الجمعة، 6 فبراير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3181 du 06.02.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين:عبد الكريم بعلوش، سجين سياسي مسرح ,, ,, بدون هوية..!!

بيان المؤتمر من أجل الجمهورية تضامنا مع أسرى المقاومة المدنية

الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ صحفي

كلمة:في سابقة خطيرة، خدمة الويستيرن يونيون تحتجز أموال صحافي تونسي بدعوى الاشتباه

رويترز:حزب تونسي معارض يدعو الى تحدي الحصار الاسرائيلي لغزة

الشرق:تونس :العفو الدولية” تطالب بالإفراج عن مداني احتجاجات 2008

كلمة:مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس نقابة الصحافيين ورابطة حقوق الإنسان

آفاق:سهام بن سدرين: بث راديو “كلمة” ينطلق من إيطاليا وليس من تونس كما نشرت وكالة “رويترز”

 سليم بوخذير: سهام بن سدرين على قناة “الحوار” اللندنية

آفاق:منظمة حقوقية تونسية: على السلطات التوقف عن مضايقة العاملين براديو “كلمة”

مراسلون بلا حدود:المصادقة على عقوبة السجن لمدة ستة أعوام الصادرة بحق فاهم بوقدوس

مغاربية:نقابة الصحفيين التونسيين تدين الحملة الموجهة ضد الإعلام

صالح عطية :التكتّل الديمقراطي :انطلاق الإعداد للمؤتمر الأوّل للحزب…ومنتصف أفـريـل المـوعـد المحتمـل لانعقــاده

فرانس 24:محكمة فرنسية تعاقب المانيا بالسجن لإدانته في هجوم معبد يهودي

ا ف ب:السجن 18 عاما في حق الالماني كريستيان غانزارسكي في اعتداء جربة

عبدالسلام الككلي: تصحيح واعتذار

مغاربية:أكاديميون يناقشون الاجتهاد والديمقراطية وحقوق الانسان

كلمة:أسبوعية الشعب النقابية تتجاهل محاكمة نقابيي الحوض المنجمي

كلمة:المسرحي توفيق الجبالي يرفض مغريات “كاكتيس”

واس:إهتمامات الصحف التونسية

الأخبار:السفارة الموريتانية في تونس تفتح مكتبا لإحصاء المنتخبين

الخبر:45 رجل أعمال جزائري بتونس لمناقشة نظام التعريفة الجمركية التفاضلية

المغربية :  التحويلات البنكية للمغاربة المهاجرين تتراجع بسبب الأزمة العالمية

إيلاف :الزحام في وسائل النقل العموميّة يشجّع على ممارسته في تونس… النساء يتمرّدن على التحرّش بفضحه

مغاربية:انتعاش تجارة الكلاب الأصيلة في تونس

بحري العرفاوي:عرائــــس: شعر

كاتب في صحيفة روسية تصدر بأمريكا  معروفة بتشددها للصهيونية: من ردع من  ….؟؟؟؟

احميدة النيفر:العَلمانية الفرنسية.. وعالمية المسلمين المالية

منير شفيق : في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية

عبد الباري عطوان:الدرس الإيراني لعرب الهوان

كلوفيس مقصود :الكرامة هي الواقعية.. وما عداها الوقيعة *

أيمن نور:إهداءات وأسماء ممنوعة!!

مازن درويش :عاد المطران هيلاريون كبوجي حقا , عاد

نادر المتروك:الإسلاميّون والحقل السّياسي..اهتزاز ?أرض? اللّعبة والخروج القسري من فضاء الثّوابت


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 صفر 1430 الموافق ل 06 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    دخول عاطف الزايري في إضراب مفتوح عن الطعام: دخل الناشط السياسي السيد عاطف الزايري في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس 05/02/2009 للاحتجاج على عدم النظر من طرف المحكمة في شكايته المقدمة إلى وكالة الجمهورية في حادثة الاعتداء عليه بالعنف الشديد يوم 02/06/2008 من قبل الكاتب العام  لجامعة الحزب الحاكم بمدينة القصرين المدعو فوزي شعبان مما تسبب له في أضرار بدنية كبيرة استوجبت فترة من الراحة مدتها سنة كاملة ، و كل ما يطالب به هو أن تأخذ شكايته مجراها الطبيعي و أن يقع تقديم المعتدي إلى القضاء لمحاكمته من أجل الأفعال المنسوبة إليه. و حرية و إنصاف تعتبر أن حق التقاضي مخول قانونا لجميع التونسيين و أنه لا توجد أية حصانة لأي شخص مهما كانت مسؤوليته أو انتماؤه من التفصي أو الإفلات من العقاب و تطالب بالنظر في الشكاية التي قدمها السيد عاطف الزايري حتى يتيقن المواطنون بأن حقوقهم محفوظة و كرامتهم مصانة و أن لا أحد فوق سلطة القانون. 2)    أوقفوا المضايقات المسلطة على السيد عبد الرؤوف بن نصيب: يتعرض السيد عبد الرؤوف بن ابراهيم بن نصيب أصيل مدينة نابل لمضايقات متكررة من قبل أعوان فرقة الإرشاد بمنطقة الشرطة بالمدينة المذكورة و خاصة منهم المدعو رفيق بن جدو الذي دأب طيلة 15 يوما على التردد على محل عمل السيد بن نصيب لإزعاجه و مضايقته و تهديده و ترويع حرفائه والضغط عليه قصد التعاون مع الفرقة المذكورة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الحرية لجميع المساجين السياسيين  “الحرية للدكتور الصادق شورو” الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr  تونس في 06 فيفري 2009

عبد الكريم بعلوش، سجين سياسي مسرح ,,  ,, بدون هوية..!!

تمتنع الأجهزة الأمنية منذ أشهر عن تمكين السجين السياسي السابق السيد عبد الكريم بعلوش من بطاقة التعريف الوطنية،وكان السيد بعلوش تقدم في15 ديسمبر2008 بطلب إستخراجها لدى مركز حرس فوشانة الشمالية بدلاً عن بطاقته القديمة التي احتجزتها الفرقة المختصة عند إعتقاله في تسعينات القرن الماضي. و الغريب أن الدوائر الأمنية تتعلل بـ « أسباب فنية»:  
ـ أن بطاقة التعريف القديمة غير مدرجة في الإعلامية ـ وأن مطلب إستخراج بطاقة التعريف لا يشير إلى عمل المعني بالأمر.
وفيما يتمسك عُمدة المكان بعدم تمكين السيد عبد الكريم بعلوش من شهادة في عدم الشغل… وفيما تستمر منطقة الأمن بفوشانة في لامبالاتها بإزاء طلبه، اضطر إلى عرض شكواه أمام مكتب العلاقة مع المواطن لدى وزارة الداخلية وسلـّم منذ أسبوعين عريضةَ تظلـّم للهيئة العليا لحقوق الإنسان ( و هي هيئة ” حقوقية ” رسمية )،وإلى حد هذا التاريخ لم يتمكن السيد عبد الكريم بعلوش من بطاقة تعريفه الوطنية. ويُذكر أن السيد عبد الكريم بعلوش كان قد اُطلق سراحه في 05 نوفمبر 2008 ضمن آخر مجموعة أخلي سبيلها من مساجين حركة النهضة، بعد سبعة عشر سنة قضاها متنقلاً بين السجون التونسية.وكان يُفترض أن تُهيّأ له ولغيره السُبل للإندماج في الحياة العامة و ليستعيد حياته الإجتماعية من جديد، إلا أن بقاءه بدون بطاقة تعريف وطنية يَعني حرمانه من حقه في عدد من مناشط الحياة مثل العمل والدراسة وإبرام العقود وإنجاز المعاملات الإدارية ناهيك عن وضعه عرضة لإيقافات دوريات الأمن إلى حين التعرف على هويته. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي ترى في مثل هذه التصرفات من الإدارة ممارسة للتمييز بين المواطنين و اعتداءا متواصلا على الدستور و قوانين البلاد ، تدعو السلطات المسؤولة إلى وقف  توظيف الإدارة لمعاقبة المخالفين في الرأي و إلى تمكين المواطن عبد الكريم بعلوش من الوثيقة ,,المثبتة لهويته ..!. عن الجمعية لجنة متابعة أوضاع المساجين المسرحين


بيان المؤتمر من أجل الجمهورية تضامنا مع أسرى المقاومة المدنية

الجمعة 6 شباط (فبراير) 2009.  

جاءت الأحكام القاسية لقضاء ظالم ومنحاز ضدّ خيرة من شباب تونس في ما يسمى بأحداث الحوض المنجمي لتؤكد مرة أخرى الارتباك الشديد والتوتر المفرط لنظام العصابات في تونس وقراره المضي قدما في سياسة قمعية لا يرى غيرها سبيلا للاستمرار في الحكم مع تفاقم حالة الغضب الشعبي المتزايد… وتأتي هذه الخطوة القمعية التصعيدية الجديدة كمؤشر لشعور السلطة “الغريزي” بالخطر الشديد الذي يتهدد وجودها بسبب التحول الجذري الذي بدأت تشهده أشكال المواجهة ضدها: من مركز العاصمة إلى الجهات … من العمل النخبوي إلى العمل الجماهيري … من الاحتجاجات بالبيانات إلى الخروج للشوارع … ومن تسول الإصلاح إلى ارادة فرضه، أي كل مظاهر المقاومة المدنية في أروع تجلياتها. لقد اعتبر المؤتمر من أجل الجمهورية ولا يزال أن هذه المقاومة المدنية سبيلنا الوحيد للتخلص من الدكتاتورية وتحرير شعبنا من طغمة لا تتجاوز المائة شخص رهنوا الوطن ونهبوا خيراته وكبلوا طاقاته وحكموا عليه بالمذلة والهوان. ومن ثمة فهو يفخر بأبطالنا الأسرى الذين قادوا أكبر معاركه ويدعو كل قوى البلاد للنسج على منوالهم، كما يكرّر دعوته لبناء جبهة المقاومة الوطنية لقيادة معركة التحرّر الوطني الجديد. إن تجندنا جميعا وعودتنا بقوة لساحة النضال من أجل بناء الديمقراطية والنظام الجمهوري هو الكفيل وحده لا بمجرد تحرير آخر أسرانا، لكن أيضا بفكّ اسر عشرة ملايين تونسي صادر مصيرهم نظام مات في العقول والقلوب وآن الأوان لدفنه وطي صفحته السوداء الى الأبد. المؤتمر من أجل الجمهورية http://www.cprtunisie.net/article.php3?id_article=687  

الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج إيف نوهال – تونس     الهاتف 71332194 بلاغ صحفي  
أدى وفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة الأمينة العامة الأخت مية الجريبي وعضوية الإخوة منجي اللوز وعصام الشابي والمولدي الفاهم ظهر اليوم زيارة إلى مدينة فريانة من ولاية القصرين حيث عبر للأخ عاطف الزايري عضو اللجنة المركزية، عن مؤازرة قيادة الحزب لمطالبه الشرعية. وكان الأخ الزايري بدأ صباح اليوم إضرابا عن الطعام للمطالبة بتسريع إجراءات مقاضاة العناصر التجمعية التي اعتدت عليه بالعنف الشديد أمام معتمدية فريانة  في نوفمبر الماضي. وقد تلقى منذ ذلك التاريخ وعودا كثيرة بتحريك إجراءات متابعة المعتدين، لكن الملف مازال مجمدا على رغم الأضرار البدنية التي نتجت للضحية والتي تدعمها شهادات طبية عديدة في الغرض. ثم تحول الوفد إلى مدينة قفصة حيث أدى زيارة إلى منزل الأخ رشيد عبداوي الذي صدر في حقه حكم بالسجن أربع سنوات خلال محاكمة قادة الحركة الإحتجاجية في الحوض المنجمي، وتم إيداعه السجن يوم الأربعاء الماضي إثر الإعلان عن الأحكام، بعدما بقي في حالة سراح في أعقاب صدور الأحكام في الطور الإبتدائي. وعبر الوفد لعائلة الأخ عبداوي عن إصرار الحزب على الوقوف إلى جانبه حتى إطلاق سبيله ورفع المظلمة التي يتعرض لها هو ورفاقه المحكوم عليهم في قضية ما يُسمى بـ”الوفاق” والتي اكتست طابعا سياسيا بحت وأخذت منحى التشفي من رموز الحركة الشعبية الواسعة التي شهدتها المنطقة في النصف الأول من السنة الماضية. ويُجدد الحزب الديمقراطي التقدمي بهذه المناسبة مطالبته بالإفراج عن المسجونين في قضية الحوض المنجمي بلا قيد أو شرط، وبإنصاف الأخ عاطف الزايري ورفع العراقيل أمام محاسبة المعتدين عليه أمام القضاء طبقا لمقتضيات القانون.  تونس في 6 فيفري 2009‏ الأمين العام المساعد رشيد خشانة  


في سابقة خطيرة، خدمة الويستيرن يونيون

تحتجز أموال صحافي تونسي بدعوى الاشتبا

 النشرة الاخبارية
 انتهكت الحرب الأمريكية على “الإرهاب” حقوق صحفي تونس فمنعت عنه تلقّي راتبه عبر خدمة بريد الويستيرن يونيون. فقد أقدمت خدمة الويستيرن يونيون على مسح حوالة بريدية من سجلّها مرسلة إلى الصحافي التونسي سمير ساسي مراسل مجلة “حكايات” القطرية والمحرر بأسبوعية “الموقف” التونسية، بدعوى وجود علامة حمراء على اسمه تفرض عدم سحب مبلغ الحوالة إلاّ من قبل مرسلها. وبحسب سمير ساسي فإنّ أحد مكاتب السحب في تونس أبلغه يوم الخميس 5 فبراير 2009 بأنّه يجب أن يستظهر بنسخة من بطاقة هويته حتى يتم رفع الحجر الموضوع على حوالته وهو ما قام به ولم يتمكن من السحب فأحيل على مكتب للويستيرن يونيون الذي قام في اليوم الموالي بالاتصال بمصالح هذا البريد في فرنسا الذي أبلغهم أنّ المستفيد لا يمكنه الحصول على أموال عبر خدمة الويستيرن يونيون للاشتباه فيه أمنيّا على مستوى دولي. الصحافي سمير ساسي غير حاصل على جواز سفر ولم يغادر تراب الجمهورية التونسية. (المصدر: موقع مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 7 فيفري 2009)  


حزب تونسي معارض يدعو الى تحدي الحصار الاسرائيلي لغزة

 
تونس (رويترز) – دعا حزب تونسي معارض يوم الجمعة ما سماها بقوى الخير والحرية والسلام لتحدي الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بعد يوم من احتجاز إسرائيل سفينة لبنانية تحمل مساعدات انسانية لاهالي القطاع. وقال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في بيان “ندعو جماهير شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم الى العمل على كسر الحصار بكل الأساليب المتاحة”. وقال الجيش الإسرائيلي ان رجال البحرية صعدوا يوم الخميس الى متن سفينة شحن تحاول اختراق الحصار الذي يضربه على قطاع غزة وانهم رافقوا السفينة الى ميناء اسدود الاسرائيلي حيث جرى استجواب 20 راكبا كانوا على متنها قبل ان يتم الإفراج عن السفينة. ووصف الحزب الوحدوي عملية اقتحام السفينة واطلاق النار في اتجاهها وتحطيم أجهزة الاتصال بانها عملية “ارهابية” حمل مسؤوليتها للاطراف المتحالفة مع اسرائيل الغربية والعربية. كما قالت منظمة حرية وانصاف التي تعنى بحقوق الانسان ان عملية اختطاف “سفينة الاخوة اللبنانية” هي جريمة قرصنة دولية.    (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 فيفري 2009)


تونس :العفو الدولية” تطالب بالإفراج عن مداني احتجاجات 2008
تونس – ا ف ب: دعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج عن تونسيين أصدرت محكمة استئناف في تونس أحكاما بالسجن في حقهم بعد إدانتهم بالمشاركة في حركة احتجاج اجتماعي في 2008 في بمنطقة المناجم في قفصة جنوب غرب تونس. وجاء في بيان للمنظمة التي تتخذ من لندن مقرا “إن منظمة العفو الدولية تدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن المسؤولين النقابيين وجميع المسجونين بسبب ممارستهم بشكل سلمي حقهم في حرية التعبير والتجمع”. وكانت محكمة الاستئناف في قفصة أصدرت الأربعاء أحكامها، التي تم تخفيف بعضها، على 38 تونسيا بعد إدانتهم بتهمة المشاركة في النصف الأول من 2008 في تظاهرات ضد البطالة وغلاء المعيشة والفساد والتي اتسعت إثر ذلك. وقتل شخص بالرصاص في 6 يونيو في الرديف إحدى مدن الحوض المنجمي المنتج للفوسفات في جنوب غرب تونس. وأضافت المنظمة أن “إجراءات الاستئناف شابتها أيضا انتهاكات لمعايير محاكمة عادلة” وأشارت إلى رفض حق محامي الدفاع “في استدعاء شهود واستجوابهم”. وأضافت المنظمة “إن المحكمة رفضت طلبات المحامين إخضاع موكليهم لفحوص طبية لكشف آثار محتملة للتعذيب”. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 فيفري 2008)  


مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس
نقابة الصحافيين ورابطة حقوق الإنسان 
 
 في النشرة الاخبارية   أدان أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس اقتحام الشرطة نهاية الأسبوع الماضي مقر راديو “كلمة” اثر حصار تواصل مدة أيام تخللته اعتداءات بوليسية على العاملين بها وتهديد بالقتل لمديرها التنفيذي عمر المستيري. و قال روهان جاياسكيرا رئيس المجموعة التي تضمّ 18 منظمة عضوة بالشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير ” آيفكس ” تعليقا على ما جرى :” إنّ ما تتعرض له اليوم حرية الصحافة من انتهاك فظيع وما يلحق الصحافيين والنشطاء الحقوقيين التونسيين من تهديد وضرب واعتقال يبدو جليا كثابتة من ثوابت سياسة الرئيس زين العابدين بن علي منذ توليه السلطة في عام 1987. إن مثل هذا العدوان لن يفلح في القضاء على حرية التعبير و الحد من عزيمة المدافعين عنها.”  وطالب أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس السلطات برفع القيود عن راديو “كلمة” والتخلي عن التهمة الباطلة الموجهة للمشرفين عليها وضمان حماية العاملين بها. والوقف الفوري لجميع المضايقات التي يتعرض لها العاملون “بكلمة” وجميع نشطاء حقوق الإنسان في تونس. هذا و قد منعت شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج يوم الاحد غرة فيفري السيد عمر المستيري ، مدير تحرير راديو كلمة، من السفر بعد ما طلب منه الخضوع لعملية تفتيش مهينه ولكنه رفض ، فما كان من سلطات المطار إلا أن منعته من ركوب الطائرة .   وعبّرت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن تضامنها مع السيدة سهام بن سدرين وأسرة مجلة وراديو “كلمة” ووصفت الإجراءات التي اتخذت في حقّها بالجائرة وطالبت بالعدول عنها وإرجاع المعدات إلى أصحابها وحفظ التهمة الموجهة إلى سهام بن سدرين واحترام الحق في الإعلام والنشر والصحافة ورفع القيود المفروضة على هذا الحق. من جهته أكّد المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تضامنه الكامل مع صحافيي “كلمة”. ودعا المكتب التنفيذي إلى ضرورة توسيع الفضاء السمعي البصري وتمكين رخص البث لطالبيه وفق كراس شروط في إطار القانون.
(المصدر: موقع مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 6 فيفري 2009)  

سهام بن سدرين: بث راديو “كلمة” ينطلق من إيطاليا
وليس من تونس كما نشرت وكالة “رويترز”  

