عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع… |
TUNISNEWS
10ème année, N°3692 du 02. 07 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:قانون الارهاب سيف مسلط على الشبان التونسيين …. خارج البلاد
كلمة:اعتقال شبان بمدينة المكنين دون معرفة بمكان اعتقالهم
لجنة الاتصال و المساندة للمناضل هيثم المحجوبي:بيان اعلامي
كلمة:إيقاف ناشط نقابي على خلفية تضامنه مع معتصمي جبنيانة
عبد السلام الدريدي:اعتصام أمام الادارة الجهوية للتربية بقابس رغم المنع البوليسي
معزّ الجماعي :منع منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية من السفر
كلمة:منظمات حقوقية وطنية تطالب بإلغاء قانون”الأمن الاقتصادي”
بسام بونني:حديث الجمعة
كلمة:أساتذة وأولياء تلاميذ معهد الشابة يرفضون هيمنة التجمع على الفضاء التربوي
الصباح:منشور أثار حفيظة النقابيين:!إلغاء عطل المرض.. الأمومة والتكوين من رصيد العطلة السنوية للموظفين
كلمة:انخفاض سعر صرف الدينار خلال النصف الأول من السنة
الجزيرة.نت:تونس تعرض تأجير أراض زراعية
الشرق:مدير إذاعة الزيتونة لـ الشرق: نحتاج إلى قنوات تعيش العصر وتعتمد الخطاب الإعلامي المعاصر
مسعود الرمضاني:هل يمكن تأسيس مشروع تنويري عربي؟
عزمي عاشور:تفاعلات انتقال السلطة في النظم الجمهورية
ياسر سعد
:كأس العالم والأزمة الأخلاقية عادل لطيفي:تحولات موقف النخبة اليهودية في الغرب
صدور العدد الثالث من التقرير الصناعي العربي:التقرير يتناول تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية على الصناعةالعربية
الشرق :العلامة القرضاوى رئيسا للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بالاجماع
‘القدس العربي’ تستطلع اراء رموز للمعارضة المصرية: توقعات بنهاية قريبة للنظام.. وتحذيرات من ثورة شعبية
Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي2010
كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب ” قانون الارهاب سيف مسلط على الشبان التونسيين …. خارج البلاد
اعتقال شبان بمدينة المكنين دون معرفة بمكان اعتقالهم
حرر من قبل التحرير في الخميس, 01. جويلية 2010 قامت أجهزة الأمن منذ بداية الأسبوع بإيقاف عدد من شباب مدينة المكنين وذلك بمداهمة مساكنهم في ساعات متأخرة من الليل، حيث هاجمتهم أعداد كبيرة من البوليس بالزي المدني. وقد تم إيقاف عامل يومي يدعى محمّد، و شابين آخرين أحدهما يدعى “علي الحاج ساسي” والثاني “صبحي سعد” حاملان لإجازة في الاقتصاد والتصرف وهما عاطلان عن العمل. وقد اتصلت عائلات الشباب الموقوفين بمختلف المراكز الامنية بالجهة وبمنطقة الأمن واقليم المنستير قصد البحث في مصير أبناءها إلا إنها لم تعلم بمكان ايقافهم. و ناشدت العائلات الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التدخل لمعرفة مصائر أبناءها محملة السلطة أي مكروه يصيبهم. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 جويلة 2010)
احتجاجا على حصاره، الدكتور الدولاتلي يهدد بالدخول في إضراب عن الطعام
حرر من قبل التحرير في الخميس, 01. جويلية 2010 أعلن السجين السياسي السابق الدكتور زياد الدولاتلي عن عزمه الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حسب ما نقلت عنه منظمة حرية وإنصاف الحقوقية وذلك احتجاجا منه على ما يتعرض له منذ مدة من محاصرة لمنزله ومراقبة مستمرة ومتابعة لصيقة من طرف أعوان البوليس السياسي، مما تسبب في ترويع أفراد العائلة وإزعاج الجيران. وذكرت المنظمة أن الحالة الصحية للدكتور الدولاتلي قد تدهورت مذكرة بأنه سبق للدولاتلي أن أجرى عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني فور خروجه من السجن وخضع مدة طويلة للعلاج الكيمياوي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 جويلة 2010)
لجنة الاتصال و المساندة للمناضل هيثم المحجوبي
بيان اعلامي جبنيانة في 01 جويلية 2010
اجتمعت اليوم الخميس لجنة المساندة و المتابعة وبعد تثمينها لمجهودات و مساندة مكونات المجتمع المدني بجبنيانة للحركة الاحتجاجية التي خاضها المناضل هيثم المحجوبي بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي رفقة كاتب عام الفرع بالجهة السيد محمد بن فرح و بمازرة من عديد المناضلين على اثر التضييقات الامنية التي تعرض لها باستهدافه في مورد رزقه بقطع الانترنات و التهديد بغلق مقر عمله اضافة الى الكثافة الامنية و الحصار المضروب على مدينة جبنيانة مند مدة بدون اي موجب قررت تعليق الاعتصام بالتاريخ اعلاه و اتخدت على عاتقها مسئولية تفعيل هده الحركة و دلك لتوسيع نطاق التضامن و الترويج الاعلامي و الاتصال بباقي المنضمات و الاحزاب. كما قررت الدعوة لاجتماع اعلامي يوم الاثنين 05 جويلية 2010 على الساعة العاشرة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي و لتدارس جملة المستجدات و التصورات. عن لجنة الاتصال و المساندة محمد زعتور
إيقاف ناشط نقابي على خلفية تضامنه مع معتصمي جبنيانة
حرر من قبل معز الباي في الجمعة, 02. جويلية 2010 تعرّض الناشط النقابي والكاتب العام المجمّد لنقابة أعوان التجهيز بصفاقس السيد حسن المسلّمي إلى الاختطاف من قبل جحافل الأمن التي تحاصر مقر فرع الديمقراطي التقدمي بجبنيانة، وذلك يوم الاربعاء 30 جوان الجاري، على إثر زيارة تضامن أدّاها لنشطاء الحزب بالجهة المعتصمين على خلفية التضييقات التي تهدف إلى إخراجهم من مقرّهم هناك والتي تعرّضنا لها في نشرات سابقة. وفي تصريحات خصّ بها راديو كلمة، أفاد المسلّمي أنّ عشرات من أعوان البوليس المرابطين حول المقر قاموا باختطافه واقتياده عنوة رغم محاولات المعتصمين منعهم، وقاموا بالاحتفاظ به لأكثر من ساعة ناقلين إياه من جبنيانة إلى العامرة قبل أن يخلوا سبيله. كما استولوا على بطاقة تعريفه وهاتفه الجوّال ولم يتمكّن من استعادتهما إلا قبيل إطلاق سراحه. جدير بالذّكر أن العديد من النشطاء تعرّضوا للمنع من الوصول إلى مقر فرع التقدمي من قبل أعوان البوليس، وأن نشطاء الحزب بالجهة وصاحب المقرّ يشنّون اعتصاما مفتوحا احتجاجا على التضييقات التي يتعرّض لها صاحب المقرّ الناشط والسجين السياسي السابق هيثم المحجوبي من أجل إكراهه على فسخ عقد التسويغ المبرم مع فرع الحزب. إضافة إلى الحصار البوليسي الذي تعرفه الجهة منذ بدأ الاعتصام والذي تسبب في حالة من التوتّر لدى الأهالي. ومن جهة أخرى، أفادنا السيد محمّد بن فرح، كاتب عام فرع التقدمي بجبنيانة، أن الاعتصام الذي اطلق منذ يوم الاثنين 28 جوان تمّ رفعه عشية يوم غرة جويلية 2010، على أن يقع استئنافه يوم الاثنين 5 جويلية إن لم يقع الاستجابة لمطالب المعتصمين. وتستمعون فيما يلي إلى حوار أجراه مراسلنا في الغرض مع السيد هيثم المحجوبي مسوّغ المقرّ: (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جويلة 2010)
اعتصام أمام الادارة الجهوية للتربية بقابس رغم المنع البوليسي
استجابة لنداء النقابة العامة للتعليم الأساسي تجمع معلمو جهة قابس أمام الادارة الجهوية للتربية يوم الثلاثاء 29 جوان 2010 على الساعة الثانية مساء رغم الحشد البوليسي الذي منعهم من الدخول الى ادارتهم حيث نزل السيد المدير الجهوي الى المتجمعين قائلا : اليوم الادارة في يد الامن.وكأن المعلمين جاؤوا ليستولوا على الادارة.و قد عبر المتجمعون عن رفضهم لسياسة فرض الامر الواقع التي تتوخاها وزارتهم وطريقة اللامبالاة التي تنتهجها في معالجة مشاكل التعليم والمعلمين في بلادنا.و توجه الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقابس السيد أحمد مبروك بكلمة للحضور حمل فيه المدير الجهوي المسؤولية عن امتناعه لاستقبال الهيكل النقابي في مكتبه ،وختم التجمع بالنشيد الوطني. عبد السلام الدريدي- نقابي – قابس
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 21 رجب 1431 الموافق ل 02 جويلية 2010 تعطيل السيد محمد العيادي عن السفر
قام أعوان البوليس السياسي صباح يوم الخميس غرة جويلية 2010 بتعطيل الناشط النقابي والحقوقي السيد محمد العيادي عن السفر إلى القاهرة للمشاركة في دورة تدريبيه إقليمية لحقوق الإنسان بمركز القاهرة للدراسات وحقوق الإنسان بمصر. حيث عمد الأعوان المذكورون إلى تعطيله وذلك بتضييع موعد الرحلة التي كان مسجلا ضمن قائمتها ولم يسمح له بالسفر إلا بعد مدة من الزمن على متن رحلة أخرى. وحرية وإنصاف: 1) تستغرب تعطيل الناشط النقابي والحقوقي السيد محمد العيادي عن السفر وتعتبر هذا الفعل مندرجا ضمن سياسة التضييق التي تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس. 2) تدين هذه المضايقات المسلطة باستمرار على الناشطين الحقوقيين وتدعو إلى وضع حد لهذه السياسة المخالفة للقانون التي تضرب عرض الحائط بما صادقت عليه تونس من مواثيق تلزمها بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
منع منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية من السفر
معزّ الجماعي قال المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن منسقه “محمد العيادي” تعرض إلى محاولة منع من السفر في مطار تونس-قرطاج من قبل عدد من أعوان البوليس صبيحة يوم غرة جويلية الجاري. وذكر عضو المرصد المسؤول عن العلاقات الخارجية “عبد الوهاب العمري” لراديو كلمة أن عناصر البوليس قاموا باحتجاز “العيادي” في المطار ومنعه من ركوب الطائرة المتجهة إلى مصر وهو ما نتج عنه إقلاع الطائرة بدونه. مشيرا إلى أن هذه التصرفات جاءت بهدف صده عن المشاركة في دورة تكوينية حقوقية دعا لها مركز القاهرة للدراسات وحقوق الإنسان . و في نفس الإطار أفاد المركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان أن الشرطة أفرجت عن “محمد العيادي” وسمحت له بالسفر على متن طائرة أخرى متجهة إلى مصر عبر تركيا وذلك بعد تدخل الجهات المنظمة للدورة التكوينية المذكورة لدى وزارة الخارجية التونسية. كما عبر عن استنكاره لهذه الممارسات مطالبا الحكومة التونسية بالكف عن انتهاج سياسة القمع ضد النشطاء الحقوقيين والسياسيين. المصدر : نشرة اخبار راديو كلمة-تونس ليوم 1 جويلية 2010 www.kalimatunisie.com http://groups.google.com/group/radiokalima/web/2-2010?pli=1
منظمات حقوقية وطنية تطالب بإلغاء قانون”الأمن الاقتصادي”
حرر من قبل التحرير في الخميس, 01. جويلية 2010 عبرت 7 منظمات تونسية ناشطة في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير من خلال بيان مشترك عن معارضتها الشديدة لقانون “الأمن الاقتصادي”، الذي تم إقراره مؤخرا من قبل مجلس النواب، وأثار كثيرا من الجدل على المستوى الوطني والدولي، واعتبرته المنظمات المذكورة تهديدا خطيرا لحرية التعبير ومحاولة لتجريم العمل الحقوقي وتخوين المدافعين عن حقوق الإنسان لعزلهم عن مكونات المجتمع المدني في العالم وتحميلهم المسؤولية لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد وتردي سمعة السلطة في الخارج. وطالب الموقعون على البيان بإلغاء قانون”الأمن الاقتصادي” وغيره من القوانين التي وصفوها بكونها خانقة للحريات ومناقضة للدستور وللمواثيق الدولية ودعوا السلطة إلى احترام تعهداتها الدولية بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والاعتراف بالمنظمات الحقوقية, محذرين من سن قوانين مخالفة للدستور، ومن استمرار انتهاك حقوق الإنسان والحريات الفردية والعامة، وحماية مرتكبي الانتهاكات من العقاب. وحملت المنظمات الوطنية السلطة مسؤولية محاصرة العمل الحقوقي في الداخل والخارج وما يمكن أن تسببه تلك الممارسات من اضرار بالمصالح الحيوية للبلاد والإساءة إلى سمعتها في الخارج. وذكّرت السلطة أنها قد أمضت على اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتزمت باحترام الحقوق والحريات الخاصة والعامة للتقدم في مضمار الشراكة بما فيها الحصول على مرتبة الشريك المتقدم، كما التزمت بإعطاء دور للمجتمع المدني في تنشيط الشراكة والإدلاء برأيه في مسارها وتطويرها. والمنظمات الموقعة على البيان هي: منظمة حرية وإنصاف المجلس الوطني للحريات بتونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب الودادية الوطنية لقدماء المقاومين المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع (وفي شأن له علاقة بالموضوع) أفادت الناشطة السياسية والحقوقية زكية الضيفاوي في تصريحات لراديو كلمة أنها تعرّضت مساء الاربعاء 30 جوان للاعتداء اللفظي من قبل عملاء البوليس السياسي التونسي في مدينة نانت الفرنسية اين كانت مدعوّة لحضور المنتدى الدولي لحقوق الإنسان في دورته الرابعة، وأكّدت الضيفاوي أن المعتدين اتهموها بالعمالة لأوروبا وأن الاعتداء جرى على الملأ. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 جويلة 2010)
