الجمعة، 28 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2684 du 28.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة: بـــــيــــــان الحزب الديمقراطي التقدمي :يوميات الصمود (8) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع الحزب الديمقراطي التقدمي جــامعة توزر: بيــــان عريضة دولية للتضامن مع مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي الطلبة الديمقراطيون التقدميون:بـيــان سفير الولايات المتحدة الأمريكية يؤدي زيارة للمضربين عن الطعام أعوان البوليس يعتدون على لطفي حجّي وسليم بوخذير أمام مقرّ الحزب الديمقراطي التقدّمي  عبدالوهاب عمري:هجوم السلطة على شباب الحزب الديمقراطي التقدمي صحيفة “وطن”:السّلطات التونسيّة تُصادر صحيفة “الموقف” المعارضة بسبب نشرها لمرسوم الرئيس بن علي القاضي بإسناد مليون دولار و نصف لقريبة زوجته مدونة “لسان العرب” :السلطات التونسية تصادر صحيفة ” الموقف ” المعارضة بسبب كشفها قضية فساد رئاسية يو بي أي: بن علي يدعو بان كي مون لحضور مؤتمر دولي حول الإرهاب بتونس يو بي أي: تراجع نسبة التّضخم في تونس إلى 2.6 % أم.بي.سي: محامٍ يقاضي التلفزيون بسبب اسم بطل مسلسل رمضاني مختار اليحياوي :أعراض الموت لنهاية السياس بدر السلام الطرابلسي:عصابة” تدير معهد الصحافة” عبدالحميد العدّاسي:قذف المحصنات صحيفة “الوسط التونسية”:رسالة الى الأستاذ برهان بسيس: من يلتف على من ؟! نصرالدين: تونس.. من يحرق “الحرّاقة”؟ بين مستبد.. ومخادع.. تموت زهورك في ربيعها يا بلدي!!!. فائزة عبد الله :في ذكرى الآلام العظيمة.. جريمة الانفصال، وذكرى رحيل عبد الناصر:أي مستقبل لأمتنا و أي وطن نريد؟؟ الشروق: قطار الضاحية الجنوبية:إيقاف 7 لصوص هاجموا الركاب بالسكاكــين وقــوارير الغـــــاز الحياة: يزداد وزن الرجال والنساء 5 في المئة خلال شهر …التونسيون في رمضان منزعجون من الازدحام والأسعار موقع مغاربية :فيلم تونسي جديد يصور حياة المصلح الطاهر الحداد موقع مغاربية: حوادث الطرق في تونس مازالت مرتفعة جريدة “الصباح” :كتاب للهادي البكوش عن بورقيبة والعلاقات المغاربية: قراءة من الداخل لمسيرة الحزب الدستوري وبناء الدولة الحديثة جريدة “الصباح” :بداية من سنة 2049:عدد الوفيات في تونس سيفوق عدد الولادات :بلوغ 10 ملايين و296 ألف ساكن في أفق سنة 2104 رويترز: ركود السياسة بالمغرب العربي يثير مخاوف من عدم الاستقرار صحيفة “الحياة”:مصر: احتجاب 15 صحيفة مستقلة ومعارضة صحيفة “الحياة”:الجزائر: إعتقال حسان حطاب مؤسس «الجماعة السلفية» موقع “سويس انفو”:ناشط يهودي: مناهج التعليم في المغرب مسؤولة عن تطرف الشباب وكالة رويترز للأنباء:غالبية الأتراك يؤيدون رفع حظر ارتداء الحجاب بالجامعات     صحيفة “الحياة”:سلطة «حماس» السياسية في قطاع غزة تعاني من مشكلات تكوينية عادل الحامدي :هل تدفع طهران وتل ابيب فواتير الحروب الخاسرة؟ خليل العناني: هل اكتمل قوس انتكاسة الإسلاميين العرب؟ ماجد كيالي: سلطة «حماس» السياسية في قطاع غزة تعاني من مشكلات تكوينية  الجزيرة نت”:عرض كتاب بلاك ووتر.. المرتزقة قادمون

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟

  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية “تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس” www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

 
    إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،   إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،   إننا في أرض الزيتونة والقيروان، ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.   إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد. فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.   تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة والأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم “لا يسألون النّاس إلحافا” نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم: أطعموني إني جائع، و المَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.   إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة ، و الإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا، أمراض كثيرة، أمراض المعدة، و أمراض المفاصل وغسل الكلي و حالات فشل تام وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.   ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.   هذا غيض من فيض، ونكتفي بهذا القدر المر.   إخواني الكرام”ارحموا عزيز قوم ذل” مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها و من كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.   أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.   إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا و لكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون و الدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.   أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى و عليها نموت و بها نلقى الله. ” من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة” حديث   كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حفيظا و هو أرحم الراحمين.   و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.   (*) رسالة وصلت أخيرا من تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة والتضامن بباريس، و نحن ننزلها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا واجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.   و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. يقول الله تعالى:  “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون”.   • من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل على العناوين والأرقام التالية:   · تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي الجمعية ·إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة TAKAFUL على العنوان التالي:   TAKAFUL – 16 Cité Verte 94370 Susy en Brie FRANCE · تحويل مباشر على الحساب الخاص للجمعية التالي: ·La banque postale 30041 00001 5173100R020 42 France رقم الحساب الدولي IBAN FR54 30041 1000 0151 7310 0R02 042 · أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr · أو عبر البريد الالكتروني Email : contact@takaful.fr


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 28 سبتمبر 2007  بـــــيــــــان
 
مُنع السيد عمر قويدر عضو فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم 26 سبتمبر ولمدة طويلة من دخول مطار توزر ـ نفطة لاستقبال والدته العائدة إلى أرض الوطن بعد أدائها لمناسك العمرة وقد تمّ المنع بأوامر من السيد عبد العزيز مبروكي رئيس فرقة الإرشاد بمنطقة الشرطة بتوزر والذي تدخل أمام أعوانه مخاطبا الأخ عمر قويدر أثناء احتجاجه قائلا « … إعْرَفناك يا سي عمر وَمَا تُدخِلِش … » في حين سُمِح للعديد من المواطنين بالدخول إن فرع  توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ ينكر على السيد رئيس فرقة الإرشاد بمنطقة الشرطة بتوزر هذا السلوك المتعمد الذي يندرج ضمن سلسلة المضايقات التي يتعرض لها الرابطيون في مختلف الجهات والذي يبين وبجلاء نظرة المسؤول الأمني المذكور للرابطيين وللنشاط الحقوقي بالجهة فإنه يؤكد أن هذه المحاولات البائسة للنيل من سمعة ومعنويات الرابطيين لن تزيدهم إلا صلابة وتشبثا برابطتهم كمكسب وطني فالرابطيون مواطنون يحبون بلادهم كما لا يحبها أحد. عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي

 
الحزب الديمقراطي التقدمي 

 27/09/2007  يوميات الصمود (8) ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع

 
تقريرطبي : أجرى الدكتور فتحي التوزري فحصا طبيا على المضربين عن الطعام ( مية الجريبي و أحمد نجيب الشابي) وهذا ملخص ما جاء في التقرير:   حالة الأستاذ الشابي: – ان الحالة الصحية للأستاذ نجيب الشابي في اليوم الثامن للإضراب تبقى مستقرة لكن لابد من اليقظة باعتبار سنه وملفه الصحي( أجريت عليه عملية على القلب المفتوح). والى حد هذا اليوم فقد الأستاذ 6 كغ من وزنه وسجل الدكتور التوزري انخفاضا في ضغطه الشرياني وحالة من “الفشلة “كما أن التحاليل البيولوجية التي أجريت عليه يوم السبت 26/09/2007 لا تشير إلى اختلالات ظاهرة.   حالة السيدة مية الجريبي: – إن حالة السيدة مية الجريبي تبعث على الانشغال فقد برزت علامات قد تكون لها انعكاسات خطيرة على صحتها، إذ فقدت إلى حد الآن 2 كغ من وزنها الذي لم يتجاوز 48 كغ عند انطلاق الإضراب وهو ما سيكون له آثار خطيرة على صحتها. إن حالة السيدة مية الجريبي تشهد تدهورا غير معهود في مثل هذه المراحل من إضراب الجوع ، فالإرهاق وحالة “الفشلة” بلغت مستوى متقدم مع ملاحظة وجود بعض علامات عدم التركيز وانخفاض الحضور الذهني كما نسجل بعض المشاكل المعوية وبعض الآلام في أماكن مختلفة. لكن المقلق في الأمر هو انخفاض نسبة “البوتاسيوم”في الدم مما يوجب فحصا معمقا،ويستوجب يقظة طبية.   المجلس الوطني للحريات يتضامن: أصدر المجلس الوطني للحريات بتونس بيانا في اليوم السابع للإضراب عن الطعام عبر فيه للمضربين (مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي) عن تضامنه الكامل في معركتهما المشروعة للدفاع عن مقره المركزي ومقرّاته الجهوية. كما أكد فيه على أن معركة المقرات هي معركة كبرى تستدعي تكاتف كل جهود المجتمع المدني . حملة شرسة ضد شباب الديمقراطي التقدمي : أوقف أعوان أمن بالزي المدني الشاب محمد ياسين الجلاصي ، الطالب بالسنة الثانية في معهد الصحافة وعضو مكتب الشباب لجامعة الحزب ببن عروس ، وبعد مرور 24 ساعة على اعتقاله لا زالت عائلته تجهل سبب هذا الاعتقال أو مكان إيقافه ، وقد تحول وفد من المكتب السياسي إلى إقليم الأمن في بن عروس لاستجلاء الأمر لكن دون جدوى. كما تم إيقاف الطالب بكلية العلوم قابس عبد السلام العريّض (الممنوع ظلما من التّرسيم) بعد تحركه في الكلية، وللتأكد تحول أعضاء هيئة جامعة قابس إلى منطقة الأمن أين أعلمهم الأعوان بعدم وجود موقوف لديهم بهذا الاسم. وقد أصدر المكتب السياسي بيانا في هذا الموضوع أكد فيه أن جملة هذه الضغوط المسلطة على مناضلي الحزب وخاصة الشباب ، لن يثنيهم على القيام بدورهم والوقوف في وجه الحملة الشرسة التي تستهدف إخماد صوت المعارضة الديمقراطية ، ويطالب بإطلاق سراح المناضلين محمد ياسين الجلاصي وعبد السلام العريّض فورا. اجتماع عام : نظمت جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة قفصة يوم الثلاثاء 25/09/2007 اجتماعا عاما ناجحا تم التطرق فيه إلى مبادرة الإضراب عن الطعام التي أطلقتها كل من الأمينة العامة ومدير صحيفة الموقف، وشرح المتدخلون أبعادها ودلالاتها السياسية في ظروف التسلط والانغلاق التي تعيشها تونس وأكدوا على ضرورة رصّ الصفوف لخوض معركة فضاءات العمل السياسي الحرّ. وأفضى الاجتماع إلى تشكيل لجنة جهوية لمساندة إضراب الجوع والنضال من أجل الحق في النشاط العمومي الحر. اتصال هاتفي: اتصل السيد عمر المستيري الناشط الحقوقي بالأستاذ أحمد نجيب الشابي للتعبير عن تضامنه مع الحزب الديمقراطي التقدمي في الدفاع عن حقه في العمل القانوني الحر وفي مواجهة محاولات إخراجه من مقره المركزي ومقراته الجهوية. زيارات متواصلة: ارتفع نسق زيارة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ومعايدة المضربين عن الطعام ، نخص بالذكر زيارة السادة : منجي العمامي والمناضل محمد صدام أحد إطارات حركة “آفاق” في الستينات والسبعينات، والكاتب والصحفي المعروف الهاشمي الطرودي، والصحفي سليم بوخذير. كما سجلنا زيارة وفد من مدينة نابل. منع متواصل: في سلوك غير منطقي عمد أعوان الأمن المحاصرين للمقر منع الأخ لطفي الحجي من زيارة المضربين بعد أن كانوا قد رفعوا عليه المنع من الدخول في مناسبتين سابقتين.

الحزب الديمقراطي التقدمي جــامعة توزر نفطة في26 سبتمبر 2007 بيــــان
 
دخل كل من السيدة ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي و الأستاذ أحمد نجيب الشابي عضو المكتب السياسي للحزب و الأمين العام السابق و مدير جريدة الموقف في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم الخميس 20 سبتمبر 2007 بالمقر المركزي للحزب بتونس العاصمة و ذلك تصديا لإرادة الحكم في إخراج الحزب من مقره الذي يستغله منذ 13 سنة عبر دفع مالك العقار لفسخ العقد لدى القضاء حيث ينتظر أن تقضي محكمة الناحية بتونس بحرمان الحزب من مقره المركزي.ويهم جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي بهذه المناسبة التأكيد على ما يلي : ـ أن اقتران حملة تجريد الديمقراطي التقدمي من مقره المركزي بالعاصمة عبر توظيف المؤسسة القضائية مع حملة تحريض العديد من المالكين للمحلات التي تسوغها الحزب في الجهات على رفض تجديد عقود الكراء و ممارسة شتى أنواع الضغوط لمنع و تعطيل إجراءات تحرير العقود و اللجوء لشتى طرق التخويف من أجل رفض تمكين الحزب من كراء مقرات(تواصل عرقلة نقلة صاحب محل مقر جامعة ولاية توزر)يؤكد أن الحملة سياسية و لا علاقة لها بالقانون و القضاء و كأن مالكي المحلات يعرفون بعضهم و ينسقون مواقفهم. ـ لقد ارتبك الحكم من القدرة الفائقة للديمقراطي التقدمي على احتواء ضغوطات مناخ انتهاك الحريات وغياب التمويل العمومي وكثافة الرقابة الأمنية لقيادات و كوادر الحزب و محاصرة جريدة الموقف و حرمانها من حقها في الدعم و الإشهار في سياق تعمق عزلته الخارجية و فقدانه للسند الشعبي الداخلي وفي ضوء تنامي الاحتقان الاجتماعي و تعدد مظاهر الاحتجاج السياسي. ـ إن رفض الحزب الديمقراطي التقدمي المبكر لحملة الولاية الخامسة للرئيس الحالي و إقراره مبدأ المشاركة في الانتخابات الرئاسية و التشريعية أكتوبر 2009 على قاعدة التمسك بالحق المطلق للتونسيين كافة في اختيار حكامهم ضمن مناخ سياسي تحرري قد دفع الحكم لاعتداء مهين على الأستاذ أحمد نجيب الشابي منذ أسابيع بخلع سيارته من الجهة الأمامية بجهة نابل و تعطيل النشاط الشبابي للحزب و الإسراع بتوظيف القضاء لحرمان الحزب من المقر المركزي كإجراءات استباقية للمحافظة على امتياز اختيار المترشحين و تبرير الانتخابات التسعينية كمدخل لتأكيد مزاعم تمثيل الإرادة الشعبية. ـ إن عدم الإذعان لإرادة الحكم في توظيف القضاء لحسم الصراع السياسي و التصدي بكل السبل المشروعة لمخطط افتكاك المقر المركزي برمزيته العالية و المقرات الجهوية بدلالاتها السياسية و الاجتماعية موقف سليم باعتبار الطبيعة السياسية لما بات يعرف بقضية مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حيث لم يجد نفعا القبول بالحسم القضائي في حالة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و ما آلت إليه أوضاعها و التي بقيت صامدة بإرادة الرابطيين و تمسكهم باستقلالية منظمتهم و بالدعم المعنوي و السياسي للحركة الديمقراطية و المدنية المحلية و الأوساط الحقوقية الدولية. لكل هذه الاعتبارات فإن جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي تعلن مساندتها المطلقة للمضربين حتى تحقيق أهداف رفع الحصار عن نشاط الحزب و مقراته في العاصمة و الجهات ومواقعه على الانترنت و تدعو كل القوى السياسية و المدنية للوقوف مع الحزب الديمقراطي التقدمي في معركته من أجل الدفاع عن حقه و حق كل التونسيين في العمل السياسي. عن هيئة الجامعة الكاتب العام محمد الهادي حمدة
 


عريضة دولية للتضامن مع مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي

 
دخلت السيدة مية الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، مع الأستاذ أحمد نجيب الشابي، مدير جريدة الموقف في إضراب مفتوح عن الطعام، انطلاقا من يوم الخميس 20 سبتمبر 2007.   نحن الممضون أسفله، نؤكد على تضامننا مع قيادات الديمقراطي التقدمي، ومساندتنا لمطالب المضربين من أجل :   1- إيقاف كل الإجراءات الساعية لإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقراته (المقر المركزي، والمقرات في الجهات) 2- رفع الحظر والرقابة التي تتعرض إليها مواقع الحزب الديمقراطي التقدمي على شبطة الأنترنت.   كما نذكّر أن المضايقات التي يتعرض لها الديمقراطي التقدمي، ليست إلا جزءا من سياسة عامة لخنق كل الاصوات المخالفة في الرأي وكل مكونات المعارضة والمجتمع المدني المستقل.     ونحمّل السلطات التونسية مسؤولية أي تدهور في الحالة الصحية للمضربين.   الرجاء إرسال الإمضاءات، مع ذكر الإسم والصفة على العنوان التالي :petition.pdp@gmail.com     تحديث 28 سبتمبر الساعة 16:45 1- Andy Benameur – مدير فندق بالولايات المتحدة الأمريكية 2- brian guetta, allemagne 3- Gilles Lemaire – السكريتير الوطني السابق للخضر – فرنسا 4- Jean-Sébastien Lavallée – مربي كندا 5- Marie Papazoglou طالبة – كندا 6- Michelle Benameur 7- Monique CERISIER ben GUIGA  عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي 8- Stéphanie Boutin مربية كندا 9- أ.علي سعيد – النرويج 10-        أحمد بوعزي – أستاذ جامعي – المدرسة القومية للمهندسين 11-       أسرة التحرير في الحوار نت 12-        اسماعيل دبارة: عضو جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 13-        الأزهر التومي – أستاذ – باريس 14-        الحبيب لعماري –  ألمانيا 15-        الطاهر بن حسين – مدير قناة الحوار التونسي التلفزيونية 16-        الطيب الجوادي – أستاذ أريانة 17-       الطيب بوبكر – جمعية حقوق الأفراد في المغرب العربي – كندا 18-       العربي القاسمي – رئيس جمعية الزيتونة  – سويسرا 19-        العياشي الهمامي – محام ، عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات 20-        العيادي العماري – استراليا 21-        الفتحي الرحماني: كتب عام جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 22-        القادري زروقي – مشرف موقع الحوار نت 23-        المختار الشويخي: أستاذ تعليم ثانوي بمدنين 24-        المختار بسيسة: عضو جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 25-        الهادي بريك ـ عضو بأسرة ” الحوار.نت ” ـ ألمانيا 26-        أمية الصديق – باحث في العلوم السياسية 27-        أنور شنيب: أستاذ تعليم ثانوي بمدنين 28-       أنور مديمغ – رجل إقتصاد 29-        أنيس مدنيني: عضو جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 30-       إياد الدهماني – فرنسا 31-       إيمان سليتي – رسامة 32-       أيمن الجمني – مهندس إسبانيا 33-       ايمن الرزقي –  صحفي قناة الحوار التونسي 34-       إيهاب لطيف – أستاذ بجامعة “ماك جيل” – كندا 35-       بدر السلام الطرابلسي – صحفي 36-       بسام بونني – صحفي تونسي – فطر 37-        بسام غبنتني: كتب عام مساعد جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 38-       بشار الصلح – طبيب – رئيس المنتدى الإسلامي بكندا 39-        بشير عبيد – سجين سياسي سابق 40-        بلقاسم طبربي – مناضل نقابي – باريس 41-        بوكثير بن عمر – جمعية الزيتونة – سويسرا 42-       تامر أحمد محمد الطرابلسي – مهندس ليبي – برلين 43-       تمام الأصبعي السويد 44-       توفيق العياشي – صحفي – قناة الحوار التونسي –  تونس 45-       توفيق عاشور – طبيب – فرنسا 46-       جابر القفصي – أستاذ جامعي 47-        جلال ورغي – باحث في العلوم السياسية الجامعة البريطاني 48-        جمال الدين أحمد الفرحاوي – شاعر تونسي مقيم بأروبا 49-       جمال جاني – كندا 50-       جمال دلالي – بريطانيا 51-       جورج عدة – تونس 52-        حافظ الجندوبي – أستاذ 53-        حسين الجزيري – حركة النهضة 54-        حسين الغالي – مجير مركز الدراسات والأبحاث العربية – جينيف 55-        حسين بن عمر – ناشط حقوقي 56-       خالد الحروب – جامعة كامبريدج 57-       خــالد الــطراولي  – رئيس اللقــاء الإصـلاحي الديمقراطــي 58-       خميس الشماري – خبير دولي في حقوق الإنسان 59-       خميس بن علي الماجري : المشرف العام على موقع تونس المسلمة ـ باريس 60-       خميس قسيلة – كاتب عام الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 61-       دلال بريك – طالبة كندا 62-        راضية النصراوي – جمعية مقاومة التعذيب – تونس 63-        رجاء بن سلامة – جامعي – تونس 64-        رشيد الطرابلسي – مناضل سياسي – باريس 65-        رضا دريس – مدير شركة – باريس 66-        رمزي العرفاوي – مناضل جمعياتي 67-        رياض الحجلاوي فرنسا 68-        رياض الحوار – سوسة – تونس 69-        رياض بالطيب – جمعية التضامن التونسي – فرنسا 70-        رياض بوخرباب – اقتصادي 71-       زهير لطيف – صحفي ومنتج تلفزيوني 72-        زياد الهاني – عضو الهيئة المديرة لجمعية الصحفيين التونسيين 73-        سامي بلحاج دحمان – مهندس – سجين سياسي سابق – فرنسا 74-        سامي بن عبد الله – باريس 75-       سالم خليفة – سوسة – تونس 76-       سفيان الشتيوي – مختص في الإعلامية – كندا 77-       سفيان المخلوفي – اخصائي في علم النفس – باريس 78-       سلوى الشرفي – جامعية 79-        سليم بن حميدان – حقوقي ومناضل سياسي لاجئ بفرنسا 80-        سمير ديلو – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 81-       سنية الدالي – إطار –  كندا 82-        شكري يعقوب – منسق منتدى تونس-سويسرا للحريات 83-       صــابر – سويسرا 84-       صالح التقاز – جمعية صوت حر 85-       صالح الحمزاوي – أستاذ جامعي – تونس 86-        صالح بلهوشات: عضو مكتب سياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 87-        صفوة عيسى – الحقيقة والعمل – سويسرا 88-   صلاح الدين الجورشي – نائب أول لرئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 89-        صلاح الدين سيدهم – جراح ةمناضل حقوقي الجزائر 90-        طارق التوكابري  – جمعية التونسيين بفرنسا – فرع باريس 91-   طارق السوسي – سجين سياسي سايق – وعضو الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين 92-       طارق العبيدي محامي تونسي ـ الكاف تونس 93-        طارق بن هيبة – مستشار جهوي فرنسا 94-       طاهر العبيدي – صحفي باريس 95-       طه الدريدي – مهندس/ باريس 96-        طه خازن 97-       عادل العيادي – السويد 98-       عبد الحفيظ خميري { أستاذ ومدير مجلة أجيال } باريس – فرنسا 99-        عبد الجليل حمودي: أستاذ تعليم ثانوي بمدنين 100-  عبد الحميد الصغير – طالب اسلامي 101-  عبد الرزاق البوعزبزي – جمعية التونسيين بفرنسا – فرع باريس 102- عبد الستار الباجي – إتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس 103- عبد العزيز الجلاصي  – كندا 104-  عبد الله الزواري – صحفي جرجيس 105-  الاسم عبد الناصر جابي – استاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر 106- عبد الناصر نايت ليمام – جمعية ضحايا التعذيب في تونس – جينيف 107- عبد الوهاب الهاني – صحفي ومناضل حقوقي – باريس 108- عبد الوهاب الهمامي – مناضل سياسي 109-  عبدالباسط عثمان: عضو جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 110-  عبدالباقي خليفة  / صحافي 111- عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك 112- عبد السلام الككلي – كاتب عام النقابة الأساسية بكلية الآداب منوبة 113- عز الدين الدربالي – تاجر كندا 114-  عزيز عمامي – طالب في هندسة الإعلامية 115-  عفيف ماني- رئيس قسم – تونس 116- علي الباز – منسق جمعية العمال المغاربيين بفرنسا 117-  علي التليلي – اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس 118-  علي الحافي – معلم تعليم أساسي بمدنين 119- علي بن عرفة – لندن 120-  علياء الشماري – تونس 121- عماد الدايمي – مهندس، باريس 122- عمار بوملاسة ـ أستاذ مبرز ـ تونس 123- غسان بن خليفة – كندا 124- فاطمة قسيلة – الكاتبة العامة للجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس 125- فتحي التليلي – إتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس 126-  فتحــي نصــري محــام وحقوقي 127-  فدوى الرحموني: عضو جامعة مدنين للحزب الديمقراطي التقدمي 128-  فراس جبلون – لندن 129- فرج بريك – كندا 130- فريق تونس أونلاين نت/ ألمانيا 131-  فهمي بللونة – باحث ألمانيا 132-  فيصل منتصر – فدرالية التونسيين لمواطنة الضفتين 133-  فيوليت داغر – اللجنة العربية لحقوق الإنسان 134-  فوزي الصدقاوي – ناشط حقوقي – بنزرت 135-  قادري الزروقي – مؤسس موقع الحوار نت 136-  قيس الدغري – باريس 137-  كريم بن احمد ـ طالب ـ باريس 138- كمال الجندوبي – رئيس الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان 139- كمال العبيدي – صحفي 140- كمال الغالي – كاتب وشاعر تونسي – باريس 141-  كمال خذري – المانيا 142-  لزهر بسيسة: طالب 143-  لطفي الحجي رئيس نفابة الصحفيين التونسيين 144- لطفي الهمامي – سجين سياسي سابق – صحفي بقناة الحوار التونسي – باريس 145-  مالك مليك – أستاذ – رابطي – تونس 146- محسن الذيبي – باريس 147-  محسن كشط – جمعية التونسيين بفرنسا – فرع باريس 148-  محمد الاخضر اللالة – عضو المكتب السياسي لحركة التجديد 149-  محمد الحامدي: عضو مكتب سياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 150- محمد النوري – محامي لدى محكمة التعقيب – تونس 151- محمد بن سعيد – طبيب – اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس 152- محمد جابالله – إتحاد العمال المهاجرين التونسيين 153- محمد حاجي 154- محمد زريق – جمعية حقوق الأفراد في المغرب العربي – كندا 155- محمد علي سعيدان – كندا 156-  محمد عمامي 157- محمد كمال الشريف – المنتدى الإسلامي بكندا 158- محمد نجيب العمامي – جامعي وإطار نقابي  بكلية الاداب والعلوم الانسانية بسوسة 159-  محمد هشام بوعتور – صيدلي – عضو مكتب سياسي بالديمقراطي التقدمي 160-  محمود البارودي – طالب دكتوراه 161- محي الدين شربيب – رئيس الفدرالية التونسية لمواطني الضفتين 162-  مختار التستوري 163-  مختار الطريفي – رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 164-  مختار القرواشي – صحفي 165- مرسل الكسيبي – كاتب واعلامي تونسي ورئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية 166-  مصطفى بن جعفر – الامين العام للتكتل من أجل العمل والحريات في تونس 167-  مصطفى  الونيسي – المستشارالديني للمجلس الإسلامي بماسي –  باريس 168- منجي تريمش – مهندس- تونس 169-  منصف الغربي – كندا 170-  منصف قدوار – مواطن 171- منير ضيف – كندا 172-  مهدي بن حميدة – سويسرا 173-  موقع  الحوار نت alhiwar.net 174-  موقع tunis-online.net 175-  موقع tunisalwasat.com 176- موقع http://www.etunisie.net
177- موقع www.tunisnews.net 178-  موقع مجرات MAJARRAT 179-  ناصر الفاهم – جمعية التونسيين بفرنسا – فرع باريس 180- نزار خليف  ناشط حقوقي و شقيق الأخوين مروان و بلحسن الموقوفين بمقتضى قانون الارهاب 181-  نور الدين الختروشي – باريس 182-  نور الدين بن تيشة – المجلس الوطني للحريات 183-  نور الدين مشكان – جمعية التونسيين بفرنسا – فرع باريس 184- نورالدين الخميري ـ أستاذ مقيم بألمانيا 185- هادي يحمد – صثحفي 186- هارون بوعزي – كندا 187- وليد البناني – نائب رئيس حركة النهضة التونسية

