TUNISNEWS
7 ème année, N° 2271 du 10.08.2006
جمــعـية النهـــوض بالطــالب الشــــابي: نداء عـاجـــل اف ب: محامون تونسيون يتظاهرون احتجاجا علي الهجوم الاسرائيلي علي لبنان رويترز: بن علي يدعو العرب لاعمار لبنان والاراضي الفلسطينية الوسط التونسية: تونس:أنباء مؤكدة عن تعطيل حكومي لخدمة البريد الأليكتروني الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس: شهادة السجين السياسي محمد البشير بوعلي المنجي الفطناسي: الهاشمي الحامدي وفرصة العودة إلى الجادة سلوى الشرفي: أصحاب “يا أبيض يا أسود” الامجد الباجي: من قتل السلام فليضاجع الحرب محمد العروسي الهاني: المرحلة الحاسمة و الدقيقة مكنت بوضوح حزب الله من تغيير الأذهان و قلب الموازين لصالح العرب والمسلمين بفضل الله تعالى السيد عماد الدين الحمروني: السلام علي الابطال موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي: مشاهد من وراء خطوط النار(الجزء الثالث) عبد الرزاق الشعباني: رأي :عكس ما تزعم «النساء الديموقراطيات»: الإسلام أنصف المرأة في مجال الميراث وخصّها بمكانة متميزة إسلام أون لاين: صحف غربية: ثورات تنتظر الحكام العرب الحياة: مشرحة بغداد استقبلت حوالي ألفي جثة خلال شهر خالد الحروب: حوار بين كاتب كويتي وكاتب أمريكي حول حرب لبنان
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
جمــعـية النهـــوض بالطــالب الشــــابي
بسم الله الرحـــمان الرحيم
نداء عـاجــــــل
استجابة لنداء الإغاثة الذي أطلقته السفارة اللبنانية بتونس و مساهمة منا في ازالة اثار العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا العربي في لبنان تعلن الهيئة المديرة لجمعية النهوض بالطالب الشابي عن تنظيم حملة تبرع بالأدوية:
· مضادات حيوية و مضادات حرارة و مسكنات
· أدوية الأمراض المزمنة ( سكري، قلب، ضغط….)
· أدوية أطفال
· حليب رضع
· كفوف جراحية معقمة و كلور تعقيم مياه
· حفاضات أطفال
للمساهمة في هذه الحملة يرجى الاتصال بمقر جمعية النهوض بالطالب الشابي أيام الثلاثاء، الجمعة و السبت و ذلك من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف النهار
كما يمكن الاتصال بأرقام الهواتف التالية.
· رقم هاتف الجمعية: 73644932
· رقم هاتف رئيس الجمعية: 98687904
· رقم هاتف أمين مال الجمعية: 21572657
· رقم هاتف الكاتب العام للجمعية: 96577266
رئيس الجـــــمعية
هشام القرفي
محامون تونسيون يتظاهرون احتجاجا علي الهجوم الاسرائيلي علي لبنان
تونس ـ اف ب: شارك العشرات من المحامين التونسيين امس الاربعاء في تظاهرة امام مقر الامم المتحدة في وسط تونس منددين بالعمليات العسكرية الاسرائيلية في لبنان.
وتجمع المحامون وسط تعزيزات امنية امام قصر العدالة قبل التوجه في مسيرة الي مقر الامم المتحدة في شارع باب بنات رافعين اعلاما لبنانية وتونسية ولافتة دعوا فيها الي مقاطعة المصالح الصهيونية في الاراضي العربية .
وردد المتظاهرون بالروح بالدم نفديك يا لبنان واشادوا بالمقاومة في فلسطين ولبنان . وسلم اعضاء في نقابة المحامين مندوب الامم المتحدة في تونس رسالة موجهة الي امينها العام كوفي عنان شددوا فيها علي شرعية المقاومة الفلسطينية واللبنانية وطالبوا بتحقيق دولي في المجازر الاسرائيلية في لبنان.
وادان المحامون في هذه الرسالة الهجوم الاسرائيلي علي لبنان والاراضي الفلسطينية واتهموا الامم المتحدة بانها لم تتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين وفتح ممرات انسانية آمنة. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 10 أوت 2006)
بن علي يدعو العرب لاعمار لبنان والاراضي الفلسطينية
تونس (رويترز) – ناشد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الخميس البلدان العربية التعهد باعمار لبنان والاراضي الفلسطينية وازالة معالم الخراب التي خلفها “العدوان الاسرائيلي” هناك. وقال بن علي “ندعو المجموعة العربية وخصوصا الدول التي من عليها الله بالامكانيات المادية الى وقفة تضامنية حازمة نتعهد فيها ونلتزم جميعا باعادة اعمار لبنان وفلسطين وازالة معالم الخراب الذي خلفه العدوان الاسرئيلي”. ويعتقد على نطاق واسع ان بن علي كان يشير على وجه الخصوص في خطابه الذي القاه بمناسبة اختتام الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية الى دول الخليج الغنية بالنفط. وخلفت الهجمات الاسرائيلية المستمرة على لبنان منذ نحو شهر خسائر بشرية ومادية كبيرة وسقط نحو الف قتيل اضافة الى تدمير جزء كبير من البنية التحتية في البلاد التي اعيد اعمارها بعد دمار خلفته حرب أهلية استمرت 15 عاما من عام 1975 وحتى عام 1990 . وقدمت بعض الدول العربية من بينها السعودية والكويت والامارات مساعدات مالية هامة. وتعهدت اغلبها بالوقوف الى جانب لبنان في محنته لكن لم تشر اي حكومة عربية صراحة الى امكانية المساعدة في عملية اعادة اعمار لبنان. وجدد الرئيس التونسي طلب الوفد العربي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة بضرورة التوصل الى اتفاق يقبله لبنان ويكون قابلا للتنفيذ على ارض الواقع. وقال “نهيب باعضاء مجلس الامن بالاسراع في المشاورات للتوصل الى قرار أممي يكون مقبولا من لبنان الشقيق وقابلا للتنفيذ على ارض الواقع”. ورأى بن علي ان “حل الازمة اللبنانية لا ينفصل عن قضية الشرق الاوسط الجوهرية وهي قضية الشعب الفلسطيني الشقيق الذي أصبح يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الحماية الدولية”. ووصف ما يجري في لبنان والاراضي الفلسطينية بانه “مشهد غير مقبول باي مقياس من المقاييس الدنيا للمبادىء الانسانية لم يتحمل ازاءه المجتمع الدولي وخصوصا القوى الفاعلة فيه مسؤولياته للتحرك السريع والناجع لايقاف النزيف”. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 10 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تونس:أنباء مؤكدة عن تعطيل حكومي لخدمة البريد الأليكتروني
أكد عضو أسرة تحرير الوسط التونسية السيد سليم بوخذير في اتصال هاتفي مباشر من العاصمة تونس أنه تم ابتداء من يوم أمس غلق خدمات الايمايل العالمية الشهيرة كالياهو والهوتمايل وغيرها من البوابات التي توفر هذه الخدمة وذلك في محاولة من السلطة لقطع اتصالات النخبة والمثقفين والفعاليات السياسية والحقوقية بالعالم الخارجي ولاسيما بعد أن شهد الشارع التونسي حركية ويقظة متصاعدتين في الفترة الأخيرة وذلك على خلفية ماتعرضت له لبنان وفلسطين من عدوان همجي طاول الحجر والبشر والمساحات الخضراء في أجزاء واسعة من ترابهما.وفي سؤال لمراسلنا من تونس حول مدى سعة هذا الاجراء أكد السيد بوخذير أن مناطق العاصمة وأريانة وضواحي أخرى قد تم عزلها عن خدمة البريد الأليكتروني وأن هذا الاجراء عمم على كل مقاهي الانترنيت بالضواحي المذكورة.
من جهة أخرى ذكر مراسلنا في تونس أن العديد من رموز المعارضة ومجتمع المدني وجدوا أنفسهم منذ حوالي 48 ساعة معزولين تماما عن هذه الخدمة العالمية فيما يعد تعديا صارخا على المواثيق والمعاهدات العالمية المنظمة لهذه الخدمة .
يذكر أن تونس كانت قد احتضنت في شهر أكتوبر المنقضي من السنة الماضية القمة العالمية لمجتمع المعلومات ,وهي القمة التي سمحت عالميا بتسليط الأضواء على ماتعانيه البلاد من حالة انغلاق سياسي واعلامي وأوضاع سجنية قاسية وغير انسانية أدت الى وفاة كثير من معتقلي الرأي في ظروف محاطة بالشبهات علاوة على اصابة المئات منهم بعاهات دائمة بعد ان استوفوا كامل أو أغلب عقوباتهم السجنية.
هذا ويشار الى أن تونس تعد من البلدان الأفضل افريقيا وربما حتى عربيا على مستوى معدلات النمو المصرح بها من قبل أشهر المنظمات الاقتصادية والبنكية العالمية غير أن هذا النمو المذكور بقي مصطدما بحالة ضغط سياسي وانغلاق اعلامي واضطهاد على مستوى الحريات العامة والخاصة وهو ماجعلها تتعرض لانتقادات سياسية شديدة حتى من أبرز حلفائها الدوليين كان اخرها يتردد على ألسنة مسؤولين كبار في الادارة الأمريكية واخرين يمثلون مفوضيات الاتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية وقضايا حقوق الانسان.
*تمت صياغة التقرير الاخباري لفائدة صحيفة الوسط التونسيةhttp://www.tunisalwasat.com ومواقع اخبارية عربية مساء الأربعاء 9 أوت 2006
مأساة مساجين الرأي في تونس التضييقات و العقوبات
شهادة السجين السياسي محمد بوعلي
في صيف سنة 1992 دخل مدير سجن سوسة عزالدين نصايبية الغرفة رقم 4 فجأة، فوجد أحد الإخوة يصلي قرب الباب، فأمره بالتوقف عن الصلاة مذكّرا الجميع بأن الصلاة ممنوعة في السجن، ولكن الأخ تجاهله واستمر في أداء صلاته، فما كان من المدير إلا أن دفعه قائلا بصوت عال: “أقطعْ صلاتك وأنا أتحمل ذنوبك”. ومع ذلك فإن هذا المدير يشهد كل السجناء السياسيون منهم والحق العام بأنه من أرحم من عرفت السجون التونسية وأفضلهم، ولا أشك في صحة هذا القول لما رأيته وسمعته مباشرة أو عن طريق غيري عن غيره من مدراء السجون التونسية.
