الجمعة، 13 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2335 du 13.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


 شريط وثائقي جديد للجنة الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين حول جريمة الأحكام المكررة في تونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اقتحام منزل السيدة صالحة عزوز الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – فرع القيروان :بيـــــان اللقاء الإصلاحي الديمقراطي: التصعيد ضد الحجاب ومعركة الحرية والهوية والقيم عبد الحميد الصغير : بيان إلى الرأي العام الوطني والعالمي الأساتذة المسقطون عمدا في الكاباس :بــــيان اللجنة الوطنية الطلابية للدفاع عن الحريــات: بيـــــان‏  القدس العربي: أثار غضب الرأي العام: اعتداء على فتيات محجبات بالضرب  رشيد خشانة : تونس: «معركة الحجاب» تتطور رويترز: الجدل يحتدم في تونس حول ظاهرة الحجاب ترشيشي: ماذا يريد الإسلامويون من تونس ؟ قيس: متى يتجاوز الأخوان معادلة: ” أنت ضدي في الرأي = أنت عدوّ لي وحليف للنظام “؟  صــابر التونسي: الحجاب والـغـُربــاء (1 من 2) مرسل الكسيبي: دعوة إلى العودة إلى ملابس الحشمة والحياء حتى إسقاط المنشور 108 سليم الزواوي: حول الضجة المحيطة بظاهرة الحجاب سعيد دخمى: قضية الحجاب في تونس بين الدين والاستغلال السياسي الشروق: عبد العزيز بن ضياء: لا نقبل التفسّخ… ولا العراء… ولا الـــزي الطائفـــي الشروق: الحياء والحشمة… باللباس التونسي… وليس بالأزياء المستوردة !! وات: انعقاد الندوة الدورية للكتاب العامين للجان تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي وات: الحزب الاجتماعي التحررى: الزى الطائفى عنوان شقاق وخروج عن الاجماع علي بن غذاهم: “الوسط التونسية” ونصف الكأس المثقوب !! مختار اليحياوي: ذكرى القمع المسلح للانتفاضة الشعبية بقصر هلال الحبيب أبو وليد المكني: متى نتوقف عن المبالغات عند الحديث عن بورقيبة..؟ الهادي بريك: مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى : الحلقة الثالثــة د. رجاء بن سلامة: حقّ الإنسان في أن يكون لاأدريّا أو لادينيّا أو ملحدا – الحلقة المغيّبة د.أحمد القديدي: مسامرة رمضانية حول صراع الحضارات القدس العربي : حراك سياسي واجتماعي في المغرب لـ تطهير الحياة العامة بعد فضائح فساد الانتخابات الأخيرة القدس العربي: حزب يميني دنماركي ينشر رسما مُسيئا للنبي محمد علي موقعه الالكتروني الجزيرة.نت : وزير بريطاني يُـقـرّ بالتفكير في قصف قناة الجزيرة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

شريط وثائقي جديد للجنة الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين حول جريمة الأحكام المكررة في تونس

 
لمشاهدة الشريط اضغط على هذا الرابط:
 
 

إلى جانب التعذيب و سوء المعاملة المسلّطان على صنف معيّن من سجناء الرأي، تعتبر العقوبات السجنية التي صدرت في سنوات التسعين و التي لم تكن تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة بشهادة المنظمات الحقوقية المحلية منها و الدولية، من أبشع جرائم النظام الحالي في تونس. و كما أشار إليه تقرير الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين لسنة 2004 “إنّ خرق أحكام الدستور وأحكام القوانين الجاري بها العمل و القواعد الإجرائيّة الأساسيّة كانت إحدى سمات العشريّة الماضية من تاريخ البلاد و التي تعطّل فيها تنفيذ قاعدة إتصال القضاء ليحاكم البشر من أجل نفس الفعلة مراّت عديدة.” و نذكّر هنا بإضراب الجوع الذي شهدته السجون التونسية خلال شهر ماي 2006 و الذي شنه ثلاثون سجينا من ضحايا الأحكام المكررة ” مطالبين بمراجعة أحكامهم الثقيلة الجائرة وهم الذين حوكموا بأحكام مكررة لأكثر من مرة من أجل نفس التهم و حرموا طوال السنين الماضية من حقهم في الإتصال بالقضاء ومراجعة الأحكام الصادرة في حقهم.”
هذا الشريط الذي أعدّته الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و الذي يسلط الأضواء على هذه المظلمة يثير في أذهاننا عددا من الأسئلة لا تزال تلح علينا وعلى كل الشرفاء من أجل إنجاز مراجعات قانونية و حقوقية فيما كان قد حاق بالآلاف من المساجين السياسيين في تونس كانوا قد حوكموا في سنوات التسعين من القرن الماضي بأحكام ثقيلة : في مدى إنخراط القضاء التونسي في معركة النظام ضد الإسلاميين و الطبيعة الإنتقامية للمحاكمات التي كان يصدره. في دخول المؤسسة السجنية التونسية و أجهزة الأمن طرفاً في تكريس سياسة إنتقامية ضد السجناءالسياسيين وأقربائهم. في مواجهة إضرابات السجناء السياسسن عن الطعام بالصمت وعدم الإلتفات إلى مطالبتهم بحقهم في إتصال القضاء ومراجعة الأحكام المكررة التي سـُلطت عليهم.
لم يعد دقيقا وصف المقيمين في السجون التونسيين الآن ممن شملتهم محاكمات التسعينات بالسجناء السياسيين وإن كان لابد من وصفهم كذلك فتجاوزاً، لأن الحقائق على الأرض لا تشير إلا لكونهم “رهائن التغيير”.
 
إقرأ أيضا

Nouveau témoignage vidéo de l’AISPP

sur les multiples condamnations pour les mêmes faits en Tunisie.

Pour voir la vidéo, cliquez ici:

http://video.google.com/videoplay?docid=2460010346661704057

Témoignage vidéo sur les multiples condamnations pour les mêmes faits en Tunisie.

Outre la torture et les mauvais traitements, l’emprisonnement en violation de la loi constitue l’un des crimes du régime actuel devenu des plus communs. L’autorité de la chose jugée est en permanence violée dès lors qu’il s’agit des prisonniers politiques. Les multiples condamnations pour les mêmes faits sont devenues, telles que le souligne l’AISPP , «l’une des caractéristiques de la décennie». Le cumul des peines mais également les peines collectives ont pris des formes parmi les plus infâmes, malgré les garanties constitutionnelles comme celles de la législation courante. À ce titre, citons le cas de la grève collective de la faim d’une trentaine de condamnés qui a eu lieu au mois d’avril 2006, et ce, pour protester contre la violation de leurs garanties les plus élémentaires ; celles notamment destinées à les mettre à l’abri « des peines multiples prononcées contre eux à plusieurs reprises pour la même accusation, essentiellement pour appartenance à une association non reconnue. »

Cette vidéo qui illustre ces insoutenables exactions du régime suscite de la part de la rédaction de Nawaat.org une seule et unique interrogation :

Et que fait-on pour que cela cesse définitivement ?

Enfin, pour compléter cette vidéo, citons ce passage du rapport de l’AISPP de 2004, qui décrit fort pertinemment ces violations criminelles des autorités tunisiennes :

إنّ خرق أحكام الدستور و أحكام القوانين الجاري بها العمل و القواعد الإجرائيّة الأساسيّة كانت إحدى سمات العشريّة الماضية من تاريخ البلاد و التي تعطّل فيها تنفيذ قاعدة إتصال القضاء ليحاكم البشر من أجل نفس الفعلة مراّت عديدة كما تعطّل تنفيذ قاعدة شخصيّة الجرائم و العقوبات ليحلّ محلّها التتبّع و العقوبات الجماعيّة في أبشع مظاهرها كما تعطّل العمل بالأحكام المتعلقة بانقراض الدعوى و سقوط العقاب بمرور الزمن تحت ستار إعتبار جريمة الإنتماء لجمعيّة غير مرخّص فيها جريمة مستمرّة لا تنقضي بمرور الزمن و قد توّج مسلسل التعدّي على أحكام الدستور و القوانين بتعمّد الإدارة حجز وإيقاف بعض المحكوم عليهم خارج إطار القانون و دون إذن القضاء بعد قضائهم العقوبة المحكوم بها ضدّهم و يمكن لمن يستهدف للحجز المذكور قضاء مدّته داخل مراكز الإعتقال و الإيقاف أو داخل بعض السجون و يذكر الكثيرون على سبيل المثال حالة السيدّ سمير ديلو الذي إستهدف للإيقاف بعد قضاء العقوبة و قد قضى المدّة الإضافيّة متنقلا من مركز إيقاف إلى آخر كما يذكر المحامون و تقارير المجلس الوطني للحريّات بتونس حالة السجين خالد بن عمر الربعي الموقوف منذ 30/05/1997 و الذي أصدرت الدائرة الجنائيّة بمحكمة الإستئناف بصفاقس بمناسبة القضيّة المرسّمة تحت عدد 8672 ضدّه حكما بالسجن لمدّة أربعة أعوام و رغم إنقضاء العقوبة المحكوم بها ضدّه ما زال خالد الربعي موقوفا بدون وجه حقّ.”

A voir également

السجناء المكررة أحكامهم يضربون عن الطعام

السجناء السياسون و الأحكام المكررة. مظلمة يجب أن تتوقف.، بقلم فوزي الصدقاوي

بيانات للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بخصوص ضحايا الأحكام المكررة.

(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 12 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.nawaat.org/portail/article.php3?id_article=1111


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف: 71340860 الفاكس:71354984

13/10/2006 علمت الجمعية أن أعوان الشرطة المرتدين للزي المدني اقتحموا منزل السيدة صالحة عزوز في وقت متأخر من الليل ( 02:30 ) حوالي الساعة الثانية و النصف بعد منتصف الليل قبل فجر يوم الجمعة 13 أكتوبر 2006 و روعوها في حين أنها امرأة مسنة يبلغ عمرها خمسة و سبعون عاما و سألوها عن ابنها السيد لطفي زيتون المناضل السياسي المغترب بأنقلترا منذ خمسة عشر عاما والذي وقعت محاكمته من أجل انتمائه إلى حركة النهضة و صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة.
 
رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان –   فرع القيروان القيروان في 13 أكتوبر 2006   بيـــــان

يتابع فرعنا بانشغال كبير ما تتعرض له النساء والفتيات المتحجبات بالجهة من مضايقات في المعاهد والكليات  ومراكز العمل في القطاعين العمومي والخاص وحتى الأماكن العامة حيث تأخذ المتحجبات إلى مخافر الشرطة لإمضاء محاضر بعد م ارتداء الحجاب  مستقبلا .و  في المعاهد تجبر التلميذات على خلع حجابهن قبل الدخول إلى الفصل .كما أفادتنا بعض المتحجبات إنهن تعرضن للاهانة والاستفزاز في أماكن عملهن وهددت  البعض منهن بالطرد إن هن  لم يخلعن الحجاب.  كما اشتكت بعضهن من متابعة أمنية يومية عند خروجهن للعمل والعودة منه .

وفرعنا الذي يعتبر هذه التجاوزات مسا من الحرية الشخصية للمواطنات –  إذ أن حرية اللباس   مضمونة   في  دستور البلاد وفي المواثيق الدولية – يدعو السلطة  للتخلي عن هذا الأسلوب الأمني وإيقاف هذه الحملة فورا و  توخي أسلوب حوار مع مكونات المجتمع المدني في التعامل مع كل الظواهر الاجتماعية .كما يجدد مطالبته للسلطة بضمان الحرية الفردية لكل المواطنين دون  تمييز بسبب  الخلاف في الرأي  أو المعتقد.   عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


بسم الله الرحمان الرحيم
 
اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
 

التصعيد ضد الحجاب ومعركة الحرية والهوية والقيم

تصاعدت وتيرة المواجهة بين السلطة وجزء كبير من المجتمع التونسي ممثلا في عنصره النسائي، فقد أقدم النظام بكل أطرافه من هرم وقواعد في تصعيد مفاجئ وخطير ضد نساء تونس المحجبات، حيث قامت مجموعات أمنية بالتعرض لهن في الطريق العام وأمام المدارس والجامعات ومنعهن من مواصلة لباس الحجاب. وقد أدت هذه الممارسة المدعومة بخطاب رئاسي وحزبي ضد الحجاب وبإحياء المنشور الفضيحة 108، إلى ترويع الكثير من الأسر والوالدين ونشوء حالة من الخوف والرعب في الشارع التونسي.
واللقاء الإصلاحي الديمقراطي إذ يندد بهذه الحملة الخطيرة في حق جزء كبير من المواطنين في عيش مواطنة غير منقوصة ولا مغشوشة، وإذ يستنكر بكل شدة مواصلة الخطاب التصعيدي وسياسة التضييق على الحريات الشخصية والعامة وترويع المواطن، فإنه يؤكد :

·                           أن الحرية كل لا يتجزأ و لا يحمل طابعا جنسيا ولا قوميا ولا جهويا ولا طائفيا، وأن الاعتداء على الحريات الشخصية ليس إلا تجاوزا لدور الدولة وتأكيدا على انحرافها في الدخول إلى مناطق الضمائر والأذواق والألبسة.
·                           أن الهوية مسألة وطنية أثبتت السلطة عدم احترامها ومؤكدة عبر مواجهتها للحجاب تمركزها في الضفة المقابلة المناوئة للهوية العربية الإسلامية لتونس.
·                           أن الإطار الأخلاقي يعيش أزمة، تمثلت في الإقتصاد في تفاقم حالات الفساد والمحسوبية، وفي الاجتماع في تصاعد نوعي وكمي مثير وخطير لوتيرة الجرائم، وليست الحملة ضد الحجاب إلا تأكيدا لهذا الزيغ وضربا لقيم الفضيلة والحياء والحشمة والأصالة في البلاد.
·                           أن البعد السياسي للحجاب وطائفيته المزعومة، أمر مفبرك وليس له أي واقعية، فبعد عملية الاستئصال والسجن والتشريد التي طالت الحركة الإسلامية، فإن الشارع التونسي قد خلا للنظام القائم لأكثر من عقدين مع الغياب القسري للحركة الإسلامية عن الفعل والتأثير المباشر. وليس الرجوع المبارك إلى رحاب الإيمان، وظهور صحوة شبابية أصيلة، تمثلت أساسا في امتلاء المساجد وعودة الحجاب بكل قوة إلى المشهد العام، إلا عودة إيمانية خالصة والتزاما دينيا، وتعبيرا مباشرا عن حالة الفراغ الروحي والشعائري الذي يعيشه المواطن أمام سياسات تجفيف منابع التدين وتواصل منهجية التمييع.
·                           أن شعار تحرير المرأة الذي رفعته السلطة واعتبرته إحدى نجاحاتها، أضحى يعيش تحديا مباشرا عبر ضرب حرية المرأة ورفض اختياراتها الملبسية في انتظار ما هو أمر وأضر.
 
من هذا المنطلق فإن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي :
·                           يناشد أصحاب العقول الرصينة في السلطة الكفّ عن هذه الحملة من خطاب وممارسات، وترك بنات تونس وشأنهن يعشن حريتهن وهويتهن و قيمهن. ·                           يدعو التونسيين و التونسيات إلى التضامن مع أخواتهم المحجبات لأن القضية هي قضية حريات شخصية تمس الجميع، ومن الحجاب نبدأ ولا ندري أين ستقف. ·                           يدعو أطراف المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب إلى تبني قضية المحجبات واعتبارها إحدى قضايا المواطنة المنقوصة والكرامة المداسة والحريات المعدومة في البلاد. ·                           يناشد ساداتنا العلماء في تونس وخارجها إلى قولة حق تضامنا مع الأخوات المحجبات وإعلان موقف واضح وصريح تجاه شرعية وأوصاف الحجاب. ·                           يؤكد مساندته المطلقة والكاملة لحرائر تونس داعيا الله أن يشملهن بلطفه وحفظه ونصره،  ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون “.
 
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي د.خالد الطراولي باريس الجمعة 13 أكتوبر 2006 الموافق ل20 رمضان 1427 المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
 


بسم الله وحده

بيان إلى الرأي العام الوطني والعالمي

 
   تونس في 13 اكتوبر2006
 
في يوم الاربعاء11 أكتوبر الجاري على الساعة التاسعة صباحا بكلية العلوم بتونس جدت أحداث عنف غير مسبوقة في الجامعة التونسية تسبب فيها البوليس الجامعي بالزي المدني والنظامي. ومثلت تلك الاحداث نموذجا للكيفية التي تتعاطى به السلطة مع حركات الاحتجاج داخل الجامعة وتصديها للعمل النقابي والسياسي والتضييق على المناضلين
فقد كنت أنا الطالب عبد الحميد الصغير متوجها إلى كلية العلوم لاستكمال إجراءات الترسيم بالمرحلة الثالثة عندما فوجئت بعدد كبير من الطالبات المحجبات وقد وقع منعهن من الدخول إلى الكلية من طرف البوليس الجامعي وملاحقتهن حتى محطة الحافلة  وإيمانا منّي بحرية المعتقد وحرية المرأة في ارتداء ما تريد، حاولت التدخل للتعبير عن احتجاجي على هذا السلوك الاقصائي في الحرم الجامعي من طرف البوليس وكاتب عام الكلية وعدة عملة من إدارة الكلية، فما راعني إلا أن انقض علي أعوان البوليس الجامعي وانهالوا على بالضرب الشديد وقاموا بسحبي إلى داخل غرفة في مدخل باب الكلية ووضعوا القيود في يدي و اقتادوني إلى منطقة الشرطة بالعمران حيث ادعى أحد الأعوان من البوليس الجامعي علي باطلا متهما إياي بأني  قمت بتعنيفه مستندا في ذلك بشهادة ملفقة بأحد العملة في إدارة الكلية المعروف عنه أنه أداة مستخدمة من طرف البوليس، ووقع تحرير محضر امتنعوا فيه عن ذكر السبب الحقيقي للاحتجاج وهو التعاطف مع الطالبات المحجبات (عدد المحضر 1034 فرقة الشرطة العدلية بمنطقة العمران بتونس العاصمة بتاريخ 11 أكتوبر 2006) وتلفيق تهمة الاعتداء بالعنف على عون أمن. بعدها تمّت إحالتي على محكمة تونس لأمثل أمام القاضي بالتهمة المذكورة. من جانبي أنكرت أمام المحكمة ما نسب إلي من اتهامات باطلة مؤكدا أن السبب الحقيقي هو مناصرة الزميلات الطالبات المحجبات وتم إطلاق سراحي على الساعة الرابعة مساء وتحديد جلسة محاكمة ليوم 14 أكتوبر. ومن الغد تم إيقافي مجددا حتى لا أتمكن من تفويض محامي واستخراج شهادة طبية تثبت تعرضي للتعنيف الشديد.
 أعلن عن: –         استنكاري الشديد لهذه الممارسات الاقصائية –         مطالبتي سلطة الإشراف بإلغاء هذه المحاكمة الجائرة ورفع القيود المفروضة على نشاطي السياسي والمدني وتمكيني من جواز السفر الذي رفضت السلطة تسليمه لي منذ 6 اشهر. – دخولي في إضراب عن الطعام بداية من صباح 13يوم  أكتوبر الجاري وأناشد كل المنظمات الحقوقية والمنابر الإعلامية للوقوف معي من أجل تحقيق مطالبي.
     والسلام عبد الحميد الصغير  

بـــــــــــــــــــيان

 

تونس في 13/10/2006

 

نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس دورة 2006 و بعد التطورات الخطيرة الحافة بملفنا، و أمام تعنت وزارة التربية و التكوين و رفضها الاعتراف بنجاحنا و أهليتنا للعمل بالمعاهد الثانوية رغم شهادة أساتذتنا الجامعيين و تعاطف قطاعات كبيرة من الأسرة التربوية و النقابيين، و تحول ملفنا إلى قضية تشغل بال مئات العائلات التونسية التي لم تعد تثق في هذه المناظرة.