تونس في:28/09/2007    الطلبة الديمقراطيون التقدميون
بـيـــــــــان
 
عمدت قوات الأمن صبيحة يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2007 إلى اختطاف المناضل محمد ياسين الجلاصي الطالب بالسنة الثانية بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار وعضو مكتب الشباب بجامعة بن عروس للحزب الديمقراطي التقدمي واقتياده إلى جهة مجهولة دون العلم عن سبب أو مكان إيقافه كما عمدت قوات الأمن ترويع عائلته باقتحام منزله ومصادرة حاسوبه المنزلي كما تم إيقاف المناضل الطلابي عبد السلام العريض منسق مكتب الشباب بجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بقابس صبيحة يوم الخميس 27 سبتمبر2007 على خلفية نشاطه المساند لإضراب الجوع. وفى قفصة تم الاعتداء بالعنف الشديد على المناضل الياس قاسمى منسق مكتب الشباب بجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بقفصة و عضو لجنة أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل ما تسبب له في أضرار بدنية فادحة. و تعرض عضو مكتب الشباب بجامعة بن عروس بشير الغريسي للإيقاف و الاستجواب على خلفية نشاطه الحزبي. إن هذا الاستهداف لشباب الحزب و كوادره الطلابية تعبيرة أخرى عن مواصلة السلطة تعاطيها الأمني والترهيبي مع المكونات الحية للمجتمع المطالبة بإطلاق الحريات .كما و يكشف زيف ادعاءات السلطة الإحاطة بالشباب و تشريكه في الشأن العام. إن هاته الحملة الشرسة لن تثني الشباب الديمقراطي التقدمي عن القيام بدوره و التصدي بكل حزم لمحاولات إخضاعه و ترهيبه و يطالب بإطلاق سراحه رفاقه الموقوفين فورا و إيقاف التتبعات العدلية بحقهم  


سفير الولايات المتحدة الأمريكية يؤدي زيارة للمضربين عن الطعام

 
أدى سفير الولايات المتحدة الأمريكية السيد روبرت غوداك اليوم 28 سبتمبر زيارة للمضربين عن الطعام السيدة ميّة الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي، وقد وصل السفير على الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا مصحوبا بالسيدة ترينا صاها المسؤولة عن الشؤون السياسية ودامت محادثتهما مع المضربين ساعة كاملة.
أحمد بوعزي
 

أعوان البوليس يعتدون على لطفي حجّي وسليم بوخذير أمام مقرّ الحزب الديمقراطي التقدّمي

 

 
أقدم أعوان البوليس السياسي المُحاصر لمقرّ الحزب الديمقراطي التقدّمي بنهج إيف نوهال بالعاصمة  ، على دفع و جرّ الصحافييْن لطفي حجّي و سليم بوخذير ليل أمس الخميس في الشارع وإشباعهما إهانة عندما رفض الصحافييْن قرار منع أحدهما (لطفي حجّي ) من الدخول إلى مقرّ الحزب لزيارة المضربيْن عن الطعام الأستاذ أحمد نجيب الشابي و السيدة ميّة الجريبي ، حيث تمسّك السيد بوخذير بحقّ زيارة المُضربيْن مع زميله السيد حجّي و ليس منفردا وكذلك تمسّك السيد حجّي بحقّ الدخول و هو ما دفع أعوان البوليس إلى اللجوء كالمعتاد إلى القوّة و العنف الذي بات أسلوبهم المشهورين به للإنتقام من النشطاء .  إعتداء أرعن جديد على الصحافييْن الشرفاء و لكن ذلك لن يُغيّر شيئا من إرادتهما و إرادة كلّ شرفاء تونس على الصمود  .  لمتابعة الشريط المصوّر لإعتداء أمس على السيديْن حجّي و بوخذير يمكن الإطلاع على موقع الحزب الديمقراطي التقدّمي  على الرابط التالي  : http/smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php=3fstart=3d0&id=3d231&video=3d1

قابس في 27/09/2007

هجوم السلطة على شباب الحزب الديمقراطي التقدمي

 
تعرض اليوم المناضل عبدالسلام العريض عضو الهيئة الادارية للاتحاد العام لطلبة تونس للايقاف من طرف الشرطة على ذمة التحقيق، في دعوة تقدم بها ضده السيد عميد كلية العلوم بقابس أمس، و أخرى تقدم بها اليوم، معتبرا دخوله للكلية (صحبة زميلين له زياد العريض عضو لجنة مفوضة للاتحاد الطلبة و فتحي زويدي مناضل نقابي في نفس المنظمة) و اجتماعه بالطلبة أي ممارسة حقه الدستوري و القانوني في العمل النقابي جريمة يجب أن يعاقب عليها معللا دعواه بالرفت التعسفي الذي سلط على ثلاثتهم نهاية السنة الدراسية الماضية حيث تدخلوا لأداء دورهم النقابي عندما ثار العديد من الطلبة متهمين بعض أسرة التدريس بتسريب الامتحانات النهائية ( وهو موضوع سنتولى متابعته ). و يتزامن هذا التوقيف و الحبس لعبدالسلام العريض، بينما يتمتع سلاطين الجريمة بالحرية و الحماية، يتزامن هذا التوقيف مع هجوم منسق على مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي و مناصريه حيث تم إيقاف الشاب ياسين الجلاصي في تونس و الاعتداء على المناضلة عفاف بالناصر في قفصة و ملاحقة كل شاب يزور مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بقابس و التثبت في هويتة في خطوة ترهيبية لم يعد يأبه بها إلا بعض الجبناء خاصة و قد بدأ شباب البلاد يعي أنه لم يعد هنالك شيء يمكن أن يخسره سوى قيودهم. عبدالوهاب عمري سرجان احتياط بالجيش التونسي


شبكة “التيليكوم” تشكي لربّها

تحوّلت شبكة الهاتف الجوّال لإتصالات تونس في الفترة المسائيّة خلال الأيام القليلة الماضية  إلى مهزلة متكاملة الملامح ، فتقريبا صار الإتصال من أو بأحد الخطوط التابعة لها  أمرا شبه مستحيل .  و قد بلغ الأمر حدودا قياسيّة مساء اليوم الجمعة بعد الساعة التاسعة  حيث صار تنفيذ مكالمة مسألة من قبيل المعجزة .    و “قيّد على سيدي الريزو” . . * المصدر : مراسلة خاصّة بتونيس نيوز بتاريخ 28 سبتمبر 2007 / الساعة العاشرة و 11 دقيقة بتوقييت تونس .


اخبار التحركات المساندة للاساتذة المطرودين عمدا

 

نفذ أساتذة قبلي الشمالية وسوق الأحد اليوم الجمعة 28/09/2007 إضرابا تضامنا مع الاساتذة المطرودين.تنفيذا لمقررات ندوة الإطارات التي انعقدت يوم الأحد 23/09/2009 . وقد كانت نتائج الإضراب كما يلي : v  جهة  سوق الأحد : 83٪ قبلي الشمالية : v   ابن منظور : 98٪ v  ابن سينا : 86٪ v  مدرسة المهن :60٪ v    ابو القاسم الشابي : 70٪ v  ابن الجزار : 45٪ v  طنبار :50٪   هذا وقد ختم الإضراب باجتماع جماهيري في دار اتحاد الشغل بقبلي تواصل الى وقت متأخر من النهار رغم ظروف رمضان. غلبت عليه الحماسة ورفع الشعارات التي تندد باستهداف حق الشغل.

 

السّلطات التونسيّة تُصادر صحيفة “الموقف” المعارضة بسبب نشرها لمرسوم الرئيس بن علي القاضي بإسناد مليون دولار و نصف لقريبة زوجته

 
تونس – وطن – سليم بوخذير    صادرت السلطات التونسيّة العدد الجديد الصادر السبت 22 سبتمبر من أسبوعيّة “الموقف” الناطقة بإسم حزب معارض مرخّص له . و قال رئيس تحرير الصحيفة رشيد خشانة صباح الأحد ل”وطن” إنّ “السلطات لم تُبلغنا لا بقرار المُصادرة ولا بأسبابه ” . و تابع “لكنّنا فُوجئنا بالعدد 419 من الصحيفة يختفي من كلّ الأكشاك بالبلاد فور توزيعه حيث طالب أعوان السلطة أصحاب الأكشاك بإعادة كلّ نسخ العدد إلى الموزّع بدعوى أنّ الصحيفة ممنوعة” . و وصف خشانة مُصادرة الصحيفة بأنّه “دليل على أنّ التعددية الإعلامية في تونس ليست سوى أكذوبة بهدف التسويق الخارجي” . و تصدر صحيفة “الموقف” الناطقة بإسم الحزب الديمقراطي التقدّميّ عادة كلّ جمعة ، لكنّ العدد الجديد المعنيّ تأخّرت طباعته – حسب رئيس تحريرها- إلى فجر السبت بغرض تغطية حدث دخول الأمينة العامّة للحزب ومدير الصحيفة في إضراب جوع . وقال خشانة الذي هو في الآن نفسه عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي “هذه ليست المرّة الأولى التي تتعرّض فيها صحيفتنا للمُصادرة بأشكالها المتعدّدة بغرض حجبها عن القرّاء” . و أضاف “إنّنا نُدين بشدّة هذه الإعتداءات المتكرّرة والحصار المتواصل لصحيفتنا التي تأبى التخلّي عن واجبها في كتابة الحقيقة” . من جهتها لم تُصدر الحكومة التونسيّة أيّ توضيح إلى غاية تحرير هذا التقرير لأسباب مُصادرتها للصحيفة ، لكنّ مصادر إعلاميّة في تونس رجّحت أن يكون وراء المُصادر نشر العدد لنصّ مرسوم الرئيس بن علي القاضي بإسناذ مبلغ مليون و نصف دولار من ميزانيّة البلاد إلى واحدة من أصهاره أنشأت مدرسة قرطاج الخاصّة . و وصفت المصادر نشر النصّ في صحيفة مقروءة بأنّه “أمرغير مرغوب فيه” من الحكومة نظرا للجدل الذي أثاره هذا المرسوم الرئاسي إثر نشره سابقا بشكل محدود و الإنتقادات التي خلّفها لحكومة بن علي حيث رأى البعض في المرسوم “دليلا على إهدارالمال العام لصالح أصهارالرئيس”   . و تملك أسماء محجوب قريبة ليلى الطرابلسي حرم بن علي مدرسة قرطاج إثر فضّها لشراكتها فيها مع سهى عرفات بعد خلافات فقدت على إثرها أرملة الرئيس الفلسطيني الجنسية التونسيّة . و كانت ميّة الجريبي الأمينة العامّة للحزب الديمقراطي وأحمد نجيب الشابي مدير صحيفته وأمينه العام السابق ، قد أعلنا الإربعاء دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام بمقرّ الحزب الذي هو ذاته مقرّ الصحيفة ، وذلك إحتجاجا على ما وصفاه ب “الحصار الذي تضربه السلطات على الصحيفة والحزب ومُحاولة طردهما من المقرّ” . وكان مالك مقرّ الحزب والصحيفة نبّه على الصحيفة بضرورة إخلاء المقرّ بحجّة أنّ عقد إجاره ينصّ فقط على احتضان المقرّ لنشاط الصحيفة لا أنشطة الحزب . فيما إعتبرت الجريبي والشابي أنّ وراء الدعوى القضائية من المالك “إرادة حكوميّة مُبيّتة للقضاء على آخر فضاء حرّ في تونس (مقرّ الحزب)” . لكنّ السلطات ردّت على هذا الإتهام بالقول إنّها “مزاعم”، مؤكّدة أن “الأمر يتعلق بنزاع مدني عقاري بين مالك ومتسوّغ ، القضاء هو وحده المؤهل للنظر فيه   (المصدر: صحيفة “وطن” (اليكترونية – الولايات المتحدة) بتاريخ 24 سبتمبر 2007) الرابط: http/www.watan.com/index.php=3fname=3dNews&file=3darticle&sid=3d3387  

أمواج الفساد والاستبداد تغرق الصحافة التونسية الحرة

السلطات التونسية تصادر صحيفة ” الموقف ” المعارضة بسبب كشفها قضية فساد رئاسية

 
بقلم: أحمد شوقي (*)   صادرت السلطات التونسيّة العدد الجديد الصادر السبت 22 سبتمبر من أسبوعيّة “الموقف” الناطقة بإسم حزب معارض مرخّص له.   و قال رئيس تحرير الصحيفة رشيد خشانة  إنّ “السلطات لم تُبلغنا لا بقرار المُصادرة ولا بأسبابه ” .   و تابع “لكنّنا فُوجئنا بالعدد 419 من الصحيفة يختفي من كلّ الأكشاك بالبلاد فور توزيعه حيث طالب أعوان السلطة أصحاب الأكشاك بإعادة كلّ نسخ العدد إلى الموزّع بدعوى أنّ الصحيفة ممنوعة” .   و وصف خشانة مُصادرة الصحيفة بأنّه “دليل على أنّ التعددية الإعلامية في تونس ليست سوى أكذوبة بهدف التسويق الخارجي” .   و تصدر صحيفة “الموقف” الناطقة بإسم الحزب الديمقراطي التقدّميّ عادة كلّ جمعة ، لكنّ العدد الجديد المعنيّ تأخّرت طباعته – حسب رئيس تحريرها- إلى فجر السبت بغرض تغطية حدث دخول الأمينة العامّة للحزب ومدير الصحيفة في إضراب جوع . وقال خشانة الذي هو في الآن نفسه عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي “هذه ليست المرّة الأولى التي تتعرّض فيها صحيفتنا للمُصادرة بأشكالها المتعدّدة بغرض حجبها عن القرّاء” . و أضاف “إنّنا نُدين بشدّة هذه الإعتداءات المتكرّرة والحصار المتواصل لصحيفتنا التي تأبى التخلّي عن واجبها في كتابة الحقيقة” . من جهتها لم تُصدر الحكومة التونسيّة أيّ توضيح إلى غاية تحرير هذا التقرير لأسباب مُصادرتها للصحيفة ، لكنّ مصادر إعلاميّة في تونس رجّحت أن يكون وراء المُصادر نشر العدد لنصّ مرسوم الرئيس بن علي القاضي بإسناذ مبلغ مليون و نصف دولار من ميزانيّة البلاد إلى واحدة من أصهاره أنشأت مدرسة قرطاج الخاصّة .   و وصفت المصادر نشر النصّ في صحيفة مقروءة بأنّه “أمرغير مرغوب فيه” من الحكومة نظرا للجدل الذي أثاره هذا المرسوم الرئاسي إثر نشره سابقا بشكل محدود و الإنتقادات التي خلّفها لحكومة بن علي حيث رأى البعض في المرسوم “دليلا على إهدارالمال العام لصالح أصهارالرئيس”  . و تملك أسماء محجوب قريبة ليلى الطرابلسي حرم بن علي مدرسة قرطاج إثر فضّها لشراكتها فيها مع سهى عرفات بعد خلافات فقدت على إثرها أرملة الرئيس الفلسطيني الجنسية التونسيّة .     و كانت ميّة الجريبي الأمينة العامّة للحزب الديمقراطي وأحمد نجيب الشابي مدير صحيفته وأمينه العام السابق ، قد أعلنا الإربعاء دخولهما في إضراب مفتوح عن الطعام بمقرّ الحزب الذي هو ذاته مقرّ الصحيفة ، وذلك إحتجاجا على ما وصفاه ب “الحصار الذي تضربه السلطات على الصحيفة والحزب ومُحاولة طردهما من المقرّ” .     وكان مالك مقرّ الحزب والصحيفة نبّه على الصحيفة بضرورة إخلاء المقرّ بحجّة أنّ عقد إجاره ينصّ فقط على احتضان المقرّ لنشاط الصحيفة لا أنشطة الحزب . فيما إعتبرت الجريبي والشابي أنّ وراء الدعوى القضائية من المالك “إرادة حكوميّة مُبيّتة للقضاء على آخر فضاء حرّ في تونس (مقرّ الحزب)”. لكنّ السلطات ردّت على هذا الإتهام بالقول إنّها “مزاعم”، مؤكّدة أن “الأمر يتعلق بنزاع مدني عقاري بين مالك ومتسوّغ ، القضاء هو وحده المؤهل للنظر فيه”.   (المصدر: مدونة “لسان العرب” (مصر) بتاريخ 25 سبتمبر 2007) الرابط: http://lsanul-arab.maktoobblog.com/

 

بن علي يدعو بان كي مون لحضور مؤتمر دولي حول الإرهاب بتونس

تونس / 28 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون لحضور مؤتمر دولي حول الإرهاب ستستضيفه تونس خلال شهر نوفمبر/تشرين ثاني المقبل. وقالت الإذاعة التونسية الحكومية اليوم الجمعة إن هذه الدعوة نقلها عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية التونسي خلال اجتماعه الأربعاء الماضي بنيويورك مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون على هامش أعمال هامش الدورة 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم تذكر الإذاعة ما إذا كان بان كي مون سيحضر المؤتمر . وكان الرئيس التونسي دعا أكثر من مرة إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة،لتحديد مدونة سلوك في مجال مكافحة الإرهاب، تكون ملزمة لكل الدول. وكان وزير الخارجية التونسي الذي يرأس وفد بلاده إلى اجتماعات الدورة 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شارك قبل ذلك في اجتماع “مجموعة المتابعة العربية” بحضور محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. كما شارك أيضا في أعمال الندوة الوزارية الرابعة للمنتدى حول التعاون الصيني الإفريقي الذي يهدف إلى النهوض بالعلاقات وتعزيز التعاون بين الجانبين لإرساء أسس شراكة جدية ومفيدة للجانبين.  


تراجع نسبة التّضخم في تونس إلى 2.6 %

تونس / 28 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: تراجعت نسبة التّضخم في تونس خلال الأشهر الثمانية الماضية إلى 2.6%،بينما استقر حجم احتياطها من النقد الأجنبي عند 7.392 مليار دولار. وبحسب تقرير وزعه البنك المركزي التونسي اليوم الجمعة عقب انتهاء الإجتماع الدوري لمجلس إدارته مساء أمس، فإن نسبة التّضخم في تونس استقرت في حدود 2.6% ، مقابل 4.7% خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأضاف أن حجم احتياطي تونس من النقد الأجنبي بلغ في الرابع والعشرين من الشهر الجاري 9.389 مليار دينار (7.392 مليارات دولار)،أي ما يغطي تمويل الواردات التونسية لمدة 149 يوما. وعزا البنك المركزي التونسي هذا الإرتفاع إلى تطور الصادرات التونسية بنسق أسرع من الواردات،وإلى نمو عائدات القطاع السياحي بنسبة 8.7%،لتصل قيمتها في العشرين من الشهر الجاري إلى 2.225 مليار دينار(1.751 مليار دولار)،وذلك بدون تأثير أسعار الصرف. وأشار في هذا السياق إلى أن سعر الدينار التونسي في سوق الصرف العالمية، سجّل منذ بداية العام ولغاية السادس والعشرين من الشهر الجاري إنخفاضا بنسبة 3% أمام اليورو،وإرتفاعا بنسبة 4.2% أمام الدولار. وقال إنه بالنظر إلى هذه التطورات،قرر مجلس إدارته الإبقاء على نسبة الفائدة المرجعية عند 5.25 % من دون تغيير.  
 