وأذكر أن عدد المساجين قد وصل 160 في غرفتنا التي قدّر أحد البناّئين من أبناء النهضة ممن كانوا معنا طولها بـ 12 مترا وعرضها بـ8 أمتار. وفيها مرحاض واحد بدون سقف يعمد بعض مساجين الحق العام إلى البول خارجه لتجنب الوقوف في الطابور. ولذلك كانت الغرفة معكرة نتنة وكان البغم لا يفارقن شتاءً وصيفاً.
وقد كنا في فصل الصيف لانستطيع التنفس من قلة الأكسيجين وكثرة المدخنين مع حرارة الطقس، فكان المساجين يتساقطون الواحد تلو الآخر مغشيا عليهم من الاختناق، وكلما سقط واحد ضربنا الباب بقوة ونادينا الأعوان، فيأتي بعضهم، ويقومون بإخراج المغمى عليه ويرمونه في الساحة (اللارية) قرب الباب ليسترجع أنفاسه ويعيدونه بعد بضع دقائق. وبالمناسبة هذه الغرفة أقام فيها عل التوالي المرحوم علي نوير ثم المرحوم نور الدين العيدودي. وقد أُصيب فيها الأخ محمد قسومة بنزيف رئوي، فكان في كل مرة يتقيأ أكثر من نصف لتر من الدم، إلى أن تأكدوا أنه مريض فعلا و”موش يكعبر فيها” كما يقول مساجين الحق العام، أي ليس يتمارض. ولم يعد بعدها إلى سجن سوسة. وكنت أنا مع قوتي الجسدية وقتها- أعمد إلى الالتصاق بباب السجن فأُخرج أنفي من خلال قضبان كوّة الباب (شباك صغير في الباب الحديدي) لألتقط بعض الأنفاس من هواء اللارية الذي لم يكن بدوره نقيًّا لضيق ساحة السجن وعلو حيطانها التي لا تسمح بوصول الشمس، فضلا عن وجود المطبخ الملاصق لها الذي تخرج منه الأدخنة إليها. فكنت أحمد الله على أن حباني بأنف طويل أستطيع به استراق بعض الأكسيجين من اللارية فلم أسقط مغشيا علي ولو مرة واحدة.
وقد كان الأخ علي حيدر وهو وقتها منهك الجسم ويعاني من الكثير من الأمراض بسبب كثرة التعذيب يخرج مع مساجين الغرفة رقم 2 فنتوسل إلى الأعوان لتركه معنا مستفيدا من حصة مساجين غرفتنا في اللارية حتى يتمكن من التنفس وقتا أطول، وكثيرا ما كان الأطباء المساجين وخاصة الدكتور حسين علية رئيس قسم الأنف والحنجرة في مستشفى سوسة يشفع له ويؤكد للأعوان بأنه إن لم يبق وقتا أطول في الساحة فسينهار. فكان بعضهم يقبل، وبعضهم يرفض، وخاصة العون اللعين المعروف باسم “الغزال” وهو من مدينة مساكن فقد كان دائما يرفض، وأحيانا يعمد إلى مزيد تعنيفه، حتى أنه ضربه ذات يوم -أمام عينيّ- على وجهه فأسقطه أرضا. فقال أحد الإخوة كان بجانبي بصوت خافت: “الغزال إلّي ما يسواش يضرب سيدو علي حيدر!، قدّاش الدنيا معكوسة”.
ومرض أحد الإخوة ذات ليلة وسقط مغشيا عليه، فجاء الأعوان ورموا به في اللارية ظنا منهم أنه يحتاج إلى التنفس فقط. ولكنه ظل ملقى يتلوّى مع أنه في اللارية بإمكانه التنفس وليس في داخل الغرفة. وبعد وقت طويل وهو على تلك الحال أخذوه إلى المشفى فتبين أنه مصاب بالزائدة الدودية، فحمدنا الله أنها لم تنفجر في بطنه خلال الساعات التي قضاها في الغرفة ثم في اللارية بدون علاج.
وللحديث بقية د.محمد بوعلي سجين سياسي سابق وجامعي منفي حاليا الحبيب مباركي سويسرا email: mbarkiha@yahoo.fr
الهاشمي الحامدي وفرصة العودة إلى الجادة
السكوت عن الظلم وأهله بسبب الخوف أو الإنتهازية أو بسبب تقديرسياسي خاطئ أمر ممكن ووارد عند البعض. أما أن يسكت المرء عن الظلم وينحاز للظالم ويصبح بوقا للدعاية يبرر انتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان واعتداءاته المستمرة على القيم والمقدسات ويلمع صورته البشعة فهذا أمر مرفوض عند كل العقلاء والأحرار والشرفاء في الدنيا مهما كانت المبررات، وهذه جريمة أقبح من الظلم نفسه.
ولكن رغم إساءة الهاشمي لتاريخه النضالي داخل الجامعة وخارجها ورغم إساءته لضحايا القمع والتعذيب والقتل والتشريد في بلده الإصلي بسبب التعتيم الإعلامي الذي مارسه لسنوات طويلة على مأساتهم، فإن الكثيرين يرون في عودته للشأن التونسي من خلال برنامجه الجديد (تونس الديموقراطية) الذي سينطلق بداية الشهر المقبل بادرة خير تستحق الذكر والشكر وقد تساهم في حلحلة الوضع السياسي القاتم والراكد منذ مجيء بن علي إلى السلطة.
ونحن إذ نثمن هذه العودة ونباركها وندعمها نرى أن الهاشمي الحامدي أمام فرصة تاريخية عظيمة للتوبة النصوح من هذا المسار الذي انتهجه في السنوات الأخيرة والذي أفقده الكثير من مصداقيته عند التوانسة وغيرهم.
ولا يكون ذلك ممكنا إلا إذا وفر لبرنامجه الجديد أسباب النجاح والتي من أهمها :
_ حسن اختيار الضيوف . فاستدعاء أبناء تونس الشرعيين من أمثال الدكتور المنصف المرزوقي و الدكتور أحمد القديدي والصحفي المناضل صلاح الدين الجورشي وغيرهم من الوطنيين الاحرار الذين يحترقون ألما لما يحدث في تونس ويسعون بكل إخلاص لإصلاح الاوضاع الفاسدة، شيء محمود وممدوح ويزيد في إقبال المشاهدين ويساهم في إنجاح البرنامج.
أما استدعاء أبناء تونس غير الشرعيين من المرتزقة عديمي الأخلاق والدين والإحساس والرجولة والذين جندوا للكذب المفضوح والتزوير وقلب الحقائق وخيانة أمتهم والذين يتقيأ الإنسان ويصاب بالغثيان عند سماعهم فهذا شيء محموم ومنبوذ عند غالبية المشاهدين ويساهم في إفشال البرنامج. وإن كان ولا بد من الإستماع إلى وجهة نظر السلطة إن كانت لها وجهة نطر فليبحث عن آخرين أشرف وأطهر وأنظف من هؤلاء.
_ اختيار المواضيع الهادفة التي تلامس الواقع المرير وتعرف العالم بمأساة شعب تونس وتعري زيف السلطة الغاشمة و تطرح حلولا جذرية لأزمة تونس المستعصية
_أن لا يلتجأ كعادته إلى أسلوب المقاطعة والتشويش على المعارضين.
_ أن لا يبسط الأمور ويتعامل مع مأساة تونس على أنها مشكلة عادية بين طرفين ( على الطريقة الشامية هذا طيب وهذا طيب والله يغفر للإثنين ).
_ إن لم يكن مناصرا للمظلومين من أبناء شعبه فعلى الاقل يكون محايدا وذلك أضعف الإيمان.
_ أن يكف عن أسلوبه القديم في التملق وأن لا يصدع رؤوسنا طوال الحلقات بترداد الكلمة البذيئة سيادة الرئيس وأن لا يسأل أحد ضيوفه سؤالا ركيكا بائخا ( لو صعدت يوما في الباص ووجدت سيادة الرئيس ماذا تقول له). هل هناك ظالم دكتاتور قاتل للأبرياء يصعد في الباص؟. وأن لا يحضر معه مصحف سيادة الرئيس، فالرئيس الذي سمح بطباعة المصحف سمح أيضا بتدنيسه داخل السجون.
أخيرا نتمنى للهاشمي الحامدي التوفيق في كل برامجه ومشاريعه ونتمنى له عودة ميمونة إلى حضيرة المناضلين الأوفياء.
المنجي الفطناسي
(المصدر: موقع الحوار نت بتاريخ 10 أوت 2006)
أصحاب “يا أبيض يا أسود”
بقلم سلوى الشرفي
إلى سي جابر و غيره
أولا أشكرك على اهتمامك بمواطنة بسيطة من مستوى التاسعة ثانوي و على محاولة تثقيفها بالبارونين دوركيم و دوبري و من لف لفهم…
صحيح لغتي عامية متاع الدهماء متاع بلادي و لكنها لم تمنعني من تجاوز ثقافة “مجموعة القدر” أو “سيري كسرونات”
شفت كيف لزّيتني مرة أخرى للغة السيزيام. الله يهديك.
أما بعد
فكم تبهرني قدرة البعض في زمننا هذا على مواصلة التحرك فكريا بين أزواج متقابلات حادة وهي على فكرة “صنعة بوش”
“الخير و الشر” في المطلق حسب فهم المتكلم لهذين القيمتين، “إما معي و إما ضدي”، “إما مع حسن نصرالله أو مع الصهاينة” و لا خلاص طبعا خارج اللونين الأبيض و الأسود. “اللون الرمادي ده أنا ما بحبّوش” حسب قولة القاضي في المسرحية الموجعة ” شاهد ما شافشي حاجة”
أقول يبهرونني و أعني ما أقول.
فأنا أحسد أصحاب “يا أبيض يا أسود” على اطمئنانهم الأسطوري إلى حقيقتهم الحقيقية الوحيدة الممكنة في الكون.
