الخميس، 1 مايو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2900  du 01.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  


حركة النهضة : تطالب برفع الوصاية عن حرية  الفكر والإعلام رسالة المُضربين عن الطعام إلى الشغالين في عيدهم تجديد ثالث لعريضة المساندة لصحيفة الموقف اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان   –  بــــيـــــــــــــان  – حزب العمال الشيوعي التونسي :بمناسبة عيد العمال العالمي: : بيـان الوحدويون الناصريون بتونس :بــــــــيان  الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية: بيـان السّـيـــادة للـشّعــــب فــي أفــق موعــد 2009 الانتخابــي:- الدفعة الثانية من الإمضاءات – الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان: برقيـــة مجموعة من الناشطين في  الحياة العامة تأسس جمعية مختصة في المجال الاجتماعي  تهدف إلى تجسيد حق الشغل: بلاغ يوميات الصمود 5 جامعة أريانة للحزب الديمقراطي التقدمي :دعـوة هيئة حركة التجديد بالمنستير :دعـوة الحبيب بسباس: بيان غرة ماي حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:نشرة الكترونيّة عدد 52  حزب العمّال الشيوعي التونسي :  نيكولا ساركوزي في تونس: زيارة تحت شعار ‘البزنس’ أوّلا  دار سيراس للنشردعوة:لحضور حفل توقيع وتقديم كتاب “بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدّعاية” للصحفي خالد الحدّاد إيلاف: ساركوزي ينهي زيارته إلى تونس محلل سياسي لإيلاف: ساركوزي كسب الكثير والثغرة بحقوق الإنسان سويس إنفو:صلاح الدين الجورشي ساركوزي.. مديح بلا حساب وصفقات بملياري يورو وصدمة للمعارضين القدس العربي: ساركوزي يغادر تونس وسط انتقادات علي تجاهله وضعية حقوق الانسان بها الحياة:أشاد بسياسات بن علي وقال إن تونس تمنع وصول نظام «من نوع طالبان» في شمال افريقيا … ساركوزي يربط بين الطّاقة النّووية والحرب ضدّ الإرهاب العرب: وصفوا تصريحاته بأنها “طعنة في الظهر” منظمات حقوقية تهاجم ساركوزي لدعمه الرئيس التونسي  الحياة: ساركوزي: النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي يجب أن لا يوقف الاتحاد المتوسّطي الحياة:ساركوزي أنهى زيارته تونس باتفاقات وصفقات فاقت بليوني يورو قصيدة للشاعر الأخضر الوسلاتي: كتاب الله  منتديات حوار الشباب 2008 : ما رأيك في المظاهر الدخيلة عنا (في اللباس وفي ممارسة العبادة و الطقوس)؟ عبدالحميد العدّاسي: إلى أهلي في تونس الحبيبة

عبدالحميد العدّاسي… تونس نيوز وموعد 30 أفريل 2008 عبد السّلام بو شدّاخ:كيف الاحتفال بيوم الشغل والعمل بين ثقافة الانبطاح و ثقافة الاصلاح على مرّ السنين البايس:( الجزائر) مشروع المكتبة العربيّة-الأمريكية الجنوبيّة إلى الإنجاز القدس العربي: افتتاحية “القدس العربي”الاتحاد المتوسطي وفرص نجاحه المحدودة الحياة:لماذا ينبغي أن تبقى «حماس» متطرّفة؟ العرب:المسلمون الإيغور والصين.. والهوية القومية- الدينية العرب:اعتزال خاتمي و«الطفولية اليسارية»!

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تطالب برفع الوصاية عن حرية  الفكر والإعلام

 

 
تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة التضييق على الإعلام الحرّ في تونس، بهدف خنق الأصوات الحرة وكبت حرية الإعلام مقابل إبراز القراءة الأحادية الرسمية للأحداث وللواقع في الداخل والخارج، الأمر الذي يفسّر اتساع  الحملة على الوجوه والمنابر الإعلامية المستقلة والمعارضة الجادة. فقد تعرضت اسبوعية الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي الى حملة ممنهجة من العراقيل والمضايقات والمحاكمات وقد عمد النظام كعادته الى توظيف الادارة والجهاز الامني والقضاء لاكراه الموقف على الاحتجاب  وكبت كل صوت حر او معارض في مقابل اغداق كل التشجيع والدعم والحماية للاعلام الحكومي وملحقاته واعلام الاثارة وتشويه المعارضين واستهدافهم ودفع عدد من الشركات لتقديم شكاوى ضد أسبوعية الموقف امام قضاء فاقد للاستقلالية في كل القضايا السياسية والاعلامية مما دفع اسرة التحرير ممثلة في الاستاذين رشيد خشانة ومنجي اللوز للدخول  في اضراب عن الطعام للمطالبة بوضع حد لكل هذه العراقيل والقضايا والخطايا وتحييد القضاء والادارة والبوليس عن نشاط الجريدة ومسالك توزيعها.       وحركة النهضة تذكر بهذه المناسبة ان  خيار السلطة خنق الاعلام واقصاء الاعلاميين سياسة قديمة ومستمرة  وفي اطارها حرمت عشرات العناوين  من الجرائد والقنوات الاذاعية والتلفزية من الحصول على التراخيص وفي اطارها يحرم اليوم المهندس حمادي الجبالي من اصدار جريدة الفجر بعد ان قضى ستة عشر سنة في السجن كما منعت جريدة البديل ومجلة كلمة وغيرها ونفي الصحفي والقيادي بحركة النهضة عبدالله الزواري الى الجنوب حيث يخضع لاقامة جبرية  اعتباطية وزج بالصحفي سليم بوخذير في السجن على اثر مقال نقدي كما حوصرت واغلقت كل المواقع الالكترونية المعارضة او المستقلة وقطعت الانترنات عن اغلب المعارضين ونشطاء حقوق الانسان وتضاعفت عمليات القرصنة ومراقبة تنقل الاخبار وقطع البريد الشخصي وسخرت السلطة لذلك الادارة وجهاز الامن والوسائل التقنية المتطورة  ولم يفتها كالعادة ان تمنع ما لا يقل عن عشرين دار نشر من المشاركة في معرض الكتاب بحجة مقاومة الفكر الاسلامي الاصولي. ولم تكتف السلطات بخنق الصحافة بكل أصنافها، بل تجاوزتها إلى عالم الكتاب. فبعد مصادرة ما يزيد عن 8 آلاف عنوانا في معرض الكتاب في تونس العام الماضي ، قامت بمنع 20 دار نشر من المشاركة في معرض الكتاب لهذه السنة بحجة واهية وهي ” منع الفكر الإسلامي الأصولي”، مغرقة المعرض بكتب الطبخ والسحر والشعوذة ، عدا عناوين محدودة من كتب التراث لذر الرماد على العيون. فقد حظرت كتابات ابن تيمية وابن القيم من القدامى… وكل كتابات رجال الفكر الاسلامي المعاصرين مثل أعمال الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ رمضان البوطي والاستاذ مالك بن نبي.. فضلا عن كتابات محمد وسيد قطب وسعيد حوى وحسن البنا وحسن الترابي وأبي الاعلى المودودي وأبي الحسن الندوي ومصطفى السباعي وتوفيق الشاوي وراشد الغنوشي وأحمد الريسوني ومحمد علي الصلابي وعياض القرني وفيصل مولوي وفتحي يكن ومنير شفيق والبشير نافع     ان هذا المشهد الاعلامي المظلم جعل بلدنا في اخر الترتيب العالمي في مجال حرية الاعلام والصحافة ودفع بعديد الكفاءات الاعلامية التونسية الى الهجرة بحثا عن منابر حرة تثبت فيها كفاءاتها وتبرز ابداعاتها وحسنا فعلت.    وامام هذا الاصرار الحكومي على التحكم في قطاع الاعلام  واسكات كل الاصوات والمنابر الحرة وقناعة منا بان حرية الاعلام والصحافة هي اولى الخطوات في طريق الديمقراطية وبدونها يكون الحديث عن الحرية محض ادعاء فان حركة النهضة    اولا  تستنكر بشدة ما تتعرض له اسبوعية الموقف واسرة تحريرها من صنوف العرقلة والتعجيز والاكراه على الاحتجاب كما تعبر عن كامل مساندتها لاسرة التحريرونضالها من اجل ايقاف هذه الحملة الشرسة .   ثانيا تطالب بوضع حد لهذا المشهد الاعلامي البائس الناجم عن امعان السلطة في السيطرة على كل وسائل الاعلام ووسائطه وتعتبر ان الاشراف عن هذا القطاع الاستراتيجي يجب ان يعود الى هيئة مستقلة حتى يقوم بوظيفته الوطنية بعيدا عن كل احتكار او اقصاء .    ثالثا  تجدد مساندتها لكل الاصوات والمنابر الحرة ومواصلة النضال من اجل حرية الاعلام وحرية الصحافيين وحرية كل التونسيين  تشجب بكل شدة ما تعرض له الكتاب في “معرض الكتاب” الاخير وقبله، من مذبحة رهيبة،وتدعو لرفع وصاية الاجهزة الامنية وزمرة الاستئصاليين العلمانيين عن عقول شعبنا ، وهو ما صرف الشباب الى ضروب مختلفة من الضياع والانتحار انصرافا عن كل نشاط جاد وإيجابي. ” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون” لندن في 1 مايو 2008 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي
 


رسالة المُضربين عن الطعام إلى الشغالين في عيدهم

 

 
أيها العمال، أيتها العاملات  نتوجه إليكم في اليوم السادس من إضرابنا المفتوح عن الطعام  لنحيي  نضالكم ونشد على أيديكم ونحن نخوض هذه المعركة من أجل حرية التعبير و الإعلام في بلادنا. فصحيفتنا “الموقف” تتعرض إلى هجوم شامل اتخذ أبعادا تجارية بمنع بيعها و توزيعها     و أبعادا مالية بالحجر غير المبرر من قبل المصالح الجبائية على حسابها المتواضع و بدفع مصالح صندوق الضمان الاجتماعي في نفس الاتجاه.  كما اكتسى كذلك أبعادا قضائية بجر المدير المسؤول على الجريدة و رئيس تحريرها إلى ساحة المحاكم في قضية مفتعلة بغاية إجبارها على الاحتجاب و استهداف المسؤولين عنها في أرزاقهم. إن هذا السعي لإخماد صوت “الموقف” إنما يأتي على خلفية التزامها بقضايا العدل الاجتماعي و مقاومة الفساد و إصلاح النظام السياسي و احتضانها لحملة الأستاذ أحمد نجيب الشابي من أجل التنافس الجدي على منصب رئيس الجمهورية، و هو سعي يندرج ضمن انتهاك واسع لمجمل حقوق و حريات التونسيين تمهيدا لإجهاض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. و نحن إذ أقدمنا على هذا الإضراب، رغم كل ما ينطوي عليه من أخطار، فإنما للتعبير عن عزمنا و إصرارنا على الدفاع عن “الموقف”  و من خلالها على حرية التعبير و الإعلام مهما كلفنا ذلك من ثمن.   أيها العمال، أيتها العاملات  نحييكم بمناسبة العيد العالمي للشغل، عيدكم، الذي تستقبلونه هذه السنة في ظروف صعبة تتسم بتدهور المقدرة الشرائية لعموم الشغالين و تراجع مستوى عيشهم و بفتك البطالة بمئات الآلاف من التونسيين و بعودة مظاهر الفقر المخيفة. و ما  نضالات الأساتذة و عديد القطاعات الأخرى وخاصة انتفاضة أهالي المناجم  إلا تعبير قوي عن رفضكم لهذه الأوضاع المتردية. نتوجه إليكم بهذه الرسالة القلبية لنجدد لكم وقوف جريدة “الموقف” إلى جانبكم في هذه الظروف الصعبة و لنؤكد لكم أن استهدافها إنما جاء أيضا لإسكات صوتكم لأنها ما انفكت تحمل لواء مطالبكم و تلقي كل الأضواء على أوضاعكم.  إن المجتمعات لا تنهض والأمم لا تسمو إلا بإعلام حر و صحافة موضوعية تتعهد قضايا المجتمع و تسائل الفاعلين فيه أيا كان موقعهم نصرة لقضايا الحرية و العدالة الاجتماعية         و الكرامة الوطنية. إن قضيتكم هي قضيتنا و إن حرية الإعلام في تونس هي خلاصنا معا فقدرنا أن نضع اليد في اليد لإعلاء شأن الكلمة الحرة وتحقيق العزة لتونس.    تونس في 1 ماي 2008   رشيد خشانة                                               المنجي اللوز رئيس تحرير الموقف                               مدير تحرير الموقف


 

تجديد ثالث لعريضة المساندة لصحيفة الموقف 1/ 5 / 2008

 على إثر التضييقات المستمرة التي تتعرض لها صحيفة الموقف التونسية، الناطقة باسم الحزب التقدمي الديمقراطي، نحن الممضون أسفله نعبر عن تضامننا مع أسرة الصحيفة ونطالب السلطات التونسية بوقف كل أشكال التضييق، التي تخالف كل القوانين والأعراف المعمول بها داخل تونس وخارجها. للانضمام لحملة التضامن مع جريدة الموقف، يرجى إرسال الإمضاءات على العنوان البريدي التالي: taharlabidi@free.fr ملاحظة * سيقع تجديد وتحديث هذه العريضة كل يومين ولا تغلق حتى يرفع الضيم عن زملائنا. الإمضــــــــــاءات بسام بونني / صحفي / قطر كمال العبيدي / صحفي / واشنطن الطاهر العبيدي / صحفي / باريس عبد الوهاب الهاني / حقوقي / جينيف محمد فوراتي / صحفي / قطر حسان الجويني / صحفي / بغداد غسّان بن خليفة / صحفي / مونريال جمال دلالي / إعلامي   /  بريطانيا صالح عطية / كاتب وصحفي / تونس Paris  / rédacteur en chef du magazine planète- jeune / Eyoum nangué حسن محمد الأمين / إعلامي ليبي / مشرف موقع ليبيا المستقبل قاردي زروقي / مؤسس موقع الحوار نت ومنتدياته / ألمانيا جوزيف غطاس كرم / كاتب لبناني / فرنسا عبد الله الزواري / صحفي / تونس د. فيوليت داغر / رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان / باريس د . هيثم مناع / الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان / باريس عبدالباقي خليفة / صحفي / البلقان صفوة عيسى / منظمة الحقيقة والعمل / سويسرا فريق تونس نيوز  فريق الموقع الإعلامي  للنهضة أنفو فريق موقع الحوار نت نجيب الحسني / محامي / تونس فتحي بالحاج  / موقع المسيرة / فرنسا فريق تونس أونلاين فريق موقع الفجر نيوز عقـيله بدر / مهندس / الولايات المتحدة الأمريكية الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى لجنة التضامن مع سجناء الرأي في ليبيا محمد طنيش / ناشط حقوقي / ألمانيا إياد الدهاني / مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي / باريس الحبيب العماري / حقوقي / ألمانيا منصف بوسحاقي/ مهندس / فرنسا بسام طريفي / محامي ﺴﺎﻟﻡﺧﻟﯿﻓﺔ / ﻧﺎﺸﻁ  ﺴﯿﺎسي/ الحزب الديمقراطي التقدمي  هيثم جماعي/ تونس الهادي بريك /لاجئ سياسي/ ألمانيا د.خــالد الطـــراولي [اللقـاء الإصلاحي الديمقراطي] محمد كوحلال /كاتب و باحت علماني حقوقي مستقل / المغرب عبدالحميد العدّاسي / الدانمارك  د.عمر الفاتحي / كاتب صحفي وناقد سينمائي / عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني / عبدالسلا م بوشداخ / مدير صحيفة المتوسط  المحظورة  بفرنسا كمال الغالي / كاتب وشاعر تونسي / باريس محسن الجندوبي / ألمانيا محمد الهادي الزمزمي / ألمانيا رشيدة النفزي / ألمانيا فيصل منتصر  / نقابي / باريس الطيب الجوادي  / أستاذ / أريانة رضا الرجيبي / طالب / فرنسا محمد بن احميدة / ناشط حقوقي ليبي / ألمانيا جلال الماطري / عضو بحزب الخضر / جينيف Katya LONG-GHANMI / جامعية / بروكسل إلياس غانمي / جامعي / بروكسل رياض الحجلاوي / دكتور في الفيزيا / فرنسا نايت ليمان / جمعية ضحايا التعذيب بتونس / جينيف  كمال الشعبوني / محامي عبدالله النوري/ من أسرة الحوار نت / ألمانيا أمية الصديق / المكتب الديمقراطي التقدمي / باريس


                            

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان

القيروان : 01 ماي 2008

–  بــــيـــــــــــــان  –

 

 
تخيّم على احتفالات العمّال في بلادنا بالعيد العالمي للعمال أجواء من الاحتقان والقلق المتنامي في ظل أوضاع اجتماعية واقتصاديّة تزداد تدهورا وسوءا وتتفاقم انعكاساتها المأسوية على عموم شعبنا، في وقت تصرّ فيه السلطة على نهج التفرّد بكل قضايا البلاد وتمعن في التّنكّر لكل الحقائق والأرقام المفزعة وتواصل التغنّي   ” بمعجزتها الاقتصادية ” وتستجدي الشهادات الأجنبيّة المشبوهة . ولم تفلح هذه السّلطة من خلال ” خياراتها ” الاقتصاديّة اللاشعبيّة ونهجها الأمني المتكلّس واعتمادها على الحلول التّرقيعيّة الظّرفيّة التي تؤجّل الأزمات ولا تحلّها .. لم تفلح هذه السّلطة إلاّ في تعميق مظاهر الأزمة المتفاقمة ، وتزايد أعداد المؤسّسات المفلسة وطرد عمّالها ، وانتشار أشكال التّشغيل الهشّة ، وازدهار الاتّجار باليد العاملة عن طريق شركات المناولة ، وتفاقم معضلة البطالة في البلاد لاسيّما في أوساط حاملي الشهائد الجامعيّة ، وتفشّي مظاهر الفساد والرّشوة والمحسوبيّة ، والعجز المتزايد للقدرة الشّرائيّة لأبناء شعبنا أمام غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني للأسعار مقابل جمود الأجور …             إنّنا في اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ نحيّي الشّغّالين في عيدهم العالمي في مثل هذه الظروف القاسية التي تحيط بهم وبكلّ البلاد فإنّنا ننبّه مجدّدا إلى ما يلي : 1- إنّ التّردّي المتسارع للوضع الاقتصادي والاجتماعي يتطلّب من كلّ القوى الفاعلة في بلادنا أحزابا ومنظّمات وشخصيّات وطنيّة الانتباه لخطورة تلك الأوضاع وآثارها القاسية على أبناء شعبنا 2- إن الاتّحاد العام التونسي للشغل مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى لتحمّل مسؤوليّاته الوطنيّة تجاه ما آلت إليه أوضاع العمّال وتجاه الحراك الذي تشهده بعض مناطق البلاد لاسيّما في منطقة الحوض المنجمي في قفصة .. حتّى لا تبقى هذه المنظّمة الوطنيّة مجرّد شاهد زور في ” مفاوضات اجتماعيّة ” تريدها السّلطة شكليّة تمرّر من خلالها خياراتها اللاشعبيّة .. 3- إنّ المدخل الحقيقيّ لمعالجة أوضاع البلاد الاجتماعيّة هو إقرار الحقوق الأساسيّة للمواطنين والمواطنات ومنها حريّة التعبير والتنظيم والاجتماع وممارسة النشاط النقابي والكفّ عن تجريم ممارسة هذه الحقوق .   وفي هذا السّياق لا يفوت لجنتنا الجهويّة لحركة 18 أكتوبر بالقيروان أن تحيّي الأخوين رشيد خشانة ( رئيس تحرير جريد الموقف ) ومنجي اللّوز ( مدير تحريرها ) بعد دخولهما في إضراب مفتوح عن الطّعام دفاعا عن استمرار جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي وعن حرية التعبير في تونس .. ونؤكّد أنّ هذا الإضراب بقدر ما يشرّف القائمين به فإنّه يمثّل إدانة لسلطة تضطرّ مواطنيها لهذه الأشكال القاسية من أجل الحدود الدّنيا من حقوق يفترض أنّها مضمونة في كلّ شرائع السّماء وقوانين الأرض .        اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان        المنسّق : محمود قويعة


 

حزب العمال الشيوعي التونسي بمناسبة عيد العمال العالمي: بيـان

أيتها العاملات، أيها العمال، تحتفلون يوم غرة ماي، مع سائر شغيلة العالم، بالعيد العالمي للعمال، الذي يخلد نضالاتكم ضد رأس المال وتضحياتكم من أجل حقوقكم، ويذكركم بوحدة مصيركم خصوصا في الظروف الحالية التي يستمر فيها هجوم طبقات رأس المال غير المسبوق على الطبقات الكادحة والشعوب المضطهدة، مُسْتَغِلَّةً فشل التجارب الاشتراكية للقرن العشرين وتراجع الحركة العمالية وحركات التحرر الوطني، وهو ما جعل أوضاعكم شبيهة بالأوضاع التي جدّت فيها أحداث غرة ماي 1886 التي أودت بحياة عدد كبير من العمال في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة قمع البرجوازية لاحتجاجاتهم على ظروف حياتهم ونضالهم من أجل تحسينها وتستهدف طبقات رأس المال في هجومها حقوق العمال ومكتسباتهم سواء كان ذلك في البلدان الرأسمالية المتطورة أو في البلدان التابعة، الحق في الشغل وفي حياة كريمة وظروف عمل إنسانية. كما تستهدف حقوق الشعوب، بما في ذلك حقها في الاستقلال وفي السيادة على ثرواتها وخيراتها، محاولة إرجاعها بكل الطرق، بما في ذلك عن طريق الحروب المدمرة، كما هو الحال في يوغسلافيا سابقا والعراق وفلسطين وأفغانستان والصومال، إلى وضع البلدان المستعمرة والمحميات الاقتصادية والمالية الواقعة تحت سيطرتها التامة. وفي ظل اختلال موازين القوى الراهنة لصالح البرجوازية الجشعة ووحوش الاحتكارات فإن الطبقة العاملة، قوة الإنتاج الرئيسية في النظام الرأسمالي الليبرالي المعولم، ستجد نفسها ولمدة أخرى عرضة لمزيد الاستغلال والقهر وهو ما يتطلب منها النهوض للمواجهة والنضال من أجل تحررها وانعتاقها وفتح آفاق جديدة لها ولكافة البشرية وهي تنهض فعلا وتتصدى في مختلف القارات للشركات الإمبريالية النهابة، كما تنهض الشعوب والأمم المقهورة في الوطن العربي (فلسطين والعراق ولبنان) وفي أمريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا حيث تسدد مقاومة الطبقة العاملة والشعوب ضربات قوية وموجعة للإمبريالية وعملائها. أيتها العاملات، أيها العمال، إنكم تلاقون نفس المصير الذي يلاقيه بقية عاملات وعمال العالم وخصوصا في البلدان التابعة فأوضاعكم لا تختلف في شيء عن أوضاعهم إن لم تكن أسوأ أحيانا. فكما تلاحظون ما تنفك المؤسسات تغلَق أبوابها وتلقي المئات منكم في الشارع لتعزيز جيوش العاطلين الذين، في ظل انسداد آفاق التشغيل، يعيشون الهامشية والفقر ويحرمون من أية حماية مادية واجتماعية. وأشكال العمل الهشة (عمل وقتي، عمل بالعقود، مناولة..) تتوسع على حساب العمل القار. وتزداد ظروف العمل في المؤسسات ترديا والمقدرة الشرائية تدهورا. والخدمات الاجتماعية (صحة، تعليم، نقل…) طالتها الخوصصة وأصبح لا يقدر عليها إلا أصحاب الثروة… فيما يمعن نظام بن علي في مزيد الارتباط بالخارج والخضوع لإملاءات البلدان الكبرى وصناديق النهب، ويخوصص المؤسسات ويبيعها بأبخس الأثمان للرأسماليين الأجانب أو لحفنة من ‘العائلات’ التونسية المتنفذة التي أثرت وتثري بطرق غير مشروعة مستَغِلة علاقاتها بقصر قرطاج ويستمر في الزيادة في أسعار مواد الاستهلاك الأساسية ويتعدى كل يوم أكثر على لقمة عيش الشعب ويعمق الفوارق الطبقية وبين الجهات. أيتها العاملات، أيها العمال، ماذا جنيتم من 20 سنة من ‘العهد الجديد’ غير الفقر والخصاصة والحرمان والبطالة والإحساس بالقهر والغبن؟ فأنتم محرومون من حرية النشاط النقابي داخل المؤسسات، ومن التضامن بعضكم مع بعض بعد أن ألغي سنة 1996 حق الإضراب التضامني، ومن حقكم في التعبير عن آرائكم ومن التنظيم السياسي والمشاركة في الحياة العامة وفي تقرير الخيارات الجوهرية للبلاد الداخلية والخارجية، ويجند نظام بن علي البوليس والشعب المهنية وأعوان الإدارة لقمع تحركاتكم وملاحقة العناصر الناشطة في صفوفكم، خصوصا أثناء الإضرابات والاعتصامات. وما كان لأوضاعكم أن تبلغ هذا الحد من التدهور لولا تواطؤ القيادات البيروقراطية للاتحاد مع نظام بن علي، هذه القيادات التي زكت اختياراته الاقتصادية والاجتماعية (خوصصة، تحرير الأسعار، رفع الدعم عن المواد الأساسية، زيادة الضرائب، تحوير قانون الشغل…) وقيّدت العمال والأجراء بـ’مفاوضات اجتماعية’ شكلية غالبا ما استغلها النظام للتعدي على مقدرتكم الشرائية وكانت دوما سندا للنظام في قمع الحريات العامة والفردية ودعم الحكم الفردي المطلق وتدمير المجتمع المدني وإعادة الرئاسة مدى الحياة رغم معارضة العديد من الإطارات النقابية لذلك. ويزداد الوضع سوء اليوم بسعي رموز البيروقراطية النقابية إلى تلهية العمال والنقابيين بالصراعات الداخلية من أجل تأبيد هيمنتهم على الاتحاد وهم يحاولون بكل الطرق التراجع في أبرز قرار اتخذه مؤتمر جربة وثبته مؤتمر المنستير الأخير لتكريس الديمقراطية الداخلية وهو قرار الدورتين، مستعملين أتفه الأسباب لطرد النقابيين وإقصاء كل من يخالفهم الرأي بدلا من العناية بالملفات الأساسية والمطالب الملحة التي تهم المقدرة الشرائية وحق الشغل والحريات النقابية… أيتها العاملات، أيها العمال، مصيركم بأيديكم فأنتم وحدكم القادرون على تحسين ظروف حياتكم والتخلص من قيود الاستغلال والقهر الرأسمالي ومن الاستبداد والظلم. إن الأعراف والحكومة ماضيان في الاعتداء على حقوقكم ومكتسباتكم وإذا لم تردوهما على أعقابهما فإنهما سيلحقان بكم مزيدا من الاستغلال والقمع والإهانة ولن يكون نصيبكم من اختياراتهما إلا مزيد الفقر والظلم والغبن. إنكم في أشد الحاجة اليوم إلى الوحدة ولكن خاصة للجرأة والخروج من اللامبالاة والاستكانة للدفاع عن حقكم في الشغل والتصدي للطرد الجماعي وأشكال العمل الهش والمناولة وآفة البطالة. كما أنكم في أشد الحاجة إلى الدفاع عن مقدرتكم الشرائية والمطالبة بتحسينها بالرفع في أجوركم حتى تساير نسق ارتفاع الأسعار، وعن مكاسبكم الاجتماعية وظروف عملكم المهددة باستمرار. ولكم في تجربة رفاقكم في الرديف وكافة مدن الحوض المنجمي المثال والأمل والدروس، لقد هبوا رغم كل المناورات والدعايات المضللة ورغم الحصار الإعلامي والبوليسي ليعلنوا رفضهم لواقع البطالة والفقر والمهانة وفرضوا حق الاحتجاج والتعبير والتظاهر مطالبين بحقهم وبحق أبنائهم في الشغل وبتحسين ظروف حياتهم وبتحرير الحياة السياسية والنقابية من هيمنة الحزب الحاكم وزبانيته ومن رموز الفساد البيروقراطي النقابي وفرضوا واقعا سياسيا واجتماعيا جديدا يفتح لهم أفقا واسعا لفرض إرادتهم ولاقتلاع تنازلات جدية لصالحهم ولصالح أبنائهم. إن النضال وحده يبقى هو الحل من أجل تحقيق المطالب وحماية الحقوق والمكتسبات. وقد أظهرتم في العديد من القطاعات أنكم تنهضون من جديد للنضال عبر الإضرابات والاعتصامات، فلا تترددوا في تطوير هذه الحركة والنسج على منوال تجربة الحوض المنجمي فضلا عن مزيد التعريف بها ومساندتها والتنبه إلى كل محاولات السلطة والبيروقراطية النقابية لإجهاضها واجعلوا من التضامن بعضكم مع بعض ومع الفئات الشعبية الأخرى مبدأ قويا لا تنزاحون عنه فهو سرّ قوتكم ومفتاح نجاحكم وسنكون في حزب العمال كما كنا دوما إلى جانبكم. –  عاشت نضالات العمال التونسيين –  المجد لشهداء الحركة النقابية التونسية –  المجد والنصر للشغيلة العالمية –  المجد والنصر للمقاومة –  تسقط الدكتاتورية –  يسقط رأس المال والإمبريالية  
حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 01 ماي 2008

بسم الله الرحمن الرحيم تونس في 01/ 05 / 2008 الوحدويون الناصريون بتونس بــــــــيان

.