 
تونس- سليم بوخذير نفت الصحفية التونسية المعروفة سهام بن سدرين الأنباء التي أوردتها إحدى وكالات الأنباء عن إطلاقها لراديو يبثّ من تونس دون الحصول على ترخيص. وقالت بن سدرين في تصريح لـ”آفاق”: “ليس صحيحا البتّة ما ذكرته وكالة “رويترز” للأنباء من أنّني أطلقت بثّ راديو “كلمة” من مقرّ بوسط العاصمة”. وأضافت بن سدرين التي تحدثت من مقرّ إقامتها بمدينة فينا النمساوية “ليس من المعقول تصديق هذا فمن الناحية الفنّية لا يمكن إطلاق راديو يبث على الأقمار الإصطناعيّة من تونس فيما تحتكر الحكومة وحدها هذه التقنية”. وتابعت “راديو كلمة الذي أطلقناه يبثّ على قمر “هودبارد” من إيطاليا وشبكة الإذاعات التي انضمّ إليها “غلوبال مير” مقرّها إيطاليا وليس تونس”. وأشارت بن سدرين إلى أنّ السلطات قامت بمغالطة الرأي العام حين روّجت هذا الكلام وأن ما صادرته السلطات ليست معدات بثّ وإنّما هي أملاك خاصّة وحواسيب ومكاتب. ووصفت المصادرة بأنها “عمليّة إستيلاء غير قانونية”، حسب تعبيرها . وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت، أنّ راديو كلمة الذي أطلقته سهام بن سدرين “بدأ بثّه يوم الإثنين 26 يناير – كانون الثاني 2009 من مقرّ بوسط العاصمة تونس دون الحصول على ترخيص قانوني من السلطات التونسية”. ونسبت الوكالة لصحفيين عاملين براديو كلمة قولهم إنّ رجال شرطة برفقة قاضي التحقيقات اقتحموا مقر الراديو يوم الجمعة وصادروا “تجهيزات ومعدات البثّ الإذاعي”. وهو ما نفاه صحفي عامل بالراديو هو لطفي الحيدوري الذي قال لـ”آفاق”: “لم يصرّح أحد بهذا والسلطات لم تصادر أي تجهيزات بث إذاعي فهذه التجهيزات هي حكر على الديوان الرسمي للإرسال الإذاعي”. وتابع “المكان الذي اقتحمته الشرطة هو مقر مراسلين وليس مقر البث وما وقعت مصادرته هي حواسيب ومكاتب وأدوات تسجيل على ذمة مراسلي الراديو الذي يبثّ من إيطاليا على قمر هودبار”. وفتحت السلطات التونسيّة تحقيقا ضدّ الصحفية سهام بن سدرين المتواجدة حاليا بالنمسا إثر إقتحام مقر المراسلين يوم الجمعة الماضي بسبب إذاعة غير مرخّص لها، لكنّ بن سدرين نفت التهمة وقالت إنّ القانون التونسي لا يمنع أن يكون هناك من تونس مراسلين للراديو الذي يبثّ من الخارج .. وإعتبرت بن سدرين أن الداعي الحقيقي لمصادرة تجهيزات التراسل هو “إستهداف راديو مستقل يُخاطب التونسيين من الخارج ويفتح النقاش حول مواضيع محرّمة في تونس بينها إنتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي للمتنفذين”، حسب قولها. وكانت بن سدرين المعروفة بإنتقاداتها اللاذعة للحكومة التونسية أطلقت منذ أغسطس 2008 بث راديو “كلمة” المستقل من الخارج على شبكة الأنترنت، ومنذ 26 يناير – كانون الثاني 2009 إنطلق بث الراديو على قمر هودبارد. (المصدر : موقع “آفاق” (الولايات المتحدة الأمريكية) بتاريخ 6 فيفري 2009 ). الرابط : http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=7924  

سهام بن سدرين على قناة “الحوار” اللندنية  
إستضاف برنامج “حقوق الناس” على قناة “الحوار” اللندنية في حلقته الأخيرة الصحفية والناشطة المعروفة سهانم بن سدرين ، يعرض البرنامج الأربعاء في الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش ويعاد بثه في الساعة 01:00 و 09:00 يوم الخميس و 06:00 يوم الجمعة و 11:00 يوم السبت

 
سليم بوخذير  

منظمة حقوقية تونسية: على السلطات التوقف عن مضايقة العاملين براديو “كلمة”
 
 
 
سهام بن سدرين
تونس- آفاق – خاص استنكر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس الترهيب الذي تمارسه السلطات على الفريق الصحفي العامل في إذاعه “كلمة” والحصار المفروض على مقر الإذاعة ومكتب المجلس الوطني للحريات. وطالب المرصد السلطات بالكف عن مضايقة العاملين في الإذاعة واحترام القانون والمواثيق الدولية وتمكين الصحف والإذاعات المستقلّة المحرومة من التسجيل القانوني من حقّها في العمل ونقل وتبادل المعلومات. وقال المرصد في بيان حصل موقع “آفاق” على نسخة منه “فرضت السلطات منذ 27 يناير الجاري حصارا أمنيا على مقرّ راديو “كلمة” وسط العاصمة ومنعت فريق العمل من الدخول فيما تم احتجاز الصحفي بالإذاعة ظافر عطي واحتجازه لمدة أربع ساعات في مركز للشرطة واستجوابه من قبل البوليس السياسي وتهديده بالسجن”. وذكر المرصد أن قوات الشرطة طردت ضيوفا على برامج إذاعة “كلمة” عندما اقتربوا من مكتبها ومنهم الصحافيان سليم بوخذير وإسماعيل دبارة والمحامي محمد عبّو. وجاء في البيان “تم صبيحة يوم الأربعاء الماضي تشديد التعزيز الأمني بعناصر عدوانية من البوليس السياسي قامت بالاعتداء بشراسة على الناشط الحقوقي زهير مخلوف عندما كان يعتزم دخول مقرّ كلمة”. وأضاف البيان “وواصلت نفس العناصر اعتداءاتها على الصحفي عمر المستيري المسؤول بإذاعة “كلمة” عبر استفزازات وتوجيه شتائم وتهديدات إليه عند دخوله أو خروجه من مقر الإذاعة. كما منع سكرتير تحرير موقع كلمة لطفي حيدوري من دخول المقر المحاصر”. واتهم المرصد السلطات بإدارة سلسلة اعتداءات على مؤسسة “كلمة” بدءا بقرصنة موقعها في أكتوبر 2008 وتدمير محتواه ثم حملة إعلامية تشويهية شعواء على رئيسة تحرير كلمة السيدة سهام بن سدرين عبر الصحف التونسية المرتبطة بالأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام الأجنبية المدعومة من وكالة الاتصال الخارجي، بحسب البيان. (المصدر : موقع “آفاق” (الولايات المتحدة ) بتاريخ 29 جانفي 2009 ).  الرابط :http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=7895

 


المصادقة على عقوبة السجن لمدة ستة أعوام الصادرة بحق فاهم بوقدوس

 
تونس 5 فيفري 2009 أصدرت محكمة الاستئناف في قفصة (على يعد 400 كلم جنوب تونس العاصمة) حكمها في قضية 38 تونسياً يحاكمون لمشاركتهم في تظاهرات نظّمت في العام 2008 في حوض المنطقة المنجمي. ومن بين هؤلاء المواطنين، الصحافي فاهم بوقدوس العامل في فضائية الحوار التونسي الذي لا يزال فاراً وصادقت المحكمة على عقوبة السجن المطبق لمدة ستة أعوام الصادرة بحقه. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “إن التغطية الإعلامية المكثّفة لهذه المحاكمة ووجود عدة مراقبين دوليين لتقديم الدعم الفعلي إلى متهمي قفصة، لم يساهما في تراجع قسوة محكمة قفصة قيد أنملة. وها أنه قد حكم على فاهم بوقدوس بالعيش في السر مع كل المشاكل الصحية والنفسية المترتبة. أما العقوبة بحد ذاتها، فتقوم على اتهام مثير للغضب: هو أنه أدى واجبه الإعلامي”. إن الصحافي البالغ 38 سنة من العمر متهم بـ “تكوين وفاق إجرامي من أجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات” في حين أنه، كما أفاد محاميه، “اكتفى بنقل صور الحركة الاجتماعية”. وتابع المحامي قائلاً: “إن الهدف من هذه المحاكمة هو منع الصحافي عن نقل أحداث قفصة”.. في جلسة الاستئناف، ذكر المحامون عدة عيوب في الإجراءات شأن الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب، ورفض استدعاء الشهود. (المصدر: موقع منظمة “مراسلون بلا حدود” بتاريخ 5 فيفري 2009) . الرابط :http://www.rsf.org/article.php3?id_article=29269


نقابة الصحفيين التونسيين تدين الحملة الموجهة ضد الإعلام

 
2009-02-04 عبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هذا الأسبوع عن استيائها العميق من الأعمال الحكومية الأخيرة ضد جريدة الطريق الجديد وإذاعة كلمة. جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية – 04/02/09 [www.attariq.org] أدان الصحفيون التونسيون حجز عدد 31 يناير من اليومية المعارضة الطريق الجديد. أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانا يوم الاثنين 2 فبراير أدانت فيه حجز عدد 31 يناير من جريدة الطريق الجديد الناطقة باسم حركة التجديد المعارضة، وعبرت عن تضامنها مع المحطة الإذاعية التونسية راديو كلمة التي أُغلقت الجمعة الماضي. و جددت النقابة التي تمثل أزيد من 600 صحفي عبر البلاد دعوتها لتنقيح الفصل 73 من مجلة الصحافة الذي يخول للحكومة متابعة الهيئات التي تنشر “ما من شأنه أن يعكّر صفو الأمن العام” باعتبارها عبارة فضفاضة تعطي سلطة مطلقة لوزير الداخلية، وتتعارض مع مبدأ فصل السلطات”. ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن مصدر مأذون أن قرار حجز عدد الطريق الجديد تم اتخاذه بسبب مخالفة الصحيفة للفصل 63 لمجلة الصحافة الذي يحظر نشر المحاضر القضائية قبل أن يبت فيها القضاء نهائيا. النص المسيء كان نقلا حرفيا لاستنطاق بشير العبيدي المحكوم عليه بعشر سنوات سجنا بعد إدانته في قضية الحوض المنجمي في قفصة بسبب دوره في الاحتجاجات على البطالة يونيو الماضي. ورفض أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد والمدير المسؤول عن صحيفة الطريق الجديد الاتهامات الموجهة إليه مؤكدا أن نص الاستنطاق في قضية الحوض المنجمي كان قد تم تداوله أمام العموم في الجلسة الأولى للدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بمحافظة قفصة يوم 4 ديسمبر 2008. وقال زياد الهاني عضو الهيئة المديرة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين “إن الفصل 63 صريح وواضح حيث يتسلط فقط على ملفات القضايا قبل وصولها إلى الجلسة العلنية ولا ينطبق هذا الوضع على صحيفة الطريق الجديد”. ووصف الحجز بأنه “ضربة أخرى لحريّة الصحافة، وكذلك اعتداء على مصالح الصحفيين العاملين بالمؤسسة وعموم المهنة”. كما عبرت النقابة عن التضامن مع صحفيي إذاعة كلمة بعد اجتماع طارئ مساء الاثنين. وجاء ذلك في أعقاب الإعلان السبت عن فتح تحقيق قضائي ضد الصحفية سهام بن سدرين بسبب البث غير المرخص. وصادرت الشرطة التونسية جميع أجهزة البث التي كانت بمقر إذاعة كلمة التي شرعت في البث يوم 26 يناير. وكانت سهام بن سدرين وهي صحفية معروفة وناشطة حقوقية تقدمت سنة 1999 بطلب للجهات الرسمية للحصول على ترخيص بالبث إلا أن مطلبها لم يحظ بأي رد. ومنذ يوم 28 يناير حوصر مقر راديو كلمة من قبل رجال الأمن مما اضطر الصحفيين العاملين بالإذاعة إلى الاعتصام داخل المحطة وقد أصدروا بيانا طالبوا فيه بفك الحصار عليهم “والكف عن كل المضايقات التي يتعرض له فريق كلمة”. وأكد العاملون أن الحصار “لن يمنعنا من مواصلة عملنا من أجل صحافة حرة مستقلة ونزيهة”. وحصل راديو كلمة على دعم مادي من مركز الدوحة لحرية الإعلام، مما مكنه من البث على القمر الصناعي هوت بيرد بمعدل ساعة يوميا. وهو ما أثار سخط السلطات التونسية التي تعتبر الحصول على مثل هذه المساعدات نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد . من جهته عبر صالح الفورتي باسم النقابة العامة للإذاعات الحرة في بيان أصدره يوم 30 يناير عن القلق الكبير “من تواصل سياسة التضييق على الحريات”. البيان جدد التاكيد على التضامن مع صحفيي إذاعة كلمة ودعا الدولة لتمكينهم “من حقهم في ممارسة عملهم الإعلامي بحرّية”. (المصدر: موقع “مغاربية” (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 4 فيفري 2009) الرابط : http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2009/02/04/feature-01  


:التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحرّيات: انطلاق الإعداد للمؤتمر الأوّل للحزب… ومنتصف أفـريـل المـوعـد المحتمـل لانعقــاده
 
تونس: الصباح   عقد المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، اجتماعه الدوري مؤخرا بالعاصمة، في وقت تزايدت فيه التساؤلات حول موعد انعقاد المؤتمر الأول للحزب، الذي لم يلتئم منذ تأسيس التكتل في شتاء العام 2002. واقتصرت مداولات المكتب السياسي على موضوعين اثنين، الأول اهتم بالتطورات المسجلة في قطاع الإعلام، على خلفية حجز العدد 113 من صحيفة “الطريق الجديد”، لسان حركة التجديد، والثاني موضوع المؤتمر الأول للحزب المزمع انعقاده خلال الثلاثية الأولى من العام الجاري.. وعلمت “الصباح” في هذا السياق، أن المكتب السياسي ضبط جدول أعمال اللجان المختصة التي تم تشكيلها في الآونة الأخيرة، بغرض الإعداد للوائح المؤتمر وأدبياته ومرجعية الحزب في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال ثلاث لوائح أساسية، هي اللائحة السياسية واللائحة الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب اللائحة الخاصة بالتربية والثقافة والشباب.. وكان الحزب شكل في وقت سابق، اللجنة التنظيمية التي عهد إليها بالإعداد التنظيمي واللوجستي للمؤتمر.. وبالتوازي مع ذلك، وضعت قيادة الحزب رزنامة الزيارات التي تقرر القيام بها إلى عديد الجهات، سواء لتركيز جامعات جديدة أو لتجديد البعض الآخر، أو لإعادة ترتيب بعض الهياكل التنظيمية للحزب وفقا لامتداداته في الجهات.. وحسب المعلومات التي حصلت عليها “الصباح”، فإن الحزب سيعقد خلال الأسبوع الأول من شهر مارس، مجلس إطاراته لضبط موعد نهائي للمؤتمر الأول للحزب، ومن المرجح أن يلتئم خلال الأسبوع الأول من شهر أفريل على أقصى تقدير، حتى يتفرغ الحزب للاستحقاق الانتخابي..   وجهة المؤتمر وسيكون المؤتمر القادم للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، محددا لوجهة الحزب في قضايا عديدة، في مقدمتها الموقف من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبخاصة مبدأ ترشيح الأمين العام للتكتل، السيد مصطفى بن جعفر، وكيفية المشاركة في الانتخابات التشريعية، بالإضافة إلى مسألة التحالفات مع بعض الأطراف السياسية ممن تصنّف ضمن “الأحزاب الديمقراطية”، وبخاصة حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي.. لكن مؤتمر التكتل الديمقراطي، سيحدد من جهة أخرى، أجندة الحزب وأهدافه وبرنامج عمله خلال السنوات المقبلة، خصوصا وهو المؤتمر الأول للحزب منذ تأسيسه قبل نحو 6 سنوات.. فكيف سيكون المؤتمر القادم؟ وفي أي اتجاه سيحسم في مسألة المرشح للرئاسية وفي ملف التحالفات؟ سؤال ستجيب عنه الأسابيع القادمة..   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 6 فيفري 2009)
 


محكمة فرنسية تعاقب المانيا بالسجن لإدانته في هجوم معبد يهودي

أدانت محكمة فرنسية الالماني كريستيان جانزارسكي بالسجن لمدة 18 سنة بسبب دوره في هجوم انتحاري على معبد يهودي في تونس قتل فيه 21 شخصا في عام 2002 . رويترز – أصدرت محكمة فرنسية حكمها على الماني  يعتقد انه كان له صلة باسامة بن لادن بالسجن لمدة 18 عاما اليوم الخميس  بسبب دوره في هجوم انتحاري على معبد يهودي في تونس قتل فيه 21 شخصا في  عام 2002 .   والقي القبض على كريستيان جانزارسكي في فرنسا عام 2003 . وهو  الماني اعتنق الاسلام وأمضى بعض الوقت في افغانستان ويعتقد انه كان  مستشارا لاسامة بن لادن.  كما أصدرت المحكمة حكمها على رجل ثان هو وليد نوار شقيق المهاجم  الانتحاري بالسجن لمدة 12 عاما لدوره في الهجوم.  وقال الرجلان أنهما غير مذنبين ويتوقع ان يطعنا في الحكم.  وقال نوار للمحكمة وهو يعتذر لعائلات ضحايا العمل الذي ارتكبه  شقيقه “لست مسؤولا عما فعله أخي. لست رجلا قاسيا.”   وقتل فرنسيان و14 المانيا وخمسة تونسيين واصيب 30 اخرون عندما قاد  المهاجم شاحنة صهريج ممتلئة بغاز الطهي الى المعبد اليهودي وفجره اثناء  دخولهم المبنى الذي دمر بالكامل. (المصدر: موقع فرانس 24 فرانس 24 بتاريخ05  فبراير 2009 )

 


السجن 18 عاما في حق الالماني كريستيان غانزارسكي في اعتداء جربة
باريس (ا ف ب) – حكم القضاء الفرنسي الخميس بالسجن 18 عاما على الالماني كريستيان غانزارسكي بتهمة الضلوع في الاعتداء على كنيس جربة في تونس في نيسان/ابريل 2002. وبعد سبع ساعات من المداولات حكمت محكمة باريس الخاصة المؤلفة من سبعة قضاة والمتخصصة في مسائل الارهاب بالسجن 12 عاما على وليد نوار شقيق الانتحاري التونسي نزار نوار الذي فجر شاحنة مفخخة في كنيس جربة. وادى اعتداء جربة في نيسان/ابريل 2002 الى سقوط 21 قتيلا هم 14 سائحا المانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان. وشكل مقتل الفرنسيين مبررا لبدء اجراءات قضائية في فرنسا. وادين غانزارسكي الذي لم يظهر عليه اي رد فعل عند تلاوة الحكم في حقه بتهمة “التواطؤ في جريمة اغتيال” لتلقيه مكالمة هاتفية من نزار نوار قبل ساعات قليلة من الاعتداء و”تشكيل عصابة مجرمين على علاقة بعملية ارهابية” لالتقائه عدة مرات زعماء في القاعدة بينهم اسامة بن لادن في باكستان وافغانستان. وكانت النيابة طلبت انزال عقوبة السجن ثلاثين عاما في حقه مع تثبيت ثلثي الحكم. وادين وليد نوار الذي كان الادعاء طلب حكما بالسجن 15 عاما في حقه مع تثبيت الثلثين بتهمة امداد شقيقه بمعدات بينها اوراق مزورة وهاتف مربوط بالاقمار الصناعية اشتراه في فرنسا. وقالت كاترين كريستينز ابنة احد ضحيتي الاعتداء الفرنسيين للصحافة لدى خروجها من قاعة المحكمة “تم احقاق الحق. حاولنا على مدى خمس سنوات ان نفهم منطق الارهابيين. الليلة نشعر براحة البال”. ولم يأخذ قضاة محكمة الجنايات الخاصة باقوال غانزارسكي الذي اكد قبل ان ينسحبوا لاجراء مداولاتهم انه “لم يكن على علم اطلاقا بهذا الهجوم الذي لم يكن موافقا عليه” كما اصر على “الاعتذار مرة جديدة عن امر لم يرتكبه”. ورأى محاميه سيباستيان بونو ان الحكم “ليس منطقيا ولا مقبولا”. وتساءل “كيف يمكن الا يكون هناك في المانيا عناصر اتهام كافية لاعتقاله في حين يحكم عليه في فرنسا بالسجن 18 عاما؟” مشيرا بذلك الى خضوع غانزارسكي لجلسات استجواب مطولة لدى الشرطة البريطانية قبل ان يتم الافراج عنه عام 2002 في اطار القضية ذاتها. وفي غياب اي عنصر مادي اخر قامت تهمة التواطؤ بشكل تام على الاتصال الهاتفي القصير الذي اجراه الانتحاري بغانزارسكي في منزله في المانيا قبل ساعات من الاعتداء. وكانت اجهزة الاستخبارات الالمانية تتنصت على هاتف غانزارسكي بعدما رصدته وكان نص المكالمة المكتوب وتسجيلها في صلب المحاكمة. واعتبر الاتهام ان هذه المكالمة التي جرى نصفها بالعربية ونصفها الاخر بانكليزية رديئة تشكل دليلا على انه اعطى ضوءه الاخضر ومباركته لعملية كان من مدبريها الى جانب خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 والمعتقل في غوانتانامو. غير ان بونو يرى ان تلك المكالمة غير المترابطة التي لم تستمر اكثر من 112 ثانية لا تسمح بالتأكيد بانه كان على اطلاع بما سيقوم به نزار نوار. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 6 فيفري 2009)