فكم تمنيت ألا يركبني شيطان الشك و الصنعة الخايبة المخالفة لصنعة بوش و منطقه المانوي الذي يريح ضميره و يذبح الأبرياء.
قلت إذن كم تمنيت ألا يركبني شيطان الشك و العادة السيئة لمراجعة النفس بقسوة و التعسف على الحقائق الحديدية و التساؤلات القاتلة من مثل ” هل حقا أن المختلف عني فكريا هو عدوي و خائن و كافر و صهيوني؟ ” لأنتهي بالقول ” عجبني ولا ما عجبنيشي هو ولد بلادي و يجب أن أتعود على التعايش معه”. بل أذهب إلى الأبعد و أحاول أن أراجع موقفي لعلي أكون على خطأ أو لعل كل واحد منا يملك جزءا من الحقيقة.
لذلك لا أستغرب من المطمئنين إلى الحائط الصلب لحقائقهم الأزلية الأبدية ألا يقبلوا و ألا يفهموا معنى أن نسمح لأنفسنا بنقد بطل في حجم حسن نصرالله.
لو مروا يوما بتجربة السجن السياسي لكانوا قد تعودوا على كسر الأيقونات دون أن تتوقف الأرض عن الدوران.
و لعل البعض منهم قد مر بالتجربة و لكنه لم يستخلص منها مبدأ جامعا للحياة.
فجل التيارات السياسية التي دخلت السجن بسبب كلمة حق في وجه سلطان جائر، مرت بالتجربة القاسية لمحاسبة قيادتها، ليس على المبادئ أو الثوابت أو الإستراتيجية أو حتى على التحرك الذي أدى بهم إلى السجن، و إنما حول توقيت التحرك و عدم دراسة الحقائق على الأرض و موازين القوى بدقة. و هم في الأغلب لا يحاسبون القيادة من أجل ما تكبّدوه من آلام بل بسبب نتائج التحرك الوخيمة على الأبرياء من أهلهم.
يا سي جابر سامحني لأني لا أتكلم مثلك لغة الأعراف و البارونات و الأيقونات متاع علم السوسيولوجي و الأنتروبولوجي و كل الأوجي الأخرى فأنا لم أدخل الجامعة مثلك. لذلك أكتفي بجامعة الحياة وهي طبعا لا تساوي فلسا بالنسبة للمدرجات الجامعية التي تمزقت عليها سراويلك طيلة سنوات الدراسة. كما أكتفي بما عشته مباشرة من دمارات من على أرض الجزائر و لبنان و العرق و إيران واليمن.
لذلك أتمنى عليك أن تواصل تثقيفنا بنظريات الحروب التي لا تعرف عنها سوى صورا منتقاة من طرف القنوات التلفزية التي لا تريك إلا ما تقرر هي أن تراه.
http://www.geocities.com/salouacharfi/index.html
Salouacharfi@yahoo.fr
من قتل السلام فليضاجع الحرب
قبل العرب عملية احتلال العراق وجاؤوا جلسوا على كراسيهم ثم ركنوا الى النوم.
وصار كانما امر طبيعي ان تقوم قوات الاحتلال في فلسطين بتقتيل الاطفال وذبح العجائز ونحر الشيوخ وتدمير المنازل
والتبرج بالبوارج الحربية والعتاد التدميري وتعربد وتجتاح ثم تنفصل وتعود لتجتاح وتهدر الحياة البشرية كما لو ان شبابها يتلهى بالقتل امام اعيننا وقد قامت الفضائيات بشدنا في ديارنا وعزلنا البعض عن البعض فافرغنا الشوارع
وتركنا البوليس العربي يحرس القتلة ويحمي ظهورهم من غضبنا .
ابتلع العرب الاحتلال وصار طبيعيا ان نلوم كل من يتجرا ويشتم اسرائيل . وترى وجوه المومسات والمومسين من الذين اشتراهم الاستعمار بتذكرة طائرة او خردة حديد او منحة تربص في الخارج تراهم يعبسون ويغضبون من استفزازنا لاسيادهم اليهود والفرسيس والامريكان .
بات طبيعيا ان يهرول حكام فقدوا رجولتهم منذ سنوات ان يهرولوا الى التطبيع مع دولة تقتل وتدمر في نفس الوقت الذي يموت في بحر الهجرة الغير شرعية الاف لم تقتلهم قنابل اسرائيل العنقودية وانما ماتوا بسبب مشروع مهادنة لم يتمكن حتى من توفير العمل والكرامة لشعوبنا.
وصار طبيعيا ان يخرج المثقفون لاستجداء الديمقراطية من السفارات ومن السوق الاوروبية المشتركة ومن الامريكان ومن كونداليزا رايس ومن معاهد الدراسات البوليسية والاستخباراتية .
لا اقول هذا انتقادا لاناس شوتهم الة الاضطهاد في بلدانهم ولم تترك لهم عنوة وقصدا الا ذلك الطريق .
ولكن المؤلم ان ترانا مرغمين على الاتكاء على اطراف اجنبية بعد ان انسدت افق الحوار بيننا . وهذا امر مبيت ومدروس وخطط له منذ سنوات .واذا كانت السلطة تقمع وتدك وتقصف الاصوات الحرة فان جزءا كبيرا منه بايعاز من الاطراف الاجنبية
.
صار طبيعيا ان بعضهم يجن جنونا من حزب الله الذي تجرا واغضب الكيان الصهيوني .
ما له ومال هذه الدولة الغول . اليس من الاجدى به لو نزع عمامته وجبته وان يركع امام اليهود.
اليوم دخلت اسرائيل لبنان وروعت شعبه وقتلت الاطفال . قتلت الاطفال . قتلت الاطفال حتى لكانما الارض اتسخت من شمالها الى شمالها بدم الاطفال . وجوهنا . ايدينا ما في رئتينا من الداخل امتلا بدم الاطفال و تراى على الارض لحمهم المشوى كي تشوى اكبادنا وتحترق عضامنا وتتهشم من كثرة تقتيل الاطفال. هكذا امام اعين السلاطين والامراء والملوك واكداس مكدسة من المسؤولين عن تسيير شؤون هذه الارض التي اتسخت بعرقهم من كثرة عارهم وماءهم الذي نضب من وجوهم وجلودهم المسلوخة في سياراتهم المكيفة هذا الصيف الاحرف الضيق الذي غزانا فيه الموت حتى كدنا دائما نموت في كل مرة ولا نموت لنبقى كالكلاب الضائعة دون قدرة على البكاء ولا ردة فعل .اسرائيل.
امة وسخت التاريخ و وسخت الحضارة ووسخت الانبياء …ووسخت الغرب .
وهي على مشارف ديارنا ,
اعلامها ترفرف على اراضينا .
من طائراتنا باموال بترولنا ونفطنا .
وتجد دائما اوساخ ارض اكثر اتساخ منها ليقولوا حزب الله افسد اللعبة وافسد السياسة وافسد التاريخ وجاءهم بنبا الدمار.
لم يعد هذا الاسير حتى اسيرا الا لهذا الكره الذي اختزله على مدى الفي سنة .
لم يعد اكثر من اسير الى العدم يحملنا معه الى العدم .
فلا بناء بجانبه يقف . ولا امن ولا امان ولا سعادة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا شئ الا قتل الاطفال .
كانت ايران تسير الى جانب الامم. بعد ان خرجت من محنة حربها على العراق . كانت تسير حتى الى مراجعة ثورتها .
مجموعات من الاصلاحيين خرجوا من داخلها بافكار تريد اعادة ايران الى حلقة الوفاق الاممي . كاد جرح الحرب ان يندمل وكنا نعيش في نهاية التسعينات على وقع مشاركة ايران في كاس العالم شبابها اذاك بدا يبحث عن ذلك الامتداد الى الشعوب الاخرى.
وكنا نعتقد كالبهاليل ان اسرائيل امضت معاهدة سلام مع ياسر عرفات .
ولكنهم كانوا يحفرون للحرب . زرعوا الضفة الغربية بالمستوطنات فتكون جيل جديد من المقاومة تحت راية الاسلام .
وبالمقابل اطلق بوش لعنته المشهورة حول محور الشر .
وجاء الى العراق مدججا بمائتي الف جندي بعد ان اباد الامم المتحدة ودفنها تحت اقدام دباباته.
فماذا تريدون ان يحدث غير الحرب .
وهذه الانظمة التي سطرت ستراتيجية للسلام منذ ما يزيد على ثلاثين سنة لم تتفطن الى ان المعادلات الامنية في المنطقة تغيرت وان امريكيا هي اليوم لها حدود مع سوريا والسعودية وايران . وتركيا
وان هذه الدولة الجديدة بعد ان قامت باحتلال العراق من يعطي ضمانات انها سوف لن تحتل الاراضي السعودية والبحرين وعمان والاردن وتركيا وحتى ايران ؟؟؟؟
ماذا تريدون من ايران ان تفعل وبجانبها تننين جاء ليبتلع المنطقة .
واذا اجبر الفلسطينيون واللبنانيون الذين اهانتهم اسرائيل وتهينهم وتجرهم الى مواجهة لا حول لهم ولا قوة .
اين المشكلة اذا استعانوا بايران وتحالفوا معها .
حتى وان امضى العرب جميعهم بايديهم واقدامهم معاهدات سلام مع اسرائيل فان اسرائيل لن تمضي في السلام الا بعد ان تتخلص من كل من يعارضها ولا يتفق مع مشروعها الذي يتلخص في ان نتحول جميعنا الى عبيد يركعون عندما تمر اقدام يهودية فوق دواميس هزيمتنا. بعد ذلك ربما كما جاء في القران سنحضى بشئ من رضاهم .
ساقول لكم اذا ما بقيت ايران في مواجهة الامريكان .واسرائيل . فان كل الشعوب العربية ستذهب مع ايران .
واذا خرجت ايران لا قدر الله فان كل العرب سيذهبون لشافيز اواية دولة اخرى لتسليحهم واقامة حرب مع اسرائيل حتى وان كانت تلك الحرب ليست حربهم مائة بالمائة.