اعتبر الاسم خادشا للحياء

محامٍ يقاضي التلفزيون بسبب اسم بطل مسلسل رمضاني

 

 
سليم بوخذير (mbc.net)   في سابقة بتونس، قبلت المحكمة دعوى رفعها محام ضد محطة فضائية محلية اتهمها ببث مسلسل فيه “خدش للحياء وللأخلاق” في رمضان، مطالبا بتعويضات له ولأبنائه القصر. ونظرت في جلسة أمس الثلاثاء سبتمبر/أيلول المحكمة الابتدائية لمحافظة سوسة “كلم جنوب العاصمة” في الدعوى التي رفعها المحامي متهما قناة “حنبعل” الفضائية الخاصة بتونس ببث مسلسل “الكيوسك” الذي يحمل بطله اسم “بطيحة” التي لها معنى خادش للحياء في عديد من مناطق الساحل التونسي. ويلعب الممثل الكوميدي التونسي رياض النهدي دور البطل “بطيحة” في هذا المسلسل الهزلي الذي تبثه محطة “حنبعل” بعد الإفطار بمشاركة ممثلين آخرين بينهم بلقاسم البريكي، ومحمد ساسي القطاري، ودليلة المفتاحي. وتعني كلمة “بطيحة” لدى اللسان الدارج في بعض مناطق الساحل التونسي الرجل الشاذ جنسيا، وهو ما اعتبره المحامي قذفا علنيا ماسا بأخلاق المشاهدين، مطالبا بإلزام المحطة بتغيير اسم البطل فضلا عن التعويض له ولأبنائه عن “الضرر الحاصل”. وأرجأت المحكمة البت في هذه الدعوى النادرة في القضاء التونسي إلى جلسة الثلاثاء المقبل الثاني من تشرين الأول. ولم يتسن لـ(mbc.net) حتى وقت إعداد هذا التقرير الحصول على موقف الممثل رياض النهدي من هذه الدعوى، حيث كان هاتفه الجوال مغلقا رغم تكرر محاولاتنا.   (المصدر: موقع قنوات أم.بي.سي الفضائيّة بتاريخ الإربعاء 26 سبتمبر 2007)

قبل الفيضانات
 
 «ماذا فعلت البلديات وديوان التطهير قبل الفيضانات الأخيرة؟» …هذا ما تساءلت عنه «الصّباح» بحيرة كبيرة.   مع أن الجواب بسيط لا يستحق التفكير… ويمكن أن نقول بإيجاز ماذا فعلت البلديات وديوان التطهير.   لقد قضّوا الصائفة في الدّعاء إلى اللّه أن يمرّ الخريف سلامات… لكنه لم يستجب لدعائهم، فكانت الفيضانات!    محمد قلبي   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 28 سبتمبر 2007)


أعراض الموت لنهاية السياسة

 
بقلم: مختار اليحياوي   قد يكون نقد السلطة في وضعنا الحالي أيسر و أقل مجازفة من تناول وضع المعارضة رغم ما فيه من دواعي النقد و علامات الإفلاس و الإحباط. وقد أتيح لي مؤخرا أن أتبين بما لم يبقى معه مجال للشك أن الديموقراطية التي نحكم باسمها لا تختلف في شيء عن ديموقراطية حوانيت بعض المعارضين و صحفهم. وصدق قول ربك “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.”   * * * و عندما يضرب عن الطعام قائدي حزب معارضة احتجاجا على غلق منافذ العمل السياسي و تعطيله عن القيام بدوره ماذا يفعل من لا منفذ و لا حزب له؟ فهل بقي اليوم بيننا من يشك في حقيقة الوضع السياسي في بلادنا حتى نحتاج لمثل هذه العملية الاستعراضية نلفت بها انتباهه و نستدر من خلالها استعطافه؟ و هل هناك في تونس اليوم حزبا أحسن حالا من الديموقراطي التقدمي حتى يصبح ما يتعرض له موجبا لاستنفار الأنصار و استعطاف الأحرار؟   كلا وألف كلا فأين ما يحصل له مما حصل لغيره دون استثناء بما في ذلك الحزب الحاكم نفسه. أحزابنا اليوم مدمرة منهوبة و مولى عليها تحرر مواقفها و تدار شؤونها مباشرة من القصر أو مكاتب المصالح الأمنية و يتكفل بتسييرها أعوان المخابرات و المرتشون المندسون في قياداتها و إن استعصت تحاصرها فيالق المليشيات و الأعوان النظاميين و السريين المسلحين يشتتون أصحابها و يضطهدون أنصارها يذيقونهم الويلات حتى لا يبقى لهم شغل آخر غير المعاناة. و الويل و الثبور لمن يتصل بهم أو يحاول مجرد الإقتراب منهم. الجميع يعرف ذلك وكلهم صامتون.   و الإضراب عن الطعام في مثل هذا الإطار إعلان عن إفلاس الديموقراطي التقدمي يندرج في وضع عام سكنته الأحقاد و العداوات و غلبت عليه المغامرة و الأنانية و طغى على أصحابه حب الظهور على الشاشات و الصحافة و الأنترنات و ما يتوهمونه في أنفسهم من عبقرية ودهاء في المناورات. ولا أحد يجهل أن استقامة الحال بمثل هذه الأعمال من المحال. إنهم في واد و الشعب في واد منصرف تماما عنهم.   ما يريده الأستاذ الشابي ومن معه بهذه المناورة هو أن يجعل الأزمة الشاملة التي تمر بها البلاد أزمته و أن يحول محور الجدل و الحوار و الشغل الشاغل لتونس اليوم يدور حول شخصيته و لا أحد غيره. و الويل لمن لا يساند أو يجاهر بالنقد أو يخالفه فديموقراطية التقدميين لا تحتمل المعارضين و تجر خلفها المجابهة بلا تنسيق أو طلب موافقة في قطار لا يمكن أن توقفه إلا صدمة الجدار في آخر الطريق.   تحالف الجهل هذا لن يقود لغير الخيبات و الهزائم و الأزمات. فماذا سيحصل إذا أجلي الحزب عن مقره و ما عسى أن يتغير لو سحب صاحب الدعوى قضيته؟ الأمر سيان لأن القضية في جوهرها تستهدف جر المعارضة إلى رهان خاسر من أصله بهدف احتكار الساحة لشخصه على مدى السنتان القادمتان ليعلن لنا ليلة الإنتخابات الرئاسية بكل عبقرية عن انسحابه لعدم توفر أدنى شروط الشفافية و الديموقراطية في العملية الأنتخابية. و لكن هيهات..   و كما لسلطة الإستبداد في الداخل و الخارج صحف تستكتبها و موجات وشاشات تستنفرها و لجان و جمعيات و هيئات تحركها للتأييد و الولاء و بيانات المساندة و التأليه لها استكملت هذه المعارضة دارتها حتى أصبحت صنوا لها تسمع جعجعة و لا ترى طحنا بل “طحينا” و تردى ثم المزيد من الإسفاف و التردي الشاهد على عجزها و وفاق الخديعة و النفاق الذي يجمعها.   قد يضن البعض أن وضعنا فريد من نوعه و أن حالنا لا مثيل له و لا يوجد مثله. و الحقيقة أننا أينما ولينا وجوهنا من حولنا لا نرى غير أوضاع أنكى و أظلم من حالنا. أوضاع ما أحوجنا لإدراكها حتى ندرك الإطار الذي يحكمنا و لو أن المجال لا يتسع هنا لاستيعابها. لقد عمت في كل الأقطار أنظمة بائسة مرتهنة تلج الألسن في كل مكان بفضائحها و لا يكاد يمر يوم دون هتك المستور و انكشاف غرائب الأمور من عجائب دسائس وفساد أصحاب القصور. وعسى أن يكفينا حالنا شغلا لنا و انشغالا بوضع بلادنا نقراه كما يقرأه اليوم أي شخص من أفرادنا فلم يعد يشك أحد في أننا في وضع استبداد و قهر وظلم تحكمه أخلاق جشع و تفرد و غصب و يلفه خطاب مخادعة وكذب ونفاق فما أحوجنا أن نضع بيننا و بين هذا الحال مسافة واضحة لا لبس فيها حتى يجرفنا السياق و ندمج في خانة وفاق الصمت و النفاق.   الصورة بكل ما فيها أننا نحكم على مرأى من العالم كله و علم منه بأحد أكثر أنظمة الإستبداد في عالم اليوم تخلفا دون أن يكون ذلك قدرنا بقدر ما هو مفروض علينا، بل يقرون به و يعترفون بتحالفهم مع المستبدين لعدم ثقتهم في هكذا معارضين و شعوب مستغفلة. الصورة المغشوشة التي يمولها و يسوق لها من ترتبط مصالحهم باستقرار بلادنا و لو على جثثنا تقوم على الحيلولة دون انكشاف الوجه القبيح لحقيقة نظامنا، لذلك حاولوا خداعنا و خدعونا فعلا بحزيبات لم يرخص لأحد فيها إلا بعد تيقنهم من تحكمهم فيهم بحيث لا يتعدى دورها دور ورقة التوت التى تخفي عورات النظام الذي يدعمون. إنها أحزاب تمنح كما تسند لزمات أسواق المواشي و كراء مصبات النفايات و كذلك تعطى تصاريح إصدار الجرائد و تكوين الجمعيات. و هكذا تحول الشأن العام حكرا على المحظيين و الموالين الذين بذكر صاحب نعمتهم يسبحون و لدوائر دعمهم شاكرين حتى إذا اعتقدوا أن عودهم قد قوي على الإنقلاب على ولي نعمتهم تحولوا مناضلين كحال كل مناضل شريف و حر غيور مارقون خارجون عن القانون عرضهم ومالهم و أهلهم مستباحون.   لذلك غريب أمر هذه الأحزاب التي تتبجح علينا اليوم بحمل لواء المعارضة الحقيقية بما يحمله خطابها من غرور و ما تفضحه أفكارها من قصور في نزوعها للإستفراد بتركة نظام بلغ مرحلة مرض موته و الحال أن ما يفرق بيننا و بينهم لا يتعدى الإمتيازات التي غنموها عندما كانوا متواطئين مع المستبدين.   لا شك أن الصورة التي حكمت بها تونس واستبد بها على شعبها على مدى نصف القرن الذي مضى على استقلالها لم تعد تتفق مع واقعها ولم يعد أحد يقبل بالشكل الذي انتهت إليه من تكريس لنهبها ومصادرة لمستقبل أجيالها و امتهان لكرامة أبنائها و تأسيس للتمييز و الإقصاء بين أفراد شعبها. لقد مرت خمسينية الإستقلال خيبة للإصلاح و تلتها خيبة خمسينية إعلان الجمهورية و نحن اليوم على أبواب خيبة عشرينية “العهد الجديد” و لم يعد أحد في مستوى الغباء ليثق بوعود التسويف بالإصلاح التي يطلقها نظام الإستبداد و لا بالمبادرات الدون كيشوتية لمعارضته المنفصمة تاريخيا و اجتماعيا ولم يعد أحد يجهل أن سلطة الإستبداد آلت إلى الإهتراء شأنها شأن معارضيها و لم يعد يبقى لها من صدى خارج دوائر المطبلين و المداحين من الطامعين فيها و المتمعشين منها و أننا في وضع مريض تضافرت شواهد قرب نهايته بعد أن حولوا البلاد صحراء يبابا من حولهم.   الإزدراء هو ما يلاقيه السياسيين في مثل أوضاعنا ألئك السياسيون الأوصياء الذين توهموا أن السياسة حكر عليهم لحكمونا بمشيئتهم و أنهم خلقوا ليسطروا لنا نمط حياتنا و كيف نعيش في بلادنا.   الإزدراء لمن ذهب في اعتقادهم أن السلطة تؤهلهم لحراستنا من أنفسنا   الإزدراء لمن ظنوا أن السياسة وكالة لهم لترويضنا على ما يريده الغير لنا و تطبيق خططه علينا.   الإزدراء لألئك الذين يتاجرون بنا لترويع الغرب منا حتى يستمروا على حكمنا و يوغلوا في قهرنا ونهبنا.   الإزدراء لكل ألئك السفلة الأغبياء الذين يرتزقون من الكيد و البطش بكل فرد حر منا في كل موقع من مؤسساتنا.   الإزدراء لكل من سرقوا نصيبنا من وطننا و قضوا على مستقبل أبنائنا.   الإزدراء لمن لا يروقهم ما نقوله و لا يعجبهم ما نقوم به و لا يلائمهم ما نفكر فيه   الإزدراء للمتخفي خلفنا، للمتنصت على حديثنا في عقر بيوتنا للمتعقب لتحركاتنا   لم يبقى لنا ما نخفيه.. لأننا ببساطة نزدريه.   و عندما نجمع لهم ما يكفيهم من الإزدراء لنجازيهم الجزاء الذي يليق بهم على كل ما فعلوه سوف يستيقظون ليصبحون على واقع جديد يكتشفون فيه أن الوطن لنا و ليس لهم و أنه بكل ما فيه يزدريهم.   المختار اليحياوي تونس في 27 سبتمبر 2007   (المصدر: مدونة “Tunisia Watch” للقاضي مختار اليحياوي بتاريخ 27 سبتمبر 2007) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org/
 

 
 

عصابة” تدير معهد الصحافة”

 
تونس /صحفي/ بدر السلام الطرابلسي تتكون العصابة الإجرامية حسب القانون  من ثلاثة أنفار فما فوق . ويكون نشاطها في الأغلب القيام بعمليات خطف أو  سرقة , أو ترويج لممنوعات أو تهديد لأشخاص ..الخ. وما حدث في معهد الصحافة و علوم الأخبار بمنوبة للطالبة و الناشطة صلب الاتحاد العام لطلبة توس حبيبة الدريدي من قبل الثالوث : مدير المعهد محمد حمدان والكاتب العام أحمد حاجي ورئيس مركز القمع الجامعي  سيئ الذكر لم يشذا عن هذه القاعدة القانونية . إذ على اثر سلسلة من التحركات  النقابية الجزئية التي قامت بها الطلبة رفقة زملائها في اتحاد الطلبة حول جملة من    المشاكل القطاعية , طلب منها مدير المعهد الحضور لمكتبه من اجل مناقشة مطالبهم , وما راعها حينما دخلت المكتب إلا وجود رئيس مركز الأمن  صحبة الكاتب العام والمدير .  وقام ثلاثتهم , كل على طريقته , بتهديدها من أجل ثنيها عن النضال والدفاع عن حقوق الطلبة. وقد وصل الأمر إلى أن يتهجم عليها مدير المعهد مهددا ومعربدا بقوله”أحن باش نحطوك في قلبو (يقصد السجن)”.       وبما أنني درست بمعهد الصحافة ونشطت في صلب  اتحاد الطلبة وتعاملت كثيرا مع مدير المعهد في علاقة بالملفات  الطلابية والمشاكل التي يعيشها طلبة الصحافة , فإنني أستغرب هذا السلوك المتخلف الذي تعامل به مع المناضلة حبيبة الدريدي . *أدعو كافة القوى الحية في المجتمع المدني وخاصة الشخصيات والمنظمات الحقوقية  والنسوية في تونس لمقاضاة هذا الثالوث-“العصابة ” حتى يكفوا عن التحرش بالمناضلة حبيبة الدريدي وبغيرها من المناضلات في صلب اتحاد الطلب. إن انتهاج أسلوب” العصابات” و”الباندية ” من قبل المسئولين في الإدارات التعليمية التونسية ما هو إلا انعكاس  لنظام سياسي كامل تسيره مجموعة من” المافيات” بقوة الحديد   والنار.  


قذف المحصنات
 
قال الله جلّ ثناؤه: “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون(4) إلاّ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنّ الله غفور رحيم(5)”. (سورة النور). يقول الشيخ ابن عاشور رحمه الله في مطلع تفسير هذين الآيتين: “كان فاشيا في الجاهلية (قلت: وضع سطرا تحت الجاهلية) رمي بعضهم بعضا بالزنى إذا رأوا بين النّساء والرّجال تعارفا أو محادثة”، ثمّ يقول رحمه الله: “والحصر في قوله (وأولئك هم الفاسقون) للمبالغة في شناعة فسقهم حتّى كأنّ ما عداه من الفسوق لا يعدّ فسوقا”…انتهى كلام الشيخ الذي اخترته… ولذلك فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: “اجتنبوا السبع الموبقات! قيل وما هنّ يا رسول الله؟! قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحقّ وأكل مال اليتيم والزنا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات” متفق عليه … كما جاء في التمهيد لابن عبد البرّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا السبع الموبقات، قلنا: وما هي؟! قال: الشرك بالله وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق والزنا وأكل الربا وأكل مال اليتيم وشهادة الزور وقذف المحصنات”. وحديث عبدالله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله في السبع الكبائر إلاّ أنه ذكر فيهنّ العقوق ولم يذكر قذف المحصنات. هذا وقد أجمع العلماء على أن الجَور في الحكم من الكبائر… انتهى!   أردت، بدون إطالة (ونحن في رمضان) التذكير بهذه النّصوص المبرزة لخطورة قذف المحصنات (من علمائنا مَن أدخل قذف الرجال في قذف المحصنات وجعل المحصنات صفة للفروج لا للنساء)، بعد أن قرأت خبرا سيّئا مسيئا لجميع التونسيين، حول معاملة حكّام تونس لأحد أبنائها العائدين من سجن غوانتانمو، وذلك بعد أن برّأت آلة الظلم العالميّة ساحته… يقول شطر الخبر المنشور على صفحات تونس نيوز بتاريخ 27 سبتمبر نقلا عن موقع سي أن أن بالعربيّة: ” بدا السجين السابق (عبد الله الحاجي، ذو الـ51 سنة) في غوانتانامو مضطربا فيما تمّ اقتياده تحت حراسة مشددة إلى قفص الاتهام، ولم يوجّه أي نظرة أو كلمة إلى أفراد عائلته الحاضرين في القاعة. وقالت زوجته: “لقد تمّ استنزافه نفسيا وبدنيا” مشيرة إلى أنّه كان عرضة للتحرش والتعذيب النفسي من قبل المقيمين معه في الزنزانة. وأوضحت أنّ المقيمين معه في نفس الزنزانة لا يتوقفون عن التأكيد له بأنّهم دفعوا لزوجته مبالغ من المال نظير تمضية الليل معها قائلين إنّه بإمكانهم تقديم الدليل على ذلك. وقال نجله زيد، 20 عاما، بكثير من الأسف على ملامح وجهه: “إنه أمر عادي أن تكون معنوياتنا في الحضيض عندما يتمّ استهدافنا في عرضنا وشرفنا وشرف العائلة.” وأضاف أنّ الأمر بلغ بوالده حدّ أن يتوقف عن الأكل منذ أسبوعين. أما شقيقه حمدة الحاجي فقد قال إنّ أخاه “قلق جدا ومضطرب بسبب ما يتمّ قوله له بشأن عائلته.” ويقوم حمدة بزيارات دورية إلى شقيقه المسجون في المرناقية، القريبة من تونس. وسبق للسلطات التونسية أن نفت أن يكون الحاجي عرضة لأي إساءة أو تهديدات”…   القاذف هنا، الذي حكم الله تعالى عليه بالجلد وعدم قبول شهادته لسفاهته، وعدّه فاسقا (ما لم يتب) هو القوّاد الذي سكن بغرفة السجن مع عبدالله الحاجي، والسجّان ومدير السجن وإدارة السجون وكلّ المسؤولين في الدولة الأصغر فالأكبر ثمّ الذي يليه حتّى رأس الدولة ممّن شجّع على إشاعة هذه المفاسد وساندها بالحماية… إذ ما كان يمكن لهذه الشائعات وهذا المرض العضال أن ينخر جسم تونس لولا وجود الأرضية الخصبة له ولولا اعتماده من طرف آلة التعذيب للتنكيل بالتونسيين الشرفاء المحصّنين والمحصّنات بإيعاز من رؤسائهم أو على الأقلّ بغضّ الطرف عن فعلهم والتستّر عليهم والدّفاع عنهم بالإنكار والكذب لدى المؤسّسات الحقوقية والهيئات الدولية (وسبق للسلطات التونسية أن نفت أن يكون الحاجي عرضة لأي إساءة أو تهديدات)… أنا لا أعرف عبدالله الحاجّي ولا أحدا من أهله، ومع ذلك فإنّي أتألّم له كثيرا وأتضامن معه كثيرا في وجه ما يتعرّض له من طرف هؤلاء المرضى مشجّعي الرّذيلة والفساد في بلدي الحبيب تونس، وأدعو عبدالله – رغم صعوبة وضعيته – إلى الصبر والمصابرة والثّبات، وليتذكّر أنّ سورة النور التي أخذنا منها الآية الكريمة أعلاه قد تحدّثت – فيما تحدّثت – عن حادثة الإفك. تلك الحادثة التي لم تستهدف أختنا زوج الحاجّي، بل استهدفت أحبّ النّاس إلى قلب الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، أمّنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنهما وأرضاهما. فليحاول عبدالله التعزّي بذلك، وليتوقّف عند سيرة زوجه – وهو الذي اختار الزّواج منها لدينها (أحسب) – وأصلها كما عرفها شريفة حصانا رزانا، ليَرْمِ بعد ذلك بكلّ الأقاويل و”الأدلّة”، فإنّ عبدة الشيطان قادرون على صناعة كلّ شيء، وذلك بما لديهم من تقنيات ومن مولتيميديا استعملوها – للأسف – لمناصرة معبودهم بدل استعمالها في الخير وفيما ينفع النّاس. بل لتحاول العائلة بأسرها التعزّي بذلك، فعسى الله أن يبين الحقّ ويجعل لهم ولأهل تونس جميعا مخارج خير ونجاة… ارفعوا رؤوسكم آل الحاجّي، لا تجعلوا معنوياتكم تتدنّى (كما قال ابنُنا ذو العشرين سنة، الذي حرم من رؤية صورة لتونس قبل أن تغيَّر، فسنّه تعني أنّه قد وُلد سنة 1987) أمام مَن لا معنويات له أصلا، فإنّ شأنكم عند الله وعند عباده من خلقه أعظم من شأن هؤلاء الفاسدين المرجفين في المدينة… وحسبنا الله وتعم الوكيل، ولا عاش في تونس مَن خانها ودنّس تربتها واعتدى على حُرمات أهلها…      عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك


رسالة الى الأستاذ برهان بسيس: من يلتف على من ؟!

