض على المتسوّلين في أحياء تونس العاصمة ممارسات بعينها ، فالمتسولون أمام المحلات التجارية يركزون على التظاهر بالجوع ، في حين يعمد المتسولون أمام المساجد إلى تقمّص دور الزاهد أو المتديّن الذي يُكثر من التضرّع إلى الله والابتهالات علّه يفلح في كسب ودّ و عطف المصلّين.   الجنس حاضر بقوّة   سفيان شاب في العشرينات من عمره قال لإيلاف إن أحد المتسولين القصّر في شارع جانبي معروف وسط العاصمة استوقفه لطلب ثمن رغيف خبز بسبب جوعه الشديد، ولمّا تأكد من أنه لم يعره اهتماما عرض الصبيّ المتسوّل ممارسة شاذة مقابل بعض الدينارات.   ويتابع سفيان: »من يومها و أنا أتحاشى العطف على المتسوّلين أو « الطلاّبة  » لأنني على قناعة الآن من أنهم ينافقون و يكذبون ».   أميرة عدّالة 25 سنة تقول هي الأخرى أن « جارتها المتسوّلة نهارا تختلي بالرجال ليلا في منزلها لممارسة الدعارة دون أدنى اكتراث بالجيران الذين عطفوا عليها في السابق قبل أن يكتشفوا حقيقة أمرها. أما عبد القادر الجبلي (أستاذ ) فيرى أن « ذات الأسباب التي دفعت للمتسول بالخروج إلى الشارع لطلب المعونة قد تدفعه في مرحلة ما إلى ممارسة الجنس من أجل إعالة أبنائه و ضمان حدّ أدنى من العيش الكريم لهم ».   وتكشف المتسوّلة زينب لمراسل إيلاف عن حالات عدّة لجات فيها إلى ممارسة الجنس مع رجال انطلقوا في ربط علاقة معها بالعطف و التقرب إليها ومنح الهبات.   وتقول زينب التي قضّت 6 سنوات في التسوّل و لازالت:’تعرضت إلى ما يشبه الابتزاز من أحد الموظفين، عرض مساعدتي في البداية على التكفّل بحاجيات ابني الأساسية بعد وفاة زوجي…وكان الأمر كذلك كنت أتسوّل لفائدتي الشخصية فحسبُ لأنه التزم بتعهده تجاه الصبي قبل أن يقرر في إحدى المرات قطع مساعدته ما لم أمكنه من نفسي،وبما أنه من الصعب آنذاك أن أجد بديلا يرعى ابني الوحيد و يؤمن له أكله وملبسه فقد اضطررت لممارسة الجنس معه في عدّة مناسبات.’   ويقول الدكتور سامي نصر في هذا الصدد : »من خلال معاينتنا لعدد من المتسولين نحن على قناعة الآن من أن التسوّل خرج من دائرة الاحتراف و المهارات و الاجتهادات الفردية إلى ما يمكن أن نطلق عليه العمل التنظيمي و المؤسّساتي وهو عمل يجمع بين التسوّل من جهة و شبكات الدعارة من جهة ثانية و لا أدل على ذلك رصد توزيع محكم لمجالات نشاط كل فئة من المتسولين وانضباط مطلق في احترام حدود تلك المجالات إما بالتفاهم المسبق أو بالتوافق،كما أن عدد من المتسولين قد أفاد بان موظفين يشرفون على هذه المهنة ومن ذلك التكفل بنقل المتسولين من مراكز سكناهم الأصلية بضواحي تونس العاصمة إلى وسط المدينة وإرجاعهم ليلا و الربط بين التسوّل و شبكات دعارة كبرى، في حين يعمد البعض الآخر إلى تشغيل أطفال قصّر عبر تأمين التذكرة لهم مثلا لدخول الملاعب و التسوّل هناك ».   المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 17 جويلية 2008


في الضاحية الشمالية للعاصمة نهاه عن بذيء الكلام فطعنه بسكـين

 

 
احيل مؤخرا امام انظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة شاب في عقده الثالث تورط في جريمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الترصد. وتعود وقائع القضية الى يوم 14 ماي 2007 في الثامنة والنصف ليلا حيث حصلت مناوشة بسبب التفوه ببذيء الكلام تطورت الى عنف واستعمال لسكين وحصول اضرار بدنية.فالشاكي ذكر انه كان مارا بمعية والدته وشقيقه وبسماعه لكلام بذيء نهى صاحبه عن مواصلة التلفظ به فاعتدى عليه بالسب والشتم وتطور الخلاف الى تشابك مما خلف له اصابة بسكين على مستوى جنبه.   وباستنطاق المتهم ذكر انه قصد بتاريخ الواقعة منزل صديق له لاستخلاص دين وقد حضر حسب موعد مسبق وجاءه صديقه وبقيا يتجاذبان اطراف الحديث وفي الاثناء مر بالمكان المتضرر وكان بمفرده ولم تكن معه والدته وشقيقته مثلما صرح ومباشرة عمد الى التلفظ تجاه صديقه بكلام بذيء فالتفت هو نحوه ونهاه عن ذلك والابتعاد عن صديقه فتوجه نحوه واسمعه وابلا من الكلام البذيء فاغتاظ ورماه بكاس لم يصبه عندها جرى نحوه ولاحقه فاحتمى بمنزل صديقه وفي الاثناء سمعه يتوعده فتسلح بسكين خوفا من الخطر الذي يهدده وبعد التأكد من انصرافه خرج من الباب الخلفي وقفل راجعا الى منزله وفي الاثناء ناداه الشاكي ولما اقترب منه اعتدى عليه لكما وركلا فجذب السكين ليخيفه فتراجع الشاكي ونفى المتهم الاعتداء عليه.   وباعطاء الكلمة للدفاع القائم بالحق الشخصي اكدت المحامية ان الافعال تؤكد سبق الترصد وهي منطبقة على نص الاحالة وطلبت الحكم بادانة المتهم ولاحظت محامية المتهم ان المتهم استفز وتمسكت بتطبيق الفصل 54 م.ا.ج وعرض منوبها على الفحص الطبي ثم اشارت الى غياب شاهد وانتهت الى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى ثم حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم اثر الجلسة.   أبو خالد   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس)  بتاريخ 17 جويلية 2008   


في بوعرقوب «براكاج» حصيلته 1700 مي

 

  تقدم الى مركز الحرس الوطني ببلي بتاريخ 2 سبتمبر 2007 المتضرر في قضية الحال وافاد انه لما كان عائدا الى محل سكناه فوجئ بشابين احدهما يضع سكينا بجنبه ويهدده والثاني قام بتفتيشه واستولى على جهاز هاتفه الجوال ومبلغ مالي قدره 1700 مي واعتديا عليه بكلمة وفرا هاربين. وبمزيد سماع المتضرر لدى قاضي التحقيق بقرمبالية افاد انه كان على متن دراجته النارية متوجها الى محطة بنزين للتزود بالوقود ثم العودة الى حيث يعمل بضيعة مؤجره ببني خلاد وعلى مستوى مفترق الطرق بمنطقة بلي التابعة لمعتمدية بوعرقوب وعندما توقف الشاكي لوجود اشارة فوجئ بشخصين تبين انهما المتهمان في قضية الحال وقد طوقاه من الخلف حيث قاما باسكات محرك الدراجة النارية ثم وضع احدهما سكينا بجنبه وضغط بها عليه  في حين تولى الثاني تفتيش جيوب المتضرر واستولى من داخلها على مبلغ 1700 مي وهو ما كان بحوزته وهاتفه الجوال ثم انصرفا.   وقد احضر المتهمان امام انظار هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية لمقاضاتهما من أجل تهمة السرقة باستعمال العنف.   وارتأت الهيئة تأجيل محاكمتهما الى تاريخ قادم.   فاطمة المصدر: جريدة الصباح   (يومية –تونس)  بتاريخ 17 جويلية 2008

 

غسان بن جدو: النجم رغماً عنه… قد يصبح روائيّاً

 
ليس من السهل أن «تظفر» بثلاث ساعات مع مدير مكتب «الجزيرة» في بيروت. ومع ذلك، فتح لنا الإعلامي المعروف أبواب خلوته، أعدّ لنا الشاي على طريقته، واستعدنا، في «جلسة هادئة»، محطات من حياته الخاصة ومساره المهني، بين تونس وبيروت وباريس وطهران صباح أيوب «لم أخطط لأكون صحافياً»، قد يصعب تصديق هذا الأمر في البداية، وخصوصاً إذا كان صادراً عن أحد أبرز الوجوه الإعلامية في العالم العربي. لكن عندما تكتشف أنّ بدايات غسان بن جدو كانت في دراسة الاقتصاد، وأول نشاطاته المهنيّة كان في التجارة، يتأكد لك أنه حاول في شبابه أن يعاكس قدره. لكن الحظ المطلق و«العناية الإلهية»، كما يحب هو أن يسمّيها، حوّلا مساره المهني. أما حياته، فرسمتها السياسة والجغرافيا والدين والموت. الطفل المدلّل الذي ولد في 8 آب/ أغسطس 1962، في بلدة «القصور» في الشمال التونسي، من أب تونسي وأمّ لبنانية، لم يعش طفولته كسائر الأولاد. فهو صاحب الاسم الغريب الذي كان محطّ استفهام وانتباه: في تونس حيث لم يكن اسم «غسان» شائعاً. وفي لبنان كانت كنية «بن جدّو» غير مألوفة. وهو ابن الرجل السياسي المقرّب من الحبيب بورقيبة، ما صعّب عليه اكتساب أصدقاء حقيقيين، ووضعه في حالة ترحال دائمة. وهو الابن الذكر والبكر، الوحيد بين شقيقتين، في عائلة أرستقراطية أمّنت له الرفاهية المطلقة، لكنها سلبته عفوية الطفولة. طفلاً سكن غسان وحده في جناح خاص به داخل المنزل العائلي الكبير، ولم يكن يحتكّ بأفراد عائلته «إلا على طاولة الغداء». ولكم أن تتصّوروا، بعد ذلك، كيف انتقل للعيش في كنف عائلة مسيحية كتائبية، حين قدم إلى بيروت في الحادية عشرة… وكيف راح يرتاد الكنيسة بانتظام، هو ابن الرجل «الزيتونيّ» (نسبة إلى جامع الزيتونة العريق في تونس) والعلماني المنفتح في آن. «عندما عدت إلى تونس، بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، كنت أسترقّ النظر إلى الشباب الذين يؤمّون المسجد للصلاة، فأنا، لم أكن أعرف كيف أصلّي صلاة المسلمين». وفكّر غسان قبل أن يردف: «لم أتفق مع الفكر الذي كان مقترناً بالدين وقتذاك، فقررت إقامة علاقة خاصة بيني وبين ربّي، من دون أن أتخلّى عن ديني كمسلم. ووجدت الراحة النفسية التي كنت أبحث عنها». منذ مراهقته الأولى كان مسكوناً بنهم كبير للقراءة. التهم ما كان يقع بين يديه من روايات ودواوين شعريّة و… كتب سياسيّة أيضاً، باللغتين الفرنسية والعربية. فقد نشأ في جوّ سياسي بامتياز، وكان يناقش والده في الشعر والأدب، ويجادله في القضايا السياسية ولمّا يبلغ العاشرة. لكن هذا النضج المبكر والاجتهاد المتميز في المدرسة، وفي النوادي الأدبية والفكرية التونسية، من الأمور التي تدمع لها عينا غسّان اليوم. يعترف بأن نمط حياته ذاك، حال دون إقامة علاقة طبيعية، عاطفية وحميمة، مع والده الذي فارق الحياة باكراً وهو في الثامنة عشرة: «لطالما كانت علاقتي به ندّية. فكنت في سباق مستمر مع القراءة والمعرفة لأجاريه وأناقشه… كبرت قبل أواني للأسف، ولم يمهلني الزمن كي أصحح علاقتي مع والدي…». رحيل الأب سيكون مفترق طرق في حياة غسان بن جدّو. فبعد أن كان غسان على أهبة الاستعداد للسفر إلى سويسرا لدراسة الطب، تحوّل إلى دراسة الاقتصاد في فرنسا. وهناك، اختبر الحياة الطالبية النموذجية، فواكب الأحداث السياسية وشارك في التظاهرات الطالبية، وكان حاضراً في أغلب النقاشات الحامية. وقد لفت بن جدو انتباه الجميع، إذ كان مستقلاً في آرائه، يسارياً في مبادئه، مدافعاً بشراسة عن كل قضية حقّة: «كنت مع الشيوعيين والقوميين والمتديّنين في الدفاع عن قضايا كنت أراها عادلة». لم تفلح أية جهة حزبية في احتكار الطالب الذي عاد إلى تونس ليتولّى إعالة أسرته. اشتغل بداية في التجارة، ثم بدأ يراسل دوريات محليّة. وكان لصحيفة «الرأي» التونسية دور في انطلاقته المهنية، من خلال أول عمل ميداني في حياته، نفذه أثناء زيارته لبنان عام 1984. عاد يومها بأربعة تحقيقات، وبمقابلات مع نبيه بري، سعيد شعبان، السيّد محمد حسين فضل الله، وكريم بقرادوني. هكذا خطّ الصحافي المبتدئ أولى خطواته في مهنة المتاعب، ترافقه «عناية إلهية»… وحظ المبتدئين الذي لم يفارقه منذ ذلك الحين. إلى جانب الحظ، أتقن بن جدو فنّ اقتناص الفرص، ولفت الانتباه بذكاء. هكذا وجد له مكاناً في صحيفة «الحياة»، وإذاعة الـ BBC، و… قناة «الجزيرة». صار المراسل المعتمد لوسائل الإعلام المختلفة من مكتوبة ومسموعة ومرئيّة، في الأمكنة الساخنة، وفي لحظات تاريخية حساسة. راسل «الحياة» من الجزائر (1990 ــــ 1991)، ثم راسل الـ«بي بي سي» و«الحياة» من طهران (1992 ــ1996)… إلى أن تفرّغ لقناة «الجزيرة» وصار مدير مكتبها في طهران عام 2004. بعد تلك التجربة المتعددة الآفاق، سيسرقه العمل التلفزيوني في النهاية. اختار «الجزيرة» ولكن… بعد تردّد. بادلت القناة القطرية مراسلها المشاغب بالثقة المطلقة، والدعم التام، فكان له غالباً ما يريد… وكان أن فرضت هذه الفضائية حضورها عربياً وعالمياً، فإذا بغسان، من حيث لا يدري، نجم في سماء الإعلام العربي. تلك النجومية يخجل من الاعتراف بها. ومع أنّه لم يتغيّر أبداً، بقربه من الناس وتواضعه، فقد بات ملزماً بالاهتمام بصورته ومظهره: «لقد أثرت الشهرة على حياتي الشخصية، وقيّدت حريتي». يتذكّر بن جدّو فجأة أنّه لم يأخذ عطلة حقيقية منذ تسلّم إدارة مكتب «الجزيرة» في بيروت قبل 8 سنوات. يبوح لنا بأنّه فكّر، في العام الماضي، بترك البلد بهدف «الهروب من ضغط العمل اليومي»، أما الإغراء فوظيفة مشرف أكاديمي في إحدى الجامعات الأميركية في الخليج. ويتوقّع للمستقبل البعيد: «في آخرتي قد أصبح كاتباً روائياً». في عام 1991، تزوّج غسان من ندى الحسيني، طبيبة الأسنان والاختصاصيّة في علم النفس، وهي مثله ابنة زواج مختلط: إيرانيّة من والدها، ولبنانية لجهة الأم. واحتفلا بزواجهما في خضم مؤتمر دولي كانت تنظمه إيران عن «القضية الفلسطينية». في إحدى جلسات المؤتمر وزّع بن جدو على الحاضرين قصاصات ورق صغيرة كتب عليها بخط يده نصّ دعوة لعقد قرانه في أحد طوابق الفندق. وما كان من معظم المشاركين، من الزعماء والسياسيين ورجال الدين والإعلام، إلا أن لبّوا الدعوة وحضروا عقد القران الذي أتمه السيّد محمد حسين فضل الله، وباركته شخصية دينية إيرانية رفيعة. كما نقلته محطة الـ«سي إن إن»، ما سرق الأضواء من المؤتمر! لكننا لم نتحدّث عن تونس! يسرح بنظره قليلاً: «لم أزر تونس منذ 18 سنة، أتتخيّلين؟». وعلى باب المصعد يلفت نظرنا: «لبست الزيّ التونسي خصيصاً لاستقبالك.. تونس دائماً حاضرة في وجداني»! 5 تواريخ 1962 – الولادة في «القصور»، شمالي تونس 1980 – رحيل الأب وضعه أمام مفترق طرق 1991 – زواجه… «التاريخي» من ندى الحسيني 1999 – انضمامه إلى «الجزيرة» 21 تموز 2006 – في عزّ العدوان الإسرائيلي، المقابلة الشهيرة على «الجزيرة» مع السيد حسن نصر الله (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 16 جويلية 2008) الرابط: http://al-akhbar.com/ar/node/81271  