 


 تصحيح واعتذار
 
كنا ذكرنا في مقال نشر لنا يوم أمس  6جانفي 2009 بعنوان ” تفاعل الأزمة بين المركزية النقابية و نقابة الجامعيين ” أن الأستاذ احمد الكحلاوي العضو باللجنة القطاعية للمراقبة المالية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل قد استقال من هذه اللجنة كما قدم للأمين العام للاتحاد طلب انسلاخ من المنظمة تعبيرا منه عن رفضه للاتفاقية التي أمضاها الاتحاد مع الحكومة والمرتبطة بزيادات خصوصية للجامعيين دون مشاورة نقابتهم في ذلك  . والحقيقة أن المقصود بهذا الخبر هو الأستاذ رابح الكحلاوي . فمعذرة إلى قراء تونس نيوز ومعذرة خاصة إلى الزميل رابح الذي نكبر فيه شجاعته وحسه النقابي الأصيل .                                                         
عبدالسلام الككلي
 
 


أكاديميون يناقشون الاجتهاد والديمقراطية وحقوق الانسان

 
ناقش مشاركون في منتدى في تونس طرق التوفيق بين الدين والأفكار المعاصرة عن حقوق الإنسان والديمقراطية. جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية اختتم مفكرون وباحثون من المغرب الكبير وتركيا والولايات المتحدة الامريكية ندوة على مدى يومين في تونس العاصمة السبت 17 يناير. الندوة نظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان وعالجت ثلاثة مواضيع وهي الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية. وفي مستهل الندوة، تساءل الطيب البكوش، رئيس المعهد العربي عن الهوية في المنطقة. وقال إن الهوية العربية الاسلامية التي تستعمل عادة لوصف شمال إفريقيا تتجاهل الأمازيغ والأقباط وباقي سكان المنطقة. وحول موضوع الاجتهاد، تساءل البكوش إن كان بالإمكان اعتماد آلية للإفادة منه في حقوق الانسان والديموقراطية. من جهته قال رضوان المصمودي رئيس مركز دراسات الإسلام والديموقراطية بواشنطن، الولايات المتحدة “إن الشعوب العربية والإسلامية تعاني من الاستبداد من قرون عديدة. ورغم أن الاسلام أمر بالعدل والمساواة، إلا أن المسلمون اليوم يعانون من نظم حكم…تعتبر النقد جريمة يعاقب عليها القانون”. وتابع قائلا إن الأنظمة العربية تستخدم تأويلات النص الديني لفرض السمع والطاعة. ونتيجة لذلك، أصبح من المستحيل أن تترسخ قيم الديموقراطية “ما لم يقتنع غالبية الناس بأنه لا تعارض بين الديموقراطية والإسلام”. وبحسب المصمودي فإنه بإمكان الاجتهاد والتحديث الحفاظ على كرامة الإنسان وحرية المعتقد التي نص عليها القرآن، قال عز وجل “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” سورة الكهف الآية 29. وقال رضوان “يخطئ العلمانيون في المنطقة العربية عندما يتجاهلون العنصر الديني… كما أن الإسلاميين يخطئون حين يرفضون الاجتهاد وتطوير المجتمع واعتبار الدفاع عن الحريات واجب ديني مثله مثل الصلاة والزكاة”. أما عمرو حمزاوي الباحث بمركز كارينغي للسلام فقد أشار خلال تدخله إلى ما اعتبره التناقض البين بين أطروحات الاسلاميين والعلمانيين في ظل غياب ثقافة التسوية “إن المفردات المستخدمة من قبل العلمانيين والإسلاميين تبرز مدى الفجوة القائمة بين الطرفين “. أما الباحث السوري في الفكر السياسي، عبد الله التركماني فطالب بالبحث في الطرق التي توخاها الغرب لحل معضلة الدين والديموقراطية وتساءل “كيف يمكن للمنطقة العربية التي يشكل فيها الدين دورا أساسيا الانتقال الى الديموقراطية وكيف يمكن اقناع الناس بذلك”. تركماني قال إنه لا مفر من لقاء بين العلمانيين والإسلاميين “ففي السابق خاضت حركات التحرر الوطني نضالاتها تحت شعار الدين لله والوطن للجميع أما اليوم فالوضع مختلف “. إلا أن جميلة موصلي النائبة بالبرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية قالت إن الدين الاسلامي لا يتعارض والمساواة مثلما تحددها اليوم المواثيق الدولية لحقوق الانسان. وقالت “إلا أننا نرفض استخدام مفهوم المساواة بشكل ميكانيكي لأن ذلك يؤدي إلى العكس. فالمواثيق الدولية تسمح لكل دولة بالتحفظ على البنود التي لا تتلائم والخصوصية الثقافية لكل دولة وكذلك طبيعة مجتمعاتها”. واتفق المشاركون في الندوة على ضرورة تعميق التفكير في القضايا والأسئلة الجوهرية التي طرحها المشاركون في الندوة حول الدين وحقوق الإنسان. وأكدت النائبة جميلة موصلي على أن التغيير الذي يأخذ الجانبين معا في الاعتبار ممكن. واختتمت قائلة “إن مدونة الأسرة المغربية، على سبيل المثال، انطلق بناؤها من المرجعية الدينية مع مقاربة متفتحة وجديدة تهتم بقضايا الأسرة”. (المصدر: موقع “مغاربية” (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 20 جانفي 2009)

أسبوعية الشعب النقابية تتجاهل محاكمة نقابيي الحوض المنجمي

 

في النشرة الاخبارية,   خلا عدد السبت 7 فيفري 2009 من أسبوعية “الشعب” لسان الاتحاد العام التونسي للشعل من أية إشارة إلى محاكمة قادة الحركة الاحتجاجية الشعبية بالحوض المنجمي الذين مثلوا يوم الثلاثاء 3 فيفري أمام محكمة الاستئناف وصدرت الأحكام ضدّهم في اليوم الموالي. المركزية النقابية التي تحركت قبل المحاكمة الابتدائية برفع العقوبات التي كانت قد سلطتها على النقابيين مؤطّري الاحتجاجات لم يصدر عنها علنيا إلى حد الآن موقف رسمي من نتائج محاكمة هذا الأسبوع.
(المصدر: موقع مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 6 فيفري 2009)  


المسرحي توفيق الجبالي يرفض مغريات “كاكتيس”

 
 النشرة الاخبارية كشفت تقارير صحفية أنّ المسرحي القدير توفيق الجبالي رفض رفضا مبدئيّا عرضا مغريا للعمل مع شركة الإنتاج “كاكتيس” المملوكة لبلحسن الطرابلسي بل امتنع حتى عن مناقشة الوسيط الذي أرسل إليه حول تفاصل العرض. السيد سامي الفهري الذي نجح في استقطاب عاطف بن حسين أحد عناصر فضاء التياترو الذي يديره الجبالي يواصل بسهولة استدراج عديد الأسماء التلفزية والمسرحية لمشاريع شركة بلحسن الطرابلسي التلفزية الرابحة. (المصدر: موقع مجلة “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 6 فيفري 2009)
 

إهتمامات الصحف التونسية

تونس 11 صفر 1430 هـ الموافق 6 فبراير 2009 م واس أبرزت الصحف التونسية الصادرة اليوم مهاجمة البحرية الاسرائيلية لسفينة مساعدات لبنانية متجهة إلى غزة واحتجازها ورات في ذلك انتهاكا اسرائيليا جديدا للمواثيق الدولية ونقلت استنكار رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لهذه الخطوة وتحميله اسرائيل المسؤولية عن سلامة السفينة وركابها. وتحدثت عن توجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة غدا لتسليم رد الحركة النهائي على اقتراحات بالتوصل لتهدئة مع اسرائيل تستمر 18 شهرا في وقت شدد فيه الرئيس المصري محمد حسني مبارك على رفض اتفاق وقعته الولايات المتحدة واسرائيل بشان أهمية وجود مراقبين أجانب على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة لمنع تهريب السلاح للقطاع. وتطرقت إلى استعداد فلسطين خلال شهر مارس المقبل لانطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بعد ان تم تاجيل الموعد بسبب العدوان على غزة . كما تناولت بعض الصحف زيارة الرئيس التركي عبد الله غول للمملكة واشارته خلال لقائه مع عدد من رجال الاعمال السعوديين إلى حرص بلاده على تعزيز الاستثمارات المشتركة مع المملكة. عراقيا تابعت الاجراءات الأمنية المشددة في البلاد خشية وقوع اعمال عنف اثر اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات مشيرة إلى ان مسؤولي الانتخابات يدرسون مزاعم بتزوير الانتخابات في محافظة الانبار غرب بغداد وأخبرت عن هجوم انتحاري استهدف مطعما وسط محافظة ديالى شمال شرق بغداد خلف أكثر من عشرين شخصا بين قتيل وجريح. وضمن متفرقاتها الاقليمية والدولية ألقت اليوميات التونسية الضوء على قمة الاتحاد الافريقي التي انعقدت في أديس ابابا واقتراح إيران تشكيل لجنة متابعة مشتركة مع لبنان لكشف مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذي خطفوا في لبنان عام 1982 وافراج القراصنة الصوماليين عن سفينة أوكرانية تحمل دبابات بعد حصولهم على فدية . كما أرفقت تقارير حول الخطة التي طرحتها بريطانيا لتخليص العالم من الأسلحة النووية وسط مخاوف من إنتاج إيران لقنبلة نووية وتوجيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما تحذيرا شديد اللهجة إلى الجمهوريين لمعارضتهم خطته انقاذ الاقتصاد. محليا اهتمت بملف التعاون الثنائي بين تونس والأردن في ضوء اجتماعات اللجنة المشتركة التي بدأت أمس بتونس العاصمة برئاسة رئيسي الوزراء بالبلدين فيما أبرزت رياضيا اللقاء المرتقب في كرة القدم الذي ستشهده القاهرة اليوم بين فريقي الصفاقسي التونسي والأهلي المصري في مباراة كاس السوبر الإفريقية .  
(المصدر: وكالة الأنباء السعودية  (واس) بتاريخ 6 فيفري 2009 )


السفارة الموريتانية في تونس تفتح مكتبا لإحصاء المنتخبين

أعلنت السفارة الموريتانية بتونس فتح إحصاء ذي طابع انتخابي في الفترة من 01 فبراير إلى غاية 15 مارس 2009 بمقر السفارة في تونس العاصمة، وذلك في سياق تمكين الموريتانيين المقيمين في الخارج من التصويت في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في السادس من يونيو 2009. وبينت السفارة في بلاغ تلقته وكالة أنباء الأخبار المستقلة أن مكتب الإحصاء الموجود في مقر السفارة سيكون مفتوحا في جميع أيام الأسبوع باستثناء السبت والأحد. وهذا نص البيان: بلاغ من السفارة الموريتانية بتونس تبلغ سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بتونس كافة أفراد الجالية الموريتانية المقيمة بتونس أن السلطات الوطنية قررت إشراك الموريتانيين المقيمين بالخارج في الانتخابات الرئاسية المقررة في 06 يونيو 2009. ولهذا الغرض تم فتح إحصاء ذي طابع انتخابي في الفترة من 01 فبراير إلى غاية 15 مارس 2009 بمقر السفارة. ويمكن للرعايا الموريتانيين المقيمين بالجمهورية التونسية والبالغين سن الاقتراع أي 18 سنة مكتملة أن يتقدموا للتسجيل بالسفارة حسب التوقيت الآتي: – من الاثنين إلى الخميس: من 10h إلى 15h . – يوم الجمعة: من 10h إلى 12h. على أن يكونوا مصحوبين ببطاقات تعريفهم أو جوازات سفرهم السارية الصلاحية.  

 (المصدر: موقع صحيفة “الأخبار” (يومية – مورتانيا) بتاريخ 6 فيفري 2009)
 


45 رجل أعمال جزائري بتونس لمناقشة نظام التعريفة الجمركية التفاضلية

 
خرج الملتقى الاقتصادي السنوي لرجال الأعمال الجزائريين والتونسيين، بمدينة الكاف التونسية، المنعقد على هامش احتفالات الذكرى الواحدة والخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف، بجملة من الاتفاقيات كانت محل نقاش كبير بين الطرفين، خاصة ما تعلق بقائمة المواد الخاضعة لنظام التعريفية الجمركية التفاضلية. وكان الملتقى الاقتصادي، الذي دام يومين بين 03 و04 فيفري الماضيين، فرصة لحوالي 45 رجل أعمال جزائري قدموا من ولايات الطارف، عنابة، سوق أهراس وقسنطينة لتشجيع المبادلات التجارية والاستثمارات وتنسيق السياسات التجارية بين نظرائهم التونسيين الناشطين على مستوى ولايات باجة، الكاف، جندوبة وسليانة، وذلك وفق الأهداف المرسومة في مطلع شهر ديسمبر الماضي بين مسؤولي البلدين مباشرة بعد إبرام الاتفاقية الجزائرية التونسية حول وضع مشروع للعمل بنظام التعريفية الجمركية التفاضلية، التي كانت أحد أبرز العوائق التي تضرر منها الكثير من رجال الاقتصاد والأعمال على مستوى البلدين، خاصة في قطاعات الاستيراد والتصدير والصناعات التحويلية والبناء والأشغال العمومية والصناعات الغذائية والفلاحية والنسيج والسياحة والخدمات الفندقية والصحة.   (المصدر: جريدة الخبر (يومية – الجزائر) بتاريخ 6 فيفري 2009)


التحويلات البنكية للمغاربة المهاجرين تتراجع بسبب الأزمة العالمية

 

 
 
 المغربية الدارالبيضاء: أحمد بداح | المغربية وحسب مكتب الصرف, بلغت التحويلات البنكية للمغاربة المقيمين في الخارج, 53.65 مليار درهم, سنة 2008, مسجلة تراجعا بنسبة 2.4 في المائة, مقارنة مع المستوى المسجل سنة 2007, لكنها سجلت نموا بنسبة 24.5 في المائة, إذا ما قورن المبلغ, وهو 43 مليار درهم, مع متوسط السنوات من 2003 إلى 2007. وكانت قيمة التحويلات ارتفعت إلى أكثر من 50 مليار درهم سنة 2007، بعدما سجلت أزيد من 40 مليار درهم سنة 2006, و حوالي 37 مليار درهم سنة 2005. وكانت تتصدر المداخيل التي تستخلصها الدولة, مثل الفوسفاط والصادرات الفلاحية, قبل أن تتراجع مكانتها إلى المرتبة الثانية, مسبوقة بمداخيل السياحة, التي بلغت 60 مليار درهم. وسجلت التحويلات ارتفاعا متواصلا بلغ 7 في المائة سنويا, منذ سنة 1999, وتعزى هذه الحصيلة إلى الاهتمام الموجه إلى هذه الفئة من المغاربة, في بلدها الأصلي, أو في البلدان المضيفة, الأوروبية والعربية والأميركية. وأضحى هذا المورد عاملا مساهما في تنشيط الاقتصاد الوطني, لاسيما أن الأموال المحولة لم تعد توجه من أجل الاستهلاك أو الادخار, إنما للاستثمار وخلق مشاريع مدرة للدخل وتنمية الثروات وتحسين ظروف عيش السكان, في البوادي والمناطق النائية التي يتحدر منها المهاجرون المغاربة. كما تساهم في تغطية العجز التجاري للمغرب بنسبة تفوق 60 في المائة. وتفيد المعطيات أن تحويلات المغاربة القاطنين في فرنسا وبلجيكا وهولندا، تشكل وحدها نسبة 50 في المائة من مجموع المبلغ الإجمالي. لكن ظهرت في السنوات القليلة الماضية القوة الاقتصادية والاستثمارية التي أضحى يشكلها المغاربة القاطنون في إيطاليا, حيث يقطن أكثر من 150 ألف مغربي, وإسبانيا حيث يقيم أزيد من 200 ألف, ويشكلون بذلك أكبر جالية في هذا البلد. وكانت دراسة أنجزها البنك الإفريقي للتنمية, أخيرا, أفادت أن المغرب يتميز بحجم مهم في مجال تحويلات أموال المهاجرين في العالم, ويمتلك سياسة نموذجية في استبناك التحويلات. ووصفت القطاع البنكي المغربي بـ “السوق الناضجة”, مذكرة بأن البلاد “تتميز عن باقي الدول الأخرى في مجال شركات تحويل الأموال, إذ أنه من أصل 20 بنكا, تتقاسم أربعة بنوك مغربية 85 في المائة من حصة سوق المهاجرين. ويبلغ عدد المغاربة المقيمين في الخارج, وأساسا في بلدان أوروبا الغربية, أكثر من ثلاثة ملايين فرد, ويتمركز غالبيتهم في فرنسا, التي كانت أول بلد هاجر إليه المغاربة منذ الستينيات. وتحتل الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي المكانة الثانية من ناحية العدد, بعد الجالية الجزائرية, في وقت تحتل الجالية المغربية مقدمة الجاليات من ناحية العدد في بلجيكا, في حين تزايدت أعدادها وأهميتها مع توالي العقود, في اسبانيا وايطاليا, على الخصوص.   التحويلات في العالم 318 مليار دولار تجاوزت قيمة تحويلات المهاجرين نحو بلدانهم الأصلية 318 مليار دولار, منها 240 مليار دولار, جرى تحويلها في اتجاه الدول النامية, و5.7 ملايير دولار إلى المغرب. وحسب البنك الدولي, في نشرة حول “حقائق عن الهجرة والتحويلات 2007”, فإن حوالي 200 مليون مهاجر, أي ما يعادل 3 في المائة من سكان العالم, يعيشون خارج بلدانهم الأصلية. وحسب المصدر نفسه, فإن المهاجرين كانوا يمثلون حوالي 13 مليونا, سنة 2005, أي 4.2 في المائة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويصنف المغرب ضمن الدول العشر الأولى المصدرة للمهاجرين, إلى جانب مصر والجزائر وتونس والعراق وإيران والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان واليمن. ويصنف المغرب كذلك, من بين أهم 10 دول مستقبلة لتحويلات المهاجرين خلال سنة 2007, بـ 5.7 ملايير دولار, بعد مصر (5.9 ملايير), والجزائر (2.9 مليار), ولبنان (5.5 ملايير). ومثلت نسبة 9.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب سنة 2006, مقابل 5 في المائة بالنسبة إلى تونس, و22.8 في المائة بالنسبة إلى لبنان. وعلى الصعيد العالمي, فإن دول الخمس الأكثر استفادة من التحويلات المالية للمهاجرين في سنة 2007, هي الهند (27 مليار دولار), والصين (25.7 مليارا), والمكسيك (25 مليارا), والفلبين (17 مليارا), وفرنسا (12.5 مليار). وتتمثل بلدان المهجر, التي تعد أكبر مصدر للتحويلات, في الولايات المتحدة بنسبة 42.2 مليار دولار, والعربية السعودية (15.6 مليارا), وسويسرا (13.8 مليارا), وألمانيا (12.3 مليارا), وروسيا (11.4 مليارا). وتتمثل البلدان المصدرة للمهاجرين في المكسيك, وروسيا, بمعدل 11.5 مليون شخص لكل منهما, تليهما الهند بـ 10 ملايين مهاجر, والصين (7.3 ملايين), وأوكرانيا (6.1 ملايين), وبنغلاديش (4.9 ملايين). واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في قائمة البلدان التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين بـ 38.4 مليون شخص, سنة 2005, وتليها روسيا (12مليونا), وألمانيا (10 ملايين), وفرنسا (6.5 ملايين), والعربية السعودية (6.4 ملايين), وكندا (6.1 ملايين), والهند (5.7 ملايين).
 (المصدر: موقع صحيفة “المغربية” (يومية – المغرب) بتاريخ 6 فيفري 2009)  


الزحام في وسائل النقل العموميّة يشجّع على ممارسته في تونس… النساء يتمرّدن على التحرّش بفضحه

 
 