 
مرسل الكسيبي (*)   بتاريخ 25 سبتمبر 2007 الموافق للرابع عشر من شهر رمضان المعظم 1428 ه , صرح صديقنا الأستاذ برهان بسيس الى موقع مغاربية الخاضع لاشراف القيادة القيادة العسكرية المسؤولة عن إدارة العمليات الأمريكية في أوروبا وأفريقيا و حوض البحر الأبيض المتوسط. والمعروفة اختصارا يوإسكوم بما يلي : “أعتقد أن هناك دوافع أخرى وراء هذا الإضراب المعلن عن الطعام قد تكون على الأقرب محاولة للالتفاف على صراعات داخلية يعيشها الحزب أساسها نمو تيار يعبر عن نفسه داخل الحزب يرفض الهيمنة…التي يمثلها خط الشابي”. وكما هو واضح من سياق التعليق الذي جاء في معرض اقتباس لفظي نقله عنه الزميل جمال العرفاوي من تونس ,فان زميلنا بسيس لم يدخر جهدا هذه المرة كما هو حاصل في مرات سابقة في فك الحصار عن السلطة والدفاع عنها في اطار علاقتها بالوسط السياسي المعارض عموما وبالحزب الديمقراطي خصوصا . واذ نميز فعليا بين الصداقة والاحترام ومقتضياتهما , وبين حقنا الطبيعي في الرد على الأداء الرسمي والحكومي في قضايا الحريات العامة وحقوق المواطنة فاننا لن ندخر جهدا هذه المرة في الرد على زميلنا برهان بما نراه ممايزة بين الاحترام لشخصه كمثقف تونسي وصديق وبين أطروحاته وتصريحاته التي يشتم منها أحيانا كثيرة الاشتراك في صناعة القرار الرسمي دون الاعلان عن ذلك من قبل الجهات الحكومية :   أولا- واذ أؤكد على عدم حملي لأي صفة رسمية في الحزب الديمقراطي التقدمي ولا حتى العضوية فيه برغم أنه يشرفني حمل لواء النضال داخله كحزب شرعي وقانوني حمل لواء النضال من أجل تونس لجميع التونسيين دون عقد ايديولوجية أو مغالاة فكرية , فانه من هذه الأرضية ومن منطلق وطني ومن مبعث ايماني العميق بحق الديمقراطي التقدمي في الذود عن كيانه وعن فضاءاته السياسية كغيره من التيارات المعارضة الجادة لم أدخر جهدا على مدار الأيام الفارطة في الكتابة المتدفقة من أجل ايصال صوتي الأخوين الشابي والجريبي الى الرأي العام الوطني والى جمهور واسع من القراء .   2- كان حريا بالصديق برهان بسيس والذي عرفت عنه دماثة الخلق والتواصل الايجابي مع الوسط المعارض في اطار التوازن الذي يتطلبه العمل في مجال الاعلام , ألا يكون مجرد لسان مرافعة عن أداء السلطة الخانق للحريات في كل مناسبة يعرف فيها النشاط المعارض ارتفاعا كميا أو نوعيا في الأداء  , وهو مايجعلني أدعوه في نزاهة وصراحة الى النأي بنفسه عن الادلاء ببعض المواقف وترك مهمتها الى السيد بوبكر الصغير الذي يتقن أكثر لعبة اللف والدوران حتى ولو تطلب منه الأمر التوغل عمقا في عوالم الافتراء .   3- فيما يخص الصراع داخل هياكل الحزب الديمقراطي التقدمي والذي أعلنه الأستاذ بسيس كمبرر لدخول الأستاذ الشابي والأستاذة الجريبي في اضرابهما عن الطعام ومن ثمة محاولة الالتفاف على تيار داخلي صاعد يرفض هيمنة الامين العام السابق , فانني أشعر بالخجل أن يعرض شخصان حياتهما للخطر بناء على سبب أثبت المؤتمر الأخير لهذا الحزب المعارض تهافته , حيث يعلم الجميع أن الأستاذ أحمد نجيب الشابي تخلى عن الأمانة العامة ورفض التمديد له في رئاسة حزبه من منطلق ايمانه بالتداول وحق الأجيال الجديدة في المشاركة السياسية وهو ماجعله لايتوانى في تسليم المشعل لامرأة تونسية مناضلة أراد النموذج الاعلامي الرسمي تحويلها الى ديكور تليفزيوني أو تأثيث خطابي يغطى به على قمع تطلعات مجتمعنا نحو فضاء ديمقراطي حر .   4- أدعو زميلي الفاضل الأستاذ برهان بسيس الى ممارسة دوره كمثقف حر ونزيه داخل أجهزة الحكم , ومن ثمة الى مساعدة كل أحرار البلاد على شق طريق مشترك ومتوازن نحو الحرية والمأسسة والاصلاح في فضاء عام يتسع للجميع رسميين ومعارضين , مقيمين على أرض الوطن وحتى منفيين , وهو ماأظنه قادرا على فعله من خلال النصح والمشورة الصادقين لأصحاب القرار وعلى رأسهم رئيس الجمهورية التونسية الذي دعى رسميا وفي أكثر من مناسبة الى تحرير الفضاء الاعلامي ووعد بدعم دور المعارضة في الحياة الوطنية .   5 – أخيرا , أؤكد على أن كلماتي هذه ومرافعتي عن زعيمين وطنيين وهما الأخوين الشابي والجريبي لم تكن الا بدافع شخصي أردت من خلاله البرهنة على أنني سأظل متوازنا ووطنيا غيورا ماحييت وذلك من خلال الدفاع عن كل مكسب وطني حتى وان كان القائمون عليه القادة الرسميون لتونس , وأظن أن وجود فضاء جغرافي حر يحتضن نشاطات الحزب الديمقراطي التقدمي أو غيره من الأحزاب الوطنية ليس الا علامة على صحة المسار الديمقراطي وسلامته ,وعلى العكس من ذلك فان محاصرة مقرات الأحزاب السياسية والتضييق على مناضليها والتحقيق معهم وتهديدهم علاوة على منع انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومحاصرة الرابطيين وغيرهم من الحقوقيين وهياكلهم الجمعياتية مع الاحتفاظ بمئات التونسيين في السجون بناء على عدم الارتياح لقناعاتهم السياسية أو استنادا الى محاكمات جائرة مع استمرار محنة المنفيين خارج التراب الوطني …كل ذلك ياصديقي العزيز برهان بسيس ليس الا دليلا قاطعا على وجود أزمة حقيقية في الفضاء العمومي وأزمة حقوقية وسياسية تونسية لاتحتاج الى مزوقين أو مجملين بقدر ماأنها تحتاج الى مناضلين شرفاء يساعدون تونس على الخروج منها .   (*) رئيس تحرير صحيفة “الوسط التونسية”   (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 27 سبتمبر 2007)
 


تونس.. من يحرق “الحرّاقة”؟

بين مستبد.. ومخادع.. تموت زهورك في ربيعها يا بلدي!!!.

 
بقلم: نصرالدين   الى جانب مايحمله فصل الصيف في تونس من أفراح الزواج والختان والزيارات والسهرات المتبادلة بين الاسر والاقارب والاحباب والى جانب الحركية الكبيرة التي تشهدها البلاد نظرا للتفرغ النسبي لقطاع كبير من الموظفين والعمال خلال هذا الفصل والتفرغ الكلي للقطاع التلمذي والطلابي يزيد هذا كله العودة المكثفة للجالية التونسيةالمقيمة بالخارج… اقول الى جانب هذا وذاك فهذه الاخيرة اي الجالية التونسية ورغم ما تدخله من حيوية على محيطها من ربط الاواصر وصلة الرحم … إلا أن قطاعا هاما منها اصبح في السنوات الاخيرة يقوم بدور سلبي من حيث شعر او لم يشعر؛ وهذا بالاستماتة في أبراز الطفرة المادية التلقائة حينا والمفتعلة أحيانا حيث طغت مظاهرمستفزة وحركات مجانية يقوم بها بعض الشباب وحتى الكهول المتصابين والمتمثلة في محاولة ابراز الرخاء كان هذا في اللباس الحامل للماركات العالمية أو في نوعية السيارات وطريقة قيادتها المتعمدة من اجل التباهي والمرور بها عمدا امام أبناء الحي ضاغطا على دوّاس السيارة لتحدث اصواتا تجلب الانتباه وتصرف الثمانية أو العشرة أفراد المنكبين في زاوية من زوايا الحي يتداولون سيجارة فيما بينهم “نفيس , نفيس” هذه ومثيلاتها من التصرفات التي يصعب سردها في هذا المقام هي من خصّّبت اليأس في نفوس يائسة اصلا . إن أشكال هذا الاستفزاز المجاني تنوعت وتعددت لتنهك الأعصاب وتشوش على ثمالة الحياة المتبقية. ولن ابالغ اذا ما قلت ان هذه الحالة مرضية , ومدمرة , وقاتلة على جميع الاصعدة , ولكل الأطراف. في مايخص الشباب المحبط اصلا من الواقع المعاش مثل هذه المظاهر تزيده يقينا بأن البقاء في هذا الوطن هو الموات بعينه… والرخاء والثراء والمجد خلف هذا البحر,من حيث اتي هؤلاء السعداء أو كما يخيل لهم. حينها يُحصد ما تبقى من امل ومغالبة لواقع مرير مسدود, وتخور بقايا الارادة ويقفز مؤشر الاحباط الى أعلى مستوياته… وأما هذه النوعية من الجالية واغلبهم يقيمون في القارة الاوروبية فجلهم ان لم نقل كلهم يقضي الاوقات الطوال في الاعمال الشاقة التي لم ولن يمارسها يوما من الدهر في وطنه ليخرج بثلث مستحقات العطلة والثلثين يقترضهما من البنوك على شكل قروض ويرهن بموجبهما لسنتين أو ثلاث أضف لها الكثير من الاساليب الملتوية والخطيرة لاسكات نهم هذا التصابي المقيت. وعند انقضاء فصل الصيف تكون القرارات قد اتخذت ومتاعب العائلة انطلقت وابتزاز الشباب لأسرهم وصل الى منتهاه وعندما تبدأ رحلة الأب في الاقتراض تكون الام قد انطلقت “للصايغي” “الذهاب”تعرض عليه “خرصة ..بدلة,,,حجر…مسايس… ذهب … فضة..” أي شئ” المهم الولد يخرج “وما يعملش ليّ شوها”هذا لسان حال جل الامهات ان لم نقل كلهن وكم من ام موّلت خروج ابنها البكر على حساب قوت بقية الاولاد ولما انتهى جثة هامدة في قاع المتوسط جابت الانهج تحدث المارة “اولادي راني قتلتو بيديا ..راني قتلتو بيديا” ..وبعد عام يزيد أو ينقص يكبرالحلم في ذهن بكر اخر وتبدأ قصة “حرقان” أخرى..وبالتالي مشروع مأساة ودموع وحرقة أخرى. عندما نلقي نظرة من فلول الجدار العازل لمأساة الظل في تونس سنعلم أن هذه المأساة وغيرها هي أصل حياة المواطن التونسي وأن الاستثناء هم شباب ستار أكاديمي والمراهقون الذين “فوترنت” بهم واجهات ستوديوهات الحصص الترفيهية بين رماح سفاح بني العباس… وجواري شهريار… واموال قارون … تضيق البلاد بشبابها وتنحسر احلامهم الى ضفاف البحر هناك على صخوره ورماله لا يفصل بين هذه الجموع والماء الا دفعة اخيرة تنجزها استفزازات العائدين من الخارج بعدها تجد الجموع نفسها بين أحضان البحر تصارع خيارين لا ثالث لهما الساحل …أو القرش. لن تكون هذه اخر المأساة على ما يبدو وليس هناك ضوء في اخر النفق بل هناك انفاق متفرعة حيث تدور في البلاد اخبار مفادها ان سماسرة الدم واللحم والشحم والعظم امتدت ايديهم الى قطاع التهريب …هذا التهريب الغريب أغرب من الخيال …تهريب العملة المحلية…أبناء الناس ..شباب البلاد ..وملح أرضها. .واجابة على تساؤلات كثير من الحيارى الذين بيحثون عن سر الغلاء الفاحش والمفاجئ “للحرقة” نقول أن اخبار شبه مؤكدة نقلت أن هذا القطاع الحيوي تم تأميمه لصالح المؤممين الجدد , وتسربت له عصابات المال العام وهي في طريق احتكاره كليا وربما راينا في قادم الايام صفقات قوارب لتجديد اسطول هذا القطاع ولا غرابة أن يظهرمن جديد اليخت المسروق كلاعب اساسي في مجال الحرقة , طالما أن الأمر منهم…وبهم… واليهم… ولهم …وليس عليهم ..شئ !!!.   الى اللقاء   (المصدر: المنتدى الكتابي بموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 27 سبتمبر 2007)

 

في ذكرى الآلام العظيمة.. جريمة الانفصال، وذكرى رحيل عبد الناصر

أي مستقبل لأمتنا و أي وطن نريد؟؟ 

 
“إن القومية العربية هي التي خلقتني لست أنا الذي أثيرها بل هي التي تحملني، إنها قوة هائلة و لست إلا أداتها المنفذة و لو لم أكن موجودا لوجد غيري، واحد، عشرة، ألفا يحلون محلي.. إن القومية العربية لا يمثلها رجل أو جماعة من الرجال.. إنها لا تتوقف على جمال عبد الناصر أو أولئك الذين يعملون معه. أنها كامنة في ملايين العرب الذين يحمل كل منهم مشعل القومية. إنها تيار لا يمكن مقاومته، ولا تستطيع أية قوة في العالم تدميره طالما احتفظ بثقته في نفسه”.جمال عبد الناصر بهذه الكلمات نتذكر و تذكر أمتنا اليوم رجلا من أخلص أبنائها و فارسا من أنبل فرسانها المقاتلين المقاومين، الذين ضحوا بجهدهم و فكرهم و حياتهم و دمائهم في سبيل أن تبقى هذه الأمة مرفوعة الرأس عالية الهامة بالغة العزة و الكرامة و الكبرياء بالرغم مما حيك و يحاك ضدها اليوم من خيانات و مؤامرات و عدوان. إن تاريخ 28 من سبتمبر 1970(ذكرى وفاة جمال عبد الناصر)لم يكن مجرد رحيل عادي.. إنما كان ذلك اليوم يوم جرح و حزن عميقين ودعت فيه الجماهير العربية وفي مشهد غير مسبوق قائدها الذي عاش من أجل أمته و استشهد في سبيلها. كما كان الشأن بالنسبة لكل أحرار العالم الذين رأوا فيه نصيرا و ناصرا لقضاياهم . و بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود(37 سنة) على رحيله فان جمال عبد الناصر يبقى، بلا منازع، شاغل الناس، و رمز العروبة و الوحدة و الوطن العربي الواحد، فهو الغائب الحاضر فينا على الدوام.. مازال يثير في  نفوس العرب و كل الأحرار في العالم،الأشجان والأحزان و الأمل و الرغبة في النصر و مازال يمشي بيننا كأنه على قيد الحياة مما يؤكد أن فكرة القومية و العروبة و الوحدة و الأمة الواحدة مازالت حية، و ستبقى حية على الدوام. إن الحديث في ذكرى الرحيل هذه و في هذه الظروف بالذات التي تمر بها أمتنا اليوم لا يمكن أن يكون مجرد إثارة للآلام و المشاعر بقدر ما هو تعميق للصبر و استدعاء للآمال ودعوة إلى الصمود و الاستبسال.. وحث على الفهم والعمل والاستفادة من كل تلك الدروس و المعارك التي خاضها جمال عبد الناصر بمعية جماهير أمته حتى قضى شهيدا في سبيلها. و لئن كان من الصعب على أي قارئ أو كاتب متخصص باحث في تجربة هذا الرجل أن يلم بكل جوانبها و تفاصيلها و صورها، فإنني و من موقعي كانسان عربي.. و كعينة من جماهير الأمة التي تربت على مبادئ و قيم هذا القائد الرمز سوف أحاول أن أبين و أستخلص بعض النقاط والدروس التي صار لها من الدلالة اليوم أكثر مما كان لها في الماضي. 1) الثقة بالنفس: لقد كان امتلاك الثقة بالنفس أو فقدانها احد المحاور الرئيسية التي دار عليها الصراع الإنساني عبر التاريخ كله.. فكان هناك دائما من يعظّم ثقته بنفسه ويفعّل العناصر المكونة لها و يرفع وتيرة أدائها، و هذا في حد ذاته يعد مدخلا إلى الانتصار و امتلاك الشرط الحاكم للنصر.. الذي يعد بدوره مدخلا رئيسيا لتحقيق أي ظاهرة عند هذه النقطة بالذات نستطيع أن نقول أن فقدان الثقة بالنفس هو شرط حاكم للهزيمة أيضا بمعنى أننا سوف نهزم- قطعا- عند النقطة التي نفقد فيها الثقة بأنفسنا و قدرتنا و إيماننا.. مهما كان الشكل الخارجي الذي نبدو عليه أو نحب أن نكون عليه أو الذي أريد لنا أن نكون عليه.. و أننا ننتصر- قطعا- عند النقطة التي يكون امتلاكنا لثقتنا بأنفسنا وقدراتنا قد وصل إلى أوجهه.(د. محمد يوسف- كتاب الناصرية ج1) لذلك ليس من باب الصدفة أن نقرأ في تلك المقولة التي جاءت في مقدمة هذا المقال إصرار عبد الناصر على تأكيد هذا المبدأ (مبدأ الثقة بالنفس)الذي هو في الأساس حالة معنوية يصح أن نسميها -الإرادة- تلك الإرادة التي  لا يمكن تدميرها بالصواريخ و الدبابات و لا تطالها طلقات الرصاص، ومن ثم فمن الممكن أن تخترق أجسادنا رصاصة لكنها لا تخترق في ذات الوقت إيماننا و إرادتنا بل إنها في ذات الوقت تستنهض هذه الإرادة و تعظمها و تستدعي التحدي الفطري في الإنسان، بمعنى آخر أننا و في كل الأحوال نستطيع أن نحتفظ بإرادتنا بمنأى عن التدمير المادي الذي إذا ما حاق بنا فان إرادتنا هي الشرط الحاكم لتجاوزه. 2)عقيدة المقاومة: إن عقيدة المقاومة لدى الشعب العربي عامة لا بد أن تتعامل مع الصراع العربي الصهيوني باعتباره مركز الدائرة و رأس العوائق على طريق التوحد العربي و تحقيق التنمية و بناء المشروع النهضوي القومي العربي المبتغى.. و طالما أن الإقليمية مازالت تحاصر الشعب بالقوة الباطشة و الحيل الخفية بالسجون و المشاريع الواهية تقوده من فشل إلى آخر و من هزيمة إلى أخرى و تستكثر عليه حتى لحظات الانتصار العابرة، وتحول دونه و دون دولته الواحدة بالوعود الكاذبة و البدائل الفاشلة، فان عقيدة المقاومة عند الشعب العربي عامة و لدى شعبنا في فلسطين خاصة لا بد أن تتعمق و تتصاعد أكثر، و في هذا الظرف بالذات.. فليس ثمة شريعة و لا تشريع و لا قانون في الكون كله يمكن أن يخول لأحد أن يطلب من شعب أن يوقع بالموافقة على وثيقة عبوديته و بيع وطنه و إنهاء كفاحه و وأد ثورته. التاريخ كله لم يعترف بمثل هذا المنطق..و لا اعترفت به الشعوب، بدءا من ثورة “العبيد” بقيادة “سبارتاكوس”  في العصور القديمة إلى عدم اعتراف الشعب العربي في الجزائر باحتلال و احتواء فرنسي دام 132 عاما إلى عدم اعتراف شعب جنوب إفريقيا بالاستعمار الاستيطاني البريطاني الذي ظل جاثما على أرضه أكثر من أربعمائة عام متواصلة حتى أصبح أمرا واقعا، إلى عدم انكسار الفيتنام أمام أكثر من ستمائة ألف جندي أمريكي مدججين بكل أنواع السلاح.. و كسرتهم بمقاومتها واضطرتهم للهروب و ليس الانسحاب ذعرا من انتقام المواطنين غير المسلحين، إلى عدم اعتراف أي من دول الحلفاء باحتلال القوات الألمانية لبلادهم و بيوتهم و إذلالهم بكل أنواع الذل و الاهانة.. و إصرارهم على تحرير بلادهم فحرروها، و وصولا إلى ما نراه اليوم من نهوض و صمود لطلائع المقاومة في فلسطين و لبنان و العراق الذي كسرت مقاومته الباسلة أنف العدو و مرغته في التراب. لذلك كله ليس أمام جماهير أمتنا من خيار سوى التمسك بخيار المقاومة عقيدة و نهجا حتى تحرير كل الأرض العربية المغتصبة. 3) وحدة الأمة في الضمير و الوجدان العربي: ليس من المصادفة أن يكون تاريخ نفس اليوم من نفس الشهر( مع اختلاف السنة) و لكن نفس العقد من الزمن الذي شهد رحيل عبد الناصر، هو نفسه التاريخ 28 سبتمبر1961 الذي تصاب فيه الأمة، بلوعة كبرى لا تقل إيلاما عن لوعة فقدانها لقائدها، كانت تلك جريمة الانفصال التي نفذتها فلول الإقليمية الخائنة..  فكانت تلك المؤامرة بمثابة الخنجر الذي طعن به أعوان و عملاء الاستعمار من الانفصاليين، حلم أمتنا و فارسها النبيل الذي ظل ينزف منذ ذلك التاريخ حتى رحل. و لكن بالرغم من كل تلك الآلام العظيمة، و بالرغم من كل تلك الخيانات  و بالرغم من كل ذلك التآمر.. و إكراما وإجلالا لكل الذين قاتلوا من أجل الوحدة العربية ومن أجل تحقيقها..        و للذين استشهدوا منعا لجريمة الانفصال. نقول إن الأمة باقية و الحلم باق.. ليس فقط رمزا معنويا في وجداننا العربي، لكنه خيار مستقبلي علمي و موضوعي صحيح لكسر قوى الاستعمار و أعوانه و إفشال مخططاته و مشاريع اغتصابه للأرض و الثروة و الإمكانيات العربية. يقول جمال عبد الناصر”إن الأمة العربية لم تعد في حاجة إلى أن تثبت حقيقة الوحدة بين شعبها، لقد تجاوزت الوحدة هذه المرحلة و أصبحت حقيقة الوجود العربي ذاته. يكفي أن الأمة تملك وحدة اللغة التي تصنع الفكر والعقل، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة التاريخ الذي صنع وحدة الضمير و الوجدان، و يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة الأمل التي تصنع وحدة المستقبل و المصير”. بهذه الكلمات العميقة حدد عبد الناصر نقطة الانطلاق الصحيحة لمفهوم الوحدة العربية “فالعرب أمة واحدة من حيث هي حصيلة تكوين اجتماعي من الأرض و الشعب، و حضارة متميزة هي حصيلة تاريخية متراكمة من تفاعل الشعب و الوطن، حقيقة لم تعد في حاجة إلى إثبات بمعنى أن النضال العربي لا يمكن أن يكون هدفه إلا تحقيق الوحدة العربية التجسيد السياسي لوحدة الوجود القومي ذاته.. من هذا المنطلق بات لزاما و واجبا على كل المناضلين و المقاومين الأحرار من أبناء أمتنا أن يبنوا أداة نضالهم القومي الصحيحة و أن يتسلحوا بالعزم و الإرادة و الإيمان في مواجهة هذا العدو الغاصب المدعوم امبرياليا، ومن كل قوى الاستعمار القديم الجديد في العالم و لا خيار للقوميين و الناصريين منهم على وجه الخصوص إلا أن يكونوا في طليعة هذه القوى، على خط النضال و المواجهة حتى يحرروا أمتهم و يساهموا في بناء مشروعها التحرري القومي الديمقراطي. 4) قضية فلسطين في المشروع التحرري العربي: أن الحديث في هذه النقطة بالذات يعد على قدر كبير من الأهمية و الخطورة في نفس الوقت “فالثورة الفلسطينية” التي واصلت قيادة الكفاح المسلح للشعب العربي في فلسطين(1-1-1965) حيث تفجرت شاراتها الأولى بدعم وتنسيق و تسليح كامل من عبد الناصر مستلهمة من تجارب أمتها، و مستفيدة من كل ذلك الرصيد و الزخم النضالي الذي عمّده الشعب في فلسطين منذ ظهور البوادر الأولى للاستيطان الصهيوني، و قدمت في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء و الآلاف من الجرحى و الآلاف من الأسرى و الآلاف من المهجرين و الآلاف من البيوت المهدمة و الآلاف من المزارع المجرفة نجدها اليوم و قد ارتطمت بالسد، سد الإقليمية في داخلها وحصار الإقليمية من خارجها، تفاوض من أجل “جيتو” لبعض من شعب فلسطين على بعض من أرض فلسطين (مشروع الدولة الذنب) و في المقابل يمارس عليها العدو و على كل أبناء الشعب العربي هناك كل أنواع الضغوط والحصار و القتل و الأسر و التدمير و التجويع و الإذلال و زرع الفتنة و التناحر بين فصائل المقاومة، وليس هذا الحديث انتقاصا و لا انتقادا من انجازات ” الثورة الفلسطينية” بل تذكير بما تذكير بما كان نبه إليه الفكر القومي و تأكيدا لصحته حيث حذر مبكرا من التقدم على الطريق المسدود الذي انتهت إليه اليوم منظمة التحرير و أداتها النضالية. يقول المفكر القومي الكبير د. عصمت سيف الدولة سيف الدولة: “إن تحرير فلسطين يمر عن طريق وحدة الأمة العربية مجسدة في وحدة قواها التحررية و لن تتحقق وحدة الأمة العربية إلا إذا توحدت قواها الثورية فتتحرر فلسطين و كل الأرض العربية المحتلة، إن بدائل الممكن قد استنفذت و لم يعد هناك مجال للتجربة و السفسطة”. في النهاية يفترض أن أكون قد أجبت على السؤال المعنون لهذا المقال (أي مستقبل لأمتنا.. و أي وطن نريد؟؟) أو على الأقل قد وضعت الإصبع على موطن الداء الذي يحول دون أن تتحول تلك التضحيات العظيمة التي تقدمها جماهير أمتنا.. إلى فعل عظيم في الواقع. ختاما ليس لي أبلغ من هذه الكلمات أنهي بها كما جاءت على لسان قائلها تحية إلى كل شهداء أمتنا و دعوة و استنهاضا لكل شرفائها و أحرارها: “إن مرحلة من كفاحنا قد انتهت، و مرحلة جديدة توشك أن تبدأ.. هاتوا أيدكم و خذوا أيدينا و تعالوا نبني وطننا العربي من جديد”. جمال عبد الناصر. فائزة عبد الله / صفاقس- تونس
28-09-2007 
 

