TUNISNEWS
8 ème année, N° 2915 du 16.05.2008
حــرية و إنـصاف:الناشط السياسي و الإعلامي الأزهر السمعلي يتعرض للابتزاز
حــرية و إنـصاف:محاكمات لا تنتهي …و يتواصل النزيف
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الموقوفون الثلاثون في قضية ” المشروع الإرهابي ” يمثلون مجددا أمام الإستئناف ..! و أحكام بالسجن بين عامين و 5 سنوات على 9 متهمين بـ ” الإرهاب “..!
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين متى يتوقف مسلسل الإختطافات ..؟
فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:بيـــــــــــــــان
فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: احتجازمراسل جريدة الموقف ومراسل قناة الحوار التونسي
فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بــــــيـــــــــــان
الصباح:الرابطة.. والرابطيون
إيلاف:سجين سياسي تونسي بهولندا يعترض على قرار ترحيله
أمّ زياد:2009 استحقاق أم فرجة أم فرصة ؟
البديـل عاجل:جريمة بشعة وفظاعات منظّمة
عبدالله الزواري :حصاد الأسبوع
.الحوار.نت:سواك حار81 قدس برس : تونس توتر بين نقابة العمال وأصحاب العمل وتلويح بتحركات نقابية
أ ف ب: توقع وصول نحو ستة آلاف يهودي الى كنيس الغريبة في جربة
الصباح: حرص على دفع المسار الديمقراطي والتعددية
الصباح: تستعد لطفرة استثمارية خلال الفترة القادمة:الحكومة تشرع في الاعداد لميزانية 2009 وسط مخاوف من ارتفاع جنوني لأسعار البترول في السوق العالمية
د ب أ: مجموعة “بوخاطر” الإماراتية تشرع في بناء مدينة رياضية عملاقة بتونس قدس برس : تونس: اتجاه نحو تخلي الدولة عن دعم المواد أساسية وتحرير الأسعار
قنا : تونس والبنك الدولي
قنا : بحث التعاون العسكري بين تونس وفرنسا
قنا : ارتفاع عدد حالات الطلاق في تونس
الصباح:إنتاج قطاع الزراعات الكبرى محط الأنظار
الصباح:للارتقاء بأداء قطاعات الحبوب والأعلاف وتربية الماشية: تفاصيل القرارات الجديدة لتوسيع مساحات إنتاج الحبوب والتكثيف من البذور الممتازة ومنح لاقتناء البذور العلفية
الصباح: مع اقتراب موسم الذروة في الحركة الجوية: ماذا عن استعدادات المطارات والناقلين الجويين؟
رويترز: تونس تقيم اول مهرجان شبابي للاغنية التراثية
قدس برس: تونس: المدرب الفرنسي جاك سانتيني يرفض عرض تدريب المنتخب التونسي
القدس العربي :الأدب التونسي بعين سورية
محسن المزليني:الإعلام التونسي في التقارير الدولية: بين المراقبة و الملاحقة
المولدي الزوابي: قناة “الحوار التونسي” بين الواقع المكبّل والطموح المشروع
السبيل اونلاين إياك والبعد عن القرآن…(حتى لا تكون من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!) (الجزء الثاني)
د. بشبر عبد العالي : الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الحلقة السابعة والأخيرة
زهير الخويلدي عام 1948 : هو عام نكبة فلسطين وليس استقلال اسرائيل
عبدالباقي خليفة : لبنان مسؤولية من ؟
المنجي الفطناسي : انتبه إنك مسؤول
مراد رقية:المكتب الدولي للشغل راعي وكفيل الجامعيين التونسيين قبل الحكومة التونسية *غياب الحقوق في سنة الخمسينية*
عبدالجميد العدّاسي:أسئلة حرجة ولكنّها واقعية
الصباح:من جول فيري إلى بوش الابن
رويترز:حقوقيون: تدهور حالة عدد من المعتقلين الإسلاميين المضربين عن الطعام
بشير موسى نافع:رياح اليمين السياسي تهب على أوروبا!
المجموعة اللبنانية للإعلام : النص الحرفي لبنود الاتفاق النهائي للوفد الوزاري العربي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
25 – فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16/05/2008 الموافق ل 11 جمادى الأولى 1429
الناشط السياسي و الإعلامي الأزهر السمعلي يتعرض للابتزاز
وصلتنا رسالة من السيد الأزهر السمعلي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00671878 يقول فيها: ” تقدمت بقضية إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقفصة لاسترجاع كتب و مراجع استولت عليها زوجتي التي قامت بتهجيري من منزلها يوم 17 سبتمبر 2007 إلا أن السيد وكيل الجمهورية قام بحفظ القضية و إلغاء مطلبي في استرداد الكتب ، و قد تسبب ذلك في حرماني من إنهاء رسالة الدكتوراه في قانون المناجم و البترول لذا فإني أدعو من له سديد النظر إلى التحرك الفوري من أجل تمكيني من استرجاع كتبي حتى أتم رسالة الدكتوراه في ظروف عادية . علما بأن زوجتي تعمل سكرتيرة للمدير العام المساعد لشركة فسفاط قفصة و باعتبار المقالات التي أنشرها بكل من جريدتي الموقف و مواطنون حول الثروة النفطية و المنجمية و الأسباب الحقيقية وراء غلق منجم بوقرين و التساؤلات الجدية التي أطرحها حول سياسة شركة فسفاط قفصة ، فإني أؤكد أن المقالات التي أنشرها بالجرائد هي السبب الحقيقي وراء حفظ القضية و المماطلة في إرجاع كتبي ” و قد أرفق الرسالة التي بعث بها إلينا بقائمة للكتب و المراجع التي كان يعتمد عليها في بحوثه العلمية و المستولى عليها من قبل زوجته. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14/05/2008 الموافق ل 9 جمادى الأولى 1429 محاكمات لا تنتهي …و يتواصل النزيف
نظرت الدائرة السابعة و العشرون بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان اليوم الجمعة 16 ماي 2008 في القضية عدد 27/11166 التي أحيل فيها كل من : هشام السعدي ( 16/06/1981) – محمد توفيق بن عبد الله ( 26/9/1950 ) – نوفل ساسي ( 14/02/1962) – رفيق العوني ( 26/02/1961)- توفيق الحرزلي ( 19/10/1955 ) – أنيس الهذيلي ( 20/04/1980 )- أحمد الهذلي ( 05/04/1984 ) – محمد الميساوي ( 07/06/1983 ) – يحيى بن زاكور ( 24/12/1982 ) – أسامة نوار ( 12/09/1986 ) – عبد الناصر السعداوي ( 28/12/1987 ) – أمير شرف الدين ( 06/07/1981 ) – سلمان رزيق ( 07/11/1984 ) – عبد الرحمان طنيش ( 16/04/1985 ) – علي العرفاوي ( 10/08/1965 ) – معز الغزّاي ( 11/03/1982 ) – محمد اللافي ( 26/12/1984 ) – مهدي خلايفية ( 16/10/1979 ) – لسعد حشانة ( 23/06/1981 ). الذين و جهت إليهم التهم الإرهابية المعهودة ، و قد بدأ الرئيس باستنطاق المتهمين الذين أنكروا وجود تنظيم إرهابي كما صرحوا بأنهم تعرضوا لأعمال تعذيب شنيعة ، و إثر الاستنطاق قرر القاضي حجز القضية لجلسة 27 ماي 2008 للمرافعة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بملف استقلال القضاء و المحاماة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 ماي 2008
كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! : الموقوفون الثلاثون في قضية ” المشروع الإرهابي ” يمثلون مجددا أمام الإستئناف ..!
و أحكام بالسجن بين عامين و 5 سنوات على 9 متهمين بـ ” الإرهاب “..!
* نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإٍستناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان اليوم الجمعة 16 ماي 2008 في القضية عدد 11166 التي يحال فيها كل من : هشام السعدي و محمد توفيق بن عبد الله و توفيق الحرزلي و أحمد الهذلي و أسامة نوار و يحيى بن زاكور و سلمان رزيق و محمد اللافي و علي العرفاوي و لسعد حشانة و نوفل ساسي و أنيس الهذيلي و رفيق العوني و أحمد السعداوي و أمير شرف الدين و عبد الرحمان طنيش و مهدي خلايفية و معز الغزّاي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : أحمد نجيب الشابي و محمد نجيب الحسني و عبد الفتاح مورو و أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عمر الحرشاني ، و قد قرر القاضي الشروع في استنطاق المتهمين على أن تتم المرافعات في جلسة يوم 27 ماي 2008 و كان من اللافت أن الإستنطاقات تمت بحضور محاميين فقط من جملة المحامين النائبين ..! و شهدت محكمة الإستئناف و الأنهج المحيطة بها إجراءات أمنية استثنائية حيث انتشر عشرات الأعوان المسلحين كما أغلقت سيارات الشرطة كل الطرق المؤدية إلى المحكمة و تم ، كالعادة ، منع العائلات و المواطنين من حضورالجلسة ” العلنية “.. ! * كما أصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منا مساء أمس الخميس 15 ماي 2008 أحكاما في : – القضية عدد 14877 قاضية بسجن كل من : صابر الحامدي و أحمد المكرازي مدة 5 سنوات ، و كل من مجدي الغربي و حيدر النصري و جاسم الماكني و يسري الحامدي و عبد الرؤوف فريد و خليل البوخاري مدة 3 سنوات و رضوان الحمايدي مدة عامين ، بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 ماي 2008
متى يتوقف مسلسل الإختطافات ..؟
لا تزال عائلة الشاب شكري الهذلي دون أي خبر عنه منذ اختطافه يوم الجمعة 9 ماي 2008 من قبل مجموعة من الأشخاص بالزي المدني ، يعتقد أنهم من رجال البوليس السياسي ، أمام مقر إقامته بحي البحري بصفاقس ، و رغم كل اتصالات شقيقه بشير بمنطقة الأمن و بفرقة أمن الدولة إلا أن جميع هذه الجهات قد أنكرت علمها بمكانه و تخشى العائلة أن يكون مرد هذا التكتم هوحصول مكروه لابنها ، علما بأن شكري الهذلي هو من متساكني مدينة بنزرت و يتابع دراسته بمدرسة الهندسة بصفاقس و يبلغ من العمر 22 سنة . و الجمعية إذ تطالب بكشف مصير الطالب المختطف و تحمل محتجزيه المسؤولية كاملة عن أي مساس بحرمته الجسدية و المعنوية ، فهي تجدد الدعوة لوقف سياسة الإختطافات العشوائية و المحاكمات الإستباقية .. في إطار القضاء الوقائي..! مركز بوقطفة ..مركزية الإضطهاد ..! أصبح أعوان مركز الأمن الوطني ببوقطفة بمدينة بنزرت مختصين في ” إبداع ” وسائل مضايقة النشطاء و قدماء المساجين السياسيين ، فقد عمد مجموعة من الأعوان بالزي المدني إلى افتكاك بطاقة هوية السجين السياسي السابق أيمن الغربي إلا أن تجند النشطاء بمدينة بنزرت و تجمعهم أمام مركز الأمن دفع الأعوان إلى إعادة بطاقة الهوية لصاحبها و لكنهم عمدوا يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 إلى اقتحام منزله والإستيلاء على جهاز الحاسوب المحمول وجواز السفر ورخصة السّياقة و.. بطاقة الهوية .. ! علما بأن أيمن الغربي يبلغ من العمر 22 سنة وهو من سكان الناظور من أحواز مدينة بنزرت ، و أن المضايقات المسلطة عليه متواصلة إلى غاية يوم الخميس 15 ماي 2008 حيث احتجز من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الثامنة مساء في محاولة لإجباره على الإدلاء بتصريحات تدين شبان آخرين . و الجمعية إذ تطالب بكف أذى البوليس السياسي عن الشبان التونسيين الذين يتعرضون للإضطهاد بدون أي مبرر ، فهي تطالب بفضح كل المتورطين في هذه الإنتهاكات و التشهير بهم و محاكمة من يثبت انتهاكه للقانون . . عن فرع بنزرت عثمـــــــــــان الجميلــــــي
الرابطة التونسية للدفاع جندوبة في 15 ماي 2008 عن حقوق الإنسان فرع جندوبة بيـــــــــــــــان
علم فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ان السيد مسعود الرمضاني يتعرض منذ مدة الى المرافقة الدائمة والمتابعة اللصيقة من قبل اعوان الأمن. كما تم منعه من التنقل الى مدينة المنستير لحضور الندوة المنظمة حول الهجرة السرية من طرف فروع الساحل ( سوسة والمستير والمهدية والقيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) وبلغت المتابعة اللصيقة حد استعمال رافعة تابعة لشركة الكهرباء لإستكشاف داخل مقر سكناه . ان فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان : ــ يندد بهذه الممارسات التعسفية ويعتبرها استهداف غير قانوني للنشطاء الحقوقيين وانتهاكا لحياتهم الخاصة ولمحلات سكناهم ولحقهم في التنقل. ــ يطالب السلطة بوضع حد لهذه المضايقات . عن هيئة الفـــــرع الرئيس الهادي بن رمضان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة احتجازمراسل جريدة الموقف ومراسل قناة الحوار التونسي
جندوبة في 14 ماي 2008 احتجز أعوان حرس منطقة اولاد مفدة من ولاية جندوبة السيد المولدي الزوابي مراسل جريدة الموقف ومراسل قناة الحوار التونسي وذلك بمقر الحرس الكائن بالمكان يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 وتم الإحتجاز أثناء قيامه بإجراء تحقيق حول الاوضاع الإجتماعية والإقتصادية لمنطقة اولاد مفدة وهي عمادة حدودية بالشمال الغربي للجمهورية التونسية ؛ وتعد من أفقر المناطق بالبلاد وتم اقتياد المولدي الزوابي بإشهار السلاح . ودامت فترة الإحتجاز خمس ساعات أخضع اثناءها الى استنطاق مطول من قبل اعوان الحرس حول صفته ومهنته وانتماءاته والمهمة الصحفية التي قام بها .. وتم افتكاك محفظته وتفتيشها كما تم افتكاك الكاميرا والإطلاع على التسجيلات التي يحملها . ثم أخلي سبيله و أرجع ما أفتك منه . وتوجه الى منطقة اولاد مفدة في الحين السادة : ــ الهادي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . ــ الأستاذ رابح الخرايفي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي وذلك للإطلاع ومتابعة الوضع . الا ان أعوان الحرس منعوهم من الوصول الى مركز الإحتجاز مما اجبرهم على البقاء على مسافة قريبة . ان هيئة فرع جندوبة : ــ تعبر عن تمسكها بحرية الإعلام وحق المواطن في المعلومة وحرية التنقل . ــ تندد بعملية الإحتجاز التي تعرض لها السيد المولدي الزوابي بصفة تعسفية ومخالفة للقانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان . ــ تطالب السلطة بوضع حد للإنتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون والكف عن استهداف القلم الحر . عن هيئة الفرع الرئيس الهادي بن رمضان
بــــــيـــــــــــان
أمام المضايقات التي يتعرض لها الأستاذ مسعود الرمضاني رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيس اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي والتي وصلت حد محاصرة منزله ومنعه من مغادرة مدينة القيروان وانتهاك حرمة مسكنه فإن فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يعبر عن تضامنه الكامل مع الأستاذ مسعود الرمضاني كما ينكر على السلطة أسلوبها البوليسي والعدائي في التعامل مع نشطاء حقوق الإنسان ويدعو إلى وضع حد لكل الإجراءات التعسفية التي تستهدفهم . عن هيئة الفرع الرئيس شكري الذويبي
الرابطة.. والرابطيون
المبادرة الاخيرة التي تم الاعلان عنها داخل الرابطة التونسية لحقوق الانسان اهتم بها الجميع وخلقت حركية جديدة داخل الرابطة ومنخرطيها وكافة الفروع التابعة لها.. لكن يبدو أن الحسابات الضيقة المعتادة عادت لتحرك كل الاطراف على قاعدة حساسياتها السياسية المختلفة، فطغت الخلافات من جديد تغذيها مطامح الجميع في احتلال موقع متقدم داخل الرابطة. هذا البعد نسف – على حد تعبير بعض الرابطيين – عديد الاتفاقات التي حصلت أخيرا بخصوص ايجاد مخرج لأزمة الرابطة.. وغذّت الصراع مما جعله غير قابل للتقدم باتجاه حل سريع للأزمة.
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2008)
سجين سياسي تونسي بهولندا يعترض على قرار ترحيله
إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: ناشد السجين السياسي السابق توفيق ميزان كل ذي ضمير حي مناصر لقضايا الحق والعدل” مؤازرته في دعوته الهادفة إلى التحذير من مخاطر عودته إلى بلده الأصلي تونس. وقال ميزان و هو محكوم منذ سنة 1989 بـ 3 سنوات سجنا و 5 سنوات مراقبة إدارية في رسالة وصلت لـ”إيلاف” نسخة منها : ‘السلطات الهولندية أمهلتني حتى 20 مايو الجاري لتقديم وثائق جديدة تثبت إمكانية تعرضي للاضطهاد من طرف السلطات التونسية . وتهدد هولندا بتسليم توفيق ميزان للسلطات التونسية ، وقد أجلت الإجراء أكثر من مرة بعد تدخل منظمات حقوقية مثل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتونس وجمعية الحقيقة والعمل ومقرها جينيف. وقد حددت هولندا 20 مايو القادم كموعد نهائي لترحيل ميزان، ما دعاه إلى طلب الاستغاثة من أجل العمل على إلغاء قرار السلطات الهولندية. وجوبه مطلب اللجوء السياسي الذي تقدم به ميزان إلى هولندا بالرفض بعد مرور سنة ونصف من تقديمه، وأيدت المحكمة المختصة والمحكمة العليا في وقت سابق قرار مصلحة الهجرة والجنسية بدعوى أنه لم يعد مضطهدا من طرف السلطات التونسية بعد انقضاء فترة عقوبته. وتخشى منظمات حقوقية في تونس أن يتعرض ميزان إلى سوء المعاملة أو التعذيب في حال ترحله إلى تونس. وكانت الحقوقية سعيدة العكرمي عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قد جددت مناشدتها السلطات الهولندية الامتناع عن تسليم توفيق ميزان لتونس ، مذكرة إياها بمقتضيات المادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، التي تمنع التسليم ” إذا توافرت أسباب حقيقية تدعو للاعتقاد بأن المنويّ تسليمه سيكون في خطر التعرض للتعذيب “. (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 16 ماي 2008)
تونس توتر بين نقابة العمال وأصحاب العمل وتلويح بتحركات نقابية
تونس – قدس برس أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تعطل المفاوضات مع اتحاد أصحاب العمل وحمّله المسؤولية عن ذلك بسبب ما وصفه أنّه إخلال بالتزاماته. وقال الاتحاد في بيان اطلعت “قدس برس” على نسخة منه إنّه رغم ما أبداه اتحاد الشغل من استعداد لإيجاد الحلول فقد تم رفض كل المقترحات التي تقدم بها النقابيون. وكان من المفترض أن تنطلق المفاوضات الاجتماعية التي تهمّ أكثر من مليون ونصف المليون عامل منذ بداية مارس (آذار) المنقضي لتنتهي في موفى حزيران القادم، إلاّ أنّ عديد الجلسات المشتركة لم تفض إلى تفاهم رغم تدخل وزارة الشؤون الاجتماعية. من جهته عبر اتحاد التجارة والصناعة الممثل لأصحاب العمل عن انشغاله لتعطل المفاوضات ودعا إلى ضرورة الإسراع في الشروع فيها. ويتركز الخلاف بين الطرفين المتفاوضين حول منهجية التفاوض حيث يتمسّك النقابيون بأولية الحديث في الجوانب الإطارية والترتيبية منطلقا للبحث في الزيادات في الأجور. وتهم هذه الجوانب آليات الاستقرار في العمل والقضاء على أشكال العمل الهشّة وتوفير الحماية والضمانات لممارسة النشاط النقابي والتكوين المهني وحماية العمال الجسدية. وهي مسائل يعتبرها النقابيون جوهر القضايا الشغلية المطروحة اليوم وبالتالي لا يمكن التغاضي عنها عند الحديث عن علاقات شغل دائمة ومتطورة. وأرجعت صحيفة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل تعثر المفاوضات إلى ما وصفته بتصلب الأعراف تجاه المطالب التي تقدم بها الطرف النقابي. ونقلت استياء المفاوضين الشديد من اللامبالاة التي أبداها وفد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وأعلنت “الشعب” عن اعتزام اتحاد الشغل عن عقد ندوات غدا السبت (17/5) حول الوضع في القطاع الخاص ومسار المفاوضات الجارية بخصوصه. وسيتم خلال هذه الندوات توزيع وثيقة حول الأجور وتطوراتها خلال العشرية الأخيرة، تمثل أحد أبرز المستندات التي يعتمدها المفاوضون عن جانب الاتحاد العام التونسي للشغل في مجال التفاوض حول الزيادة في الأجور. هذا ودعا اتحاد الشغل في بيانه المذكور وزارة الشؤون الاجتماعية إلى مزيد تفعيل دورها بما من شأنه أن يجنّب ما سمّاه الاحتقان الذي ينعكس على المناخ الاجتماعي العام. كما أعلن البيان جاهزية النقابيين والشغالين في القطاع الخاص للدخول في تحركات نضالية بكافة الأشكال المشروعة حتى ترتقي المفاوضات إلى طموحات الشغالي
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 ماي2008)
2009 استحقاق أم فرجة أم فرصة ؟
أمّ زياد لا يمكن لأي أحد له قدر يسير من الثقافة القانونية أن يصدّق أنّ موعد 2009 استحقاق انتخابي دستوري ولا أن ينسى أنّ تونس لم يكن لها يوما الدستور والبرلمان اللذان استشهد من أجلهما أبناؤها. فدستورنا ولد ميتا، فكان نصا كثير الرقع والثقب عبث به غرور بورقيبة وجنون عظمته قبل أن يصير خرقة يطويها بن علي ويمدّها كلّما احتاج ذلك لتأكيد حكمه البوليسي وإعطائه صورة دولة القانون. أمّا برلماننا فمحفل للدمى المتحركة التي تصنع القوانين حسب طلب الحاكم وحاشيته وحتى عائلته. ولا يحتاج المرء إلى الدراسة في أحد المعاهد العليا للعلوم السياسية لكي يدرك أنّ موعد 2009 ليس موعدا أساسيا لأنّ هذا المرء يرى ويسمع ويدرك أنّ تونس لا تدار بالسياسة ولا بالسياسيين بل بعصا البوليس وحكم مناطق النفوذ ومجموعات المصالح… وبإدارة تصريف أعمال تؤمّن استمرار الدولة أو ما يبقى منها. ولا يمكن لمن يعرف أنّ الانتخابات ماهي إلاّ تتويج لممارسة ديمقراطية يومية فيها الحريات وحقوق الإنسان وفيها أحزاب تستطيع العمل بحرية والاتصال بالناس لاطلاعهم على برامجها… وفيها إدارة محايدة تضمن حسن سير العملية الانتخابية وشفافية الاقتراع والنتائج أن يصدّق لحظة أنّ 2009 موعد انتخابي لأنّه يرى أنّ الموجود في بلادنا هو أحزاب كرتونية تابعة أو مستقلة مقيّدة وأنّ الحريات مفقودة في تونس فلا التعبير حرّ ولا الاتصال بالناس ممكن وما الاقتراع عندنا إلاّ لعبة تقليد قرديّة لتقنية الانتخاب. إذن موعد 2009 ليس استحقاقا انتخابيا ولا سياسيا ولا دستوريا بل هو التاريخ الذي قرر فيه بن علي ومن معه أن يعرضوا الجزء الخامس من مسرحيتهم المعروفة نهايتها قبل بدايتها وأن يحاولوا تغطية دمامة الحكم البوليسي وبشاعته بمساحيق الديمقراطية التي لا تفلح في تغطيتها بل تزيدها ظهورا وانفضاحا. هذه خامس مرة يلعب فيها النظام لعبته الانتخابية التي لم تعد تجد من الجمهور اهتماما بل ازدراء أخرس ولا مبالاة. ولكن ماذا عن النخب المهتمة بالشأن العام والتي لا يمكنها بحال أن تتجاهل اللعبة مهما كانت تفاهتها ؟ هناك نخبة من المهتمين بالشأن العام غير المنخرطين فيها بجدية ترى في هذه اللعبة مجرد مادة للفرجة فتنتظر موعدها لترى كيف يلاعب النظام القوي الأقلية الضعيفة التي تقاومه ولتعرف كيف سيحوّر بن علي دستوره حتى إذا جاء الجواب الفاجع رأيت هذه النخبة تتندّر “بشيطنة” النظام البارعة وتضحك حتى الدموع على خيبتها وقلة حيلتها. وهناك نخبة لا تحبّ أن تبقى متفرجة ولا أن تضحك على خيبتها بل تحاول أن تكشف اللعبة وتتجاوز الخيبة وأن تخرج بالوضع من الحلقة الفارغة والتي تزداد ضيقا بازدياد ممارسات النظام خرقا وانحطاطا. ولكن هذه النخب- ولسوء الحظ- لم تتوصّل إلى التأثير في الواقع وإن توصّلت إلى فضح انحرافات النظام بعض الشيء. لا أريد هنا محاسبة أحد من المعارضة ولا التعريض بسوء اختياراته في المواعيد “الانتخابية” كما لا أريد التنويه بأحد والقول إنّه كان على صواب في مواقفه، بل ما أريد قوله هو أنّ عشرين سنة من الكذب على أنفسنا وعلى الناس ومن انتظار ما لا يأتي تكفي ! اليوم علينا أن ندرك أنّ هذه المواعيد الانتخابية التي يختلقها النظام ليست استحقاقات حقيقية ويمكن أن نشارك فيها ولو مشاركة احتجاجية لأنّ المشاركة فيها تعطيها جدية لا تستحقها. وأنّ من العار علينا أن نقف حيالها متفرجين لأنّ الفرجة عليها استقالة تلامس الخيانة وتأييد غير مباشر لممارسات النظام وأفاعيله. ولكن هذا لا يعني يجب أن نتجاهل هذه المواعيد وأن نتركها تمر على النظام بسلام يرسي مكانته ويمدّه في غيّه. موعد 2009 بالذات وما يكتنفه من تأزم اجتماعي يؤذن بالانفجار يجب أن يكون فرصة لبداية مرحلة جديدة في مقاومة الاستبداد مقاومة صريحة وشجاعة وكذلك مسؤولة وأعني بالمسؤولية مسؤولية المعارضة الوطنية حيال الشعب ومستقبل البلاد. لست آتية بحل سحري بل أنا مذكّرة بأفكار يعبّر عنها الناس هنا وهناك : إنّ الخروج بالبلاد من دوّامة المواعيد الكاذبة مرتهن بأربعة أشياء من السهل الذي ظلّ ممتنعا وهي: – هدف واضح ومتناسب مع الوضع الذي صرنا فيه بعد عشرين سنة من المماطلات وانتظار انصلاح ما لا ينصلح. وهذا الهدف هو التغيير الجذري والقطع نهائيا مع حكم البوليس والعصابات… إنّه شيء شبيه بحركة “كفاية” المصرية التي استصغر كثيرون شأنها وقلل من قيمتها إلى أن فوجئوا بفعلها المتدرج في المجتمع المصري الخارج كل يوم من سلبيته استجابة لنداءات كفاية. – إطار جامع يؤلف بين الأطراف المعنيّة بالتغيير ويضمّ جهود بعضها إلى جهود بعض. ويجب أن يكون هذا الإطار إطارا للجميع بلا إقصاء ولا توظيف لصالح فئة دون أخرى وأن يكون إطارا سياسيا يخدم الهدف المذكور وليس حقوقيا يحاول أن يحلّ محلّ الجمعيات ولا فكريا يهدر الوقت والجهد في مناقشة قضايا غير ملحّة ولا ذات صلة مباشرة بالتغيير المنشود. – خطط مرحلية محكمة تتدرّج من موعد 2009 وتمتدّ إلى ما بعده حتى تصل إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي طالما وقع ترحيله من موعد إلى آخر. – وسائل عمل مستحدثة تقطع مع الوسائل القديمة التي لم يعد لها مفعول يذكر على النظام. على المعارضة أن تغيّر ما بها قبل أن تتطلّع إلى تغيير النظام… وبكلّ نزاهة، علينا أن نعترف بأنّ النظام يطوّر وسائل قمعه أكثر ممّا تطوّر المعارضة وسائل مقاومتها.
المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية شهرية)، العدد 63 لشهر ماي2008
جريمة بشعة وفظاعات منظّمة
المنجي الفطناسي منذ يوم الثلاثاء 6 ماي الجاري، تقهقرت الأوضاع بمنطقتي الرديف وأم العرائس في اتجاه خطير ينذر بمزيد تعفن الأمور وانفلاتها عن كلّ سيطرة سواء من جهة الفعاليات الشعبية المناضلة، أو من جهة السلطة القائمة. فالمشهد بالبلدتين المذكورتين وعلى الأخصّ أم العرائس فاق كلّ التصوّرات الممكنة، ونكاد نجزم بأنّ أيّ مُعتقد لهذا النظام وحتّى معارض راديكالي ليس بإمكانه تصوّر حجم الهجوم الشامل والمُنظّم ضدّ الأهالي، كلّ الأهالي بقطع النظر عن جنسهم وسنّهم وأماكن تواجدهم. ولأنّ حرب السلطة على الأهالي العُزّل تتمّ وسط تكتّم إعلامي رسمي رهيب يساعد على استمرار جرائم هذه الدولة، وحتّى نمكّن الرأي العام الوطني والدولي من معرفة حقيقة ما يدور هناك، لعلّ الجميع يُسهم في إيقاف هذه الفظاعات، نتعرّض إلى: 1ـ تنكيل فظيع 2ـ حتّى نتحمّل مسؤولياتنا 1ـ تنكيل فظيع: يعرف الجميع أنّ احتجاجات الحوض المنجمي اندلعت شرارتها الأولى منذ 5 جانفي الماضي احتجاجا على نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة، تطوّرت مع مرور الأيام لتفرز حركة اجتماعية شعبيّة ضدّ الفقر والبطالة ونموذج التنمية الفاسد. ولعلّ عجز السلطة المتزايد في الاستجابة لمطالب الغاضبين، ولو في حدودها الدنيا، مضافا إليها لجوئها المتكرّر والمتزايد إلى استعمال القوّة ضدّ الغاضبين والمحتجّين، مثلا القاعدة المادية ليس فقط لاستمرار تلك الاحتجاجات، ولو بأنساق مختلفة، وإنّما اتساع دوائرها من زاويتي تزايد أعداد المنخرطين في الحراك وخروج المطالب أحيانا عن مجالها المعهود إلى ملامسة فضاء جديد يتّصل بمجال الحرّيات (إطلاق سراح المعتقلين مثلا…). واللافت للانتباه هو تقهقر الأوضاع بمدينتي الرديف وخصوصا أم العرائس منذ يوم 6 ماي على خلفية سقوط أوّل شهداء انتفاضة الحوض المنجمي: الشاب هشام بن جدّو علايمي الذي ذهب ضحية عمل إجرامي سبق أن تعرّضنا إلى حيثياته في عدد سابق من نشرية “البديل” الالكترونية. والحقيقة أنّ الهجوم البوليسي الذي انطلق ليلة 6 ماي وتواصل في الأيام الأربعة التي تلته ببلدة أم العرائس، مثل الفصل الأكثر سوداوية وفظاعة من فصول القوّة السابقة، ذلك أنّه اتخذ طابع الأعمال الانتقامية المنظّمة ضدّ الأهالي والممتلكات، حتّى أنّ شهود عيان شبّهوا ما حدث بالحرب الحكومية التي ينقصها استعمال السلاح الناري. أقدمت جحافل البوليس التي يفوق عددها وفق مصادر متعدّدة الـ10آلاف تحت جنح الظلام منذ الليلة الأولى لتشييع جثمان الشهيد هشام بن جدّو على اقتحام مدينتي الرديف وأم العرائس مستعملة في هذا الاقتحام الهراوات والكلاب وبطبيعة الحال أنواعا عديدة من القنابل المسيلة للدموع التي تمّ استعمالها بصفة مكثفة وعشوائية طالت البيوت والمقاهي وحوّلت محيط البلدتين ومركزهما إلى محارق يصعب العيش فيها، الأمر الذي دفع بالمئات من متساكني الرديف ليلة 6 ماي إلى مغادرة بيوتهم والخروج إلى العراء. وتواصل الأمر على هذه الشاكلة كامل نهار 7 ماي، ومرّة أخرى مع قدوم الليل تصاعدت وتائر الهجمة إذ تولّت مجموعات من البوليس خلع العديد من الدكاكين التجارية ونهب محتوياتها (مال، مواد غذائية، سجائر…) مثل ما حدث مع السيّد بدر المبروكي صاحب متجر بأم العرائس الذي فقد أكثر من 2500 دينار ثمن السجائر المتوفرة بدكّانه. أكثر من ذلك، تولّت عصابات البوليس بمدينة أم العرائس أيام 8 و9 ماي إتلاف بعض ممتلكات المواطنين من ذلك حرق بعض الدرّاجات النارية أمام منازل أصحابها وضمن هذا السياق نذكر ما وقع للسيد عبد الله المبروكي. فعل البوليس كلّ شيء، وحتّى عندما لزم الأهالي بيوتهم مرّت عصابات الرعب إلى اقتحام المنازل وترويع متساكنيها وإتلاف بعض محتوياتها، فقد أفادنا الكثير من شهود العيان وحتّى المتضرّرين بأم العرائس بتعمّد أعوان البوليس خلع الأبواب الخارجية لمنازلهم دون موجبات وتحطيم بعض الأثاث كالتلفاز والثلاجة. حدث كلّ هذا على امتداد يومين، ضمن عمل منظّم ولا نظنّ أنّ مثل هذه الأعمال كانت بعيدة عن سماع إن لم نقل أنظار مسؤولين أمنيين كبار يتقدّمهم مدير الأمن الوطني. أفظع من ذلك تولّت فيالق الهمجيّة تجميع النسوة في الساحات العامّة والأحياء والتهديد بالاعتداء عليهنّ أمام الأزواج والآباء والأبناء…. ومثلما هو واضح استهدف الهجوم كسر شوكة صمود الأهالي والتنكيل بهم ضمن عقلية انتقامية تنكر عليهم حقهم في الدفاع على حقوقهم ومدنهم وأعراضهم. 2ـ حتّى نتحمّل مسؤولياتنا: تلك كانت لمحة خاطفة عمّا فعلته هراوات البوليس بالأهالي والتي خلّفت أضرارا ماديّة بالممتلكات وعشرات الإصابات متفاوتة الخطورة (كسور، رضوض، حروق…) مازال بعض ضحاياها يرقد بمستشفيات الجهة مثل حالة الشاب علي بن عمر مبروكي الذي يعاني من كسر خطير في ساقه اليسرى علما وأنّه تعرّض في وقت سابق لكسر في يده اليمنى (8 أفريل) دون أن ننسى تواصل حبس الشاب نجيب الزنايدي أصيل مدينة أم العرايس بالسجن المدني بزروق. إن هجوم السلطة على الأهالي في المدّة الأخيرة يمثل تطوّرا خطيرا يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ إيغال النظام النوفمبري في المعالجات الأمنية التي لن تزيد الأوضاع المحتقنة بالرديف وأم العرائس إلا تعفنا يفتح الطريق واسعا أمام مجازر حقيقية لا نعرف ساعة ولا مكان وقوعها. وعلى أيّ حال فقد انفتح سجلّ شهداء الحوض المنجمي في انتفاضته الحالية (هشام علايمي). وحتّى لا تتطوّر الأمور في اتجاهات أكثر كارثية يصعب التكهّن بتداعياتها جهويّا ووطنيّا، نرى من الضروري تفعيل مناصرتنا لأهالي الحوض المنجمي المنتفضين على التفقير والحرمان ورفع الأصوات عاليا كلّ من موقعه وبما يراه مناسبا ضدّ سقوط الدولة المريع ضمن دائرة العصابات الإجرامية المارقة عن كلّ قانون ومنطق بما فيها القوانين التي سنّتها هذه السلطة وتدّعي صباحا مساء الالتزام بها.
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15ماي 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
حصاد الأسبوع .
عبدالله الزواري علمــت: 1- صدر عليه حكم غيابي بعام سجنا من أجل مخالفة تراتيب مقصلتهم المسماة “مراقبة إدارية”.. و بعد “غيبة” اعترض على الحكم المذكور، و بمجرد اتصاله بمركز الأمن وقع إيقافه و إحالته على السجن المدني بقابس.. مثل أمام محكمة ناحية دوز يوم فقضت في شأنه بسجنه شهرا واحدا نافذا… و استأنفت النيابة العمومية الحم.. و رغم انقضاء المدة المحكوم بها لم يطلق سراحه إلا بعد المثول أمام محكمة الابتدائية بقبلي بوصفها محكمة استئناف لقضايا محاكم النواحي… فقضى 18 يوما إضافيا في السجن الذي لم يغادره إلا بإقرار الحكم الصادر عن ناحية دوز.. و بعد أيام قليلة من أطلاق سراحه، و عندما كان في مركز الأمن لتسجيل حضوره بمنطقة نفوذهم وقع إعلامه بأن مدعو للحضور أمام محكمة ناحية دوز يوم 22 ماي الجاري، و عند التثبت في الاستدعاء وجد نفس التهم و الفصول التي أحيل بها على نفس المحكمة قبل أقل من شهرين، بل وجد نفس عدد القضية و هو 5802 في المناسبتين و هو عدد القضية الاعتراضية التي أحيل بمقتضاها على محكمة الناحية بدوز، كما أنه عند استخراج نسخة من الحكم ألاستئنافي الصادر عن المحكمة الابتدائية و جد عددها 82/2008 و هو نفس عدد القضية المحال بمقتضاها ثانيا… أليست هذه قضية مكررة قد اتصل بها القضاء و بتّ فيها؟؟ هل هذا خطا؟؟ الأيام القادمة تعطينا الجواب الشافي.. علما بأن السيد محمد بن بوبكر بن بلقاسم المجنون ( من مواليد26 نوفمبر 1965) كان قد مثل أمام محكمة الناحية يوم 3 أفريل 2008 دون أن يحضر أي محام للدفاع عنه و كذلك يوم 8 ماي الجاري أي يوم مثوله أمام ابتدائية قبلي ، فهل يتكرر ذلك هذه المرة كذلك؟؟؟ كما أنه قضى قبل ذلك أربعة سنوات و عشرة أشهر سجنا من الحكم الصادر في شأنه بالسجن لمدة خمسة سنوات ونصف و خمس سنوات مراقبة إدارية في القضايا لمعروفة بقضايا النهضة… 2- اليوم و على الساعة السادسة مساء و إثر المفاوضة صرحت هيئة المحكمة الابتدائية بالمهدية بإقرار الحكم الصادر عن محكمة ناحية السواسي و القاضي بسجن السيد محمد صالح قسومة شهرين مؤجلي التنفيذ… 3- أحد المغضوب عليهم في تونس له تلميذ في السنة الرابعة ثانوي بتونس ( يعني البكالوريا) و كان لزاما على الذين يرغبون في الحصول على منحة دراسية تعمير مجموعة من المطبوعات تسلم في أجل محدد لإدارة المعهد… و نظرا للسياسة التي تتوخاها السلطة التنفيذية إزاء قدماء المساجين فإنها لجأت إلى تسجيل”مصطلحا” في خانة العمل الذي يرتزق منه صاحب وثيقة الهوية لا يعني في الواقع اليومي غير التضييق على صاحب بطاقة هوية يحمل مثل هذا المصطلح.. و بناء على ما ذكر في بطاقتي الهوية للزوجة و الزوج، سجل موظف الأداءات أن الدخل السنوي للمعني بالأمر لا شيء.. و عند تقديم هذا الملف إلى إدارة المعهد طلبت – و الحال هذه- أن يستظهر بشهادة في الحالة الاجتماعية للمعني بالأمر مسلمة من عمدة المكان – و هي أدنى مسؤولية سياسية/إدارية في السلم السياسي/الإداري في البلاد… و في يوم السبت 3 ماي الماضي اتصل المعني بالأمر بالعمدة الذي طلب تمكينه من استشارة رئيسه لكونه حديث العهد بهذا العمل… و تفهم المغضوب عليه الأمر…. و كان يوم الاثنين 5 ماي حيث اتصل من جديد بالعمدة الذي طلب نسخة من بطاقة هوية الوالدين..و كان ذلك له… و بعد أن وعد بتسليمه شهادة الحالة الاجتماعية بعد نصف ساعة… زعم أن ليس له أي مطبوعة من الشهادة المطلوبة و لم يكن يعلم ذلك سابقا.. و وعد من جديد بأنه سيذهب إلى المعتمدية من الغد لجلب دفتر من هذه المطبوعة… رغم أن هناك من تسلم نفس الشهادة بعد ما وقع مع المغضوب عليه… و فات أجل تسليم ملفات المنحة الجامعية إلى إدارة المعهد… و واصل العمدة التملص من تسليم شهادة الحالة الاجتماعية لصاحبها زاعما أنه وجه مكتوبا للإدارة لتزويده بهذه المطبوعات و هو في الانتظار… و تواصل التسويف.. و توجه المعني بالأمر إلى معتمد المكان ( أي جرجيس)يوم الجمعة 9 افريل و تقابل معه و الذي أجاب عما سمع بقوله: أنا رئيس لجنة إسناد المنح الجامعية و الأجل لم يفت بعد، وسأتصل بك هاتفيا ( و طلب رقم الهاتف) و مرت الأيام و لم يتحصل العمدة على المطبوعات و لم يجد المعتمد الوقت لمهاتفته من وعده بذلك… و من جديد يتوجه المتضرر أي المعني بالأمر- إلى معتمدية المكان، ومن حسن حظه أن وجد المعتمدية و لم يجد المعتمد.. قيل له في الصباح و المساء أن المعتمد قد خرج…. نعم خرج للعمل خارج موقع العمل… هذا وجه آخر للشفافية الإدارية و حيادها… انظر الصور المرفقة..
1) تـدبرت: ” لا يجرؤ بعض الناس أن يكونوا ملوكا حتى في أحلامهم ..” 2) سمعت: شهدت مدينة بنزرت مساء اليوم الأربعاء 14 ماي مواجهات عنيفة بين مجموعات من الشباب الغاضب و قوات الأمن إثر المقابلة التي جمعت الفريق المحلي مع ترجي العاصمة… حسب بعض الملاحظين لم تكن المباراة أو نتيجته هي السبب المباشر لما حدث رغم تفوق الزائرين على المحليين( 2-1)… و يبدو أن هناك عدد من المتضررين منهم السيد نبيل منصر –في الثلاثينات من العمل- الذي سالت الدماء من رأسه زكية، و قد اعتدي عليه ثانية في قسم الاستعجالي بمستشفى الحبيب بوقطفة أمام العاملين والممرضين… كما وقع إيقاف العديد من الشباب منهم السيد محمود بن مسعود ( شهر باسم Tintin) و هو في الثلاثينات كذلك و يعمل بسوق الجملة، أما الشاب محمد الغطاس (20سنة تقريبا) فقد انتزع مكرها من بيت أجداده بعدما أوى إليه فرارا من ملاحقة الشرطة…كما وقع الاعتداء على بعض الممتلكات الخاصة من بينها نذكر سيارة فيات باليو على ملك السيد وائل الدوجفي نهج المدة و كذلك سيارة السيد عبدالسلام البجاوي (قولف1)… و رد الشباب الفعل فحطم بلور شاحنة كبيرة ترجع إلى الأمن الوطني و هي الشاحنة رقم 17143 نوع إيفيكو و ممهورة بعلامة الشرطة و تستعمل في نقل الخيول(الشرطة الخيالة).. و قد شبه أحد الحاضرين هناك ما يقع بشوارع حسن النوري و الحبيب بورقيبة و نهج المدة بما يقع في أماكن أخرى تشهد اضطرابات مستمرة….. و قد تتوفر بعض الصور لاحقا
3) رأيــت: 1-اقتربت احتفالات الطائفة اليهودية بالغريبة… و بدأ نصب الحواجز على الطرقات، و لعل أولها الحاجز الذي نصبته قوات الأمن في مستوى ضاحية صانغو قرب النزل المسمى بنفس الاسم… أعوان أمن بالزي الرسمي بالنهار مع انحسار عرض المعبد… 2-الثاني عشر من ماي 1964 سموه عيد الجلاء الفلاحي… أراض شاسعة و خصبة وقع انتزاعها من أصحابها الشرعيين لفائدة المعمرين القادمين من وراء البحار طيلة الحقبة الاستعمارية المباشرة… أراض خصبة في الشمال و السواحل… كان النشاط الفلاحي حينها يعد أبرز الأنشطة التي يمارسها الناس… لكن لكل عصر نشاطه و استثماراته ذات المردودية العالية… و هنا لا شك في اختلاف أيامنا هذه عما كان قبل خمسين سنة…اليوم يتكالب المستثمرون على القطاع السياحي و قطاع الإلكترونيك و النقل الجوي… 4) قــرأت: “قاوم” يلتقي رئيس رابطة علماء فلسطين النائب الشيخ حامد البيتاوي كتب وحاوره أ. خالد عمر* 13/05/2008 حين كنت مسجونا عندهم قلت في المحكمة (محكمة عوفر): انا قاض شرعي، واشتغل في القضاء منذ أربعين سنة ورئيس محكمة، قلت للقاضي وطلبت من المحامي أن يترجم، قلت: أنا سأتكلم عن نفسي وعن إخواني المعتقلين، انتم أهنتم ديمقراطيتكم، وأثبتم – باعتقالكم هذا آن ديمقراطيتكم ديمقراطية زائقة ؛ فقد سمحت حكومتكم للسلطة بإجراء انتخابات، وما كان للسلطة أن تجري انتخابات إلا بموافقتكم، ولكن عندما فازت الحركة الإسلامية بهذا الكم من الأعضاء، نزل ذلك كالصاعقة عليكم، فانقلبتم على ديمقراطيتكم المزيفة. ………………………………………………………………….. وُلد حامد سليمان جبر خضير في 4-12-1944م في نابلس قرية بيتا، لأسرة ريفية ولأبوين فقيرين يعملان كمعظم الفلسطينيين وقتها في الزراعة، تُوفِّي جده وهو يؤدي مناسك الحج وتعلم والده في الكتاتيب، يقول الشيخ: ” إن أكثر ما أثَّر فيه وهو طفل صورة والده وهو يقرأ القرآن الكريم خاصة سورة الحديد”. وتابع الشيخ دراسته الجامعية في كلية الشريعة التابعة للجامعة الأردنية، وحصل على شهادة الليسانس عام 1968م بتقدير جيد جدًّا، وبعد تخرجه من الكلية عين موظفًا في المحاكم الشرعية في الضفة الغربية، وفي عام 1991م حصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية. أبعد الشيخ مع ثلة من إخوانه المجاهدين إلى مرج الزهور عام 1992م ثم عاد بعدها ليواصل مسيرة الجهاد والتربية في فلسطين المحتلة. ………………………………………………………………………… س5) وكيف تقيمون تجربة الاعتقال وما أوضاع المعتقلين في السجون الآن؟ ج5) العنوان الأكبر للسجون هو المعاناة، فهناك معاناة عامة لكافة ظروف الأسر والاعتقال، ومعاناة خاصة لأعضاء المجلس التشريعي الذين يعيشون ظروفا قاسية ويتعرضون لأبشع أنواع الاهانة. والحقيقة : تعتبر السجون الماضية نزهة – وخاصة للسياسيين- أنا أقارن بين معاناتي أنا وإخواني الأسرى عام 1991 مع المعاناة في الاعتقال الأخير 2006 نزهة حقيقة يعتبر الاعتقال السابق بالنسبة للحالية – في الحقيقة – دهاقنة السياسة اليهود أصبحوا يتبعون أساليب خبيثة ؛ تعذيب نفسي وما شابه . خذ على سبيل المثال (البوسطة) ونعني بها نقل السجين من سجن إلى سجن، أو نقله من سجنه إلى المحكمة، حيث يستغرق النقل- الآن- أياما طويلة ،تخيل مثلا نقل السجين من مجدو إلى عوفر الأصل أن تأخذ المسافة ساعة واحدة، ففي بعض الأحيان تستغرق الرحلة خمس عشرة ساعة متواصلة، الآن مثلا يمكن نقله يوم الثلاثاء من مجدو يقضي الأربعاء الخميس الجمعة والسبت على معبر الرملة، ثم ينتظر ليصل إلى عوفر، ويجلس في زنازين – طبعا مظلمة لا يسمح للمعتل فيها بالطعام أو الشراب آو الذهاب إلى الحمام – ويوم الاثنين يعاد من الرملة إلى مجدو وهو يجلس على كرسي حديدي طيلة الوقت، ثم ما يتبع ذلك من صنوف القهر والإهانة. ……………………………………………….. 5) نقلــت: لمزيد الاطلاع عما وقع في شهر ماي سنة 1968 في فرنسا يمكن الاطلاع على هذا الرابط و ما يحيل إليه.. http://r-sistons.over-blog.com/article-19409455.html 6) دعـاء: عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : ” اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك ” متفق عليه عبدالله الــــــزواري (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ماي 2008)
سواك حار81
*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْن َبِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّلِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِن َّأَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ…..* “قرآن كريم سورة النور31″ الحجاب دخيل، ونسمّيه بالزّي الطائفي، باعتبار أنّه يُخرج من يرتديه عن الوتيرة، فهو نشاز وغير مألوف، ولا نرضى بالطائفية عندنا”…. إن تراجع هذه الظاهرة واضح لأن الفكر المستنير الذي نبثه كفيل باجتثاثه تدريجيا بحول الله.”وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري” تونس فى سنة 27هـ جهز الخليفة عثمان بن عفان جيشًا لفتح إفريقية (تونس حاليّا) وفى العام التالي أمد جيش الفتح بقوات جديدة فى مقدمتها عدد من أعلام الصحابة كعبد الله بن الزبير، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن العاص،…وعرفت بغزوة العبادلة السبعة. في تونس أسست اول جامعة في التاريخ وهي : جامع الزيتونة المعمور . ويعد جامع الزيتونة من اقدم المساجد خارج الجزيرة العربية وتعتبر تونس حاضنة المذهب المالكي وفقهائها هم الذين وطدوا أركانه بعد ان اكتسح المذهب الحنبلي الجزيرة العربية. العبادلة السبعة جاؤنا بالشريعة الإسلامية السمحاء كاملة وصاحب السابع أخذها بتصرف …هؤلاء صحابة وذاك محدد…قصدي مخدد…لا ..لا قصدي…مجدد..مجدد . امريكا بغض النظر عن بض الإختلافات الطفيفة في رصد التواجد الإسلامي في أمريكا فان التواجد الفعلى حصل مع موجة الهجرة الاولى القادمة من الشام سنة 1875 بهذا يكون الإسلام قد وصل إلى امريكا التي لا تمنع الحجاب بعدما وصل إلى تونس التي يمنع نظامها الحجاب بـ 1224 سنة. بلاد اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي المتطرف لا يمنع فيها الحجاب… وفي بلاد عقبة والزيتونة ممنوووووووووووووووع!!! استراليا وصل الإسلام إلى استراليا سنة 1849 كان ذلك حين إستقدمت هذه البلاد 12 جمالا و 120 جملا من أفغانستان لإكتشاف مجاهل الصحراء بهذا يكون الإسلام قد وصل استراليا بعد 1198 من وصوله إلى تونس. بلاد فتحها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يمنع فيها الحجاب وبلاد فتحتها الإبل لا يمنع فيها الحجاب!!! بلغاريا في سنة 1363 وصل الإسلام عن طريق فتوحات العثمانيين إلى بلغاريا وذلك بعد وصوله إلى تونس بـ 712 سنة . دخل الإسلام إلى تونس قبل أن يدخل بلغاريا وقبل أن يعتنق الإسلامَ الناس الذين فتحوا بلغاريا وصل أمر الحجاب إلى بلغاريا عن طريق اليد الثالثة ولم يُمنع … ووصل تونس عن طرق اليد الاولى …والرعيل الأول فمُنع!!! بريطانيا أو ل طلائع الإسلام إلى بريطانيا كانت عقب وصول بحارة يمنيين من الصيادين والتجار شكلوا نواة الهجرة الإسلامية الأولى سنة 1871 ثم تتابعت موجات الهجرة بلاد فتحها البحارة نساء من أمنها تردتين الحجاب وبلاد فتحها الصحابة أمنها يمنع الحجاب!!! جنوب إفريقيا جلب الهولنديون العبيد من افريقيا واسيا إلى جنوب إفريقيا وكان منهم العديد من المسلمين سنة 1652 فكانت هذه طلائع الإسلام إلى هناك …ألف سنة أو تزيد فصلت بين وصول الإسلام الى تونس ووصوله إلى جنوب إفريقيا. لم يمنع الحجاب في بلد شريعة الإسلام نشرها “العبيد” ومنع في بلد آخر شريعة الإسلام فيها نشرها محرروا “العبيد”!!! لفيلبين وصل الإسلام إلى الفلبين عن طريق بعض التجار… و الروايات تتحدث على أن تاريخ 1504 ميلادي شهد اول وفادة إسلامية إلى جزر الفلبين هذا ما يجعل تونس قد سبقت هذا البلد إلى الإسلام بـ 853 سنة…. رغم الثمانية قرون والنصف من التأخر فإن الحجاب حرّ يجوب أصقاع الفلبين تحتفي به ولية الامر لكن سبق الثمانية قرون ونصف في تونس لم تشفع له عند أولياء أمورها.!! ألمانيا بدأت بذور الإسلام في ألمانيا سنة 1731 تاريخ تأسيس أول مسجد للجنود الاتراك متأخرا عن وصول الإسلام إلى تونس بـ 1080عام ثم حقق بعض التقدم الملحوظ سنة 1739 في عهد الملك فيلهالم الاول. “فيلهالمهم” سمح للإسلام والحجاب منذ قرون طوال و”فيلهالمنا” مازال يعاني من عقدة قطعة القماش فليت شعري أي حادثة وقعت “لفيلهالمنا” سببت له عقدة مع الكتان ؟؟؟ (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ماي2008)
تونس توتر بين نقابة العمال وأصحاب العمل وتلويح بتحركات نقابية
تونس – قدس برس أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تعطل المفاوضات مع اتحاد أصحاب العمل وحمّله المسؤولية عن ذلك بسبب ما وصفه أنّه إخلال بالتزاماته. وقال الاتحاد في بيان اطلعت “قدس برس” على نسخة منه إنّه رغم ما أبداه اتحاد الشغل من استعداد لإيجاد الحلول فقد تم رفض كل المقترحات التي تقدم بها النقابيون. وكان من المفترض أن تنطلق المفاوضات الاجتماعية التي تهمّ أكثر من مليون ونصف المليون عامل منذ بداية مارس (آذار) المنقضي لتنتهي في موفى حزيران القادم، إلاّ أنّ عديد الجلسات المشتركة لم تفض إلى تفاهم رغم تدخل وزارة الشؤون الاجتماعية. من جهته عبر اتحاد التجارة والصناعة الممثل لأصحاب العمل عن انشغاله لتعطل المفاوضات ودعا إلى ضرورة الإسراع في الشروع فيها. ويتركز الخلاف بين الطرفين المتفاوضين حول منهجية التفاوض حيث يتمسّك النقابيون بأولية الحديث في الجوانب الإطارية والترتيبية منطلقا للبحث في الزيادات في الأجور. وتهم هذه الجوانب آليات الاستقرار في العمل والقضاء على أشكال العمل الهشّة وتوفير الحماية والضمانات لممارسة النشاط النقابي والتكوين المهني وحماية العمال الجسدية. وهي مسائل يعتبرها النقابيون جوهر القضايا الشغلية المطروحة اليوم وبالتالي لا يمكن التغاضي عنها عند الحديث عن علاقات شغل دائمة ومتطورة. وأرجعت صحيفة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل تعثر المفاوضات إلى ما وصفته بتصلب الأعراف تجاه المطالب التي تقدم بها الطرف النقابي. ونقلت استياء المفاوضين الشديد من اللامبالاة التي أبداها وفد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وأعلنت “الشعب” عن اعتزام اتحاد الشغل عن عقد ندوات غدا السبت (17/5) حول الوضع في القطاع الخاص ومسار المفاوضات الجارية بخصوصه. وسيتم خلال هذه الندوات توزيع وثيقة حول الأجور وتطوراتها خلال العشرية الأخيرة، تمثل أحد أبرز المستندات التي يعتمدها المفاوضون عن جانب الاتحاد العام التونسي للشغل في مجال التفاوض حول الزيادة في الأجور. هذا ودعا اتحاد الشغل في بيانه المذكور وزارة الشؤون الاجتماعية إلى مزيد تفعيل دورها بما من شأنه أن يجنّب ما سمّاه الاحتقان الذي ينعكس على المناخ الاجتماعي العام. كما أعلن البيان جاهزية النقابيين والشغالين في القطاع الخاص للدخول في تحركات نضالية بكافة الأشكال المشروعة حتى ترتقي المفاوضات إلى طموحات الشغالي
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 ماي2008)
توقع وصول نحو ستة آلاف يهودي الى كنيس الغريبة في جربة