حديث الجمعة
بقلم بسام بونني في مجلس المستشارين، كانت جلسة حامية للمصادقة على قانون “تعزيز مقوّمات الأمن الاقتصادي”. كلّ غنّى على ليلاه وحاول المزايدة على زميله أو زميلته في التنظير والتبرير، مع عدم خلوّ الجوّ من نبرة التخوين – التي طالت سياسيين وحقوقيين وصحفيين دون تسميتهم – ودروس الوطنية. السيد وزير العدل وحقوق الإنسان تدخّل هو الآخر وانطلق في مقارنة القانون الجديد بقوانين مماثلة في دول أخرى، ديمقراطية، ذكر منها على وجه الخصوص النموذج السويسري. لكنّ السيد الوزير نسي أنّ القانون في سويسرا مبني للمجهول – La loi est impersonnelle – أي أنّه يوضع لضرورة تفرضها المصلحة العامّة. كما أنّه يُطبَّق على الجميع دون استثناء ودون النظر إلى لون المتّهَم أو جنسه أو قناعاته السياسية أو العقائدية ودون الأخذ بعين الاعتبار إن كان من علية القوم أو من أقارب مسؤول أو ممّن رُفع عنهم القلم. في حديث 28 ماي المنصرم، تطرّقنا إلى الفصل 226 مكرّر من المجلّة الجزائية الذي يجرّم الاعتداء علنا على الأخلاق الحميدة والآداب العامّة وذكرنا حينها أنّ هذا الفصل لا يُطَبّق على صحف المجاري التي هتكت الأعراض وشتمت الناس وخوّنتهم بل وأصدرت في حقّ البعض أحكاما بالقتل. فهل يضمن السيّد الوزير تطبيق هذا الفصل على هذه الفئة التي تهدّد حقّا أمن البلاد ؟ هل يكسر السيد الوزير الحاجز الذي جعل لهذه الصحف حصانة لا مثيل لها. إنّ رفض قطاعات واسعة للفصل 61 مكرّر ليس ترفا أو عبثا بل هو جدل جادّ وموضوعي بشأن روح القانون. فإذا تحوّلت النصوص لأداة لضرب طرف ما من مكوّنات المشهد الحقوقي أو الإعلامي أو السياسي في البلاد، فإنّها ترقى بذلك إلى توصيف الفزّاعة التي تتنافى والدستور ذاته. ويدخل ذلك في باب أزمة الثقة التي تحدثنا عنها الأسبوع الماضي. كما أنّ شنّ حملة إعلامية تخوينية ضدّ قوى الرفض بالتزامن مع القانون المثير للجدل يؤكّد أنّ القانون جاء لمزيد التضييق على هذه القوى، على تواضع إمكانياتها. ومن سخرية الأقدار أنّ أحد المنظرين والمهلّلين لهذا القانون كان حوكم في السابق بإقامة علاقات استخباراتية مع دولة أجنبية وكان يصرخ حينها ببراءته وبأنّ المحاكمة التي شهدها كانت “كيدية وسياسية”. سبحان مغيّر الأحوال ! لا أحد يحرّض الخارج ضدّ مصالح البلاد. لكنّ سلوكات بعض الدوائر الرسمية هي التي تحول دون أن يلعب كلّ طرف الدور المنوط به. فالحقوقيون حين يطالبون بالحريات فإنهم يفعلون ذلك لمصلحة البلاد لا لمصلحة الخارج. وكذا الصحفيون حين ينتقدون الأوضاع القائمة والنقابيون حين يدافعون عن حقوق العمّال … إنّ ضرب أيّ تحرّك رافض للوضع القائم في البلاد لأكبرُ تهديد لأمن البلاد الخارجي لما فيه من إشارة للخارج عنوانها الرئيسي اللاتسامح السياسي
أساتذة وأولياء تلاميذ معهد الشابة يرفضون هيمنة التجمع على الفضاء التربوي
حرر من قبل نزار في الجمعة, 02. جويلية 2010 قام الأساتذة والأولياء الحاضرون في حفل اختتام السنة الدراسية المنظم بفضاء معهد الشابة مساء يوم 30 جوان 2010 بمنع الكاتب العام للجامعة الدستورية بالشابة ورئيس البلدية وعضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي من تصدر الإجتماع والمشاركة في توزيع الجوائز على المتفوقين. وقد طالب المتصدون بتطبيق المناشير الوزارية الداعية إلى عدم تسييس المؤسسات التربوية. كما تمسك الأساتذة الحاضرون بمقررات الهيئات الإدارية القطاية السابقة. وطالبوا بمعاملة كل الأحزاب على قدم المساواة وذلك بتوجيه الدعوات إلى كل مكونات المجتمع المدني والسياسي بالمدينة وعدم إقصاء أي طرف له ممثلون داخل البلدة على غرار الإتحاد المحلي للشغل، حركة التجديد، وجمعية النهوض بالطالب الشابي… واعتبروا كل إجراء يحيد عن هذا التوجه تسييسا للمؤسسات التربوية وانحرافا عن المسار السليم للعملية التربوية وتجاوزا للمناشير الوزارية ودوسا لمقررات الهيئات الإدارية لقطاع الأساتذة الذين هم عنصر أساسي في العملية التربوية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جويلة 2010)
منشور أثار حفيظة النقابيين !إلغاء عطل المرض.. الأمومة والتكوين من رصيد العطلة السنوية للموظفين
بسبب التباين في تطبيق الفصل 37 من النظام الأساسي للوظيفة العمومية خاصة ما يتعلق بالعطل السنوية للموظفين، واختلاف قراءة مضمونه من قبل الهياكل الإدارية أصدر الوزير الأول مؤخرا منشورا يوضح فيه بعض القواعد المتعلقة بالتصرف في عطل الإستراحة السنوية للموظفين ويدعوهم إلى توحيدها. ولاحظ المنشور الذي تحصلت «الصباح» على نسخة منه وجود تباين في طريقة إسناد عطل الإستراحة السنوية وكيفية احتسابها. مشيرا أن الإدارات العمومية تعتمد طريقتين مختلفتين في تحديد عدد أيام العطلة المستحقة، فبعضها لا تحتسب يوم العطلة الأسبوعية أو أيام العطلة بعنوان الأعياد الوطنية والدينية التي تلي مباشرة عطلة الاستراحة السنوية ضمن المدة المطلوبة. وبعضها الآخر تعتمد طريقة مغايرة بضبط مدة عطلة الاستراحة المستحقة باعتبار يوم العطلة الأسبوعية أو أيام العطلة الوطنية والدينية التي تلي مباشرة عطلة الاستراحة السنوية. وذكر المنشور بأن الفقرة الثانية من الفصل 37 من النظام الأساسي العام لأعوان الوظيفة العمومية تنص على أن «لكل موظف مباشر لعمله الحق في عطلة سنوية للإستراحة مدتها شهر واحد خالص الأجر عن كل سنة عمل منجز». وأكد على أن التطبيق السليم للفصل المذكور هو اعتبار المدة المستحقة تتضمن أيام الراحة الأسبوعية والأعياد كلما تمتع العون بعطلة مسترسلة لا تقل عن الشهر، وأن تجزئة العطلة إلى فترات تساوي أو تقل عن الأسبوع تؤدي إلى التمديد في عطلة الاستراحة السنوية إلى أكثر من شهر. وأشار المنشور أن الإدارات العمومية مطالبة باحتساب يوم الراحة الأسبوعية والأعياد التي تلي مباشرة آخر يوم من عطلة الاستراحة الممنوحة ضمن مدة العطلة السنوية بصرف النظر عن طريقة التمتع بعطلة. وفي قراءة لمفهوم العمل الفعلي لاكتساب حق التمتع بعطلة الاستراحة السنوية، واستنادا إلى الفصل 37 أكد المنشور على «عدم احتساب الفترات التي لا يتم خلالها القيام بالعمل بصفة فعلية عند ضبط رصيد فترات العمل الفعلية والمنجزة على غرار عطل المرض العادي وطويل الأمد والولادة والأمومة والتكوين المستمر والعطلة لبعث مؤسسة وفترات الغياب.» وفي ما يتعلق بتأجيل عطلة الاستراحة التي تستند إلى الفصل 38 ونصه: «لا يمكن للإدارة أن تقرر لأسباب تحتمها ضرورة العمل، تأجيل العطل السنوية للاستراحة المخولة للموظفين وذلك لسنة واحدة تلي مباشرة سنة استحقاق العطلة». يتم تطبيق الفصل -حسب المنشور- بعدم تأجيل عطلة الاستراحة «إلا بمبادرة من الإدارة المعنية إذ لا يمكن للموظف طلب تأجيل عطلة الاستراحة.» وقد علمت «الصباح» أن ما جاء في المنشور وخاصة في ما يتعلق بكيفية احتساب رصيد العطلة السنوية وعدم احتساب فترات عطل المرض والولادة والأمومة والتكوين المستمر من رصيد العطلة أثار جدلا داخل أوساط الموظفين وهياكل نقابية تابعة لاتحاد الشغل. وأشار مصدر نقابي طلب عدم الكشف عن هويته أن ما جاء في المنشور هو قراءة وتأويل لأحكام الفصل 37 من القانون الأساسي للوظيفة العمومية، وأشار أن أحكام المنشور تعتبر تراجعا عن الحقوق المكتسبة للموظفين الذين طالما تمتعوا بعطلهم السنوية كاملة دون نقصان. موضحا ان عطل المرض والولادة والأمومة والتكوين المستمر تعتبر خالصة الأجر ولا يمكن شطبها وعدم اعتمادها عند اعداد الرصيد السنوي للعطلة السنوية لأن ذلك سيضر بمردود الموظف ويحرمه من حقه في الراحة السنوية بالتخفيض في عدد ايام العطل المستحقة. واستغرب نفس المصدر كيفية احتساب عطلة الأمومة والولادة والتكوين المستمر فترات عمل غير منجزة، على اعتبار أن التكوين المستمر مثلا يدخل في إطار تحسين مكتسبات الموظف ومهاراته وتحسين جودة الخدمات العمومية بشكل عام. وقال أن عدة قطاعات عمومية ذات خصوصية لا يمكن أن تنطبق عليها مقتضيات المنشور مثل قطاع المحاكم والعدلية، والتربية.. يذكر أن قسم الوظيفة العمومية أعد بالتنسيق مع قسم التشريع بالاتحاد العام التونسي للشغل مشروعا لتنقيح 30 فصلا من النظام الأساسي العام لأعوان الوظيفة العمومية، من بينها ما يتعلق بالعطل بمختلف أنواعها على غرار الفصل 37. رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 جويلة 2010)
انخفاض سعر صرف الدينار خلال النصف الأول من السنة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 02. جويلية 2010 ذكر البنك المركزي التونسي في بيان له أن سعر صرف الدينار التونسي قد انخفض بنسبة 13.3 بالمائة مقارنة بالدولار الأمريكي وفي نفس الوقت عرف ارتفاعا بنسبة 2.2 بالمائة مقارنة باليورو وذلك إلى حدود يوم 29 جوان المنقضي. كما أشار البيان إلى استقرار نسبة التضخّم في حدود 4.8 بالمائة عن فترة الخمسة أشهر الأولى لهذا العام بعد أن سجّلت معدّل 5.2 بالمائة في بداية العام. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جويلة 2010)
تونس تعرض تأجير أراض زراعية
عرضت تونس الجمعة تأجير أراض زراعية لمستثمرين دوليين لتعزيز صادراتها الزراعية وأمنها الغذائي. وقال مصدر حكومي -رفض الإفصاح عن اسمه- إن بلاده تنوي تأجير تسعة آلاف و640 هكتارا (23820 فدانا) تابعة للدولة, موزعة على ست عشرة منطقة بثماني ولايات في شمالي البلاد وشرقيها وجنوبيها. ومن الولايات التي يفترض أن يستأجر مستثمرون أجانب أراضي زراعية فيها, نابل ومنوبة وسيدي بوزيد. وأوضح المصدر ذاته أن الحكومة حددت الثلاثين من يوليو/تموز الحالي آخر موعد لقبول ملفات المستثمرين الأجانب لدى وكالة النهوض بالاستثمارات الزراعية على أن يتم الإعلان عن الفائزين لاحقا. وفي حين أن دولا عربية مثل السودان جذبت استثمارات زراعية خاصة من الخليج العربي, فإن دولا أخرى معظمها خليجية أيضا ضخت أو ستضخ استثمارات زراعية في عدد من دول أفريقيا وآسيا بهدف تحقيق اكتفائها الذاتي من الغذاء. قرض للتشغيل على صعيد آخر, أعلن البنك الدولي الجمعة أنه سيمنح تونس قرضا بقيمة خمسين مليون دولار لدعم برامج النهوض بالتشغيل في بلد يبلغ معدل البطالة فيه 14.7%. وقال البنك في بيان نشر في موقعه على الإنترنت, إن القرض سيسهم في الارتقاء بجدوى الاندماج المهني في تونس, كما سيطور البرامج النشيطة للتشغيل, وقاعدة المعلومات المتعلقة بسياسات التشغيل. وقالت الخبيرة الاقتصادية المشرفة على المشروع، ريبيكا غران إن هذا القرض يعد خطوة أولى نحو تجسيم برنامج إصلاحات سوق العمل خلال السنوات الخمس القادمة. وتعد البطالة من أكبر المشاكل التي تؤرق الحكومة التونسية خاصة في ظل ارتفاع عدد طالبي الشغل من خريجي التعليم العالي إلى ثمانين ألفا سنويا.
رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 جويلة 2010)
يهدد أكثر من 600 ألف تونسي.. %70 منهم خارج التغطية الاجتماعية الانهيار العصبي ثاني الأمراض كلفة وخطرا بعد القلب والشرايين
أكثر من 600 ألف تونسي مهددون بالانهيار العصبي الحاد… ورغم أهمية العدد ف70 بالمائة منهم لا تشملهم التغطية الاجتماعية ولا يندرجون تحت طائلة التغطية الصحية علما وأنه وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فالانهيار العصبي سيصنف خلال العشر سنوات القادمة كثاني مرض من ناحية الكلفة المادية والحد من تحسين معدلات أمل الحياة، يلي أمراض القلب والشرايين التي تحتل المرتبة الأولى. ويتم تقييم التكلفة الجملية لمريض الانهيار العصبي باعتماد جانبين: – كلفة مباشرة تتمثل في المصاريف الطبية للمريض وقدأفادنا أحد المختصين أنه يصل معدلها في الست أشهر (المدة الأدنى لتتبع الطبي) الـ900 دينار فتبلغ كلفة الدواء الضروري للمريض 50 دينارا شهريا يضاف إليها مصاريف الكشف التي تبلغ 40 دينارا. -وكلفة غير مباشرة تتعلق بتراجع المردودية المهنية لمريض الانهيار العصبي وارتفاع معدل الغيابات إلى جانب تهديد ما بين10و 18 بالمائة من المصابين بانخفاض أمل الحياة بسنتين أو أكثر. ووفقا لدراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تندرج تونس ضمن المعدلات العالمية والتي تفيد أن 59.8 بالمائة من الذين يعانون الانهيار العصبي يؤثر مرضهم على عطائهم في العمل. وتضيف الدراسة أن خطر الانهيار العصبي لا يكمن في العدد المعلن عنه وإنما في نسبة المعرضين له والمسكوت عنهم فما بين 10و 15 بالمائة من المرضى العاديين هم مهددون بالانهيار العصبي الحاد. أمراض جانبية يمثل مرض الانهيار العصبي مرحلة الخطر بالنسبة للحالة الصحية العامة للمرض حيث يتحول جسده إلى أرضية ملائمة للأمراض الجرثومية على غرار نزلة البرد و»حرقة البولة» والحبوب الجلدية…كما تنخفض درجة مناعته ويكون الاكثر عرضة للأمراض الورمية مثل السرطان والتهاب الكبد. وعموما يعاني مريض الانهيار العصبي من آلام المعدة وسوء الهضم. أعراض الانهيار العصبي يمكن حصر علامات الانهيار العصبي وفقا لمصدرنا في تسع أعراض تظهر على السلوك العام للمريض وهي الكآبة، تراجع درجة اهتمامه باجابيات الحياة، حالات من الانفعال الفجئي غير المبررة، وحالات من التعب الدائم، ضعف في التركيز والتذكر واختيار القرارات، زيادة أو انخفاض في الوزن, حالات من الأرق مع قلة النوم، شعور بالذنب مع فقدان الثقة في النفس، وفي حالات الانهيار التي لا تتم متابعتها طبيا يكون للمريض نزعة انتحارية يجسدها أحيانا بمحاولات. ريم سوودي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 جويلة 2010)
مدير إذاعة الزيتونة لـ «القرآن الكريم» لـ الشرق: نحتاج إلى قنوات تعيش العصر وتعتمد الخطاب الإعلامي المعاصر
تونس / حوار : صالح عطية أكد الدكتور كمال عمران، مدير إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، أن الهدف الرئيس للإذاعة التي لم يمض على إنشائها العام ونيّف، هو إحياء الحس الديني عند التونسي، وإعطاء التنشئة الاجتماعية طعما قرآنيا وإيمانيا.. وأوضح عمران، المفكر والجامعي المتخصص في الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي، أن إذاعة الزيتونة التي أنشأها محمد صخر الماطري، صهر الرئيس التونسي، ترمي إلى “إخراج السلوك اليومي للمستمع التونسي والعربي، من سلطان العادة والتقاليد إلى أريحية العبادة”، على حدّ تعبيره.. ونفى نفيا قاطعا أن يكون خطاب الإذاعة تقليدي، قائلا في هذا السياق : “من الإجحاف والقسوة علينا، اعتبار خطابنا تقليدي، إلا إذا كان بمعنى الأخذ عن الأصول (القرآن والسنة)”، مضيفا، “لقد نجحنا في إزالة العقد وغشاوة الجهل عن الكثيرين في تونس وخارجها، بفضل خطابنا الذي يمزج بين الأصل والعصر”، حسب قوله.. وأشار كمال عمران، إلى أن الإذاعة تقدم برامجها عبر آلية الحوار والنقاش، وفي كنف اللين واليسر والسماحة، بعيدا عن خطاب الوعظ والإرشاد، أو التشدد والتعصب والتطرف.. ــ إذاعة الزيتونة شكلت مفاجأة للتونسيين بعد حالة فراغ ديني لا غبار عليها. هل المفاجأة في محلها ؟ ++ أعتقد أن بعث إذاعة الزيتونة أمر طبيعي جدا في ضوء الموروث الذي يختزنه كل تونسي، وهو انتماؤه للحضارة العربية الإسلامية من موقع المنتجين في هذه الحضارة. فالقيروان كانت منتجة للحضارة، والمذهب المالكي وجد حظه في القيروان، وبلاد عقبة ابن نافع احتضنت العلماء وأبرز الرسائل، بينها رسالة أبي زيد القيرواني، التي تدرّس إلى الآن في أكبر الجامعات العالمية.. وكان ثمة جامع الزيتونة والمدرسة الزيتونية التي كانت تدرّس الفقه والدراسات القرآنية وشتى العلوم.. فهل بوسع المرء أن يتنكر لمخزونه الذي وفر أرضية ومناخا لعديد العلماء البارزين، على غرار عبد الرحمان ابن خلدون.. فنحن لدينا موروث ناضج ومنتج، مرت به بعض السنوات التي أفقر فيها، لهذا أعتبر أن صدى إذاعة الزيتونة عندما بعثت، تلقاها التونسي بارتياح كبير مرفوق بتساؤل هام : لماذا تأخر إنشاؤها ؟ والحمد لله أنه في ظرف وجيز، حتى الذين كانوا متشددين معنا، أو لم يسعدهم ظهور القناة، بدأوا يتراجعون، بل باتوا من أبرز المنصتين لها بفضل خطابها المعتدل، ومضمونها المتسامح ولغتها الوسطية، التي كان رئيس الدولة، زين العابدين بن علي، حريص على أن تكون على هذا النهج.. ــ على ذكر الخطاب الوسطي الذي أشرت إليه، ثمة من يصف خطاب الإذاعة بـ “التقليدي”، أي إنها لا تلمس قضايا معاصرة في طرحها. كيف تردون على ذلك ؟
++ الزيتونة عندما بعثت، جعلت لها ركيزتان : العودة إلى الأصل الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).. فالقرن الأول هي الفترة التي كانت أنموذجا على جميع المستويات في تاريخ الأمة.. أما الركيزة الثانية فهي روح العصر.. كيف يمكن أن نقتحم روح العصر بثقافة دينية كادت في تونس أن تكون تقليدية صرف ؟ والتقليد هنا في مفهوم الإمام الشوكاني، هو الأخذ عن الرجال بدون حجة أو دليل من القرآن والسنة.. من هنا حرصنا على أن تكون برامجنا تنهل من القرآن والسنة.. وتحركنا من أجل استنباط المعلومات والمفاهيم برغبة في تجديد ديننا.. ولذلك فالخطاب الذي تسعى إليه إذاعة الزيتونة، هو خطاب ذو مستوى شعبي نعم، لكن ليس بالمعنى الهجين للكلمة، أي الذي يستنقص من نضج المستمع ووعيه، فلدينا حصصا وبرامج تتعامل مع الثقافة الشعبية وتسعى إلى أن تستنهض هذه الثقافة لكي تكون فاعلة.. وثمة حصصا أخرى راقية تسعى إلى معالجة القضايا الحضارية المطروحة اليوم مثل حوار الحضارات، والعلاقة مع الآخر.. فمن الإجحاف والقسوة علينا، اعتبار خطابنا تقليدي لأنه خطاب يمزج بين الأصل والعصر، ويحرص على تفكيك جملة الملابسات التي تشكلت في وعي الناس حول الدين، خصوصا في الغرب، مثل علاقة الدين بالعنف، ومكانة المرأة في الإسلام، ومسألة الميراث، وقيمة العمل، وأهمية الوقت.. ونحن نقدم ذلك عبر آلية الحوار والنقاش، وفي كنف اللين واليسر والسماحة، وليس من خلال الوعظ والإرشاد والتشدد، ضمن حرص أعم على إعطاء التنشئة الاجتماعية طعما قرآنيا.. ــ هناك من يعتبر أن تغلغل بعض التيارات المتشددة في البيئة التونسية مثلا، سببه غياب المرجعية الفقهية، على غرار الأزهر في مصر.. هل يمكن القول أن الزيتونة تطمح لأن تكون مرجعا للشباب التونسي ؟ ++ نحن لا ندعي أننا مرجعا.. لكن المشكل اليوم في جميع بلدان العالم ـ بما في ذلك مصر والأزهر ـ هي القنوات التي تبث خطابا محنطا يدعو إلى العنف والتعصب والتأخر.. المشكل أن المرجعية الأصلية، بدأت تتبدل جراء انتشار هذه القنوات.. والفكرة الأساسية التي جاء بها مؤسس الإذاعة، الأخ محمد صخر الماطري، هي إحياء الحس الديني عند التونسي.. لأن الدين ـ متى فهمناه على حقيقته ـ فإنه عنصر عمل وعنصر وعي ومواطنة يدفع إلى الخير.. وفي الحقيقة، يجد التونسي راحة في الإنصات لإذاعة الزيتونة في ظل الخطاب الذي تروج له عديد القنوات.. فنحن نسعى عبر إذاعة الزيتونة ـ ولا نخاف إلا الله فيها ـ إلى أن نعطي للخطاب الإعلامي شحنة من الأمل والتفاؤل والعمل واحترام البشر.. هذه خلاصة خطابنا الذي استوعبه المستمعون وبدأوا يتفهمونه حق الفهم.. مرجعيتنا مالكية صميمة، نسعى إلى أن نحاور بها الآخر مهما كانت ملته أو مذهبه، ولدينا هوية نخاطب بها الآخر وننفتح عليه بواسطتها.. ولا بد من التذكير هنا إلى أن المالكية التي أسسها مالك بن أنس، تنهل من القرآن والسنة أساسا، وقد جاءت بعمل أهل المدينة، لذلك يقول عنها ابن خلدون، “للمالكية شيء من البداوة أخذها أهل إفريقية لأن بيئتهم تناسب بيئة المدينة المنورة”، فنحن لا نرفض الحنفية أو الحنبلية أو الشافعية أو غيرها، ولكننا نتمسك بهويتنا التي تجد في المالكية قدما راسخة.. ــ كيف السبيل لتجاوز الخطاب المحنط الذي تبثه القنوات الدينية في المشهد الفضائي العربي عموما ؟ ++ أنا لا أعتقد أن ما تبثه القنوات يعكس عدم فهم لروح العصر، لأن عصرنا يحتاج إلى ثقافة رقمية، ثقافة الإبحار على الإنترنت، ونحن ما زلنا نعطي فتاوى تزعج وتجعل المشاهد لهذه القنوات يتساءل : هل نحن في القرن الواحد والعشرين ؟ هل نحن نعيش عصرنا فعلا ؟ معظم خطابات بعض القنوات الدينية، لا تخاطب الشباب العربي والإسلامي في عصره، ولا تقدم له الحلول لقضاياه الراهنة.. كفانا استنساخا لما قاله علماء أجلاء عاشوا عصرهم.. وعلينا أن نستعيد مصادرنا المرجعية (القرآن والسنة) لكي نعيش عصرنا ونحن مؤمنون.. هل أن مشكلتنا في أن تكون لديك لحية أولا ؟ هل مشكلتنا في لباس قميص من غيره ؟ الحمد لله أن هذه القنوات محدودة وليست كثيرة العدد.. نحتاج إلى قنوات تعيش العصر وتعتمد الخطاب الإعلامي المعاصر الذي يراعي مصادرنا الأساسية للتشريع.. هل لدينا اليوم تفسير يراعي عصرنا ويستجيب لقضاياه ؟ نحتاج اليوم من هذه القنوات أن تعيننا على توحيد الجهود للقيام بتفسير للقرآن الكريم بشكل عصري جديد، خصوصا وأن إمكانية تفسير القرآن بصورة فردية على النحو الذي كان يتم في عصور سابقة، لم تعد ممكنة اليوم.. ــ عند تأسيس الإذاعة، تخوف البعض منها خصوصا من الجهات العلمانية التي توجست من إمكانية أن تشجع على التطرف والتشدد. ما هو رأيكم بهذا الصدد ؟ ++ نحن في خطابنا ضد التطرف.. نحن نعتمد خطابا مستنيرا وعلميا.. التطرف بالنسبة لي هو الجهل.. لأن حقيقة الدين هي العلم والثقافة العلمية والعقلية العلمية التي بناها القرآن الكريم، وهي عندما تتوفر في أمة، لا يمكن إلا أن تكون أمة ناهضة.. ثمة بعض الناس ممن يعتبرون أن من يقول، الله أكبر، رجل متطرف، بل حتى من يصلّي متطرف.. إذاعة الزيتونة أزالت عن الكثيرين هذه الغشاوة، بل هذه العقد.. نحرص ـ عبر خطابنا وبرامجنا ـ إلى إخراج سلوكنا اليومي من سلطان العادة والتقاليد إلى أريحية العبادة.. نحن ضد ثقافة القتل الذي يؤدي إلى الجنة.. بل نعتمد ثقافة العمل الصالح والإحسان كطريق للجنة.. لذلك نرى أن الإحسان لجميع الأطراف والأطياف، اليهودي والنصراني والملحد على حدّ السواء.. هذا من بين أحد خياراتنا الأساسية، ولا شك أن الإحسان أعلى درجات الإيمان.. (المصدر: جريدة الشرق ( يومية قطر) بتاريخ 2 جويلية 2010)