 

قطار الضاحية الجنوبية: إيقاف 7 لصوص هاجموا الركاب بالسكاكــين وقــوارير الغـــــاز

 
* تونس ـ الشروق :   اقتحم تسعة شبّان عربة قطار الضاحية الجنوبية على مستوى محطّة رادس، مسلحين بقوارير غاز مشل للحركة وسكاكين، وهاجموا الركاب وسلبوهم أموالا وهواتف ومصوغا، وأصابوا أحدهم إصابة خطيرة بسكين. وقد نجح أعوان فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف في إيقاف سبعة من المهاجمين وتتواصل الأبحاث حثيثة لالقاء القبض على الإثنين الباقيين. وانتجت الأبحاث المجراة، أنّ تسعة شبّان من سكّان رادس جنوب العاصمة، تجمّعوا في المقاهي، واتفقوا على مهاجمة القطار وسلب الركاب. وفي حدود الواحدة ليلا وعلى مستوى محطة القطار برادس، ركبوا القطار وهاجموا إحدى العربات، حيث توزعوا بهدف منع ركاب تلك العربة من الهروب أو طلب النجدة، ثم أشهروا قوارير غاز مشل للحركة وسكاكين وهو ما أحدث رعبا وهلعا كبيرين بين الركاب وتمكنوا من افتكاك عدد من الهواتف وقطع المصوغ ومبالغ مالية متفاوتة. وحاول أحد الركاب التصدي، فتعرض إلى طعنة قوية على مستوى فخذه. وأفادت التحريات، أنّ راكبا في عربة مجاورة اتصل بأعوان شرطة النجدة، وبسرعة كبيرة انطلقت دوريات مشتركة بين فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف وشرطة النجدة ومركز الشرطة برادس وطوقت الدوريات القطار بصفة محكمة إلى أن توقف في المحطة، ونجح أعوان الأمن في إلقاء القبض على ثلاثة شبان، ومع ساعات الفجر الأولى ألقي القبض على أربعة آخرين، وصدر منشورا تفتيش في حق شابين آخرين، حيث أفضت التحريات إلى أن المهاجمين عددهم تسعة شبان. وقد تعرف عدد من المتضررين على المشتبه بهم وتم حجز جزء هام من المسروق وإعادته إلى أصحابه، وتتواصل الأبحاث حثيثة مع المشتبه بهم للكشف عن سرقات أخرى، في انتظار إحالتهم على أنظار القضاء.   * سليم العجرودي   (المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 سبتمبر 2007)

يزداد وزن الرجال والنساء 5 في المئة خلال شهر …

التونسيون في رمضان منزعجون من الازدحام والأسعار

 
تونس – الحياة       لا تُخفي الحاجة جميلة وهي تقف امام احد محلات السوق المركزية، كبرى اسواق اللحوم والخضار والفواكه وسط العاصمة التونسية، انزعاجها من الازدحام في السوق ورفع الاسعار والغش…   وتقول وهي تراقب البائع «ثالوث يزعجني في هذا الشهر الكريم: الازدحام وارتفاع الاسعار والغش».   ويرى علي النفاتي وهو مدرس كان يشق طريقه بصعوبة بين المشترين في السوق، ان «هذا التهافت على المشتريات مرده الاحساس بالحرمان بقية ايام السنة بسبب ارتفاع الاسعار وتدهور المقدرة الشرائية نتيجة ضعف الرواتب».   ويقدر معدل دخل الفرد السنوي في تونس بثلاثة آلاف دولار اي ما يعادل 250 دولار شهرياً. ويزيد استهلاك التونسي خلال شهر رمضان مرتين على الاقل.   وتؤكد وزارة التجارة ان « نسبة استهلاك اللحوم والدواجن تزيد في رمضان 38 في المئة والبيض 98 في المئة والحليب ومشتقاته 92 في المئة والخبز 30 في المئة. كما يتضاعف استهلاك الاسماك 4 مرات والتمور 6 مرات».   وامام هذا الافراط في الاستهلاك تسعى السلطات الى توفير حاجات مائدة رمضان والى الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب، واتخذت جملة من الاجراءات لمراقبة الاسعار والحد من ارتفاعها.   وخزنت وزارة التجارة قبل حلول شهر الصيام 72 مليون بيضة و35 مليون لتر من الحليب و300 طن من لحم الدجاج و800 طن من الزبدة و2000 طن من التمور.   وازاء ظاهرة الاستهلاك الاستثنائي هذه دعت المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك الى «تجنب مظاهر التبذير وظاهرة التخزين وتوخي الاعتدال في الاستهلاك اليومي واقتناء المواد الغذائية بكميات تتلاءم والحاجات الحقيقية للاسرة».   ويشهد شهر رمضان في تونس تغيير مهن الكثير من الباعة لتتلاءم مع حاجات المستهلك. فتتحول الكثير من المطاعم التي يتقلص عدد زبائنها الى محلات لبيع الحلويات التقليدية التي يقبل عليها التونسيون بكثرة خلال هذا الشهر الذي تستمر فيه السهرات العائلية حتى موعد السحور.   كما تتحول بعض الحانات التي يمنع عليها بيع الخمر طيلة شهر رمضان، الى فضاء لبيع الاجبان والفواكه او الى مطاعم «مستترة»» توفر وجبات سريعة لغير الصائمين خلال ساعات النهار. وتنشط في اماكن اخرى تجارة البخور والسجاد للصلاة نظراً إلى الاقبال الكبير على المساجد خصوصاً مساء لأداء صلاة التراويح. ويستغل بعض الباعة اقبال التونسيين على الشراء لرفع الاسعار والتلاعب بها او للبيع «المشروط».   وتنتقد منية الوصيف (ربة بيت) التجار الذين يرفعون الاسعار بلا رحمة، ويفرضون على الزبون اقتناء بضاعة اضافية عند شراء احد المنتوجات الغذائية المطلوبة في السوق.   ولئن بدت الحاجة جميلة مرتاحة لتوفر كل ما تحتاجه الا انها لم تخف حسرتها على ايام زمان حين كانت تستعد لشهر رمضان قبل حلوله بفترة على عكس ما هو حاصل اليوم في تونس.   وتوضح «في الماضي كان اغلب العائلات التونسية تحضر العولة (التموين الغذائي) قبل قدوم شهر رمضان تحسباً لأي طارىء» مشيرة الى ان «الفضاءات التجارية وان نجحت في كسب ود الزبون التونسي نتيجة ما توزعه يومياً من مطويات اشهارية في كل مكان الا انها غيرت كثيراً من عاداته وسلوكياته».   ولا يمر شهر رمضان من دون ان تخلف «موائده الدسمة» مشاكل صحية كثيرة فتنشط مراكز الاسعاف ليلاً ونهاراً.   وحذر الصادق قايجي رئيس قسم بالمعهد الوطني للتغذية من امراض السكري والمعدة والبدانة التي تطال النساء والرجال على حد سواء إذ يزيد وزنهم بمعدل 5 في المئة خلال شهر الصيام، على حد قوله.   غيــر ان كــل نــصائح الجمــعيــات والاطــباء والتوعية عبر وسائل الاعلام لم تتمكن حتى الآن من تخفيف اقبال الصائمين على «الزلابية والمخارق» (حلويات شعبية) وغيرها من الحلويات التي تكاد لا تغــيب عــن بيــت في سهرات تونس الرمضانية.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 سبتمبر 2007)
 

فيلم تونسي جديد يصور حياة المصلح الطاهر الحداد

 
خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا بتونس أفاد المخرج التونسي الفاضل الجزيري أنه سينطلق في تصوير شريط حول حياة المصلح التونسي الطاهر الحداد، الذي عاش في الثلاثينيات من القرن الماضي إلى جانب شخصيات أخرى عايشته.   كتبه نضال عبروق من تونس لمغاربية   يستعد المخرج المسرحي والسينمائي التونسي الفاضل الجزيري لتصوير شريط سينمائي جديد بعنوان “ثلاثون” حسبما كشفه في مؤتمر صحفي انعقد يوم 10 سبتمبر. ويسلط الفيلم الضوء على بعض الشخصيات السياسية والثقافية التونسية التي عاشت خلال فترة الثلاثينات وخاصة المصلح الطاهر الحداد.   ويعالج الشريط مسيرة المصلح التونسي الطاهر الحداد الذي أصدر كتابا يعتبر ثوريا في تلك الفترة حول تحرير المرأة بعنوان “إمرأتنا في الشريعة والمجتمع” الصادر سنة 1930 وهو من أهم الكتب التي دافعت عن حقوق المرأة وإصلاح المجتمع في تلك الفترة. وتتلخص أهم أفكاره في وربطه تقدم المجتمع بتقدّم المرأة وتحرّرها.   ووقال الجزيري ان التحضيرات لهذا الفيلم، استغرق ثلاث سنوات، للبحث في تاريخ الأحداث الصاخبة في تلك الفترة والغوص في التفاصيل الحياتية للشخصيات نظرا لغزارة الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفتها البلاد التونسية في فترة الثلاثينات.   وأضاف أن الفيلم يركز على “مسيرة المصلح الطاهر الحداد الذي واجه الفكر السلفي والاستعمار”. ولكن الفيلم أيضا يتطرق لحياة شخصيات مثل أبي القاسم الشابي ومحمد علي الحامي وآخرين. وأضاف وقال “أريد أن أعرف بشخصيات تونسية لم تجد حظها في التاريخ ولا يعرف أحد كيف كانوا يعيشون أو كيف كانت علاقاتهم”.   الكاتبة التونسية عروسية النالوتى التي شاركت في كتابة السيناريو، أشارت بالمناسبة إلى صعوبة العمل على أغلب أعلام الحركة الإصلاحية في تونس وخاصة جانب السيرة الذاتية لهؤلاء أي حياتهم اليومية وتفاصيلها الصغيرة.   وعن سؤال عن سبب قيام قال علي الجزيري، وهو ابن المخرج باختيار والده لشخصية حداد لتكون محورية في الفيلم “لأن والدي له عديد من نقاط التشابه مع حداد”.   وأضاف “هناك جانب من ردة الفعل على موجة التطرف التي تسود العالم، لكن ليس هو السبب الرئيس. لأن والدي انطلق في كتابة السيناريو منذ أكثر من 10 سنوات”.   ويعتبر الفليم من أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما التونسية بميزانية تتجاوز 2 مليون دينار تونسي. وكشف علي لمغاربية أن والده في البداية وجد صعوبة في الدعم للفليم. لكن فيما بعد قدمت وزارة الثقافة الدعم، إلى جانب المنتج العالمي طارق بن عمار والشركة التونسية للكهرباء و الغاز. وتعهد بن عمار بتأمين عملية ما بعد التصوير في مخابره الخاصة إلى جانب التلفزة التونسية التي ستقوم ببثه.   و يشار إلى أن الفاضل الجزيري عرف بعديد الأعمال المسرحية والسينمائية مثل “غسالة النوادر” و”عرب” ومسرحية “الحضرة”. وسيتم تصوير الفيلم باللغتين العربية والفرنسية وسيقع التصوير لأول مرة في تونس وفق مقاس 35 ملم.   و بشأن موعد عرض الفيلم، أفاد الجزيري أنه يأمل في أن يشارك فيلم “ثلاثون” في دورة مهرجان كان 2008.   (المصدر: موقع مغاربية (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 27 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/09/27/feature-03

حوادث الطرق في تونس مازالت مرتفعة

 
كشفت آخر إحصائيات رسمية تونسية تواصل ارتفاع معدل حوادث الطرقات رغم حملات التوعية التي تستهدف إعلام السائقين بأهمية سلامة الطرق.   كتبه منى يحيى لمغاربية من تونس   ترتفع في تونس خلال فصل الصيف معدلات حوادث الطرقات وتصل إلى مستويات عالية، يساهم فيها تكثف حركة المرور، بسبب النشاط السياحي، والثقافي وموسم الأعراس وعودة التونسيين المقيمين بالخارج وعوامل أخرى.   و في احدث الإحصائيات التي أصدرتها وزارة الداخلية التونسية حول حوادث المرور لسنة 2006 أفادت مصالح الحرس الوطني أن مجمل الحوادث خلال السنة المنقضية بلغت 10980 حادثا نتج عنها 1516 قتيلا و15147 جريحا مسجلة انخفاضا في عدد الحوادث بـ55 حادثا مقارنة بسنة 2005 .   و شهد الأسبوع الأول من شهر رمضان، وقوع 3 حوادث أليمة راح ضحيتها سائق حافلة كانت متجهة إلى مدينة نفطة الجنوبية و جرح قرابة أربعين شخصا من ركاب الحافلة. كما وقع حادث قاتل على مستوى الطريق الرابطة بين تونس و منطقة المرسى وحادث آخر توفي فيه رجل كهل و جرح 7 آخرون أحدهم في حالة خطرة عند اصطدام سيارة بسيارة أجرة.   وتؤكد الإحصائيات أن السرعة تمثل العنصر الأساسي من حيث خطورة الحوادث. وقد تسببت بنسبة 25.79% في المجموع العام للقتلى20.10% في المجموع العام للجرحى لسنة 2006.   ويحتل ضحايا حوادث الطرقات حيزا كبيرا في مستشفى القصاب بتونس، وهو مستشفى متخصص في حوادث السير.   و يقول أحد الموظفين بالمستشفى لمغاربية إن قرابة 30% من الوافدين عليه هم من ضحايا حوادث الطرقات وتختلف الإصابات حسب درجة الخطورة لكن غالبا ما تخلف إعاقات أو عاهات جسدية على حد قوله.   وتطلق الحكومة التونسية طوال فصل الصيف بالتعاون مع الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات حملة توعية تحت عنوان “صيف بلا حوادث” يشارك فيها متطوعون من أعمار مختلفة ينتشرون على الطرقات السريعة ونقاط التقاطع لتوزيع العديد من المطويات والملصقات التي كُتب على بعضها “السرعة تقتل”. إحدى المتطوعات وهي طالبة، تقول “أشارك كل سنة في هذه الحملة، وقد لاحظت أن هناك وعي بخطورة الطريق، فعلى سبيل المثال الكثيرون أصبحوا يضعون حزام الأمان. لكن أمامنا عمل طويل وخاصة بين صفوف الشباب” .   ويتكاثف تواجد أعوان المرور على الطرقات والمفترقات. كما ترتفع وتيرة مراقبة السيارات خاصة القديمة منها.   غير أن تواصل ارتفاع معدلات الحوادث دفع الكثيرين إلى القول إن هناك تساهل في التعامل مع المخالفين.   ومن بين مظاهر عدم احترام قوانين الطرقات في تونس عدم احترم الأولوية والتوقف في الضوء الأحمر والسياقة في حالة السكر.   ويقول ياسر حمودة، وهو متقاعد، “أكثر ما يثير الاشمئزاز في الصيف هو السرعة الجنونية وشرب الجعة داخل السيارات. هؤلاء لا يخاطرون بحايتهم فحسب بل أيضا بحياة الآخرين”.   (المصدر: موقع مغاربية (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 27 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/09/27/feature-02


 
كتاب للهادي البكوش عن بورقيبة والعلاقات المغاربية

قراءة من الداخل لمسيرة الحزب الدستوري وبناء الدولة الحديثة

 
تونس الصباح : صدر مؤخرا عن مركز النشر الجامعي كتاب من 331 صفحة  عن ” الاستعمار والمقاومة الوطنية في تونس والمغرب الكبير “للاستاذ الهادي البكوش الوزير الاول في الحكومة الاولى للتغيير ومدير الحزب الاشتراكي الدستوري والوزير في العهد السابق.   الكتاب ـ الذي اختار له صاحبه عنوان “إ ضاءات ” ـ تضمن مجموعة من المحاضرات التي سبق ان ألقاها الاستاذ الهادي البكوش في مناسبات سياسية متفرقة عن المسيرة النضالية للزعيم الوطني والرئيس السابق الحبيب بورقيبة وعن الكفاح ضد الاحتلال الأجنبي في بلدان شمال افريقيا وعن مسيرة بناء الاتحاد المغاربي..   وقد تراوح أسلوب الكتاب بين الشهادات والقراءة السياسية للاحداث وتقديم وجهات نظر حول المستجدات والقضايا الاستراتيجية مثل بناء الاتحاد المغاربي والفضاء الاوربي المتوسطي..   نزاهة الكاتب برزت منذ الصفحة الثانية للمؤلف إذ أقر بكونه أقحم في كتابه “الذكريات الشخصية” وانه عبارة عن “شهادات مناضل جرته الاقدار ودفعته الصدف إلى معايشة أحداث حاسمة في تاريخ الحركة التحريرية الوطنية ومراحل بناء الدولة الحديثة..”   واستبق البكوش الاقلام والسياسيين الذين قد ينتقدون كتابه وشهاداته بان اكد على الصبغة الذاتية لكتاب الشهادات فكتب في مقدمته: “قد أكون متأثرا بالمحيط الذي ترعرعت فيه وبالمسؤوليات التي كنت تقلدتها” قبل أن يؤكد تمسكه بعدة ثوابت منها الوطنية والاخلاص لتونس ورجالاتها البررة  قائلا: “رغم ما أصابني من أذى كان لبطانة الزعيم بورقيبة دور كبير فيه وقد تحملته صابرا”.   فلسفة بورقيبة   ومن بين الأفكار الرئيسية التي كانت خيطا رابطا في محاضرات الهادي البكوش وكتابه تأكيده على منهجية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وفلسفته السياسية في التعامل مع الاستعمار بوضوح: عدم الخلط بين فرنسا الاستعمارية وفرنسا الحداثة.. بين سلطات الاحتلال والشعب الفرنسي.. بين الحكومة المتجبرة في البلاد التي استعمرت تونس ومواطنيها..   في نفس الوقت أكد الكاتب على تمسكه برؤية شاملة معارضة للاستعمار بابعاده الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية..   في هذا السياق اعتبر الكاتب أن فرنسا الاستعمارية شهدت “تحالفا متينا وتعاونا وثيقا بين السلطة الاستعمارية الفرنسية والكنيسة”.. وأن “فرنسا باشرت في إفريقيا ـ شمالها وجنوبها ـ دور حارس المسيحية الأول خارج حدودها رغم طابعها اللائكي في الداخل”.   تعطيل مسيرة الاستعمار..   وفي قراءة لتطور الصراع بين الوطنيين في شمال افريقيا والمستعمرين قدم البكوش قراءة اعتبرت أن الصراع تطور من مرحلة “تعطيل” المستعمرقبل تحقيقه انتصارا عسكريا.. يسبب اختلال ميزان القوى لصالحه.. ثم الصراع السياسي والشعبي والعسكري معه وصولا إلى الانتصار عليه.. “بعد جهاد طويل فيه معاناة وتضحية وجرأة”.   وحرص البكوش في هذا السياق على أن يربط بين نضالات الامير عبد القادر والباي أحمد في الجزائر وعبد الكريم الخطابي في المغرب وعلي بن خليفة النفاتي في تونس وعمر المختار في ليبيا.. ضمن منهجية كشفتها جل فقرات الكتاب تنطلق من وحدة شعوب شمال افريقيا وساستها الوطنيين وإن اختلف المستعمرون وتعددت أشكالهم..   اختلال موازين القوى   في المحاضرة الثانية في الكتاب ـ كما في فقرات مختلفة من بقية المحاضرات ـ قدم البكوش قراءة لتطور مسيرة المقاومة الوطنية للاستعمار.. بدءا بالمرحلة من الكفاح العسكري والسياسي الذي شاركت فيه كل الجهات وأغلب العروش والقبائل.. بالرغم من كون المقاومة الوطنية المسلحة ” كانت مقاومة شجاعة ولكنها مرتجلة تعوزها العدة وينقصها التنظيم”.   وتوقف الكاتب عند اشكال من مواجهات الوطنيين للاحتلال منذ حوادث الجلاز والتراموي في 1911 و1912 والى دور الوطنيين بقيادة حركة الشباب التونسي والحزب الدستوري الاول بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي وصولا الى الدور الحاسم الذي لعبه “الديوان السياسي” الذي انشق عن الحزب بزعامة محمود الماطري والحبيب بورقيبة في مارس 1934.. ثم قاد الكفاح السياسي والميداني حتى الاستقلال في 1956..   البعد المغاربي   ومن بين العناصرالمهمة في الكتاب انه لم يتوقف عند مرحلة اعلان الاستقلال عن فرنسا في 1956 بالنسبة لتونس والمغرب و1962 بالنسبة للجزائر بل خصص مساحة كبيرة لمرحلة بناء الدول الحديثة وخاصة لتقديم مسيرة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة السياسية والثقافية والتنموية حتى تحقيق التغيير واستلام مقاليد الامور من قبل مساعده الاول الوزير الاول في نوفمبر1987 الرئيس زين العابدين بن علي الذي خصه الكاتب بعبارات تقدير كبيرة واعتبره امتدادا للزعيم الراحل وخير مؤتمن على مستقبل تونس.   كما حاول الكاتب ان يتجاوز الخاص إلى العام ليستعرض صفحات مضيئة مغاربيا برزت فيها محاولات جادة لبناء الاتحاد المغاربي والفضاء المغاربي المتوسطي. وفي هذه الفقرات نوه البكوش خاصة بالدور الذي لعبته تونس وقيادتها طوال عقود وخاصة بالدورالنشيط الذي قام به الرئيس زين العابدين بن علي قبل قمة مراكش التي أسست الاتحاد المغاربي 1989 وبعدها الى جانب دوره في انجاز اول قمة لمجموعة 5+ 5 بتونس في 2003..   من الحكم الذاتي الى الاستقلال التام   لكن من بين أكثر فصول الكتاب دقة وقابلية لإثارة الحوار والجدل الفصل الذي جاء تحت عنوان “من الاستقلال الداخلي إلى الاستقلال التام” وتطرق فيه البكوش إلى معارضي اتفاقية الحكم الذاتي بين بورقيبة وباريس وإلى الخلافات التي برزت منذ موفى 1954 بين الزعيمين صالح بن يوسف والحبيب بورقيبة وأنصارهما..   الكاتب قدم في هذا الفصل قراءة حاول في الجزء الأول منها أن يكون محايدا فتعرض إلى نقائص نص اتفاقية الحكم الذاتي وبرر ضمنيا وجود معارضين وطنيين لها بزعامة بن يوسف الامين العام للحزب..   لكن الهادي البكوش الذي عايش تلك المرحلة بصفته مناضلا دستوريا ومن رموز الدستوريين الشباب بسوسة الذين انضموا الى صف بورقيبة منذ البداية انحاز في كتابته بسرعة لبورقيبة ضد وجهة نظر بن يوسف وانصاره رغم اقراره بالمنطلقات الوطنية للجانبين..   مرحلة قمع المعارضة الاولى   وإذا كان الفصل الخاص بمسيرة بورقيبة (وهو محاضرة ألقيت في مائوية بروقيبة في الذكرى الثالثة لوفاته) كرس تداخل الابعاد الشخصية والسياسية الموضوعية في علاقات البكوش ببورقيبة، باسلوب تغلب عليه العاطفة واللغة الوجدانية أحيانا، فان ما نشرعن الخلافات بين بن يوسف وبورقيبة قد يمثل المدخل الايسر لنقد كتاب البكوش من قبل المؤرخين المحايدين.. فضلا عن الساسة والمثقفين الذين شكلوا تيار المعارضة الاولى لمسار بورقيبة أو انحازوا الى الزعيم صالح بن يوسف ولا يزال بعضهم على قيد الحياة رغم السنوات الطوال التي قضوها في سجون العهد السابق وما تعرضوا له من اضطهاد وقمع خاصة في مرحلة “الفتنة” التي سبقت اغتيال بن يوسف في ألمانيا من قبل شخصين تبناهما بورقيبة في خطاب علني..   المسكوت عنه   ورغم الملاحظات النقدية الكثيرة التي يمكن أن توجه إلى كتاب “إضاءات” فان من مميزاته أسلوبه الشيق ومنهجيته التي تعمدت غض الطرف عن كثير من القضايا “المسكوت عنها”.. بما في ذلك بعض الاحداث المهمة جدا التي واكبها الهادي البكوش عن قرب أو ساهم في صنعها.. لما كان واليا في عشرية أحمد بن صالح أو مكلفا بمهمة في ديوان الوزير الاول الهادي نويرة أو مديرا للحزب في حكومة محمد مزالي أو وزيرا في حكومة رشيد صفر ثم وزيرا اول وأمينا عاما للحزب (ثم للتجمع) بعد التغيير..   الهادي البكوش استبق كل الملاحظات النقدية بالتأكيد على الصبغة الخاصة والذاتية لفقرات مهمة في الكتاب وللشهادات.. لكن هذا الاقرار لا يقلل من أهمية بعض ما قد يوجه الى الكتاب والكاتب من نقد حول المضمون والشكل.. لا سيما عندما تناول الخلافات بين بورقيبة وكل خصومه ومعارضيه.. في مرحلتي الكفاح ضد الاحتلال المباشر وبناء الدولة العصرية..    القراءة النقدية   ولا شك أنه يحق لكاتب سياسي في حجم الهادي البكوش أن يكون له موقف منحاز لزعيم كبير عمل معه طوال عقود مثل الحبيب بورقيبة، لكن ما قد لا يقبله المؤرخون منه هو تبنيه شبه الكلي لبعض مقولات الزعيم الراحل التي ثبت خطؤها تاريخيا مثل الدور الوطني للزيتونيين (طلابا واساتذة منذ 1911) ومساهمات المنظمات والهيئات غير المنتمية للحزب وقيادة “الحزب القديم” (ورموزه).. ثم دور الزعماء والوطنيين الذين عارضوا أول الامر بورقيبة واتفاقية الحكم الذاتي.. وحقيقة ما تعرضوا له من تعسف (رغم تورط بعضهم في محاولة اغتيال بورقيبة وفي اعمال عنف بشعة دبروها ضد انصاره)..   من جهة أخرى كان الكتاب يقدم اضافة أكبر لو قدم قراءة نقدية (وإن كانت موجزة) لمسيرة الرئيس بورقيبة وبعض أخطاء “بطانته” طوال العقود الثلاثة من حكمه.. وخاصة في السبعينات والثمانينات لما استفحل المرض ببورقيبة فدخلت البلاد مرحلة قطيعة جزئية حينا وشاملة حينا آخر بين السلطة والشباب والنخب فتراكمت المخاطر.. وفي هذا السياق جاءت حكومة التغيير برئاسة الرئيس بن علي ـ والتي تولي البكوش الوزارة الاولى فيها ـ رافعة شعار الانقاذ والاصلاح..   ومهما ستختلف التقييمات لهذا الكتاب فإن قراءته ضرورية ومفيدة خاصة لان صاحبه ساهم في صنع تاريخ تونس وشارك في كثير من الاحداث التي تتطرق لها ـ على طريقته ـ.. مع تميزه بالتركيز على عدد من الثوابت أهمها الوطنية والولاء لتونس وربط مصيرها بانجاح بناء الاتحاد المغاربي.. كمال بن يونس   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 28 سبتمبر 2007)


