الجمعة، 14 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2670 du 14.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


تمام الأصبعي:نداء: 21 سنة محروم من جواز سفره!!! الأساتذة المطرودون عمدا :رسالة مفتوحة إلى الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية

عريـضة وطنية للدفاع عن ثوابت الحركة النقابية

عريضــة إلى الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت  محمـــــد بوكثيــــر:من أجل إعادة الحزب الإجتماعي التحرري إلى الشرعية و الطريق السوي من الإستلاء  و السطو من طرف الأمين العام المنصب منذر ثابت و جماعته. حزب العمل الوطني الديمقراطي: نشرة الكترونية عدد 24 كـونا:القضاء المغربي يؤجل البت في ملف خلية ارهابية يتزعمها تونسي إلى أكتوبر المقبل يو.بي.أي: 50 جريحاً في اصطدام قطار بجدار وسط تونس الجزيرة.نت: تونس تنذر مدربها بعد الخسارة أمام السودان صحيفة “أخبار الخليج” :صحيفة تونسية تطالب بمساءلة لومير أمام البرلمان وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب:وقف السباح التونسي الملولي 18 شهرا لثبوت تناوله المنشطات موقع سي أن أن بالعربية:تجريد أسامة الملولي من بطولة العالم صحيفة “الحياة”:على خطى بول كلي في الجنوب التونسي صحيفة “الحياة”:محمود درويش ضيف مسرح قرطاج صحيفة “الشرق”:تونسي يخطف طفلا من الشارع ويشتري به (قرطاسية) لأبنائه!! صحيفة “الشرق الأوسط:تونسي يختطف طفلا ويتركه «رهينة» ليحصل على اللوازم المدرسية:صاحبة المكتبة انطلت عليها حيلة «نسيت محفظتي» وكالة تونس افريقيا للأنباء:تونس: حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تثمن إحداث إذاعة القران الكريم موقع “إسلام أونلاين نت”:صهر الرئيس التونسي يدشن أول إذاعة دينية بتونس مرسل الكسيبي: اذاعة الزيتونة : خطوة تونسية ايجابية على طريق الاصلاح عائلة نصر الدين بن حديد: شكر وإشارة وتذكير الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة:الجامعي والتمديد في سن التقاعد : الإقصاء على الهوية د. نورالدين بوفلغة:نكفر الاقوال و الافعال و لا نكفر صاحبها. حمزة حمزة: من المستفيد من ضرب الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين؟ما ذا يعني التركيز على رئيسها الأستاذ المناضل المجاهد محمد النوري؟

مصطفى  عبدالله  الونيسي: تقديم  كتاب( بني خدّاش و جيرانها عبر الحركات النضالية)للكاتب عمار السوفي – الجزء الثا ني صحيفة “الوحدة”:الفاضل الجزيري في ندوة صحفية :ثلاثون هو بحث في مسيرة الحداد ومواجهته للفكر السلفي والإستعمار صحيفة “الوحدة”:حادثة البحارة التونسيين والممارسات العنصرية راشد الغنوشي: الأمة في رمضان.. هل من جديد؟ موقع “أخبار ليبيا” :محمد مزالي (في كتابه): مغامرات الوحدة القذافية في تونس والمغرب العربي إسلام أون لاين: بلحاج: مستعد للمصالحة صحيفة “الحياة”:خمسون طفلاً ومراهقاً في معاقل التنظيم المسلح ينتظرون التكليف لقيادة سيارات مفخخة … افتتاحية صحيفة “القدس العربي”:مجزرة للحريات الصحافية في مصر صحيفة “الحياة”:نقابة الصحافيين اعتبرت الحكم «إعلان حرب» … صحيفة “القدس العربي”:مصر: الصحافيون يعتبرون احكاما بحبس 4 رؤساء تحرير بتهمة الإساءة لمبارك إعلان حرب علي حرية التعبير صحيفة “القدس العربي”:فورة غضب ام مذبحة رمضانية لحرية الصحافة؟ صحيفة “القدس العربي”:يوتيوب .. الموقع الالكتروني الذي تحوّل اليه المغاربة لمحاربة فساد اداري استشري وصعب وقفه

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


  

نداء: 21 سنة محروم من جواز سفره!!!

 
في صيف 1986 أودع والدي علي الأصبعي مطلب تجديد جواز سفره. ومنذ ذلك التاريخ إلى يوم الناس هذا لم يحصل على جوازه رغم تعدد المحاولات والمطالب التي قدمها في الغرض. علي الأصبعي الآن شيخ في 75 من عمره،  أمضى جزء غير يسير منه في النضال سواء عبر لجنة صوت الطالب الزيتوني في الحقبة الاستعمارية أو صلب الاتحاد العام التونسي للشغل في العهد البورقيبي.  اعتقل سنة 1991 لما كان عضوا في مجلس شورى حركة النهضة ومسؤولا في مكتبها الاجتماعي، وحكم عليه سنة 1992 بستة سنوات zسجن من طرف المحكمة العسكرية. تعرض للاضطهاد والتعذيب داخل السجن وقضى فترات طويلة في الحبس الانفرادي والمنع من الزيارة، كما نقل بصفة مستمرة من سجن إلى آخر حتى زار جلّ سجون البلاد التونسية. بعد خروجه من السجن سنة 1997، خضع للمراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات حيث أجبر على الذهاب يوميا إلى قسم الشرطة للإمضاء وإثبات تواجده وتم تحديد مكان إقامته. رغم كل هذه العقوبات على جريمة لم ترتكب وبعد مضي كل هذه الفترة، ترفض السلطات التونسية منحه جواز سفره. ولم يشفع له كبر سنه فقد وقع إعلامه شفاهيا منذ سنتين تقريبا، أن إدارة الأمن الوطني لا توافق على منحه جواز سفر. فأي خطر يمثله على الأمن الوطني جواز سفر شيخ في 75 من عمره؟ أوجه هذا النداء راجيا رفع المظلمة المسلطة على والدي منذ21  سنة، ومطالبا بحقه في التمتع بجواز سفر وحرية التنقل. للمساندة والاستفسار علي الأصبعي 586159 17 216 + استكهولم في 2 رمضان 1428 14 سبتمبر 2007 تمام الأصبعي temmama@gmail.com + 46 705094007


تونس في 15سبتمبر2007

رسالة مفتوحة إلى الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية

نحن الممضين أسفله الأساتذة المطرودون عمدا من العمل بدون أي موجب قانوني نتوجه إلى عموم الأسرة التربوية بالرسالة التالية.

زميلاتنا زملائنا الأساتذة:

تعودون اليوم إلى مواقع العمل يحدوكم الفرح والعزم على اداء رسالتكم التربوية النبيلة، لكنكم تعودون هذا العام و قد تراكمت مشاكلكم و مطالبكم التي آخرها المطالبة بعودة زملائكم ” الأساتذة المعاونون صنف ا” المطرودون مؤخرا دون أي تفسير أو تعليل، فنحن التحقنا بالقطاع في بداية العام المنقضي بعد خوض عديد النضالات اثر إسقاطنا المتعمد من قامة الناجحين في شفاهي مناظرة “الكاباس” ( جوان 2006). انتدبنا للعمل وفق الصيغة المذكورة، ورغم مجهودنا المهني الموفق بل المتميز و هو ما تؤكده تقارير السادة المتفقدين، ما راعنا إلا وقرار جائر يسلط علينا يوم 11 سبتمبر الجاري في الوقت الذي كنا نستعد فيه للعودة معكم بعد أن اقتنينا” القلم و القرطاس”. لذلك ثقوا- زملائنا، زميلاتنا- بأننا لن نكون جديرين بصفة أستاذ إن تراخينا لحظة واحدة في الدفاع المستميت عن حقنا في العودة إلى أحضان الأسرة التربوية.

السادة المتفقدون الأفاضل:

مرة أخرى تستهدف وزارة الإشراف شرفكم العلمي و مصداقية عملكم البيداغوجي و التربوي،فبعد أن شطبت أسمائنا عنوة من قائمة الناجحين نهائيا في مناظرة الكاباس التي تجري تحت إشرافكم بمعية الأساتذة الجامعيين، هاهي أسمائنا تلغى مرة أخرى من قائمة الأساتذة رغم التقارير الممضاة من قبلكم و التي تشهد بجدارتنا و اقتدارنا رغم حداثة عهدنا بالتدريس. وهو تحدى سافر لا نخالكم ترضونه أو تسكتون عنه و انتم من علمنا أن التشبث بالحق فضيلة. إن عدم تجديد انتدابنا هو في المقام الأول اعتداء مباشر على صلاحياتكم.

السيد وزير التربية و التكوين:

في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تسوية وضعيتنا المهنية و فقا للاتفاق الحاصل مع النقابة العامة للتعليم الثانوي، و وفقا لما بذلناه من مجهود تشهد عليه تقارير التفقد، فوجئنا بقرار التخلي عنا دون تعليل و لا أي مسوغ قانوني، وهو تجاوز لا نتصور مصالح وزارتكم تقبل به، لذلك نتوجه إليكم في هذا اليوم بالذات من أجل مراجعة هذا القرار و الإذن بإعادتنا فورا إلى سالف عملنا. إن من شأن هذا القرار أن يرفع عنا مظلمة كما من شأنه أن يرفع عن عائلاتنا الشعور بالغبن و القهر.

إننا إذ نخاطبكم جميعا باعتباركم مكونات الأسرة التربوية، فإننا نؤكد لكم أننا لن نتنازل عن حقنا في العودة إلى العمل كلفنا ذلك ما كلفنا.

الأساتذة المطرودون عمدا

         محمد مومني  المعهد الثانوي العهد الجديد بالتضامن/ أريانة

         علي الجلولي- المعهد الثانوي ابن منظور قبلي

القائمة مفتوحة لتسجيل بقية المطرودين

للمساندة و الاتصال

Mail :

 prof exclu@yahoo.fr

 


 

العريــــــضة الوطنية للدفاع عن ثوابت الحركة النقابية

من أجــــــــل ممارسة نقابية ديـــــمقراطــــــية مســــــتقـلة ومـــــــناضـــلة

–  قائمة  أولية  –

للتسجيل والإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية للعنوان التالي :

Contre_tajrid@yahoo.fr

 

 

مع ذكر بوضوح الإسم واللقب, القطاع, الجهة والمسؤولية النقابية إن وجدت ورقم الهاتف  مع كتابة ذلك باللغة العربية.

 

نص العريضة

نحن النقابيون المنخرطون بالاتحاد العام التونسي للشغل الممضين أسفله بعد اطلاعنا على آخر المستجدات في الساحة النقابية والعمالية والمتمثلة بالخصوص في :

         اشتداد الهجمة التي تقوم بها السلطة ضد الحق النقابي وضد الشغالين والتي تجسدت في الآونة الأخيرة بالخصوص في سلسلة من الإعتداءات على المعلمين والنقابيين بالقصرين في 13 و14 جوان 2007 وعلى عاملات مؤسسة  الإلكترونيك بالمنستير وغيرها… مع إعداد ملفات تأديبية لنقابيين من طرف وزارات التعليم, التعليم العالي والصحة وتعمد معاقبة المضربين بقطاع التعليم الأساسي بسحب خططهم الوظيفية, وبقطاع التعليم العالي بتعطيل ترسيمهم ومنعهم من المثول أمام لجان الترقية وإيقاف عقود البعض الاخر فيهم قبل اجالها … في نفس الوقت الذي نشطت فيه أجهزة القمع البيروقراطي صلب الإ.ع.ت.ـش مؤكدة التوجه الواضح نحو تصفية المخالفين على خلفية نتائج مؤتمر المنستير بسبب مواقفهم النقابية ورفضهم لطريقة التعامل اللاديمقراطي صلب المنظمة النقابية.  وتجسد ذلك أساسا في :

1-   دعوة مجموعة من النقابيين من عديد القطاعات والجهات للمثول أمام لجان النظام الجهوية والوطنية على خلفية الأحداث التي جدت بجهات القصرين وقفصة وباجة .

2-   تجميد كل من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت والنقابة الأساسية للصحة بباجة والكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالكرم.

3-   إلغاء التفرغات النقابية لعضوين من النقابة العامة للتعليم الثانوي وعضو من النقابة العامة للتعليم الأساسي.

وأمام :

         تدخل المكتب التنفيذي الوطني للتأثير على نشاط ومقررات القطاعات بأساليب غريبة عن الحقل النقابي  وتفاقم ظاهرة انفراد القيادة النقابية في اتخاذ القرار وسلبها ومصادرتها لسلطات القرار من القطاعات التي تقتضيها ضرورات النضال من أجــل المطالب .

         تمادي الخط البيروقراطي في التخلي عن استقلالية المنظمة وخنق حرية التعبير والصراع الديمقراطي داخل هياكلها ومحاصرة الموقف والممارسة النضالية النقابية وتهميشهما.

فإننا نعبر عن :

أ‌-     تمسكنا بالحق النقابي وبحق الإضراب والإعتصام وحرية التنظم والتعبير وحق التجمهر والتظاهر وحق الشغالين في الدفاع عن مصالحهم.

ب‌-                         رفضنا لمعاقبة النقابيين ولكل مجالس التأديب الصورية التي تستهدف الحق النقابي.

كما نجدد :

 

-1- تمسكنا بحرية التعبير والصراع الديمقراطي داخل هياكل ومؤسسات الإتحاد.

-2- تمسكنا بحرية وديمقراطية واستقلالية القرار النقابي واحترام قرارات هياكله المسيرة

ونحذر من :

  • المناورات والأساليب المعتمدة من طرف ” جماعة التوريث ” بالتنسيق مع السلطة في اتجاه خلق أزمة داخلية لهدف استغلالها في إعادة ترتيب الأوراق والتراجع عن مقررات مؤتمري جربة – المنستير والتهيئة لضرب الفصل العاشر من القانون الأساسي للإتحاد المصادق عليه في المؤتمرين المذكورين والقاضي بتحديد المدة النيابية للترشح لعضوية المكتب التنفيذي بدورتين لا غير.
  • كلّ المحاولات الهادفة للإنقلاب على الهياكل الشرعية وتصفية نقابيي القطاعات المناضلة بما يستجيب لتطلعات أطراف معادية للعمل النقابي
  • كلّ أساليب الضغط قصد التفريط في مطالب ومكاسب القطاعات وغيرها من حقوق الشغالين والدفع بالهياكل القطاعية ( عن طريق الترغيب والترهيب) إلى إمضاء اتفاقيات دون طموحات المنخرطين .

نطالب المركزية النقابية بـ :

  • إنهاء عملية إحالات النقابيين على لجان النظام وبحفظ كلّ هذه الملفات التأديبية نهائيا والإعلان عن ذلك في بلاغ رسمي صادر عن المكتب التنفيذي.

·         رفع التجميد حالا عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت والنقابة الأساسية للصحة بباجة والكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالكرم وكل المجمدين الاخرين بدون موجب.

·         عدم المس من تفرغات النقابيين.

·         الوقوف الواضح والعلني ودون تلكأ ضد معاقبة النقابيين من طرف الإدارة والسلطة والإنحياز الكامل لصفوف الشغالين وتوفير كل الإمكانيات والظروف الملائمة للنقابيين والقطاعات للدفاع عن مطالبهم وعن الحق النقابي واتخاذ اجراءات ضد كل الذين يحاولون الإخلال بمصلحة الشغالين لفائدة الأعراف والإدارة والسلطة.

أخيرا :

         نعلن انحيازنا الكامل إلى جانب قوى المجتمع المدني الديمقراطية في نضالها من أجل الحريات الديمقراطية وحرية التعبير والتنظم.

         ندعو كل القوى الديمقراطية إلى الخروج من حيادها وتحمل مسؤولياتها في التضامن مع النقابيين الديمقراطيين إذ لا ديمقراطية سياسية بدون ديمقراطية نقابية.

         نؤكد رفضنا لسياسة ضرب المكاسب ولكل البرامج المملاة من الدوائر الإمبريالية المعادية لطموحات جماهير شعبنا في التحرر والإنعتاق.

وندعو جميع القوى والقطاعات النقابية الديمقراطية، إلى تعبئة كل إمكانياتها من اجل التصدّي لجميع محاولات ضرب استقلالية المنظمة ونضاليتها وديمقراطية العمل النقابي داخلها.

                                     عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

                                         ديمقراطيا مستقلا ومناضلا

الرقم

الإسم واللقب

القطاع

الصفة

1

زهير اللجمي

الأشغال العمومية

نقابي وناشط حقوقي وطني ديمقراطي

2

عبد القادر المهذبي

الضمان الإجتماعي

عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي

3

عبد الواحد حمري

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصرين

4

نور الدين الورتتاني

التعليم العالي

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

5

محمد عمامي

مناضل حقوقي

نقابي سابق بالتعليم الأساسي

6

منجي بوعزيزي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بسيدي بوزيد

7

سمير الرابحي

التعليم الثانوي

مقرر اللجنة المالية القصرين

8

نبيل حقي

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالقصرين

الفضاء النقابي الديمقراطي “ضد التجريد” عدد 18 – بتاريخ 14 سبتمبر 2007 – السنة الأولى

 


عريضـــــــــــــة

 

إلى الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت

 

        نحن الكتاب العامين وأعضاء النقابات الأساسية الممضين أسفله:

1.     نعبّر عن شديد احتجاجنا لعدم إعلامنا بالدعوة لانعقاد لقاء الجهات لقطاع التعليم الثانوي الذي دعت له النقابة للتعليم الثانوي بتاريخ 9 سبتمبر 2007.

2.     نعتبر إيفاد من يمثّل الجهة دون عقد مجلس إطارات لبلورة موقف الجهة ولتفويض من يمثلها ممارسة غير قانونية وغير ديمقراطية ، وبذلك نعتبر أن جهة بنزرت غير ممثلة في لقاء الجهات وأنّ الشخص الذي أوفده المكتب التنفيذي  للإتحاد الجهوي لحضور هذا اللقاء لا يعبّر إلاّ عن رأيه الشخصي.

3.     نحمّل المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي مسؤولية عدم تمثيل الجهة بشكل ديمقراطي ونطالبه بالكفّ عن مثل هذه الممارسات التي تتنافى وديمقراطية العمل النقابي.

 

خمسي البرهومي

كاتب عام النقابة الأساسية برأس الجبل

الهادي بوشقفة

كاتب عام النقابة الأساسية بالعالية

توفيق العباسي

كاتب عام النقابة الأساسية بجومين

الشادلي المغراوي

كاتب عام النقابة الأساسية بماطر

مبروك المي

كاتب عام النقابة الأساسية بسجنان

الهادي بن منصور

عضو النقابة الأساسية ببنزرت

محمد الماكني

عضو النقابة الأساسية بمنزل بورقيبة

بشير الحمزاوي

عضو النقابة الأساسية بمنزل جميل

 

(المصدر: الفضاء النقابي الديمقراطي “ضد التجريد” عدد 18 – بتاريخ 14 سبتمبر 2007 – السنة الأولى)

بيان إلى الرأي العام الوطني صفاقس في 12/09/2007

من أجل إعادة الحزب الإجتماعي التحرري إلى الشرعية و الطريق السوي من الإستلاء  و السطو من طرف الأمين العام المنصب منذر ثابت و جماعته.

 
نعلم الرأي العام الوطني و الديمقراطي أننا نواصل مساعينا لإصلاح أوضاع الحزب الإجتماعي التحرّري لتأكيد استقلاليته و دوره النضالي الوطني و ما ننتظره منكم أيها الأخوة و الأصدقاء من مثقفين و سياسيين و حقوقين و نقابيين هو التصدي معنا لهذه الممارسات المشينة و فضح هذه السلوكات السياسية المتخلفة و شجب هذه المواقف المتدنية دراءا للمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها مسيرتنا الديمقراطية الوطنية. و نظرا للظروف الصعبة و المأساوية التي يمر بها الحزب الإجتماعي التحرري       و خصوصا و أن المجموعة التي تم تنصيبها على الحزب قامت بتبديد مقدراته و زادت من إضعافه و تدمير ما بقي له من مصداقية لدى الرأي العام. و أمام هذه الحالة الملحة تدعو اللجنة الشرعية الوطنية لإعداد المؤتمر كافة مناضلي هذا الحزب لمزيد الإلتفاف حول اللجنة التي بقيت الممثل الوحيد للشرعية و القانونية داخل هذا الحزب. كما نعلم أيضا أن الشخص المدعو منذر ثابت لا يمثل الحزب ولا يحمل أية صفة قانونية تخول له التحدث بإسمه أو تمثيله في المحافل الرسمية و غير الرسمية. و طالما أن الخلاف قائم داخل الحزب فإننا نحمل المسؤولية التاريخية و الأخلاقية و السياسية لكل طرف يعترف به و يقدمه على أنه متمثلا للحزب الإجتماعي التحرّري كما نوضح للرأي العام أن هذا الشخص المدعو منذر ثابت تواجد في الحزب في بداية التسعينات من القرن الماضي و لمدة قصيرة من الزمن على خلفية عملية اختراق قامت بها مجموعة من مساندي التطبيع مع إسرائيل للأحزاب السياسية في إطار خطة كانت تقضي بدفع الأحزاب السياسية آنذاك للتطبيع. ولقد تفطن مناضلو الحزب لهذه الخطة و تم بمقتضاها أبعاد هذه المجموعة و طردها من الحزب وكان المدعو منذر ثابت ضمن المجموعة المذكورة ولقد عاد ليسطو على الحزب بمساندة بعض الأطراف في السلطة في عملية انقلابية في جويلية 2006 بينما كان العالم منهمكا في العدوان الإسرائيلي على لبنان. ولقد سبق عملية السطو تلك ببيانات أصدرها على الصحف التونسية تشيد بزيارة شارون   و حتى يكون الرأي العام على بينة من أسباب تواجده هذه الأيام التي تتكاثر فيه مناورات إسرائيل لإفتكاك تطبيع مع تونس و الدور الذي ربما سيلعبه هذا الشخص بعد سطوه على قيادة الحزب الإجتماعي التحرري. إن المدعو منذر ثابت يسيء لسمعة الحزب باكثاره من بيانات المساندة للسلطة دون ان يكون هذا في إطار اتفاق على خطة استراتيجية للحزب و إنما بدافع التغطية على سوء تصرفاته داخل الحزب حتى يضمن مساندة السلطة له كحليف بينما يقوم بتبديد المكتسبات المالية   و الإنسانية للحزب. فهو يقوم بإبعاد كل مخالف الرأي له و بذلك يقوم بإفراغ الحزب مما تبقى من مناضليه، وهو يقوم بتبديد الدعم المالي التي ترصده الدولة للحزب و استعماله لأغراضه الشخصية و بهذا لم يغير من أسلوب من سبقه وكان يستعمل مساندته للسلطة كغطاء لجرائمه. إنـــنا عازمون على مواصلة مسيرة النضال من أجل هيبة القانون و حرمة المؤسسات فنحن على قناعة تامة بأن الأحزاب السياسية هي مدارس لرفعة الإنسان التونسي و أن كل انهيار للواعز الأخلاقي داخل الأحزاب يجر حتما البلاد إلى الدمار و التآكل. لقد عانى الحزب الإجتماعي التحرري من فقدان المناعة الاخلاقية منذ نشاته وهو الحزب الليبرالي الذي كان من المفروض أن يعيد كلمة أخلاق إلى السياسة. ولا يزال يعاني من هذه الأشكال المدسوسة التي نغصت عليه نموه و تطوره لحزب سياسي وطني فاعل في البلاد. و لقد قررنا و عزمنا على إعادة هذا الحزب إلى الطريق السوي كلفنا ذلك ما كلفنا. وهذا البيان ردّا على ما ورد في جريدة الشروق ليوم الخميس 6-9-2007 صفحة 17 على قوله ” فالكل يعلم أن المرحلة السابقة طبعتها عمليات الاقصاء و التهميش و ميزها ضعف المردودية السياسية إلى حد اعتبر فيه التحرري حالة قصوى في وضع الأحزاب” نجدد التعبير عن أسفنا لعدم نشر الصحف لعموم ردودنا رغم حرصنا المشروع قانونا بحق الرد في نفس الجريدة وفي نفس الصفحة تعليقا و توضيحا . فلابد أن نذكر هنا أن الأمين العام المنصب منذر ثابت متناقض في أقواله وفي تصريحاته . ونحن على يقين بأنكم أحرص ما تكونون على صيانة هذه المبادئ وذلك بالإسهام الفعال في التشهير بهذه التقاليد السياسية التي مع الأسف تشكل ظاهرة شديدة على مستقبل الأداء السياسية ببلادنا و لذلك فإننا ننتظر منكم التعبير عن مواقفكم إزاء هذه الظاهرة بما تتوفر لديكم من وسائل التعبير الصحفية و غيرها. نشدّ على أيديكم و تحية مناضلة إليكم و معا من أجل مقاومة الرداءة في الحلبة السياسية و شكــــــــــــرا  لكـــــــــــم. محمـــــد بوكثيــــر عضو المكتب السياسي المكلف بالجهات الشرعي و القانوني  و رئيس اللجنة الشرعية لحزب الإجتماعي التحرري رقم الهاتف الجوال: 98.241533

 

نشرة الكترونية عدد 24 بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) 2007 (صادرة عن حزب العمل الوطني الديمقراطي)