إيلاف ديجيتال – إسماعيل دبارة من تونس: يبدو أنّ زمان السكوت عن التحرّش الجنسي الذي تتعرّض له بعض النسوة، و خصوصا الشابات منهنّ في تونس ، قد ولىّ بغير رجعة. فمن يركب وسائل نقل تونس العموميّة بشكل دوريّ قد يستغرب للوهلة الأولى من جرأة بعض النساء في التشهير بمن يحاول ملاصقتهنّ و التحرّش بهنّ مستغلاّ الزحام الشديد و خوفها المألوف من “الفضيحة”. حكاية طالبة التجارة نعيمة بوزيّان 26 سنة مع التحرّش ،هي حكاية الشجاعة و القدرة على التحوّل من الضحيّة إلى الآخذ بزمام المبادرة و الفعل. عبر خطّ المترو عدد 4 الذي يوصلها إلى كليتها كلّ صباح ، تعرّضت نعيمة مرارا إلى من يحاول التحرّش بها إما بالملامسة أو بالدعوة الصريحة إلى “التغيّب عن مقاعد الدراسة وإفساح المجال لجسدها ليأخذ حظه من المتعة” على حدّ إفادتها لإيلاف. تقول نعيمة:”ألبس ما أشاء ، و أستغلّ نعمة الجمال التي وهبها الله لي في حدود المعقول، لكن لا يمكن السكوت على “قلة الحياء” بعد اليوم ، من يحاول الاقتراب منيّ سيكون مصيره كمصير ذالك الشاب”. في أواخر العام 2008 ، ولما كانت عائدة إلى منزلها عبر المترو السريع بالعاصمة تونس ، تقول نعيمة إنها تعرّضت لأبشع تحرّش في حياتها من أحد الشبّان المنحرفين.”كانت رائحة الخمرة التي يبدو أنه شرب منها الكثير تفوح من جسده ، يرمقني بنظرات شرهة و يتفوّه تجاهي بأبشع العبارات و أقذعها مستغلاّ صمتي في الوهلة الأولى و لا مبالاة بقية الركاب” و تضيف:” لا أنكر أنني لست من هواة التشهير بمن يرغبون في التحرّش ، فقد كنت أصبر عليهم و أتجاهلهم باستمرار إلى حين خروجي من زحام هذا المترو اللعين ، لكن ملامستي من أماكن حساسة من جسدي كان خطا أحمر بالنسبة لي ، فضحتُه أمام الملأ وكلت له شتائم ما كنت أجرأ في السابق على التفوّه بها ،إلى أن هرع أعوان الأمن و أشبعوه ضربا وركلا قبل أن يقتادوه إلى مخفر الشرطة وذلك جزاءه الطبيعيّ”. الطالبة نعيمة ليست النموذج الوحيد في تونس للفتاة التي تتمرّد على المُتحرّشين وهم كثر ، و على الرغم من أنّ عقلية الصمت المطبق تجاه هذا الفعل ضلت سائدة طوال فترة طويلة من الزمن ، إلا أنّ نساء تونس بدأن مؤخرا في الوعي بخطورة ما يتعرّضن له فاسحين المجال أمام التصدّي له. المشرّع التونسي يجرّم التحرّش الجنسيّ ، ففي العام 2004 أقرت تونس قانونا بشأنه تصل العقوبات فيه إلى السجن سنتين، وذلك بغية حماية النساء في أماكن العمل والأماكن العامة.و يعرّف المشرع التحرّش الجنسيّ بـ”كل إمعان في مضايقة الغير بتكرار أقوال أو أفعال أو إشارات، من شأنها أن تنال من كرامته أو تخدش حياءه وذلك بغاية حمله على الاستجابة لرغباته أو رغبات غيره الجنسية أو بممارسة ضغوط عليه من شأنها إضعاف إرادته على التصدي لتلك الرغبات”. كما يعاقب القانون التونسيّ لمدة عام سجنا وغرامة ماليّة قدرها ثلاثة آلاف دينار مرتكب التحرش الجنسي، ويضاعف العقاب إذا ارتكبت الجريمة ضد طفل أو غيره من الأشخاص المستهدفين بصفة خاصة، بسبب قصور ذهني أو بدني يعوق تصديهم للجاني”. السيّدة حوريّة جلاليّ موظفة إدارية (30 سنة) تعرّضت قبل أن تشتري سيارتها الحالية إلى التحرّش في وسائل النقل العموميّة في عدة مناسبات ، تقول لإيلاف إنّ “ما نلمسه اليوم من جرأة المرأة التونسية وخاصّة الشابات و طالبات الجامعة على عدم الإذعان لمن يرغب في التحرّش بهنّ ، لا يمكن أن يكون نتيجة لسنّ تلك القوانين أو نتيجة ثقافة قانونية كافية ،بل نتيجة امتعاض بلغ حدّه الأقصى وسط اضمحلال أخلاقيّ لا نظير له يسود المجتمع التونسي ” على حدّ تعبيرها ، و تتابع:” غالبا ما أستمع لصديقاتي  زميلاتي وهنّ يقصصن عليّ مغامراتهنّ مع الشباب المتحرّش ، كنت أشجعهنّ دوما على التصدّي لهم دون الخشية من الفضيحة ، لأنّ إفساح المجال أمام المنحرف ليفعل ما يشاء هو الفضيحة بعينها”. سفيان عتيق 25 سنة ، قال إنّ الفتاة التي ترتدي ملابس مغرية و تتحرّش بالرجال لا ينفعها كثيرا الصراخ أو التشهير ، فمن ذا الذي سيصدّق أنها بريئة و لم تكن تسعى إلى شيء ما مستغلة زحام الحافلات وعربات المترو الضيّقة”. و لا يختلف معه جبران الذي قال إنّ التحرّش في وسائل النقل “متعة لا توصف ، خصوصا لمّا يكون الطرف الآخر متجاوبا و لا يميل إلى التشهير ، فغضب الفتاة اليوم يعني محضرا امنيا في مخافر الشرطة أو غرامة مالية”. علم الاجتماع يرى في ظاهرة التحرّش الجنسي داخل المجتمعات العربية ظاهرة مركّبة تفسّر بعدّة عوامل ، ويقول الباحث الاجتماعي محسن المزليني لإيلاف:”لا شكّ أنّ التحرّش ظاهرة تفصح عن نفسها في أكثر من مكان وخاصّة بوسائل النقل، وهي ظاهرة في اعتقادي لا يمكن تفسيرها بالسبب الواحد. فهي كالكثير من الظواهر مركبة ومتعدّدة الأسباب. فالقول بأنّ السبب هو لباس المرأة المثير والمغري هو تفسير الكلي بالجزئي، وقد أظهرت دراسة أجراها المركز المصري لحقوق المرأة أنّ أغلب من تعرّضن لعمليات التحرّش الجنسي هن من المتحجبات. كما أنّ ردّ السبب إلى الإغواء النسويّ أيضا هو من باب الحسّ المشترك ولا يرقى إلى التفسير الموضوعي للظاهرة”. و يرى المزليني إنّ هذه الظاهرة وكيفية تعاطي النساء معها تحتاج إلى دراسة ميدانية صعبة التحقيق لأنّ الموضوع يبقى مسكوتا عنه كون من يرفضن التحرّش و يركنّ إلى التشهير به بقين أقليّة من مجموع من يتعرّضن للتحرّش بشكل يوميّ،إلا أنّه يمكن تقديم الفرضيات التالية: أولا أنّ الظاهرة تعود إلى وجود حقل مشجع على هذه الممارسة، فتلاصق الأجسام في وسائل النقل يشجع كل أنماط الانحرافات، كما أنّ صمت من يقع عليه الفعل خشية الفضيحة يشجع على مزيد انتشار الظاهرة. ثانيا ارتباك القيم الذي تعيشه المجتمعات العربية بين حياة معاصرة تفرض أكثر من نمط سلوكي جديد بصرف النظر عن حكمنا عليه بالسلب أو بالإيجاب، فالقيم التقليدية لم تعد لها نفس القوة الكابحة والضابطة للسلوك، ولم تتأسس أنماط أخلاقية جديدة تقوم بهذا الدور. لذلك يكاد المرء يحسّ بنوع من ازدواجية الشخصية وهي منبع لكل الإختلالات السلوكية. ثالثا البحث عن تأكيد الذات في غير المواضع السّوية فكثيرا ما يكون هناك نوع من التحدّي ليثبت ممارس هذه العملية قدرته على “ترويض” النساء، مع تراجع بيّن بفعل الارتباك لقيم داعمة للبناء الاجتماعي مثل مفاهيم الفتوة وأخلاق الفتوة حيث لم يكن المنحرف يسمح لنفسه – فما بالك لغيره – بالتحرّش خاصّة بالجيران والمعارف لكن الآن وبفعل تحولات القيم اضمحلت هذه القيم وصار الكل فريسة للكل. وحول استعداد النساء التونسيات اليوم للتشهير من يتحرش بهنّ يرى المزليني أنّ الإطار القانونيّ الذي جرّم التحرّش و عاقب من يقوم به ، لا يمكن أن يفسّر لوحده تصاعد هذه الأصوات الجريئة ، لكنّ نفسية المرأة التونسية التي تحملت مسؤولياتها جنبا إلى جنب مع الرجل في عدة مجالات بعضها كان حكرا على الرجل، و الراغبة في إثبات جدارتها وذاتها ،تفرض عليها الاستعداد للمواجهة أيا كان مصدرها ونظرة المجتمع اليوم قد تتغير من مُحتقر للمرأة التي تعرّضت للتحرش إلى مُحترم لمن تتصدى له. (المصدر: ايلاف ( بريطانيا) بتاريخ 6 فيفري 2009)
 


انتعاش تجارة الكلاب الأصيلة في تونس

 
تشهد تجارة الحيوانات المنزلية انتعاشا في تونس، حيث تنفق الأسر الكثير لاقتناء كلب للمنزل. مغاربية قامت بجولة لسوق منصف باي في العاصمة. جمال العرفاوي من تونس العاصمة لمغاربية على الرغم من سوء أحوال الطقس، فإن ساحة سوق المنصف باي في العاصمة تونس مكتظة بالزوار من باعة ومشترين ومحبي الاستطلاع وسماسرة، تراصوا في المكان وتحولت أجسادهم إلى مطرية بشرية تمنع الأمطار من الوصول إلى السلع المعروضة. ورغم أن الجدار البشري يخفي السلع المعروضة للبيع صباح الأحد، إلا أن الأصوات المتعالية تكشف عن السر. فسوق المنصف باي في تونس العاصمة متخصص في بيع الكلاب. أما نجمة اليوم فهي ليكا فهي من فصيلة السان برنار. ويتطلع مالكوها لبيعها مقابل 2.000 دينار. وهذا كريم الذي بدا عليه شيء من الثراء حسب ما ارتداه من ملابس فاخرة في هذا السوق المزدحم. ويبدو أنه يستطيع دفع السعر المناسب لهذا الكلب الكبير. وقال لمغاربية “لقد عرضت عليه 1700 دينار وأعتقد أنها صفقة جيدة. فالكلبة ليكا صحيح إنها حادة الذكاء وذات طلعة حسنة إلا أنها متقدمة في السن”. وازدهرت خلال السنوات القليلة الماضية تجارة الكلاب في تونس لتدخل ميدان الاستيراد والتصدير. إذ يقوم السماسرة المحترفون في الميدان بتوريد كلاب لم تتجاوز أعمارها الأربعة أسابيع من أوروبا ومن روسيا أيضا ثم يقومون بإعادة تصديرها إلى البلاد المغاربية المجاورة. ويقول منذر بن ميلاد إن زبائنه ينقسمون بين هواة لتربية الكلاب وتجار محترفون يعيدون بيع الكلاب التي يعرضها. وقال ” أفضل حرفائي هم من الجزائريين يليهم الليبيون الذين دخلوا السوق حديثا خاصة من الشباب المولعين بالكلاب المقاتلة مثل البيد بول”. وحسب خالد الذي رفض أن يمدنا باسمه كاملا فإنه على الرغم من أن كلابا من نوع البيد بول ممنوعة في البلدان المغاربية، إلا أن هذا لم يوقف المشترين المتحمسين. وأوضح قائلا “على الرغم من أن كلابا من نوع البيد بول يمنع استيرادها من الخارج إلا أن هناك من يستطيع أن يمر بها دون مشاكل تذكر خاصة إذا كان الكلب من هذا النوع في سن الرضاعة فإنك لن تستطيع أن تفرق بينه وبين كلب من نوع بوكسر” ويضيف خالد “ليس من السهل عليك أن تقتحم هذه السوق دون أن يكون لديك ما يكفي من الخبرة في عالم الكلاب لتنجو من الغش”. ويعمد حرفاء ميسورون إلى اصطحاب أطباء بيطريين معهم لتقليب الكلب الذي يزمعون شراءه. ويقول نزار بن محمود وهو مولع بتربية الكلاب من نوع ماستيف “أنا مغرم بهذه النوعية من الكلاب منذ الصغر ولا يهمني الثمن الذي سأدفعه بقدر ما يهمني أن يكون من سلالة تنتمي إلى عرق سام”. والاعتناء بكلب ليس بالأمر الهين في تونس. فإنه يتطلب مصاريف طائلة لا يقدر عليها سوى القليلون. فزيارة واحدة للبيطري تكلف صاحبها ثلاثين دينار فيما لا تتجاوز زيارة لدى طبيب العائلة عشرين دينار. منتصر بن يوسف، خبير في كلاب الرفقة “علبة دواء لكلب مصاب بالتوتر تكلف صاحبها حوالي 40 دينار أما علبة فيتامينات فإن سعرها يتراوح ما بين 60 و220 دينار”. في حين أن الأجر الأدنى في تونس لايتجاوز 230 دينار في الشهر. أما أجهزة تمرين الكلاب فقد تكلف أكثر في مصاريف امتلاك كلب. وحسب توفيق بوغانمي وهو مدرب كلاب محنك ” هناك من يريد كلبا للحراسة وآخر للمرافقة وثالثا للهجوم وهناك من يطلب كل هذه التدريبات دفعة واحدة وهو أمر مكلف لصاحبه وتتراوح التكلفة ما بين 700 دينار والف دينار”. وحسب توفيق، فقد ازداد عدد الحرفاء وجميعهم من الأغنياء الراغبين في تدريب كلابهم وغالبا تكون من نوع الراعي الألماني ومستيف ودوبرمان وهو “من الكلاب الطيعة لشدة ذكائها”. ويواصل توفيق حديثه “من النادر جدا أن يتقدم إليك واحد من الطبقة المتوسطة لتدريب كلبه…فضلا عن كونه لا يمتلك أشياء ثمينة في بيته يخشى عليها من السرقة. ولا تقتصر تجارة الكلاب على سوق المنصف باي بل ان الصحف تحولت الى مكان يفضله اصحاب الكلاب الصغيرة الحجم مثل كلب الشيواوا والكنيش وكلاب الجيب وكلاب الزينة. وحسب منير بن حفصية وهو مربي وتاجر كلاب، فإنه يخشى على كلابه من العدوى لو أنزلها الى السوق. وهو يلجأ للصحف. وخلال السنوات الاخيرة طفت ظاهرة جديدة في تونس العاصمة وهي صالونات الحلاقة المخصصة للكلاب وهناك تخضع الكلاب لكل فنون الزينة من تقليم للمخالب وتصفيف الشعر. وتقول السيدة إلهام إنها تقوم بمرافقة كلبتها من نوع كانيش توي ذات اللون المشمشي إلى صالون الحلاقة لتغيير مظهرها وتغسل شعرها بشامبو وصفه لها البيطري. وتقول السيدة إلهام “إنها تنتظر هذا الموعد بفارغ الصبر وأشعر بانشراحها بعد أن تخضع إلى عملية التجميل الدورية وهذا ما يبعث فيّ البهجة. لقد رفضت في البداية مثل هذه الزيارات إلى صالون الحلاقة ولكنها الآن تعودت على ذلك”. انتظار الكلب بفارغ صبر لدوره في خدمة التجميل ممتع بالنسبة للعديد من التونسيين. وفي كثير من الأحيان يقارن التونسيون بين مصاريف كلب واحد ومصاريف عائلة بالكامل. ويقول مختار هناك بعض “الحرفاء من يخصص ما يساوي ثلاثة أضعاف من مرتبهم للاعتناء بكلابهم”. ويقول لمغاربية في جولته بسوق المنصف “هناك مثل باللهجة التونسية يقول تعيش الكلاب في روس المهبلة”. (المصدر: موقع “مغاربية” (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 30 جانفي 2009) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/reportage/2009/01/30/reportage-01


عرائــــس
شعر: بحري العرفاوي* ” قرر المجلس إعدادَ الظروف لعقد القمة…”  سنعدّهُ “الظّرْفُ” لكمْ يا سادة كي تحضروا نخشى عليكم نسمةً أو هبة قدْ تزفــــــــرُ أنتم رصيدُ أمّـــــــــة تفنى هيَ كي تعمروا أنتم عرائسُنا ولا شيء سواكم يكبرُ يا سادة يا قــــــــادة أمُّ العــــــرُوس تسْكَرُ! وتُفرّشُ أهْدَابها لعيونكم كي تعْبرُوا هيْتَ لكمْ… هيْتَ لكمْ هيْتَ ولا تتأخرُوا تفنى البلادُ كلها نفنى ولا تتأثــــرُوا فتبسّمُوا وتمَايَسُــوا مثل اللواتي واكْسروا قولوا كلامًا موجزًا لا تفصحوا لا تكثروا ما دَخلُ غزة هاهنا؟ ما شأنكمْ إذ تنحَـــــرُ ذي قمةٌ … ذا عرسكمْ أينَ العَريسُ؟ يسْخرُ! شاعر من تونس    (المصدر: جريدة الشرق ( يومية – قطر )  بتاريخ 6 فيفري 2009)


من ردع من  ….؟؟؟؟
 
ذكرت صحيفة روسية معروفة تصدر بأمريكا  بتشددها للصهيونية العالمية وسيطرة اللوبي الصهيوني عليها بمقالها بالصفحة السابعة بعنوان ( هل هذا نصر ) سيتم هنا ترجمة بعض ما جاء بهذه المقالة علما أنه بعد نشر هذه الجريدة تم سحبها من الاسواق بسبب هذه المقالة : قال الكاتب : إن كنا ذهبنا الى غزة لإعادة شاليط …………………. فقد عدنا بدونه إن كنا ذهبنا الى غزة لوقف الصواريخ …………….. فقد زاد مداها حتى أخر يوم وزادت رقعة تهديدها إن كنا ذهبنا الى غزة لإنهاء حماس ………………… فقد زدناها شعبية واعطيناها شرعية إن كنا ذهبنا الى غزة لإحتلالها …………………….. فقد زكرنا أن قوات النخبة لم تستطع التوغل متر داخل غزة إن كنا ذهبنا الى غزة لنظهر أن يدنا هي العليا …….. فقد توقفت الحرب عندما قررت المقاومة وليس عندما قررنا إن كنا ذهبنا الى غزة لنستعرض قوتنا …………….. فقد كان يكفي إجراء عرض عسكري في تل ابيب . إن كنا ذهبنا الى غزة لقتل قادة حماس ……………… فقد اغتلنا اثنين من بين خمسمائة قائد في الحركة .. إن كنا ذهبنا الى غزة لنكسب تعاطف عالمي ………..فقد انقلب الرأي العام العالمي ضدنا ومن كان معنا صار ضدنا إن كنا ذهبنا الى غزة لنعيد الثقة لجنودنا …………….. فقد زدناه جبنا كما زدنا مقاتل المقاومة ثقة بنفسه إن كنا ذهبنا الى غزة لنثبت قوة الردع …………….. فقد تبين ان السلاح بيدنا لا نجيد استخدامه على الارض بتجربتي 2006 + 2008  ولم نردع حزب الله و لا حماس وزادت تهديدات وكبرياء قادة حماس والله أعلم من القادم بعد انتشار هذه الثقافة بين شعوب المنطقة وهي ثقافة المقاومة والقدرة على الوقوف بوجوهنا  ولا ننسى أنه خلال جميع لقائاتنا اثناء الحرب بهدف التهدئة لم نسمع طلب لحماس و لا مرة ايقاف اطلاق النار حتى طلبناه نحن فدعوني اسأل (( من ردع من ))  ووالله اعلم يوجد الان ثمانمائة ألف اسرائيلي وهم سكان الجنوب إذا ذكرت اسم حماس أمامهم ارتجفوا وذهبوا للملاجئ  (( فمن ردع من ))   ويكمل الكاتب الاهداف و النتائج التي توصلوا اليها ويختم قوله : -إن هذه الحرب كلفت الكيان الصهيوني مبلغ عشرة ونصف تريليون دولار وهي قيمة ما تم دفعه على الحملات الإعلانية على مدى 40 عاما لتجميل صورة اليهود بالعالم فبخلال 22 يوم دمر الجيش الاسرائيلي كل هذه الحملات كما أن هذه الارقام لا تشمل المبالغ تكلفة الحرب. – كما لا تشمل الخسائر البشرية التي تكبدناها [ عسكريين بالجبهة ومدنيين من الصواريخ ] قال الكاتب عنها حرفيا  ( خسائرنا البشرية بالحرب على غزة أنا أعرفها وأولمرت وباراك يعرفاها وجميعا ممنوعين من التصريح عنها )     وانهى مقاله بالقول هذه النتائج كلها تدعونا بالقول ( كفانا كذب نحن لم ننتصر )

