طلبة تونس: أخبار الجامعة
أخبار تونس: الرئيس بن علي يهنئ سيدى ولد الشيخ عبدالله بمناسبة تنصيبه رئيسا على دولة موريتانيا
أخبار تونس: وزير الدفاع الإيطالي في ندوة صحفية :”إكبار للخطوات التي قطعتها تونس على درب التقدم والتنمية و الحداثة”
تونس أونلاين: الدكتور منصف المرزوقي / نصحوني بعدم ارتكاب “حماقة” تكوين حزب سياسي
عبد الستار بن عبد الله: شهادة للتاريخ وللتصحيح حول السجناء الإسلاميين في تونس
بيداني فتحي: محاورة- .بيان 18اكتوبر و الردود عليه –ودعوة د .الهاشمي للمصالحة
توفيق: المصالحة المنشودة
د. محمد الهاشمي الحامدي: أشهرت أسلحة الحب والكلمة الطيبة والدعاء
حمزة: من بسطه الإدلال قبضه الإذلال
سيدي بو : إتقوا الله فينا…
مراد رقية: كلّية الآداب بسوسة مزرعة اقطاعية
الشروق:تحقيقات: معقول؟: أطبّاء ومحامون وأساتذة يعنّفون زوجاتهم أيضا !
الصباح: ماذا يقـول الرجـل عن ممارسـة العنف ضـد المـرأة؟
محمد العروسي الهاني: الذكرى الخالدة لتشكيل حكومة الإستقلال يوم 14/04/1956 برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة
د. عماد عبد الرازق: دروس في السياسة من زمن بورقيبة الحبيب
الشروق: ماذا يجمع بين بورقيبة ومحمد الخامس؟ورقات تكشف دور الرجلين في دعم الثورة الجزائريـــة
فتحي بن الحاج يحيى: من دفاتر اليسار التونسي في الزمن البورقيبي: السجن والتفاوض على طريقة الرفيق لو دوك تو
عبد الباسط ين حسن: مفهوم “المدافعين عن حقوق الإنسان”… من الانفتاح إلى التّنميط
سفيان الشورابي: العالم العربي بين تصلب الأنظمة السياسية و الحاجة الملحة للديمقراطية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
الإقتحامات تتواصل في تونس
خاص بالحوار نت
بلغنا اليوم الخميس أنّ المدعو منير الضاوي رئيس دائرة طبربة قام صحبة عدد من بوليس الجهة بمداهمة منزل السيّد نورالدين العمدوني حيث يقطن والداه بمفردهما ، فالأب يبلغ من العمر 73 سنة والأمّ حوالي 72 سنة وقاموا ببعثرة أثاث المنزل وأحدثوا حالة من الرعب استدعت نقل والدة السيّد نورالدين لمستشفى طبربة حيث تتواجد الآن.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 أفريل 2007)
في ذكرى الطالب الشهيد عثمان بن محمود…….
تمر اليوم الذكرى الواحدة و العشرين لاستشهاد الطالب الإسلامي عثمان بن محمود رحمه الله و أسكنه فراديس جناته مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا
ففي يوم الجمعة 18 أفريل 1986 انطلقت رصاصات الغدر المنطلقة من أياد آثمة لتغتال الشهيد في وضح النهار في حي الزهور بالعاصمة حيث كان يقوم ببعض الأعمال الحركية في إطار نشاط الاتجاه الإسلامي بالجامعة و قد لمحه بعض أعوان البوليس خارجا من أحد المنازل فتفطن إليهم الشهيد و لكنهم اقتفوا أثره فحاول الإفلات منهم و وقعت مطاردته في الأنهج القريبة على شاكلة الأفلام البوليسية و كان رحمه الله أسرع منهم فلم يتوانوا إذاك من إطلاق الرصاص عليه من الخلف فسقط شهيدا مضرجا في دمائه
و قد انتشر خبر استشهاد عثمان مساء الجمعة و صباح السبت في مختلف الأجزاء الجامعية و على إثر ذلك و انطلاقا من يوم الاثنين 21 أفريل قام الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية بتنظيم العديد من التحركات للتنديد بتلك الجريمة النكراء التي ترقي إلى مستوى الاغتيال السياسي ووقعت العديد من الإضرابات عن الدروس و تنظيم اجتماعات عامة و مسيرات بالمركب الجامعي بتونس و كلية الآداب بمنوبة و كلية الطب بتونس و غيرها من المؤسسات الجامعية و ندد الطلبة باستهداف زميلهم بهذا الشكل الإجرامي و رفعوا مئات المرات شعار ” يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم “ و الذي رددته حناجر آلاف الطلبة الغاضبين في كل مكان تجمعوا فيه
كان الشهيد عثمان يدرس في السنة الثانية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس ومن عرفه عن قرب عرف فيه الإخلاص و الانضباط و الحماسة و الالتزام بالأدب الإسلامي و الغيرة على الحركة و لم يقصر في أي عمل أو نشاط قام به كان حقيقة مثالا للطالب الإسلامي الحركي المجتهد
و يعتبر الشهيد عثمان بن محمود أول شهيد يتقدم قافلة الشهداء الطويلة للاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية حيث لحقه العشرات منهم رحمهم الله جميعا و أسكنهم جنات الرضوان
و للتاريخ فقد كانت المجلة الوحيدة التي غطت عملية استشهاده بشكل جيد و نشرت له صورة وهو في غرفة الموتى هي مجلة ” المجتمع ” الكويتية وقد أوردت مقالا تحت عنوان ” ديمقراطية الرصاص ”
اما الإعلام المحلي فقد كان أبكم و أصم كالعادة
رحم الله عثمان بن محمود و لا نملك في الأخير إلا أن نقولو من يكرم الشهيد يتبع خطاه
إضراب الأساتذة و المعلمين : نجاح كبير رغم نفي السلطة ….
ذكرت مصادر النقابة العامة للتعليم الثانوي بأن نسبة المشاركة في إضراب يوم الإربعاء 11 أفريل 2007 بلغت حوالي 85 بالمائة في المعاهد الثانوية و قد وصلت في قفصة على سبيل المثال إلى 96 في المائة أما في صفاقس فقد بلغت 92 في المائة
و في ما يتعلق بالتعليم الأساسي فقد ذكرت النقابة بأن نسبة المشاركة فاقت 75 في المائة و من المفارقات أن تدخل وزير التربية في التلفزة ساهم بقدر كبير في إنجاح الإضراب حيث لم يكن يعلم بتوقيته العديد من المعلمين و الأساتذة لدرجة أن بعض النقابيين علق على ذلك مازحا بالقول ” شكرا السيد الوزير ” …
طب الأسنان قي تونس : الواقع و الآفاق ….
تواجه مهنة طب الأسنان ككل الإختصاصات الطبية و غير الطبية صعوبات متزايدة بسبب إلتحاق أعداد جديدة من المتخرجين بسوق الشغل مع احتداد المنافسة و بروز ظاهرة البطالة خلال السنوات الأخيرة
بالمهنة في بداية سنة 2008
Internes و في هذا الإطار ينتظر أن يلتحق 689 مقيممسجلين بذلك إرتفاعا غير مسبوق في نسبة الأطباء الممارسين لاختصاص طب الأسنان يصل إلى قرابة 30 في المائة و ليبلغ العدد أكثر من ثلاثة آلاف ( 3000 ) طبيب ربعهم تقريبا يمارس المهنة في تونس العاصمة كما سيلتحق 1097 طالب إضافي بالمهنة خلال السنوات الست القادمة فقط
مع الإشارة إلى أن الإحصائيات المنشورة في مارس 2006 تبين وجود 2134 طبيب أسنان 3, 86 في المائة منهم يمارسون عملهم كمهنة حرة ( 1457 ) و البقية في المستشفيات العمومية
معطيات عامة عن كلية طب الأسنان بالمنستير :
– بدأت الدراسة بالكلية في نوفمبر 1975 و كانت الدفعة الأولى تضم 46 طالبا فقط
– عدد خريجي الدفعة الأولى : 38
– عدد خريجي الكلية إلى موفى فيفري 2004 : 1646
– عدد المدرسين التونسيين عند الإحداث : لا شيء
– تاريخ مناقشة أول شهادة دكتوراه في طب الأسنان بالكلية : 18 نوفمبر 1981
– عدد الطلبة خلال السنة الجامعية الحالية 2006-2007 : 1278 و تبلغ نسبة الفتيات 68 بالمائة
– 10 في المائة من الطلبة الدارسين بالكلية من ذوي الجنسيات العربية و الأجنبية : فلسطين , المغرب …
– مدة الدراسة : 6 سنوات اثنتان منها للمرحلة الأولى و ثلاث للمرحلة الثانية إضافة إلى تربص داخلي مدتة سنة واحدة
– يبلغ عدد المتربصين الداخليين خلال السنة الجامعية الحالية 176 متربص إضافة إلى 103 متربص داخلي حسب نظام معادلة الشهادات و هؤلاء ممن تلقوا تكوينهم بالخارج
Stagiaires d’equivalenceفي روسيا و رومانيا و أكرانيا الخ ……
كلية العلوم بتونس : نسبة النجاح في ماجستير الرياضيات : صفر في المائة
تم مساء يوم الخميس 12 أفريل 2007 الإعلان عن نتائج الدورة الرئيسية لامتحانات الماجستير في
الرياضيات بكلية العلوم بتونس و قد كانت نسبة النجاح صفر في المائة
مع العلم أنه تقدم لهذا الإمتحان 33 طالب كانوا تحصلوا في السنة الجامعية الماضية على الاستاذية في الرياضيات من كليات مختلفة
و يحق لنا أن نتساءل هل أن مستوى الطلبة الممتحنين على هذه الدرجة الكبيرة من الضعف بحيث لم ينجح و لو واحد منهم و بالتالي تطرح مسالة قيمة الشهائد التي تحصلوا عليها للنقاش أم أن التأطير غير كاف بحيث لم يحصلوا على التكوين الضروري الذي يؤهلهم لاجتياز مثل هذه الإمتحانات بنجاح ؟
و في كل الأحوال تعتبر هذه النتيجة فضيحة مدوية و بداية تدعو إلى الكثير من التساؤلات حول تطبيق
نظام ” إمد ” و خاصة في مرحلة الماجستير …..
إلغاء المعاهد العليا لتكوين المعلمين ….