 
..” إن الأحلام و المنى حق لكل الناس ولكن الحق لا يتأكد تلقائيا بمجرد الرغبة فيه وإنما الحق جهاد في سبيل المبادئ وعمل  وتضحية في كل مراحل التاريخ.. ”           جمال عبد الناصر   تحتفل قوى الشعب العامل في تونس كما في معظم أرجاء الوطن العربي والعالم بعيد العمال العالمي كرمز للمواجهة المستمرة والمتأججة أبدا ضد قوى الاستغلال بكل أشكاله على مستوى الأوطان والشعوب، وعلى مستوى الطبقات والأفراد.. يهلّ عيد هذا العام، و الوطن العربي يرزح تحت نير الاحتلال العسكري المباشر بتواطؤ حكّام فرطوا في الأرض والعرض، فشلوا في تحقيق الأمن القومي والتنمية المجتمعية فالتجئوا إلى استخدام البطش والعصا الغليظة وسياسات كتم الأنفاس ليظلوا جاثمين على صدر المجتمع والجماهير، ينهبون الثروة ويحتكرونها تماما كما يحتكرون السلطة احتكارا فظّا لتسخير جموع قوى الشعب العامل من أجل خدمة العصابات المتسيّدة وتجار الرذيلة والاحتكارات الرأسمالية..يهلّ هذا العيد العظيم، الذي كتب تاريخه المجيد الكادحون بعرقهم ودمائهم، ولا يزال الصراع الذي أفرزته بنية النظام الرأسمالي نفسه، يدور على أشدّه بين القوة العاتية للرأسمالية المتجبرة، المتوسلة بالتقدم التكنولوجي، وبالاستعمار وبأدوات الهيمنة، من جهة، وبين شعوب البلدان النامية التي تتعاظم لديها معدلات الفقر والخصاصة وتتسع دائرة الفقراء لتشمل غالبيتها العظمى، من جهة أخرى. إن الوحدويين الناصريين بتونس وهم يحتفلون مع العمال في عيدهم يحيّون عمال وأهالي الحوض المنجمي بقفصة على بأسهم في مواجهة رموز الفساد والمحسوبية وتمسكهم بحقهم في ثروات وطنهم وحق أبنائهم في العمل والحياة الكريمة، ويؤكدون على:                                                1 أنه إذا كان هناك من دلالة للاحتفال السنوي بعيد العمال العالمي، فإنها الحفاظ على ذاكرة جموع الجماهير الشعبية عموما والشغيلة خصوصا حيّة متوقدة لمواصلة النضال التاريخي ضد الاستغلال بكل أشكاله والتضامن بين الشعوب للتحرر من كل أنواع  الاستعمار و الاستبداد. 2.إن الاستغلال الاقتصادي يرعاه غزاة أجانب وحكام مستبدون يتحكمون في مقاليد السلطة ومقادير الثروة، يعملون بشتى السبل للاستئثار بها غيلة واحتيالا،  يحرمون جماهير الشعب من نصيبها المشروع في الثروة ويتفننون في قهر إرادتها و ترويضها لتبقى مدجّنة صالحة فقط “للعمل” وخدمة مصالحهم.                   3.إن الرأسمالية كانت حلاّ فاشلا و خائنا لكل أماني الشعوب في التحرر و التقدم، وانه لم يبق من خيار غير التعجيل بحسم الصراع التاريخي معها، و أنه لا إمكانية لأي تنمية اقتصادية و لا مكانة  لأي استقرار اجتماعي، والأمة العربية، أرضا وشعبا، مقسمة بين المحتلين الغزاة والأنظمة الإقليمية  الفاشلة بكل  المعايير والعاجزة حتى على حماية عروشها المتهالكة.  4.أن النضال النقابي كان دوما ضد الاستعمار و الاستغلال و الاستبداد معا باعتبارها وجوها لقضية واحدة، فالوعي بعلائق هذا الثالوث، و بجوهر المشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية يقدونا إلى انه لا سبيل للخلاص من هيمنة رأس مال و سلعنة “العمل”، وإعادة الاعتبار للقيمة التي يستحقها الإنسان، والقضاء على الفقر و الخصاصة  و المرض و الجهل و البطالة، وغيرها من الآفات الاجتماعية التي باتت تنخر المجتمعات المهيمن عليها من النظام الرأسمالي المركزي وتوابعه، إلاّ بتطوير أساليب النضال المشترك بين الشعوب و الأمم لتتمكن من تقويض أركان الرأسمالية وتبني نظمها الوطنية المتحررة ذات الجوهر الإنساني. 5.إن الاحتقان الاجتماعي في تونس كما في معظم أجزاء الوطن العربي نتيجة غلاء الأسعار والبطالة والفقر وغيرها من المشاكل الاجتماعية العويصة، هو أحد براهين الفشل الذريع الذي تردت فيه الأنظمة الحاكمة وعجزها عن مواجهة نتائج خياراتها الإقليمية وسياساتها البائسة التي أفرزت إرهاصات عصيان مدني شامل تلوح بوادره في الأفق يجعل الوطن العربي برمته مرشحا لأحداث دامية. 6. إن محاولات تعظيم أخطاء بعض قيادات وهياكل الإتحاد العام التونسي للشغل واستغلالها لخلق بؤر توتر وصراع فيما بين النقابيين أنفسهم هي ثغور ينتعش منها أعداء العمال المتربصين بهم وبمنظمتهم العتيدة لإضعافها وتهميش دورها الريادي فيتيسر لهم حينئذ تمرير مشروع التعددية النقابية كأحد وسائل الاحتواء التي تمارسها السلطة للنيل من استقلالية الإتحاد وتدجين العمل النقابي لخدمة سياساتها الفاقدة لكل مصداقية. عاش نضال العمال في العالم من اجل العدالة والكرامة الإنسانية عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرّا مستقلاّ مناضلا ضد الاستبداد والاستغلال الوحدويون الناصريون بتونس

 

الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية: بيـان

يحيي اليوم عمال العالم، ومن خلالهم الإنسانية التقدمية ذكرى العيد العالمي للعمال الذي يمثل مناسبة لتجديد العزم على الدفاع على مصالح الأجراء المادية والمعنوية والتي تتعرض اليوم بفعل السياسيات الليبرالية الجديدة إلى التصفية والانتهاك، ويمثل العمل القار والحق النقابي أهم محاور الاستهداف، ولا تشذ أوضاع الأجراء في بلادنا عن هذا الوضع العالمي بمن في ذلك أجراء القطاع العام وتمثل المظلمة التي تعرضنا إليها عينة من هذا الواقع الأليم. إننا- الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية – إذ نحيي كل الأجراء بالساعد والفكر بهذه المناسبة، فإننا نذكر وزارة التربية والتكوين التي أقدمت على طردنا دون مسوغات قانونية رغم تفوق أدائنا البيداغوجي والصناعي، بأننا متمسكون بحقنا في رفع المظلمة عنا وإننا ماضون في الدفاع عن حقنا في العودة إلى العمل بكل الوسائل المشروعة، كما نتوجه إلى الأطر النقابية في منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسها المركزية النقابية أن تواصل تبنيها لوضعيتنا باعتبارها حالة اعتداء على الحق النقابي والحق في العمل القار، وإلى النقابة العامة للتعليم الثانوي كي تواصل النضال والإسناد من أجل كسب هذه المعركة التي تجند لها قطاعنا المناضل منذ بداية السنة الدراسية. إننا نهيب بكل قوى المجتمع المدني المناضل كي تواصل شد أزرنا في نضالنا العادل من أجل العيش بعزة وكرامة. –  عاشت نضالات الشغالين –  عاشت نضالات الأساتذة المطرودين لأسباب نقابية محمد مومني على الجلوليي معز الزغلامي
 تونس، في 1 ماي 2008

 


 

دعـوة  
 
تتشرف جامعة أريانة للحزب الديمقراطي التقدمي باستدعائكم لندوة حول’’ الإعلام بين المضايقات و الرقابة ‘’و >لك يوم الجمعة 02/05/2008 على الساعة الخامسة و النصف  مساء بمقر الجامعة الكائن بشارع الطيب المهيري عد 24 بمدينة أريانة جامعة أريانة


دعوة  

 
تتشرف هيئة حركة التجديد بالمنستير بدعوتكم لحضور الندوة الفكرية الشهرية للفرع حول فكر غرامشي وامتداداته بعد سبعين عاما عن رحيله وذلك يوم الأحد 04 ماي 2008 بمقر الحركة نهج 18 جانفي قصيبة المديوني على الساعة العاشرة صباحا بمشاركة السادة:       * صالح الحاجي      * علي الأجنف     * زهير الخويلدي     * فاروق الكعبي.   لذا نرجو منكم الحضورللمساهمة وإثراء النقاش


 

السّـيـــادة للـشّعــــب فــي أفــق موعــد 2009 الانتخابــي من أجــل معركــة ديمقراطية شاملــة و موحـدة – الدفعة الثانية من الإمضاءات –

 

 
يسعى نظام الحكم في بلادنا، ومنذ أشهر طويلة، للالتفاف على استحقاق الانتخابات التشريعية والرئاسية المنتظرة مع أواخر سنة 2009 بهدف إدامة الاستبداد بالدولة والمجتمع، وسدّ كلّ المنافذ القانونية والعملية أمام التعبير الحرّ والتعددي للإرادة الشعبية. فالحكم يراهن على عزوف شعبنا وضيق فسحة الأمل لدى شبابنا وعلى تشتت وانقسام معارضتنا السياسية وانهماك مناضلات ومناضلي الساحات الحقوقية والثقافية والاجتماعية في ما فرضه عليهم من معارك الدفاع عن الذات.       ولأننا نرفض ما يسعى له الحكم في خططه الإستباقية لفرض الحالة الراهنة كأمر واقع وقدر محتوم على شعبنا و قواه الحية. ولأننا نؤمن بما لدى معارضاتنا الحزبية وطلائع النضال الاجتماعي والحقوقي والثقافي في مختلف جهات البلاد من حكمة وإخلاص للوصول في أقرب الآجال للوحدة المرجوة وتكريس التضامن المطلوب، ولأننا نعتبر أنفسنا معنيين بالكامل ومن الآن باستحقاق سنة 2009 بما هو: معركة سياسية ديمقراطية وسيادية بامتياز، علينا خوضها بحمل مشاغل وهموم شعبنا في كلّ قطاع وكلّ جهة ومقارعة الاستبداد لفرض حق شعبنا في مؤسسات ديمقراطية وممثلة  وفي رفض واقع الاحتكار ومشروع الرئاسة مدى الحياة، قرّر التّونسيات والتّونسيون الموقعون على هذه المبادرة بعرض هذا “النداء-العريضة” حتى نهاية  شهر مارس من السنة الجارية لإمضاء مناضلات ومناضلي الحريات والديمقراطية في تونس من الداخل والمهجر حتى نتعهد جماعيا مع بداية شهر أفريل ببعث “لجان الإعداد والنضال المشترك الخاصة بانتخابات 2009″، هيئات مفتوحة على كل التونسيات والتونسيين من المتحزبين ومن غير المتحزبين نسعى لتركيزها في مختلف جهات  البلاد والقطاعات وذلك بالانفتاح والتعاون والاستفادة من كل طاقات وإمكانيات الهيئات الحزبية والمدنية المتاحة والمؤيدة لهذه الديناميكية. يهدف هذا التمشي في مرحلته الأولى-  والتي نقترح أن لا تتجاوز أواخر شهر جويلية 2008 حيث تعرض اللجان في إطار جلسة عامّة وطنيّة ما بلورته كقاسم مشترك في ثلاث مجالات-  الى.       الأول: بلورة الشروط القانونية والسياسية الدنيا لانتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة وديمقراطية مع ضبط خطة النضال المشترك والمتضامن على الأصعدة الميدانية والإعلامية داخليّا وخارجيّا على كامل الفترة التي تفصلنا على موعدها. الثاني: المساهمة في بلورة لائحة المشاغل الأساسية التي تهم شعبنا وجملة الإصلاحات والمقترحات المتعلقة بحياته اليومية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية. الثالث: ولتيسير انخراط كل أو أغلب الأطراف السياسية والمدنية لإنجاز المجال الأول والثاني بشكل موحد أو متضامن ولكي نتوفق في التقدم لشعبنا في الانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة وفي الإبّان كقوّة جادّة حريّة بثقته ولها من الجاهزيّة والتمثيلية والكفاءة في إدارة شؤون الوطن من جهة ، إلى جانب أهمية أن نفوت على نظام الحكم فرصة جديدة لتسويقنا داخليّا وخارجيّا “كمجموعات هامشية” من غير ذي شأن أو “متطرفة ومهدّدة للاستقرار” من جهة ثانية. لهذه الاعتبارات وغيرها، سوف نعمل في المجال الثالث في علاقة تشاور وتفاعل وثيقة وبناءة مع كل قيادات الأحزاب الديمقراطية والوطنية والشخصيّات المعنية بمسألة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. الأمر الذي يستوجب الإفصاح بأنّ إقرارنا بشرعيّة وحقّ الترشح لمن يأنس في نفسه الأهلية هو تعبير منّا على قناعتنا بنجاعة وحيوية تجسيد المعركة السياسية وإعطائها الرمزية الملموسة والعنوان المعبئ للناس. ولا يساوي هذا الإقرار المبدئي وهذه القناعة العملية سوى حرص اللجان المقترحة للإنكباب الجدي على هذا الأمر، حتى لا يصبح قطب الرحى، المعطل للوحدة والتضامن في خوض المعركة السياسية الشاملة بكل جوانبها، مجمعين ومن الآن إلى حين يوم الاقتراع هذا اليوم الذي يقر الجميع بوهم المراهنة على ما سوف يفرزه من نتائج في ظلّ الشروط القانونيّة والسياسيّة الراهنة. للديمقراطيات والديمقراطيين وأصحاب الرأي في تونس العزم والقدرة لبذل المساعي واقتراح الآليات الديمقراطية لفرز مرشّح واحد لكامل الحركة الديمقراطيّة والمعارضة الوطنيّة أو الاهتداء إذا ما تعذر ذلك إلى وضع مدوّنة تؤطر واجب التضامن بين مختلف المترشحين. هذا هو تمشينا، وهذا هو اجتهادنا للمساهمة في أن نجعل من أفق استحقاق 2009 الانتخابي، معركة سياسية شاملة وموحدة، يستوجب خوضها من الآن لإفتكاك زمام المبادرة ولنحولها شيئا فشيئا إلى مركز لاهتمام ومشاركة أوسع فئات شعبنا ولعنوان مقنع عن مصداقية ونضالية القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية البديلة في مجتمعنا.   الإسم واللقبالصفةالجهة او القطاع احمد الكيلاني  استاذ متقاعد  القيروان الطاهر بلحسين  مدير قناة الحوار التونسيتونس بشير بن علي عاطل عن العمل الشراردة عماد الخرداني  طا لب قابس الناصر العجيلي استاذ متقاعد القيروان خليفة الفتايتي استاذ القيروان فوزي المقدم محام القيروان حافظ البعزاوي عامل فلاحي الشراردة فائزة البعزاوي ممرضة الشراردة المكي العايدي استاذ القيروان محمد النوري مرشد تربوي القيروان حاتم المسعودي استاذ القيروان رضا الشابي استاذ الشراردة عبد الفتاح الكامل استاذ الشراردة كمال بسيس استاذ الشراردة سالم سوسي استاذ لشراردة نورالدين العكرمي استاذ الشراردة كمال العبداوي استاذ حفوز نجيب العبداوي استاذ حفوز نزار خليف صاحب روضة القيروان الفة البعزاوي طالبة قابس


برقيـــــــــة  

 
نحن نقابيي جهة القيروان المجتمعين اليوم 01 ماي 2008 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان للاحتفال باليوم العالمي للشغل ، وبعد اطلاعنا على ما آل الوضع الاجتماعي بالحوض ألمنجمي – قفصة من تدهور خطير تمثل في ازدياد البطالة وغياب المشاريع التنموية واستفحال الفقر نتجت عنه تحركات واعتصامات تعاملت معها السلطة بالمماطلة والتسويف حينا والقمع والاعتقالات حينا أخر: نحمّل السلطة تبعات تدهور الأوضاع الاجتماعية بجهة الحوض ألمنجمي. نعبر عن : – احتجاجنا الشديد على تعامل السلطة الأمني مع هذا الوضع المتدهور دون تفكير جدي في إيجاد حلول جذرية للنهوض بالتنمية في الجهة وخلق مواطن شغل قارة للعاطلين منهم عن العمل. – مساندتنا المطلقة وتضامننا الكامل مع أهالي ونقابيي الحوض ألمنجمي. ندعو السلطة إلى عدم الاستخفاف بمطالب أهالي الحوض ألمنجمي و ايلائها  ما تستوجب من الأهمية لرفع المعاناة عنهم . عن المجتمعين الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الناصر العجيلي


عيد الشغل .. بأي حال عدت يا عيد ؟ تونس في01 ماي 2008 بلاغ  

 
بمناسبة العيد العالمي للشغل واستجابة لواقع البطالة المستشرية في أوساط الشباب عموما وبين حملة الشهادات بشكل خاص نعتزم نحن مجموعة من الناشطين في  الحياة العامة تأسيس جمعية مختصة في المجال الاجتماعي  تهدف إلى تجسيد حق الشغل باعتباره المدخل الحقيقي للمواطنة. وتتميز هاته الجمعية بكونها غير مقتصرة في عضويتها عن العاطلين. بل تطمح أن تكون لبنة في مجتمع مدني فاعل و مشارك  تضم في عضويتها من المهتمين بالإصلاح الاجتماعي  خاصة المعنيين بملف التشغيل من شخصيات وطنية ونقابيين وحقوقيين وطلبة وحرصا منا على تعزيز مرجعية الجمعية وإيمانا بأن قضية البطالة قضية وطنية  ندعو من يرغب من الكفاءات الوطنية والطاقات الشبابية لا سيما المختصين في المجال الاجتماعي والاقتصادي إلى مشاركتنا في هاته المبادرة . المولدي الزوابي : أستاذ عبد الحميد الصغير : أستاذ النفطي المحضي : متحصل على الماجستير   للاتصال : E-mail : travail.citoyennete@yahoo.com 


يوميات الصمود 5 الاربعاء 30-04-2008

 

 
وفد حرية وإنصاف أدى وفد لمنظمة حرية وإنصاف برئاسة الأستاذ محمد النوري زيارة إلى مقر الموقف للاطمئنان على صحة المضربين عن الطعام وجدد وقوفه إلى جانب مطالب المضربين التي تختزل مطالب الحركة الديمقراطية من أجل حرية الإعلام في تونس . وفد التكتل أدى وفد من قيادة التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يتكون من السادة مصطفى بن جعفر والمولدي الرياحي وجلال الحبيب وخليل الزواية زيارة إلى المضربين عن الطعام الأخوين رشيد خشانة والمنجي اللوز. وكان للوفد لقاء مطول معهما تركز حول الوضع السياسي للبلاد وما تعانيه صحف المعارضة من تضييق واستثناء من الدعم والإشهار العموميين في محاولة لتحجيم دورها عشية الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وأكد وفد التكتل وقوفه المبدئي إلى جانب الحركة الاضطرابية ومطالبها المشروعة. نداء غرة ماي وجه الأخوين رشيد خشانة ومنجي اللوز اللذان يخوضان إضرابا مفتوحا عن الطعام نداء للنقابيين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل ضمناه تحياتهما للشغالين في عيدهم وجددا وقوف أسرة تحرير الموقف إلى جانب كفاحات الشغالين بتونس من أجل عزة وكرامة الكادحين والوطن. إضرابات رمزية عن الطعام قرر العديد من الإعلاميين والديمقراطيين الدخول في إضرابات رمزية عن الطعام بكامل أنحاء البلاد تضامنا مع الأخوين رشيد خشانة والمنجي اللوز في اليوم العالمي لحرية الصحافة (السبت 3 ماي 2008) وستنشر لاحقا قائمة اسمية في المشاركين في إضراب الدفاع عن حرية الكلمة. وفد سيدي بوزيد استقبل الأخوين اللوز وخشانة بمقر الموقف وفدا من سيدي بوزيد يتكون من السادة عطية العثموني ولسعد البوعزيزي وكمال الجلالي وعلي بوعزيزي الذين قدموا للتضامن والمؤازرة . وعبر الوفد عن انخراطه التام في معركة حرية التعبير وتعهده بنقلها للجهات وتعبئة كل الطاقات من أجل تحرير الإعلام باعتباره ركنا أساسيا لكل حياة سياسية متطورة علي لعريض يعود المضربين زار السيد علي لعريض القيادي بحركة النهضة المضربين للاطمئنان على صحتهما وشد أزرهما في حركتهما النضالية دفاعا عن الكلمة الحرة في تونس والحقوقي محمد صالح المهدي كما زار المضربين الأخ محمد صالح المهدي رئيس فرع ماطر للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقل لهما وقوف كل حقوقيي جهة ماطر إلى جانبهما متمنيا أن تكون هذه آخر مرة يضطر فيها قادة الرأي في بلادنا خوض إضرابات جوع من أجل مطالب حقوقية تقرها جميع الدساتير والأعراف والمواثيق الدولية. زيارات تواصلت وتعددت زيارة المضربين عن الطعام بمقر الجريدة تضامنا مع أسرة تحرير الموقف ورفضا لمحاولة إسكات هذا المنبر الإعلامي المستقل ومن بين الزائرين نذكر السادة والسيدات: –       حفيظة شقير ، لطفي حجي ،حبيب الحمدوني، أيمن الرزقي ، محمد بن سعيد ، الجيلاني عمر، عبد الرحمان الهذيلي ، مسعود الرمضاني ، والهادي بن رمضان ، وأنور بن قدور والعياشي الهمامي ومحمد عبو . تصريح تلفزي أدلى الأخ رشيد خشانة بتصريح تلفزي لمحطة’ إي تيلي’ الإخبارية حلل فيه أبعاد دخوله ورفيقه المنجي اللوز في إضراب عن الطعام من أجل حرية التعبير في الوقت الذي يكيل فيه الرئيس الفرنسي الثناء على انجازات الحكم في تونس في ميادين الحقوق والحريات. اجتماع صفاقس عقدت جامعة صفاقس للحزب الديمقراطي التقدمي اجتماعا إخباريا حول دخول الأخوين خشانة واللوز في إضراب مفتوح عن الطعام . وقدم الأخ فريد النجار كاتب عام الجامعة بسطة عمّا تعرض له جريدة الموقف من محاصرة ومصادرة بهدف إسكات صوتها بداية بحجب الإشهار والدعم عنها وعقلة رصيدها البنكي ومنع توزيعها بغية تعجيزها ماليا انتهاء إلى مقاضاة مديرها المسئول ورئيس تحريرها من قبل خمس شركات طالبت بتغريمها بنصف مليار من المليمات إضافة إلى جبر الضرر المزعوم والذي سيستمر إلى نهاية 2008؟؟؟ و أكد المجتمعون على رفضهم المطلق لهذه السياسة وانخراطهم الكامل في الدفاع عن حق التونسيين في إعلام حر ومستقل. اتصالات اتصل من ألمانيا السيد مرسل الكسيبي لليوم الخامس على التوالي سائلا عن صحة المضربين ومتمنيا لهما دوام الصحة لمواصلة حركتهما النضالية ، كما تصل من فرنسا المناضل الشريف الفرجاني لتعبير عن دعمه لمطالب المضربين واتصل أيضا الصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري والكاتبة نزيهة رجيبة ‘أم زياد’ لتعبير عن وقوفهما إلى جانب أسرة تحرير الموقف ودعم مطالب المضربين. 3 ماي يوم تضامن سيشهد مقر جريدة الموقف بالعاصمة عدة فعاليات كامل يوم السبت 3 ماي إحياء لليوم العالمي لحرية الصحافة تضامنا مع الأخوين خشانة واللوز وأسرة تحرير الموقف في وجه الحملة التي تستهدفها كمنبر إعلامي حر ومستقل.
 