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده. من أجل ذلك يا صلاح الدين الجورشي

 
 
كتبه: حبيب الرباعي – ألمانيا
يقول بن القيم رحمه الله تعالى:  » …..فالعبد سائر لا واقف ، فإما إلى فوق ، وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء ، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي ، إلى الجنة أو إلى النار ، فمسرع ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر ، وليس في الطريق واقف ألبتة ، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء، قال تعالى : ( إنها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ، ولم يذكر واقفا….. » هذا الكلام الجميل حول قانون حركة الإنسان في الحياة، تتضمن معاني كثيرة أكتفي بذكر ثلاث كلمات منه فحسب، وهي اختلاف جهات المسير حيث: يفترض أن الإختلاف لا يحصيه عد، باعتبار لا نهائية الجهات. بعض الجهات تتقارب، وبعضها الآخر يتعارض تعارضا كاملا. يفترض أيضا أن تكون اتجاهات الحركة ـ على تعددها ـ مستقيمة. لكن يحدث أن تكون الحركة في بعض الأحيان تائهة غير منتظمة في مسيرتها، مما يعرضها إلى الإنتكاس ومن ثم الرجوع إلى نقطة البدء. وهذه الصورة الأخيرة هي التي يمكن أن نَصِفَ بها مسار الحركة الفكرية التي قادت العديد من الكتّاب، في صفحات تونس نيوز والحوار نت وغيرهما، عندما كتبوا  حول قضايا ـ الحركة ـ السلطة ـ القيادة ـ المصالحة ـ العودة. حيث تضمنت كتاباتهم أفكارا تحاول الجمع بين المتناقضات بكل الوسائل، غير أنها تنتكس كل مرة لتعود إلى النقطة التي حاربتها واستنكارها. فالسيد الجورشي ـ مثلا ـ بعد أن كتب مقالا، ركز فيه على أن شرعية القيادة مرهون بالضغط على السلطة بالملف الحقوقي، أعقبه بمقال بعنوان « عبد الفتاح مورو.. هذا الرجل أخـرجُـوه من عزلته الإجبارية » ليعرض لنا من خلال هذا الموضوع ـ دون أن يشعر فيما يبدو ـ  نموذجا واقعيا لعشرات الحالات المشابهة له، والتي كتبت الحركة عنها كثيرا، بل منهم من كتب بنفسه عن معاناته، من أرض تونس. لقد ضرب السيد الجورشي أفضل الأمثلة (من خلال مقاله عن الشيخ عبد الفتاح)، على أن السلطة قادرة على تحويل مصير رجل حقوقي، يعتبره القانون أحد المراجع التي يعود إليها التونسيون لطلب حقوقهم المشروعة.. إلى رجل لا تتسع حركته في الحياة الإجتماعية في البلاد إلى أبعد من التواصل مع المحتفظين بالنادر من « البرارد » والطوابع البريدية. (وإذا كتب المؤرخون عن هذه المرحلة من تاريخ تونس فلن ينسوا ما كتبه السيد صلاح الدين عن هذا العلم من أعلام بلادنا الحبيبة). أوافقك تماما على أن السلطة القائمة الآن قادرة على تحويل رجال عظماء بحجم الشيخ عبد الفتاح مورو إلى « أشباح » كما عبرت عن ذلك. لمجرد أنهم أسسوا الحركة الإسلامية أو ساهموا في تأسيسها وانتموا إليها في يوم من الأيام حتى ولو أعرضوا وتخلوا عنها. لقد انتظرتُ أن يطلق السيد صلاح الدين العنان لقلمه لتعميماته، وظنونه، وقراءته للحدث الواحد على أنه ظاهرة خطيرة…, فيصور بأسلوبه حالة الشيخ عبد الفتاح، على أنها مثال لآلاف الحالات المشابهة التي يعيشها المثقف التونسي في البلاد.. ولو تجرأ على كتابة ذلك في مقاله لكان محقا. ولو استخلص أيضا بأن سياسة السلطة الحاكمة في تونس مع الحركة تتمثل في محاولة تفكيكها بكل الوسائل، ـ وهو الهدف الذي خدمت عليه منذ عشرين سنة ـ   ثم تدمير النواتات المكون لها وهم الأفراد بعزلهم عن بعض عشرات السنين إلى درجة الذوبان الذاتي في صمت كامل، لكان محقا أيضا. لقد شدتني كثيرا الفقرة التي قال فيها: والسؤال الذي شغلني بعد زيارته: كيف تُهدر مثل هذه الطاقة؟ ولماذا يُترك هذا الرجل الذي جاوز الستين يدور في حلقة مفرغة، لا مردود لها على مجتمع يحتاج لكل أبنائه؟ بل كيف يترك هذا الشخص في ثلاجة الإهمال في مرحلة تشهد جنوحا دينيا متزايدا في أوساط الشباب، في حين أنه يملك القدرة على الجدل الديني، ويستطيع أن يساهم من موقعه في ترشيد الآلف من هؤلاء؟ ومن جهتي أتصور أنه لا ينقص السيد صلاح الدين الجورشي إلا التعرف القريب على رجال آخرين لم يعرفهم زمن تعرفه على الشيخ عبد الفتاح، وهم موجودون فعلا، صقلتهم التجارب، وهذبهم المنهج الإسلامي الذي سلكوه، ورفعهم العلم الذي اكتسبوه خلال السنوات الطوال التي تراجع فيها تواصل السيد صلاح الدين مع رجال الحركة، في تخصصات أقرب لتحقيق الترشيد الديني، الذي يتحدث عنه صلاح الدين من تخصص الشيخ عبد الفتاح ـ دون التقليل من كفاءة الشيخ في مجال العلوم الشرعية ـ  هؤلاء الذين أعنيهم والذين يعدون بالعشرات تنطبق عليهم تماما تساؤلات السيد الجورشي، وهم الذين لم تفتأ الحركة الدفاع عنهم وعن حقوقهم. وأضيف بأن السيد صلاح الدين لم يفهم اللعبة لحد الآن، فالعداء الذي يسلطه النظام على الحركة ليس لذوات الأفراد وإنما لفكرهم، فالشيخ عبد الفتاح خرج من تنظيم الحركة ورفض سياساتها، ولكن هل خرج من منطلقات الحركة الدينية؟؟؟ دفاعك على الشيخ عبد الفتاح وإعجابك بفكره دفاع على فكر الحركة، وزيارتك له ليست سوى صورة مصغرة من التواصل الذي كان يقع بين الدعاة، أطلقنا عليه اسم التنظيم. ثم اعلم رحمك الله، أن الزج بعشرات الآلاف من المنتمين إلى الحركة في بضعة أشهر، دليل لكل عاقل أن تنظيم هذه الحركة المباركة هو تنظيم متواصل مع كل الناس وفي كل الدوائر، شغله دعوة الناس للإلتزام بالإسلام منهجا وسطيا في الحياة، وهذا ما جعل أجهزة الأمن تصل إلى الآلاف المؤلفة من أحبابنا، لأنهم علنيون في أشخاصهم وفكرهم ومواطن تواجدهم. ولم تجد أجهزة البوليس لدى الذين أزهقت أرواحهم ولدى الذين أخرجوا من السجون بعاهات بسبب التعذيب أهدافا للحركة أكثر من دعوة الناس إلى الخير. لو كان للسيد صلاح الدين الجورشي كصحفي محترف رؤية أعمق، فمد نظره  أبعد من وضعية صديقه الشيخ عبد الفتاح، لأدرك أنه أمام ملفات تتشابه مكونات عناصرها، ولشمر أكثر لإنصاف المحرومين نظراء الشيخ عبد الفتاح. ولتحقق بذلك هدفين على الأقل: 1: أن تكون كتابته أكثر موضوعية، وذلك بنقله ما يرى ويسمع عن أوضاع إخواننا، فتكون مقالاته شهادة موثوقة كالصورة الدقيقة التي نقلها لنا عن اهتمامات الشيخ عبد الفتاح الحالية، فيسلم بذلك قلمه من الزلات التي وقعت منه في مقاله عن موضوع العودة، لأن تعدد سلسلة الرواة في حديثه أضعف من قيمة أخباره. وأمثال السيد الجورشي لا يحتاج التذكير بأن كلمات من مثل :أظن، أحسب، قيل، والظاهر، وفيما يبدو… تخرج قائلها من دائرة الصحفي المحترف إلى أي شيء آخر. وهو أيضا ليس بحاجة بأن يُذكّر بأن التعميم في الظنيات على قلتها والتخصيص في اليقينيات على كثرتها، يذهب بكثير من المصداقية والموضوعية في تحاليل واستخلاصات كل من تصدى لتشخيص الأوضاع السياسية والإجتماعية. 2: أن يدرك السيد صلاح الدين وهو يجتهد في قراءة أوضاع البلاد، أنه يتحرك بشكل دائري، أي أنه يتحرك في متاهة، يشق عليه أن يخرج منها بمفرده. فاستعن بالله يا أستاذ، وراجع كتاباتك وكرر على نفسك أسئلة واضحة من مثل: ماذا أريد؟؟ وإلى أين المسير؟؟. وأريد أن أهمس في أذن السيد صلاح الدين قبل أن يواصل سيره في المتاهة : اعلم يا أستاذ أنك وصلت الآن في مسيرتك بجانبنا إن لم تكن تشعر بذلك…..، فخذ نفسا عميقا….. ثم افتح عينيك، وانظر إلى مكتب أيّ من الذين تتواصل معهم من أبناء حركة النهضة، فستجد عليها ملفات متراكمة لمحرومين من أبسط حقوقهم المدنية كتونسيين، لم تنته قيادة الحركة منها بعد، فشمر مع إخوانك ودافع عن المظلومين ما داموا مظلومين، بقطع النظر عن حبك أو كرهك لهم أو لفكرهم أو الإطار الذي يجمعهم، طالبا الأجر والثواب من الله تعالى على هذا الجهد، ثم على صبرك، لو طالتك كلمات طائشة من هنا أو هناك، متهمة إياك بأن لك غايات سياسية من خلال التفاعل الإيجابي مع ملفات ضحايا الإستبداد في البلاد. لقد حاولتَ أن تجعل مقالك حول العودة والمصالحة يدور حول محور رئيسي وهو « أن شرعية القيادة الحالية مرهون بوجود الملفات الحقوقية والإنسانية ». فإن كان لديك يقين بأنك لم تقل إلا حقا مطلقا عن قيادة الحركة، وأن الأجر على ما قلت مضمون من رب العالمين، فنم قرير العين. وإن قلتَ: لا يعلم الغيب إلا الله ولا يجرؤ مسلم على أن ينزل نفسه منازل لا تكون إلا بأمر الله وحده وبرحمته ، وأن الكلام الذي يمثل الحق المطلق هو كلام الله تعالى فحسب، وأن اتهاماتك لقيادات الحركة تحتمل الخطأ والصواب.. فاعلم أن لأصحاب المظالم حقوقا لا تسقط بالتقادم، بل تحمل في سجلات مقترفيها « وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً » وإذا قلت بأن الفكر الحر يواجه دائما بالحديث عن الجنة والنار والحساب والعقاب ليقمع، فلا يهم إن قرأت الجملة الأخيرة لهذا المقال أو لم تقرأها. أقول لكل من شعر بأنه ظلم بكلام صلاح الدين الجورشي في اتهاماته، لعل الله قد ادخر لكم ورزقكم من الحسنات مِن فعل غيركم ما لم تحتسبوا. تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (المصدر: موقع الحوار نت (ألمانيا) بتاريخ 17 جويلية 2008)