تأكد التخلي نهائيا عن المعاهد العليا لتكوين المعلمين و عدم إدراجها في دليل التوجيه الجامعي الخاص بالتلاميذ الناجحين في شهادة الباكالوريا و يأتي هذا القرار الرسمي بعد إلغاء التوجيه إلى معاهد تكوين المعلمين خلال السنة الدراسية الفارطة و عدم إدراجها في دليل التوجيه و في هذا الإطار تقرر حذف المعاهد العليا لتكوين المعلمين بالقيروان و قفصة و الكاف و إحالة ملكيتها إلى كل من المعهد العالي للريلضيات التطبيقية و الإعلامية بالقيروان و المعهد العالي لعلوم و تكنولوجيات الطاقة بقفصة و المعهد العالي للإعلامية بالكاف
و بالمناسبة لماذا لا يتم تمكين التلاميذ من دليل التوجيه الجامعي بصفة مبكرة حتى تتاح لهم الفرصة للإطلاع عليه في متسع من الوقت و لا يضطروا إلى القيام باختيارات عشوائية لا تحقق طموحاتهم و رغباتهم بسبب نقص المعلومات حول مختلف الشعب و مسالك التوجيه كما أنهم و من خلال دليل التوجيه يمكنهم التباحث مع الطلبة الذين سبقوهم في الدراسة و استفسارهم عن برامج كل شعبة أو اختصاص و آفاق النجاح و الإشكاليات التي تعرضوا لها و نسب النجاح حتى يكونوا على بينة من الأمر و لا يفاجأوا عند التحاقهم بالدراسة الجامعية
تونس العاصمة : ضبط إحدى الخريجات ” مرسكية ” …..
الأمر في ظاهره ليس بالغريب و لكن إذا علمنا أن المتهمة بعدم دفع قيمة التذكرة عند امتطائها للحافلة متحصلة على الأستاذية في الآداب العربية و تدرس حاليا بكلية الشريعة على امل الحصول في يوم ما على شغل إذا علمنا كل ذلك بطل العجب ….
و قد استوقف المراقب الطالبة المذكورة و سألها لماذا لم تقتطع تذكرة فأجابت دون تلعثم و أمام دهشة جميع الركاب بأنها لا تملك حق التذكرة وهي التي اجتازت ست سنوات دراسة بعد الباكالوريا فهل تتجمد في مكانها و لا تسعى للبحث و لو عن شغل مؤقت تقتات منه …. وقد أفاضت في الحديث عن وضعيتها فما كان من المراقب إلا أن أخلى سبيلها ….
هذه القصة ليست الوحيدة التي يتعرض لها الطلبة و المتخرجون الجدد و تتكرر آلاف المرات في اليوم و تبرز المعاناة التي يعيشونها يوميا
الرئيس بن علي يهنئ سيدى ولد الشيخ عبدالله بمناسبة تنصيبه رئيسا على دولة موريتانيا
تولى السيد احمد عياض الودرني الوزير مدير الديوان الرئاسي الذى كلفه الرئيس زين العابدين بن علي بتمثيله (ألا يستحق الرئيس الموريتاني المنتخب ديمقراطيا بشهادة العالم أجمع وزيرا أول أو حتى وزيرا للخارجية؟؟؟) أمس الخميس (19 أفريل 2007، التحرير) بنواك الشوط ( لا حول ولا قوة إلا بالله: موقع الأخبار الرسمي للدولة التونسية العتيدة يخطئ في كتابة اسم عاصمة دولة شقيقة وجارة عضوة في الإتحاد المغاربي!!! إنها نواق الشط بالفصيح ونواكشوط في الإستعمال المتداول يا سادة ..) في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد سيدى ولد الشيخ عبدالله وأدائه اليمين الدستورية إبلاغ الرئيس الموريتاني تهاني أخيه الرئيس زين العابدين بن علي وتمنياته له بالتوفيق والسداد في قيادة موريتانيا على درب التقدم والإزدهار مؤكدا حرص سيادته على مزيد تطوير علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين .
ومن ناحيته كلف الرئيس سيدى ولد الشيخ عبدالله الوزير مدير الديوان الرئاسي بإبلاغ رئيس الجمهورية صادق مشاعر أخوته وتقديره متمنيا للشعب التونسي مزيد التقدم والإزدهار .
(المصدر: موقع “أخبار تونس” (رسمي) بتاريخ 20 أفريل 2007)
“إكبار للخطوات التي قطعتها تونس على درب التقدم والتنمية و الحداثة”
ماذا في اجتماع اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني؟
ارتفاع احتياطيات تونس بالعملة الاجنبية الى 6.7 مليار دولار
ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر الى تونس 72 في المائة في الربع الاول
الدكتور منصف المرزوقي
نصحوني بعدم ارتكاب “حماقة” تكوين حزب سياسي
حاوره الطاهر العبيدي
* بورقيبة دكتاتور مجنون…
*العودة إلى تونس كانت فشلا ذريعا وهزيمة نكراء..
*وكان يوما لا ينسى بصقوا فيه عليّ حتى لم أعد أرى من خلال نظاراتي..
*المعارضة ومن بينها إسلاميين وعلمانيين دافعت عنهم في أصعب الأزمان لم يتكلفوا عناء مكالمة تلفونية..
*حزب التكتل التزم بقواعد اللعبة المغشوشة..
* 2003 حاول نجيب الشابي إقناعي في لقاء بباريس بأن أترشح أنا وهو وخمسة من شخصيات المعارضة، لننسحب عشية الاقتراع…
* إضرابات الجوع حققت مزيدا من المسكنة والذل والضعف والهوان..
*إذا تحرّر الوطن بحياتي فسأرجع برفاته لدفنها في دوز، وإذا لم يتحرّر في حياتي فإنه يجب أن يتطوّع بعض الشرفاء للرجوع برفاته ورفاتي..
*نعم ثمّة دوما داخلي هاجس أن أكون جديرا بأب لم يدخل بيت الطاعة حياّ أو ميتا.
*بقدر ما يتأخر الإصلاح، بقدر ما سيتفاقم التمرّد المسلح.
الدكتور منصف المرزوقي من الشخصيات الوطنية المسكونة بهواجس الحرية والديمقراطية، والمجندة تطوّعا واقتناعا لتوطين حقوق المواطنة، ومن أجل ذلك دفع ويدفع الكثير وفاء لجملة المبادئ الإنسانية التي آمن بها، ابتداء بالسجن والخطف والتهديد بالقتل والمحاصرة المستمّرة والتضييقات، ممّا جعله يلجأ إلى المنفى الاختياري اضطرارا، ولأنه ذاك الريفي النابت والمزروع في واحات
” دوز ” “وقبلي”، فإنه ظل قريبا من الفلاحين والمزارعين، وملتحما بأوجاع المواطنين، ولم يكن أرستقراطيا في تعامله مع أهل بلده، ولا متعاليا عن أبناء تربته، بل كان تلقائيا ككل الريفيين البسطاء وككل البدويين المتشبّثين بالأرض والحقل والعرض، الذين يرفضون مظاهر الديبلوماسية الاصطناعية والأرائك الميكيافيلية…
من جهتنا اخترنا أن نوجّه له بعض الأسئلة المشاكسة، المستقاة من تحت السطح وفوق السطح، وممّا يدور في الكواليس لمختلف الرؤى للمتابعين والمهتمين بطروحات المرزوقي، الذي لا يمضغ مواقفه ولا يتخلف في المطالبة تكرارا برحيل الرئيس زين العابدين بن علي، من أجل انفراج سياسي حسب تصوّره، في حين أن التجارب العربية أثبتت أن رحيل أيّ رئيس أو اختفاؤه أو عزله لا يغير من الواقع السياسي العربي شيئا، طالما لم يتغير السيستيم… فكان مشكورا صدره رحبا في الرد على أسئلتنا، وكان كعادته يحترم المواعيد ويحترم الالتزام بالوقت، ويقدّر الجهد الإعلامي، ليكون هذا الحوار الذي نضعه بين أيدي القرّاء، مساهمة منا في استكشاف رؤى بعض الرموز التونسية المعارضة.
الدكتور منصف المرزوقي سياسي وحقوقي وكاتب، فأيهما من هذه الصفات أقرب إلى قلبك، وأين تعتبر نفسك أحق بلقب من هذه الألقاب، وفي أي الأماكن أو المواضع تستطيع ارتداء قبّعة ونزع أخرى؟
أولا شكرا جزيلا على استضافتي، وشكرا لكل من سيشرّفوني بقراءة هذا الحوار. وبالطبع ردّي على أسئلتكم الصريحة سيكون بنفس المستوى من الصراحة.
أنا بالطبع لست ثلاثة قوالب مستقلة موضوعة على رفّ، بل ككل شخص ذات مترابطة.
الخيط الرفيع المنظم للحالات التي ذكرت، اكتشافي باكرا أن قيمة الإنسان في ما يعطي لا في ما يأخذ. تعلمت الطب للعطاء لا للأخذ. تخصّصت في أمراض الأعصاب ” la neurologie“ ، وهو اختصاص لا علاقة له بالأمراض النفسية والعقلية، ووضعني أمام مأساة الأطفال المعاقين، فتجندت لهم كطبيب وداخل جمعيات الدعم محليا ووطنيا وحتى عالميا. عملت قرابة عشرين سنة في قرى الساحل لوضع الطب الجامعي في خدمة الفقراء. اكتشفت آفة التعذيب والظلم الاجتماعي والسياسي في بداية الثمانيات، فدخلت معترك حقوق الإنسان. ثم اكتشفت أن البيانات لا تنهي التعذيب، وإنما ما ينهيه نهاية نظام الاستبداد. هكذا دخلت المعترك السياسي. طيلة هذه السنوات كان القلم سلاحا للنضال، وأيضا متنفسا عن الكرب الذي يعاني منه كل مناضل، تحت نظام بشع كالذي عشنا ولا نزال نعيش تحته. من هذا الأمل ومن هذا الألم ولدت الكتابة. إذن كما ترى الأمور مترابطة متداخلة ومنخرطة في نسق له منطق وله تاريخ يفسّره.
هل أنت من أتى إلى عالم السياسة، أم السياسة هي التي أتت إليك؟
أنا لم أدخل السياسة أنا ولدت فيها. نشأت في بيت كان مخبأ سلاح المقاومة. احتجز حاكم المنطقة العسكرية في مدينة ” قبلي” عائلتنا في الخمسينات في ” دوز” حتى يسلم أبي نفسه، ثم أطلقوا سراحنا بعد أن كدنا نموت أنا وأخي مخلص بالحصباء. وفي الثامنة من العمر تعرّضت لمحاولة اختطاف. في العاشرة أذكر أنني كنت واقفا بين رجلي صالح بن يوسف بصحبة والدي وهو يخطب في باب منارة.
في الحادية عشر كان لي أول استجواب مع البوليس السياسي، بخصوص مكان وجود والدي الذي هرب للمغرب حال انطلاق التصفية الدموية لليوسفيين أواسط سنة 1956. في السادسة عشر أول هجرة إلى المغرب للحاق بوالدي والبقية معروفة…الكثير من هذه الأحداث مضمنة في “الرحلة ” ( انظر الأجزاء الستة لكتاب الرحلة موجودة في موقعي
www. Moncefmarzouki.net ) حتى وإن لم يكن الكتاب سيرة ذاتية. الفرق عند الكثيرين بين الشأن العام والشأن الخاص لم أعرفه يوما. وسيبقى الأمر كذلك إلى مماتي.