بداية من سنة 2049: عدد الوفيات في تونس سيفوق عدد الولادات بلوغ 10 ملايين و296 ألف ساكن في أفق سنة 2104

 
تونس – الصباح   معطيات إحصائية طريفة عن الإسقاطات السكانية في أفق سنة 2104 استقيناها من المعهد الوطني للإحصاء الذي أصدر مؤخرا نشرية حول الإسقاطات السكانية.. وورد فيها أن حجم السكان وهيكلتهم يتغير حسب الخصائص الديمغرافية ببطء حيث لا تبرز التغيرات العميقة إلا على المدى البعيد.   وحتى لا يتم تقدير الإجراءات التي يمكن اتخاذها على المدى القصير والمتوسط فمن المفيد القيام بعملية الإسقاطات السكانية على المدى البعيد جدا.   كما تعتبر خصوبة المرأة التونسية في السنوات القادمة العامل الأهم في تطور عدد السكان خلال القرن الحالي وقد أنجزت هذه الإسقاطات إلى أفق سنة 2104 أي على مدى قرن من تاريخ آخر تعداد للسكان والسكنى حسب الفرضية القاضية بانخفاض معتدل لمعدل الخصوبة مع استقرارها في أفق سنة 2104 في المستوى الذي ستبلغه سنة 2024 أي في حدود 1 فاصل 75.   أما تطور الوفيات التي تبقى أقل تأثيرا من الخصوبة فيفترض أن تستمر في نسق انخفاضي ليبلغ مؤمل الحياة عند الولادة 82 فاصل 5 عاما سنة 2104.   وبالنظر إلى فرضيات التطورات المستقبلية لعناصر النمو الديمغرافي إلى أفق سنة 2104 يمكن الإشارة إلى أن المؤشر التأليفي للخصوبة سيتغير من اثنين فاصل صفر اثنين سنة 2004 إلى 1فاصل 75 سنة 2034 وهو نفس الرقم المفترض خلال سنوات 2049 و2069 و2089 و2104.   وبالنسبة لنسبة وفيات الرضع فقد بلغت 20 فاصل 6 بالألف سنة 2004 ويفترض أن تكون في حدود 8 بالألف سنة 2034 و7 فاصل 6 بالألف سنة 2049 و7 بالألف سنة 2069 و6 فاصل 5 بالألف سنة 2089 و6 بالألف سنة 2104.   ومن خلال نتاج الإسقاطات يتبين أن عدد السكان سيبلغ أعلى مستوى له بقرابة 13 مليون ساكن خلال سنة 2049 لينخفض بعد ذلك حيث سيفوق عدد الوفيات عدد الولادات وهناك فرضية بأن يبلغ عدد السكان سنة 2069 نحو 12 مليون و273 ألفا وسيكون عدد الولادات في حدود 122 ألفا و900 نسمة وعدد الوفيات 181 ألفا و400 نسمة.. وفي سنة 2089 سيكون عدد السكان 11 مليونا و170 ألف نسمة وسيبلغ عدد الولادات 109 آلاف و500 نسمة وعدد الوفيات 166 ألفا و100 نسمة. ويقدر عدد السكان حسب هذا السيناريو بنحو 10 ملايين و296 ألف ساكن في أفق سنة 2104 ويبلغ عدد الولادات 102 آلاف و100 نسمة وعدد الوفيات 157 ألف و500 نسمة..   وتشير الإسقاطات السكانية إلى أن نسبة النمو الصافي للسكان ستتقلص تدريجيا وبعد أن بلغت 1 فاصل صفر 8 بالمائة سنة 2004 يفترض أن تصل إلى صفر فاصل 35 بالمائة سنة 2034 وإلا صفر فاصل صفر اثنان سنة 2049 وإلا صفر فاصل 48 سنة 2069 وإلا صفر فاصل 51 سنة 2089 وإلا صفر فاصل 54 سنة 2104.   مؤمل الحياة عند الولادة   حسب الإسقاطات السكانية يفترض أن يشهد مؤمل الحياة عند الولادة تطورا تدريجيا فبعد أن بلغ 73 فاصل 4 عام سنة 2004 يفترض أن يصل إلى 80 عام سنة 2034 و80 فاصل 6 عام سنة 2049 و81 فاصل 3 عام سنة 2069 و82 عام سنة 2089 و82 فاصل 5 عام سنة 2104.   ويذكر أن هذه الإسقاطات السكانية تنبني على أساس المعطيات الجديدة التي وفرها التعداد العام للسكان والسكنى سنة 2004 وعلى فرضيات تتعلق بتطور العناصر الأساسية للنمو الديمغرافي كالولادات والوفيات والهجرة وتبقى نتائجها ومدى تطابقها مع الواقع مرتبطة ارتباطا وثيقا بالفرضيات التي تمت على أساسها الإسقاطات.   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 28 سبتمبر 2007)

ركود السياسة بالمغرب العربي يثير مخاوف من عدم الاستقرار

 
الجزائر (رويترز) – تثير التفجيرات الانتحارية في الجزائر القلق بشأن الاستقرار على المدى البعيد في منطقة شمال أفريقيا حيث يمنح الركود الاقتصادي والسياسي فرصة لتنظيم القاعدة لاشاعة الاضطرابات الى الجنوب من أوروبا. ولا يرصد كثير من المحللين أي خطر على المدى القريب يهدد الحكام الذين يحكمون قبضتهم بشدة على المنطقة التي تحصل أوروبا منها على 20 في المئة من وارداتها من الغاز وترسل لها ملايين السائحين كل عام. كما من غير المتوقع اندلاع أعمال تمرد واسعة النطاق مثل التي هزت الجزائر وهي عضو بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) خلال التسعينيات. لكن خبراء يقولون ان الانصراف الشعبي عن شؤون السياسة الرسمية وضآلة فرص العمل قد يمنح المتمردين الاسلاميين في الجزائر الذين تضاءل عددهم لكن زادت جرأتهم الفرصة لتوسيع نطاق أنشطتهم لتشمل تونس والمغرب وليبيا. ويكمن الخطر في أن تساعد المشاكل الاجتماعية المتفاقمة الجماعات المسلحة على أن تجند المزيد من الشبان لتنفيذ هجمات انتحارية من النوع الذي أدى الى مقتل عشرات من الاشخاص في الجزائر هذا العام. ومثل هذا التوجه من شأنه أن يزعزع الثقة في منطقة تحاول استمالة المستثمرين وتعزيز التجارة الاقليمية ومنح الامل للناس. وبالنسبة لعبد السلام سلمان وهو عاطل عن العمل تخرج حديثا من الجامعة ولعشرات الاف من شباب المغرب العربي فقد يكون الحل هو التسلل الى أوروبا على متن قارب كمهاجرين غير مشروعين وليس الارهاب. وقال سلمان “أحتاج وظيفة ومنزلا.. أشياء أساسية لحياة كريمة…مغادرة البلاد بأي وسيلة هو الحل بالنسبة لي.” ولطالما اعتبرت الفجوة في المنطقة بين الحكام والمحكومين مصدر خطر. وفي مقال نشر عام 2005 كتب جون بيير انتليس الخبير الامريكي في شؤون المغرب قائلا “الارهاب هو أحد نتائج الفشل في اصلاح واعادة هيكلة الشؤون السياسية بمنطقة المغرب بشكل جذري.” وشهدت الجزائر هذا العام أول تفجيرات انتحارية كما تراجعت نسبة الاقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية بالجزائر والمغرب الى 35 و 37 في المئة وهي معدلات متدنية بشكل قياسي الامر الذي أثار مخاوف قديمة بشأن عواقب فرض قيود على الحياة السياسية. وكثفت تونس وليبيا مراقبة الاسلاميين. وقال المحلل السياسي الجزائري محمود بلحيمر ان الناس في المنطقة تعتقد أنه لا جدوى من التصويت لان لن يكون له أي تأثير على حياتهم اليومية. وأضاف أن الامن في المنطقة معرض للخطر ولا يمكن ضمان الاستقرار على المدى البعيد دون الانفتاح على الديمقراطية. وبسبب القلق على المنطقة اقترحت فرنسا تشكيل ما يسمى باتحاد دول البحر المتوسط الذي سيعمل على التنسيق بين الدول في قضايا الهجرة والإرهاب والتنمية الاقتصادية. وهناك فروق شاسعة بين دول شمال أفريقيا فالنظام السائد في ليبيا منذ ثلاثة عقود هو نظام الحكم الجماهيري دون أحزاب سياسية في حين تحكم العائلة المالكة المغرب منذ أربعة قرون وكان زعماء يدعمهم الجيش هم النمط السائد في الجزائر منذ 45 عاما. ورغم أن الجزائر وليبيا من الدول المنتجة للنفط والغاز فهما ضعيفتان اقتصاديا فيما عدا ذلك. أما المغرب وتونس فعلى الرغم من افتقارهما لمصادر الطاقة فلديهما قطاع خاص متنوع يثير إعجاب المستثمرين الأجانب. لكن أوجه التشابه كثيرة أيضا مثل نسب البطالة المرتفعة وضعف الانتاج الاقتصادي والقيود على المشاركة السياسية وتواضع مستوى التعليم والبيروقراطية وضآلة مستويات التجارة في المنطقة. وقال بلال تليدي وهو محلل سياسي وأستاذ جامعي مغربي إن أكثر التهديدات خطورة على منطقة المغرب لن ينبع من الإرهاب بل من القضايا الاجتماعية مثل الاحتياجات الاساسية والقوة الشرائية للمواطنين العاديين. أما المعارض التونسي رشيد خشانة فقال “منع الاحزاب السياسية من رعاية الشبان سيجعل من السهل على المنظمات الإرهابية تجنيد الشبان.” وقبل عدة أعوام بدت الأوضاع مختلفة. فقد كان الإصلاح الاجتماعي في المغرب ورفع العقوبات الغربية عن ليبيا من العلامات على أن المنطقة كانت تتجه نحو عهد جديد من الاستقرار. وفوق كل ذلك بدا أن الاضطرابات في الجزائر التي راح ضحيتها زهاء 200 ألف شخص منذ عام 1992 تنحسر. وساعد الجيش في قمع تمرد إسلامي بدأ عام 1992 عندما ألغى الحكام المدعومون من الجيش الانتخابات التشريعية التي كان من المقرر أن يفوز فيها حزب إسلامي متشدد. واستطاعت الحكومة أن تحمل عشرات الالاف من المتمردين على تسليم سلاحهم بعروض عفو متكررة. لكن استخدام المتمردين للتفجيرات الانتحارية واسم القاعدة زاد التوتر من جديد. وقال ولفرام لاتشر من مجموعة السيطرة على المخاطر الاستشارية “الحكومة تجتذب المعارضين بتوزيع عائدات النفط والغاز. هذا عامل مهم يمكن النظام من العمل.” وفي المغرب حيث تتمتع العائلة المالكة بشعبية كبيرة يقول النشطاء المؤيدون للديمقراطية إن الخبراء الذين تعينهم الملكية هم الذين يمسكون بزمام السلطة. وشهد المغرب ايضا تفجيرات انتحارية. ورغم أن مستوى التعليم في تونس هو الأفضل في شمال أفريقيا وطبقتها المتوسطة هي الأكبر تتهم جماعات حقوقية الحكومة بأنها تدير دولة بوليسية. وتنفي الحكومة ذلك. وبدأ الزعيم الليبي معمر القذافي أشهر حكام المنطقة الذي يقود ليبيا منذ الاستيلاء على السلطة في انقلاب عام 1969 في تحرير الاقتصاد ببطء لكنه يقول إنه لا مجال للإصلاح السياسي. وتستبعد حكومات المغرب منح أي دور لمن “يتلاعب بالدين لأهداف سياسية” وهو مصطلح يستخدم بكثرة في الإشارة إلى الجماعات الاسلامية. ويقول منتقدون إن ذلك ببساطة يدفع الإسلاميين إلى التفكير في استخدام العنف كطريقة لاسماع أصواتهم. وكتب المحلل الجزائري عبيد شارف قائلا إن من غير المجدي محاربة “الإرهابيين” إذا لم يتم التعامل مع الاسباب التي تؤدي لظهورهم. وأضاف أنه من دون إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي فستتوفر العوامل لتجدد العنف. من الامين الشيخي    (شارك في التغطية الامين الغانمي في الرباط وطارق عمارة في تونس)   (المصدر: موقع “سويس انفو” (سويسرا) بتاريخ 27 سبتمبر 2007، نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

مصر: احتجاب 15 صحيفة مستقلة ومعارضة

 
القاهرة – الحياة       بدا أمس أن المواجهة بين الصحافيين والحكم في مصر تتجه إلى تصعيد، إذ قرر رؤساء تحرير 15 صحيفة مستقلة ومعارضة الاحتجاب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، احتجاجاً على الأحكام بحبس خمسة منهم باتهامات أبرزها إهانة الرئيس حسني مبارك ورموز الحزب «الوطني الديموقراطي» الحاكم. وأشادت نقابة الصحافيين بالقرار واعتبرته «رداً على العدوان على حرية الصحافة».   ودعت نقابة الصحافيين «القوى الحية من أحزاب وقوى سياسية ومجتمع مدني ومثقفين ومبدعين وأصحاب الرأي إلى التحرك مع الجماعة الصحافية لمنع تنفيذ الهدف الخبيث المتمثل في إلغاء هامش حرية التعبير». وأكدت في بيان أمس شروعها «في تفعيل كل الإجراءات والفعاليات الاحتجاجية والديموقراطية التي أقرها الاجتماع المشترك بين مجلس النقابة وكبار الصحافيين ورؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية»، في إشارة إلى التهديد بالاحتجاب وتنظيم الاعتصامات. وأشار البيان إلى أن «النقابة استقبلت بمزيج من الغضب والصدمة نبأ إحالة (رئيس تحرير صحيفة «الدستور») إبراهيم عيسى على محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، ما يعني تنفيذ الحكم فوراً ومن دون استئناف».   وكان رؤساء تحرير 15 صحيفة مستقلة وحزبية، أبرزها «المصري اليوم» و «العالم اليوم» و «البديل» و «الدستور» و «صوت الأمة» و «الفجر» و «الأهالي» و «العربي» و «الوفد» و «الكرامة»، اجتمعوا مساء أمس في مقر «العربي» للبحث في كيفية الرد على الأحكام بحبس نحو عشرة صحافيين، بينهم خمسة رؤساء تحرير. وطالبوا النقابة باتخاذ الإجراءات اللازمة لعقد جمعية عامة طارئة لاتخاذ إجراءات «مواجهة ما يجري من تصعيد حكومي».   ورأى عضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي أن قرار الاحتجاب هو «خطوة احتجاجية قابلة للتصعيد ضد التعسف الحكومي». وقال لـ «الحياة» إن «الدولة أصبحت تحرض على الصحف المستقلة والمعارضة وصحافييها في وسائل الإعلام الحكومية، ولذلك قرر الزملاء تنفيذ الاحتجاب للتحذير. وإذا استمرت الدولة في تصعيدها، سنحتجب لمدد أطول حتى نكشف حال الحريات في مصر، ونترك الساحة للمنشورات الحكومية».   ورداً على سؤال عن تأثير قرار الاحتجاب على عمل لجنة متابعة الأزمة التي شكلتها النقابة للتفاوض مع الحكم، اعتبر فهمي أن «لا معنى لاستمرار الحوار»، مشيراً إلى أن «الدولة باتت تنظر إلى حرية الصحافة كالمخدرات والإرهاب، والدليل أن رئيس تحرير جريدة الدستور أحيل على محكمة أمن الدولة العليا طوارئ لمحاكمته في الاتهامات بترويج إشاعة مرض الرئيس، ما يعني أن الحكم سيصدر سريعاً وسينفذ فوراً (…) وهو أمر يحدث للمرة الأولى منذ أكثر من عشرين عاماً».   ويأتي قرار الاحتجاب بعد أكثر من عام على احتجاب 28 صحيفة مستقلة ومعارضة في تموز (يوليو) 2006، احتجاجاً على قانون كان ينظره البرلمان في ذلك الحين رأى الصحافيون أنه «يضيف قيوداً جديدة على حرية التعبير».   وخلال أقل من شهر صدرت أحكام بحبس نحو عشرة صحافيين، بدأت برؤساء تحرير صحف «الدستور» و «صوت الأمة» وائل الإبراشي و «الفجر» عادل حمودة و «الكرامة» عبدالحليم قنديل، سنة وتغريمهم 20 ألف جنيه بتهمة إهانة مبارك ورموز الحزب الحاكم. وبعد أقل من أسبوعين قضت محكمة بحبس رئيس تحرير صحيفة «الوفد» المعارضة أنور الهواري وصحافيين في الجريدة بتهمة إهانة القضاة.   وقررت محكمة جنح العجوزة حبس الإبراشي ورئيس مجلس إدارة «صوت الأمة» عصام إسماعيل فهمي والصحافيين آلاء موسى ورضا عوض ومنال عبداللطيف، لاتهامهم بسب وقذف رجل أعمال يدعى علي محمد إبراهيم. وقال محامي الصحافيين عصام عيسى لـ «الحياة» إن المحكمة حددت 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل موعداً للنظر في طعن قدمه الدفاع. واعتبر الإبراشي أن «هناك ميليشيات من المحامين يقيمون دعاوى حسبة سياسية بدل المسؤولين». وطالب بتشكيل «لجنة قانونية للتصدي لدعاوى الحسبة السياسية وملاحقة محركيها».   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 سبتمبر 2007)

الجزائر: إعتقال حسان حطاب مؤسس «الجماعة السلفية»

 
لندن – الحياة       أكدت مصادر جزائرية مطلعة اتصلت بها «الحياة» من لندن أن أجهزة الأمن الجزائرية أوقفت قبل أيام حسان حطّاب مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحوّلت مطلع هذا العام الى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وامتنعت المصادر عن كشف سبب توقيف حطاب في ضاحية حسين داي بالعاصمة في 22 أيلول (سبتمبر) الجاري خلال حضوره إفطاراً رمضانياً مع عدد من المقاتلين السابقين في الجماعات المسلحة الذين تخلّوا عن العمل المسلح في السنوات الماضية. لكنها قالت أن اعتقاله الذي أوردته صحيفة «اليوم» المحلية ولم يمكن تأكيده سوى أمس، مرتبط بتحقيقات تُجريها أجهزة الاستخبارات في شأن خلايا مسلحة ناشطة في البلاد. وليس واضحاً كون حطاب على علاقة بهذه الخلايا، علماً انه ابتعد منذ سنوات عن قيادة «الجماعة السلفية» وفتح قنوات اتصال مع السلطات الجزائرية بهدف الاتفاق على صيغة عفو ما يوافق عليها وتساعده في إقناع رفاقه المسلحين بالنزول من الجبل وتسليم أنفسهم. لكن صيغة العفو التي صدرت في 2005 لم ترضه كلياً، فرفض النزول من الجبل على رغم استمرار خلافه مع أمراء «الجماعة السلفية» الذين خلفوه على رأسها بعد العام 2001. لكن مصادر مطلعة تقول ان أجهزة الأمن تعتبر ان عدم التحاقه بالعفو لم يكن له تأثير كبير كونه فقد السيطرة على قياديي تنظيمه السابق الذين عزلوه واختاروا التحالف مع «تنظيم القاعدة» الذي منحهم «وكالة» العمل باسمه في منطقة المغرب العربي مطلع 2007.   وأسس حطاب «الجماعة السلفية» العام 1998 بعدما انشق عن «الجماعة الإسلامية المسلحة» قبل ذلك بعامين.   ويقول مراقبون ان اعتقاله الآن لن يكون له تأثير يُذكر على أعمال العنف التي تشهدها البلاد حالياً، خصوصاً في ظل تصعيد «تنظيم القاعدة» عملياته «الانتحارية».   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 سبتمبر 2007)

ناشط يهودي: مناهج التعليم في المغرب مسؤولة عن تطرف الشباب

 
الرباط (رويترز) – حمل ناشط يهودي مغربي بارز يوم الخميس مناهج التعليم المعمول بها في المغرب المسؤولية عن صعود جيل من الشباب غير متاسمح خاصة ازاء اليهود المتواجدين في المغرب منذ أكثر من 2000 سنة. وقال سيمون ليفي الناشط الشيوعي السابق ومدير المتحف اليهودي في الدار البيضاء لرويترز على هامش ندوة نظمت حول حوار الاديان “يجب تعليم الاطفال تاريخ المغرب الحقيقي بالانطلاق من واقعه ومعرفة تنوعه الثقافي والحضاري.” واضاف “التعليم هو التراث لان عن طريقه ينتقل هذا الاخير من جيل الى جيل لهذا يجب فتح نقاش جدي حول التعليم.” وقال أن مناهج التعليم “تعمدت الغاء التراث والحضارة والثقافة اليهودية من المقرارات التعليمية مع العلم أن اليهود تواجدوا في المغرب قبل العرب والبربر والمسلمين.” ويقود ليفي الى جانب عدد من المثقفين اليهود المغاربة حركة من أجل ” اعادة الاعتبار للثقافة والحضارة اليهودية المغربية”. ويفاخر المغرب كعدد من الدول العربية الاسلامية بأنه شهد على مدى قرون تعايشا بين اليهود والمسلمين. الا أن التفجيرات الانتحارية للدار البيضاء في مايو ايار من العام 2003 كان من بين الاماكن التي استهدفتها مقبرة لليهود. كما قتل مغربي مسلم في اواخر العام 2003 يهوديا في مدينة مكناس قالت السلطات أنه ينتمي الى عصابة اجرامية. وقال ليفي أن المشكل لم يكن مطروحا أبدا من قبل بين اليهود والمسلمين ” الا بعد احتلال فلسطين.” واضاف “المشكل يكمن في الحفاظ على العلاقات الجيدة بين الاديان ومجموعات معينة داخل المجتمع.” وقال ليفي/73 عاما/ “الذي أجده رائعا في المغرب هو انه بالرغم من كل الاحداث التي كان من الممكن ان تدفع باليهود الى الهجرة لا تزال هناك طائفة يهودية في المغرب.” ويرجع تواجد اليهود في المغرب الى القرن السادس قبل الميلاد أي قبل الفتح الاسلامي ووصول العرب الى البلاد. ويبلغ عدد اليهود نحو خمسة الاف نسمة يقيم منهم 2000 في الدار البيضاء بعد ان كان عددهم يناهز 270 ألفاً مع نهاية الاربعينات.   (المصدر: موقع “سويس انفو” (سويسرا) بتاريخ 27 سبتمبر 2007، نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