 

و بعد تحول ملفنا من وزارة التربية و التكوين إلى وزارة الداخلية، على اثر الاحتجاجات اليومية التي نقوم بها من اعتصامات و تشهير بالفرز الأمني و السياسي وعلى اثر اختطاف الأستاذين الحسين بن عمر وحفناوي بن عثمان و احتجازهما في مكان غير معلوم بعد الحركة النضالية النوعية التي قاما بها يوم الخميس 12/10/2006 في قلب شارع الحبيب بورقيبة حيث ربطا نفسيهما إلى عمود كهربائي بسلاسل حديدية و دعوتهما إلى اجتماع عام تناولا فيه الممارسات المشبوهة في أروقة وزارة التربية والتكوين من محسوبية و رشوة، وسط تعاطف أعداد كبيرة من المارة الذين قاموا بتحية الأستاذين وعبروا عن مساندتهم المطلقة لمطالبنا المشروعة قبل أن يتم اختطافهما ، حيث لم يطلق سراحهما إلى حد كتابة هذا البيان الساعة العاشرة ليلا.

 

1- نحمل وزارة التربية و التكوين ما سينجر مستقبلا من تصعيد بعد رفضها التفاعل الجدي مع ملفنا،خاصة بعد علمنا و من مصادر موثوقة أن الوزارة المذكورة قد عمدت إلى انتداب أساتذة تحصلوا على الأستاذية في شهر جوان 2006 ، الأمر الذي يدعم بشكل قاطع ما ذهبنا إليه في اتهامنا للمسؤولين عن الانتداب من رشوة و محسوبية.

2- نحمل وزارة الداخلية المسؤولية الكاملة عن أي ضرر مادي أو نفسي للأستاذين الموقوفين وندعوها إلى إطلاق سراحهما فورا كما نحذرها من تلفيق أية قضية في شأنهما

3- لن تثنينا التهديدات بالعنف أو السجن عن مواصلة نضالنا من أجل حقنا في النجاح أولا و العمل ثانيا على خلفية أننا نجحنا و تم اسقاطنا عمدا على خلفية نشاطاتنا في الاتحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلابية.

4- نرفض بشكل قاطع الترسيم في مناظرة الكاباس سيئة السمعة و ندعو مكونات المجتمع المدني مساندة دعوتنا في المطالبة بفتح تحقيق جدي و مستقل من أجل محاسبة المتلاعبين بمستقبل شبابنا.

 

الإمضاءات:

 

· البشير المسعودي (37 سنة) أستاذية فلسفة 1998

· الجيلاني الوسيعي (35 سنة) أستاذية عربية 1999

· محمد مومني (33 سنة) أستاذية فلسفة 1999 و باحث في ماجستير الفلسفة المعاصرة

· الحسين بن عمر (30 سنة) الأستاذية في الإعلامية 2001 و شهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظم الاتصالات و الشبكات 2003

· علي الجلولي (33 سنة) أستاذية فلسفة 2001

· لطفي فريد (32 سنة) أستاذية فلسفة 2002

· محمد الناصر الختالي ( 26 سنة) أستاذية فلسفة 2005

· حفناوي بن عثمان (33سنة) أستاذية عربية 2005

 

للمساندة: excluscapes2006@yahoo.fr

 


 

تونس في 13 /10/2006 لائحة الاجتماع العام نحن الطلبة المجتمعون اليوم بساحة كلية الحقوق اليوم الجمعة 13 أكتوبر 2006 بدعوة من الاتحاد العام لطلبة تونس القيادة الموحدة لتدارس أخر المستجدات في علاقة بالملفات الطلابية وتواصل استهداف كوادره النقابية عبر المحاكمات وملف التأديب نعلن ما يلــــــــــي:             I.      تمسكنا بحقنا  في النشاط النقابي والسياسي دون قيد أو شرط.         II.      استعدادنا اللامشروط للدفاع عن مناضلينا من أجل ممارسة الحق النقابي والمكفول دستوريا وفرض حقهم في الدراسة والنشاط.     III.      نعتبر أن مجالس التأديب والمحاكمات الأساليب قديمة جربت على مناضلي الاتحاد وكوادر الحركة الطلابية ولن تزيد إلا الاصرار على مواصلة النضال والالتزام دفاعا عن الجامعة.     IV.      مطالبتنا باطلاق سراح الرفيق الشاذلي الكريمي وإعادته إلى مقاعد الدراسة وفتح تحقيق في ملف احالته.         V.      مطالبتنا السلطات التونسية التعامل بجدية مع ملفات الاتحاد وعدم تجاهلها أو تركها على رفوف النسيان. عاش الاتحاد العام لطلبة تونس مستقلا مناضلا وديمقراطيا  


اللجنة الوطنية الطلابية للدفاع عن الحريــات  
          تونس في 13/10/2006 بيـــــان‏
قامت أعداد كبيرة من قوات البوليس بالزي المدني وانطلاقا من الساعة الثامنة صباحا بفرض طوق أمني  حول مبنى قصر العدالة بصفاقس أين كان مقررا أن تدور وقائع الطور الاستئنافي من محاكمة الرفيق الشاذلي الكريمي والذ كان قد حوكم ابتدائيا أمام ناحية صفاقس وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 4 أشهر و15 يوما نافذة إثر شكوى قدمها أحد أعوان المبيت الجامعي بصفاقس في تزييف للوقائع حولت الرفيق الشاذلي الكريمي  من ضحية لتحرش العون به ومقاطعته له في الاجتماع العام الذي دعا إليه مناضلو الاتحاد بالجزء إلى معتدي.  

 وقد عمدت قوات البوليس يتقدمهم رئيس المنطقة إلى منع أعضاء القيادة الموحدة  ومسؤولي ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وممثلي هيئات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات وأحزاب بالجهة والذين قدموا لحضور  فعاليات الندوة وقد رافق المنع تعنيف ودفع للعديد منهم خلف أضرار بدنية للرفاق شاكر عواضي سمير الفوراتي أعضاء القيادة الموحدة الرفيق نجيب الدزيري.

وقد تزامنت هذه الوقائع مع سلسلة من الايقافات في حق العديد من الأساتذة المتخرجين والعاطلين عن العمل في تونس العاصمة  إن القيادة الموحدة للاتحاد العام لطلبة تونس واثر هذه التطورات الخطيرة والتي تنبئ عن تواصل سياسة المعالجة الأمنية تجاه مناضلي الاتحاد ومسؤوليه النقابيين تعلن ما يلــــــــــي :

1.     رفضنا وتنديدنا بهذا السلوك و نعتبره اعتداء خطيرا في حق الاتحاد العام لطلبة تونس وحرية نشاطه كما تعتبر انتهاكا خطيرا للقوانين وللدستور والذي يكفل علنية المحاكمات.

2.     نطالب السلطات التونسية باطلاق سراح الرفيق الشاذلي الكريمي وبإيقاف السياسات الزجرية تجاه مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلابية وإنهاء سياسة التعاطي الأمني مع الشأن الطلابي والتعاطي الجدي مع الملفات الطلابية المتراكمة

3.     إن مثل هذا السلوك لا يساهم إلا في توتر وتعكير الأجواء الجامعية المأزومة أصلا خاصة أمام تراكم الملفات الطلابية والتي تتطلب معالجة جدية بعيدا عن التعاطي الأمني.

ختاما تجدد القيادة الموحدة شكرها إلى كل الذين حضروا لمتابعة المحاكمة أو عبروا عن مساندتهم وتضامنهم مع الرفيق الشاذلي الكريمي من نقابيين وممثلي هيئات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات وأحزاب .        عاش الاتحاد العام لطلبة تونس مستقلا مناضلا ديمقراطيا وموحدا خاب التحكم القسري في الحركة الطلابية  

    


تونس: «معركة الحجاب» تتطور

تونس – رشيد خشانة
تطورت في شكل لافت «معركة الحجاب» بين الحكومة التونسية والإسلاميين، بعدما شدد الرئيس زين العابدين بن علي على ضرورة مكافحة «الزي الطائفي»، وهي التسمية المتداولة للحجاب في الإعلام الرسمي. ففي وقت وقعت مناوشات بين قوات الأمن وإسلاميين شمال العاصمة، شكت محجبات من محاولات أمنية لإجبارهن على توقيع تعهدات خطية بخلع الحجاب في مخافر الشرطة.

 

وكان بن علي شدد خلال اجتماعه مع وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري، أول من أمس، على ضرورة «التفريق بين الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الأصيل عنوان الهوية… تفادياً لكل تذمر»، رداً على منتقدي تجديد العمل بمرسوم وزاري صدر في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لحظر دخول المحجبات الجامعات والأماكن العامة والدوائر الحكومية.

 

ورغم تأكيد بن علي تمسك تونس «بإسلامها الحنيف» وحرصها «على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء» شهد محيط مسجد حي الحبيب في الضاحية الشمالية للعاصمة اول من امس مواجهات بين قوات الأمن وملتحين في أعقاب صلاة التراويح. واستدعت قوات الأمن تعزيزات إضافية.

 

وفي موازاة ذلك، أعطى الأمين العام لـ «التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم الهادي مهني بُعداً سياسياً للصراع على الحجاب، متهماً «المتسترين بالدين» باستخدام هذه الورقة «لأهداف سياسية تكن العداء لتونس ولا تريد لها الخير». ودافع مهني عن موقف الحكومة من الحجاب في مسامرة رمضانية مساء أول من أمس في مقر «التجمع». وأكد أن الحكومة تعمل على «إعلاء شأن الإسلام وقيمه السمحة اعتماداً على مبدأ الحوار مع الآخر والتسامح والتصدي لنزعات التقوقع والانكفاء على الذات».

 

وأبدى مراقبون خشيتهم من أن تأخذ «معركة الحجاب» انعطافاً سياسياً يعيد الصراع بين الحكم والإسلاميين إلى الواجهة بعد هدوء استمر أكثر من 15 عاماً.
من جهة أخرى، أكد محامي الشاب هشام السعدي الذي ألقى بنفسه من نافذة مكتب قاضي التحقيق في قصر العدل في العاصمة تونس الاثنين الماضي، أن حاله تتحسن تدريجاً. وقال المحامي عبدالرؤوف العيادي لـ «الحياة» إن والدة المتهم زهرة دربول زارته في المستشفى ولاحظت إصابته بكسور في مناطق مختلفة نتيجة ارتطامه برصيف قصر العدل.