لو نتعرف على لمحة تاريخية عن ظروف نفي والدك للمغرب، وهل هذه المحطة لها تأثيرات على تشكل الشخصية السياسية لديك؟
والدي كان من أقدم الدستوريين وأنشطهم في الجنوب. بدأ يجمع السلاح للمقاومة من فلول الجيش الألماني في بداية الأربعينات. وكان مطلوبا وهاربا أغلب الوقت ومعتبرا إرهابيا. عاش متنقلا بين المشرق والمغرب حيث كان صالح بن يوسف يبعثه في مهمّات سياسية تحت غطاء الصحافة. كانت تربطه بالشهيد علاقات بالغة القوة: نفس خيار الاستقلال الكامل، نفس التوجه القومي، نفس التجذر في قيم العروبة والإسلام…ربّما من وراء الستار اللحمة الجنوبية.
لما انهزم التيار اليوسفي وذلك بسبب دعم الاستعمار لبورقيبة، وانطلقت المذبحة ضد اليوسفيين، فرّ إلى المغرب حيث وفّر له المغفور له الملك محمد الخامس اللجوء والعمل والحماية. كان اغتيال الشهيد صالح بن يوسف من طرف بورقيبة أكبر صدمة في حياته وأعتقد أنه لم يبرأ منها أبدا. عاش منفيا ثلاثة وثلاثين سنة يحلم بالوطن إلى أن توفي في مراكش ودفن فيها .
إذا تحرّر الوطن بحياتي فسأرجع برفاته لدفنها في دوز، وإذا لم يتحرّر في حياتي فإنه يجب أن يتطوّع بعض الشرفاء للرجوع برفاته ورفاتي.
أحيانا أتذكر ابن أختي رياض البدوي، الذي عرف التعذيب في التسعينات وقضى سنتين ونصف في السجن، فلا أصدّق أنه الجيل الثالث ولا حقّ لعائلتنا التي أعطت كل شيء للوطن، أن يعيش أفرادها في بلدهم إلا إذا قبلوا العيش تحت “جزمة” الوالي والمعتمد والحرس والبوليس والكاتب العام للجنة التنسيق، في ظل دكتاتور مجنون كبورقيبة، أو فاسد كجنرال المخابرات الذي يتحكم اليوم في رقابنا.
لمن يحتجّ على كلمة مجنون ليعد لشهادة محمد الصياح في الكتاب الجماعي عن بورقيبة.
Habib Bourguiba ; la trace et l’Héritage ; par M.Camau et V. Geisser ; editions Karthala
أما كلمة فاسد بخصوص وريثه، فلا أظن أنني سألقى اعتراضا من أحد. نعم ثمّة دوما داخلي هاجس أن أكون جديرا بأب لم يدخل بيت الطاعة حياّ أو ميتا.
البعض يرى أن المرزوقي كان يحظى بإشعاع ونوعا من الإجماع الوطني، خفت كثيرا لما تحوّل من شخصية حقوقية مستقلة، إلى شخصية حزبية متزّعمة لأحد الأحزاب، فهل انخراطك الحزبي له ثمن؟
أقرب الناس إليّ وعلى رأسهم توأمي هيثم مناع، نصحوني بعدم ارتكاب “حماقة” تكوين حزب سياسي، وأنني فعلا سأخسر كثيرا من وزني المعنوي. لكن متى كانت مصالحي الشخصية هي معيار أخذ القرارات؟
تونس كانت بحاجة لحزب ديمقراطي واضح وجريء، بعد فشل المراهنة على حزب التكتل الذي بقي ينتظر سنوات أن يرخّص له بالعمل، ثم التزم بقواعد اللعبة المغشوشة . كانت هناك أيضا ضرورة تحدّي الدكتاتور بادعائه المغرور أنه هو الذي يخلق الأحزاب والتنظيمات ويسيرها” بالرموت كنترول”. ثم كان من الواضح بعد تجربة المجلس الوطني للحريات، أن الحركة الحقوقية وصلت سقفها ولم تستطع أن تغيّر شيئا من سياسة الدكتاتورية. كل هذه الأسباب كانت تفرض ولادة شيء مثل المؤتمر. كان المشروع أن أضع الحزب على رجليه وأن انسحب في أول فرصة، تماما كما انسحبت من رئاسة اللجنة العربية، ومن الشبكة الإفريقية لحقوق الطفل ومن المجلس، أي بعد أربعة سنوات على أكثر تقدير كما هو مضمن في القانون الداخلي.المشكلة أنني لم أتنبأ بطردي من الكلية، واضطراري للخروج إلى المنفى مما علق تنفيذ الخطة. أول ظروف ملائمة لالتئام مؤتمر المؤتمر سأبادر لتسليم الأمانة، لا لأنني لا أؤمن بالحزب الذي تشرفت مع نخبة من المناضلين بتأسيسه، لكن لأنني لست رجل جهاز. طاقاتي وإمكانياتي من نمط آخر، ويمكن أن أوظفها بكيفية أحسن لخدمة القضايا التي خلق من أجلها المؤتمر.
يروج أن المرزوقي عاد إلى تونس في المرة الأولى، معتقدا أنه سيحظى باستقبال جماهيري كبير كما وقع لبورقيبة، غير أنه كان في استقباله حوالي 13 من النشطاء، مما جعله يحس بخيبة أمل، والمرة الثانية التي عدت فيها إلى تونس، كنت تحت الحصار والتضييقات، ورغم الاعتصام والعديد من محاولات الصمود، إلا انك رجعت إلى فرنسا فبماذا ذهبت وبماذا عدت؟
كما يقال لا نادم لا فرحان. غير نادم لأنه لم يكن معقولا أن أطلق النداء للمقاومة السلمية وأن أبقى في باريس. مسألة منطق ومصداقية، غير نادم أيضا لأن السلطة هي التي تراجعت و لم تتجاسر على اعتقالي عند الوصول، رغم تأكيدات أحد أزلامها عشية الرجوع بأنهم ينتظروني. كذلك لم تتجاسر على اعتقالي عند الخروج رغم أنني رفضت تسلم الدعوة للمثول أمام قاضي التحقيق، ولم أشرّف الموظف التعيس بحضوري أمامه، لكن قطعا غير فرحان. بصراحة العودة إلى تونس كانت فشلا ذريعا وهزيمة نكراء. في دوز باع مشروع المظاهرة مندسّ وطوّقنا البوليس، ورغم شجاعة شباب المرازيق لم نستطع فعل شيء. في سوسة مشى ورائي الأوباش ساعة ونصف بالسب والبصاق، ولم يحرك أحدا ساكنا، كذلك في جنازة ” حمادي فرحات ” في هرقلة. اعتصمت ببيتي آملا أن يصبح نقطة لقاء فلم يجسر على كسر الطوق البوليسي إلا قلة من الصناديد. كسرت الاعتصام للخروج للشارع فوجدت جحافل البوليس أمام بيتي وهم الذين نجّحوا المظاهرة. للوصول إلى الكاف عندما أوقف البوليس السيارة، مشيت في الجبل تحت المطر ساعات ولم يكن معي إلا ثلاثة رفاق. وفي المدينة تجمهر الصعاليك لاستقبال” شعبي حافل” وكان يوما لا ينسى .بصقوا فيه عليّ حتى لم أعد أرى من خلال نظاراتي، والناس تتفرج. المعارضة ومن بينها إسلامييين وعلمانيين دافعت عنهم في أصعب الأزمان لم يتكلفوا عناء مكالمة تلفونية. من كنت أنتظر منهم العون في باريس بخلوا بنفس المكالمة، بل منهم من اغتنم الفرصة وأنا في النازعات غرقا للمزايدة
” والتشكيب “.
قرّرت إذن المغادرة لسببين .الأول لاستعادة حريتي في الاتصال والعمل، وهو اليوم أمر مستحيل تماما في تونس لي ولغيري. والثاني وهو الأهم أن أمشي…أنا رجل بحاجة لكثير من الفضاء أمامي… لشواطئ سوسة…للصحراء في دوز…للشوارع الكبرى في باريس…مرة مازحت صديقا قائلا: الناس كتبت كتبها باليد وأنا بالقدم. ساقيّ مثل الدينامو الضرورية لتشغيل دماغي. إذا لم أمش الكيلومترات لا أستطيع التفكير.
وفي باريس مشيت كثيرا، وكانت حصيلة التفكير التخلص بسرعة من قصّة ليذهبوا كلهم إلى الجحيم حكما ومعارضة وشعبا، يكفي ما دفعت، آن الأوان لأهتم ّ بنفسي الخ. استعرضت مطوّلا كل معطيات خيار الثبات والصمود.عدم مهادنة الديكتاتورية خطأ ؟ لا.الموقف الوحيد . المقاومة المدنية خطأ ؟ لا . الحل الوحيد لأن الآخر المقاومة المسلحة. الرجوع خطأ ؟ نعم كان سابقا لأوانه. الخطة خطأ ؟ نعم لأكثر من سبب: مرتجلة وغير محكمة، سوء تقدير، خساسة الخصم وقدرته على ابتكار وسائل لم أكن مستعدّا لها، سوء تقدير استعداد المجتمع للخروج، سوء تقدير عمق ضغينة الطبقة السياسية ضدّي، سوء التنسيق مع رفاقي داخل تونس. قبلت بتحمل مسؤوليتي كاملة في ما حصل. اقتنعت بضرورة قبول كل النقد بمنتهى التواضع والصدق، لكن فقط ممن تحمّلوا معي عبأ المعركة. المواصلة ؟ نعم وألف نعم إلى آخر نفس. كم من حرب خسرت فيها أكثر من معركة وانتهت بالنصر. لذلك أقول لكل من تشمّتوا فيّ من أعداء و”أصدقاء” لا تفرحوا كثيرا بهزيمتي هذه. ثمة ثلاثة إنجازات ضخمة حققتها ولن تستطيعوا أبدا سحبها مني. الأول أنني عشت حرّا أبيا لا تكسر لي شوكة في مجتمع عجز لليوم أن يكون مجتمع بشر أحرارا، وبقي في تخلفه المقيت مجتمع سادة ومستعبدين. الثاني أنه كان لي شرف المساهمة في تكوين نواة شعب المواطنين المشكّل اليوم من بضعة مئات من الأبطال والبطلات، كسروا الصورة النمطية لتونسي جبان، ذليل، انتهازي، ماسك بالعصا من الوسط في كل الأمور، صديق الجلاد والضحية…وتقدّموا خطوات جبّارة في بناء صورة نمطية جديدة لتونسي أبي حرّ وشهم. هذه القلة هي شعبي الذي أعطاني الدعم والمحبّة والذي لم ولن أبخل عليه بامتنان أو بإخلاص. حقا شعبي هذا لا زال قليل العدد ولم يستطع إلى الآن قلب موازين القوى، لكنه سيصبح آلافا مؤلفة. نحن البذرة الصغيرة التي ستنبت منها الدوحة العظيمة.
الإنجاز الثالث أنه، في حالة موتي أنا أيضا في المنفى، وتونس تحت الاحتلال، وربما يرثها من الدكتاتور الحالي دكتاتورا آخر، فالأفكار والقيم والصور النمطية التي دافعت عنها ورمزت لها ستواصل فعلها الخفي إلى أن تثمر يوما ما. شعاري خلافا لهم ليس أنا وبعدي الطوفان، وإنما إذا متّ ظمآنا فلينزل القطر على أرض الآباء والأجداد.