لينام تجار النفط . لم يبق في الديار الا هم . وبما انهم ارادوا ان يظلوا وحدهم في عزهم الافتراضي . فان كل العرب والمسلمين سياخذون طريق المواجهة .وسيتركونهم وحدهم حتى يتسنى لهم استهلاك ثرواتهم وحدهم في مقاصيرهم وبين غلمانهم وربما حتى غلمانهم سوف يتركونهم وحدهم .وبعد ان ينفض عنه الخلق عليهم ان يصبوا النفط والذهب وكل الخردة التي يشترونها في مؤخراتهم ويناموا الى الابد.
الامجد الباجي
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 10/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري : كاتب عام جمعية الوفاء و كاتب
المرحلة الحاسمة و الدقيقة مكنت بوضوح حزب الله من تغيير الأذهان و قلب الموازين لصالح العرب والمسلمين بفضل الله تعالى
أواصل الكتابة حول جهاد حزب الله في لبنان و نضال المقاومة الإسلامية اللبنانية و جهود الحكومة اللبنانية المتضامنة و الرائعة و أركز أولا على المواقف الرائـعة و النضال المشوق لرموز حزب الله و لرجال المقاومة الإسلامية التي أعطت دروسا بليغة للعدو الإسرائيلي الذي كان يعتقد أنه لا يهزم و لا يقهر,
هزيمة العدو الصهيوني واضحة
و قد حصل له ما يحصل لمجرم خطير في حومة أو قرية ما يصول و يجول و يرعب المتساكنين و إذا بشبان الحومة ذات يوم يضربونه بالحجارة و تدمى رجليه و يديه و يفقد رجولته و تزول مهابته و ينحط قدره و يصبح مهزوما في الحومة و ينعت عند الشبان بالجبان تلك الصورة تنطبق على العدو الصهيوني الذي هزم و في طرف 30 يوما خسر أكثر من 105 قتيلا من بينهم 65 جندي و ضابط و أكثر من 28 دبابة و 3 مروحيات و 3جرافات و أكثر من الف جريح و تدمير كبير في البنية و العتاد العسكري و المنشاءات المدينة و أماكن السياحة زيادة على إدخال الرعب الشديد على الشعب الجبان اليهودي الذي كان يتلذذ و يفرح بقتل المسلمين الأبرياء في لبنان و فلسطين من الطفال و النساء و العزل و المدنيين و اليوم جاء دورهم و عليهم أن يتجرعوا كأس الحنضل المر و يذوقوا الرعب و الخسارة والموت و الدمار كما فعلوا في فلسطين و في صبرا و شتيلا و لبنان و صور و قانة مؤخرا هذا من الناحية الجهادية لحزب الله المتوكل على الله و المحتسب لله و المنتصر بفضل الله, والمجاهد في سبيل الله.
قادة العرب قبل شهر كانوا في خندق
و عاشوا في بروجهم و قصورهم و أوهامهم أن إسرائيل لا تهزم و بعضهم كان يتصور أن المقاومة لا تقدر و لا تستطيع المجابهة أكثر من أسبوعا واحدا و تفشل هذا تصورهم وأحدهم قال للنظام الصهيوني متى تقع إراحتنا من الإرهاب…. واحدهم قال نرجوا إزالة خطر حزب الله..
فأجابهم صوت الحكمة و العقل وبعد النظر صوت الإيمان بالله , صوت الواثق بالنصر من الله العزيز الحكيم …قال لهم عار عليكم يا حكام العرب لن تنفعكم أمريكيا و لا إسرائيل و لن يدوم الكرسي لكم.
كونوا رجالا يوما واحدا في التاريخ بعد هذا الخطاب الصريح الواضح الشجاع و بعد أن أدركوا أن السحر إنقلب على الساحر أعني عن اليهود . و إن موازين القوة أصبحت في صالح المقاومة الإسلامية و إن المعارك البرية الميدانية هزمت العدو و تقهقر فيها العدو الصهيوني وبعد أن أدركوا أن كل القوى الحية في لبنان متظامنة و متناغمة و منسجمة مع بعضها البعض كل الطوائف في كلمة واحدة , كلهم مع حزب الله كلهم مع المقاومة كلهم مع القائد
الشيخ العلامة حسن نصر الله نصره الله
كلهم مع حكومتهم برآسة الأستاذ فواد السنيورة كلهم مع المجلس التشريعي و رئيسه الموقر نبيه بري الرجل الوقور ، كلهم مع رئيس الكتلة البرلمانية السيد سعد الحريري و كلهم مع الميشال عون و مع الشعب اللبناني المسلم السني و الشيعي و المسيحي و الدرزي كلهم يدا واحدة و صفا واحدا , و عندما شعر قادة العرب بتلك القوة و الانسجام و الوحدة تراجعوا فورا و الحمد الله و تحركوا و قرروا عقد قمة لوزاراء الخارجية العرب في لبنان يوم 07 أوت الجاري و حضروا جميعا و شهدوا الدمار الحاصل من طرف العدو الصهيوني الكيان الذي مازلت بعض الدول العربية مع الأسف معترفة به و بعد خطاب رئيس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة الذي بكى و تأثر و أبكى 300 مليون عربي من الشعوب العربية و كل من له في قلبه رحمة و شعور و شعرة سيدنا علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه وقتها تحركوا و إستجابوا لقرارت لبنان و شروطه السبعة و تم الاختيار السيد الأمين العام للجامعة العربية ووزيرا الخارجية لدولتي قطر و الإمارات العربية للتحول إلى الأمم المتحدة و حضور مداولات مجلس الأمن و العمل على تعديل مشروع القرار الأمريكي الفرنسي الذي كان في صالح الكيان الصهيوني و اليوم هناك نية. لعقد قمة عربية طارئة بالمملكة العربية السعودية بمكة المكرمة
بمبادرة من خادم الحرمين الملك عبد الله آل سعود بعد مرور 30 يوما على الحرب بين لبنان و الكيان الصهيوني وقد اقترحت يوم 4 أوت 2006 في المقال الخامس عقد القمة العربية قبل يوم 10 أوت الجاري الموافق ليوم 16 رجب الجاري 1427 هجري أي قبل يوم 26 رجب التي تصادف ليلة
الإسرى و المعراج الليلة الخالدة الشريفة التي أسرى فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أعتقد أن النية تتجه لعقد القمة العربية من أجل حفظ ماء الوجه من جهة و من جهة أخرى لتدارك ما فات من تصريحات و مواقف ضعيفة و فتاوي في غير محلها ، و عسى الله أن يجمع شملنا في القمة المنتظرة و نكفر على ما حصل من تخاذل و ضعف ووهن و خوف من أمريكا و في الحقيقة الخوف على الكرسي وهي حسابات غير دقيقة و كلها تصب في صالح الكيان الصهيوني الذي سعى لبث الفتنة بين المسلمين و سعى لبث البلبلة في صفوف السنة و الشيعة و لكن و الحمد الله كان الإيمان أقوى و الإسلام أعظم و أبلغ و لم تفل دعاية العدو اليهودي في صفوف المسلمين و نرجوا أن تأخذ القمة العربية قرارات هامة شجاعة منها بالخصوص قطع العلاقات مع العدو الصهيوني من طرف مصر و الأردن و مورتانية الذي لها تطبيع مع العدو الصهيوني و سفارات في الدول الثلاثة ، و كذلك غلق مكاتب الاتصال و التجارة في قطر و المغرب و ربما تونس إذا كان مازال المكتب مفتوحا بعد قرار غلقه في القمة الماضية كذلك أخذ قرار ثوري حول قطع النفط على الغرب و الدول المؤيدة للكيان الصهيوني و في مقدمتها أمريكا المغطرسة الطاغية التي ظهرت على حقيقتها ضد الأمة العربية و كما تم عام 1973 في عهد الملك فيصل آل سعود رحمه الله قطع النفط بدعم من الزعماء العرب و في مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة و الرئيس هواري بومدين و صدام حسن.
شجاعة رئيس فنزويلا لامثيل لها
مهما كان الموقف العربي المنتظر إذا كتب الله النجاح للقمة و أخذت قرارات شجاعة كما أسلفت فإن السبق كان للرئيس شافيز رئيس دولة فنزويلا رجل الشجاعة و الإقدام و الغيرة على العروبة و الإسلام وهو مسيحي و لله في خلقه شؤون الرجل دوره فاعل و حاسم و كان على غاية من الوضوح ضد الظلم و ضد الهيمنة الاستعمارية و ضد طغيان أمريكا و ضد إسرائيل و ضد الاستعمار الجديد للغرب بقيادة أمريكا حقا إنه موقف رجولي أعطى به درسا بليغا لقادتنا الأفاضل النائمين في سبات عميق فهل من إفاقة وهل من وقفة حازمة وهل من صوتا يعيد الكرامة لشعوبنا العربية وهل من موقف موحد ضد إسرائيل و حليفتها أمريكا هذا ما سوف نراه في الأيام القليلة القادة و قبل 15 أوت على أقصى تقدير إن شاء الله .
مصيرة الاحتجاج التي تمت في فرنسا
تضامنا مع الشعب اللبناني و شارك فيها اللبنانيين و العرب و الفرنسيين مساء يوم 09 أوت الجاري و قال مواطن فرنسي في سن 60 إن حزين لموقف بلادي و أشعر بالعار تجاه ضعف موقف فرنسا هذا ما قاله مواطن فرنسي ماذا نقول نحن العرب هل نستطيع أن نقول في بلداننا و نصرح مثل هذا التصريح بهذه الحرية و الصوت المرتفع لا و الله الكبت الإعلامي والخوف دائما وراء الرأي الحر
قال الله تعالى و تلك الأيام نداولها بين الناس صدق الله العظيم.
فتحية إكبار و إجلال لرجال المقاومة الإسلامية و إلى القائد حسن نصر الله
و تحية تقدير للشعب اللبناني الصامد العربي المسلم الشيعي و السني المسيحي و الدرزي
و تحية وفاء للرئيس لمين لحود و تحية إجلال لرئيس المجلس التشريعي نبيه بري ، و تحية احترام لدولة رئيس الحكومة السيد فؤاد السنيورة و إلى أعضاء مجلس النواب و إلى الأمام والله معكم ناصرا و مؤيدا و معينا
قال الله تعالى أن ينصركم الله فلا غالبا لكم صدق الله العظيم.