 » الكلمة الحرة قوام الوطن الحر »

 

 
حرية الإعلام قد تكون شعارا وقد تكون مطلبا ولكنها قبل هذا وذاك ممارسة فعلية  ينبغي الاعتراف أنها صعبة، تتطلب الكثير من التضحيات وكذلك التنازلات بمعناها الإيجابي والمسؤول. و إذا كانت الكلمتان على ألسن الجميع في بلادنا فإن القليل النادر سواء من جانب الدولة أو المجتمع المدني هم من يقبلون التحدي الحقيقي من أجل إعلاء أهم مكونات منظومة حقوق الإنسان التي ينص عليها الدستور التونسي في فصله الخامس المتميز. وليس خافيا أن التعددية في المشهد الإعلامي التونسي ولا سيما في مستوى القنوات التلفزية لا تزال ضعيفة رغم ما تبذله منذ ثلاث سنوات قناة حنبعل التي تميزت بشيء من الجرأة والصراحة في المجالين الرياضي والاجتماعي ويبدو أنها بدأت تدفع كلفة نجاحها الذي حققته بفضل ذلك الهامش التحرري، وفي الظل بل خلف مناطق الظل، وبعيدا عن الجمهور العريض الذي يقاس بالملايين، تعمل قناة أخرى هي « الحوار التونسي » وهي تونسية فعلا رغم أنه تبث من إيطاليا ، في ظروف استثنائية من قلة الإمكانيات والموارد البشرية والمادية لا تخول لها البث إلا ساعة واحدة يوميا.  وقد نختلف مع مدير القناة السيد الطاهر بن حسين، المناضل اليساري المستقل، في المواقف السياسية والمنطلقات الايديولوجية وحتى في بعض الجوانب الحرفية،  غير أنه لا يمكن إلا أن نتفق معه في الإيمان بالحوار التعددي الحر والانفتاح على مختلف الآراء بما فيها القريبة من السلطة، أما الخط التحريري لقناة الحوار فواضح من شعارها وممارستها الفعلية  » الكلمة الحرة قوام الوطن الحر »  ولا يمكن بأي حال مؤاخذتها على جرأتها الخاصة في تناول مختلف الملفات السياسية والحقوقية والنقابية والاجتماعية وانتصارها للثقافة العقلاينة الملتزمة و تقديمها لنفسها على أنها صوت المعارضة الديمقراطية والتقدمية وعملها ضد كافة أشكال التطرف و التعصب الديني. ومع الأسف وجدت هذه القناة ولا تزال صعوبات جمة لأداء رسالتها الإعلامية  التي لا يتابعها في أحسن التقديرات سوى بضعة آلاف من الجمهور التونسي، فقد تكررت التضييقات و الاعتداءات على مراسليها وقد بلغت حسب السيد الطاهر بن حسين 13 مرة في أقل من سنتين. لتصل في الآونة الأخيرة إلى حد إصدار بطاقة تفتيش في حق مراسلها السيد الفاهم بوكدوس الذي لا يعرف مكانه منذ أسبوعين، وذلك على خلفية تغطيته لأحداث الحوض المنجمي وإقحامه في قائمة المتهمين. كما تعرض السيد المولدي الزوابي مراسلها في الشمال الغربي  للضرب وافتكاك آلة تصويره أثناء اعداده تقريرا بإحدى المناطق الريفية بولاية جندوبة، والجدير بالملاحظة هنا أن التحقيقات الميدانية التي قامت بها قناة الحوار في العديد من المناطق المحرومة كانت مفيدة جدا وعلى غاية من الأهمية بتسليطها الأضواء على ما لا تستطيع أقوى الكلمات أن تنقله في عصر الصورة من المعاناة والحرمان وافتقاد أبسط مقومات العيش الكريم نتيجة الاختلال المتراكم في التنمية الجهوية، وما لا يمكن للتقارير المغشوشة والأرقام المتضخمة أن تزيفه وتحجبه.   وإذا كان تصوير الاحتجاجات والاشتباكات ومظاهر البؤس والتظلم تهمة فلا جدوى من التذكير بأمثلة لا تحصى ولا تعد من كوريا الجنوبية إلى الأرجنتين سواء في الشوارع أو الملاعب الرياضية وحتى في البرلمانات وإنما يتعين توجيه أصابع الإدانة في الاتجاه الصحيح. وهذا ما تساعد على تحقيقه الكاميرا المتحررة من الرقابتين الذاتية والموضوعية. وإزاء مثل تلك الممارسات السلطوية المتناقضة مع شعار حرية الإعلام لا يسعنا إلا أن نعبر عن مساندتنا لقناة الحوار التونسي ومراسليها وما تقوم به من جهد إعلامي متميز بفضل حيوية وتضحيات شباب تونسي (مثل أيمن الرزقي وأمينة جبلون) يستحق التشجيع وأن يكون أحد النماذج المتقدمة لسنة الحوار مع الشباب ونشد على أيديهم لمواصلة القيام  بواجبهم الإعلامي من أجل توضيح الحقائق ورفع الالتباس الحاصل لدى بعض المسؤولين من عدم التمييز بين الاستقرار والركود.  عادل القادري  (جريدة الوحدة)


قضية عمر البشير ودلالاتها نعم للمبدأ ، لا للتفويض والانتقاء

لغط كبير متوقع وخصومات حادة منتظرة عقب طلب المدعي العام من المحكمة الجنائية الدولية توقيف رئيس جمهورية السودان عمر البشير لاتهامه بالتورط بارتكاب « أعمال إبادة جماعية ». جزء كبير من الخلاف سيكون ناتجا عن الخلط المتعمد أو غير الواعي بين مستويات ثلاثة والحال أنه يجب التفريق بينها، حتى يكون للخصومات على الأقل فائدة في تعميق حوار سيكون جد ساخن وقد تداخلت فيه كل الملفات الانفجارية لهذا العصر . المستوى الأول للقضية هو المبدئي. لو تمعنّا في كل الرسائل المضمنة داخل مذكرة التوقيف في حقّ عمر البشير لاتضح لنا، انتصابها دفاعا عن جملة من القيم الأساسية منها أن كل البشر سواسية أمام القانون، أن لهم جملة من الحقوق المضمونة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها ، أن للضحايا كرامة ولو كانوا من أفقر الناس وأكثرهم عزلة ، أن العدل مفهوم ومطلب عالمي ، أن ما يسمى جرائم الدولة ليست إلا…جرائم وستعامل على هذا الأساس . هذه المرة لسان الحال يقول: لست فوق القانون ولو كنت في السلطة، لأنها لا تعطيك الحق في ارتكاب ما تشاء من الأفعال ،ومن ثمة أنت مطالب اليوم بالوقوف أمام عدالة الإنسان قبل أن تقف يوما أمام عدالة الخالق حتى تبرّر ما تتهم به من جرائم. ثمة أيضا طعن ضمني في إحدى الحيل التي يعهد لها الطغاة أي تضمين الدستور المحلي بندا يقضي بعدم محاسبة الرئيس عن أفعاله طيلة حكمه كما فعل بن علي في « التنقيح « الدستوري لسنة 2004 الذي ضمن به لنفسه أيضا الرئاسة المؤبدة. مما يعني أنه يمكن للدكتاتور أيا كان أن يطمئن نفسه كما يريد، لكن هناك مستوى أعلى للقضاء يراقب ويمكن أن يتهم ويدين. لنلاحظ هنا أن الوثيقة المثيرة للجدل ليست إدانة وإنما لائحة اتهام وأن عمر البشير مثل كل متهم ،برئ إلى أن تثبت إدانته في محاكمة عادلة . بطبيعة الحال كل المبادئ بما هي مبادئ، تنتصب كخيارات مطلقة لا تخضع لتقلبات الطقس، لكنها شاءت أم أبت تتحرك وسط عالم،المثالية فيه أندر من الثلج في الصحراء، ومن ثم هي مطالبة حتى تفرض نفسها بالتفاعل مع واقع له اسم:السياسة. المستوى السياسي تفاعل السياسي مع المبدئي محكوم دوما بثلاث ستراتجيات : التعرّض والتفويض والانتقاء. سيكون التعرّض السياسي في قضية البشير بربط قضيته بسيادة السودان وكرامة الشعب السوداني، وهذا ما سيؤدي بالكثير من المثقفين العرب ،حتى الديمقراطيين والحقوقيين، للوقوف بجانب الدكتاتور ، والحال أنه لا علاقة مطلقا بين كرامة الشعب السوداني وسيادة دولته ورجل جاء للحكم بالقوة ويتواصل فيه بالقوة ونظام ساهم كثيرا في خراب السودان وليس فقط دارفور. كذلك ستستنفر كل الدكتاتوريات الصديقة والشقيقة للدعم، والكل مهدد بنفس الخطر الماحق ، إذ ماذا سيبقى من لذة الحكم المطلق والواحد مهدّد بهذه اللعنة الجديدة المسماة المحكمة الجنائية الدولية تضاف لبقية المصائب الأخرى من منظمات حقوق إنسان وهوائيات وانترنت . يبقى أن أهمّ تعرّض سياسي لإعمال المبادئ جاء من أكبر الدول الديمقراطية التي رفضت المصادقة على معاهدة روما، والتي لا تستحي مع هذا من تفويض هذه المحكمة في أغراض سياستها الخاصة. أخيرا ثمة الانتقائية وهي واضحة في قرار المدعي العام . لماذا التركيز دوما على الحيتان الصغار؟ إن ما يحدث في دارفور شيء مروع بالتأكيد لكن ما يحدث في فلسطين والعراق لا يقل فظاعة . لماذا لا تصدر المحكمة الدولية لوائح اتهام بجرائم دولة في حق بوش ورامسفيلد وتشيني ورايس وأولمرت وجنرالات بورما وبعض المسئولين الصينيين هنا سيفتح باب النقاش والإدانة واسعا أمام الدول التي لم تصادق على معاهدة روما وبالتالي ليست ملزمة بقرارات المحكمة وعلى رأسها بالطبع الولايات المتحدة.، الشيء الذي يؤدي بنا للحديث عن المستوى الثالث للإشكالية. المستوى القانوني ستفتعل بعض الأطراف التوقف عند الصبغة القانونية للملف وكأنه بمعزل عن المبدئي والسياسي.من جملة اللغط الذي سنسمع كل ما يتعلق باستهداف القانون صنفا دون آخر من السلطات ناهيك عن الاخلالات القانونية الفعلية أو الوهمية التي تطعن شكليا وإجرائيا في قرار الحال. ما يجب أن يكون حاضرا للأذهان أن مثل هذا النقاش سحابة دخان أو طريقة لتعويم السمكة ودفع الصراع الفكري في الاتجاه الخاطئ. لنتوقع أن الجدل القانوني في إطار توظيف سياسي،من هذا الطرف ونقيضه سيستعمل للتغطية على الموقف المبدئي والمنعطف التاريخي في تحميل أي مسئول ولو في الحكم مسئوليته وهذا هو الأساس في القضية وليس البشير. التحدي في القضية الإشكالية الأزلية للقانون: هل هو أداة لإيصال الحق لأصحابه ( في قضية الحال الضحايا وشعب دارفور عموما) ، أم هل هو تشريع للظلم.؟ إذا كان الردّ نحن أمام مبادرة قانونية هدفها تعويض الضحايا،على الأقل معنويا،وكفّ الضرر، فيجب دعمها حتى ولو كانت محدودة ومعزولة وعدم الغرق في تفاصيل إجرائية ستستعمل فقط كشكل من أشكال التعرّض السياسي الأهداف. هذا لا يلغي نقطة الضعف الأساسية في المبادرة وهي الانتقائية. حتى قانون في خدمة الحقوق مطعون فيه، إذا لم يكن في خدمة كل البشر دون تمييز سلبي أو حتى إيجابي. لكن حتى هذا ليس كافيا لنرفض قرار إحالة البشير على المحاكمة. لا يمكن لأي عربي يعاني ما نعاني من الاستبداد ومؤمن بحقوق الإنسان وبالسلم وبحق الشعوب في تقرير المصير ومواطني ( لا أقول وطني لتقادم هذا المصطلح وتفويضه البغيض) …إلا أن يثمّن قرار المدعي العام وأن يقف معه بكل وضوح وأن يشجع المضي في هذا الطريق إلى الآخر لعلّ هؤلاء الطغاة الذين ابتلينا بهم والذين يخافون ولا يستحون،يفهمون أخيرا أن للتعذيب والتقتيل الجماعي عيون وقضاة. إن مطالبة المدعي العام بتوقيف رئيس دولة في الحكم ثورة بأتمّ معنى الكلمة. إنه لشيء هام أن تطالب هيئة قضائية دولية بمحاكمة حاكم والقاعدة كانت لحدّ الآن انتظار سقوطه من ظهر الأسد للمطالبة بالحسابات.أمر كهذا سيكون له مفعول ردعي هائل ، وإن لم يحصل وكنا مبالغين في تفاؤلنا فعلى الأقلّ سيساهم تسميم حياة من سمموا حياة الملايين،هذا عندما لم يمنعوا تواصلها. بجانب هذا الدعم الواضح والرافض للانخراط في أي عصبية قومية أو دينية، يجب أن نرفض بنفس الوضوح التفويض السياسي والانتقائية، وأن نواصل النضال من أجل محكمة جنايات دولية لها كامل الصلاحيات في متابعة كبار الحيتان وصغارهم. ما يجب أن نعي به جميعا أننا بهذه القضية أمام منعطف هام في تاريخ الأنظمة السياسية .فهذه الأنظمة منخرطة دون وعي منها في تجربة تاريخية جبارة هي بحث البشرية عن أنجع الطرق واقلها تكلفة من الدم والدموع لإدارة المجتمعات. ما تعلمته لحد الآن أن الدكتاتورية المحلية و التسلط العالمي أنظمة بدائية وخطيرة على الإنسان… ويجب تصفيتها ولو في إطار زمن الشعوب، أي للأسف بالنسبة للمناضلين طوال عقود وقرون قد تؤتي أكلها وهم عظام رميم ،وهم أيضا .بذور الحصاد الذي قد تعيش عليه أجيال تحررت من الحكم بالخوف. هذه الخطوة الناقصة المرتبكة المطعون فيها للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية هي تواصل مسيرة آتية من أعماق التاريخ ولن يوقفها أحد لأن الرهان فيها بقاء الإنسان وتحرره وكرامته. **
 (المصدر: موقع د. منصف المرزوقي  بتاريخ 17 جويلية 2008)  