تونس 15-5-2008 (ا ف ب) – تتوقع مشاركة نحو ستة آلاف يهودي ، بينهم 1500 اسرائيلي، يومي 22 و23 ايار/مايو في الزيارة السنوية لكنيس الغريبة الاقدم في افريقيا والواقع في جزيرة جربة التونسية التي تبعد 500 كلم جنوب العاصمة، بحسب ما افاد الخميس منظمون. وقال رينيه طرابلسي الذي يتولى انطلاقا من فرنسا تنظيم هذه الزيارة السنوية لوكالة فرانس برس “نتوقع هذا العام مشاركة نحو ستة آلاف زائر”. وسيأتي نحو اربعة آلاف منهم من فرنسا ونحو 1500 من اسرائيل والبقية من ايطاليا وبريطانيا والمانيا، بحسب ما اوضح رينيه وهو نجل بيريز طرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة. ويجري التجمع السنوي لهذا العام بحضور كبير حاخامات برلين ابراهام هوس كما سيشهد للمرة الاولى مشاركة مئة يهودي من كندا، بحسب على ما اضاف طرابلسي. واوضح ان اليهود الاسرائيليين سيكون عليهم المرور عبر الاردن او اوروبا للوصول الى تونس لانه لا يوجد خط جوي مباشر مع اسرائيل. وقال “لو كانت هناك رحلات مباشرة لتضاعف عدد القادمين من اسرائيل ثلاث مرات” معربا عن اسفه لغياب مثل هذا الخط. ويشهد موسم زيارة اليهود للغريبة سنويا اجراءات امنية مشددة في جزيرة جربة حيث تعرض كنيس الغريبة لاعتداء بشاحنة مفخخة في نيسان/ابريل 2002 تبناه تنظيم القاعدة. وبعدما كانت الجالية اليهودية في تونس تضم نحو مئة الف شخص قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948، لم تعد تضم اليوم سوى اقل من الفي شخص، يقيمون خصوصا في جربة ومنطقة تونس العاصمة. وتشير موسوعة ويكبيديا الى ان يهود العاصمة التونسية قدموا من اسبانيا اواخر القرن الخامس عشر في حين ان يهود جربة قدموا من المشرق بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 عام. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 15 ماي 2008)
حرص على دفع المسار الديمقراطي والتعددية
قرطاج (وات) ـ اطلع الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله صباح امس الخميس للسيد اسماعيل بولحية الامين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين على استعدادات هذه الحركة لاحياء الذكرى الثلاثين لتأسيسها يوم 10 جوان المقبل متعرفا بالمناسبة على التظاهرات الثقافية الجهوية التي تنطلق يوم 8 جوان والتي تتوج على المستوى المركزي بندوة تحت شعار «التحول الديمقراطي واقع وافاق» وذلك بمشاركة مغاربية وعربية. جاء ذلك في تصريح للسيد اسماعيل بولحية قال فيه: «تشرفت بمقابلة سيادة الرئيس وأبلغته مشاعر تقدير اطارات حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ومساهمتهم في دعم المسار الديمقراطي التعددي والتنمية الشاملة في تونس التي تعيش على وقع حركية متميزة بفضل السياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي وبفضل ما تحقق من انجازات خلال عشريتين من التحول والافاق الواعدة لمواصلة انجاز المشروع المجتمعي لفائدة كل التونسيين والتونسيات وخاصة الجيل الجديد الذي يحظى باهتمام وعناية من لدن رئيس الدولة وما سنه لحوار مع الشباب الا تجسيم لذلك». واضاف قوله «ويسعدني ما لمسته لدى سيادة الرئيس من حرص على دفع المسار الديمقراطي والتعددية التي هي خيار لديه لا رجعة فيه وربط التنمية بالديمقراطية لمواصلة تعزيز النمو وتحقيق الاهداف الوطنية بما يؤمن توفير الشغل والتوزيع العادل لثمار التنمية في جو من الانسجام المجتمعي ودعم الاستقرار والمناعة لتونس». (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 16 ماي 2008)
تستعد لطفرة استثمارية خلال الفترة القادمة: الحكومة تشرع في الاعداد لميزانية 2009 وسط مخاوف من ارتفاع جنوني لأسعار البترول في السوق العالمية
تونس ـ الصباح: شرعت الحكومة في الإعداد لميزانية العام القادم وسط توقعات بأن تكون أصعب ميزانية منذ عشر سنوات.. ودعت الحكومة في هذا السياق كافة الوزارات المعنية، لإعداد جرد شامل لجميع المشروعات التي تمت برمجتها، سواء في مستوى البنية الأساسية أو المشروعات الفلاحية والاقتصادية.. وأوصت الدوائر الحكومية المسؤولة، بضرورة اعتماد مؤشرات قطاعية متوسطة المدى تمتدّ بين العامين 2009ـ2011، مع توخي سياسة تقوم على التحكم في النفقات، وبخاصة في مستوى استهلاك الطاقة الذي توليه الحكومة أهمية كبيرة في ضوء ارتفاع أسعار الطاقة في السوق العالمية.. ومن المنتظر، أن تأخذ توجهات الميزانية بعين الاعتبار، النتائج الأولية لميزانية العام المنقضي، والتقديرات المقررة لميزانية السنة الجارية، التي عرفت تعديلات على خلفية تصاعد ارتفاع أسعار البترول إلى مستويات قياسية، ما تسبب في إرباك بعض التقديرات والمؤشرات، بعد أن تم ضبط الميزانية بسعر برميل لا يتجاوز التسعين دولارا، فيما أن السعر بلغ حاليا المائة وعشرين دولارا للبرميل.. ميزانية بأهداف محسوبة.. لكن ميزانية العام القادم لن تكون عادية، بما أنها تتزامن مع سنة سياسية ساخنة ستجرى خلالها الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بما يعني أن تكون بعض المعطيات المتعلقة بها، موضوع تجاذب سياسي بين المعارضة والحكومة.. وعلمت “الصباح” من مصادر حكومية عليمة، أن توجهات الموازنة ستركّز بالخصوص على التحكم في استخدام الطاقة، وترشيد استهلاك الماء، إلى جانب تطوير استعمال تكنولوجيات الاتصال، وهو ما يجري الرهان عليه منذ سنوات عديدة.. ولم تتسرب معلومات رسمية حول القيمة المالية لميزانية العام القادم، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى إمكانية أن يتجاوز المبلغ الجملي الستة عشر ألف مليار دينار تونسي (14 مليار دولار أميركي)، فيما بلغـت ميزانيـة السنـة الجاريـة، نحو 15 ألف مليار و242 مليون دينار تونسي.. تداعيات الطفرة الاستثمارية ويرى مراقبون، أن ميزانية العام القادم، ستأخذ بعين الاعتبار ما يوصف بـ “الطفرة الاستثمارية” التي حصلت في البلاد، بفعل المشروعات الإماراتية، بوجه خاص، وتوفر وعود باستثمارات فرنسية، كانت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تونس قبل أسبوعين، قد أفصحت عنها، إلى جانب استثمارات إيطالية مرشحة للاستقرار بتونس خلال الفترة القادمة.. وتفيد معلومات مؤكدة، أن الحكومة تعتزم الدخول في مفاوضات مكثفة مع أكثر من طرف استثماري في العالم العربي، في مقدمتها دولة قطر، التي يتوقع أن تحظى باهتمام تونسي كبير.. الجدير بالذكر، أنه تقرر أن يكون شهر جويلية المقبل، التاريخ النهائي لضبط الترتيبات النهائية للميزانية، قبل إحالتها على مجلس النواب في ديسمبر القادم لمناقشتها والمصادقة عليها.. صالح عطية المصدر جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 16 ماي 2008
مجموعة “بوخاطر” الإماراتية تشرع في بناء مدينة رياضية عملاقة بتونس
تونس 16 أيار/مايو (د ب أ)- أعلن عبد الرحمن أبو خاطر الرئيس التنفيذي لمجوعة “بوخاطر” الإماراتية في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة بتونس شروع المجموعة في بناء مدينة رياضية عملاقة شمال العاصمة تونس بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي. وقال أبو خاطر إن مساحة المدينة تصل الى 270 هكتارا وتضم تسع أكاديميات رياضية وملاعب رياضية مختلفة وفنادق ووحدات سكنية مشيرا الى ان المدينة جاهزة ستكتمل فى غضون سبعة أعوام تقريبا بما يوفر فرص علم لنحو عشرة آلاف شخص . (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 16 ماي 2008)
تونس: اتجاه نحو تخلي الدولة عن دعم المواد أساسية وتحرير الأسعار
تونس – خدمة قدس برس كشف وزير التجارة التونسي رضا التويتي أمام الغرفة البرلمانية الثانية أول أمس الأربعاء (14/5) الجاري عن توجه الدولة نحو التقليص التدريجي لدعم المواد الغذائية الأساسية وتحرير توريد العجين والزيادة الدورية في الأسعار. وقال الوزير إنّ المواد المدعومة بالأساس كالحبوب ومشتقاتها والزيوت النباتية والكراس المدرسي والمحروقات والأدوية الأساسية هي التي تأثرت بالارتفاع العالمي للأسعار. وهو ما أصبح يكلّف صندوق الدولة أعباء كبيرة تفوق قدرتها المالية. وأفاد في هذا الخصوص أن دعم المواد الأساسية بلغ سنة 2007 قرابة 600 مليون دينار وأن تقديرات أعباء الدعم لسنة 2008 تقدر بأكثر من 1000 مليون دينار(880 مليون دولار). وقررت وزارة التجارة رفع الدعم عن مادة الشعير وتحرير التوريد والأسعار في حزيران (يونيو) 2008. أمّا الزيوت النباتية فتقرر التخلي عن الدعم بالنسبة لفئة الصناعيين والتخلي عن هذا النشاط لفائدة القطاع الخاص وتوجيه كل الكميات إلى التعليب. كما أعلن الوزير عن سياسة جديدة بالنسبة إلى المخابز وذلك بإحداث بطاقة تزويد بالدقيق المدعم بالنسبة إلى كل مخبزة وهو سينطلق العمل به خلال شهر أيار (مايو) الجاري إضافة إلى تغيير نظام صنع الخبز. وأشار الوزير إلى أنّ عمل صندوق الدعم سيستمر ولكن من خلال آلية أسماها “سياسة توجيه الدعم لمستحقيه و مزيد تفعيل آليات المراقبة على مستوى مسالك التوزيع”. كما أكّد الوزير أنه سيقع الزيادة في الأسعار بشكل دوري بحسب السوق باعتماد التسعير الظرفي لبعض المنتوجات. واعتبر وزير التجارة في تدخله أنّ الدولة لا تتحمل وحدها مسؤولية أزمة الارتفاع الحاد لأسعار المواد الغذائية الأساسية في العالم وذكر في هذا الصدد دور المجتمع المدني في التحسيس بانعكاسات الظرف الاقتصادي الحالي. ووضع برامج توعوية لترشيد الاستهلاك. يذكر أنّ أسعار المواد الغذائية ارتفعت خلال الأربع أشهر الأولى من هذا العام بمعدل 6،8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. كما ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 9،11 بالمائة خلال الثلث الأول من العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكشفت دراسة نقابية أجريت بداية هذا العام عن تراجع المقدرة الشرائية للمواطن التونسي بنسبة 25 بالمائة خلال الخمس وعشرين سنة الماضية. وأقرت الدولة رسميا بتوقع أزمة حادة وبشكل غير مسبوق تحدث رئيس الدولة في خطابه في مارس (آذار) الماضي عن “ظروف جديدة بالغة الشدة، وتحتم وعيا عميقا بتبعاتها وتأثيرها المباشر وغير المباشر في الاستهلاك وفي كلفة الإنتاج وتنافسية الاقتصاد الوطني”. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 16 ماي 2008)
تونس في 16 مايو /قنا/ استعرض السيد محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي خلال لقائه هنا اليوم مع وفد من البنك الدولي الوضع الاقتصادى العالمي الراهن المتسم اساسا بارتفاع اسعار البترول والمواد الغذائية والوسائل التي تعتمدها تونس لمواجهة هذا الارتفاع وكذلك مقاربتها في مجال التنمية الاقتصادية. وذكر جينو الزتا المدير التنفيذى للبنك ورئيس الوفد الذي يزور تونس حاليا في تصريح له عقب اللقاء ان البحث تناول خلاله ايضا اشكالية التشغيل /توفير فرص العمل/ والاليات التي من شانها ان تمكن تونس من الحفاظ على مستوى النمو الذى تمكنت من تحقيقه. واشار الى اعتزام البنك الدولي تركيزاستراتيجيته للتعاون مع تونس على الاولويات التي تم تحديدها في اطار خطتها التنموية الخماسية الحادية عشرة / 2007 /2011 /. كما كانت هذه الموضوعات مدار بحث خلال اجتماع عقده بوقت مع وفد البنك الدولي السيد عبد الحميد التريكي كاتب الدولة التونسي لدى وزيرالتنمية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الدولي والاستثمار الخارجي. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 16 ماي 2008)
بحث التعاون العسكري بين تونس وفرنسا
تونس في 15 مايو/ جرت اليوم مباحثات تونسية فرنسية تناولت أوجه التعاون العسكرى بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها لاسيما في مجال التكوين والتعليم وتبادل التجارب في المجالات التكنولوجية. واجرى هذه المباحثات كل من الفريق رشيد عمار رئيس اركان جيش البر والسيد عبد اللطيف الشابي رئيس ديوان وزيرالدفاع التونسي لدى لقائهما كل على حدة مع الجنرال برينو كيش رئيس أركان جيش البر الفرنسي الذي يزور تونس حاليا. وتأتي زيارة المسوءول العسكري الفرنسي لتونس متزامنة مع الزيارة التي يقوم بها حاليا السيد كمال مرجان وزيرالدفاع التونسي الى واشنطن حيث يرأس جانب بلاده في اجتماعات الدورة الثالثة والعشرين للجنة العسكرية التونسية / الامريكية المشتركة. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 15 ماي 2008)
ارتفاع عدد حالات الطلاق في تونس
تونس في 15 مايو /قنا/ ارتفعت عدد حالات الطلاق في تونس خلال السنة القضائية 2006/2007 الى /12557/ حالة مقابل عشرة آلاف حالة عام 2004 و/9706/ حالة خلال السنة القضائية2000/20010. وافادت احصائية نشرت بمناسبة اليوم العالمي للاسرة الذي يصادف الخامس عشر من شهر مايو من كل عام ان اكبر نسبة طلاق وهي /60 / بالمائة من مجموع حالات الطلاق سجلت في منطقة تونس الكبرى التى تشمل تونس العاصمة وولايات اريانة وبن عروس ومنوبة المجاورة لها. واشارت الاحصائية الى انه مع تزايد حالات الطلاق سجل تراجع في نجاح الجلسات الصلحية لحمل الزوجين على العدول عن الطلاق اذ تم تسجيل نجاح /796/ حالة صلح خلال السنة القضائية الماضية مقابل نجاح /1644 / حالة صلح خلال السنة القضائية 2005/2006. تجدر الاشارة الى ان الطلاق في تونس لا يتم الا بحكم قضائي وبعد جلسات صلحية يعقدها قاضي الاسرة مع الزوج والزوجة الراغبين في الطلاق. وتفيد دراسة اجرتها وزارة المرأة والاسرة والطفولة والمسنين التونسية ان اهم اسباب الطلاق تعود لمشاكل اجتماعية وتمثل نسبة /48/ في المائة. واوضحت الدراسة التي انجزت عام 1999 ونشرت صحيفة /الصباح/ التونسية مقتطفات منها اليوم ان من بين هذه المشاكل العنف والمعاملة السيئة والادمان على الخمر وعدم الشعور بالمسئولية والاختلاف في المستوى التعليمي وكذلك المشاكل الجنسية المتمثلة في الخيانة الزوجية اضافة الى الوضع المادي والبطالة. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 15 ماي 2008
إنتاج قطاع الزراعات الكبرى محط الأنظار
راجت في الآونة الاخيرة أخبار مفادها أن بعض المصدرين يجرون اتصالات مع فلاحي الزراعات الكبرى في العديد من الجهات قصد بيعهم للمحاصيل الزراعية من الآن وقبل موسم الحصاد. ويشار الى أنهم يقدمون لهم أسعارا مغرية جدا. هذه الأخبار غريبة وعجيبة، حيث لم يسبق أن خضع قطاع الزراعات الكبرى في بلادنا الى مجال التصدير والتصدير الخاص على وجه الخصوص. فهل بلغت حمى التصدير هذا القطاع شأنه شأن زيت الزيتون الذي أصبح مجال تصديره مفتوحا للمصدرين الخواص؟ (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2008)
للارتقاء بأداء قطاعات الحبوب والأعلاف وتربية الماشية: تفاصيل القرارات الجديدة لتوسيع مساحات إنتاج الحبوب والتكثيف من البذور الممتازة ومنح لاقتناء البذور العلفية
منية اليوسفي تونس ـ الصباح: تتعدد الاجراءات الموجهة لفائدة القطاع الفلاحي وتتجدد المساندة للأسرة الفلاحية الموسعة في كل مناسبة ويبقى الهدف واحدا وهو مزيد النهوض بالقطاع ودفع الانتاج. وفي مثل الظرفية الراهنة التي تحف عالميا بمجالات الانتاج الفلاحي ومنها قطاع الحبوب وتداعيات ازمته على اوضاع الانتاج المحلي وما تطرحه من تحديات دقيقة يتوقف تجاوزها على سلوك طريق واحدة لا بديل لها وهي التعويل على الذات وتثمين المتاح من الامكانيات لتأمين غذائنا وضمان استدامته للأجيال القادمة. وفي هذا الاطار تتنزل دفعات القرارات المتتالية المعلن عنها هذا الموسم وآخرها ولن تكون حتما الاخيرة القرارات الرئاسية المقرة مطلع هذا الاسبوع والمتزامنة مع الاحتفال بالعيد الوطني للفلاحة والصيد البحري. الاجراءات ناهز عددها 15 اجراء ترمي جميعها الى الارتقاء بالاداء وتطوير انتاجية الحبوب والأعلاف وتربية الماشية باعتبارها من ابرز المجالات الاساسية الضامنة لامننا الغذائي. ومتابعة لتفاصيل هذه القرارات والآليات العملية لتجسيمها وتحليل ابعادها امدتنا مصادر مطلعة بالتوضيحات التالية. الحبوب والبذور .. في ما يتعلق بقطاع الحبوب والرفع من مردوديته سيتم الى غضون سنة 2011 تخصيص 120 الف هكتار من المساحات السقوية للزراعات الكبرى مقابل 80 الف هك حاليا.. ولتجسيم هذا التوجه ضبطت خطة عملية تنص على تخصيص 7 آلاف هك بالمناطق السقوية العمومية وهي في طور الانجاز مع التوسع على مساحة 18 الف هك حول المناطق السقوية العمومية الى جانب استغلال موارد مائية اضافية من الآبار العميقة والبحيرات والسدود الجبلية لري مساحة تقدر بـ15 الف هك. وفي هذا السياق سيتم تدعيم عمليات الصيانة للمنشآت المائية داخل المناطق السقوية واعطائها الاولوية في مستوى التدخلات كما ستتكثف برامج التحسيس والاحاطة بالفلاحين ومساعدتهم على تجهيز الضيعات المستهدفة بمعدات الري الملائمة. استصلاح السهول من الاجراءات المعلنة ما يهم ارساء برنامج خاص لاستصلاح السهول المنتجة للحبوب وذلك على مساحة 20 الف هكتار في مرحلة اولى منها 8500 هك داخل المناطق السقوية و12000 هك خارجها بكلفة جملية تناهز 4،36 مليون دينار قصد تحسين مردودية الاراضي المخصصة للحبوب بالسهول المهددة بالتعذق بسبب الامطار الموسمية. على صعيد اخر وبغية تكثيف استعمال البذور لتحسين الانتاجية تقرر الارتقاء بانتاج هذا الصنف من البذور الى نحو 450 الف قنطار سنة 2011 مقابل 270 الف.ق حاليا وهو ما يسمح ببلوغ نسبة تغطية الحاجيات الى حدود 22%. مع الاحتفاظ بـ100 الف قنطار من البذور الممتازة كمخزون احتياطي سنويا. التقليص من واردات الاعلاف للتقليص من واردات الاعلاف والتعويل على الامكانيات الذاتية لتأمين حاجيات قطاع تربية الماشية تم اقرار منحة تبلغ نسبتها 30% بعنوان اقتناء البذور العلفية الممتازة ووضع خطة لدعم الانتاج المحلي من هذه المادة بمختلف مناطق تربية الماشية وفي ذات السياق وقصد تأمين التنسيق التام بين مختلف الاطراف المعنية على مستوى متابعة مواسم الزراعات الكبرى تم اقرار احداث هيكل موحد يضم مختلف الهياكل الادارية المتدخلة في القطاع لدعم التشاور. آفة التشتت يعد تشتت الاراضي الفلاحية التي تهدد بتحويل المساحات المنتجة الى ما يشبه قطع لعبة «البازل» من بين اكبر الافات التي تهدد مستقبل فلاحتنا وفي هذا الاطار نصت الاجراءات الاخيرة على وضع صيغ قانونية كفيلة بالتشجيع على وضع صيغ قانونية كفيلة بالتشجيع على الاستغلال المشترك للاراضي الفلاحية ومن المنتظر ان يصدر قريبا قانون هادف يحمي المستغلات من التشتت والتهميش. ودائما في مجال التشجيع على استغلال اكبر جزء من المساحات المتاحة في انتاج الحبوب سيتم اعفاء المتسوغين لاراضي فلاحية ومنها اراضي الدولة من معلوم التسجيل والضريبة لمدة 3 سنوات حتى يوجهوا جهودهم نحو الانتاج والرفع من الانتاجية. تعصير الاسطول لتعصير اسطول المعدات والميكنة الفلاحية تم الرفع في منحة الاستثمار الى 40% بالنسبة للشركات التعاونية بما يحث الفلاحين وخاصة الصغار منهم على التجمع صلب هياكل مهنية توفر لهم فرصة الاقتناء الجماعي للمعدات الزراعية وسينتفع بالاجراء تجمعات المنتجين في اطار الشركات القائمة او التي سيقع احداثها وتستهدف المنحة الجرارات والحاصدات وتوابعها من آلات بذر وربط ورش ادوية بما يقلص من ظاهرة التعاطي اليدوي في مجالات الزراعات الكبرى. وقد تم اقرار اجراءات ميسرة للتمتع بهذه المنحة عبر ايداع المطالب لدى فروع وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ولن تتجاوز المصادقة عليها الشهر من تاريخ ايداعها بعد استكمال دراستها. مع تمكين الشركات التعاونية من برامج تأطير فني لمساعدتها على احكام استعمال المعدات. التشجيع على التأمين لمواجهة مخاطر حجر البرد والحرائق بالمناطق الاكثر عرضة وبهدف تشجيع الفلاحين على الانخراط في التأمين وحماية محاصيلهم اقر الاجراء الجديد تدخل الدولة بتكفل معلوم التأمين المستوجب على القروض الموسمية للزراعات الكبرى لفترة 3 سنوات بصفة تنازلية على العقود المكتتبة بعنوان مخاطر الحريق وحجر البــرد. ويبلغ المعدل الحالي لمعلوم هذا التأمين 5% من قيمة الصابة المؤمنة وبمقتضى الاجراء الاخير ستتحمل هذه النسبة الدولة بصفة كلية (100%) خلال السنة الاولى والنزول بها الى 75% في السنة الثانية و50% خلال السنة الثالثة. …ولمربي الماشية نصيب استهدفت القرارات الرئاسية مربي الماشية من خلال اسناد جملة من الحوافز والتشجيعات وذلك بالترفيع قي منحة الاستثمار لاقتناء الابقار من 25% الى 30% بالنسبة لصغار الفلاحين ومن 20 الى 25% لفائدة متوسطي المربين ومن 7 الى 15% بالنسبة لكبار الفلاحين وسيمكن هذا الاجراء من الترفيع في عدد الاراخي المقتناة سنويا الى 6 آلاف راس في حدود 3 سنوات. كما تم تمتيع الفلاحين باجراء اخر لاكثار اصول الاراخي الجاهزة لتدعيم حجم القطيع والمساهمة في تطوير انتاج اللحوم والالبان وذلك عبر الترفيع في قيمة المنحة المخصصة لانتاج الاراخي العشار من كل السلالات المؤصلة الى ما بين 300 و700 دينار. كما تم تحديد سعر مرجعي للتدخل من قبل شركة اللحوم لتسمين 8 آلاف خروف في اطار عقود مع مربين قصد الحد من نسق ذبح الخرفان وحث المربين على مواصلة تسمينها. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 16 ماي 2008)
مع اقتراب موسم الذروة في الحركة الجوية: ماذا عن استعدادات المطارات والناقلين الجويين؟
منى اليحياوي
تونس-الصباح : الحركة الكثيفة والاستثنائية التي تعرفها الملاحة الجوية على مستوى المسافرين والرحلات والطائرات والمطارات تزامنا مع ذروة النشاط السياحي وعودة الجالية بالخارج…، تتطلب دون شك تحضيرات استثنائية لاستيعاب الضغط والحد من مشاكل الإكتظاظ وتأخر مواعيد الرحلات وساعات الانتظار الطويلة للحقائب وغيرها من الاشكاليات التي قد تكون محل انتقاد وملاحظات لا سيما من قبل ضيوف بلادنا من السيّاح والأجانب خلال فصل الصيف. على كل ووفقا لما كشفت عنه وزارة النقل والهياكل الناشطة في مجال النقل الجوي لها فإن جانبا كبيرا من الاستعدادات ضبطت كما تتواصل الجهود من أجل ضمان كل الظروف الملائمة لسير موسم الذروة على أكمل وجه. سجلت حركة الطيران في المطارات التونسية نموا بنسبة فاقت 10 بالمائة للرحلات المنتظمة خلال الثلاثية الأولى من السنة الجارية بتسجيل ما يقارب 9211 رحلة مقابل 8328 رحلة خلال نفس الفترة من العام الماضي.كما سجلت الرحلات الداخلية نموا بنسبة 17 فاصل 8 بالمائة حيث ارتفع عدد الرحلات من 4127 إلى 4862 رحلة وارتفع عدد المسافرين في الرحلات المنتظمة بنسبة 9 بالمائة بتسجيل 882014 مسافرا مقابل 808019 مسافر. هذا وتشير التوقعات إلى تطور منتظر في الحركة الجوية خلال الموسم الحالي بحوالي 6 بالمائة ببلوغ حوالي 11 مليون مسافرا. واستعدادا لموسم الذروة تمثلت استعدادات ديوان الطيران المدني والمطارات في تدعيم العنصر البشري في المطارات لانتداب حوالي 15 ألف يوم عمل خصيصا للعمل في مجال تنظيف وتزيين المطارات وتقديم الخدمات المختلفة للمسافرين. عمل ديوان الطيران المدني والمطارات أيضا على خلق خلية للعمل على تقليص نسب التأخير وإعلام وتوجيه المسافرين إلى جانب تدعيم فرق الديوانة وشرطة المطار لضمان سيولة أكبر للحركة خلال الذهاب والعودة… الناقلون الجويون وحول استعدادات الناقلين الجويين تجدر الإشارة إلى أن الناقلة الوطنيةTunisair رفعت من معدل الرحلات وطاقة الاستيعاب بحوالي 7 بالمائة مقارنة مع السنة الفارطة ،و ضبطت على امتداد الفترة المتراوحة بين 25 و5 أوت القادم حوالي 907 رحلات منتظمة بطاقة جملية تناهز 147 ألف و600 مقعد. إلى جانب ذلك تضمن برنامج الرحلات الإضافية حوالي 38 رحلة منها 29 رحلة من المطارات الفرنسية و9 رحلات من مطارات بلجيكيا وألمانيا وهولندا وتوفر هذه الرحلات طاقة نقل جملية في حدود 160 ألف مقعد. وخصصت الناقلة الوطنية للفترة المتراوحة من 20 أوت إلى 5 سبتمبر القادم أكثر من 84 مقعدا بزيادة في حدود 2 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة لضمان عودة الجالية التونسية والسيّاح إلى بلدان الإقامة .هذا إلى جانب اتخاذ الناقلة الوطنية لجملة من الإجراءات الخاصة بالعناية بالمسافرين والطائرات… من جهتها استعدت “طيران السابع” Sevenair لموسم الذروة من خلال دعم الأسطول بداية من جوان المقبل باقتناء ATR 72 . وينتظر أن يساهم أسطولها في برمجة رحلات باتجاه المطارات الدولية وكذلك رحلات داخلية خاصة باتجاه جربة وتوزر وصفاقس وقفصة وطبرقة .تجدر الإشارة كذلك إلى أن طيران السابع بادر باحداث خدمة جديدة”الإصغاء إلى الحريف” صلب مطار تونس قرطاج وذلك لتقريب المعلومة من المسافر على خطوط الشركة وعن كل التغييرات الطارئة عن برنامج وساعات الرحلات الجوية وذلك عن طريق الارساليات القصيرة. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 16 ماي 2008)
تونس تقيم اول مهرجان شبابي للاغنية التراثية