 

الحبيب بسباس: بيان غرة ماي  

 
تونس في 1 ماي 2008 الإخوة والأخوات مناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل وأنتم تحتفلون مع سائر الكادحين في العالم بعيد العمال الذي تحول طيلة السنوات الأخيرة إلى مناسبة جماهيرية لكشف حقيقة المسافة الفاصلة بينكم وبين المركزية النقابية التي باتت ترى فيه يوما من أبشع أيام السنة باعتباره معبرة للوقوف وجها لوجه مع قواعد نقابية هي تعلم أكثر من غيرها غضبهم منها ورفضهم لوجودها واستيائهم من أدائها فتخطط للحدث أشهر قبل حدوثه لتبتكر أرقى أشكال التحايل للهروب من مواجهة الشغالين فتنزح لأقصى جهات البلاد أحيانا وتبرمج احتفالات مغلقة تلقى فيها كلمات باهتة وجوفاء لمجرد تسجيل الحضور وتستنفر الإداريين والموظفين وعمال مؤسسات الاتحاد لعسكرة فضاء الاجتماع وتضغط على جهات في السلطة لتسخير إمكانات الدولة لحماية القيادة من قواعدها ودعمها في اختيار باتت معلومة نتائجه قبل الأوان. الإخوة والأخوات، لن استعرض حال المنظمة ولن أكرر وصف ما آلت إليه الأوضاع داخلها فهي مسألة معلومة للجميع وأنتم أدرى من غيركم بحقيقة أوضاعكم وطبيعة مؤامرات ما عادت تحاك ضدكم في الخفاء وسأكتفي بالتنويه بالمحاولات والمبادرات التي بدأت تتسارع في صفوف عديد الإطارات والمناضلين النقابيين في محاولة لتكسير حاجز الصمت والاصداح بحقيقة عزلة القيادة ورفض النقابيين لها بعد انكشاف حقيقتها مرة أخرى في أحداث الرديف بضربها المبادئ باسم المبادئ ومعاداتها للنقابيين ومحاصرتهم مما زاد في إشعال فتيل الأحداث، وبالرغم من أن هذه المحاولات لم ترتق بعد إلى مستوى جبهة نقابية تدافع على بديل نضالي واضح وتؤسس لممارسة مغايرة وتتوق للتوحد على برنامج عمل يقود لخلاص المنظمة من مغتصبيها وتحريرها من مجموعات لا صلة تربطها بالعمل النقابي ولا مصلحة لها في إشاعة الديمقراطية أو تكريس الاستقلالية أو تعصير المنظمة وتطوير أداءها. كما أتوجه لبعض المجموعات والحساسيات النقابية ممن تشاركنا التقييم وتتناقض معنا في الممارسة لمراجعة مواقفها وتعديل حساباتها والكف عن سياسة المناورة التي لا تواجه القيادة إلا بعد أن تسقط لأنها في صمتها وارتباكها ووقوفها على الربوة ساهمت في تأبيد المركزية وشاركت في تعميق الأزمة فالشعارات المبدئية تفترض تضحيات حقيقية واصداح بمواقف في إبانها لا المزايدة بها بعد فوات أوانها. كما أتوجه بالشكر لبعض من يراهنون على مغازلتنا من ‘أذكياء’ الجهاز الذين يتمعشون من صفاتهم ومواقعهم وندعوهم لأن يختاروا إما أن يكونوا مع الرسميين فيستفيدوا بالمواقع والامتيازات وإما الانحياز إلى صف المعارضة دون تأجيل التنفيذ فيشاركوا معنا في بناء الغد ويؤسسوا بذلك شرعية للمستقبل بعيدا عن الحسابات المكشوفة للمراهنين على الاستفادة من كل الأوضاع والبقاء في كل الظروف. الإخوة والأخوات، سنة جديدة ضائعة من عمر الشغالين في بلادنا بعد أن حرموا من نقابتهم التي استولت عليها جهات غير نقابية لا تكن لهم أي تعاطف ولا تضمر لهم إلا مخططات التجريد والتجميد والإقصاء، سنة أخرى جديدة ضائعة من عمر أبناء شعبنا حاد فيها الاتحاد عن الاضطلاع بدوره في معارك الحرية والديمقراطية والتنمية، سنة جديدة جسدت فرصا مهدورة على بلادنا أرادت لها القيادة الحالية والواقفين خلفها أن تكون تواصلا مع سابقاتها لتهدد بمجهول قادم في مجتمع يحرصون على تدمير حصانته وتفسيخ قيمه وافتقاده مناعته. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا، مناضلا وديمقراطيا الحبيب بسباس


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشرة الكترونيّة عدد 52 – 1 ماي 2008

 

 
يوم 29/04/2005، تقدٌم أعضاء الهيئة التأسيسيّة لحزب العمل الوطنيّ الديموقراطيّ بطلب مستوفي الشروط القانونية لتأسيس حزب قانوني علني… تجاهلت وزارة الداخلية القانون، فأعلن الحزب عن تأسيسه في بيان يوم 1 ماي 2005. في عيد العمّال الذي يصادف الذكرى الثالثة للتأسيس، نتمنى مزيدا من المكاسب والإنتصارات للشغيلة في تونس والوطن العربي والعالم، ومزيدا من المكاسب والإنتصارات للشعوب والأمم الرازحة تحت الإستعمار والإضطهاد… بهذه المناسبة، أجرت صحيفة ‘مواطنون’ حديثا مع الرفيق عبد الرزاق الهمامي – العدد 60 الصادر يوم 30/04/08 http://www.fdtl.org/ حوادث العمل: يوم 28 أفريل هو يوم السلامة المهنية والصحة في مواقع العمل: 2,2 مليون عامل يموتون سنويا بسبب حوادث الشغل والأمراض المهنية المباشرة، 270 مليون عامل ضحايا حوادث عمل غير قاتلة سنويا و160 مليون حالة جديدة من الإصابات المهنية سنويا… من تقرير لمنظمة العمل الدولية 23/04/08  
تونس- ضحايا الفقر والبطالة: غرق مركب كان ينقل شبانا تونسيين في طريقهم للمهجر بشكل غير قانوني، في عرض سواحل مدينة ‘المهدية’ (الوسط الساحلي) ، وعثرت الشرطة البحرية على 3 جثث ويرجّح أن عدد الفقودين يبلغ 23، وقد يكون كافة الضحايا من أبناء الجهة.  أ.ف.ب. 24/04/08 تونس-احتجاجات الأهالي بالحوض المنجمي: اضرب واعتصم عمال الحضائر في بلديتي الرديف وأم العرائس، للمطالبة بتحسين وضعهم المادي (أجور دون الحد الأدنى)، وترسيمهم (البعض منهم يعمل منذ أكثر من 20 سنة بصفة وقتية) وتمتيعهم بالتغطية الصحية والإجتماعية… كما قام أصحاب الشهادات الجامعية المعطٌلين عن العمل بمسيرتين يومي 25 و 26 أفريل. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي- 26/04/08 تونس-الجزائر: اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة في دورتها الرابعة يوم 22 و23 افريل بتونس برئاسة وزير الدفاع التونسي كمال مرجان والجنرال محمد زناخري رئيس الوفد الجزائري، ‘وتدارس الوفدان التعاون الثنائي في مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات في مجالات الصحة العسكرية والبحوث الجغرافية (الخرائط) وما أنجز من البرنامج المتفق عليه لسنتي 2007/2008’ اسوشيتد براس 24/04/08 تونس-تطبيع ونشر غسيل: وزع الحزب الديموقراطي التقدمي بيانا بتوقيع الأمينة العامة ‘ميٌة الجريبي’ يتبرٌأ فيه من مشاركة السيد محمد القوماني (العضو البارز في مكتبه السياسي) في أعمال ‘منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة’ الذي شارك فيه وفد صهيوني هام بقيادة وزيرة الخارجية. ردٌ المعني بالأمر أنه ذهب ‘بعلم قيادة الحزب، وان الأمين العام السابق أحمد نجيب الشابي شارك عام 2006 في نفس المنتدى، وذهب إلى واشنطن بدعوة من مؤسسة أمريكية مقرٌبة من اليمين المحافظ، وظهر في قناة الحرة الممولة والموجٌهة أمريكيا…’  قدس براس + المستقبل 25/04/08 تونس-فرنسا و’العلاقات الحميمة’:  يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة لتونس (بدون وزير خارجيته المتواجد في أمريكا الجنوبية) بداية من 28/04/08، ومعه 7 وزراء  و120 من رجال الأعمال الفرنسيين الذين يرومون إبرام وإمضاء عقود وصفقات مربحة (19 طائرة إيرباص بمليار أورو، محوٌل كهربائي ذو طاقة نووية)… فرنسا أكبر بلد صرف قروضا لتونس ب 150 مليون أورو سنويا، ويستثمر 92 مليون أورو، أما حجم التبادل بين البلدين فيبلغ 7 مليار أورو. هناك 1200 مؤسسة منتصبة في تونس برأسمال فرنسي، من جملة 2400 مؤسسة ذات رأسمال أجنبي. سياسيا، تطمح تونس لاحتضان مقر ‘الإتحاد المتوسطي’ الذي طرحة الرئيس الفرنسي لاسترجاع مكانة فرنسا جنوب المتوسط. عدد المهاجرين التونسيين بفرنسا الحاصلين على بطاقة إقامة 165 ألف، وإذا احتسبنا ذوي الجنسية المزدوجة وأبنائهم فإن العدد الجملي يبلغ 600 ألف، بالمقابل هناك 20 ألف فرنسي يقيمون بتونس. أ.ف.ب. 28/04/08  ا
لمغرب العربي المغرب-استهتار بحياة العمّال: جرى حريق في معمل للحشايا والمطارح، يوم 26/04/08 في منطقة صناعية جنوب الدار البيضاء، حيث كان يعمل 155 عاملا وعاملة وقت الحريق. توفي ما لا يقلّ عن 55 عاملا وأصيب ما لا يقل عن 12 بحروق خطيرة نتيجة عدم توفر شروط السلامة المهنية وعدم وجود أبواب النجدة للنجاة عند الآقتضاء، مما عقد عمل رجال المطافئ. أ.ف.ب. 26/04/08 المغرب- مقدٌمة للخبر اللاٌحق: نشرت صحيفة ‘ماروك هبدو’ مقالا عن العمل الدؤوب الذي تقوم به البعثات التبشيرية البروتستاتية في المغرب، ومما جاء فيه أن 3500 مواطن مغربي اعتنقوا المسيحية البروتستاتية عام 2007، حسب ‘المركز العالمي للدراسات المسيحية’. عن صحيفة ‘لاكروا'(مسيحية فرنسية) 28/04/08 الجزائر-منظمات غير حكومية: انعقدت في عاصمة الجزائر ندوة حول ‘السيادة الوطنية والتدخلات الخارجية’ اتهم خلالها عدد من المتحدثين، بعض المنظمات ‘غير الحكومية’ بأنها تعمل على خلق مشاكل أقليات دينية وأثنية، أو تضخيمها، وهي تعمل وفق ‘اجندة الممولين وقوى الضغط لخلق نعرات تمهٌد للتدخٌل الأجنبي، بدعوى حماية الأقليات (ومنها الأقليات الدينية) مثلما حصل في السودان …’ وفق ما جاء في مداخلة المحامي محمد شرفي. الخبر 24/04/08  الجزائر-أفريكوم: احتضنت المدرسة العليا للطيران العسكري ب’طفراوي’ لقاءا عسكريا امريكيا جزائريا ‘جمع بين السياحة والثقافة وتبادل الخبرات العسكرية بهدف بناء وتمتين العلاقات العسكرية بين البلدين وتبادل الوفود…’ موقع  africom.mil   21 أبريل 08 الجزائر: اندلعت يومي 27 و28 افريل مظاهرات بمدينتي الشلف والشطٌية بسبب إلغاء المساعدة التي كانت تقدٌم للمواطنين، تعويضا للأضرار التي لحقت بهم وبممتلكاتهم، إثر زلزال 1980، إضافة إلى القضية المرفوعة ضدّ رئيس جمعية تدافع عن مصالح المتضررين، لأنه اتهم المقاولين ومن يحمونهم بالغشّ وعدم احترام مقاييس وقواعد البناء… تدخٌلت الشرطة بعنف وألقت القبض على حوالي 500 مواطن… الوطن 29/04/08  
المشرق العربي لبنان: جرى تمرٌد في أكبر سجن بالبلاد، ‘رومية’ (شرق بيروت) يوم 24/04/08 واحتجز المساجين 8 حرٌاس، مطالبين بتحسين ظروف الإعتقال. بني السجن منذ 40 عاما لإيواء ألف سجين، وبه اليوم أكثر من 3 آلاف منهم 4 جنرالات موقوفين في إطار التحقيق باغتيال رفيق الحريري، وعناصر من فتح الإسلام… أ.ف.ب. 25/04/08 . في لبنان كذلك ما يزال حوالي نصف مليون من ضحايا العدوان الصهيوني عام 2006، بدون مأوى، ويهدّد العمّال والموظفون بإضراب في ماي، نظرا لضعف الأجور، في نفس الوقت افتتح 160 مطعما في بيروت والمناطق القريبة منها، حسب تصريحات ‘بولس العريس’، نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان، يوم 22/04/08. سوريا: اقيم المعرض الدولي لزيت الزيتون بدمشق من 17 إلى 20 أفريل/نيسان، حيث نظم المجلس الدولي لزيت الزيتون (مقرّه أسبانيا) مسابقة لتحسين نوعية زيت الزيتون البكر، فازت بها مؤسسة سورية… تبلغ المساحة المزروعة بالزياتين في سوريا 550 ألف هكتار، بها حوالي 78 مليون شجرة (في تونس 65 مليون شجرة)، تنتج حوالي مليون طن من الزيتون و205 ألف طن من الزيت . فلسطين-موازين قوى: جرت انتخابات ممثلي الطلبة في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، شارك فيها أكثر من 83% من الطلبة المسجلين. حازت فتح على 25 مقعد وحماس على 19 والجبهة الشعبية على 5 والجهاد وحزب الشعب على مقعد واحد لكل منهما ولم تحرز بقية القائمات على مقاعد. فلسطين – صح النوم: عبر محمود عباس عن خيبة أمله اثر لقائه مع وزيرة الخارجية الأمريكية يوم 26/04/08 بواشنطن، قائلا:’ بصراحة، لم نصل إلى اتفاق على أي شيئ لحد الآن… كل الملفات لا زالت مفتوحة، والوضعية بقيت كما كانت في بداية المحادثات… لم يتحدث الأمريكيون والإسرائيليون عن حدود 1967 ولا عن المستعمرات ولا عن اللاجئين…’ لسائل أن يسأل ‘ما هي جدوى ثرثرتكم عن السلام المزعوم منذ سنوات إذن؟’ أسوشيتد براس 26/04/08 فلسطين المحتلٌة عام 1948: نظمت لجنة متابعة شؤون الأسرى، مسيرة ومهرجانا يوم 26/04/08 بقرية ‘كفر مندا’ للمطالبة بإطلاق سراح الأسيرات والأسرى، وإدماج أسرى الدٌاخل الفلسطيني (أراضي 48) في أي مفاوضات لتبادل الأسرى، لأن الكيان الصٌهيوني يعمل على عزلهم عن بقية مكونات شعبهم ويعتبر سجنهم وقضاياهم ‘شأنا داخليا خاصا’…  مصر-سفيرة عدوانية: قبل زيارة بوش للكيان الصهيوني بمناسبة ذكرى النكبة، وقبل مشاركته في في ملحق مؤتمر دافوس الذي سيلتئم بشرم الشيخ، جاءت السفيرة الأمريكية الجديدة ‘مرغريت سكوبي’ إلى مصر لملاقاة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، قبل تقديم اوراق اعتمادها رسميا… وهي معروفة بتصريحاتها العدوانية وحشر أنفها في الشأن الداخلي المصري والعربي قبل مجيئها إلى مصر. من بيان للسفارة الأمريكية بالقاهرة 25/04/08 مصر-تبعات إضراب 6 أفريل: لا زالت أجهزة أمن الدولة تبحث عن من يمكن اتهامهم ‘بالنشاط الحثيث قبل وأثناء اضراب 6و7 أبريل’ وألقت القبض أيام 21 و22 و23  أفريل على أعداد كبيرة من المواطنين، قرّرت النيابة الإحتفاظ ب43 منهم في السجن على ذمّة التحقيق- المصري اليوم 26/04/08 . دعت شخصيات ومنظمات إلى إضراب عام يوم 4/05/08 ، في يوم عيد ميلاد حسني مبارك، احتجاجا على الأوضاع السياسية والمادية… بعد أسبوعين من التردد، أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين’ التجاوب مع الدعوة للإضراب’. رويترز 29/04/08  الخليج والحلف الأطلسي:  منذ انعقاد قمّة الحلف الأطلسي في اسطنبول(حزيران/جوان 2004) انضمت 4 دول خليجية إليه وهي الكويت والبحرين والإمارات وقطر، وانعقد يوم 24/04/08 مؤتمر في العاصمة البحرينية، صرّح على إثره الأمين العام للحلف أنه يأمل قريبا انضمام السعودية وعمان ‘للمساهمة في تعزيز الأمن والإستقرار العالمي والإقليمي من خلال التعاون الأمني العملي، في إطار شراكة حقيقية…’  الشرق الأوسط 25/04/08 الإمارات-تطبيع: افتتح الملياردير الصهيوني (ذو الجنسية الإسرائيلية) ‘ليف ليفايف’ محلا لبيع المجوهرات في مارس الماضي ببهو فندق القصر بمدينة الجميرة، ويعتزم افتتاح محلين آخرين في الإمارات قبل نهاية العام 2008، وهو مالك لشركة ‘ليدر’ التي تبني مستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية المصادرة في قرى جيوس وبلعين وجبل أبوغنيم…ويمول ليف ليفايف ‘صندوق استرداد الأراضي’ أي الأراضي التي يصادرها الصهاينة، وهو مورّط في عمليات متاجرة غير شرعية بالمجوهرات القادمة من أفريقيا، مقابل تمويل حروب أهلية بها عن طريق شركات لاستقطاب المرتزقة، على ملكه أيضا… من بلاغ صادر عن ‘مركز عدالة’ و’يهود ضد الإحتلال’- نيويورك 25/04/08 الولايات المتّحدة والرأي العام العربي: أجرت جامعة ‘ميريلاند’ ومعهد ‘بروكنغز’ استطلاعا للرأي احتوى على 10 محاور، حول السياسة الأمريكية في ‘الشرق الأوسط’. جرى الإستطلاع في 6 دول عربية، حكوماتها موالية للولايات المتّحدة وهي مصر والمغرب والسعودية والإمارات والأردن ولبنان… أكثر من 81% يكنون عداءا شديدا للسياسات والإعلام والخطاب الأمريكي، ويتخذون مواقف مناهضة لما يروّجه الإعلام الأمريكي وحكومات الدول المذكورة الموالية لها، حول فلسطين وإيران والعراق وسوريا ولبنان… وكذلك عن مزاعم الديموقراطية وحقوق الإنسان والسلام… هناك 0,1% من المستطلعين يؤمن بحسن نوايا الولايات المتّحدة تجاه العرب…  استثمارات ‘حلال’: أعلن ‘فينشر كابيتال بنك’ أنه سجٌل أرباحا صافية بلغت 13,86 مليون دولار خلال الربع الأول من 2008، ‘نظرا لقدرة البنك على تنفيذ الخطط الإستراتيجية المرسومة للإستثمار في المشاريع الناشئة والواعدة’ هذا البنك هو ‘بنك إسلامي’ متخصص في استكشاف المشاريع الناشئة والواعدة والإستثمار فيها في المنطقة العربية والإسلامية خاصة، والإيهام بخلوعملياته من الربا. رويترز 23/04/08 متفرقات الهند: بلغ معدل التضخم المالي في منتصف افريل : 7,33% نتيجة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والأسماك، رغم بقاء أسعار الخضار والحبوب وبعض زيوت الطعام في حالة استقرار. الهند منافس جدي للصين في ميدان الإستثمار الخارجي، خصوصا بافريقيا. رويترز 25/04/08 كولومبيا-اغتيال النقابيين: اغتيل منذ بداية العام الحالي 22 نقابيا، وحاول يوم 23 أفريل، مسلٌحان اغتيال ‘جورج غمبوا’ رئيس نقابة عمّال البترول، أثناء زيارة مساندة لعمّال مضربين في محافظة’سانتاندرا’ غرب البلاد. ألقى النقابيون القبض على المجرمين وسلٌماهما إلى الشرطة التي أطلقت سراحهما دون تحقيق أو توجيه تهمة.  بلاغ الإتحاد النقابي العمالي  – كولومبيا – 26/04/08 بريطانيا-إضرابات: أضرب 400 ألف موظف بالقطاع العام، ضمنهم 200 ألف مدرٌس إضافة إلى آلاف من أساتذة الجامعة الذين يضربون لآول مرّة منذ أكثر من 20 سنة. أما المطالب فهي تحسين الأجور ونظام التقاعد، وأضرب في نفس اليوم عمّال مصفاة النفط ب’غرانجاوث’ (اسكتلاندا) مما أدى إلى غلق خط الأنابيب الذي ينقل أكثر من  ثلث الإنتاج اليومي من بحر الشمال ، ورفضت الإدارة التفاوض مع ممثلي العمّال الذين تظاهروا مع عائلاتهم أمام المصفاة يوم 27/04/08 من أجل نظام معاش أفضل… رويترز + ب.ب.س. 24-27/04/08 فرنسا، موطن حقوق الإنسان؟ تعرض السيد ‘مانويل كونكالفس’ إلى 29 عقوبة و4 محاولات فصل من العمل من شركة ‘سرفآر’ (فرع من آر فرانس) في ظرف سنتين، بسبب نشاطه النقابي منذ 17 سنة ووقوفه ضدّ الإستغلال والحيف الطبقي… اتخذ ضدّه مؤخرا إجراء يمنعه من الإلتحاق بعمله في مطار ‘رواسي’ (ضواحي باريس) لأن الوالي (المحافظ) يعتبره  ‘خطرا على أمن الدولة والأمن العام وأمن الأشخاص وعلى النظام العام’، إثر طلب تقدم به المشغٌل لإبعاده. هل ان جهاز الدولة يقف محايدا بين الطبقات؟ عن موقع نقابة س.ج.ت. – رواسي 26/04/08 الولايات المتّحدة: أعلنت شركة فورد لصناعة السيارات أنها حققت أرباحا صافية تقدر ب100 مليون دولار في الربع الأول من 2008، بعد أن سجلت خسائر  ب2,7 مليار دولار طيلة عام 2007 ، وأعلنت الشركة أنها ‘ستواصل تكثيف تخفيض ثمن الكلفة (أي محاولة فصل العمّال) نظرا للأزمة التي يمرّ بها الإقتصاد الأمريكي’ أ.ف.ب. 24/04/08 . أعلنت ‘جنرال موتورز’ أنها ستفصل 3550 عامل في الصائفة المقبلة، في أربع مصانع أمريكية ‘بسبب أسعار الوقود المرتفعة وحالة التباطؤ الإقتصادي التي تمرّ بها البلاد’. تشغٌل ‘جنرال موتورز’ 80 ألف عامل بأمريكا الشمالية، وهي أكبر شركة لصنع السيارات في العالم. س.ن.ن. + أسوشيتد براس 29/04/08 الولايات المتّحدة- عدالة؟ 1- برٌأت محكمة نيويورك 3 أعوان شرطة قتلوا شابا أسود أعزل، بعد أن أطلقوا عليه 50 رصاصة يوم 25/11/06 ‘اعتقادا منهم أنه كان مسلٌحا’. تظاهر المئات أمام المحكمة تطوقهم أعداد غفيرة من قوات الشرطة والسيارات المصفحة والطائرات العمودية، قبل إصدار الحكم. قتلت شرطة نيويورك وحدها 146 مواطنا أسود في أقل من 10 سنوات. أ.ف.ب. 25/04/08 . الولايات المتّحدة- عدالة؟ 2- عرقل مجلس الشيوخ مشروع قانون يفرض المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، بالتصويت ضدٌه بأغلبية 56 صوت (ضد) مقابل 42 (مع) وأعلن المرشح الجمهوري للرئاسة ‘جون ماك كين’ أنه ‘ضدّ سنّ قانون يفرض المساواة لأن هذه المسائل من مشمولات المؤسسات وليست من مشمولات الدولة…’ أ.ف.ب. 24/04/08 كندا-دعوة نقابية لمقاطعة الكيان الصهيوني: بعد اللاٌئحة التي صوتت لفائدتها نقابات أعوان وعملة وموظفي الجماعات العمومية المحلية، دعا ‘الإتحاد الكندي لعمال البريد’ الذي يمثل 50 ألف أجير، لمقاطعة ‘الميز العنصري الإسرائيلي وسحب الإستثمارات وتوقيع عقوبات ضده وتطبيق القرار 194 المتعلٌق بعودة اللاٌجئين…’ وذلك في لائحة حازت أغلبية واسعة في مؤتمره الأخير. عن موقع   tadamon.resist.ca 28/04/08


 