بسم الله الرحمان الرحيم كلا لن ننسى!!! « أم جبر وشاح »

 

 
  أم جبر وشاح سيدة فلسطينية في السبعينات من عمرها، اشتعل رأسها شيبا، و مع ذلك رقصت يوم تبادل الأسرى بين المقاومة الإسلامية في لبنان و الكيان الصهيوني… رقصت فرحا.. و صرحت بأنها لم تفرح أبدا و هذا أول فرح لها… أم جبر لها ابن في السجون الإسرائيلية… لم يطلق سراحه في هذه الصفقة…إنما رقصت لأن قد تبنت سجينا آخر منذ خمسة عشر سنة…كانت تزوره في سجنه كما تزور فلذة كبدها…سجينها الذي تبنته لم يكن نكرة أو مغمورا… لم يكن حسن السلوك حتى تتكرم عليه إدارة السجون الإسرائيلية بهذه المنحة.. و هو السجين الذي يبعد عن عائلته يقارب المائتين من الكيلومترات..  سجيننا هذا تصنفه إدارة السجون الصهيونية ‘ارهابيا » بامتياز، « تلطخت » يداه بدماء صهيونية و حكم عليه بخمس مؤبدات… سجيننا هذا هو سمير القنطار… و قد وجد في » أم جبر وشاح » أما ثانية تزوره في سجون الاحتلال و تجلب له ما يحتاج إليه… لم يكن هذا عن غفلة من إدارة الاحتلال…فلم يكن اللقب العائلي موحدا و لم بكن تاريخ الميلاد و لا موقعه موحدا و لم تكن القضية واحدة… و مع ذلك لم تر إدارة الصهاينة مانعا يحرمها من زيارة من تبنته… بل لنقل دون خجل إن بقية من الإنسانية لدى الصهاينة لم تسمح لهم من حرمان سجين » إرهابي »، معاد، لم يتب و لم يندم على ما اقترفت يداه، و لم تنل له قناة رغم التعذيب و طول مدة الأسر، لم تسمح لهم بقية إنسانية تئن تحت وطأة العنصرية و الحقد الأعمى من السماح لامرأة لم يرها يوما و لم تجمعه بها أتراح و لا أفراح… سمحوا لها بزيارته  و تكررت زياراتها له طيلة خمسة عشر سنة… و ذكرت ما يدمي القلب… ذكرت تلك المحصنات اللاتي كن يأتين السجون بغية زيارة بعولتهن فيمنعن من ذلك… نعم تمنع المرأة من زيارة زوجها بتعلة أنه لم يقع التنصيص في بطاقة الهوية على أنها حرم السجين فلان… و لم يشفع لها – أو له- استظهارها بعقد الزواج أو بمضمون الحالة المدنية… و عندما تحرم الزوجة يحرم الأبناء بالتبع لها… هناك من حرج من زيارة زوجته سنوات عديدة بهذه التعلة علما بأن إدارة استخراج بطاقات الهوية و تجديدها تنحو نفس المنحى تسويفا و مماطلة… و لا تعوز الإدارة أسبابا واهية لحرمان السجين من زيارة ذويه اعتقادا منها أن ذلك كفيل بكسر إرادته و الحط من معنوياته…لم يكن تصرف الإدارة في هذا الموضوع يخص سجينا دون آخر بل كان تصرفا يطول كل من لم يقع التنصيص في بطاقة هويتها عن كونها زوجة فلام أو حرم فلان…كم هن تلك الحرائر اللاتي رجعن باكيات من أمام السجون بعد رفض تمكينهن من الزيارة بعد أن قطعن مئات الأميال.. كم هم الأطفال الذين حدثوا أنفسهم بزيارة والدهم فإذا أبواب السجون توصد في وجوههم…  و في سبيل تحقيق ما تظنه هدفا واجب التحقيق حصرت إدارة السجون- في قانونها- قائمة الزوار في الأصول و الفروع مع الأعمام و الأخوال و الأصهار من الدرجة الأولى، و من باب ذر الرماد على الأعين وقع التنصيص على إمكانية منح إدارة السجون رخصة زيارة لأشخاص لهم تأثير أدبي على السجين…لكن هل استعمل هذه الفصل؟ لن نحدث عن الأباعد و لا عن التبني فهذا من باب الخيال… و إن غصنا أكثر في الحديث عن الزيارة لسمعنا غرائب يندى منها جبين كل حر مهما كان دينه ة مهما كانت عقيدته… فما المانع من فعل ذلك؟؟؟ ما المانع من تمكين سجين من أبسط حقوقه؟أهو القانون؟ أهي حقوق الإنسان؟؟ أهي الحكمة و حسن التدبير؟؟ أم هو الحقد و التعسف؟؟ و ما إلى ذلك من مفردات قواميس الاستبداد و الحقد الأعمى… فهل ننسى؟؟؟ كلا لن ننسى!!! أبدا لن ننسى!! جرجيس في:17 جويلية 2008 عبدالله الـزواري

البعد الآخـر  تداعيات صفقة!!..  
 
بقلم: برهان بسيس   بعد سنتين من الحرب تحقق مطلب «حزب اللّه» في تبادل الأسرى، ذاك المطلب الذي من أجله غامر الحزب باختطاف جنود إسرائيليين فاتحا بذلك أبواب حرب على لبنان شغلت صيفه طيلة شهر من القصف والتدمير والعمليات العسكرية  التي أفصح خلالها مقاتلو «حزب اللّه» عن قدرات قتالية فائقة وقدرة على الصمود والحاق الخسائر بالآلة العسكرية الإسرائيلية التي انكفأت بعد الحرب إلى تقييم ذاتي أقرّ بثغرات فادحة في الأداء القتالي والسياسي فصّله تقرير «فينوغراد» الشهير. صفقة تبادل الأسرى ستزيد بالتأكيد من زهو «حزب اللّه» وخيلائه خاصة وأن قيادته أبدت إصرارا على قدرتها على فرض القبول بهذه الصفقة على الإسرائيليين سواء برصيدها من الأحياء الذي سيتضمّن إسما/رمزا للأسير اللبناني سمير القنطار أو رصيدها من رفات مئات المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين سقطوا في المواجهات الممتدّة مع إسرائيل.   شعبيّة نصر اللّه ستستأنف صعودها بعد حملة الشكّ والريبة التي غمرتها طوال شهور الأزمة  اللبنانية الداخلية التي تضاءلت فيها صورة «حزب اللّه» وقائده إلى حدود حزب طائفي متكالب على صراعات المغنم السياسي في ظل دهشة واحتراز كل من عاين استعراض السلاح في شوارع بيروت موجّها هذه المرّة إلى صدور فرقاء الوطن الواحد وليس إسرائيل.   في ما وراء الكسب السياسي والشعبي لـ«حزب اللّه» تبدو هذه الصفقة جزءا من إعتمال إقليمي ممتد وطوارئ سياسية جديدة تختمر تفاصيلها بدءا بحصار السلام والإستيعاب الإستعراضي النشيط لسوريا الذي توّج بالبساط الأحمر الذي فرش للرئيس الأسد في باريس مرورا بحركية المفاوضات التي تجمع السوريين بالإسرائيليين في تركيا وصولا طبعا إلى قلب رهانات كل هذه التطوّرات الإقليمية وقطب رحاها أي مستقبل الدور الإيراني في المنطقة وقدرته على الذّهاب بطموحه النووي إلى النهاية.   يبدو أن قرارا غربيا قد اتّخذ للتعامل مع إيران وفق رؤية مغايرة لمنطق التصعيد والتلويح بالحل العسكري، رؤية قائمة على استعمال آلية المناورة السياسية التي تضع إيران في موقع العزلة وتفكّ شبكة تحالفاتها الإقليمية وتسحب من أوراقها مناخ التوتّرات الذي طالما استثمرته للبروز بمظهر قطب التصدّي لقوى الهيمنة في المنطقة، يبدو أن القرار كان غربيّا  وبضوء أخضر أمريكي بتنفيذ ترعاه وتقوده فرنسا ساركوزي المقتحمة ساحة العلاقات الدولية بقوّة وحيوية.   وعلى ذكر فرنسا ساركوزي، يبدو أنّ سنة من حكم الرئيس الفرنسي الجديد أكّدت حقيقة قد نزعج كثيرين:   ولادة نجم حقيقي جديد لا يشبه ديغول… لا يشبه إلا نفسه… نيكولا ساركوزي.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس)  بتاريخ 17 جويلية 2008

  

التحية للأسرى وعميد الأسرى سمير القنطار
 
بقلم:النفطي حولة عاد الأسرى اللبنانيين  اليوم إلى لبنان و على رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار الذي أهدى العملية الفدائية التي نفذها سنة 1979  إلى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر و كان من بينهم جثث للشهداء بينهم ستة تونسيين  شاركوا إخوتهم الفلسطينيين في معركة التحرر من نير الاستيطان و الاحتلال الصهيوني و كان ذلك  بفضل المقاومة الوطنية اللبنانية و على رأسها حزب الله بقيادة الشيخ حسن نصر الله الذي سار على خطى جمال عبد الناصر فآمن أن ما أخد بالقوة لا يسترد بغير القوة  والتزم بعروبة لبنان و حريته ووحدة قوى المقاومة في التصدي للعدو                                                                                                           وهكذا كانت هدية المقاومة في عيد المقاومة والنصر الذي حققته على العدو في عدوان 12 تموز 2006 وفي الذكرى 55 لثورة يوليو 1952 هو تحرير الأسرى و على رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار الذي قضى ثلاثين سنة في سجون الاحتلال وهو المحكوم عليه بالمؤبد . فتحية لسمير القنطار وجميع الأسرى اللبنانيين المحررين  الذين صبروا كل هده السنين الطويلة على كل أنواع التعذيب و الأجرام الوحشي للعصابات الصهيونية الإرهابية واثبتوا للعالم اجمع أنهم أصحاب قضية  يؤمنون بعقيدة الجهاد من اجل حرية الأمة و الانتصار لقضيتها المركزية فلسطين الحبيبة  . وهذا ما جاء على لسان عميد الأسرى في كلمة موجزة له بثت على الهواء مباشرة  في عرس تحرير الأسرى يوم 16 يوليو  2008حيث قال بالحرف الواحد :ثقافة السلاح هي خيارنا والمقاومة أصبحت قوة نوعية – ثم أردف قائلا :لن أعود إلا لكي أعود لفلسطين  اغلي مكان في الوطن-كما أكد في كلمته متوجها للفصائل الفلسطينية قائلا : وحدة كل  القوى على قاعدة برنامج سياسي واحد وبرنامج مقاومة القادر على تحقيق النصر –                                                                                         ومن الدروس الأساسية التي يجب أن تستفيد منها قوى الممانعة في الأمة في عملية رضوان مغنية لتحرير الأسرى اللبنانيين هي :                                                                                                                                                1- إن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يفهمه الأعداء كشرط لتحقيق النصر للقوى التقدمية في الحرية والتحرير للوطن وللأسير  .                                                                                                                                2- وحدة القوى المناهضة للمشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي في تقسيم الوطن وتجزئة الأمة وبلقنتها .                    3- الوعي بالأخطار المحدقة بالأمة المتمثلة أساسا في تحويل وجهة الصراع من صراع تحرر وطني ضد العدو إلى صراع طائفي  ومذهبي وعرقي  يزرعه العدو لتأجيج نار الفتن والحروب الأهلية .                                                           4- الإيمان بقومية المعركة الشاملة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ومواجهة القوى الرجعية الخائنة المتحالفة موضوعيا مع العدو التي  لاهم لها سوى التهافت على التطبيع و الترويج لثقافة الاستسلام  والخنوع .                                        5- الثقة  والاطمئنان  للمقاومة الوطنية التي  تستطيع أن تحقق النصر وتصنع الحدث .                                            

رؤيةٌ للعالَم جديدة.. من أم القرى

 