 
تونس: أوقفت السلطات الإيطالية 7 بحارة (صيادين) تونسيين أنقذوا حياة 44 مهاجر (غير قانوني) من الغرق في البحر, بعد إعلام البحرية التونسية والإيطالية بالأمر. أثار إيقاف البحارة واتهامهم “بمساعدة الهجرة غير الشرعية” سخطا كبيرا وحملة تضامنية في تونس وأوروبا(مثل فدرالية التونسيين مواطني الضفتين- فرنسا), مما اضطر القضاء إلى إطلاق سراح 5 منهم عادوا إلى تونس وإبقاء القبطانين تحت الإقامة الجبرية (المراقبة الإدارية) إلى غاية انعقاد المحكمة من جديد في 20-09-07 . تونس-أمريكا: وفد اقتصادي رسمي أمريكي يزور تونس من 9 إلى 12 سبتمبر تقوده المسؤولة عن الشؤون المالية والتنمية العالمية بوزارة الخارجية الأمريكية وهي ثالث زيارة من نوعها في أقل من شهر. التقى الوفد مع الوزير الأول(رئيس الحكومة) وعدد من الوزراء وأعضاء من “المجتمع المدني”. يزور الوفد الجزائر أيضا. الصباح 11-09-07 بلغت نسبة التضخم 4,5 بالمائة عام 2006 وبلغ العجز التجاري 4,4 مليار دينار(حوالي 3,3 مليار دولار)و بينما سجل ميزان الدفوعات فائضا بسبب موسم سياحي استثنائي ويبع حصص في مؤسسات عمومية. البنك المركزي 05-09-07 يبلغ عدد تلاميذ الإبتدائي والإعدادي والثانوي مليونين و100 ألف أما طلبة التعليم الجامعي فيصل عددهم 326 ألف. الصباح 06-09-07 نقابة: انعقد يوم 11-09-07 المؤتمر الإستثنائي لجامعة المعادن والإلكترونيك (الإتحاد العام التونسي للشغل) بعد تصويت هياكلها على قرار حلّ مكتبها في الصائفة الماضية. اعتصامات: اتخذت وزارة التربية والتكوين المهني قرارات تأديبية (نقل, عدم تجديد العقود, عزل…) ضد الأساتذة الوقتيين الذين شاركوا في الإضرابات المطلبية للسنة الدراسية الماضية, ورفض الوزير مقابلة مكتب النقابة العامة للتعليم الثانوي  يوم 12-09- للتباحث حول الموضوع, فاعتصم أعضاء المكتب مع النقابيين في مقرّ الوزارة والإدارات الجهوية للتعليم في كافة الولايات (المحافظات) وعددها 24 ولاية, احتجاجا على الإجراءات التعسفية ورفض التفاوض من قبل الوزير. المغرب: أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية ليوم 07-09-07 بلغت 37 بالمائة (أدنى نسبة في تاريخ المغرب) وأعلنت يوم 09-09 -07 عن عدد المقاعد التي حصلت عليها القائمات دون التصريح بعدد الأصوات لكل حزب أو قائمة؟ لبنان: ما ان أعلن الجيش اللبناني عن نهاية المعارك في مخيم “نهر البارد” حتى بدأت المضاربات لاستغلال الأرض التي يقع عليها ركام المخيم (قبالة البحر) وبدأ التخطيط لإسكان اللاجئين في أماكن أخرى والإستجداء “لإعادة الإعمار”والسمسرة كما حدث في بيروت بعد الحرب الأهلية.  صحيفة الأخبار 10-09-07 اليمن: نظم “مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين” مظاهرات واعتصامات في مقاطعات عدن ولحج والضالع (الجنوب) للمطالبة بحقوق أكثر من 60 ألف موظف يمني جنوبي أحيلوا على التقاعد المبكٌر. أطلقت الشرطة النار فقتلت 2 وجرحت 18. الحزب الإشتراكي اليمني 10-09-07 فلسطين 1948 : قضت المحكمة المركزية بتل أبيب بسجن الرفيق “محمد خلف” لمدة 15 سنة بتهمة ” الإتصال بعميل أجنبي ومساعدة العدو أثناء الحرب” وهذا “العدو” هو فلسطيني من طولكرم (الضفة الغربية) اشتغل معه في ورشة نجارة. قال  أثناء محاكمته ان قضيته تندرج ضمن الإنتقام والحسابات السياسية ولا أساس من الصحة للتهم الموجهة إليه. محمد خلف (56 عاما) عضو لجنة مركزية في “حركة أبناء البلد” معتقل منذ 2005, وسبق أن اعتقل عام 1972 وقضى 4 سنوات سجن بتهمة الإنتماء إلى “الجبهة الحمراء” آنذاك. هدم وملاحقة: أصدرت محكمة صهيونية حكما بهدم 7 منازل في مدينة اللد بدعوى عدم احترام المخطط العمراني. الأمية في عصر العولمة: 774 مليون أمي ثلثاهم من النساء و72,1 مليون طفل لم يتسن لهم دخول المدارس وعدد أكبر بكثير ممن لا يداومون بانتظام. اليونسكو- اليوم العالمي لمحو الأمية 08-09-07 أوغندا: 2000 مرتزق أوغندي تعاقدوأ مؤخرا مع مؤسسة أمريكية “للقيام بمهام أمنية” في العراق والتحقوا بآلاف آخرين. في السنتين الأخيرتين حول المرتزقة الآغنديون 200 مليون دولار إلى بلدهم. صحيفة “نيو فيزيون” 09-09-07 أثيوبيا: احتجاجات عديدة ضدّ غلاء الأسعار والتضخم (+15 بالمائة) اضطرت الحكومة إلى الترفيع في أجور الموظفين ومتقاعدي الحكومة لتهدئة الوضع. رويترز 03-09-07 أفريقيا الجنوبية: مظاهرات في كافة أرجاء البلاد ضدّ رداءة الخدمات الإجتماعية وعدم توفر السكن واحتل المواطنون مساكن شاغرة أو بصدد البناء أخرجتهم منها الشرطة بالقوة وأعادتهم إلى الأحياء القصديرية خاصة في مدينة “سويتو” حيث جرت مصادمات عنيفة. “سابا”(وكالة أنباء رسمية) 04-09-07 . مالي: صادق مجلس الوزراء على مشروع قانون لمكافحة الإرهاب تتراوح العقوبة فيه من السجن المؤبد إلى الإعدام.  تصادف ذلك مع المناورات العسكرية في باماكو, التي تشرف عليها أمريكا قبل تركيز قواعد عسكرية ل”محاربة الإرهاب”. موقع “جون أفريك” 06-09-07 السنغال: بدعوة من “النقابة المستقلة لأطباء السنغال” أضرب الأطباء احتجاجا على النقل التعسفية التي يتعرض لها أطباء الصحة العمومية. صحيفة “لوصولاي” (الشمس) 10-09-07 الكونغو (كنشاسا): يضرب مدرٌسو التعليم الثانوي منذ بداية هذا العام الدراسي احتجاجا على عدم تطبيق الحكومة لاتفاق حول الزيادة في الأجور كانوا قد توصلوا إليه سابقا. موقع “إذاعة فرنسا الدولية” 12-09-07 الشيلي: وقعت مصادمات بين الشرطة وآلاف المتظاهرين في الذكرى السنوية للإنقلاب العسكري الدموي (11-09-1973) وما خلفه من ضحايا ومفقودين, وأوقفت الشرطة 150 متظاهر أمام قصر الرئاسة. يونايتد براس 10-09-07 عنوان الموقع: http://www.hezbelamal.org/


القضاء المغربي يؤجل البت في ملف خلية ارهابية يتزعمها تونسي إلى أكتوبر المقبل

 
الرباط – 12 – 9 (كونا) — ارجات محكمة الاستئناف بمدينة سلا بضواحي العاصمة الرباط اليوم النظر في ملف خلية ارهابية يتزعمها مواطن تونسي دينت مؤخرا بالقيام باعمال ذات صلة بالارهاب. وعزا مصدر قضائي تاجيل البت في ملف القضية الى 17 اكتوبر المقبل الى عدم حضور دفاع بعض المتهمين. وكانت المحكمة الابتدائية في سلا قد اصدرت في مارس الماضي حكمها بحق خلية يتزعمها التونسي محمد بن الهادي مساهل (37 سنة) ومن معه بمدد بالسجن تراوحت بين عامين و15 عاما. وذكر المصدر ان مساهل المتهم الرئيسي قائد الخلية التي لها امتدادات في اوربا والمغرب العربي على علاقة بتنظيم (القاعدة) والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية وتلقى اكبر حكم من محكمة اول درجة بالسجن 15 عاما. ووجهت الى اعضاء الخلية وعددهم ثمانية هم مساهل وسبعة مغاربة ينتمون الى مدينتي الدار البيضاء وسلا عدة تهم بينها تكوين عصابة اجرامية لاعداد وارتكاب اعمال ارهابية. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كـونا بتاريخ 12 سبتمبر 2007)


50 جريحاً في اصطدام قطار بجدار وسط تونس

 

أصيب نحو 50 شخصاً بجروح متفاوتة بينهم اثنان في حال الخطر إثر اصطدام قطار بجدار في ساحة برشلونة وسط تونس العاصمة.

 

وقال مصدر من الشركة التونسية للسكك الحديدية أمس إن الحادث وقع مساء عندما فقد سائق قطار الضاحية الجنوبية السيطرة على مكابح القطار في محطة ساحة برشلونة، حيث صدم الجدار. وأوضح أنه تم نقل المصابين الى المستشفيات، فيما فتحت الجهات المسؤولة تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث، ولتحديد المسؤولية.                  

 

(يو.بي.أي)

 

(المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة)، الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

 


فتح تحقيق في الحادث:

50 مصابا في اصطدام القطار بجدار في محطة برشلونة

 

أصيب قرابة الخمسين شخصا صباح أمس اثر اصطدام قطار الضاحية الجنوبية بجدار في محطة برشلونة، وقد تم نقل المصابين الى مستشفيات مختلفة بالعاصمة فيما تولى المحققون فتح بحث في القضية.

 

«الشروق» تحولت الى مكان الحادث، وقد تبيّن انه وقع في حدود الساعة التاسعة صباحا عندما كان قطار الضاحية الجنوبية القادم من برج السدرية وعلى متنه مئات الركاب يستعد الى التوقف بالمحطة النهائية ببرشلونة وقبل ان يرسُو على بعد مترين من الجدار الاخير لعلامة التوقف الحديدية كما يفترض وفقا لما أكده بعض المسؤولين بالشركة التونسية للسكك الحديدية، فإن القطار واصل سيره ليصطدم بالخط النهائي وهو عبارة عن جدار من الاسمنت المسلّّح وعازل حديدي لحماية المحطة الداخلية وقاعة الانتظار من مثل هذه السيناريوهات.

 

* المصابون

 

حسب شهود عيان فإن الاصطدام كان عنيفا ومفاجئا مما تسبب حسب بعض المصادر الرسمية في اصابة 47 شخصا فيما أكدت مصادر أخرى ان عدد المصابين تجاوز الخمسين وقد وصفت مصادر صحية حالات المصابين بأنها متفاوتة الخطورة اذ هناك اصابات بسيطة فيما هناك اصابات أخرى قد تكون خطيرة، لذلك فإنه تم الاحتفاظ ببعضهم لتلقي المزيد من الاسعافات والعلاج.

 

وقد تم اخراج المصابين من بوابة صغيرة تقع بين محطة الركاب ومباني الادارة حيث تمكنت سيارات الاسعاف وسيارات الحماية المدنية التي هرعت الى مكان الحادث من الدخول ونقل المصابين على مدى قرابة الساعتين في الوقت الذي تكفلت فيه فرق طبية باسعاف المصابين وقد حاولنا الدخول لاستجلاء الأمر وتصوير عمليات الانقاذ الا انه تم منعنا رغم استظهارنا ببطاقة صحفي فيما سمح لإحدى القنوات التلفزية بالتصوير، لذلك اضطررنا للدخول من الباب المخصص للمسافرين والوصول الى القطار الذي تعرض الى الاصطدام.

 

* خطأ بشري

 القطار كان راسيا بالرواق التاسع وقد علمنا من مصادر بشركة السكك الحديدة ان السائق أصيب في الحادث وان نساءً وأطفالا من بين المتضررين. وقالت نفس المصادر ان القطار دخل المحطة النهائية ببرشلونة وسط العاصمة في حدود الساعة التاسعة صباحا وكان يفترض ان يتوقف قبل مترين من الخط النهائي، الا ان ذلك لم يقع، اذ واصل القطار سيره ليصطدم بعنف بجدار اسمنتي مسلح وبالحديد العازل مما أدى الى حدوث حالة ارتجاج عنيفة واصابة قرابة الخمسين راكبا وصفت حالاتهم بمتفاوتة الخطورة، وتم نقلهم الى اكثر من مستشفى في العاصمة. ورجّّح مصدرنا ان يكون الخطأ بشريا واستبعد ان يكون الحادث قد وقع نتيجة سبب تقني وقال ان القطارات تخضع الى فحوصات تقنية دقيقة قبل انطلاقها، فيما رأت مصادر أخرى ان الحادث وقع بسبب تقدير سيئ وغير دقيق لعلاقة المسافة بالسرعة.

 

* تحقيق

 

عموما، فإن لجنة للتحقيق تجري أبحاثها وتحقيقاتها حاليا للوقوف على الحقيقة وتحديد الاسباب الحقيقية والكشف عن كل ملابسات الحادث، فيما تم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وصدر الاذن بالقيام بالابحاث اللازمة وتحديد المسؤوليات.

 

من جهة ثانية قال قريب أحد المتضررين انه سيقاضي شركة السكك الحديدية بعد ان يطمئن على صحة قريبه، وقال مصدر قضائي ان الامر هنا متعلق بالمسؤولية التقصيرية، اذ ان الشركة مطالبة بتوفير الحماية للركاب ونقلهم في ظروف آمنة وان التذكرة التي تبيعها للراكب هي بمثابة العقد الذي تنجرّّ عنه التزامات من الطرفين، وأضاف مصدرنا انه بإمكان المتضررين مقاضاة الشركة وطلب تعويضات وترفع القضايا لدى المحاكم المختصة.

 

القضية مرشحة لمزيد التطورات خاصة أمام وجود اصابات خطيرة لدى بعض الركاب.

 

 (المصدر: صحيفة “الشروق” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 سبتمبر 2007)


 

تونس تنذر مدربها بعد الخسارة أمام السودان

 

وجه الاتحاد التونسي لكرة القدم إنذارا إلى الفرنسي روجيه لومير مدرب المنتخب التونسي احتجاجا على الأداء المتواضع الذي أدى للخسارة أمام السودان 2-3 الأحد الماضي في تصفيات كأس أمم أفريقيا (غانا 2008).

 

وقال رئيس الاتحاد طاهر صيود في مؤتمر صحفي الأربعاء بالعاصمة التونسية إن الاتحاد “وضع المدرب أمام مسؤولياته” ودعاه إلى “تثبيت تشكيلة موسعة للمنتخب والكف عن التجارب غير المثمرة”.

 

وأدت خسارة تونس إلى تخليها عن صدارة المجموعة إلى السودان لكنها نجحت في مرافقتها للنهائيات الأفريقية كأحد أفضل الفرق صاحبة المركز الثاني بمجموعات التصفيات.

 

وكان لومير تولى تدريب المنتخب التونسي أواخر عام 2002 بعد أشهر من إقالته من تدريب منتخب فرنسا بعدما أخفق في قيادته لتخطي الدور الأول لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.

 

وجددت تونس ثقتها بالمدرب الفرنسي رغم الخروج من الدور الأول في مونديال 2006 الذي استضافته ألمانيا.

 

يذكر أن الكرة في الشمال الأفريقي كانت قد تعرضت لضربة قوية عندما فشلت الجزائر في التأهل للنهائيات القارية للمرة الثانية على التوالي بعدما خسرت أمام غامبيا 1-2 الأحد الماضي ضمن المجموعة الثامنة من التصفيات التي تأهل عنها منتخب غينيا.

 

(المصدر: موقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 سبتمبر 2007)


صحيفة تونسية تطالب بمساءلة لومير أمام البرلمان

 
طالبت صحيفة (الجمهورية) التونسية الأسبوعية يوم أمس الخميس بمساءلة الفرنسي روجيه لومير مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم أمام البرلمان إثر هزيمة الفريق أمام السودان في ختام مشوارهما بتصفيات كأس أفريقيا .2008 واتهمت الصحيفة لومير بإهدار المال العام التونسي وطالبت أعضاء البرلمان باستجوابه ومحاسبته بصفتهم ممثلي الشعب صاحب الأموال التي تصرف على المنتخب وجهازه الفني. وانتقدت الصحيفة بشدة تدهور نتائج الفريق منذ كأس أفريقيا السابقة بمصر رغم الاستعدادات والإمكانيات المادية والبشرية الكبيرة الموضوعة تحت تصرف لومير. وأشارت إلى ان مباراة السودان كانت أسوأ مباراة لتونس في السنوات الأربع الأخيرة ووصفت مستوى اللاعبين خلالها بأنه (مهين ولا يشرف الكرة التونسية ولا يتماشى مع سمعتها وتاريخها). واتهمت الصحيفة لومير بإجراء (اختيارات عشوائية) وبالاعتماد على لاعبين (فاشلين) لا يستحقون (حتى الجلوس على مقاعد الاحتياطيين في أكبر الأندية التونسية). ووجه الاتحاد التونسي لكرة القدم أمس الأول الأربعاء إنذارا للومير اثر الهزيمة 2/3 أمام السودان التي انتزعت صدارة المجموعة الرابعة في التصفيات. وقال طاهر صيود رئيس الاتحاد في مؤتمر صحفي إن الاتحاد انذر لومير ودعاه لتثبيت تشكيلة موسعة للمنتخب والكف عن (التجارب غير المثمرة). ويدرب لومير تونس منذ 2002 وقادها للفوز بكأس أفريقيا 2004 بتونس. ومدد الاتحاد عقده قبل كأس العالم 2006 بألمانيا حتى 2008 ورفع راتبه الشهري إلى 50 ألف دولار. (المصدر: صحيفة “أخبار الخليج” (يومية – البحرين)، الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

وقف السباح التونسي الملولي 18 شهرا لثبوت تناوله المنشطات

 
لوزان (سويسرا) (ا ف ب) – اعلنت محكمة التحكيم الرياضي الثلاثاء وقف السباح التونسي اسامة الملولي 18 شهرا وسحب ميداليته الذهبية التي احرزها في بطولة العالم لسباق 800 م حرة في ملبورن في آذار/مارس الماضي. وكان الملولي المنتسب الى نادي كليشي الفرنسي والذي يتابع دراسته الاكاديمية في الولايات المتحدة خضع لفحص خاص بالكشف عن المنشطات جاءت نتيجته ايجابية في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في وست لافايت بالقرب من انديانابوليس. وسبق للملولي ان اعترف لصحيفة “ليكيب” الفرنسية بانه تناول مادة “انفيتامين” لكي تساعده على البقاء صاحيا طوال الليل ليعمل على تحضير دراسة للجامعة المنتسب اليها. واكدت المحكمة ان وقف الملولي سينتهي في ايار/مايو عام 2008 وذلك بعد احتساب الفترة التي ثبت فيها تنشطه. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 11 سبتمبر 2007)

تجريد أسامة الملولي من بطولة العالم

 
(CNN)– مثلما كان متوقعا أعلنت محكمة التحكيم الرياضي معاقبة السبّاح التونسي أسامة الملولي لمدّة عام ونصف أي إلى غاية موفّى مايو/أيار 2008 وتجريده من بطولة العالم التي أحرزها قبل شهور. ونقلت أسوشيتد برس عن بيان للمحكمة أنّه تمّت معاقبة الملولي إلى جانب تجريده من لقب البطولة العالمية لسباق 800 متر سباحة حرة، وذلك في ضوء النتيجة التي أفرزتها عملية الكشف عن المنشطات التي خضع لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. وفضلا عن الذهبية قررت المحكمة أن تحرم الملولي من الميدالية الفضية لسباق 400 متر سباحة حرة التي أحرزها خلال شهر مارس/آذار في بطولة العالم بميلبورن. وسبق للاتحاد التونسي أن اكتفى بتوجيه إنذار للسباح الذي اعترف بأنه تناول مواد غير مسموحة لأسباب “شخصية تتعلق باستعداده للامتحانات” غير أنّ الاتحاد الدولي للسباحة تقدّم باستئناف لدى محكمة التحكيم الرياضي مطالبا بمعاقبة أسامة الملولي لمدّة عامين. وكان أسامة الملولي أكّد عندما ثبت تورّطه في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 بالولايات المتحدة الأمريكية أنه تناول فعلا قرص “أديرال” ولكن لغاية الاستعداد للامتحانات الجامعية. غير أنّ محكمة التحكيم الرياضي اعتبرت أنّ السباح قام “بإهمال ليس على درجة من الخطورة التي تستوجب عقوبة بعامين كاملين من شأنها أن تحرمه من المشاركة في أولمبياد بيكين 2008. وأكدت المحكمة أن وقف الملولي سينتهي في مايو/أيار عام 2008، وذلك بعد احتساب الفترة التي ثبت فيها تنشطه. وبالتالي سيكون بإمكان السباح التونسي الاستمرار في استعداداته للمسابقة التي يعوّل عليها كثيرا و”تأكيد نزاهته” مثلما أصرّ على التأكيد للمقربين منه. وكان الملولي المنتسب إلى نادي كليشي الفرنسي والذي يتابع دراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة خضع لفحص خاص بالكشف عن المنشطات جاءت نتيجته إيجابية خلال بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في وست لافايت بالقرب من إنديانابوليس. (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 12 سبتمبر 2007)

على خطى بول كلي في الجنوب التونسي

 
باريس – ندى الأزهري     رحلة ليست كغيرها. على خطى الرسام بول كلي وعلى أنغام الموسيقي النهضوي الألماني باخ، قصد المخرج التونسي ناصر خمير في صحبة المخرج السويسري برونو مول الجنوب التونسي ليخرجا فيلماً يستغرق حوالى الساعة ونصف الساعة. الحكاية التي يرويانها بسيطة. بعد قرابة قرن من الزمن على الرحلة التي قام بها بول كلي في الجنوب التونـسي، خرج نـاصر خمير من تونس متبعاً المسار ذاته باتجاه القيروان. الفارق الزمني لم يمنع لحظات من اللقاء استثنائية بين الفنانين، لحظات يتحول فيها خمير من رسام ومخرج إلى دليل يكشف بنظرته الفنية العميقة عن غنى الثقافة التونسية وعظمة الحضارة العربية الإسلامية التي عرف عن الفنان شغفه بها وسعيه الدؤوب للتعريف بها كما ينبغي لها أن تعرف. فيلم ناصر خمير الجديد «يتجنب السرد» كما يصفه محققاه، ويبتعد من الوصف واللغو. شرح النصوص، تقديم الآثار أو قراءة اللوحات ليست المقصد، إنه حوار بين فنانين «غير مقيد بزمن»، وفي الحين نفسه «راهني وضروري»، حوار بين لوحات كلي المرسومة ولوحات خمير المصورة المأخوذة من أفلامه، بحيث تبدو هذه الأخيرة وكأنها «انعكاس لألوان وأسلوب كلي». وجولة في المكان في حارات تونس وأزقتها يقوم بها خمير ليرى من خلالها كم كان كلي في لوحاته «متأثراً بالأشكال التي رآها هناك على الجدران، في المنازل والحدائق…». يصف صانعا العمل هذا الفيلم بأنه «مهم في وقت لا تنفك عبارة صراع الحضارات تتردد على مسامعنا». ويعرض الفيلم في سويسرا اعتباراً من العشرين من الشهر الجاري. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

محمود درويش ضيف مسرح قرطاج

 
تونس – صالح سويسي     تحت شعار «المسرح إرادة الحياة « تلتئم الدورة 13 لـ «أيام قرطاج المسرحية» من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 8 كانون الأول (ديسمبر)2007. وتضم التظاهرة ثلاثة أقسام، أولها «الحضور» ويحتوي على عروض مختارة من تونس والعالم العربي وأفريقيا. والثاني «الانفتاح» ويستضيف فرقاً من أوروبا وآسيا للاطلاع على التجارب المغايرة في العالم مع بعض الأعمال القريبة من المسرح فناً وتعبيراً، أما القسم الثالث فهو قسم» بانوراما المسرح التونسي» وتعرض فيه مسرحيات مختارة من إنتاج العامين 2006 و2007. وتستضيف الدورة الجديدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي قال عنه مدير أيام قرطاج المسرحية الفنان محمد إدريس انه «شاعر الإنسانية» مشيراً الى أن «الشعر والمسرح من الفنون القريبة والمتكاملة التي تلعب دوراً مهماً في الارتقاء بالفكر وفي صحوة الضمائر وتقريب الشعوب وتأصيل قيم التسامح والحوار ازاء ما يشهده العالم من أزمات ونزاعات مؤلمة، والمسرح بإمكانه استيعاب كل الفنون والتقنيات الحديثة. وعن مقاييس اختيار الأعمال المسرحية في المهرجان قال إدريس «إنها تخضع لتقويم لجنة الانتقاء التي تسعى الى إيجاد أعمال قريبة شكلاً ومضموناً من المحور الأساسي للدورة وهو «إرادة الحياة» مؤكداً أن أيام قرطاج المسرحية «ليست سوقاً للبيع والترويج بل هي فرصة للمسرح الجاد والمتطور ولفتح أبواب الحوار وترشيد العلاقات الفنية والبشرية وتقديم الإفادة للارتقاء بالأذواق والأفكار». ويقـــول محـمد إدريـس: «لا مكان للأعمال التي تحيد عن توجهات الفكرة الأساسية والهدف من تأسيس هذه التظاهرة الدولية». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

تونسي يخطف طفلا من الشارع ويشتري به (قرطاسية) لأبنائه!!