نيكولا ساركوزي في تونس

زيارة تحت شعار ‘البزنس’ أوّلا  

 
أدّى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارة رسمية لتونس في ما بين 28 و30 أفريل الجاري. وكما كان متوقعا تمّت هذه الزيارة تحت شعار ‘البزنس’ أوّلا وصيانة المصالح الاستراتيجية لفرنسا في المنطقة ثانيا. فالرئيس الفرنسي المعروف بعلاقاته الوثيقة بالأثرياء من رجال الأعمال في بلاده، جاء إلى تونس بحثا عن عقود واتفاقيات لفائدة الإحتكارات الفرنسيّة التي تسعى بكلّ الوسائل إلى الحفاظ على مصالحها في منطقة أصبحت منذ مدّة مجالا لمنافسة شديدة بين مختلف الإحتكارات والدول الإمبرياليّة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي زاد اهتمامها بالمنطقة وتوسّع حضورها فيها. وبالفعل فقد أبرم ساركوزي عددًا من العقود التي تقارب قيمتها حوالي ملياري أورو لفائدة شركة ‘آربيس’ للطيران المدني و’ألستوم’ المختصة في الطاقة وغيرهما من الشركات الاحتكارية. كما وقـّع اتفاقية حول بناء محطة للاستغلال المدني للطاقة النووية وأخرى حول ‘الهجرة الانتقائيّة’ التي تعني نهب الأدمغة التونسيّة وإخضاع أية هجرة لحاجات فرنسا الضيقة. أما على المستوى الأمني فقد تكتم الطرفان على ما توصّلا إليه من اتفاقيات، سواء تعلق الأمر بمقاومة ‘الإرهاب’ أو ‘الهجرة السرية’. وعلى صعيد آخر، ناقش الرئيس الفرنسي مع بن علي مشروع ‘اتحاد المتوسّط’ وهو مشروع استعماري جديد ليس له من هدف سوى إحكام تبعيّة بلدان الجنوب المتوسّطي ومن بينها تونس للاتحاد الأوروبّي لتعميق نهبها واستغلال شعوبها، ولقد كان ساركوزي واضحا أمام أصحاب الأعمال التونسيين حينما قال لهم بنفس استعماري عنصري ومهين: ‘لديكم يد عاملة في حاجة إلى التكوين ولدينل الذكاء والتكوين’. كما يهدف إلى محاولة إدماج الكيان الصهيوني ضمن الفضاء المتوسطي الواسع لإخراجه من عزلته وتيسير عمليّة التطبيع بينه وبين الأقطار العربيّة والسماح له بالتغلغل فيها ماليّا واقتصاديّا وأمنيّا وعسكريّا. وقد أظهر بن علي منذ البداية ‘حماسا كبيرا’ لهذا المشروع وهو يحاول اليوم إقناع ساركوزي بأن تكون تونس مقر ‘اتحاد المتوسّط’ وأن تسند الرئاسة أو الكتابة العامّة إليها. تلك هي حصيلة زيارة ساركوزي لتونس. وبما أنه حصل على ما يريد من ‘صديقه بن علي’ على المستوى الاقتصادي والمالي وعلى مستوى الموقف من مشروع ‘اتحاد المتوسّط’ فإنه لم يرَ أيّ داع ‘لإزعاجه’ بإثارة مسألة الانتهاك المنهجي للحريّات وحقوق الإنسان ودوس مبادئ الديمقراطية في تونس. ولإيجاد غطاء لذلك تذرّع ساركوزي بأنّه لا يريد أن يصبح ‘مقدّما للدروس’ خصوصا حين يتعلق الأمر بـ’صديق’ حطّ عنده كضيف، علمًا وأنّه لم يبرمج أيّ موعد مع ممثلين للمعارضة أو المجتمع المدني. كما أنّ كاتبة دولته لحقوق الإنسان تراجعت، على ما يبدو بتعليمات منه، عن مقابلة ممثلي جمعيات ومنظمات وشخصيات وطنيّة، وبعد أن قصرت برنامج لقاءاتها على رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيسة جمعيّة النساء الديمقراطيّات، ألغت لقاءها مع هذه الأخيرة بدعوى ‘ضغط الأجندة’، والحقيقة أن تصريحات السيدة خديجة الشريف لجريدتي ‘لوموند’ و’ليبيراسيون’ التي لم ترق لنظام بن علي هي التي كانت، على ما يبدو، وراء ذلك الإلغاء. إنّ موقف ساركوزي كان من الممكن أن يكون أصدق لو قصد به أنّه لا يرى نفسه في موقع يسمح له بتقديم الدروس في الديمقراطية لأنه لا يمثل مرجعا في الأمر بالنظر إلى تراجع الحريات وحقوق الإنسان في فرنسا في عهده وإلى مواقفه العنصريّة من سكان الأحياء الفقيرة في باريس ومعظمهم من المهاجرين العرب والأفارقة وتمجيده ماضي فرنسا الاستعماري وتصريحاته الأخيرة في داكار حول علاقة الزنوج بالديمقراطية وتأييده لحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعبان الفلسطيني والعراقي وغير ذلك من المواقف التي لا علاقة لها بمبادئ الحرية وحقوق الإنسان. ولكنه اتخذ مثل ذلك الموقف للتنصّل من المسؤولية الأخلاقية والسياسيّة الناجمة عن علاقته بنظام بوليسي يقمع شعبه ويحرمه من حقوقه الأساسيّة، وتبرير تعامله الصلف معه (cynique) الذي يجعل المصالح الاقتصادية فوق الاعتبارات الإنسانية. إن ساركوزي الذي وجد حرجا في إعطاء دروس ‘لصديقه’ بن علي لم يجد أيّ حرج في إعطاء دروس للشعب التونسي وللديمقراطيين ومناضلي حقوق الإنسان التونسيّين، فقد صرّح في نفس الخطاب أنّ ‘صديقه بن علي’ يحقق تقدّما في مجال الحريات وحقوق الإنسان وأنه واثق بأنه ماض في الطريق الصحيح!! وهكذا فإن الرئيس الفرنسي لم يفضّل على الأقلّ ملازمة الصمت رغم أنّه كان اعتبر الصمت في حملته الانتخابيّة في السنة الماضية ‘تواطؤًا مع الاستبداد’ ولكنه تعمّد الكذب، خصوصا في مثل هذا الظرف الذي تتمّ فيه الزيارة وهو ظرف يتسم بتفاقم خطير لانتهاك الحريّات وحقوق الإنسان، وتدهور الأوضاع الماديّة والمعيشيّة للطبقات والفئات الكادحة واستشراء الفساد واستحواذ حفنة من العائلات المتنفذة على ثروات البلاد بينما يُعِدُّ بن علي لتنظيم مهزلة انتخابية جديدة تضمن له البقاء في الحكم لمدّة 5 سنوات أخرى. إنّ ما جاء على لسان ساركوزي يمثل إهانة للشعب التونسي واحتقارا لذكائه واستهتارا بالقوى السياسيّة والمدنيّة التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية. وهو يواصل السير على خطى من سبقه من زعماء اليمين الفرنسي، فقد جاء شيراك إلى تونس في عام 2003 ليقول للتونسيّين ما معناه ‘يكفيكم أنكم تأكلون وتشربون وتلبسون، فالحريّة ليست لكم أو لستم أهلا لها’ بما في ذلك من منطق استعماريّ عنصري بيّن. لقد أكد حزب العمال دائما أنه من الخطإ الاعتقاد بأن القوى الامبرياليّة معنيّة بتحقيق الديمقراطيّة في بلدنا أو هي راغبة فيها، بل إنّ الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق إلا بالنضال ضد هذه القوى وضدّ نظام الاستبداد المرتبط بها. وإذا كان يوجد حليف حقيقيّ لشعبنا في نضاله من أجل الحرّيّة والديمقراطية فهو الشعب الفرنسي وقواه الديمقراطية والتقدميّة الحقيقيّة التي نتوجّه إليها لتضغط على حكومة بلدها حتـّى تكفّ عن مساندة الدكتاتوريّة التي تحكمنا والتمديد في عمرها لتخدم مصالح الامبريالية على حساب مصالح شعبنا وحقوقه الأساسية.  
حزب العمّال الشيوعي التونسي بتاريخ 01 ماي 2008


دعوة

invitation  
 
تتشرّف “دار سيراس للنشر” باستدعائكم لحضور حفل توقيع وتقديم كتاب “بورقيبة والإعلام:جدليّة السّلطة والدّعاية” للصحفي خالد الحدّاد وذلك يوم السّبت 03 ماي 2008 بداية من السّاعة الخامسة مساء بفضاء الدار بمعرض الكتاب بالكرم.


ساركوزي ينهي زيارته إلى تونس محلل سياسي لإيلاف: ساركوزي كسب الكثير والثغرة بحقوق الإنسان

 

 
إسماعيل دبارة من تونس:
اختتم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الأربعاء زيارته إلى تونس و التي استمرت على امتداد ثلاثة أيام، وقد تُوّجت هذه الزيارة التي وصفها بعض المتابعين بالتاريخية بتوقيع صفقات اقتصادية ضخمة فاقت الملياري يورو وإشادة واسعة بسجل تونس في مجالي مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وهو ما أثار حفيظة عدد من منظمات المجتمع المدني التي تعنى بالحريات و حقوق الإنسان. صفقات تجارية مربحة الهدف المعلن للزيارة كان بحث الشراكة المتوسطية، إلا أن معظم المحادثات انحرفت وفق عدد من المراقبين عن السياسة، لتركّز على الاقتصاد والصفقات التجارية، فقد وقع  البلدان مجموعة من الاتفاقات الضخمة، منها بناء مفاعل نووي في تونس بقوة 700 ميغاوات، وبتكلفة تصل إلى 564 مليون دولار، على أن يسلم بعد 15 إلى 20 سنة، واشترت تونس 16 طائرة ايرباص عملاقة بتكلفة 1.57 مليار دولار، كما وقع البلدان عدة اتفاقيات شملت التعاون النووي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، واتفاقية أخرى لتسهيل الهجرة القانونية، كما ستقوم فرنسا بتمويل عدة مشاريع مهمة في تونس بقيمة 140 مليون يورو.  وفي هذه الزيارة حظيت مبادرة الرئيس ساركوزي “الإتحاد من أجل المتوسط”، الذي يتوقع انطلاقه من العاصمة الفرنسية باريس في يوليو المقبل، بتشجيع من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي أشاد بالفكرة قائلا إن:” أي مبادرة ترمي إلى إرساء شراكات أكثر ديناميكية بين ضفتي المتوسط لا يمكن إلا أن تكون مفيدة لشعوب المنطقة”. أما ساركوزي فقد قال إن:” 13 تموز- يوليو سيكون “موعدا مع التاريخ” حيث سيجتمع فى باريس ممثلون عن جميع دول الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط لاختيار “حزمة” من البرامج الأولية لتطبيقها من بينها التصرف في المياه ومكافحة تلوث المتوسط وإحداث مخطط للطاقة الشمسية في المنطقة بالإضافة إلى مسألة امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية. وذكّر ساركوزى في كلمة ألقاها صباح الأربعاء أمام الطلبة التونسيين بـ”المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجية التونسية” إن “مسار برشلونة الذي أطلقه الأوروبيون سنة 1995 من أجل حوار أورو- متوسطي كان الهدف منه إبداء اهتمام بالجنوب الذي تم تجاهله لوقت طويل”، مشددا على أن “هذا المسار كان خطأ لأنه بني على أساس يقرر فيه الشمال لوحده في حين يكتفي الجنوب بالتطبيق”، وهو أمر يختلف عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط المبني على “برامج ومشاريع توافقية” على حدّ تعبيره. حقوق الإنسان …الثغرة الكبرى ويبدو للمتابع أن الرئيس ساركوزي تعمّد عدم الخوض في ملفّ حقوق الإنسان كما وعد قصر الإليزيه قبل أن تنطلق الزيارة ، وعلى العكس من ذلك أشاد بما أسماه “فضاء الحريات” قائلا:”إنها إشارات مشجعة أريد أن أشيد بها”. مؤكدا أن:” هذه الإشارات وهذه الإصلاحات تندرج في إطار مسار ضيق وصعب لكنه أساسي، وهو مسار الحريات واحترام الأفراد… هذا المسار لا يستطيع أي بلد أن يدّعي أنه اجتازه بشكل كامل”. ولكن الإشادة الكبرى كانت حول موضوع مكافحة تونس لآفة الإرهاب إذ قال :”أريد أيضا أن أشيد، بحربكم الحازمة على الإرهاب، هذا العدو الحقيقي للديمقراطية… الحرب على الإرهاب التي تشنّونها في تونس هي بالنسبة إلى فرنسا مهمة جدا. لأنه من يتخيل انه في حال قام غدا أو بعد غد نظام من نوع طالبان في احد بلدانكم في شمال أفريقيا أن أوروبا وفرنسا ستكونان في أمان؟”. ويعلق الإعلامي و المحلل السياسي لطفي حجي على تصريحات ساركوزي بخصوص ملف الحريات في تونس لـ”إيلاف” بالقول:هذه الزيارة تعتبر جد مفيدة بالنسبة إلى السيد ساركوزي الذي نجح في إبرام مجموعة من الصفقات التجارية وكذا الأمر بالنسبة إلى الحكومة التونسية التي تمكنت من الحصول على دعم معنوي ومادي هائلين ،الثغرة الكبرى في هذه الزيارة هي عدم تطرق الرئيس ساركوزي بشكل متعنت وواضح إلى الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان التي تحصل في تونس ضدّ أشخاص و هيئات مدنية وسياسية وحقوقية بما يفهم كمصادقة لا مشروطة على سياسات الحكومة التونسية في هذا المجال. ومن المحرج لكل من الرئيسين التونسي والفرنسي أن يدخل الصحافيان المعارضان رشيد خشانة، ومنجي اللوز، من صحيفة الموقف ، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على الإجراءات التي اتخذتها السلطة للحد من توزيع الصحيفة التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي. وقد تزامن الإضراب وفق عدد من المتابعين مع زيارة الرئيس الفرنسي إلى تونس كمحاولة من الحزب الديمقراطي التقدمي للفت انتباه الحكومة الفرنسية إلى ما يعتبرونها تضييقات وانتهاكات تستهدفهم باستمرار لكن ساركوزي لم يعلق على هذا الإضراب في أيّ من تصريحاته. و يقول لطفي حجي في هذا الصدد:أعتقد أن تناقضا واضحا وقع فيه الرئيس ساركوزي ، خصوصا مع المبادئ التي ينادي بها السياسيون الفرنسيون عادة والمتمثلة في دعم الحريات الفردية والعامة واحترام حق الاختلاف وحرية التعبير والصحافة والتداول السلمي على السلطة وغيرها من القيم الإنسانية التي تشتهر بها فرنسا و الغرب عموما، و تجاهُل ساركوزي لما يجري في تونس في هذا المجال أثار حفيظة معارضيه بشدة وربما بعض المشاكل قد تنتظره لدى عودته إلى فرنسا ،فالحزب الاشتراكي الفرنسي اعتبر أنه من الخطأ ألا يتطرق ساركوزي الى ملف حقوق الإنسان والانتهاكات التي تحصل في تونس.كذا الشأن بالنسبة إلى الصحافة الفرنسية فقد ركّز أغلبها طوال فترة الزيارة على هذه المفارقة المتمثلة في أولوية الاقتصاد و الصفقات التجارية على حقوق الإنسان.” (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 01 ماي2008) http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2008/5/326467.htm


ساركوزي.. مديح بلا حساب وصفقات بملياري يورو وصدمة للمعارضين

 

 
تونس – صلاح الدين الجورشي عاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بلاده بعد زيارة لتونس دامت ثلاثة أيام، تاركا وراءه جدلا عاصفا في الأوساط الديمقراطية ونشطاء حقوق الإنسان. فتصريحاته الخاصة بدعم الرئيس بن علي وتشجيعه على مواصلة “محاربة الإرهاب”، إضافة إلى شهادته بأن مساحة الحريات في تونس “تشهد تقدّما ملحوظا”، وهي تصريحات ذكَّـرت التونسيين بما سبق أن أكَّـده جاك شيراك في زيارته الشهيرة عام 2003 إلى بلادهم عندما “كشف” لهم أن توفير الطعام والتعليم والصحة هي أساس حقوق الإنسان. هي ثاني زيارة يؤدّيها الرئيس الفرنسي لتونس منذ وصوله إلى دفّـة الرئاسة في مايو 2007، وهو ما يدُل على متانة العلاقات الشخصية التي تربط ساركوزي بالرئيس بن علي، إلى جانب الدِّفء التي تشهده العلاقات بين البلدين منذ السقوط المُـدوِّي للاشتراكيين في الانتخابات الأخيرة التي أخرجتهم من الحكومة. هذه الزيارة استعد لها طرفان محليان، ولكن لكل منهما حساباته وتطلُّـعاته. الطرف الأول، هو النظام الذي كان مُـدركا للدوافع الحقيقية التي تتحكَّـم في اتِّـجاهات السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي وطموحاته، وبناءً عليه، تم الاشتغال منذ زيارة ساركوزي الأولى إلى تونس في يوليو 2007 على إعداد الملفات “الحيوية”، وفي مقدمتها، الصفقات التجارية الهامَّـة في أكثر من قِـطاع، إضافة إلى ملف مقاومة الهجرة السرية ودعم مشروع “الاتحاد المتوسطي” (الذي أصبح يُسمى الإتحاد من أجل المتوسط)، حيث تطمح تونس للظَّـفر باستضافة مقرِّه، وهو ما من شأنه أن يُـحقق أكثر من هدف ومن مصلحة. أما الطرف الثاني، الذي استعدّ بدوره للاستفادة من هذه الزيارة، فتُـمثله أطراف حقوقية وديمقراطية. هذه الأطراف في أغلبيتها الواسِـعة على الأقل، ليست على صِـلة إيجابية باليمين الفرنسي، وبالتالي، لم تكُـن تُـراهن كثيرا على ساركوزي، لكنها ظنّـت بأنه سيأخذ بعين الاعتبار مسألة الحريات العامة، خاصة وأنه سبق له أن تطرّق في زيارته الأولى بشكل ذكِـي لهذه المسألة وكان له دورٌ ما في إطلاق سراح سجين الرأي المحامي محمد عبو. وبناءً عليه، تعدّدت المحاولات والتحرّكات، حيث بادرت المنظمات الحقوقية الفرنسية أو المستقِـرة في فرنسا، بالاتصال بكبار المسؤولين بوزارة الخارجية الفرنسية من أجل إشعارهم بضرورة التطرّق للملف السياسي والحقوقي خلال زيارة ساركوزي، كما تناولت وسائل الإعلام الفرنسية في مُـجملها إشارات مكثَّـفة لوضع حقوق الإنسان في تونس، وما تتعرّض له أحزاب المعارضة المعترف بها من مُـضايقات. مفاجأة أما على الصعيد المحلِّـي، فقد وفَّـرت السلطة “فرصة” للأوساط الاحتجاجية، عندما قرّرت استهداف صحيفة الموقف الأسبوعية الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدّمي (معارضة)، من خلال تحريك قضية عدلية جديدة، من شأنها أن تنسِـف هذه الجريدة المناضِـلة وتُـلغيها نهائيا من المشهد الإعلامي الرّاهن، الذي إن تميَّـز بشيء من التعدّدية الضعيفة، فيعود الفضل في ذلك إلى السَّـقف العالي من النَّـقد الذي تُـمارسه بالأساس صُـحف أسبوعية مثل “الموقف” و”مواطنون” و”الطريق الجديد”، الناطقة جميعها باسم أحزاب معارضة، غير مرضٍ عنها. وهكذا، نجح كلٌّ من رئيس تحرير “الموقف”، رشيد خشانة ومدير تحريرها نجيب اللوز، في لفتِ أنظار وسائل الإعلام الفرنسية والعربية والدولية، إلى جانب من المُـعضلة التي يعيشها الإعلام المحلّي، وذلك من خلال الإضراب عن الطعام الذي أقدَما عليه ابتداء من يوم السبت 26 أبريل بالتَّـوازي مع زيارة الرئيس الفرنسي، وهو ما أزعج السلطات التونسية، التي سارعت إلى إدانة هذا التحرك واتّـهمت أصحابه بممارسة “الانتهازية السياسية”، على حد تعبيرها. أما المفاجأة التي أضفَـت على هذه الزيارة بُـعدا خاصا وجعلت منها مُـناسبة لطرح أسئلة عديدة من قِـبل المعارضين والنشطاء التونسيين بالخصوص، فتمثَّـلت في انحياز الرئيس ساركوزي كُـليا لوِجهة نظر النظام التونسي، مثلما جاء في الخِـطاب الذي ألقاه بمناسبة مأدُبة العشاء، التي نظمها الرئيس بن علي على شرفه مساء الإثنين 28 أبريل. تصريحات مُـذهِـلة! وممَّـا جاء على لسان ساركوزي في ردِّه على مَـن طالبه بالتعرّض لملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس، قوله بوضوح “لا أجد من مبرِّر يسمح لي بأن أمنح نفسي الحقّ بإعطاء الدّروس في بلد أزوره كصديق ويستقبلني كصديق”، ولم يكتف ساركوزي بالاستِـناد على مبدأي السيادة والصداقة، وإنما أضاف بأنه في تونس “تشهد مساحة الحريات تقدّما ملحوظا، وأنه على ثقة برغبة الرئيس بن علي في مواصلة توسيع مساحة الحريات”، إلى جانب “المؤشرات المشجعة” المعروفة، مثل تقدّم أوضاع المرأة وتعميم الدراسة الابتدائية والثانوية و “التعليق الصّـارم لعقوبة الإعدام”. الشهادة الإيجابية التي قدّمها الرئيس الفرنسي حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، أحدثت رجّـة قوية داخل صفوف المعارضين والنشطاء التونسيين، وجعلتهم يُـدركون بأن هذه الزيارة انقلَـبت ضدّهم وأظهرتهم كأنهم يجهلون بلادهم أو أنهم لا يُـحسنون تقدير المخاطِـر التي تواجهها تونس، بل إن ساركوزي استخفّ بمواقفهم وبنضالاتهم، واتَّـهمهم ضِـمنيا، بكونهم لا ينظرون إلى بعيد وأنهم يضخِّـمون بعض المشكلات الصغيرة لحساب “أعداء الديمقراطية”، لهذا، ذكَّـرهم بأن الرئيس بن علي يُـحارب الإرهاب “الذي هو العدُو الحقيقي للديمقراطية”، حسب قوله. وحتى يُـشعرهم بالأهمية الإستراتيجية لهذا الدّور، وضعَـهم أمام الفرَضِـية التالية “إذا أقيم غدا نظام حُـكم على غِـرار طالبان في إحدى دول شمال إفريقيا، فمَـن يصدِّق أن أوروبا أو فرنسا يُـمكن أن تشعرا بالأمان.. إني أدعو الجميع إلى التفكير في ذلك”، وهو ما يعني بتعبير آخر، أن النظام التونسي وبقِـية أنظمة الحُـكم في منطقة المغرب العربي ومصر، لا تعمل فقط على تأمين استقرار الأوضاع الداخلية لبلدانها، وإنما من خلال تصدّيها القوي للإسلام السياسي، وإنما تؤدّي أيضا دورا إستراتيجيا يتمثَّـل في تأمين ظهر أوروبا، وهو ما يقتضي دعمها وتجنّـب إرباكها أو إحراجها في هذه المرحلة التاريخية، إلى جانب ما ستقوم به من معركة إضافية ضد تسرّب الهجرة السرية. نادرا ما تحدّث مسؤول فرنسي أو أوروبي بمثل هذا الوضوح للكشف عن طبيعة العلاقة التي يجب أن تحكُـم الدول الغربية بأنظمة الحُـكم في المنطقة العربية، والمغاربية تحديدا، وهو حديث يأتي في أعقاب الدعوة إلى ممارسة الضّـغط على أنظمة الحُـكم في العالم العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أيضا الدعوة التي أخذَت تتراجَـع بوضوح في المرحلة الأخيرة بسبب صعود الإسلاميين في أكثر من بلد، ومع ذلك، انتقد عديد من الديمقراطيين التونسيين ومنظمات وصُـحف فرنسية تصريحات ساركوزي، التي أذهلت الجميع. المصالح.. ثم المصالح! فمنظمة “مراسلون بلا حدود” المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير رأت في ذلك “طعنة في ظهر الناشطين التونسيين واستِـخفافا بنضالاتهم”، في حين اتَّـهمت راضية النصراوي، رئيسة جمعية مناهضة التعذيب الرئيس الفرنسي بأنه “يشجِّـع السلطة على القمع ويقول لها بأنك في الاتجاه الصحيح”. أما خديجة الشريف، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي شعرت بخيبة أمل، فقد رفضت المشاركة في اجتماع دعت إليه كاتبة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان، واتَّـهمت بدورها ساركوزي بأنه يُـعطي الأولوية للتجارة ولا يعلم بأن “التنمية لا يمكن أن تقتصر على الاقتصاد”، بل ذهبت إلى حدِّ القول بأنه “يستهتر بالمُـجتمع المدني التونسي”. ويدعم هذا الرأي رشيد خشانة بقوله بأن الرئيس الفرنسي “وضع المصلحة الاقتصادية لفرنسا في المقام الأول، وأنه صدم نشطاء حقوق الإنسان، الذين انتظروا موقِـفا مغايِـرا من فرنسا، مَـهد حقوق الإنسان والحريات”، أما مُـنصف المرزوقي، رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية (غير مرخص له) فقد ذهب إلى أكثر من ذلك عندما رأى في هذه التصريحات دليلا على وجود “حِـلف استراتيجي متين بين الاستعمار الجديد، الذي تمثله حكومات الدول الغربية، وخاصة التي يُـسيطر عليه اليمين، وبين الاستبداد الذي تُـعاني منه بلداننا”. كما لفتت السيدة سهير بلحسن، الرئيسة الحالية للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وهي تونسية الأصل، إلى وجود توجّـه نحو “المحافظة على الأنظمة الدكتاتورية في منطقة المتوسط باسم التبادل التجاري ومحاربة الإرهاب”، وأضافت بشكل لافت أن “الإسلاميين جزء من المجتمع التونسي، ويجب معرفة كيف يأخذون مكانهم، وليس كيف نرميهم في البحر”. وإذ من المرشح أن يستمر هذا الجدل، سواء داخل تونس أو في فرنسا، إلا أن بعض أعضاء الوفد الرسمي المصاحب للرئيس الفرنسي سرّبوا لبعض النشطاء التونسيين بأن ساركوزي قد تلقّـى وعودا أو تطمينات بمعالجة “بعض الملفات المعلقة”. هكذا أعادت زيارة ساكوزي إلى تونس وتصريحاته، الجدَل من جديد حول كيفية النظر في أولويات الإصلاح السياسي، وهل أن مقاومة مظاهر العُـنف تكون بحجب الديمقراطية وغضّ الطرف عن انتهاك الحقوق الأساسية للإنسان؟ وهل من الممكن فصل التنمية عن الديمقراطية؟ أما الإشكالية الأخرى، التي عادت لتُـطرح بقوة على الحركة الديمقراطية التونسية بكل فصائلها فقد لخَّـصها البعض على الطريقة التالية: “كيف يمكن لهذه القوى أن تعيد رؤيتها للتغيير بالاستناد على مُـعطيات الواقع المحلي وحسن استثمار عناصر القوة الذاتية، حتى يكون رصيدها الداخلي هو المنطلق الأساسي في نِـضالها من أجل التغيير السياسي”؟. وهي نفس الإشكالية التي يدور حولها جدل واسع في صفوف المعارضات العربية، التي لم تنجح إلى حد الآن في تغيير المعادلات الداخلية القائمة لصالحها، وفي الوقت نفسه بقي بعضها يراهن على الضغوط الدولية التي لا تزال بدورها محكومة بمنطق المصالح.. والمصالح فقط!  
(المصدر: موقع “سويس إنفو”(سويسرا)  بتاريخ01 ماي 2008)


ساركوزي يغادر تونس وسط انتقادات علي تجاهله وضعية حقوق الانسان بها

 