ملاحظة هامة نشكر من الأعماق قناة الجزيرة على ما تقوم به هذه الأيام من تغطية كاملة للحرب الدائرة بين المقاومة و الكيان الصهيوني و من رفع المعنويات لأمتنا العربية و أشكر قناة العربية على الدور الهام الذي تقوم به أما قناة المنار فحدث و لا حرج كانت سباقة و من الصميم أشكر موقع الأنترنات تونس نيوز على ما يقوم به هذه الأيام من مساهمات إيجابية هامة لذكر الحقائق و إنارة السبيل للرأي العام العربي و خاصة في ما يخص توضيح مواقف بعض الأقلام الحرة التي وجدت ضالتها في موقع الأنترنات تونس نيوز والله ولي التوفيق.
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري : كاتب عام جمعية الوفاء و كاتب مقالات
السلام علي الابطال
السلام علي القائد العربي الباسل المؤمن السيد حسن نصر الله السلام علي المجاهدين الابطال والشهداء الابرار السلام علي المظلومين الاحرار في فلسطين ولبنان
مرة اخري يسطر الشعب اللبناني البطل بكل فئاته وطوائفه ودياناته ملحمة بطولية ووحدة وطنية قهر بها آلة الحرب الصهيونية وواجه بها الغطرسة الاستكبارية لمحور الشر امريكا واعوانها من الغربيين والعرب المتخاذلين. ان ما يقترفه العدو الصهيوني من فتك بالابرياء والعزل من الاطفال والشيوخ والنساء لهو وصمة عار علي جبين هؤلاء الاشرار وحماتهم ادعياء حقوق الانسان ومدعاة لكل احرار العالم للوقوف في وجه الاستكبار والدعوة الي مناهضة الصهيونية عدوة الانسانية. ان واجبنا في تونس ان نقف بوجه طغيان امريكا وعدوانها وان نقطع الايادي الصهيونية اين ما كانت علي كامل ارضنا. لقد وقف اهلنا ومنذ بداية العدوان الصهيوني علي لبنان حكومة وشعبا الي جانب الشعب اللبناني ومقاومته البطلة وسارعت كل القوي الوطنية الي جمع التبرعات وتنظيم المسيرات الشعبية وعقد الندوات دعما لاخوانهم في لبنان. اننا نثمن المواقف القومية والوطنية للسيد زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية ونبارك العمل الرائع للسادة المسؤولين في الاتحاد العام التونسي للشغل والاخوة في التجمع الدستوري الديمقراطي والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة القوميين العرب الجناح الناصري ومناضلي حزب العمال الشيوعي لنصرة الشعب اللبناني ودعم المقاومة التنديد بالاعمال الوحشية التي تقترفها امريكا علي امتداد وطننا العربي في العراق ولبنان وفلسطين. لقد اصبحت المقاومة الاسلامية في لبنان اليوم تمثل الخط الامامي للدفاع عن الشعب العربي والامة الاسلامية. ان العدو الصهيوني وجد في ارضنا ليقتلنا جميعا ولينهي وجودنا العربي الاسلامي. لهذا لزام علي الحركة الوطنية في بلادنا الالتزام بوحدة الصف ونبذ الفرقة والابتعاد عن اعداء الامة والوطن. نتوجه باحر التعازي الي شعبنا العزيز في لبنان والي المجاهدين الصامدين والي جميع القيادات الروحية والسياسية راجين لهم النصر والثبات. عاش لبنان حرا مستقلا
السيد عماد الدين الحمروني جمعية اهل البيت الثقافية تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 10 أوت 2006)
مشاهد من وراء خطوط النار
(الجزء الثالث)
المشهد الأول : فتاوى على الهواء، هواء رمادي مسموم، و من وراء القصور وبجانب المكيفات وتحت رداء السلطان تدخل علينا بيوتنا دون استئذان، تفيد لمن سأل عن دم البراغيث ينقض الوضوء أم لا! أو لمن تعثر في ترقيع صلاته أو من أخطأ وجهة محرابه… أن المقاومة شيعية، والشيعة روافض، والروافض كفرة يستحقون المشانق ومحاكم التفتيش، وبوش و أولمرت من أهل السنة والجماعة، من أهل الفرقة الناجية ولو على طائرة تهلك الحرث والنسل أو على متن دبابة تبث الخراب والموت… أن الشيعة يؤمنون بأحقية علي بالخلافة، في حين أن بوش وأولمرت يعتقدون في أفضلية أبي بكر وعمر وعثمان…وفي خلافة آخرين وأبنائهم، حتى أصبح الخلفاء الراشدون بالحفنة في هذا الزمان ورضي الله عن الجميع… أن الشيعة من أهل الشريعة يؤمنون بقطع الأيدي والرؤوس، خاصة عندما يقاومون دفاعا عن أرضهم وعرضهم، وبوش وأولمرت من أهل الحقيقة، من متصوفة هذا الزمان الذين دخلوا كهوفه وأطفئوا الأنوار وأخذوا في الجدب والتسبيح والترنيم على وقائع قرابين بشرية! أن الشيعة يسعون إلى تكوين هلال شيعي من المتوسط إلى الخليج، والجميع يعيش في ظلمة دون أقمار ولا أهلة ولا نجوم، سوى نجمة داوود تضيئ للبعض الطريق وتهدي البعض إلى عناوين الظلام
المشهد الثاني : سلطان في حاشيته وعلى عرشه يعلن للملأ أنهم لن يحاربوا من أجل لبنان ولا أهل لبنان، فالمقاومة مغامرة والمغامرة مقامرة ورهان على فراغ ومن فعلها فهو أدرى بها ويتحمل مسؤوليتها فلن نحارب من أجل طيش الشباب… وزير وحاشية وعمامة يطمئن الجميع أن بلاده التي تسبح على بحر من نفط وغاز لن تستعمل ثروتها البترولية التي أنعمها الله عليها وعلى أبنائها من أجل أبناء الجيران، لن تكون سلاحا لإيقاف العدوان حتى إن تفحمت أجساد الصِّغار ونال الصَّغار الشيخ والعجوز… طمأنة في محلها وبدون مقابل بأن لا ينشغلوا بحدودهم الأخرى فهي محروسة ولا ينالها نصب وليوجهوا كل قوتهم وطاقاتهم نحو العدو المشترك… المقاومة ولا غير المقاومة… حتى لا تتم العدوى داخل الديار وينهار النموذج خارجا قبل أن يدخلوا عليهم من كل باب… الرسالة وصلت والتهاني لحقتها، غير أن ساعي البريد أخطأ العنوان…
المشهد الثالث : أولمرت يشيد بمواقف بعض البلدان العربية… شهادة ونيشان يجب أن يحمله هؤلاء في كل لقاء مع الجماهير ومع غيرها… شهادة على ميلاد أحلاف السواد والطعن في الظهر وهزيمة منظومة قيم النصرة والأخوة والوفاء… شهادة ميلاد حلف غير طبيعي وغير موضوعي لا يجمعه غير الظلام والسواد… كلمات أولمرت كلمات باطل وصيحة لعلها اليوم في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح فلعلها غدا تذهب بالأوتاد! بقلم : مواطــن يمكن مطالعة المزيد من خواطر ” مواطن ” على موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
(المصدر منتدى نواة تت الور بتاريخ 10 أوت 2006)
رأي :عكس ما تزعم «النساء الديموقراطيات»:
الإسلام أنصف المرأة في مجال الميراث وخصّها بمكانة متميزة
بقلم: عبد الرزاق الشعباني
تحاول بعض الاصوات المتطرفة، من اقصى اليمين الأصولي الى اقصى اليسار المنقطع عن أصوله الحضارية اقناعنا بأن الاسلام خصص للمرأة مكانة دون مكانة الرجل، لكن الواقع غير ذلك اذ تحظى المرأة في الاسلام بمكانة متميزة فقد نظر اليها الدين الحنيف باعتبارها كائنا كامل الانسانية مثلها مثل الرجل. يقول الله تعالى في الآية الاولى من سورة النساء «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا» (صدق الله العظيم) فالنفس الانسانية واحدة ذكرا كانت أو أنثى. ومن الهدي النبوي قوله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء» (رواه البخاري)، وقوله ايضا عليه الصلاة والسلام «ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء» (كنز العمال، حديث رقم 45346). فالمرأة مساوية للرجل في القيمة الانسانية لا تفاضل بينهما الا بمقدار ما يقدم كل منهما من نفع للمجتمع والانسانية قاطبة. وما لا تعرفه أو ربما تتجاهله «المناضلات» المنضويات تحت لواء ما يسمى بمنظمة «النساء الديمقراطيات» هو أن المرأة في الحضارات السابقة للاسلام كانت تحرم من حقوقها منها حقها في الارث حتى لا ينتقل المال بزواجها الى بيت الزوج، وكان هذا الإرث ينحصر في الابن الاكبر فلما جاء الاسلام اعطى المرأة حقها في إرث والديها وأقاربها وجعله نصيبا مفروضا لها. والآية الكريمة «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين» (النساء11) واضحة، قطعية الدلالة ومن القواعد المعروفة في التعامل مع النصوص الدينية ان ما سبق له الكلام وكان صريحا فهو دلالة نص بمعنى انه قطعي، والعمل بنقيضها الى المس بالعقائد والتشكيك حتى في أصل الدين وعدل الشارع.
ولذلك فإن ما تدعو اليه ما يسمى جمعية «النساء الديمقراطيات» من «تسوية» في الارث تلغي مبدأ «للذكر مثل حظ الأنثيين» هو في الحقيقة تعمد خروج عن النص، وهو يبين الجهل بأن النظر في الاحكام له ضوابطه بحيث لا يتأتى لمن هب ودب اذ ان القراءة من خارج النصوص تفضي بالضرورة الى الخلط والى اتباع الهوى، فالأولى أن نجمع بين القراءة من الداخل ومن الخارج بمعنى أن نستخرج الاحكام استنادا الى الدلالات وما يقتضيه عموم اللفظ، فضلا عن أن هذه الدعوة تصطدم بالواقع وبما يرتضيه الناس، أو كما يقول الحقوقيون وفقهاء القانون يتناقض والتفكير العام.