 
خطف كهل تونسي فقير طفلا عمره خمس سنوات من الشارع وتركه “رهينة” في مكتبة حصل منها على الأدوات المدرسية اللازمة لأبنائه. وذكرت صحيفة “الشروق” امس أن الكهل اختطف الطفل الذي كان يلعب أمام منزل والديه بالعاصمة تونس وحمله معه على متن دراجة نارية إلى مكتبة لبيع اللوازم المدرسية مدعيا انه ابنه. وبعد أن حصل من البائعة على كل طلباته وقيمتها 76 دينارا (حوالي 60 دولارا) تظاهر الرجل بنسيان حافظة نقوده فاستأذنها في حمل الطلبات معه وترك “ابنه” لديها رهينة لحين جلب الحافظة من المنزل وسداد المبلغ المطلوب. وقالت الصحيفة إن البائعة حملت الطفل إلى مركز أمني بعد أن انتظرت “أباه” ساعات طويلة فأبلغتها الشرطة أن مجهولا اختطفه من أمام منزل والديه اللذين قدما بلاغا بذلك. .. وتونسيان يسرقان بنكا بمسدس لعبة! استخدم لصان تونسيان مسدس لعبة في السطو على أحد فروع (البنك التونسي) بالعاصمة تونس وسرقا 32 ألف يورو منه حسب تقارير اعلامية تونسية امس لكنها لم تذكر أي تفاصيل حول عملية السطو التي تعرض لها البنك الواقع على مسافة قريبة من مقر وزارة الداخلية التونسية. لكن شهود عيان أكدوا لوكالة الأنباء الألمانية أن أحد اللصين أرهب موظفي البنك بمسدس لعبة فيما تولى الآخر سرقة الأموال ثم لاذا بالفرار. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر)، الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

تونسي يختطف طفلا ويتركه «رهينة» ليحصل على اللوازم المدرسية

صاحبة المكتبة انطلت عليها حيلة «نسيت محفظتي»

 
تونس ـ لندن: «الشرق الأوسط» ما أكثرها حكايات المحتالين. وكم فيها من طرائف رغم ما فيها من جرم، بعضها يثير الضحك، وبعضها يصعب الحكم عليه لغرابته وخطورته، ولكن في كل الحالات يمثل الذكاء والفطنة الجانب المشترك فيها. وآخر حكايا المحتالين التي تناقلتها وسائل الإعلام التونسية ما أقدم عليه شاب، يتضح من حكايته أنه معوز، وفي الوقت نفسه حملته الحاجة إلى الجريمة. توجه ذلك الشاب، حسب تقرير لصحيفة «الشروق» التونسية أمس، الى مكتبة في المنيهلة بولاية أريانة في تونس، حيث طلب لوازم مدرسية قيمتها 76 دينارا (نحو 60 دولارا). وعند لحظة الدفع أبدى انزعاجا لصاحبة المكتبة لأنه، حسب «الحيلة» المبيتة، نسي حافظة أوراقه في منزله. فاستأذنها في أن يترك ابنه الصغير، وله من العمر 5 سنوات، ليركب دراجته النارية حاملا ما اشترى من لوازم لجلب الحافظة. لكنه لم يعد الى يوم أمس، ومن المؤكد أنه لن يعود باختياره. والواقع لم يكن كما تصورت صاحبة المكتبة، إذ انتظرته لأكثر من ساعتين. ولما يئست من عودته حملت الطفل الى مركز أمني، حيث اتضح للمسؤولين أنه هو الطفل الذي تبحث عنه الشرطة، بعدما أبلغ والده عن اختطافه بواسطة رجل يركب دراجة نارية. ولعل المشترك في كافة الذين تنطلي عليهم الحيلة، أنهم على درجة من الثقة بالخير في الإنسان. وهكذا كان حال صاحبة المكتبة. فهي بلا شك فكرت في أن الرجل يود أن يحمل الرزمة التي اشتراها، لأن المقعد الخلفي لن يسعها حين يردف خلفه ابنه. و«نسيان المحفظة» يعتبر «طعما» متوارثا يستخدمه المحتالون، وكثيرا ما يبتلعه المحتال عليهم. وتحكي رواية شعبية سودانية متوارثة في أدب الطرائف عن محتال «خفيف الظل» بدأ صباحه بأن قصد مخبزا، وطلب من صاحبه أن يجهز له على وجه السرعة 1500 قطعة من الرغيف (الخبز) الصغير، مدعيا أنها لمناسبتي عرس في مكانين مختلفين. ثم دفع له ثمنها كاملا. وأخبره أنه سيرسل من يأخذ الرغيف بعد تجهيزه. وبعدها اتجه الرجل المحتال إلى متجر صائغ، واشترى منه عقودا و«غوائش» ذهبية بلغت تكلفتها 750 جنيها. وعند لحظة الدفع خيّر الصائغ بين أن يأخذ الثمن على شيك للبنك أو يحصله من قريب له في المخبز «الفلاني». وبالطبع اختار الصائغ «الكاش» وركب مع المحتال سيارته. ولما بلغا المخبز نادى المحتال على الخباز باسمه، قائلا: يا عبد الله اعط الأخ ده 750 من الـ1500 اللي عندك». وترجل الصائغ ليأخذ الـ750 جنيها. وفي تلك الأثناء كان المحتال قد قاد سيارته بعيدا ومعه الصيغة الذهبية. ووقف الصائغ أمام الخباز عبد الله، الذي سأله «الرغيف ده كتير كيف تشيلو.. وين ماعونك»؟ (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

 


تونس: حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تثمن إحداث إذاعة القران الكريم

 
تونس(وات) – ثمنت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مبادرة الرئيس زين العابدين بن على الخاصة بإحداث إذاعة القران الكريم التي انطلق بثها يوم الخميس مع بداية شهر رمضان المعظم. وقد سجلت الحركة بإيجاب دعم الفضاء السمعي في تونس لأول مرة بانطلاق إذاعة الزيتونة للقران الكريم بمبادرة من رئيس الدولة في إطار العناية بالدين الإسلامي الحنيف والتشجيع على إشاعة الفكر المستنير بنشر قيم الإسلام الصحيحة ومقاصده النبيلة وفي مقدمتها الإحسان والتسامح والاعتدال. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 13 سبتمبر 2007)

صهر الرئيس التونسي يدشن أول إذاعة دينية بتونس

 
محمد الحمروني – رويترز: تونس – شهد اليوم الأول من رمضان عام 1428 هجريا في تونس تدشين أول إذاعة دينية في تاريخ البلاد تهدف –حسبما أعلنت السلطات– إلى نشر الفكر الإسلامي المتسامح، وقطع الطريق أمام الفكر المتطرف. وواجهت خطوة إطلاق هذه الإذاعة رفضا من جانب بعض الأصوات العلمانية، بحسب مراسل “إسلام أون لاين. نت” الذي لفت إلى أنه قبل اليوم لم يكن في تونس أي إذاعة أو قناة دينية ولو حتى على شبكة الإنترنت. وبآيات قرآنية بدأت إذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” بثها اليوم الخميس من مقرها في بمدينة قرطاج حيث يقع قصر الرئاسة. وتبث الإذاعة برامجها معتمدة في الأساس على القرآن الكريم بنسبة لا تقل عن 80%، وبترتيل أصوات تونسية شابة، وذلك على موجة “إف إم” لتغطية ما يفوق 90% من السكان على مدى الأربع والعشرين ساعة. وستخصص بقية البرامج للأحاديث النبوية الشريفة وقصص الأنبياء والأدعية والابتهالات إلى جانب تلقين قواعد النطق والتجويد في الترتيل، وذلك في إطار الربط التفاعلي مع الجمهور. وتبث الإذاعة بصفة دائمة الصلوات الخمس من جامع العابدين، كما تنقل صلاة التراويح وصلاة الجمعة من مساجد وجوامع تونسية أخرى. وإذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” مملوكة لمحمد صخر الماطري صهر الرئيس زين العابدين بن علي. ووقع الاختيار على كمال عمران الأستاذ الجامعي المعروف للإشراف على “الزيتونة” التي استمدت اسمها من جامع الزيتونة الشهير بالعاصمة تونس، والذي ظل بمثابة منارة إسلامية على مدى قرون. قيم الإسلام الصحيحة وعن السبب وراء إنشاء “الزيتونة” قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية (وات): “إن إحداث هذه الإذاعة يندرج في إطار العناية المتواصلة بالدين الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة، وفي مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال”. وأفادت “وات” بأن الماطري مالك المشروع يشعر بالامتنان للرئيس بن علي لما لمس لديه من “ترحيب بفكرة إنشاء هذه المحطة الإذاعية بما يؤكد حرصه على رعاية الدين الإسلامي والقائمين على شئونه”. وأكد الرئيس التونسي في وقت سابق ضرورة الإحاطة بالشبان وتوعيتهم لدرء خطر التطرف عنهم في وقت يتزايد فيه نشاط الجماعات الإسلامية في شمال إفريقيا. معارضة علمانية و”الزيتونة” هي ثالث إذاعة خاصة في تونس بعد أن أنشئت سابقا إذاعة “موزاييك” و”جوهرة”، وهما مخصصتان للترفيه، إضافة لفضائية تلفزيونية خاصة هي “حنبعل”. وبينما رحب المواطنون بإطلاق هذه الإذاعة شهدت الصحافة المحلية عدة مقالات لكتاب علمانيين هاجموا فيها هذه الخطوة في البلاد التي يقول الإسلاميون فيها: إن السلطات تضيق على كل ما هو إسلامي، خاصة ارتداء الحجاب. وتوجد حاليا العديد من طلبات الترخيص بإطلاق إذاعات أو قنوات عامة أمام السلطات في تونس، ويشكو أصحاب هذه الطلبات من تعقيدات كبيرة تمارسها أجهزة السلطة، ما يفسر بخشية السلطات من أن تكون قوى المعارضة وراء طلبات تأسيس هذه الوسائل الإعلامية. (المصدر: موقع “إسلام أونلاين نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 13 سبتمبر 2007)

اذاعة الزيتونة : خطوة تونسية ايجابية على طريق الاصلاح

 
مرسل الكسيبي- بيان للرأي العام الوطني: بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم لسنة 1428 هجرية بادر رئيس الجمهورية التونسية  مشكورا الى اتخاذ قرار وطني بانشاء اذاعة تونسية للقران الكريم , حيث شرعت الاذاعة المذكورة هذا اليوم الخميس الأول من رمضان بالبث من منطقة قرطاج ذات الرموز السيادية . واذ نثمن هذه الخطوة ونعتبرها قرارا شجاعا ووطنيا لمصالحة الدولة مع هوية شعبها ومع الموروث الحضاري للتونسيين والتونسيات , فاننا نغتنم هذه الفرصة لدعوة الرجل الأول للدولة التونسية الى التدخل الناجع من أجل طي ملف اشتباك بعض الجهات الرسمية مع موضوع الحجاب الاسلامي استنادا الى مايتمتع به من صلاحيات دستورية واسعة تخول له الغاء المنشور القهري 108 . واذ نشكر لكل الاخوة المسؤولين بالدولة التونسية هذه الخطوة الايجابية التي تعيد للتونسيين الأمل في دولة تشرف على تلبية الحاجيات الروحية والتربوية والدينية لأبناء شعبنا, فاننا نأمل أن تكون اذاعة الزيتونة للقران الكريم منعرجا هاما في حياتنا الوطنية يتوج مع نهايات هذا الشهر المعظم باطلاق سراح كل من تبقى من معتقلين في قضايا الرأي والسياسة . اننا نأمل أن يكون شهر القران العظيم وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر مقدمات المصالحة الوطنية الحقيقية في تونس , ولعل رفع القيود الادارية والأمنية والمادية عمن أفرج عنهم بموجب عفو رئاسي خاص واستعادة هؤلاء لحقهم في التنقل الطبيعي والسفر والعلاج والعمل والدراسة …, يعد مقدمة لمصالحة وطنية شاملة بين الدولة والمواطن وبين الحاكم والمحكوم انطلاقا من روح الاعتدال والتسامح الذان نص عليهما ديننا الحنيف والذان كانا باعثا لانشاء اذاعة القران الكريم بمبادرة رئاسية . وفي الختام نجدد التحية لكل من ساهم في انشاء اذاعة الزيتونة للقران الكريم ونرجو من الله تعالى أن تكون منبرا طلائعيا في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال الاسلامي في ربوع تونس , كما نأمل أن يكون بزوغ فجرها خطوة صادقة على طريق بناء اعلام حر ووطني ومتوازن وأصيل ومستجيب لشروط التحديث في المجال السمعي البصري . الإمضاء : مرسل الكسيبي بصفته إعلاميا تونسيا ومديرا لصحيفة الوسط التونسية. ألمانيا الاتحادية بتاريخ الأول من رمضان 1428 ه (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 13 سبتمبر 2007)


شكر وإشارة وتذكير

 
نودّ بدءا الإعراب عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان لكلّ من صدرت عنهم عبارات المواساة والتعاطف، ونعتبر أنّ هذا الشعور النبيل وهذه العواطف الصداقة تجعلان المرء يرتفع فوق أحزانه ويترّفع عن التشبّه بالجلاّد حين تأتي هذه الرغبة على رأس ما يراود الضحيّة دائمًا. نودّ أن نشير ونعلم كلّ من سألنا واستفسر عن صمت الأستاذ برهان بسيّس أمام هذه الحالة الإنسانيّة، وهو الذي تفطّر قلبه أمام مآسي العالم، أنّ أبجديات الممارسة الصحفيّة تعلّمنا أن السكوت ليس صمتًا، كمثل ما يأتي غياب اللون فوق اللوحة لونًا والفراغ الموسيقي ضمن المقطوعة عزفًا، فقط علينا أن نحسن القراءة. انطلاقًا من رسالة الأستاذ الفاضل مرسل الكسيبي، نودّ أن نعرب عن شديد الإعجاب بما كتب، حين وضع المسألة في بعدها القانوني والإنساني، في رفض ـ نكبره ونثني عليه ـ لأيّ تأويل سياسي أو إنزال للمسألة ضمن ما هو قائم بين النظام التونسي ومعارضيه، حين ترفض عائلتنا رفضًا باتًا أن تكون وتتحوّل إلى وقود في حرب سينسانا متقاتلوها لحظة تضع هذه الحرب أوزارها… مع تجديد الشكر والتحيّة الفائقة للجميع نصر الدّين بن حديد    سامية بن حديد            محمّد ميلاد بن حديد                أيّوب بن حديد

 

 

الجامعي والتمديد في سن التقاعد :

الإقصاء على الهوية

 
عبد السلام الككلي  * يغادرنا في مفتتح هذه السنة الجامعية الأستاذان الجامعيان أحمد إبراهيم والطاهر الهمامي اللذان رفضت وزارة الإشراف التمديد لهما في سن التقاعد فيما يشبه العزل المقنع…إليهما مربيين و مناضلين و صديقين أهدي هذه الكلمات . إنّ الإحالة على التقاعد إجراء معقول مقبول عند حلول أوانه وكثيرا ما ينتظر بفارغ الصبر بعد طول الخدمة لثقل الكلفة وفتور الهمّة. ليس التمديد من حقّ الموظّف وإن كان له أن يطالب به أحيانا أو أن يرفضه. لكن من حقّ المواطن أن يعامل كما يعامل غيره في حدود ما يسمح به القانون والعرف والأخلاق. بل من واجبه، واجب المواطنة في المجتمع المدنيّ، أن يراقب ما يجري ويشكر من يعدل ويتصدّى لكلّ من يتجاوز المبادئ والأصول التي بنيت عليها الدولة وأقيمت الجمهوريّة. وأهمّ هذه المبادئ عدم الانفراد لا بالسلطة ولا بالرأي ولا بأخذ القرار، في جميع الأمور ومنها التمديد في سن التقاعد . فليست الدولة راعيا يسوق الغنم يمدّد أعمارها ويقصّر على هواه، كما كان  البايات والدايات والمماليك والسلاطين يسوقون الشعوب إلى الأسواق تباع كالعبيد في الأصفاد، بل الدولة، دولتنا، دولة المؤسّسات..  إنها ليست ذاتا مادية بعينها ولا مؤسّسة بعينها تستغني عمن تريد وتحتفظ بمن تريد، بل الموظّفون كلّ الموظفين رجالها المكوّنون لمؤسّساتها الساهرون على بنائها في خدمة المصلحة العامة. فليس الجالس على الكرسيّ خلف مكتب الإدارة والمكلّف بالإمضاء على الواردات والصادرات حاكما بأمره ولا حاكما بأمر الله، بل هو ممثل للمؤسّسة المركّبة من أعوانه المعينين له المساعدين على تقسيم العمل وتوجيهه والتخطيط له والسير به نحو الأهداف والغايات العائدة بالخير على الجميع. وذلك في سائر  الأحوال بلا استثناء كبيرها وصغيرها على حدّ سواء، بل هو في صغير الأمور أوكد لأنّ الصغائر إنّما هي مكوّنات العظائم وأساسها التي تبنى عليها. فكما أنّ المؤسّسات تكون بالأفراد، فان المؤسّسات تكون بالمؤسّسات، بعضها فوق بعض، ولكل مسيّر مشرف، وعلى كلّ مشرف مؤسّسة تشرف عليه، والحكم في النهاية للشعب واضح النصوص المتحكّمة في الأفراد والمؤسّسات. وهذا هو المقصود بدولة القانون. فليس التمديد من مشمولات الأشخاص أوبعض الأفراد مهما علا مركزهم، بل هو كالتوظيف من مشمولات المؤسّسات المسيّرة بالقوانين والمكوّن بعضها لبعض، وما الممضون على الأوراق في مختلف المراحل إلا أعوان الدولة الساهرون على حسن تنفيذ ما ترتئيه المؤسّسات. إنّ الجامعيّ وإن كان ككلّ أعوان الدولة فردا وموظفا تابعا لإحدى المؤسسات التعليميّة، فإنّه ككلّ أعوان الدولة يختصّ في مهنته بخصائص مميّزة. ومن أهمّ خصائصه الناتجة عن كونه صنفا معيّنا من الموظفين السامين أنه بفضل درجته في قيمة المسيّر لمؤسّسة من مؤسّسات الدولة. إن الفرد الجامعي مؤسّسة تعليمية ومؤسّسة في البحث إذا كان مجرّد مساعد، فكيف إذا كان أستاذا محاضرا أو أستاذ تعليم عال يسيّر فرق التدريس وفرق البحث ويشرف على وحدات أو مخابر أو لجان علميّة ذات صبغة إداريّة. إنّنا نرجو ألا يكون بعض الجالسين على المقاعد خلف المكاتب أفرادا ينسون أنّ هؤلاء الأساتذة الذين لا يمكنهم بحكم طبيعة مهنتهم إلا أن يكونوا أناسا متواضعين والذين لا يمكنهم بحكم عددهم وفقر دولتهم أن يتمتّعوا بالمقاعد الوثيرة والمكاتب الجاهزة والسيارات الحكوميّة المرقمّة إنّما هم مؤسّسات كاملة ينبغي التثبّت في مهمّاتهم قبل أخذ القرار في شأنهم. فمن عجيب الجالسين على الكراسي أنّهم قد يتفطنّون إلى ما تخسره الدولة بترك سيارة أو جرّار يمكن استبدالهما بنظيريهما في الحال ولا يتفطّنون لشدّة ضعفهم في الحساب أنّ صنع جامعيّ متوسّط الحال يكلّف الدولة في أبسط الأحوال الإنفاق ربع قرن على مئات  الأفراد لصنع جامعيّ واحد من بينهم وأنهّا تنفق على هذا الجامعيّ سنوات أخرى ليصبح مدرّسا باحثا، وأنّه عليها عند إحالة بعضهم إلى التقاعد أن تنتظر ما يقارب ربع قرن آخر لتعويضه، وهي المدّة التي يقضيها الشاب المنتدب عوضا عنه ليصبح جامعيّا حقيقيّا. لكنّ مثل هذا الحساب البسيط اللائق بالأقسام الابتدائية أكبر من أن يفهمه الفنيّون في الواردات والصادرات من الأوراق.ممن لا يعنيهم المحافظة على خبراتنا إنّ الخبرة العالية لا تقيّمها إلا الخبرة العالية. لذا أقامت الشعوب الراقية تعليمها في العموم وتعليمها العالي بالخصوص على اللجان والمجالس. وعنهم أخذ المشرّع النبيه هذه التقاليد وسنّ لها النصوص لحفظها. فإلى اللجان والمجالس يرجع القول الفصل في الارتقاء والإثبات والتمديد. والعجيب في أمرنا أنّ الشائع بين الناس أنّها تقاليد ديمقراطية. والحقيقة أنّ العلم لا يعترف بهذه المفاهيم السياسيّة. فتظافر الخبرات غايته إصابة الحقيقة قبل كلّ شيء. فليست مجالس الأقسام مسؤولة عن تقييم أفرادها بعضهم بعضا لأنّها مجالس شعبيّة بل لأنّ النظير هو الوحيد القادر في هذا المستوى الرفيع على تقييم النظير. وليست المجالس العلميّة المتّخذة للقرار مجالس موضوعة في أصلها لمجرّد التمثيل بل هي مجالس موضوعة للتنسيق بين مقترحات الأقسام ومراقبتها على حسن تطبيق المعايير لتمدّ العميد أو المدير بالرأي الصائب حتى لا يمضي على الأوراق كما جاء واتفّق. وليست مجالس الجامعات كمجالس المستشارين وكبار النوّاب الممثّلين للشعب بل هي درجة أعلى في تقييم النظير، مهمّتها مراقبة المؤسّسات الممثّلة في مجالسها العلميّة للتنسيق بينها والتحقّق من حسن استعمالها للمعايير حتى يكون إمضاء الرئيس على إمضاء العميد مراقبا ومبرّرا ومعبّرا عن رأي المؤسّسة الكبرى في رأي المؤسّسة الصغرى. ولولا أنّ بعض مهامّ الجامعيّ تجاوز جامعته، لما وجدت هيئة أخرى لإبداء الرأي بعد تمام التقييم في مجالس الأقسام والمعاهد والكليّات والجامعات. إلا أنّ إدارة التعليم العالي هي التي تكلّف الجامعي بالمناظرات والامتحانات الوطنيّة، فلمصالحها أن تضيف رأيها إلى آراء المجالس، وليس لها أن تلغي آراء النظراء في نظرائهم لأنّ المصالح الإداريّة غير مؤهّلة للتقييم العلميّ والتربويّ. ولو كانت مؤهلّة لما احتاجت إلى الجامعيين في المناظرات. فمهمتها إثراء الملفّ بالمعلومات التي لا تتوفر للمجالس واللجان العلمية الجامعية. أمّا المؤسّسات المجاوزة لهذا المستوى فليس لها رأي في التقييم وليست مؤهلة علميّا ولا تربويّا له، فمهمّتها إداريّة ماليّة خالصة. وفي غير هذا فهي مؤسّسة عليها أن تحترم المؤسّسات والقوانين وان تراقب ما دونها من المؤسّسات حتى لا تزيغ. ولكن هل يحقّ لمؤسّسة جامعية بما في ذلك الإدارة المركزية المتمثلة في وزارة الإشراف والتي تجمع لديها وتحصر سلطات التقريروالبت النهائي في جميع المسائل الوظيفية الإدارية أن تدخل في الاعتبار معايير أخرى غير المعايير العلميّة والتربويّة فتصبح الإحالة على التقاعد نوعا من العزل في غير الصيغ القانونية أو نوعا من التشفي السياسي في غير ميدان السياسة وبغلاف ” قانوني “، قطعا لا. وليس ذلك لأجل الحرّيات السياسيّة أو دفاعا عن المجلس الذي يرجع إليه وحده حق التأديب. بل لسببين بسيطين : أوّلهما  أنّ المقرر الإداري المؤدّي إلى فصل الموظّف باب آخر مستقل، وله تدابير خاصّة ينص عليها النظام العام لأعوان الدولة. والثاني أنّ مهمّة المدرّس الباحث غير سياسيّة. فإذا كانت له أنشطة سياسيّة مقلقة لبعض الأطراف، فأحد أمرين إمّا أنّها تعرقل مهمته العلميّة والتربويّة وفي هذه الحالة يكفي أن تطبّق المعايير العلميّة والتربويّة لحرمانه ممّا يريد، وأن يقع التشدّد في مراقبة المجالس وحسن سير عملها، وإمّا أنّها لا تعرقل المهمّة العلميّة التربويّة، وفي هذه الحالة لا نرى وجه الخطر إن وجد حقّا خطر. هذا في ما يخص وظيفته داخل الجامعة أما خارجها فانه يتحول إلى مواطن كسائر المواطنين يتمتع بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبينة بالقانون ولا يحد من هذه الحقوق إلا بقانون ومنها حقه في التعبير والانتماء السياسي  و لا يجوز لأي كان أن يخلط بين الصفتين( الجامعي والمواطن) فيعاقب الأول لأجل الحقوق التي مارسها الثاني عقابا هو أشبه بالإقصاء على الهوية . لكن يبدو أنّ بعض السياسيين الهواة لدينا لا يعرفون الجامعة، وهم أجهل من أن يدركوا أن الجامعيّ إذا تطرّق إلى السياسة في القسم فقد أعلن فشله العلميّ وضعفه التربوي                                                                الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة 
 

 

نكفر الاقوال و الافعال و لا نكفر صاحبها.

 

حدث البخاري في كتاب الأدب باب : من أكفر(هكذا ورت بالف الزيادة للتعدية) أخاه بغير تأويل فهو كما قال.

  عن أبي هريرة عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما) [1]

روى البخاري في كتاب الادب باب ما ينهى من السباب واللعن [2]:

عن أبي ذر رضي الله عه انه سمع الني صلى الله عليه وسلم يقول:(لآ يرمي رجل رجلا بالفسوق و يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ن لم يكن صاحبه كذلك).

جاء في شرح ابن حجر في كتابه الموسوم بفتح الباري ما يلي:

 

(إن قصد نصحه أو نصح غيره ببيان حاله جاز , وإن قصد تعييره وشهرته بذلك ومحض أذاه لم يجز ; لأنه مأمور بالستر عليه وتعليمه وعظته بالحسنى , فمهما أمكنه ذلك بالرفق لا يجوز له أن يفعله بالعنف لأنه قد يكون سببا لإغرائه وإصراره على ذلك الفعل كما في طبع كثير من الناس من الأنفة , ولا سيما إن كان الآمر دون المأمور في المنزلة )…

 

 ” إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء , فتغلق أبواب السماء دونها , ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة , فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن , فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها ” وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن وآخر عند أبي داود والترمذي عن ابن عباس ورواته ثقات , ولكنه أعل بالإرسال ,[3]

 

حدث البخاري في كتاب  الادب باب : ما ينهى من السباب واللعن عن ثابت بن الضحاك كان من أصحاب الشجرة حدثه ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:……………………………..:و من لعن مؤمنا فهو كقتله,ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله.)[4]

ويؤخذ حكم ما يتعلق بتكفير من كفر المسلم من الذي قبله . ‏وقوله : ” لعن المسلم كقتله “‏ ‏أي لأنه إذا لعنه فكأنه دعا عليه بالهلاك ‏

 

مما لا مندوحة منه أن هذه الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كافية لاظهار حرمة التكفير, وأهل السنة و الجماعة يصدرون عن رأي موحد من مشارق الارض الى مغاربها مفاده: ان المرء بوسعه  أن يقول هذا عمل كفري, مناف لمسمى الايمان ولا يجوز له بحال تكفير صاحبه, الا اذا نطق هو بنفسه بما ينافي الايمان كأن يظهر عدم اعتقاده بأركان الاسلام او ان يتطاول على كتاب الله او ان يسخر بآيات الله او يتخذها هزوا… فحينها أيضا لا يحتاج المرء الى تكفيه بل يشير الى ان عمله كفري يخرجه من الملة ويرده بلطف أخلاق الى ان يراجع نفسه ويتوب الى الله. هذا ما صدر مني في رد مقتضب على مقال على صفحات تونس نيوز ل- د. سلوى الشرفي. وما زلت على هذا الاعتقاد الى ان القى الله.

فلا فائدة لمحترفي صناعة الكلام بالتدخل وفرض قواعد للحوار, هي في أحسن احوالها انطباعات شخصية, لا زمام لا من كتاب أوسنة و لا خطام لها من عقل ولا نقل.انما أنا ثم لا أريكم الا ما أرى…

والله أسأل التوفيق والسداد وهداية عباده اليه وما أصبره سبحانه وتعالى على جهل الجاهلين وكثرة الاباطيل التي يراد لها أن تسود.