 

وسبق للسعدي الذي مثل أمام قاضي التحقيق بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، أن أمضى ثلاث سنوات في السجن في إطار القضية التي عرفت باسم «مجموعة أريانة» (شمال البلاد) قبل إخلاء سبيله بموجب عفو. واعتُقل مجدداً بتهمة الانتساب إلى حركة «السلفية الجهادية». إلا أن محاميه أكد أنه نفى التهمة جملة وتفصيلاً. وقال العيادي إن موكله كان في حال توتر نفسي شديد لدى استنطاقه «بسبب الظروف السيئة للاعتقال».
 
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

أثار غضب الرأي العام

اعتداء على فتيات محجبات بالضرب

 

تونس ـ قدس برس: ذكرت مصادر حقوقية تونسية، أن رجال أمن اعتقلوا أربع فتيات محجبات، واعتدوا عليهن بالضرب، عقابا لهن علي ارتداء الخمار (غطاء الرأس)، ومحاولة اجبارهن علي نزعه.

 

وقال فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، في بنزرت، ان رجال أمن بالزي المدني اعترضوا فتيات محجبات وهددوهن بالضرب ان لم ينزعن حجابهن.

 

وقد أثارت هذه الحادثة الأولي من نوعها، منذ بدأت الحكومة حملة علي الحجاب، موجة استنكار واسعة واحتجاج أولياء الفتيات.
وفي المعهد الثانوي بالمنيهلة، احدي ضواحي العاصمة التونسية، طرد مدير المعهد ويدعي فتحي الشواشي، جميع الفتيات المحجبات، طالبا منهن عدم العودة بهذا اللباس الطائفي ، بحسب ما نقل عنه. واثر هذا الطرد عادت ثمان فتيات باللباس التقليدي التونسي السفساري للدخول الي المعهد ولكن مدير المعهد أصرّ علي منعهن مجددا.

 

وذكر بيان لهيئة فرع الرابطة حقوق الانسان، ببنزرت (شمال البلاد)، وحصلت قدس برس علي نسخة منه، أن عناصر أمنية باللباس المدني تعترض سبيل المتحجبات في الطريق العام وتحثهن علي خلع الحجاب، وتهددهن بالعقاب. كما تشن المؤسسات التربوية في الجهة حملة علي التلميذات والطالبات المتحجبات، وتفرض عليهن خلع الحجاب قبل الدخول الي الفصول. وأدان فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، ما وصفها بـ الاجراءات التعسفية التي تتكرر مع مطلع كل سنة دراسية جديدة ، داعيا السلطات الي الكف عنها احتراما لحرية اللباس التي يضمنها الدستور التونسي والمواثيق الدولية.

 

من جهة أخري، وفي نفس السياق شهدت كلية العلوم بصفاقس مواجهات بين الطلبة وقوات الأمن، علي اثر منع الطالبات المحجبات من دخول الجامعة. وقالت مصادر طلابية ان الطلبة كانوا يسعون للدفاع عن زميلاتهن.

 

ورغم الاحتجاجات الحقوقية المتزايدة ورفض الرأي العام للحملة علي المحجبات، تواصل السلطات حملتها سعيا للحدّ من مظاهر التدين وفي مقدمتها الحجاب. اذ وصف مسؤولون كبار في الحكومة، علي غرار وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري، والأمين العام للتجمع الدستوري الديمقرطي (الحزب الحاكم) الهادي مهني، الحجاب ومظاهر التدين الأخري بأنها طائفية ومستوردة من المشرق العربي ، داعين الي مقاومتها والتصدي لها بكلّ الطرق.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

الجدل يحتدم في تونس حول ظاهرة الحجاب

 

تونس (رويترز) – احتدم الجدل في تونس في الآونة الأخيرة بشكل لا يسبقه مثيل حول ظاهرة عودة الحجاب بقوة إلى الشارع التونسي بعد تأكيدات حكومية على رفض هذا اللباس “لأنه ينال من المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية”.

 

وانضمت صحف تونسية من بينها من هي مملوكة للخواص اليوم الجمعة إلى الحكومة في إعلانها رفضها ارتداء الحجاب ووصفته بأنه لباس طائفي دخيل.
وفي الشق المقابل شن حقوقيون تونسيون هجوما كاسحا على الحكومة بسبب ملاحقة الطالبات المحجبات في الجامعات وإجبارهن على خلعه.

 

وكان الأمين العام للحزب الحاكم الهادي مهني عبر في وقت سابق عن رفضه ارتداء الحجاب ووصفه بأنه ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا محذرا من أنه سيدفع المرأة في تونس للقبول بأن تكون مهمتها الأعمال المنزلية والإنجاب فحسب.
كما وصف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي منذ يومين الحجاب بأنه لباس طائفي دخيل وقال ان اللباس التقليدي التونسي كفيل بضمان قيم الحياء والاحتشام.

 

تأتي هذه الحملة بعد أن عادت ظاهرة ارتداء الحجاب بشكل ملفت إلى الشارع التونسي وخصوصا في الجامعات التونسية.
وقالت صحيفة الصباح “اللباس الطائفي.. الخمار والنقاب والحجاب مظاهر لا تمت لمجتمعنا بصلة وفيها خطر على كياننا الاجتماعي”.
وشبهت نفس الصحيفة المتحجبات والرجال أصحاب اللحي “بأصحاب الكهف الذين استفاقوا من سباتهم بعد قرون طويلة”.

 

وارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات منظمات حقوقية تونسية ومعارضون نددوا بمنع الحكومة طالبات تونسيات من متابعة الدروس إلا بعد خلع الحجاب وتوقيع إقرار بخلعه.

 

غير ان صحيفة الصحافة الحكومية رأت “ان الدعوة الى ارتداء الحجاب في بلد لم يكن هذا الزي من تقاليده في أي وقت من الأوقات هي دعوة مالها الفشل بفضل الوعي المتنامي بما تبطنه من مآرب سياسية لم تعد خافية”.

 

واقترنت بداية العام الدراسي الجديد بعودة السلطات الى منع ارتداء الحجاب واللباس الخليع ايضا واجبار الطالبات المتحجبات على توقيع تعهد بخلعه.
وحاربت الحكومة منذ سنوات عديدة ظاهرة الحجاب غير ان الصراع لم يكن معلنا مثلما هو عليه الان.

 

واعتبر مستشار الرئيس عبد العزيز بن ضياء ان “كل من هو آت من الخارج وله دلالات سياسية مرفوض” مؤكدا التمسك باللباس التقليدي مثل “السفساري” و”الملية”.

 

وأدان معارضون بشدة ما وصفوه بأنه “حملة الحكومة المستعرة ضد الحجاب” مطالبين بعدم تقييد أحدى الحريات الأساسية وهي حرية الملبس.
وقال رشيد خشانة وهو قيادي معارض بالحزب الديمقراطي التقدمي ان هذه المسألة يجب أن تحل في المنابر الفكرية وفي المناظرات التلفزيونية وليس بقرارت حكومية بينما رأى بعض آخر أن هذا الجدل الحر حول الظاهرة مؤشر على الديمقراطية.

 

وطالبت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بدورها السلطات بالتوقف عن ملاحقة الطالبات المحجبات معتبرة نزع الحجاب بالقوة أمر غير مقبول واعتداء على الحريات الفردية الأساسية.

 

غير أن صحيفة الشروق اليومية قالت تحت عنوان “الحياء والحشمة باللباس التونسي وليس بالأزياء المستوردة” ان “هذه الظاهرة تبقى مرفوضة وفي طليعتها ظاهرة الزي الطائفي التي بدأت تنتشر في بعض الأوساط في الشارع التونسي”.

 

وأضاف المقال الذي لم يحمل اي توقيع “حتى ان المرء يتساءل أحيانا ان كان في تونس التي شكلت على الدوام منارة للعلم والحداثة ومدرسة للتنوير والتحديث او في شوارع طهران او كابول”.

 

وعبر الحزب الاجتماعي التحرري المعارض الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مقرب من الحكومة عن “تفهمه للموقف الرسمي تجاه الزي الطائفي” معتبرا أن الحجاب “عنوان للشقاق وخروج عن الإجماع”.
كما نددت جمعية النساء الديمقراطيات المستقلة بظاهرة ارتداء الحجاب.

 

ولم يسبق أن شهدت البلاد جدلا حول مسألة الحجاب مثل الذي تشهده الان رغم أن قرار منع ارتدائه في الجامعات والإدارات بدأ في أول الثمانينات.
ورغم أن قرار المنع صدر في منشور يحمل رقم 108 الا أن تطبيقه كان متفاوتا من فترة لأخرى.

 

وقالت ألفة يوسف وهي أستاذة جامعية أنه “لا يوجد في القران ما يدعو إلى ارتداء هذا الزي فكل ما فيه أمر خاص بنساء الرسول بالاحتجاب وأمر بإدناء الجلابيب في تمييز النساء الحرائر عن الجواري.”

 

ويثير الجدل حول الظاهرة اهتمام الكثير في بلد تعتبر فيه المرأة من أكثر النساء العربيات تقدما وتحررا وتتساوى مع الرجل في كل الحقوق.
 
من طارق عمارة
 
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 أكتوبر 2006)

بعث إلينا السيد ترشيشي بمقال ننشره أرفقه بالكلمة التالية:

القائمون على تونس نيوز تحية رمضانية طيبة و صحة شريبتكم ،

أبعث لكم مقالي حول قضية الحجاب الساخنة الآن  في تونس ، راجيا النشر .

لقد تابعت باهتمام كل ماكتب حول هذه القضية ولاحظت أن كل المقالات تقريبا تتمحور حول إدانة الدولة التونسية . ولم أقرأ مقالا وافيا  من زاوية أخرى يتناول الأبعاد الخفية لهذه القضية ، ولقد حاولت في ماكتبته أن أتطرق إلى الموضوع بطريقة أخرى . لذلك أرى أنه من الواجب أن تعطوا مساحة للرأي الآخر المختلف مع الإسلامويين. ربما تجدون أفكارا لاتتفق مع قناعاتكم أو تصوراتكم لهذه القضية وهذا من حقكم ، لكن من حقي ومن حق كل تونسي أن يدلي برأيه بعيدا عن السب والتجريح والتشويه.