هل يمكن تأسيس مشروع تنويري عربي؟
مسعود الرمضاني “نحن نساق بالطبيعة إلى الموت ونساق بالعقل إلى الحياة” أبو حيان التوحيدي يرى بعض المفكرين أن مشروع النهضة العربية الذي بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر عبر كتابات بعض الرواد المستنيرين والذي ساهم في بروز العديد من التيارات الفكرية اليسارية والقومية والليبرالية قد عرف انتكاسة كبيرة وان محاولة استنهاضه تبدو صعبة في واقع تراجع تأثير هذه التيارات على الساحة السياسية ووجود الدولة الأمنية في البلدان العربية التي أفرغت الحياة الاجتماعية من السياسة بعد أن فشلت دول الاستقلال في تحقيق ما تطمح له الشعوب في الحرية والديمقراطية والرقي الاقتصادي والاجتماعي وتحولها إلى مجرد آلة للقمع مما أدى إلى تنامي التيارات السلفية و الذي تزامن مع سيطرة العولمة الاقتصادية وما صاحبها من فوضى عارمة في العلاقات الدولية وتفكيك للثقافات الوطنية وانحسار للفكر والسياسة. لكن هناك من يرى إننا لم نعرف مشروعا تنويريا متكاملا،لم نعرف ثقافة تنويرية قطعت ابستيمولوجيا مع الماضي وان جل الكتابات المتأثرة بالفكر التنويري الغربي لم تخرج عن محاولة تطويع عقلي للنص الديني أو ما سمي “عقلنة المقدس”، من ذلك أن محمد عابد الجابري مثلا يرى انه لا يجب استبعاد الإسلام عن الحياة العامة لان “لا الديمقراطية ولا العقلانية تعنيان استبعاد الإسلام ” ،عكس الفكر التنويري الغربي الذي حقق الثورة الفكرية و اخضع كل المعتقدات الدينية والسياسية والاجتماعية لسلطان العقل دون سواه في كافة مجالات الحياة منذ أن أعلن كانط Kant أن التنوير هو أن ” تكون لك الشجاعة لاستخدام عقلك .” هل كان يمكن أن يؤسس الفكر العربي لفكر تنويري؟ كانت دولة الاستقلال في الوطن العربي،الوريث الشرعي للفكر المستنير ، تحمل في بداياتها كثيرا من الطموح الشعبي نحو التحرر والانعتاق بكل أبعاده، وبما أن الخطاب الذي صاحب الدولة كان في مضمونه معاديا للاستعمار فقد كان طبيعيا أن تتجاوب معه الجماهير العربية وتبني عليه كثيرا من الطموح رغم ما كان يحمله من بوادر استبداد ، تكرس منذ البداية في خنق التعدد السياسي والفكري. لكن مشروع دولة الاستقلال كان يحمل في طياته بذور فشله ، إذ أتى معاكسا للفكر الذي انبنت عليه النهضة الأوروبية والذي يقوم على المواطنة بكل معانيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مجتمعة . ففي رائنا إهمال أي عنصر من عناصر المواطنة هذه تحول الدولة إلى مجرد سلطة تدافع عن استمراريتها بكل الوسائل بما فيها “إرهاب الدولة”. هكذا أصبحت الدولة الوطنية في المغرب والمشرق العربي نموذجا لسلطة تؤبد وجودها عبر العنف ، مغيبة كل فعل سياسي أو ثقافي خارج إطار إيديولوجية الدولة ، التي عادة ما تختزل في دائرة الزعيم الجامع لكل السلطات و باختصار فان الدولة الوطنية منذ الاستقلال قد غيبت أهم مرتكزات الفكر التنويري إلا وهو الأسس التعاقدية للدولة وتخليصها من كل أشكال الوصاية . إلى ذلك فان المشاريع الاقتصادية للدولة الوطنية العربية التي حققت بعض الانجازات المحدودة في بداياتها لم تولد سوى الإخفاقات المتتالية وذلك في غياب إستراتيجية اقتصادية واضحة المعالم وتغييب القوى الحية في المجتمع ، عكس الرؤية الاقتصادية الغربية التي رافقت التنوير والتي أسستها البورجوازية الصاعدة على أسسي الليبرالية السياسية والاقتصادية. هنا تغيب بوادر نمو الفكر التنويري ، لان الشروط التاريخية والاجتماعية التي أنتجته تاريخيا والتي يمكن أن تنتجه في وقت ما – قد وقع طمسها لتفسح دكتاتورية الدولة ومحاولة سيطرتها على كل الفضاءات العامة والخاصة المجال للأفكار السلفية والمتزمتة ، التي استغلت بؤس الحاضر وفراغه لتجد في الماضي سبيلا للخلاص وأحيانا في العنف وسيلة لتحقيق هذه الغاية، وهذا بديهي تاريخيا ، فكلما كان الحاضر بائسا اقتصاديا وثقافيا تقوقع الإنسان في شرنقة الماضي. هل يمكن أن نؤسس لعصر التنوير العربي؟ هذا مرتبط بمدى تطور المجتمع فكريا وسياسيا واجتماعيا. فالدولة العربية التي تجاوزت عمرها الافتراضي وترهلت لم تعد قادرة على تطوير المجتمع ، بالعكس أصبحت عامل جذب لمزيد تفكيكه وتهميشه . تبقى مهمة النخب المستنيرة أينما كان موقعها الفكري أو الحزبي أو ألجمعياتي أن ترسم ملامح هذه النهضة دون استنساخ لأي نموذج جاهز أو قفز على الواقع .
تفاعلات انتقال السلطة في النظم الجمهورية
منبر الحرية 2010-07-02 عزمي عاشور إن السياسة في المجتمعات العربية على الرغم من كونها تأخذ الشكل الغربي في وجود مؤسسات سياسية، إلا أنها في تفاعلاتها لا تعبر عن مضمونها، وقد يكون هناك مبرر لكون الثقافة هنا مختلفة عن الثقافة في الغرب، وبالتالي فجوهر العملية السياسية يأتي مختلفا، وهذا أمر مقبول، إلا أن الأمر يتعدى هذا الشكل عندما يتعلق ذلك باستقرار هذه المجتمعات ويعوقها عن عملية التنمية والتقدم. فتصبح قيم العدالة والحرية وتفعيل القانون مغيبة، وتصبح ثقافة البشر خالية من روح هذه القيم، فلا تجد إخلاصا في عمل ولا صدقا في مقولة ولا قانونا لا يحتمل المواءمات، ولا يسري على الجميع بدون استثناءات. وعملية انتقال السلطة لا تعدم وجود مثل هذه الثقافة المشوشة التي لا تعترف بضعف إمكانياتها وتقبل الهزيمة لتستطيع أن تقوي من نفسها، لذلك نجدها تلجأ لحيل غير مشروعة لتجور على قيمة العدالة. فالعدالة من المنظور السياسي تقتضي أن يكون هناك نظام سياسي حر منتخب ومرضي عنه من قبل أفراد المجتمع، أما عدم وجود هذا النظام فيعني أن هناك خللا يهدد هذه القيمة، والخطورة هنا لا تكمن في أن رأس السلطة غير مرضيٍّ عنه من قبل المجتمع، وإنما تكمن في مأسسة المجتمع بنهج يعمل وفق منطق غياب العدالة، فمثلا نجد أنه على الرغم من وجود المناصب السياسية المرتبطة بالنظام كالوزراء وما شابه ذلك، وهم في ذلك سلطة تنفيذية، نجد في هذه المجتمعات نفوذاً لمناصب غير رسمية، وهذا في حد ذاته قد يبدو مقبولا في النظم السياسية الديمقراطية على اعتبار كونهم يعملون من الخلف كمستشارين، وبالتالي الذي يظهر في الصورة هو صاحب المنصب التنفيذي، وهو الذي له الكلمة الأولى والأخيرة في موقعه، إلا أن الصورة تبدو مثيرة للشفقة والسخرية معا في مجتمعاتنا عندما نرى أن كل هؤلاء قد يبدون تابعين ومسخرين لمن لا منصب رسمي له بشكل يجلي حقيقة الثقافة السياسية، وهو ما يطرح التساؤل: هل قيم كالعدالة واحترام القانون لها وجوه أخرى؟ وهل السياسة في المجتمعات العربية في طريق استخراجها مفاهيم جديدة تعكس هذا التفاعل الموجود على أرض الواقع؟، وفي هذا الإطار يمكن النظر إلى مستقبل عملية انتقال السلطة في المجتمعات العربية عبر طريق التوريث في النظم الجمهورية، فإذا كان الواقع العربي شهد وجود حالات نادرة لانتقال السلطة عبر التوريث، إلا أن الواقع العملي يشهد بعد مرور عشر سنوات أن النظم غير الملكية بصدد تهيئة المجتمع مؤسسيا وسياسيا لتقبل انتقال السلطة على نفس النهج من الأب إلى الابن، ولكن السؤال كيف يتم تهيئة الواقع لخلق الشرعية على أمر غير مشروع؟ وهذه العملية لها مرحلتان: أولاً: المرحلة الأولى وهي التي تشكل محاولة إعطاء أبوة لجنين غير شرعي، فإذا كانت المؤسسات السياسية داخل الدول العربية تأخذ شكلا ديكوريا، إلا أنها في نفس الوقت تشكل واقعا مهيمنا ومسيطرا في وجود رئيس للدولة ومجلس وزراء ولسلطات من تنفيذية إلى تشريعية وقضائية، أي أن السلطة، مع سلطوية النظام تمارس بشكل ما عبر هذه المؤسسات، وبالتالي فعملية تداول السلطة والمواقع بين السلطات الثلاث تخضع لمعايير متعارف عليها، يوجد فيها حد أدنى من الموضوعية سواء في اختيار منصب رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية أو حتى المجالس التشريعية، فاختيار النواب في حده الأدنى يتم وفقا لنتائج الانتخابات، بصرف النظر عن نزاهتها أم لا، المهم هناك وسيلة، هذا فضلا على أن السلطة القضائية تخضع أيضا لتراث من الممارسة للعدالة والقانون يضمن لها النزاهة في حدها الأدنى، أما فيما يتعلق بانتقال السلطة عن طريق رئيس الجمهورية، فيبقى هو الجانب المظلم، حيث لم تستطع هذه المجتمعات أن تخلق تراثا مؤسسيا وثقافيا داخلها لتداول السلطة وفق ما تقتضيه قواعد الدستور والقانون، بالأخص في المرحلة التي ارتبطت ببناء الدولة الوطنية عقب حصول هذه الدول على الاستقلال، نتيجة لأسباب عديدة، أهمها أن انتقال السلطة عبر هذه الفترة كان يأتي نتيجة لعملية انقلاب، (حالة دولة العراق التي شهدت أكثر من انقلاب قبل أن يستقر الحكم في يد صدام حسين وأيضا بالمثل سوريا). وثانيا طوال فترة حكم النخبة التي جاءت نتيجة انقلاب، (نموذج معمر القذافي 1969-حتى الآن)، ونموذج علي عبدالله صالح في اليمن 1979-حتى الآن، ثالثا، حتى في الحالات التي كان يتم فيها انتقال السلطة سلميا مثل حالة الدولة المصرية التي جاءت عقب ثورة يوليو 52، كان ذلك يتم في إطار نخبة النظام وفق قواعد بيروقراطية وسلطوية، عن طريق تولي نائب الرئيس المنصب بعد عملية استفتاء شكلي تتحكم فيه الدولة على شخصه بعد فراغ المنصب (الرئيس السادات 1970 وحالة الرئيس مبارك 1981)، وبالتالي تراث انتقال السلطة في الحالات الثلاث لا يعبر بشكل كبير عن وجود تراث سلمي لانتقال السلطة، وتفاعلات السياسة بهذا الشكل على مدار الستين سنة قد أفرز في الوقت الحالي نمطا جديدا، يتمثل في انتقال السلطة إلى الأبناء عن طريق خلق وضع خاص من رحم ديكتاتورية هذا النظام لمن يرونه مؤهلا لخلافة الأب حتى لو كان ذلك بتسخير إمكانيات الدولة الرسمية لخلق حالة شرعية لهؤلاء الأبناء، وكل ذلك بالنسبة للدولة السلطوية تقدر عليه. ثانيا: المواءمة مع الطرف الخارجي، كما هو معروف فإن انتقال السلطة بهذا الشكل يثير حفيظة الخارج، بالأخص الدول التي لها مصالح في المنطقة، وتخشى من سريان الفوضى التي تؤثر على مصالحها، ومن هنا فهذه النظم تعمل حسابا للطرف الخارجي الذي ليس وضعه بجديد في المنطقة، فهو يلعب هذا الدور منذ عهد الاحتلال في أواخر القرن التاسع عشر، ومن ثم كان من الضروري وجود مخرج لإرضاء وطمأنة الطرف الخارجي يأخذ أحد احتمالين كلاهما مر: الأول يتمثل في تقديم تنازلات من أجل تمرير التوريث بشكل لا يثر حفيظة الطرف الخارجي، قد تكون هذه التنازلات ثوابت وطنية. والثاني هو أن يتم تهيئة المجتمع قانونيا ومؤسسيا لإخراج انتقال السلطة بشكل مُرضٍ لجميع الأطراف، وهو أمر لا تقدر على فعله غير النظم الديكتاتورية التي تهيمن على مجتمعات ضعيفة، في أن توجد انتخابات، وهي لعبة هذه النظم التي أثبتت كل الانتخابات والاستفتاءات التي أجريت على مدار الخمسين سنة الماضية أن نتيجتها تأتي وفقا لرغبة الحاكم وليس وفقا لرغبة الشعب إلا فيما ندر، ومن هنا يتقدم المرشح المهيأة له الظروف السياسية والأمنية بشكل طبيعي ضمن مرشحين كومبارس آخرين لإحباك العملية التي مقاليدها بيد النظام وليس بيد أصوات البشر الذين يختارون. إن خطورة هذا الوقع لانتقال السلطة حتى لو جاءت بشكل سلمي تكمن في أنها تخلق ثقافة جديدة داخل هذه المجتمعات، فمنطق الحق لن يذهب لمن يستحقه وفق العدالة وإنما وفق منطق النفوذ، ومن ثم تصبح مثل هذه الثقافة وكأنها عرف وشيء طبيعي أن يوالي الأقارب أقاربهم، فنجد التوريث يدخل كل شريحة في المجتمع فأصحاب النفوذ في المهن الأخرى يورثون أبناءهم بالطرق غير الشرعية أماكنهم مثل الجامعات وغيرها. إن فراغ السلطة في المجتمعات العربية يعدّ كارثة تفوق وجود السلطة في شكل ديكتاتوري وسلطوي، ومن هنا فإن مأسسة المجتمعات العربية لتهيئة انتقال السلطة من رئيس إلى آخر باتت من الشأن العام الذي يهم جميع الأفراد عامتهم ونخبتهم، فمثل هذا الأمر بات ليس من الأسرار العليا التي لا يجوز الحديث فيها، وإنما أصبح للجميع الحق في معرفة مصير ما سوف يؤول إليه مستقبل بلدهم والطريقة المثلى لاختيار من يحكمهم. *كاتب ومدير تحرير مجلة الديمقراطية بمصر يُنشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 02 جويلة 2010)