فالله سبحان وتعالى يتودد الى عباده وهو الغني عنهم فيقول🙁 استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله , مالكم من ملجا يومئذ ومالكم من نكير).الشورى 47

وهو تعالى يقول: ان تكفروا فان الله غني عنكم, ولا يرضى لعباده الكفر, وان تشكروا يرضه لكم, ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون, انه عليم بذات الصدور.)الزمر 7

 

د. نورالدين بوفلغة
 

صحيح البخاري حديث 6103 [1]

 صحيح البخاري حديث 5585[2]

 أخرجه أبو داود عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه[3]

 صحيح البخاري حديث 5587[4]


من المستفيد من ضرب الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين؟

ما ذا يعني التركيز على رئيسها الأستاذ المناضل المجاهد محمد النوري؟

 
الكل يعلم أن 30 ألف سجين و عدد لا بأس به من الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب و البعض منهم غيب عن أهله كالمناضل كمال المطماطي الذي مازالت السلط الأمنية بولاية قابس حيث وقع إيقافه بمنطقة الأمن هناك ووقع تعذيبه لا تريد أن تفصح عن الحقيقة هل هو في عداد الموتى أم الأحياء رغم وجود شهادات من وقع إيقافهم معه يصرون فيها انه مات تحت التعذيب. هذه المصيبة الجلل التي لا تكفي فيها المواساة و لا حتى لجان الإنصاف و المصالحة كالتي وقعت عند جيراننا المغاربة مصيبة لا يشفي فيها الصدور غير القصاص العادل من الجلادين أمام قضاء عادل و مستقل عندها فقط يمكن للمظلوم أن يعفو إن أراد. أما الآن هؤلاء المساجين المنهارة قواهم و المريضة أجسامهم بأمراض مزمنة و الجائعة بطون أبناءهم و أزواجهم و أنفسهم من يعوضهم ومن لهم و من يكلا جراحهم ؟؟؟؟؟. إنها قضية جيل بأكمله دمر في مستقبله و أمله وطموحه جيل من الأساتذة و الإداريين و المهندسين و الأطباء و مؤسسي الجامعات و الفنيين و العمال و الفلاحين اندثروا مرة واحدة كأنما ضربوا بقوس واحدة فلا حراك لهم. كانت الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين هي المحرك الوحيد طيلة سنوات الجمر لقضيتهم والمخاطب البارز و الهام نيابة عنهم تجاه المجتمع الدولي للتعريف بقضيتهم إنها قضية رأي لا إرهاب كان رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري يجوب البلدان متحملا المتاعب و المصاعب ينفق من جيبه غير مبال بالمضايقات و التهديدات لم يمل و لم ينفض يده مضحيا بكل ما يملك ادخل السجن و نهب ماله بالقضايا الكيدية 90 ألف دينار خطايا و لا يزال صامدا خاض إضرابات الجوع من اجل المساجين دخل في التحالفات المناهضة للاستبداد و المطالبة بالحريات كان مواسيا تارة و مضحيا أخرى مدافعا كلما ارتفعت الآهات و الأوجاع كان مضحيا بكل ما يملك. كلما أتاه سجين إلا ولبى طلبه واقفا معه في حينه مراسلا الجهات الرسمية و المعنية بقضيته يتنقل بنفسه و في سيارته الخاصة فيحمل السجين أو أهله من بيوتهم إلى حيث تكون المهمة وظف كل ما يملك من اجل قضية السجين. إن الهجوم و الاهانة الموجهة لشخصه و للجمعية عبره هي إهانة لقضية السجين و لن تكون سليمة المنطلق و لا المقصد فلطالما بحثت قوى الاستبداد عن مدخل للجمعية كي تلجمها و تسكتها إلى الابد. فلنحذر قد تمتد يد الاستبداد عبر من تسول له نفسه بيع ذمته و يلعب دور الوسيط كي يدجن الجمعية و يسرق نضالاتها كما تم تدجين مركز استقلال القضاء الذي كان يراهن عليه للعب دور ريادي في فضح التجاوزات الخطيرة في سلك القضاء. و لقد قدم جمع من المناضلين ملفا كاملا أعدوه حول الخروقات القضائية والتي ظلم فيها كثير من الأبرياء لكي ترفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، لكن أصحاب المعالي وتجار الخلاص الفردي اعدموا الملف في الرفوف ترضية للاستبداد فمن للضحايا يواسي الجراح … و يرفع راياتها من جديد ؟؟؟ من للمساجين المسرحين لكي يحصلوا على حق التداوي و التعويضات. و من للذين مازالوا قابعين في ظلمات الزنازين يمر عليهم العيد تلو العيد ليس لهم من ذنب إلا أنهم رفضوا الظلم و كانوا أصحاب رأي مخالف ؟؟؟. هذا المناضل توفيق الزائري المنسيي في ريف جندوبة نسال الله ان يفرج كربه و نناشد كل المناضلين أن يلتفتوا إليه و يواسوه و يتضامنوا معه حتى بمكالمة هاتفية و هذا رقم هاتفه 24076480 و هو المثقل بالأمراض المزمنة بعد 17 عام سجنا و قد من الله عليه بحفظ كتابه الكريم، يكابد ويناضل من اجل ان يسمح له بالسفر الى العاصمة لأجل العلاج و لكن لا حياة لمن تنادي وهو المكبل بالمراقبة الإدارية المقيتة. هكذا تهاجم الجمعية في رئيسها إذا !!! ، كي تدجن تملقا و خيفة و انتظارا لأوهام بائسة لن تتحقق. إن استهداف الجمعية ورئيسها الأستاذ محمد النوري و الناشطين فيها و على رأسهم المناضل زهير مخلوف الذي دفع من وقته و ماله و صحته حيث لا يملك كل مطلع قريب من الجمعية إلا أن يكبر عمله و يجله. إذا استهدفت الجمعية و استهدف تحالف الصمود والنضال من اجل الحرية 18 أكتوبر واستهدف الحزب الديمقراطي التقدمي قلعة النضال و التحدي و استهدف الأستاذ نجيب الشابي ظلما و عدوانا إلا أن يقول لا للاستبداد. و للعلم ولتنتبهوا الي المفارقات العجيبة ان طيلة السنوات الست التي تولي فيها الاستاذ محمد النوري رئاسة الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين لم تسهدف شرائح المجتمع المدني و لامكوناته من قبل الجمعية فلماذا هذه الفترة بالذات و بعد الاعلان تبجحا علي ازاحة الاستاذ محمد النوري من الجمعية تفتح النار بدون تحفظ و يستهدف الحزب الديمقراطي التقدمي و حركة 18 اكتوبر رمزي الممانعة و التصدي للاستبداد و لن تهدأ قوى الظلام مدعومة بالاستبداد حتى تخمد كل صوت نضالي حر عندها سوف تبتسم وجوههم و يرفعون أصواتهم الكريهة لأسيادهم كاشفين عن منجزاتهم : .. انا رمينا الكل في الهاوية فالساحة من كل صوت نضالي اليوم خالية !!!!!. حمزة حمزة

بسم الله الرحمان الرحيم

كتاب( بني خدّاش و جيرانها عبر الحركات النضالية)للكاتب عمار السوفي

تقديم  مصطفى  عبدالله  الونيسي الجزء الثا ني: النشاط السياسي و الثورة المسلحة ببني خدذاش:
 
الفصل الثالث:النشاط السياسي: حدثنا الكاتب عن بداية النشاط السياسي في المنطقة ، و عن كيفية تبلوره رغم خضوع هذه المنطقة للنفوذ العسكري الذي يحجر الأنشطة السياسية. و كعلامة على تبلور  شيء من الوعي السياسي في هذه الجهة بعث أول شعبة دستورية، و قد كان للمناضل علي بن بلقاسم العونلي دورا بارزا في تأسيس هذه الشعبة ، إذ   شهد منزله  بزمور انعقاد أول اجتماع تأسيسي للشعبة الدستورية ببني خدّاش، و كان عملها في بدايته سريا كانعقاد اجتماعها التأسيسي، و ضمت الشعبة في بداية نشأتها السّادة: علي بن بلقاسم العونلي               رئيس شعبة عبدالستار عاشور                      كاتب عام نصر بن علي المكرازي            أمين مال ميلود بن محمد البوعبيدي         كاهية كاتب عام مبروك الكمنتر                        كاهية أمين مال علي بن خليفة المحضاوي        عضو محمد بن ضو البوبكري            عضو مصباح بن صالح جربوع         رئيس دعاية امحمد السنوسي                 مسؤول عن الشبيبة الدستورية  و بعد فترة من النضال السري ، ارتأى المناضلون تجاوز مرحلة السرية ، فقرروا عقد اجتماع علني و حددوا له موعدا يناسب السوق الأسبوعي لضمان حضور أكثر عدد ممكن من المواطنين، فانعقد الإجتماع أواخر سنة 1951م برئاسة علي بن خليفة المحضاوي.وإثر هذا الإجتماع بمدة توصل أعضاء الشعبة إلى اختيار مجموعة من المواطنين تأكدوا من صدق ولاءهم و تحمسهم لخدمة هذا الوطن الذي ابتلي بالأستعمار.  ومع هؤلاء الأعضاء الجدد، قررت الشعبة الدستورية ببني خدّاش بعث و فد استشاري للإتصال بقيادة الحزب، و ضم الوفد علي بن بلقاسم العونلي ، عبدالستار عاشور،الميلود البوعبيدي، سعيد فرشينه ، ضو المدنينين الحاج القاسمي ، سالم شندول، الحاج علي شندول، محمد صالح،المختار الوريمي. و المتأمل في هذه القائمة يلاحظ بلا عناء أنّ الوفد ضم عناصر من مختلف جهات ولاية مدنين، و التي كانت تضم ولاية تطاوين في ذلك الوقت. و بعد عودة الوفد من العاصمة تم تكليف محمد بن ضو البوبكري  و عمر بن محمد البوبكري بالسفر إلى بن قردان للتشاور و التنسيق، فاجتمعا بالسيدين عمّار الأبيض و المكّي قريسيعة . و إثر عودة الموفدين من بن قردان وقع إرسالهما من جديد إلى غمراسن لاستدعاء المناضل أحمد التيس و الإتفاق معه على خطة للمقاومة. و أثناء هذه الجلسة التي تمت بحضور التيس تمّ تكوين هيئة سرية تعمل بجانب هيئة الشعبة و بمعزل عنها للإعداد للعمل الثوري، وكان على رأسها المناضل محمد بن ضو البوبكري ، على أن يساعده عمر بن محمد البوبكري و عمر بن موسى البوبكري، و محمد قرفة في مهمة الإتصالات و التنسيق بين الجهات، و علي الحامدي  و عبداللطيف البارودي للإتصال بتونس،و عمر بن شلبي العطوي لجمع الاموال و السلاح، كما تمّ تعيين أعضاء مساعدين بكل مناطق بني خدّاش، فكانت القائمة كالتالي: قصر الحلوف                      رحومة البكوش و محمد بن خليفة قصر أولاد بوعبيد                 موسى شحم و أبناؤه قصر المحاضة                    خليفة بن خليفة المحضاوي قصر زمور                         علي بن بلقاسم العونلي قصر أولاد مهدي                   سالم بن صالح و الكيلاني بن صالح المهداوي قصر الجوامع                      أحمد بن محمد الجباهي قصر الجديد                        محمد بن علي البارودي قصر بني خدّاش                  الشيخ محمد بن خليفة و مسعود بن  بلقاسم المكرازي. كما وقع الإتفاق على تحديد شبكة للإتصال ممثلة عن الجهات التالية:غمراسن،تطاوين ،مدنين، بن قردان،جرجيس، الجرف و جربة. و بتكوين الهيئة السرية و شبكة الإتصال والتنسيق أصبحت الظروف مهيأة  لبدء المواجهة و انطلاق شرارة المقاومة المسلحة ضد المستعتر الغاشم. و لما قويت الثورة و ذاع صيتها داخل الوطن و خارجه ، اشتد الضغط و الملاحقة المستمرة لكافة أعضاء الشعبة الذين أصبحوا   رهن الإعتقال مثل علي بن خليفه و الميلود البوعبيدي ومحمد بن ضو و حسن الجباهي و عبدالستار عاشور و من لم يسجن تمّ ترحيله خارج البلدة   . الفصل الرابع: الثورة المسلحة ببني خدّاش: تحدث الكاتب في هذا الفصل عن تكوين  أول  مجموعة مسلحة بطريقة منظمة ، و لا يختلف الرواة على اعتبار المجاهد مصباح الجربوع هو أول من لبّى نداء الدعوة في ولاية مدنين في ثورة جانفي 1952م و التحق بالجبال ليدخل في حرب مع المستعمر لا هوادة فيها. فمصباح الجربوع كان أول من تكلف بقيادة مجموعة من الثوار كانت تضم عناصر من بني خدّاش و آخرين من مدنين، فضمت المجموعة الأولى للمجاهدين بالإضافة إلى قائدها الميلود بن خليفة البوعبيدي  و مبروك الكمنتر من الحوايا ، و عبدالله الجليدي و سعيد فرشينة و ضو المدنيني و منصور المدنيني من مدنين. و بعد مناوشات أولى مع المستعمر و اعوانه، تعززت المجموعة الأولىبدفعة جديدة من الثوار مثل زايد الهداجي و عياد بن ناصر من مطماطة، ثم بالمجاهد فرج المهداوي و مبروك الحرابي ومحمد الحارس في فترة أولى و صالح بن نصر و عمار الزيطاري و الفرجاني اللملومي في فترة ثانية. و التحق بصفوف الثوار علي الجربوع شقيق القائد مصباح، و المجاهدعلي بن عمار المحضاوي. و لم تقف دفعات الثوار ، فانضم لهؤلاء المجاهدين محمد بن صالح القرد و محمد بن مسعود بريني  وغيرهم من الثوار البواسل حتى أصبحت مجموعة الثوار تزيد عن الثمانين ثائرافي فترة التفاوض الحكومة الفرنسية و الوزارة التونسية في ماي 1954م. و نظرا لتضحم عدد الثوار توزعت المجموعة إلى قيادات فرعية، كان يقود إحداها البطل محمد قرفة، و الأخرى علي بن عمار المحضاوي و الثالثة علي بن محمد المهداوي. تحدث الكاتب في هذا الفصل عن مصادر السلاح وذكر جل المعارك و الوقائع التي خاضها الثوار في هذه المنطقة، ومن هذه الوقائع: الهجوم على ثكنة مدنين ليلة 22مارس1952م. حادثة خزّان الماء يوم 26 مارس1952م لقطع الماء عن الثكنة العسكرية بمدنين. كمين البئر الأحمر 27مارس 1952م و إثر هذه الحوادث التي كانت متتالية اكتشفت السلطات الفرنسية جل عناصر المجموعة السياسية و العسكرية، فألقت القبض على البعض و فر البعض الآخر إلى التراب الليبي. أمّا مصباح قائد المجموعة و الخبير بشعاب بني خداش فبقي مرابطا بها متشردا في جبالها إلى أن اتصل بزايد الهدّاجي بمطماطة و أخذا يكوّنان نواة جديدة من الثوار، جُلّ عناصرها كانوا من المتطوعين من بني خداش  و آخرين من مطماطة، و كان مسرح عمليات هذه المجموعة في أماكن متفرقة من ولاية مدنين وولاية قابس و من هذه العمليات ذكر الكاتب : حادثة قتل (كماندا)قابس في 7أكتوبر1952م و إطلاق الرصاص على المخازني مبروك الزلطني في 11أكتوبر 1952م و الهجوم على الملازم(اليطنة)و جمع من المخازنية بمنزل بن عزون بمطماطة في 12 اكتوبر 1952م. و من هذه الحوادث: الهجوم على برج مطماطة العسكري ليلا يوم 14 أكتوبر1952م. معركة تشين يوم 19 أكتوبر 1952م. كمين كاف العنبة يوم 15نوفمبر 1952م. معركة الرهاش أواخر سنة 1952م. أمّا المرحلة الثانية من المواجهة بعد تكوين المجموعة الثانية من المجاهدين فكانت حاسمة بعبارة الكاتب. و دُشنت هذه المرحلة بحادثة وادي جير بمطماطة ، ثم انتقلت المواجهة من جديد إلى أرض الحوايا من منطقة بني خداش، فاستهلها الثوار بحادثين مع المخازنية ، و قع الحادث الأول في وادي إرنيان يوم 5فيفري 1953م و الحادث الثاني كان مسرحه المكان الذي يُسمى (مُقر) يوم 6 فيفري1953م. و من هذه الأحداث ذكر أيضا معركة شعبة الجمال و مقتل الشيخ محمد اللملومي ومعركة ميطر الشهيرة ومعركة أم الكرم ، و كلها كانت في سنة 1953م. أمّا سنة 1954فقد شهدت معارك حاسمة منها: معركة أم الحصحاص،معركة شعاب الشيح،معركة بولسوار مقر ، معركةإرنيان و محاصرة مساكن أولاد بوبكر. في هذا الفصل تعرض الكاتب إلى بعض المشاهد المأساوية أحيانا لمحاربة الخونة. تعرض، أيضا ، إلى ردود الفعل الإستعمارية،و الأساليب و الخطط المعتمدة في مواجهة العدو، وكيفية اختيار الموقع للهجوم،و توظيف العوامل الطبيعية و استغلالها على أحسن وجه،واختيار الوقت المناسب للمعركة،و مغالطة تقديرات العدو، و تجنب الأماكن الآهلة بالسكان، وكيف كان  يقضي الثائر يومه؟                     30شعبان1428هجريا الموافق ل12سبتمبر2007  مصطفى عبدالله الونيسي /باريس/فرنسا


 
الفاضل الجزيري في ندوة صحفية :

ثلاثون هو بحث في مسيرة الحداد ومواجهته للفكر السلفي والإستعمار

 
بقلم: محمد انعقدت مساء الثلاثاء الماضي (11 سبتمبر 2007) بمقر الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالعاصمة ندوة صحفية قدم فيها المخرج الفاضل الجزيري شريطه السينمائي الجديد “ثلاثون “وآخر التحضيرات قبل البدء بالتصوير وهي بادرة جديدة خاصة وان جل المخرجين التونسيين تكون ندواتهم الصحفية في العادة بعد العرض الاول. وقد استهل الندوة السيد عثمان بن عرفة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز بوصف الشركة احد المساهمين في الشريط وذلك بتمكين الجزيري من مقر الشركة القديم بحلق الوادي كموقع للتصوير خاصة وان اغلب مراحل التصوير سوف تدور في فضاء داخلي .بعد ان وقع بناء ديكور ضخم داخل المبنى من وحي فترة الثلاثينات من القرن الماضي …. وفي تقديمه للشريط اشار الجزيري ان الشريط يتعرض لمسيرة المصلح الطاهر الحداد في العشرية الاخيرة من حياته حين خرج عن الحزب الدستوري وانشغل بالحركة النقابية رفقة صديقه محمد علي الحامي وعندما انهمك في تاليف كتاب العمال التونسيين بعد حل جامعة عموم العملة ومحاكمة زعمائها ثم نفيهم… ويتواصل مسار الرجل بنضاله الاجتماعي عند معالجته لامراض المجتمع الذي لقي مناهضة كبيرة من طرف بعض عناصر الحزب وثلة من اقطاب النظارة العلمية لجامع الزيتونة عرضته لهجمات شرسة لردعه ..كما تتقاطع مسيرة الحداد في الشريط مع مسارات شخصيات ادبية وفكرية طبعت بحضورها وابداعاتها فترة الثلاثينات الصاخبة بالاحداث اللافتة كالمؤتمر الافخارستي ومناورات سلطة الاحتلال لاحباط كل عمل نقابي او سياسي يطالب بالحق في حياة كريمة …كما يركز السيناريو على احداث اليمة اثرت في الحداد تاثيرا بالغا كموت صديقيه الحامي والشابي …هذا مع الحرص على المراوحة بين اطوار الحياة الخاصة للشخصية واطوار المجتمع في تلك الفترة نظرا لانصهار حياة الحداد في الخضم العام للبلاد … وفي سؤال حول مسالة الدعم اشار الجزيري الى ان الشريط مدعوم من طرف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومن مؤسسة الاذاعة والتلفزة خاصة وان التلفزة قد اصبحت الملاذ الوحيد لبعض السينمائيين امام عزوف جمهور القاعات على مشاهدة الاشرطة التونسية كما ان الشريط مدعوم أيضا من طرف المنتج العالمي طارق بن عمار …. وحول القائمة التقنية والفنية اشار الجزيري ان العمل هوشبابي بنسبة مائوية كبيرة خاصة وان الفريق التقني في جله من الشباب وكذلك بالنسبة للممثلين فباستثيناء بعض الاسماء على غرار محمد ادريس وعيسى حراث ومحمد كوكة وصالح ميلاد فان الشريط سيشهد حضور عدد كبير من الممثلين الشبان اذ لم يخفي الجزيري خصوصية العمل مع الشباب سواء من حيث الانضباط الفني او من حيث العطاء على غرار كل من علي الجزيري (ابن الفاضل ) في دور الطاهر الحداد ،وليد النهدي في دور الدوعاجي ،بهرام العلوي في دور سيدي الفياش ونجمة الزغيدي في دور حبيبة المنشاري وفي خطة السكريبت ايضا…وحول التحضيرات للشريط اشار الجزيري ان العمل استوجب لضخامته وتشعبه تحضيرا دقيقا للملابس وكتابة الموسيقي واختيار الممثلين والعمل معهم لبناء الشخصيات وتركيبها وفق وضعيات يفرضها النص الشيء الذي استغرق حوالي ثمانية اشهر …. اما بالنسبة لعملية التصوير فانها ستدوم حوالي عشرة اسابيع للتمكن من الحصول على الفصول الاربعة لاكتمال المعنى بالنسبة للمناظر الخارجية في استوديوهات معدة خصيصا للغرض وللاشارة فقد ساهمت الكاتبة والاديبة عروسية النالوتي في صياغة سيناريو وحوار الشريط بالاشتراك مع الفاضل الجزيري …. (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 562 بتاريخ 15 سبتمبر 2007)

حادثة البحارة التونسيين والممارسات العنصرية

 
تابع الرأي العام الوطني الأيام الفارطة باهتمام وقائع محاكمة البحارة التونسيين الذين كانوا قابعين في السجون الايطالية والذين تهددتهم أحكام جنائية لا تنسجم إطلاقا مع طبيعة الفعل الذي قاموا به. ذلك أن هؤلاء قد تصرفوا وهم في عرض البحر وفق ما تمليه عليهم ثقافتهم وما يفرضه الاشتغال في الصيد البحري من قيم تآزر واندفاع لنجدة المستغيث فأسرعوا لنجدة بعض المهاجرين السريين الذين اندفعوا وراء سراب الجنة الأوروبية الموعودة فكادوا يلقون حتفهم شأنهم شأن أعداد هائلة من أبناء إفريقيا والوطن العربي الذين لا يجدون من حل أمام بعض مشاكل البطالة والاندماج الاجتماعي في أبعاده الشاملة إلا الانسياق وراء أوهام الهجرة السرية. والرأي العام الوطني محق في متابعته لهذه القضية وذلك لعديد الاعتبارات المتصلة بالعلاقة مع الأطراف الأوروبية وأيضا بالقضايا المتصلة بالهجرة السرية وبأعمال القانون في الضفتين. وهذه المتابعة هي التي جعلت شرائح هامة من الرأي العام الوطني تعبر عن ارتياحها لما أبدته الدولة التونسية من حرص واضح على مؤازرة البحارة التونسيين وتوفير كل أشكال الدعم لهم. والتعليمات التي أسداها السيد الرئيس زين العابدين بن علي في هذا الصدد دقيقة وواضحة وتجند الدبلوماسية التونسية متمثلة في سفارتنا بروما لمتابعة قضية البحارة والإحاطة بهم هو تأكيد لهذا الحرص. ولا شك أن ما تجلى من تلاعب قضائي في هذه المسألة وما تجلى من سعي لتأكيد إدانة مسبقة للتونسيين السبعة يخرج القضية من حدودها الأولية بوصفها فعلا عابرا تهتم به وسائل الإعلام من باب البحث عن الإثارة لتجعل من المسألة حدثا سياسيا له دلالات عميقة يتعين البحث عن بعضها. وماذا كانت الشواهد التي تساعد في عملية البحث عن الدلالات عديدة ومتنوعة فان تطبيق قاعدة (إنما بأضدادها تعرف الأشياء) يمكن أن يكون عاملا مساعدا في عملية البحث. ذلك أن الجميع يذكر أن البحرية الايطالية قد رفضت في الأشهر الفارطة أن تنجد عددا من الساعين للهجرة السرية الذين انقلب قاربهم في عرض السواحل المالطية ولولا تمسكهم بحبل النجاة مجسدا في شباك صيد حوت التن لقضوا. وهذا السلوك يعبر عن توجه عنصري يتعين التنبيه اليه ويتمثل في تضخيم مشاعر الخوف لدى المواطن الأوروبي من الإفريقي والعربي وهو ما يمثل أرضية خصبة للانتشار الإيديولوجيات العنصرية ويطرح أسئلة جدية حول القدرة على فرض سياسات جوار حقيقية وحول الإمكانيات الفعلية لبناء فضاء أورو – متوسطي متضامن ومتكامل. ذلك أن فرض تأشيرات الدخول والتشدد في منحها والمبالغة في نشر المخاوف من الثقافة العربية – الإسلامية وتغذية مشاعر كراهية الإسلام والمسلمين قد أضحت مكونا من مكونات الخطاب السياسي لليمين الأوروبي. ومن سوء الحظ أن هذا الخطاب المخل والمبالغ في تبسيطه والقائم على تغذية المخاوف واستثمارها قد أضحى خطابا مربحا بما أنه مكن أصحابه في عديد المناسبات من بلوغ السلطة ومن الإحراز على الأغلبية في البرلمانات الأوروبية. والمحنة التي تعرض لها البحارة التونسيون هي في عمقها قضية حقوق انسان وهو ما يحيل الى ازدواجية المعايير التي ظلت فاعلة في ما يتعلق بهذا الملف والتي تجعل منظمات ولوبيات حقوق الانسان لا تهتم الا بالقضايا التي تنسجم مع برامجها ومخططاتها المسبقة بل انها لا تتورع عن اختلاق القضايا وافتعال الملفات اذا كان ذلك ينسجم مع الضغط على هذا النظام أو ذاك أو يندرج في سياق خدمة الاهداف الخفية للقوى العظمى. ومحنة البحارة التونسيين أعادت فتح ملف الهجرة السرية وتداعياته، وذلك أن الامر يتعلق بمأساة حقيقية يقع ضحيتها عدد متزايد من العرب وابناء القارة الافريقية، وبقدر ما يعتبر تشديد القوانين الردعية في التعاطي مع هذه المعضلة أمرا ايجابيا في حد ذاته شأنه شأن مقاومة البطالة والتصدي لمفاعيلها السلبية فان هناك جوانب ثقافية متصلة بهذا الملف ويتعين البحث عن جذورها ومعالجتها لأن الانبهار الذي يقود لاختيار الهجرة السرية هو في عديد الاحيان انبهار لا يستند لأسس موضوعية ما دام واقع المهاجرين في أوروبا هو حاليا واقع يشكو من عديد النقائص في ظل تزايد القوانين التي تحد من امكانيات اندماجهم (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 562 بتاريخ 15 سبتمبر 2007)

الأمة في رمضان.. هل من جديد؟

 