 
باريس ـ رويترز: لقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتقادات شديدة امس الاربعاء بعدما لم يضغط في مسألة حقوق الانسان خلال زيارته لتونس. وهي الزيارة الاحدث ضمن عدد من الرحلات التي اتهم خلالها باعطاء المال أولوية علي الاخلاق. ووصل ساركوزي للسلطة قبل عام متعهدا بجعل حقوق الانسان في قلب السياسة الخارجية الفرنسية، ولكن تعامله مع دول مثل الصين وليبيا الذي أثمر عددا كبيرا من الاتفاقات التجارية دفع الكثيرين للقول بأن الوعود الخاصة بحقوق الانسان كانت جوفاء. وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام لتونس قال ساركوزي ان البلاد أحرزت تقدما فيما يتعلق بالحقوق وأنه لم يأت للبلاد كي يعطي دروسا لحكامها. وتونس أكثر دول المغرب العربي قربا من الغرب، ولكن الجماعات الحقوقية تتهم الحكومة بتكميم الصحافة وضرب المعارضين وحبسهم. وتنفي السلطات هذه الاتهامات. وقالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية بعد مرور عام خفف المرشح السابق من حدة ارائه. وبعد انتقاد سلفه جاك شيراك الذي فضل التحدث عن حقوق الانسان بعيدا عن كاميرات التلفزيون فهو الان يتصرف بصورة مماثلة . وانتهجت زيارة ساركوزي التي أبرم فيها اتفاقا ببيع 19 طائرة من طراز ايرباص لقاء أكثر من مليار يورو لشركة تونس اير للطيران نفس النهج المتبع في الزيارات السابقة. وخلال رحلته للصين في تشرين الثاني/نوفمبر أشرف ساركوزي علي التوقيع علي اتفاق ببيع 160 طائرة ايرباص وعلي اتفاق بقيمة ثمانية مليارات يورو كي تبيع شركة أريفا الفرنسية مفاعلين نوويين ووقودا نوويا. وخلال الحملة الرئاسية قال ساركوزي انه يعارض رفع حظر بيع السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي علي الصين لان بكين لم تحرز تقدما كافيا في مجال حقوق الانسان. ولكن في رحلته للصين قال فريقه انه اتفق الان مع شيراك في أن الحظر الذي فرض عام 1989 عقب قمع الاحتجاجات الطلابية في ميدان تيانانمين يتعين أن يتوقف. وقالت فاليري نيكي مديرة مركز اسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان التعهد الانتخابي الذي قدمه ساركوزي يتعلق بالاساس بالسياسة المحلية. وأضافت خلال الحملة أصدر هذه البيانات الكبيرة فيما يتعلق بحقوق الانسان بشكل عام. كان خطابه قطيعة مع الماضي. ولكنه كان متصلا تماما بالسياسة الداخلية وعلاقاته مع شيراك ليست متصلة كثيرا بالواقع الخارجي الذي لم يكن علي الاطلاق له الاولوية عنده . وتعرض الرئيس الفرنسي لمزيد من الضغط في كانون الاول/ديسمبر حينما استقبل الزعيم الليبي معمر القذافي المتهم علي نطاق واسع باسكات المعارضة من خلال التعذيب والسجن. وقال القذافي الذي استمرت زيارته لفرنسا خمسة أيام ان قضايا حقوق الانسان لم تبحث حينما التقي ساركوزي. ونفي مسؤولون فرنسيون ذلك وقالوا في وقت لاحق ان القذافي أعطاهم ضمانات . ووجهت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون حقوق الانسان راما ياد انتقادات شديدة للقذافي قبيل زيارته، ولكنها لم تدع للصين ولم تظهر تحت الاضواء في تونس.   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ماي 2008)
 


أشاد بسياسات بن علي وقال إن تونس تمنع وصول نظام «من نوع طالبان» في شمال افريقيا … ساركوزي يربط بين الطّاقة النّووية والحرب ضدّ الإرهاب

 

 
 
تونس – رندة تقي الدين     دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى تونس، عن مشروعه الخاص بإطلاق «الاتحاد المتوسطي»، وحرص على الاشادة بسياسة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في مكافحة الإرهاب والتأكيد أن تونس تمنع وصول نظام «من نوع طالبان» في شمال افريقيا قد يهدد أمن أوروبا وفرنسا. وقال ساركوزي خلال عشاء الدولة الذي أقامه بن علي على شرفه وزوجته كارلا، مساء الإثنين، إن الطاقة النووية، طاقة المستقبل، ينبغي أن تكون بمتناول دولة مثل تونس لأنها طاقة تمكّن من التنمية والتطوير، وهما شرطان لإبعاد البؤس والفقر اللذين يمثلان أرضاً خصبة للإرهابيين الذين يتغذّون بالفقر والبؤس. وهذه المرة الأولى التي يربط فيها الرئيس الفرنسي بين الطاقة النووية المدنية ومكافحة الإرهاب عبر التنمية والتطور. وأشاد ساركوزي بجهود بن علي في الاصلاحات في بلاده، وما أحرزته تونس من تقدّم على صعيد حقوق المرأة والتقدم في التعليم. ودافع عن فكرته إنشاء اتحاد للمتوسط على أساس متساو، قائلاً إن الخطأ في الماضي تمثّل في أن الضفة الشمالية للمتوسط كانت تقرر وتفرض قراراتها على الضفة الأخرى الجنوبية، موضحاً أن فكرته هي وحدة المتوسط على أساس متساو، مع رئاسة للجنوب ورئاسة للشمال وأمانة عامة للشمال وأخرى للجنوب. أما بن علي فدعا إلى «مشاركة أوسع لدول جنوب المتوسط في وضع الخطط واتخاذ القرارات وإلى انشاء آليات لانجاز المشاريع»، مشيراً إلى استعداد تونس للمشاركة في وضع آلياتها. واقترح بن علي على الدول النفطية المشاركة في جهد التضامن العالمي عبر «اقتطاع دولار واحد عن كل برميل نفط تساهم به في دعم الصندوق العالمي للتضامن الذي أقرّته الأمم المتحدة». وتكلّلت زيارة ساركوزي لتونس والتي تنتهي اليوم الأربعاء، باتفاق تجاري تضمّن شراء 16 طائرة من طراز «ايرباص» لشركة الطيران التونسية. ووقّع وزير الهجرة الفرنسي بريس أورتوفو اتفاقاً مع وزير الخارجية التونسي عبدالوهاب عبدالله لتسهيل تنقّل المواطنين التونسيين بين فرنسا وتونس وذلك من خلال اعطاء تسهيل منح تأشيرات من سنة إلى خمس سنوات، وأيضاً تسهيل دخول الكوادر التونسية المختصة ببعض المجالات إلى سوق العمل في فرنسا حيث هناك طلب على العمالة التونسية المختصة (سيشمل ذلك أكثر من 9000 محترف تونسي في مجالات الإعمار والفندقية والمطاعم). ويهدف الاتفاق إلى مكافحة الهجرة غير المشروعة، وايضاً دعم أعمال مشتركة بين البلدين من أجل التنمية والتضامن. ووقّع البلدان أيضاً «اتفاق – إطار» في المجال النووي المدني، مثلما حصل مع كل من الجزائر والمغرب وليبيا. ويضع هذا الاتفاق شروطاً للتعاون في تطوير الطاقة النووية المدنية في مجالات الطاقة وتحلية المياه والبحوث وتدريب الكوادر، وهو اتفاق مدّته 20 سنة، مع تشكيل لجنة مشتركة. ومثّلت زيارة ساركوزي لتونس تكريساً لعلاقة فرنسية – مغاربية متوسطية «مميزة»، كون ساركوزي استمر في الاشادة بكل ما قام به بن علي على صعيد اقتصاد بلاده وانفتاحه، خصوصاً تسامحه الديني (صافح بن علي حاخام باريس جوزف ستروك الذي كان مرافقاً في وفد ساركوزي في تونس). ويزور ساركوزي اليوم آثار قرطاج، ثم يكرّر أمام طلاب المعهد العلمي في تونس سياسته الخاصة بإنشاء اتحاد متوسطي. إلى ذلك، التقت أمس وزيرة شؤون حقوق الإنسان الفرنسية رما ياد في فندق اقامتها في تونس رئيس لجنة حقوق الإنسان مصطفى ريفي، وألغت في اللحظة الأخيرة موعداً كانت حدّدته للمسؤولة عن حركة النساء الديموقراطيات خديجة شريف.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)


وصفوا تصريحاته بأنها “طعنة في الظهر” منظمات حقوقية تهاجم ساركوزي لدعمه الرئيس التونسي

 

 
تونس – محمد الحمروني   هاجمت منظمات حقوقية تونسية وفرنسية ودولية بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي التي أشاد فيها بأوضاع حقوق الإنسان والتي أدلى بها خلال زيارته لتونس. وفيما أكّد الدكتور المنصف المرزوقي أن التصريحات دليل على التحالف الاستراتيجي بين الاستعمار والاستبداد ذهبت بعض الكتابات إلى حد وصف ساركوزي بجول فيري الذي حكم فرنسا نهاية القرن التاسع عشر وكان من أشد الأنصار لنظرية التوسع الاستعماري. واحتجت منظمة «مراسلون بلا حدود» بشدة على تصريحات الرئيس الفرنسي، وقالت في بيان وزع الثلاثاء وحصلت العرب على نسخة منه «يبدو أننا لا نتحدث عن الدولة نفسها لأن هذا التصريح مرفوض تماماً» مضيفة أن «حرية التعبير لا تزال سراباً في تونس بوجود صحافة تكتفي بالتمجيد.. فيما يتعرّض الصحافيون المستقلون وأسرهم للتنكيل باستمرار». وحملت المنظمة بشدة على الرئيس الفرنسي واعتبرت تصريحاته «طعنة في ظهر الناشطين التونسيين الذين كانوا ينتظرون الكثير من زيارة الرئيس الفرنسي». وتوجهت المنظمة إلى الرئيس الفرنسي بالقول: «يا فخامة الرئيس، يمكن لفرنسا أن تستمر في التعامل مع تونس بإدراكها التام للواقع السياسي السائد في البلاد. فلا تستخفوا بأولئك الذين يناضلون في تونس في سبيل إسماع صوتهم على حساب سلامتهم وحريتهم. وينبغي أن تدركوا أنه لا يحق لمراسلون بلا حدود وغيرها من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان التوجه إلى هذه الدولة. لذا، يفترض بوجودكم فيها أن يساهم، أكثر من أي وقت مضى، في تعزيز الحريات الأساسية المنتهكة باستمرار في تونس». وفي تصريحات خص بها جريدة «العرب» قال رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة «الموقف» التونسية المعارضة والمضرب عن الطعام رفقة مدير تحرير الجريدة احتجاجا على ما تتعرض له صحيفتهما من منع ومضايقة.. قال إن العنوان الذي يمكن إطلاقه على زيارة ساركوزي هو «الصفقات قبل القيم». وتساءل خشانة مستنكرا «كيف لم تصل أصداء المحنة التي تعيشها أوضاع الحريات في البلاد إلى مسامع الرئيس الفرنسي فلم يجد غضاضة في أن يصرح بأن مجال الحريات يتوسع في بلادنا؟» . وفي تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية أكد الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (معارض غير معترف به) على أن تصريحات ساركوزي حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في تونس «دليل آخر على متانة التحالف الاستراتيجي بين الاستعمار والاستبداد». وشدد المرزوقي على أن دعم الرئيس الفرنسي ساركوزي للحكم في تونس، أثلج صدر النظام، لكنه أثار استياء عميقا عند الشعب التونسي. ودعا مناضلي حقوق الإنسان والديمقراطيين العرب والأفارقة على حد السواء إلى قبول الحقيقة المرة وهي وجود حلف استراتيجي متين بين الاستعمار الجديد الذي تمثله حكومات الدول الغربية وخاصة التي يسيطر عليها اليمين، والاستبداد الذي تعاني منه بلداننا. ورفضت رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان التبريرات التي قدمها ساركوزي لدعم النظام التونسي وهي محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي، وعلقت على ذلك بالقول إن «الإسلاميين جزء من المجتمع التونسي ويجب معرفة كيف يأخذون مكانهم وليس كيف نرميهم في البحر»، مشددة على أن «عددا كبيرا منهم يقبع في السجون التونسية». من جانبها قالت خديجة الشريف الناشطة في حقوق الإنسان ورئيسة جمعية النساء الديمقراطيات في تصريحات صحافية «أشعر بخيبة أمل لأن الأمر لا يتعلق بتلقين الدروس وإنما بالاعتراف بالواقع، وأرى أن الرئيس ساركوزي لا يبدي اهتماما بواقع هذا البلد» مضيفة أن «أولويته هي التجارة.. لكن عليه أن يعلم أن التنمية لا يمكن أن تقتصر على الاقتصاد»، معتبرة تصريحات ساركوزي «مؤشرا على الاستهتار بالمجتمع المدني التونسي». وجاءت موجة الانتقادات هذه على إثر تصريحات للرئيس الفرنسي خلال حفل عشاء أقامه على شرفه الرئيس التونسي ليلة الاثنين الماضي قال فيها إنه يدعم المقاربة التونسية لمكافحة الإرهاب والتطرف ونوه فيها بجهود تونس لمكافحته، مشيراً إلى أنه لا يملك الحق في إعطاء دروس إلى تونس في مجال حقوق الإنسان. وأضاف ساركوزي أن «تونس التي وقعت على العهود والمواثيق الأممية في مجال حقوق الإنسان التزمت بالنهوض بالحقوق الكونية والحريات الأساسية وأن مجال الحريات في تونس يتطور اليوم، وأن هناك مؤشرات مشجعة تندرج ضمن مسار شاق وصعب ولكنه حيوي، ويتعلق بالحرية واحترام الأفراد». ويرى عدد من المراقبين أن الرئيس ساركوزي فضل عقد الصفقات مع تونس على إثارة قضايا حقوق الإنسان التي عادة ما كانت فرنسا، وخاصة مكونات المجتمع المدني فيها، حساسة تجاهها.   (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 ماي 2008)


ساركوزي: النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي يجب أن لا يوقف الاتحاد المتوسّطي

 

 
تونس – رندة تقي الدين       أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً أمس بالتقدم الذي أحرزته تونس على صعيد التسامح والتعليم والحريات. وقال أمام طلاب المعهد العلمي التونسي إن «كل شيء ليس مثالياً في تونس كما هو ليس مثالياً في فرنسا، ويبقى الكثير للتحسين أو الاستكمال». لكنه تساءل: «أي بلد يتمكن من المفاخرة بمثل هذا التقدم خلال نصف قرن على صعيد التقدم والتسامح والعقلانية؟».   وتطرق ساركوزي في اليوم الأخير من زيارة الدولة التي قام بها إلى تونس وانتهت أمس، إلى مشروعه لوحدة المتوسط، مشيراً الى أن الخلافات بين دول المتوسط ينبغي ألا تعيق المشاريع التي ستنطلق في إطار الاتحاد المتوسطي. وقال إن المشاريع يجب أن تأتي قبل المصالحة، مشيراً تحديداً إلى الخلافات التي تسود بين دول المتوسط مثل الجزائر والمغرب، وبين اليونان وتركيا.   وأوضح ساركوزي أن فرنسا وألمانيا تقترحان أن تكون كل دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، وأن يُعاد صوغ مسار برشلونة لتنظيم المسؤوليات في شكل متساو بين الضفة الشمالية للمتوسط والضفة الجنوبية مع رئاسة مشتركة دورية من الشمال والجنوب وأمانة عامة دائمة يتم تشكيلها بالتساوي من موظفين من الجنوب والشمال.   وقال إنه يريد جعل مشروع تنظيف البحر المتوسط «التحدي الكبير لهذا الاتحاد» لأن الحفاظ على البحر المتوسط مهم لكل شعوب المنطقة المتوسطية، وأن من لا يشارك في ذلك سيتحمل مسؤولية فشل كبير. وشدد على ضرورة تجنيب البحر المتوسط ما يشهده البحر الميت أو ما شهده بحر أرال. وأوضح أنه يعزم اطلاق المشاريع المتوسطية في قمة الاتحاد المتوسطي التي ستعقد في باريس في 13 تموز (يوليو).   وقال الرئيس الفرنسي إنه مدرك أن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني يبقى في خلفية اتحاد المتوسط، لكن ينبغي ألا يوقف مسيرة هذا الاتحاد، مؤكداً أنه ينبغي التوصل إلى حل لهذا الصراع من خلال إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش وتتضمن غزة، إذ لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية من دون غزة، مع ضمان أمن اسرائيل، في المقابل.   وقال: «ألا يكفي الكثير من الأوجاع والدمار والخراب (بين اسرائيل والفلسطينيين)… ألا يكفي هذا الكم من القتلى وهذه الحرب المستمرة… ماذا ننتظر إذن حتى نتوحد في المتوسط؟». وأضاف: «ليس هناك أي سبب لننتظر أكثر… المؤمنون بالقضاء والقدر تركونا ننتظر لكنهم فشلوا». وقال: «الوقت يلعب ضد السلام».   ودعا ساركوزي اسرائيل إلى وقف الاستيطان، قائلاً إن أولاد فلسطين لهم تطلعات مشروعة مثل أولاد تونس وأولاد فرنسا، ومن هذا المنطلق ينبغي ايجاد حل نهائي لهذه المسألة على الأسس المعروفة (حل الدولتين). وقال إنه سيقول ذلك خلال خطابه أمام الكنيست في زيارته لإسرائيل في حزيران (يونيو) المقبل.   إلى ذلك، قال مصدر رفيع في الرئاسة الفرنسية إن مشروع تزويد فرنسا دول المغرب العربي بالطاقة المدنية النووية لا علاقة له البتة بالمفاعل النووي الكوري الشمالي الذي قصفته إسرائيل في سورية. وقال المصدر إن ما قامت به سورية «لا علاقة له بالشفافية»، مؤكداً تورط كوريا الشمالية وشبكتها النووية في المفاعل السوري المزعوم، علماً أن دمشق تنفي أن يكون الموقع المدمّر منشأة نووية.   ورداً على سؤال حول ما إذا كان حوار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع نظيره السوري وليد المعلم «مفيد»، قال المصدر إن «كل ما يقوم به السيد كوشنير مفيد، ولكن أشكّ في أن يكون أي حوار كافياً لحل المشاكل مع سورية».   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ماي 2008)  


 
 

ساركوزي أنهى زيارته تونس باتفاقات وصفقات فاقت بليوني يورو  

 
تونس – سميرة الصدفي      أنهى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، زيارة رسمية إلى تونس استمرت ثلاثة أيام، أثمرت توقيع اتفاقات وصفقات تجارية. وقدرت القيمة الإجمالية للعقود ببليوني يورو . وتوصل الوفد المرافق لساركوزي إلى صفقة تضم 16 طائرة «آرباص» (10 من طراز أ 320 و3 من طراز أ 330 و3 من طراز أ 350 )، مع احتمال شراء ثلاث طائرات إضافية (من طرازي أ330 وأ350)، فيما كان متوقعاً الوصول إلى صفقة بعشر طائرات. وقدرت الصفقة التي تهدف إلى تجديد أسطول «التونسية»، بـ1.57 بليون يورو. كما وقّع اتفاق لإقامة وحدة للتصنيع تابعة لمجموعة الدفاع والطيران الفرنسية – الألمانية أيدس EADES في تونس، تؤمن نحو ألفي فرصة عمل.   وشملت الاتفاقات، التي رعى حفلة التوقيع عليها الرئيسان بن علي وساركوزي، مساعدة تونس على إنشاء محطة كهرونووية بقيمة 360 مليون يورو يُستكمل بناؤها في 2020 ، بالاعتماد على التكنولوجيا النووية الفرنسية للحد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المرشحة للنضوب في تونس. وستكون هذه المحطة بقوة 800 إلى 900 ميغاوات، وهي ثمرة للتعاون بين المديرية الفرنسية للطاقة الذرية والمركز الوطني للبحوث النووية في تونس. إلا أن الاتفاق لا بد أن يحظى أولاً بموافقة الهيئة الأوروبية للطاقة الذرية «يوراتوم». كما أسندت الى مجموعة «أريفا» الفرنسية صفقة لدراسة استخراج اليورانيوم من الفوسفات الخام الذي تنتجه تونس بكميات تجارية.   واستأثر قطاع الكهرباء بقسم مهم من الاتفاقات التي توجت زيارة ساركوزي، إذ فازت مجموعة «ألستوم» الفرنسية بصفقة قيمتها 300 مليون يورو لتجهيز محطة «غنّوش» لتوليد الكهرباء في محيط ميناء قابس الصناعي (جنوب).   ووقع مسؤولون في الوكالة الفرنسية للتنمية سبعة اتفاقات مع مسؤولين تونسيين بقيمة 140 مليون يورو لتمويل مشاريع تنموية. وتوصل البنك التونسي – الكويتي، الذي خصص أخيراً، إلى اتفاق مع صندوق التأمين الفرنسي لتقديم خدمات مشتركة إلى أكثر من 600 ألف مهاجر تونسي مقيمين في فرنسا.   ويعتقد محللون أن الزيارة كرست تفوق فرنسا الاقتصادي على منافساتها الأوروبية، بخاصة إيطاليا التي تأتي ثانية بين شركاء تونس الاقتصاديين. ودل الوفد الكبير من رجال الأعمال الفرنسيين الذي رافق ساركوزي، والمؤلف من 500 رجل، على الاهتمام الذي تبديه المجموعات الفرنسية بالاستثمار في تونس القريبة من الأسواق الأوروبية والتي ترتبط مع الاتحاد الأوروبي باتفاق شراكة أتاح إلغاء الحواجز الجمركية بين الجانبين اعتباراً من مطلع السنة الجارية. ويُقدر عدد المصانع والمؤسسات الخدماتية التي أنشئت باستثمارات فرنسية في تونس، بـ1400، ما بوأ الفرنسيين المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلد. وطبقاً للرؤية التي عبر عنها ساركوزي في الخطابات التي ألقاها في تونس يمكن أن تصبح منطقة شمال أفريقيا متكاملة اقتصادياً مع أوروبا، ما يؤدي إلى تشكيل تجمع إقليمي متوسطي يمكن أن ينافس آسيا ويكون «نموذجاً للتنمية المتكاملة» بحسب الرئيس الفرنسي.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ماي 2008)


 

تونس نيوز وموعد 30 أفريل 2008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

عبدالحميد العدّاسي…    لمّا تُوفّي الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، جاء أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، فكشف الثوب عن وجهه فقبله وقال فداؤك أبي وأمي ما أطيبك حيّا وميّتا، ثمّ قال: مات محمد صلى الله عليه وسلم وربّ الكعبة. وفي رواية أخرى: “بأبي أنت وأمّي، لا يجمع الله عليك موتتين، أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد متّها”… لا أريد من خلال هذا الحادث الجلل وما تعلّق به، نعي تونس نيوز كما نعى سيّدنا أبو بكر الصدّيق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لا – والله – فأنا مطمئنّ إلى أنّ الفريق الذي وُفّق في خدمة الكلمة الطيّبة بنجاح منقطع النّظير لهو مؤهّل للنّجاح بإذن الله في اختيار العناصر الصالحة التي ستكون حريصة – على الأقلّ – على المحافظة على بهاء صورة هذا الموقع الطيّب بأهله وبتوجّههم الخادم للمصلحة العامّة، ولكنّي أردت الإشارة إلى أمرين مهمّين: أوّلهما الإقتناع بأنّ كلّ شيء زائل (هالك بالتعبير القرآني) إلاّ وجهه سبحانه وتعالى، وهو ما أهّل أبو بكر الصدّيق إلى استحضار “إنّك ميّت وإنّهم ميّتون” وغيرها من الآيات المنبئة باستكمال مرحلة من الحياة لتبدأ بعدها مرحلة أخرى هي أكثر أهميّة من سابقتها… ما يغريني بالقول بأنّ فريق تونس نيوز المؤسّس – وإن أعلن تمرير الأمانة إلى غيره – لن يقصّر في المراقبة والتصويب والنصيحة كي يكون هذا الموقع – كما استشرفوا – أحسن ممّا كان عليه من قبل (وما كان من قبل إلاّ على الحسن وفيه وبه). وأمّا الأمر الثاني: فهو الإشارة إلى أنّ الموقع بأهله طيّب كريم عزيز علينا، نحن القرّاء – رغم بعض الاستثناءات فينا -، وعليه فإنّي أغتنمها فرصة كي أقبّل بحرارة قبلة سيّدنا أبي بكر وأشكر كلّ عناصر الفريق (وعددهم قليل جدّا) على ما بذلوه من جهد وعلى ما تحلّوا به من صبر فاجأ الجميع. كما أشكر جنود الخفاء النّساء (وأنا ضدّ تجنيد المرأة في الخدمة العسكريّة بتونس) على صبرهنّ ومؤازرتهنّ اللاّمحدودة لأزواجهنّ ولنا جميعا (فلولاهنّ – بعد الله – ما وصلتنا النشرية مسترسلة كما عهدناها). وهي لعمري فرصة سانحة أيضا لأستقبل الفريق العامل الجديد مباشرين ومسندين بالشدّ على أيديهم ودعوتهم إلى التأسّي بمن سبقهم كي تكون تونس نيوز بحقّ وجهة كلّ التونسيين وملاذ (أرجو عدم الخلط فما أردت هنا عبادة من دون الله) أصحاب الكلمة الطيّبة، كي نسهم جميعا في إزاحة الغمّة عن تونس التي تنازعها جشعُ أبنائها (الحكّام) وطمعُ أعدائها….  