 
احميدة النيفر *  تتزايد العناية منذ سنوات باللقاءات الحوارية بين مسلمين ومسيحيين في الفضاء العربي الإسلامي مواكبة لاهتمامات أقدم بحواريات دولية في بلاد الغرب. ما شجّع الجانب المسلم على مثل هذا النشاط الثقافي والفكري والإعلامي هو السعي الحثيث لتلافي التداعيات المشوهة لصورة الإسلام والمسلمين نتيجة أحداث سبتمبر الفاجعة وما تلاها من أعمال عنف دموي في أنحاء من العالَم نُسبت دائما إلى حركيين إسلاميين. قبل هذا لم تكن هناك لدى عموم المسلمين رغبة حقيقية في الحوار, ما جعل أحد كبار علماء اللاهوت الكاثوليك المعاصرين يقول في مزاح أقرب إلى الجِدّ «ليس للمسلمين مِزاجٌ للحوار». اليوم أصبح واضحا أن مزاج المسلمين بخصوص الحوار بين المؤمنين قد أخذ منحى آخر يمكن أن يتطور بصورة فاعلة. عند البحث عن أسباب هذا التحوّل في «مزاج المسلمين» نجد على الأقل ثلاثة عوامل أساسية: – إدراك أن العالَم بأسره، باختلافات جزئية وظرفية، يتجه أكثر فأكثر للعيش ضمن حضارة واحدة، حضارة العلم والتكنولوجيا والتواصل وأن المجتمعات البشرية عاجزة عن إمكانية الهروب إلى منظومة حضارية أخرى. لكن القول بحضارة واحدة للبشرية لا يلغي تعدد ثقافاتها ومعتقداتها بل يستدعي تحصين ذلك التعدد لما يمثله من طاقات وبدائل حمائية للمستقبل تمكّنها من قدرات مناعة وحيوية لا قِبَلَ لأحد أن يستغني عنها. – اقتناع متزايد لدى عدد من المسلمين بأن توالي تعبيرات الاستهجان لهم ولدينهم وحملات التشويه المتَعَمَّد لا تجدي معها ردود الفعل الغاضبة. لقد ثبت أنّها الردود التي يعمل أقصى اليمين الأوروبي خاصة لاستثارتها باستمرار للحطّ من مكانة الإسلام والمسلمين وإثبات المقولات العنصرية التوسعية. لذلك أضحى لزاما على المسلمين مواجهة جهل الآخرين أو سوء نياتهم بإرساء سياسة مدروسة ومعقلنة قائمة على خطاب يراعي مقتضيات التعدد الثقافي وما يمكن أن ينجر عنه من تفاعل أو تنابذ. – الوقوف على حقيقة تاريخية طالما وقع ترديدها لكنها أصبحت واقعا معيشيا وتحديّا مباشرا: إنّه الحضور العالمي للإسلام. لم تعد العالمية شعارا بعيد المنال بل غدت وضعا قائما بالفعل يطالب المسلمين بإنتاجٍ يعبِّر عن تأهّلهم الثقافي الذي يجعلهم في مستوى التفاعل مع الحضارة الصاعدة. ضمن هذا التحدي الجديد يعمل بعض المفكرين في الغرب من جهتهم لتركيز مبدأ «الإسلام شريكا» أو داعين إلى «الدفاع عن مقولة الحضارة الإسلامية- المسيحية». من تآلف هذه العناصر الثلاثة مع عناصر أخرى سياسية واقتصادية واستراتيجية أصبح جليّا أن للمسلمين حظوظا تتيح لهم، إن أرادوا، مساهمةً نديّة لمعالجة القضايا الحضارية والسياسية في العالم. ما تَكشَّف يوما بعد يوم هو أن الغرب ليس كُتلةَ عِداءٍ صماء وأن هناك أطرافا لا تعتقد في جدوى القول إن الإسلام معضلةٌ معاصرة لا يمكن حلُّها وأنّه خطر ماحق للحضارة والحريّة والإبداع. ما تسعى إليه هذه الأطراف بجرأة هو السير في اتجاه معاكس للذين يستبعدون مساهمة المسلمين المسؤولة بادعاء فقدانهم المقدرة والكفاءة على مواكبة مقتضيات اللحظة التاريخية. ضمن هذا السياق أصبح للحوار مع المسيحيين خاصة معنى جديد تمثّل في مزيد من الانفتاح على الطوائف المسيحية المختلفة عبر جملة قرارات ولقاءات عربية هامّة. يتأكد هذا عند النظر في تطوّر وضع المسيحيين في منطقة الخليج وما أمكن تحقيقه لفائدتهم في السنوات القليلة الماضية من حياة دينية سويّة وعلنيّة أتاحت لهم ممارسة عباداتهم وإقامة طقوسهم سواء أكانوا أصليين أم وافدين. بدأ هذا الانفتاح في البحرين ببناء أول كنيسة تابعة لإنجيليين أميركيين وانتهى في قطر هذا العام بافتتاح أول كنيسة كاثوليكية في الدوحة في أبريل الماضي. بين هذا وذاك توفرت في الكويت والإمارات وعُمان لعموم الطوائف المسيحية الشرقية والغربية حرية العبادة لكن مع حظر أيّ نشاط تنصيري. إلى جانب هذا فقد اعتنت قطر بالحوار الإسلامي المسيحي منذ سنوات ثم أقامت لمتابعة هذا المسعى مركزا لحوار الأديان. أما المملكة العربية السعودية قد ظلت لسنوات المتحفِّظ الوحيد في المنطقة على هذا التمشي التواصلي مع المسيحيين إلى أن أنهت زيارة الملك عبدالله حاضرةَ الفاتيكان ولقاؤه بالبابا، نوفمبر الماضي، هذه القطيعة بصورة رسمية. تمّت بعد ذلك مشاورات حثيثة مع علماء المملكة تُوِّجت بمؤتمر مكة الإسلامي لحوار الأديان وبمساهمة بارزة وإيجابية للمفتي العام للمملكة العربية السعودية. أكسب انطلاقُ هذا التوجّه الجديد من مكة المكرّمة وبإشراف رابطة العالم الإسلامي الحدثَ تميّزا ومصداقية خاصين نظرا للمكانة التي تنفرد بها أم القرى بين سائر مدن العالم الإسلامي ونظرا لقيمتها الروحية والرمزية لدى عموم المسلمين. لكن هذه الاختيارات العربية، على أهميتها، لن تؤدي بصورة آلية إلى تغيير فوري لمواقف رافضة للحوار. ما أكدته بعض التصريحات وما أفاد به عدد ممن ساهم في هذه الندوات الحوارية وخاصة مؤتمر مكة المكرّمة يدل على أن الاختيار الحواري سيواجه صعوبات جَمّة تتطلب المصابرة ومعالجة متأنية وموضوعية. لابد لذلك من العمل على تقديم إجابات عن الأسئلة الأساسية التي تضع اختيار الحوار في منظور معاصر. من هذه الأسئلة يمكن أن نذكر: – ما الذي يجعل مسألة الحوار الديني مدخلا مؤثرا يمكِّن من وعي بديل؟ – كيف يمكن لهذا الحوار أن يساهم في تحصين الأمة المسلمة التي انغمست في عزلة فكرية وحضارية؟ – كيف يتيح الحوار تجاوز خطاب العنف والإقصاء المدمرين لذات المسلمين وثقافتهم ومستقبلهم؟ محصلة ما انخرطت فيه جهات عربية إسلامية بخصوص العلاقة مع غير المسلمين وخاصة في مؤتمر مكة توحي بإمكانية انطلاق مرحلة غير تقليدية للتواصل والتفاعل بين المؤمنين من شتى المعتقدات. لو اقتصرنا على بعض ما وقع استخدامه في هذه اللقاءات من مفاهيم ومصطلحات حديثة كانت إلى عهد قريب مرفوضة ومدانة لأمكن القول إن «مزاج المسلمين» أصبح أكثر استساغة للحوار لأنه بدأ يدرك ضرورة خطاب عالمي لثقافته الإسلامية. أن يتناول الحديث تركيز الحوار على «المشترك الإنساني» ويتم الإقرار بأن الاختلاف بين الأمم والشعوب وتمايزهم في معتقداتهم وثقافاتهم «واقع بإرادة الله ووفق حكمته البالغة» وأن يتم الاعتراف بأن لدى أتباع الديانات الأخرى «رؤى وأفكارا لا يمكن تجاهلها تجاه التحديات المعاصرة»، التصريح بمثل هذا في محافل علمية للمسلمين حدث هام. إنه إيذان ببداية تغيّر في نظرة المسلم لنفسه وللعالَم. هي البداية السليمة لمواجهة العنف وأحادية الفكر، ذلك أن العنف ممارسةٌ تقوم على رؤية سكونية للعالَم وثقافة متمركزة على الذات تحتكر خلاص الإنسانية لاعتقادها أن حلول مشاكل الحاضر متوفرة لديها في تجاربها الماضية. حين يقع إقلاعٌ عن ثقافة تقول إن التاريخ يعيد نفسه وإن الماضي مستوعِب لكل قادم، لتستبدل بمقولة «القواسم المشتركة» وتقدير التعددية الثقافية لبني الإنسان، عند ذاك يمكن أن يبدأ حوار حقيقي. هو حوار بين مؤمنين مختلفين يقتضي قبل كل شيء إنصاتا وإثراء متبادلين لأن مشروعية الحوار بين بني الإنسان قائمة على ذلك السعي الذي لا ينقطع إلى الحقيقة لأنه ليس ثمة معرفة بشرية تكون كاملة ومكتملة وأنّه لا يحق لطرف أن يدعي امتلاك ناصية الحقيقة. • كاتب تونسي    المصدر: جريدة العرب  (يومية – قطر)  بتاريخ 17 جويلية 2008


أساتذة التعليم الثانوي الملحقون بالجامعة  وجع الجالس بين كرسيين

 

 
وصلت إلى الكليات والمعاهد العليا مراسلة من رؤساء الجامعات استنادا إلى مراسلة  صادرة عن إدارة التعليم العالي مؤرخة في 2 جوان 2008 تدعو اساتذة التعليم الثانوي الملحقين بالجامعة إلى القيام ب (18) ساعة تدريس أسبوعيا  بعد ان كان الكثير منهم نظرا لخصوصية التدريس الجامعي يدرسون (12)ساعة فقط. وأول ما يلفت الانتباه في هذه المراسلة صبغة التهديد التي احتوتها من نوع  » الأستاذ الذي يرفض القيام بهذا العدد من ساعات التدريس سيتم إنهاء إلحاقه وإرجاعه إلى التعليم الثانوي  » ( انظر إلى تعبير  » إرجاعه إلى التعليم الثانوي  » كم هو متأدب وهو يتجه إلى مربين أفنوا أعمارهم في التعليم وكم يضيف من المعاني الجليلة إلى سابقه  « سيتم إنهاء إلحاقه  » ) ولان مصالحنا الإدارية تشك في قدرة عمدائنا ومديرينا ومن ورائهم كل المدرسين على فهم أساليب الكلام فإنها تلجا إلى التشديد على التهديد بما  يسميه علماء تحليل الخطاب بالعلامات خارج لغوية ، فتسطر الجمل المحتوية على أجمل آيات الويل والثبور.  . إن هذه المراسلة سواء تناولناها من جهة شكلها أو من ناحية مضمونها تشير إلى مجموعة من المعطيات التي يجدر بنا التوقف عندها ولو قليلا 1- تتصرف وزارة الإشراف في مصائر المدرسين سواء كانوا اساتذة تعليم ثانوي ملحقين بالتعليم العالي أو اساتذة ينتمون رسميا إلى القطاع بمنتهى الإذلال من جهة ولكن بمنتهى الحرية أيضا وهو ما يعني أنها لم تعد تعترف إلا على مستوى البروتوكول الأجوف أو الجلسات غير الرسمية بأي طرف مفاوض حقيقي . 2-تشير المراسلة إلى أن مطالبة الملحقين ب18ساعة تدريسا تستند إلى القانون الأساسي لأساتذة التعليم الثانوي لتعطي الانطباع بطبيعة الحال بان الإجراء يتقيد بالنصوص والقوانين الجاري بها العمل في حين  تتجاهل الفروق الجوهرية بين متطلبات التدريس بالثانوي وشروط التعليم الجامعي اذ تنسى بل تتناسى انه تقع عل عاتق الملحقين في الجامعة مهمات ثقيلة فهم مكلفون في معظم الأحيان بدروس نظرية هي في أصل الأمور من اختصاص الأساتذة المحاضرين وأساتذة التعليم العالي الذين ترفض الوزارة انتدابهم وهو ما يعني إرهاقهم بأعمال تحتاج إلى مطالعات دقيقة قد لا يستفيدون منها كثيرا على مستوي بحوثهم الشخصية فضلا عما تحدثه من نتائج ،وأولاها إعاقتهم عن إكمال شهائدهم العليا إذ ان معظمهم مسجلون بالدكتورا ، زد على ذلك مشاركتهم في اجتماعات الأقسام وحضورهم حصص التقييم المستمر المتصلة بمنظومة امد وتأمينهم  لحصص مراقبة تصل أحيانا إلى 25حصة بالإضافة إلى إصلاحهم لآلاف الأوراق. والأمر ملاحظ بشكل كبير في أقسام الانقلزية خاصة التي تشتغل أحيانا بنسبة اساتذة ملحقين تصل إلى التسعين بالمائة . وبالإضافة إلى هذا يعمل هؤلاء المدرسون في كثير من الكليات إلى منتصف جويلية في حين يكمل اساتذة الثانوي سنتهم عمليا آخر شهر ماي عدا حضور مجالس الأقسام أو المشاركة في مراقبة وإصلاح امتحان الباكالوريا . أما في ما يخص ظروف البحث فهم متروكون إلى أنفسهم ينتظرون ما تجود به عليهم دوائر البحث الأجنبية التي  نادرا ما تتكرم عليهم بمنح بحث أو بتربصات خارج البلاد  2- الوضعية النقابية الغامضة لهؤلاء الملحقين فلا هم جزء من اهتمام نقابة التعليم الثانوي ولا هم يشاركون في حياة الجامعة النقابية التي يعيشون على هامشها تماما إذ يمنع عليهم المشاركة في أي تحرك احتجاجي ويمتنعون هم من تلقاء أنفسهم خوفا من الإدارة عن المشاركة في الاجتماعات العامة مما يجعل همومهم وقضاياهم الخاصة غير معلومة بدقة من قبل زملائهم وعلى  هامش المطالب الخصوصية للقطاع .  3- ان هذا الإجراء الذي يمس عددا كبيرا من الأساتذة الذين يدرسون بالجامعة يعني أولا وبالذات إغلاق الباب أمام عشرات الانتدابات ومواصلة العمل بصيغة الإلحاق كقاعدة في بعض الاختصاصات رغم شعارات الجودة التي تصم بها الوزارة آذاننا ان ما يحدث بالجامعة أمر خطير سواء في ما يتعلق بهيبة الأستاذ أو دور ووظيفة الهيكل النقابي أو على مستوى جودة الشهائد الجامعية التي لم يبق من مضمونها غير أسمائها . رنانة هي ولكن دون بريق . عبدالسلام الككلي