 
راشد الغنوشي (*) ابتداء نهنئ الأمة بقدوم الشهر المبارك الذي شرّفه الرحمن دون الشهور فاتخذه وعاء لاستئناف الاتصال بين السماء والأرض، بعد انقطاع استمر أكثر من ستة قرون، “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه” (البقرة 183). ورغم أن الأمر يتعلق بواجب تعبدي مما لا يتطلب التعليل، فإن الحكيم أبى –كما ذكر المفسرون- إلا أن يكشف لعباده عن طرف من حكمته، تكريما لعقولهم وندبا إلى طلب الحكمة في كل شيء إذ لا يصدر عن الحكيم إلا ما هو حكمة ونفع. فلم يقل تعالى: فمن كان حاضرا غير مسافر فليصمه، وإنما عبر عن هذا التشريف بالشهود، وهو حضور مخصوص، حضور بتشريف كحضور موكب مهيب أو حفل بهيج. وشهود رمضان من هذا القبيل، تشرق فيه الأرواح وتمتد عموديا فتعانق السماء بالذكر والصلاة والقرآن، وتمتد أفقيا بالرحمة والعطاء والسماحة، فكان رسول الله عليه السلام جوادا، وكان أجود ما يكون في رمضان، لكأنه السحابة المرسلة (البخاري). وليس صدفة حصول فتوحات وانتصارات عظمى في رمضان، ولا أن تتهيأ فيه قوى الاحتلال لتصاعد المقاومة. ففيه ابتدأ نزول الوحي على قلب الرسول الخاتم عليه السلام، حاملا خلاصة النبوات، مصححا ومتمما، ومؤسسا لأمة ولحضارة وكلت إليها مهمة حراسة إرث النبوءات والحضارات. وفيه تجري تحولات عظمى: في العوالم الروحية “تصفّد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلّق أبواب النار..” (البخاري). وفي مدرسته الشهرية تتم للأمة عملية تجديد فردي وجماعي للحياة النفسية والعقلية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية. إنه رحلة ممتعة زادها الأساسي الإمساك عن إتيان أشياء محددة -هي في الأصل مباحة ومرغوب فيها- لأوقات محددة مع تجريد القصد لله. إنه عبادة صامتة “الصوم لي وأنا أجزي به” (الشيخان). إن القدرة على “الإمساك” هي مفرق الطريق بين الإنسان والدابة. إنه التعبير عن امتلاك النفس وقوة الإرادة. إن مشهد تحلّق الأسرة حول مائدة حافلة بمطعومات ومشروبات تهفو إليها النفوس لكنها تمسك عنها في انتظار الإذن الإلهي مشهد إنساني بامتياز، وتعبير تعبدي، ومقصد تربوي عظيم: كبح جماح نفوسنا فلا نطلقها إلا وفق القانون، وذلك هو التمدن. إن نظام التمدن الإسلامي غاية في التركيب والبساطة والواقعية. إنه نظام شامل للحياة في كل أبعادها الجسدية والخلقية والروحية والاجتماعية والدنيوية والأخروية. وعبادات الإسلام كلها تترجم وتجسد ذلك النظام. ولأنه نظام عقلاني لم يترك مصيره موكولا للأقدار المبهمة، بل للإنسان المؤمن، أمانة “فليبلغ الشاهد منكم الغائب” (ابن إسحاق). ولذلك لم يتوقف قيام المؤمن بعباداته الأساسية على وجود نظام جماعة أو دولة رغم أهمية ذلك ووجوبه. لأنه من المرونة بحيث يسع المؤمن تطبيقه في جميع أحواله. “الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم” (آل عمران 193). إن الإسلام مركبة ضخمة تكفلت بانطلاقتها واستمرار اختراقها الفضاءات ومغالبة الصعاب، مجموعة من المحركات الدقيقة المتينة: الصلاة والزكاة والحج والصيام والتلاوة والجماعة والدولة، فإذا عملت جميعها على أفضل صورة كان أداء المركبة عظيما. أما إذا أصاب بعضها عطب فينحط أداؤها بقدر ذلك، ولكنها لا تتوقف عن الحركة، لأن نظام الصيانة سرعان ما يشتغل “إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” (الحجر 8)، فيتنادى المصلحون لتلافي العطل، وتندفع المركبة مجددا قوية فعالة: “يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها” (أبو داود). ويمثل الصيام أحد أهم هذه المحركات الرئيسية السنوية. لقد جاء على الأمة حين من الدهر أصاب محركات دينها -وهو سر بقائها وقوتها وتحضرها وتوحدها وانتصاراتها- قدر غير قليل من العطالة، فتشوشت عقائدها بما خالطها، فتحول بعضها من عنصر دفع وتوحيد إلى عامل تبطل وتمزيق. والأمر ذاته حصل لبقية المحركات، فأفرغت من معانيها وتحولت مجرد أشكال يقوم بها بعض وينصرف عنها آخرون، فكان طبيعيا ألا تنتج ثمرتها، فكانت غلبة الأمم علينا في نقطة الالتقاء بين نهوضهم بفعل إصلاح أنظمتهم الفكرية والاجتماعية والعسكرية، وبين ضعفنا بفعل فساد بنياننا السياسي والعقدي والخلقي والاجتماعي، فأضافت تلك الغلبة إلى عوامل الضعف والعطالة الداخلية مزيدا من الاضطراب والتشويش لعالم الفكر والقيم وتمزيقا أشد لما كان مجتمعا في أمتنا. حركات الإصلاح تعيد ارتباط الدين بالحياة فلا عجب أن قامت حركات الإصلاح على فكرة التجديد الشامل للبنيان الفكري والقيمي وبث الروح في أركان دين تحول إلى مجرد تقاليد وطقوس مفصولة عن أساسياتها العقدية وعن صلتها بالحياة. ولذلك فبقدر ما ألح المصلحون على أهمية أركان الإسلام في البنية الإسلامية -“الصلاة عماد الدين”، “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر”، والأمر ذاته على بقية أركان الإسلام، فاتفقوا على كفر منكرها والهازئ بها فضلا عن الصاد عنها- ركزوا جهدهم على توكيد علاقتها بالحياة، فذكّروا بقوله عز وجل “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” (العنكبوت40) وبأن “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا”. وفي الصيام لم يكتفوا بأهميته الركنية التي تخرج منكرها من الملة، فهو أبعد من صورة الإمساك من الصباح إلى المساء: “من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه” (البخاري)، “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش” (الترغيب والترهيب). تحرير وتحرر ولقد أخذت هذه الجهود الإصلاحية تؤتي أكلها، وذلك بقدر ما تحررت في الأمة طاقات معطلة، فكّت عنها بعض قيود عقائد الجبر والعطالة، وأعادت للمسلم قدرا من وعيه التاريخي وإيمانه بما خوله الله من قدرات على الفعل لا تحدّ، بما تشرّبه مما دعاه المصلح الكبير الشيخ عبد العزيز الثعالبي “الروح التحررية للقرآن (L’esprit liberal du Coran) بأثر الربط المجدد بين حياة المسلم اليومية وشعائره التعبدية. فتجددت لدى قطاع واسع مكانة تلك الأركان والشعائر في حياتهم بعد “فصام نكد” -كما دعاه سيد قطب- بين العقيدة والحياة، في سياق “علمانية رثة” لا يزال يفرضها على الأمة من فوق جيل نشأ في محاضن الاحتلال، استخلفه وسوّل له أنه يمكن للمسلم أن يكون مسلما صالحا بمجرد انتساب شكلي يكفي فيه النطق بالشهادة ولو كانت منزوعة الطاقة كليا، مكفوفة عن كل تأثير في حياة “المؤمن” اليومية وجملة علائقه. نعم مسلم صالح، بلا صلاة؟ وبلا صيام؟ وبلا زكاة؟ وبلا حج؟ وبلا التزام في معاملاته المالية وارتباطاته السياسية والأسرية؟ بل ترتع غرائزه حسب المتاح! ولئن كانت ثمار الإصلاح منذ قرنين لا تزال محدودة في مستوى القمة، فإن آثارها عميقة في قاع المجتمع، وهي في طريقها إلى القمة. كانت حركات التحرير في مواجهة المحتلين ولا تزال حيث يوجد احتلال، ثم حركات إصلاح لترويض الدولة الوريثة للاحتلال على القبول بعدالة الإسلام ووحدة أمته، ولا يزال مدها وعطاؤها على الجبهتين في صعود بقدر ما تتعز الجسور بين العقائد والشعائر ومجالات الحياة. أي بقدر فشل إستراتيجية علمنة الإسلام أي عزله عن رسالته في توجيه الحياة. تحت القصف تتقدم وفي سياق هذا التجدد الذي تغذيه صدمات بلغت حد عودة الاحتلال المباشر والحملة الشاملة على الإسلام، والتخويف من خطره! وآخر نسخة من ذلك ما صدر عن أعلى مرجعية دينية في الغرب، إذ رمى الإسلام باللاعقلانية وبأن رسوله -بأبي هو وأمي– “لم يأت للبشرية إلا بما هو شرير وغير إنساني”! وكأنه من العقلانية في شيء عقيدة التثليث (3=1)، والاعتقاد في سلطة مطلقة معصومة، وكأنه من العقلانية في شيء محاكم التفتيش وتحريق العلماء وبيع تذاكر الجنة والتحالف مع الإقطاع والرأسمالية والاستعمار والنازية ونهب وإبادة شعوب وحضارات.. وذلك مقابل دين الفطرة الذي أمر بالتفكر والتدبر في كل شيء، طريقا إلى معرفة الله ولكل معرفة، حين “ازدياد العلم بالصنعة يزيد علما بالصانع” كما ذكر الحكيم الفقيه ابن رشد الذي علّم رواد النهضة الغربية التي قاومها أسلاف البابا، تراث العقلانية الإغريقية الذي يتمسح به البابا اليوم، وكان أسلافه لقرون طويلة يقيمون المحارق للمتورطين في الاطلاع عليه. ولأن كل ضروب عدوانهم على الإسلام وأهله تأتي والأمة تعمرها صحوة واسعة لم تعهد مثلها منذ قرون، فلن تزيد وعيها إلا تأججا وصفوفها إلا توحدا ودعوتها إلا امتدادا. يعلم المتابعون للآيات الشيطانية للمرتد سلمان رشدي وما حظي به من تكريم على نيله من المقدس الإسلامي ممثلا في رسول الإسلام عليه أزكى صلاة وتسليم، ثم ما كان لمآسي فلسطين وغزو العراق وأفغانستان.. ما كان من أثر فعال في استعادة الوعي بالهوية الإسلامية والاحتماء بها والاعتزاز لدى جيل إسلامي نشأ في الغرب غائم الهوية حتى كاد يذوب جملة.. فجاءت هذه الصدمات توقظه وتعيده إلى الأمة، بل مضت ببعضهم أبعد من ذلك، فاندفعت مئات منهم في غير تبصر صوب الإرهاب بداعية رد الفعل والانتقام. مقابل ذلك تنامت تيارات التعصب ضد الإسلام والعرب والمهاجرين من جهة، كما تنامى وعي قطاع واسع من النخبة الغربية بمظلمة المسلمين وبما يتوفر عليه الإسلام من أبعاد تحررية تؤهله لأن يكون حليفا للقوى المناهضة للعولمة المتوحشة الزاحفة بأسلحتها المدمرة وشركاتها الناهبة وفنونها المنحطة.. ومثل هذا الوعي حدث مع كل صدمة جديدة تتلقاها الأمة بأثر الصحوة العارمة التي يأتي رمضان شاحذا لها، فيتنامى عدد التائبين الصائمين والقائمين والذاكرين والمتزكين والمجاهدين. وما من شك في أن صوام رمضان هذا، سيكونون أوفر عددا من أي رمضان مر في تاريخ المسلمين، وكذا عدد الحجاج والمصلين والصائمين لأول مرة في حياتهم بأثر البلوغ أو بالاهتداء أو بالتوبة. يأتي رمضان معززا صلة المؤمن بربه وشعوره بوحدة أمته، تلك الوحدة التي فشل الساسة في تحقيقها والارتفاع بقواها المعنوية وبمستويات مقاومتها ومغالبتها للتحديات الداخلية ولضروب العدوان المتواصلة عليها. يأتي رمضان إذن معززا تلك القوى المعنوية التي تتلاطم أمواجها فتلقي الرعب في قلوب السماسرة الدوليين ووكلائهم المحليين، وهم يرون مد الإسلام مد التحرر ينداح وقواه تتواصل حلقاتها وتحقق على الأرض إنجازات مذهلة للعدو، هازة التوازنات الدولية كالذي حدث في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال: صمودا في وجوه غطرستهم وإحباطا لمخططاتهم. ولا يقتصر الأمر على ما ينجز في ميادين القتال، بل الانتصارات على صعيد الصراعات الفكرية والسياسية، وعلى صعيد مؤسسات المجتمع المدني قائمة: خدمات صحية وتعليمية ومساعدات ومناصرة لحقوق النقابيين.. لا تقل أهمية عن ذلك. وكانت المسيرات المليونية التي نظمت في أكثر من عاصمة غربية ضد الهجمة الامبريالية في العراق وفلسطين ولبنان تجسيدا لتواصل الحلقات بين القوى التحررية: إسلامية وقومية ويسارية متنوعة. ظهر هذا التواصل في ساحات عربية في مصر بين الإخوان والناصريين، وفي اليمن بين الإصلاح والاشتراكيين، وفي تونس يوجد تلاق بين القوى المعارضة الرئيسية دفاعا عن وطن حر للجميع، فكانت هيئة 18 أكتوبر. بشائر في استقبال رمضان – حقق الإسلام انتصارا مدويا على الاستئصال العسكري العلماني في واحدة من أقدم وأشرس قلاعه: تركيا، حيث يتبوأ لأول مرة في تاريخ الجمهورية رئيس إسلامي بعد ثمانين سنة من القمع والتغريب والضياع. – تكللت خطوات التحول الديمقراطي في موريتانيا بانتخابات تشريعية ثم رئاسية تعددية نزيهة، وتم الاعتراف للجميع بحق العمل السياسي بمن فيهم الإسلاميون، تأكيدا أن ليس بين أمتنا وبين الانخراط في العصر -وجوهره الحكم الديمقراطي- غير دكتاتور مشدود بأسناد خارجية ومعارضوه في حال تبعثر. – وأمكن لحزب العدالة المغربي رغم ظروف الإحباط التي يعيشها الناخب المغربي وضروب التلاعب أن يحافظ على مواقعه بل أن يحسنها. – وتلقى شعب العراق الجريح أولى بشائر انتصارات مقاومته الأسطورية الباسلة، بإعلان غزاته الواحد بعد الآخر عن اندحارهم خائبين، ليتذكروا أن أمة الصيام لا تنام على ضيم. – وحققت المقاومة الأفغانية باكورة انتصاراتها باندحار فصيل من غزاتها صاغرا. كما تتصاعد المقاومة في الصومال. أوجاع الولادة ولكن ركب رمضان يحل وأمة الإسلام مجزأة والظلم مخيم على أغلبها: سجون ومهاجر مزدحمة بالأحرار، وبطون جائعة وأخرى متخمة وأفواه مكممة وشرائع معطلة، والأقصى يئن تحت الأسر وشعب فلسطين منقسم مشرد.. إلا أن روح النهضة التي تسكن الأمة ستجرف كل السدود. ويأتي رمضان شهر الفتوحات ليعزز دفق هذه الصحوة العارمة، دافعا إلى مزيد من التوبة والتراحم والبذل والفداء، فيتكثف التواصل بين الخالق والمخلوق، فتتصلب الإرادات الواهنة، وتتقارب النفوس المتنافرة، ويتعزز سلطان العقل على الغريزة، والمبدأ على المنفعة، والباقي على الفاني والعام على الخاص ولذة الروح على شهوة الجسد. فالحمد لك ربنا على ما تفضلت به علينا وأنعمت، فمددت في أعمارنا حتى أدركنا موسم الغنائم. نسألك اللهم أن تجعل لنا منها فضلا ونصيبا. “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقم من ذنبه” (الشيخان). صحيح أن الأمة تعاني آلاما جساما، ولكنها ليست بحال سكرات الموت بل أوجاع الولادة. تيار صحوة الإسلام والحرية والمقاومة في تصاعد وبشائر كثيرة في الأفق: “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون” (النساء 103). (*) كاتب تونسي (المصدر: ركن المعرفة بموقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 سبتمبر 2007)
 


محمد مزالي (في كتابه): مغامرات الوحدة القذافية في تونس والمغرب العربي
 
يسر (أخبار ليبيا) أن تنشر لقرائها الكرام بمناسبة شهر رمضان الكريم، الفصل الثاني (المتعلق بليبيا) من كتاب رئيس وزراء تونس السابق محمد مزالي بعنوان (نصيبي من الحقيقة) وهو عبارة عن شهادة عصر عندما كان الوزير الأول في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة – صدر عن دار الشروق – القاهرة النص حسب ماورد في الكتاب الممنوع في كل من تونس وليبيا. البحث عن الوحدة! إن للعالم العربي عدة مؤهلات للنجاح في انطلاقة مصيرية تكون في مستوى ماضيه المجيد وتراثه الحضاري العظيم بعد أن ظفرت أكثر أقطاره بالاستقلال ودفعت في سبيل ذلك ثمن باهضا، خصوصا وهو واقع في مفترق ثلاث قارات ومتمتع لذلك بموقع جغرافي واستراتيجي متميز. ولمجموعة البلدان العربية مساحة هامة (14 مليون كيلومتر مربع أي 2.10 من مساحة المعمورة كلها) وعدد من السكان كبير (300 مليون نسمة أي 5% من سكان العالم) منه نسبة لا بأس بها من الشباب (38% أقل من 14 سنة)، أما اقتصاد هذه البلدان فهو متكامل في معظمه، الفلاحة عند شق والوسائل المالية عند شق آخر والموارد البشرية عند شق ثالث، وكان من المفروض أن تكون وحدة اللغة والمراجع التاريخية والحضارية المشتركة عاملا حاسما لإنجاز تناسق سياسي ذي بال ولكن للأسف وبالرغم من البيانات المبدئية والتاريخية والتصريحات الحماسية والمدوية فإن بناء الوحدة العربية التي تصبو إليه كل الشعوب العربية لم يتحقق. إيديولوجيات متنافرة متعاقبة! في هذا الباب نجد إيديولوجيتين تدعيان التفرد بإنجاز الوحدة العربية، من جهة حزب البعث الذي آمن بأن الأمة العربية تمتد من المحيط إلى الخليج والذي أسسه مشييل عفلق المسيحي والأستاذ السوري في مادة التاريخ وقد واصل دراسته العليا بباريس أثناء حرب 1940، وتفترض النظرية البعثية أن هذه الوحدة واقع ملموس، أمة واحدة من المحيط إلى الخليج ذات رسالة خالدة وتنفي بجرة قلم كل المحاولات التي تميل إلى دراسة واقعية للوضع أي لعالم جزأه انحطاطه الذاتي بعد القرن الحادي عشر عندما انهزم القول بالعقل مع المعتزلة [i] وانطفأت الأنوال منذ أواسط القرن الثالث الهجري فعلمت شياطين الفرقة عملها حتى حل الاستعمال وكان ما كان مما هو معلوم ولا فائدة في الرجوع إليه. وفي أواسط القرن العشرين فضل حزب البعث الخيال الإيديولجي على التحليل الموضوعي وإثارة العواطف على حساب العقل. وأتذكر وأنا في باريس أواصل دراستي العليا، طالبا سوريا عرفته هناك هو (إيميل شويري) كان يقرأ علي بلهجة كلها حماس مختارات من كتابات زعيمه ميشيل عفلق وخصوصا محاضرة ألقاها بدمشق سنة 1946، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وختمها بصورة خطابية قائلا: ( منذ ثلاثة عشر قرنا – كان- محمد كل العرب فليكن كل العرب محمدا!) إن هذه الإيديولوجية ترى أن قدر هذه الأمة العربية يفرض عليها أن لا تعترف بالحدود الموروثة من الحقبة الاستعمارية وأن تكون طلائع حزب البعث رأس الحربة في توحيد هذه الأمة بالتسرب في صفوف الجيوش العربية وحبك المؤامرات وتزعم الانقلابات وكذلك أن تتسلح لتصبح قوة قادرة على مجابهة الصهيونية والامبيريالية، فهذه البساطة السياسية التي غذت روح الانتقام أفضت إلى سلسلة مدهشة من الانقلابات العسكرية في سوريا والعراق جلّها كان سريع الزوال وأتاح لعدد من العقلاء أن يحل الواحد بعد أشهر قليلة مكان الآخر، فسامي الحناوي خلف أديب الشيشكلي الذي هو نفسه أزاح حسني الزعيم وأخذ مكانه ثم أعدمه، وهذا هو الأول الذي دشن سلسلة الانقلابات في المنطقة [ii]. ونجح حافظ الأسد في أن يحفظ لنفسه حكما طويلا مع أنه لم يحل أي مشكل من المشاكل التي ادعى البعث فضها بعصا سحرية بل إن سوريا خسرت معه الجولان ولم تسترده إلى اليوم وكذلك صدام حسين لم يصل إلى فض هذه المشاكل ولا تحقيق تلك الأهداف بل تعقدت الأوضاع وصارت اليوم في طريق لا يعلم إلا الله كيف ستخرج منه الأمة العربية الإسلامية سالمة! أما الإيديولوجية الأخرى التي تدعي أيضا إضفاء هذه الوحدة الأسطورية على الأمة فهي الناصرية ولكن هناك فرق بينها وبين الانقلابات البعثية التي كانت من صنع غفّل أميين سياسيا والتي أفضت إلى انقسامات مشهودة مثل ما وقع بين البعث السوري والبعث العراقي بينما كان استيلاء عبد الناصر على الحكم ناجحا بل أن عملية تأميم قناة السويس في صيف 1956 أعطتها نفسا كبيرا ، إذا كان عبد الناصر زعيما نظيف اليدين لامعا مهيبا أمكن له بهذا التأميم أن يكسب مكانة وشهرة لا مثيل له في العالم العربي بأكمله خاصة بعد التدخل العسكري الثلاثي الفرنسي الإنجليزي الإسرائيلي الغبي والإجرامي في أكتوبر 1956، والذي انتهى بالخيبة المرة بسبب الفيتو الأمريكي ثم السوفييتي دعم عبد الناصر وزاد في تألقه حتى أصبح زعيم العروبة ولكنه لم يحسن توظيف هذه الزعامة كأحسن ما يكون وارتكب أخطاء استراتيجية قاتلة من سوء حظه وحظنا نحن العرب. فلقد فشلت الوحدة المصرية السورية (1958 – 1961) المجسمة بالجمهورية العربية المتحدة العابرة القصيرة العمر فشلا ذريعا، وعوض أن يستخلص عبد الناصر العبرة شن حربا على اليمن دامت ثمان سنوات لم يحالفه النصر أيضا مثلما أشرت إلى ذلك في باب (الإذاعة والتلفزة). ولم يصغ عبد الناصر لنصائح بورقيبة الحكيمة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حلا يعتمد على الشرعية الدولية، بل عرض للخطر العلاقات الدبلوماسية مع تونس وترك المجال فسيحا لوسائل إعلامه القوية لشن حملة دعائية ضد النظام التونسي واتبع نفس السلوك لمهاجمة بلدان عربية أخرى والتدخل في شؤونها (المملكة العربية السعودية، لبنان، السودان .. ) وفشل في كلها، وأخيرا كانت كارثة حرب الأيام الستة في يونيو 1967 التي ذهبت أدراج الرياح بآخر أوهام عبد الناصر وحطمت حلم العروبة والحلم الاشتراكي والشيوعي وانهارت معنويات تلك الأجيال الطلائعية التي ملأت أرجاء العالم العربي بضجيج الشعارات الرنانة الجوفاء ففقدوا آمالهم الأرجوانية الخلابة وتبخرت أحلامهم التي راودت أجفانهم بالخمسينات والستينات في إقامة الوحدة العربية فتهافت الآلاف والآلاف منهم على الغرب والمادة والتقارب والتودد إليه وربما الاستعداد لخدمته، منذ ذلك الوقت وبعد فشل التيار القومي أو القرمزي ظهر أو قويِِ خيار جديد، هو الأصولية الإسلامية التي برزت بمظهر البديل لشفاء الأنفس المهزومة والأرواح الجريحة. وإني كلما تذكرت هزيمة 67، أشعر بالمرارة بل بألم كبير لا لإنها قسمت ظهر عبد الناصر وأصبابته بشتى الأمراض وقضت عليه في عز كهولته عن عمر يناهز 52 عاما فقط بل لأنها كشفت عن أخطاء قاتلة وأكاذيب فاضحة ليس هنا المقام المناسب لذكرها، أكتفي بالتذكير بأن الإذاعات المصرية والسورية ظلت كامل اليوم الأول تتغنى بأن مئات الطائرات الإسرائيلية قد أسقطت وأن الجيوش العربية في طريقها المظفر إلى غزو مواقع العدو، بينما خاطبي الحبيب بورقيبة حوالي الساعة الثامنة من صباح 5 يونيو لإعلامي بأن طائرات العدو حققت (شيش كباب) في عشرات الطائرات المصرية المصطفة في المطارات كأنها تنتظر قنابل العدو بمزيد الشوق. وذكرت الملكة نور في كتابها (ذكريات حياة غير منتظرة صفحة 81 صدر في باريس عن دار كوشي – شاستال)، أن المشير عبد الحكيم عامر أوهم الملك حسين بأن الطيران المصري أسقط أكثر من 75% من الطائرات الإسرائيلية وأن الجيش المصري دخل التراب الإسرائيلي وأضافت أن عبد الناصر أكد له صحة هذا الخبر بعد ساعات قليلة مما حمل الملك على الدخول في الحرب فخسر وخسرنا القدس والضفة الغربية. ولكن الحلم الناصري سيبقى حيا مؤقتا لدى أهم مريديه ألا وهو مهندس انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969 العقيد معمر القذافي ولم يخف طويلا اختياراته بل أعلن سنة 1970 في الجزائر مصرحا لا وجود لمغرب ولا لمشرق بل هناك أمة عربية تسعى لوحدتها من المحيط إلى الخليج وكان مصرا على إنجاح وحدة ثورية بكل الوسائل ومؤمنا بأنه خليفة عبد الناصر في زعامته للعالم العربي، أما اليوم ….. فسبحان مبدل الأحوال !!!! .. بداية الغواية التونسية! وسعى في تسرع غريب لتحقيق الوحدة مع مصر في حكم السادات وفشل في ذلك فطرد آلاف المصريين دون أن يصرف لهم مرتباتهم أو تعويضا لهم وأعلن عبد السلام جلود أن المقصود هو ضرب الاقتصاد المصري ولم ينس حاكم ليبيا هذا الفشل حتى أنه ألقى يوم نشوب حرب أكتوبر التي هي فخر العرب أجمعين بيانا أعلن فيه أن مصر ستخسر الحرب ثم قاده فشله إلى الالتفات إلى تونس وكان بورقيبة شارك غرّة سبتمر 1973 في الاحتفالات التي أقيمت في الذكرى الرابعة للثورة الليبية وجشع القذافي على الكف عن الاتجاه نحو المشرق وأخذ مكانه الطبيعي في المغرب العربي القادر على أن يصبح مجموعة متناسقة عاصمتها القيروان. بورقيبة ناصحا القذافي: لا تنفخ أوداجك، ستتعرض لطريحة! وكان القذافي زار تونس قبل ذلك عن طريق البر واستقبله بورقيبة بحرارة في (حمام الأنف) وبهذه المناسبة ألقى العقيد خطابا في قاعة البالماريوم تحدث فيه طويلا عن الوحدة العربية وكان بورقيبة ينصت إلى الخطاب في غرفة نومه بواسطة الراديو فامتطى أول سيارة وجدها في قصر قرطاج ودخل البالماريوم فجأة وافتك الميكروفون من يد الزعيم الليبي قائلا: إنه اكتسب شرعيته لا بالمدرعات والانقلابات بل استمدها من الشعب وهو إن تكلم فباسم وطنه تونس لا باسم الأمة العربية ولاحظ قائلا : قبل كل شيء .. العرب لم يكونوا موحدين أبدا إذ الوحدة تحتاج إلى قرون لتتحقق إذا سلكنا الطريق الصحيح ونصح القذافي بالبدء أولا بتوحيد مختلف مقاطعات بلاده كطرابلس والسرت وفزان وأهاب به ألا ينفخ أوداجه متشدقا ومتحديا لأنه في إمكانها أن تعطيه طريحة ! وكنت أنظر إلى القذافي وقد ملك من نفسه ما ملك … واكتفى بابتسامة متشجنة وكاد الأمر أن يؤول إلى فساد العلاقات بين البلدين ولكن ذلك لم يفت في عزم (محمد المصمودي) وزير الشؤون الخارجية فاغتنم فرصة غياب الوزير الأول (الهادي نويرة) الذي كان في زيارة رسمية في إيران[iii] وكذلك (وسيلة بورقيبة)[iv] التي كانت في ضيافة سوريا والكويت لينضم يوم السبت 12 يناير 1974 قمة بين بورقيبة والقذافي بحومة السوق بجزيرة جربة. الجمهورية العربية الإٍسلامية، ولادة قيصرية ميتة! وكان برفقة الرئيس التونسي محمد المصمودي والحبيب الشطي مدير ديوانه، ومحمد الصياح مدير الحزب الحاكم، والطاهر بالخوجة وزير الداخلية، وحسان بالخوجة مدير البنك الفلاحي وزير المالية الذي وجد صدفة في الجهة بمناسبة تفقد الإدارات الجهوية الراجعة النظر إليه، وإثر محادثة على حدة بين الرئيسين دامت أقل من ساعة، أعلن عن قيام وحدة اندماجية بين البلدين وتكوين حكومة موحدة فأصبح بورقيبة بذلك رئيس دولة جديدة اسمها (الجمهورية العربية الإسلامية) والقذافي نائب الرئيس ووزير الدفاع، وفيما يخصني فقد بقيت في منصبي في التنظيم الحكومي الجديد كوزير للصحة. ثلاث عواصم للمرحومة! وهكذا إعلان جربة دولة جديدة ودستور واحد وعلم ورئيس واحد وجيش واحد ومجلس شعب واحد يجمع ممثلين عن ولايات البلدين ومؤسسات موحدة تشريعية وتنفيذية وقضائية وتم اختيار علم الدولة الجديدة ذي ثلاثة ألوان أبيض وأحمر وأسود مع وجود الهلال والنجمة رمزا لتونس وأصبح لهذه الدولة ثلاث عواصم، طرابلس في الشتاء وقرطاج في الصيف والقيروان عاصمة شرفية …. هي رحلة الشتاء والصيف، وفي الساعة الخامسة من نفس اليوم قرأ المصمودي على موجات الأثير إعلان (جربة) وبالرغم من كوني وزيرا وعضوا بالديوان السياسي فإنني فوجئت مثل جميع المواطنين بسماع الخبر مثلهم عن طريق الإذاعة. ولما دعاني مدير المراسم إلى استقبال الرئيس عند نزوله من الطائرة بمطار تونس قرطاج، لاحظت أن جميع زملائي شاطروني ما أحسست به من اندهاش وريبة ولم تبدو على بورقيبة أي علامة من علامات الانشغال بل بالعكس ظهر مرتاحا لأنه وجد نفسه على رأس بلد أصبح أكثر ثراء بسبب عائدات النفط وارتفاع المساحة ولم يخف الوزراء الذين رافقوه ارتياحهم لأنهم اشتركوا معه في لحظة تاريخية، أما أنا فقد كنت مندهشا …لا لأني ضد مبدأ الوحدة، بل بالعكس لأن الارتجال والتسرع الذين صاحبا هذه الولادة القيصرية كانا بالنسبة إلي أمرا فاقدا للمعقولية إن لم تمهد لهذه الوحدة أي دراسة جدية ولا تم أي تشاور ولا حتى مجرد إعلام مسبق فكان الانطباع أننا نعيش مؤامرة دبرها بعضهم مستغلين مرض بورقيبة وغيابه عن الوعي فجر جرا للمشاركة في صنع حدث مهول فهذه الوحدة المترجلة المتسرعة والمهيئة على عجل لم تقرأ حسابا لما بين النظامين من تباين اقتصادي واجتماعي و لا من تناقض بين نظامهما الدستوري والمؤسساتي وكان رد فعل الجزائر سريعا وعنيفا ظهر في بلاغ رسمي ندد بهذه الوحدة المرتجلة المتسرعة المصطنعة فاضطر بورقيبة لإرسال بالخوجة والشطي على عجل لدى الحكومة الجزائرية لتهدأة الخواطر فاستقبلا ببرودة تامة ورفض الرئيس بومدين أي عرض أو اقتراح وكان جوابه حاسما إذ قال: الجرائر لا تمتطي القطار .. . وما أن عاد الهادي نويرة إلى تونس في نهاية زيارته الرسمية لإيران حتى بادر بأخذ رأيي في الموضوع كما فعل ولا شك مع بقية زملائه فأكدت من جديد معارضتي للحدث لما اتسم به من تسرع وارتجال مع أني من أنصار من توحيد المغرب العربي عندما ينجز بطرق عقلانية طبعا. القذافي يطارد بورقيبة في سويسرا! وفي شهر يناير 1974، أعلمني الهادي نويرة بأن القذافي قرر الالتحاق ببورقيبة حيث يقضي أياما للاستجمام وكان قصد العقيد إقناع الرئيس بالتمسك بالاستفتاء المنصوص عليه في إعلان جربة، وتقرر أن يصحب الوزير الأول وفد يضم الصادق المقدم رئس مجلس الأمة، ومحمد مزالي ومنصور معلّي والفرجاني بالحاج عمار والحبيب عاشور لئلا يبقى الرئيس وحده على انفراد مع القذافي . وفي الساعة الخامسة مساء وصل القذافي إلى مقر إقامة السفير التونسي محمد بن فضل، وفاتح الرئيس بدون مقدمات (قائلا) : أنت أمضيت وثيقة تلزمك .. ويحب عليك احترام تعهداتك، وحاول بورقيبة التملص من الموضوع متعللا بصعوبات دستورية تخص تنظيم استفتاء، وأراد الدكتور المقدم التدخل فبادره القذافي بملاحظة نابية قائلا كنت أظن أنك دكتور في الطب لا في العلوم السياسية ودخل عاشور في النقاش قائلا: هو اتفاق في القمة ولكنه يلزم الشعبين فلابد من استشارتهما، ثم بين كل واحد من الحاضرين وجهة نظره مركزا على هذه الصعوبة أو تلك، ورجع لبورقيبة وعيه ولكنه خيّر ترك كل واحد يعبر عن رأيه وحوالي السابعة والنصف مساء دعا بورقيبة الجميع لتناول العشاء فتم في جو عمت فيه الكآبة وقل أثناءه الحديث ولزم بورقيبة والقذافي الصمت، وحاولت (وسيلة ) بث شيء من المرح ولكن من دون جدوى فانتهى كل شيء بسرعة ولم يتجاوز الأمر نصف ساعة وهمهم القذافي منسحبا وحوالي العاشرة ليلا رن الهاتف وأعلمنا سفيرنا لدى المنظمات الدولية بأن القذافي يرجو مزيد التحادث مع (معلّي ) و (مزالي) وتحولنا بموافقة الوزير الأول إلى نزل انتيركونتينتال حيث كان يقيم الزعيم الليبي واستقبلنا على انفراد وكانت مقابلة ودية واتجه باديء ذي بدء نحوي متسائلا عن أسباب تحويلي من وزارة التربية القومية إلى وزارة الصحة وكان ينتظر مني أن أجيبه بأني ضحية سعيي لتعريب التعليم ولكنني تعللت بثقل أعباء الوزارة وأحسب أني خيبت ظنه بجوابي وانبرى القذافي يدافع بحماس عن اتفاق (جربة) وتناقشنا معه على مهل معددين العراقيل التي تعترض هذا التمشي المتسرع والمرتجل وذكرناه بانفراد تونس بإصدار مجلة (ملزمة قانونية) الأحوال الشخصية التي تعتبر تعدد الزوجات جنحة يعاقب عليها القانون وبعض فصولها الأخرى وبالطبع لم نصل إلى أي اتفاق وانتهى الاجتماع بعد منتصف الليل. ولما كان الغد عاد الوفد إلى تونس ولكني بقيت في سويسرا ثلاثة أيام أخرى بدعوى من بورقيبة الذي كان يزمع التحول إلى منتجع (قثتاد) للاستجمام بها مدة أسبوعين ورافقته مع عللالة العويتي كاتبه الخاص والدكتور الكعبي طبيب القلب وهو رجل لين العريكة ولم يفتني أن أقتني جزمات وطاقية لمجابهة المناخ الشتوي الذي يختص به هذه الموقع الرائع الجمال، كنا نمشي طويلا صباحا وعشية ونلعب الورق لعبة الشكوبّة ولعبة الراويند، وكان بورقيبة يحذق اللعب ويحسن الإشارة الخفية إلى شريكه في اللعبة (عللالة العويتي) ويأنف الخسارة ويتضايق لأن كنت ألعب من دون أجامله وكان سعيدا عندما يكتب له الفوز ..