تونس 16 مايو ايار /رويترز/ يشارك عدد من أبرز الفنانين في تونس في أول مهرجان شبابي للاغنية التراثية بدأ امس الخميس بهدف احياء التراث وتشجيع الابداع في هذا المجال. وافتتح الموسيقي وليد الغربي الليلة الماضية بالمركز الثقافي ابن رشيق بالعاصمة تونس أول مهرجان للاغنية التراثية مجتذبا جمهورا واسعا متعطشا للمصالحة مع تراثه والابتعاد عما يعرف بالموسيقى الهابطة. ويستمر المهرجان ثلاثة ايام ويشارك فيه نخبة من الموسيقيين المعروفين باحياء التراث مثل النجمة زهرة الاجنف وابراهيم بهلول والجليدي العويني ونجم الاغنية البدوية بلقاسم بوقنة. وقدم الغربي عرضا متناغما بعنوان //القافلة// جمع فيه بين الاصالة والحداثة من خلال عزوفاته مستلهما الموروث الموسيقي البدوي. وشارك خلال الحفل عبد الرحمن الشيخاوي والفة السويسي باداء طغت عليه الات الناي والربابة والعود. وقالت وزارة الثقافة التونسية التي تنظم المهرجان ان الحدث يهدف الى ترسيخ الممارسة الابداعية في مجال التراث لدى الشباب وتثمين المنجز منها في اتجاه تأصيلها والتعريف بها والمساعدة على نشرها بين الجمهور ليظل التراث منهلا لتغذية جذوة الشعور بالانتماء والتشبث بالهوية. وينتظر ان يجلب عرض الفنان البدوي بلقاسم بوقنة الذي يقام اليوم الجمعة اهتمام جماهير غفيرة قبل ان يختتم المهرجان بعرض لزهرة الاجنف وابراهيم بهلول. (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 16 ماي 2008)
نبيل درغوث (*) هذا الكتاب ـ أسئلة الأدب التونسي ـ يوثِّق حواراً ثقافيّاً أجراه الشاعر السوري هادي دانيال مع المشهد الثقافي التونسي منذ حلوله أرض تونس تقريباً، وكان من الجدّيّة والحرارة في آن بحيث ارتأتْ دار نقوش عربيّة تقديمه في سياق اهتمامها الخاص بالأدب التونسي كونه يتطرّق الي أهمّ أسئلة الأدب التونسي منذ الاستقلال إلي أواخر الثمانينات، علي أن يتبعه كتابٌ يتناوَل الفترة اللاحقة، فعَلاوَة عن كَوْن هذا الكتاب يُحاوِر أبرز أعلام هذا المشهد في الأجناس الأدبيّة من شِعْر وقصّة ورواية ومسرح ونقد أدبي فانّه يبرز في ملفّات هامّة ـ تيّارات مؤثّرة فيه كحركة الطليعة الأدبيّة ومرحلة الثمانينات من الشعر التونسي والأدب النسائي التونسي. ونحن علي ثقة من أنّ هذا الكتاب سيكون من المراجع التي لا غني عنها لدارسيّ الأدب التونسي والمهتمّين به ليس فقط لأهميّة دور صاحب الكتاب في مرحلة من هذا المَشْهَد بل وقبْل ذلك لأهميّة مَن يُحاورهم هادي دانيال ويحفزهم إلي تقديم آراء لها شأنها في التأريخ لأدبنا أو في نقده والتنظير له . هكذا تكلم الدكتور منصف الشابي عن كتاب أسئلة الأدب التونسي لهادي دانيال الصادر عن دار نقوش عربية في تونس. هادي دانيال شاعر سوري وُلِدَ في كفرية ـ اللاذقيّة / سنة 1956 ويقيم في تونس منذ سنة 1982 تاريخ قدومه من بيروت مع منظّمة التحرير الفلسطينيّة . صدر له في بيروت وتونس ودمشق 13 مجموعة شعريّة . جاء هذا الكتاب في 152 صفحة من القطع المتوسط يحتوي علي حوارات مطولة مع شيخ الكتاب التونسيين المرحوم محمد العروسي المطوي و الشاعر علي اللواتي و الكاتب عمر بن سالم و الكاتب عبد القادر بن الشيخ والناقد محمد لطفي اليوسفي والناقد مصطفي الكيلاني والمستعرب جان فونتان . كما يتضمن ملفات عن حركة الطليعة الأدبية في تونس و الأدب النسائي التونسي والشعر التونسي/جيل الثمانينات. يقول هادي دانيال: النشاط الثقافي ليس نشاطاً دبلوماسيّاً، بل هو نشاط مقاوم للرداءة والفوضي علي المستويين الجمالي والفكري، وهو لا يقوم علي حلقات الذكر والمدائح، بل هو حوار نقدي بنَّاء حول نتاجات فكريّة وإبداعية لا يهدف غالي تسويق هذه النتاجات فقط،بل يرمي إلي إضاءة جوانب هذه النتاجات السلبية والايجابية والإشارة إلي مَواطن الضعف والرداءة والقوّة والجودة منها، والي الارتفاع عبر ذلك بمستوي الذائقة النقديّة كشرط للارتفاع بمستوي ذائقة التلقّي عند عموم المستهلكين للنتاج الثقافي. في السياق نفسه، مَن بمقدوره أن ينكر حقيقة أنّ اللحظة الثقافيّة التي تشهد المعارك الأدبيّة وصراعات الآراء المختلفة حول الشأن الإبداعي أو الثقافيّ أو الفكريّ الواحد أو المتعدّد هي اللحظة الثقافيّة الأكثر ثراءً وازدهاراً؟. هكذا أحاول التكيّفَ مع نمط الحياة التونسيّة ومشهدها الثقافي. منذ ربع قرن ونيّف،أنا المشرقي الذي حملته الصدفة وحدها إلي مكان شاءت الأقدار أن يقيم في حيّز من قلبي المُسَرْبَل بجراحات الأمكنة والأزمنة، بعد أن منحني هذا المكان (تونس) إقامة نبيذيّةً فيهِ، مزَّةً ومُسكِرَة . (*) كاتب وصحفي ثقافي من تونس nabildarghouth@yahoo.fr (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – لندن) بتاريخ 15 ماي 2008)
الإعلام التونسي في التقارير الدولية: بين المراقبة و الملاحقة
محسن المزليني mezlini@yahoo.fr ليس سهلا أن تكون صحفيا مهنيا، تبحث عن الحقيقة أيّا كانت مآلاتها، دون أن تدفع كلفة غالبا ما كانت باهظة. ذلك هو الرابط المشترك بين التقارير المتعدّدة التي صدرت حول وضع الإعلام في تونس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. إذ تمرّ السنون وتتوالى ووضع الإعلام يتقدّم خطوة ليقفز خطوات… إلى الوراء. حتى صارت المحافظة على حال “دار لقمان” نعمة تستأهل الحمد، ولسان أهل الصحافة يلهج بما سطّره المتشائل: كلما وقعت مصيبة إلاّ وحمدت الله أنّ الذي أشدّ منها لم يقع. فكيف نطلب صحافة حرّة ومستقلة، لتكون سلطة رابعة، ومصادر الخبر مقفلة مثلما يؤكّد جلّ العاملين بهذا القطاع حتى أشدّ الموالين للسلطة؟ كما أنّ مطالعة هذه التقارير تدفع للتساؤل عن معنى تحميل الصحافي وزر هذه الصورة السلبية للمشهد الإعلامي وهو يتحرّك في حقل مفخّخ بقوانين مفتوحة على كلّ التأويلات الجنائيّة. ذلك غيض قليل من فيض إستفهامات كثيرة تضعها هذه التقارير حول المشهد الإعلامي التونسي غداة الإحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير الذي يصادف 3 ماي من كلّ عام. ولإجلاء الصورة شواهد ووقائع غريبة. “الموقف” الشاهد عشية الإحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير وجهت اللجنة العربية لحقوق الإنسان تحية إجلال لكل “الصحفيين والمدونين الشرفاء الذين ينتصرون لمهنتهم وليس لمراكز النفوذ”. وخصّت بالتحيّة “رمزين من تونس دخلا منذ 26 أفريل الماضي إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وهما رشيد خشانة رئيس تحرير الموقف ومنجي اللوز مدير تحريرها. الذين لم يبق لهما سوى جسد يهما لمواجهة أشكال العسف… فاتخذا هذه الخطوة دفاعا عن استمرار جريدة “الموقف” وعن حرية التعبير في تونس. وذكرّت اللجنة بأنّ هذا الإضراب لم يكن الأول الذي يخوضه الإعلاميان دفاعا عن حق “الموقف” في الوجود في مواجهة مضايقات على كلّ لون وشكل، بداية بالمحاصرة الإقتصادية بالحرمان من الإشهار العمومي ولا تنتهي بالضغوط التي مارستها السلطة على شركة التوزيع من اجل محاصرة الصحيفة. وهو ما “اضطر محرري الصحيفة لتوزيعها باليد في شوارع العاصمة” والمدن الأخرى، حيث حال أعوان الأمن دون بيعها في أكثر من مرّة. وأضافت اللجنة أنّ آخر حلقة في سلسلة هذه المضايقات دفع خمس شركات لتعليب وترويج زيت المائدة لترفع دعوى ضد مدير الصحيفة ورئيس تحريرها مطالبين بتعويضات خيالية لقضيّة أبعد من الخيال. واعتبرت اللجنة أنّ ما يجري لصحيفة الموقف وصحفييها ما هو سوى حلقة من مسلسل طويل من التضييقات التي تعيشها وسائل الإعلام المختلفة وذلك بموجب قانون الصحافة الذي منح وزير الداخلية صلاحيات واسعة في الإشراف على القطاع الإعلامي. كما أعلنت اللجنة عن تشكيل هيئة تضامن مع الصحفيين المضربين في تونس لدعم موقفهما ومساندتهما في مطالبهما التي تلخصت بوقف الملاحقات القضائية ضد مدير الصحيفة والكف عن كلّ أشكال المضايقات. مراقبة أمّا منظمة “مراسلون بلا حدود” فاعتبرت في تقريرها السنوي أنّ الرقابة المفروضة على الصحافة في تونس لم تتراجع قيد أنملة. ذلك أنّ الحكم “لا يفسح أيّ مجال للمعارضة الاجتماعية أو السياسية، وبهذا تتّخذ السيطرة على الإعلام طابعا استحواذيا” كما ذكر التقرير. كما “تُحكم الدولة رقابتها على المقاهي الألكترونية، وتتعرّض عديد المواقع للحجب المستمر. و يُمنع منعا باتا دخول العديد من الصحف الأجنبية مثل الصحيفة الفرنسية “لوكنار أنشينيه” و “ليبيراسيون”، أو منعا مؤقتا مثلما تمّ أكثر من مرّة لصحيفة “لوموند” أو “كورييه أنترناسيونال” التي لم يُسمح بتوزيعها في تونس لأنّها نشرت مقالا للصحفي توفيق بن بريك بعنوان “حي الأكراد، الوجه الآخر لتونس”. كما ذكّر التقرير بما يتعرّض له الصحفيون الأجانب من رقابة مشدّدة. معاقبة وفي نفس السياق ذكر تقرير “مراسلون بلا حدود” أنّه خلافا لكلّ الوعود التي عبّرت عنها السلطة بإفساح المجال للرأي والرّأي المخالف، بل ومطالبة الصحافة بمزيد من الجرأة، “إلاّ أنّ عددا من الصحافيين تعرّضوا للاعتداء أثناء ممارستهم مهنتهم ومثلوا أمام القضاء بتهم “مفبركة” لتفادي أيّ اتهام بفرض رقابة. وذكّر التقرير بسجن الصحفي سليم بوخذير لمدّة سنة بتهم “إهانة موظف لدى ممارسته مهنته”، وبما يتعرّض له أيضا الصحفي عبد الله الزواري من نفي إلى مدينة جرجيس تمّ تجديده بخمس سنوات أخرى. أمّا مركز عمّان للدراسات حول حقوق الإنسان فذكّر في تقريره الثالث حول “الحريات الصحفية في البلدان العربية لعام 2007” بالحكم بالسجن غيابيا لمدّة عاما وشهرين في حقّ الصحفي محمد الفوراتي الذي أصدرته محكمة الاستئناف بقفصة في 8 مارس 2007 من أجل الانتماء إلى جمعية غير مرخّص فيها. كما ذكّر بالتتبعات العدلية التي تعرّض لها عمر المستيري وبالاعتداءات التي طالت أكثر من مرّة الصحفيين بقناة “الحوار التونسي” أثناء محاولة تغطيتهم لأكثر من نشاط، إضافة إلى المنع المتواصل للصحفي لطفي حجّي من تأدية عمله كمراسل لقناة الجزيرة وما يتعرّض له من تضييقات متواصلة. انتهازية ومن جهة أخرى نددت اللجنة العربية لحقوق الإنسان بما اعتبرته “مواقف انتهازية لبلدان الشمال التي تتغنى بمساندة الديمقراطية في بلدان الجنوب وتغض الطرف عن كل ما يلحق شعوبها من ظلم واضطهاد، بما فيها التصريحات المخجلة للرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة لتونس وإشادته بوضع حقوق الإنسان فيها لقاء إبرام صفقات اقتصادية دسمة”. في حين اعتبرت منظمة “مراسلون بلا حدود” أنّ القلق بات سيّد الموقف في القطاع الإعلامي بعد أن صار المدافعون عن الصحافيين “أقلّ جدوى من أيّ وقت مضى”. وأضافت “لا بدّ لنا من قول الحقيقة المجرّدة: لا يحظى الصحافيون بمن يدافع عنهم بشكل كاف وواف عبر العالم”. وتساءل روبير مينار الأمين العام للمنظمة: “كم من قرارات، وبيانات، ورسائل احتجاج بقيت حبرا على ورق؟ ولكن هل يجدر بنا التوقّف صياغتها والتصويت عليها؟ كلا. وإنّما علينا أن نبتكر وسائل جديدة للضغط وأساليب جديدة للتدخّل لزعزعة أعداء حرية الصحافة وكشف عيوبهم والاندفاع في مواجهتها”. المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد451 بتاريخ 9 ماي 2008
قناة “الحوار التونسي” بين الواقع المكبّل والطموح المشروع
يوم 3 مــاي الجاري والأيام التي تلته كنت أنام وأصبح على وقع متفرقات وبرامج وأحداث ومقالات وحوارات وبيانات وخطابات ورسائل تروي “قصة” احتفال بلادنا باليوم العالمي لحرية الصحافة وبين الأمس واليوم متغيرات ومستجدات كثيرة تروي إبداعات ومنجزات وتشريعات شكرها وثمنها البعض وقلل من شانها البعض الآخر. مكانة القناة في المجتمع التونسي: استوقفتني مسيرة قناة الحوار التونسي التي مر بعض الأيام على إطفائها شمعتها الثانية بعد عودتها للبث وباعتبارها منبرا إعلاميا أصبح يحتل ورغم موجات المحاصرة والتضييقــات والاعتداءات التي يتعرض لها بين الحين والآخر طاقمها المناضل، مكانة هامة لدى العديد من الشرائح الاجتماعية والنخب السياسية والحقوقية والنقابية داخل البلاد وخارجها،فقد شكلت وعلى امتداد سنتين من البث احد أهم تعبيرات المجتمع التونسي بمختلف شرائحه لاسيما في مناخ إعلامي اتسم بأحادية اللون والخطاب فضلا على انه إعلام ظل يجتر مواضيع ويقولــب ملفات لم تعد تشكل تطلعات مجتمع يعيش في القرن الواحد والعشرين،ولم يراعي نسق ما يحيط بـــه من تحولات سياسية -اقتصادية واجتماعية وثقافية وتكنولوجية وإعلامية فرضتها ظروف عالمية جاءت نتيجة لتراكمات مختلفة ومتنوعة. فقناة الحوا ر التونسي وعلى تواضع برامجها وتواضع إمكانياتها كان طبيعيا ،والحالة على ما هي عليه وأمام إصرار مديرها الأستاذ الطاهر بن حسين وطاقمها الشبابي والمحدود وقلة ساعات بثها أن تلفت أنظار الرأي العام الداخلي والخارجي مشكلة بذلك متنفسا محليا خفف إلى حد ما على السلطة بعض اللوم وشجع واجبر أحيانا بعض القنوات المحلية وبعض وسائل الإعلام الأخرى على إحداث تغيير ولو نسبي في تناول بعض الملفات الحساسة بأكثر جرأة كما شكلت في نفس الوقت وسيلة ضغط على السلطة لتتفاعل ايجابيا مع بعض الملفات الحساسة التي تبثها القناة . محتوى البرامج: المتابع لبرامج هذه القناة يلاحظ التزام مراسليها وبتوجيه من مديرها بالاقتراب أكثر ما يمكن من هموم ومشاغل المواطن التونسي متجنبة المواضيع التي مجّها هذا المواطن،تاركة الحكم للمشاهد والمتابع مسارعة في الوقت ذاته رغم ظروف العمل الصعبة والشاقة أن تثير عددا كبيرا من الملفات الاجتماعية الحساسة وان تغطي عددا كبير من الأنشطة والتحركات والإضرابات والملفات التي يتمنى المشاهد التونسي أن يراها ويعلمها بعد ان ظل لسنوات يبحث عنها او عن مثيلاتها في قنوات أجنبية نتيجة تكتم الإعلام الرسمي عن تلك الملفات الأكثر جدلا في الساحة التونسية، بدءا بانتخابات الهيئة الوطنية للمحامين وجمعيتهم الشبابية إلى مؤتمر نقابة الصحفيين و تظاهرات منظمة العفو الدولية وإضرابات العمال والنقابيين والسياسيين والحقوقيين وصولا إلى تحركات الحوض المنجمي والمسيرات والمظاهرات ومحاورة الساسة المعارضين والموالين مهما اختلفت تصوراتهم ومرجعياتهم إلى جانب بعض الملفات الاجتماعية والتجاوزات الإدارية والملفات المسكوت عنها وانتهاكات لازال يصعب عن بقية القنوات الوطنية مجرد التفكير في بثها (عزل كوادر أمنية+مساجين سياسيين +اعتداء على الحقوقيين والنقابيين والسياسيين و…) وملاصقة هموم وتحسس معاناة المواطنين في مناطق ريفية نائية لازالت تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الضرورية والمعاشية ،بل لازالت لم تتعد في نمط حياتها نمط المجتمعات البدائية . القناة والسلطة: بالمقابل مثلت القناة إحدى أهم المبررات التي اصبح يعتمدها المسئولين والممثلين للحكومة أو الناطقين الرسميين باسمها في المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الإعلام في تونس ،بعد أن تأكدت من قدرة هذا المنبر على استمالة عددا لا يستهان به من شعب عاش زهاء 50 سنة وأكثر تحت إعلام أحادي المصدر وأحادي اللغة والبرامج والمناهج لاسيما عبر وسائله السمعية والبصرية ،فقلما يكون هناك طريق سهل أو سريع للمشاهد أو المستمع لكي يرى أو يسال أو يتلقى إيضاحات حول مسائل يحتاجها،ويتلمس فيها همومه ومشاغله واهتماماته المتنوعة. الانجازات: أما على مستوى ما حققته القناة من انجازات وبحكم ملاصقتي الوطيدة على الأقل للملفات التي غطيتها عبر هذا المنبر ومتابعتي لموقف السلطة والمواطنين منها فقد استطاعت وبحكم نضالها والدعم الذي تلقاه من مكونات الحركة الديمقراطية والتقدمية في البلاد وفي بعض الجهات كجهة جندوبـــة وقفصـــة وصفاقـــس وغيرها أن تفرض نفسها كوسيلة اتصال جماهيرية وأن تجد مصداقية لدى من تكفلت بعرض معاناتهم ومطالبهم عبر الشاشة . وهو ما يعني حسب تقديري الخاص أن هناك ملفات وقضايا والتي قد لا ترضى السلط المركزية مشاهدتها أو بثها وعرضها على الرأي العام خاصة وأنها ضخت لها عبر مجالس ولاياتها أموالا ضخمة ارتبط تمويلها بقروض واتفاقيات مع عدد من الأطراف الحكومية والدولية تعنى بالعديد من المشاكل الاجتماعية والتربوية . بالمقابل فان الإدارة في شقيها المحلي والجهــوي ظلت تمدها ببيانات حبلى بالانجازات مشيرة لرضى المواطن على سياسة التغيير والتطوير خوفا أو خشية من التقليل أو التنكيل ؟ فكان أن تفاعلت تقريبا مع بعض الملفات التي طرحت واستجابت إلى عددا كبيرا من المطالب الاجتماعية وخففت من ضغطها وحدتها على البعض الآخر،وهو ما زاد القناة تعزيزا لرصيد مصداقيتها لاسيما في تعاملها مع الملفات والأخبار التي تنقلها بكل أمانة وموضوعية وعرضها لما حدث ولما قيل ولما طلب وممن طلب… دون تغيير أو تغييب أو تأويل. كما أصبح العديد من برامجها يشكل مادة للدارسين والباحثين في الشأن السياسي أو البيئي أو الاجتماعي ،وهي كلها أركان أساسية من أركان التنمية الشاملة والمنشودة. إن هذا العرض البسيط لمكانة ومسيرة ومحتوى برامج قناة الحوار التونسي يدعو الحكم وكافة مكونات المجتمع من منظمات وأحزاب وشخصيات ومؤسسات وغيرها إلى الدفع نحو الإقرار بشرعية القناة التي تطمح لان تكون منارة من منارات الإعلام وذلك في إطار أن الإقرار بالواقع خير من التعامي عنه وان مقارعة الكفاءة بكفاءة اكبر خير من طمس وتغييب المحاولات والخطوات الأولى،وان تمزيق الحجب وكسر الجدار الصامت المعبأ بالاسمنت المسلح خير من نسج المكائد والمكامن والمحاصرة والاعتداء والتقليل من الشأن أو التغييب . فليس بالإمكان اليوم وقد وسع الإعلام شبكته ومد جسورها ونوع ملفاتها أن نظل معزولين عنه مصرين على تغييب الحقائق أو مصادرين للمعلومة أو مستثنين منها من لا يروق لنا فكرا وممارسة، كما انه أمرا يحتم على إدارة القناة أكثر من أي وقت مضى التزام الحياد التام في عرض البرامج والرؤى والتصورات حتى تكون فعلا منبر الجميع الذي لا يتعارض مع مطلب المجتمع التونسي بكل مكوناته السياسية ،شريطة أن يعتمد هذا المنبر أرضية موضوعية ومنطقية لا تتعالى على الواقع في تجلياته الحضارية والاستشرافية التي تتخذ من الإنسان وعلاقته بالآخر محور عمل . واعتقد أن ما تقدمه هذه القناة لم يخرج عن الضوابط الأخلاقية والقانونية والمهنية التي تؤمن بان دور الإعلام هو نقل الحقائق لأصحابها والساهرين عليهم وبالتالي فان مساعدة ودعم هذا المنبر الإعلامي على العمل بحرية والوقوف إلى جانبه حتى وان كان يصاب بالتعثر بين الحين والآخر سيكون بالضرورة عاملا من عوامل تثوير الإبداعات والمبدعين وبالتالي تشكيل ركن أساسي من أركان التنمية التي لا يمكن لها أن تبلغ أهدافها المتغيرة بمعزل عن مناخ إعلامي حر ونزيه وشفاف بعيدا عن كل أشكال الضغوطات والتضييق والتهميش. وبصورة اشد وضوحا ورسوخا في الذهن فانه إذا كتب للبلاد أن تطور وتأصل طعم الاستقرار والتقدم فمن العوامل التي لا جدال فيها أن يتحرر الإعلام من المراقبة القاتلة والمحاصرة المحبطة وان يلقى الدعم والتكوين الذي يستحق ،خاصة بعد أن أصبح الإعلام معيارا من معايير قوة الدولة باعتباره السلطة الرابعة ويمثل ضرورة ملحة لكل إنسان أسوة بالهواء والماء والغذاء، ومن النتائج التي جدال فيها أن الازدهار سيكون حليفها …ذلك أن ما عبرت عليه بعض مسائل الإعلام المحلية كالموقف والطريق الجديد ومواطنون وبعض النشريات الالكترونية التونسية أصبح حقا يمثل مداخل هامة وأساسية لتواصل الإنسان مع مكونات مجتمعه في إطار علاقة يحكمها مبدأ التأثر والتأثير كمبدأين أساسيين في العلاقات العامة والخاصة . فهل ستدرك حكومتنا ان في بقاء هذا المنبر الإعلامي وغيره من المنابر المستقلة تعزيزا وترجمة للخطاب الرسمي أم كتب علينا أن يظل الخطاب الرسمي في واد والواقع في جمع من الوديان،وختاما أقول إن الوسيلة هي التي تستهدف الجمهور وليس العكس. المولدي الزوابي
السبيل اونلاين إياك والبعد عن القرآن… (حتى لا تكون من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!) (الجزء الثاني)
بقلم: محب الدين التونسي جرعة يومية متكاملة.. والمداومة على التلاوة يوميا مسألة مهمة لضمان الاستفادة من ثمرات تلك التلاوة.. فالشحنة القرآنية المستخلصة من التلاوة والتي تختزنها نفسك وروحك تخفت ولا شك بفعل معترك الحياة.. فلا بدّ إذن من إعادة الشحن بصفة دورية قارة.. ولأنّك تحتاج إلى جرعات متنوعة من البواعث الإيمانية والتوجيهات التربوية والمحركات العقلية – مثلما يحتاج جسمك إلى تنوع الأغذية – فإنّ كتاب الله لم يأت مبوبا حسب المواضيع على طريقة الكتب المنهجية والبحوث الأكاديمية.. بل جاءت موضوعاته متداخلة متنوعة متكررة موزعة وفي نفس الوقت مترابطة منسجمة، وبذلك تأخذ مختلف احتياجاتك من خلال تلاوتك / جرعتك اليومية يقول تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ). الغوص بحثا عن اللؤلؤ.. والقراءة بتدبر وتفكر هي منبع الطاقة القرآنية المرجوة.. فبها تنتقل بفكرك ووجدانك من الحروف والكلمات إلى المعاني والدلالات.. ومن الأشكال والظواهر إلى الأعماق والبواطن.. فتتحرك المشاعر وتنتعش الأذهان وتتحفز الجوارح وتسمو الأرواح وتتفتح القلوب(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). والتدبر هو الآلية الذهنية التي بها يستوعب القارئ ما جاء في القرآن من كنوز المعاني والمعارف غير الموجودة في أي كتاب غيره: فالقرآن يحدثك عن منشئك وعن مصيرك، وعن الغيب وعما بعد الموت وعن الموت نفسه، والقرآن يحدثك عن نفسك وعن خلقك وتكوينك وتكويناتك، والقرآن يحدثك عن كيفية تحسين أخلاقك وعبادتك واجتماعياتك؛ فيحدثك عن الصبر وعن الأمانة وعن الصدق وعن التوكل وعن الإخلاص وعن التوبة وعن العبادة وعن الدعاء وعن التوحيد وعن القرب من الله وعن الإنفاق وعن البذل وعن التضحية وعن حبّ الخير للناس وعن حسن معاشرتهم وعن الوحدة بين المؤمنين وعن الرحمة وعن الدعوة إلى الله وعن العلاقة بأخيك المسلم وعن العلاقة بغير المسلم وعن مجتمعك الإنساني وكيف يتفاعل وعن التاريخ وكيف يتحرك ومن يحركه، وعن … وعن… وعن… كل ذلك وغيره تجده مجتمعا في مكان واحد.. في كتاب واحد.. وبإيجاز فإنّ كلّ ما تحتاجه في حياتك أيّها الإنسان تجد له في القرآن أصولا ترشدك وتوجّهك.. يخفف عنك عناء البحث من الصفر فيمدك بأساسيات تبني عليها ويختصر لك المسافات.. وبذلك تكسب الزمن وتخلّص النفس من حيرة بحثها الدائم عن الأجوبة الشافية للأسئلة الكبرى.. وتنقذ العقل البعيد عن الله من صحراء التيه الوجودي.. فتستقر به في واحة اليقين وطمأنينة الإيمان وسكينة الطاعة وأنس القرب من الله… فالقرآن مأدبة الله الشاملة والجامعة يجد فيها كل راغب رغبته، فما عليك إلاّ تقوية شهيتك في الاستزادة من القرآن تلاوة وتدبرا وحفظا.. ولا تزيد الشهية إلاّ بمزيد الإقبال عليه.. فإنّ الطعام يقوي شهوة النهم. نقاط عملية.. وفي الختام هذه بعض النقاط أذكر بها نفسي وإياك.. سائلين الله أن ينفع بها من يقرؤها: – ليكن لك برنامج يومي لتلاوة القرآن، واحرص على ألاّ تتخلف عنه أبدا، ولا يمرنّ عليك يوم دون النظر في المصحف قليلا أوكثيرا، والمقدار الوسط أن تختم القرآن مرّة في الشهر. – من الطرق المعينة على الالتزام بالورد اليومي للقرآن تخصيص وقت ثابت خلال اليوم لا تتزحزح عنه فيصبح من عاداتك. ومن أحسن الأوقات من حيث الإمكان ومن حيث الاستفادة هو وقت ما بعد صلاة الفجر وقبل المغادرة للعمل ولو لربع ساعة.. فإن تعذر ذلك فاختر وقتا ثابتا يناسبك وتلتزم به. – اجعل لنفسك برنامجا طويل المدى تهدف فيه إلى الاستزادة من القرآن حفظا وفهما، ولا تجعل الوقت يمر عليك وأنت خال من أيّ برمجة في هذا الجانب، فإنك إن داومت على ذلك وصلت لهدفك، وإن لقيت الله قبل ذلك كتبت عنده من أهل القرآن حسب نيتك. فقد يدرك المرء بنيته ما لا يدركه بعمله. – الاطلاع على بعض التفاسير من حين لآخر.. للتعرف على تفسير لفظة أو آية لم تفهمها أثناء التلاوة.. فإنّ ذلك مما يشجع على التدبّر وبالتالي على المحافظة على حيوية التلاوة. – لضمان استمرارك في تنفيذ برنامجك القرآني تذكر دائما مكانة أهل القرآن عند الله عز وجل، وتذكر مرتبتك في الجنة.. وتذكرالثواب الذي ستناله عن كل حرف من كتاب الله (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول لكم آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (الحديث)، وتذكرأن العلاقة الوثيقة بكتاب الله هي مفتاح النجاة في الآخرة والنجاح في الدنيا. – فإن كان لك مثل هذا البرنامج فاثبت وواصل وطوِّر فإنك على صراط مستقيم، وإن كان غير ذلك فاعزم وتوكّل وابدأ الآن وقوّ علاقتك بالقرآن واتلوه يوميا.. ولا يحتاج ذلك منك إلاّ لقوة العزم وتنظيم الوقت.. ولا تنظر إلى ما فاتك وتتحسّر وتقعد بلا عمل.. ولكن التفت إلى الحاضر وإلى المستقبل وما ستنجزه فيما سيأتي.. وانتقل من التمنّي إلى الفعل واترك التحسّر والتسويف.. وابدأ بالقليل المتواصل ثم تدرج إلى الأعلى فقليل دائم خير من كثير زائل. وفقك الله. المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 16 ماي2008