ما يحسب لك أنك أحد المناضلين الشرفاء الذين لم يتورطوا في ” البيع والشراء “، ومن جانب آخر يراك آخرون متسرّعا ومتشنجا سياسيا، ومتهما بأنك من المهوسين بالوصول إلى الرئاسة، على حساب البرنامج السياسي؟
متسرّع ! والبلاد تخرب منذ عشرين سنة وتتوجّه إلى العنف المدمّر، وقد أغلقت كل الأبواب أمام شيبها وشبابها .
متشنج ! من يستطيع مواجهة كل هذا العفن، كل هذا الظلم، كل هذه الآلام التي تعاني منها مئات الآلاف من الأمهات والزوجات والأطفال، كل هذا الوقت الضائع من حياتنا أفرادا وشعوبا ولا يتشنّج…اللهم إلا إذا كانت السياسة بالنسبة له مهنة أو رياضة لا رسالة ومسؤولية ؟
مهووس بالرئاسة ! سنة 1998 لما أسّست مع بعض “المتشنجين ” المجلس الوطني للحريات قيل وقتها من داخل المجلس وخارجه أن كل العملية لأترشح للانتخابات الرئاسية في 1999، ولمّا لم يحصل الأمر قال نفس الأشخاص أن ذلك لم يتم بفضل ضغطهم عليّ. لمّا تأسس المؤتمر، قيل من داخل الحزب ومن خارجه أن كل العملية لأترشح سنة 2004 .لم يحصل الأمر ولم يعتذر لي أحد. سنة 2003 حاول نجيب الشابي إقناعي في لقاء بباريس بأن أترشح أنا وهو وخمسة من شخصيات المعارضة، لننسحب عشية الاقتراع كما وقع في الجزائر. فقلت له أفضل خيار لنا وللبلاد البقاء على قرارنا رفض شرعية التغيير الدستوري ل 2002 والتركيز على لاشرعية الانتخابات وتقدم الدكتاتور لها واغتنام الفرصة لخلق جبهة وطنية والدعوة للمقاطعة والنزول للشارع . تعرفون البقية، من ترشح ومن لم يترشح . بخصوص 2009 سترون من سيترشح ومن لن يقبل بالانخراط في تهريج رخيص لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية .
ثم أتهم بأني المهووس بالرئاسة ! أليس من العدل والإنصاف القول أن الهوس من الذين يسقطون عليّ مخاوفهم . نعم أنا مهووس لكن بالجامع لا بالحصيرة ، بنهاية الدكتاتورية التي ستسمح بانتخابات حقيقية يمكن أن أشارك فيها أو لا أشارك ، لا بالدخول في تمثيليات رخيصة لتتحدث عني وسائل الإعلام وأكتب في بطاقتي مترشح سابق ومزمن للرئاسيات.
حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي أنت رئيسه، طوال هذه السنين لم يستطع النفاذ للجماهير، ولم يتمدد شعبيا، وبقي تقريبا محصورا في نفس الأفراد المؤسسين وهم من النخبة، أما في الخارج فبقي بنفس المجموعة التي تناقصت بدل أن تتوسّع، فهل من توضيح؟
عند نقاش مشروع إنشاء المؤتمر طوال سنة 2000 كنت ضد تشكيله في حزب، واقترحت شكل اللجان والدوائر والشبكة بكثير من المرونة وقليل من الإيديولوجيا. وكانت لي حجج متينة أنه لا يمكن بناء حزب معارض تحت دكتاتورية إلا إذا كان حزبا مسلحا وسرّيا. أما حزب علني وسلمي فهراء لأن الديكتاتورية لا تسمح إلا بالأحزاب العاجزة عن تهديدها والقابلة باللعب داخل المساحة الضيقة التي تحدّدها، والتي تشكل لها نوعا من الغطاء التعددي . وإذا شكلت خطرا، كما كان الأمر مع النهضة، جمعت قيادتها وهياكلها في ليلة ليلاء بفضل القوائم الجاهزة لدى البوليس. حزب معارض لا معنى له إلا في نظام ديمقراطي مثل لا معنى لسيارة إلا بوجود البترول. الشيئان مرتبطان. للأسف لم أقنع الأغلبية وأسّسنا حزبا. لكن الواقع فرض أوامره ونواهيه. السلطة حاصرتنا. الناس لم تتجاسر على دخول حزب ” متطرف” هي التي لا تدخل الأحزاب المعترف به. اكتفينا بتنمية شبكة الصداقات خاصة في الجهات، وأن يكون لنا في كل مكان ” منارات” لنبني عليها يوم يحين وقت البناء. كثير من الأخطاء أتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها، ولو أن اضطراري للهجرة من أسبابها الرئيسية. هذا ما جعل المؤتمر في وضع لا يحسد عليه، ولو أني لا أرى أيّ حزب له وضع يحسد عليه، ولو كان الحزب المحكوم. لست نادما في آخر المطاف على المشروع. أولا هو ألقم الدكتاتور حجرا بخصوص ادعائه السيطرة على الساحة السياسية. المؤتمر موجود رغم أنفه وسيتواصل رغم أنفه. ثانيا هو رفع سقف الخطاب السياسي لكل المعارضة،
و أجبر الأحزاب القانونية على الحذو على خطاه في قضية الاعتراف بالإسلاميين. هناك أيضا صورة نمطية جديدة للعمل السياسي الواضح والجريء. هناك خيار العقد السياسي من مختلف تيارات إيديولوجية، بدل الحزب المهيكل على إيديولوجيا وهذا تنظيم المستقبل. رغم العيوب والنواقص التنظيمية أنا متفائل. وعاكف الآن بتكليف جماعي على إعادة تحديث البرنامج الذي نشرناه في وثائق الولادة. نحن نبني الفكر والصورة أي الوعاء، ويوم تصبح ظروف العمل الميداني ممكنة، فما من شك لديّ أن القيادة الشابّة الجديدة التي أحلم بها ستحصد ثمار ما زرعه المؤسسون الشجعان، الذين مارسوا في هذا الميدان وفي بقية نضالاتهم الأخرى الشعار الثوري الوحيد، الذي رفع في تونس منذ
” الاستقلال”: حقوقنا نمارسها ولا نطالب بها.
لاحظنا كما غيرنا، أن بعض البيانات السياسية في المهجر حول العديد من القضايا أحيانا تمضى باسمكم كرئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وأحيانا توقع باسم مجموعة مترابطة ومنسجمة في العمل المشترك منذ سنوات من نفس الحزب، مما يوحي بأن هناك نوع من التجافي بينكم وبين بعض عناصركم؟
المشكلة أخطر مما تتصور. اليوم كل التنظيمات دون استثناء ساحة حرب أهلية ضروس. لا أدري كيف تفعل الأحزاب المكوّنة من شخص واحد ويرأسها جزء لا بأس به من الشخصيات الوطنية والمستقلين والإلكترونات الحرة، والعباقرة الذين لم ينتبه أحد لعبقريتهم أحد، وهي أكثر الأحزاب التونسية انتشارا. كيف يفعل المسكين لكي يتباين مع نفسه؟ كيف ينظم محاولة انقلاب ضدّ نفسه ومع أي جزء من نفسه يتحالف لكي يحقق انتصارا على جزئه الثالث؟ كيف يعقد جلسات مصالحة مع مختلف التيارات داخل دماغه. التشرذم ، التشظي كل هذا ليس فقط نتيجة نرجسية مرضية، استفحلت في كل القطاعات كردّ على الإذلال الذي تمارسه الدكتاتورية على الجميع. البشر مثل الذئاب في كثير من الخصائص، من بينها أنهم إذا لم يتوفر لهم صيد يجرون وراءه أكلوا بعضهم البعض. طالما لم يحدّد كل التونسيون لهم كهدف واحد أحد الجري وراء الضبع، فإن المعارك الداخلية ستتواصل لتفرقع كل التنظيمات.
رغم التباين الإيديولوجي في الرؤى والمناهج بينكم وبين حركة النهضة، إلا أننا نراكم متحالفون عضويا مع الإسلاميين، فهل هذا التقارب هو تحالف استراتيجي أم تكتيكي، أم نوعا من البحث عن سند قاعدي كما يتراءى لغيركم؟
بصراحة أرهقني الرد على هذا السؤال الذي ألقي علي مليون مرة دوما بصيغة التهمة. إذا للمرة الواحدة بعد المليون نعم لي علاقات إنسانية طيبة بالإسلاميين، تكوّنت طيلة سنوات الجمر، نظرا لدفاعي عنهم وامتنانهم لي، علما وأنني لم أطلب يوما شيئا كهذا، لأنني ربيت على مقولة لا شكر على واجب. لا ليس هناك تحالف استراتيجي أو تكتيكي، وإنما هناك على العكس خلافات سياسية عميقة بخصوص الموقف من الدكتاتور، بخصوص الموقف من 18 أكتوبر، بخصوص الإستراتيجية المستقبلية لمواجهة الوضع. ما آمل أن يوضّح المؤتمر المقبل للنهضة جملة من القضايا، حتى تصبح الحركة جزءا من الحل لا جزءا من المشكل التونسي.
كانت لك بعض التحفظات منذ البداية حول حركة 18 أكتوبر، حتى أن هناك من يردد أن المرزوقي متى لم يكن هو محور الحدث، فإنه يحاول أن يوضّع أي مبادرات أخرى ؟
ما يتطلبه وضع الوطن المأساوي ليس لجنة تنسيق حقوقية، تردّد نفس المطالب المكرّرة منذ عشرين سنة دون نتيجة، وتتناقش في الإرث كأن الدكتاتور سيترك لنا ما نرث رجالا ونساء. المطلوب هو جبهة أحزاب كما حصل في موريتانيا، تتقدّم كبديل سياسي، تتوجه أساسا لشعب المواطنين، وتتواصل مع القوى الوطنية داخل الدولة لانتقال سلمي نحو النظام الجمهوري الديمقراطي. هاتوا لي مثل هذه الجبهة وأنا مستعدّا لتلميع أحذية أصحابها.
لا للتفاوض لا للتصالح لا للتجالس، لاءالت ثلاث وسقف مطالب سياسية مرتفعة هي عنوان طرحكم، وسلطة صمّاء، وبين هذا وذاك مساجين سياسيين تأكل منهم السنوات وتقتنصهم الأمراض، فكيف الخروج برأيكم من هذا النفق ،الذي يدفع ضريبته الموجعة من كان وراء القضبان؟
غريب هذا السؤال. لماذا لا يتوجه أصحابه إلى الدكتاتور ليسألوه هو لماذا لا يقبل بالتصالح ، لماذا يرفض التفاوض، لماذا يستنكف عن مجالسة حتى ألين وألطف المعارضين الذين أعطاهم بنفسه رخصة السياسة، لماذا يواصل كل هذه الشدّة، هذه الغلظة، هذه القسوة، هذا الشطط، هذا التشنج، هذا التطرف، حتى مع من خدموه ويريدون خدمته.