أنس الفقي خليفة صفوت الشريف غوبلز مبارك وزيرا للاعلام المتوسطي؟؟؟

 
مراد رقية   ان لمن المفارقات العجيبة الغريبة ومن علامات قيام الساعة في هذا الزمن الحرام أن ينصّب اللص قاضيا،وأن يصبح قاطع الطريق من الأعيان الواجب احترامهم وتقبيل اياديهم طلبا للرضى وللمغفرة.وبرغم انشغال العالم بأكمله المتحضر وغير المتحضر بأزمة النفط ،وارتفاع أثمان الغذاء،وبالانحباس الحراري،فان كل ذلك لا يمثل شيئا أمام « مهزلة القرن »التي كان لنا حظ متابعتها ومشاهدة أولى حلقاتها ألا وهي انطلاق قمة اتحاد المتوسط يوم 13 جويلية2008 وتنصيب الرئيس أو »الفرعون الحي » حسني مبارك أول رئيس له لمدة سنتين ولعل السبب وراء ذلك انه الأكبر سنا،والأكثر خبرة في قمع واغتيال الحريات جملة وتفصيلا؟؟؟ ولعل من حسن الطالع علينا نحن شعوب المتوسط الذين لم نستشر في تولى مبارك رئاستنا ورئاسة اتحادنا أن تتوفر الحكومة المصرية العتيدة التي تعودنا على متابعة عديد أرقامها القياسية في سجل غدر وتبديد الحريات عبر مواقع الأنترنات،أو عبر الصفحة المخصصة ضمن صحيفة »القدس العربي » التي يعدها الأستاذ حسنين كرّوم ،هذه الصفحة الرائعة لمعرض الصحف المصرية موالاة ومعارضة.وبعد انسحاب رمز من الرموز الشفافة السابقة وهو وزير الفلاحة يوسف والي،ظهر رمز آخر يشق طريقه بامتياز في مجال قتل الحريات واغتصاب الحقوق الأرضية والفضائية في المجال الاعلامي ألا وهو الوزير أنس الفقي؟؟؟ وطالما أن الرئيس ساركوزي نصّب نفسه من خلال احتضان مؤتمر قمة المتوسط المتزامن مع احتفالات14 جويلية الراعي الأساسي ،بل الحصري لطغاة وجبابرة المتوسط فهل نطمع ونأمل في أن تولّيه رئاسة الاتحاد الأوروبي تقنعه مثلا وبرغم أن الدول الأوروبية القديمة العضوية والحديثة على السواء ألغت وزارات الاعلام بتنصيب »أنس الفقي » وريث صفوت الشريف،غوبلز مبارك،وزيرا لاعلام الاتحاد الأوروبي حتى يستفيد الأوروبيون الحريصون على حرياتهم من خبراته وأرقامه القياسية قتلا للحريات الصحفية ولانتقال المعلومة والصورة شكرا له على أدائه المميز المتميز في حكومة رئيسه،الذي رقّي دون استفتاء أو استشارة شعبية رئيسا للاتحاد المتوسطي اللا ديمقراطي،مغتال الحريات لمدة سنتين؟؟؟ ولكن المفارقة العجيبة الغريبة هنا أيضا أن الدول الأوروبية لم يعد لهاوزراء اعلام لأن الاعلام الأوروبي « اعلام حرأو شبه حر »لوجود هيئات تعديلية وتنظيمية تحرص على شفافية عمل المؤسسات الصحفية.اننا ندعو الرئيس ساركوزي ووكيله المفوض على رأس الاتحاد المتوسطي الرئيس مبارك بأن يذكرا أن التاريخ سوف يحاسبهما لا محالة على هدرهما لحقوق الشعوب المتوسطية التي لاتزال تطالب برغم حصولها على استقلالها تطالب بحق تقرير مصيرها الذي أصبح مغتصبا داخليا عبر أنظمة « الطمأنينة القسرية »وخارجيا عبر مزيفي ثورة 1789 وعبر أنظمة أوروبية حريصة على صفقاتها ومصالحها وخاصة حماية مندوبتها في الشرق الأدنى ،دولة الكيان الصهيوني باستدراج « العرسان العرب »ضيوف قمة اتحاد المتوسط ليوم
 
13 جويلية2008؟؟؟

العصابات تنوع نشاطاتها غير القانونية 474 قضية تهريب إلى تونس خلال السداسي الأول

 

 
تبسة: ع. زرفاوي كشفت إحصاءات المجموعة الولائية للدرك الوطني بتبسة أن ظاهرة تهريب الوقود الجزائري باتجاه الأراضي التونسية في ارتفاع مستمر؛ فقد أحصت ذات المصالح حجز كمية 67 ألف لتر من الوقود المعد للتهريب خلال السداسي الأول من السنة الجارية في 474 قضية، سجلت منها 321 قضية ضد مجهولين يجري البحث عنهم. الكمية المحجوزة من زيت المائدة التونسي تضاعفت 10 مرات؛ واستنادا لعرض قدمه ضابط مكلف بالاتصال على مستوى قيادة مجموعة الدرك الوطني بتبسة، فإن ظاهرة تهريب الوقود تعرف ارتفاعا من حيث الكمية المحجوزة التي تضاعفت مرتين وأكثر، مقارنة بنفس الفترة من السنة الجارية بقيمة مالية تقارب الـ7 ملايير سنتيم، بينما قدرت القيمة المحجوزة سنة 2007 للسداسي الأول 11.68مليار سنتيم ويمثل الفرق قيمة الشاحنات الليبية المحجوزة على خلفية محاولتها تهريب الوقود، بإضافة خزانات غير مطابقة للمواصفات التقنية الأصلية لهذه الشاحنات التي كانت مخصصة لغرض استيراد غاز البوتان. أرقام مجموعة الدرك بتبسة كشفت أيضا حجز 14701 لتر من زيت المائدة التونسي. وهو ما يؤكد معلومات على تحرك واسع لشبكات تهريب هذه المادة في ظروف غير صحية، سيما بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشك، وعن طريق الخبرة العلمية، أن زيت المائدة التونسي المهرب يحتوي على عناصر ثقيلة تسبب أمراضا خطيرة، سيما لدى الأطفال  »منها النحاس، الحديد والرصاص ». وفي مقابل ذلك لم تتعد الكمية المحجوزة من نفس المادة كمية 1466 لترا خلال السداسي الأول من سنة .2007 عصابات التهريب اهتدت للمتاجرة بمواد أخرى بالتنسيق مع الزبائن التونسيين على الحدود الشرقية بالجمهورية التونسية ومنها الأواني المنزلية المصنوعة من الألمنيوم، والتي حجزت منها 33604 قطعة، وفي إطار مكافحة جنحة مخالفة تشريع الصرف والنقد تمت مصادرة 5850 أورو، 64440 دينار تونسي و960 دينار ليبي. وذكر منشط الندوة الصحفية لمجموعة الدرك بتبسة بحجز كمية 610,37 كلغ من القنب الهندي منها 34 كلغ تورطت فيها عصابة تنشط بولايات  »مستغانم، تبسة وسطيف »، وتورط في مجموع قضايا المخدرات للستة أشهر الأولى من السنة الجارية 60 شخصا أودع منهم 45 متهما الحبس المؤقت واستفاد البقية من إجراءات الإفراج المؤقت. (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 17 جويلية 2008)

 

نقل يوسف شاهين إلى القاهرة

 
قال ابن شقيقة المخرج المصري العالمي يوسف شاهين غابي خوري أمس أن شاهين نقل من المستشفى الفرنسي في باريس إلى مستشفى القوات المسلحة المصرية في المعادي، إحدى ضواحي القاهرة، حيث سيخضع لعلاج على نفقة الحكومة المصرية. وأضاف خوري أن »الوضع الصحي لشاهين ما يزال على حاله مستقرا دون أي تطورات« مؤكد انه »سيكون بحاجة إلى فترة تأهيل طويلة ليستعيد حالة صحية جيدة«، بعدما أصيب بنزيف في المخ ادخله في غيبوبة في حزيران. وردا على سؤال بشأن وضعه الصحي، أجاب طبيب شاهين »ما يزال لدينا أمل«، فيما قال تلميذه ومساعده المخرج خالد يوسف أن »وضعه مستقر لكن ليست هناك مؤشرات حول تحسن حالته«. (المصدر: صحيفة « السفير » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 17 جويلية 2008)