السبيل أونلاين الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الحلقة السابعة والأخيرة
كتبه : د. بشبر عبد العالي الموازنة بين الحريات الشخصية والمصلحة العامة في المجال الاجتماعي : نقصد بالمجال الاجتماعي الإطار التطبيقي للنظرية, وهو المحك الحقيقي لها، فكم من شعارات رفعت ولكنها فشلت في تقديم نمط من العلاقات الاجتماعية يحقق العدالة في الحياة اليومية للناس. وموضوعات المجال الاجتماعي كثيرة فنكتفي بتقديم نماذج منها لإبراز مدى الموازنة التي حققها الإسلام بين الحريات الشخصية والمصلحة العامة وذلك في المجالين التاليين: أ ـ في مجال العلاقة بين الحاكم والمحكوم : من القواعد المقررة شرعا أن تصرف الإمام منوط بالمصلحة، لذلك جوز فقهاء الشريعة تدخل السلطان تحقيقا للمصلحة المنوطة به. ـ من ذلك تدخله لتحقيق العدل بين الناس وحفظ التوازن في المجتمع ومنع استغلال بعض الطوائف لبعض، وحماية الأطراف الضعيفة؛ لكن هذا التدخل قد يتحول إلى ظلم إلى الطرف الآخر، أو إلى مصادرة بعض الحريات الشخصية مثل بيع الأموال المحتكرة جبرا على أصحابها أو الحجر على مال المدين، أو فرض التسعير في الأسواق…وذلك إذا لم تراعى بعض الضوابط، والقاعدة أن الناس يجب أن يكونوا أحرارا فيما يأخذون ويدعون ما لم يسببوا أذى أو ينتهكوا حقا خاصا أو عاما، وهو الذي يعبر عنه في الشريعة بقاعدة الأصل في الأشياء الحل، وفي الأفعال الإباحة، وفي الذمم البراءة (1 ) إن واجب الدولة دفع الأذى المادي والمعنوي عن الأفراد والجماعات،وحماية المجتمع من الجرائم والتجاوزات وحفظ أمن الجميع مما قد ينجر عنه الانتقاص من بعض الحريات، أو الحجر على بعض الأفراد أو المؤسسات، وهنا تطرح تساؤلات حول مدى حق الدولة في التدخل لحماية الحريات أو بزعم حمايتها خاصة إذا كان ذلك يتصل بعقائد بعض الفئات أو ثقافتهم أو أعرافهم (2 ) . ب – في مجال علاقة الناس بعضهم ببعض : يمنع الإسلام أن تتسلط فئة على أخرى، أو أن ينل شخص لآخر فكل طاعة يفرضها الإسلام لغير الله هي مفيدة ومؤطرة بطاعة الله تعالى. فعلاقة الرجل بالمرأة علاقة تكامل من أجل صلاح الإنسان أما اختلاف الجنس فليس له أدنى اعتبار في شريعة الله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) (3) وليست آية القوامة بمنتقصة من حرية المرأة قيد شعرة لأنها قضية إدارية وقد عللت الآية سبب إسناد غدارة البيت إلى الرجال دون النساء بقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (4) وقيام الرجال على النساء هو قيام الحفظ والدفاع، وقيام الاكتساب والإنتاج المالي لذلك قال المولى عز وجل:( بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) فقد اختص الرجال بمؤهلات لذلك، واختصت النساء بمؤهلات تناسب وظيفتهن الأساسية. فلم يشرع الله تبعية المرأة للرجل فنصوص الوحي من القرآن والسنة تؤكد أن المرأة مخاطبة مباشرة – وليس بواسطة الرجل – بتكاليف الدين وأعبائه:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (5) فالمرأة مسؤولة مسؤولية دينية ومدنية كاملة على وجودها ومصيرها، على معتقداتها وسلوكها، سواء تعلقت تلك المسؤولية بمسائل شخصية كالزواج والطلاق واكتساب المال والتصرف فيه، أو تعلقت بالشؤون العامة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الأصل العظيم لمسؤولية الفرد المسلم رجلا كان أو امرأة (6) وعلاقة العامل برب المال علاقة مدنية محضة ليس فيها ما يزري بقيمة العامل ولا ما يرفع من مقام رب المال ويلخص العقاد منهج الإسلام بجملة قصيرة فيقول:”الإسلام يبطل حق الاستغلال ويقدس حق العمل” (7) إن نموذج العلاقات الاجتماعية الذي يسعى الإسلام لإرسائه يتمثل في أن يكون كل إنسان حر فيما يأتي ويذر لا سلطان عليه إلا من ضميره، ولا يخضع إلا لما لا يخدش كرامته ما هو ضروري لسير الحياة مثل خضوع الأجير لسلطة رب المال في حدود العقد الذي بينهما، وفي ما لا يزري بالكرامة الإنسانية. وإن كان الأصل في الإسلام أن يكون كل إنسان عاملا في ملكه لا أجيرا في ملك غيره (8) ومن الشبهات القوية التي تثار في المجال الاجتماعي استمرار نظام الرق وعدم تصدي الإسلام له بالإبطال. والجواب أن الشريعة الإسلامية متشوفة للحرية، وذلك مأخوذ من استقراء تصرفات الشرع التي دلت على أن من أهم مقاصدها إبطال العبودية وتعميم الحرية؛ لكن شأن الشريعة في رعي المصالح العامة وقف بها دون إبطال نظام العبودية بشكل انقلابي، ذلك أنه كان هو النظام السائد في مختلف الأقطار وقت ذاك، فكان العبيد هم العملة في الحقول، والخدمة في البيوت، ورعاة الأنعام..أي أن الرقيق عمود النظام الاجتماعي والاقتصادي لدى أمم الأرض حين طرقتهم دعوة الإسلام، فلو رام الإسلام قلب ذلك النظام رأسا على عقب لانفرط الأمر من يديه(9). وبدل هذا المسلك الانقلابي سلكت الشريعة مسلكا متوازنا يمكن تلخيصه في النقاط التالية: أ ـ قررت أن الحرية أمر فطري وهو الأصل قال عمر(بم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) (10). ب ـ جففت جميع منابع الاسترقاق مثل استرقاق المدين وخطف الأحرار وبيعهم، أو التقاط الضال وفي هذا السياق جاء قوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنن خصمهم يوم القيامة…فذكر منهم رجلا باع حرا وأكل ثمنه(11). ولم يبق للرق من سيبل إلا الأسر في الحرب؛ وذلك اقتضاه مبدأ المعاملة بالمثل وردع الخصوم الذين لم يكونوا يبالون بشيء مبالاتهم أن يسترق رجالهم وتسبى نساؤهم. ج ـ سعى الإسلام إلى علاج الوضعية الموجودة والتخفيف من الآثار السالبة للنظام السائد, فقيد من تصرف المالكين فلم يتركه على ما كان عيه من إطلاق يضاهي التصرف في الحيوان، فقال صلى الله عليه وسلم : (إخوانكم خولكم(12) جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه ) (13). فأي مكانة هذه وأي احترام لا يحلم به الآن الخدم تحت مسمى الحرية، إنه أخو مالكه: يأكل مما يأكل، ويلبس مما يلبس لا يتميز عليه بشيء بل ينزل السيد من عليائه ليعين الخادم إذا كان العمل يشق عليه. ماذا يقول المخدومون اليوم؟ أتراهم يقبلون بهذا ؟ هذا شأنهم مع أسيادهم، أما عن شأنهم في المجتمع فهم أعضاء فيه وكان رسول الله ص يجالسهم حتى تبرم بذلك كبراء قريش وطلبوا من رسول ص أن يخصهم بمجلس لا يزاحمهم فيه هؤلاء الضعفاء فنزل قوله تعالى:( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) (14). د ـ الترغيب في عتق العبيد قال تعالى:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة َوَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَة فَكُّ رَقَبَةٍ)(15).، ثم ترجم هذا الحث إلى عمل في الواقع فجعل العتق كفارة للعديد من الأخطاء مثل القتل الخطأ، والظهار، واليمين المنعقدة المرجوع عنها وانتهاك حرمة رمضان. كما جعل العتق مصرفا من مصارف الزكاة. هـ ـ راعى الإسلام أوضاعهم و ظروفهم فخفف عنهم في العديد من الواجبات(16) فلم يوجب عليهم الجمعة، والجماعة. كما خفف عنه في العديد من العقوبات مثل عقوبة الرجم للزاني. والخلاصة إن الإسلام حرر العبيد فعلا وإن بقوا عبيدا شكلا ثم إنه سلك بهم مسلكا هو أقرب إلى التمهيد لتحريرهم فعلا وشكلا بحيث لو سار الأمر على ما رسمته الشريعة الإسلامية لقضي على الرق ولكن لملابسات تاريخية معروفة استمر، غير أنه بمجرد مجيء الإعلان العالمي لإبطال الرق لم يجد المسلمون أي حرج من الدخول فيه. خـلاصات عامة لما تقدم : 1 ـ كلمة {حرية} بسائر تصاريفها تدور في اللسان العربي حول معان ترجع إلى الخلوص من العيب والنقص، والنقاء من الشوائب، فيؤول معنى الحر إلى الكريم والنفيس والأصيل من كل شيء. 2 ـ أن مفهوم الحرية في الغرب الليبرالي والاشتراكي تحدده موازين القوى، وذلك هو معبود الغرب ومصدر قيمه، وعبثا يحاول المستضعفون إقناع الغرب بالقيم الإنسانية بل وحتى بالمواثيق الدولية … ولكن يظل كل ذلك محض انخداع ويظل المنطق الوحيد الذي يفقهه الغرب هو موازين القوى. 3ـ من خلال العرض السريع المقتضب لمنهج القرآن في تحرير الإنسان اتضح لكل منصف وذي بصرة بأن القرآن يمثل بحق وثيقة جوهرها وروحها تحرير الإنسان بالمعنى العميق والدقيق للكلمة. 4 ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقه وسلوكه أمّن الناس من طغيان السلطة وتجبرها فكان لا يدع مناسبة إلا أكد فيها على أنه بشر مثلهم ومنهم، وكان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان ينزل نفسه منزلة أحدهم فلا يتميز عنهم بشيء من المال أو النفوذ، كما أمّنهم من المخادعة والوقيعة والكيد والخيانة، هذه الآفات الذميمة التي أضحت اليوم من مستلزمات النظم السياسية إلا ما ندر. 5 ـ المتأمل في تقلب الوضع السياسي في التاريخ الإسلامي يجد وراءه عوامل إثارة قوية تغلب عوامل التهدئة، وهي عوامل ذاتية تتمثل في حب الزعامة والتنفذ وعوامل خارجية تتمثل في سعي اليهود والنصارى الحثيث في تأجيج نار الفتنة، وظل العاملان (التهدئة والتأجيج)يصطرعان في تاريخ الأمة ويفرزان إما خنوعاً وخضوعاً وتسليماً بالموجود، وإما ثورات وتقلبات لا قرار لها. 6ـ أن مذهب الجبرية هو مذهب يؤول إلى تقويض مبدأ التكليف ومسئولية الإنسان عن أفعاله، كما يؤول إلى الازدراء بالعقل الإنساني حيث يتعامل مع الإنسان كما يتعامل مع الجمادات. وإذا انهدمت إنسانية الإنسان من قواعدها، وهدمت الشرائع من أساسها تبعاً لنسف التكليف والمسئولية، فإن ذلك سيكون له أعمق الأثر في شيوع روح الزهد السلبي، والتخلي عن الفعل الحضاري، والخضوع لقوى الظلم والخنوع لمختلف تقلبات الحياة، والقعود عن عبء مواجهة الباطل وتغيير الأوضاع السائدة. 7 ـ أن المعتزلة رغم ما كانت لهم من إيجابيات على المستوى التنظيري فإنهم ناقضوا طرحهم ذلك على المستوى العملي التطبيقي حيث نكلوا بخصوهم واستعدوا عليه السلطان وسلبوهم حرياتهم وزجوا بهم في غياهب السجون مما كان له الأثر البين في إعراض الناس عنهم. 8 ـ إن فكرة الكسب عند الأشاعرة غامضة، ولعلها أقرب إلى القبول على تفسير إمام الحرمين الذي اعترف بمبدأ السببية، وبالتالي اعترف بتأثير القدرة الإنسانية في الفعل. 9ـ إن مسألة الحرية في التراث الإسلامي طرقت بقوة وتراوحت فيها وجهات النظر، ولعل أقربها إلى روح العصر الطرح الاعتزالي لولا ما عليه من مؤاخذات شرعية حقيقة وجديرة بالاعتبار على مستوى التنظير, ومن تجاوز على مستوى التطبيق. 10 ـ لا يمكن الإكراه على الدين، إذ محل الإيمان القلب ، والقلب منطقة حرام لا سلطان لغير الله عليها ، فلا يتصور وقوع الإكراه أصلا ، فضلا على أن يقره الإسلام أو يأذن فيه ، وكيف يقره والله قادر عليه لو شاء ولم يفعله. 11 ـ إن آيات منع الإكراه محكمة وتعبر عن قاعدة كبرى من قواعد الإسلام يقوم عليها أصل التكليف والابتلاء ، وآيات القتال تعالج حالات استثنائية لمنع الفتنة واضطهاد المستضعفين من الناس. 12 ـ إن الردة جريمة لا علاقة لها بمسألة حرية العقيدة ، وإنما هي مسألة سياسية قصد منها حماية المسلمين من مؤامرات أعدائهم. 13ـ إن الإسلام وفق في الموازنة في المجال الاقتصادي بين الحرية الشخصية بأن يختص المالك بما يملك وأن يكون أولى به من غيره ومنع أن ينازعه فيه أحد ووفر له الحماية الكاملة من اعتداء الغير عليه، وأعطاه حق الدفاع عن ماله.وفي المقابل لم يبح للأفراد أن يتصرفوا في أموالهم دون ضوابط وبلا قيود. 14ـ إن واجب الدولة دفع الأذى المادي والمعنوي عن الأفراد والجماعات،وحماية المجتمع من الجرائم والتجاوزات وحفظ أمن الجميع مما قد ينجر عنه الانتقاص من بعض الحريات، أو الحجر على بعض الأفراد أو المؤسسات. 15 ـ المرأة مسؤولة مسؤولية دينية ومدنية كاملة على وجودها ومصيرها، وعلى معتقداتها وسلوكها، سواء تعلقت تلك المسؤولية بمسائل شخصية، أو تعلقت بالشؤون العامة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 16 ـ علاقة العامل برب المال علاقة مدنية محضة ليس فيها ما يزري بقيمة العامل ولا ما يرفع من مقام رب المال. 17ـ حرر الإسلام العبيد فعلا وإن بقوا عبيدا شكلا، ثم سلك بهم مسلكا هو أقرب إلى التمهيد لتحريرهم فعلا وشكلا. ————————————————————- الهوامش : 1.د/ أمين حسن عمر: أصول السياسات، ص: 233 2.راجع المصدر السابق نفس الصفحة. 3.سورة آل عمران،الآية: 195 4.سورة النساء، الآية:34 5.سورة التوبة، الآية: 71 6.راجع: راشد الغنوشي: المرأة المسلمة في تونس بين توجيهات القرآن وواقع المجتمع التونسي، دار القلم للنشر والتوزيع الكويت ط2، 1413-ص:151 7.عباس محمود العقاد: الديمقراطية في الإسلام، القاهرة، دار المعارف ، 1971 ص:62 8.راشد الغنوشي: الحريات العامة في الدولة الإسلامية ص:59 مصدر سابق 9.ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية: الشركة التونسية للتوزيع،ط1، 1978، ص:131 10.المصدر السابق، نفس الصفحة 11.أخرجه البخاري برقم2227. 12.خال فلان على أهله خول المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 16 ماي2008
عام 1948 : هو عام نكبة فلسطين وليس استقلال اسرائيل
زهير الخويلدي ” كانت الأطروحات الخاصة بتخلف الشرق وانحطاطه وعدم مساواته بالغرب ترتبط …بالأفكار الخاصة بالأسس البيولوجية للتفاوت العنصري” ادوارد سعيد / الاستشراق، المفاهيم الغربية للشرق. تذكر الفلسطينيون وبعض الذين يؤمنون بطهارة وصدق قضيتهم النكبة على الرغم من مرور ستين عاما بالكامل من ضياع مدن وقرى وعشائر وأحياء عربية بأكملها واختفائها من الخريطة وتحول أسمائها العربية الى أسماء عبرية أين تحولوا فيها السكان الأصليين الى أقلية بعد أن كانوا أغلبية. المشهد في الضفة وغزة كان مؤثرا ومثيرا للتعاطف والاهتمام فقد لبس الناشطون ملابس سوداء تعبيرا عن الحزن والمعاناة معبرين عن الفاجعة الأليمة بطريقتهم وحمل الشيوخ مفاتيح رمزية لبيوتهم وأحيائهم وأطلق الأطفال والشباب البالونات التي تصور معاناة هذا الشعب الصابر والمثابر و تجولت المسيرات عبر الشوارع الرئيسية وحمل الكهول لافتات تتمسك بحق العودة وعروبة القدس وتؤكد أن الحق لا يضيع بالتقادم وأن الشعب لم ينس ما حدث لأجدادهم من تهجير وتقتيل واغتصاب للأرض. في الجهة المقابلة يحتفل الاسرائليون بمرور ستين عاما على تشكل دولتهم على حد زعمهم ويشاركهم في ذلك جورج بوش بإلقائه لخطاب تاريخي في الكنيست بعد أن سبقه ساركوزي بتخصيص معرض الكتاب الدولي بباريس من أجل هذا الغرض. وقد تحدث بوش لأول مرة تقريبا عن أن سنة 1948 هي سنة استقلال اسرائيل وتعهد بتأييد كل الأمريكيين لهذه الدولة ودعمهم لها بجميع الوسائل في مواجهتها لقوى الشر في المنطقة ويؤيده محمود عباس الرئيس المفترض لدولة فلسطين في نحته لهذا المفهوم الجديد بقوله:”هناك شعب يحتفل باستقلاله” ويقصد الإسرائيليين وشعب آخر يتذكر نكبته ويقصد الفلسطينيين ويطالب كالعادة باستئناف عملية السلام ويستجدي مواصلة التفاوض والحوار ويمر عرضا على الثوابت ليشير الى حق اللاجئين في العودة دون التطرق الى التعويضات واستعادة الأرض وإزالة الجدار العازل وتفكيك المستوطنات وفرض السيادة على الفضاء الجغرافي المحرر برا وجوا وبحرا. ثمة مغالطات كثيرة في كلام ساسة هذا الزمان وثمة قلب للحقائق وتزييف ومن المؤكد أنها ليست زلات لسان أو ناتجة عن الغفلة وقلة انتباه بل هي خطة متكاملة ومشروع تعمية وتضليل مبرمج، إذ كيف نفسر انقلاب الاحتلال الى استقلال والنكبة الى إجلاء والعروبة الى تخلف والإسلام الى إرهاب حسب وجهة النظر الدولية الرسمية، كيف نفسر اعتبار المحرقة الصهيونية للفلسطينيين تطهيرا وتحريرا للأرض من المحتلين، كيف يتحول السكان الأصليون الى لاجئين وسكان مخيمات ومشردين والسكان الوافدين الى مالكي أرض وأصحاب حق. يقال مصائب قوم عند قوم فوائد ومصيبة الفلسطينيين في بلدهم وخسارتهم تحولت الى مجال للربح والفائدة عند الاسرائليين وبالتالي ان أحزان الفلسطينيين هي سبب لظهور أفراح عند الإسرائيليين. بيد أن استقلال اسرائيل هي مغالطة كبيرة وأي كلام في هذا الاتجاه هو كذب وتدجيل لأن العكس هو الصحيح وفلسطين هي التي احتلت واستعمرت وأرضها هي التي افتكت بالقوة عن طريق مجموعة من عصابات الهاجانا بالتعاون مع بقايا جيوش الاستعمار الانجليزي. كما أن نكبة فلسطين هي حقيقة دامغة ومعطى تاريخي مسجل بأحرف سرية في الذاكرة العربية ومزروع في وجدان كل مواطن حر في العالم ومهما قيل ومهما كتب من أباطيل فإنها تظل مجرد أضغاث أحلام وترهات لا معنى لها. فهل يعقل أن نجعل يوم عيد ميلاد اسرائيل هو نفس يوم ذكرى وفاة فلسطين؟ هناك عدة معطيات جديدة تمثل بوارق أمل وتشير الى أن التاريخ يسير عكس ما تنظر اليه بعض الدوائر الغربية وباختلاف ما تخطط اليه الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، هذه المعطيات يمكن أن نذكر منها ما يلي: – إيمان غالبية الفلسطينيين في الداخل والخارج بشرعية قضيتهم وانخراطهم بشكل أو بآخر في مشروع الاستثبات والممانعة وتمسكهم بحقوقهم التاريخية. – اختلال التوازن بين الطرفين في مستوى النمو الديموغرافي وميل الكفة لصالح السكان العرب الفلسطينيين على حساب السكان الإسرائيليين وبروز مجموعات اثنية غير يهودية فيهم مثل الفلاشا والمنحدرين من أصول روسية أرثوذوكسية. – ظهور تيار داخل اليهودية العالمية مضاد للصهيونية ينادي بإرجاع الحقوق الى أصحابها ويدعوا الى التسامح ويعتبر دولة اسرائيل سبب الوبال على اليهود في العالم وفقدانهم فلسفة الوجود. – حديث بعض الكتاب عن قرب نهاية دولة اسرائيل وتفسيرهم ذلك بفقدان الإسرائيليين للمعنى ومعاناتهم من أزمة هوية وتبعيتهم للمساعدات الخارجية وتزايد الهجرة المعاكسة في صفوفهم. – انتقال المعمورة من هيمنة قطب واحد مؤيد بإطلاق لدولة اسرائيل الى عالم متعدد الأقطاب تتضارب فيه المصالح وتتقاطع والبعض منها مؤيدة علنا لحقوق الفلسطينيين. – صحوة الضمير في الغرب وتخليه عن أوهام التمركز على الذات وتفكيكه لايديولوجيا العرق النقي والثقافة الرائدة وإيمانه بالتعدد والتنوع وحق الاختلاف والنسبية الثقافية وتوجهه نحو التكفير عن ذنبه تجاه الفلسطينيين. المحرج بالنسبة للمتابع هو صعوبة تصديق آراء الفريقين في الآن نفسه، هل نصدق الذي يتمنى أن يحتفل العالم بذكرى مرور 120 سنة على تأسيس دولة اسرائيل أم الرأي الذي يفترض زوالها في أقل من عشرين سنة فقط؟ ماذا لو اتضح أن القول بقرب زوال دولة اسرائيل هو مجرد يوطوبيا سياسية وايديولوجيا حالمة لا غير وأن الدول المعرضة للزوال هي الدول المجاورة لها سواء معتدلة أو معادية لها وأنها ستتقسم الى كيانات صغيرة وملل ونحل لا حول ولا قوة لها؟ فمتى يفهم العالم أن الحل المنصف للجميع هو إيقاف النكبة وإعطاء الشعب الفلسطيني استقلاله وقيام دولة علمانية ديمقراطية تحترم قيم المواطنة وليس الاحتفال بقيام دولة اسرائيل وإجبار العرب والمسلمين بالقوة على التطبيع معها والاعتراف بها؟ * كاتب فلسف
عبدالباقي خليفة من التبسيط المخل إلى حد مغالطة النفس، قبل الآخرين ،أن تقرأ الاحداث اللبنانية الأخيرة على أنها صراع بين الشيعة والسنة ،وإن كان ذلك لون من ألوانها المختلفة والمتعددة جدا . ولكنها ليست بتلك الطريقة المباشرة والتبسيطية في نفس الوقت . فهي حالة تصيب الأمم في مراحل نهوضها المبكرة ، أو نهاية مجدها التليد ،ففي الحالة الأولى تتجسد أمامنا التجربة الاوروبية في انجلترا واسبانيا وايطاليا وألمانيا ،وفي الحالة الثانية الفردوس المفقود ، الاندلس . ومع اعتقادنا بأن الظروف التاريخية مختلفة والمواقف من تلك الثورات متباينة ،فإن ذلك يعطينا رافدا معرفيا لفهم التحولات الداخلية والاقليمية والدولية ،في عالمنا وبالاخص في منطقتنا العربية الاسلامية . وبالتالي لا يمكن النظر للسنة في لبنان أو غيرهم من الاقطار الاسلامية كوحدة متجانسة ،أو أن الشيعة وغيرهم من الطوائف كذلك . إذ أن حصر الأوضاع في ثنائية طائفية “رمي في عماية ” بتعبير شيخ الاسلام رحمه الله تعالى . ولذلك يجب على المسلم أن يقرأ الأوضاع بروافدها وذيولها السياسية والطائفية والاقليمية والدولية . وإذ نظرنا إلى موقع لبنان نجده في وضع حساس جدا ، حيث يقع على حدود فلسطين المحتلة ،ولذلك نرى اهتماما اقليميا ودوليا بلبنان قد لا يضاهيه أي قطر عربي مسلم آخر بما في ذلك منابع النفط في الخليج ، بل أن كل ذلك يلقي بثقله في لبنان . وإذا وضعنا أهم ما يشغل الغرب في لبنان نجدها ثلاث ركائز استراتيجية ، أولا أمن الكيان الصهيوني ، ثانيا مستقبل الوجود النصراني ، ثالثا ضرب أي قوة عسكرية للسنة ،أوظهور أي قوة سياسية سنية خارج الهيمنة الغربية . ونحن نعرف طبيعة القيادة المنصبة على السنة في لبنان حاليا . ولنعود بالذاكرة قليلا لنستعرض ما تعرض له السنة من اضطهاد وتقتيل على يد مختلف الاطراف المهتمة بالشأن اللبناني ، فكلما ظهرت قوة سنية تم ضربها على يد هذه الدولة أوتلك ، أوهذه الطائفة أوالطائفة الأخرى ، فقد قتل اللبنانيون والفلسطينيون السنة ،على يد جميع الاطراف من الكيان الصهيوني وحتى سوريا ،ومن الكتائب وحتى حركة أمل . وكأن هناك اتفاق على تصفية أي قوة حقيقية مستقلة للسنة في لبنان وفرض الهيمنة عليهم ،سواء من قبل تجار ينتسبون إليهم ،أو شركاء في الوطن جاروا عليهم ،أوأعداء صائلين ظهروا عليهم ،لأنهم عزل من السلاح ،وكانوا ضحية للغدر والخيانة من قبل الآخرين .ولسنا مضطرين للتذكير بصبرا وشاتيلا وما جرى قبل عدة أشهر في نهر البارد والمطاردات للشباب السلفي السني بتهم الارهاب في لبنان ، وشارك في ذلك ( سنة ) .ونحن نشاهد محاولة مماثلة في العراق ،ففي الوقت الذي يقود فيه المتدينون الشيعة جماهيرهم ، هناك محاولات لابعاد القيادات السنية المتدينة من قيادة السنة في العراق ، وإسناد ذلك للعلمانيين العملاء أو ما يوصف بالصحوات ، وقس على ذلك الوضع في لبنان . وماجرى مؤخرا من مواجهات بين حزب الله والحكومة اللبنانية ،أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا وجرح عشرات آخرين ،كانت على خلفية قرار تجريد الحزب من شبكة اتصالاته بمطار بيروت ، وإقالة مدير المطار وبالتالي خلافات تقنية . والحل يكمن في أن تكون للسنة قوتهم العسكرية الضاربة ،حتى لا يكونون تحت رحمة هذا الحزب أوهذه الحكومة ، فعندما يعلم الجميع أن السنة قادرون على الردع إذا هوجموا فسيفكر من ينوي الغدر في ذلك ألف مرة ،قبل أن يقدم على أي جريمة بحقهم . فنحن في عصر القوة ، وإذا لم تكن لديك القوة الكافية للدفاع عن نفسك فلن تجد من يدافع عنك ، بل لن تجد سوى الطامعين في ثرواتك واسترقاقك لتكون أجيرا في ملكك . فالمشكلة ليست في سلاح حزب الله ، بل في السنة العزل من السلاح . ولنعلم جميعا أن القوى الدولية ليست ولن تكون قوى صديقة للسنة أبدا حتى وإن كانوا خدم مطيعين وعملاء مخلصين وتجردوا من كل مقومات شخصيتهم الاسلامية الحضارية . ولنضرب مثلا من التاريخ ففي 5 مايو 1820 م أصدر كاسلري رئيس وزراء بريطانيا وثيقة رسمية بخصوص الثورة الاسبانية اعتبر فيها الثورة الاسبانية مسألة داخلية ولا تشكل خطرا على البلاد الأخرى ،وأنه لا يرى مبررا لتأييد بريطانيا أي محاولة لقمع تلك الثورة بالقوة . وأن انجلترا تدين بأسرتها المالكة الحالية ودستورها لثورة داخلية . لكن أوربا نفسها عطفت على اليونان ضد الدولة العثمانية لان حاكمها محمود وليس فرديناند . وفي سنة 1920 م تدخلت فرنسا ” العلمانية ” عسكريا بحجة الدفاع عن نصارى لبنان ، وتم تقسيم الشام . ولم يتدخل الغرب أبدا لصالح المسلمين ، بما في ذلك المغالطة الكبرى في البلقان ، ففي البوسنة تم التدخل بعد أن استعاد المسلمون زمام المبادرة ، وفي كوسوفو حتى لا يتحول لمعسكرات تدريب للمسلمين ، وقالها هلبروك بصراحة ” لو لم نتدخل في البوسنة لكانت أحدث 11 / 9 / قد نطلقت من البوسنة ” .