أعتقد جازما أن مقالي سيثير العديد من الردود ،ومهما يكن فإن ذلك سيكون  في صالح تونس والتونسيين بما فيهم الإسلامويين . إنني أسعى الى حوار جريء ومباشر بدون أقنعة ، وفي مقالات لاحقة سأكتب في مواضيع تتعلق بإشكالات السياسة التونسية ومطباتها ونزعة الإستبداد فيها .

أرجوا أن تنشروا مقالي بدون تردد لان في ذلك أيضا دعما لمصداقية تونس نيوز .

أتمنى لكم مساء رائقا .

مع تحياتي

ترشيشي

تعليق هيئة تحرير “تونس نيوز”

أولا نشكر السيد ترشيشي على مراسلته واهتمامه بما ينشر في تونس نيوز. وندعوه إلى مراجعة أرشيفنا منذ 1 ماي 2000 للتأكد بنفسه من أننا كنا ولا زلنا حريصين على أن نعطي باستمرار مساحة مقدرة للرأي الآخر المختلف مع من يسميهم “الإسلامويين” كما أننا لا نتردد في نشر “أفكار لا تتفق مع قناعاتنا أو تصوراتنا” بل إن مبرر وجود تونس نيوز هو إيماننا الشديد والحقيقي والعملي بأن “من حق كل تونسي أن يدلي برأيه بعيدا عن السب والتجريح والتشويه”. 

نص المقال:

ترشيشي: ماذا يريد الإسلامويون من تونس ؟

بقلم ترشيشي

tarchichi1@yahoo.fr

يشن الإسلامويون منذ فترة غير قصيرة حملات إعلامية شرسة متعددة الأساليب والأشكال على الدولة التونسية، يتم التركيز فيها على أن سياسة هذه الأخيرة تعمل منهجيا على معاداة الإسلام ومحاربة القيم الإسلامية من خلال تصديها لظاهرة الحجاب . وقف وراء هذه الحملات ولايزال إسلامويون تونسيون وآخرون تابعون لمنظمة حركة الإخوان المسلمين العالمية  المنتشرة في كل الأصقاع . سأتطرق في هذه الورقة إلى خفايا وأهداف مواقف الإسلامويين التونسيين ممثلين في حركة النهضة ، من هذه القضية ، وسأحاول طرح بعض الأسئلة في هذا السياق.

 

لابد أولا من الإشارة إلى مسألة جوهرية في هذا الموضوع ، وهي أننا لا نعثر في مواقع إسلامويي تونس الالكترونية ، وفي موقع حركة النهضة بالتحديد أو في  المواقع الأخرى القريبة منها  ، ولاحتى في أرشيفاتها الورقية القديمة على برامج سياسية مدنية واضحة  قائمة على دراسات في المجال الإقتصادي أوالإجتماعي أو في مجالي التعليم والتربية أو في مجالات الفلاحة والصحة والثقافة و…إلخ. لاوجود إذا لدراسات في هذه المجالات كافة.

 

في المقابل نجد تركيزا كبيرا في أدبيات هذه الجماعة وفي كتاباتها على  أن سياسة الدولة التونسية منذ بورقيبة إلى حد الآن ،هي سياسة تغريبية علمانية ملحدة ، معادية للإسلام والمسلمين ، وزعيم حركة النهضة الغنوشي قال حرفيا في برنامج زيارة خاصة  للجزيرة أن “بورقيبة كان يريد أن يفرض إلحاده على الشعب” ! . ( علامة التعجب من عندي )

 

هذا التركيز يوازيه إلحاح آخر متكرر دائما على المطالبة  “بالهوية الإسلامية”  حيث أضحت هذه العبارة لازمة أساسية مكرورة في كل مقالاتهم وأحاديثهم وحواراتهم وأدعيتهم وحتى في دردشاتهم العادية . والغريب المريب ، أنهم لم يتكبدوا عناء الكتابة في هذ اللازمة ، لازمتهم ! ، ولم  يفسروا أويوضحوا هذا المفهوم المركزي في قناعاتهم ، ولم يفردوا ولومقالة واحدة في ماهية ” الهوية الإسلامية” التي يطالبون بها ،  بل اكتفوا بترديد هذه العبارة  وتكرارها  وإلصاقها في كل خطاب يتفوهون به.

 

ولئن أعطت هذه اللازمة /النائحة  في عديد البلدان العربية والإسلامية انطباعا قويا بأن هناك حربا مستعرة ضد الإسلام في تونس وكفرا بواحا تجاوز الحدود ،  فإنها قد ألهمت أيضا  أطرافا  تونسية أخرى حسبناها ، يوما ،  بعيدة عن الديماغوجيا والتعميمات العمياء ، وأصبحت هي أيضا تنوح وتبوح بنسخة مستوحاة من تلك اللازمة وهي تذكرنا في كل مرة   بضرورة بعث  ” قيم العروبة والإسلام ” في تونس!.

 

والواقع أن التونسيين، مثلما يعرف الجميع ، مسلمون ، وأن تونس كانت ولاتزال محافظة على الإسلام من حيث تطبيق قواعده الخمس والإحتفاء  بمناسباته وطقوسه وعاداته  ، بل إن عدد المساجد تكاثر في السنوات الأخيرة . والإسلام  لايزال خلافا  لما يروجه الإسلامويون جزء من حياة التونسيين ، والتونسيون هم أيضا جزء من المسلمين ، ولم يصبح التونسيون أبدا  فرنسيسا أوطليانا أو سكندنافا أو أوروباويين غربيين ، لكن الحقيقة أيضا ، هي أن التونسيين ، على عكس ما يحبه ويريده الإسلامويون ،هم  مختلفون تماما عن كل المجتمعات الإسلامية الأخرى ( وهذا هو سر النواح  لدى الإسلامويين وأتباعهم  ) حيث حققوا بحكم عوامل متعددة بعض ملامح ثقافية منفتحة على العالم والعصر ، وحياة مدنية تقلص فيها نفوذ الدين سواء في القوانين الوضعية للبلاد وخاصة  على صعيد مجلة الأحوال الشخصية التي تعد ثورة حقيقية  في مجال حقوق المرأة ، أوفي برامج التعليم التي انفتحت على عطاءات العلوم الإنسانية الحديثة ، أوفي بعض الحريات  الفردية …إلخ . حيث تم إلى حد عقلنة الفهم للمقدس وإبعاده عمليا عن تحولات المدينة وتغيرات السياسة وأوحالها .   و بقي التونسيون مسلمين ولم يتنكروا بأي شكل من الأشكال للإسلام ، لكنهم في الوقت نفسه لم يتحولوا مثل أغلب المجتمعات الإسلامية الأخرى إلى مجتمع إسلاموي ماضوي  منغلق على أصوليته .  وهذا هو في الحقيقة سر حرقة وعداء جماعة حركة النهضة للدولة التونسية .

 

إنه شعور دفين بالمرارة والإحباط حد الإنكسار النفسي لدى هؤلاء وهم يرون هواماتهم الأصولية  تتكسر على سكتي التنوير والتحديث . وهذا الشعور ليس نابعا في الحقيقة  من قناعتهم بأن التونسيين ابتعدوا عن الإسلام ، فهم يعرفون جيدا أن الناس ماتزال هناك على دينها ، وأن الدين لايزال حاضرا في حياتهم  ، وإنما هو نابع بالأساس من حقيقة أدركوها تتمثل في أن التونسيين ، مثلما تتجلى عديد نواحي حياتهم ،   قد ابتعدوا أشواطا هائلة عن قراءاتهم الماضوية ونأوا بعيدا عن وصفتهم الأصولية الجاهزة لما يجب أن يكون عليه إسلامهم ولما يجب أن تكون عليه نوعية علاقتهم به على أصعدة السياسة والإجتماع  والثقافة وحياتهم الخاصة .

 

لاشك أن الهوية هي سيرورة متحركة ومتجددة دائما ، وهي عملية ديناميكية  تنمو  باطراد وباستمرارعبرالتثاقف والإحتكاك بتجارب الأمم الأخرى، وعبرالتفاعل الواعي أيضا  مع  الذات والآخر وبواسطة الإنفتاح على متطلبات الذات التائقة إلى التجدد والتحول  والإبداع . إنها أيضا _ إن شئنا _ عملية ترميم وتطوير داخل الأنا والنحن ، على الصعيد الفردي والجماعي . وهي نزعة  ثقافية إنسانية مشرئبة أبدا  إلى المستقبل وإن هي تقف في بعض تخوم الماضي  .

 

وعودا إلى  موضوعنا يمكن القول  ان معنى” الهوية ”  لدى الإسلامويين وخاصة لدى حركة النهضة هي بلا شك العودة إلى الماضي ،إلى ماض نقي وأصيل لتصحيح الحاضر “المتغرب المتأزم ” ، إنه التمسك بقواعد الشريعة الإسلامية وجوهرها لإنقاذ البلاد والعباد مما يسمونه  بأزمة الإنبتات . هو إذا  النقيض تماما لما تحقق في البلاد من حياة مدنية وقوانين وضعية وفصل نسبي بين مجالي الروح والزمن في الحياة العامة لدى المواطنيين ، هو باختصار تلك الصورة الغائبة في تونس ، والتي  نلخصها في الآتي : الحجاب ، اللحية،  تعدد الزوجات ، التعليم الديني الأصولي ، مؤسسة الفتاوى، بوليس الأخلاق والآداب ، الشورى، انتفاء البارات ، منع لباس المايو في الشواطىء ، منع الإختلاط بين الجنسين  أو تقليصه …إلخ .

 

والهوية عندهم ، هي إذا تنزيل ذهنية الشريعة الإسلامية القائمة على مقولات  التحليل والتحريم والتكفير والنهي والأمر ، حيز الممارسة والسلوك في الحياة العامة والخاصة للمواطنين ، وإشاعة نزعة إسلاموية أصولية في كل مناحي الحياة وفرضها تدريجيا على العباد والبلاد . وأكبردليل على ما نقول هو ماصرح به عضو حركة النهضة البارز وليد البناني في حوار منذ أيام قليلة  لموقع الحوار نت الذي قدمه بهذه الصفة العجيبة  “الشيخ وليد بناني رئيس مجلس الشورى لحركة النهضة !” ( علامة التعجب من عندي )  يقول : الحركة مشروع إصلاحي مرجعيته الشريعة الإسلامية أبعاده تربوية وثقافية واجتماعية وسياسية هذه هي هوية الحركة الحقيقية . انتهى .