ثم لماذا لا يتوجّهون بالسؤال لمن لاطفوا ولاينوا وكتبوا بيانات الاستعطاف، وتأدّبوا وتملقوا ولم يذكروا الفساد أو يطرحوا يوما قضية الشرعية، اسألوهم ماذا حققوا لأنفسهم، لأحزابهم ، للمساجين السياسيين؟
ماذا حققت لهم إضرابات جوعهم باستثناء إعطاء مزيدا من صورة المسكنة والذل والضعف والهوان والاستجداء والتوجه لحس الإنسانية عند من لا يملكون منها ذرة ؟
يسألوني أنا بلهجة الاستنكار، كيف أتخذ مواقفي هذه وكأنها هي المسؤولة عن بقاء المساجين السياسيين، والحال أنني استنتجت الاستنتاج المنطقي الوحيد من سياسة هذا الرجل ونظامه، وهو أنه يجب أن يرحل، ويجب أن نتكاتف لترحيله حتى يخرج العشرة ملايين من السجن الواسع، والمئات من السجن الضيق.
” معيز ولو طاروا ” ؟
كيف تنظرون إلى المناخ السياسي التونسي الحالي، خصوصا بعد شبح العنف المسلح الذي يخيم على المنطقة المغاربية، آخرها التفجيرات في المغرب والجزائر، وقبلها ما وقع في تونس من مشادات بين قوات الأمن وبعض العناصر المسلحة؟
في تونس كما هو الحال في المغرب والجزائر هناك اليوم سباق بين الإصلاح والتمرّد المسلح. بقدر ما يتأخر الإصلاح، بقدر ما سيتفاقم التمرد المسلح. الإصلاح طبعا ليس إصلاح أنظمة، ردّدت ألف مرّة وأثبت الواقع ألف مرة ومرة أنها لا تصلح ولا تصلح، وإنما إصلاح الوضع المأساوي الذي تسببت فيه، وهذا يتطلب تجند الجميع لاقتلاعها من جذورها، وبناء نظام سياسي جديد يمكن المجتمع أخيرا أن يعيش بسلام وأمن، وأن يطوّر نفسه ويحافظ على وجوده.
ألا ترون أن المرزوقي وغيره من المعارضين بقوا يمارسون معارضة فضائية، أو إن شئنا معارضة إلكترونية، لم تنزل إلى مشاغل الجماهير اليومية، ولم تقتحم البيوت، ولم تسطع احتضان هموم المواطن التونسي، وبقيت معارضة جدلية عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية؟
الفضائيات والإنترنت مثل المناشير والاجتماعات في السابق. وسائل للاتصال ضرورية ولا غنى عنها. الالتحام بالجماهير كيف؟ في ظل دولة بوليسية أخطبوطية مثل هو الحال في بلادنا؟ ثمة العمل السري لكن أي عمل سري لنشر الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان ؟
مشاغل الجماهير اليومية؟ كأن الفساد وغياب الحريات ليس من صميم مشاغل الجماهير، وكأن كل همومها ليست مرتبطة بالوضع السياسي. لنكفّ عن هذه الديماغوجية، من جهة النخب التي تحادث النخب ومن جهة الجماهير المسكينة المتروكة لحالها. هذه الجماهير ليست بالطيبة التي تتصور والنخب ليست بالبشاعة التي يحاول البعض تصويرها بها. القضية أن مجتمعنا مقسم لشعب المواطنين وشعب الرعايا وأن عددنا نحن المواطنون ما زال قليلا. دورنا توسيع الدائرة أكثر فأكثر بخطاب التحريض الدائم، بالقدوة والمثال، بالتضحية لحمل جماهير الرعايا على الخروج من سلبيتها وممارسة حقوقها لا انتظارها من ناس لا ينتظرون إلا الشرارة الأولى لامتطاء طائراتهم الخاصة..كل هذا عمل صعب طويل المدى، لكن لا غنى عنه والنتيجة ستأتي حتما، خاصّة وأن لنا حليف هام لإنضاج ظروف التحرّر :سياسة الدكتاتور.
هل لك ما تريد أن تختم به؟
بلادنا تشهد تحللا وتفككا وتفسخا لم تعرف له مثيل في تاريخها الحديث، وذلك على مستوى الدولة والمعارضة والمجتمع. ثمة قوى دمار هائلة كأنها شياطين أطلقت من عقالها لتدمر تونس، والمنطلق هو هذا الفيروس الخبيث الموجود في قرطاج. أحيانا أقول لنفسي سبق السيف العذل يا صاحبي، لا أنت ولا أي إنسان قادر على وقف تدحرج الصخرة، وما زال هناك شوط قبل أن ترتطم بالهاوية لتنفجر إلى ألف شظية. لكن تربيتي الطبية علمتني أن قوى الدمار لا توجد إلا ووجدت حذوها قوى خلق.إنه مبدأ الفعل وردة الفعل في الفيزياء.أنا مقتنع أن هناك داخل المجتمع والطبقة السياسية والدولة نفسها كمّ من آليات تصحيح وتدارك وتعافي تعمل بصمت. لنكن كلنا جزءا من هذه القوّة الجبارة، التي هي الضامن لتواصل تونس ونهضتها من كبوة العقدين الأخيرين…وحتى هذه الكارثة التي رأت عصابات الحق العام تستولي على الدولة، يجب أن تستثمر يوما كما يفعل الجسم عندما يكتسب من تعرضه لجرثومة خبيثة لا تقضي عليه مناعة ضد تجدد المرض.
إلى المقاومة المدنية بكل أشكالها، يا ورثة الدغباجي والحامّي وحشاد، لنحقق لتونس استقلالها الثاني، لنضمن لأطفالنا وطنا لا يستحي منهم ولا يخجلون من الانتماء إليه .
********************
(المصدر: موقع تونس أونلاين.نت بتاريخ 20 أفريل 2007)
الرابط: www.tunis-online.net
شهادة للتاريخ وللتصحيح حول السجناء الإسلاميين في تونس
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
محاورة- .بيان 18اكتوبر و الردود عليه –ودعوة د .الهاشمي للمصالحة
حول موضوع بيان 18 اكتوبر قرأت بعض المقالات خاصة التي فندت هذا البيان و اعتبرته يخالف صريح المنقول .
ما سأكتبه في مقالي هذا ليس غرضي منه هو تحليل بيان 18اكتوبر و مدى توافقه مع النصوص أو مخالفته لها ,انما غرضي هو لفت انتباه الاخوة الى دائرة أخرى غير التي انطلقوا منها في حكمهم على هذا البيان وغيره من القضايا المعقدة التي يستوجب فيها التريث و عدم التسرع في الحكم عليها ,والقول هذا حلال و هذا حرام. أسود او أبيض .
ان الدائرة التي تسعنا هو فقه ترتيب الاولويات بحسب المقصود منها وفقه الموازنات ,و فقه القواعد الاصولية من مثل يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام 2يرتكب اخف الضررين لاتقاء أشدهما 3 دفع المضار مقدم على جلب المنافع الى غير ذالك من القواعد الاصولية وهو فقه الف فيه العلماء قديما وحديثا كالشيخ القرضاوي والشيخ الريسوني .وفقه المقاصد.
فهذه الدائرة على أساسها دخل التيار الاسلامي الوسطي البرلمانات .
والا فان هذه البرلمانات من حيث هي فانها غير ملتزمة بالنصوص الشرعية .انما دخلها الاسلاميون بغرض الحد من القوانين التي تخالف الشريعة .
هناك بعض الجماعات لا تؤمن بالمشاركة في البرلمانات لانها وضعت نفسها بين حدين ,حلال ,حرام فتراهم دائما وبسرعة فائقة يستدلون بالنصوص بان هذا العمل مخالف للشريعة ,فهذا الخطاب يكون صحيحا اذا كنا في اطار الدولة الاسلامية ,لكن اليوم اغلب الدول الاسلامية ليس لها من الاسلام الا الاسم فدساتيرها وقوانينها كلها مستوردة .
وبناء عليه يجب ان نغير مقاييسنا في الحكم على الاشياء ,وليسعنا فقه المقاصد و فقه الاولويات و فقه الموازنات .
وظني ان الاخ علي لعريض عندما يقول لا تحملوا البيان اكثر مما يحتمل هو يعني ما يقول .
وحتى لااطيل قي هذه النقطة اقول ان اوضاعنا اي الاسلامية لا تخفى على احد .الذين يعتلون سدة الحكم علمانيون لائكيون , فاما ان ننخرط في العمل الاصلاحي ونرتكب اخف الضررين او المفسدتين وبكل وضوح نحن نتحرك في واقع نعرفه جميعا اما ان نقتحمه ونغير ما استطعنا والا نبقى ننتظر من يغير لنا هذا الواقع وفق المبادئ الاسلامية وعندها ننخرط .
هذه النظرية الى حد كبير يؤمن بها حزب التحرير الاسلامي و بعض السلافيين فهذه النظرية الإستدلالية تضيع حاجات الناس.
مثال الثاني في التعامل مع الواقع استدل احد العلماء بهذه الآية في ارتكاب اخف الضررين وهي قوله تعالى : “
وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قومي هؤلاءبناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله و لا تخزوني في ضيفي “–الاية 78 هود
دعوة د.الهاشمي للمصالحة
قال تعالى.على لسان سيدنا شعيب عليه السلام “قال ياقوم أرأيتم ان كنت على بينة من ربي و رزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب “هود88
اثمن منهج الاخ بشير لعبيدي في مقاله والذي حاول فيه الوقوف والوصول الى الهدف المطلوب .
لان الاصلاح مطلب شرعي ,وهو مفهوم واسع حيث أنه عمل تغييري مستمر لا انقطاع فيه وهو موجه للمسلم ولغير المسلم .
جاء في الحكم: العاقل من اتعض بغيره , والجاهل من اتعض بنفسه .
فماذا اذا كان أحدنا لم يتعض بنفسه . قيل يسمى هذا جهل مركب . وقالوا الجاهل لا تعلمه لان علمه يزيده جهلا ويصبح جهله جهلا مركبا.من كتاب الاداب الشرعية لابن مفلح.
كما يعجبني كلاما لسيد الشهاداء المعاصرين الشخ احمد ياسين ,قال: الانسان عمره قصير فلا يضيعه في التجارب حتى يخرج من الدنيا و لم يضف شيئا.
فكيف نضيف الجديد ونحن خارج أرض الوطن ؟
شخصيا انتدبت نفسي لان اكون منخرطا داخل بلدي وأهلي ووالله لم أطمئن يوما ولم اكن في وضع طبيعي في بيلاد الغرب هذه , وكأني الان خرجت من تونس ,و أشعر اني أخطأت ف يخروجي من البلاد ,وللتاريخ أقول لقد رفضت الخروج عندما طلب مني عامل المنطقه في جوان 1991و في شهر 11طلبت من عامل المنطقة مواصلة العمل بالرغم اني كنت في حالة تخفي وهو أيضا , الا أنه طلب مني مغادرة البلاد لان الوضع لم يعد يحتمل .
هذا شعوري عندما كنت في تونس ,والان وبعد16 سنة أصبح هذا الشعور وهذه العاطفة قناعة فكرية .