غالبية الأتراك يؤيدون رفع حظر ارتداء الحجاب بالجامعات

     

 
رغم معارضة المؤسسة العلمانية في تركيا لارتداء الحجاب وبذلها الجهود لمنع تعزيز دور الدين في الحياة اليومية، أظهرت استطلاعات للرأي أن غالبية الأتراك يؤيدون رفع الحظر عن حجاب المرأة المسلمة في الجامعات ويعتقدون أنه لا بأس أن تغطي زوجة الرئيس رأسها إن رغبت هي بذلك.   وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (إيه آند جي) والبرنامج الإخباري (32 دايز) في الفترة من 21 حتى 23 سبتمبر/ أيلول أن 61% من النساء التركيات يرتدين الحجاب، وهي نسبة تنخفض بنحو 3% عن إحصائية سابقة أجريت قبل نحو 3.5 سنوات.   وبين الاستطلاع كذلك أن 74% من المشاركين فيه قالوا إن حظر الحجاب في الجامعات يجب أن يزول، بينما قال 19% منهم إنهم يعتبرون الحجاب رمزا سياسيا.   وستسر حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بهذه النتائج، نظرا لأنها تحاول تخفيف القيود عن ارتداء الحجاب رغم معارضة المؤسسة العلمانية التي تشمل قادة الجيش ورؤساء الجامعات والسلطة القضائية.   وكانت النخبة العلمانية في تركيا حاولت منع عبدالله غل الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك من أن يصبح رئيسا للبلاد في مايو/ أيار بسبب ماضيه الإسلامي وارتداء زوجته لغطاء الرأس، ما أدى إلى انتخابات برلمانية مبكرة جرت في يوليو/ تموز الماضي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة. وما لبث أن انتخب البرلمان غل رئيسا للبلاد في أغسطس/ آب.   نتائج الاستطلاع التي بينت كذلك أن 70% من المشاركين فيه يرون أنه ليس بمشكلة أن ترتدي سيدة تركيا الأولى غطاء الرأس ربما تساعد في عودة زوجة الرئيس غل للظهور بعد أن احتجبت عن الأنظار تخوفا من مضايقات العلمانيين خاصة قادة الجيش المتنفذين.   ومن بين النتائج الأخرى التي خرج بها الاستطلاع أن أكثر من نصف المستطلعين قالوا إنهم يدعمون خطط الحكومة بإصلاح الدستور التركي الذي يعود إلى فترة الحكم العسكري في أوائل الثمانينيات، فيما عارض 21% منهم تغيير الدستور.   وتقول الحكومة إن الدستور الجديد سيعزز من حقوق الأفراد ومن الحريات في تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، بينما يخشى العلمانيون أن تؤدي التغييرات إلى تعزيز دور الدين في الحياة اليومية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 سبتمبر 2007)
 

هل تدفع طهران وتل ابيب فواتير الحروب الخاسرة؟

 
عادل الحامدي (*)   هطلت امطار الخريف الجزائري بغزارة قبل ايام فاودت بحياة عدد من الارواح البريئة في هذا الشهر الفضيل، ولم ترحم السيول الجارفة كادحين حفاة عراة فقتلت بعضهم وتركت عددا آخر منهم متلحفين بالعراء في انتظار ان تجود عليهم الدولة بعطائها، من خزانتها التي فاضت لاول مرة منذ سنوات بمبالغ مالية قادرة علي مواجهة الملمات الطبيعية، وان كانت فاتورة مكافحة الارهاب وسياسات تاصيل الوئام المدني تاخذ قسطا وافرا من مخزون الاموال الجزائرية، علي الرغم من انها لم تفلح بعد في وقف نزيف الدم الجزائري الذي ساح في كل شبر من ارض ثورة الشهداء التي سجلت للتاريخ ان ارادة الحياة اقوي من جبروت العجوز الفرنسية الاستعمارية مهما تطاولت وعلا شانها في ادارة شؤون العالم، واستمرت في عنفوانها غير عابئة بمطلب جزائري لم تخمد له نار جوهره ضرورة الاعتذار الفرنسي عن سنوات الاستعمار.   ومن سماء الجزائر التي لم تخل منذ وأد المولود الديمقراطي في تسعينات القرن الماضي من غيوم القتل والثأر وصراع الاجندات الثقافية والسياسية والاقتصادية التي كانت فرنسا احد اللاعبين الاساسيين فيها، الي ما يحتدم من جدل هذه الايام بشان غيوم تلبد سماء الشرق الاوسط بحرب شاملة لا تستثني احدا بعد وصول المفاوضات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي من جهة وايران من جهة ثانية الي نفق مسدود، وهو جدل تلعب فيه فرنسا ـ ساركوزي هذه الايام دورا بالغ الاهمية بعد تراجع الدور البريطاني تحت وطأة الانتقادات الشعبية المتزايدة لمشاركة القوات البريطانية في الحرب علي العراق، والتي اودت بالمنطقة الي الوقوف علي فوهة بركان قابل للانفجار في اي لحظة حتي ولو كانت البداية بضغط زناد خاطئ في هذا المكان او ذاك من دول الشرق الاوسط الملتهبة.   عندما انخرمت اركان الشيوعية السوفييتية وتساقطت الويتها الحمراء، خال فريق من الكتاب وصناع الراي في العالم ان الكوكب الانساني مقبل علي تحولات جوهرية تطوي فيها صفحات دموية في اتجاه تكريس مفاهيم حداثوية ذات علاقة عضوية بالحريات الاساسية للانسان، من حيث ارتكازها علي نظريات مدنية تمتاح اسسها من نظريات العقد الاجتماعي ومفاهيم المواطنة المدنية التي يممت اهدافها صوب رفع المعاناة عن الانسان من اي كان مأتاه العرقي او العقدي.   وبالتزامن مع هذه التوجهات الفكرية الدولية العائمة التي ساهم في اشاعتها كتاب وعلماء استراتيجيون مرموقون، استبشر مسلمو العالم بهزيمة الالحاد في عقر داره، وبدت نخوة الاعتزاز بعودة الصحوة الاسلامية الي اكتساح فضاءات غير مسبوقة كما لو انها تعيد زمن الرسالة الاول علي صهوة الفرسان التي اخذت في مغادرة السجون العربية فوجا بعد فوج، لتسهم في تشييع جنازة الشيوعية العربية الي مثواها الاخير، وكانت جماعة الاخوان المسلمين التي نشات وترعرعت في مصر عنوانا بارزا لحركة الاحياء الديني في بعده السياسي التي لم تبرح مربع المكابدة، فلما قضي السادات منه وتره حتي استفاق الاسلاميون علي منصات انتصبت فيها اعمدة المشانق لتاكل من قياداتهم من تاكل وتركت من تبقي ليقضي نحبه في الزنازين او في متاهات المنافي…   وقد كانت الثورة الاسلامية في ايران تتويجا لطموحات جماهيرية لطالما اختمرت في عقول قوافل المسلمين الذين تجرعوا كؤوسا من الذل والهوان ليس فقط منذ سقوط غرناطة وما تلاه من انهمار لدموع الرجال الاشبه بنحيب النساء، وعزز من قتامة الصورة تهاوي الخلافة العثمانية علي وقع ضربات اتاتورك العلمانية التي لم تبق ولم تذر في العلاقة بين الدين والسياسة غير احاديث من ماض تندثر، اقول مثلت الثورة الاسلامية الايرانية ـ علي الرغم من كل الخصوصيات التي كشفت عنها التجربة الميدانية في وقت لاحق ـ وهي تحمل الامام الخميني علي الاعناق بعد عودته من فرنسا معرضة صدورها للرصاص ضد نظام شهد له العالم كله بحدة قبضته الامنية، ترجمة واقعية لقدرة الاسلام السياسي علي التعاطي مع تفاصيل الواقع وفقا لمرجعية دينية زاد من ترسيخ اقدامها اطعامها بشيء من انجازات الفكر السياسي الحديث وما اتي به من آليات للتداول السلمي علي السلطة، وان لم يخل من خصوصية فرضتها طبيعة المرجعية الفكرية والدينية السائدة في ايران.   ويخطئ من يحصر الموقف الدولي المتصاعد هذه الايام ضد ايران في الاختلاف فقط حول الموقف من ملفها النووي، وعما اذا كان من الجائز لها ان تلتحق بعالم الدول النووية ام انها لاعب من صنف الاصاغر لا يحق له ان ينافس فريق الاكابر، لان الامر اعمق بكثير من كونه خلاف مصالح استراتيجية، لا شك ان الحرب لا تخدم احد اطرافه في كل الاحوال. واذا كان الموقف الامريكي من ايران مفهوما بالنظر الي طبيعة الخلافات السياسية والعقائدية القائمة فعلا، فان التحول الفرنسي المفاجئ من ايران يدفع الي التساؤل عن اسباب هذا الانقلاب الفرنسي، وهو انقلاب له ما بعده في ادارة الخلاف الايراني ـ الدولي، وفي تقرير ما اذا كانت المنطقة مقبلة علي حرب ام ان الامر لا يعدو ان يكون ضغطا متبادلا لاقتسام مواقع النفوذ في منطقة لم يعد فيها من الكبار العرب غير الاتباع.   ربما يكون من المساعد علي فهم هذا التحول الفرنسي في الموقف من ايران الاخذ بعين الاعتبار جملة من المعطيات، اولها الفشل الذريع الذي مني به التدخل الاستكباري بالمنظور الايديولوجي الثوري، واعني به في قضية الحال، نظرة ايران الثورة الي هذا التدخل السافر حتي ان الشرعية الدولية امضت علي صك قانون استعماري لبلد يعتبر مهما من الناحية الاستراتيجية في العالم واعني به العراق.   ثاني هذه المعطيات يتصل بوصول الرئيس نيكولا ساركوزي الي الرئاسة الذي بدا اقل مبدئية من سلفه علي صعيد السياسة الخارجية الفرنسية ذات الثوابت المعروفة. والحقيقة ان تعديل السياسة الفرنسية تجاه القوة الاقليمية المتنامية والتي زاد في ابرازها ما ذكرته من فشل ذريع للتدخل الاستكباري، طمع فرنسا في تعديل السياسة الدولية واعادة مجراها الي ما سبق حرب العام 2003 من توازن، وكاني بفرنسا تريد ان تستعيد حصة الاسد التي كانت تتمتع بها خاصة عندما يتعلق الامر بالعراق تحديدا، دون ان ننسي ما لفرنسا من مصالح في ذلك البلد الصغير، الذي تمارس فيه السياسة الدولية والاقليمية كما لو كان حقلا جميلا تمارس فيه كرة المضرب التي كثيرا ما تشتعل في النهاية فتحترق فيها الاصابع الاسرائيلية والامريكية دون نسيان اصابع عرفات الراحل.   ويبدو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القادم الي الاليزيه من جنسية مهاجرة، كما لو انه يعيد الي اذهاننا تلك النجاحات السياسية الخاطفة التي حدت بشخصية بحجم الوزير الاول البريطاني الذي قال يوما ما انني اراني والجيل المحيط بي سنمارس السلطة وسنتركها دون ان نخوض حربا واحدة ، لكن مقدسات الشرق الاوسط كان مغناطيسها اكثر جاذبية لعقول اكبر الساسة، وهكذا تورط العالم في المطب العراقي، وبديهي ان تولد من رحم هذه الكارثة الدولية قوي جديدة طامحة لان يكون لها دور ووجود اشد التصاقا بالطموحات الجماهيرية لهذه القوي. فتحت ظلال هذه الكارثة انسحبت اسرائيل من الجنوب اللبناني ولقنها حزب الله درسا في صمود القوي الشعبية امام اكبر آلة عسكرية في المنطقة، دون ان ننسي انقسام الظهر الفلسطيني وتشيع المجتمع السياسي الفلسطيني الي قوتين لكل منهما مرجعية تليق بان يستند اليها الطرفان.   وليس السكين الديبلوماسي الفرنسي هو الوحيد الذي يراد غرسه في الثور العراقي المذبوح، وانما لايران ايضا مصالح مشروعة ومطامع قد لا تكون مشروعة في ان تنال نصيبها من هذا الثور الذي كان يوما ما هائجا هيجان ادارة بوش في السنوات الخمس الماضية.   ولعل ابرز المعطيات واكثرها محورية في فهم ليس الموقف الفرنسي فحسب من ايران والمنطقة بالكامل، بل والموقف الغربي عامة، ويتعلق الامر بمقدسين استراتيجيين في الشرق الاوسط هما اسرائيل والماء الاسود وهذا هو The bone of contation، اي عنصر الخلاف الاساسي والجوهري الذي حال بين امكانية تقاطع مصالح كل من الولايات المتحدة الامريكية ومن ورائها الاتحاد الاوروبي من جهة وايران من جهة اخري.   في هذا الاطار يمكننا ان ننزل قضية الموقف الفرنسي والاوروبي عامة من البرنامج النووي الايراني الذي يتم تسييسه بين الفينة والاخري وفقا لما يبوح به الشارع العراقي والسيطرة او عدمها علي هذا البلد المتفجر.   ووفقا لاغلب التقارير فان قضية الملف النووي ليست مستحيلة الحل وان كانت مستعصية في ظروف الموازنات الجديدة التي افرزتها حرب التحالف علي العراق والتي لا مناص من القول انها احد اسباب سطوع النجم الايراني كفريق جدي يلعب علي ارضه مقابل آخرين من الفرق المستقدمة، والتي تحاول عبثا الدفاع عن المقدسين (اسرائيل والماء الاسود) بروح الاستفراد المطلق وهذا اصل الاشكالية، فالحل يكمن في ما يعرف بـ back down المزدوجة، اعني من ايران ومن يقابلها، هذا اذا كانت لدي الاطراف المعنية رغبة في التوصل الي ارضية مشتركة، وان ما يجري بينهما لا يعدو الا ان يكون من قبيل الضغوط السياسية المسموح بها في مجال الصراع السياسي الدولي.   اما اذا كان الامر يتعلق بحرب حقيقية كما صرح بذلك وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير الذي لعب ذات الدور الذي لعبته بريطانيا عشية الحرب علي العراق، فان جملة من الاسئلة تحتاج الي توضيح من قبيل: هل المجتمع الدولي مستعد لخوض اتون حرب اقليمية ثالثة؟ وهل ان الدول الغربية التي ستقود الحرب لصالح اشاعة الامن والاستقرار ام للتعمية علي ما انتهت اليه سياساتها الخارجية من مآزق في افغانستان والعراق؟ وهل ان علي الايرانيين والاسرائيليين ان يدفعوا فواتير احلام المحافظين الجدد؟ وهل القيادتان الايرانية والاسرائيلية بمنأي عن حرب الابادة؟ ومن وضع التهديد بالحرب علي لسان كوشنير اصلا؟ وباختصار شديد هل تحتاج منطقة الشرق الاوسط الي سلام عادل في الشرق الاوسط يقبل بالدولتين ام الي مزيد من الحروب؟ وهل سيمطر خريف الشرق الاسلامي سنيا كان ام شيعيا، مسلما كان ام مسيحيا، عربيا كان ام كرديا، امطارا صاروخية تشعل نيران الماء الاسود الملتهبة اسعاره هذه الايام في كل انحاء العالم، ام ان عقلاء العالم سيتحركون لزرع بذور التعايش واقامة جسور جدية لحوار ندي يقيم الدولة التوأم للفلسطينيين بعاصمتها الاصلية القدس الشريف؟ الامل كل الامل ان تكون الادارة التالية للرئيس بوش ناسخة للسياسة العسكرية التدخلية في شؤون الدول الصغري ان لم يكن من الموقع الاخلاقي فمن الموقع المصلحي.   (*) كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا   (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 سبتمبر 2007)
 


هل اكتمل قوس انتكاسة الإسلاميين العرب؟

 
خليل العناني (*)   لم تتحقق «النبوءة» في المغرب، ولم يحتل حزب «العدالة والتنمية» المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، مثلما توقع له كثيرون، من بينهم قيادات في الحزب نفسه، وكانت المفاجأة في عدم تجاوز الحزب لأدنى التوقعات تفاؤلاً، وبدت التقديرات التي أطلقتها مراكز بحث عربية وغربية طيلة العامين الماضيين أقرب لحُلم «مخملي».   دلالات الحدث عديدة وتستدعي قدراً من التأمل. فمن جهة أولى، وبغض النظر عن حجج ضعف المشاركة السياسية وعشوائية النظام الانتخابي وتفتت الأصوات بين إسلاميين شاركوا من أحزاب أخرى مماثلة (النهضة والفضيلة، والبديل الحضاري)، فضلاً عن مقاطعة أكبر جماعة دينية منظمة للانتخابات (جماعة العدل والإحسان)، فإن ما حدث للعدالة والتنمية، يكشف مدى هشاشة الأطروحة «التقليدية» بإمكانية هيمنة الإسلاميين على الشارع العربي، وقدرتهم علي اقتناص السلطة، مع أية مناسبة انتخابية. وتبدو هذه الأطروحة في حاجة إلى مراجعة وتدقيق، أقلّه لجهة تعرية خطاب «التفزيع» والترهيب من إتمام عملية تحول ديموقراطي ناجزة في العالم العربي، طال انتظارها، وأيضا لجهة تخفيف نزعة «الفوبيا» التي يجري تصديرها للخارج كلما اشتد عود الإسلاميين وزاد تأييدهم.   ومن جهة ثانية، تثير التجربة المغربية أسئلة كثيرة حول مدى نضوج «الفكرة» الديموقراطية في المخيّلة الشعبية العربية، ذلك أن تدرج المشاركة السياسية في المغرب نحو الأسوأ (بلغت هذه المرة 37 في المئة، مقارنة بـ52 في المئة عام 2002، و58 في المئة عام 1997)، وذلك رغم تحسن المناخ السياسي وتوافر النيات لتحقيق نقلة سياسية في ظل ضمانات للشفافية والنزاهة، إنما يؤكد انعدام وجود ثقافة جماهيرية تؤمن بقدرة صناديق الاقتراع على تغيير الأوضاع.   ولعل أفضل ما في التجربة المغربية أنها قد تبطل، ولعقود قادمة، حجج المجادلين بإمكانية المقارنة بين «العدالة والتنمية» المغربي، ونظيره التركي، وهي بحد ذاتها درس معتبر لمن يريد التأمل في عمق الفوارق السوسيولوجية والثقافية بين ضفتي المتوسط.   ومن جهة ثالثة، وهذه موضوع المقال، فإن تجربة «العدالة والتنمية» المغربي إنما تطرح سؤالاً كبيراً، يفرض على الكثيرين ضرورة الاشتغال به والبحث عن إجابات وافية له، وهو: هل انتهى ربيع الإسلاميين العرب؟ ذلك أن انتكاسة «العدالة والتنمية» المغربي، وهي منعوتة بذلك، على الأقل من وجهة نظر المراهنين والمراقبين داخلياً وخارجياً، تكمل بدورها قوساً للانتكاس بدأت ملامحه في أقصى المشرق العربي، حين تخطت العلاقة بين الحكومة الأردنية وجماعة «الإخوان المسلمين» نسقها المعهود، مروراً بتجربة «حماس» في الأراضي الفلسطينية، وانعطافة الوضع بين النظام المصري وجماعة «الإخوان المسلمين»، كي يكتمل طرف القوس الآخر في أقصى المغرب العربي وعلى ضفاف الأطلسي.   من المنطقي أن يميل البعض الى صفة التعميم و «التصفيف» بين هذه التجارب جميعاً، إما لجهة تباين الظروف والسياق، وإما لاختلاف مسببات الانتكاس ومسؤولية أطرافه، وما إذا كان «انتكاساً» قسرياً أم طوعياً. بيد أن ذلك كله لا يسقط حقيقة ساطعة مفادها أن جميع هذه التجارب إنما تعاني الآن أزمة حقيقية، سواء في علاقتها بأنظمتها وشركائها السياسيين، كحالتي الأردن ومصر، أو في رؤيتها السياسية وخططها الحركية، كما هي الحال مع «حماس» في فلسطين، وإن في علاقتها بمجتمعها ومحيطها الشعبي كما هي الحال في التجربة المغربية. وابتداءً، فلا تعني مثل هذه الأزمة نهاية هذه التجارب وسقوطها، أو بالأحرى انعدام جاذبيتها لدى شرائح واسعة من المجتمعات العربية، فتلك حقيقة قائمة ما بقي «الثوران الإسلامي» حيّاً، بقدر ما تلفت النظر باتجاه مواطن للخلل تسم أداء هذه الحركات، وتؤكد حاجتها المركزية لتطوير رؤاها السياسية، وتجديد أدواتها الحركية كي تتلاءم مع تبدل الظروف والتوقعات.   ومع التسليم بسطوة الإجراءات والسياسات الحكومية المتبعة إزاء هذه التيارات، وتلك حقيقة أزليّة تشارك فيها جميع التيارات السياسية والإيديولوجية العربية في حقبة ما بعد الاستقلال، فإن مسؤولية هذه الحركات عن وضعها المتأزم يصعب إنكارها.   ففي الأردن، وعلى رغم كلاسيكية العلاقة بين «الإخوان المسلمين» والحكومة الأردنية، والتي تراوحت لعقود طويلة بين الدمج والتوظيف والتعنيف، إلا أن التوتر «الوافد» حالياً على العلاقة بين الطرفين لعبت فيه الجماعة دوراً مركزياً، وذلك إما لإصرار بعض أجنحتها على التعاطي مع تحولات البيئة الداخلية والإقليمية بالطريقة القديمة نفسها، تلك التي تستمرئ التعاطف الحكومي من دون تطوير خطابها السياسي، وإما لاقتناع البعض بأن الجماعة ستظل تحظى بمزيّة «الجماعة الأولى بالرعاية» على غرار ما تعودت عليه طيلة أكثر من نصف قرن.   وقد كشفت تجربة الانتخابات البلدية التي أجريت أخيراً أن الجماعة ربما فقدت قدراً من رشدها السياسي، وانقلبت على إرثها المتزن الذي وسم تحركاتها طيلة عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم. فكان أن شنت هجوماً لاذعاً على الحكومة الأردنية طال بعض القوى المتنفذة في النظام وكتلته الصلبة (الجيش)، وكأنما تقدم بيديها هدية للمتربصين الذين لم يفوّتوا الفرصة للتحريض وسد باب الذرائع في وجه الجماعة لإعادة العلاقة مع النظام إلى مجاريها. أما إقليمياً، فلم تحتفظ الجماعة لنفسها بمسافة واضحة تميزها عن حركة «حماس»، تلك التي تواجه واقعاً ملتبساً يصعب التبرؤ من تبعاته. في حين وقعت الجماعة في خطأ باهظ الثمن حين لم يفرق بعض نوابها بين انتمائهم السياسي، وعاطفتهم العشائرية والقبلية عند تأبين «أبو مصعب» الزرقاوي، وهي في ذلك بدت كمن يسلّم «العصا» لجلاديه.   أما في مصر، وعلى الرغم مما تتعرضت له جماعة «الإخوان المسلمين» من قمع لم يحدث منذ ستينات القرن المنصرم، إلا أن تجربة العامين الماضيين أثبتت أن قدرة الجماعة على إعادة إنتاج مشروعها الفكري، وتطوير بنيتها التنظيمية، لا يزاانل محدودين للغاية، وذلك على رغم الفرصة التاريخية التي أتيحت للجماعة بعد فوزها الكبير في انتخابات مجلس الشعب 2005. وكان يفترض بجماعة تعاني التربص والإقصاء «المتعمد»، أن تبادر إلى بناء شراكة سياسية مع بقية أطراف اللعبة، ليس فقط بغية الاحتماء من «غدر» بعض المتنفذين داخل النظام، وإنما أيضا لوضع برنامج «توافقي» يمكن أن يسهم في إنجاز تحول ديموقراطي حقيقي طال أمده.   قطعاً، لا يمكن لأحد استمراء النهج التعسفي «الاستباحي» الذي تمارسه السلطات والأجهزة الأمنية ضد قيادات الجماعة، ولا يمكن لأحد أن يدافع عن إقصاء فصيل بحجم وتأثير جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، بيد أن هذه الأخيرة لا تزال تقع في أخطاء «ساذجة» تجير المجتمع وقواه المدنية ضد مشروعها السياسي ورؤاها الفكرية، على غرار حادثة الأزهر التي وقعت أواخر العام الماضي ولا تزال تجتّر جروحاً للجماعة.   أما في فلسطين، فلا تبدو حركة «حماس» على وعي بحقيقة وضعها الراهن في قطاع غزة، ومن دون التنكر لمساعي أطراف داخلية وخارجية لإحكام الحصار على الحركة، ومحاولة خنقها داخل «محبسها» الطوعي في غزة، إلا أن بعض قيادات الحركة تبدو «متلذذة» بممارسة نوع من جلد الذات وتعذيبها، وترفض الاعتراف بكارثيّة ما حدث منتصف حزيران (يونيو) الماضي. في حين يسبح جناح «المضطرين»، الذي يفسر استيلاءه على غزة بأنه « وضع مكروه اضطررنا إليه»، باتجاه طوباوية خالصة، ربما تنزع في النهاية نحو خيار «الانتحار» الذاتي وقلب الأوضاع رأساً على عقب.   وتبدو الحركة حالياً في أمس الحاجة لتقييم «صحوتها» السياسية بشكل موضوعي، ولا يضيرها في ذلك أن تراجع ما خطّه الشيخ يوسف القرضاوي قبل خمسة أعوام عن الأخطاء العشرة للصحوة الإسلامية (الصحوة الإسلامية.. من المراهقة إلى الرشد، دار الشروق، 2002) علّها تجد فيه مخرجاً لوضعها المتأزم.   وإذا كانت الحالات الثلاث الماضية تحمل جميعاً عنصراً مشتركاً فيما آلت إليه أوضاعها، ممثلاً في نزوع السلطات القائمة نحو ممارسة قدر من الضغط المادي والمعنوي على بنيتها التنظيمية والسياسية، فإن حالة «العدالة والتنمية» المغربي، تفتقد لهذا المشترك «القسري» في تفسير التراجع والانتكاس، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كثيرة حول مدى قناعة الشعوب العربية بنجاعة «الحل الإسلامي» على نحو ما يطرحه إسلاميّونا.   علي أنه من التبسيط المخلّ النظر الى مرحلة «الانتكاس» التي تمر بها حالياً تيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، كما لو كانت دليلاً على فشل هذه التيارات في تجذير نفسها، بديلاً محتملاً للأوضاع القائمة، بقدر ما تعبر عن انعدام قدرة المجتمعات العربية على إنتاج بدائل أخرى يمكن أن تنازع «السلطوّيين» والإسلاميين، على حد سواء، على قوتهم وجبروتهم.   وإذا كانت مجتمعاتنا تقف على أعتاب حقبة جديدة نعتها البعض بـ «الزمن السلفي»، فالخطر أن تنصرف الكتل «التقليدية» المؤيدة للتيارات الإسلامية المعتدلة، الى الانضواء تحت العباءة «الفضفاضة» لتيارات السلفية الجهادية، وحينئذ سيصبح الترحم على هذه التيارات أمراً واجباً.   ربما لم يستمر «ربيع» الإسلاميين العرب طويلاً، شأنه في ذلك شأن «ربائع» الديموقراطيين والليبراليين والعلمانيين. بيد أن من الإجحاف اعتبار ذلك دليل نصر لما هو قائم، وتعزيزاً لاستمراره، فـ «نطفة» التغيير، التي ألقيت في رحم المجتمعات العربية، طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، لا تزال فاعلة، ولربما تنتج جيلاً عربياً يؤمن بحتمية «الحل» الديموقراطي، ويقدر على تحقيقه.   (*) كاتب مصري   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 سبتمبر 2007)