 

ولأن تشخيصهم “للأمراض والعلل” التي يعاني منها المجتمع التونسي يقول بأن الداء يتمثل في تغرب الناس وفي خروجهم عن قيم الدين وهويته ، فمن الطبيعي إذا أن العودة إلى “إسلامهم”  هوالدواء الأمثل والوصفة الأنجع لعلاج هذه الأمراض ، وفضلا عن ذلك، وكما هو معلوم ، فإن الإسلام عندهم هو صالح لكل زمان ومكان وهو الحل الأمثل لكل مشاكل البشرية  ، لأنه دين مهيء لذلك حسب رأي زياد الدولاتي في حواره الأخير في جريدة الموقف إذ يقول : فالإسلام منهج حياة، دين ودولة، عقيدة وعبادة، شريعة وأخلاق . انتهى .

 

وبما ان  جماعة حركة النهضة مثل التيارات الإسلاموية الأخرى تمارس تلقائيا  التعميم والتقية  في  خطابها  وأقوالها وتصوراتها ، فهي  لاتخبرنا  (ولن تفعل)  أيّ شريعة إسلامية تعني وأي إسلام تريد، هل هو إسلام مكة أم المدينة أم هو إسلام الخلفاء الراشدين أم  إسلام العباسيين أم الأمويين أم هو إسلام ملوك الطوائف أم  إسلام العثمانييين أم هو الإسلام السعودي أم السواداني أم اليمني أم هو الإسلام المتخيل الذي لم يحدث أبدا ؟ .

 

والإسلاميون يدركون  ان تحقيق مشروعهم “الإسلامي”  في تونس دفعة واحدة هو أمر مستحيل ،  لذلك فهم يخططون استراتيجيا لإنجازه ، و يبدوا أنهم يسعون الى مراعاة  التدرج والمرحلية ، وفي هذا الإطار فإن صياغة شعار إشهاري لامع يهيء عقول الناس ويجهزهم للدخول في مدينتهم الماضوية الفاضلة ، مسألة في غاية الأهمية ، وعليه فإن قضية  الحجاب تتنزل في هذا السياق .

 

فكما هو معلوم لدى القاصي والداني ان الخمار أو ما يطلق عليه بالحجاب لم يكن في أي وقت من الأوقات من عادات التونسيات ، فأماهاتنا وجداتنا وعماتنا وخالاتنا لم يعرفن  أبدا هذا الشكل في اللباس. كانت هناك ، ولاتزال، في كل الولايات التونسية  أنواع ثياب  نسائية مختلفة،  حسب تقاليد الجهات وعاداتها ، لم يكن فيها غطاء الرأس علامة فارقة . والإسلاميون في تونس وخارجها يعرفون هذه الحقيقة ، لكن أغلبهم ينكرها ومن اعترف بها فقد وظفها بطريقة  لاتقنع حتى أشد الناس غباء لتبرير محلية الحجاب، إذ أن هذا الأخير في تصورهم هو امتداد للسفساري!

 

والحقيقة أن ما يسمى بالحجاب هو بضاعة  سعودية وهابية خالصة انبثقت في مجتمع تغلب عليه  الأمية بأنواعها  والجهل  والإستبداد الديني الذي يزعم محاربة البدع والشرك والعودة إلى الأصول ، وهذه الذهنية التيوقراتية وجدت لها صدى وتفاعلا مع الجماعات الإسلامية الأخرى وخاصة المصرية التي تعمل منذ عقود طويلة للوصول الى الحكم وإقامة الدولة الإسلامية ، وهي في الطريق إلى ذلك .

 

وأسطورة  الحجاب أو النقاب تم صناعتها  في مجتمعات متخلفة انفردت فيها  الأصولية الدينية – المتحالفة مع العائلات المالكة ( نموذج السعودية) –  بالناس فارضة عليها  قراءاتها وفقهها ولاءاتها وممنوعاتها ، جاعلة من الإسلام وتراثه حكرا عليها فقط ، تفسره وتطوعه وتعجنه كما تشاء ويشاء السلطان أحيانا  . وهكذا تم في تلك المجتمعات تغليب النقل على العقل والإتباع على الإبداع والأصولية على الأنسنة ، وتم إلغاء كل المدارس الفكرية  والإتجاهات الإسلامية الأخرى،  ويمنع أيضا  إلى حد الآن ، وحتى في مصر وليبيا والجزائر ، قراءة النص الديني من منظور العلوم الإنسانية الحديثة ، كالانتثروبولوجيا وعلم الإجتماع وعلم النفس والألسنية وعلم الأديان المقارن ، إذ بقيت مقاربة النص الديني تتم بأدوات ومناهج فقه الدين نفسه ، بحيث بقيت تلك المجتمعات تنظر إلى الدين  وتتمثله بمنظور ونظارات فقهاء القرون البائدة ، وبقيت نظرة تلك المجتمعات إلى الإنسان والعالم نظرة كهفية منقطعة عن تحولات العالم ومسيرته الإنسانية .

 

ولئن كان ما يسمى بالحجاب هو مفردة دخيلة على عادات التونسيات ، فهو بلاشك  شعار الإسلامويين الأصوليين الساعين إلى تصحيح المجتمع ،  فهو رمزهم الثقافوي السياسي، وهوأيضا  لافتة إشهارية متحركة وفعالة ولامعة . وهذه اللافتة/ الرمز لاتقتصر غايتها فقط على تأكيد وجودهم السياسي ، وإنما تتعدى ذلك إلى وظيفة ترويج بضاعتهم ونشر منتوجهم الإسلاموي  عبرالحث والترغيب والترهيب . وما ظاهرة الفضائيات الدينية الممولة بدولار النفط الوهابي لدليل على أن هناك عملا دعويا ستراتيجيا  جبارا بدأ منذ سنوات “لأسلمة ” المجتمعات العربية وتوجيهها تدريجيا نحو ثقافة الشريعة الإسلامية . ولنا في قصة تحجيب نساء مصر دليل على ستراتيجيا هذه الجماعات ، فبعد أن نجح الإخوان المسلمون هناك في تحجيب قرابة 80 بالمائة من النساء يعملون الآن ، مثلما تخبرنا تقارير وريبورتاجات موثوق بها  لصحافيين مصريين ،  بأساليب متنوعة ترغيبية و ترهيبية وإرهابية خسيسة على تحجيب البقية الباقية. علما وأن نسبة المحجبات قبل ثلاثين عاما في بلد النيل لم تتجاوز الخمسة بالمئة.

 

وهذا الرمز محمل  أيضا بدلالات عديدة وينهض بوظائف جمة ، فهو لايقتصر فقط على حجب “عورة” المرأة وستر “نجاستها” وإلغاء جسدها الإنساني ، وإنما يروم ، في الأخير، فرز المؤمنات الصالحات عن السافرات الكافرات ، وتاليا تقسيم المجتمع إلى فسطاطين ، فسطاط كفر وفسطاط إيمان مثلما يحدث الآن في مصر حيث يتم الإعتداء يوميا على النساء السافرات وتوجيه أبشع النعوت لهن باسم الهوية الإسلامية والستر والأخلاق والعفة … (أنظر مثلا ما كتبه منذ أيام  مراسل إيلاف من القاهرة نبيل شرف الدين حول هذه  الظاهرة).

 

إنه آلية ماكرة  للفرز والتحكم والسيطرة يتجاوز عملها  مجال العنصر النسائي إلى السيطرة على  الفضاء العام للمجتمع برمته ، وهو المدخل الرئيس لهدم  كل ماتحقق في البلاد من ملامح مدنية حديثة لأرساء تقاليد ونزعات إسلاموية مستوردة – لا تمت لواقع التونسيات والتونسيين بأي صلة –  من مجتمعات منغلقة حد التطرف  تعتبر فيه المرأة مواطنا من درجة عاشرة تضرب وتجلد وترجم حتى الموت .

 

و الإسلامويون يعودون إلى القرآن لتبرير وتشريع ما يسمى بالخمار أوالحجاب ، والناظر لقراءتهم  للقرآن يرى أنها  لا تعدو أن تكون قراءة قائمة على الجانب الحرفي المفهومي المباشر للنص ، وهي أيضا قراءة تسعى  قبل كل شيء إلى جعل معاني النص مطابقة تماما  لأفكارها  المسبقة ، وإسقاط  تلك الأفكار/ المنطلقات على ألفاظ  النص ، بحيث تُهدم تاريخية النص و تُلغى مقاصده ويتم تقويض دلالاته العميقة ، ليصبح نصا متقولبا ميتا متساوقا مع غاياتها الأخلاقوية .

 

لاشك أن القرآن الكريم ، قد كان متصلا بهموم المسلمين وأسئلتهم ومشاكلهم الإجتماعية ، وكان أيضا عاكسا للخصائص النوعية الإجتماعية والنفسية في ثقافتهم   ، حيث كانت النظرة إلى الإنسان وخاصة إلى المرأة مختلفة عما هي الآن ، و كانت طبيعة العلاقات الإجتماعية وبناها العامة متباينة تماما عما هي الآن.
فالمجتمع النسائي في المدينة  كان مقسما إلى حرائر وإماء ، وكان الصعاليك يتعرضون في الليل إلى النساء، إذ خرجن إلى قضاء حاجتهن ، لمضاجعتهن ،  فإذا كانت المرأة حرة تركوها في سبيلها وإذا  كانت أمة اعتدوا عليها . وهذه الخلفية الإجتماعية لتفسير الآية 59 من سورة الأحزاب نجدها حاضرة  عند عديد الفقهاء والمفسرين: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين وكان الله غفورا رحيما “.
فهذه الآية لها علاقة وثيقة بأحداث اجرامية عاشتها  نساء ذلك الزمان . والآية  ههنا جاءت لحماية النساء  الحرائر  من الإذاء ، فطلبت منهن أن يدنين عليهن من جلابيبهن  حتى يتبين الصعاليك الإماء من الحرائر فلا يتعرضون للأخيرات  . فادناء الجلباب هو  آلية للتمييز بين صنفين من النساء لحماية صنف واحد ،  وفي هذا السياق   يذكر لنا ابن سعد في طبقاته كيف أن الصحابي عمر بن الخطاب  قد  ألزم الإماء بنزع الخمار حتى لايتشبهن بالحرائر.
وعبارة  “يدنين عليهن من جلابيبهن” لاتعني مثلما أشار الدكتور حسن الترابي – الذي كفره الإسلاميون  –  تغطية الوجه أو الرأس وإنما تغطية الصدر ، لأن قطعة الثوب المسماة جلبابا آنذاك  كانت نوعا من ملاءة تغطي الصدر والبطن .