وقتها لم يكن لي أي تصور واضح ولا بعد نظر وحتى كلمة مشروع وغيرها من المصطلحات التي كنت أسمعها من القيادة ,انما هي مجرد ألفاظ لا غير.
ولقدييّنت لي الايام والسنون و مراقبتي للاحداث التي تدور في الساحة العربية والإسلامية أن المكان الطبيعي لدعوتنا و المشروع الذي امنا به هو تونس .
ولذلك أدعو لما دعى اليه الاخ بشير لعبيدي ,منتدى الصلح جمعية يؤسسها ثلة من ذوي الكفاءة والغيرة على مستقبل تونس .
ولقد بينت لنا سيرة المصطفى صلى الل عليه وسلم لا بد أن يكون للحق عصبة تذود عنه وتنشره ولقد ألح صلى الله عليه و سلم على ربه أن يحمي أصحابه في بدر ,وهي اشارة لنا من بعده عليه السلام بأن تكون هناك طليعة تقود الجماهير و العامة.
عودة للدكتور الحامدي , صحيح انه قد اخطا في حق الحركة وقيادتها وهناك بعض المدح قد قدمه لبعض الشخصيات قد يكون المقام غير مناسب لذلك وهي ملاحظات يسطيع تداركها خاصة وانه لم يستثني في دعوته للصلح اي من قيادات الحركة وذكر بالاسم رئيس الحركة والدكتور النجار و وليد البناني . ونقول للهاشمي اتبع هذه الخطوة باخرى واتصل بهم شخصيا ,لانه بكل صراحة يا دكتور خطؤك في اخوانك ليس صغيرا , لان المسلم مهما يكن بينه و بين اخوانه لا يقدمهم لخصومهم ومخالفيهم على انهم من يتحمل المسؤولية خصوصا عندما ألّفت كتابك الذي وصفت فيه ان قيادة الحركة متشددة . على كل حال ما اردت ان اذكر هذه الفقرة لان فيها ما يعيد الماضي الاليم , ولكن حتى تعرف انه عليك ان تصبر وتتحمل اكثر من غيرك من قواعد التيار الإسلامي لان دعوتك هذه للصلح تحقق خيرا كثيرا للبلاد والعباد.
كلمة قصيرة للإخوة يقول اٌمام الشافعي: كلما جادلت شخصا الا وتمنيت ان يخرج الحق على لسانه .
بيداني فتحي سويسرا
أشهرت أسلحة الحب والكلمة الطيبة والدعاء
من بسطه الإدلال قبضه الإذلال
حمزة من إيطاليا
إذا كانت المصالحة أو الصلح أو الإصلاح بصفة عامة همّا لكل مواطن مسلم غيور مخلص عبر العصور فإنه في هذا الزمن استجمع معاني الحرقة لفوات تنزيله. و مع ذلك فالسعي جار لبلوغ هذا الأمل نصحا أحيانا و معارضة سلمية و ضغطا أحيانا أخرى و في بعض الأوقات تحبذ القوى الوطنية و أصحاب الضمائر الحيّة خيار العمل السلمي بدأب للتعديل في موازين القوى بين المعارضة و السلطة الحاكمة، فتدفع هذه الأخيرة للتفاوض محققة بعض الانتصارات الجزئية، و ذلك رغم العراقيل و الضربات و الآلام و النكبات.
فمسيرة المصالحة عمل اجتهادي يستلزم أدبا منهجيا على درجة عالية من الدقة. و في ذلك فليتنافس المتنافسون، أفرادا و قوى و حركات تحرر وطنية إسلامية و غير إسلامية، على أن يتم ذلك بعيدا عن المدح تملقا أو الذم تحنقا و قد يكون ذلك سهلا و قد لا يكون، وكله اجتهاد.
و تقليب النظر في خيار المصالحة مسألة جارية، و تعدد الآراء فيها سنة و في بعض الأحيان يُعدّ ابتلاءا لينظر الله كيف نبحث عن أصول الوحدة في هذا التعدد، فليست هنالك وصفة جاهزة لكل مستحدث من الأمراض، فموضوع المصالحة في الأوطان العربية و الإسلامية لا يحتاج إلى شتاء و لا إلى ربيع لإنجازه و لكن ينبغي أن يستند إلى اجتهاد تطبيقي يتأسس على قواعد منهجية يقع إثراؤها من حين لآخر بأنظار أهل الذكر من السياسيين و الباحثين في هذا المجال في إطار موجِّهات عامّة: كالهوية و الحرية و العدل الشامل و الأمن العام. و لا دخل للآيس أو الخائب أو الطامع أو الفاقد للوعي أو المعجب بنفسه في مصالحة وطنية شاملة في بلد الزيت و الزيتون و الزيتونة لا من بعيد ولا من قريب فهذه غواشي و حواجب مكتسبة تصيب الفطرة فتُفقد الإنسان الوعي فتكون تصرفاته جارية بحسب ما يناقضها.
و الأسباب متداخلة، منها ما هو ناشئ من طبيعة الشخص و منها ما هو خارجي، نذكر منها:
1. أهواء النفس: تستبد بصاحبها فتسيّره و يصبح ذلك حالة مألوفة و هيئة راسخة فإذا هممت بنصحه جعل أصابعه في أذنيه حذر أن يخالط الدليل ذهنه.
2. الاستكبار: و هي روح استعلائية تتمكن من الإنسان فيفقد وعيه فيرى كل بيضاء شحمة و كل سوداء تمرة، يرى الربيع و الزيتون في كل المواسم و يرى الصيف في الشتاء فينزع ثيابه و الناس يتدثرون بأسمك ما لديهم من الثياب و أصفقها. و قد يكون متصفا بصفات مميزة:
– كالجمال بلبس الجبة مع الكرافات
– و كالذكاء باستغلال بعض الأوقات المعلومة للمدح تملّقا و الذّمّ تحنّقا.
و يتطور هذا العجب إلى ضرب من التكبر فيترفع عما يرشد إلى الصواب و يساعد على التقريب والتسديد فيقع في احتقار الناس و استبلاههم و استغفالهم و يستفحل منزع الاستكبار و الافتتان بالذات و الاستعلاء و إن أنكر صاحبنا الفاقد للوعي ذلك.
أخي الفاقد للوعي: أحيلك على الراغب الأصفهاني بدلا عن عبد الرحمن بن خلدون و الذي يقول:” إن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل أو ارتكاب محظور و لا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق يورثه ذلك هيئة تمرّنه على استحسان المعاصي و كأنما يختم بذلك على قلبه” .
و أختم بكلام الماوردي علّك تستفيق:
” من ودّك لشيء ولّى مع انقضائه و إن أعوز الوصول إليه، و تعذّرت القدرة عليه أعقب ذلك استهانة الآيس بعد شدّة الأمل فحدثت منه عداوة الخائب بعد استحكام الطمع فصارت الوصلة فرقة و الألفة عداوة” .
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 أفريل 2007)
إتقوا الله فينا…
أخوكم “سيدي بو” من إيطاليا
بسم الله و الحمد لله و الصلاة على رسول الله و بعد .
لمّا تعذر على الكثير الوصول الى السلطة وطلب الصفح منهم حتّى يعودوا الى ربيع تونس وجّهوا أصابع الاتّهام الى حركة النهضة أو قياداتها و كأنّها هي السّبب و هذا ما أراد أن يصل اليه صاحبنا …ومن نحى نحوه و هذه خدعة ظاهرها فيه الرّحمة وباطنها من قبله التملّق للسّلطة أنّها بريئة وتريد الصّلح و الآخرون يرفضون…
كلّ هذا الحديث بني على وهم ثمّ وهم ثمّ أوهام فلا مصالحة مطروحة ولا مصالحة مرفوضة فأفيقوا أيّها الأخوة ولا يخدعنّكم …فان كانت هناك مصالحة فأين هي؟
و أمّا من يطرحها يجب أن يستوعب الطّرفين ولا يتملّق لجهة أو يتّهم أخرى (ان يريدا إصلاحا يوفّق الله بينهما…. فهل السلطة تريد الصلح يا مادح السلطة ؟ وهل الحركة عرضت عليها مصالحة فأبت؟
اتّق الله يا هذا وقل حقّا أو اصمت!!!ثمّ هل التنديد بالمظالم يعدّ ثلبا في حقّ السلطة ؟اذا طالبنا الافراج عن المساجين يعدّ تصعيدا؟ركلوا كتاب الله بأرجلهم فنطقنا نصرة لكتاب ربّنا قلتم هذا يثير حفيظة الرّئيس ما هذا يا هذا؟قلّي بربّك ماذا تريد منّا ؟ الذّلّ و التطبيل؟ لا وربّ العزّة لن نبيع ذمّتنا لا لن نبيع دم الشّهيد والسّلام عليكم.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 أفريل 2007)
كلّية الآداب بسوسة مزرعة اقطاعية
قسم التاريخ بكلّية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة مزرعة اقطاعية؟ أسيادها ترشيحيون وشبكاتيون تقدميون؟؟؟
ولم يجد صفوة مدرسي دار المعلمين العليا بعد انضمامهم الى المؤسسة المستحدثة من عزاء سوى اللجوء بحكم اقدميتهم وتقدمهم في الدرجة الى احتكار كل الصلاحيات والمهام داخل قسم التاريخ الجديد والحجر على كل كبيرة وصغيرة بحكم خبراتهم الذهبية الموظفة لأداء الأمانة التاريخية والرسالة المقدسة التي ظلوا يحملونها بين َضلوعهم منذ وجودهم بمدرسة المعلمين العليا بسوسة الطيبة الذكر المأسوف عليها،على ناموسها وعلى رسالتها الحضارية التي لم تنجح الكلّية الجديدة في الاضطلاع بها الا”جزئيا؟؟؟”مما زاد المجموعة شعورا بالغربة والانبتات؟؟؟
وكانت المجموعة”المختارة”أو الصفوة المنتجبة من مدرّسي المؤسسة السابقة يحركون كل الخيوط ،ويوجهون كل القرارات حتى عندما لا يظهرون في الصورة(ذلك أنه حتى عندما يصادف وصول مدير قسم غيرمنتسب الى مجموعتهم يجعلون منه مجرّد دمية أو خيال ظل يحركونه بالريموت كنترول؟؟)،ولعل ما أظفى على هذه المجموعة المتميزة”المجموعة الترشيحية”بروزا وصفوة هو منح قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة قياسا على كلّيات العاصمة “المتأصلة مكرا وخداعا”الحق في احداث سلكي الدكتوراه والتأهيل الجامعي،فازدادوا غطرسة وصلفا واحتكارا للمسؤوليات والصلاحيات والمهام داخل لجنة الدكتوراه والتأهيل بقسم التاريخ،تسييرا وتدريسا(كل ذلك من قبيل الأخذ بالثأر لأنفسهم من الغاء دار المعلمين العليا”بيت الحكمة بسوسة”،الذي لم يستشاروا بشأنه،فوظفوا شبكتهم لتنظيم أول جلسة أو”دورة”تأهيل كان المستفيد منها وبالصدفة”كالعادة” أحد طلبة دار المعلمين العليا السابقة فرتبت الأمور كما ينبغي وخططت تخطيطا محكما مبرما فوقع انتقاء المقررين انتقاء جيدا لضمان النتيجة مسبقا،ولم يسمح لمن حاول التشويش الوصول الى هدفه ومقصده،فتمت الأمور على مايرام بحمد الله ورضاه…..