والمجتهد المنصف هو الذي يميز بين الثابت والمتحرك، وبين ما يجوز تأويله وما لا يجوز، وقد توفق الى ذلك المشرع التونسي عند صياغة فصول مجلة الأحوال الشخصية عندما استند في كل احكامها الى ثوابت الدين الاسلامي الحنيف، وقد جاءت التنقيحات أو الاضافات الرائدة التي أقرها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي مسايرة لهذا المنهج في احترام الثوابت دونما اغفال ما تقتضيه روح العصر ومتطلبات الحداثة وكانت نتيجة اجتهاد جماعي صحيح.
فالعملية الاجتهادية اذن هي عملية منضبطة بعيدة عن كل ايديولوجيا، لذلك فإن ما تقوم به بعض الحركات والتيارات السياسوية ومن بينها بالخصوص جماعة «النساء الديمقراطيات» هو سعي غير مبرر الى هدم منظومة مجتمعية متكاملة العناصر دونما موضوعية او اهداف ايجابية وانما لمجرد الاثارة والاحراج بعيدا عن الوفاء لموروثها الديني والحضاري.
ونفصل القول هنا في مقاصد الدين الحنيف من تقسيم الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين من خلال استقراء النصوص الدينية والمباحث الفقهية في هذا الباب الذي خصص له علماء الاسلام علما مستقلا بذاته هو «علم الفرائض» وكتبت فيه المؤلفات ومصنفات دقيقة من قبل الفقهاء المجتهدين. روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «العلم ثلاثة، فما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة» (رواه مسلم)، وقد خصصت جامعة الزيتونة لهذا العلم شهادة ماجستير مهني.
واذ تحاول «المناضلات الديمقراطيات» اثارة الشبهات حول أهمية دور المرأة في الاسلام، متخذات من التمايز في الميراث سبيلا الى ذلك، فهن لا يفقهن بكل وضوح أن توريث المرأة على النصاب من الرجل ليس موقفا عاما ولا قاعدة مطردة في توريث الاسلام لكل الذكور وكل الاناث. فالقرآن الكريم لم يقل «يوصيكم الله في المواريث والوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين» انما قال «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين» (النساء11).
يقول العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير عند تفسير هذه الآية «وقوله للذكر مثل حظ الأنثيين جعل حظ الأنثيين هو المقدار الذي يقدر به حظ الذكر، ولم يكن قد تقدم تعيين حظ الانثيين حتى يقدر به، فعلم أن المراد تضعيف حظ الذكر من الاولاد على حظ الانثيين منهم، وقد كان هذا المراد صالحا لأن يؤدي بنحو: للأنثى حظ ذكر، أو للأنثيين مثل حظ ذكر، اذ ليس المقصود الا بيان المضاعفة، ولكن قد أورث هذا التعبير لنكتة لطيفة وهي الإيماء الى حظ الأنثى صار في اعتبار الشرع أهم من حظ الذكر، اذ كانت مهضومة الجانب عند أهل الجاهلية فصار الاسلام ينادي بحظها في أول ما يقرع الاسماع قد علم أن قسمة المال تكون باعتبار عدد البنين والبنات» (التحرير والتنوير 4/257).
فالاسلام يحتم على الرجل القيام بأعباء الأسرة ومستلزماتها ويمكن للمرأة مشاركته في ذلك عن طيب خاطر وتفضل منها لكن دون اجبارها لأن ذلك يستوجب اجبارية عملها وهذا غير وارد في المجتمع الانساني اليوم على الأقل، وهي في كل ذلك تتصرف في مالها باختيارها كما هو الشأن في تونس اليوم.
إن الفقه الحقيقي لفلسفة الاسلام في الميراث، يكشف عن أن التمايز في أنصبة الوارثين والوارثات لا يرجع الى معايير الذكورة والأنوثة، وانما لما في الفلسفة الاسلامية في التوريث من حكم إلاهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين الذكور والإناث في بعض مسائل الميراث وحالاته شبهة على كامل أهلية المرأة في الاسلام، وذلك أن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات في ديننا الحنيف انما تحكمه ثلاثة معايير:
أولها: درجة القرابة بين الوارث ذكرا كان أو أنثى وبين المورث المتوفى، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث، وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين.
وثانيها: موقع الجيل الوارث من التتابع الزماني للأجيال، فالأجيال التي تستقبل الحياة وتستعد لتحمل أعبائها، عادة ما يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر وتتخفف من اعبائها وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات، فبنت المتوفي ترث أكثر من أمه، وكلتاهما أنثى، وترث البنت أكثر من الأب، حتى لو كانت رضيعة لم تدرك أباها، وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة للإبن والتي تنفرد البنت بنصفها، وكذلك يرث الابن اكثر من الأب وكلاهما من الذكور. وثالثها: العبء المالي الذي يوجب الشرع الاسلامي على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين، وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتا بين الذكر والأنثى، لكنه تفاوت لا ينجم عنه أي ظلم للأنثى أو انتقاص من انصافها، ففي حالة ما اذا اتفق وتساوى الورثة في درجة القرابة، اتفقوا وتساووا في موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال مثل أولاد المتوفي ذكورا وإناثا، يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث، ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين، وانما حصره في هذه الحالة بالذات، فقالت الآية الكريمة «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين».
وإن استقراء حالات الميراث ومسائله كما جاءت في علم الفرائض (المواريث) يكشف لنا عن حقائق قد تذهل الكثيرين عن افكارهم المسبقة والمغلوطة في الموضوع، فهذا الاستقراء لحالات الميراث يقول لنا:
أـ أن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل:
1ـ في حالة وجود اولاد للمتوفى، ذكورا وإناثا، (أي الاخوة اولاد المتوفي) 2ـ في حالة التوارث بين الزوجين، حيث يرث الزوج من زوجته ضعف ما ترثه هي منه 3ـ يأخذ ابو المتوفى ضعف زوجته هو اذا لم يكن لابنها وارث، فيأخذ الأب الثلثين والأم الثلث 4ـ يأخذ أبو المتوفى ضعف زوجته هو اذا كان عند ابنها المتوفى ابنة واحدة فهي لها النصف، وتأخذ الأم السدس ويأخذ الأب الثلث
ب ـ توجد حالات اضعاف هذه الحالات الاربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماما:
وهي مفصلة في كتب الفقه وفي فصول مجلة الأحوال الشخصية.
ج ـ وهناك حالات تزيد عن خمسة عشر حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل نذكر منها:
* المثال الأول: اذا مات الرجل وترك اما وابنتين وأخا، فلو ترك المتوفى 24.000 دينار مثلا لكانت أنصبتهم كالتالي: ـ الأم: 3000 دينار (الثمن) ـ البنتان: 16.000 دينار بحساب 8000 للواحدة (الثلثين) ـ الأخ: 5000 دينار (الباقي) وبذلك تكون الابنة قد أخذت اكثر من 150 بالمائة بالنسبة لميراث الأخ.
* المثال الثاني: اذا مات الأب وترك ابنة وأما وأبا وترك 24000 دينار: ـ فالابنة تأخذ النصف: أي 12000 دينار ـ والأم تأخذ السدس: 4000 دينار ـ والأب يأخذ السدس فرضا والباقي تعصيبا أي 4000 زائد 4000 دينار وبذلك تكون الابنة قد أخذت النصيب الأكبر.
د ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال، مثال ذلك:
اذا ماتت امرأة وتركت زوجا وأختا شقيقة وأخا للأب وأختا للأم، فللزوج النصف وللأخت الشقيقة النصف، ولا شيء للأخت للأب وللأخ للأم. وللتوسع يمكن الرجوع الى كتب الفرائض والى مجلة الأحوال الشخصية.
إن التكامل بين الجنسين اقتضته الطبيعة، وهو عين الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، فلماذا نعتبره مسا بكرامة المرأة ولماذا نعتبر حالات قليلة من عدم المساواة في الميراث بين الذكر والأنثى مسا بشخصية المرأة، والحال أن الدين الاسلامي امتاز باسناد المرأة كامل حقوقها وأباح لها الحلي والزينة دون الرجل. إن مجلة الأحوال الشخصية تكتسي في تونس أهمية بالغة وطابعا متميزا، اذ انها تجمع بين الأصالة والمعاصرة بين النقل والاضافة، وقد أثمر تطبيقها تأثيرا ايجابيا مباشرا على شخصية المواطن، رجلا كان أو امرأة، وعلى نمط حياته وتنظيم روابطه العائلية وقيمه الاجتماعية المادية منها والمعنوية، وحتى العاطفية، كما وطد أركان التوازن الاجتماعي.
كل هذه المعطيات واضحة وموثقة، لكن البعض من «المناضلات الديمقراطيات» تحاولن اختلاق «قضية» وهمية يركبنها على خلفية من الانبتات الحضاري واحتقار الذات لا شيء يبررها لكن مزايدتهن العقيمة لن تثني أحدا في تونس عن الافتخار بما حققته المرأة في بلادنا من مكاسب وما يحدونا جميعا من تصميم من أجل تعزيز ما تحقق من انجازات رائدة.
يقول سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال:
«وبعد مرور خمسين سنة على صدور مجلة الاحوال الشخصية بمبادرة تاريخية من الزعيم الحبيب بورقيبة، فإننا نؤكد مجددا حرصنا على المضي قدما في دعم المساواة بين المرأة والرجل. تلك المساواة التي أصبحت واقعا ملموسا غير قابل للتراجع بفضل السياسات الارادية التي انتهجناها والاصلاحات النابعة من إيماننا الشخصي ومن مبادئ ثبتناها في دستور البلاد.
فقد جعلنا من شراكتها مع الرجل في الاسرة وفي المجتمع أمرا محسوما بشكل نهائي، ومن تحملها للمسؤوليات العامة وحضورها في مواقع القرار، حقيقة لا جدال فيها. وبقدر ما نعتز بالمرأة التونسية ووعيها ووطنيتها ونضالها وبدورها في الكفاح ضد الاستعمار وبإسهامها في حركة التنمية، فإننا نعتز بالنموذج التونسي الفريد في هذا المجال بالنسبة الى محيطنا الحضاري والاجتماعي.