وفي اللحظة الراهنة يدعم الغرب الثورات في الدول الاسلامية إذا كانت عرقية أو من يقوم بها من غير المسلمين ، جنوب السودان ، دارفور ،أكراد العراق ، الصحراء المغربية ،ويرفع سوط الارهاب والعنف إذا كان ( الثوار) مسلمين ، فلسطين ، الشيشان ، كشمير ، القوقاز ،الصومال ،وغيرها من المناطق . إنه من الخطورة بمكان تأجيج الصراعات الطائفية في العالم الاسلامي ولبنان تحديدا ، في وقت يتربص فيه الاعداء بالمسلمين . وليس خافيا أن الغرب يريد احتلال لبنان بدعم سني ، كما احتل العراق بدعم شيعي واضح ، وبذلك يضع البلاد العربية بين فكي كماشة ، كما هو الحال أثناء تقسيم المنطقة بين النفوذ الفرنسي والبريطاني وفق اتفاقية سايسكو بيكو ، في بداية عشرينات القرن الماضي ،فنحن على حافة اتفاقية جديدة من ذلك النوع . عبر تأجيج الصراع السني الشيعي والوقوف إلى جانب هذا الطرف هنا وإلى جانب الطرف الآخر هناك . ونعتقد أن توازن القوة بين الشيعة والسنة ممكن في لبنان وغير لبنان مما يجعل الاتفاق بين الطرفين ممكنا ،ولو من باب توازن الرعب ، كما كان الحال بين القوتين الدوليتين في القرن الماضي روسيا وأميركا . أما في حال حط الاحتلال المباشر رحاله من جديد بين ظهرانينا فإننا سنحتاج لمائة عام حتى نخرجه من أرضنا من جديد إن قدرنا على ذلك . بل أن دورة الاحتلال الجديدة ستكون أكثر تدميرا من سابقاتها على كل المستويات وبكل المقاييس . فلننظر إلى خطر الاحتكاك الطائفي في عالمنا الاسلامي ولا سيما لبنان . ومما يثير الاستغراب أن الجهات العربية الرسمية تبدي عجزا عجيبا في حل القضايا المصيرية ،ولا سيما جامعة الدول العربية ، التي أصبحت خارج ما يجري في فلسطين والعراق والصومال وأخيرا وليس آخرا لبنان ،مما يدفع للسؤال عن جدوى وجودها ، فقد كشف أداؤها عن خلل استراتيجي في بنية الوضع السياسي العربي برمته . وهو وضع مبني على مزاج سلطوي فيه الكثير من الشخصنة وتدار فيه الأمور وفق الهوى الغربي أو المصالح القطرية الضيقة بل المصالح الشخصية أحيانا وفي أدنى مستوياتها . وأصبح من اليسير الاستخفاف بها فقد شكك زعيم ” تكتل التغيير والاصلاح “ميشال عون ،في امكانية حلها لمشكلة لبنان .ووصف المبادرات العربية بأنها ” لا تحل المشكلة ” وأنها بمثابة ” علاج مسكن ” . ومع نذر تدهور الوضع اللبناني ،وهو ما يفسره خروج السفير السعودي من لبنان ،وعودة المدمرة الأميركية كول إلى السواحل اللبنانية ، وتهديدات وشنطن لايران واتهامها بأنها خطر على الاستقرار في الشرق الأوسط ، وتعقد الوضع اللبناني بتصعيد المطالب ،وحرب التصريحات بين مطالبة بالغاء شرعية سلاح حزب الله ، ووصف ما تم بالانقلاب على الشرعية ،والمطالبة من جهة أخرى باستقالة الحكومة ، مع وجود قوى كبرى تلعب على التناقضات المختلفة داخل لبنان والامة ، وتغذي الصراعات الطائفية والسياسية والثقافية والاقتصادية داخلها ،كل ذلك يجعل من لبنان مسؤولية كل غيور على لبنان وعلى سلامة أراضي الامة وأرواح أفرادها ، وضبط الكلمات والسيطرة على المشاعر حتى لا تعود حرب 1976 / 1986 م من جديد إلى لبنان . وعلى الامة أن تأخذ مصيرها بأيديها ، فلا يمكن لرجل الشارع أن يسكت عن الأحداث في بلاده ، فأعمال الساسة تمسه مسا وثيقا ، وليست مصلحته الاقتصادية وحدها التي تتأثر فبلاده تعني شيئا ما بالنسبة له، فهناك رابطة تجمعه بمواطنيه وبني شعبه وأمته .وغيرته على أمته تفرضه العقيدة والمصير . إنه عار على السنة أن يكونوا بين خيار الاستكانة لقوة اقليمية بدون شراكة ،أو الركون لقوة دولية لا تخفي انحيازها للكيان الصهيوني ، واستهتارها بالمصالح العربية الاسلامية ، وبدون شروط تعديل قواعد اللعبة . * كاتب عربي مقيم في البلقان (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ماي 2008)
المنجي الفطناسي
لكي يكون المجتمع سليماً وقوياً ومتيناً ومعافى من الأمراض السلوكية الضارة حمل الإسلام المسؤولية لجميع الأطراف المتوفرة لديهم القدرة والإستطاعة على ذلك. وبإلقاء المسؤولية على الجميع يحصل التوازن في المجتمع ويسوده العدل والإستقامة ويعلم كل فرد أنه مسؤول في الدنيا والآخرة ومؤاخذ ومحاسب على ما يفعله وما تكسبه يداه وما ينطق به لسانه وما يكنه ضميره. وأساس هذه المسؤولية قوله تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون مالكم لا تنصرون بل هم اليوم مستسلمون )[الصافات:24-26]. فما هي المسؤولية ؟ المسئولية في إسلامنا تكليف لا تشريف ، ولا يتنافس عليها إلا الغافلون أو المغفلون الذين لا يدركون حال المسؤول في الآخرة من حبس في الموقف ، وسؤال عسير، فلا يجد من ينصره من بطانة السوء التي كانت تتمعش من حكمه. كان سيدنا عمر رضي الله عنه يصعد المنبر كل أسبوع ويناشد قائلا : ( من يحمل عني أمانة الخلافة ) لثقلها وعظم تبعاتها. مسائل تتعلق بالمسؤولية: المسؤولية:في الشرع تكليف يعقبه حساب لذلك يجب على المسلم أن يعلم : – أن المسؤولية في الاسلام عامة وتطال الجميع ، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :{ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته }رواه البخاري ومسلم وغيرهما – أن المسؤولية فردية لأن التكليف فردي والحساب فردي مصداقا لقوله تعالى : { إن كلُ من في السموات والآرض إلا أت الرحمن عبدا ، لقد أحصاهم وعدهم عدا ً ، وكلهم أتيه يوم القيامة فردا } مريم 93 – 94 – 95 – أن المسؤولية نسبية وليست واحدة : فمسؤولية العالم غير مسؤولية الجاهل ، ومسؤولية المعافى السليم غيرمسؤولية المريض السقيم ، ومسؤولية صاحب السلطان ليست كمن لا سلطان له مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :{ صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلما والامراء} وهي في الظروف الاستثنائية غيرها في الظروف العادية .. – أن المسؤول مسؤول أمام من هو فوقه إلا رب العزة سبحانه فليس فوقه أحد قال تعالى: ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )[الأنبياء:23]. – كما أنه لا مسؤلية إلا بتكليف قال تعالى: (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) [القيامة:36]. أي بلا أمر أو نهي. – ولا تكليف إلا بإرادة واعية، مدركة، عاقلة فلا تكليف على نائم لفقدان الوعي ولا على صبي لفقدان الإدراك ولا تكليف على مجنون لفقدان العقل للحديث: ((رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل) . – أن المسؤولية لا تعطى لمن طلبها ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن قوما دخلوا عليهفسألوه الولاية، فقال: إنا لا نولي أمرنا هذا من طلبه) وقال لعبد الرحمن بن سمرة( يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإنأعطيتها عن مسألة وكلت إليها). والعبد لا يتحمل مسؤولية فعله في أحوال ثلاثة: أ- النسيان: للحديث: ((من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك). ب- الإكراه: وعندما اشتد العذاب على عمار بن ياسر وقالوا: لا نتركك حتى تسب محمدا ففعل فتركوه فأتى النبي يبكي فسأل النبي فقال: ((كيف تجد قلبك))؟ قال عمار: أجده مطمئنا بالإيمان، فقال له النبي: ((يا عمار إن عادوا فعد)) أي إن عادوا لتعذيبك فعد إلى شتمي وأنزل الله قوله: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) [النحل:106]. وللحديث: ((إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) ج- الاضطرار: لقوله تعالى: ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) [البقرة:173]. قال ابن كثير: ( غير باغ )أي غير مستحل له، ( ولا عاد ) أي ولا مجاوز للحد فيه. وأما لماذا المسؤولية؟ فلا بد من المسؤولية حتى لايلقي أحد على أحد مسؤولية العمل المناط به، قال تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى[الإسراء:15]. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره[الزلزلة:6-7]. ولذلك كان من الواضح في إسلامنا ألا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فجعل رب العزة لطاعة الوالدين حدا، قال تعالى: وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمهما[العنكبوت:8]. وجعل لطاعة ولي الأمر حدا للحديث: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) أنواع المسؤولية : أولا: مسؤولية القدوة والمنصب: ( وتخص الأمراء والوزراء والولاة والعلماء وكل من ولي أمرا من أمور الناس ) ومن كان في هذا الموضع لابد له من ضابطين: – الالتزام : فلا مخالفة ولا انفصام في الشخصية قال تعالى: وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه[هود:88]. وعقوبة المخالفة في إسلامنا عظيمة للحديث: ((يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق بها أقتابه (أمعاؤه) فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه). – عدم الأخذ بالتقية: يقول ابن تيميه رحمه الله: (لا تقية لقدوة) لذا كانت مواقف أولي العزم من الرسل والصحابة والتابعين واضحة لا لبس فيها لأنهم يعلمون أنهم في موضع لا يقبل فيه التأويل ، فالقلوب والعيون معلقة بهم ، وفعلهم حجة يقتدي به من ورائهم لذا رفض الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن يقول ما قاله غيره في القرآن مجاراة للتيار الذي غلب الأمة وتبناه السلطان. ثانيا: مسؤولية الكلمة: والكلمة أنواع: أ- المكتوبة: وعلى المرء أن يستشعر لقاءه بالله يوم الحساب عند ما يكتب أو يخط بيده ولله در الشاعر إذ يقول: و ما من كاتب إلا ستبقى كتابتـه و إن فنيت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه ب- المقولة: وهي التي تنطق بها الألسن : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق 18 وقال صلى الله عليه وسلم :(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها سبعين خريفا في جهنم). ج- المسموعة: فإذا أسرك أخوك بحديث وخصك به فلا يجوز نشره أبداً فذلك يقدح في المروءة ويطعن في الصحبة بما لا ينفع معه دواء. ثالثا مسؤولية العهد: كالبيعة فهي عهد على الطاعة لولي الأمر، ولكنها في نفس الوقت بيعة مع الله قال تعالى: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله[الفتح:10]. ولابد للبيعة من ضابطين: – الوضوح: حتى تعلم ما أنت مقبل عليه ، فتتعامل مع الأحداث تعامل الرجال ، أما الشك والإحباط والانتكاس لأول حدث أو فتنة فتلك بيعة الصبيان ولحديث عبادة بن الصامت قال: ((دعانا النبي فبايعنا، فقال أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله فيه برهان ). – الوفاء بمقتضيات تلك البيعة. جوانب المسؤولية في الاسلام : للمسؤولية في الاسلام جوانب متعددة أشار اليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بقوله :{ إن لنفسك عليك حقا ، وإن لربك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه } من ذلك * * المسؤولية الأولى هي مسؤولية الانسان تجاه ربه : وما عليه من واجبات تكليفية: [ عبادة ، وأخلاقا ، وتشريعا ، وإخلاصا ، وصدقا ، وطاعة ، وشكرا ، الخ] * المسؤولية الثانية: مسؤولية الإمام وهو كل شخص بيده سلطة فعلية أو تنفيذية كالحاكم والوزير والنائب والوالي والقاضي ورئيس الدائرة. فالحاكم مسؤوليته عظيمة وخطيرة للغاية لذا تكون له المنزلة الرفيعة العظيمة يوم القيامة إذا كان عادلاً يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وتكون له المنزلة الوضعية الأليمة إذا كان مستبداً جباراً في الأرض نابذاً لكتاب الله ولتعاليم نبيه. فإذا كان عادلاً بين الأمة يسير على هدى الله ورسوله ولا يحابي أحداً ويجعل الناس سواسية في حكمه لا يعرف قريباً أو بعيداً أو ذا جاه أو ذا مال وثروة فإن الله تعالى يكرمه جزاء لذلك بأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال – صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل….». فالتسلط على حقوق وحريات وأموال الناس وأخذها دونا وجه حق أمر لا يجوز التسامح والتساهل فيه لأن ذلك خطرا على الأفراد والجماعات والدولة. وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم مثال في تطبيق العدل على نفسه أولا اسمع إليه وهو يقول: «من كانت له ظلامة علي فهذا ظهري فقام أحد الصحابة فقال: أنا يا رسول الله فقال: هذا ظهري فقال: اكشف عن ظهرك فكشف عن ظهره فنزل يقبل ظهره وقال: إنما أردت هذا». إذن فمسؤولية الحاكم ليست بالأمر السهل الهين لأن خطأه خطأ للأمة وصوابه صواب الأمة. وأما خيانة الحاكم للمسؤولية تكون: – بأن يشق عليهم بما فيه تضييق وشدة وظلم وخنق للحريات للحديث: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)) – أن يحتجب عنهم في القصر مع الجواري والغانيات ويغفل عن النظرفي مصالحهم: للحديث: ((من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة)). – أن يستعمل على الناس غير الكفء الصالح ( زوجته وأصهاره والمقربين إليه من المجرمين ) للحديث: ((من ولي من أمر المسلمين شيئا، فأمر عليهم أحدا محاباة، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم)).قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من ولي من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يجدمن هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله) وفي رواية: ( من قلد رجلا عملا علىعصابة، وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه، فقد خان الله وخان رسوله وخانالمؤمنين ) . – أن يستثيرهم بما يكرهونه رغبة في الانتقام منهم وإيقاع الأذى بهم فذلك دليل خسة ولؤم ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: ((ألم ترى أن قومك حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم؟ فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال لو لا حدثان قومك بالكفر))، وفي رواية: ((لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها الحجر)). تأمل معي كيف أن رسول الله ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم وإدخال الحجر مراعاة لإيمان الناس وقرب عهدهم بالكفر، فيا ليت من يتولى مسؤولية أي عمل أن يكون رحيما بأمة محمد وأن يكون فيهم كما وصف رسول الله نفسه إذا يقول: ((إنما أنا لكم مثل الوالد لولده)). * المسؤولية الثالثة مسؤولية الإنسان تجاه نفسه : بتزكيتها وتهذيبها مصداقا لقوله تعالى : [ ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ] وقوله : [ إن الله لايـغـير ما بـقـوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ] وعن أولوية اصلاح النفس قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:[من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومهذبها أحق من من معلم الناس ومهذبهم ] والى ذلك جاءت لفتة الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:[ يا ابن آدم عظ نفسك ، فإن اتعظت فعظ الناس ، وإلا فاستحي مني ]. * المسؤولية الرابعة : مسؤولية عائل الأسرة فهو مسؤول أمام الله عن زوجته وعن أولاده وعن خدمه وعن كل من تحت يده وكل ما يدور في البيت.فإذا ما قصروا في واجبات الله أو تعدوا نواهيه فعليه أن يعالج الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة مراراً فإذا لم يجد ذلك فيتحتم عليه معالجتهم بالقوة ولا يتركهم على ما هم عليه يفعلون ما يشاءون ويجالسون من يشاءون ويذهبون أين يشاءون. وهو مسؤول كذلك عن القيام بواجبه نحو متطلبات زوجته وأولاده من غذاء وكسوة وتعليم وتأديب. ويجب عليه أن يكون قدوة حسنة لجميع أفراد الأسرة فهم ينظرون إليه كمعلم وكمرب كبير يقتدون به ويحذون حذوه فإذا كان مثلاً حسناً فسوف ينطبق عليهم وإذا كان مثلاً سيئاً فهم منه أسوأ . ومسؤوليته تجاه أهله أولى إذ الأقربون أولى بالاصلاح والمعروف من عامة الناس ، وما قيمة أن نصلح الآخرين والناس أجمعين إذا خسرنا انفسنا وأهلينا يوم القيامة ، وصدق الله تعالى حيث يقول :{ يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } * المسؤولية الخامسة : مسؤولية المرأة فهي مسؤولة كذلك أمام الله عن كل ما يدور في داخل البيت عن الأطفال وعن تربيتهم وعن غذائهم وعن راحتهم كما أنها مسؤولة عن كل ما تفعله من وراء زوجها من خيانة ومن مصاحبة غير مرضية وأفعال منافية للأخلاق الإسلامية . وكذلك مسؤولة عن مال زوجها فلا يجوز لها البذخ والإسراف في ماله ولا إعطاء الغير بغير إذنه سواء كان قريباً أم بعيداً ومسؤولة عن الخدم ومسؤولة عما يؤذيه ويسبب عدم راحته وعدم تنفيذ وصاياه وعدم توفير رغباته ومتطلباته في حدود الشرع فهي أمينه على عرضه وعرضها وعن ماله وأولاده فعليها أن تراقب الله في كل ذلك. * المسؤولية السادسة : مسؤولية الخادم فهو مسؤول عن كل ما تحت يده من مال سيده وأهل بيته وأولاده فهو أمين على ذلك فيجب عليه أن ينصح له في عمله وأن يخلص له وإلا فهو مؤاخذ على كل ذلك. ويدخل في مسؤولية الخادم الموظف في المؤسسات الحكومية والأهلية والعمال فإنهم مسؤولون عن كل صغيرة وكل كبيرة عما تحت أيديهم وتحت سيطرتهم.. * المسؤولية السابعة مسؤولية الإنسان تجاه مجتمعه وأمته : من خلال دعوتهم وتوعيتهم واهتمامه بشؤونهم وبذل النصح لهم والمشي في حوائجهم ، والى ذلك كان التهديد النبوي صارخا ومخيفا في قوله صلى الله عليه وسلم : { من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم } * المسؤوليةالثامنة مسؤولية المسلم تجاه السنن الالهية : بأن يأخذ مكانه وموقعه في معترك الحياة ، وينهض بدوره ومسؤوليته عبرالسنن الالهية ومنها : – أن يتحمل مسؤوليبته حيال سنة التغيير، من خلال الانخراط في منهج ومشروع تغييرالأوضاع السائدة استجابة لقوله تعالى :{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم } – أن يتحمل مسؤوليتة تجاه سنة التدافع من خلال مشاركته في التصدي للظالم ومقارعة الباطل، والتزامه جبهة الحق ، وحمايته ثغور الاسلام مصداقا لقوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ) – أن يتحمل مسؤوليته تجاه سنة التمكين وإعداد نفسه لذلك ، وليكون ممن عناهم الله تعالى بقوله ( وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا لصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا .) حوافز المسؤولية في الاسلام : وللشعور بالمسؤولية حوافز كثيرة من شأنها أن تسهم في تقويته وتنميته ، من ذلك : – حافز الشكر على النعم ويتمثل في قوله تعالى :{ لئن شكرتم لأزيدنكم } – حافز الاصلاح : { إن اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله } – حافز الأمر بالمعروف والنهي عن النكر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :{ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوخياركم فلا يستجاب لهم }وقوله{ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يجد فبلسانه ، فإن لم يجد فبقلبه وذلك أضعف الايمان ، وليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان} – حافز الدعوة الى الله استجابة لأمره ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) واتصافا بما وصف الله تعالى به الدعاة حيث قال ( ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ). – حافز التعلم والتفقه لقوله صلى الله عليه وسلم : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده} وقوله :{طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة } – حافز البذل في سبيل :{ بالمال واللسان والقلم والنفس } (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ماي 2008)
المكتب الدولي للشغل راعي وكفيل الجامعيين التونسيين قبل الحكومة التونسية *غياب الحقوق في سنة الخمسينية*
مراد رقية ان من المفارقات العجيبة الغريبة في أوضاعنا التونسية الحالية عموما،والجامعية خصوصا أن تتخلى السلطات الحاملة لواء وشعار ارساء وترسيخ دولة القانون والمؤسسات واقامة جمهورية الغد التي قوامها توفير الكرامة وسداد الحقوق بأنواعها وانصاف المظلوم عبر القنوات الرسمية التنفيذية والقضائية أن تجد الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الناطقة الشرعية الوحيدة باسم الجامعيين التونسيين نفسها وأمام تعنت وتعسف وصلف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا مرغمة على رفع أمرها الى الهياكل والمؤسسات المهنية والنقابية الدولية ولعل أبرزها الدولية للتربية والمكتب الدولي للشغل وبرغم أن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي فكرت في مناسبة سابقة في رفع تظلم الجامعيين التونسيين الى المكتب الدولي للشغل مباشرة قبل انعقاد مؤتمر قمة المعلومات فتدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية راجية من الجامعة العامة تأجيل رفع ذلك التظلم لعدم التشويش على اتعقاد القمة مقابل وعدها لها بأن تكون الضامنة اسداد الحقوق لدى وزارة الاشراف،والحيلولة مجددا أمام رفع المسألة الى الهياكل الدولية؟؟؟ ولم تلتزم وزارة الشؤون الاجتماعية بوعدها لأنها كانت تعتبر الأمر ومنذ البداية مجرّد مناورة الهدف منها تأجيل احقاق الحقوق والتسويف لا غير مما أصاب الجامعيين بخيبة أمل وذهول كاملين نتيجة هذا الأداء الرديء لهذه الوزارة غير الملتزمة بوعودها وعهودها وهي تقليعة أصبحت سارية في غياب السلطة التشريعية المدجنة غير الممثلة،وخاصة في غياب صحافة حرّة قادرة على متابعة الملفات والحيلولة دون التلاعب بمصيرها تماما كما حصل لملف جامعة التعليم العالي والبحث العلمي المضحوك على ذقنها بامتياز،وعن سابق اصرار وسوء نية؟؟؟ وبعد توحد النقابتين الجامعيتين المتنافستين في صلب الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي فان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مدعومة من وزارة الشؤون الاجتماعية غير الملتزمة بوعودها مقيمة الدليل على استخفافها واحتقارها للشغالين التونسيين واصلت السير على ذات المنوال تنكرا لحقوق الجامعيين في الكرامة والعيش الكريم ونيل الحقوق المادية والمهنية والمعنوية وهو ماطبع علاقة الوزارة بالجامعيين بطابع الاضطهاد والقهر والتعسف المدعم بسلطة القانون اذ لم تجد من يعدّل مسارها ويصحح مواقفها داخل الحكومة التونسية،أو داخل مجلس النواب،ومجلس المستشارين،أو حتى من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أصبح صامتا وشاهدا أخرس على نكبة ومحنة الجامعيين التونسيين في سنة الخمسينية؟؟؟ لم تجد الجامعة العامة أمام هذا الموقف المتصلب وخاصة أمام تجاهل وصمت وزارة الشؤون الاجتماعية والاتحاد العام سوى التوجه بملف قضائي متكامل وموثق الى المكتب الدولي للشغل مطالبة اياه بالنظر في “ملف محنة الجامعيين التونسيين” في جلسته العامة المقررة خلال شهر جوان2008.ويتفق رفع الجامعة للتعليم العالي ملفها الى المكتب الدولي للشغل مع احتفال الجامعة التونسية بخمسينيتها،فعوض أن تكرّم الجامعة ويكرّم الجامعيون من الداخل أي من الحكومة التونسية فانهما سوف يكرّمان من الخارج لا من باب الاستقواء بالخارج كما جرت عادة بعض الأبواق المأجورة المشحونة المشحونة المواقف الكترونيا التصريح والتلويح بصفاقة ممجوجة ومجرمة في مثل هذه الأوضاع والمناسبات،ولكن نتيجة انسداد وانغلاق السبل في وجه الجامعة العامة نتيجة تعنت سلطة الاشراف وضربها عرض الحائط بكل المواثيق وصولا الى اغتيال طموحات وحقوق الجامعيين الذين تعاملهم كرعايا وليس كشركاء،أو كمهمشين غير ذوي حقوق برغم انتظام تولي هذه الوزارة الاستراتيجية من قبل جامعيين،خبراء متمرسين في مجال القانون بشتى فروعه الادارية والدستورية والعامة؟؟؟ وقد كان من نتائج هذا التحجر وهذا التصلب المجلل بالتنكيل الوظيفي أن أصبح المكتب الدولي للشغل الراعي والكفيل الأول للجامعيين التونسيين قبل وزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية والاتحاد العام التونسي للشغل (اتحاد المنشور83)وصولا الى تحصيل الحقوق المصادرة المغيّبة بسلطة القانون برضى الحكومة التونسية التي أطلقت العنان لوزارة التعليم العالي لترسيخ مفهومها الخاص لدولة القانون والمؤسسات في سنة الاحتفال بخمسينية الجامعة التونسية التي تعتبر قضية رفع الجامعة العامة للتعليم العالي لملف الجامعيين للمكتب الدولي للشغل سمتها المميزة تأكيدا على علاقة الصفاء والاحترام المتبادل بين الوزارة ومنظوريها الذين يدينون لها بوفاء ولاء أسطوريين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعراسنا وأتراحهم