 

و الآية  أيضا ، مثلما يؤكد عديد الدراسين، متصلة الدلالة بالآيتين السابقتين عليها ، اللتان تشيران صراحة إلى إيذاء النبي من خلال الطعن عليه في زواجه صفية بنت يحيى، والآيتان57 و58 تبرران وسيلة إيقاف ذلك الإيذاء . وبالتالي فإن للآية  مقصد  بإخفاء هوية نساء الرسول وبناته حتى لايتعرضن للتجريح .
ويشير الأستاذ زهير الشرفي في هذا الصدد إلى مسألة مهمة جدا تتعلق بمعنى “إدناء الجلباب” إذ يقول  في دراسته المتميزة  ، الخمار بين الإستعمال الأصولي والمعاني الأصلية  :” أما في الآية (59) ذاتها فقد يصلح فهم عبارة “إدناء الجلباب” بسحبه على الوجه لإخفاء الهوية أو بسحبه عن الوجه لكشفها. فإن كانت الآية نزلت باكرا قبل أن يَعظُم شأن النبي ونفوذُه فقد تكون لإخفاء الهوية ، أما إذا كانت قد نزلت مؤخرا فقد تكون تأمر بكشف الهوية فلا أحد يجرؤ وقتها على إيذاءهن .

 

ولنا أن نتساءل هنا ، هل ان ظروف المرأة المسلمة بشكل عام والتونسية بشكل خاص  في الوقت الراهن هي نفسها التي كانت سائدة آنذاك  ؟  وهل يوجد صعاليك ليليون في مددنا التونسية  يتربصون بنساء ذاهبات إلى قضاء حاجتهن ؟ وهل لباس الخمار يحمي النساء من عمليات الإعتداء؟   وبما  أنه لاوجود للإماء في أعراف وقوانين عصرنا الحاضر فهل من ضرورة أن تلبس المسلمات الخمار حتى يقع  تمييزهن  ؟
آية أخرى يعتمدها الإسلامويون في فرض مايسمى بالحجاب على النساء كواجب شرعي  .

“وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا  لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن  أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات… ” سورة النور اللآي31

 

يعتمد الإسلامويون المنهج نفسه  لهذه الآية ، ففضلا عن إلغائهم لتارخيتها وظروف نزولها ،فهم يواصلون تفسيرها إنطلاقا من رؤيتهم الأخلاقوية البالية للمرأة والشرف والأخلاق . إذ يتم عزل المرأة وسجنها داخل الجدران والحجب لتحقيق هدف حفظ الفرج!. وهكذا يتم التعسف على مقاصد الآية ، بل تبرير هلوساتهم و”فوبيتهم” من جسد المرأة بالإفتراء على القرآن، لتأبيد حبسها وتشريع خوفهم منها .

 

فحفظ الفرج في وقتنا الحاضر ، مثلما نعلم ،  يتم عبر القوانين والتشريعات الوضعية التي تمنع الإعتداء على الجسد الإنساني وتعاقب منتهكي حرمته . وتطور عقلية الإنسان أفضت إلى بروز قيم إنسانية متواضع عليها في منظومة العقد الإجتاعي  تحترم المرأة وجسدها . وشخصيا أتصور أن قيمة المرأة في سويسرا  مثلا على مستوى التشريع والممارسة الاجتماعية أفضل بكثير وأكثر إنسانية وتحضرا  مما هي عليه في السعودية وفي إيران والسودان . ولدي تقارير وحالات تشكل ظواهر رهيبة لما تعانيه المرأة  في تلك  البلدان الإسلامية من  رهاب وإرهاب و تعسف وإضطهاد ،  كل هذا باسم الإسلام ،وأنا مستعد لنشرها وتقديمها كدليل على شيزوفرينيا الإسلامويين .

 

وعبارة وليضربن بخمرهن على جيوبهن تصبح في تأويل الإسلامويين حمل الحجاب وتغطية الرأس ، بل تغطية كامل الجسد . غير أن مقاصد الآية لا تتجه ، مثلما يريد  لها الإسلامويون ، إلى إلزامية حمل الخمار أو تغطية الرأس وإنما إلى ضرب الثياب على الجيوب أي تغطية الفتحات التي يمكن أن تؤدي إلى الإعتداء ، وهذه المواطن/ الجيوب  كانت تتعلق بفتحات لعلها  تظهر منها أجزاء الأفخاذ والحزام أوالبطن والصدر. والحقيقة أن الآية لها علاقة وثيقة بخصوصية لباس المرأة في المدينة ،وخاصة المرأة المهاجرة التي كانت معرضة بحكم تلك الخصوصية إلى الإعتداء والسرقة . ومهما يكن فإن الآية كانت تهدف بلا منازع إلى حفظ فروج النساء بخمرهن المحمول سلفا. وكان الهدف هوالحد من مظاهر الإغتصاب والسرقة التي كانت سائدة آنذاك.

 

ولاشك ان أن الآيتين السابقتين قد نزلتا في ظروف اجتماعية وتاريخية مخصوصة ، وهما تتنزلان ضمن اجابة على مشاكل اجتماعية ، كانت وقتئذ  تمثل خطرا على المجتمع،  بغية حلها أوالحد منها  ، وبانتفاء تلك الخصوصيات الإجتماعية والتارخية في عصرنا الحاضر فإنه من البديهي والمنطقي تجاوز ما كان معمولا به قبل أربعة عشر قرنا في الجزيرة العربية. وفضلا عن ذلك فإن القرآن هو نص هداية ورحمة للإنسان وليس قانونا أبديا صارما  مكبلا لحريته ولإنسانيته .

 

وما يسمى بالحجاب في مقاربة الإجتهاد التونسي الحديث ليس فرضا أو واجبا شرعيا ، والنص القرآني لا يتوفر على قول صريح واضح يدعو إلى حمل الخمار أوالحجاب . ومن هنا فإن قراءة الأصوليين لن تعوض القرآن ولن تمنعنا من الإجتهاد لفهم مقاصد الشرع الحقيقة بعيدا عن التعسف  والدوغمائية  .
والحقيقة أن الحرب الإعلامية التي يديرها الإسلاميون ضد تونس ليس لها علاقة بالإسلام ولا بالحريات ،وإنما خلفياتها وأهدافها  السياسية هي المحرك الرئيس في هذه القضية. والغريب أن هؤلاء لا يجدون غضاضة في إستعمال الإسلام لمحاربة الدولة والمجتمع ،ولنا في دلالة اسم ( هيئة الدفاع عن الإسلام في تونس ) دليل كبير على استغلال هذه الجماعات للدين لتحققيق مآرب سياسية و لشحن الناس ودفعهم إلى العنف .
ومايريده الإسلامويون من تونس هو العودة بالمجتمع إلى ماضيهم الأصولي المتخيل ،وفرض رؤيتهم الدينية عليه ،ومن ثمة التحكم فيه لإقامة دولتهم الإسلامية . وما صرح به زياد الدولاتي من أن الإسلام “منهج حياة، دين ودولة، عقيدة وعبادة، شريعة وأخلاق” لهو إلا مقدمة أيديولوجية لتطبيقها على تونس.

 

ولابد من الإشارة إلى أن تعلة الحرية الشخصية ، التي يعتمدها الإسلاميون في تونس لتبرير لباس الحجاب ، هي في الواقع  تعلة تقف عند تبرير مطالبهم  وتنتهي عند ذلك الحد فقط  . فهذه الحرية الشخصية نراها  لا تنسحب على حرية الآخرين التي  لاتتفق مع أصوليتهم ، فارتداء اللباس القصير مثلا  لا يتعلق  في منظورهم بالحرية الشخصية وإنما يتحول إلى خدش للآداب والأخلاق الحميدة واعتداء على قيم الدين والهوية ، فهو ،بعباراتهم،  الفاحشة والتبرج والرذيلة والميوعة ، وهكذا يختفي في رمشة عين  مفهوم  الحرية الشخصية ويتم شيطنة وتأثيم المختلفين عنهم ، والأمر ينسحب على رواد البارات والمتحررين والعلمانيين والمفكرين غير الإسلاميين .

 

والإسلاميون التونسيون وإن تظاهروا بمقولتي الإعتدال والوسطية فإنهم في الحقيقة يفعلون ذلك كتقية لإخفاء حقيقتهم الأيديولوجية وللتضليل  ، إذ سرعان ما يكشفون عن بواطنهم حينما تختلف عنهم في الرأي، فيكيلون لك أبشع الشتائم والنعوت والأوصاف وهم يلهجون بآيات القرآن والأحاديث النبوية!. ومن يتصفح أرشيف تونس نيوز يجد كما هائلا من مقالاتهم  التكفيرية العنيفة ضد آخرين مختلفين عنهم في الرأي ومقالات أخرى عنيفة ضد بعضهم البعض مدبجة ومسلحة بآيات القرآن والأحاديث النبوية .
 
 لقطة في صلب الموضوع : نشر موقع صحيفة الوسط التونسية  مقالا بعنوان “رحلة نضال في إيران” مع  صورة للناشطة الإيرانية شيرين عبادي وهي مرتدية حجابا أسود! ،  والمعلوم أن صاحبة جائزة نوبل  لاترتدي الحجاب مطلقا  إلا حينما تكون في إيران. وموقع غوغل يتوفر على صور لها بلا حجاب في مناسبات عديدة  خارج دولة الملالي.