 


 
للشاعر الأخضر الوسلاتي   كتاب الله بالامس سبــوا سيد الانســـــان     واليوم قالوا الزيف في القرءان ماذا يريد الحــاقـــــدون بطعنهم      ليشككوا في قولة الرّحمــــــــان لن يفلحــوا فاللـّــه عـزّ لحـــافظ      اقوالــــه من زمرة الشّيطـــــان مهمـا ارادوا النّيل منه بزورهم      وسهامهم بالكيد والبهتـــــــــان لن تستطيع نبـــــالهم خـــــــرق     الجدار فانــه كالامعز الصّــــوّان كم حـــاولــوا تحريفــــه لكنهــــم     فشلوا وعــــاد الكلّ بالخســران هذه بعض الابيات والبقية ءاتية ان شاء الله


 

مقتطفات من بعض المداخلات في منتديات حوار الشباب 2008 في سياق الإجابة عن السؤال التالي: ما رأيك في المظاهر الدخيلة عنا (في اللباس وفي ممارسة العبادة و الطقوس)؟ يوم 15 أفريل 2008 كتب “تونسي أصيل” يقول: إلى من يكلم عن الزي الطائفي .. عن أي طائفية تتحدثون؟؟؟

 

 
 
السلام عليكم  أولا أشكر من بادر بهذه الفكرة و سعى لإنجازها و آمل أن يكون هذا الفضاء منتدى حر لكل التوانسة بدون إقصاء لأي فئة كانت، فمادام الشخص يحمل الجنسية التونسية فمن حقه التعبير عما في ذهنه تجاه بلاده و شعبه و من حقه أن يشارك في صياغة رؤية بلاده المستقبلية. بالفعل آمل أن يكون فضاء حر بأتم معنى الكلمة و أن لا نمارس فيه بعض الممارسات البليدة التي تعودنا عليها من بعض الجهات التي تشبعت بثقافة الإقصاء، و تونس لكل التوانسة.   أدخل مباشرة في الموضوع، موضوع الثقافة التونسية..مرجعياتها و أسسها. وهذا الموضوع بالذات -تجليات الثقافة غي اللباس و مظاهر التدين- أراه موضوع في غاية الحساسية لما فيه من ملابسات عديدة   أولا، يقول الدستور التونسي أن تونس دولة عربية دينها الإسلام، و ما أنشئ هذا البند الأول من الدستور إلا على أسس مرجعية الشعب. و بهذا أقول و بكل وضوح أن تونس دولة عربية إسلامية تستمد جذورها الثقافية من حظارة العرب و المسلمين و يحكمها دين الإسلام. كلامي هذا يأتي ردا على الذين يحاولون مرارا و في كل مناسبة التأكيد على أن تونس هي امتداد لدولة قرطاج و الفينيقيين و محاولة حصر رموزنا التاريخية في عليسة و حنبعل و الكاهنة… متجاوزين بذلك حقبة تاريخية هي الأهم في تاريخ تونس و التي هي لاتزال متواصلة إلى الآن و هي الفتح الإسلامي لتونس و ازدهار الدولة الإسلامية حينها و اشتهارها بالعلم و العلماء. حتى أن بعض هؤلاء الأصوات التي تريد تغييب هويتنا العربية الإسلامية تعتبر الفتح الإسلامي لتونس هو احتلال للبلاد من قبل العرب و يصورون لنا الكاهنة التي “أحرقت جيوش المسلمين” على أنها بطلة في تاريخ تونس.   و إذا أقررنا بأن تونس هي دولة عربية دينها الإسلام مثلما أقر دستورنا الذي هو مرجعية الدولة نفسها..فمن المؤكد أن ثقافتنا ستكون مستمدة من هويتنا، و بما أن اللباس يعكس الثقافة فإنه من المفترض ان نرى ذلك متجليا في شوارعنا. و هنا أظن أنه من المسلّم به عند الجميع أن لباسنا في تونس (و في معظم الدول العربية إلا البعض منها) لا يوحي بأن تونس دولة عربية، فعند الرجال مثلا تجد أغلب الشباب يتتبعون الموضة و يلبسون لباس الغرب من سروال ضيق و قميص و بدلات (كوستيم) و ربطة العنق، بل إن العديد من الدوائر الحكومية و الإدارات تفرض عليهم لبس ربطة العنق و البدلة مثل البنوك مثلا و بعض المؤسسات الأخرى. هذا إلى جانب “التقليعات” التي تظهر لنا بين الفينة و الأخرى من سراويل “غير محترمة” أو كنا نعتبرها في فترة من الفترات غير محترمة إلى أن خرجت لنا في شكل موضة. و الجدير بالذكر أن لباسنا الأصيل الذي لم يمر زمن طويل حين كان أجدادنا يلبسونه هو السروال العربي و الجبة و الفرملة و الشاشية و البرنوس، و كل هذه الملابس صرنا فقط نلبسها يوم 16 مارس و إذا لبسها شاب أو حتى كهل في يوم خلاف هذا اليوم يبدو كأنه نشاز في المجتمع و ربما وصفه البعض بالجنون أو التخلف… و للأمانة فإن هذه المشكلة موجودة عند أغلب الدول التي خضعت للإحتلال و أرى أن هناك عاملين أساسيين لهذا الوضع هنا الإحلال العسكري على الدول العربية الذي وقع في القرنين الماضيين و الحتلال الفكري و الغزو الثقافي الذي يحصل لها الآن بدعوى العولمة. أما بخصوص لباس النساء.. و هنا نجد محل الخلاف… فقبل أن أتطرق إلى مسألة اللباس الطائفي كما يحلو للبعض أن يسميه (و هذه التسمية سأناقشها لاحقا) أريد ان أطرح سؤالا واضحا و هو: و نحن ندعو إلى الحفاظ على هويتنا التونسية، هل ما تلبسه فتيات تونس و نساؤها اليوم هو اللباس التونسي؟؟هل كانت جداتنا تلبس الميني جيب و السروال الضيق و المريول خلعة و كل ما نراه اليوم في الشارع؟؟ أرى أننا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا أكثر و أن نحكم عقلنا لا عواطفنا و أن نتعامل مع الأمور بأكثر تأصيل و عقلانية و منطقية. الجواب أظنه واضح.. و قصدي من السؤال أيضا أظن أنه واضح لكل ذي عقل. و قبل أن أتطرق إلى الجانب الشرعي (بما ان الموضوع هو “الباس و الطقوس الدينية” كأن الذي كتبه يقصد شيئا)..قبل الجانب الشرعي و مسألة الحجاب و مدى فرضيته في الإسلام الذي هو مرجع الدولة في تونس بنص الدستور، أهمس في أذن من يقولون عبارة “الزي الطائفي” عن أي طائفية تتحدثون؟؟ نحن توانسة و نعرف جيدا أن تونس هي أكثر بلد عربي مسلم متجانس شعبه، الحمد لله أننا كلنا على المذهب المالكي و أنه ليست هناك عرقيات في تونس..فبالله عليكم عن أي طائفة تتحدثون. أما أن الحجاب اقترن في فترة معينة بتوجهات سياسية، فأعتقد أنه ليس ذنب الفتيات اليوم اللاتي لم يعاصرن تلك المرحلة و لا يدرين عنها شيء (حيث أنه من المعروف أن في عائلاتنا الكلام عن تلك المرحلة من المحظورات.. و الكل يعلم ذلك). و اما من الناحية الشرعية..و بما ان تونس كما أسلفنا هي دولة عربية دينها الإسلام و شعبها مسلم..فمن المؤكد أن يكون لهذه المسألة حضور عند الشعب..مسألة “مطابقة لباس المرأة لما جاء به الشرع الإسلامي” و بقطع النظر عن الخلاف فيها بين العلماء (إذا سلمنا أصلا بأن هذا الإختلاف موجود) فإنه يحق لكل إنسان أراد ان يتدين بدين معين أن يمارس طقوس دينه خاصة حين يكون في بلد يقول أن دينه الإسلام بنص دستوره. و حتى لو كان الحجاب هو من باب الفضل و ليس فرضا (و هذا لم يقل به أي عالم من علماء الدين) فأظن ليس من حقنا ان نمنع أحدا من أن يمارس فضائل دينه مادام لا يضر من حوله.. و لا أعتقد ان الحجاب يضر صدقا لانه أصلا ليست هناك طائفية في تونس و الحجاب لا يمس بمشاعر أي طرف من أطراف المجتمع التونسي. (من منا يصاب بالأذى حين يمشي في الشارع و يرى محجبة أو تدرس معه في الفصل محجبة أو تعمل في المؤسسة معه محجبة؟؟؟؟؟؟) و بودي لو أطرح المسألة الشرعية بأكثر تفصيل استنادا إلى علماء توانسة و أرجو هنا أن لا ندرج إلا كلام أهل العلم و ليس المتنطعين أو المنتسبين إلى علم الشريعة زورا، و نحن في عصر نحترم فيه العلم و أهل الإختصاص..فكما أننا لا نتكلم في الطب من رأينا الخاص و كذلك في الكيمياء مثلا لأننا لسنا من أهل الإختصاص، أرجو أن لا نتكلم في الفتاوى و المسائل العلمية الشرعية مادمنا لسنا من أهل الإختصاص، و أن لا ننقل إلا عن علماء شهد لهم الجميع بالعلم. و سأدرج في المداخلة القادمة إن شاء الله آراء أهل العلم في مسألة الحجاب، و ما تخافوش، كلهم توانسة و يشهد لهم الجميع بالعلم و المصداقية و من كبار علماء الزيتونة   يوم 16 أفريل 2008 عاد “تونسي أصيل” للكتابة ونشر التالي:   وجدت في هذا المنتدى مشاركة لتونسي إسمه علاء الدين أشكره بالمناسبة لنقله الطيب و سأنقل عنه مشاركته التي أدرج فيها أقول العلماء التوانسة الذين سألهم الطاهر الحداد حين كتابته “إمرأتنا في الشريعة و المجتمع” و إليكم بعض أقوالهم ———————————————— رأي شيوخ الزيتونة في الحجاب من خلال كتاب «امرأتنا في الشريعة» للحداد   السؤال رقم 12: ما الذي يجب ستره من بدنها عن الانظار صونا للاخلاق؟(11) ـ جواب الشيخ الحطاب بوشناق (12): «أما ما يتعلق بالنظر اليها وسماع صوتها، فالمحرر ان الوجه ليس بعورة يحل النظر اليه لمن لا يخشى الافتتان، وقال القهستاني تمنع الشابة في عصرنا من كشف وجهها لانتشار الفساد. والحجاب ادعى الى العفة وآمن عليها ان تنظر اليها العين الفاجرة. واما صوتها قيل عورة وهو ضعيف، وانما العورة تمطيط الصوت وترقيقه بكيفية تستهوي الرجل. ـ جواب الشيخ محمد العزيز جعيط (13): يجب بالنسبة للاجانب غير المحارم ستر جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين، ويجب عليها ستر الوجه ايضا اذا خشي منها الفتنة. ـ جواب الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور (14): «ان الذي يجب ستره من المرأة الحرة هو ما بين السرة والركبة عن عين الزوج، وماعدا الوجه والاطراف عن المحارم، والمراد بالاطراف الذراع والشعر وما فوق النحر، ويجوز لها ان تظهر لابيها ما لا تظهره لغيره ماعدا العورة المغلظة، وكذلك لابنها، ولا يجب عليها ستر وجهها ولا كفيها عن احد من الناس. ففي الموطأ قال مالك: لا بأس أن تأكل المرأة مع غير ذي محرم على الوجه الذي يعرف للمرأة ان تأكل به، وهذا يقتضي ابداء وجهها ويديها للاجنبي، فوجه المرأة عند مالك وغيره من العلماء ليس بعورة، واستدلوا على هذا بقوله تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. وقوله: وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن». وانما يستحب للمرأة ستر وجهها كما قال ابن عباس، ويحرم على الرجل النظر لوجه المرأة لريبة او قصد فاسد، واختلف في ستر قدميها على قولين. وقد تفاوتت عصور المسلمين واقطارهم في كيفية ما ابيح لهم من احتجاب المرأة تفاوتا له مزيد مناسبة لاحوال الاداب والمعارف الغالبة في عامتهم وفي نسائهم. وله مزيد تأثر بالحوادث الحادثة من اعتداء اهل الدعارة والوقاحة على المحرمات، فيجب ان يكون حال الاداب والتربية في بلاد الاسلام هو مقياس هذه الاحكام.   و يظهر لنا جليا من خلال إجابات الشيخ بن عاشور رحمه الله مثلا أو الشيخ جعيط أننا نتقول على علمائنا و ننسب إليهم ما لم يقولوه، و لو كانوا أحياء لردوا علينا أما و أنهم ماتوا، فأصبح يحلو للكثيرين الآن خاصة منهم بعض من “سمى نفسه شيخا أو عالما” بمجرد أنه درس بضع سنوات في الزيتونة، فأصبح يقول أن الشيخ بن عاشور مثلا يقول أما الحجاب ليس بفرض و كلام من هذا القبيل. و لو كان الشيخ بن عاشور حيا لما تجرأ على قول ذلك و لكن الحمد لله، لازالت كتب بن عاشور شاهدة على رأيه العلمي في الحجاب. فبالله من يقول أن الحجاب زي طائفي يجب أن ينتبه لكلامه لأن الحجاب فرض من فرائض الإسلام وبقوله أنه طائفي فكأنه يقول أن الإسلام طائفي. (عمركمشي شفتو واحد يقول أن الصوف هو فعل طائفي أو الصلاة؟؟!!)   و ملاحظة أخرى مهمة، و هي أن الطاهر الحداد كان يعرف أنه ليس بعالم في الشريعة لذلك سأل علماء الزيتونة المباركة حول مدى فرضية الحجاب (و الحجاب الذي قصده حينها في سؤاله هو ما بات يعرف اليوم ب “النقاب” و ليس فقط غطاء الرأس) وواضح لكل متمعن في ردود المشائخ أنهم يقصدون بكلمة “حجاب” هو غطاء الوجه و ليس الرأس حيث أن غطاء الرأس ليس فيه أدنى اختلاف في أنه فرض على كل مسلمة. و كما تقرؤون جاءت ردود العلماء على أنه مستحب في أقل درجاته ( وهم يقصدون بذلك غطاء الوجه). و إذا قلنا أن غطاء الوجه اليوم هو “طائفية” و ” إرهاب” (رغم انه قبل 70 سنة لم يكن كذلك و اسألوا جداتكم كيف أنه كان منتشرا بشكل كبير في العاصمة و في كل تونس)..إذا سلمنا بأنه “طائفية” فلماذا يكون غطاء الرأس زي طائفي، و أكرر السؤال، إلى أي طائفة يرمز الحجاب؟؟!! هل يرمز إلى طائفة المتدينين؟   أترك لكم التعليق   للإطلاع على جميع المداخلات والردود في المنتدى اضغط على الرابط التالي: http://www.pactejeunesse.tn/forum/showthread.php?t=1518


إلى أهلي في تونس الحبيبة

 

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي   كثيرة هي المواضيع التي تستوجب الكتابة هذه الأيّام. فزيارة رئيس الدولة التونسية ذات المسحة العسكرية إلى جزيرة موريس واحتفال تونس (في جانبها الصهيوني) بالمحرقة اليهودية والحوض المنجمي بقفصة والحركة العمّالية النقابية والفاتح من ماي وحوار الشباب التونسي كلّها عناوين قد استهلكت ولا تزال بحاجة إلى استهلاك الكثير من الحبر… غير أنّي أتوقّف اليوم مع موضوع زيارة الرّئيس الفرنسي ساركوزي إلى البلاد التونسية – وقد رأيت الكثير من أهلي هناك يأسف لتصرّف الضيف الذي تنكّر لـ”مبادئ فرنسا” فلم يعر الحريّة اهتماما بل راح يمجّد دكتاتوريّة شهد الجميع على بشاعتها ودمويّتها – فأقول محاولا تعزيّة أهل تونس (بلدي الطيّب) بكلمات واضحة لا تحتمل التأويل: احمدوا الله الذي منعكم أكل الميتة رغم اضطراركم إليها! وأضيف: لعلّه من الهوان أن ينتظر التونسي الأبيّ الشريف الكريم المسلم فضلا يسوقه إليه رجل فقد شعبيته في بلده الذي يرأسه بسبب تصرّفات تصل حدّ الشذوذ أحيانا. رجل بدأ حربه مبكّرا (وقبل ترؤّس فرنسا) ضدّ الضعفاء من ضواحي باريس وضدّ الحرّيات من قانون منع الحجاب بالمدارس والمؤسّسات (تأسّيا بمضيفه) وضدّ المسلمين والعرب ودعاة الانعتاق من رفض مصافحة مَن لا يعترف بالكيان الصهيوني الغاشم الذي احتفل واحتفل هو معه بالذكرى الستّين لقيامه دون أن ينتبه المضيف والعرب النوّم إلى الذكرى الستّين لفقدانهم الكرامة المسمّاة اصطلاحا نكبة… رجل طلّق زوجته أمّ أولاده ليركض بلهفة وراء عارضة لشيء لا يعرض أبدا في دنيا الفضيلة…   ولأهل بلدي أقول بأنّ الرّجل لم يتنكّر لمبادئ بلده أو بيئته، فالشعارات المرفوعة ليست لكم ولا لغيركم من المسلمين الذين هم عندهم إرهابيين بل هي للاستعمال الداخلي (وليست للتسويق أو الاستهلاك الدّاخلي والخارجي كما يفعل حكّامُنا)، ففرنسا الحريّة والمساواة والأخوّة متواجدة وبامتياز في بعض الأحيان ولكنّها للفرنسيين الأقحاح في فرنسا وليس لغيرهم من القومية (ثلاث نقاط فوق القاف) مثلا، أو للمغيّرين لجلودهم الفاقدين لقلوبهم من المنافقين الفارّين من أرض أصولهم الطيّبة… والأمر في هذا الباب ليس خاصّا بفرنسا ولكنّه ينطبق على كلّ الأقطار الغربيّة تقريبا (والأمر في جغرافيته السياسية وليست الشعبية)، فتجد معنى الديمقراطيّة مثلا بكلّ ما حوى من مبادئ حريّة التعبير وحريّة الرّاي وحريّة العمل والسفر والترشّح وغيرها بضاعة محليّة لا يقع تصديرها في نسختها الأصليّة إلى ديارنا ولكن قد يقع تصدير أو المصادقة على نسخ مغشوشة منها إلى عالمنا العربي المتخلّف دون تأنيب ضمير أو خوف من مؤاخذات… وظنّي أنّ الذي أنبت الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي الإسلامي دون مراعاة منه لمبادئه “السمحة”، والذي يتسلّى بأشلاء أطفالنا المبعثرة في غزّة الشهيدة وفي العراق والصومال وأفغانستان وغيرها على أنغام حقوق الطفل والذي يطارد رجالنا ونساءنا بطائراته النفّاثة على وقع حقوق الإنسان وحقوق المرأة لا يمكن أبدا أن يحرجه وجود ديكتاتور، شجّعه تقاعسنا وحبّنا للدنيا، فيسأله لمَ فعلت كذا أو لمَ لمْ تفعل كذا؟!… إنّه التواطؤ المتبادل: سكوت عن الظلم الشائع في بلادنا مقابل طمس صوت الحقّ والحقيقة في المنابر الدوليّة!… ومن هنا يمكننا فهم التذمّر الحاصل لدى “الكبار” هذه الأيّام من بعض الكلام “الثقيل” والذي قد صدر عن ممثّل ليبيا وسانده – “دون ديبلوماسية” – ممثّل سورية بهيأة الأمم (*)…   قال رضا الكافي (وأنا لا أعرف الرّجل ولكنّي مؤمن آخذ الحكمة من فهمه) (**) فيما جاء في نصّ المدوّن مجيد، المتحدّث عن راما يادي ودورها الغائب أو المزلزَل بفعل هدير الطائرات آرباس: “ساركوزي هو رئيس فرنسا وقد جاء إلى تونس للدّفاع عن مصالح فرنسا وليس عنّا نحن، وكذلك فإنّ مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس تظلّ مسألة تونسية وحلّها يقع بين أيدي التونسيين أنفسهم”. قلت: قد يجد هذا الكلام من يعارضه ولكنّي أراه صائبا ومقنعا، وظنّي أنّه لو تفهّم التونسي كلّ الإيحاءات والتصرّفات الفرنسية من لدن شيراك الذي نزّلنا منزل الماشية إلى يوم النّاس هذا، لما مكّنّا النّظام التونسي من إهدار مال تحسّر الكثير منّا على إنفاقه، ولما مكّنّا سركوزي الذي سبّ بعضا من أهلنا واتّهمهم بتهم باطلة من التعامي عن مشاكلنا، ولما جعلناه يتدخّل في قضايانا بالغشّ تحت مسمّى عدم التدخّل في قضايانا (لا يتدخّل فيما يتعلّق بالحرّيات ولكنّه يتدخّل في توجيهنا وتعليمنا كيف نكون أذكياء كالفرنسيين وربّما خبثاء كالصهاينة)، ولما سمحنا لإمرأة بيعت صورُها العارية تماما في المزاد العلني بتدنيس مسجد الزيتونة المعمور الذي قد يكون الكثير من مسلمات تونس مُنِعْنَ منه لارتدائهنّ اللّباس الشرعي!…   نعم الحلّ لا يكون إلاّ تونسيا صرفا، وإذا كانت ثورة الخبز كما يسمّونها قد انطلقت ذات يوم من عرّام الواقعة جنوب قابس من الجنوب التونسي، فإنّ ثورة الكرامة والحريّة والعدالة قد انطلقت من الحوض المنجمي الواقع غير بعيد عن قابس بمحاذاة بلدة قال شاعرها الشاب رحمه الله في قصيدة حوت ثلاث أبيات تامّات (***): كلُّ قلبٍ حمل الخسف، ومـا **** ملَّ مِن ذُلِّ الحياةِ الأرذلِ كلُّ شعبٍ قد طغت فيه الدِّما **** دون أنْ يثأرَ للحقِّ الجلِي خَلِّه للموتِ يَطْوِيهِ!.. فمَــــا **** حَظُّهُ غيرُ الفناءِ الأنكـــلِ     ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): تحت عنوان “ليبيا تتسبّب في حادث نادر الوقوع في هيأة الأمم المتّحدة”، جاء في صحيفة لوفيغارو الفرنسية: “غادر يوم الإربعاء (23 أبريل 2008) ممثّلو فرنسا والولايات المتّحدة وبريطانيا العظمى وأعضاء آخرون بعض جلسات المجلس بعد أن قارنت ليبيا على لسان سفيرها السيّد إبراهيم الدبّاشي ما يجري في غزّة بالجرائم البشعة التي اقترفها النازيون إبّان الحرب العالميّة الثانية”. تقول الديبلوماسية البريطانية كارن بيارسي أنّ بعض أعضاء المجلس أحرجهم وأقلقهم هذا الخطاب الليبي وأنّهم يعتقدون أنّ مثل هذا الخطاب لا يقدّم مشروع السلم في الشرق الأوسط… تقول الصحيفة: منذ عدّة أشهر صارت الجلسات تنتهي في أغلب الأحيان بعدم التفاهم وتفضي إلى مناقشات تكتسي طابعا “عنيفا” تعقبها تصاريح تنقصها الديلوماسية…(قلت: فلنحذر نحن العرب “المتخلّفون” أن نؤثّر – دون انتباه منّا – على مسار السلام في الشرق الأوسط ولنحاول دائما الالتزام بما تفرضه الدبلوماسية، وحدودها ألاّ نقول كلمة الحقّ كما فعلت ليبيا!…)   (**): Sarkozy est président de la France et il est venu ici pour défendre les intérêts français. La question de la démocratie et de l’amélioration des droits de l’homme en Tunisie est une question tunisienne qui doit être réglée entre Tunisiens (http://www.madjidenblog.fr)   (***): خلِّه للموت، للشاعر أبو القاسم الشابّي رحمه الله. والخسف: هو الذلّ والهوان، وطغت: كثرت (وقد كثر القتل في تونس، انظروا عدد ضحايا السجون في صفوف الإسلاميين رحمهم الله)، والفناء: الموت.  


 
بسم الله الرحمان الرّحيم

كيف الاحتفال بيوم الشغل والعمل بين ثقافة الانبطاح و ثقافة الاصلاح على مرّ السنين

الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة و المحافظة عليها واجبة وضرورة الحقّ في العمل و الشغل واجب و احترام الحقوق المنزوعة و المهدورة ضرورة من وحي معاناة البطالة و الفقر و الخصاصة والحرمان و عجزالقطاع الفلاحي والنزوح وزحف العمران لا تقدم  بدون ضمان حرية التفكير والتعبير.. ولا تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية دون حد ادني من التنمية السياسية.. (الجزء الاوّل) “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم” (آل عمران 103) “قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله” (سورة يوسف 108)