كأس العالم والأزمة الأخلاقية
ياسر سعد 2010-07-02 بغض النظر عن الاهتمام المبالغ فيه بما يسمى بطولة كأس العالم التي أصبحت حدثاً عالمياً بامتياز يترك آثاره على الاهتمامات الدولية، بل وتمتد نتائجه على مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أرجاء المعمورة، فإن هذه المنافسة التي يشتد وطيسها يوما بعد يوم، تعكس في كثير من تفاعلاتها وما ينتج عنها من صور واقعية لعالمنا اليوم، عالم تسود فيه الثقافة المادية وعقلية الاحتكار والجشع والإقصاء والافتقار للقيم الأخلاقية والافتقاد إلى المبادئ الإنسانية. الرياضة بمعناها الراقي الذي يعكس روح التعاون بين الفريق الواحد والتنافس الودي بين الأعراق والشعوب كوسيلة للتعارف والتواصل لم تعد كذلك هذه الأيام. فقد تحولت كرة القدم إلى ميدان للتسويق وجني المكاسب المادية وليحرم الفقراء من متابعة تلك الرياضة التي أصبحت مواسمها فرصة ليزداد الأثرياء ثراء ولتعرض الشركات العالمية عضلاتها التجارية على حساب الشعوب والجماهير التي تُعبأ وتُحشد بطريقة هيستيرية. من الملاحظ على بطولة كأس العالم انحدار مستوياتها الفنية الرياضية، والسبب في تقديري يكمن في هيمنة العامل المادي على الرياضة التي أصبح نجومها يباعون ويشترون من قبل الأندية العالمية وكأنهم سلع تجارية. كما أن الأخلاق الرياضية أصبحت نادرة، فعوض أن يتعلم الأطفال ممن يعتبرون «نجومهم» الروح الرياضية والتنافس الشريف، نجد حالات من الخشونة المتعمدة والعدد الكبير من البطاقات الحمراء التي تعكس انتشار السلوكيات السلبية في مباريات كأس العالم. كما أنك تجد من الحركات البهلوانية والتصرفات غير السوية لبعض اللاعبين حال تسجيل هدف في مرمى الخصم ما يعكس حالة من ضياع القيم الرشيدة والعقول الراشدة في عالم اليوم. من الممكن ملاحظة أن الرياضة غالبا ما تعكس أوضاع الدول التي تشارك فرقها في المنافسات الرياضية سلبا أو إيجابا، فروح التقدم والنهج العلمي والأخلاقي غالبا ما تلمسه في فرق الدول المتقدمة. فعلى سبيل المثال فإن النهضة وروح العزيمة التي تتحلى بهما تركيا على العديد من الأصعدة انعكست على الوضع الرياضي وهو ما لمسناه في الفريق التركي في بطولة الأمم الأوربية الأخيرة، في حين أن دولا عربية تعاني من الفساد الإداري غالبا ما تخفق فرقها رغم الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل القيادات السياسية والإمكانات المادية الضخمة المرصودة في تحقيق إنجازات رياضية. هذه الملاحظة يمكن إسقاطها على فرق أوروبية تخلفت في المونديال لتعكس حالة من التراجع لدولها من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ارتباط الأوضاع الرياضية بأحوال دولها كان واضحا على الفريق الفرنسي، فقيادة ساركوزي التي أخفقت في العديد من الميادين وأدت لتراجع فرنسا فيها، لم تكن الرياضة استثناء على الفوضى التي تضرب البلاد في ميادين مختلفة. وإذا كانت فرنسا قد حصلت على كأس العالم عام 1998 بفضل مهاجريها، فقد عانت في 2010 من تمرد لاعبيها على مدربهم الذي زعم أنه عنصري، وأنه استبعد لاعبين من أصول عربية من تشكيلة المنتخب. فالبلاد التي انتكبت لقيمها في مسألة الحرية وحقوق الإنسان واضطهدت مسلميها في لباسهم وحجابهم وضيقت عليهم، هي فرنسا التي خسرت كما كان واضحا في مونديال جنوب إفريقيا ولاء لاعبيها وارتباطهم بها. الأزمة الغذائية التي شغلت العالم وأشغلته، كانت في جوهرها أزمة أخلاقية من ناحية هدر الغذاء في إنتاج الوقود الحيوي والاعتداء على البيئة بشراسة لأهداف مادية. والأزمة المالية كانت في حقيقتها أخلاقية عكست عقلية الجشع والطمع والسعي لتحقيق الأرباح بكل الأساليب وشتى الوسائل. الخلل الأخلاقي الذي يعاني منه العالم بفضل القوى السياسية المهيمنة على المسرح الدولي التي تحتكم إلى معايير مزدوجة فتلجأ لتجريم الضحية وتبرير العدوان والاحتلال، بل وتسميته بتحرير، فيما تصف المقاومة والسعي لتحرير الأوطان إرهابا، ذلك الخلل ضرب جميع مناحي الحياة لتمتد آثاره ونتائجه على الرياضة ومسابقاتها التي تفوح في كثير من أجوائها وهوائها روائح الفساد وصفقات ما وراء الكواليس. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 02 جويلة 2010)
تحولات موقف النخبة اليهودية في الغرب
عادل لطيفي جي ستريت يهدد الإيباك السياق العام لتحول الموقف اليهودي “جي كال” النسخة الأوروبية المشوهة تستفيد إسرائيل، والمشروع الصهيوني عموما، أيما استفادة من نفوذ النخبة اليهودية في الغرب وبخاصة تلك التي تهيكلت في شكل لوبي ضاغط على طريقة هيئة الشؤون العامة الإسرائيلية الأميركية (الإيباك AIPAC). وقد اعتادت مثل هذه المؤسسات على مساندة السياسات الإسرائيلية بشكل مطلق مهما وصل أمر تجاوزها للقانون الدولي والأخلاق الإنسانية كما حصل مؤخرا لسفن مساعدات غزة. غير أنه لوحظ في السنوات الأخيرة بعض الحراك داخل هذه النخبة من خلال تبني بعض المواقف النقدية تجاه إسرائيل، ومن بين أبرز ملامح هذا الحراك نشأة لوبي يهودي أميركي جديد هو “ج ستريت J Street” ثم نسخته الأوروبية “جي كال J Call“. من المهم أن يطلع القارئ العربي اليوم على هذه التحولات لأنها عنصر فاعل في الصراع رغم أنها تبقى عموما بعيدة عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
جي ستريت يهدد الإيباك منذ تأسيسها سنة 1951، احتكرت الإيباك تمثيل موقف يهود الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي بالرغم من وجود توجهات يهودية أخرى، جماعية وفردية، على النقيض من الفكر الصهيوني. فقد بقي هذا اللوبي وفيا لهدفه التأسيسي وهو مساندة إسرائيل في صراعها مع العرب. كما تمكن من فرض سيطرة مطلقة على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط حتى بدا إلقاء خطاب في مؤتمره السنوي ممرا حتميا لكل مرشح للرئاسة الأميركية سواء من الديمقراطيين أو من الجمهوريين. تغير الوضع سنة 2008 عندما دعت نخبة من السياسيين والمثقفين اليهود الأميركيين إلى تكوين لوبي جديد يعارض سياسة الإيباك في مساندتها العمياء للسياسات الإسرائيلية. وقد خطا هؤلاء خطوة مهمة عندما أعلنوا عن تأسيس هيئة للعمل السياسي (J street political action committee) تتكفل بممارسة دور لوبي مواز للإيباك لدى الإدارة الأميركية. تحول موقف هذه النخبة يبرز أولا من خلال فتحها باب نقد السياسة الإسرائيلية وورطاتها العسكرية في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية. وهو أمر لم تتعود عليه الساحة السياسية الأميركية وبخاصة في فترة الرئيس جورج بوش الابن. أما من حيث مواقفها الهيكلية من الصراع العربي الإسرائيلي فقد تبنت هذه النخبة موقفا معارضا للحلول العسكرية وهي تنادي بحوار مباشر مع الفلسطينيين ومع العرب. كما أنها تدعو إلى الحوار مع إيران وتعارض مسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية. تأكدت هذه التوجهات الجديدة على إثر عملية القرصنة الإجرامية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد سفن المساعدات الإنسانية لغزة. حيث وجه لوبي جي ستريت نقدا حادا لسياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية مما جعل بعض وجوه الإيباك يوجهون له تهمة خيانة قضية اليهود وإسرائيل. ورغم ذلك ما انفك نفوذ اللوبي الجديد يتوسع ويجد صدى إيجابيا داخل الرأي العام اليهودي الأميركي أولا، ثم داخل الشارع الأميركي فالنخبة السياسية الأميركية وبخاصة الديمقراطيين مع أوباما. السياق العام لتحول الموقف اليهودي كيف يفسر هذا الصعود المفاجئ؟ سبقت جي ستريت تجارب أخرى لكنها لم تتمكن من الوصول إلى مرحلة اللوبي على المستوى التنظيمي. نذكر منها على سبيل المثال منتدى السياسة الإسرائيلية الذي تأسس بدعم من إسحاق رابين سنة 1993. ويعود سبب ذلك إلى تحولات عميقة سواء داخل اليهود الأميركيين أو على المستوى الإستراتيجي العالمي. فمن المعلوم أن تكوين لوبي جي ستريت جاء على إثر نشر تقرير أعده باحثان في العلاقات الدولية سنة 2006 خلصا إلى نتيجة مفادها أن السياسة الإسرائيلية أضرت كثيرا بمصالح ومكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وحملا الإيباك بشكل مباشر مسؤولية ذلك. فافتتح التقرير بذلك بابا حرص اللوبي الصهيوني على تركه موصدا في الساحة الأكاديمية والإعلامية الأميركية، وهو نقد السياسة الإسرائيلية وإبراز تهديدها للمصالح الأميركية في هذه المنطقة. يرى بعض الدارسين أن إعادة التقييم الشامل للسياسة الإسرائيلية بدأت على إثر الحرب المدمرة التي قادها الجيش الإسرائيلي ضد لبنان سنة 2006 والتي انتهت إلى شبه هزيمة عسكرية وإضافة مذابح أخرى إلى سجل هذا الجيش. كما تعزّز هذا التوجه النقدي بعد الحرب المدمرة التي خاضتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وما صاحبها من تشويه لصورة اليهود في كل أنحاء العالم. مثل هذه العنجهية العسكرية باتت في الواقع غير مقبولة كما كان عليه الوضع خلال الحرب الباردة وهو تحول لم تستوعبه النخبة السياسية الإسرائيلية. المستوى الثاني لتحول الموقف اليهودي الأميركي من إسرائيل مرتبط بالتحولات الاجتماعية والديمغرافية التي شهدها الوسط اليهودي الأميركي. إذ إن أغلب اليهود الأميركيين اليوم لم يعايشوا فترة المحرقة مما يجعل كون إسرائيل وطن ملجأ فكرة لا جاذبية لها خاصة لدى فئة الشباب. فقد بينت بعض الإحصاءات أن نسبة مهمة من هؤلاء لا تعتبر زوال إسرائيل بمثابة كارثة. كما يربط بعض الدارسين (مثل بولين بيرتز) هذه التحولات بخروج هذه الفئة الشبابية من بوتقة المجموعة اليهودية الإثنية عن طريق الزواج المختلط مع العناصر السكانية الأخرى. مثل هذه التحولات جعلت من الإيباك جهازا أبعد ما يكون عن تنوع الواقع الاجتماعي والسياسي اليهودي في أميركا، بل أصبح ينظر إليه على أنه جهاز يعمل لصالح دولة أجنبية أكثر من دفاعه عن مصالح الولايات المتحدة والأميركيين. ضمن هذا الفراغ وجد جي ستريت مكانه باعتباره يدافع عن مصالح الولايات المتحدة أولا وذلك عبر تشجيع الإدارة الأميركية على فرض خيار السلام وكبح لجام الحرب.