 


في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية

 
منير شفيق (*)  عندما طالب الأخ الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بتشكيل قيادة وطنية فلسطينية تضم الفصائل الفلسطينية والقوى التي تأخذ بالمقاومة أسلوباً لدحر الاحتلال واعتبارها مرجعية في ذلك، أُوّل كلامه باعتباره طعناً بمقولة منظمة التحرير الفلسطينية «م. ت. ف» باعتبارها المرجعية والممثل الشرعي والوحيد، وهو بالتأكيد كما أوضح الأخ الأستاذ محمد نزال رسمياً بأن ما طرح لا علاقة له بتمثيلية «م. ت. ف»، ولم يقصد منه البحث عن اعتراف عربي أو دولي مكان منظمة التحرير الفلسطينية. ومع ذلك ما زالت الدنيا قائمة ولا تريد أن تقعد، وذلك بقصد تحويل الانقسام في الساحة الفلسطينية إلى انقسام على أساس من مع المنظمة ومن ضدها من حيث هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقد وصل الأمر بالرئيس محمود عباس إلى أن أعلن وبأعلى درجات الشدة أن لا حوار إلا إذا اعترفت حماس اعترافاً صريحاً واضحاً لا لبس فيه بأن «م. ت. ف» هي الممثل الشرعي والوحيد. بالتأكيد لا علاقة للانقسام الفلسطيني بموضوع المنظمة وتمثيليتها، لأن الانقسام في أساسه يتمحور حول الخط السياسي وحول أسلوب تحقيق الهدف الفلسطيني (البعض يعتبره الدولة، وكاتب هذه السطور يعتبر أن الهدف رقم 1: الهدف المباشر قبل هدف الدولة هو دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وهدم الجدار، بل من الخطأ طرح موضوع الدولة على المفاوضة أو للمساومة، لأنه عندئذ سيقايض بالتنازلات الفلسطينية في الأرض وحق العودة، وهو ما يلخص شعار «حل الدولتين»). فيما كان يجب وما يزال، وضع هدف ما يسمى بالبرنامج المرحلي: دحر الاحتلال بلا قيد أو شرط عن الأراضي التي احتلت في يونيو 1967، وبعد ذلك يبحث في أو يستفتى الشعب الفلسطيني كله وليس جزءاً منه فقط حول ما يقوم فوق تلك الأراضي أو ماذا نفعل. إن هدف تحرير الأراضي غير قابل للمساومة، أما هدف إقامة الدولة فيعني المساومة على كل القضية الفلسطينية، وقد لخص في النهاية بـ «حل الدولتين» أي الحل النهائي (التصفوي) للقضية الفلسطينية. عندما شكلت «م. ت. ف» في عام 1964 كان هدفها تحرير كل فلسطين وهو خلاصة ميثاقها الأول، وعندما حدث تحوير في بنيتها في عام 1968 بدخول الفصائل الفلسطينية إليها وتوزيع حصص التمثيل داخلها بينها وبين المستقلين وتقررت قيادة فتح لها، حافظت على أهدافها في الميثاق الأول في الآن نفسه. وعندما أدخل ما يسمى برنامج النقاط العشر الذي تقرر في مؤتمر وطني في القاهرة 1974 فسّره وسوغه المنظرون له بأنه مرحلة باتجاه تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر، ولهذا لم يتغير الميثاق من هذه الزاوية. طبعاً هذا المسوغ الأساسي الذي نظّر له مَنْ مررواً برنامج النقاط العشر لم يعودوا يرددونه الآن بعد أن تحولوا إلى القبول بحل الدولتين عملياً منذ إعلان «الاستقلال» في الجزائر عام 1988 ولاحقاً بعد أوسلو، بل بعد «مشروع بوش» في أثناء حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، فبوش صاحب نظرية «حل الدولتين» المستخدمة الآن. وكان وراء موضوع الممثل الشرعي والوحيد الذي أضيف في عام 1974 بقرار عربي الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكان القصد منه التمهيد لاسترجاع سيناء وترك أمر قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى للممثل الشرعي والوحيد. طبعاً الفلسطينيون الذين أمسكوا بهذا الشعار كانوا يخشون من الحل الأردني أساساً، وكم تحدث بعضهم عن المساومات العربية حول القضية الفلسطينية، فيما حصر مسؤوليتها في أبنائها يحميها من المساومات والتنازلات والحلول المشبوهة وهو ما ثبت عكسه، إذ كان هؤلاء «الأبناء» الأكثر جرأة على تقديم التنازلات في أساسات القضية الفلسطينية، مثلاً «حل الدولتين». والآن تثار مشكلة «الممثل الشرعي والوحيد» بمعنى محصور عملياً بأن محمود عباس واللجنة التنفيذية (غير الشرعية والمنتهية الصلاحية) والمجلس المركزي الملفق والمجدد له بلا مجلس وطني هم الممثل الشرعي الوحيد في غياب مجلس وطني ينتخب رئيساً ويختار لجنة تنفيذية ومجلساً مركزياً. وليست المشكلة في اعتبار «م. ت. ف» الممثل الشرعي والوحيد فهنالك إجماع، كما تبدّى في لقاء كل الفصائل في القاهرة عام 2005 على إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها، وهنالك إجماع على أنها في وضعها الراهن مختلة التمثيل لجميع الفصائل ولاسيما حماس والجهاد كما رموز مستقلة كثيرة، وصفيت مؤسساتها عملياً عدا الصندوق القومي، ولا اجتماعات ذات نصاب للجنتها التنفيذية، واستعيض بوزير خارجية حكومة سلام فياض غير الشرعية مكان رئيس الدائرة السياسية في المنظمة الأخ فاروق القدومي.. وعليه قس. ومع ذلك يصرخون «المنظمة.. المنظمة» وقد أهملوها وفرغوها من محتوياتها وعطلوا مؤسساتها وجمدوا فعالياتها وحالوا دون إعادة بنائها وتفعيلها، الأمر الذي يعني أن الحرص هنا عند البعض هو استخدام المنظمة لتغطية الخط السياسي الذي يتبناه محمود عباس وحكومة سلام فياض (مهمتها الأولى تفكيك خلايا المقاومة وكبت أنفاس الشعب في الضفة الغربية تطبيقا للبند الأول من خريطة الطريق)، وسياسة عباس واستراتيجيته تتلخص بالمفاوضات ثم المفاوضات إلى ما لا نهاية. إن من استبقى ورقة التوت في تغطية اللجنة التنفيذية هو استمرار الجبهتين الشعبية والديمقراطية في عضويتهما إلى جانب ما حل بحركة فتح من شلل، علماً أن الجبهة الشعبية مثلاً طالما انسحبت أو جمدت عضويتها من اللجنة التنفيذية لأسباب سياسية تبناها ياسر عرفات تعتبر الآن في منتهى الثورية إذا ما قيست بسياسات المفاوضات التي يتبناها محمود عباس، كما لا حاجة إلى فتح ملفات مواقف الديمقراطية من «القيادة المتنفذة» ومن قبل «القيادة اليمينية» وبالمقارنة مع القيادة الحالية. باختصار لقد حولت قيادة الرئيس محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية إلى منظمة المفاوضات الفلسطينية، أو منظمة «فاوض» الفلسطينية، ولهذا فليس هنالك من اعتراض على «منظمة التحرير الفلسطينية» وإنما على «منظمة المفاوضات الفلسطينية» أو «منظمة فاوض الفلسطينية»، ويا لها من مفاوضات.. ويا له من مفاوض! (*) كاتب ومفكر فلسطيني (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 فيفري 2009)

 

 

العَلمانية الفرنسية.. وعالمية المسلمين المالية

 
احميدة النيفر (*) بعد أخذ وردّ وإقبال وإحجام تواصلا لأكثر من سنتين، أقرّ القائمون على التعليم العالي الفرنسي إحداث قسم دراسات النظام المالي الإسلامي بالمدرسة العليا للإدارة (EMS) بمدينة ستراسبورغ، شمال شرق فرنسا. يعتبر هذا الإجراء الذي اختصت به كلية واحدة في كامل الجمهورية الفرنسية خطوة جريئة للغاية، لأن في الإقدام على مثل هذا القرار ما يمكن أن يُعتبَر مسّاً بالأساس المدني للنظام الجمهوري الفرنسي، ويتميّز هذا النظام بخصوصية ينفرد بها دون سائر دول العالَم الغربي بنظام عَلماني يحرص على الفصل التام بين الشأن العام (سياسة الدولة – القوانين – التعليم – النظام الاجتماعي والاقتصادي) وبين المعتقد الديني أيّا كان. يمكن الوقوف بيسر على ما يختص به الأنموذج الفرنسي للعلمانية إذا ما قارنّاه بما هو سائد خاصة في الأنظمة السياسية الأوروبية المجاورة. تحيل ديباجة الدستور الألماني مثلا إلى مسؤولية الدولة «أمام الله وأمام الناس» وهو ما يسمح للدولة أن تجبي رسوما من الضرائب العامة تخصَّص للكنيسة التي يعلن المواطن انتماءه إليها، هذا إضافة إلى تدريس الدين في المعاهد العمومية إلى جانب المواد العلمية والتربوية الأخرى. في بلجيكا تمّ الاعتراف الرسمي بالتعدد الديني بما يجعل القائمين على الشؤون الدينية للكاثوليك والبروتستانت والأنجليكان والأرثوذوكس واليهود والمسلمين يتقاضون أجورا من الدولة مقابل ما يؤدّونه من الشعائر والخدمات الدينية ضمن طوائفهم. مع العام 2002 أعادت الحكومة الإسبانية العمل بنظام تعليمي يدرج التربية الدينية الكاثوليكية في مدارس التعليم العمومي مع إمكان تلقي تعليم في ديانة أخرى غير الكاثوليكية كالإنجيلية أو الإسلام أو اليهودية لكل من يختار ذلك. في إيطاليا تمّت عام 1984 مراجعة المبدأ القائل بأن «الكاثوليكية هي الدين الرسمي للدولة» المنصوص عليه في اتفاقية «لاتران» عام 1929 التي أنهت نزاعا قديما بين الفاتيكان والدولة الإيطالية وذلك بتعويضه بصيغة أكثر عمومية تجعل مبادئ «الكاثوليكية جزءا من التراث التاريخي للشعب الإيطالي» مع الإبقاء على تدريس التربية الكاثوليكية في المعاهد. أما الوضع في الجمهورية الفرنسية فهو يعتمد مبدأ اللائكية (Laïcité) الناجم عن تطوّر لفلسفة الأنوار في عدائها للمؤسسة الكنسية وما رسّخته من تصورات ومفاهيم متصلة بالعالَم والإنسان والتاريخ. من هذه الزاوية فإنّ بين اللائكية الفرنسية وبين العَلمانية أو الدَنْيوية (Sécularisation) في الأنظمة الغربية قدرا مهما من التباين، بالنظر إلى أن هذه الأخيرة تُُعتبر مذهبا قانونيا سياسيا بدرجة أولى وإن لم تنقطع تماما عن الخلفية الفلسفية للحداثة الغربية التي تقوم على نزع القداسة والأسطرة عن العالَم، إلى جانب ذلك فإن العلمانية تلتقي مع اللائكية الفرنسية في مَدَنيّة الدولة، لكن الأولى لا تقرّ الفصل الكامل بين مؤسسة الدولة وأنظمتها وبين المؤسسات الكنسيّة وما يقتضيه ذلك من الاعتراف بمرجعية دينية وخُلقية في سير النظام العام للمجتمع. هذا بينما لا يتأسس النظام الجمهوري في الأنموذج الفرنسي على مجرد قانون يحسم العلاقة بين المدني والديني إنما ينطلق من كون العلمانية الفرنسية مبدأ جوهريا وحقيقة مؤسِّسة تعلو على القوانين بما يغلق الباب دون إمكان مراجعة ذات المبدأ وذلك ضمانة لتحقق المساواة بين جميع المواطنين. هي بذلك تسعى لضمان حريّة الممارسة الدينية وحرية الاعتقاد اللتين تسهر عليها أجهزة الدولة وأنظمتها بحيادها الإداريّ والسياسي والمالي إزاء كل المعتقدات الدينية والتوجهات الفكرية والعقدية. تلك هي القاعدة في الأنموذج الفرنسي، وبذلك تكون لائكيتها علمانية ذات طابع خاص. كيف ضمن هذا السياق يمكن فهم الإقرار الرسمي بتعليم يقتضي تعليما جامعيا لمدة خمس سنوات لطلاّب حائزين على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) في تخصص النظام المالي الإسلامي وما ينجرّ عنه من قيام مصارف تعمل وفق تشريعات ذلك النظام وضوابطه؟ لإدراك طبيعة هذا القرار الذي يبدو مجازفة كبرى تستحق النظر والدرس ينبغي أن نضيف أنه لا يوجد في أوروبا بكاملها شهادة مناظرة لما تمّ استحداثه أخيرا في فرنسا باستثناء حالة واحدة في المملكة المتحدة التي سبقت الجميع وأحدثت شهادة تخصص في المالية الإسلامية. هناك من جهة أولى الاحتياط القانوني الذي راعاه المشرّع الفرنسي عندما سمح بإحداث هذه الشهادة ذات التخصص الجامعي الموصول بالدين في منطقة «الألزاس والموزال» (Alsace-Moselle) وهي التي ظلّت تتمتع بنظام استثنائي لا صلة له بقانون 1905 الذي يفرض الفصل الكامل بين الديني والمدني. ولقد استمر العمل بالقانون الألماني في منطقة الألزاس بخصوص بعض القضايا كقانون الجمعيات ومسائل ترتبط بعقود الزواج وبنظام التعليم نتيجة خضوع المنطقة للسلطة الألمانية وقوانينها فيما بين 1871 و1918 بعد الانتصار العسكري على الجار الفرنسي في حرب 1870. من هذه الخصوصية القانونية المحلية التي وقع الإبقاء عليها، استمر العمل بجملة إجراءات مغايرة لقانون الفصل الذي تخضع له بقية مقاطعات فرنسا، وهو ما مكّن من إنشاء كليات دينية كاثوليكية وبروتستانتية ويهودية في السنوات الماضية، كما أتاح المجال لمناقشة مشروع تأسيس كلية للدراسات الإسلامية أواسط التسعينيات بمدينة ستراسبورغ. إلى جانب هذا فإن النخب السياسية والفكرية الأوروبية واجهت ضمن مشروعها للاتحاد الأوروبي وما يقتضيه من وضع دستور له قضيةَ تحديد هوية الاتحاد وجذوره الدينية. ما وقع الانتهاء إليه هو الاقتصار على إحالة عامة على «التراث الثقافي والديني والإنساني» لأوروبا، ومع ذلك فإن هذا القرار لم يتمكن من إنهاء النقاش الذي احتدّ في عامي 2003 و2004 بين حماة العلمانية في صيغتها القطعية وبين دعاة مراجعة هذا المفهوم من أجل بناء المستقبل الأوروبي. وقد تواصلت مقولة مراجعة العلمانية في فرنسا ذاتها، بل ازدادت حدّتها في السنة الماضية نتيجة تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي قدّم فيها رأيا معتدلا للعلمانية خالف به المدافعين عن اللائكية الحَدِّية عند زيارته للفاتيكان أوّلا ثم إثر خطاب له في المملكة العربية السعودية، ولم يتردد البابا عند زيارته الرسمية إلى فرنسا في سبتمبر 2008 في إذكاء الخلاف باستعماله عبارة «اللائكية الإيجابية» التي كان أطلقها الرئيس ساركوزي قبله والتي توحي بأن اللائكية الفرنسية الحالية بحاجة أكيدة إلى تصحيح ومراجعة. ما زاد الطين بلّة هو حضور المواطنين المسلمين القوي في المشهد الأوروبي عامة والفرنسي خاصة ومطالبتهم بضرورة احترام خصوصيتهم الدينية والثقافية وما يقتضيه ذلك من تعديل للعلمانية الفرنسية بحيث تصبح أكثر انفتاحا على الواقع الديني. أفضل تلخيص لوجهة هذه الثورة الهادئة هو ما أعلن عنه المؤرخ والفيلسوف الفرنسي المعاصر «مارسيل جوشي» (Marcel Gauchet) قائلا: «إن اللائكية قد انتصرت لكن معناها قد تغيّر». إذا أضفنا إلى كل هذا أن رقم المعاملات المالية للمصارف الإسلامية في السوق العالمية يبلغ ألف مليار دولار فإنه يمكن بسهولة أن ندرك جملة المسوّغات التي جعلت المشرّع الفرنسي يتجرأ على إحداث قسم لدراسات الاقتصاد الإسلامي. تبقى بعد كل هذا الدلالة الحضارية للمخاض الذي تبشّر به حيوية أوروبا، إنّه اتفاق كل الأطراف المتحاورة والمتناقضة في الغرب الحديث على أن ما يجمع بينها هو ثقتها في قوّة الأفكار واعتقادها الراسخ في إمكان العقل البشري على تغيير العالم. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 فيفري 2009)