عادل الحامدي يفرح القلب بفرح الآخر وتهتز النفس طربا وتيها لما حل بدار ليست ككل الديار… تدمع العين ويسيل قلمي حبرا وتنسل روحي من جزع لما بالعرب من أدواء تتأبي ترياقا تكدس فوق كل الرفوف وعلي جميع الكراسي ولو جاءته الآيات بينات من السماء دسها الجبر قراطيس تقرضها الأراضي ويدركها الفناء. تذوب كل الثلوج من حولي وينضب ماء جميع الأنهار في زمن ـ أسعد به من زمان ـ لم يعد فيه علي وجه الأرض ثلج ولا بالنيل ماء: يا عرب هل نضبت مياهك فانقطعت شعوبك حتي عن الهرير أم خار عزم الكنانة فحل التوريث جبرا بعد أن سبقه جوع مرير! تدمع العين ملحا وماء فتجري علي صفحات النهري الغربي (التايمز) سفينة نوح بغير نوح ولا أتباع ولا أشياء إلا متصعلك أزعر بالقلم والأوراق وغياب التدليس وصندوق من ورق مقوي ينطق بالحق سيان عنده رأس زبيبة أم صاحب شعر ناري، ومن يشكو بعدها؟ بله تسليم ومهلة وحساب وأمة مغبوطة علي كل حال تتربص كل هنيهة لرفع الغطاء. أقول هذا بين يدي الانتخابات المحلية البريطانية التي انتهت فصولها قبل أيام، بعد أن صوتت غالبية الأقلية المسلمة وباقي الأقليات التي استشعرت خطرا من مجيء المحافظ بوريس جونسون، الذي سبقته تصريحاته اللاذعة بحق السود والمسلمين خاصة، لعمدة لندن المنتهية ولايته كين ليفنغستون الذي يحفظ له الجميع مواقفه الشجاعة، إذ أنه واحد من أبرز المعارضين لقرار حكومة حزب العمال المشاركة في الحرب علي العراق كما أنه من السياسيين الغربيين القلائل الذين انتقدوا السياسات الإسرائيلية والعقاب الجماعي للفلسطينيين، ودعوا إلي حوار جدي بين الثقافات والأديان في زمن علت فيه أصوات الاسلاموفوبيين، وهو باختصار شديد من شخصيات اليسار البريطاني الذين تعاملوا مع القضايا الدولية العادلة، ولا سيما منها تلك المتصلة بالشرق الأوسط، من منطلق الأفكار الكبري التي ترفض التضحية بالمبادئ من أجل مكاسب سياسية عابرة، ومع ذلك رجحت صناديق الحق ا لديمقراطي كفة النائب المحافظ بوريس جونسون وقلدته عمامة عمدة العاصمة ليتولي إدارة شؤون الموازنة السنوية البالغة 11 مليار جنيه استرليني ووسائل النقل المشترك واجهزة الطواريء والاسكان والبيئة والاقتصاد، وأعطته مهمة وضع اللمسات الاخيرة علي الاستعدادات للالعاب الاولمبية الصيفية في 2012 في لندن. وينهمك قادة حزب العمال البريطاني هذه الأيام في قراءة الرسالة السياسية التي كتبها المواطن البريطاني المحتج علي ارتفاع الضرائب وغلاء الأسعار الذي أكمل ثقب الجيوب الخاوية للقطاع الأكبر من الفقراء ومتوسطي الدخل، وينبري كتاب الرأي في مناقشة الأسباب الحقيقية لهذا المنعطف السياسي التي عبر من خلالها الناخب البريطاني عن رفضه لأي مغامرات سياسية تهدد أمنه واستقراره وتؤثر علي الخدمات الأساسية ممثلة في الصحة والتعليم والنقل، وهو جدل يحتفي به البريطانيون هنا كثيرا ويجدون فيه متعة تجعلهم قادرين علي ابداع الحلول السياسية لتقاسم غنائم الدولة وتوزيعها عبر شرايين المجتمع بما يملأ الأفواه جميعا، ويحول دون انتفاضة بطون جائعة لن تصدها قوانين مكافحة الإرهاب ولا أحدث التقنيات الأمنية التي فاقت في ذكائها ونباهتها ودهائها حتي العقول التي أبدعتها. ليست هذه هي المرة الأولي التي يمني فيها العماليون بخسارة علي مستوي الانتخابات المحلية، فقد سبق لهم ذلك عام 1996، وكانوا وقتها لا يزالون في عنفوانهم قبل أن تهدهم مؤسسات الدولة وأعباء الحرب الأمريكية علي الإرهاب، وربما وجد كثير من أبناء الأقلية العربية والمسلمة في بريطانيا خصوصا وفي العالم بشكل عام، في هزيمة العماليين عزاء لهم علي ظلم لحق بهم جراء قرار بريطانيا تأييد الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، وأودي بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، كان آخرهم الإعلامي السوداني مراسل قناة الجزيرة القطرية سامي الحاج الذي عاد مؤخرا إلي مطار الخرطوم علي متن طائرة عسكرية أمريكية من معتقل غوانتانامو بعد ما يربو علي السبعة أعوام في الجزيرة التي لم يرشح من أخبارها ما يكفي لتقشعرمنه الأبدان، آخر أربع مائة يوم منها قضاها صائما من أجل الحرية. قال الناخب البريطاني كلمته واختار التغيير، وشد المحافظون أحزمتهم لتولي مهام إدارة شأن المواطنين المباشر في الصحة والتعليم والمرافق العامة، تلك هي العبرة الأساسية من العملية الانتخابية التي جرت فصولها في يوم واحد فقط، وانتهت دون أن تخلف حربا أهلية بين أعرق حزبين بريطانيين تنافسا حتي شبعا وتبادلا المواقع القيادية أكثر من مرة من دون أن تنزل قوات مواجهة الشغب إلي الشوارع، ولا أن تعلن حالة الطوارئ بما يسمح بفتح الثكنات العسكرية والسماح لعناصرها وآلياتها بالتدخل في الشأن المدني، علي خلاف ما جري في مصر يوم الرابع من آيار (مايو)، حين تحولت شوارع المحافظات الكبري إلي ما يشبه الثكنات العسكرية المتنقلة تحسبا لأي طارئ ينغص حالة الطوارئ بعد أن طلبت المعارضة عبر رسائل الجوال والشبكة العنكبوتية من المواطنين البقاء في بيوتهم ليوم واحد فقط احتجاجا علي ارتفاع الأسعار ومطالبة بخطوات عملية في سياق التمهيد للإصلاح السياسي الذي يحول دون توريث الرئاسة. ومع أن جزءا مهما من أهداف العصيان المدني الذي دشنته مصر لأول مرة في التاريخ السياسي العربي المعاصر، في السادس من نيسان (أبريل) الماضي وكرسته في الرابع من ايار (مايو) الحالي، قد تحقق بعد أن أعلن الرئيس مبارك شخصيا في عيد العمال العالمي عن زيادة في الأجور ناهزت الثلاثين بالمائة، وهو انجاز رحبت به قطاعات واسعة من المصريين الذين رفضوا البقاء في بيوتهم ولم يتجاوبوا مع دعوة المعارضة بالشكل الكافي، بل وأعرب بعضهم عن عدم ثقة في قدرة مثل هذه التحركات عن بلوغ أي من أهدافها فيما يعكس نوعا من الاستقالة السياسية الشعبية بالكامل، بعد أن جفت ينابيع التغيير السلمي وتهاوت تماثيل الحرية والديمقراطية التي بشر بها الليبراليون الجدد، علي أعتاب بابل وغدا الاستعمار بديلا للاستبداد، وعلي العربي أن يختار بينهما. وعلي الرغم من أن الكهولة المبكرة قد أناخت علي كلكلي فإن لي بالحجاز روابط عرقية، والعرق دساس للخير والشر، فإنني لم أعرف في حياتي العرقية وجها من وجوه هذه المهرجانات اللندنية، ولم أكد أحط الرحال بما سمعت عنه كثيرا لم أجد للدولة أثرا ولو شرطيا واحدا يسهر علي سلامتي ويحول دون التهجم علي حسا ومعني، وتسمرت في دهشة أمام سيدتين كدت أقع علي الأرض خجلا من استقبالهما وترحيبهما الذي فاق كل التراث العربي في مجال المجاملة والأدب، ووضعت أوراقي وقفلت راجعا، وقد أحاط بي العجب من كل جانب: فأين هي الدولة؟ وأين السباب؟ وأين العصي والهراوات؟ وأين أنصار هذا التروتسكي العجوز الذي حكم أكبر مدينة مالية في العالم، ذاك الذي انبري للتجريح والعدل في شخصه إلي حد النخاع، وكشف لنا دهاقنة الصحافة وكهانها كل خطايا الرجل حتي ظننت أن الحرب قائمة لا محالة، وطفق كهان الميديا التي لا ترحم في مترشح إلا ولا ذمة ترمي بعورات الرجل علي مرأي ومسمع من العالم. وكم دهشت أن في سجل هذا الشيخ أنه كان يركب حمار القطار مع مواطنيه لا يختلف عنهم في شيء وذلك طوال ثمانية أعوام من الحكم، استقبل خلالها شيخ الإسلام بعمامته المصرية وسافر آلاف الأميال ليلتقي الرفيق تشافيز وفاء لليسار الذي عرفناه في أوروبا والمغرب والسودان، ذلك اليسار المسكيني ـ إن صح التعبير ـ الذي يقدم الخدمات للشارع بكل تواضع، ولكم كان إعجابي بهذا العجوز الشاب وهو يخوض أشرس المعارك في حكم مدينة يبلغ تعداد سكانها بلدا عربيا بحجم تونس، لا يكدر عليه أ طماعه السياسية في خدمتنا غير هذا النمر الصحافي المتصعلك كما أسلفت القول، وهو أحد نمور الصحافة الذي لا تغادره النكتة ولا يغادرها، وإذا كان صاحبنا الأول يستقبل رموز الإسلام زمن بوش، فإن صاحبنا يعتبر الإسلام مشكلة ويري أن السودان عندما يضحكون نري في أفواههم البطيخ الأحمر التي لا تستحي من أحد نفشت ريشه وقوادمه، وهو الرجل المحصن والقائمة طويلة، إلا أن كليهما لم يختلس أموال الشعب قط ولا عبث بما في الصناديق أبدا، وفي هذه المرحلة من مقالي لا أخفي أحدا أنني شاهدت حربا استعملت فيها جميع أسلحة الدمار الشامل باستثناء سلاح التزوير وسرقة المال وتزييف النتائج، ويشهد الله أن المعركة ذكرتني بالرابطة الحميمية بين سقيفة بني ساعدة وسقف السياسة الإسلامية الخالصة في أخطر المستويات التي لا يند عن التأثير بها مواطن واحد، وهو ما أفهمني وعدل لدي بعض الموازين تجاه الغرب الذي ليس في سجل تاريخه ولا في دفاتر حاضره إلا العراق. ہ كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ماي 2008)
أسئلة حرجة ولكنّها واقعية
كتبه عبدالجميد العدّاسي لا شكّ أنّ التواجد بالمهجر قد وفّر لنا مساحات من الحريّة مكّنتنا من تناول الكثير من الموضوعات التي لا تزال محرّمة في بلد المصدر تونس رغم مروره هذه السنة – حقيقة أو مجازا – بتجربة “حوار الشباب”. وقد كانت جلساتنا ولا تزال ثريّة بالحوارات التي قد لا تتبدّل ولا تتجدّد رغم كثرة الجلسات وتنوّعها بتنوّع الجالسين فيها. ولعلّي أنصرف في تناول هذا الموضوع عن الإنشاء الأدبي مركّزا على المضامين التي سوف أحاول حصر أهمّها في الأسئلة التالية، راجيا من الجميع ممّن يقرأ مشاركتنا هذه الحوارات بالتفاعل تفكّرا فيها أو كتابة عنها وحولها: 1 – هل أنّ المجتمع التونسي، في أصله، مجتمع متديّن محافظ، أم أنّه قد بعُد عن التديّن وخلط عباداته ببعض العادات أو الشبهات التي أعان على شيوعها الاستعمار ثمّ حافظ عليها بعد الاستقلال حكّام تونس الذين لم يُعرف عنهم التزام بائن بالدّين بشهادة العدول من التونسيين؟! 2 – إذا كانت الإجابة بتأكيد الشطر الثاني من السؤال، وهو أنّ التونسي لم يكن قائما بواجباته الدّينية على الوجه الأصوب، فهل كان يجب على كلّ من عَلِمَ أن ينبّه إلى خطورة المسار ويسعى إلى تصويبه بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر أم لا؟ 3 – وهنا يأتي المفصل المهمّ والمنعرج الخطير: الكثير وخاصّة من أبنائها يلوم الحركة (حركة النّهضة، الاتّجاه الإسلامي سابقا) على تعاطيها العمل السياسي إلى جانب العمل الدّعوي، ممّا جعل هذا يتأثّر بذاك حتّى وقع القضاء على الدّعوة وحوربت كلّ مظاهر التديّن في البلاد!… والسؤال هنا متعدّد الرّؤوس: هب أنّ النهضة قد اختارت العمل السياسي حسب القوانين التي احترمتها بما في ذلك تغيير الاسم، فمَن الذي يمنعها من ذلك في بلد دينه الإسلام ورغبته تطبيق الديمقراطيّة كما يشيع الحكّام؟! ولكن هل حقّا أنّ الحركة اختارت الوجهة السياسية أم أنّ حاكم البلاد هو الذي اضطرّها لذلك بعد أن منعها من الدعوي الذي ابتدأته في المساجد ودور الثقافة وغيرها من الفضاءات، بنيّة إصلاح الخلل الظاهر يومئذ في المجتمع، وما كان التسيّس – أحسب – إلاّ بنيّة الاحتماء بالقانون الذي لم يتأخّر النّظام في تطويعه لضربهم وتشتيت شملهم دون أن يرقب فيهم إلاّ ولا ذمّة؟! 4 – يزعم النّظام الحاكم أنّه حامي حمى الدّين والوطن، ولا بدّ أن يكون كذلك التزاما على الأقلّ بالدستور. ولكن هل ما آل إليه المجتمع من سوء الأخلاق وتردّي العلاقات الأسريّة وفشوّ المعاصي والمنكرات وتدنّي الطاقة الشرائية وكثرة البطالة وتطوّر الجريمة تساعد على حماية النّاس؟! وهنا أضع السؤال الخطير: هل أنّ النّظام الحاكم يفعل ذلك كلّه بالمجتمع تشفّيا في خصم دفعه هو لأن يكون خصما سياسيا، أم أنّ النّظام الحاكم يفعل ذلك بالمجتمع لأنّه في تكوينه يكره التديّن والإسلام والحريّات الأساسية، فإنّ ما يجري في البلاد لا يمكن أبدا أن يقترفه مسلم علم من رسوله صلّى الله عليه وسلّم أنّ “كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”؟! 5 – من المسؤول عن هذا الظلم وهذا التردّي في البلاد؟!… فالبعض منّا يرى أنّ النّظام التونسي ليس وحدة متجانسة وإنّما هو زوايا أو نقاط قوّة متدابرة بحيث لا يمكن تحميل رأس النّظام نتائج كلّ الجرائم المقترفة في حقّ التونسيين التي قد لا يعلم بها أصلا، والتي قد تكون نتيجة اجتهادات فرديّة يكون صاحبها بها أن يكون ملكيّا أكثر من الملك، في حين يرى البعض الآخر أنّ المسؤول الأوّل والوحيد بل الأوحد هو صاحب التغيير، وأنا من هذا الرّأي، وحجّتي أنّه لو كان الرّئيس نزّاعا إلى الخير مؤمنا بالآخرة وبعذاب القبر وبالصراط وبالتوقيف وبالسؤال “وقفوهم إنّهم مسؤولون” لما تردّد على الأقلّ في الإعلان عبر وسائل الإعلام أنّه ضدّ المظالم التي لا بدّ أنّه يسمع عن بعضها (إن لم يكن يأمر بكلّها)، ووالله لو قام بذلك لاستجاب له المجتمع بأسرع وقت ولساعدوه كلّ بما يستطيع في محاربة الخارجين عن القانون بما في ذلك هذه الفرق الجوّالة أو المحمولة المتخصّصة في اختطاف التونسيين ذكورهم وإناثهم بشكل لم يشهدوه حتّى أيّام الاستعمار البغيض. أمّا أن لا نسمع له ركزا رغم الضيق والظلم والموت وعربدة كلاب الدّاخلية وتطاول أعناق أبواق الإعلام المنافق، فإنّي لا أراه إلاّ عدوّا من أعداء الخير الذي ينشده كلّ مخلص لأهل تونس الحبيبة أو فاشلا أبطأ به عمله في القيام بالواجب المنوط بعهدته، وعليه أن يكذّبني بأن يرينا مجتمعا معتزّا بالعيش في بلده غير راغب في رمي نفسه في بحر جعل سركوزي رئيسهم حارسا على شواطئه الجنوبية!… 6 – هبّ أنّ حركة النهضة داست على كلّ آلامها ونسيت كلّ شهدائها وتركت كلّ نَظَر في السياسة (وكثير من قيادييها عبّر عن ذلك بوضوح)، أفيمكنها أن تقوم بهذه المهمّة العلنيّة المتمثّلة في الدعوة إلى ما قال الله وما قاله رسوله صلّى الله عليه وسلّم ضمن عائلات المجتمع التونسي المسلم؟!… فنحن في هذه مختلفون كذلك، ففينا من يؤكّد على أنّ رأس النّظام لا يطلب منّا سوى الابتعاد عن مطالبته بالتنحّي عن الكرسي، فلو تركناه وشأنه لتركنا وشأننا، ومنّا من يرى أنّ المقارنة التي قام بها الأستاذ محمّد عبّو بين جنرال تونس وجنرال الكيان الصهيوني لا تتوقّف عند الشخصين بل هي تتجاوزهما لتشمل النّظامين والقناعتين والرؤيتين والعقيدتين. وأنا شخصيّا لا أرى فرقا في رؤية الصهاينة إلى حركة حماس الإسلاميّة ومعاملتهم لها ورؤية المغيّرين إلى الحركة الإسلاميّة (وقد أتجاسر فأقول الإسلام) في تونس. وعليه فلا يمكن – وقناعة النّظام على ما هي عليه من الخطأ الذي زيّنه له الفاسدون المشجّعون على عبادة الشيطان والتنصير والتطاول على الذات الإلهيّة – أن يسمح للإسلاميين بالتواجد الإيجابي الخادم لمجتمع الخير… وستظلّ الحالة كذلك حتّى ينتفض التونسيون جميعا لنصرة الحقّ تماما كما انتفض الفلسطينيون موضوع المقارنة في فلسطين لنصرة حق المسلمين!… قد يتبع، إن لقي التفاعل معه…
من جول فيري إلى بوش الابن
بقلم: كمال بن يونس تصريحات الرئيس الامريكي الحالي بوش الابن في فلسطين المحتلة على هامش مشاركته في احتفالات جريمة احتلالها وتشريد الملايين من أبنائها تذكر بخطب زملائه رموز الاستعمار العالمي منذ قرون وبينهم “صديقنا” مدشن عهد احتلال تونس “الزعيم” جول فيري أمام مجلس النواب الفرنسي يوم 28 جويلية 1885 عندما قال: “.. إن المستعمرات مواطن استثمار ممتازة لرؤوس أموال البلدان الغنية.. . إن المسألة الاستعمارية هي بالذات أسواق بالنسبة إلى البلدان المؤهلة أكثر من غيرها ـ بحكم صناعتها ـ للتصدير على نطاق واسع..”. تصريحات رئيس وزراء فرنسا الاستعمارية ما بين 1880 و1885 لا تختلف كثيرا عن “قلة الحياء” التي نسمعها هذه المدة في وسائل الاعلام العالمية نقلا عن ساسة دول كبرى يسابق زعماؤها وقادتها في “الحج” الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.. وتبرير جريمة احتلال حركات صهيونية مسلحة لها بدعم من بريطانيا أولا ثم من دول عديدة لاحقا بينها الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفياتي “الاشتراكي”.. وعدة أنظمة عربية واسلامية عميلة للاستعمار الجديد.. وفيما يتواصل تشريد ملايين المواطنين الفلسطينيين وابنائهم منذ 60 عاما.. وتتابع قوات الاحتلال مسلسل التقتيل والقمع والتجويع والحصار لملايين المواطنين الصامدين في الاراضي المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.. جاء قادة واشنطن وحلفاؤها الى المنطقة للاحتفال بذكرى اغتصاب الارض.. وزرع ورم سرطاني في قلب العالم العربي الاسلامي لاستنزاف طاقاته وثرواته البشرية والمادية.. ومنع تقدمه وتوحده.. الى الابد.. واذا كان لا بد من انتقاد زيارة بوش وحلفائه الى تل ابيب والقدس في ذكرى النكبة فان المطلوب من العرب والمسلمين وانصار السلام في العالم تجاوز مرحلة التباكي على الماضي.. وصرف طاقاتهم للتاثير في لوبيات صنع القرار السياسي والاقتصادي والاعلامي في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا وبقية العواصم العالمية.. وبينها موسكو وبيكين وطوكيو.. حتى تتغير أولويات السياسة الخارجية الامريكية والاطلسية والدولية.. ويتسابق قادة العالم مستقبلا نحو السلام وليس نحو اظهار الولاء للوبي اليهودي العالمي.. طمعا في دعمه المالي والسياسي والاعلامي.. أما اذا اكتفى العرب والمسلمون بالخطب فان اللوبي اليهودي العالمي سيواصل زحفه ليؤثر أكثر فاكثر في القرار السياسي الروسي والفرنسي والاوروبي والياباني والهندي والصيني.. الخ. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 ماي 2008)
حقوقيون: تدهور حالة عدد من المعتقلين الإسلاميين المضربين عن الطعام
الرباط (رويترز) – قالت جمعية حقوقية مغربية تعنى بشؤون المعتقلين الاسلاميين يوم الخميس ان الحالة الصحية لعدد من المعتقلين الاسلاميين المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر قد تدهورت بشكل كبير ونقل عدد منهم الى المستشفيات. وقال عبدالرحيم مهتاد رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الاسلاميين لرويترز ان “الحالة الصحية لعدد من المضربين عن الطعام تدهورت بشكل كبير بسبب الاضراب في بعض السجون الذي تجاوز الاربعين يوما.” واضاف “اكثر من عشرة أشخاص تدهورت حالتهم ونقلوا الى المستشفى بعضهم في حالة خطيرة.” وكان المئات من المعتقلين الاسلاميين المسجونين فيما يتعلق بالهجمات الانتحارية في الدار البيضاء عام 2003 قد بدأوا اضرابا مفتوحا عن الطعام في مختلف السجون المغربية منذ أوائل ابريل نيسان للاحتجاج على ما أسموه سوء معاملة ادارة السجون. وبدأ المعتقلون اضرابهم قبل فرار تسعة سجناء منهم. وأعلنت السلطات في أواخر أبريل الماضي عن توقيف احد السجناء الفارين في حين لا زال مصير الثمانية الباقين مجهولا. وقال مهتاد “لقد ضيقت ادارة السجون أكثر على السجناء الاسلامين وأجهزت على عدد من المكتسبات التي حققوها في السابق بعد فرار السجناء التسعة.” ولم يتسن الاتصال بمسؤولين للتعليق. ويطالب المعتقلون الاسلاميون “بإعادة فتح ملفهم ومحاكمتهم.” واعتبر عدد من الحقوقيين المغاربة والاجانب ان محاكماتهم لم تكن عادلة. وكان العاهل المغربي قد عين في أواخر أبريل الماضي رجل أمن على رأس ادارة السجون بدلا من وزارة العدل التي تحملت المسؤولية الادارية للسجون طيلة سنوات وهو ما اعتبره محللون وصحف رغبة من الدولة في احكام السيطرة الامنية على ملف السجون. ويقول حقوقيون ان السجون المغربية تشهد عددا من المشاكل على رأسها الاكتظاظ وسوء التغذية وانتشار المخدرات والرشوة والعنف. واعتقلت السلطات المغربية نحو ثلاثة الاف شخص بعد تفجيرات الدار البيضاء الانتحارية التي خلفت 45 قتيلا منهم 13 انتحاريا. كما فككت أكثر من 50 “خلية ارهابية” بعد هذه التفجيرات وأحداث تفجير سبعة أشخاص لانفسهم العام الماضي في الدار البيضاء في شهري مارس اذار وأبريل فيما لم يسفر سوي عن مقتلهم ورجل أمن. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 ماي 2008)
رياح اليمين السياسي تهب على أوروبا!