إنه لا معنى لدينا لحقوق الانسان اذا بقيت حقوق المرأة منقوصة، ولا معنى للتقدم والازدهار والاصلاح والتطوير إلا بالمرأة». (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 10 أوت 2006 )
صحف غربية: ثورات تنتظر الحكام العرب
حازم مصطفى- إسلام أون لاين.نت توافقت صحف ووسائل إعلام غربية على أن تداعيات العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، أيًّا كانت نتائجه، لن تقف عند حدود لبنان، وإنما سوف تمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها في ظل تناقض مواقف الشعوب العربية مع مواقف حكامها.
وأشارت إلى أن متغيرات جديدة هيأت مناخًا لنشوب ثورات في المنطقة، مع تصاعد أصوات المعارضة التي تشعر بعجز حكوماتها في وقت رأوا فيه مدى صمود جماعة صغيرة ولدت في قرى وأحياء لبنان الفقيرة أمام جبروت أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط. صحيفة “سوشيال وركر” البريطانية رأت أن “المتغيرات الحالية جعلت المناخ مواتيا أكثر من أي وقت مضى لنشوب ثورات واضطرابات داخلية بدول المنطقة، خصوصا الدول العربية، خاصة أن الحكام العرب يمرون بأضعف حالاتهم”، على حد قولها.
وذكرت الصحيفة في تحليل نشرته في عددها الصادر في 8-8-2006 أن “الأنظمة العربية تزداد ضعفا، في الوقت الذي يتصاعد فيه صوت الشعوب وحركات المعارضة.. والنتيجة هي أن الهوة الواسعة بين الحكام العرب وشعوبهم تنذر بتغيرات جذرية على الساحة العربية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش اللبناني لم يتدخل في الصراع الحالي، بينما تقود دفة المقاومة ضد إسرائيل جماعة حزب الله “تلك الجماعة التي ولدت في قرى وأحياء لبنان الفقيرة والتي استطاعت أن تقاتل أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط. وهو ما كشف ليس فقط عن غياب الدولة اللبنانية خلال شهر من العدوان الإسرائيلي ولكن أيضا غياب أي دور فاعل للنظام العربي الرسمي الذي وقف عاجزا في عيون الشعوب العربية عن اتخاذ مواقف قوية لحل الأزمة الراهنة”.
وقالت الصحيفة: “ملايين الشعوب العربية تستشعر عجز أنظمتها عن مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، وخلصوا إلى نتيجة: أن الحكام العرب جزء من الأزمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط”.
هذا الشعور جعلهم -بحسب الصحيفة- يلتفون حول مشروع المقاومة “ولا يعيروا أسماعهم إلى أي حديث عن نموذج أمريكي للديمقراطية في المنطقة، متسائلين: كيف يمكن الإنصات إلى ديمقراطية على النمط الأمريكي؟”.
وضربت الصحيفة مثالا قائلة: “في مصر مظاهرات يومية تدعم المقاومة اللبنانية من ناحية وتصعد معارضتها لنظام الرئيس حسني مبارك من ناحية أخرى. فخلال الأسبوع الماضي ردد المتظاهرون هتافات عديدة أبرزها.. تحيا لبنان وفلسطين.. واليوم لبنان وغدا مصر.. ويسقط حسني مبارك”.
ورغم قمع السلطات المصرية للمظاهرات فإن المتظاهرين لم يكفوا عن تنظيمها ليس فقط في العاصمة القاهرة وإنما في مختلف المحافظات والمدن الكبرى كالمنصورة التي شارك 20 ألفا من مواطنيها في مسيرات حاشدة وكذلك البحيرة.
الشرق الأوسط الجديد
وتشير الصحيفة من جهة أخرى إلى أن “ضعف نظام مبارك الذي يعد مهما بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لتنفيذ خططها بشأن ما تسميه (شرق أوسط جديد) ينذر بفشل مخططات واشنطن بالمنطقة العربية. فغالبية الشعب المصري تنظر بازدراء إلى نظام مبارك نفسه”.
وترى الصحيفة أن مبارك و”قططه السمينة -على حد تعبيرها- يقعون تحت ضغط ليس فقط حركات المعارضة وإنما أصوات معارضة من داخل نظامه مثل القضاة والمحامين والصحفيين الذين تحركوا ضد فساد النظام”.
وأشارت إلى أن الشعوب “بدأت تتخذ تحركات ضد الفساد السياسي والقمع، وهو ما ينذر بتغيرات سواء في مصر أو مكان آخر، خاصة الدول الخليجية التي تحكم أنظمتها قبضتها على الحكم دون أن تسمح بأي ممارسة ديمقراطية”.
وتوقعت الصحيفة تضامن حركات المقاومة وانتشارها بالمنطقة، مشيرة إلى أنه في غضون أيام من العدوان الإسرائيلي خرجت المظاهرات التضامنية في أقطار عربية مثل الأردن والبحرين وتونس والعراق ومصر.
الغضب الشعبي
وكالة “أسوشيتيد برس” بدورها رأت أن غضب الشعوب العربية المتصاعد إزاء العدوان الإسرائيلي وموقف الإدارة الأمريكية منه يواكبه إحباط شديد من جانب الحكام أنفسهم، خاصة في “الدول المعتدلة” الحليفة لواشنطن، وهو ما دفع المتظاهرين في مختلف الدول العربية “لتمجيد البطل الجديد الشيخ حسن نصر الله” في الوقت الذي تتصاعد فيه مشاعر السخط والغضب تجاه حكوماتهم العاجزة.
ونقلت الوكالة عن ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام قوله: “كل شعوب المنطقة اشتعلت غضبا منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق قبل أكثر من 3 سنوات، الإحباط كبير للغاية”.
وأكدت أسوشيتيد برس أن أكثر ما يقلق القادة العرب حاليا هو “أن يدفعوا ثمن موجات العنف الحالية”. وأشارت إلى أن المتظاهرين في مصر والأردن والسعودية استنكروا بشدة مواقف قادتهم الذين ألقوا باللائمة على حزب الله في تأجيج الصراع الحالي، ولفتت إلى أن متظاهرين بإحدى المظاهرات بالقاهرة “حملوا صورا للرئيس مبارك ورسموا على جبهته نجمة داود ولقبوه بعدو الشعب المصري”.
حالة الاحتقان السياسي على الساحة المصرية انعكست على عناوين الصحف المعارضة. فقد حملت صحيفة “صوت الأمة” على صدر صفحاتها عنوانا يقول: “النظام طعن اللبنانيين وأحرق المصريين برفع أسعار البنزين”.
ومع مرور نحو شهر على الحرب الإسرائيلية قتل 1090 شخصا على الأقل في لبنان، أكثر من 1000 منهم من المدنيين، و30% منهم أطفال، كما أصيب ما يزيد على 3570 بجروح، وشرد أكثر من مليون لبناني، ودمر قطاع كبير من البنية التحتية. أما على الجانب الإسرائيلي فقد قتل أكثر من 113 إسرائيليا، بينهم 77 جنديا. (المصدر: موقع “إسلام أون لاين.نت” بتاريخ 10 أوت 2006)
بدء المرحلة الثانية من الخطة الأمنية بمشاركة 6 آلاف عسكري أميركي …
مشرحة بغداد استقبلت حوالي ألفي جثة خلال شهر
بغداد – خلود العامري بمشاركة 5500 جندي اميركي وحوالي ستة آلاف جندي عراقي انطلقت أمس في بغداد المرحلة الثانية من الخطة الأمنية الجديدة (بغداد الكبرى أولاً) في محاولة للحد من أعمال العنف المذهبية، بعد فشل المرحلة الأولى من الخطة التي أطلقت في حزيران (يونيو) الماضي. على الصعيد الأمني أيضاً كشف تقرير جديد أن المشرحة في بغداد تلقت خلال تموز (يوليو) الماضي حوالي ألفي جثة وهو أعلى معدل تتلقاه منذ تفجير مرقد الامام العسكري في شباط (فبراير) الماضي. وأوضح مساعد مدير المشرحة الدكتور عبدالرزاق العبيدي ان نحو 90 في المئة من القتلى لقوا حتفهم في أعمال عنف في العاصمة، وأن معظم الجثث تعرض أصحابها للتعذيب فيما قتل بعضهم شنقاً أو ضرباً. وجاء في بيان للقوات الاميركية ان «المرحلة الثانية من الخطة الأمنية معاً الى الامام» ستعتمد على ستة آلاف جندي وشرطي عراقي و5500 جندي اميركي سينقلون من أماكن مختلفة الى بغداد». وقال الميجور جنرال جيمس ثارمان، آمر قوات التحالف في بغداد «علينا خفض مستوى العنف الى أكبر حد ممكن». وأوضح ان القوات الاميركية والعراقية العاملة في بغداد تمكنت منذ بدء المرحلة الأولى للخطة الأمنية من قتل واعتقال نحو 441 «مجرماً مرتبطين بفرق الموت». وشهدت بغداد امس انتشاراً واسعاً ومكثفاً للقوات الاميركية على الطرقات الرئيسية، وأقيم عدد من نقاط التفتيش على مداخل العاصمة ومخارجها، فيما أعلنت وزارة الدفاع ان الفرقة الرابعة في الجيش تسلمت قيادة العمليات والملف الأمني في محافظات كركوك وصلاح الدين والسليمانية. وأوضح مستشار وزير الدفاع معن الجبوري لـ «الحياة» ان الجيش العراقي تسلم الملف الأمني في ست محافظات هي: السماوة والناصرية وميسان وكركوك وصلاح الدين والسليمانية. وأكد مدير العمليات في وزارة الدفاع اللواء عبدالعزيز محمد جاسم لـ «الحياة» ان القوات الاميركية «ستباشر تنفيذ عمليات مشتركة مع الجيش العراقي في مختلف مناطق بغداد لفرض القانون»، لافتاً الى ان «آلية نشر القوات تعتمد على خطورة الوضع في هذه الأحياء». الى ذلك قال قائد قوات حفظ الأمن والنظام في بغداد اللواء مهدي صبيح ان وزارة الداخلية «وضعت آلية جديدة لنشر قواتها من الشرطة والمغاوير وفق متطلبات الخطة الأمنية الجديدة، منها دوريات مشتركة مع القوات الاميركية في أحياء الدورة والخضراء والعامرية».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 10 أوت 2006)