مشروع الوحدة يسمم الأجواء

أما مشروع الوحدة الليبية التونسية الفاشل فقد بقى طويلا مسمما لأجواء العلاقات بين البلدين ونتيجة لذلك شنت على الهادي نويرة حملة شعواء من التنديد والتحقير والتشهير تلتها محاولة اغتيال لشخصه من طرف مجموعة مسلحة وقع القبض عليها وحوكمت في أبريل 1979 ووصل عداء ليبيا إلى أوجه بمؤامرة قفصة التي تمت بالليلة الفاصلة بين 26 إلى 27 يناير 1980 وتلا ذلك نهب وحرق سفارة تونس في طرابلس بحيث أنه لما عينت أبريل 1980 وزيرا أول، كانت العلاقات مع ليبيا متدهورة جدا وتكاد تكون مقطوعة ولما يمر أقل من أسبوع على تعييني حتى قدت الوفد التونسي إلى القمة الأفريقية بلاغوس في نيجيريا التي فتحت أشغالها بيوم 27 أبريل 1980، وكان جدول أعمالها اقتصاديا أساسا وكنت مرفوقا بمحمود المستيري كاتب الدولة لشؤون الخارجية وكان رحمه الله مناضلا ودبلوماسيا ممتازا. وحدث في افتتاح هذه المقمة حادث جدير بالذكر، ذلك أنه لما أراد حسني مبارك، وكان نائبا لرئيس الجمهورية أخذ الكلمة، غادرت الوفود العربية القاعة ولاحظ لي المستيري الأمر فقرر أن لا أقاطع خطاب الزعيم المصري واعتبرت موقف الوفود العربية بهذه المناسبة عبثيا ثم إنه لم يقع التشاور في الموضوع، وكنت قبل ذلك قد انتقدت موقف الرؤساء العرب أو من مثلمهم عندما انسحبوا من قاعة الاجتماع لما بدأ أنور السادات يلقي خطابه في قمة مونروفيا بليبيريا عام 1979، فأحرج هذا السلوك الرؤسا الأفارقة الآخرين وبهذه المناسبة استقبلت علي عبد السلام التريكي وزير خارجية ليبيا بطلب منه، واتفقنا على تحسين العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون المحلية للبلدين وتمنيت في خطاب منهجي أمام مجلس النواب في نفس السنة أن ترجع العلاقات الودية بين الجيران وأن يتمتن التعاون لفائدة الجميع ولكن العقبة التي كانت تمثلها رسالة القذافي التبشيرية لم يقع تخطيها وشتان بين ليت ولعل …

مناورات “وسيلة بورقيبة وحمادي الصيد” الخفيّة!

وما إن كلفت بتنسيق العمل الحكومي يوم السبت أول مارس 1980، حتى جاءني يوم الاثنين 3 مارس، حمادي الصيد مستشار الشاذلي القليبي الذي أصبح أنذاك أمينا عاما لجامعة الدول العربية وقد نقل بعد مقرها إلى تونس واقترح علي أن أكلفه بمهمة شبه رسمية لدى القذافي لمحاول رتق الفتق بين القطرين وأعلمني أن السيدة وسيلة بورقيبة موافقة على هذا التمشى فرفضت العرض مدللا على أن اتصالات حسن الاستعداد لم تتوفر وأنه من الأحسن أن تواصل بالطرق الدبلوماسية ولم يخف الصيد خيبة أمله وأعاد الكرة رغم ذلك يوم 8 مارس دون نتيجة وبينما كنت بصدد تطبيع العلاقات مع ليبيا بدون ضجة. عمر المحيشي وإدخاله المستشفى العسكري عنوة قبل تسفيره للمغرب! بعدما رصد القذافي الملايين لاغتياله! ونهايته بعد مشروع وحدة مع الملك حسن! وفجأة إذا بقضية عمر المحيشي تأخذ أبعاد جديدة عندما أهدر دمه والمحيشي هو أحد الضباط الذين قاموا بانقلاب أول سبتمبر 69، وكان وصل تونس قبل تعييني وأعلمتني المصالح المختصة يسعى إلى اغتيال رفيقه القديم مقابل بضعة ملايين من الدولارات يعد بها الرجال وحتى النساء ولا فائدة بذكر تفاصيل لا يليق ذكرها … وكان المحيشي يقيم بفندق خليج القردة بقمرّت وذات يوم ذهب إلى نزل السندباد مع حرسه الخاص لتناول الغداء فصادف أن رأى (فيفا) وزوجته يتغديان فانهال على الوزير يشتمه وينعته بعميل الامبيريالية والصهيونية فاضطرننا لإدخاله المستشفى العسكري في تونس وتلافيا لتعكير الجو مع القذافي عندما يكتشف أن معارضه يقيم في تونس، كلفت أحمد بالنور كاتب الدولة للأمن الوطني بالذهاب إلى المغرب طالبا من السلطات المسؤولة الموافقة على نقل المحيشي إلى هذه البلد الشقيق وكللت هذه المهمة بالنجاح ونقل المحيشي إلى المغرب على متن طائرة خاصة تولى المغاربة تأجيرها ورافقه فريق صحي، ومن حظه السيء تم بعد أربع سنوات، أي في 13 أغسطس 1984، إمضاء اتفاق وحدة بين المغرب وليبيا لم تعمر طويلا كالعادة، وحمل المحيشي على متن طائرة خاصة كان في ظنه أنها تقله إلى مكة للقيم بمناسك العمر. ولكن الطائرة حطت بسبها بليبيا. ولما رأى المحيشي كوكبة من الشرطة متهيئة لإلقاء القبض عليه أصيب بفالج (شلل نصفي) ومن ذلك الوقت لا أعرف عن أخباره شيئا. شرط مقابلة القذافي لبورقيبة مقابل ترجيع وثيقة الوحدة أو الطرد! وفي يناير 1982، اغتنم القذافي فرصة وجود بورقيبة بالولايات المتحدة ليصل فجأة إلى صفاقص عن طريق البر. وكلفت وسيلة لاستقباله (عبد الرحمن التليلي) الرئيس المدير العام لديوان الزيت، ومهذب الرويسي والي تونس، وادريس ذيبة الذي دعاني إلى الالتحاق بهم بينما كنت في زيارة عمل وتفقد بولاية قابس، فرفضت الاقتراح، واضطر القذافي إلى الالتحاق بي. فاستقبلته بكل لياقة وأكدت له أن احترام سيادة بلدينا هو الشرط الأساسي لتحقيق تعاون فائدته على الجميع ، وأعلمته مؤكدا بأن بورقيبة ليس مستعدا لاستقباله طالما لم يرجع وثيقة الوحدة الحاملة لإمضائه. فأخبرني بأن طائرة ستأتي بها حالا .. ثم وعدني بأنه سيسلمها للرئيس فيما بعد. وفي فبراير 1982، رجع إلى تونس وقال لي إنه نسي بطرابلس، فزدته تأكيدا أن بورقيبة لن يستقبله إلا بعد تمكينه منها، ووعدني جازما أن طائرة ستأتي بها حالا. وبناء على هذا الوعد تم استقبل بورقيبة للقذافي في قاعة قصر قرطاج البيضاء وكان اللقاء متوترا. وكنت الشاهد الوحيد لأن الوفدين التونسي والليبي بقيا في قاعة القصر الرئاسي الكبيرة. وما كاد الرئيسان يجلسان حتى صاح بورقيبة قائلا : ” أرجعلي وثيقة جربة” أجابه القذافي: “ليست عندي الآن وهي ليست إلا مجرد ورقة” .. أردف بورقيبة غاضبا:” أنا رجل جد ولا أحب التلاعب، أعطني الورقة وإلا عد من حيث جئت” وحاول القذافي تبرير الموقف ولكن الغضب أخذ من بورقيبة مأخذا كبيرا وقرر يده من خد ضيفه وكاد يصفعه. وببرودة دم مسك القذافي يد بورقيبة ووضعها على ركبته من جديد ثم التفت إلي قائلا: ” الأخ محمد .. هل لك أن تنادي الخويلدي الحميدي أن يأتي بمحفظة الوثائق” وكان الحميدي بالقاعة الكبرى في حديث مع وسيلة وقيقة والباجي قايد السبسي. فجاء مسرعا إلى القاعة البيضاء وسلم محفظة الوثائق إلى القذافي الذي فتحها وأخرج منها الوثيقة الشهيرة وناولها لبورقيبة الذي تأكد من وجود إمضاءه فيها ولكن من دون أن يبحث عما إذا كانت هي الأصلية أم نسخة منها. وظهر بورقيبة وكأنه رجع له هدوء أعصابه . واعتقد أن (ضعفه) في جربة .. لن يكون بعد اليوم إلا مجرد ذكرى مرة .. وناولني (الورقة) كما كان يسميها وتمت نهاية المقابلة في جو أكثر هدوء وطلبت مني وسيلة الوثيقة لوضعها كما قالت في خزينة الرئاسة .. وسلمتها إليها ولا أعرف أبدا ما فعل الله بها .. توريط الفنان الزواوي بقنابل المرحاض! وبالرغم من جهودي من جعل العلاقات بين بلدينا عادية .. والتطيمنات التي ما فتئت السلطات الليبية تعطيها فإني مخابرات عقيدنا الذي لا ينفك سابحا في حلمه الوحدوي لم تكف أبدا عن حبك المؤامرات لخلخلة أركان النظام والإساءة إلى لدولة التونسية. ففي أغسطس 1982، طلب القذافي لمقابلة بورقيبة من أجل اقتراح عقد قمة بتونس وهي آنذاك مقر جامعة الدول العربية، وغرضه التنديد بغزو جيش إسرائيل للبنان في يونيو من تلك السنة بقيادة شارون وزير الحرب في ذاك الوقت، ولم يوافق الرئيس وفي مقابل ذلك وعد بتنظيم اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الهيلتون. وقبل انعقاد هذا الاجتماع بساعة وجدت مصالح الأمن في إحدى بيوت الراحة (كنيف) بهذا النزل حقيبة مليئة بالمتفجرات. وكان وضعها هناك عميل ليبي مهنته رسم الكاريكارتير، صرح بأنه فعل ذلك بإيعاز من (دبلوماسي) يعمل بسفارة الجماهيرية وصدر عليه الحكم بالسجن وبعد سنتين أطلق سبيله وطرد لتنقية الأجواء بيننا وبين ليبيا ولإتاحة الفرصة للجنة الليبية لتونسية لمختلطة أن تجتمع في ظروف حسنة ولأن الذافي اغتاظ من كفاءة ونجاح مصالح الأمن التونسية فإنه اتهم في السنة نفسها أمد بن نور كاتب الدولة للأمن الوطني بأنه (عميل) أمريكا وأخذ وسيلة وقيقة وبالي ومسؤولين تونسيين كانوا يستمعون إلى مهاتراته (تركهم بالنور يقترب من بورقيبة) ونبهت (وسيلة) بعد ذلك (بالنور) بخطورة الأمر إذ اعتبرت تهديدا لحياته. وفي الواقع أن عيب بالنور الوحيد في نظر الزعيم الليبي هو أنه وطني حريص على أمن بلاده. ثم زار القذافي المنستير يومي 10 و 11 يوليو من نفس السنة، وكعادته أراد مخاطبة المناضلين الدستوريين والمثقفين والجامعيين. وأشرفت على اجتماع كبير في قصر المؤتمرات بهذه المدينة وأسندت إليه الكلمة. محاضرات ومهاترات القائد مستمرة! وكان في ظنه أن سيتمكن من جلب مريدين جدد لصفه، يؤمنون بكتابه الأخضر، وبلغ التودد لشخصي أن نصح الحبيب عاشور بمساعدة مزالي ! باعتباري (رجل الأًصالة والتعريب وصديق الكادحين). وهاتفني إيف موروزي، الصحفي في الشؤون السياسية بالقناة الفرنسية الأولى طالبا مني إقناع القذافي بإجراء استجواب مباشرة في نشرة الساعة الواحدة ظهرا وكان القذافي في الأول مترددا ثم اقتنع بحججي وأمكن له مخاطبة المشاهدين الفرنسيين من نزل صفاقص بالاس حيث كان مقيما من دون أن ينصب خيمته الأسطورية التي يعوى إقامتها في كل مكان يحل به تأكيدا لأصوله الصحراوية. مغامرات عملاء القذافي ومشاريع التخريب! وفي السنة نفسها بالقصرين، ألقي القبض على مجموعة من التونسيين انتدبتهم المصالح الليبية قبيل الزيارة التي كان يزمع بورقيبة القيام بها في قفصه، إذ أن عميلا من عملاء ليبيا المعروفين اسمه (ارحيله) أعاد الكرة. واتصل بعدد من التونسيين، اصيليي الجنوب وحاول جلبهم إلى صفه، واختار أحدهم (طاهر د.) وهو دستوري و من قدماء مناضلي اتحاد الطلبة التونسيين، أن يتعاون مع مصالح أمن بلاده موهما من (انتدبه) أنه أصبح من عملائه، فكنا إذا على علم بالاتصالات التي كانت تتم في بن قردان أو قرى أخرى حدودية أو بنزل ميرياديان بباب مايو بباريس بينهم وبين (ارحيله) الذي توصل إلى إغراء ضابط صغير تونسي أو على الأقل ظن ذلك، ولكن هذا الضابط كان يلعب على حبلين بتعليمات من مخابرتنا العسكرية وكان يعلن رؤسائه بما كان يرسمه الليبيون من خطط وما يسلمونه له من أموال وسلاح. وفي كل مرة يخبرني وزير الدفاع صلاح الدين بالي بمناورات المخابرات الليبية التي كانت على نقيض تام من الخطب الرسمية التي كان يصرح بها قادتهم السياسيون. وكان ذلك صورة من الخطاب الليبي المزدوج في أجلى معانيه!. الوحدة المغربية الليبية! ورفض بورقيبة لقاء القذافي! وفي يناير 1984، اجتاز أربعة أشخاص مسلحين الحدود التونسية الليبية وفجروا خط أنابيب وأنكرت السلطات الليبية على لسان سفيرها جمعة الفزاني كل تورط في الحادثة واتهمت أحمد بالنور بهذا التخريب والغرض (حسبهم) منع كل تقارب تقوم به السلطات الليبية من محمد مزالي وأثناء الأسبوع الممتد بين 16 و 23 مارس، 1984، ألقي القبض على ليبيين بصدد نقل أسلحة حربية وذلك عند إجراء مراقبة روتينية قرب قرنبالية، وفي السنة نفسها تم بوجدة إبرام معاهدة 13 أغسطس 1984، بعث بموجبها الاتحاد المغربي الليبي. وكان الحسن الثاني يأمل من ذلك، وضع حد للإعانة المالية والعسكرية واللوجستيكية التي كان يقدمها العقيد القذافي بسخاء للبوليساريو الذي لا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وهتف لي الحسن الثاني في اليوم نفسه على الساعة الثانية ظهرا ليخبرني بإمضاء هذه المعاهدة وإعلام الرئيس بورقيبة قبل أن تبث وسائل الإعلام النبأ. وطلب مني أيضا المساعدة حتى يستقبل بورقيبة القذافي وهو في طريق العودة إلى ليبيا. ولكن بورقيبة رفض استقباله رفضا باتا. وتلافيا لحدوث مشكل دبلوماسي آخر حولنا طائرة العقيد إلى مطار تونس واستقبلته أنا والباجي قايد السبسي وزير الخارجية وقدمت له اعتذار بورقيبة لأنه (متعب) ولكن القذافي واصل طريقه برا في اتجاه المنستير وبذلت جهدا كبيرا مستنجدا بكنوز من الدبلوماسية حتى أتلافى القطيعة. طرد التوانسة من ليبيا والدعم من الجزائر من المغرب والخليج! وفي أغسطس 1985 ، أذن القذافي بطرد آلاف العملة التونسيين سالبا إياهم أملاكهم ومجمدا أرصدتهم بالبنوك. وعلمت بهذا الخبر السيء بينما كنت أقود الوفد التونسي في القمة العربية الاستثنائية المنعقدة من 7 إلى 9 أغسطس بالدار البيضاء. ولم يخفي علي الحسن الثاني أن عملية الطرد هذه يجب أخذها مأخذ الجد، وقررتضامنا ألا يسمح بتعويض التونسيين المطرودين بالمغاربة وأوفد مستشاره الخاص رضا غديرة ووزير خارجتيه عبد اللطيف الفيلالي لدى الحكومتين التونسية والليبية لمحاولة الوساطة، وكذلك بعث الكويت بوزير خارجيته الشيخ الصباح رئيس الدولة الحالي ولكن بورقيبة بقي على موقفه المتصلب خاصة وأن عدد المطوردين بلغ رقم 32 ألف، وفي المناطق الحدودية كانت صور هذا الترحيل المؤسف قض المضاجع، وحتى أرصدة تونس الجوية جمدت بلا مسوغ قانوني . وكنت في حديث مع الصديقين المبجلين المغربي والكويتي ملتزما بموقف رئيسي، وأخشى أنهما فهما أنه تصب شخصي مني. الرسائل المفخخة! وشراسة الإعلام التونسي في الرد! وردت الصحف التونسية على هذا الصنيع بقوة مما أغاض السلطة الليبية التي قررت .. تخويفهم بتوجيه العشرات من الرسال المفخخة إلى مراكز تحرير هذه الصحف مع الملاحظة أن هذه الرسالة أتت إلى تونس عن طريق الحقيبة الدبلوماسية الليبية. وانفجرت رسالتان يوم الأربعاء 25 سبتمبر في مركز البريد بالمنزه، كنا افنجرت رسائل أخرى يوم الخميس 26 سبتمبر 1985 بمركز بريد وسط تونس العاصمة. وجرح من جراء ذلك أعوان بريديون (راجع صحيفة لوموند بتاريخ 29 سبتمر). وانعقدت بتونس من 26 إلى 28 نوفمبر 1985 الدورة الخامسة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب . وفيه وزع عضو في الوفد الليبي يدعى عمر مدنيني لائحة تحتوي على تهديدات مقنعة ضد تونس، وخصوصا ضد وسائل الإعلام وجاء فيها بلجهة عنترية: “إذا لم تكف تونس عن هذه الممارسات (؟؟) سيعرف النظام الليبي كيف يضع حدا لها بوسائله الخاصة” !! وأثناء الفترة نفسها أزاحت التلفزة المصرية النقاب عن مجموعة ليبية مسلحة مرسلة إلى مصر لإغتيال عبد البكوش الوزير الأول الليبي الأسبق، وهكذا كان القذافي هائجا مائجا في جميع الاتجاهات ! بلاهة (أو بلاغة) الإعلام الليبي! أما فيما يتعلق بتونس فلقد السيل الزبى. ففي 26 سبتمر 1985 قرر الرئيس بورقيبة قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا، ووضح بلاغ وزارة الخارجية الموقف كالآتي: ” إن هذه القطيعة هي نتيجة سياسة العدوان والتهجمات المستمرة التي تمارسها ليبيا تجاه تونس وغرضها المس بمؤسساتها وإن خرق النظام الليبي بصورة واضحة ومتكررة بكل المباديء والأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول قد بلغ الحد الأقصى من الفظاعة، وأكد البلاغ نفسه بان الحكومة: أمكن لها أن تجمع بصورة لا يمكن دحظها الأدلة التي تثبت تحويل الإرساليات الدبلوماسية ومؤسسات رسمية أخرى في البلاد التونسية إلى مكامن للإرهاب والجوسسة والعدوان وإلى مراكز مرصودة لتنظيم وتنفيذ مكائد النظام الليبي ضد أمن تونس” وبالرغم من هذا فإن التدابير التي اتخذت لرد الفعل ضد بلد أظهر مثل هذا لعداء والتهجم اتسمت بطابع الاعتدال والرغبة في احتساب المستقبل فلم نطرف إلا أربعة ليبيين في تبليغ الرسائل الملغمة، ومن بين العشرين الف ليبي الميقيمين في تونس لم نرحل إلا 283 فقط ووقع تعليق الموصالات الجوية بين البلدين. الحبيب عاشور نغمة نشاز وطني! ولقيت هذه الإجراءات التأييد من مجموع القوى السياسية التونسية بما في ذلك المعارضة ، إلا الحبيب عاشور فقد ظهر وكأنه متحفظ .. بل إنه لم يتردد في شن عدة إضرابات وحشية في قطاعات حيوية وكأنه أراد أن يظهر للقذافي أنه لم يكن في خط واحد مع هذه التعبأة الوطنية، واستنكرت الحكومة الأمريكية تحليق الطيران الليبي فوق التراب التونسي، وكذلك تهديدات طرابلس وهذا في نظرها يعد “خرقا للنوامين المنظمة للعلاقات الدولية” كنا أنها عبرت عن مساندتها للحكومة التونسية وعن صداقتها لها. وهذا ما قالته السيدة سهير بالحسن عندما كتبت عن المكائد الليبية ضد تونس في مجلة جون أفريك (عدد 1289 بتاريخ 18/9/85). “يسلك مزالي دائما الطريق الموصلة، في الصراع الذي وجد فيه الوزير الأول التونسي نفسه وجها لوجه مع الاتحاد العام التونسي بالشغل أبدى خصالا لا تظهر بالضرورة غير منتظرة.” …. فهل برز محمد مزالي في الأزمة التونسية الليبية مناورا أريبا ؟ لقد ظهر الوزير الأول التونسي لا تلين له قناة أمام الاستفزازات امام قائد الثورة الليبية الذي طرد ثلاثين ألف تونسي من بلاده وهو عازم على هزيمة القذافي في ميدانه المفضل، ألا وهو الحركية والعمل بقاعدة واحدة بواحدة والباديء أظلم .. فعلى الصعيد الخارجي جند لفائدته البلدان الشقيقة والصديقة واغتنم فرصة وجوده بالمشرق العربي من 10 إلى 11 سبتمبر في إطار وفد المصالحة بين سوريا والعراق والأردن، المنبثق عن قمة الدار البيضاء ليقوم بمحادثات حول الوضع بالمغرب العربي” وأما استعداد الكويت والإمارات المتحدة لقبول العديد من العمال التونسيين قمت بعرض حول الوضع من على منبر مجلس النواب واتبين انه من بين العشرين ألف القادرين على العمل من بين المطرودين يوجد 15 ألف عاطل عن العمل يمكن إضافتهم إلى الثلاثمائة ألف من البطالين الذين وقع إحصائهم قبل ذلك. ويمثل التونسيون المقيمون بليبيا ضعف المطرودين منها. وبينما كانت ليبيا تتردد في طرد المتعاونين التونسيين أو الذين يعملون في القطاع العام، قررت تونس الكف عن إرسال المعلمين ومتعاونين آخرين ونتج عن ذلك أن أغلقنا المدارس الليبية في توسن ومدرسنا في ليبيا. واضطررت إذا إلى أن أقطع أية علاقة مع ليبيا، وبينما ترددت طويلا في الكشف عن أعمال التخريب التي يزمع النظام الليبي القيام بها في بلادنا (نظرا لتأثيرها في الرأي العام الدولي في بلد سياحي مثل بلدنا) قررنا في 6 سبتمبر إزاحة النقاط عن عمل تخريبي بالمتفجرات وقع في نزل في جربه، ومحطة بنزين في جرحيس في شرقي الجنوب التونسي، وسجلت اعترافات المجموعة (كانوا ثلاثة) على شريط فيديو وقع بثه واستغلته وسائل الإعلام. وكان صبري محمود ناجح رقيب أول الشرطة الليبية، انتدبه مقابل مبلغ قدره ألفين دولار المسؤول عن مكتب العلاقات بين اللجان الثورية (المكلف باغتيال الكلاب الضالة) أي الليبيون في المنفى. عند رجوعه من عطلته التي قضاها بين أصهاره التونسيين أصيليي جرجيس، وكان باتصال مع المسؤول سابقا عن المركز الثقافي الليبي في تونس، وكان طرد من البلاد التونسية مع 33 ليبيا إبان الأزمة وتدل المحاوبة ، وهو عمل هواة، غياب كل رقابة في صلب اللجان الثورية وهنا يكمن خطرها، وفي سبها وصف القذافي البلاد التونسية بأنها “بلاد منظمة ومسوسة” بينما ليبيا هي بلاد البداوة وفاجأ رد الفعل التونسي العقيد القذافي الذي عول على الأزمة الاجتماعية التونسية عندما (قام بعملية الطرد) في الوقت الذي كانت الإضرابات في أوجها في العاصمة ولكن الوزير الأول التونسي عرف كيف يستغلها في الوقت الحاضر على الأقل، وباستغلال محمد مزالي أخطاء الاتحاد العام التونسي للشغل، وأزماته الداخلية قصب أجنحة المركزية العمالية مع معرفته للحد الذي يجب عليه أن لا يتخطاه. وبالرغم من هجوم الطائرات الإسرائيلية على حمام الشط أول اكتوبر 1989، فإن وسائل الإعلام الليبية واصلت هجومها واتهمتنا بالتواطء مع الامبيريالية الصهيونية … ! ومضى القوم إلى حد ترويج إشاعة تقول بأن “عددا لا يستهان به من العمال التونسيين والمصريين المطرودين من اليبيا مصابين بالطاعون ” … وإذا أنت لا تستحي فأفعل (أو قل) شئت … ومن 18 إلى 21 يونيو 1985 قام بورقيبة بزيارة إلى واشنطن حيث استقبله بصورة ودية الرئيس ريجان واستغل وجوده على ارض أمريكا فحوصا طبية بالمستشفى العسكري والتر ريد، وكانت هذه الزيارة سببا في مضاعفة هيجان القذافي الذي ألقى على الأقل ثلاث خطب هاجم فيها تونس ورئيسها هجوما عنيفا. وفي 28 أغسطس 85، هدد القذافي صراحة أمام الضباط التلامذة المنخرطين في الأكيديميات العسكرية الليبية، أنه سيلجأ إلى القوة لتحقيق الوحدة العربية. وفي الواقع كنت الهدف الأمثل للقذافي إذ جريمتي تكمن في أنني منعت تطبيق اتفاق جربه (مثل الهادي نويرة) وكتبت وكالة الأبناء الليبية في هذا الصدد، وفي حسبانها أنها تجيد السخرية قائلة: “إنجازات حكومة مزالي. طرابلس 26 ذو الحجة، 11 سبتمبر .. وكالة أنباء الجماهيرية، منح الوزير الأول التونسي في هذين اليومين لعاملين تونسيين أتيا من ليبيا رخصة مقهى بولاية بنزرت ….. واعتبر منزالي مع وسائل إعلامه أن هذا يعد انجازا عظيما يندرج في مخيم الحكومة قصد ادماج هؤلاء العمال في الدورة الاقتصادية … ويمكن لنا أن نتسائل هانا كيف أمكن لمزالي أن ينجز هذا الشيء العظيم .. إيجاد موطن شغل لعاملين تونسيين اثنين بينما هناك الآن ثلاثين ألف عامل عادوا إلى حد الساعة إلى تونس وهذا يدل على عجز النظام التونسي عن إيجاد الغشل لآلاف التونسيين العائدين من ليبيا التي تعتبر أنه من غير المعقول تحمليها مسؤولية هذا الوضع وأمام هذا العجز وبما أن االنظام التونسي غير قادر على إيواء مواطنيه وضمان الشغل لهم فلن يبغى له إلا أن يرحل … ولإخفاء عجزه أمام مواطنيه حمل النظام التونسي ليبيا الصعوبات التي يجابهها. ولم يكن ليكتب لهذه الصعوبات أن تقع وما كان للشعب التونسي أن يشكو من هذه البطالة لو أن هذا النظام استجاب لنداء الوحدة مع الجماهيرية الذي وجهته هذه الأخيرة للنظام المعين الأمر وهو الذي أخل باتفاق جربة بالرغم عن إيمان الجماهير التونسية لهذه الوحدة كحل وحيد جذري لكل الصعوبات … إن الشعب العربي الليبي الذي بذل كل ما في وسعه لحل صعوبات الشعب التونسي يعلن أنه سيبقى دائما مستعدا بمقاسمة الخبز مع أشقائه التونسيين إذ هم هبوا نحو الوحدة العربية ” … وهكذا كاد المريب أن يقول خذوني وفي الواقع توخى القذافي استراتيجيا معقدة ومستحكمة محاولة منه لربط علاقات تتسم بالهيمنة مع البلدان العربية الأخرى .. فحاول في أول المبادرة بتكوين حزب قوي وشعبي وبروز زعماء حقيقيين فكان يشجع الأعمال التمردية التي يقوم بها بعض السياسيين ويتعهدهم برعايته في طموحاتهم، وهم عادة لا عهد لهم و لاميثاق فيكونون مدينين له بكل شيء، وعن طريق الإيديلوجيا أو المال يضمن وجود من يخبرونه بما يقع ببلدانهم وبذلك يجعل منهم طابورا خامسا يتسلل في صلب فرق الحكم حتى يتزعزع أركان البلدان التي يروموا جعلها تابعة له . وفي الواقع أن هذه البيانات الطويلة والعريضة الداعية إلى الوحدة إنما تخفي رغبة لا يخبو أوارها في امتلاك القوة. عبد السلام التريكي يفشي الأسرار! وبين يدي من مراسلة لوكالة الأنباء الليبية نقلت خطابا للقذافي يقول فيه ” أن وسيلة بورقيبة وعددا من الوزراء التونسيين طلبوا منه ألا يضع حدا لطرد العمال التونسيين واقترحوا عليه أن يقيم محطة إرسال موجهة نحو البلاد التونسية حتى تكون الحملة الإعلامية ضد النظام التونسي أكثر وقعا. ولابد في هذا الصدد أن أكشف عن سر باح لي به (علي عبد السلام التريكي) وهو من كبار المسؤولين في النظام الليبي واضطلع بوظائف عالية منها وزارة الخارجية .. ذلك أنه عندما كنت سنة 1987 في المنفى بسويسرا تلاقيت مع دبلوماسي عربي أخبرني أن علي التريكي أعلمه أن وسيلة بورقيبة أرسلت إلى القذافي ليحثه على أن يفعل كل ما ي وسعه (ليبوء مزالي بالفشل) وبالبطبع استغربت هذا الأمر الذي ليس له دليل فلم أوليه اهتماما كبيرا ولكن بعد سنوات قليلة صادف أن قابلت (علي التريكي) في حفل استقبال نظمته إحدى السفارات العربية إذ أصبح في الأًثناء سفيرا لبلاده في فرنسا فدعاني لشرب قهوة في سفارته فقبلت الدعوة متذكرا ما قيل لي على ضفاف بحيرة ليمان (سويسرا) ورغبة مني في استجلاء الخبر من مصدر عليم وموثوق به. طلبت منه توضيحات في الموضوع فأكد لي ما روي لي سابقا وأضاف أن الأمر يتعلق بموفدين أرسلتهم وسيلة تفصل بين مجيء كل واحد منهما أيام قليلة .. ووافق على الكشف على هوية أحدهما بما أنه متوفى وهو (حمادي الصيد) الذي كان طلب مني منذ مارس 30 أني يقوم بمهمة مصالحة مع العقيد … أما الثاني الذي ما يزال على الحياة فقد رفض إطلاعي على اسمه وإلى اليوم ورغم علمي ببعض عيوب وسيلة لا أزال أستصعب تصور أن تعد زوجة رئيس دول مثل بورقيبة إلى التآمر مع رئيس دولة أجنبية مع وزير أول في حكومة زوجها. لقد وقع ما يشبه ذلك في تاريخ البلاد في عهد الرومان وأواخر الدولة الحفصية وأوائل الدولة الحسينية ولكن كان نادرا جدا فهل ممكن نعته بالخيانة العظمى؟ … الكلمة الفصل للتاريخ !! تضامن الجزائر! وتحذير القذافي! وأمام تصاعد الاخطار واضطراد تهديدات النظام الليبي في خريف سنة 85 خاصة، أبدت الجزائر نبلا وتضامنا نزلا بردا وسلاما على قلوبنا. وكانت تربط بيننا منذ سنة 1983 معاهدة إخاء. ففي 2 سبتمر 85، قام الرئيس بن جديد بزيارة مفاجئة للمنستير دامت بضعة ساعات لمقابلة بورقيبة وصرح بهذه المناسبة أن الجزائر ستكون دائما إلى جانب تونس مهما كانت الظروف وهو إنذار موجه للرئيس الليبي صادف أن أنهى الرئيس الجزائري جولة في البلدان العربية بعيد تعيني وزيرا أول ورأى التوقف في طريق العودة في طريق 2 أبريل وكنت في استقباله بالمطار ورأيته لأول مرة فأخذني في ركن من أركان القاعة الشرفية وقال لي: أعيك كلمة شرف، شرف ضابط جيش التحرير وشرف رئيس الدولة أنه ما دمت مسؤولا فلن يأتيكم مكروها من الجزائر ولا عن طريقها … واقتنعت بصدقه وحسن نيته وتعاونت معه في جو من الثقة والود إلى أن أقصيت من منصبي وغادرت بلادي فارا بجلدي عبر الجزائر فأكرم وفادتي أكرم الله خيرا وفي اليوم نفسه أي 2 سبتمر التقى الرئيس بن جديد مع الجنرال يوسف بركات رئيس أركان الجيش التونسي العقيد بالوصيف المسؤول الكبير بديوان الرئيس الشاذلي في الجزائر العاصمة، على ضوء التهديدات الليبية واقترح علينا الرئيس بن جديد أن نقدم إليها بالمنتجات التي يمكن للجزائر توريدها قبل غيرها حتى يقع التخفيف على المصدرين التونسيين الذين أضر بهم الخطر الليبي وبالفعل وردت الجزائر عشرين ألف طن من زيت الزيتون مقابل خمسة ألاف طن سنة 87 وأسندت لمقاولين تونسيين في البناء بالشرق الجزائري خاصة وازداد عدد السياح الجزايئيين بنسبة 132% أثناء الستة أشهر الأولى بسنة 85، مقابل ما كان عليه الأمر في نفس الفترة سنة 84. وتبعا لوساطات مغربية وجزائرية جرت مقابلة بين سفيرنا بباريس وسفير الجماهيرية الليبية في مكتب جامعة الدول العربية بالعاصمة الفرنسية، وحددنا طلباتنا كالآتي: “أن يدفع للعمال التونسيين ما أغتصب منهم وأن يفرج عن أرصدتهم المجمدة بالبنوك الليبية” و أن يدفع للصناعيين والتجار التونسيين مقابل ما أرسلوه من بضائع إلى ليبيا بطقا للاعتمادات المفتوحة الاتفاقيات المبرمة، تحويل مستحقات الخطوط الجوية التونسية (10 مليون دينار يوم كان الدينار التونسي يساوي دولارين) .. والالتزام علنا بوقف أي محاولة بزعزعة النظام التونسي. إن كل إمارات المساندة الأجنبية على الاختلاف مصادرها وكذلك موقفنا الحازم ولكن المعقول وكسبنا للرأي العالم جركل ذلك السلطات الليبية، حبت أم كرهت، إلى الجنوح نحو التفاهم وهكذا بدأ يلوح آخر النفق .. وكتب البشير بن يحمد، (بعد العاصفة) .. في جون أفريك عدد 1288 بتاريخ 85، لقد تبين أن رد الفعل التونسي الذي اعتبر هنا وهناك بما في ذلك جون أفريك مبالغا فيه، أو لا يخلوا من إفراط أتى أكله في الوضع الحالي بالنسبة للوزير الأول السيد محمد مزالي فلقد كان في مقدمة المعركة وأرادها لا هوادة فيها يساعده في ذلك السيد زين العابدين بن علي ، المسؤول عن الأمن الداخلي، مساعدة جيدة، واليوم خرج منتصرا من هذا الامتحان وعلاوة على ذلك مبرءا مما ظن فيه من ضعف إزاء القذافي الذي ربما قد ورطه عندما عبر له عن مساندته بصورة علنية فلقد خرجت تونس من المواجهة بصورة المظلومة وكذاك بمن لم يترك سبيلا للمقامومة فكانت نداءاته الموجهة لأصدقائه وحلفائه مستجابة بالجملة وكل واحد منهم رد الجواب على طريقته، فالولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا العظمى وبلدان أخرى أظهرت كلها يقظتها على حسب أساليب مختلفة ولكن لا يشوبها أي التباس معنى أنه لو وقع بالفعل الاعتداء على تونس كانوا ينجدونها. الخاسر الكبير هو القذافي! والمجروح يظل خطرا! وبالنسبة للبيشير بن يحمد، فإن “الخاسر” الكبير هو القذافي .. إن طرد التونسيين بهذه الصورة العنيفة والمثيرة، ماذا من صورة النصير الشقيق للشعوب الملظلومة .. هذه الصورة التي كم بذل من جهد لاستكمالها وحاول العيد إصلاح ما أفسد … فصرح قائلا : .. أطلبوا من التونسيين إيقاف حملتهم الإعلامية وفي أول سبتمبر … بمناسبة الذكرى 16 لاستيلائه على الحكم، لم يسعه إلى السكوت عن ذكر الحدث! إذا .. كان الحكومة التونسية على حق أو لها الفضل لتعرية الرجل والتنديد بعمله السيء .. إن العاصفة هدأت ولكن الجولة لم تنته .. . والقذافي المجروح سيبقى خطره ماثلا .. وربما يكون أكثر خطورة ومن طبع العقرب اللسع. ————- [i] هي مدرسة فكرية ناصرها الخليفة المأمون واضطهدت بعده مع الخليفة المتوكل. [ii] ولكن لئن اقترف هؤلاء العقداء الثلاثة انقلاباتهم العسكرية قبل انتصار البعث فإنهم فسحوا له الطريق وفتحوا له الباب. [iii] ومضى الأمر بالمصمودي إلى أنه صرح بأنه نسي أن هناك وزيرا أولا. [iv] بالرغم من علاقات وسيلة الطيبة مع المصمودي والقذافي فلقد كانت ضد الوحدة مع ليبيا. (المصدر: موقع “أخبار ليبيا” بتاريخ 14 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.akhbar-libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=10846&Itemid=1