“جي كال” النسخة الأوروبية المشوهة في تواصل مع التوجه الجديد داخل النخبة اليهودية الأميركية، سعت بعض الشخصيات الأوروبية من أصل يهودي إلى اللحاق بركب جي ستريت. فقد اجتمع جمع من هؤلاء في بروكسل وأصدروا بيانا يوم الثالث من مايو/أيار 2010 أطلق عليه “جي كال دعوة للتعقل”. لكن على الرغم من استلهام هذه المبادرة من المثال الأميركي الذي سبق تحليله، فإنها لم ترق إلى حدود النقد الجدي للسياسة الإسرائيلية. بل على العكس فإنها تبرر ضمنيا العديد من التجاوزات خلافا لجي ستريت. فقد تأسس الإعلان على التقاء الموقعين عليه على الارتباط بإسرائيل وبأمنها ليعلن أن أمن هذه الدولة مهدد من خلال سياسة الاستيطان التي اعتبرها البيان خطأ سياسيا وأخلاقيا. لكن النقطة الأساسية التي لخصت التوجه الحقيقي لهذا الإعلان اليهودي الأوروبي هي تلك الدعوة إلى العمل على الحفاظ على إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية. وهو ما يعني فعليا التخلص من الخطر الديمغرافي لفلسطينيي الداخل. ومن هذا المنطلق تبرز الدعوة إلى حل الدولتين وسيلة للتخلص من هذا الخطر الديمغرافي أكثر منها بحثا جديا عن السلام. حيث ورد في النقطة الأولى للإعلان: “ستكون إسرائيل قريبا أمام خيارين كارثيين: إما أن تتحول إلى دولة يكون فيها اليهود أقلية في بلدهم أو أن ترسي نظاما لا يشرفها ويجعلها مسرحا لحرب أهلية مدمرة”. نحن هنا أبعد ما نكون عن فلسفة جي ستريت ومواقفه السياسية التي تهدف أولا إلى تحريك الرأي العام اليهودي لمساعدة دولته الولايات المتحدة الأميركية. على عكس نظرائهم الأميركيين فإن نخبة جي كال، وخاصة وجوهها الفاعلة مثل الفرنسيين برنار هنري ليفي وآلان فلنكنكروت، تحمست للدفاع عن إسرائيل وجيشها ضد حملة السخط التي انهالت عليها بعد جريمتها في حق قافلة المساعدات الإنسانية لغزة. لكن غياب الجدية في التعاطي مع التسيب الإسرائيلي، لم يمنع مجلس تمثيل المؤسسات اليهودية بفرنسا (CRIF) من إعلان عدم رضاه عن مبادئ هذا الإعلان ورفض توقيعه. هذا المجلس يعد في فرنسا بمثابة إيباك أوروبا من خلال محافظته ومساندته غير المشروطة لإسرائيل ولجيشها. اختلاف مدى جدية ونزاهة معارضة السياسة الإسرائيلية بين جي ستريت الأميركي وجي كال الأوروبي يعكس في واقع الأمر اختلافا جوهريا بين الوضع اليهودي في كل من المجالين الجغرافيين. إذ يبدو الرأي العام اليهودي الأميركي أكثر قابلية للتطور ولتبني مواقف معارضة لساسة إسرائيل. في حين تبقى أوروبا إلى اليوم سجينة عقدة الذنب التي أفرزتها مآسي الحرب العالمية الثانية والتي تحمل اليهود جانبا كبيرا من وزرها. وهو ما يحيلنا حسب اعتقادي إلى مسألة أعمق متعلقة بطبيعة الوجدان الأوروبي الجماعي، خاصة لدى النخب السياسية، والمرتبطة بقيام دولة إسرائيل منذ البداية. أرى في هذا السياق أن هذا الوجدان السياسي الأوروبي يعتبر دولة إسرائيل امتدادا لأوروبا، أو أنها وليدتها وهذا مثبت تاريخيا. في حين مثلت إسرائيل تاريخيا مجرد حليف للولايات المتحدة وهو ما يتماشى مع البراغماتية الأميركية. قد تبدو مثل هذه الفروق غير مهمة بالنسبة للقارئ العربي الذي تعود على التفكير في كل آخر من منطلق الصراع والنفي. لكن لمثل هذه المعطيات أهميتها الإستراتيجية، نظرا لما توفره من عناصر معلوماتية للمهتمين بالشأن السياسي العربي، وكذلك المعرفية والوجدانية، من خلال تقديم صورة أكثر موضوعية عن العلاقة المعقدة والمتضاربة أحيانا بين ما يحصل داخل إسرائيل وما يحصل داخل حزام المساندة اليهودي في الغرب. في نفس الوقت، فإن نظرة موضوعية إلى هذه التحولات من منظور موقعها من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ومن زاوية التنوع الحقيقي للموقف اليهودي الغربي من إسرائيل، تبرز بعدها عن الحاجيات الحقيقية للسلام العادل، كما يتم الترويج له، كما أنها تحجب عن قصد توجهات يهودية أخرى هي أقرب إلى مفهوم الحقوق التاريخية العربية حسب فهمنا العربي. فلوبي جي ستريت الأميركي يحاول من خلال معارضته للإيباك أن يبرز في صورة اليسار اليهودي، لكنه يبقى في حقيقة الأمر مجرد توجه ليبرالي يهودي يحاول أن ينقض تيار المساندة لإسرائيل على حساب بعض المجموعات والأفراد المعارضة بالفعل، من حيث المبدأ، لسياسة هذه الدولة منذ نشأتها، ولنا في حالة بعض الحاخامات الأرثوذكس خير دليل. نفس الرأي ينطبق على جي كال الأوروبية، حيث سارع العديد من المجموعات اليهودية المساندة للحق الفلسطيني إلى التنديد بنفاق نداء عقل غير عقلاني. من بين هذه المجموعات الصغيرة في فرنسا نجد التحالف اليهودي الفرنسي من أجل السلام (UJFP) الذي ندد بالعنصرية الضمنية لنداء جي كال تجاه عرب إسرائيل. نحن ما زلنا إذن، بالرغم من عمق هذه التحولات، بعيدين عن حركة قادرة على تلبية الحقوق الفلسطينية الحقيقية، أو على تحييد نفوذ ومكانة المؤسسات العنصرية التقليدية مثل الإيباك. لكن يمكن لهذه المعطيات أن تشير إلى تطورات لاحقة على المدى المتوسط والطويل لابد للعرب من التفاعل معها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 جويلة 2010)
صدور العدد الثالث من التقرير الصناعي العربي التقرير يتناول تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية على الصناعةالعربية
اصدرت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين العدد الثالث من التقرير الصناعي العربي وصرح الاستاذ محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة أن التقريريتناول تحليلا شاملا للقطاع الصناعي العربي بالاضافة الي عرض تفصيلي لكل بلد عربي في الفترة 2008-2009 ، وتوقعات 2010. ويشتمل التقرير الصناعي على ثلاثة فصول تتناول ملامح موجزة حول أداء الاقتصاد والصناعة في الدول العربية عام 2008 و التطورات الرئيسية لكل بلد تبعا لأهم مؤشراتها الاقتصادية، بالاضافة الى عرض تحليلي شامل لتطورات القطاع الصناعي العربي بشقيه الاستخراجي والتحويلي. وقال الاستاذ محمد بن يوسف إن التقرير اشتمل على عرض موجز لتدعيات الازمة المالية العالمية على الاقتصادات و الصناعات العربية، من خلال استعراض التطورات الاقتصادية التي مر بها العالم العربي 2009، وتحليل آثار الأزمة على الصناعة العربية لاسيما الصناعات النفطية و البتروكيماوية ، صناعات الحديد و الصلب و الألمنيوم و صناعات النسيج و المنتجات الكهربائية و الالكترونية و الصناعات التحويلية الأخرى. وأوضح بن يوسف ان الأزمة المالية العالمية وضعت نهاية للازدهار الاقتصادي الذي شهدته المنطقة العربية بأسرها خلال الأعوام الستة الأخيرة حيث شكلت الأزمة الغذائية التي تلاها الانخفاض الحاد لأسعار النفط تحديا كبيرا للمنطقة التي تعتبر أكبر مصدرللنفط وأكبر مستورد للمواد الغذائية. وأضاف أن المنطقة العربية شهدت تراجع للنمو الاقتصادي بشكل ملحوظ حيث قدر معدله في المنطقة بنسبة 2.9 ٪ في عام 2009 مقابل 6 ٪ في عام 2008. كما تراجعت توازنات الاقتصاديات الكلية وعانت الكثير من البلدان من اتساع العجز في حسابها الجاري وفي ميزانيتها. و لقد أدت الأزمة المالية العالمية إلى انخفاض كبير في التبادلات التجارية العالمية التي كانت تعتبر العامل الرئيسي وراء الأداء الجيد الذي شهده النمو الاقتصادي للدول العربية في الآونة الأخيرة. و لقد سجلت الدول المصدرة للنفط أكبر الخسائر حيث انخفضت صادرات السلع فيها بنسبة 38 ٪ مما ترتب عنه خسائر في عائدات التصدير لجميع دول مجلس التعاون الخليجي لتصل إلى 469 مليار دولار في عام 2009 مقابل 753 مليار في عام 2008. كما أثرت الأزمة العالمية أيضا نتيجة انخفاض الطلب العالمي على وجه الخصوص على القطاعات الصناعية العربية المصدرة الرئيسية مما أدى إلى انخفاض صادرات السلع المغربية بنسبة 24 ٪ و الأردنية بنسبة 20 ٪ و 18 ٪ بالنسبة لتونس و 14 ٪ بالنسبة لصادرات السلع المصرية، وارتفع بالتالي العجز في ميزانيات هذه البلدان. وقال الاستاذ محمد بن يوسف إن التقرير الصناعي العربي اوضح ان الازمة العالمية تسببت في انخفاض تدفق الاستثمار الأجنبي في المنطقة العربية حيث قدر بحوالي 30 ٪ مقارنة مع المعدل المسجل في العام الماضي. و تراجعت تحويلات العمال المهاجرين وعائدات قطاع السياحة. علاوة على ذلك، فاقمت الأزمة المالية الدولية عدم التوازن الاجتماعي الذي تشهده معظم البلدان العربية حيث أدى انكماش النشاط الاقتصادي إلى إغلاق العديد من الشركات و زيادة البطالة في المنطقة، كما اضطرت العديد من الدول إلى خفض الدعم الذي تقدمه للسلع الأساسية ذات الاستهلاك الشعبي الواسع كواردات الأغذية واللوازم الطبية مما أثر على القدرة الشرائية للمواطن العادي وخاصة على السكان الأشد فقرا. مشيرا الى أن التقرير أوضح أن القطاع المالي في الدول العربية تأثر بشكل محدود من الازمة ، في حين كان للازمة تأثير سلبي على القطاع الحقيقي و خاصة القطاع الصناعي للدول العربية المصدرة. و كان تأثيرها أكبر على الصناعات النفطية وصناعات السلع الأساسية مثل الفوسفات والبوتاس والنحاس باعتبارهم الأكثر عرضة لتقلبات الأسعار في الأسواق العالمية. وأوضح بن يوسف ان اثار الازمة المالية بدأت تنحصر فقد تعافت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من آثارها بشكل متزامن مع الاقتصاد العالمي. ومن المتوقع أن تتحسن الآفاق بالنسبة للمنطقة العربية لعام 2010، حيث ينتظر أن يرتفع معدل النمو ليصل إلى 4.4 ٪ في عام 2010 مقابل 2.9٪ عام 2009 نتيجة مواصلة ارتفاع الطلب المحلي وارتفاع أسعار النفط وعودة الانتعاش الاقتصادي العالمي تدريجيا. ويتوقع أن تشهد البلدان المصدرة للنفط تسارعا في نموها الاقتصادي ليبلغ 4.2 ٪ في عام 2010 مقارنة مع 2.2 ٪ في عام 2009، وأن تشهد اقتصادات الدول العربية المصدرة للنفط ارتفاع وتيرة انفاقها العام وزيادة الاستثمارلا سيما في القطاع النفطي وغير النفطي، و أن تستأنف الصناعات الرئيسة نشاطها بفضل الانتعاش في الطلب العالمي. و ليس من المنتظر حدوث أي ضغوط أخرى على أسعار النفط في الوقت الراهن، و يرجع ذلك أساسا إلى محدودية الطاقات الانتاجية للدول النفطية واستقرار الطلب على النفط في أهم البلدان الصناعية. أما بالنسبة للبلدان غير النفطية فمن المتوقع أن تستأنف نموها الاقتصادي بشكل أبطء مما كان متوقعا لأن البلدان الأوروبية لم تتمكن حتى اللحظة من استعادة عافيتها الاقتصادية. وبهذا يرتقب أن يتباطأ النمو في البلدان غير النفطية ليصل إلى 4.5 ٪ في عام 2010 مقابل 4.8 ٪ في عام 2009. ومع ذلك، فمن المنتظر أن يستأنف حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فاعليته في الأعوام القادمة نتيجة الانتعاش الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي وأن ترتفع صادرات الدول غير النفطية بنسبة 7.7 ٪ في عام 2010 بعد أن انخفضت بنسبة 18 ٪ في عام 2009. وبالتالي يتوقع أن تشهد الصناعات الرئيسة المصدرة تحسنا في نشاطاتها و أرباحها، وأن ترتفع تدفقات التحويلات المالية بنسبة 1.3 ٪ في عام 2010، على الرغم من أن هذا المعدل أقل من الذي سجل في السنوات التي سبقت الأزمة. وحول التحديات التي ستواجه المنطقة العربية خلال المدى الطويل قالت الدكتورة سناء الخبيرة الاقتصادية بالمنظمة إن التقرير تناول هذا الجانب في عدد من النقاط وهي ركود مستويات المعيشة في المنطقة العربية بسبب تباطؤ نمو العائدات وارتفاع معدل النمو السكاني في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. تدني معدل الاستثمار الخاص في المنطقة العربية على الرغم من السياسات التشجيعية الحكومية للقطاع الخاص. ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، وانخفاض نسبة مشاركة المرأة، واكدت أن من بين التحديات الرئيسة الأخرى التي ستشهدها المنطقة على المدى الطويل، تنويع الصناعات وقدرتها التنافسية في البلدان العربية ومحدودية الحصول على التمويل، حيث إن نسبته ضعيفة في المنطقة العربية. وسيكون ضمان الحصول على التمويل واحدا من أكبر التحديات التي ستواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لأن الأزمة زادت من مشكلة الحصول على التمويل خاصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