نجح المترشح سعيد الحظ بتفوق وامتيازبعد اجتماع لجنة متميزة بشيوخها وشبابها من أجيال شبكية متفاوتة الأهمية والاشعاع ،المتكاملة المصالح ومجالات التدخل والعمل،ثم انتدب اداريا وأصبح الآن رئيسا لشعبةالدراسات العليا(برغم وجود أساتذة أقدم منه رتبة،لعل السبب هو التنازل ارضاء لرئيس الشبكة الترشيحية داخل قسم التاريخ المغلوب على أمره؟؟؟)،فكانت المناسبة فرصة أقامت الدليل بامتياز ودون أي مجال للشك على قوة وصلف وتفرد هذه الشبكة الترشيحية وتضامن أفرادها غير المشروط في مقابلة باقي الزملاء المنتسبين لكلية الآداب المقيمين وغير المقيمين غير القادرين على ابداء الرأي خشية المحاصرة والاقصاءوصولا الى التصفية…..العلمية طبعا وليست الجسدية؟؟؟؟ووصولهم الى كل الأهداف المرسومة حبّ من حبّ وكره من كره، والحل للذي لايعجبه الحال هوأن يشرب من البحر،والحمد لله أن مدينة سوسة هي مدينة بحرية يأتيها المصطافون سباحة وليس شربا لماء بحرها الذي يراد لنا شربه دون أن ننبس ببنت شفة؟؟؟؟؟
ويعاني قسم التاريخ بكلّية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة المغلوب على أمره(في ماعدا الصفوة طبعا؟؟)المطعون في كرامته وكبريائه،الموظف كمزرعة اقطاعية ومجال صيد للمشبوهين والشبكيين المحليين والمركزيين المتنقلين دوريا أو المهتوف لهم بكل كبيرة وصغيرة من شؤون القسم من ظاهرتين مرضيتين جعلتا منه بيئة موبوئة يصعب معالجتها لتحول جراثيم القائمين عليه وعدم وجود اللقاح المناسب والجذري ضدها وهما: *الأولى هي مصادرة قراره وسيادته من قبل صفوة الترشيحيين الماسكين بحكم خبراتهم المتراكمة وفرادتهم واتقاد ذهنهم بزمام الأمور داخل القسم وخارجه من خلال الارتباط بالدوائر والشبكات القائمة بتونس
وحتى خارج الحدود تأكيدا للسطوة وامعانا في اذلال المنتسبين لقسم التاريخ بسوسة الذين يعاملون كقاصرين غير قادرين ومكلفين؟؟؟؟؟ *الثانية أن قسم التاريخ لدينا أصبح “جمهورية موزية”لكل من هب ودب،وميدان فسحة وصيد واستعراض عضلات، ومجال جديد مؤجر من قبل الشبكة الترشيحية و”داعميها”لتصفية حسابات للشبكات المشبوهة بتونس العاصمة(9أفريل ومنوبة)التي وجدت من خلال سلك التأهيل والدراسات العليا مجالا جديدا لممارسة سمسراتها المريضة ونيل البركات والتكريم المشروط بالتأهيل كل ذلك تحت “غطاء علمي وقانوني لا غبار عليه”وضمن الشفافية والتقدمية النفاقية المتجددة؟؟؟؟؟؟؟
لقد أصبح قسم التاريخ بكلّية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة(بعد مرور ستة عشر سنة كاملة على احداثه) مزرعة اقطاعية أسيادها ترشيحيون متمرسون ،تقدميون متميزون بنظافتهم ونقاوتهم،وزعماء شبكات جامعية مشبوهة مصادرة لسلطة القرار عبر اللجان السيادية للارتقاء والدكتوراه والتأهيل المركزية منها وفرعها المحدث بسوسة الذي يتنقلون اليه بانتظام أو مناسبتيا لتبادل المنافع والمهام والمكرمات وتجديد الارتباطات الشبكية المعلوماتية مع الشبكة المحلية الماسكة شموليا بمقاليد الأمور،فنحن من الأكيد محسودون من قبل النمّامين والحاسدين على هذا النعيم الاقطاعي في خضم العولمة الجارفة،فالى متى يتواصل هذا الصلف “التقدمي”الموروث عن مؤسسة دار المعلمين العليا التي تجدد بحمد الله “انبعاثها” بعد ارساء وتركيزسلك الدكتوراه والتأهيل والشبكة الملازمة لهما بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة؟؟؟؟
معقول؟: أطبّاء ومحامون وأساتذة يعنّفون زوجاتهم أيضا !
* رجال يبرّرون العنف !: نعم المرأة تحب «الضّرب»
ماذا يقـــــول الرجـــــل عن ممارسـة العنــــــف ضــــــد المــرأة؟
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الرسالة 220 مكرر
على موقع الانترنت تونس نيوز
الذكرى الخالدة لتشكيل حكومة الإستقلال يوم 14/04/1956 برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة
في مثل يوم 14/04/1956 وبعد الحصول على الاستقلال التام بثلاثة أسابيع فقط تشكلت أول حكومة وطنية للإستقلال برئاسة المجاهد الأكبر الذي إحتفظ بحقيبتي الدفاع والخارجية مع رئاسة الحكومة وأنظم للحكومة الوطنية 5 أعضاء من الديوان السياسي وهم الباهي الادغم والمنجي سليم والطيب المهيري والهادي نويرة واحمد المستيري وقد تعهدت الحكومة الوطنية بتطهير الإدارة وتونسة كل الأجهزة وتجسيم لوائح وقرارات مؤتمر الحزب الذي إنعقد بصفاقس يوم 15/11/1955 بإعتبار الحكومة الوطنية هي حكومة الحزب الحر الدستوري التونسي ومعلوما أن لوائح مؤتمر صفاقس عام 1955 تعتبر من أهم مقررات الحزب بعد الحصول على الاستقلال الداخلي عام 1955 والذي وضع المقترحات واللوائح هم من أهم مناضلي الحزب وأقدرهم وأكثرهم حماسا ونضالا وكفاءة وإقتدار أمثال السيد مصطفى الفيلالي والسادة الشيخ احمد دريرة ومحمد مقني وعمر شاشية ومحمد بوليلة والحاج محمد زخامة والحاج الطاهر العلاني ومحمد اللافي وتوفيق ابراهم ومحمد الحبيب وعزوز الرباعي وغيرهم رحمهم الله. وقد شرعت الحكومة بعد تشكيلها مباشرة العناية بموضوع نشر التعليم وهو رهان الاول للزعيم الحبيب بورقيبة وقد انكبت الحكومة واجهزة الحزب الحاكم في إعداد خطة كاملة وشاملة لنشر التعليم في كامل أنحاء البلاد جنوبا وشمالا وشرقا وغربا وكان أول نشاط عملي لحكومة الاستقلال وتم القيام بحملة واسعة النطاق لبناء آلاف المدارس في الريف والصحراء والمداشر والقرى والمدن وكان التعليم مجاني واجباري للذكور والإناث وفي 31/05/1956 كان أول نشاط للحكومة التونسية في مجال الإصلاح وشفافية المعاملة والعدل والمساواة القرار الحكيم التاريخي الهام هو إلغاء كل الإمتيازات المادية والجبائية التي كانت تتمتع بها العائلة الحاكمة البايات وحذف الحصانة لدى المحاكم التونسية وتسويتهم بكافة شرائح الشعب التونسي هذا هو القرار الجريء الشجاع الأول وقبلها قرار هام يتعلق بتونسة الإدارة العامة للأمن وإلغاء خطة مدير الأمن من الفرنسيين وذلك بحكمة وخطة ذكية قام بها الرئيس بورقيبة الذي استغل بعض الهفوات قام بها بعض الأعوان الفرنسيين ضد التونسيين في إطار التجسس ضد الوطنيين وتم تونسة الأمن يوم 18/4/1956 أي بعد04 أيام من تشكيل الحكومة الوطنية والخطوة الثانية إلغاء الإدارة الجهوية والحكم الفرنسي وحذف خطة المراقب والقائد والخليفة والكاهية وتونسة الإدارة الجهوية وإحداث سلك الولاة وسلك المعتمدين يوم 23/06/1956 وفي اليوم الموالي 24/06/1956 تم تونسة الجيش الوطني وإحداث نواة الجيش الوطني التونسي وفي يوم 13/08/1956 قرر الرئيس بورقيبة إصدار مجلة الأحوال الشخصية وتحرير نصف المجتمع المرأة التونسية وكانت أول دولة عربية إسلامية تقوم بإصدار مجلة الأحوال الشخصية نابعة من المنظومة الإسلامية ومن النص القرءاني وحسب الاجتهاد وفي مفهوم الآية الكريمة الواردة في سورة النساء وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة صدق الله العظيم كما تم يوم 06/09/1956 إلغاء نظام الجندرمة الفرنسية وإحداث سلك الحرس الوطني وفي 09/12/1956 تم تونسية الديوانة التي كانت بيد الفرنسيين وفي 25/03/1956 تم بعد الإستقلال بخمسة أيام إنتخاب المجلس التشريعي التأسيسي وأسندت رئاسة المجلس للزعيم بورقيبة وفي عام 1957 بدأت حركة المطالبة بالجلاء العسكري على كامل أنحاء البلاد ما عدى قاعدة ببنزرت وتم ذلك على مراحل وتم تونسة النقل وكل الوزارات وتسييرها من قبل تونسيين مناضلين مثل السادة الأمين الشابي على رأس وزارة المعارف والفيلالي على رأس وزارة الفلاحة وعز الدين العباسي على رأس وزارة الأشغال العمومية واحمد المستيري على رأس وزارة العدل وغيرهم من عناصر الحزب كما تم في سلك الولاة تعيين السادة عمر شاشية ومحمد الحبيب وعبد الحميد القاضي واحمد بللونة ومحمد بالامين والناصر جعفر ومحمد محسن وصالح عياش وحبيب بن عمار وغيرهم وتم إحداث البنك المركزي التونسي في يوم مشهود وإصدار العملة التونسية في تونس الحرة المستقلة ذات السيادة وأسندت مهمة محافظ البنك المركزي للمناضل المرحوم الهادي نويرة رحمه الله وفي 25/07/1957 اجتمع المجلس التأسسي التشريعي المنتخب يوم 25/03/1956 وقرر بالإجماع وبحماس فياض وروح وطنية عالية إلغاء النظام الملكي وأعلن المجلس التأسسي التشريعي بالإجماع إعلان الجمهورية والنظام الجمهوري وانتخب المجلس في إجماع رائع ومبايعة حماسية وتأييد كامل وفي جو وطني ممتاز أنتخب الرئيس الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية التونسية بالإجماع وحماس وألقى الرئيس خطابا طويلا دام 3 ساعات كاملة كان بمثابة المشروع الحضاري لعهد جديد وأنجز ما وعد به وتم التحول في جو رائع دون إراقة دماء ولا أدنى تشويش وشرع المجلس التشريعي التأسسي في الإعداد لميلاد الدستوري التونسي لعهد الجمهورية