 

 

تحول مفاجئ في موقف الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ

بلحاج: مستعد للمصالحة

عبد الرحمن أبو رومي

 

تحول مفاجئ في موقف علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المحظورة بالجزائر، فبعدما أمطر الجيش والسلطة بوابل الانتقادات، عاد ليبدي استعداده الدخول في مشروع المصالحة بعدها بساعات.. أمر رآه المتابعون يستحق فتح الباب فربما تتم المصالحة على يد الرجل كبير التأثير على الشباب.

 

ونقلت يومية “الفجر” الجزائرية الأربعاء 12-9-2007 عن بلحاج قوله: “إني على أتم الاستعداد للدخول في مشروع المصالحة الوطنية (الذي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة) إذا ما تبين لي بأن هذه الأخيرة لا تقصي أحدًا”، في إشارة واضحة لضرورة عودة الجبهة للساحة السياسية، وهو المطلب الذي أكدت بشأنه السلطات مرارًا استحالة تجسيدها على أرض الواقع.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن بلحاج بدا جادًّا في هذه التصريحات؛ إذ أظهر رغبة حقيقية في فتح صفحة جديدة والذهاب إلى خطوة أولى باتجاه الحوار.

 

يأتي هذا التحول في مواقف بلحاج إزاء مشروع بوتفليقة للسلم والمصالحة الوطنية بعد ساعات من إفراج السلطات عنه بعدما أوقفته مساء الأحد 9-9-2007، وحققت معه على خلفية التصريحات التي هاجم فيها الجنرال الراحل إسماعيل العماري الرجل الثاني في جهاز المخابرات الجزائرية، وكذا اتهامه للمؤسسة العسكرية بارتكاب تجاوزات فظيعة في سنوات الأزمة التي اندلعت فيها أعمال العنف.

 

كما انتقد بلحاج الرئيس بوتفليقة بمنح الحصانة لقادة الجيش ومنع محاكمتهم، وهي التصريحات التي لقيت موجة استنكار عارمة في الأوساط الجزائرية.

 

لكن بلحاج عاد وأوضح أن التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا لقناة “الحوار” الفضائية والتي حمل فيها بشدة على الرئيس بوتفليقة ومسئولي المؤسسة العسكرية لم يقصد بها أبدًا “محاسبة المخطئين على أخطائهم أو الرجوع إلى الماضي وتقليب المواجع”.

 

وكان من المتوقع أن توجه لبلحاج بعد تقديمه للقضاء الجزائري أربع تهم تتمثل في: المساس بأمن الدولة، والإساءة إلى رئيس الجمهورية، والإساءة للمؤسسة العسكرية، والإشادة بالإرهاب، وهي التهم التي تم إبطالها بالإفراج عنه وعدم مثوله أمام النيابة العامة.

 

مفتاح المصالحة بيده

 

ورأى المتابعون في التصريحات الأخيرة لبلحاج الذي كان يرى في المصالحة الوطنية مسعى أحادي الجانب وقائمًا على الإقصاء والتجريم، تحولاً مفاجئًا في مواقف الرجل الذي كان يبدي معارضة شديدة للمشروع.

 

ودعوا إلى منح بلحاج “الفرصة للتعبير عما ينوي تقديمه في هذا الإطار وعدم غلق الباب نهائيًّا في وجهه، لعل ما في جعبته يحمل خيرًا للبلاد التي تعيش حاليًّا على وقع تصعيد أمني لافت للنظر”.

 

بدورها قالت صحيفة “الفجر” في عددها الصادر اليوم الخميس معلقة على تصريحات بلحاج: إن مفتاح المصالحة صار بين يدي الرجل الذي يدري مدى قدرته على التأثير على عقول الشباب.

 

واعتبرت أنه بذلك “فهم اللعبة جيدًا ووعى الخطر الذي يحدق بالبلاد من جراء الاعتداءات الانتحارية التي يشنها ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الذي يُعَدّ نجله عبد القهار أحد أعضائه.

 

وكان بلحاج قد أطلق مطلع يوليو الماضي مبادرة سياسية يدعو من خلالها عقد ندوة أو مؤتمر وطني تشارك فيها جميع الأطراف بما فيها الجبهة، يخلص لتشكيل ما أسماها بحكومة الإنقاذ الوطنية وإعلان السلطة لـ”عفو غير مشروط” بحق المسلحين.

 

وهي المبادرة التي تجاهلتها الحكومة؛ إذ لم تبدِ أي تجاوب معها؛ وهو ما جعل العديد من الأوساط تصفها بالفاشلة على غرار المبادرة التي سبق أن أطلقها عباسي مدني رئيس الجبهة عشية عيد الأضحى من عام 2004 والتي لم تلقَ أية استجابة من قبل السلطة السياسية والعسكرية في الجزائر.

 

واندلعت أعمال عنف في البلاد عام 1992 عندما ألغت السلطات نتائج الدور الأول لانتخابات تشريعية كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على وشك إحراز فوز ساحق فيها، وسقط ما يقرب من 200 ألف قتيل منذ ذلك الحين.

 

وهدأت أعمال العنف في الأعوام الأخيرة بعد العفو عن العديد من المسلحين بموجب “ميثاق السلم والمصالحة”، واستفاد معظم قادة جبهة الإنقاذ من العفو، لكن رغبة بعضهم في ممارسة أي نشاط سياسي لم تحظَ برضا السلطات، وهو ما اعتبر بعض المراقبين أنه يجعل عملية المصالحة التي أطلقها بوتفليقة غير مكتملة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 14 سبتمبر 2007)

 

         


خمسون طفلاً ومراهقاً في معاقل التنظيم المسلح ينتظرون التكليف لقيادة سيارات مفخخة …

الجزائر: «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» وجيل من المراهقين تستخدمه «القاعدة»

 
الجزائر- محمد مقدم      كشفت تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن الجزائرية أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تمكن على الأرجح في الفترة بين كانون الأول (ديسمبر) 2006 ونيسان (أبريل) 2007 من تجنيد 50 قاصراً بينهم أطفال وفتيان لا يتجاوز معدل أعمارهم الـ16 سنة. ويعتبر هؤلاء القصّر والمراهقون خزاناً استراتيجياً للتنظيم المسلح لتنفيذ عمليات انتحارية جديدة ضد أهداف عسكرية أو مدنية خاصة في الأماكن العامة. وبينت التحريات أن غالبية هؤلاء الأطفال والمراهقين يقيمون في العاصمة الجزائرية والضواحي وكانوا يرغبون في الالتحاق بصفوف المقاومة العراقية بسبب تأثرهم الشديد بمشاهد الوضع هناك وتلقيهم حلقات تكوينية في بعض المساجد حول ما يجري في العراق و «واجب النصرة». ومن بين أهم النتائج التي تم الكشف عنها هو أن حي الكاليتوس في بلدية بوروبة في الضاحية الجنوبية للعاصمة شهد أكبر عمليات تجنيد في العاصمة وأنه يوفر لتنظيم «القاعدة» احتياطياً كبيراً من المراهقين الذين يعجز التنظيم المسلح عن تجنيدهم في بقية الولايات. وإذا كانت ظروف تجنيد هؤلاء معروفة إلا أن سبب الإبقاء عليهم في الجبال الجزائرية بقي مجهولاً إلى أن وردت معلومات من «تائبين» من تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» كشفوا فيها أن هؤلاء القصر يخضعون، برفقة ناشطين من المغرب وتونس وليبيا، إلى دورات تدريبية لتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات أو شاحنات توضع تحت تصرفهم. وبسبب صغر سنهم فقد فضلت أجهزة الأمن تجنب مواجهتهم بالسلاح، وكانت الوسائط الإضافية أو عمليات الاختراق سبباً في تخلي بعضهم عن العمل المسلح بعد أسابيع من التحاقهم بالجبال. وقدم بعض هؤلاء وصفاً مدققاً لما يحدث في الجبل وكشفوا عن معلومات خطيرة منها أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» حسم الموقف في شأن شرعية العمليات الانتحارية وانه يهيئ المراهقين الذين لم تمض عليهم أسابيع في الجبل لتنفيذ هذه العمليات. وبعد التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي هزت الجزائر يوم 11 نيسان الماضي وخلفت 32 قتيلاً و262 مصاباً بجروح متفاوتة الخطورة ثم الاعتداء على ثكنة الجيش في الأخضرية (75 كلم شرق) الذي أدى الى مقتل عشرة عسكريين يؤدون واجب الخدمة الوطنية اهتزت الجزائر السبت على وقع عملية انتحارية خلفت مقتل 35 عسكرياً وإصابة 63 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة من حرس السواحل في ثكنة القوات البحرية في مدينة دلس التابعة لولاية بومرداس (65 كلم شرق). لكن المفاجأة في بيان تبني تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» هذه العملية الانتحارية هو أن منفذها يدعى «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» واسمه الحقيقي نبيل بلقاسمي لا يتجاوز عمره الـ15 عاماً وهو ما أحدث صدمة كبيرة في أوساط الخبراء في الشأن الأمني في خصوص استخدام الأطفال في عملية بمثل هذه الخطورة وضد أهداف عسكرية. وأعلن تنظيم «القاعدة» في بيان نشر على مواقع إسلامية على الإنترنت، تلقت «الحياة» نسخة منه، أن أحد أفراد التنظيم المسلح يدعى «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» قاد شاحنة كانت معبأة بـ800 كلغ من المتفجرات واقتحم بها ثكنة حراس السواحل في ميناء دلس في ولاية بومرداس في حدود الساعة الثامنة إلا ربعاً صباحاً وهي فترة تجمع العسكريين لأداء التحية في ساحة العلم. وقد وزع تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» صورة الانتحاري «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» وأكدت التحاليل الحمضية «أي دي أن» أن منفذ الاعتداء هو فعلاً نبيل بلقاسمي. وأفضت التحقيقات الأولية إلى الكشف عن تفاصيل مثيرة تخص حياة الانتحاري بلقاسمي الذي يعتبر أصغر عنصر مسلح ضمن تنظيم «القاعدة» في الجزائر، إذ تبين أن هذا الشاب غادر مقاعد الدراسة الاكمالية في عز الموسم الدراسي وقبل أسابيع قليلة فقط من امتحانات الانتقال إلى الطور الثانوي. وعاشت عائلة الانتحاري «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» صباح الأحد لحظات مأسوية بعد أن قطعت والدته أشغال تنظيف المنزل مع حلول شهر رمضان الفضيل بعد رؤيتها صورة ابنها المرفقة مع بيان تبني أخطر عملية انتحارية تستهدف ثكنة للجيش منذ فترة طويلة. وذكرت والدة الانتحاري أن أبنها «ضحية، اسألوا الجيران، اسألوا المعلمين، كان ملاكاً لا يمكن أن يقتل ويرتكب جرماً» قبل أن تكشف «لقد وعدني بالعودة… وأنا كنت أنتظره»، وتساءلت: «لماذا كلف هو بتنفيذ العملية ولم يقم بها الكبار؟». قال أنه سيعود في رمضان… لكنه عاد انتحارياً… وبحسب أفراد عائلته فقد اتصل نبيل قبل ثلاثة أيام من الاعتداء الذي استهدف ثكنة دلس وحرص خلالها على الاطمئنان على أفراد عائلته وطلب منهم العفو والصفح عما قد يكون قد صدر عنه. ويقول والده: «لقد انتابتني شكوك وأدركت أنه كان سيقوم بعمل ما فنهرته لكنه أكد لي العكس» وفي اليوم التالي صباح الخميس، اتصل بوالدته التي تربطه بها علاقة قوية وتعهد لها بالعودة إلى المنزل خلال شهر رمضان. وكانت والدة نبيل رفعت شكوى لدى مصالح الأمن الجزائري في بداية شهر نيسان الماضي في شأن التحاق ابنها بالجماعات الإسلامية المسلحة وبعد فترة وجيزة اتصلت برقم الهاتف النقال لابنها فرد عليها شخص من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» توسلت له إطلاق سراح ابنها فرد عليها بعبارة مختصرة «هناك من هم أصغر منه معنا في الجبل». وتبين أن نبيل بلقاسمي الذي تحول لاحقاً إلى «أبو مصعب الزرقاوي العاصمي» توقف عن الدراسة وغادر حي الكاليتوس الذي يقيم فيه في الرابع من نيسان الماضي، قبل أسبوع من تفجيرات «الأربعاء الأسود» التي هزت الجزائر في 11 نيسان الماضي لتبدأ بعد ذلك دورة جديدة لتكوين انتحاري سيكلف بتنفيذ أهم اعتداء انتحاري ضد ثكنة للجيش منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. وقد عرف عن «الزرقاوي العاصمي» أنه كان مراهقاً ملتزماً بالصلاة والتعاليم الإسلامية، وبحكم صغر سنه ظل وثيق الصلة بالتعليم، وكان يوشك على اجتياز امتحانات السنة التاسعة أساسي وأيضاً كان وثيق الصلة بالمسجد. كما أنه ظل ملتزماً حلقات الدين التي تنظم في مسجد «الوفاء بالعهد» في حي لابروفال في القبة أو كما يعرف بمسجد «الشيخ أمين» الذي كان يتردد عليه أيضاً المدعو أبزار زهير الذي سلم نفسه أخيراً لمصالح الأمن وهو من حي المحمدية في الحراش وهو المسجد نفسه الذي كان يتردد عليه الانتحاري مروان بودينة «معاذ بن جبل» وهو أحد أبرز منفذي تفجيرات «الأربعاء الأسود»، و «م.إيدير» من براقي برفقة صديقه طارق وكان جميع هؤلاء ينوون الالتحاق بالمقاومة العراقية، وكانوا يتابعون أشرطة وأقراصاً مضغوطة حول العمليات الإنتحارية في العراق. وساهمت مشاهد الموت والقتل في العراق في تحريك مشاعر هؤلاء المراهقين مثل نبيل الذي كان أيضاً رياضياً متمرساً في رياضة «الآي كيدو» (رياضة قتالية) لكنه سرعان ما وقع في شبكة تجنيد يتزعمها المدعو «عيسى» الذي أوقفته مصالح الأمن لاحقاً والذي تبين أنه يستغل الوضع في العراق لتجنيد شباب ومراهقين لمصلحة ناشطي المنطقة الثانية في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مقابل مبالغ مالية ضخمة على كل «رأس» أو شاب يصل إلى الجبل عبره. وكان نبيل ليلة رحيله إلى الجبل تنقل برفقة 4 شباب إلى حي براقي (16 كلم جنوب، حيث تناولوا أكلة خفيفة «البيتزا» مع «نور الدين» الذي وعد عائلة نبيل بالعمل على إنزاله من الجبل. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