سجن صيدنايا بين الحقيقة والتوظيف

 
هيثم مناع (*) لأول مرة، منذ صدور فتوى الخميني بإعدام سلمان رشدي، يتصل بي في يوم واحد أكثر من عشرين صحفيا لطلب تدخل حول ما يحدث في سجن صيدنايا. خطر في ذهني أنه رغم تقديمي لمعلومات عن هذا السجن مرات عديدة، لم أجد صحفيا واحدا ينشر ما نقوله، خاصة في سنوات المحاكمات الشهيرة التي حكم فيها على سجناء بعد 15 عاما من اعتقالهم بين 1992 و1995، حين كانت مشاركة الجيش السوري في حفر الباطن قد أعادت للسلطة رونقا غربيا. أكثر من ذلك، لم تتحرك المفوضية السامية لحقوق الإنسان حين طالبتها ثلاث مرات بالتدخل من أجل 36 حالة خطيرة حملت إلى سجن صيدنايا بالبطانيات في مطلع هذا القرن، وهي حالات حكم على أصحابها في محاكم ميدانية أو لم تسمع بحكم قضائي قط، أوقفت أحيانا قبل عشرين سنة بتهمة الانتماء لحركة الإخوان المسلمين. منذ خمس سنوات، اعتبرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان سجن صيدنايا قنبلة مولوتوف حية، لكون السلطات الأمنية اتخذت قرارا بإحالة كل المغضوب عليهم، ممن كانت ترسل بهم إلى تدمر أو المزة، إلى سجن صيدنايا. لقد تحول هذا السجن في السنوات الأخيرة إلى المثل الأسوأ لما يمكن أن يكون عليه سجن، زاد على ذلك حالة نسيان من الدولة والمجتمع. أما منظمات حقوق الإنسان الدولية، بل والعديد من العربية، فتركز على معتقلي سجن عدرا، باعتبار الظلم الواقع عليهم نتيجة نضالهم من أجل إحياء مجتمع مدني في حالة استعصاء أو الدفاع عن حقوق الإنسان أو المطالبة بالانتقال السلمي إلى الديمقراطية. أما سجن صيدنايا فتحولت مهمتهه إلى استيعاب المتطوعين العرب للعراق، والتنظيمات الجهادية والسلفية، ومعتقلي الأحزاب الكردية على اختلافها، والتجمعات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة، والمعتقلين من مشايخ أو شخصيات أعلنت مواقف صريحة مع الجهاد والكفاح المسلح. وهو يضم معتقلي الإخوان المسلمين من قدماء وعائدين جدد، ومعتقلي حزب التحرير الإسلامي، وحركة التوحيد الطرابلسية، والهاربين من جحيم نهر البارد، ومعتقلين لبنانيين من عدة أطراف غير موالية لسوريا، وفلسطينيين بعلاقة جيدة مع المعارضة، وسعوديين يرفض معظمهم العودة إلى بلده (يوجد معتقلون من ثماني جنسيات عربية)… إلخ. سجن صيدنايا العسكري من أكبر وأحدث السجون السورية، أنهت الحكومة بناءه في عام 1987، وهو يقع قرب دير صيدنايا التاريخي الواقع شمالي العاصمة السورية دمشق. ويتكون مبنى هذا السجن من ثلاثة طوابق وثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل ماركة المرسيدس. يتكون كل جناح في كل طابق من عشرين مهجعا جماعياً بقياس ثمانية أمتار طولا وستة أمتار عرضا، ويحوي الطابق الأول مائة زنزانة، ويوجد في قسمه العسكري اليوم قرابة ألف وخمسمائة سجين حق عام حسب تقديرات السجناء. منذ 18 عاما وبدء الإفراج عن معتقلي 78-1982، ونحن نوثق عدد المعتقلين في سجن صيدنايا في كل تقرير سنوي أصدرناه بين 1990 و1997 عن لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنذ 1998 في اللجنة العربية لحقوق الإنسان، أثناء وبعد إعداد كتاب « الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا ». وكثيرا ما كنا نسمع انتقادات حول الدقة، رغم أن اللجنة العربية نشرت بمساعدة نزار نيوف (المعتقل حينها في صيدنايا) أدق قائمة بأسماء المعتقلين اللبنانيين فيه، نجم عن نشرها في صحيفة النهار تراجع رئيس الجمهورية اللبنانية عن تصريح له بعدم وجود معتقلين لبنانيين في صيدنايا. قد يكون الأمن السوري من أردأ أجهزة الأمن في العالم، فهو يتكتم على كل شيء ويتعامل مع ملف السجناء والمفقودين والسجون كملكية خاصة. ولا أبالغ إن قلت إن مسؤولين كبارا في ذلك البلد لا يعرفون عدد معتقلي صيدنايا، وليس بوسعهم معرفة ذلك. فغياب الشفافية وقواعد الحد الأدنى من التواصل مع المؤسسة العقابية وضحاياها في سوريا انعكس ضرره على الضحايا، ولم يستفد منه الجلاد إلا بالمعنى السادي المازوشي للكلمة. فعلى سبيل المثال، حدث إفراج عدة مرات، ونجحنا كمنظمات حقوقية في إطلاق سراح قسم من المرضى من سجن صيدنايا، إلا أن الأمن كان يرفض إعطاء أي رقم أو اسم حتى عند الإفراج عن الأشخاص. كنا نحصل على أسماء المفرج عنهم من أحزابهم أو عائلاتهم أو الشخص نفسه، أو حتى لا نعلم بالأمر إلا بالصدفة بعد أشهر. نقرأ في بيانات المنظمات الحقوقية أسماء عدد من الأشخاص المعتقلين يقل عن مائتين في العام الماضي في سوريا، ويمكن القول إن أوضاع السجون السورية لا تختلف عن مثيلاتها في مصر والعراق وفلسطين والسعودية وتونس واليمن. ومع هذا، فالسمعة الأسوأ ليست لسجن الحاير في السعودية ولا السجون المصرية ولا العراقية وإنما للسجون السورية، لأن غياب الأمانة والشفافية عند أجهزة الأمن جعل الناس تقبل أي خبر، بل سرت العدوى لغياب الأمانة عند المحكوم. المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين يضرب عدد المعتقلين في صيدنايا بأربعة أضعاف، بينما اللجنة الحقوقية القريبة من حركته تزايد عليه، وتعتبر من لا يوافق على روايتها من « أذناب النظام ». حركة أخرى إسلامية تتحدث عن قتلى في أبريل/نيسان الماضي في السجن، عند محاولة أحد السجناء حرق مسؤول مر بمهجعه. وعندما نتصفح تقارير منظمات حقوق الإنسان السورية والعربية والدولية في 2008 نجد أرقاما أخرى، وهكذا نصبح كحركة حقوق إنسان أمام أحد خيارين: إما الكذب لأسباب سياسية أو الصدق، وبالتالي العمالة للسلطات السورية. في تقريرها الرابع لعام 2006-2007، تقول جمعية حقوق الإنسان في سوريا: « للأسف لا يوجد إحصاء لعدد المعتقلين، لأن السلطات المعنية لا مصلحة لها في الكشف عما لديها، والخوف المسيطر يحول بين الناس والإعلان. ويلعب ضعف الجمعيات العاملة في مجال حقوق الإنسان دوره أيضا، إذ التقديرات الأولية عن عدد المعتقلين تتراوح بين ألف وألف وخمسمائة، إضافة لبضع مئات من المعتقلين القدماء، الموجود أغلبهم في سجن صيدنايا العسكري. وتعطي اللجنة العربية لحقوق الإنسان تقديرا من مجموع ما تتلقى من مراكز الاعتقال والاستجواب المختلفة، بوجود قرابة 2600 معتقل، أما المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا فقدمت رقم 1500 معتقل في آخر تقرير لها، وحتى اللجنة السورية لحقوق الإنسان، المنبثقة عن حركة الإخوان المسلمين، كانت بياناتها قبل تشكل جبهة الخلاص أكثر دقة من اليوم. عندما بدأت أخبار مأساة صيدنايا تتوارد، كان ثمة من يتحدث وكأنه يعيش في سجن رسمه كما يحب: السجناء صعدوا للسطح (لا أراكم الله سطح سجن صيدنايا وهو بلا أدراج ولا سلالم داخلية). عصيان في السجن يتبعه أخذ رهائن منهم المدير وضباط صف (ما هذه الحضارية المفاجئة لأجهزة الأمن التي تحاور آخذي الرهائن وتحافظ على الحياة البشرية ولا تتدخل لأكثر من خمسين ساعة؟). تلفونات خلوية جماعية تنقل الوقائع مباشرة إلى لندن وبيروت (تم تدارك الموضوع بالحديث عن أخذ التلفونات من الرهائن). القضية حسب معارض آخر كانت مبيتة ومعدة من السلطة (ما هذه السلطة الذكية التي تستبق أول زيارة لرئيسها لأوروبا منذ اغتيال الحريري لتنظم تمردا في أسوأ سجونها؟). وأخيرا وليس آخرا، توضيح أن اكتشاف الأمن وجود القرآن الكريم مع بعض المعتقلين أثار عدوانيتهم (منذ متى تمنع السلطات السورية السجناء من حيازة القرآن والإنجيل والعهد القديم؟ وكيف سكتت منظمات حقوق الإنسان عن هذه الجريمة حتى اليوم؟). ثم تستمر الحبكة في إثارة خطيرة للمشاعر الدينية: « تدنيس القرآن سبب العصيان ». في لحظة صعبة لأطراف راهنت على تغيير سريع في البلاد لم يحدث، صار من الضروري إنقاذ ماء الوجه بأي سبيل، فبدأت القصة بإثارة النعرات الطائفية من أكثر من طرف معارض، مهاجمة حزب الله في كل مناسبة، الانتصار لسّنة لبنان المظلومين، انتشار التشيع في سوريا، مهاجمة المحور الإيراني السوري، العودة للضرب على الطابع الطائفي للسلطة، وأخيرا الحديث في تدنيس القرآن. كم حذرنا كحركة حقوقية من خطر اللعب على وتري العنف والطائفية في سوريا، ومن أن السير في هذا الطريق سيشعل حريقا لن يسيطر عليه أحد. كمثل بسيط نستطرد مقطعا من مقالة الصحفي الجاد أحمد موفق زيدان، في رد على جبهة العمل الإسلامي التي قال أمينها العام بأن ليس بحيازتهم معلومات كافية عما حصل: « هل البعثي النصيري أقرب إلى إخوان الأردن من الإسلامي أو من المظلوم في سجون البعث السوري الذي دُنس القرآن أمام أعينه، هل تدنيس القرآن على يد أحفاد سليمان المرشد الذي ادعى الألوهية وقتل بسببها، وحافظ الأسد جائز وتدنيس القرآن في غوانتانامو وبغرام حرام، العياذ بالله، ما لكم كيف تحكمون؟ ». لا أدري كيف تأكد أحمد زيدان من طائفة حراس السجن، خاصة وأن العديد من السجناء يروون في شهادتهم من السجن بأن من الحراس من يصلي ويصوم؟ تسع منظمات سورية لحقوق الإنسان في دمشق كانت أكثر حذرا، ولكن من يأخذ بتعقلها أو يستمع لها؟ لأول مرة يشعر المرء بعودة الخطاب الطائفي الذي كدنا ننساه مع اقتراب الذكرى الثلاثين لمجزرة كلية المدفعية بحلب، والذي كان أحد أسباب مجازر ما زلنا ندفع ثمنها حتى بعد غياب ضحاياها وجلاديها. هل توهمنا أن الأشخاص قد تعلموا من دروس الماضي؟ ألم ندرك بعد أن الشحن الطائفي انتصار للدكتاتورية على الديمقراطية، للعصبية العمياء على المدنية، للديماغوجية على خطاب الحكمة والعقل، وللحالة الاستثنائية على النضال من أجل دولة القانون؟ إن استعمال المشاعر الدينية أو الطائفية في قضية حقوقية حساسة، تحتاج لكل الجهود لكشف وقائعها، لعبة خطيرة لا تحمد عقباها، مع أن نقل انتهاك حقوق الإنسان ليس وجهة نظر. بل هو أولا وقبل كل شيء أمانة أخلاقية ومسؤولية قانونية. علينا بدلا من ذلك النضال دون كلل من أجل إطلاق سراح كل معتقلي الرأي، وتحسين أوضاع السجون الرديئة في سوريا، والمطالبة بالتحقيق في مأساة صيدنايا وإصلاح أوضاع هذا السجن. كما أن علينا الدعوة لمحاسبة كل من تسبب في قتل أو أذية حارس كان أو سجين، فمهمتنا امتلاك البعد الضروري عن الخطاب الحزبي، للتمكن من الدفاع عن كل إنسان في الشارع أو وراء القضبان. وكما اعتبر رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) الحقيقة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها ولا يبالي من أي وعاء خرجت، أو رأى لينين الاشتراكي الحقيقة دائما ثورية، واجب مناضل حقوق الإنسان اعتبار الحقيقة شرطا واجب الوجود لمصداقيته. لذا قد تكون أرقامنا عن عدد المعتقلين أقل من أرقام الحزبيين، وروايتنا أقل إثارة للصحفيين، لكنها بالتأكيد تطمح لأن تكون أقرب للحقيقة. لن تستهوينا ضجة حول السلطة السورية، هي بالتأكيد ضرورية لوضع حقوق الإنسان في هذا البلد تحت المجهر، لكن دون تطويع ذلك لأطراف من المعارضة تسير منذ اغتيال رفيق الحريري على إيقاعات الوضع اللبناني والصراعات الإقليمية، أو أطراف دولية أتقنت عملية إبعاد الأنظار عن حصار غزة والجدار العازل وخنق الضفة الغربية، عند استقبالها أولمرت وبشار الأسد في باريس قبل أيام. (*) كاتب سوري (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 جويلية 2008)

التناقض الداخلي والتبعية يخلقان حداثة عربية مشوهة
 
سمير الزين (*) الآن، ونحن على بعد حوالى قرن ونصف القرن من بداية عصر النهضة العربية، وفي مطلع القرن الواحد والعشرين، نعيد مرة أخرى اكتشاف العجز الشامل الذي يعمّ المنطقة العربية على كل المستويات ويمنعها من دخول عصر الحداثة الحقيقي، ونكتشف أن استيراد منتجات الحداثة لا يصنع التحول إليها، وفي ظل هذا الاستيراد يستمر المجتمع في ضعفه وعجزه. إن الضعف والعجز اللذين تعاني منهما المجتمعات العربي، يولدان انشطاراً هائلاً لطيف من الأسئلة وعلى كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والطائفية.. الخ، بحاجة إلى الإجابة في ظل هذا المنعطف الذي تمر به المنطقة العربية. ومن بين هذه الأسئلة سؤال الحداثة، الذي يبدو كأن الزمن تجاوزه. عملت الحداثة ذات المركزية الأوروبية على اختراق العالم الثالث عبر التجربة الاستعمارية بشكل لا يمكن مقاومته، وفرضت نفسها بصفتها الطريق الوحيد إلى المستقبل أمام هذه الدول. وفرضت هذه الحداثة مفاهيمها في الإطار الكوني، فاستمدت الثقافات الأخرى ـ بما فيها الثقافة العربية ـ مفاهيمها من التجربة الأوروبية للحداثة. فغزت الحداثة الواقع والعقل العربيين معاً، كما غزت كل المجتمعات البشرية. وعمل هذا الغزو على تبدل رؤية المجتمعات للعالم. لكن هذا الغزو في التجربة العربية لم يشكّل قطيعة مع الماضي الذي خيّم بكل ثقله على هذه التجربة. والقطيعة مع الماضي شكلت جوهر التجربة الأوروبية الحداثية، بصفة الحداثة تأخذ مشروعيتها من المستقبل وليس من الماضي. وإخفاق التجربة العربية لا يعود لعدم الأخذ بالحداثة، إنما لسبب معاكس هو أن الحداثة التي أخذ بها العالم العربي واستنبتها في تربته، لم تنتج ذات القيم ولم تؤد ذات الوظائف التي خلقت من أجلها، والتي كانت منتظرة منها. ومن هنا مفارقة وجود أشكال حديثة، لكن دون أن نتمكن من امتلاك الحداثة، مما جعل إشكالية الحداثة إشكالية عالقة ومزمنة في التجربة العربية. منذ اصطدام العرب بالنموذج الغربي للحداثة، لا يملكون حرية الاختيار بين الأخذ به وتركه، إلا إذا كنا لا نشكل جزءاً من هذا العالم، ونعيش في جزيرة معزولة. لقد فرض النموذج الغربي نفسه منذ بداية التوسع الاستعماري الأوروبي، ومنذ القرن التاسع عشر فرض نفسه كنموذج عالمي. وحسب محمد عابد الجابري فرض هذا النموذج الحضاري الجديد نفسه علينا بوسائله هو: فمن التبادل التجاري غير المتكافئ، إلى التدخل في الشؤون المحلية بذريعة الدفاع عن حقوق الأقلية، أو حماية مصالح معنية، إلى الحكم المباشر، إلى الهيمنة الاقتصادية، والسيطرة الثقافية الأيديولوجية. والنتيجة من كل ذلك: غرس بُنى النموذج الغربي في بلداننا، في الصناعة والزراعة والتجارة والإدارة والثقافة وربطها بالبنية الرأسمالية الأم في أوروبا. هكذا وجد العرب أنفسهم، كما وجدت الشعوب المستعمرة كلها نفسها، أمام عملية «تحديث» كولونيالية لبعض القطاعات في المجتمع، وهي تلك التي تهم المستعمر أكثر من غيرها. عملية «تحديث» لم تستنبت أسسها في الداخل بل نقلت من الخارج جاهزة وغرست غرساً، بالإغراء أو بالقوة، في مجموعة من القطاعات التي أصبحت، بعد الاستقلال، الهياكل الأساسية للدولة الحديثة في بلداننا. ولد مصطلح الحداثة في التجربة العربية كدعوة لتحقيق الانتقال الذي لم ينجز في الواقع الموضوعي، مما جعله مطلب مستقبلي، في الوقت الذي عبرت الحداثة في موطنها الأصلي عن حالة قائمة، على اعتبار أن الحداثة في سياقها الأوروبي ليست مشروعاً كالنهضة، إنما هي سياسة وممارسة يومية، هي تغيير في كل الاتجاهات لبنى الواقع والفكر، ما جعل نشوءها مستقلا عن الوعي بها، فهي عملية أيديولوجية واسعة ومفتوحة، لها معالم محددة، لكنها لا تنتظم في إطار نظرية من الممكن المناداة بها في هذا الاتجاه أو ذاك، إنما هي عملية تخترق المجتمع بكل بناه. لذلك تبقى الدعوة إليها كهدف نسعى إلى تحقيقه، دعوة تخترقها ثغرات لا يمكن سدها، لأن الحداثة مجموعة من التراكمات الجزئية التي يؤدي تراكمها إلى إنتاج واقع موضوعي حديث. فهي عملية متحولة في أشكالها ومضامينها، في الزمان والمكان، فهي ليست ثابتة وغير قابلة للرجوع إلا لمنظومة من القيم. وبما أنها ليست مفهوماً يصلح كأداة للتحليل فانه ليس هناك قوانين للحداثة، بل هناك معالم للحداثة، ليست هناك أيضاً نظرية في الحداثة بل هناك منطق للحداثة وأيديولوجيا للحداثة. وإذا كانت الحداثة نموذجاً لمفهوم «حديث». وإذا كانت الأيديولوجيات هي التعبير عن الحداثة، فإن الحداثة ذاتها بدون شك ليست إلا عملية أيديولوجية واسعة، على حد تعبير جان بودريار. لقد عانت التجربة العربية من ممانعة قطاعات واسعة في مجتمعاتها لغزو الحداثة، وحافظت على طبقات كثيفة في عمق المجتمع العربي لم تستطع الحداثة الوصول إليها، مما جعل المجتمع العربي المعاصر غير قادر على التوصل إلى تحقيق حداثة بمعناها الأصيل. كما أنه ليس تقليدياً بكل معنى الكلمة. وكما يشرح المرحوم هشام شرابي، فانه يعيش في ظل خطابين ويعاني من الانفصام، خطاب الحقيقة الشاملة الكلية التقليدية، وظل خطاب الحقيقة الحديثة المحدودة. وأنه أصبح عاجزاً عن التعامل مع أي منهما بشكل عقلاني ومنظم يمكنه من إرساء علاقته بالماضي أو الحاضر أو المستقبل، من خلال وعي ذاتي مستقل. وبهذا فهو مجتمع متضارب تحكمه التناقضات على صعيد الفكر كما على صعيد الممارسة. كما أن ارتكاز عملية التحديث على عامل خارجي، يؤثر في تطوره الداخلي فيدفعه إلى التحول، فما إن تنطلق عملية «التحديث» حتى يتشوّه التطور الذاتي الداخلي فيتخذ شكلاً لم يكتمل نضوجه. إن هذا التشوّه الملازم لعملية «التحديث» ليس ناتجاً عن تعثر داخلي فقط، بل عن تأثير العامل الخارجي أيضاً. وفي ظل هذا العامل الخارجي فإن نجاح عملية التحديث نفسها يشكل إعاقة متى جرت تلك العملية في إطار التبعية والخضوع. ولأن أوروبا كانت السباقة إلى التحديث، ففيها فقط كان التحول إلى الحداثة ذاتياً وبالتالي أصيلاً. وفي كل الثقافات الأخرى جرى التحديث في ظل أوضاع تبعية أدت إلى حداثة مشوّهة زائفة. إن التناقض الداخلي والتبعية الخارجية قد دفعا بالحضارات غير الأوروبية إلى اتخاذ أنماط مشوّهة مختلفة من النمو التحديثي. وفي مثل هذا التشوّه تتعايش التقليدية الأصيلة وأشكال من الحداثة. بنفس القدر الذي تغيب فيه هذه التقليدية، وتغيب الحداثة الحقة. ويعبر عن ذلك استمرار القيم التقليدية، والممارسة الصنمية للحداثة. وهنا يصبح التشكيل الاجتماعي يعاني انفصاماً حضارياً، حسب شرابي. إن المجتمع الحديث بتعبيرات مارشال بيرمان «أصيل ومنفتح، وليس اقتصادياً فحسب، بل هو سياسي واقتصادي واجتماعي أيضاُ، بحيث يتمكن الناس من التسوق وعقد أفضل الصفقات بحرية، ليس من باب البيع والشراء فحسب، بل من باب الأفكار والارتباطات والقوانين والأنظمة الاجتماعية«. بالتأكيد نحن نقف على مسافة من المجتمع المفتوح المعبر عن الحداثة، وفي مثل هذه الأوضاع هل نرتكب إثماً، وهل ننتمي إلى زمن بائد، في ظل نقاش ما بعد الحداثة القائم في الغرب والذي أصابتنا عدواه، إذا استعنا بالفيلسوف الألماني كانط وقلنا إننا بحاجة إلى التنوير الذي «هو خروج الإنسان من حالة القصور التي يبقى هو المسؤول عن وجوده فيها. والقصور هو حالة العجز عن استخدام الفكر خارج قيادة الآخرين. والإنسان مسؤول عن قصوره لأن العلّة في ذلك ليســت في غـياب الفكر، وإنما في انعدام القـدرة على اتــخاذ القرار وفقدان الشجاعة على ممارسة، من دون قيادة الآخرين، لتكن تلك الشجاعة على استخدام فكرك بنفسك ذلك هو شعار عـصر التنوير«. أعتقد أن هذا النص يشبهنا إلى حد التطابق، رغم كل النقاش الذي تشهده الساحة الفكرية العربية عما بعد الحداثة، وتفكيكها عصر التنوير. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جويلية 2008)  