الدرس الإيراني لعرب الهوان

 
عبد الباري عطوان الكتابة عن ايران هذه الايام، حتى لو جاء ذلك بالحد الأدنى من الموضوعية، مثل السير في حقل الغام شديدة الانفجار بسبب عمليات التحريض الطائفي والعرقي التي تطفح بها صحف محور الاعتدال العربي هذه الايام، وخاصة في كل من مصر والمملكة العربية السعودية، حيث تعتمد على قواميس مليئة بكل انواع السباب والاتهامات الجاهزة، ولكن اطلاق ايران قمراً صناعياً بامكانيات ذاتية، وتطويرها صواريخ باليستية تستطيع الوصول الى اي بقعة في العالم حسب تقديرات الخبراء الروس، يستحقان وقفة جادة عاقلة لتقييم هذه التجربة، والمقارنة بينها وبين ‘انجازاتنا’ العربية، بطريقة علمية، بعيداً عن الانفعالات، والعصبيات القومية أو الطائفية. ايران تحتفل هذه الايام بمرور ثلاثين عاماً على انطلاق ثورتها التي اطاحت بنظام الشاه، وتوّجت هذا الاحتفال بالكشف عن مدى تقدم تكنولوجيتها العسكرية، وهناك تقديرات اسرائيلية تؤكد انها ستمتلك اسلحة نووية في غضون عام، بفعل تصاعد قدراتها في تخصيب اليورانيوم شهرا بعد شهر. ومن المفارقة ان جمهورية مصر العربية زعيمة محور الاعتدال العربي ستحتفل في الشهر المقبل (مارس) بمرور ثلاثين عاماً على توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام، وفك الارتباط بالكامل بقضية الصراع العربي الاسرائيلي، من أجل التركيز على كيفية بناء الاقتصاد المصري، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والنهوض بالخدمات الاساسية من صحة وتعليم ومواصلات وغيرها. الحكومة المصرية لم تخض اي حرب طوال تلك الفترة، على عكس ايران التي خاضت حربا ضد العراق استمرت ثماني سنوات متواصلة، ومع ذلك يمكن ان نرى الفوارق الشاسعة بين البلدين في مختلف المجالات، حيث تتجه ايران الى السماء تغزو الفضاء، بينما تتجه الحكومة المصرية الى الارض للبحث عن انفاق رفح، ومن خلال استيراد تكنولوجيا التهريب الامريكية اللازمة في هذا الصدد. هذه التجربة الايرانية الناجحة اعتمدت على ركنين اساسيين، الاول هو التعليم، والثاني الديمقراطية، ويمكن اضافة ركن ثالث وهو نجاح النظام الايراني في استقطاب أعداد كبيرة من العقول الايرانية العاملة في الخارج، وتوفير كل فرص الابداع أمامها لتوظيف خبراتها في تطوير قدرات بلادها العلمية والعسكرية. المحاور العربية، المعتدلة منها أو الممانعة، أو حتى المترددة بين الإثنتين، فشلت في جميع هذه المجالات، واتفقت فيما بينها على أمر واحد، وهو كيفية تطفيش الخبرات العربية، أي أنها أصبحت دولا ‘طاردة’ للعلماء والمبدعين إلى الدول الغربية. فجميع الخبرات العربية التي فازت بجوائز ابداعية مثل نوبل، فازت بها لانها موجودة في الغرب، والاستثناء الوحيد كان الأديب نجيب محفوظ، ولن نفاجأ في المستقبل القريب، اذا ما شاهدنا أدباء أو شعراء عربا يعيشون في المهجر يكتبون بلغات أجنبية، قد كسروا هذه القاعدة، وفازوا بجوائز تقديرية عالية المستوى. وزراء خارجية دول محور الاعتدال العربي اجتمعوا في مدينة ابوظبي قبل ثلاثة أيام لمواجهة أطراف خارجية تتدخل في الشأن الداخلي العربي، والمقصود بذلك ايران وليست اسرائيل وأمريكا اللتين توجد لهما قوات وأساطيل وقواعد، لان تدخلهما ‘أمر حميد’ لا خطر منه على السيادة الوطنية العربية. هؤلاء الوزراء لم يقولوا لنا كيف سيواجهون ايران، هل بالغتر المصنوعة في بريطانيا، أم فوانيس رمضان المصنّعة في الصين، أم بالأراجيل (الشيشة) المصنوعة في اليابان؟ أم بجيش الخدم من الهند والفلبين وسيرلانكا؟ من المؤسف انهم لم يكشفوا لنا عن مخططاتهم في هذا الصدد، لعلهم وضعوا خططاً سرية محكمة، قد نتعرف على تفاصيلها في الوقت المناسب، أي عندما تقترب مرحلة المواجهة، وتصطدم الجيوش في ساحات الوغى، ولكن ربما عقد اجتماع لوزراء اعلام الدول نفسها بالتوازي مع اجتماع وزراء الخارجية، وفي المكان نفسه، ربما يعطينا بعض المؤشرات في هذا الصدد، أي استخدام أحدث أسلحة ‘الردح’ العربي المتطورة في هذه المهمة القومية السامية. علينا أن نعترف بأننا أمة فاشلة عاجزة جفت فيها كل وسائط الابداع، بسبب أنظمة دكتاتورية غير منتخبة، ركزت طوال العقود الخمسة الماضية على ‘تجهيل’ المواطنين والجيوش، وقتل عروق الكرامة الوطنية والقومية في الاجيال السابقة والحالية، بحيث وصلنا الى حال القحط التي نعيش في ظلها. جامعاتنا في معظمها تحولت الى مدارس لمحو الامية، تخرج جيوشا من الجهلة، ومستشفياتنا اصبحت حقول تجارب، ومشارح للموتى، حيث تغيب المراقبة والاهتمام، ناهيك عن المحاسبة رغم ان افضل اطباء واساتذة الجامعات في اوروبا وامريكا وكندا هم من العرب. من يريد ان يتصدى للنفوذ الايراني عليه اولا ان يتخلى عن تبعيته الحالية لأمريكا، والمقبلة لاسرائيل، وان يعتمد على نفسه من خلال وضع استراتيجية نهضوية في مختلف المجالات، والاعتراف بأن الدكتاتورية ومصادرة الحريات، وغياب الشفافية والقضاء المستقل، وقيام دولة المؤسسات هي السبب الاساسي في وصولنا الى هذا الانحدار المزري في مختلف المجالات، بحيث اصبحنا اضحوكة الامم. نحن كعرب بتنا اليوم الاكثر تخلفا واحتقارا من بين معظم الشعوب الاسلامية الاخرى دون جدال، فها هي تركيا تتحول الى دولة ديمقراطية عظمى ينتفض رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان في وجه امريكا واسرائيل متماهيا مع مشاعر شعبه، ومرتكزا الى قاعدة ديمقراطية راسخة. وها هو احمدي نجاد يتحدى الصهيونية وامريكا، ويطلق الصواريخ والاقمار الصناعية، ويبيع نفطه باليورو، ويجاهر بدعمه للمقاومة، ويجد الادارات الامريكية ترتعد امامه خوفا ورعبا. نشعر بالهوان امام هذا الوضع المزري الذي نعيشه حاليا، ويزداد هواننا عندما نرى معظم الدول العربية لا تجرؤ على التلفظ بكلمة دعم المقاومة التي صمدت واعادت لها، وللشعوب العربية ما افتقدته من كرامة مهدورة. من يريد ان يتصدى للنفوذ الايراني، ويضع حدا لتدخلات طهران في الشأن العربي الداخلي، عليه ان يتعلم من مدرستها الوطنية، ومؤسساتها الديمقراطية الحاكمة (رغم بعض التحفظات)، ومراكز ابحاثها العلمية المتطورة، ودعمها للمقاومة، بشقيها اللبناني والفلسطيني، وهذا ما لا نراه حاليا، بل نرى إصرارا على الانخراط في مدارس الاستسلام والخنوع والتخلف للأسف الشديد.   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 6 فيفري 2009)

الكرامة هي الواقعية.. وما عداها الوقيعة *
 
كلوفيس مقصود   ما اصعب استيعاب ما نحن عليه من تعقيدات في الحالة العربية الراهنة والتي تفاقمت الى حد كبير بالفلتان السائد في معالجة نتائج مجزرة غزة عربياً ولاسيما فلسطينياً. ويصبح الاستيعاب اشد ايلاماً عندما نلاحظ فقدان استراتيجية عربية واحدة حيال التحدي الصهيوني الواضح باهدافه وغاياته واساليبه. وشراسة عنصرية تعامله مع الشعب الفلسطيني، مما أزال أي التباس في تصميمه على اعتبار الفلسطينيين عوائق بشرية امام تمدد اسرائيل في ارض فلسطين. وبالتالي الحؤول بكل الوسائل دون اي تنسيق او وحدة بين الدول العربية والايحاء ان الشرعية الدولية ومقتضيات الامتثال لها غير واردة بالنسبة الى اسرائيل، واي اتجاه عربي نحو التعامل معها يجب ان يأخذ في الاعتبار هذه البديهية الحائلة دون الاقتراب من اي تهدئة، او تسوية، ناهيك باي حل. واذا خطر لاي نظام او حكم عربي ان يلجأ الى الامم المتحدة فان كل قراراتها ومعها ادانة المنظمات الدولية والانسانية، هي تمرينات عبثية، وان املاء الشروط هو حق مطلق لاسرائيل. وهي التي انتزعت ضمانات من الادارات الاميركية المتعاقبة لنقض اي قرار ادانة او عقاب او اي كلفة قد يفكر بها اي نظام عربي او غير عربي مسبقاً. ولعل هذا الاستكبار في السلوك، واللجوء الى التكذيب الكثيف للحقائق المثبتة وصفاقة الابتزاز الذي تلجأ اليه اجهزة الاعلام والديبلوماسية الاسرائيلية من خلال تصنيف كل ناقد او معارض – او حتى معترض – على سلوك اسرائيل او خرقها المستمر للقوانين والقرارات الدولية، ناهيك بارتكاباتها السابقة والحالية للجرائم ضد الانسانية لما حصل اخيراً في غزة… هو ما دفع رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على ان يرد – بمقاطعة من رئيس الجلسة في دافوس – على التقرير الفاضح الذي اراد شيمون بيريس تسويقه، ومن ثم مغادرته فوراً الى اسطنبول. وجاء تصرف الرئيس اردوغان تذكيراً للالم – وارجو ان يكون لنا ايضاً – بان الإصرار على الكرامة عنصر مكوّن رئيسي للواقعية! لهذا السبب اعتبر بعض “الواقعيين” موقف اردوغان “مغامرة”، في حين اعتبرتها الشعوب في تركيا والوطن العربي ودائرة الضمير تزكية لشرعية قد تكون مكلفة موقتا، ولكن حان الوقت لتكون الكرامة مرادفة للواقعية. ويتساءل العرب حيال الاستفزازات المتكررة والتحديات المتجددة وما قد تفرزه الانتخابات الاسرائيلية في العاشر من شباط واحتمالات المزيد من شراسة التمدد الاستيطاني وجرائم القمع من “الليكود” أو”كاديما”، كيف ستتعامل ادارة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مع التطورات المقبلة، وكيف سيتعامل معها الاتحاد الاوروبي الساعي إلى توفير المساعدة على ما قال المفوض الاوروبي لشؤون التنمية والمساعدات الانسانية لوي ميشال في وقف تهريب الاسلحة، والاستعداد للتنسيق مع واشنطن ولاعبين اقليميين في هذا الشأن، محملاً في تصريحه في 26 كانون الثاني حركة “حماس” المسؤولية الكبرى عن الحرب، وواصفاً إياها بانها “ارهابية ولا يمكن التحاور معها”. وذلك في حين ترتفع اصوات اوروبية تدعو الى التعاون معها. وستتبع هذا الموقف السؤال: هل سيكون الموقف الاوروبي – الاميركي الاستمرار في اسقاط حق “حماس في المشاركة الفعلية؟ هل ان الديبلوماسية العربية حققت في هذا الموضوع الخطير والذي من شأنه تعطيل مساعي الوحدة الوطنية الفلسطينية او هل هناك تفاهم مسبق مع طرف او اطراف عرب في هذا الموسم الخطير؟ لا بد من الاشارة في هذا السياق الى تصريحات لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عندما قال لفضائية “اوربت” الاربعاء الماضي ان حماس وحزب الله معاً في غزة بغية افتعال نزاع في الشرق الاوسط لمصلحة ايران التي حاولت بدورها استعمال اوراقها للهرب من ضغط الغرب عليها في ما يتعلق بالملف النووي. وقال في الحديث نفسه ان مصر “قوطبت” على محاولات قطر تنظيم قمة عربية لغزة في بداية الشهر لأن قمة الدوحة كانت لتعطل العمل العربي المشترك”. واضاف: “نحن نرى ما لا يراه الغير. وفي اشارة الى تغطية الجزيرة قال: “تصور بعضهم ان فضائية تستطيع أن تسقط دولة مصر… من دون ادراك ان مصر اقوى من ذلك”. ثم تابع: “ان مصر كبيرة جدا ولديها نفوذ واسع على رغم محاولات التأثير على هذا النفوذ والدور، أكانت من “الجزيرة ام غيرها”. ثم انتقد انقلاب “حماس” عام 2007 على السلطة الفلسطينية بثرثرة كهذه تواجه مصر الدولة التحديات المحيطة بالأمة العربية وبقضيتها المركزية وهي المهيأة لتكون الدولة الرائدة والمبادرة في رسم مقومات استراتيجية عربية شاملة وتنسيق الدول العربية جميعها في ما بينها لتعميق ادراكها للمتغيرات المتكاثرة وجعل حقوق الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بعد مجزرة غزة، الاولوية المطلقة. لا داعي الى فصاحة للمكابرة في استئثار مصر الدولة بالتعامل مع المصير الفلسطيني بل تهمنا استعادة دورها القوي لتعبئة الامة بكل دولها وشعوبها كي توفر لها المناعة امام عدوان اسرائيل المتنامي واخطاره على مستقبل الوطن العربي الكبير. وعند ذلك لا تعود تستطيع وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني القول انها هي الاكثر ائتمانا على “تجنيد الولايات المتحدة ضد ايران و”حزب الله” وحماس”، كما ورد في تصريحها لجريدة “هآرتس” يوم 29 كانون الثاني الماضي في سعيها الى ابراز تميزها عن منافسها بنيامين نتنياهو واخطار انتخابه، لأن انتخاب  الاخير “سيحول دون وضع تحالف دولي ضد التهديدات وسوف تتأثر سلبا على الفور في اسرائيل”. وفي تبرير ما قامت به اسرائيل في غزة قالت: “الارهابيون قتلة. هم يتعمدون قتل الاطفال. ونحن نقتل الارهابيين”. هكذا! والسؤال يطرح نفسه هل يعني كلام معالي وزير خارجية مصر انها قررت الاصطفاف مع اسرائيل في الاصطفاف مع “التحالف الدولي” الذي اشارت اليه ليفني الاربعاء الماضي؟ هذا لا يعني اننا لا نوافق على اللغة المتشنجة التي يستعملها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في تأييده للمقاومة أكانت فلسطينية ام لبنانية او على كثير مما يعلنه في معالجته لقضايانا… لكن تأييده المتشنج يجب ان يدفعنا الى التصحيح من خلال حوارنا واطلاعنا على طبيعة اولوياتنا وعلى اولوية العرب – موحدين – في تحديد المعالم والمراحل الاستراتيجية تأمين تحرير فلسطين. وبالتالي تأمين جميع الحقوق القومية والانسانية لشعوبنا. اما ان نتمحور في خانة “تحالف ضد ايران” كما تسعى اسرائيل وترغب ادارة اوباما الجديدة مع ترجيح الحوار والتفاوض مع ايران على المواجهة الفورية، فهذا من شأنه تشجيع العدو اسرائيل على الامعان في عدوانيتها المتنامية وتصميمها على اجهاض الحقوق الفلسطينية ومسؤولية العرب تجاهها. اللافت في هذا المضمار هو ان الدولتين الاقليميتين – ايران وتركيا – تؤيدان الحق المطلق للفلسطينيين وتدينان الاجرام الاسرائيلي الاخير في غزة. ويؤكد اردوغان ان “حماس” شريك فاعل وشرعي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. والجدير بالذكر ان هذا الاحتضان من هاتين الدولتين الجارتين من مواقعهما المتباينة اتاح استحضار غزة ومآسيها في صلب قضية فلسطين واحتمال التعجيل في الوحدة الوطنية التي بدونها تستمر الاستباحة ويبقى الانشطار العربي والفلسطيني وتعود عدوانية اسرائيل طليقة بدون ردع ولا عقاب. وحري بالدول العربية تاليا ان تعيد استقامة المعادلة فايران ليست خصما وان كانت ثمة تحفظات مشروعة عن بعض مفردات خطابها وتحديها لحقوق الامارات في الجزر الثلاث بالخليج، الا ان معالجة هذه التحفظات تكون من ضمن تنشيط العلاقات الديبلوماسية والحوارات الكثيفة وصراحة المخاطبة بغية الحرص على التفاهم وعلى المصالح المشتركة. كذلك الامر في ما يتعلق بالجديد في علاقات العرب مع تركيا خصوصا بعد دور الرئيس اردوغان وموقفه الشجاع في دافوس حيث اختزل تمنيات عربية لطالما انتظرنا ان يحققها بعض قادتنا، او معظمهم وخصوصا ان موقف رئيس وزراء تركيا تجاوز علاقات استراتيجية مع اسرائيل وبالتالي كان في مواجهة وضغوط من الحلف الاطلسي وبعض من يتلطون “بالحداثة والعلمانية”، وفق خط “الاعتدال” الذي كان بوش وادارته يدعوان له. يستتبع ذلك ان التعامل مع تركيا عربياً يجب ان يكون دقيقا في ايقاعه، محيطا باحتمالات التغيير الايجابي ولكن مدركا العوامل المعوقة القائمة لسلامة مسيرة التغيير المطلوب. واذا كان من سباق مع جاذبية  “الاتحاد الاوروبي” لدخول تركيا فيه على رغم الكثير من الشروط – والتعجيزية منها خاصة – فحري ان يكون  لوحدة ما عربية جاذبية اكثر تناغما بسبب عودة الحيوية الى القيم وتراث الحضارة الروحية للاسلام واستعادة دوره التنويري، وقد كان موقف اردوغان في تصديه للتزوير الاسرائيلي من هذا المنطلق تعبيرا عن حقائق حاولت ندوة دافوس تغييبها. واذا كانت ايران وتركيا اصبحتا في خانة تأييد القضية الفلسطينية، فهذا  يجب ان يحرض النظام العربي القائم على تفعيل مهماته التنسيقية وان يققص بالقدر المطلوب وبإلحاح التناقضات الجارحة بين الدول العربية، فتعبر في سلوكها قوميا وعالميا وتؤكد ان ما تقوله في العلن هو ما تخطط لتنفيذه، وان المتغيرات في المشهد العالمي لا سيما في الولايات المتحدة مرشحة في حال وحدة مواقفنا كفيلة اسقاط محاولات اختراق تناقضاتنا الراهنة فلا يتكرر ما ادعته الادارات الاميركية السابقة وهو ان ما نقوله في العلن ليس ما نقوله لها بالسر. كان هذا التناقض مسموح به مع الادارات  السابقة خصوصا ادارة بوش الاخيرة، لكن هذه الثنائية المعيبة لن تكون مستساغة في ثقافة التغيير التي يعمل الرئيس اوباما لتعميمها. يستتبع هذا بالضرورة وفي خطوة اولى كي نستعيد احترام جدية التزاماتنا وصدقيتها ان نتخلى فورا عن سهولة ادانة بعضنا لبعض حتى وان اختلفنا. فالاختلاف يجب الا يتحول خلافات وتثبيت انشطارات، وان نتجنب استسهال الكلام الذي يصبح عبئاً وعيباً كما حصل في اثناء دافوس عندما سأل الامين العام لجامعة الدول العربية شمعون بيريس عن “مبادرة السلام العربية” ورد عليه بيريس بأن “الرئيس مبارك قال لي ان اتفاوض مع الفلسطينيين”. كما أضاف بيريس “ان ياسر عبد ربه قال ان حماس حولت المدارس والمساجد والجامعات مراكز لها، وسبب المأساة في غزة ان حماس ديكتاتورية”. ارجو ألا يكون هذا صحيحا، وبالتالي يجب تكذيبه فورا وفي شكل مباشر لأنه لا يجوز لاسرائيلي – كما فعل بيريس – تشويه حقائق نتيجة تلفيق الاكاذيب او ان تكون هذه المقولات حصلت، وبالتالي صار لزاما الاصرار على حرمة الكلمة لكل المسؤولين وان تكون الشفافية هي القاعدة. هذا لا ينفي حق النقد، حتى اللاذع منه، للذات ولسلوك بعضنا في القضايا العامة، ولكن في الانتقاد حتى الأعنف منه يجب من موقع الالتزام وليس من موقع التربص وبالتالي التشهير. كفانا تشرذماً وانقساماً. كفانا اصرارا لتراثنا الوحدوي… كفانا احتكاما الى غيرنا، فعلينا مصارحة بعضنا البعض كي نكون مسؤولين حيال بعضنا البعض. هكذا يتوافر احترام الغير لنا اذا نحن احترمنا بعضنا بعضا. صحيح ان هذه مسلمات لكن ما اختبرناه من خروق واضحة لمحرمات جعل معاودة التذكير بهذه المسلمات حاجة ملحة. هذا الاصرار على حرمة الكلمة يأتي في مستهل التحدي للغوص في موضوع التوصل الى مرجعية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية أو الى بديل منها، وهذا موضوع يجب ان يعالج بتفصيل اكثر وادق في عجالة اخرى. يكفي التذكير ان منظمة التحرير هي اطار لوحدة الشعب الفلسطيني، اي داخل فلسطين المحتلة، في فلسطين المغتصبة وفي مواقع اللجوء والاغتراب. بدون هذا الاطار الشمولي تنتفي شرعيتها، وبالتالي بدون وحدة المقاومة وفصائلها في تعريف المقاومة – تفاوضا وكفاحا – تنتفي شرعية تمثيلها وطنيا وقوميا ودوليا. والأهم ان نستعيد حقيقة غابت عنا وهي ان الكرامة هي الواقعية، واغفالنا عنها او عن مقوماتها هو الوقيعة.   (المصدر: جريدة النهار (يومية – لبنان) بتاريخ 5 فيفري 2009)


إهداءات وأسماء ممنوعة!!
 