مجزرة للحريات الصحافية في مصر
 
تواجه بعض الصحف المصرية المستقلة حملة ترهيب غير مسبوقة من قبل السلطات الحاكمة، مما يهدد مرحلة من الحرية النسبية، عاشتها هذه الصحف استمرت لاكثر من عشرة اعوام، استطاعت خلالها ان تتطور مهنيا وسياسيا وتصل الي مئات الآلاف من القراء. بالامس قضت محكمة جنح القاهرة بحبس رؤساء تحرير اربع صحف مصرية مستقلة لمدة سنة، بعد ادانتهم بسب وقذف بحق الرئيس حسني مبارك، ونشر اخبار كاذبة تسيء الي رموز الحزب الوطني الحاكم. وسيصبح هذا الحكم نافذا اذا ايدته محكمة الاستئناف علي الفور. رؤساء التحرير الاربعة وهم ابراهيم عيسي الدستور وعادل حمودة الفجر ووائل الابراشي صوت الامة وعبد الحليم قنديل الكرامة ، كانوا من اكثر الكتاب انتقادا لعملية التوريث والفساد المستشري في اوساط المسؤولين في الدولة، وهذا ما يفسر الحملة التي تشن ضدهم وتهدف الي اخماد اصواتهم. القذف بحق رئيس الدولة واسرته امر معيب ويقع تحت طائلة القانون، فكل القوانين في الدول المتقدمة والديمقراطية توفر الحماية للاشخاص، وايا كانت مكانتهم، من اي تعرض لسمعتهم الشخصية او ذمتهم المالية، اللهم الا اذا كانت المواد المنشورة في هذا الخصوص تتضمن ادلة دامغة مقنعة وموثقة. ولكن هذه القوانين تكفل حرية الرأي فيما يتعلق بجميع القضايا السياسية والعامة. ومن المؤسف ان القانون معطل وغير مستقل في معظم الدول العربية ان لم يكن كلها، حيث تتدخل السلطات التنفيذية بشكل سافر لتوظيف هذا القانون في خدمة قمعها وارهابها ضد المواطنين، والسياسيين منهم علي وجه الخصوص، سواء من حيث تلفيق قضايا ضدهم والزج بهم في السجون، او منع المتظلمين من المثول امام محاكمات عادلة. الرئيس مبارك يشتكي من تعدي الصحافة المستقلة عليه بالسب والقذف، ويقدم رؤساء تحريرها الي المحاكم ويستصدر منها احكاما بسجنهم، وهذا من حقه، ولكن الرئيس مبارك ووزير اعلامه السابق ونائبه في الحزب الحاكم ورئيس مجلس الشوري حاليا، وظفوا الصحافة الرسمية الحكومية او ما يسمي بالصحافة القومية، لتوجيه اقذع انواع السباب والاتهامات لمسؤولين وصحافيين عرب، بينهم رئيس تحرير هذه الصحيفة. الصحافة القومية المملوكة للدولة في مصر، والتي يجري تعيين رؤساء تحريرها بموافقة المجلس الاعلي للصحافة ومباركة مجلس الشوري، هي التي ابتدعت مسألة القذف والسب بحق السياسيين المعارضين وتلفيق التهم لهم، والتطاول بشكل مؤسف علي زعامات عربية اختلفت مع الحكومة المصرية في يوم ما حول قضية ما. وكنا نتمني علي الرئيس مبارك طالما انه يؤمن بالقانون واحترامه ان يجعل من هذه الصحافة نموذجا في احترام آداب المهنة، ونصوص القانون التي تعاقب كل من يقدم علي جريمة السب والقذف بحق الآخرين دون دليل موثق. الزملاء الاربعة هم ضحية حملة استهداف من قبل الحكومة للاقلام الحرة التي ترفض ان تقبل بالوضع المزري الذي تعيشه بلادها حاليا، حيــث الفســــاد، وغياب القانون، واتساع الفجوة بين الاغنيــاء والفقراء بصورة مخيفة ومرعبة، وهيمنة فئة محدودة من المقربين لدوائر الحكم علي ثروات البلاد ومقدراتها الاقتصادية. وربما يفيد التذكير من قبلنا نحن الذين نعيش في الغرب ونخضع لقوانينه، بان جميع القوانين الغربية المتعلقة بالنشر لا تنص مطلقا علي حبس الصحافيين والكتاب، وانما بفرض غرامات عليهم، الامر الذي يكشف مدي تخلف قوانين النشر في الدول العربية. مرة اخري لا نجادل في حق احد في مقاضاة الصحف ورؤساء تحريرها اذا تجاوزوا القانون وتعدوا علي اعراض الناس وخصوصياتهم بالسب والقذف، ولكن علي هؤلاء اولا ان يقدموا المثل في احترام القانون والابتعاد عن تطبيقه بشكل انتقائي، والمقصود هنا الرئيس مبارك والمجموعة التي تحيط به. (المصدر: افتتاحية صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)صحيفة “الحياة”:

نقابة الصحافيين اعتبرت الحكم «إعلان حرب» … مصر: السجن لأربعة رؤساء تحرير بتهمة نشر أخبار كاذبة والسب

 
القاهرة – الحياة قضت محكمة مصرية أمس على رؤساء تحرير أربع صحف مستقلة بالسجن سنة واحدة مع الاشغال بتهمة إهانة الرئيس حسني مبارك والحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، في دعوى رفعها محاميان ينتميان إلى الحزب. واعتبرت نقابة الصحافيين الحكم بمثابة «إعلان حرب». وقررت محكمة جنح العجوزة كذلك تغريم كل من رؤساء تحرير «الدستور» إبراهيم عيسى، و «صوت الأمة» وائل الإبراشي، و «الكرامة» عبدالحليم قنديل، و «الفجر» عادل حمودة 20 ألف جنيه بتهمة «نشر أخبار كاذبة عن سوء قصد في حق الرئيس مبارك بصفته رئيساً للحزب الوطني وسب عدد من رموز الحزب». ويأتي الحكم وسط جدل أثاره قرار لنيابة أمن الدولة العليا بإحالة عيسى على المحاكمة بتهمة ترويج إشاعات عن مرض الرئيس «أضرت بالاقتصاد القومي»، وطلب «المجلس الأعلى للصحافة»، وهو هيئة رسمية، التحقيق مع جريدتي «البديل» و «الكرامة» المستقلتين في القضية ذاتها، ما اعتبر معركة «كسر عظم» ضد الصحف المعارضة والمستقلة. وقال حمودة لـ «الحياة» إن الحكم جاء «مفاجئاً وصادماً»، مشيراً إلى أنه توقع أن «تتجاهل المحكمة الدعوى لأن صاحبها غير ذي صفة أو مصلحة، لكن القاضي أضاف تهمة تكدير السلم العام». وأكد أن «هذه القضية تحديداً لم أعرها اهتماماً كبيراً، لأن صاحب الدعوى ليست له صفة لتحريكها». واتهم القاضي بأنه استغل «الحضور المكثف لوسائل الإعلام وراح يشيد بالرئيس ونجله وحزبه، معتبراً أن من حق أي أحد أن يقاضي الصحافة». وكان محاميان ينتميان إلى الحزب «الوطني» ادعيا على الصحافيين الأربعة أمام محكمة الجمالية التي قضت بعدم الاختصاص وأحالت القضية على محكمة العجوزة التي قضت أمس بحبسهم. وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن «وجدانها اطمأن إلى ارتكاب المتهمين جرائمهم، وثبتت لديها صفة مقيمي الدعوى في إقامتها، إذ وقع عليهما ضرر مباشر مما نشره المتهمون». واعتبرت أن «لأعضاء الحزب الحق في الدفاع عن قيادته طبقاً لأحكام القانون، لأن ما يتعلق بالحزب يتعلق بأعضائه». وأكدت أن «المتهمين نشروا أخباراً كاذبة تضر بالحزب الوطني واستخدموا ضده عبارات سب وقذف». وأثار الحكم استنكاراً واسعاً في الأوساط الصحافية والحقوقية. وقرر مجلس نقابة الصحافيين عقد اجتماع طارئ الأحد المقبل، دعا إليه رؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية وكبار الصحافيين «لدرس الوسائل الكفيلة بمواجهة هذا العدوان وردّه». وأعربت النقابة عن «بالغ الدهشة والاستياء… لهذا اليوم الأسود في تاريخ الصحافة المصرية». واستغربت «الحكم غير المسبوق في تاريخ الصحافة والقضاء، على رغم أن القضية مرفوعة من غير ذي صفة». واعتبرت أن «صدور الحكم على هذا النحو وفي هذا التوقيت الذي يصادف حملة تحريض محمومة وواسعة على حرية الصحافة هو بمثابة إعلان حرب على حرية التعبير وعلى الهامش المتاح لحرية الصحافة». ودعت إلى «إلغاء ترسانة القوانين التي تهدف إلى ترويع الصحافيين وقصف الأقلام»، مشيرة إلى أن «لا ضمانة لأي حرية حقيقية إلا بتحصينها بالقوانين». وأكدت أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الهجمة». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

مصر: الصحافيون يعتبرون احكاما بحبس 4 رؤساء تحرير بتهمة الإساءة لمبارك إعلان حرب علي حرية التعبير
 
القاهرة ـ من مني سالم: تصاعدت الازمة في مصر بين الصحافيين والسلطات الخميس بعد صدور حكم بحبس اربعة رؤساء تحرير لمدة سنة بتهمة نشر اخبار كاذبة تسيء لقيادات الحزب الوطني الحاكم اعتبرته نقابة الصحافيين اعلان حرب علي حرية التعبير داعية اعضاءها الي اجتماع عاجل لـ رد هذا العدوان . فقد قضت محكمة جنح العجوزة بالحبس سنة لكل من رؤساء تحرير صحيفة الدستور ابراهيم عيسي و الفجر عادل حموده و صوت الأمة وائل الابراشي ورئيس التحرير السابق لصحيفة الكرامة عبد الحليم قنديل. كما قضت المحكمة بتغريم كل منهم 20 الف جنيه وبكفاله قدرها 10 آلاف جنيه بعد ان دانهم القاضي شريف اسماعيل بنشر اخبار كاذبة تسيء للحزب الوطني وقياداته. ويستطيع الصحافيون الاربعة الطعن علي هذا الحكم امام محكمة الاستئناف ما يؤدي الي وقف تنفيذه. واذا ما ايدت محكمة الاستئناف الحكم يصبح واجب النفاذ علي الفور. واكد القاضي في حيثيات حكمه، التي نشرتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان كل ما نشر بشأن الحزب الوطني وقياداته يمس كيان الدولة ويؤثر في افرادها وقياداتها وقيادات الحزب الوطني الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك . واضاف ان الصحف الاربع تناولت مبارك وعددا من الرموز بالمساس بصفتهم الحزبية وما يتعلق بعملهم في عدد من الاكاذيب التي يحقق نشرها اضرارا بالمصلحة العامة اذ تؤثر بالقطع في نفوس افراد المجتمع بل وتصيبهم بالاحباط تجاه رئيس الحزب الوطني وهو رئيس الدولة ورئيس الحزب الحاكم الي جانب ان الحكومة غالبية اعضائها من الحزب الوطني . ودانت المحكمة، وفقا للمصدر نفسه، المتهمين بـ السب والقذف ونشر اخبار كاذبة عن الحزب الوطني من شأنها تكدير السلم العام . وقالت المحكمة ان ما نشر في الصحف الاربع تضمن عبارات تسيء للحزب الوطني ورموزه وتتهمه، خلافا للحقيقة وبالكذب، بأنه حزب يحكم مصر بالحديد والنار ويذبح الشعب ويتسم بالاهمال والقمع والاستبداد . واوضحت المحكمة ان تلك الاخبار الكاذبة المحمولة بعبارات السب تجهض الروح الوطنية لاعضاء الحزب الوطني وتفقدهم الثقة في قيادتهم المتمثلة في رموز الحزب الوطني الحاكم وهو امر يترتب عليه كثير من الضرر بالحماس العام الوطني وبالانتماء للحزب الوطني الذي يرأسه رئيس الدولة بل يستتبع بالضرورة فقد الانتماء للدولة والدفاع عن كيانها في كافة المجالات . من جانبها اعتبرت نقابة الصحافيين في بيان اصدرته بعد الظهر ان هذا يوم اسود في تاريخ الصحافة المصرية وان هذا الحكم غير مسبوق في تاريخ القضاء وفي تاريخ الصحافة المصرية . واضافت النقابة في بيانها اننا نعتبر صدور هذا الحكم علي هذا النحو وفي هذا التوقيت الذي يصادف حملة تحريض محمومة وواسعة علي حرية الصحافة هو بمثابة اعلان حرب علي حرية التعبير وعلي الهامش المتاح لحرية الصحافة . وتابعت ان هذا الحكم يدعوها للمطالبة مجددا بـ الغاء ترسانة القوانين التي تهدف الي ترويع الصحافيين وقصف الاقلام . واكد البيان ان النقابة لا يمكنها ان تقف مكتوفة الايدي امام هذه الهجمة ، ودعت رؤساء تحرير الصحف المستقلة والحزبية وكل اعضائها الي اجتماع عاجل الاحد المقبل لتدارس كل الوسائل الكفيلة برد هذا العدوان . وياتي الحكم بحبس الصحافيين الاربعة بعد بضعة ايام من احالة احدهم وهو ابراهيم عيسي الي المحاكمة بتهمة نشر شائعات واخبار كاذبة من شأنها الاضرار بالمصلحة العامة للبلاد بعد ان نشرت صحيفة الدستور تعليقات علي شائعة مرض الرئيس المصري حسني مبارك التي سرت خلال النصف الثاني من آب (اغسطس) الماضي. واعتبرت منظمات حقوقية من بينها منظمة مراسلين بلا حدود ان محاكمة عيسي لنشره تعليقات حول هذه الشائعة مجرد ذريعة لتقييد حرية الصحافة. وكان المجلس الاعلي للصحافة (حكومي) اتهم الاربعاء ثلاث صحف مستقلة هي الدستور و الكرامة و البديل بارتكاب تجاوزات في ما نشرته عن نفس الشائعة وطلب من نقابة الصحافيين محاسبتهم وفقا لميثاق الشرف الصحافي. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

فورة غضب ام مذبحة رمضانية لحرية الصحافة؟
 
لندن ـ القدس العربي ـ من خالد الشامي: ماذا يحدث في مصر؟ وهل تعبر احكام الحرب الصادرة ضد اربعة من رؤساء التحرير المعارضين عن فورة غضب عارضة بعد الشائعات حول صحة الرئيس المصري حسني مبارك ام عن سياسة جديدة تشير لـ نفاد الصبر وتمهد لفتح صفحة جديدة في تاريخ مصر وليس تاريخ الصحافة فحسب؟ جزء من شروط اللعبة ان يبقي الخوف محلقا فوق رؤوس الجميع. ما تحاول عمله هذه الاحكام ان تذكر من نسي. اما السؤال الذي ستجيب عنه تطورات هذه القضية فهو ان كان الواقع في مصر اصبح جديا لدرجة تجاوزت كل الالعاب وكل الشروط. ويتوقع البعض ان يتم الاكتفاء بالغرامة المالية عندما تنظر الاحكام امام محكمة الاستئناف ما سيشكل حلا وسطا يضمن توصيل الرسالة لكن بدون هدم المعبد. وكان هذا ما آلت اليه قضية مشابهة ضد رئيس تحرير صحيفة الدستور ابراهيم عيسي منذ عدة شهور. واذا كانت الاحكام القضائية غير كافية لوقف ما يعتبره النظام تجاوزات حرية الصحافة، فما هي الخطوة المقبلة؟ لا يستطيع المراقب الهروب من مقارنة ما حدث او قد يحدث مع ما اسمته الصحف الحكومية قبل 26 عاما بـ ثورة 5 سبتمبر في اشارة لحملة اعتقالات واسعة شنها الرئيس الراحل انور السادات وشملت عددا كبيرا من السياسيين والصحافيين والمفكرين. تري هل مصر علي اعتاب خريف غضب آخر (لا قدر الله)؟ هل اصبح الحكم غاضبا بما يكفي لسد الثقب الوحيد في الوعاء المليء بالبخار المكتوم؟ يتساءل احد الصحافيين مشككا، ويقول في ركن ما من نظام الحكم يقبع صوت للعقل يرتفع غالبا في الوقت الحاسم لانقاذ البلاد ثم النظام نفسه من نفسه: وليس مستغربا ان يكون ذلك الصوت هو صوت الرئيس شخصيا . ووصف صحافيون الاحكام بأنها بمثابة مذبحة او ياميش رمضان مسموم لحرية الصحافة، محذرين من ان المساس بحرية الصحافة ارتبط باحداث مأساوية في تاريخ مصر، لا يريد احد تكرارها. وتساءلوا ان كان النظام يظن انه يستطيع استغلال انشغال الناس بنار الاسعار والمسلسلات الرمضانية لتمرير حملة بدأت امس وتستأنف مع محاكمة ابراهيم عيسي في قضية الشائعات والتي اهتمت وسائل الاعلام الحكومية بابراز محتويات لائحة الادعاء فيها، وكأنها رسالة تحذير ينطبق عليها المثل المصري اضرب المربوط يخاف السايب . ومهما كانت الاجابة فان هذا التصعيد في المواجهة بين النظام والصحافيين يشي بمزيد من الدراما وربما المفاجآت قد يكون بعضها من النوع التراجيدي كما يخشي كثيرون. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

يوتيوب .. الموقع الالكتروني الذي تحوّل اليه المغاربة لمحاربة فساد اداري استشري وصعب وقفه
 
تطوان ( المغرب) القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تحول موقع يوتيوب في شبكة الانترنت الي قبلة للمغاربة بحثا عن قضايا الفساد لاسيما بعدما قام أحد القناصة الالكترونيين بنشر أشرطة فيديو تبرز بعض رجال الدرك الملكي في شمال المغرب يتلقون رشاوي، وترتب عنها فتح قيادة الدرك تحقيقا حول هذه الرشاوي وسجن بعض الضباط. وكان يوتيوب قد اشتهر في المغرب خلال ايار/مايو الماضي عندما منعت شركة اتصالات المغرب للهاتف الثابث والنقال والانترنت الولوج الي الموقع من المغرب بسبب مضمون شريط فيديو. لم توضح السلطات السبب في البدء، وكان الجميع يعتقد أن الأمر يتعلق بالصحراء الغربية لكن في آخر المطاف تبين أن الأمر يتعلق بشريط مسيء للعائلة الملكية. ولاحقا تهافت الكثير من المغاربة علي الموقع لرؤية شريط فيديو للمهرب الشهير منير الرماش وهو يقوم بسياقة قارب نفاث معبأ بالمخدرات في مياه مضيق جبل طارق متوجها به الي السواحل الاسبانية، وكانت قضية هذا المهرب وراء اعتقال ومحاكمة قضاة وأفراد النيابة العامة وضباط شرطة وجيش . لكن شهرة يوتيوب في المغرب جاءت مع ما أصبح يعرف بـ قناص ترغيست ، وهي بلدة صغيرة باقليم الحسيمة في شمال المغرب. نشر هذا القناص الالكتروني شريطا لمجموعة من أفراد الدرك يتلقون رشاوي من سائقي سيارات وشاحنات يستعملون طريقا عاما بشمال المغرب. وبما أن المنطقة مشهورة بزراعة القنب الهندي وتهريب السلع والمهاجرين السريين، فقد حول أفراد الدرك الطريق الي أشبه بطريق سيار يدفع مستعملون اتاوة استعماله. يبرز الشريط مشاهد مثيرة: سيارات تتوقف تباعا ليسلّم اصحابها ضابط الدرك ما بين دولارين و20 دولارا لقاء ان يتركهم يواصلون سيرهم. مباشرة بعد نشر الشريط جري اعتقال ضابطين يوجدان الآن في السجن، لكن القناص فاجأ الرأي العام بشريط ثان تطلب فتح التحقيق. وخلال هذا الأسبوع وضع شريط ثالث في يوتيوب حول رشاوي الدرك، مما دفع بالجنرال حسني بن سليمان، أقدم مسؤول أمني في البلاد ومدير هذا الجهاز الحساس (الدرك) الي تكليف جنرال آخر بالتحقيق في مضامين الأشرطة والتعرف علي شخصية من اصبح يُعرف بـ قناص ترغيست . وتستمر شخصية قناص ترغيست مجهولة للرأي العام الذي يعتبره من أبطال مكافحة الفساد الاداري، وتمكن موقع هسربيس كوم من إجراء حوار معه عبر الانترنت قال فيه ان هدفه هو فضح الفساد في البلاد. ظاهرة قناص ترغيست فتحت شهية الكثير من محاربي الفساد الي الرهان علي يوتيوب لدفع السلطات الي فتح تحقيقات حول الفساد. ومن ضمن الجديد، شريط حديث يتضمن ممتلكات بعض قضاة بمحاكم في شمال المغرب لا يتجاوز مرتب الواحد منهم 1500 دولار لكنهم يملكون بيوتا فاخرة تتجاوز قيمتها 500 ألف دولار. وفي مدينة تطوان طرد القضاء ثلاثة محامين لمجرد أنهم نددوا بالفساد. كمـــا أن هنـــاك شرائط تفضح الكثير مــن مســؤولي الــدولة وان كانت أقل جرأة بسبب عدم تقديم أدلة بل الاكتفاء بالتنديد. وأصبحت جميع نقط المراقبة التي يقيمها الدرك والشرطة تتخذ احتياطات حتي لا يُسجل أفرادها، في غفلة من امرهم، وهم يتلقون رشاوي او هدايا، لاسيما في ظل التقدم التكنولوجي حيث أصبح الهاتف النقال يوفر إمكانية التسجيل بجودة مقبولة. يذكر ان يوتيوب مليء بأشرطة الفيديو حول بعض قضايا المغرب. ويكفي إدخال كلمة المغرب بلغة من اللغات الأوروبية حتي تظهر لائحة هذه الأشرطة. ويوجد في الموقع آلاف الأشرطة بعضها حول حقول القنب الهندي في اقليم كتامة بشمال البلاد، حيث يفسر بعض المزارعين في شريط من هذه الأشرطة طريقة إعداد مخدر القنب الهندي. ويبقي الأساسي هي الأشرطة ذات المضمون السياسي والاجتماعي تدخل في خانة الاشرطة النضالية التي تفضح المسكوت عنه (في المغرب) وتندد بالكثير من خروقات حقوق الانسان . وبدأ يوتيوب يتحول تدريجيا الي أحسن منبر إعلامي لفضح بعض قضايا الفساد ونشر مطالب احتجاجية، وبدأ المغاربة معه يكتشفون شبكة الانترنت، حتي أن مجموعة من الصحافيين تعكف علي اعداد نشرة اخبارية اسبوعية تتضمن المسكوت عنه في الاعلام الرسمي. وهذا نموذج للإطلاع علي بعض أشرطة قناص ترغيست : http://www.youtube.com/watch?v=Afed8wvYwmc&mode=related&search http://www.youtube.com/watch?v=1gtB0imIZVM (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

6 février 2005

Accueil   TUNISNEWS   5 ème année, N° 1723 du 06.02.2005  archives : www.tunisnews.net لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية

En savoir plus +

1 octobre 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3418 du 01.10.2009  archives : www.tunisnews.net   La Découverte: présentation du livre

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.