بشير موسى نافع (*) ما شهدته الانتخابات الإيطالية البرلمانية قبل أسابيع قليلة، وانتخابات مدينة روما بعد ذلك، وما تلاها من انتخابات محلية بريطانية، بما في ذلك بلدية مدينة لندن، ولّد شعوراً متزايداً بأن المناخ السياسي الأوروبي يتحول سريعاً نحو اليمين. في إيطاليا، أطاح الناخبون حكومة تحالف اليسار، وأعادوا رئيس الوزراء السابق برلسكوني على رأس تحالف يميني. وسرعان ما انتخب سكان العاصمة الإيطالية فاشستياً سابقاً عمدةً لمدينتهم. وفي بريطانيا، أوقع الناخبون هزيمة غير مسبوقة بحزب العمال الحاكم. وقد حقق حزب المحافظين نصراً كبيراً عندما استطاع إزالة كين ليفنغستون، عمدة مدينة لندن، من موقعه، لصالح المرشح المحافظ بوريس جونسون الذي لم يكن يُنظر إليه أصلاً كمرشح جاد. فلماذا هذا التحول نحو اليمين؟ وعلامَ يدل؟ وهل يشير إلى سيطرة يمينية وشيكة على الحكومات الأوروبية؟ الحقيقة أن اليمين هيمن على الحكم في معظم دول أوروبا الغربية خلال القرن العشرين. في حمى سنوات الحرب الباردة، عندما ساد اعتقاد بإمكانية سيطرة الشيوعية على كل القارة، وجدت الشعوب الأوروبية الغربية في أحزاب اليمين ملاذاً آمناً. الفترات إلى وصل فيها حزب العمال البريطاني للحكم بعد الحرب الثانية مباشرة وفي عقد الستينيات، كانت استثناءً احتجاجياً أو نتيجة خلل هيكلي وسياسي في حزب المحافظين. ورغم بدعة الشيوعية الأوروبية التي ابتكرها الشيوعيون الإيطاليون لتوكيد انفصالهم عن المركز السوفيتي، فإن الحيوية التي أظهرها اليسار الإيطالي أصابت الدولة الإيطالية بحالة من الشلل خلال عقدي الستينيات والسبعينيات. ولكن اليمين الأوروبي في النصف الثاني من القرن العشرين كان مختلفاً قليلاً عن المفهوم السائد لليمين السياسي. فرضت الحرب الباردة وجاذبية نظم العدالة الاجتماعية التي طرحها النموذج الاشتراكي- الشيوعي تحديات جدية على المعسكر الليبرالي الرأسمالي. وقد استدعت هذه التحديات تقديم بديل اجتماعي غير شيوعي، تمثل فيما عُرف في التاريخ الأوروبي الحديث بدولة الرعاية الكاملة، أي: الدولة التي تحافظ على الخدمات الرئيسة ملكية عامة، والتي تحاول عن طريق مؤسسات الأمان الاجتماعي التخفيف من وقع انقلابات السوق الرأسمالية. وقد نظر إلى هذه البرامج دائماً كتعبير عن إجماع وطني، حافظت عليها حكومات اليمين المتتالية أو عززت منها. في عقد الثمانينيات، تراجع التحدي الشيوعي إلى حد كبير، ونما تيار الليبراليين الجدد من الأوساط الجامعية ومراكز الأبحاث ليترك تأثيراً كبيراً على بنية الدولة والاقتصاد والعمل. انحسرت الدولة التدخلية، وقُوِّضت قواعد نظام الرعاية الكاملة تدريجياً، وأطلق عنان قوى السوق لتفعل ما تشاء. لم تحاول قوى اليسار الأوروبي وحكوماته الوقوف أمام هذا التيار، بل لجأت، في خوفها العميق من فقدان فرصة الحكم من جديد، إلى تكييف برامجها مع التوجهات الليبرالية الجديدة. خلال العام الأخير، انفجرت الفقاعة التي صنعتها الليبرالية الجديدة، وبدا وكأن قوى السوق لا تأخذ الاقتصاد الغربي وحسب إلى الهاوية، بل والبنية الاقتصادية العالمية ككل كذلك. العبقرية الاقتصادية التي أظهرها غوردون بروان طوال العقد الذي أدار فيه وزارة الخزانة البريطانية لم تجده نفعاً وهو يرأس حكومة تقف عاجزة أمام تباطؤ اقتصادي يكاد يتحول إلى أزمة طاحنة، بينما شعر الناخب الإيطالي أن حكومة يسار الوسط تعيد إيطاليا مرة أخرى إلى أمراضها الاقتصادية. لم يعد مهمّاً للناخب الأوروبي إن كانت السياسات الحكومية هي المسؤولة عن الأزمة، أو هو المناخ الاقتصادي العالمي. المهم، هو ذلك الشعور التقليدي المترسِّب منذ عشرات السنين: أن اليمين هو الملجأ في لحظات الأزمة والخوف. بيد أن الاقتصاد ليس العامل الوحيد في التحول الأوروبي نحو اليمين، فهناك أيضاً قوى الهجرة الهائلة التي تشهدها القارة. كل السياسيين الأوروبيين، من الاتجاهات كافة، يدركون أن الهجرة عامل إيجابي في اقتصادات القارة. لكن المشكلة أن «غرب ما بعد الحادي عشر من سبتمبر» لا ينظر دائماً بعقلانية كافية إلى شؤون علاقاته بالعالم. وفي معظم الجدل الذي تشهده دول الغرب الأوروبي حول مسألة الهجرة، يمكن القول: إن الإسلام هو الهاجس الضمني الذي يصرح به أحياناً ويلمح إليه في أحيان أخرى. ثمة قلق ما في أوساط الطبقات العاملة من التدفق العمالي النابع من دول الاتحاد الأوروبي الجديدة في أوروبا الشرقية، ولكنه قلق محدود ووقتي. القلق من المسلمين يتخلل كل الطبقات الاجتماعية، ويتعلق بأسباب سياسية واقتصادية وثقافية معاً، وهو قلق مصطنع ولَّده خطاب رسمي وإعلامي مستمر منذ سبع سنوات طوال ربط بين الإرهاب وبين عموم المسلمين، كما ولده اختراق قاعدي ضئيل وهامشي للجاليات المسلمة في غرب أوروبا. صعود أحزاب اليمين الأوروبي لا يعني أن هذه الأحزاب تتفق في برامجها تجاه القضايا الرئيسة التي تشغل الناخب داخلياً وخارجياً. في بعض أحزاب اليمين الأوروبية، ثمة نفوذ متزايد لدوائر تتبنى رؤية المحافظين الأميركيين الجدد للأمور، بكل ما تعنيه من عداء للجاليات العربية والإسلامية داخلياً، وتفجير للصراعات خارجياً. ولكن ثمة دوائر أخرى لا تزال تحافظ على قدر كبير من ميراث البراغماتية الأوروبية، وهي تدرك أن الهجرات الحديثة وانتشار الأقليات المختلفة دينياً وثقافياً ولَّدت أوضاعاً غير مسبوقة وتتطلب حلولاً غير تقليدية، وتدرك بالضرورة ثقل العبء الذي خلَّفته سياسات الحروب والاحتلالات خلال العقد الأخير. وربما يصعب الآن توقع أي من الاتجاهين سيسود، وأي من الدول الأوروبية أكثر استعداداً لتبني هذا الاتجاه أو ذاك. الواضح أن الشأن الأوروبي أصبح أكثر تداخلاً مع الشأن العالمي. وهذا ما يجعل صعود اليمين الأوروبي تطوراً سيترك أثاراً مهمة على الأوضاع الأوروبية الداخلية، بما في ذلك أوضاع الأقليات، وعلى الوضع العالمي ككل. صعود اليمين الأوروبي ليس حتمياً بالضرورة. فإسبانيا، التي جرت انتخاباتها البرلمانية بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، جددت للاشتراكيين. وفي ضوء هشاشة الحكومات التآلفية الإيطالية، فإن نجاح برلسكوني في إمضاء ولايته ليس أمراً مضموناً. ورغم التشاؤم الكبير الذي يحيط بالوضع الاقتصادي العالمي، فهناك عامان بعدُ يفصلان بريطانيا عن موعد الانتخابات البرلمانية العامة، وعامان هما وقت طويل جداً في السياسة، وفي الاقتصاد أيضاً. تحسن مطرد في المجال الاقتصادي مع نهاية العام الحالي قد يعزز من مواقع حزب العمال البريطاني. لكن المسألة الأهم اقتصادياً تتعلق بالدروس التي بات ينبغي استخلاصها من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمختلف دول العالم وشعوبه. وهي دروس لا تخص أحزاب اليسار الأوروبي، بل ودول العالم الثالث كذلك. فما دام العالم غير معنيٍّ بالبحث عن نظام بديل لمؤسسة الدولة المركزية الحديثة، فإن قدراً من تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي هو أمر لا مفر منه. قوى السوق لا تتصف دائماً بالعقل، وإن اتصفت، فهي لا تبحث دائماً عن المصلحة العامة للأمم والشعوب. الدرس الثاني الذي لابد من استخلاصه يتعلق بالإسلام والجاليات المسلمة في أوروبا الغربية. ففي حين أصبح من الضروري أن تعمل هذه الجاليات على تحرير جسمها من دعاوى العنف الأعمى التي تسللت إليها، فعلى دوائر السياسة والإعلام الأوروبية أن ترى حجم المبالغات الأسطورية التي أحاطت بخطاب «الحرب على الإرهاب». (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 ماي 2008)
النص الحرفي لبنود الاتفاق النهائي للوفد الوزاري العربي
في ما يلي النص الحرفي لبنود وثيقة الوفد العربي الستة للحل: تنفيذا لقرار مجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية في 11/5/2008 بشأن احتواء الازمة اللبنانية قامت اللجنة الوزارية بالتوجه الى بيروت في الفترة من 14 الى 15/5/2008، ولقاء القيادات اللبنانية لمناقشة الوضع في لبنان والاتفاق على التنفيذ العاجل للمبادرة العربية والاحاطة بالوضع الخطير الذي يهدد البلاد، وفي ضوء المشاورات التي اجرتها اللجنة، وانطلاقا من مبادئ الدستور اللبناني واتفاق الطائف، تم الاتفاق على ما يأتي: 1 – عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الاحداث الاخيرة في 5/5/2008: – الترحيب في هذا الاطار بقرار الحكومة الاستجابة لاقتراح قيادة الجيش بشأن القرارين المتعلقين بجهاز امن المطار وشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله. – الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع وفتح الطرقات والمنافذ البرية وكذلك مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت. – عودة الحياة الطبيعية وتولي الجيش مسؤولية الحفاظ على الامن والسلم الاهلي وتأمين عمل المؤسسات العامة والخاصة. 2 – الموافقة على استئناف الحوار الوطني على مستوى القيادات والعمل على بناء الثقة بين الافرقاء، وذلك وفق جدول الاعمال الآتي: – حكومة الوحدة الوطنية. – قانون الانتخابات الجديد. على ان يتوج الاتفاق بانهاء الاعتصام في وسط بيروت عشية انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. 3 – يبدأ الحوار فور صدور هذا الاعلان وتنفيذ البند الاول وذلك في الدوحة، بتاريخ الجمعة 16/5/2008 برعاية الجامعة العربية، على ان يستمر بشكل متواصل ومكثف حتى الوصول الى اتفاق. 4 – تتعهد الاطراف بالامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية. 5 – اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين. ويطلق هذا الحوار في الدوحة ويستكمل برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه وتشكيل الحكومة الوحدة الوطنية، بمشاركة الجامعة العربية. 6 – تلتزم القيادات السياسية بوقف استخدام لغة التخوين او التحريض السياسي والمذهبي على الفور. يكون لكل بند من بنود الاتفاق نفس القوة والمفعول ويلتزم الفرقاء بتطبيقها جميعاً. المصدر المجموعة اللبنانية للإعلام قناة المنار بتاريخ 15 ماي 2008
السبيل اونلاين إياك والبعد عن القرآن… (حتى لا تكون من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!) (الجزء الثاني)
بقلم: محب الدين التونسي جرعة يومية متكاملة.. والمداومة على التلاوة يوميا مسألة مهمة لضمان الاستفادة من ثمرات تلك التلاوة.. فالشحنة القرآنية المستخلصة من التلاوة والتي تختزنها نفسك وروحك تخفت ولا شك بفعل معترك الحياة.. فلا بدّ إذن من إعادة الشحن بصفة دورية قارة.. ولأنّك تحتاج إلى جرعات متنوعة من البواعث الإيمانية والتوجيهات التربوية والمحركات العقلية – مثلما يحتاج جسمك إلى تنوع الأغذية – فإنّ كتاب الله لم يأت مبوبا حسب المواضيع على طريقة الكتب المنهجية والبحوث الأكاديمية.. بل جاءت موضوعاته متداخلة متنوعة متكررة موزعة وفي نفس الوقت مترابطة منسجمة، وبذلك تأخذ مختلف احتياجاتك من خلال تلاوتك / جرعتك اليومية يقول تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ). الغوص بحثا عن اللؤلؤ.. والقراءة بتدبر وتفكر هي منبع الطاقة القرآنية المرجوة.. فبها تنتقل بفكرك ووجدانك من الحروف والكلمات إلى المعاني والدلالات.. ومن الأشكال والظواهر إلى الأعماق والبواطن.. فتتحرك المشاعر وتنتعش الأذهان وتتحفز الجوارح وتسمو الأرواح وتتفتح القلوب(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). والتدبر هو الآلية الذهنية التي بها يستوعب القارئ ما جاء في القرآن من كنوز المعاني والمعارف غير الموجودة في أي كتاب غيره: فالقرآن يحدثك عن منشئك وعن مصيرك، وعن الغيب وعما بعد الموت وعن الموت نفسه، والقرآن يحدثك عن نفسك وعن خلقك وتكوينك وتكويناتك، والقرآن يحدثك عن كيفية تحسين أخلاقك وعبادتك واجتماعياتك؛ فيحدثك عن الصبر وعن الأمانة وعن الصدق وعن التوكل وعن الإخلاص وعن التوبة وعن العبادة وعن الدعاء وعن التوحيد وعن القرب من الله وعن الإنفاق وعن البذل وعن التضحية وعن حبّ الخير للناس وعن حسن معاشرتهم وعن الوحدة بين المؤمنين وعن الرحمة وعن الدعوة إلى الله وعن العلاقة بأخيك المسلم وعن العلاقة بغير المسلم وعن مجتمعك الإنساني وكيف يتفاعل وعن التاريخ وكيف يتحرك ومن يحركه، وعن … وعن… وعن… كل ذلك وغيره تجده مجتمعا في مكان واحد.. في كتاب واحد.. وبإيجاز فإنّ كلّ ما تحتاجه في حياتك أيّها الإنسان تجد له في القرآن أصولا ترشدك وتوجّهك.. يخفف عنك عناء البحث من الصفر فيمدك بأساسيات تبني عليها ويختصر لك المسافات.. وبذلك تكسب الزمن وتخلّص النفس من حيرة بحثها الدائم عن الأجوبة الشافية للأسئلة الكبرى.. وتنقذ العقل البعيد عن الله من صحراء التيه الوجودي.. فتستقر به في واحة اليقين وطمأنينة الإيمان وسكينة الطاعة وأنس القرب من الله… فالقرآن مأدبة الله الشاملة والجامعة يجد فيها كل راغب رغبته، فما عليك إلاّ تقوية شهيتك في الاستزادة من القرآن تلاوة وتدبرا وحفظا.. ولا تزيد الشهية إلاّ بمزيد الإقبال عليه.. فإنّ الطعام يقوي شهوة النهم. نقاط عملية.. وفي الختام هذه بعض النقاط أذكر بها نفسي وإياك.. سائلين الله أن ينفع بها من يقرؤها: – ليكن لك برنامج يومي لتلاوة القرآن، واحرص على ألاّ تتخلف عنه أبدا، ولا يمرنّ عليك يوم دون النظر في المصحف قليلا أوكثيرا، والمقدار الوسط أن تختم القرآن مرّة في الشهر. – من الطرق المعينة على الالتزام بالورد اليومي للقرآن تخصيص وقت ثابت خلال اليوم لا تتزحزح عنه فيصبح من عاداتك. ومن أحسن الأوقات من حيث الإمكان ومن حيث الاستفادة هو وقت ما بعد صلاة الفجر وقبل المغادرة للعمل ولو لربع ساعة.. فإن تعذر ذلك فاختر وقتا ثابتا يناسبك وتلتزم به. – اجعل لنفسك برنامجا طويل المدى تهدف فيه إلى الاستزادة من القرآن حفظا وفهما، ولا تجعل الوقت يمر عليك وأنت خال من أيّ برمجة في هذا الجانب، فإنك إن داومت على ذلك وصلت لهدفك، وإن لقيت الله قبل ذلك كتبت عنده من أهل القرآن حسب نيتك. فقد يدرك المرء بنيته ما لا يدركه بعمله. – الاطلاع على بعض التفاسير من حين لآخر.. للتعرف على تفسير لفظة أو آية لم تفهمها أثناء التلاوة.. فإنّ ذلك مما يشجع على التدبّر وبالتالي على المحافظة على حيوية التلاوة. – لضمان استمرارك في تنفيذ برنامجك القرآني تذكر دائما مكانة أهل القرآن عند الله عز وجل، وتذكر مرتبتك في الجنة.. وتذكرالثواب الذي ستناله عن كل حرف من كتاب الله (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول لكم آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (الحديث)، وتذكرأن العلاقة الوثيقة بكتاب الله هي مفتاح النجاة في الآخرة والنجاح في الدنيا. – فإن كان لك مثل هذا البرنامج فاثبت وواصل وطوِّر فإنك على صراط مستقيم، وإن كان غير ذلك فاعزم وتوكّل وابدأ الآن وقوّ علاقتك بالقرآن واتلوه يوميا.. ولا يحتاج ذلك منك إلاّ لقوة العزم وتنظيم الوقت.. ولا تنظر إلى ما فاتك وتتحسّر وتقعد بلا عمل.. ولكن التفت إلى الحاضر وإلى المستقبل وما ستنجزه فيما سيأتي.. وانتقل من التمنّي إلى الفعل واترك التحسّر والتسويف.. وابدأ بالقليل المتواصل ثم تدرج إلى الأعلى فقليل دائم خير من كثير زائل. وفقك الله.
السبيل أونلاين الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الحلقة السابعة والأخيرة
كتبه : د. بشبر عبد العالي الموازنة بين الحريات الشخصية والمصلحة العامة في المجال الاجتماعي : نقصد بالمجال الاجتماعي الإطار التطبيقي للنظرية, وهو المحك الحقيقي لها، فكم من شعارات رفعت ولكنها فشلت في تقديم نمط من العلاقات الاجتماعية يحقق العدالة في الحياة اليومية للناس. وموضوعات المجال الاجتماعي كثيرة فنكتفي بتقديم نماذج منها لإبراز مدى الموازنة التي حققها الإسلام بين الحريات الشخصية والمصلحة العامة وذلك في المجالين التاليين: أ ـ في مجال العلاقة بين الحاكم والمحكوم : من القواعد المقررة شرعا أن تصرف الإمام منوط بالمصلحة، لذلك جوز فقهاء الشريعة تدخل السلطان تحقيقا للمصلحة المنوطة به. ـ من ذلك تدخله لتحقيق العدل بين الناس وحفظ التوازن في المجتمع ومنع استغلال بعض الطوائف لبعض، وحماية الأطراف الضعيفة؛ لكن هذا التدخل قد يتحول إلى ظلم إلى الطرف الآخر، أو إلى مصادرة بعض الحريات الشخصية مثل بيع الأموال المحتكرة جبرا على أصحابها أو الحجر على مال المدين، أو فرض التسعير في الأسواق…وذلك إذا لم تراعى بعض الضوابط، والقاعدة أن الناس يجب أن يكونوا أحرارا فيما يأخذون ويدعون ما لم يسببوا أذى أو ينتهكوا حقا خاصا أو عاما، وهو الذي يعبر عنه في الشريعة بقاعدة الأصل في الأشياء الحل، وفي الأفعال الإباحة، وفي الذمم البراءة (1 ) إن واجب الدولة دفع الأذى المادي والمعنوي عن الأفراد والجماعات،وحماية المجتمع من الجرائم والتجاوزات وحفظ أمن الجميع مما قد ينجر عنه الانتقاص من بعض الحريات، أو الحجر على بعض الأفراد أو المؤسسات، وهنا تطرح تساؤلات حول مدى حق الدولة في التدخل لحماية الحريات أو بزعم حمايتها خاصة إذا كان ذلك يتصل بعقائد بعض الفئات أو ثقافتهم أو أعرافهم (2 ) . ب – في مجال علاقة الناس بعضهم ببعض : يمنع الإسلام أن تتسلط فئة على أخرى، أو أن ينل شخص لآخر فكل طاعة يفرضها الإسلام لغير الله هي مفيدة ومؤطرة بطاعة الله تعالى. فعلاقة الرجل بالمرأة علاقة تكامل من أجل صلاح الإنسان أما اختلاف الجنس فليس له أدنى اعتبار في شريعة الله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) (3) وليست آية القوامة بمنتقصة من حرية المرأة قيد شعرة لأنها قضية إدارية وقد عللت الآية سبب إسناد غدارة البيت إلى الرجال دون النساء بقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (4) وقيام الرجال على النساء هو قيام الحفظ والدفاع، وقيام الاكتساب والإنتاج المالي لذلك قال المولى عز وجل:( بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) فقد اختص الرجال بمؤهلات لذلك، واختصت النساء بمؤهلات تناسب وظيفتهن الأساسية. فلم يشرع الله تبعية المرأة للرجل فنصوص الوحي من القرآن والسنة تؤكد أن المرأة مخاطبة مباشرة – وليس بواسطة الرجل – بتكاليف الدين وأعبائه:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (5) فالمرأة مسؤولة مسؤولية دينية ومدنية كاملة على وجودها ومصيرها، على معتقداتها وسلوكها، سواء تعلقت تلك المسؤولية بمسائل شخصية كالزواج والطلاق واكتساب المال والتصرف فيه، أو تعلقت بالشؤون العامة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الأصل العظيم لمسؤولية الفرد المسلم رجلا كان أو امرأة (6) وعلاقة العامل برب المال علاقة مدنية محضة ليس فيها ما يزري بقيمة العامل ولا ما يرفع من مقام رب المال ويلخص العقاد منهج الإسلام بجملة قصيرة فيقول:”الإسلام يبطل حق الاستغلال ويقدس حق العمل” (7) إن نموذج العلاقات الاجتماعية الذي يسعى الإسلام لإرسائه يتمثل في أن يكون كل إنسان حر فيما يأتي ويذر لا سلطان عليه إلا من ضميره، ولا يخضع إلا لما لا يخدش كرامته ما هو ضروري لسير الحياة مثل خضوع الأجير لسلطة رب المال في حدود العقد الذي بينهما، وفي ما لا يزري بالكرامة الإنسانية. وإن كان الأصل في الإسلام أن يكون كل إنسان عاملا في ملكه لا أجيرا في ملك غيره (8) ومن الشبهات القوية التي تثار في المجال الاجتماعي استمرار نظام الرق وعدم تصدي الإسلام له بالإبطال. والجواب أن الشريعة الإسلامية متشوفة للحرية، وذلك مأخوذ من استقراء تصرفات الشرع التي دلت على أن من أهم مقاصدها إبطال العبودية وتعميم الحرية؛ لكن شأن الشريعة في رعي المصالح العامة وقف بها دون إبطال نظام العبودية بشكل انقلابي، ذلك أنه كان هو النظام السائد في مختلف الأقطار وقت ذاك، فكان العبيد هم العملة في الحقول، والخدمة في البيوت، ورعاة الأنعام..أي أن الرقيق عمود النظام الاجتماعي والاقتصادي لدى أمم الأرض حين طرقتهم دعوة الإسلام، فلو رام الإسلام قلب ذلك النظام رأسا على عقب لانفرط الأمر من يديه(9). وبدل هذا المسلك الانقلابي سلكت الشريعة مسلكا متوازنا يمكن تلخيصه في النقاط التالية: أ ـ قررت أن الحرية أمر فطري وهو الأصل قال عمر(بم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) (10). ب ـ جففت جميع منابع الاسترقاق مثل استرقاق المدين وخطف الأحرار وبيعهم، أو التقاط الضال وفي هذا السياق جاء قوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنن خصمهم يوم القيامة…فذكر منهم رجلا باع حرا وأكل ثمنه(11). ولم يبق للرق من سيبل إلا الأسر في الحرب؛ وذلك اقتضاه مبدأ المعاملة بالمثل وردع الخصوم الذين لم يكونوا يبالون بشيء مبالاتهم أن يسترق رجالهم وتسبى نساؤهم. ج ـ سعى الإسلام إلى علاج الوضعية الموجودة والتخفيف من الآثار السالبة للنظام السائد, فقيد من تصرف المالكين فلم يتركه على ما كان عيه من إطلاق يضاهي التصرف في الحيوان، فقال صلى الله عليه وسلم : (إخوانكم خولكم(12) جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه ) (13). فأي مكانة هذه وأي احترام لا يحلم به الآن الخدم تحت مسمى الحرية، إنه أخو مالكه: يأكل مما يأكل، ويلبس مما يلبس لا يتميز عليه بشيء بل ينزل السيد من عليائه ليعين الخادم إذا كان العمل يشق عليه. ماذا يقول المخدومون اليوم؟ أتراهم يقبلون بهذا ؟ هذا شأنهم مع أسيادهم، أما عن شأنهم في المجتمع فهم أعضاء فيه وكان رسول الله ص يجالسهم حتى تبرم بذلك كبراء قريش وطلبوا من رسول ص أن يخصهم بمجلس لا يزاحمهم فيه هؤلاء الضعفاء فنزل قوله تعالى:( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) (14). د ـ الترغيب في عتق العبيد قال تعالى:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة َوَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَة فَكُّ رَقَبَةٍ)(15).، ثم ترجم هذا الحث إلى عمل في الواقع فجعل العتق كفارة للعديد من الأخطاء مثل القتل الخطأ، والظهار، واليمين المنعقدة المرجوع عنها وانتهاك حرمة رمضان. كما جعل العتق مصرفا من مصارف الزكاة. هـ ـ راعى الإسلام أوضاعهم و ظروفهم فخفف عنهم في العديد من الواجبات(16) فلم يوجب عليهم الجمعة، والجماعة. كما خفف عنه في العديد من العقوبات مثل عقوبة الرجم للزاني. والخلاصة إن الإسلام حرر العبيد فعلا وإن بقوا عبيدا شكلا ثم إنه سلك بهم مسلكا هو أقرب إلى التمهيد لتحريرهم فعلا وشكلا بحيث لو سار الأمر على ما رسمته الشريعة الإسلامية لقضي على الرق ولكن لملابسات تاريخية معروفة استمر، غير أنه بمجرد مجيء الإعلان العالمي لإبطال الرق لم يجد المسلمون أي حرج من الدخول فيه. خـلاصات عامة لما تقدم : 1 ـ كلمة {حرية} بسائر تصاريفها تدور في اللسان العربي حول معان ترجع إلى الخلوص من العيب والنقص، والنقاء من الشوائب، فيؤول معنى الحر إلى الكريم والنفيس والأصيل من كل شيء. 2 ـ أن مفهوم الحرية في الغرب الليبرالي والاشتراكي تحدده موازين القوى، وذلك هو معبود الغرب ومصدر قيمه، وعبثا يحاول المستضعفون إقناع الغرب بالقيم الإنسانية بل وحتى بالمواثيق الدولية … ولكن يظل كل ذلك محض انخداع ويظل المنطق الوحيد الذي يفقهه الغرب هو موازين القوى. 3ـ من خلال العرض السريع المقتضب لمنهج القرآن في تحرير الإنسان اتضح لكل منصف وذي بصرة بأن القرآن يمثل بحق وثيقة جوهرها وروحها تحرير الإنسان بالمعنى العميق والدقيق للكلمة. 4 ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقه وسلوكه أمّن الناس من طغيان السلطة وتجبرها فكان لا يدع مناسبة إلا أكد فيها على أنه بشر مثلهم ومنهم، وكان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان ينزل نفسه منزلة أحدهم فلا يتميز عنهم بشيء من المال أو النفوذ، كما أمّنهم من المخادعة والوقيعة والكيد والخيانة، هذه الآفات الذميمة التي أضحت اليوم من مستلزمات النظم السياسية إلا ما ندر. 5 ـ المتأمل في تقلب الوضع السياسي في التاريخ الإسلامي يجد وراءه عوامل إثارة قوية تغلب عوامل التهدئة، وهي عوامل ذاتية تتمثل في حب الزعامة والتنفذ وعوامل خارجية تتمثل في سعي اليهود والنصارى الحثيث في تأجيج نار الفتنة، وظل العاملان (التهدئة والتأجيج)يصطرعان في تاريخ الأمة ويفرزان إما خنوعاً وخضوعاً وتسليماً بالموجود، وإما ثورات وتقلبات لا قرار لها. 6ـ أن مذهب الجبرية هو مذهب يؤول إلى تقويض مبدأ التكليف ومسئولية الإنسان عن أفعاله، كما يؤول إلى الازدراء بالعقل الإنساني حيث يتعامل مع الإنسان كما يتعامل مع الجمادات. وإذا انهدمت إنسانية الإنسان من قواعدها، وهدمت الشرائع من أساسها تبعاً لنسف التكليف والمسئولية، فإن ذلك سيكون له أعمق الأثر في شيوع روح الزهد السلبي، والتخلي عن الفعل الحضاري، والخضوع لقوى الظلم والخنوع لمختلف تقلبات الحياة، والقعود عن عبء مواجهة الباطل وتغيير الأوضاع السائدة. 7 ـ أن المعتزلة رغم ما كانت لهم من إيجابيات على المستوى التنظيري فإنهم ناقضوا طرحهم ذلك على المستوى العملي التطبيقي حيث نكلوا بخصوهم واستعدوا عليه السلطان وسلبوهم حرياتهم وزجوا بهم في غياهب السجون مما كان له الأثر البين في إعراض الناس عنهم. 8 ـ إن فكرة الكسب عند الأشاعرة غامضة، ولعلها أقرب إلى القبول على تفسير إمام الحرمين الذي اعترف بمبدأ السببية، وبالتالي اعترف بتأثير القدرة الإنسانية في الفعل. 9ـ إن مسألة الحرية في التراث الإسلامي طرقت بقوة وتراوحت فيها وجهات النظر، ولعل أقربها إلى روح العصر الطرح الاعتزالي لولا ما عليه من مؤاخذات شرعية حقيقة وجديرة بالاعتبار على مستوى التنظير, ومن تجاوز على مستوى التطبيق. 10 ـ لا يمكن الإكراه على الدين، إذ محل الإيمان القلب ، والقلب منطقة حرام لا سلطان لغير الله عليها ، فلا يتصور وقوع الإكراه أصلا ، فضلا على أن يقره الإسلام أو يأذن فيه ، وكيف يقره والله قادر عليه لو شاء ولم يفعله. 11 ـ إن آيات منع الإكراه محكمة وتعبر عن قاعدة كبرى من قواعد الإسلام يقوم عليها أصل التكليف والابتلاء ، وآيات القتال تعالج حالات استثنائية لمنع الفتنة واضطهاد المستضعفين من الناس. 12 ـ إن الردة جريمة لا علاقة لها بمسألة حرية العقيدة ، وإنما هي مسألة سياسية قصد منها حماية المسلمين من مؤامرات أعدائهم. 13ـ إن الإسلام وفق في الموازنة في المجال الاقتصادي بين الحرية الشخصية بأن يختص المالك بما يملك وأن يكون أولى به من غيره ومنع أن ينازعه فيه أحد ووفر له الحماية الكاملة من اعتداء الغير عليه، وأعطاه حق الدفاع عن ماله.وفي المقابل لم يبح للأفراد أن يتصرفوا في أموالهم دون ضوابط وبلا قيود. 14ـ إن واجب الدولة دفع الأذى المادي والمعنوي عن الأفراد والجماعات،وحماية المجتمع من الجرائم والتجاوزات وحفظ أمن الجميع مما قد ينجر عنه الانتقاص من بعض الحريات، أو الحجر على بعض الأفراد أو المؤسسات. 15 ـ المرأة مسؤولة مسؤولية دينية ومدنية كاملة على وجودها ومصيرها، وعلى معتقداتها وسلوكها، سواء تعلقت تلك المسؤولية بمسائل شخصية، أو تعلقت بالشؤون العامة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 16 ـ علاقة العامل برب المال علاقة مدنية محضة ليس فيها ما يزري بقيمة العامل ولا ما يرفع من مقام رب المال. 17ـ حرر الإسلام العبيد فعلا وإن بقوا عبيدا شكلا، ثم سلك بهم مسلكا هو أقرب إلى التمهيد لتحريرهم فعلا وشكلا. ————————————————————- الهوامش : 1.د/ أمين حسن عمر: أصول السياسات، ص: 233 2.راجع المصدر السابق نفس الصفحة. 3.سورة آل عمران،الآية: 195 4.سورة النساء، الآية:34 5.سورة التوبة، الآية: 71 6.راجع: راشد الغنوشي: المرأة المسلمة في تونس بين توجيهات القرآن وواقع المجتمع التونسي، دار القلم للنشر والتوزيع الكويت ط2، 1413-ص:151 7.عباس محمود العقاد: الديمقراطية في الإسلام، القاهرة، دار المعارف ، 1971 ص:62 8.راشد الغنوشي: الحريات العامة في الدولة الإسلامية ص:59 مصدر سابق 9.ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية: الشركة التونسية للتوزيع،ط1، 1978، ص:131 10.المصدر السابق، نفس الصفحة 11.أخرجه البخاري برقم2227. 12.خال فلان على أهله خول المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 16 ماي2008