أيمن نور ..التقرير السنوي عن حالة حقوق الإنسان في العالم العربي عن عام 2008، والصادر عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، كان واحداً من ثلاثة كتب نجحت في كسر حاجز الحصار الذي ضربته السجون منذ ديسمبر الماضي منعاً لحقي في استلام الكتب والمطبوعات!! ..الكتاب الأول، كان رائعة جديدة من روائع الشاعر الوطني الشاب عبدالرحمن يوسف بعنوان «حزن مرتجل» إهداء عبدالرحمن الرقيق، برقة وعذوبة شعره والواضح كوضوح رؤيته، بدَّد أحزاناً أجَّجتها قصائده التي جمعها بين دفتي ديوانه الأخير الذي يكمل ملحمة ميلاد شاعر وطني بدأت بديوان «نزف الحروف» وديوان «في صحة الوطن» ورائعة «لا شيء عندي أخسره»، وديوان «علي المكشوف». ..الكتاب الثاني ديوان للشاعر الكبير سمير عبدالباقي بعنوان «سايق عليكم الوطن» مشفوع بإهداء رقيق هو نسخة جديدة من النشرة الشعرية التي يحررها ويطبعها ويوزعها، ويمتعنا بها ـ مجاناً ـ سمير عبدالباقي والمعنونة «شمروخ الأراجوز» والتي صدر منها في خمس سنوات 55 عدداً من هذه الشكشكة الشعرية الساخرة والموجعة والرائعة. ..أما الكتاب الثالث فهو ذلك التقرير السنوي عن حالة حقوق الإنسان في العالم العربي الذي أهداني النسخة ـ كعادته ـ الصديق الباحث معتز الفجيري الذي أحسبه واحداً من قله قليلة من الحقوقيين المهمومين بالهم العام، الذي حُرم ـ خلافاً للآخرين ـ زيارتي في سجني، والتواصل الدائم معي من خلال إهداءات رقيقة لإنتاجه المتميز في مجال أبحاث حقوق الإنسان. .. تقرير هذا العام حمل في متنه إهداء آخر يحمل توقيع الحقوقي العربي كمال حندوبي والصديق بهي الدين حسن ـ وأيضاً معتز الفجيري ـ حيث تم تصدير تقرير عام 2008 بإهداء لقائمة تضم أبرز الرموز من سجناء الرأي والضمير، وضحايا المحاكمات غير العادلة في العالم العربي. .. القائمة الطويلة من سجناء الضمير في العالم العربي التي تصدرت صفحات التقرير ضمت من مصر: خيرت الشاطر ممثلاً عن 25 سجين رأي، حوكموا أمام القضاء العسكري من قيادات جماعة الإخوان.. كما تضمن المدونين كريم عامر المحكوم عليه بالسجن 4 سنوات بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، والمدون مسعد أبوفجر، المعتقل بسبب مطالباته بحقوق بدو سيناء!! فضلاً عن إهداء كريم لكاتب هذه السطور. .. من سوريا تطول القائمة التي تهدي تقرير عام 2008 لمجموعة «إعلان دمشق» فداء الحوراني، والنائب السابق رياض سيف وأكرم ووليد وأنور البنِّي وثلاثتهم من القيادات الليبرالية السورية حكم علي كل منهم في قضايا مختلفة تراوحت أحكامها من عامين ونصف العام إلي خمس سنوات!! .. ومن سوريا أيضاً يأتي الكاتب المعروف ميشيل كيلو، وكمال اللبواني مؤسس التجمع «الليبرالي» الديمقراطي وفايز سارة ومروان العش، وجبر الشوفي وطلال أبودان، ومحمد دروس وياسر العيتي، وأحمد طعمة وآخرين. .. ومن فلسطين يبرز اسم النائب مروان البرغوثي ومجموعة النواب الفلسطينيين المختطفين من قبل إسرائيل ومثلهم في القائمة عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي المختطف منذ عام 2006. .. تضمنت قائمة سجناء الضمير بالعالم العربي من السعودية متروك الفالح المعتقل منذ مايو 2008 بسبب انتقاده الظروف وأوضاع السجون السعودية!! ومن تونس النقابي عدنان الحاجي وبشير عبيدي ومسعود الرمضاني. .. ومن المغرب إبراهيم سبع الليل، المدافع عن حقوق الإنسان، ومن الجزائر صحفيون حكم عليهم بالسجن ستة أشهر لانتقادهم للجيش الجزائري هم الصحفية شهرزاد لامو، وخضير موتايلا، ونصر قاسم. .. قائمة الإهداءات التي تصدرت صفحات تقرير حالة حقوق الإنسان في العالم العربي 2008 بما كشفته من أسماء وحالات كانت أخطر، وأقصر، وأصدق تقرير عن حقوق الإنسان في العالم العربي في العام المنصرم!! .. من سجني أشكر كل إهداء وصلني ليكسر حصار السجن والسجان وأضيف لقائمة سجناء الضمير كل ضحايا قانون الطوارئ في مصر وكل مظلوم في عالمنا العربي الغارق في عار الظلام، وغياب الحرية، والضمير!! وغياب استقلال وحيدة القضاء!! (المصدر : صحيفة “الدستور’ (يومية – مصر) بتاريخ 24 جانفي 2009) .  الرابط :http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=13295&Itemid=59


عاد المطران هيلاريون كبوجي حقا , عاد

 
مازن درويش مذ كنت صغيرا , كان لسهرة الخميس وقع خاص عندي – ليس في السياق الذي بدأ بعضكم يفكر فيه – فهي لا تنتهي عند الساعة التاسعة مساء كباقي أيام الأسبوع . بل تمتد دون حساب حتى انتهاء مجلة التلفزيون و برنامج غدا نلتقي. في سهرة الخميس كان أهلي “يرفعون عنا القلم” فلا عقاب على السهر . فسهرة الخميس أمام التلفزيون هي طقس الرفاهية الوحيد الذي كانوا يمنحوننا إياه أنا و أخي الأكبر, و هي الساعات الوحيدة التي كانت تمر دون أن نتشاجر فيها. كان السلام يسكن بيتنا في سهرة الخميس . مرت سنوات طويلة مذ غادر السلام بيتنا. لكن لم يزل لسهرة الخميس ركن صغير في زوايا الذاكرة , فيه بعض بقايا من موسيقى برنامج غدا نلتقي , و بعض بقايا من دفء تلك الأيام , التي لم أكن أدري – حتى هذا الخميس – كم كانت جميلة . لكن لسهرة هذا الخميس 5/2/2009 وقع خاص , حدث جلل . . حدث مهيب . . .  في سهرة هذا الخميس . فاليوم سيعود ركاب قارب الأخوة اللبناني إلى أرض الوطن بعد رحلة قادتهم من طرابلس إلى قبرص إلى شواطئ العريش و منها إلى شواطئ غزة فميناء أسدود و منه إلى التحقيق و الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي , الذي حاول بكل الطرق أن يحرمهم من تحقيق حلم أن تطأ أقدامهم أرض فلسطين .  مرت ساعات طويلة من ضبط النفس و التحدي و التوتر قبل سهرة هذا الخميس , الترتيبات اكتملت , الجميع يعرف الموعد , طريق العبور, مكان الاستلام , آليات التسليم … فالآن هو وقت العودة إلى الوطن . حملة الجنسيات اللبنانية عبر الناقورة و حملة الجنسيات السورية عبر عين التينة . في سهرة هذا الخميس . ربما سيمر المطران كبوجي و رفاقه عبر قرى الجولان المحتلة : الغجر, مسعدة , بقعاثا  , عين قنية , مجدل شمس – لو أنهم يستمهلونهم حتى الصباح – ستكون الرؤية أفضل و سيحملون معهم إلينا صور أكثر . . . الجميع يعرف الموعد في سهرة هذا الخميس و لأن الحدث مهيب ,  يقف بانتظارهم هناك نائب وزير الخارجية بتكليف مباشر من السيد رئيس الجمهورية لاستقبال القادمين . و محافظ القنيطرة المحررة أيضا هناك . فالجميع يعرف الموعد في سهرة هذا الخميس . أنهيت تحضير قهوتي , علبة السجائر , أغاني سميح شقير . . .  و استرجعت دفء سهرة يوم الخميس . جلست أمام الشاشة المسطحة, انتبهت إلى أني أتجول بين المحطات كثيرا . لمت نفسي و ألقيت بعيدا بجهاز التحكم الأمار بالسوء , فاليوم هو سهرة الخميس و الحدث مهيب و الجميع يعرف الموعد , عدت إلى الفضائية السورية . – صورة المذيعة الجميلة و الأنيقة تخترق الشاشة بكل عنفوان : ( د. فيصل كيف وجدت روح الصمود و التصدي لدى سعادة المطران ) . / قطع / صورة جامدة للجولان المحتل في وضح النهار كتب تحتها”مباشر من مشارف الجولان– نائب وزير الخارجية “, لا تزال المذيعة تظهر و تبدي مزيدا من العنفوان. – د. فيصل المقداد بعد أن ( دهمه السؤال على حين غرة ) يجيب . – المذيعة بنفس العنفوان : ( د. فيصل نائب وزير الخارجية هل استطيع أن أتحدث مع أحمد )   لا يزال الكادر كما هو صورة جامدة للجولان و مذيعة جميلة و أنيقة. فيما بعد علمت أن أحمد هو مراسل التلفزيون السوري المتواجد على أرض الحدث الجلل و المجهز بهاتفه المحمول فقط حيث على الأغلب لم يرسل احد مع أحمد كاميرا و مصور و عربة نقل خارجي , على الرغم من أن الجميع يعرف الموعد و السيد رئيس الجمهورية قام بتكليف نائب وزير الخارجية باستقبال الواصلين  فالحدث مهيب و جلل – د . فيصل المقداد يجيب ( نعم تفضلي ) يعيد هاتف أحمد المحمول إلى أحمد -أحمد و بسرعة فائقة ( المطران معك ) يبدوا لي أن أحمد هو المتصل / قطع / صورة ثابتة للمطران هيلاريون كبوجي بدلا من المذيعة و نفس الصورة الثابتة للجولان – المذيعة : ( معنى الآن على الهواء مباشرة المطران ” هيلاري كلي…” سعادة المطران هيلاريون كبوجي ما المقصود من هذه القرصنة و العربدة الإسرائيلية في منعكم من الوصول إلى غزة) -المطران هيلاريون كبوجي بعد أن ( دهمه السؤال على حين غرة ) أيضا , يجيب . – المذيعة : سيادة المطران . . . يجيب أحمد : ( أنا أحمد يا رزان ) معك السيد محمود كاسر احد السوريين الستة الذين عادوا الآن , تفضل يا محمود ————– ألو ————— صمت . -المذيعة نعم سيد كاسر , هل استطاعت إسرائيل أن تكسر لديكم روح الصمود و التصدي . / تعود صورة المذيعة صورة جامدة للجولان المحتل في وضح النهار كتب تحتها مباشر من مشارف الجولان/ – السيد كاسر . بعد أن ( دهمه السؤال على حين غرة ) أيضا , يجيب . – المذيعة : ننتقل الآن إلى الناقورة في بث مباشر ————————  صمت . معنا السيد معن بشور – بدون أن نرى صورته- أستاذ معن بشور هل استطاعت إسرائيل أن توقفكم عند حدكم ؟ أقصد يعني أن توقف جهودكم في كسر الحصار عن غزة – الأستاذ معن بشور يجيب. / خلل فني ينقطع البث المباشر فيظهر أن النقل المباشر يتم من خلال إحدى كاميرات تلفزيون الجديد/ -المذيعة : أستاذ معن أليست القرصنة اعتداء على لبنان فما هي الخطوات التي ستتخذها الدولة اللبنانية . -الأستاذ معن بشور يجيب .  -المذيعة : عملية القرصنة حصلت في مياه إقليمية و هذا مخالف للقوانين الدولية كيف ترى هذا الخرق . –  الأستاذ معن بشور يجيب .  – المذيعة : نرى أستاذ معن سيارة هل هي سيارة المعتقلين ؟ – الأستاذ معن بشور . يجيب . – / يبدأ أول شخص بالنزول من السيارة /  المذيعة : كما تلاحظون في الصورة . تعود لتظهر صورة المذيعة . المذيعة تتفاجأ . أحد ما ينتبه فيعود إلى النقل المباشر المذيعة : نلاحظ في الصورة الشيخ العلايلي ———- صمت ,إمام احد مساجد في صيدا . مكرفون الجديد الزميلة اوغاريت دندش تتحدث مكرفون العالم , مكرفون الشبكة اللبنانية للإرسال ا ل بي سي , مكرفون الجزيرة , مكرفون العربية . . . . . . عدد كبير جدا من المصورين و الكاميرات .   –  المذيعة بكل عنفوان : تظهر في الصورة سلام خضر على الشاشة  و تطمئن أهلها – ( الزميلة سلام خضر مراسلة قناة الجزيرة كانت تتحدث عبر الهاتف المحمول) – يبدوا أن إسرائيل مارست كعادتها مارست أعمال الإرهاب أعمال السلب فسرقت أغراضهم , سرقت ممتلكاتهم . . . .  -………………… -………………… –  ……………….. –  المذيعة بذات العنفوان و بمزيد من التحدي : كنا معكم في نقل حي و مباشر لوصول ركاب مركب الأخوة , في أمان الله . / قطع / ( بث مباشر )   / فاصل / إعلان جميل , القدس عاصمة الثقافة العربية .   فجأة تكملة برنامج ( سينما زون ) و الذي يبدوا انه قطع فجأة  فور اتصال احمد باستديوا الأخبار .  البرنامج كان يسلط الضوء على عبد الناصر و كيف رفض إعدام الملك فاروق من خلال مشاهد من احد الأفلام و من ثم انتقل إلى فلم آخر يتحدث عن سيرة المهاتما غاندي و المقاومة السلمية و عن دعوته لللاعنف تترافق مع مشاهد لقوات الجيش الانكليزي و هي تطلق النار على تجمع للمواطنين الهنود و رجل منهم يخطب فيهم و يذكرهم بتعاليم غاندي و يؤكد على ضرورة عدم مقاومة جيش الاحتلال بالوسائل العنفية . انتهى البرنامج .     / فاصل / سوريا بوصلة العرب .   مسرح دار الأوبرا بدمشق فرقة إنشاد إسلامية كورال نسائي بالزي الإسلامي الشرعي , قارعي دف بقبعات خضراء . راقصون يمسكون بعصا يقفزون على المسرح , راقصو ميلوية بطرابيش حمراء ( الله حي , الله حي) , فرقة موسيقية تعزف ينشد الكورال ( صلى الله على محمد صلى الله عليه و سلم ) نساء محتشمات يرقصن على موشحات صوفية .   – الشريط الإخباري : لا يزال يطالب إسرائيل بإطلاق سراح الموقفين و يحملها مسؤولية سلامتهم – الأحمر للبشير . . . . . . . . / خدمات / . . . . . . . . . .  وزارة الإعلام تقيم معرضا للتصوير الضوئي تحت شعار كي لا ننسى المحرقة الإسرائيلية في غزة . . .  على الإخوة مربي الثروة الحيوانية ( الأغنام – الماعز ) المبادرة لاستلام مخصصاتهم  . . . / منوع/ …..   / مجموعة فواصل /   دمشق الساعة 3,30 صباحا  :   -نشرة الإخبار باللغة الاسبانية 🙁 لم يخبر احد المذيع بعودة المطران هيلاريون كبوجي و رفاقه و لا بتكليف السيد رئيس الجمهورية لنائب وزير الخارجية باستقبالهم ) فالخبر الأول لا يزال كما الشريط الإخباري يتحدث عن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين و يحمل إسرائيل مسؤولية سلامتهم . . . . .   / أنا فصلت /  أغلقت التلفزيون و توجهت إلى المواقع التابعة لوزارة الإعلام على شبكة الانترنت :   1- www.moi.gov.sy الجمهورية العربية السورية وزارة الإعلام . لم يخبرهم أحد  بعودة المطران هيلاريون كبوجي و رفاقه و لا بتكليف السيد رئيس الجمهورية لنائب وزير الخارجية باستقبالهم. 2-www.rtv.gov.sy الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون – سورية. لم يخبرهم أحد  بعودة المطران هيلاريون كبوجي و رفاقه و لا بتكليف السيد رئيس الجمهورية لنائب وزير الخارجية باستقبالهم. 3-www.sana.sy سانا الوكالة العربية السورية للأنباء لم يخبرهم أحد  بعودة المطران هيلاريون كبوجي و رفاقه و لا بتكليف السيد رئيس الجمهورية لنائب وزير الخارجية باستقبالهم.   د مشق الساعة 3,40 صباحا : 6/2/2009     عاد المطران كبوجي . . . حقا عاد . لكن, متى سيرحل وزير الإعتام  


الإسلاميّون والحقل السّياسي.. اهتزاز ?أرض? اللّعبة والخروج القسري من فضاء الثّوابت

 