وفعلا بعد سنتين تم إمضاء الدستور التونسي يوم 1/6/1959 بإمضاء الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة وكان أول دستور راقي في العالم العربي والإسلامي ومما تجدر ملاحظته أن يوم 25/07/1957 كان أول يوم في التاريخ التونسي على إمتداد 3 آلاف سنة 30 قرنا نعم 30 قرنا ولأول مرة يتحمل تونسي دما ولحما مسؤولية رئاسة الدولة العصرية وهو أول تونسي يتحمل المسؤولية في هدم الدولة الحديثة العصرية ومع الأسف اليوم أصبحنا نقول ونذكر أشخاص آخرين وهم غير تونسيين وبعضهم يقول من خير الدين دون أن يذكروا بورقيبة وبعضهم يقول الطاهر الحداد محرر المرأة وبعضهم يقول يجب أن نحيي ذكرى الشابي وذهب أحد الصحافيين إلى القول لماذا لم نفكر في مسلسلات لأبطال تونس الحداد والشابي وأحدهم قال ونشر أن عيد الشهداء 09/04/1938 ذكرى الشهداء يجب أن يعرف الشبان الصغار نضالات الحداد والشابي والغاية عمدا وقصدا وإستفزازا وتهميشا مقصودا وتجاهلا مدروسا قصد طمس تاريخ الزعيم الرمز الخالد ولكن جمهورية مصر العربية أجابت هذه الأيام وقالت بصوت مرتفع للمتنكرين كفى كفى كفى كفى طمسا للتاريخ تعالوا أيها التونسيون تعالوا أيها الإعلاميون تعالوا أيها الشيوعيون تعالوا أيها الحاقدون أمثال راشد الغنوشي تعالوا جميعا وزوروا متحف زعيمكم التونسي بمصر تعالوا زوروا بصمات رئيسكم التونسي تعالوا أنظروا تاريخ زعيم الأمة تعالوا وكونوا أوفياء مثل مصر ومثل محمد حسنين هيكل لقائد مصر نعم مصر أعطت درسا لهؤلاء تعالوا زوروا تركيا فسوف تجدون في كل مكان صور الرئيس مصطفى كمال أتاتورك في المطار في مجلس النواب في الوزارات في الساحات العامة تعالوا زوروا فلسطين تجدون صور القائد ياسر عرفات رحمه الله تعالوا زوروا الجزائر تجدون صورة هواري بومدين في كل مكان تعالوا شاهدوا تلفزة فرنسا ماذا تحكي على الزعيم بورقيبة تعالوا إلى باريس وزوروا ساحة الزعيم بقلب العاصمة الفرنسية تعالوا شاهدوا قناة العربية مؤخرا ماذا أنجزت لفائدة التاريخ التونسي الذي صنعه الزعيم بورقيبة رحمه الله الذي ترك بصماته في كل شيء ورغم الدروس البليغة مازال بعضهم يتجاهل ويتحامل ويسعى للإساءة المقصود جبنا وخوفا ونفاقا لا يذكر على لسانه إسم بورقيبة لا يكتب في الصحافة كلمة خير على العملاق إلا إذا زار الرئيس بن علي روضته في ذكرى وفاته السنوية أو إذا ذكره في الأعياد الوطنية ما عدى ذلك لا كلام ولا سلام ما عدى الخوف والتملق والرئيس بن علي يعرف جيدا نفاق بعضهم ويدرك إدراكا عميقا أن الوفاء البورقيبي هو وفاء لغيره في إطار التقاليد الحميدة وما عدى الرئيس فأغلب المسؤولين والإعلاميين يتجنبون ذكر بورقيبة لماذا…..؟ وحتى إذا أرادوا إحياء ذكرى وفاته تجد لافتة واحدة ترمز إلى الذكرى أما الصور فهي مفقودة وإذا حضرت صورة فيسعون لإيجاد صورة الشيخوخة والكبر وهي مقصودة ومدروسة وبطرق لا تخفى على الشعب حتى إذا كانت الذكرى لعام 1934 في المنفى أو ذكرى 1955 أو ذكرى الجلاء وغيرها نجد إلا صورة الشيخوخة أن وجدت. أما الأوراق النقدية الجديدة فهي تحمل صورة إبن خلدون وصورة عليسة وكأنها هي الزعيمة التونسية التي حققت الإستقلال وركزت الدولة العصرية وحررت المرأة وحققت الجلاء لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير هذه بعض الخواطر أسوقها بمناسبة الذكرى الخالدة قال الله تعالى:
“هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”. صدق الله العظيم.إن إحياء الذكريات الوطنية والأحداث التي عاشتها تونس بقيادة وزعامة إبنها الوفي والبار المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله لن تمحى وهي راسخة والواجب الوطني يدعونا لإحيائها بأخلاق وطنية عالية وبروح سامية وبوفاء خالص دون تنكر أو جحود مثل الذين تنكروا لماضيهم وزعمائهم وتجاهلوا التاريخ وهؤلاء الرهط هم الذين غدا سينكرون للحاضر والمثل يقول الله ينصر سيدنا والحاضر هو الكل وهذا لا يمت للأخلاق والسياسة المبنية على العرفان بالجميل وحب الوطن ونكران الذات لأعلى النفاق والرياء والمجاملة والمصالح وضرب الطار حتى في المقبرة وروضة الزعيم الراحل بورقيبة وهذا والله حرام وعيب وعار علينا أما ضريح الزعيم الكبير المجاهد الأكبر الذي ضحى بكل عزيز وغال يصبح الطبل والمزمار أمام ساحة روضته يوم وفاته بدعوى تنفيذ تعليمات مندوب الثقافة وبالله عليكم مندوب الثقافة قبل عام 1987 لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير نرجو إعادة الإعتبار لمعنى الإحتفال ومعنى الوفاء حتى يكون خالصا لله وللوطن وقد قال بن علي عام 1988 قال قولة مشهورة قولوا تحيا تونس وكذلك قال إن التضحيات الجسام التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية صحبة رجال بررة لا تحصى ولا تعد. قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا” صدق الله العظيم.
محمد العروسي الهاني
دروس في السياسة من زمن بورقيبة الحبيب
ماذا يجمع بين بورقيبة ومحمد الخامس؟
ورقات تكشف دور الرجلين في دعم الثورة الجزائريـــة
من دفاتر اليسار التونسي في الزمن البورقيبي:
السجن والتفاوض على طريقة الرفيق لو دوك تو
مفهوم “المدافعين عن حقوق الإنسان”… من الانفتاح إلى التّنميط
العالم العربي بين تصلب الأنظمة السياسية و الحاجة الملحة للديمقراطية
مكناس- سفيان الشورابي للبحث حول تفعيل آليات العمل المدني في ظل حكم دكتاتورية جمهورية كانت أم ملكية، احتضن المغرب لقاءا جمَع شبابا من مختلف أنحاء العالم العربي. و ذلك بغاية النقاش المشترك و تبادل الخبرات حول ممكنات تحقيق عملية الانتقال الديمقراطي المنشود في ظل بيئة المنطقة المتسمة في مجملها بالتشدد و الانغلاق. حيث تداول المحاضرون طيلة أشغال المؤتمر المنظم من قبل جمعيات أمريكية غير حكومية في العديد من القضايا و الإشكاليات التي تمُسّ في العمق المجتمعات العربية و التي من شأنها أن تقف معرقلا أمام تحديات التحول الديمقراطي. كما راوحت المداخلات في الغوص في مفاهيم أساسية و بديهية على غرار “خصوصيات و سمات الدكتاتور”، وسائل إبلاغ المعلومة”، “كيفية تشكل زعماء كارزماتيين و ديمقراطيين” و غيرها من المواضيع التي نالت حظا كبيرا من التعمق و البحث أثناء مداولا المؤتمر. الديمقراطية: الحق في البحث عن السعادة اختزلت التدخلات في البدء، حول التطرق إلى جملة من المفاهيم المتداولة التي تطرح الكثير من الملابسات. إذ حصل الإجماع بأن الديمقراطية ليست سحرا. و لا يعني الحصول عليها ضمانا للسعادة و الغنى بين ليلة و ضحاها. فلا يمكن للديمقراطية أن تضمن تحقيقا للسعادة. بل ما يمكن أن توفره هو “الحق في البحث عن السعادة”. فمن أجل إنجاح الديمقراطية، يجب أن يتوقع الشعب فعلا من القضاة و المحامين و أعضاء البرلمان و الوزراء و ضباط الشرطة أن يطبقوا القانون. و لكن في الحكومات الفاسدة و غير الديمقراطية، يُصاب الشعب بالدهشة عندما يتصرف المسئولون وفقا للقانون. فنظريات الديمقراطية القائمة على أساس ادعاءات إرادة الأمة كثيرا ما تؤول إلى الفشل. إذ يمكن أن تتكون الأمة من خليط من الأفراد و العشائر و المجتمعات الدينية و المجموعات العرقية. فليست الأمة كالفرد الواحد الذي يكون له رأي واحد إزاء قضية واحدة. و يجب بذلك فسح المجال أمام الجميع للدفاع عن قضاياهم. و تبادل المشاركون أيضا وجهات النظر حول تقنيات النضال الجديدة التي بمقدورها كسْر الحواجز، و تجاوز العراقيل التي تضعها السلطات العربية أمام حرية التعبير عن الآراء و القضايا. فتجربة المدونات المصرية و مصممي مواقع الانترنت التونسيين المهاجرين كانا مثاليْن لقدرة نشطاء حقوق الإنسان و المعارضين على اكتساح جبل الجليد الموضوع بكثافة و المطوق لجميع الفضاءات العامة و الخاصة. كما حصل الاتفاق على أن محاولات تصدير أو ترويج الديمقراطية عن طريق استخدام القوة العسكرية أثبتت بأن لها آثارا سلبية. و من المفروض أن تكون للنضالات من أجل تحرير الأوضاع السياسية أبعادا و جذورا شعبية، تكون قادرة فعلا على تحقيق هذا الهدف. وذلك من خلال استغلال سهولة مرور المعلومة و انتشار استعمال الشبكة المعلوماتية بين شرائح كثيرة من المجتمع؛ و القفز على قدرات الحكومات في محاصرة الصحف و منع صدورها و غلق القنوات و الإذاعات. و لعل نموذج حركة كفاية المصرية التي استطاع مناضلوها نسْج علاقات و تبادل الأخبار و الاستعداد للمظاهرات و التحركات عن طريق الانترنت تعكس نجاح الأسلوب الالكتروني في النشاط المدني و السياسي. و في الختام، اتفق المشاركون على مواصلة هذا المسار رغم صعوبته و دفعه نحو الأمام. إضافة إلى تنظيم حملات منسّقة للدفاع عن حرية الإعلام و عن قضايا حقوق الإنسان و محاربة تكريس الطائفية و مواجهة عمليات التطهير العرقي.