 
 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس من وحي معاناة الشغالين : عمال منزوعة و مهدورة حقوقهم أما آن لها أن تنهض وتسير في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة. تم في مجلس الوزراء المنعقد يوم 11/04/2008 عمل هادف ومفيد يؤكد متابعة رئيس الدولة لدعم التنمية و تحسين ظروف عيش المواطنين ومواصلة تشغيل الشباب خاصة أبناء المعوزين والشباب الريفي في المناطق النائية هذا أمر ايجابي. وتقف اليد العاملة بالقلم والفكر والسّاعد في كل بلد من بلدان العالم يوم غرة ماي من كل سنة لتقيّم مسيرتها وتحصي ضحاياها وتتبيّن نقاط القوّة والضعف في كفاحها العادل المتواصل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. تأتي الذكرى الرابعة عشر بعد المائة لعيد العمال العالمي، هذا العيد الذي تمرد فيه  العمال على جلاديهم ومصاصي دمائهم ،واستطاعوا عبر شلالات الدم والنضال المتواصل انتزاع العديد من حقوقهم العمالية وفي مقدمتها يوم عمل من ثماني ساعات ،وكذلك سن العديد من القوانين والتشريعات التي تكفل وتحمي هذه الحقوق . واليوم في ظل الرأسمال العولمي ،نرى ونشهد هجمة شرسة على كل منجزات ومكتسبات الحركة العمالية ،فأوضاع اليد العاملة،تشهد المزيد من التدهور والتراجع وقضم الحقوق،حيث الرأسمال العوامي يزداد توحشاً وتغولاً، ونشهد أوضاع اقتصادية كارثية تبشر بأزمة اقتصادية عالمية جديدة، ولربما أسوء من الأزمة الاقتصادية في عشرينات القرن الماضي،حيث الارتفاع الجنوني في الأسعار،والتباطؤ في النمو الاقتصادي،وتراجع معدلات الإنتاج في السلع الأساسية كالقمح والأرز. وهذا كله بفعل سياسة العولمة الاستغلالية،وشن أقطابها الحروب الغير العادلة والعدوانية وتدميرية،فبهدف إحكام سيطرتها واستمرار نهبها لخيرات ومقدرات الشعوب الفقيرة ويحلّ اليوم العالمي للشغالين لسنة  2008 والتونسيون ضحيّة مفضّلة للاستغلال، والتهميش السياسي، والتفقير المادي والمعنوي، ضحية مفضّلة للاعتداء على لقمة عيشها وعلى حقّها في الشغل والحياة الكريمة وحقّها في النشاط النقابي والسياسي المستقل للدفاع عن نفسها وبناء الوطن المستقل والمزدهر. فقد أمعن النظام في تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية من موقع التبعية للخارج، وأمعن في تخريب النسيج المؤسّساتي القائم عن طريق البيع العشوائي وترديد معزوفة اقتصاد المؤسسات الصغرى والمتوسطة والمشاريع الخدماتية غير المنتجة وتخلّي الدولة عن دورها مقابل ذلك. وحلّ محلّها الرأسمال الأجنبي الخاص في قطاعات ذات نفع عمومي، وحلّ محلّ الشغل القارّ نظام التشغيل بالمناولة وغيره من أشكال عقودالعمل الهشة كعقودالعمل الوقتي، وعقودالعمل بعقد لأجل محدد.المدة وبالتوازي يتواصل غلق المؤسسات نتيجة أزمة النسيج في الآونة الأخيرة وتتفاقم ظاهرة الطرد الجماعي للعمال مقابل إجراءات شكلية كإحداث عقود إعادة إدماج في الحياة المهنية التي أخرجوا منها ويتواصل غلق باب الانتداب أو اعتماد القطرة قطرة في ما بقي من مؤسسات الدولة والقطاع العام وتوخّي المصفاة الأمنية في انتداب الأعوان. ويتواصل الضغط على حق العلاج بمراجعة نظام التأمين على المرض عبر الترفيع في نسب المساهمة وفي تعريفات العلاج وأسعار الأدوية، وعلى المقدرة الشرائية بالترفيع في أسعار المواد الحيوية أو بتحريرها، والترفيع في الأداءات. ولتغطية هذه السياسة وتمريرها دون رد فعل من ضحاياها يتمّ التمويه دوريا بزيادات شكلية في الأجر الأدنى الصّناعي والفلاحي، من دون تشريك لممثلي الشغالين، كما تتم زيادة بضع دنانير لأجور الموظفين والأعوان مرة كل ثلاث سنوات. ويتفاقم عجز ميزانية الأُسَر الكادحة واتساع الهوّة بين ما يتقاضاه الأجير وتكاليف العيش وفي المقابل يزداد ثراء الأثرياء الجدد الذين يستولون على الملك العام والمال العام ويمارسون النهب والسلب تحت غطاء التأهيل والخوصصة وغيرها. وتنخر الآفات الأخلاقية المجتمع كالرشوة والمحسوبية والغش والوشاية والبغاء والتسول والكحولية والمخدرات. البطالة و الفقر و الخصاصة والحرمان : ويقضي الشباب نحبه غرقا أو يقع القبض عليه وهو يجازف بحياته هربا من جحيم البطالة والفقر والقهر. وتجد هذه الآفات في تدهور المقدرة الشرائية وفي البطالة التي طالت أصحاب الشهادات العليا وفي سياسة تكميم الأفواه تربة خصبة لمزيد الانتشار. نتيجة لخيارات إقتصادية وتنموية ليس لشباب الرديف ناقة ولا جمل يتظاهر الشباب من أجل حق الشغل و يركب شباب الرديف والمحمدية و الكبارية وجبل الجلود و سيدي فرج و قفصة و الشابة و ملولش، وغيرها من القرى ركب 12 شابا من الحي العتيق بالمحمدية و14 شابا آخرين من نفس الوطن ركبوا قوارب الموت، قوارب الكرامة بحثا عن الشغل ومن أجل تحسين وضعهم الإجتماعي والإقتصادي. أن هؤلاء الشباب رغم معرفتهم المسبقة بأن عملية “الحرقان” مجاسمة محفوفة بالمخاطر ومع ذلك فإنّ إصرارهم على خوضها ولا بديل لهم عنها هو نتيجة لواقع التهميش والإقصاء والإحساس بالظلم والضياع وتزايد مظاهر الحيف، والتوزيع العادل للثروة بين أبناء الشعب فكان “الحرقان” هروبا من الجوع والقمع والحرمان. ولا تنفع الإجراءات الشكلية التي تتّخذها الدولة بين الحين والآخر للإيهام بتفريج كربة المحرومين مثل مواسم الانخفاض في للاسعار التي تعني فيما تعني كساد السوق المحلية وضعف الطاقة الشرائية. كما لا تنفع معزوفة المسار الديمقراطي وحقوق الإنسان التي أفلست ولم تعد تنطلي على أحد أمام واقع القمع والإقصاء. عائلات تخترق الحدود فرارا من الجوع والفقر :عبرت عشرات العائلات التونسية القاطنة على طول الشريط الحدودي الشرقي لبلدية بئر العاتر بتبسة، بقرية عقلة أحمد، الحدود نحو دوار ”عائشة أم شويشة”، الذي لا تفصله سوى 700 متر عن نقاط التماس للحدود بين البلدين. وأقيمت خيمة لتتجمع حولها تلك العائلات التي أكدت أنها فرت من جحيم البطالة والفقر وانتشار الأمراض. وطالب النازحون بلقاء القنصل التونسي في تبسة ووالي ولاية قفصة التونسية. مباشرة بعد تخطي الحدود طوقتهم فرق حرس الحدود لمنعهم من التوغل داخل التراب الجزائري، ووفّرت لهم كل الظروف لتأمين حياتهم، وقد حظيوا بمعاملة حسنة، حسب ما أكده شهود عيان. ولدى مساءلة هؤلاء التونسيين من طرف مسؤولي الأمن بالمنطقة، علموا أن السبب الذي دفعهم لهذه الهجرة الجماعية هو الفرار من جحيم الفقر والجوع، وأنهم لم يجدوا سوى دخول التراب الجزائري. وفي اليوم الموالي عاد، من مجموع الـ60 تونسيا، 20 إلى بلدهم لظروف صحية لا تسمح لهم بالبقاء أطول من تلك المدة. ويزداد وضع العمال وأبناء الشعب الكادح والعاطل سوءا في ظل سياسة الارتهان بالخارج التي وجدت في “العولمة” ذريعة جديدة للتخلي على المكشوف عن الاستقلال الوطني واستقلالية القرار، عبر تقديم المزيد من التسهيلات للخواص الأجانب، مالية وعقارية وقمرقية، ومن التفويت في المؤسسات العمومية التي هي ثمرة مجهود وطني، ومن التداين الذي جعل كل مواطن تونسي مدينا للخارج، ومن توجيه الاقتصاد للتصدير بدل سد الحاجات الداخلية للسوق الوطنية والشعب التونسي، مما جر إلى تفكك قطاعات الإنتاج وتراجع دورها . عجزالقطاع الفلاحي و الفقروالنزوح وزحف العمران:  وأهم علامة على ذلك عجز القطاع الفلاحي من الاكتفاء الذاتي بتغطية حاجيات البلاد من الحبوب واللحوم والحليب والغلال والخضر كأزمة البصل والبطاطا مثلا وهي سياسة جعلت اقتصاد البلاد ومعيشة المواطن يتأثران بأبسط أزمة تظهر على الاقتصاد العالمي، والدليل اليوم أزمة البترول ومضاعفاتها المباشرة على أسعار المحروقات، وأزمة قطاع النسيج إثر إلغاء العمل بنظام الحصص وما سببته من غلق لمؤسسات النسيج في المنستير وتونس وبنزرت..إلخ. وتعزيز لصفوف العاطلين بأعداد جديدة . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الحديث الذي اخرجه الترمذي والحاكم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله غليه وسلّم قال :”التاجر الصّدوق يحشر يوم القيامة مع الصدّيقين و الشهداء”. و قال لاتعالى في سورة المطفّفين اذ قال : ” ويل للمطففين الذين اذا اكتالواعلى النّاس بستوفون” (المطففون 1-2) و قال تعالى في سورة البقرة :”يا ايها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم”(البقرة172). ولكي يفرض النظام هذه السياسة اللاّشعبية واللاّوطنية على العمال والعاطلين و الكادح عموما توخّى نهج القمع ومَنَعَ كافة أشكال الاحتجاج والتنظّم المستقل بذريعة أن “التنمية والأمن” متلازمان، فلا التنمية تحقّقت ولا الأمن استتب! كل ما هنالك تنمية جيوب البعض من التونسيين والأجانب، وثروات الذين ينهبون ويسرقون، مقابل تراجع مداخيل العمال وعجز الأُسَر الشعبية، وهي الأغلبية، عن تلبية حاجاتها الأساسية، المادية والمعنوية. وكل ما هنالك من أمن، في خدمة بعض الأغنياء وتأمين مصالحهم وحمايتهم من غضب الشعب، ومحاصرة النقد ومعاقبة الاحتجاج، وهو معنى تدجين المنظمة النقابية، الاتحاد العام التونسي للشغل، وشراء ولاء البيروقراطية الفاسدة المهيمنة، واحتكار الإعلام، وتسخير الإدارة، وعدم القبول باستقلالية القضاء وضرب المحاماة، وتزوير الانتخابات ، وعدم الاستجابة لنداء العفو التشريعي العام، وعدم الكفّ عن ممارسة التعذيب وإخضاع المكالمات الهاتفية والمراسلات العادية والإلكترونية والتنقلات والمنازل للمراقبة، وهو أيضا معنى منع حق الاجتماع وحق التظاهر وحق التنظّم وغيره من الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الناس في معظم أنحاء العالم ولا يتمتع بها التونسيون في بلدهم. وهو أيضا معنى الخطوة الجديدة في مغازلة الغذاة والمستبدّين و المستكبرين الأجانب ودوائر رأس المال العالمي قصد كسب صمتها على الملفات الداخلية التي باتت تحرجها وفي مقدمتها ملف المساجين السياسيين وملف التعذيب وملف الإعلام، هذه الخطوة التي قطعها النظام في التطبيع مع الكيان الصهيوني. يعود غرة ماي والعامل التونسي يعاني من انعدام الأمان في عمله وفي أجره وفي قُوته ويواجه هدرا متزايدا لحريته وكرامته رغم دوره الأساسي في إنتاج الثروة وتضحيته في سبيل الوطن، وليس أمامه من خيار غير خيار المقاومة المنظمة والواعية، داخل النّقابات وخارجها، لوضع حد لآفات الاستبداد والفساد والتبعية التي تعرقل نهضة تونس وتعطّل طاقاتها وتهدر ثرواتها وتذل أبناءها وبناتها. إن نهضة تونس مرتبطة شديد الارتباط بنهضة عمالها وكادحيها، فإن هُمُ تحرّكوا تحرك المجتمع بأسره وتغير وجه تونس التي تبدو اليوم خاضعة، يشار إليها بالإصبع في كافة البلدان التي افتكّت شعوبها حريتها في العالم. متظاهرين على غلاء المعيشة :ان السلطات التونسية افرجت عن أكثر من 20 متظاهرا بعد ان احتجزتهم في منطقة الرديف بمحافظة قفصة التي تشهد منذ اسابيع احتجاجات على غلاء المعيشة في حين ان مصدرا رسميا قال انه “بناء على حدوث اعمال تشويش بالطريق العام واضرار بملك الغير فانه تمت احالة ثمانية اشخاص للمحكمة الابتدائية بقفصة” قبل ان “يطلق سراحهم بشكل مؤقت”. وقال نقابي طلب عدم نشر اسمه ان أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من العاصمة تونس بعد اعمال شغب اثناء احتجاجات 11 أفريل الماضي. واضاف ان الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات اجتماعية في المنطقة المعروفة باسم”الحوض المنجمي” الغنية بالفوسفات. وقال ان المواجهات وقعت بعد أن القى “متظاهرون مندسون” الحجارة على الشرطة. واشارت مصادر نقابية الى ان مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة “الحوض المنجمي” التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا على غلاء المعيشة وانتشار البطالة. والاحتجاجات أمر نادر الحدوث بتونس. تمرّد أهالي الحوض المنجمي : أحداث قفصة الأخيرة والتي انطلقت شرارتها قبل اربعة أشهر من الان أي في مطلع شهر جانفي 2008 لتصل ذروتها مع انتفاضة الرديف أيام 8 و9 و10 افريل 2008, يبدو المشهد في ظاهره لايزيد عن رفض للتلاعب بنتائج مناظرة التشغيل بشركة فسفاط قفصة , وهو مادفع المسؤولين النقابيين بالجهة الى تنظيم اعتصامات وصلت الى حد منع قطار الفسفاط من القيام بخدمات النقل الطبيعي بين قفصة ومدن أخرى تقوم بخدمات النقل و التكرير … أن ما حدث في مناطق الحوض المنجمي، ليس أمرا هينا، لأنه قد يجمع بين الأهمية والخطورة، ويمكن فهم ذلك من خلال تاريخ هذه المنطقة الذي يشهد بأن أهلها يشعرون باستمرار بأنهم لم يحظوا بنفس الرِّعاية والأولوية التي تلقتها المدن الساحلية. و هذا الشعور ليس وليد الفترة الأخيرة، وإنما كان مُـلازما لأبناء الجهة منذ عهد بعيد. ولهذا، فإن إحساسا بالإهمال والغضب كان ويزال يلازمهم تُـجاه السلطة. فبالرغم من بعض التحسينات التي تمّـت، إلا أن الحالة الاجتماعية الصّعبة لقطاع واسع من سكان معتمديات “الرديف” و “أم العرايس”، عمقت هذا الإحساس وحوّلته إلى نزوع قوي نحو التمرّد. فإن ما حدث طيلة الأشهر القليلة الماضية عبارة عن ولادة لحركة اجتماعية عفوية تنقصها القيادة الموحّـدة، واختلط فيها البُـعد الجهوي بالمطلبية المشروعة. وبقدر ما كانت بداية التحرّك واضحة في تعبيراتها وآليتها ومطالبها، إلا أنها كلَّـما تقدّمت في الزمن، إلا وفقدت القُـدرة على التخطيط وحسن إدارة التفاوض ووضع الأولويات ، ويعود ذلك بالأساس إلى عدم الخِـبرة والافتقار إلى تقاليد في مجال النِّـضال السِّـلمي. هكذا كانت بداية الأحداث في غفلة من السلطة أو أجنحة البعض منها عن قصد او عن غير قصد فالايام سوف تكشفها ان شاء الله.  غير أن المراقب للمناخ العام بالبلاد التونسية يقف أمام حادثين أولها أن البلاد تعيش حالة غضب واحتقان سياسي منذ ما يقارب العقدين من الزمان وذلك في ضوء تدهور مريع للحريات ودخول السلطة في مرحلة الاعتقالات والمحاكمات السياسية المستمرة. أما الحدث الثاني فهو ما طرأ على الساحة الاجتماعية منذ سنوات قليلة وخاصة في الأشهر الأخيرة من تدهور عام في القدرة الشرائية للمواطنين , وهو ما ترتب عنه تراجع ملحوظ في حجم الطبقة الوسطى واتساع أكبر في حجم دائرة العاطلين من ذوي الكفائات العلمية مع اتساع واضح لدائرة الفقراء في ظل ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية وأسعار المحروقات … التونسيون عامة والمعارضة بصفة أخصّ وحتى عموم الجماهيرالذين كانوا يراهنون مع حلول تاريخ الذكري العشرين للسابع من نوفمبر على اصلاحات سياسية جذرية تدخل تونس حقبة جديدة من التنمية السياسية , ولقد كان مطلب العفو التشريعي العام واطلاق حرية الاعلام وحرية الأحزاب والجمعيات متصدرا لقائمة المطلبية السياسية لدى النخب والعوائل السياسية التي اكتوت بنار المحاكمات والاعتقالات شبه اليومية على مدار الأشهر الأخيرة … مطالب اصلاحية هامة كانت كفيلة بنزع شرارة التصعيد بين اطراف المعارضة والحكم والطبقات الشعبية المتضررة بنار المحاكمات ولهيب الأسعار, غير أن تعنت السلطات عبأ جهودها الاعلامية والسياسية والأمنية نحو مزيد من تبرير الانغلاق وممارسة لعبة الترهيب بمسلسل من المضايقات والاعتقالات المحيرة … النتيجة كانت حتمية وهي تصعد حالة الغضب العام وشيوع حالة يأس نتيجة عدم اقدام السلطة على تنازلات في موضوعات هامة لم تعد مطلبا نخبويا معزولا في بئة بلغ فيها عدد المترشحين الى مناظرة شهادة الباكالوريا هذه السنة 956 ألف مترشح … انتفاضة قفصة والحوض المنجمي هذه الأيام لم تكن الا انذارا شعبيا أولا تجاه نظام سياسي لم يصغ الى صوت العقلاء والغيورين على مصلحة البلاد و مصلحة الشعب على السواء وهو الذي قدم أغلى التضحيات من أجل خروج الوجود العسكري ونيل استقلاله الأول ولكنّ الاستعمار الثقافي ازداد تمكّننا … ان طموح الشعب التونسي لحياة حرة وكريمة تحترم فيها حقوق الانسان وحرياته الأساسية مع ضمان وكفالة الحد الادنى من العدالة والرفاه الاجتماعي , في ظل مناخ ديمقراطي يكفل مشاركة سياسية حقيقية وتداول منطقي وهادئ على السلطة , تلك هي رسالة قفصة في انتفاضتها الى السلطات التونسية.  فاذا لم تفهم السلطة هذه الرسالة فان الأجواء التونسية قد تصبح ملبدة بغمام قد يحمل رسائل مكررة نخشى أن تعجز السلطة عن الاستجابة لها في وقت متأخر لن ينفع معه الاصلاح والترقيع … أما الرسالة الثالثة من أحداث قفصة الأخيرة نتركه للمؤرخين حين يتأكد لنا أن الكثيرين من الوطنيين والغيورين على مستقبل البلاد من داخل الأجهزة الحاكمة باتوا يعبرون أكثر من أي وقت مضى عن قلقهم العميق تجاه تواصل مشوار التصلب السياسي والقمع الأمني لكل مطلب اصلاحي من شأنه التخفيف من حالة الاحتقان وضمان مسيرة أكثر سلامة وأقل خطورة في طريق لعبة الحاكم والمحكوم. ان أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من العاصمة تونس بعد اعمال شغب دامت ثلاثة ايام. و ان الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات اجتماعية تتعلق بقطاع التشغيل في المنطقة المعروفة باسم”الحوض المنجمي” والغنية بالفوسفات. و ان المواجهات وقعت بعد أن القى “متظاهرون مندسون” الحجارة على قسم للشرطة. و ان مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة “الحوض المنجمي” التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا على غلاء المعيشة وانتشار البطالة. والاحتجاجات أمر نادر الحدوث بتونس مضت ثلاثة أشهر على المظلمة التي سلطت على أهالي الحوض المنجمي ولا يزال الوضع الاجتماعي يزداد سوءا.فليس من قبيل الصدفة أن يكون سكان هذا الحوض في وضع اجتماعي بائس إلى أقصى حد يضاف إليه الوضع البيئي الذي ينذر بالخطر من جراء تفاقم ظاهرة الإمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض الكلى لانعدام الماء الصالح للشراب بسبب التلوث الحاصل في التربة والهواء .  فلا غرابة أن نجد في قي ولاية قفصه  نوع من الذباب المؤذي جدا والذي يعرض حياة المواطنين للخطر حيث يترك آثارا مؤلمة على كل من لسعه الشيء الذي يضطر صاحبه في بعض الأحيان إلى التزام المراقبة الطبية بالمستشفى لعدة أيام وهو ما يطلق عليه- بعين الشفاء- بسيدي احمد زروق بقفصه المدينة  والذي كان في الأصل قبلة للزوار للاستحمام به قصد علاج بعض الأمراض الجلدية سلبته شركة فسفاط قفصه من أهالي الجهة تحت عنوان استعماله لغسيل الفسفاط . أضافة إلى ذلك ان المعمل الكيمياوي بالمظلية الذي لم يبقي ولم يذر فرائحة ما يسمى- بالبخارة – والغازات الكريهة التي تنبعث من المعمل تعكر صفو الهواء النقي في كل منحى يأخذه الريح الشيء إلي تولد عنه نقصا  في كميات الأمطار رغم قلتها فأصبح الجفاف هو السمة البارزة ولسنين طويلة . فلم تعد الفلاحة من المشاغل الرئيسية للمواطن ولا تربية الماشية لقلة الموارد المائية من جهة وندرة المطر والغلاء المشط في ما يسمى – بالعلف – والذي هو بدوره أضحى عنصر مضاربة واحتكار لميسوري الحال . فالمائدة المائية ما انفكت في تناقص شديد ويكفي على سبيل الذكر لا للحصر. مع العلم ان كل من زار مدينة قفصه سابقا لا بد ان يزور الحوض الروماني كأحد المعالم الأثرية والذي كان يقصده أهالي قفصه من الشباب للسباحة ومنهم من يقفز من أعلى نخلة توجد على مقربة من الحوض الكبير زيادة على بعض بيوت الاستحمام الشعبي المعدة للغرض . وان عين السلطان التي توجد بقرية لاله معتمديه القصر قفصه والتي كانت مقصد كل من بعبرها للتزود بالماء الصالح للشراب وها هي الآن مياهها تنضب ولم يتبقى منها غير القليل حيث باتت تشبه الحنفية في سيلانها بعدما كانت مياهها العذبة تتدفق بغزارة . هذا فيما يخص الوضع البيئي بولاية قفصه والحوض المنجمي خصوصا أما عن الوضع الاجتماعي فحدث ولا حرج . فالبطالة والتسكّع هو الشغل الشاغل لأصحاب الشهادات العلمية لعشرات الشباب بل المئات فمن يجد شغلا غير قار يكون محظوظا بالنسبة لغيره . واما الشباب العاطل عن العمل الذي يدفع ضريبة باهظة فيتوجه إما لقوارب الموت الرهيبة أو للبحث عن ملاذ تخرجه مما هو فيه من أزمة البطالة الخانقة فيجد ضالته في تناول الكحول المحلية الصنع الزهيدة الثمن وربما يجتهد في كثير من الأحيان في اكتشاف البعض منها . أما عن الشباب اليائس الذي ذهب ضحية وضعه الاجتماعي المتأزم إلى ما بات يعرف بالسلفيةالجهادية فهذا شان آخر وربما يدق ناقوس الخطر على خيرة أبنائنا الذين هم عرضة لغسل أدمغتهم والتغرير بهم واستغلال ظروفهم الاجتماعية الصعبة التي يمرون بها . فاذا كان الوضع الاجتماعي على هذه الدرجة من الخطورة فما هي الحلول لامتصاص البطالة من جهة و خلق مناخ اجتماعي مناسب للعيش في ظروف مريحة ولماذا تلجا السلطة إلى الحلول الأمنية في حل قضية ملف الحوض المنجمي أو العديد من الملفات السياسية أو الاجتماعية السابقة أو الراهنة ؟ ألا بجدر بالشعب ان يحيى حياة سليمة آمنة وأن يفكر في مستقبله ويجد الصيغ الممكنة لانجاز مشروع تنمية عادل بعيدا عن الفساد المالي والرشوة والمحسوبية  أليس من حق الشعب أن توزع عليه خيرات البلاد بصفة عادلة وهي التي تعاني من البطالة المتفاقمة والآفات الاجتماعية المضرة بخيرة أبناء هذا الوطن العزيز ولماذا لا تتعهد الدولة بالقيام بمشاريع استثمارية لتخفيف حدة البطالة وتضع الإطار المناسب والكفء لمحاسبة كل من يتلاعب بأرزاق الناس وخيرات الوطن؟ انّ الضرورة الاجتماعية الملحة تجعل من الدولة هي الممول الأساسي لمثل هده المشاريع التنموية العامة وادا كان لابد من تعايش القطاع الخاص فيجب أن يوفر اليد العاملة ويحافظ عليها بصفة قارة . أما بالنسبة للوضع البيئي فلا بد من إيجاد التكنولوجية الحديثة التي تمتص الغازات المنبعثة من المصانع الكيمياوية وترشيد المائدة المائية بتقليص ظاهرة الآبار العميقة التي ربما تسببت في نقصانها والاعتناء بالواحات بتشجيع الفلاحين الصغار ودوي الدخل المحدود من التخفيض في سعر الماء المعد للري على أن تتكفل البلدية بتعويض الفارق المنجر من تخفيض سعر الماء .هدا رأي متواضع واجتهاد يمكن أن يكون قابلا للتطبيق لنحد من تفاقم الأزمة الاجتماعية والبيئية حفاظا على سلامة المحيط البيئي والمناخ الاجتماعي المطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات.و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: “ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” (آل عمران 104) و قال تعالى “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل:97). (وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه ) باريس في 1 ماي  2008


مشروع المكتبة العربيّة-الأمريكية الجنوبيّة إلى الإنجاز

 

 
أفادت مصادر رسميّة في الجزائر أن الحكومة اتخذت قرارا برصد ميزانيّة قدرها مليونين و نصف المليون أوروللقيام  بإنجاز مشروع المكتبة العربيّة-الأمريكيّة الجنوبيّة الذي تمّ  إدراجه في جدول أعمال” القمّة العربيّة-الجنوب أمريكيّة ” المنعقدة في شهر مارس من سنة 2005 في برازيليا و صودق عليه السّنة الماضية أثناء اجتماع وزاري مشترك انتظم بعاصمة الأرجنتين بوانس آيرس.   و تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الذي يضمّ 24 دولة عربيّة و 12 دولة من جنوب أمريكا دخل حيّز التّنفيذ يوم أمس بانعقاد اجتماع اللجنة الثّقافيّة المشتركة المكلّفة بإنجازه و التي حضرها مندوبون عن المغرب و الجزائر والجامعة العربيّة و فنزويلا و البرازيل و الأرجنتين.   و تدارس أثناء الاجتماع السّالف الذكر، القانون الداخلي المنظّم لسيرالمكتبة التي يعتزم إنشاءها على فضاء تبلغ مساحته 5 هكتارات بمنطقة “زرالدة” التي تقع على مسافة 40 كلم غرب عاصمة الجزائر. و أنيطت مهمّة تشييد هذه المكتبة  بعهدة ” وكالة إنجاز المشاريع الثّقافيّة الكبرى”  التي تمّ بعثها أخيرا من لدن وزارة الثّقافة الجزائرية و ينتظر أن تبدأ الأشغال في مطلع2009 و تكفّلت الجزائر بنفقات البناء و التجهيزات في ما تعهّدت الدّول المتبقّية باقتسام مصاريف سير و تشغيل هذه المؤسّسة.    أمّا بخصوص محتوى القانون الدّاخلي والأهداف التي يطمح إلى تحقيقها هذا المشروع،  فسيقع التركيز بشكل رئيسي على التعاون والتبادل في الميدانين العلمي و الثقافيّ بين البلاد العربيّة و الأمريكية الجنوبيّة فضلا عن الانطلاق قريبا في عملية إعداد بنك معلوماتي ببليوغرافي لجميع الدّول المشاركة. كذالك،  سيفتح المجال واسعا لنشر الدّوريّات المختصة   وتطوير البحوث و الدّراسات والتّوثيق.   يوميّة “البايس”29 أفريل 2007  عن الإسبانيّة:عبد اللطيف بن سالم


افتتاحية “القدس العربي” الاتحاد المتوسطي وفرص نجاحه المحدودة

 