الوقت – نادر المتروك: العلاقة الجدليّة التي تعصف بين الإسلاميين وممارستهم السّياسيّة؛ يمكن فحصها جيّداً حال مطالعة مستوى الإعداد الفكري، ومحتوى الاستخدامات الحجاجيّة، وطبيعة الصّيغ المفهوميّة والجمل الاصطلاحيّة التي يتمّ ضخّها أثناء الممارسة. كلّما تميّزت الأخيرة بالاندفاع، والرّغبة في الظّهور رغماً عن الممانعات، كان ذلك بداية ??جيّدة?? للمتمرّسين في تحليل الخطاب والكشف عن تموّجاته، وتعرّجاته، وألاعيبه، وفنونه في التقوّي والاستقواء. غيرُ مهم هنا الامتعاض ??الأعوج?? الذي يُبديه متطرّفون علمانيون لمجرد الحديث عن الأحزاب الدّينيّة، ومشاركة الإسلاميين في الشّأن السّياسي ومنافستهم بقية الفاعلين على السّلطة وتداولها. إنّه موقفٌ لا تاريخي، وفاقدٌ للعقلانيّة. المجدي أكثر أن يتوسّع النظر إلى الظّاهرة بما هي تخلّق تاريخي، ونتيجة لسلسلةٍ من التحوّلات المريرة. إنّها تعبيرٌ آخر عن فشْل، وعجْز، القِوى والجماعات والأيديولوجيّات الأخرى. والأسئلة المعلّقة الآن هي: ما أفاد الإسلاميون من تجاربهم السّياسيّة؟ وماذا استفادت الحياة السّياسيّة – بمعناها المدني والمؤسساتي – من تنامي قوّة الإسلاميين السياسيّة والحزبيّة؟ هل طوّر الإسلاميون مفاهيمهم وأدواتهم المناسبة للحقل السّياسي، أم أنهم خاضوا الميدان معوّلين على التعبئة الشّعبويّة وحسّ الجماهير الذي ينحاز لكلّ ما هو ديني؟! ما الثّوابت التي تبقى للإسلاميين عندما يندمجون في العالم الذي يُعْرَف بأن الثّابت الوحيد فيه هو عدم وجود الثّوابت؟! أين نجحوا، وأين أخفقوا؟ يرى عبدالله النفيسي بأن أحد أهم العوامل لسقوط الأمة الإسلاميّة، وانحطاطها الحضاري والسّياسي يعود إلى إعراضها لموضوع الحكم وإدارة شؤون المجتمع، واستغراقها في قضايا الكلام والاهتمامات النظريّة واللّفظيّة (??على صهوة الكلمة??، ص27). اندفعَ النفيسي بقوّةٍ لتأكيد ضرورة انخراط الإسلاميين في العمليّة السّياسيّة، وأكّد مراراً في العقدين الماضيين على عدم جواز تجاهل البناء السّياسي للحركة الإسلاميّة، وأنّ الرّصيد الجماهيري لا يمكن أن يكون كافياً وضامناً لها. فهل أخذ الإسلاميّون بهذه النّصيحة؟ لم تكن هذه الصّرخة بلا جدوى، فمع عقْد التّسعينات من القرن الماضي بدأ الامتداد السّياسي للحركة الإسلاميّة، واشتغلت العقول المفكّرة لاجتراح الرّؤى والبيانات التأسيسيّة والاجتهادات التركيبيّة. كانت الأرضيّة غير مهيّأة، لا من جهة السّلطات الحاكمة ولا من جهة جمهرة من ??العلمانيين?? المتوجّسين ابتدءاً من كلّ ما هو ??إسلام مسيّس??. ولكن العقبة الأهم كانت في الفراغات الشّاسعة لجهة التنظير السّياسي الإسلامي، وعدم كفاية المعالجات المحصورة بالإنتاج التراثي. بمعية الالتحام في الواقع، شمّر مفكرون إسلاميون من مختلف الجهات لتقديم الاجتهادات، بعضها تميّز بالنضج والشّمولية، وبعضها الآخر كان لصيقاً بالبيئة وبالإشكالات الخصوصيّة. ولكنها ضرورة البداية. ?الوفاق?.. ونهاية المعجزة يعترف أمين عام الوفاق الشّيخ علي سلمان، بأنّ جزءاً من فشل التجربة السّياسيّة للإسلاميين في البحرين هو الضّعف الفكري المزامن للعمل السّياسي والمواكب له، ويُرجِع ذلك إلى حداثة التجربة، وكونها غير مسبوقة. حين تتبّع بدايات الأمور، يمكن الوقوف عند علامات لا تتجانس مع البناء المذكور. فكرة التّأسيس الحزبي دينيّاً أُحيطت بالكثير من التساؤلات والمراجعات والتحفّظات الشّرعية، ويمتد ذلك إلى تجارب عريقة مثل حزب الدّعوة في العراق، الحزب الجمهوري الإسلامي في إيران، وحزب التّحرير، وبطبيعة الحال، وقبل كلّ هذه التجارب، مع جماعة الإخوان المسلمين. بدأت نشأةُ ??الوفاق?? وكأنها تركيبة توافقيّة لتيار سياسي دينيّ معيّن، والذين أرادوه كذلك لم يدر في خلدهم أنّ العواصف ستكون كفيلة بإيقاع هزّات متتالية تفضي إلى الخلخلة وتغيير الخرائط. وحده الشّيخ علي سلمان كان القادر على إمساك التّناقضات، وإعادة فرْزها في صياغةٍ جديدةٍ لا تخدش الشعاريّة الإسلاميّة، ولكن على قاعدة أن سلمان لن يكون ??ملكيّاً أكثر من الملك??، كما عبّر ذات حوار صحافي. سيكتفي بإخفاء التناقضات، وإجراء المسوح اللازمة لإظهار النقاء الدّيني المطلوب، أمّا الذّهاب بعيداً، وتغيير كلّ معادلات الأرض، فهو خارج الحساب. تتطلّب الدّقة القول بأنّ تحديد ذلك وتقريره ليس بيد سلمان نفسه، ولذلك لن يكون، هنا تحديداً، ??ملكيّاً أكثر من الملك??. دولة المواطنة.. وجدل الحاكميّة الهدفُ المُعلن بالنسبة لسلمان هو ??دولة المواطنة??، فبها تحلّ كلّ المشكلات. هل هو هدف مرحلي، أم برنامج إستراتيجي لجمعيته في إطلالتها الانتخابيّة؟! ذلك محلّ نقاش لا ينتهي. ولكن الممارسة تقول إن سلمان، ومؤّيديه من الوفاقيين، كلّما ابتعدوا عن الموضوعات الدّينية ازدادوا ??تحرّراً?? و??انفتاحاً?? من قيود الأيديولوجيا الدّينيّة (يقول سلمان بأنهم يملكون رؤية سياسيّة تحرّرية ومنفتحة: ??إيلاف?? 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006). النسبة تزداد أكثر كلّما ابتعدوا عن مكان تلك الموضوعات، وأضحوا في بقاع بعيدة عنها. من الواضح أن نحت ??دولة المواطنة?? ليست ابتكاراً دينيّاً، وهي مقولة تنبع من فلسفة بعيدة عن الأُطر الدينيّة الخاصة بالحكم والإدارة. ولكن سلمان يستدعي هذه المقولات تماشياً مع الطروحات الفكريّة التي تولّدت في إيران وبلاد المغرب العربي لأجل إحداث المقاربات التوافقيّة بين المفاهيم المعاصرة والمرجعيّة الإسلاميّة. يجتهد سلمان لإبانة تلك التوافقيّة ما أمكن، ولكن قلّة المتاع وبكارة الباع لا تُسْعف على تقديم الاجتهاد الموسّع، إضافة إلى ??الأصوليّة?? غير المتهاونة التي تتقدّم بها مرجعيته الحركيّة في الدّاخل. ما الذي، إذن، يحفظ مثل هذه القوّة اجتماعيّاً؟ بمعنى آخر: لماذا لا ينقلب هذا التناقضُ على أصحابه؟ السّبب بسيط جدّاً، وهو أنّ المعيار لم يكن مبنيّاً على المدخل الفكري، بل من بوّابة الجماهير التي تربّت على أساس الانقياد إلى المرجعيّات الدّينيّة، والولاء المطلق لها. هكذا سيبدو حديث سلمان عن ??اقتناع?? الجمهور بالقوى السّياسية الإسلاميّة مثيراً للتدارك. الأغلبية الصّامتة وأيديولوجيا المنافع عدا النّسيج الاجتماعي من المواطنين الشّيعة، فإنّ مواطني البحرين في غالبيتهم غير منتمين، ويمكن عدّهم بحقّ ??غالبية صامتة??. الأجزاء الظاهرة من هذه الأغلبيّة يتوزّعون على الجماعات الدّينيّة المعروفة تاريخياً، الإخوان المسلمين والفكر السّلفي والنّهج الأزهري المتصوّف. مأزق التزاحم في العمل السياسي يُظهر ذلك التضارب بين الوفاء للأصول الفكريّة والعقديّة، والاندفاع لتأمين المنفعة ودفع المضّرة. أي بين الثوابت، والمتغيّرات. السّلفيون غير قادرين حتى السّاعة على توليد تلك الحجّة الفكريّة لمزاولتهم السياسية، فثابتهم الرّافض لآليات السّياسة الحديثة لا يُخْفته أي اجتهاد مرقّع. ورغم أنّ الإخوان في البحرين استفادوا من الموروث الفكري الضّخم للإخوان في العالم، وحقّقوا بفضله إحاطة أيديولوجيّة بارزة، إلا أنّ ذلك لم ينعكس على تمام الممارسة السّياسية التي خاضوها علناً وبنحو غير مسبوق مع مطلع العام 2001م. الوضوح في رؤاهم الأيديولوجيّة صاحبه غموضٌ في المواقف السّياسية، ويتعذّر تحصيل خطابٍ سياسي للإخوان يترشّح عن جذورهم الفكريّة الأم. وإذا تمّ التحاشي عن التوصيفات الأخلاقيّة، فإنّ مرجع هذا الازدواج يعود إلى تجاذب ??نوازع حداثيّة وأخرى ما قبل حداثيّة?? في جماعة إخوان البحرين (باقر النجّار، ??الحركات الدّينيّة في الخليج العربي??، ص39). يظل الانحياز إلى مركز السّلطة المعيار النهائي في السّلوك السّياسي للجماعة، ومن المستبعد أن تكون مواقفها المؤيّدة للفصل بين الجنسين، تقنين عملية الأمر والنهي، وملاحقة الدّعارة والخمور، مبادئ فارزة، كونها تمثّل الحدّ الطبيعي من بناء الهويّة الإسلاميّة المسيّسة، بغض النظر عن اللّبوسات الحزبيّة الطارئة عليها. نماذج للتعميم.. والمغايرة المفارقة أنّ حزب التحرير هو من أكثر الأحزاب الدّينيّة وضوحاً في مشروعه السّياسي. يكاد يكون بعيداً عن الموضوعات التي تميّز بقية الجماعات الدّينيّة، فهو غير منخرط كثيراً في مشروع البناء الأخلاقي والدّروس الوعظيّة، كما يفعل الإخوان والسّلفيون وغيرهم، ويُركّز جهده الثقافي والسّياسي لأجل بلوغ المرحلة القصوى من ??الصّراع الفكري??، حيث تتهيّأ الفرصة لإقامة الخلافة الإسلاميّة. بسبب هذه الوجهة المركزيّة؛ يُهمل الحزب مناقشة الموضوعات السّياسية الأبرز، مثل التعدّديّة السّياسية ومسألة الحريّة، والآليات الحديثة في العمل السّياسي. وإذا كان التحريريون غير مبالين لتراجع مواقعهم، وانحصارها، فإنّ هناك منْ يذهب إلى أنّ تماسك رؤيتهم السّياسية أمّن تحرّكاً جماهيرياً، محدوداً، وإنّما مثيراً للانتباه، كما هو حاصل في لبنان. في هذا البلد، من زاويةٍ أخرى، يُنصَح بحصْر الظواهر وقراءتها بحسب سياقها الخاص. إذا كان إخوان البحرين، في الحقل السّياسي، غير الإخوان في مصر والأردن، فإنّ المغايرة في المثال اللّبناني تأخذ مستوى أكثر تعقيداً. في المسار السّياسي الانتخابي، تقدّمُ الجماعةُ الإسلاميّة (إخوان لبنان) مشروعاً يتشابه مع تاريخها المتّصل بالإخوان الأوائل، حيث التّأكيد على فكرة المقاومة، والصّراع، وعدم التّسليم لسياسات الأمر الواقع. ولكن حسابات الرّبح والخسارة ??الانتخابيّة??، وربّما ??الطّائفيّة??، تُحرّك الجماعة باتجاه تياراتٍ سياسيّة خلاف توجّهها المُقاوم المُعلن، وعلى الضدّ من أيديولوجيّتها الدّينيّة. حديثاً ??قدمت ??الجماعة?? برنامجها الانتخابي، الذي لا يمكن أية قوّة في المعارضة، أن تعترض عليه. بينما في سياسة التحالف مع تيار المستقبل، تعود ??الجماعة?? لتقف قرب قوى 14 مارس/ آذار، رغم تأكيدها أنها لا تنتمي إلى أيّ من فريقي النزاع في لبنان (??الأخبار?? اللّبنانيّة، فداء عيتاني، العدد ,739 الأربعاء 4 فبراير/ شباط 2009). المرأة السياسيّة.. الموضوع الفاضح للإسلاميين يحدث في البحرين ما يُشبه ذلك. الحدود الفاصلة للجماعات الدّينيّة نالتها جملة خروق رضوخاً لمتطلّبات التّحالف الانتخابي، أو بسبب الوقوع ضحيّة للغشّ السّياسي، وربّما الغرور السّياسي. وهناك أسباب أخرى ذات صلة بالهيمنة، والأحاديّة، والرّغبة دائماً في إظهار الصّورة النموذجيّة، ولو كانت خلاف الحقيقة. ليس غريباً أن تتجمّع كلّ هذه الغمامة عندما يصل البحث إلى موضوع مشاركة المرأة في العمل السّياسي ??الإسلامي??، فالهيمنة هنا تتضاعف مع ورود البُعد الذكوري وضغط الأعراف والتوجّسات والفتاوى القديمة. بيد أنّ المثير هو إصرار كثرة من ??الإسلاميين?? على اعتزازهم بموقفهم المؤيّد لمشاركة المرأة، وعدم ممانعتهم لذلك، وتقديمهم مطالعات مفبْركة بغرض التهرّب من الموضوع. كانت سكينة العكري موضوعة على قائمة مترشّحي ??الوفاق?? في الانتخابات البرلمانيّة، وبحسب سلمان – الذي حاول الظّهور بحلية نسويّة في حوار ??إيلاف?? المُشار إليه – فإنّ خروجها من الترشّح جاء برغبةٍ منها ولتفضيلها التوجّه لاستكمال الدّراسة العليا، في المقابل أبدت فيه العكري امتعاضاً غير طبيعي من تصرّف ??الوفاق?? العام فيما خصّ عدم دعم امرأة، ورفضت الحُجج التي ساقها سلمان، واعتبرتها غير موفّقة، وأنها مبنية على ??قراءة سياسية خاطئة ومخاوف وهمية وحجج واهية?? (??الوقت??، حوار أجراه نبيل عاشور). يتكرّر المشهد، بأوسع نطاق، حين تتبّع الفعل السّياسي لبقية الإسلاميين في مسألة المرأة، الأمر الذي يُعزّز الانطباع السّلبي الموجّه إلى الأحزاب الدينيّة المسيّسة. تراجع التربوي وتضخّم السّياسي بعض التّجارب تحذّر من أنّ الانخراط السّياسي المطلق لا يُفضي فقط إلى خلل المفاهيم، وتناقض الممارسة، ولكن أيضاً إلى الغيبوبة الأخلاقيّة، والتعرّي أمام فكرة المصالح والمنافع التي تبدأ بالهبوط. من هنا يرى البعض أن الدّخول في لعبة السّياسة هو نهجٌ خاسر في كلّ الأحوال، كما يُشخّص الشيخ خميس الماجري واقع الإسلاميين في تونس، والذين انخلعوا عن مرجعياتهم وهويّاتهم الدّينيّة لصالح أعمالهم الحزبيّة والسّياسية، وانتهى الأمر بهم إلى ??الوصاية الحزبيّة على المساجد?? وتخريب بنائها التربوي (??الوقت??، ع20 ,424 أبريل/ نيسان 2007م). ورغم التثمين العام الذي يُقدّمه الماجري للحركة الإسلاميّة السياسية في المغرب العربي، عدا تونس، فإنّ الشيخ فريد الأنصاري لا يرى الأمور كذلك، وقد أصدر سلسلة من الكتب الناقدة لهذه الحركة، حيث رآها مبتلاة بالتّصنيم الحزبي وهشاشة المرجعيّة الأخلاقيّة والدّينيّة لصالح متطلبات اللّعبة السّياسية (راجع ??الأخطاء السّتة للحركة الإسلاميّة بالمغرب?? و??البيان الدّعوي وظاهرة التضخّم السياسي??). فالأنصاري تلمّس بأنّ ما يُسمّيه بالفجور السّياسي هو أكبر الأخطار التي تواجه التديّن في المجتمع، ويرى تبعاً لذلك بأن ??الاختيار الإسلامي القاصر على الشأن السياسي ممارسة – وأقول: (القاصر) بمعنى حصر العمل الإسلامي في الشأن السياسي – يسلب الإنسان التفكير الكلي، سواء في ذلك الاختيار السياسي الصدامي، أو الاختيار السياسي المشارك. فهما عندي في هذا السياق وجهان لعملة واحدة. فكلاهما يفقد طبيعته الدعوية الكلية، وإن ادعى عكس ذلك في أدبياته الحركية؛ وذلك بسبب الطبيعة اليومية المتسارعة للحدث السياسي من جهة، وبسبب انقلاب الموازين التصورية لدى العاملين من جهة أخرى. وهذا أخطر! ذلك أن علاقة السياسي بالديني في الإسلام.. هي علاقة الجزئي بالكلي؛ وإذن فإن تدبير الكلي الديني من خلال الجزئي السياسي هو قلب للميزان. وتشويه للعمل الدعوي، بل تحريف له وتضليل!??، ولا يتردّد في القول بأن ??الحركة تبعد يوما بعد يوم عن المنطلقات؛ ويحصل الانزلاق إلى التصورات الوهمية والممارسات الوهمية.. ويكون الانحراف! إنني أطالب بالعودة إلى النص الرسالي للإسلام مرة أخرى، عودة وجدانية تعبدية عميقة، لكنها ـ طبعا ـ عودة تدبرية، واعية فقيهة، لا حرفية ظاهرية ذات منهج تجزيئي، لا تدرك من قواعد العلم إلا أشباحها وأشكالها، تلهج بالنصوص الجزئية من دون الأخذ بالمقاصد الكلية، ومن دون الاعتصام بقواعد الاستدلال في الحجاج والإثبات. إن لدينا هنا مأساة تتأرجح بين إفراط وتفريط؛ فيدخل بذلك كثير من العاملين للإسلام في جدل عقيم، وتبقى (الرسالة القرآنية) بلا حَمَلَة!?? (??البيان الدّعوي وظاهرة التضخّم السياسي??، ص6-7). العراق.. ساحة الاختبار والانهيار يُفضّل البعض اختيار العراق المعاصر ساحة لاختبار جدل الأفكار الإسلاميّة حال تعرّضها للحقل السّياسي. في المشهديّات السّياسيّة المختلفة، يصرّ الإسلاميّون التقليديون على إحضار المعجم الدّيني، والمصطلحات الشّرعيّة التي تُتيح لهم الشّعور بالاطمئنان أثناء الممارسة السّياسية. يحدثُ ذلك مع المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة، وحزب الإخوان المسلمين، والتّيار الصّدري، وغيرهم. عند التّحليل، تتعارض وجهات نظر المتابعين، فيرون أنّ مشروعات هذه الجماعات الإسلاميّة ??التقليديّة?? لم تعد كما كانت، وهي تتحرّك على أرض الواقع وفقاً للظروف الجديدة، والرّغبة في بناء دولة ديمقراطيّة متعدّدة المذاهب والطّوائف، وليس الدّولة الدّينيّة وحكم الفقهاء ومشروع الخلافة الإسلاميّة. ولكي لا تحدث الصّدمة، ومنعاً لأية فجوة ثقافيّة ونفسيّة، يفضّل الخطباء الإكثار من استحضار الشّعار الدّيني والالتزام بخط المرجعيّة ??العليا?? والوفاء للمشروع الإسلامي العريض. ربّما لا تكون جادة تماماً تلك التقارير التي تحدّثت عن ??انتفاضة الخمر?? في العراق، والتي سمح بموجبها رئيس الحكومة نوري المالكي، والتّابع تاريخيّاً لحزب الدّعوة، بتداول المشروبات الكحوليّة علناً، الأمر الذي أعطاه أصواتاً كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة (انظر: ??الأخبار?? اللبنانية، تقرير زيد الزبيدي بعنوان ??انتفاضة الخمر أعطت الفوز للمالكي??، ع 4 ,739 فبراير/ شباط 2009). ولكن ممّا لاشك فيه أنّ منحى المالكي بعيد تماماً عن الموروث الدعوي الذي ينادي بإقامة الحكم الإسلامي، فضلاً عن أن الترتيبات المعقّدة الذي صيغ بها العراق اليوم، حيث الخلاف عن الاحتلال وموقف المرجعيّات الدّينيّة، جمّدت الكثير من الأحكام والفتاوى والعقائد التاريخيّة للحركات الإسلاميّة ??الثّوريّة??. في العراق، كان الدّخول في السّياسة انفراجاً أمنيّاً، وتفريجاً ثقافيّاً. كانت السّياسة، وليس الاجتهاد الفكري، هو المساحة الفاقعة التي دفعت الكثير وحفّزتهم لإقامة التحوّل والتبدّل. مجموعات كثيرة أعلنت توجّهاتها المخالفة لما هو مُشاع عنها، خصوصاً بالنظر إلى حيثياتها الدّينيّة وانتسابها ??التراتبي?? للمؤسّسة العلمائيّة. في السّياسة أيضاً تبدأ الفرصة الذّهبية لإجراء الاجتهادات الجريئة، كما يفعل مثلاً ضياء شكرجي، الذي انطلق من فضاء حزب الدّعوة، ولكنه – وفي مناخ الجدال السّياسي في العراق – بدأ يُغيّر قناعاته، وإنْ بوتيرة يُلحظ فيها خصوصيّة النشأة والمحيط. لا يرى شكرجي مبرّراً لوجود حزبٍ إسلامي سياسي، ويستخدم شتى الآليات والحجج، بما فيها الحجج الشّرعية، لإثبات الدّيمقراطيّة والعلمانيّة. من هنا يُنادي شكرجي بالفصل بين الدّعوي والسّياسي، وعدم وجود فتاوى سياسيّة ملزمة (??الوقت??، ع4 ,438 مايو/ أيار 2007م). كثيرون يعارضون أفكار شكرجي، ولكن قسماً من هؤلاء المنغمسين في السّياسة يلتزم عمليّاً بمؤدّاها. الجمهور الواسع في البحرين لم يسمع بمثل تلك المجادلات مطلقاً، وحين جاء وقت الاحتدام السّياسي على قضيّة المشاركة في الانتخابات البرلمانيّة؛ توجّهت أنظار المتخالفين إلى مرجعيّة السّيدعلي السّيستاني في العراق. لم يكن الاختلاف، كما ظهر للوهلة الأولى، حول طبيعة ما قاله المرجع الأعلى للشيّعة، وما إذا كانت فتوى أو نصيحة – وهي مسائل ثانويّة بالنظر إلى حقيقة الأمور التي انكشفت لاحقاً – ولكن التصدّع الحقيقي كان في الاستخدام العنيف للفتوى من أجل إخضاع الخصْم السّياسي. حصَل ذلك بطريقةٍ تشبه أي سلوكٍ نفعي يندفع إليه السّياسيون في العالم، حيث الرّغبة في إنجاح الخيار وسدّ كلّ الطرق المحتمل إثارتها للإزعاج. (المصدر: صحيفة “الوقت” (يومية – البحرين) الصادرة يوم 6 فيفري 2008)  

Lire aussi ces articles

21 mars 2011

TUNISNEWS 10 ème année,  N°3954 du 21.03.2011 archives : www.tunisnews.net  Le Syndicat tunisien des Radios Libres: Communiqué AFP:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.