العلامة القرضاوى رئيسا للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بالاجماع بن بية والخليلى وواعظ زادة نوابا ثلاثة للرئيس
اسطنبول – الشرق وسط حضور مكثف من علماء العالم الاسلامى توالت اجتماعات الجمعية العامة الثالثة للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين باستانبول الذين حرصوا على الحضور والمشاركة فى اللجان المختلفة، لكن بداية الاجتماعات كانت انعقاد الجمعية باعضائها جميعا لانتخاب الرئيس وقد تمت تزكية فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوى رئيسا للاتحاد بالاجماع دون ان يكون هناك متقدمون آخرون، فيما افصح فضيلته برغبته بان يستريح لكنه ينزل على رغبة اخوانه العلماء داعيا الله ان ييسر له ويعينه. وطبقا للائحة الاتحاد كان على الرئيس ان يختار نوابه ابتداء، واعلن ان اختيار نوابه يخضع لرؤية الاتحاد بانه لكل المسلمين ومن ثم يأتى هؤلاء النواب ليمثلوا مذاهب العالم الاسلامى وهو ما يدفعه ليعلن اختيار كل من الشيخ عبد الله بن بية الوزير الموريتانى السابق ممثلا للمذهب السنى والشيخ احمد بن حمد الخليلى مفتى عمان ممثلا للمذهب الاباضى والشيخ واعظ زادة الخرسانى رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الاسبق بايران ممثلا للمذهب الشيعى وذلك بعد ان اعتذر الشيخ محمد على التسخيرى عن موقعه وعن اختياره. وطالب احد علماء الزيدية بتمثيل المذهب الزيدى فى رئاسة الاتحاد، وقال انه يمثل العلماء الزيدية ومعه تفويض منه. لكن الدكتور الخياط رد على العالم الزيدى واوضح ان الامانة العامة تواصلت مع بعض العلماء اليمنيين.. ولم تتواصل تلك الجهود لاتمام اختيار من يمثل المذهب الزيدى وبعد ذلك اقفل رئيس الجلسة باب النقاش. وحدث ان اعتذر الامين العام د. محمد سليم العوا عن الترشح لمجلس الامناء بينما رفض ذلك العلامة القرضاوى فى تصريحات خاصة للصحف القطرية، بينما ثار علماء الجمعية العمومية رافضين لاعتذار العوا مطالبين باستمراره ودخول اسمه لانتخابات مجلس الامناء. بينما كانت جلسه تالية امس الاول لحديث الوفود القادمة من كل مكان وقد بدأت بوزير الاوقاف السنغالى مستشار الرئيس السنغالى الذى قال ان السنغال يواجه عدة تحديات منها التنصير والتشيع وتحديات اخرى كثيرة وتمنى على الاتحاد العمل على مواجهة هذه التحديات وقال انه تم عقد مؤتمر لعلماء افريقيا جمع اكثر من 500 شخص، وطلب مساعدة الاتحاد لتحقيق عقد اجتماعات اوسع. حديث حارث الضاري وتحدث حارث الضارى رئيس هيئة العلماء المسلمين فى العراق، فقال إن الامال معقودة على الاتحاد فى ان يكون المعبرعن آمال وطموحات الامة، فى وقت تعيش فيه حالة ضعف غير مبرر، وينبغى ان يكون الاتحاد بمستوى طموحات الامة ولا يكون كذلك الا اذا كان فى قمته علماء ربانيون، ينظرون الى الامة على حد سواء وهم بعيدون عن الفئوية والحزبية والا يكونوا من علماء السلطة، خدمة لديننا وامتنا كى تسهم هذه الامة فى اسعاد الناس اجمعين. ثم وجه نقداً للاتحاد عندما قال ان الاتحاد لم يصل إلى هذه المستوى رغم قيامه بالكثير من الجوانب الايجابية، خاصة انه اكتفى بالبيانات واكتفى بالتركيز على جوانب واهمل جهات اخرى، خاصة ان بعض المناطق فى الامة تعانى احتلالاً وفتنا، وطالب بان يكون الاتحاد فى السنوات القادمة على مستوى تحديات كل الامة وطموحاتها، لأنها مهددة فى بعض اقطارها فى وحدتها. وطالب علماء الاتحاد بقول الحق، والا يظلم فى صفوفه فئويا او حزبياً.. وقد رد القرضاوى على الضارى فقال ان عمر الاتحاد ست سنوات وهو عمر قليل وقال ان الغد سيكون افضل من اليوم. واقترح الدكتور عبدالحميد مدكور تقسيم العضوية الى قسمين عاملة ومنتسبة، مع توضيح شروط كل نوع. واقترح تأمين قاعدة بيانات علمية. وابراز الطابع الثقافي.. وتحدث كل من الدكتور سيد رزق الحجرمن كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ومشهور فواز داخل فلسطين تحدث عبر برقية عن فلسطين. وطالب صلاح الدين سلطان المستشار الشرعى بالبحرين الاتحاد بان يكون فاعلاً ومؤثراً، وتحدث آخرون عن مسلمى اوروبا وهولندا، وعن مشكلتين هما المساجد منغلقة على نفسها ولا تشارك فى اتخاذ اى قرار فلا تضامن بينها. وتدخل الحكومة الهولندية فى الجامعة لتخريج ائمة على هواها. وقال ان التطرف يزداد بوجه المسلمين فى هولندا وطالب بوحدة الصف الاسلامى فى اوروبا وطالب بان يكون المجلس الاوروبى ممثلاً للاتحاد فى اوروبا، وان يتطور الاعلام فى الاتحاد.. وتحدث صهيب تحدث عن تجربة المسلمين فى بريطانيا من خلال مجلس الاسلامى فى بريطانيا، وقال ان المجلس فصل فى سبعة الاف قضية، وقال ان انشاء رابطة بين المجالس فى بريطانيا امر مهم. مسلمو الصين اما كلمة الوفد الصينى فقد القاها الدكتور احمد، حيث نقل تحيات المسلمين فى الصين، وقال ان المسلمين احبوا الاسلام واحبوا بلدهم ايضاً، واضاف ان التعليم الاسلامى تطور فى الصين، وتم اختيار عدد كبير من الشباب لتعلم الدين الاسلامى واللغة العربية، وقال انهم ترجموا صحيح البخارى ومسلم إلى اللغة الصينية، وقال ان المسلمين يواجهون تحديات ومشاكل وازمات وطالب وبالوقوف إلى جانبهم. نشر اللغة العربية واوصى احمد فريد مصطفى، بدعم نشر اللغة العربية فى العالم الاسلامى والعالم كله، ودعم الجامعة التركية العربية فى اسطنبول. وقال عبد الغفار عزيز، الجماعة الاسلامية باكستان. ان باكستان على مفترق طرق ورأس البلية هو الاحتلال الاميركى فى افغانستان، وقال ان هذا الاحتلال يثير كل ذلك فى باكستان، وطالب بوضع باكستان على رأس اهتمام الاتحاد، وان يكون لهم موقف خاصة ايضا قضية كشمير عندما يقتلون بالمئات.. واقترح ابو رضاء الندوي، تبنى سياسة التقارب مع الحكومات بدل المنازعات. اما الشيخ احمد العمرى الجماعة الاسلامية لبنان، وبيت الدعوة، فقال هناك 180 عالما ينتسبون إلى بين الدعوة والدعاة، طالب بان تكون الزيارات مكثفة للبلاد الاسلامية حتى تكون لهم فعالية.. وقال السيد على فضل الله لبنان، وهناك تحد كبير يواجه الاسلام ، وهذا يحتاج إلى وعى وإلى فهم البعض، واضاف الجهل قد يكون هو السبب، واضاف نحن بحاجة إلى ان يفهم المسلمون بعضهم. دور اكبر للمرأة الشيخ جواد الخالصى (العراق). طالب بالعمل لانجاح الاتحاد، وطالب العلماء بفهم بعضهم البعض اولا حتى تفهم الامة بعد ذلك. وخديجة مفيد أملت ان ينتقل الاتحاد إلى وضعية التفعيل بعد التجميع والمأسسة. واقترحت ان يأخذ العلماء موقفاً من إدارة مال الامة، خاصة ان الامة تواجه تحدى التنصير، واقترحت اطلاق اسطول الكرامة والوحدة للحيلولة دون تنصير الامة. كما التمست من الاتحاد ان يعطى المرأة دوراً فى ريادة الامة. وطالب رئيس (رابطة العلماء السوريين) الاتحاد بمساعدة العلماء السوريين لعودتهم إلى بلدهم لممارسة الدعوة. تفعيل دور ولاة الامور وقال الدكتور عماد ابو الرب. (أوكرانيا الامال معقودة على الاتحاد، تفعيل دور ولاة الامور. توزيع العلماء على لجان تدرس القضايا التى تعنى المسلمين. الاهتمام بدول الاتحاد السوفياتى السابق. اما محمد عبد النبي، اقترح ان يخصص يوم كامل لعرض هموم الامة. اراد ان يسمع حول الخلاف بين الرئيس والامين العام حول ايران. والانطباع حول اننا مع دول وضد دول اخرى وان تكون هناك لجان فنية وادارية فى كل قطر. وإنشاء قناة فضائية باسم الاتحاد. وقال عبد الغنى التميمي، رئيس هيئة علماء فلسطين فى الخارج، قال نحن نمد ايدينا للجميع لتلقى النصح والتعاون والدعم لهذه الهيئة.. وتحدث احمد عبد الغفور السامرائى فى العراق، فقال ان هناك قتلا للعلماء فى العراق ما يقرب من 450 اماما وخطيبا، واضاف ان المشكلة فى الفكر المتطرف الذى يقتل باسم الاسلام.. وتحدث عبد الحميد مدير جامعة دار العلوم زاهدان ايران، فاقترح ان يكون الهدف الوحدة والاتحاد، والابتعاد عن السمعة. الاهتمام والعمل بالكتاب والسنة والسلف الصالح. المدافعة عن جميع المسلمين فى العالم. وطالبت د سهيلة زين العابدين من السعودية بتفعيل دور المرأة المسلمة، وابدت عتبها على الاتحاد لانه لم يخط اى خطوة عملية لتفعيل دور المرأة. الشيخ مروان ابو راس( غزة )، قال: حاخامات اليهود كان لهم دور فى اغتصاب فلسطين، ونقل بعض الفتاوى اليهودية بحق الفلسطينيين، وقال نريد دوراً اكبر للعلماء فى الصراع مع الكيان الاسرائيلي. ونقل ايضا فى تقرير سرى عن المخابرات الامريكية يقول ان اسرائيل خلال عشرين سنة ستكون زائلة. واضاف ان التقرير يضيف ان الولايات المتحدة لن تسير عكس التيار، ولن تبقى الى جانب التمييز العنصري، واضاف ان اهل غزة يعدون الامة بالثبات.. اما الشيخ محمد على الجوزو (لبنان) فقال هناك خطر الصراع المذهبي، وهو صراع اثنى اكثر مما هو مذهبى فى العراق ولبنان. واضاف هناك من بات يهاجم الاحياء السنية فى لبنان تحت عنوان السلاح الذى يقاتل اسرائيل، وقال لا نريد لهذا الصراع يستمر. ترجمة الميثاق الاسلامي ومن (البوسنة والهرسك). قال تحدثوا فقالوا الاوضاع هناك تتحسن وتسير إلى الاحسن. ونحن قمنا بترجمة الميثاق الاسلامى إلى اللغة البوسنية وتوزيعه على الاهالى هناك. وطالب بترجمة الميثاق الى اللغات الاخرى.. وقال محمد صادق محمد يوسف (جمهوريات الاتحاد السوفياتى سابقاً). مائة مليون مسلم. الاتصالات مع الاتحاد العالمى تزداد يوماً بعد يوم، وقال ان بيان الاتحاد عند تفحيرات مترو موسكو كان له الاثر الطيب، وكذلك بيان الاتحاد عند احداث قرغيستان..