حوار بين كاتب كويتي وكاتب أمريكي حول حرب لبنان
في الحروب تتخذ الهزائم والانتصارات أشكالاً عدة. الهزيمة النفسية يأتي بها البعض سراعاً مستعجلين الهزائم الأخرى، آنفين من أي شيء عدا الهزيمة. النصر والهزيمة يُقاسان بحسب القدرة. في فيتنام محا الأمريكيون البلد، لكنهم انهزموا. هزيمة القوى الكبرى تتخذ صيغا متعددة. ونوع الهزيمة التي يمكن أن تتعرض لها إسرائيل في عز قوتها وجبروتها له مقاس خاص. فلجيشها الذي تعود أن يضرب ولا يتلقى الضربات معيار خاص للنصر والهزيمة. ولمدنها المحمية المصانة عن أن تمسها جيوش العرب الرسمية معيار خاص أيضا للمنعة أو الهشاشة. ولجمهورها الآمن عن أي حرب يقوم بها جيشه خارج الحدود معيار خاص للشعور بالتفاخر والحماية. وفي نهاية المطاف لو كانت المسألة برمتها حسابات أرباح وخسائر بالأرقام، لما نشأ وتطور علم كامل من علوم الحرب اسمه الحرب النفسية
يجب ألا يقود هذا بالطبع إلى التقليل من حجم الخسائر التي حلت بلبنان، شهداء وجرحى وتدمير همجي ووحشي من قبل جيش عنصري. بل أبعد من ذلك يجب القول إن من حق النقاش الموضوعي أن توضع خطوة حزب الله في أسر الجنديين الإسرائيليين على طاولة النقاش والمحاسبة. لكن في نفس الوقت من حق ذات النقاش الموضوعي أن ينظر بعين التقدير العميق لما أحدثته المقاومة العنيدة من أثر في صفوف الجيش الإسرائيلي ودوائر صنع القرار فيه. ومن حق النقاش الموضوعي التساؤل عن صيغ الاستنكار المنتشرة لأن يكون هناك ثمة صمود ومقاومة في بقعة ما من بقاع هذا العالم العربي الذي تعود على هزائم الأنظمة؟ من حق الوجدان الشعبي العربي أن يستنشق دفقة أوكسجين تقول له إن الاستسلام لإسرائيل ولبطشها ليس قدراً. كما الأمر أبعد من أن يكون عاطفة وتعبيرات إنشاء كما يحلو لكثيرين رسم الصورة برمتها، فهي وقائع على الأرض ومعطيات ومقدمات ونتائج
على هوامش هزائمنا المتتالية مع إسرائيل تطورت “مازوشية” سياسية لا تغادر مربعات تعذيب الذات والاستمتاع بجلدها صباح مساء بأقسى ما يكون الجلد. وهكذا وفيما ينظر مراقبون محايدون إلى الصورة من بعد فيرونها بجلاء أكبر، يصر كثيرون من أبناء المنطقة على رؤيتها بعين مازوشية واحدة. وللتدليل على ذلك، وفي خضم أرتال المقالات التي كتبت ومازالت تكتب عن الحرب، قرأت مقالتين واحدة للكاتب عبدالله الهدلق نشرها في صحيفة الوطن الكويتية وأخرى للكاتب الأمريكي أندريز ستريندبورج نشرها في صحيفة الكريستينان ساينس مونيتور. الكاتب الكويتي لم يحمل حزب الله مسؤولية الحرب وحسب، بل أعتبره إرهابيا ويستحق أن يقتل أفراده حفاظا على هيبة إسرائيل. الكاتب الأمريكي حمل إسرائيل مسؤولية الحرب وأعتبر كل حروب المنطقة ناتجة عن عنصرية هذا الكيان ولمتابعة منطق “المازوشية العربية” لآخره أقتبس أدناه فقرات من المقالين بالنص الحرفي أضعها على شكل متتابع، كحوار، حول النقاط الأساسية المثارة حول الحرب
عبدالله الهدلق: “بدأ مثلث الإرهاب الدولي (حزب الله، سوريا، إيران) يعض أصابع الندم بعدما أدخل نفسه في مغامرة أكبر من حجمه ومواجهة أوسع من طاقته ومجازفة غير مدروسة. فكما أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم فقد أوحى شياطين الإرهاب في دمشق بمباركة من شياطين بلاد فارس في طهران إلى أوليائهم في حزب الشيطان المسمى زورا وبهتانا حزب الله فاندفع أغرار ذلك الحزب الإرهابي ودخلوا حدود دولة إسرائيل وقتلوا وأسروا غيلة وغدرا جنودا إسرائيليين ظنا منهم أن ريحهم التي هبت سريعا ومرت على شمال إسرائيل ستنتهي بسلام فما فتئوا حتى دمرهم إعصار إسرائيل بل دمر لبنان بأكملها..”.
أندريز ستريندبورج: ” أن أسر “حزب الله” لجنديين إسرائيليين إنما جاء كنتيجة مباشرة لاستمرار العدوان الصامت وغير المرئي لإسرائيل على لبنان، والذي لا يمكن فصله هو الآخر عن الصراع العربي – الإسرائيلي الممتد خلال ستة عقود. فمنذ أن سحبت إسرائيل قواتها من جنوب لبنان في مايو 2000 وهي تخرق بشكل يومي تقريبا “الخط الأزرق” الذي تراقبه قوات أممية، حسب تقارير الأمم المتحدة نفسها. وفي المقابل كان “حزب الله” واضحاً في بلورة عقيدته العسكرية التي تقضي بإطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل فقط كرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي تطول المدنيين اللبنانيين، أو استهدافها لقيادات “حزب الله”
عبدالله الهدلق: “يطالب قارون حزب الله وفرعونه الأكبر المدعو حسن نصر الله إسرائيل بالإفراج عن أكثر من الف سجين ومجرم وإرهابي (هكذا!) من معتوهي الحزب الإرهابي الذين صدرت بحقهم صحائف اتهام إسرائيلية وحوكموا أمام محاكم إسرائيلية وأتيحت لهم كل فرص الدفاع وضمانات العدالة، ثم صدرت بحقهم أحاكم عادلة استنفدت كل درجات التقاضي الثلاث، وأودعوا في سجون إسرائيلية اشبه بفنادق 5 نجوم… فهل يعقل في نظر المنصفين أو يستوي في ميزان العقلاء أن تتم مقارنة هؤلاء المجرمين والإرهابيين من أتباع حزب الله مع جنود إسرائيليين خطفوا غيلة وأسروا غدرا من مواقعهم العسكرية داخل دولة إسرائيل؟ وأن يطالب السامري حسن نصر الله بمبادلة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين والمختطفين غيلة وغدرا بمجرمي حزب الله والمخربين والإرهابيين؟”
أندريز ستريندبورج: ” من خلال خروقاتها المتعددة للحدود اللبنانية عملت إسرائيل على ترويع السكان المدنيين وتدمير الممتلكات الخاصة، فضلاً عن قتل المدنيين والتنكيل بهم. فعلى سبيل المثال قتل في شهر فبراير الماضي راعي غنم لبناني يدعى يوسف راحيل من قبل نيران الجنود الإسرائيليين عندما كان يرعى غنمه على الحدود بين البلدين. ولم تتردد إسرائيل في اغتيال خصومها على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن استمرار احتلالها لمزارع شبعا، ورفضها تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في الجنوب، ما ينتج عنه سقوط المزيد من الضحايا اللبنانيين. فأي سلام أجهز عليه “حزب الله”؟ لقد جاءت عملية أسر الجنديين الإسرائيليين التي نفذها “حزب الله” في سياق الصراع المتواصل الذي لا يمكن تناوله بمعزل عن الحقائق التي تعتمل في الأراضي الفلسطينية”.
عبدالله الهدلق: “لا أجد لفرعون حزب الله مثلا إلا كما قال الله تعالى عن فرعون موسى “استخف قومه فأطاعوه” فقد زين لهم الشيطان أعمالهم وبدأوا اللعب مع الكبار ولم يفيقوا من غفلتهم ويصحوا من سباتهم إلا على أعصار دولة إسرائيل وانتصارها لهيبتها، ذلك الإعصار الذي جعل إرهابيي حزب الله “صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية”، وأصابهم ما أصاب أعوانهم من إرهابيي حركة حماس الإرهابية في غزة قبلهم الذين أيضا أرادوا اللعب مع الكبار فحل بهم ما حل بثمود وأهلكتهم الطاغية”.
أندريز ستريندبورج:” بأي حق تتم مطالبة الفلسطينيين بالتزام الواقعية وضبط النفس؟ وبأن المقاعد الأمامية للحافلة محجوزة للرجل الأبيض؟ فعندما يرفضون الاعتراف بالمحتل والإقرار بتخلفهم العرقي، وعندما يقودهم الاحباط واليأس إلى العنف، ويهب بعض الجيران إلى مساعدتهم إما لأهداف سياسية، أو بحثا عن مثالية ما، نفاجأ بأن الغرب ينعتهم جميعاً بالمتعصبين والمتطرفين. ولعل المشكلة الأساسية التي تعوق فهم الصراع العربي – الإسرائيلي على نحو صحيح أننا تخلينا عن تحري الخطأ والصواب، وبتنا نبحث في المقابل عما هو واقعي وعملي. والحقيقة البادية للعيان أن إسرائيل بلد عنصري حتى النخاع بنيت على سلسلة متواصلة من الإجراءات العقابية والاغتيالات وشن الحروب ضد ضحاياها وحلفائها على حد سواء. وبالتالي فإن أي فهم حقيقي لجوهر الصراع لابد أن يقر بأن المشكلة ليست في هذه السياسة أو تلك، بل في إصرار إسرائيل على رفضها الاعتراف بإنسانية الفلسطينيين. وليس صحيحا أن “حماس” وحزب الله” تحركهما الرغبة في محو اليهود من الأرض كما يُزعم دائما، بل يحركهما شعور مرير بالظلم لا يمكن نسيانه أبداً”. مقالا الكاتبين ينطقان بالكثير الذي يغني عن التعليق المتروك لتأمل القارىء.
خالد الحروب Email: khaled_hroub@yahoo.com
(المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم9 أوت 2006)