 
يطوف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعواصم الدول المغاربية، مبشرا بالوحدة المتوسطية، وطالبا من زعماء هذه الدول تأييده في مسعاه هذا لتشكيل تكتل اقليمي بديل عن تجمع دول اعلان برشلونة الذي لفظ انفاسه، او بات يعيش في غرفة العناية المركزة في افضل التقديرات تفاؤلا. في زيارته الاخيرة لتونس قدم ساركوزي شرحا مطولا للتجمع الجديد الذي ينوي تزعمه، بعضوية 27 دولة، ويحمل اسم الاتحاد المتوسطي ، علي غرار الاتحاد الاوروبي ، وقال ان هذا الاتحاد في حال قيامه سيغير العالم . لا نعرف كيف سيغير هذا الاتحاد العالم طالما ان الشخص الاكثر حماسا له يواجه انحسارا مرعبا في شعبيته داخل بلاده فرنسا، بسبب سياساته المتخبطة، وحياته الشخصية التي جعلت معظم الفرنسيين يندمون علي اليوم الذي صوتوا لصالحه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وما يقلق اكثر ان نظرية ساركوزي التي تقوم علي ضم اسرائيل الي هذا الاتحاد المتوسطي تبدو غير مقنعة لسبب بسيط، وهو انه يريدها ان تكون عضوا كامل العضوية علي قدر متساو مع الاعضاء العرب الآخرين، ودون تحقيق التسوية للصراع العربي ـ الاسرائيلي. فقد كان لافتا مطالبته للعرب اثناء زيارته لتونس بوضع الصراع العربي ـ الاسرائيلي جانبا، وعدم تحويله الي عقبة تحول دون قيام الاتحاد المتوسطي المنتظر. وتأتي هذه المطالبة ردا علي تحفظات ابدتها كل من سورية وليبيا والجزائر علي دخول اسرائيل في هذا الاتحاد دون شروط، وقبل ان يتم تحقيق تقدم في العملية السلمية. التحفظات العربية في مكانها الصحيح، فكيف يمكن ان يجلس الزعماء العرب جنبا الي جنب مع نظيرهم الاسرائيلي، وبحث قضايا مهمة مثل التعاون الامني والاقتصادي ومكافحة الارهاب، في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات والدبابات الاسرائيلية بارتكاب مجازر في الضفة والقطاع؟ ونذهب الي ما هو ابعد من ذلك، ونضع انفسنا في مكان الاشقاء السوريين واللبنانيين، الذين ما زال بلداهم في حالة حرب فعلية مع اسرائيل. فكيف سينضم هؤلاء الي تحالف اقليمي، وينسقون سبل التعاون مع دولة عضو فيه مثل اسرائيل تحتل هضبة الجولان في حالة سورية ومزارع شبعا في حالة لبنان؟ كان الاولي بالرئيس ساركوزي اذا كان جادا فعلا في اقامة هذا التجمع ان يأخذ وجهة نظر الدول العربية التي تشكل نصف دوله تقريبا في الاعتبار، كأن يطالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة جميعا كشرط اساسي للانضمام، لا ان يفرض علي الدول العربية قبولها وهي التي لا تكف عن ممارسة كل اشكال العدوان، وتتمسك باحتلالها للاراضي العربية، بل وتقيم عليها المستوطنات، وتحاصر مليونا ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، وتمنع عنهم الوقود والغذاء والدواء في جريمة شبهها الكثيرون، ومن بينهم ليبيا، العضو المفترض في هذا التجمع، بانها اسوأ من جرائم النازية في حق اليهود. اول قصيدة الرئيس ساركوزي كفر، وطالما استمر في مواقفه هذه التي تحاول فرض اسرائيل علي هذا الاتحاد، فإن مشروعه سيموت في مهده، ولن يري النور مطلقا. انها فكرة جيدة، وهذا التجمع يمكن ان يغير العالم فعلا، شريطة ان يقوم علي قيم العدالة والمساواة، لا ان يحاول اجبار 26 دولة علي قبول دولة مارقة تمارس القتل والتدمير وتسرق الارض، وتغتال الاطفال والصحافيين والابرياء بصورة شبه يومية. الاتحاد الاوروبي الذي يضربه الرئيس ساركوزي كمثل يجب ان يحاكيه الاتحاد المتوسطي، يرفض بعض اعضائه انضمام تركيا اليه، وهي التي لا تحتل اراضي الغير، ولبت كل شروط العضوية، وتنازلت عن الكثير من قيمها الاسلامية في هذا الخصوص، والسبب انها دولة مسلمة، فلماذا يحرم ساركوزي العرب من الاعتراض علي دولة تحتل اراضيهم وتشرد اكثر من تسعة ملايين من اشقائهم، وتستعد لحرب جديدة ضدهم؟   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ماي 2008)    


لماذا ينبغي أن تبقى «حماس» متطرّفة؟  

 
 
 
صالح بشير (*) لا يُقبَل اعتدال من «حماس». تطرف التنظيم الإسلامي الفلسطيني، القابض على مقاليد الأمور في قطاع غزة، حاجة إسرائيلية، وأميركية ربما. ذلك لا يعني بطبيعة الحال أن حماس من التطرف براء، أو أنها قد أُجبرت عليه إجبارا، أو أنها كانت في الأخذ به ضحية مؤامرة. إذ لو عرّفنا التطرف على أنه، على سبيل المثال، طلب ما لا قبل لواقع ميزان القوة بإتاحته، أو سعي إلى تحقيق الأقصى دون أخذ قصور الإمكانات بعين الاعتبار، أو تبجيل للمقاربات الراديكالية في التعاطي مع أية قضية أو إشكال، لصح كل ذلك على سياسات حماس في الكثير من الحالات، من خوض معركة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر واعتبار ذلك ممكنا في أي آن، إلى الطريقة التي عالجت بها خلافاتها مع السلطة الوطنية ومآخذها عليها (وهي مآخذ قد تكون وجيهة ومحقة)، غير هيّابة بمآل الوحدة الوطنية، غير عابئة بمخاطر الاقتتال الأهلي…   كل ذلك، وسواه من أمارات الغلوّ والتطرف، صحيح، ولكن ما هو صحيح أيضا، أنه لا يُقبل اعتدال من حماس، إن آبت إليه وثابتْ، إما لأن الارتياب هو أساس التعاطي معها أو لأن جنوحها إلى الاعتدال يخلّ بوظيفة آلت إليها في عملية توزيع الأصدقاء والأعداء على صعيد المنطقة. الإيديولوجيا التي تدين بها تحول دون ذلك، إذ تسبغ عليها التطرفَ سمةً جوهرانية، وكذلك النصاب الذي استوى بين «معتدلين» وممانعين، ترجمة محلية لـ»الحملة الكونية ضد الإرهاب» وفي إطارها، وعيّن خط الانفصال بين «فسطاطيْها» على نحو لا يخلو من بعض جبرية ولا يتورع أحيانا عن الافتعال، وحدد لكل طرف مكانه فيهما. ثم إن تطرف حماس حاجة ماسة، كما أسلفنا، لدى الدولة العبرية، ذريعة ضرورية لـ»ثابت» من ثوابتها أساسي، هو امتناعها عن التسوية.   لكل ذلك، قوبلت مبادرة الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، لقاؤه بقادة حماس وما أفضى إليه من الإعلان عن مواقف غير مسبوقة أفصحت عنها الحركة، بذلك القدر من الفتور، بل من الصدّ الصريح. الدولة العبرية دحضت تلك المبادرة من أساسها، ورأت في مجرد اللقاء مروقا ما بعده مروق، إخلالا بقيم والتزامات، يكاد يبلغ مبلغ الطعن في الظهر، و«العالم المتحضر» يخوض معركة حياة أو موت ضد قوى الهمجية والشر والإرهاب، أما الإدارة الأميركية، فقد اعتبرتها فعلا مجانيا لا يعتدّ به، خاطئا من حيث منطلقاته، غير عملي من حيث نتائجه.   ومع ذلك، فقد استحصل كارتر من قيادة حماس ما لا يقل عن قبول هذه الأخيرة بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة سنة 1967، وعن الاعتراف باتفاقية سلام يُصار إلى توقيعها مع الدولة العبرية. شفعت حماس ذلك ببعض شروط، لكن الشروط تلك لم تكن بالتعجيزية ولا بالمنافية، في جوهرها، للحس السليم، فهي طالبت أن تكون أرض الدولة الفلسطينية المنشودة خالية من المستوطنات، وربطت قبولها باتفاقية السلام بمصادقة الشعب الفلسطيني عليها، عبر استفتاء يُصار إلى تنظيمه أو من خلال مجلس وطني (برلمان) جديد يُصار إلى انتخابه. وذلك تحوّل لا يُستهان به، قد يشي بأن الحركة استدخلت أو بدأت تستدخل مبدأ الواقع، وعت أو بدأت تعي حال موازين القوة (وهذه لا تنحصر في الجوانب العسكرية) وتأخذ علما بإكراهات له ملازمة لا تفي الإرادوية في إنكارها وتذليلها، ثم أنه، فوق كل ذلك، ليس نافلا ولا عديم الدلالة أن تفصح عن مثل تلك المواقف حركة تنتمي إلى إسلام سياسي أخفق، في الغالب وفي صيغه العربية، في أن يكون… سياسيا، بالرغم من تسميته تلك.   هل تكون حماس صادقة نزيهة في كل ذلك؟ ذلك سؤال لا شأن للسياسة ولا للدبلوماسية به… فهاتان لا تعتدّان إلا بالمواقف المعلنة، ولا تخضعانها إلا إلى معايير ملموسة وموضوعية: تمليها موازين القوة، وتتضمنها تعهدات ومعاهدات ويضمنها العالم، قواه النافذة وهيئاته المرجعية، إقليمية كانت أم دولية.   صحيح أن ما أعلنته حركة حماس في ذلك الصدد يشوبه لبس يبدو، أقله للوهلة الأولى، نافيا لانفتاحها السابق لاغيا له، فإذا هي كمن يستعيد باليد اليمنى، وفي حركة واحدة، ما يعطيه باليد اليسرى، نعني بذلك مسارعة الحركة إلى إعادة تأكيد رفضها الاعتراف بدولة إسرائيل.   غير أن المتمعن في هذا الإشكال، أو في هذا التناقض، قد يتوصل إلى ما يفيد بأن الأمر ذاك ليس بالعصي ولا بالكؤود. ذلك أن الاعتراف يجري بين الدول أو ما يقوم مقامها أو يرهص بها، لا بين حركة سياسية ودولة. ليست جبهة التحرير الجزائرية هي التي حظيت باعتراف فرنسا وفاوضتها على استقلال البلاد، كما أن الاعتراف المتبادل الذي قامت عليه اتفاقات أوسلو وما أعقبه جرى بين منظمة التحرير، المناط المفترض للسيادة الفلسطينية المنشودة، وبين الدولة العبرية، لا بين هذه الأخيرة وحركة فتح. ثم إن بعض الحكومات الإسرائيلية التي تعاقبت طوال عقد التسعينات، عقد مفاوضات التسوية حتى نشوب الانتفاضة الثانية، ضمت في صفوفها أحزابا لا تعترف بالحقوق الفلسطينية، حتى في حدود ما أقرته اتفاقيات أسلو، وتناضل من أجل إبطالها، دون أن يستوي ذلك عائقا دون استمرار التفاوض، أقله كمسار وبصرف النظر عن الإنجاز.   هكذا، وإذا ما افترضنا لما تقوله حركة حماس منطقا، وذلك ليس بالأمر المتعذر من حيث المبدأ، فإن الحركة تلك تحتفظ بما تراه حقها، لاعتبارات تخصها، مبدئية في صلب إيديولوجيتها أو لأنها تدخر نفسها لجهاد طويل المدى، في عدم الاعتراف بدولة إسرائيل، ولكنها لن تعترض على اتفاق مع إسرائيل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية بل إنها ستقر ذلك الاتفاق إن نال موافقة الفلسطينيين وفق الآليات التي سبقت الإشارة إليها. وإذا ما ذهبنا بهذا المنطق إلى مداه الأبعد، فهو يعني بأن الحركة ستنأى بنفسها عن المشاركة في التفاوض، توكل أمره إلى رأس السلطة ومنظمة التحرير، وبأنها تبعا لذلك، ستتجنب تحمل المسؤوليات في تلك الهيئات المدعوة إلى التفاوض، على أن تحتفظ بدور «الرقيب»، على تلك العملية، من خارجها، للحؤول دون ما قد تعتبره إفراطا في التنازل، أو أنها ستكتفي بالوظائف المتعلقة بتسيير حياة الفلسطينيين، أي الوظائف الحكومية غير «السيادية».   لم لا؟ فالصيغة تلك قد تكون قابلة للتحقيق، وقد تكون وسيلة لتذليل التوترات والخلافات الداخلية التي استفحلت حتى بلغت الاحتراب الأهلي وانشطار ما تبقى من أرض فلسطينية إلى قطاع وضفة متباعدين متنازعين، لعوامل كان التجاذب حول القبول بالتسوية من عدمه أحد أمضاها وأفعلها.   يبقى فوق كل ذلك أن المواقف الجديدة التي عبرت عنها حماس (وإن ادعت إنكار جدتها بأن نسبتها إلى سابقة ما) وأفضت بها إلى الرئيس الأسبق جيمي كارتر، ما قد يفيد بأنها ترى فيها رسالة إلى الولايات المتحدة، ربما فتحت فجوة في جدار «الممانعة» التقليدية»، أو أنه لا يجب، على الأقل، الجزم باستحالة تلك الإمكانية دون سبرها واختبار جديتها لمن لا مصلحة له في مثل ذلك الإنكار، شأن ما هي عليه حال إسرائيل والولايات المتحدة. إذ قد يمثل ذلك وعدا باستعادة القضية الفلسطينية من ملكوت الإيديولوجيا إلى عالم السياسة، وليس عديم الأهمية أن يتحقق ذلك، إن تحقق، عبر حركة حماس وعلى يديها، إذ هي الحلقة الأقوى، رمزيا، في ذلك المعسكر الإديولوجي، وإن كانت الأضعف عسكريا، لا تبلغ بطبيعة الحال شأو إيران أو حزب الله…   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 أفريل 2008)  


المسلمون الإيغور والصين.. والهوية القومية- الدينية

 

 
بشير موسى نافع (*)  عُقد في العاصمة الألمانية خلال الأسبوع الماضي المؤتمر العالمي للإيغور، بحضور ثمانين مندوباً من النشطين الإيغور المقيمين في المنفى. الإيغور هم سكان ما كان يعرف بتركستان الشرقية، المنطقة الواقعة في التقاطع الآسيوي الأوسط، التي سمَّاها الصينيون سينكيانغ (المقاطعة الجديدة) منذ سيطرتهم عليها في نهاية الأربعينيات. ورغم المسافة البعيدة التي تفصل بين تركستان الشرقية والمركز الإسلامي في الشرق الأدنى، فللإيغور دور مهم في بعض التحولات الكبرى التي شهدها تاريخ الإسلام. الاعتقاد السائد في أوساط مؤرخي الإسلام أن موجات الهجرة السلجوقية تعود في أصلها إلى الإيغور، وأن نجاح السلاجقة الحاسم في السيطرة على الأناضول من يد البيزنطيين في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، فتح آسيا الصغرى لهجرات تركية جديدة كان بينها القبيلة التي سيبرز منها آل عثمان، بناة إمبراطورية الستمئة عام، التي أسهمت مساهمة هائلة في رسم ملامح الإسلام المتأخر، وفي تاريخ العالم ككل. يتهم الإيغور الدولة الصينية بممارسة سياسة اضطهاد منظم ضدهم، اضطهاد ديني وثقافي، واضطهاد قومي- عرقي كذلك. وهي اتهامات تماثل تلك التي يوجهها أهالي التبت للدولة الصينية. ولأن الأغلبية الساحقة من الصينيين هي من الهان، فإن الصورة السائدة لعلاقة الدولة الصينية بالأقليات هي صورة هيمنة الهان على البلاد، وممارساتهم الإمبريالية ضد جماعات الأقليات المختلفة. وكما التبت، تشهد سينكيانغ حراكاً سياسياً نشطاً، اعتبرته الحكومة الصينية انعكاساً لتوجهات انشقاقية، وواجهته في كثير من الأحيان بحملات من الاعتقالات السياسية وعدد متزايد من أحكام الإعدام. هناك تقارير متواترة حول نشطين إيغور مسلحين انخرطوا في الساحة الأفغانية، وعملوا خلال السنوات القليلة الماضية على بناء تيار إيغوري جهادي، على أساس أن قضية تركستان الشرقية وشعبها هي قضية إسلامية وليست قضية قومية. ترأست المؤتمر الإيغوري السيدة ربيعة قدير، المعروفة على نطاق واسع في أوساط المسلمين الإيغور والنائبة السابقة في البرلمان الصيني، التي سبق سجنها لعدة سنوات، بعد إدانتها في اتهامات تتعلق بسيادة الدولة وأمنها. ما يقوله الإيغوريون: إن شعب تركستان الشرقية لا يعاني اضطهادا ثقافيا ودينيا واقتصاديا وحسب، بل إن الدولة المركزية تنفذ مخططاً بعيد المدى لتحويل الإيغور إلى أقلية في وطنهم، وذلك بتوطين ملايين من الهان في المقاطعة. وقد أدت موجات الهجرة والتوطين إلى أن تهبط نسبة السكان الإيغور في المقاطعة من 90 إلى %40. اللافت للانتباه أن المؤتمر انتهى بالدعوة إلى مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها الصين قريباً، وبتوجه وفد من المشاركين في أعمال المؤتمر إلى مكتب المفوضية الأوروبية في العاصمة الألمانية، حيث طالب بإدراج المسألة الإيغورية في مباحثات رئيس المفوضية الأوروبية القادمة مع المسؤولين الصينيين. الطابع الغالب على المؤتمر الإيغوري الأخير كان طابعاً قومياً وليس إسلامياً- سياسياً، إن صح التعبير. ولكن من الصعب في كثير من الحالات فصل الديني تماماً عن القومي. فالهوية الدينية لعبت (وتلعب) دوراً مهماً في كثير من الحركات القومية، بل إن الهوية الدينية قد تشكل في بعض الحالات دور الإطار والمسوغ للتمايز القومي. الحركة القومية العربية حملت في بداياتها سمات إسلامية- إصلاحية واضحة، وقد لعبت الكاثوليكية والأرثوذوكسية دوراً حيوياً في تطور القوميتين الأيرلندية والصربية على التوالي. أما في الحالة الباكستانية، فقد كانت الهوية الإسلامية هي المسوغ الوحيد لولادة الحركة الداعية إلى بناء دولة قومية منفصلة عن الجسم الهندي. لا لغة الخطاب والمطالب، ولا المظهر توحي بأن المؤتمر الإيغوري كان مؤتمراً إسلامياً سياسياً، لكن الانتماء الإسلامي للإيغور يشكل الجانب الأكبر من خلفية هذه الحركة المطلبية. النزعة الجغرافية التوسعية للصين لم تبدأ مع النظام الماوي الشيوعي في 1949، ولكنها سبقته بكثير. المشكلة كانت في التوجه المركزي المفرط للنظام الشيوعي، في عدائه المعلَن للمواريث الدينية، وفي سياساته التي استهدفت بناء أمة صينية بالمعنى القومي الضيق للأمة، لم تأخذ في الاعتبار التعددية الاثنية والثقافية في بلاد هائلة الاتساع والسكان. ورغم الانفتاح السياسي والثقافي والاقتصادي النسبي الذي تعيشه الصين منذ نهاية الثمانينيات، فإن صين ما بعد ماو ورثت الكثير من النظام السابق، وعملت على المحافظة على هذا الميراث. وإن كان ثمة ما هو واضح في السياسة الصينية حتى الآن، فإن الدولة لن تسمح بانفصال التبت وسينكيانغ مهما كانت التكاليف، ومهما كانت حجم حركة الاحتجاج العالمية. خلال السنوات المقبلة ستؤدي سياسات التمييز الصينية وتصاعد الحراك المطلبي إلى بروز ملف الأقليات العرقية والدينية داخل الصين على المسرح العالمي. سياسات التمييز الصينية هي حقيقة لا يمكن تجاهلها. ولا يستبعد أن تتحول المسألة الإيغورية تدريجياً إلى مسألة إسلامية ساخنة، تماماً كما أصبحت قضايا مثل كشمير والشيشان من قبل. الحيوية الإسلامية، من جهة، والتوجهات الغربية لإشغال الصين بشأنها الداخلي وتشويه صورتها كصديق لشعوب العالم الثالث، من جهة أخرى، قد تعمل معاً على تصعيد الملف الإيغوري إلى موقع شبيه بملف التبت. بل إن حجم الإيغور وامتداداتهم الإسلامية العالمية تؤهلهم لإيقاع أذى أكبر بالصين مما توقعه مسألة التبت. السؤال الذي ينبغي أن يطرح مبكراً يتعلق بما إن كان من الحتمي، ومن المشروع، ومن المصلحة، أن تتحول كل أقلية عرقية أو دينية في العالم إلى حركة قومية استقلالية! الدولة الحديثة، الدولة السيادية، المركزية، ليست نظاماً مثالياً ولا مقدساً حتى تطالب الأمم بالحفاظ عليه. لكنه النظام الوحيد المتاح في هذه الحقبة من التاريخ الإنساني للحفاظ على المصالح الكبرى للأمم والشعوب. والصين ليست كياناً صغيراً في ركن مجهول حتى ينظر إليها بمعزل عن التدافعات الاستراتيجية المزلزلة التي يعيشها عالم اليوم. كل دول أوروبا الغربية تقريباً تضم مجموعات اثنية ودينية مختلفة، لكن الأغلبية البريطانية، مثلاً، لا ترى مصلحة في انفصال أسكتلندا أو ويلز، ولا في إعطاء البريطانيين الكاثوليك كياناً خاصاً بهم. الحركة الانشقاقية الكردية تسببت بكوارث لا حد لها للأكراد أنفسهم، وللعراق وتركيا وإيران على السواء. ومن الوهم الاعتقاد بأن استقلال الأقليات عن الكيانات الكبرى هو استقلال حقيقي، فاستقلال البوسنة وكوسوفو الرسمي، واستقلال كردستان العراق الفعلي جعل منها محميات أوروبية وأميركية. وفي حال النجاح (المستبعد) لانفصال التبت وسينكيانغ، فلن يكون مصيرهما أفضل بكثير. ما سيحدث في الحقيقة لن يكون النجاح ولا الاستقلال، بل إنهاك مرير للصين كدولة ولشعبي التبت والإيغور. هذا لا يعني بالتأكيد تجاهل سياسة التمييز والاضطهاد الصينية. وربما يجدر بدول العالم الإسلامي التي تجمعها بالصين علاقات وثيقة أن تلعب دوراً ما في هذا المجال. فمن مصلحة الصين ومصلحة المسلمين أن يتمتع الإيغور بحقوق مواطنة كاملة، وأن يُسمح لهم بالمحافظة على خصوصياتهم والنهوض بميراثهم الثقافي والديني، وأن يتجنب الصينيون والمسلمون تفاقم أو انفجار ملف سيوقع أذى كبيراً بالعلاقات التاريخية بين الصين والمجال الإسلامي الكبير.   (*) باحث عربي في التاريخ الحديث   (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 ماي 2008)  


اعتزال خاتمي و«الطفولية اليسارية»!

 

 
 
محمد صادق الحسيني  (*) استنكاف هاشمي رفسنجاني عن التعليق أو الخوض في السجالات، وإعلان محمد خاتمي تقاعده ومن ثم «اعتزاله» العمل السياسي، واضطرار مهدي كروبي للاعتذار عن افتتاحية مهينة للجمهور نشرتها الصحيفة الناطقة باسم حزبه، هي النتائج الأهم برأيي من كل الأرقام التي أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة! والثلاثة المذكورة أسماؤهم أعلاه هم من أعلام الطبقة السياسية المحسوبين، بشكل متفاوت، على ما اصطُلح على تسميته بجبهة أو معسكر أو جناح الإصلاحات، مقابل ما اصطلح على تسميته بمعسكر أو تجمع المحافظين. وإن كان المصطلحان آنفا الذكر لم يعودا يعبران عن حقيقة الاصطفافات في النسيج السياسي الإيراني الراهن! لكن ما هو أهم، كما قلنا، هو سكوت «الشيخ الرئيس» المريب، و «التقاعد» اللماح لمن ارتبط اسمه بالإصلاحات، و «الاعتذار» الجسور لمن بات يطلق عليه أنصاره شيخ الإصلاحيين، وما يكتنف مواقف هؤلاء الثلاثة من أوضاع محرجة يمرون بها! أعرف أن رفسنجاني لم يكن راضيا، بل ومنزعجا من سياسات أو تصريحات الرئيس الراهن الصدامية مع الخارج والطاردة في الداخل لـ «كوادر البناء» من المحسوبين عليه ولا يزال. كما أعرف أن الرئيس السابق محمد خاتمي كان ولا يزال متبرما من سياسات وتصريحات أحمدي نجاد المشوشة على مقولات نزع التوتر في العلاقات الخارجية، ومقولته الشهيرة حول حوار الحضارات، وأن مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق الذي ورث لقب «شيخ الإصلاحيين» بعد تأسيسه حزب «الثقة الوطنية»، على خلفية لملمة صفوف وأنصار الإصلاح المخلصين الذين مزقت هويتهم سياسات حزب «جبهة المشاركة» المتطرفة، عاد إليه الإحباط من جديد نتيجة الانتخابات البرلمانية، بعدما ظن أنه تجاوز مرارة تداعيات خروجه «التعسفي» من سباق الرئاسة مع «الشيخ الرئيس» والرئيس الجديد الذي أثبت بدوره أنه قادر على أن يبزّ الطبقة السياسية التقليدية مجتمعة يومها بشعاره الشهير من «جنس الناس وإلى الناس»! لكن «سكوت» رفسنجاني اليوم وإن كان مؤقتا، و «اعتزال» خاتمي اليوم وإن بدا ليس «جوابا نهائيا» -كما يقول أخونا جورج قرداحي- واعتذار كروبي وإن يكن من باب الاتخاذ بموجة الصعود «الأصولية»! فإن ما تكشفه هذه المواقف في خلفياتها هو ذلك الشعور المتنامي لدى جمهور واسع من الناس من أطياف مختلفة بأن المرحلة الدولية والإقليمية الراهنة، بملفاتها الساخنة جدا، لم يكن يصلح لها إلا رجل من جنس أحمدي نجاد، اتفقت معه أو اختلفت، وذلك لصرامته وحزمه و «جسوريته» مع انتظامه وامتثاله، في وقت أكثر ما تكون فيه إيران بحاجة إلى مثل هذه الكوادر! في هذه الأثناء، فإن ما اصطلح على تسميتهم بـ «المحافظين» يجددون دماءهم اليوم بأطياف من «الإصلاحيين»، يبزّون في أطروحاتهم أعتى كوادر الإصلاح من دون أن يفرّطوا بمبادئهم العامة أو إطارهم التنظيمي الذي يجمعهم مع رفاقهم المحافظين القدامى في بيت أصولي واحد! هذا فيما ينشطر «الإصلاحيون» مع كل يوم يمر إلى أجنحة متصارعة بصورة ممجوجة، إلى درجة محاولة البعض الخروج مما يسميه «جلباب» جده، كما أعلنت صراحة حفيدة الإمام الخميني وزوجة شقيق خاتمي، فيما يحرّض هذا الشقيق على «شيخ الإصلاح» الجديد، منكرا عليه الإصلاح بالمرة، وذلك بتصريح استئثاري واستئصالي مثير! بينما فاجأتنا الكادر المتقدم في جبهة المشاركة السيدة فاطمة راكعي، بالخروج النهائي من الحزب، واعتزالها العمل السياسي رسميا احتجاجا على ما سمَّته «لعبة الشطرنج» التي تلعبها القيادة بعيدا عن أعين واعتبارات وكرامات الكوادر المخلصة! هذا غيض من فيض «كرامات» من أحاطوا بالرئيس السابق، ممن بات يطلق عليهم «المتدثرين بعباءته» من «اليساريين» الطفوليين، والذين ظلوا يتعاملون معه طوال دورتي رئاسته وكأنه «وزير محاط بأكثر من عشرين رئيسا» كما يصف حواريوه تلك المرحلة، والذين صبر عليهم خاتمي لنجابته وحيائه وحبه لدينه ووطنه، وعدم رغبته في فرط عقد الصداقة أو التأدب مع الآخر مهما أساء إليه، إلى أن أوصلوه إلى ما هو عليه اليوم!   (*) كاتب ومحلل سياسي إيراني   (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 ماي 2008)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 novembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2370 du 17.11.2006  archives : www.tunisnews.net 50ème anniversaire du CS

En savoir plus +

4 juin 2008

Home – Accueil TUNISNEWS  8 ème année, N°  2934 du 04.06.2008 archives : www.tunisnews.net Comité de Soutien aux Habitants du Bassin

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.