عمر بن حماد، (المغرب). اقترح قيام تنسيقات قطرية، واعتماد مندوبين للاتحاد على مستوى كل قطر، وتأهيل العلماء، وتوحيد مقاييس العضوية. التعاون مع الهيئات الرسمية. عمار الخالدي، نقل تحيات عبد الرحمن شيبانى فى الجزائر، كما نقل بشرى ان علماء المسلمين بصدد اعداد سفينة إلى غزة عبر رفح.. وكشف الدكتور على قره داغى ان المكلفين فى اليونان بشراء السفينة قد اشتروها وان الاتحاد بصدد تأمين المستلزمات لتسيير السفينة الى غزة..الشيخ محمد على الصابوني، دعا زعماء البلاد العربية والحكام الى اتقاء الله فى امتهم، لأنهم لا قدرة لهم فى حرب الله. ودعا الى كسر الحصار عن غزة. واعتبر ذلك امانة فى اعناق العلماء، مضيفاً إن النفاق قبيح خاصة فى اهل العلم. بين الغنوشى والقرضاوي راشد الغنوشى (تونس) نوَه بجهود العلماء لاسيما فيما يتصل بقضية فلسطين، وتمنى ان يكون الشيخ القرضاوى على رأس اسطول الحرية الثاني. كما وجه التحية إلى غزة ومجاهديها وقادتها ودعا إلى تبنى استراتيجية الاستقلال الذاتى دون الدخول فى صراع مع كل العالم. كما تبنى دعوة اعطاء المرأة حقها. واضاف فى تونس الاف من الفتيات يمنعن من الدخول إلى الجامعات بسبب ارتداء الحجاب، ودعا الاتحاد لرفع توصية بذلك. كما دعا إلى ترشيد الصحوة حتى تنير ولا تحرق. وقد علق الدكتور القرضاوى على دعوة الغنوشى فقال: اتمنى ان يختم الله حياتى بالشهادة لا تشوبها شائبة. وقال ممثل مسلمى روسيا الاتحادية، ان الدستور الروسى الجديد كفل كل حقوق المسلمين من التعليم والاعتقاد وغيره، وقال اذا كان قد تم هدم اكثر من اثنى عشر الف مسجد، فإن المسلمين قد اعادوا بناء اكثر من سبعة الاف مسجد، وقال إنه يتم بناء مسجد فى انغوشيا على مساحة عشرين هكتارا، كما هناك الجامعة التى تدرس العلوم الاسلامية.. وقال ممثل جمهورية الصومال، ان الذين ارسلهم الاتحاد الى الصومال لم يكونوا محايدين بل وقفوا الى جانب المقاتلين المتطرفين، واقترح ان يتم ارسال علماء وسطيين. وقال إن الدم الذى يسفك يسفك باسم الجهاد فى الصومال، ودعا الى توزيع كتاب فقه الجهاد فى الاسلام. (المصدر: جريدة الشرق ( يومية قطر) بتاريخ 2 جويلية 2010)
‘القدس العربي’ تستطلع اراء رموز للمعارضة المصرية: توقعات بنهاية قريبة للنظام.. وتحذيرات من ثورة شعبية قضية خالد سعيد تجمع القوى الوطنية وتحاصر النظام باحتجاجات وضغوط متصاعدة
7/2/2010 القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من خالد الشامي الاف الشباب يصطفون على طول طريق الكورنيش في الاسكندرية ينظرون في صمت ناحية البحر ساعة الغروب، بينما يرتدون ملابس سوداء حدادا على خالد سعيد، واحتجاجا على مقتله. هذا المشهد الرهيب الذي يتسع حجمه بينما يتكرر كل يوم جمعة في ثاني اكبر المدن المصرية اصبح يمثل رمزا مركبا لقضية التغيير في مصر. وفي مشهد مواز لا يقل اهمية، تحولت قضية خالد الى مظلة وطنية تجتمع تحتها قوى المعارضة الممزقة والضعيفة تقليديا، وجعلت بعض رموزها يشتركون معا للمرة الاولى في بعض الاحتجاجات، كما حدث في مظاهرة سيدي جابر بالاسكندرية الاسبوع الماضي والتي تصدرها الدكتور محمد البرادعي في اول ظهور له بوقفة احتجاجية، الى جانب قادة المعارضة مثل الدكتور ايمن نور زعيم حزب الغد وجورج اسحق القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، والمستشار محمود الخضيري شيخ القضاة وزعيم حركة ‘مصريون ضد تزوير الانتخابات’، والدكتور اسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والذي لا يشارك غالبا بنفسه في المظاهرات، وجميلة اسماعيل رئيسة حركة مصريات من اجل التغيير، وابو العز الحريري النائب السابق لرئيس حزب التجمع وغيرهم. وحسب استطلاع اجرته ‘القدس العربي’ يجمع زعماء المعارضة على ان قضية خالد سعيد اصبحت تمثل تحديا متصاعدا للنظام وتهديدا حقيقيا لاستمرار فرض سيطرته الامنية على الاوضاع في البلاد. ويرى ايمن نور، ان القضية اسهمت في نشر ثقافة الاحتجاج السلمي بين الناس، ومن هنا تتسع المشاركة كل اسبوع. ويشدد نور على شباب حزبه بضرورة المحافظة على الطابع السلمي للاحتجاجات وعدم الاستجابة لاستفزازات قوات الامن حتى لا يؤدي العنف الى اخافة الناس من المشاركة. ويعتبر ان التغيير في مصر اصبح وشيكا، وان نهاية نظام (الرئيس حسني) مبارك قد تكون اقرب مما يتوقعه كثيرون. وكان نور لعب دورا رئيسيا في الكشف عن قضية مقتل خالد سعيد، عندما ذهب اليه شقيقه احمد واخبره بالواقعة في الاسبوع الاول من الشهر الماضي. ويتفق زعماء المعارضة على ان قضية خالد سعيد تشكل نقطة تحول بالنسبة لقضية التغيير في مصر، وانها وفرت ارضية مشتركة للعمل بين مختلف القوى المعارضة وان كانت لم تحل الخلافات بينها. وينبه الدكتور اسامة الغزالي حرب الى اهمية الاثر التراكمي للقضية على الحراك الشعبي متوقعا ان تتسع رقعة الاحتجاجات في المرحلة المقبلة. واشار حرب الذي كان رفض قرارا من الرئيس مبارك بتعيينه في مجلس الشورى مؤخرا، الى اهمية الجمعية الوطنية للتغيير كمظلة لعمل كافة القوى المطالبة بالتغيير. وعلى عكس حزب الغد اكد ان حزب الجبهة قرر مقاطعة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة احتجاجا على غياب اي ضمانات لنزاهتها في غياب الاشراف القضائي بعد تغيير المادة 88 من الدستور في العام 2007. ويؤكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الارشاد ورئيس القسم السياسي في جماعة ‘الاخوان المسلمون’ ان الجماعة تشارك في كافة الاحتجاجات الشعبية الخاصة بقضية خالد سعيد، ولكن بقدر لا يخل بالتوازن في تمثيل القوى السياسية، ضمن اتفاق مسبق معها. وبرر عدم طلب نواب الجماعة لاستجواب وزير الداخلية بشأن القضية حتى الان، بأن الوزير لا يحترم البرلمان ولا يحضر اليه الا لسماع خطابات السيد الرئيس، مذكرا بأن اخر وزير داخلية خضع لاستجواب في البرلمان كان اللواء زكي بدر قبل اكثر من عشرين عاما. واكد العريان ان الاخوان يمدون ايديهم للجميع، وان المرشد الدكتور محمد بديع يجري بنفسه اتصالات على اعلى مستوى مع باقي القوى الوطنية للتنسيق والتعاون بشأن ابرز الملفات الوطنية مثل قضية خالد سعيد والاستعداد للانتخابات التشريعية العامة المقررة بعد عدة شهور، مشيرا الى ان هذه الاتصالات مازالت في بدايتها. ويلتزم العريان بتأجيل اعلان الموقف الرسمي الحالي للجماعة بشأن قرار المشاركة وحجمها في الانتخابات المقبلة، الا ان تصريحاته تشي بأن الجماعة ستشارك، ولكن بعدد اقل من المرشحين، وانها تتوقع الفوز بعدد اقل كثيرا من المقاعد التي تشغلها حاليا في البرلمان وهي 88 مقعدا. ويقر العريان الذي دخل مكتب الارشاد في شهر يناير ضمن ما عرف بـ’زلزال انتخاب المرشد’ ان الجماعة لم تتعاف بعد من اثار الازمة، مع استمرار الخلاف مع النائب الاول السابق الدكتور محمد حبيب. اما المستشار محمود الخضيري الذي كان استقال من منصبه كنائب لرئيس محكمة النقض العام الماضي احتجاجا على ما يعتبره ‘تدخل النظام في عمل القضاء’ فيعتبر ان النظام يدفع البلاد الى الهاوية باصراره على تزوير الانتخابات، وان اليأس من التغيير السلمي عبر صندوق الاقتراع، سيدفع الناس الى الثورة العنيفة التي قد تكون مدمرة للجميع حسب رأيه. ويشير الى ان النظام يستطيع قمع مظاهرة يشارك فيها المئات او الالاف لكنه لا يستطيع ان يقمع مظاهرة يشارك فيها الملايين. ويقول الخضيري ‘على المصريين في طول البلاد وعرضها الخروج في مظاهرات كل جمعة بعد الصلاة، وعندئذ لن يجد النظام ما يكفي من قوات الامن لقمع كل هؤلاء وتشتعل الثورة’ حسب تعبيره. الا ان المراقب لحالة المعارضة لا يمكن ان يغفل استمرار معاناتها من امراض النخبة السياسية وبينها الشخصنة، والتنازع على الزعامة وعدم القدرة على تحريك القاعدة الشعبية او التواصل معها احيانا. وحسب قيادي في الجمعية الوطنية للتغيير تحدث لـ’القدس العربي’ مفضلا عدم ذكر اسمه فان ‘العلاقة شبه مقطوعة بين الدكتور البرادعي وقيادات الجمعية الذين لا يملكون وسيلة اتصال مباشرة معه، وان البرادعي عين سفيرا سابقا كهمزة وصل معهم، وانه يستخدم مجموعة عمل بديلة غير معروفة لهم، كما رفض المساهمة ماليا لاستئجار مقر للجمعية في القاهرة بدلا من منزله في بداية الطريق الصحراوي وما اثاره ذلك من حرج وحساسيات، واشار الى ان البرادعي يتحفظ على اتخاذ مواقف محددة تجاه بعض السياسات الاسرائيلية ربما مراعاة لعلاقاته الجيدة مع بعض الجهات الدولية، ما ادى الى احباط وخلافات واسعة في قيادة الجمعية، ناهيك عن غياب رؤية واضحة للعمل مع اصرار البرادعي على التوقيعات كسبيل وحيد للضغط على النظام’. الا ان جورج اسحق نفى هذه الادعاءات مشيرا الى انه يتواصل مع الدكتور البرادعي اكثر من مرة يوميا، وان الجمعية في طريقها لاتخاذ مقرات في العديد من المدن، رغم التضييق الامني على نشاطها واعضائها، وان قيادات الجمعية منسجمة في عملها مع اختلافات طبيعية في الاراء احيانا، وبالنسبة للتوقيعات اقر اسحق بأن الجمعية قد تفشل في جمع مليون توقيع الا انها لن تكتفي بها، بل ستوسع تحركها بين الناس مستشهدا بمشاركة البرادعي في الوقفة الاحتجاجية في الاسكندرية الجمعة الماضي، واكد ان البرادعي تحفظ على احد البيانات التي صدرت عن الجمعية بسبب بعض التعبيرات الا ان موقفه كان واضحا في المطالبة بانهاء الحصار المفروض على غزة. ويلحظ المراقب لاوضاع المعارضة وجود فجوة يغذيها الاحباط بين القاعدة الشبابية التي هي وقود حركة الاحتجاجات، ورموز المعارضة، اذ يتهمون بعضهم بانهم يسعون لركوب موجة قضية خالد سعيد، وان بعضهم يحضر المظاهرات لاسباب دعائية وسياسية. وانتقد احدهم انسحاب البرادعي من مظاهرة الجمعة الماضي، معتبرا انه غادر مستنكرا لهتافات دعت لسقوط مبارك، ولمسؤولية نظامه عن مقتل خالد سعيد. ويخلص المراقب للمشهد المصري الذي لا ينقصه الزخم والغموض في آن، الى ان تغييرا ما قد حدث بالفعل في مصر السياسية والشعبية بسبب قضية خالد سعيد، وان تغييرا اكبر تتبلور ملامحه على مدار الساعة في وتيرة متسارعة، والسؤال ليس ان كان سيحصل ولكن متى والى اين سيؤدي بالبلاد التي طالما تبدل بتغيرها مسار التاريخ. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جويلة 2010)
Home – Accueil – الرئيسية