سلطة «حماس» السياسية في قطاع غزة تعاني من مشكلات تكوينية
 
ماجد كيالي (*)   لم يصادف أن واجهت حركة سياسية هذا الحجم من المشكلات والاحباطات والتخبطات كما واجهت «حماس»، منذ تفوقها على حركة «فتح» في انتخابات المجلس التشريعي (مطلع العام 2006)، وصعودها إلى سدة السلطة، ثم سيطرتها الأحادية والإقصائية على الأوضاع في قطاع غزة (حزيران/يونيو 2007).   ويمكن إحالة كثير من هذه الاخفاقات والتخبطات على المعطيات الدولية والإقليمية غير المواتية، وإلى الخلافات الداخلية (مع حركة «فتح»). لكن أليس من السذاجة الافتراض مسبقاً بأن الوضع الإقليمي والدولي سيصفق لـ «حماس» ويرضى عنها، بل يدعم بقاءها، هكذا من دون أي مقابل؟! ثم أليس من التبسيط الاعتقاد بأن «فتح» ستسهل شؤون حركة «حماس» في السلطة، هي التي طالما عانت من سياسات هذه الحركة إبان كانت في موقع المعارضة؟ وفي كل الأحوال فإن هذه الافتراضات، أو التبريرات، لا تصبّ في مصلحة «حماس»، بل تؤكد أن هذه الحركة لا تتمتع ببصيرة سياسية، وأنها تفتقد الخبرة والتجربة في التعاطي مع تعقيدات القضية الفلسطينية، وأنها تحيل الأمور على البعد الرغبوي والغيبي، بعيداً من الواقع والإمكانات والمعطيات المحيطة.   و «حماس» هي المسؤولة عن مآل الوضع في قطاع غزة، فليس من المنتظر، ولا من المنطقي، أن تستمر الدول المانحة في تمويل سلطة «حماس» (هكذا مجاناً!) وكأنها مجرد جمعية خيرية، وهي بالأصل كانت قامت لتمويل عملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. ولم يكن من المنطقي البتة توقع قيام إسرائيل بتخفيف إجراءات الحصار على سلطة «حماس»، وعلى الفلسطينيين الذين تسيطر عليهم في القطاع، وهي التي كانت تفرض الحصار (وما زالت) على مناطق السلطة، منذ أواخر العام 2001، أي في ظل قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات، بسبب مواقفه السياسية، وتغطيته السياسية للانتفاضة والمقاومة.   ومشكلة «حماس» أنها تسرعت في تجيير فوزها في الانتخابات التشريعية لشطب المرجعيات والشرعيات والاجماعات السياسية الفلسطينية الأخرى (رئاسة السلطة – منظمة التحرير الفلسطينية – برنامج الحرية والاستقلال)، التي يتوحد من حولها الشعب الفلسطيني تاريخياً، في أماكن وجوده كافة، ومنذ ما يقارب خمسة عقود، بدلاً من التكامل معها وتطويرها. وكان الأحرى بـ «حماس» أن تستوعب أنها نالت هذه الشرعية بفضل الانتخابات، لا بفضل الحسم العسكري، وأن الشرعية المتأتية من انتخابات واحدة لا تكفي، ولا تعني القطع مع الماضي أو مع الشرعيات الأخرى، ولا تعني أيضاً الحق في فرض سياسات أحادية.   أما مبادرة «حماس» لحل الخلاف في الساحة الفلسطينية، بوسائل القوة والانقلاب العسكري (وبهيمنتها على قطاع غزة)، فقد حملتها مسؤولية زيادة الشرخ في الساحة الفلسطينية، ومفاقمة الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، من الانقسام الجغرافي والديموغرافي إلى الانقسام السياسي.   وفات «حماس» أن هذا الانقلاب، بالتداعيات التي يولدها في الساحة الفلسطينية، هو بالضبط ما كانت تأمله إسرائيل لدى تفكيرها بالانسحاب من هذا القطاع، لتكريس الانقسام والخلاف والفوضى. وغاب عن «حماس» أنها بانقلابها هذا تضعف شرعيتها الفلسطينية، وأن الواقع العربي والدولي لا يمكن أن يتعاطى معها، وأنها بذلك تسهم في تبرير مساعي إسرائيل لتشديد حصار قطاع غزة، والتملص من كل استحقاقات التسوية مع الفلسطينيين.   إضافة إلى ما تقدم فإن «حماس» أخفقت في مجالات عدة، فهي لم تستطع تحقيق التوازن بين كونها حركة سياسية وكونها حركة دينية، في مجمل إدارتها للوضع في غزة، وفي كثير من الإيحاءات والتصريحات عن قيادييها، تركيز على انتهاء زمن العلمانية، والعودة إلى الشريعة الدينية، وهكذا تصريحات تنم عن ضحالة فكرية، خصوصاً أن العلمانية، تقضي بالفصل بين الديني والدنيوي (لا الخلط بينهما)، وعدم تشويه الديني أو المقدس بالدنيوي أو بالشخصي، من دون أن يعني ذلك عداء للدين بذاته أو إقصاء له. كما أن هكذا تصريحات تضعف المحتوى الوطني لحركة «حماس»، لمصلحة كونها مجرد حركة دينية. وفي هذا الإطار يمكن فهم قيام جماعات من «حماس» بالتكبير والتهليل إبان السيطرة على غزة، واعتبار ذلك بمثابة نصر كبير (في تشبيه لفتح مكة)، وكان لافتاً إنزال ناشط من «حماس» العلم الفلسطيني من على مباني السلطة ورفع علم «حماس» مكانه، وكذا تدمير صرح الجندي المجهول في غزة.   اللافت أيضاً أن حماس لم تستطع أن تحافظ على مكانتها كحركة مقاومة، بعد أن صعدت إلى السلطة باعتبارها كذلك (بين عوامل أخرى). فدخلت بذلك إلى المربع الحرج الذي عانت منه حركة فتح (غريمتها) سابقاً، كونها عندما تسلمت السلطة وتقيدت بقيودها، لم تستطع الحفاظ على وضعها كحركة مقاومة. وهكذا فإن «حماس» تبدو اليوم أكثر التزاماً بتحقيق الهدنة أو التهدئة مع إسرائيل للحفاظ على مكانتها في السلطة (فما الذي يميزها عن «فتح»؟)؛ والأدهى أن هذه الحركة، وهي تجنح نحو التهدئة مع إسرائيل، باتت منشغلة بكبح جماح جماعات المقاومة، وبحسم مشكلاتها مع «فتح» عبر الاقتتال وبقوة السلاح!   أما في امتحان الديموقراطية، فقد فشلت حماس كحركة سياسية إسلامية في إشاعة الثقة في شأن إمكان تحول الحركات الإسلامية إلى الديموقراطية، التي تتضمن احترام الرأي الآخر، وإغناء التنوع والتعددية في المجتمع، والقبول بمبدأ المشاركة ومبدأ تداول السلطة. وأكدت أن هذه الحركات تعتبر الانتخابات والديموقراطية مجرد سلم للوصول للسلطة، لا أكثر.   من ذلك يمكن القول إن «حماس» معنية بمراجعة ونقد سياساتها وممارساتها، وترشيد أوضاعها، والخروج من عباءة الواقع الافتراضي والرغبوي، إلى الواقع المحيط، بتعقيداته ومداخلاته ومشكلاته، قبل فوات الأوان.   (*) كاتب فلسطيني.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 سبتمبر 2007)


بلاك ووتر.. المرتزقة قادمون
 
عرض/بدر محمد بدر   -الكتاب: بلاك ووتر.. المرتزقة قادمون -المؤلف: جيرمي سكيل -المترجم: فاطمة نصر وحسام إبراهيم -الصفحات: 478 الناشر: دار سطور, القاهرة -الطبعة: الأولى/ سبتمبر 2007   قبل أيام تردد اسم “بلاك ووتر” في صدور النشرات الإخبارية في وسائل الإعلام العالمية, بعد الحادث الذي أدى إلى مقتل وجرح العديد من المدنيين في العراق, والذي قررت الحكومة العراقية إثره وقف ترخيص العمل لشركة بلاك ووتر للأمن، وسرعان ما ضغطت واشنطن لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.   فما هي قصة هذه الشركة؟ ولمصلحة من تعمل؟ وما هو دورها فيما يجري من أحداث في عالمنا العربي والإسلامي, خصوصا في العراق وأفغانستان؟   مؤلف هذا الكتاب -جيرمي سكيل الأميركي الجنسية- يكشف الكثير من أسرار أغرب جيش مرتزقة في العالم, وكيف أصبحت شركة “بلاك ووتر” حارساً إمبراطوريا لـ”الحرب على الإرهاب”، التي تخوضها إدارة الرئيس بوش منذ سنوات.   وكيف أصبح لدى هذه الشركة الآن آلاف من الجنود ينتشرون في تسع دول من بينها الولايات المتحدة, وأسطول خاص من المروحيات والمدفعية، ووحدة طائرات تجسس.   ولها تعاقدات مع الحكومة الأميركية بمئات الملايين من الدولارات, غير الميزانية السرية للعمليات “السوداء”, التي تقوم بها نيابة عن استخبارات الولايات المتحدة أو الأشخاص أو الشركات الكبرى, وكما جاء في تعليق لأحد أعضاء الكونغرس فمن منطلق عسكري بحت باستطاعة بلاك ووتر الإطاحة بكثير من حكومات العالم!   هذه الشركة الأمنية يديرها شخص واحد هو الملياردير إريك برينس الذي ينتمي للتيار المسيحي اليميني الراديكالي, والذي كان أحد الممولين الأساسيين لحملات انتخاب جورج بوش الابن, ولأجندة اليمين المسيحي الصهيوني العريضة.   يقول المؤلف إن ما يخيف في دور بلاك ووتر, في حرب أسماها الرئيس بوش نفسه “حربا صليبية”, هو أن كبار منفذيها يعملون وفق أجندة تهدف إلى سيادة المسيحيين.   وينادي إريك برينس بتوسيع حضور المسيحية في العام, ويتفاخر بعض قيادات بلاك ووتر بعضويتهم في أخوية “فرسان مالطة” العسكرية, وهي مليشيات مسيحية صليبية تشكلت في القرن الحادي عشر الميلادي مهمتها الدفاع عن الأراضي التي غزاها الصليبيون، ضد المسلمين.   ويشير المؤلف إلى حادث مقتل أربعة من الأميركيين في الفلوجة, وحرقهم وتعليق جثثهم فوق أحد الجسور في 31/3/2004, وهؤلاء كانوا أفراداً في شركة بلاك ووتر التي أصبحت أكبر شريك لواشنطن في العراق, وعدد أفرادها أكبر من عدد أفراد جميع القوات البريطانية في العراق.   ونتج عن هذا الحادث أن أصبحت بلاك ووتر في موقع يسمح لها بالتأثير على الأحكام والقرارات التي تشرف على صناعة آخذة في التوسع بسرعة رهيبة هي صناعة شركات الأمن والحماية وخدمات الجيش.   وبعد ثلاثة أشهر من هذا الحادث, مُنحت الشركة أحد أكبر التعاقدات الأمنية الدولية للولايات المتحدة وأكثرها قيمة، وهو حماية الدبلوماسيين ومنشآت الولايات المتحدة في العراق.   قصة بلاك ووتر   قصة بلاك ووتر يسردها المؤلف في تسعة عشر فصلاً, تبدأ بمولد إريك برينس مؤسس الشركة لأسرة تمتلك أرضا شاسعة تبلغ مساحتها سبعة آلاف فدان على شاطئ بحيرة ماكاناوا بولاية كارولينا الشمالية.   وفكرة تأسيس الشركة نبتت بين عامي 1995 و1996 حين كان صاحبها يتدرب في أحد معسكرات البحرية الأميركية, لكنها ظلت حتى عام 2003 -تاريخ غزو العراق- غير معروفة.   ولدت بلاك ووتر -ومعناها المياه السوداء نسبة إلى المستنقعات الكئيبة التي تأسست الشركة في قلبها- في ذات الوقت الذي كانت فيه القوات المسلحة الأميركية في خضم مسيرة الخصخصة على نطاق هائل وغير مسبوق.   وقد بدأت تلك المسيرة تفعّل أثناء الفترة التي كان فيها ديك تشيني وزيراً للدفاع بين عامي 1989 و1993م في إدارة بوش الأب, وفي نهاية أغسطس/آب 1992 اختار سلاح المهندسين الأميركي شركة هاليبرتون -التي تولى تشيني نفسه إدارتها بعد ذلك- للقيام بجميع أعمال المساندة للجيش لمدة خمس سنوات تالية.   وفتح عقد هاليبرتون الأول الباب على مصراعيه لخصخصة سريعة, بلغت ذروتها باكتشاف منجم التعاقدات في العراق وأفغانستان وأنحاء أخرى, التي بدأتها حملة “الحرب على الإرهاب”.   الاستفادة من 11/9   ويقول المؤلف إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 أدت إلى تسارع تفعيل أجندة الخصخصة التي كان قد بدأها ديك تشيني, وسرعان ما أدى هذا البرنامج إلى انفجار في أرباح الصناعات العسكرية الكوكبية التي بلغت 100 مليار دولار.   وكانت بلاك ووتر من أعظم المستفيدين من الحرب على الإرهاب, وكما عبر عنه أحد شركاء إريك برينس قائلا: لقد حوّل بن لادن بلاك ووتر إلى ما هي عليه اليوم.   وفى عام 2002 تأسست شركة “بلاك ووتر للاستشارات الأمنية” فاقتحمت عالم الجنود المعروضين للإيجار, وفي عام 2003 حصلت بلاك ووتر على عقد بالغ الأهمية في العراق لحماية بول بريمر الذي هو أكبر شخصية من إدارة بوش في بغداد, حيث كان يُشار إليه بصفته “المندوب السامي”.   وربما كان أهم إرث خلّفه بريمر في العراق هو الإشراف على تحول البلد إلى بؤرة المقاومة المعادية للولايات المتحدة في العالم, بالإضافة إلى ترأسه لنظام في العراق أنتج فساداً وابتزاز أموال كبيرين في عالم التعاقدات الخاصة المدرة للأموال الهائلة.   وبنهاية عهد بريمر كانت ثمة تسعة مليارات من الدولارات من تمويل إعادة التعمير قد اختفت, دون وجود وثائق عن أوجه صرفها.   وكانت بلاك ووتر تمنح الجندي المتعاقد معها 600 دولار في اليوم الواحد, وتتقاضى عنه 815 دولارا من مستثمر كويتي هو صاحب فندق ريجنسي الذي فاز بعقد أمن مع يورست سبورت سيرفيز, التي تقاول من الباطن لشركة هاليبرتون. وكانت يورست سبورت تقدم فاتورة بـ1500 دولار عن الفرد يوميا.   ويؤكد المؤلف أن بلاك ووتر وغيرها من شركات المقاولات الأمنية تعمل في منطقة قانونية رمادية, تترك الباب واسعاً أمام الانتهاكات, ولا تكاد توجد قوانين جادة لمحاسبتها على الجرائم التي يمكن أن ترتكبها.   وبالرغم من الاعتماد غير المسبوق على المقاولين الأمنيين المنتشرين في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى, فقد فشلت الحكومة الأميركية حتى في إحصائهم ناهيك عن ضبط سلوكهم.   الجزيرة وحصار الفلوجة   في الفصل التاسع يتحدث المؤلف بالتفصيل عن معركة الفلوجة الأولى, وحجم الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية ضد المدنيين العراقيين فيها, ودور مرتزقة بلاك ووتر وغيرها في قتل المئات من أهالي الفلوجة.   ويشير إلى الدور المعاكس الذي لعبته قناة الجزيرة الفضائية في كشف حجم الجرائم التي ارتكبت في المدينة, وكيف أن الأميركان طلبوا من أحمد منصور مراسل قناة الجزيرة مغادرة الفلوجة معتبرين ذلك شرطا لوقف إطلاق النار, وعندما رفض منصور المغادرة استهدفته المروحيات الأميركية أكثر من مرة دون أن تتمكن منه.   وفي ذات التاريخ تذكر صحيفة ديلي ميرور البريطانية أن الرئيس الأميركي بوش أبلغ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رغبته في قصف مقر قناة الجزيرة بقطر وأماكن أخرى.   اللعبة الكبرى   ينقلنا المؤلف إلى جبهة أخرى برزت فيها بلاك ووتر هي تكليفها من قبل الحكومة الأميركية بتدريب قوات البحرية في منطقة بحر قزوين, وإنشاء قاعدة عسكرية متاخمة لحدود إيران الشمالية، في إطار تحرك كبير لأميركا باتجاه ما يسميه المحللون الخبراء بالمنطقة “اللعبة الكبرى”، وهي محاولة السيطرة على نفط بحر قزوين الذي يقدر بنحو 100 مليار برميل.   وبلغت قيمة عقد بلاك ووتر 2.5 مليون دولار لمدة سنة واحدة في مشروع “حارس قزوين” للانتشار في أذربيجان لحماية المصالح النفطية لأميركا هناك.   وشكل ذلك بابا خلفيا للانتشار العسكري للولايات المتحدة وبدلا من إرسال كتيبة ميدانية من الجيش الأميركي إلى أذربيجان, نشر البنتاغون مقاولين مدنيين من بلاك ووتر وشركات أخرى للقيام بحماية استغلال الغرب الجديد لنفط منطقة ظلت تاريخيا تحت الهيمنة الإيرانية السوفياتية.   لقد اقترن احتلال العراق عام 2003 بتعاظم استخدام وتدريب قوات أجنبية بواسطة القطاع الخاص في أميركا, وكانت دول أميركا اللاتينية التي عارضت شعوبها وحكوماتها غزو العراق، ضحية لفرق الموت والسياسات القمعية التي تحظى برعاية أميركية.   وتحولت إلى ساحة جديدة لمراكز التجنيد والتدريب للمرتزقة الذين اشتركوا في حرب العراق.   ومن بين أكبر تشكيلات للجنود غير الأميركيين الذين جلبتهم شركة بلاك ووتر إلى العراق مجموعة تشيلية من رجال الكوماندوز السابقين, وبعضهم تدرب أو خدم في ظل الحكم العسكري الديكتاتوري الوحشي للجنرال أوغيستو بينوشيه.   وعندما استقال دونالد رمسفيلد نهاية 2006 كان قد أشرف على أكبر عملية تحول شامل في وضعية القوة الكوكبية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.   وبحلول آخر يوم له في منصبه كاد معدل جنود الولايات المتحدة الميدانيين مقارنة بجنود المقاولين الخاصين المنتشرين بالعراق, يكون واحداً إلى واحد, وهو بند إحصائي غير مسبوق في الحروب الحديثة.   وعلى الرغم من المستوى غير المسبوق لتورط القطاع الخاص في ساحة الحرب, لم يحدث إلا نادراً أن تمدد جيش الولايات المتحدة إلى هذه الدرجة من الوهن, أو واجه أوقاتاً أكثر خطراً.   وقد أرهق احتلال إدارة بوش للعراق وأفغانستان قوات الولايات المتحدة إلى درجة دفعت كولن باول وزير الخارجية السابق إلى أن يعلن نهاية 2006 أن الجيش الميداني يكاد يكون قد تبدد.   (المصدر: ركن المعرفة بموقع “الجزيرة نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

22 mars 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année,N° 3225 du 22.03.2009  archives : www.tunisnews.net   Un 6eme gréviste de la faim AFP:

En savoir plus +

9 juin 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2573 du 09.06.2007  archives : www.tunisnews.net Kamel GHALI: Yasser Ghali : prononcé

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.