«العمّال الكردستاني» ينافس «العدالة والتنمية»… إسلاميّاً

 

 
في المفهوم المكيافيللي للسياسة، كل شيء مباح، فالمهم الوصول إلى الهدف. حتّى بالنسبة إلى حزب عقائدي ماركسي – لينيني كحزب العمّال الكردستاني، لا ضرر في اعتماد خطاب وبرنامج إسلاميّين لـ«ضرورات المرحلة» أرنست خوري منذ تأسيسه على قاعدة مزجت بين القوميّة الكرديّة ومبادئ مستقاة من الماركسيّة ــــ اللينينيّة في عام 1970، ارتبط اسم حزب العمّال الكردستاني بعدد كبير من «الشبهات»: علاقته بإسرائيل والاستخبارات الأميركيّة وعدد من أجهزة النظام العربي الرسمي. مصادر تمويله المشكوك في«نظافتها». وضع أهداف مدنيّة لعملياته العسكرية. الانقسامات العمودية التي تشوب كوادره والانقلابات الداخليّة في صفوفه. ارتباط بعض كوادره بتنظيمات إرهابيّة معادية لمبادئه. عدد كبير من العناوين طاب لوسائل الإعلام الرسمية التابعة للدول التي يهدّدها وجود «العمّال الكردستاني» إخراجها إلى النور لإضعاف قضيّته ونضاله. إلا أنّ جميع هذه العناوين لا ترتقي في فضائحيّتها إلى مستوى ما كشف عنه مجلس الأمن القومي التركي في تقرير أصدره الشهر الماضي عن الحزب الكردي. تقرير مدعَّم بالمعلومات والمعطيات التي تفيد بأنّ الحزب، منذ خسارته لعدد كبير من المقاعد النيابيّة في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي، أطلق «استراتيجية إسلاميّة» جديدة لاسترجاع شيء من شعبيّته المتقهقرة، بما أنّ المنافس الذي سرق منه أنصاره هو حزب إسلامي، أي «العدالة والتنمية» الحاكم. استراتيجية متكاملة ومنظّمة استوجبت استحداث جهاز جديد في الحزب، الذي كان يوماً ماركسياً ــــ لينينيّاً، هو «مؤسسة المساعدة والتضامن الديني». جهاز مهمّته شاملة، تبدأ بتسمية أئمّة للمساجد الخالية في مناطق جنوب شرق البلاد التي تقطنها غالبية كرديّة، واستبدال سياسة تهديد أو تصفية الأئمّة غير الموالين للحزب، باستمالتهم، وإنشاء مؤسسات ومدارس دينية في مختلف مناطق الأناضول. كلّ ذلك لخدمة خطاب سياسي ديني. اللافت، بحسب التقرير الأمني التركي، هو أنّ «العمال الكردستاني»، نظّم حملته الانتخابيّة في نيسان الماضي على قاعدة مهاجمة الخطاب الديني للحزب الحاكم. إلا أنه اليوم، يعود ليعتمد خطاباً إسلامياً شعبياً، قد يكون أشرس من أدبيات وأسلوب عمل حزب رجب طيب أردوغان. ووجد الحزب الحاكم، الذي يُدافع عن نفسه حالياً أمام المحكمة الدستورية على خلفيّة «تحوّله إلى بؤرة معادية للعلمانيّة»، تقرير «الأمن القومي» مناسباً لتبرئة ساحته. فنائب رئيس الحكومة كميل جيجيك، خلال تقديمه المرافعة الدفاعية عن حزبه الأسبوع الماضي، استعان بالتقرير ليتّهم الحزب الكردي بأسلمة المجتمع. وممّا جاء في التقرير الأمني أنّ «الحزب الإرهابي يسرف في استغلال شعارات تحاكي الإيمان الإسلامي لدى سكّان مناطق نفوذه في محاولة منه لاستعادة جزء من شعبيته التي عرفت انخفاضاً كبيراً». وأكّد التقرير أنّ الحزب أنشأ «مؤسسة المساعدة والتضامن الديني» في مدينة بتمان في 7 أيار الماضي، وفتح فرعاً للمؤسسة في إسطنبول في 31 من الشهر نفسه. كما أنّه أسّس منظّمة نسائيّة إسلاميّة في ديار بكر، وأكاديمية للدراسات الإسلامية في منطقة شانليورفا وأكاديمية ثقافيّة للمذهب العلوي في تونسلي. وانطلاقاً من التقرير المذكور، أوصى مجلس الأمن القومي في بيان مكتوب، مديريّة الشؤون الدينية (وهي المؤسسة الحكوميّة المعنيّة بإدارة شؤون الطوائف والمذاهب في تركيا)، بملاحقة المؤسسات الدينية التابعة للحزب الكردي وحظر نشاطاتها. ووافقت المديرية على تعليمات المجلس، وأصدرت تعميماً إلى جميع المفتين تحذّرهم من قبول تسمية أي إمام مسجد يعيّنه «العمّال الكردستاني». وكان لأئمّة المساجد، تاريخياً، قصّة طويلة وشائكة مع حزب العمال الكردستاني في مناطق جنوب شرق تركيا. فالحزب، وانطلاقاً من عقيدته الثوريّة الملحدة، أو في أحسن الأحوال العلمانيّة، تعاطى مع رجال الدين بجذريّة. التقارير التركيّة تؤكّد أن عدداً من الأئمّة الذين كانوا يرفضون دفن قتلى الحزب، كانوا إما يُصَفّون، أو يُطردون من القرى التي يعملون فيها تحت طائلة التصفية. ويشير التقرير الرسمي المذكور إلى أنّ عدد رجال الدين هؤلاء ممّن «تعرّضوا لمضايقات الحزب الإرهابي»، وصل إلى 10 آلاف. غير أنّ التعاطي مع هؤلاء منذ أكثر من عام، بات «مختلفاً كلياً»، إذ تحاول قيادة الأكراد توسّل أيّ شيء لاستمالتهم. ويبدو أنّ الحزب احتاط للتعاطي مع الحالات التي لا ينفع معها هذا الأسلوب، بحيث يشير الخبراء الأمنيون الأتراك إلى أنّ الحزب الكردي بات يخرّج الأئمّة من مدارسه الدينيّة التي أنشأها أخيراً. ولا يقتصر نشاطه الديني على داخل الأراضي التركيّة، فبحسب التقرير نفسه، امتدّت الاستراتيجية الجديدة إلى الجاليات الكردية المنتشرة بأعداد كبيرة في الدول الأوروبية الغربيّة، حيث «أصبح الكوادر الإرهابيون يُحكمون القبضة على 3 مساجد في ألمانيا وواحد في فرنسا وآخر في بريطانيا». أوجلان التقى قادة ergenekon لم تعد المعلومات التي تتحدّث عن الارتباط بين حزب العمّال الكردستاني وتنظيم ergenekon محصورة بتقارير صحافيّة. فعلى الأقلّ، تأكّد خبر لقاء زعيم «العمّال» عبد الله أوجلان بعدد كبير من قادة الصف الأول من التنظيم السرّي الذي يُحاكم بعضهم بدعوى الإرهاب وجرائم قتل وتدبير محاولات انقلاب، وبعضهم الآخر هارب من وجه العدالة. أوجلان حسم النقاش، وقال لمحاميه إنّ عدداً من قياديي التنظيم القومي الإرهابي تردّدوا إليه في زنزانته في سجن إمرلي، وذلك قبل عام 2002. وفي ذلك الوقت، كان مسؤول معتقل إمرلي أحد قيادات ergenekon، وهو قائد جهاز استخبارات الشرطة التركية في حينها، لفنت ارسوز، الذي تقاعد في عام 2005. ورجل الاستخبارات هذا مطلوب اليوم للمحاكمة، وعلى الأرجح هو هارب خارج البلاد. ما كشف عنه أوجلان نقلته عنه وكالة «فرات»، وجاء فيه معلومات تردّدت منذ فترة لكن بشكل تسريبات صحافيّة. أبرز ما قاله إنّ حملة الانقضاض على العصابات القوميّة السريّة «هي عملية أميركيّة أساساً». وتابع أنّ قادة هذا التنظيم «مرتبطون بروسيا والصين والهند. هم يدّعون أنّهم ضد الولايات المتحدة، لكنهم في الحقيقة يخدمون مصالحها». وعن هويّة الذين تردّدوا إليه، أشار أوجلان إلى أنّ أحدهم «زارني قبل عام 2002 وهو اليوم معتَقَل في الحملة الأخيرة». وأضاف زعيم «الكردستاني» المعتقل منذ 1999 أنّ هؤلاء الأشخاص «كانوا مجموعة راديكاليّة ومرتبطين بتنظيم ergenekon لكنهم لم يزوروني بعد عام 2002». (الأخبار) (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 17 جويلية 2008) الرابط: http://al-akhbar.com/ar/node/81079  


مقرر المحكمة الدستورية بتركيا يوصي بعدم حل العدالة والتنمية

                  

 
ذكرت وسائل إعلام تركية أن مقرر المحكمة الدستورية المكلف بإعداد تقرير قانوني في قضية حزب العدالة والتنمية الحاكم، أوصى في تقريره غير الملزم بعدم حل الحزب. وكان رئيس الدستورية قال أمس إنه تلقى التقرير ووزعه على أعضاء المحكمة، على أن يحدد موعد جلسة إصدار الحكم في القضية بعد فحص التقرير. ويتطلب صدور قرار بحظر العدالة موافقة سبعة من بين أحد عشر عضوا بهيئة المحكمة. لكن يجوز للأخيرة الاستعاضة عن حل الحزب بحرمانه من الدعم المقدم من خزانة الدولة. ومن المتوقع صدور حكم في القضية مطلع أغسطس/ آب المقبل. وتعود القضية إلى دعوى رفعها الادعاء العام مطلع الشهر الجاري يطلب فيها حظر حزب العدالة والتنمية ومنع 71 من رموزه بمن فيهم رئيس البلاد عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من العمل السياسي خمس سنوات بحجة خرق مبادئ العلمانية. وقدم كبير المدعين أمام الدستورية مرافعة طويلة أكد فيها أنه ينبغي حظر الحزب الحاكم بسبب ممارساته التي وصفها بأنها مناهضة للعلمانية، وترمي لإقامة دولة إسلامية. وبعد ذلك بيومين رد دفاع العدالة على اتهامات الادعاء وركز مرافعته التي استمرت ست ساعات على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ولوح باللجوء إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية إذا قضت الدستورية بحل الحزب. صراع طويل وتعكس هذه القضية فصلا جديدا من صراع طويل بين العدالة والتنمية والمدافعين عن النظام العلماني بتركيا وفي طليعتهم الجيش ومعظم القضاة، وهي معركة بدأت مع وصول الحزب إلى السلطة عام 2002. وترى أوساط إعلامية تركية أن ذلك الصراع هو محاولة تقف وراءها المؤسسة العسكرية التي هددت في وقت سابق بالتدخل المباشر لحماية النظام العلماني. ويرى أنصار العلمانية أن الحزب الحاكم بات « محورا » لمشروع يهدف إلى إقامة نظام إسلامي، الأمر الذي يتناقض مع مبادئ الدولة العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك على أنقاض السلطنة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب الكونية الأولى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 جويلية 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

16 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1488 du 16.06.2004  archives : www.tunisnews.net اف ب: رئيس مجلس حزب التجديد التونسي مرشح

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.