متى يتجاوز الأخوان معادلة: ” أنت ضدي في الرأي = أنت عدوّ لي وحليف للنظام “؟

بقلم: قيس من باريس

 

لقد عاد الجدال في قضية الحجاب على الساحة الفكرية و السياسية في تونس، و الجدير بالذكر أن هذا الجدل ليس جديدا، فقد سبق و أن خيض في هذا الموضوع، و بطبيعة الحال كانت الأطراف المتجادلة فيه تعبر عن رؤى متناقضة ليس لقضية الحجاب فقط، بل الاختلاف في قضايا هامة و جوهرية كوضع المرأة في المجتمع و قضية تدبير الناس شؤونهم عبر الشرع أم عبر الإنسان نفسه، فهي رؤيتان للمجتمع  و للعالم لا يجمع بينها جامع.

 

و الباعث عن الحيرة هو ان الجدل لم يأخذ الطابع الفكري الهادئ الذي يتقارع فيه الخصوم بالحجج والادلة و التحاليل، بل كانت نقاشات تقوم على معادلة ” انا صحيح و انت على ضلالة…”.

 

و ما يستدعي للاستغراب هو هذا الانقلاب السريع و المدهش في موقف الاخوان من اليسار .هذا اليسار الذي عندما يدافع عن مساجين الاخوان فهو محل مدح و شكر و تنويه، اما عندما يصدح هذا اليسار نفسه بآراءه في قضية الحجاب فبسرعة البرق ينقلب المدح الى شتم و سب و إلصاق النعوت وهي كثيرة “…منبتين، تغريبيين، معادين للاسلام وللهوية…و أخيرا حليف للسلطة ؟؟؟؟ هكذا.

 

فكيف يمكن ان نفهم هذا الانقلاب المفاجئ – للبعض- و المنتظر للبعض الآخر؟

هل تقدم الاخوان خطوة فيما يخص قضية الاختلاف في الرأي؟؟؟؟

ما هو حكم المخالف في الرأي لدى الإخوان؟

 

ان الملاحظ لأغلبية المقالات المنشورة على صفحات هذا المنبر و هي لأقلام ” نهضوية ” او قريبة منها، انها لم تعالج قضية الحجاب من زاوية فكرية حضارية تاريخية. بل كانت هذه المقالات تنزاح عن قضية الحجاب لتتهم السلطة بعدائها للإسلام و استعانتها باليسار في الحرب على الهوية، بل وصل الأمر بأحدهم إلى اعتبار السلطة القائمة هي سلطة يسارية؟؟؟؟ و ما حربها ضد الحجاب الا دليل على ذلك؟

 

ان المتتبع لبرنامج ” ما وراء الخبر ” الذي بُث على قناة الجزيرة منذ ايام قليلة و الذي استدعى فيه “محمد كريشان ” الدكتور توفيق بن عامر و سيدة من حركة النهضة يلاحظ الكيفية التي يعامل بها “النهضويون خصومهم” فالاستاذ بن عامر ادلى برأيه – و له دراسة معمقة في هذا الشأن- و تكتفي السيدة المقابلة باتهام الأستاذ انه مدافع عن السلطة القائمة.

 

لماذا لا يتعامل الاخوان مع مخالفيهم في الراي باكثر احترام و اكثر جدية، و الكف عن لعب دور الضحية و اعتبارهم لمخالفيهم الراي متحالفين مع النظام القائم. ان هذا الأسلوب في التعامل سيكون له نتائج جد سلبية على الاخوان قبل غيرهم. ففي عديد المرات يتظاهر الاخوان بانهم مستعدون للنقاش ولقبول الآخر المختلف ، بل يقر راشد الغنوشي ان الغرب ليس ” شر” ففيه أفكار و قيم لا تتناقض وروح الدين كالديمقراطية وحقوق الإنسان. هل ما يقوله نهاءي ام ظرفي.

 

لماذا ننادي بحقوق الإنسان و حرية الرأي عندما نكون محرومين منها حتي وان أتى بها الشيطان، وتتحول إلى أفكار مادية منبتة عندما تتقارع الرؤى و الأفكار؟

 


الـحـجـاب والـغـُـربـــــــاء (1 من 2)

بقلم: صــابر التونسي
 
كثر اللغط والغلط  هذه الأيام حول “الحجاب” (*) وغربته عن ديننا وتقاليدنا أو أصالته! وإنني:
مقتنع بأن مشكلة تونس أكبر بكثير من لباس امرأة أو لحية رجل وإنما المشكلة الأساسية هي استبداد السلطة وتطرفها وحربها على جميع من رفض السير في ركابها، مها كان لونه السياسي أو معينه الفكري وسعيها جاهدة أن تفرض على الجميع منطق “ما أريكم إلا ما أرى” وهي معرضة عن سبيل الرشاد!
 
مقتنع أيضا أن السلطة وبعض من يسير في ركابها أو يستظل بظلها يثيرون القضايا الجانبية لإشغال الجميع عن قضية الحريات العامة لعلمهم أن مصالحهم الفردية الضيقة تتهدد بإطلاق الحريات وأنهم سيُكتشفون عن حقيقتهم ويعزلون!
 
مقتنع تبعا لذلك بأن القوم لن يقدموا على مصالحة نوعية وحقيقية مختارين وأن همهم الإستمرار في تسلطهم على رقاب الناس وبأي ثمن وإن تحول نصف البلاد إلى ثكنة والآخر إلى معتقل!
 
ومقتنع أن لا سبيل أمام أنصار الحريات العامة إلا الإنخراط فيما عبر عنه الدكتور المنصف المرزوقي بالمقاومة الوطنية السلمية حتى يزول الإستبداد ويزاح! أو على أقل تقدير إرغامه وإكراهه على التنازل الحقيقي لصالح الخيار الديمقراطي!
 
مقتنع بأن الذين يطبّلون للسلطة في كل محفل مشيدين بإنجازاتها “العظيمة” في شق طريق أو بناء بناية أو سجن وكأن ذلك ليس من مهامها ينافقون حين يطلبون منا أن نتغاضى عن جرائمها تكريما لها على إنجازاتها وكأن ما شيدت أهم من الإنسان ذاته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إهراق دم مسلم بغير حق”!
 
ومقتنع بأن “فزاعة” الحجاب التي تثيرها السلطة وجماعة آخرون من ورائها يدبرون الأمور بليل، تندرج ضمن نفس إطار كبت الحريات الخاصة والعامة وإن سلطتنا ومن في ركابها تسمي الأمور دائما بأضدادها فيجعلون قهر “المرأة” وحرمانها من حقها في العلم والعمل دفاعا عن تحررها وعن مكاسبها التقدمية! ومقتنع بأن الذي يدافع عن تحرر المرأة يجب أن يدافع عن حقها في اختيار اللباس الذي ترتضيه وأن ذلك يدخل ضمن حريتها الشخصية ولا يحق لأحد أن يفرض عليها نوعا معينا من اللباس ولا لآخر أن ينزعه عنها!!
ومقتنع بأن الذين يحاربون “الحجاب” بدعوى غربته عن تقاليدنا وديننا يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون ويعرفون أن جميع الناس يعرفون أنهم يكذبون،ولكنها الغطرسة و” معيز ولو طارت”!
ودليلي على زعمي لن أسوقه من كتاب الله أو سنة رسوله أو إجماع السلف والخلف وإنما لهذا النوع من المحاججة أهله من علماء المسلمين على اختلاف أزمنتهم وأماكنهم!
ولأننا تونسيون وتونس “أمة” مستقلة بذاتها “صنعها الراحل العظيم بورقيبة” فلا يحق لي أن أستدل بأقوال مالك فهو مدني (من المدينة) وعن تونسنا غريب، وأبو حنيفة والشافعي وأحمد عن تونس أغرب!
وأما علماء العصر من أمثال القرضاوي والغزالي والبوطي فهؤلاء قد جمعوا الغربة والإرهاب والتطرف و”الإسلاموية” وإن نسبوا أنفسهم إلى تيار الإعتدال والوسطية! فهوأشد خطرا على الكراسي!
وكذلك لن أستدل بعلماء الزيتونة الذين كانوا على خلاف مع السلطة وتسببوا في بذر هذه النبتة الغريبة المسماة “حركة إسلامية”!! من أمثال الشيخ محمد الصالح النيفر وعبد القادر سلامة ومحمد الإخوة (رحمهم الله جميعا).
ولكني أستدل بأقوال العلماء (الرسميين) الذين تقر السلطة بعلمهم وتعتبرهم أعلاما “لإسلامها التونسي” وهم حقا كذلك (رحمهم الله جميعا). أورد الطاهر الحداد (رحمه الله) بعضهم في كتابه: إمرأتنا في الشريعة والمجتمع، وكان معهم مؤدبا أدب التلميذ مع أساتذته واستفتاهم عن الذي يجب على المرأة ستره من بدنها عن الأنظار صونا للأخلاق؟وهو السؤال رقم 12 بالصفحة 80. في الصفحة84 نجد جواب الأستاذ الحطاب بوشناق وص88 جواب الأستاذ عثمان بن الخوجة وص 96 جواب صاحب الفضيلة عبد العزيز جعيط  الذي اجتهد لاحقا في مجلة الأحوال الشخصية وتولى منصب المفتي زمن الإستقلال وهو والد المفتي الحالي. وبالصفحة 100 جواب صاحب الفضيلة الطاهر بن عاشور، وص 107 جواب صاحب الفضيلة بلحسن النجار وص 108 صاحب الفضيلة أحمد بيرم! وقد أجمعوا جميعا بما لا لبس فيه على وجوب تغطية سائر بدنها عدا الوجه والكفين وذهب بعضهم إلى وجوب تغطيتهما ومنهم من اشترط لذلك الفتنة ومنهم من عمم! وأما الشيخ خليف  إمام القيروان وعضو البرلمان السابق عن الحزب الحاكم الذي غادرنا منذ شهور فقد أطلق فتواه من فراش موته نثرا وشعرا بوجوب الحجاب عن المرأة وبين رحمه الله بأن “الغرباء” هم الذين يفرضون العري بالقوة على المسلمات! ويكاد يكون نفس الموقف وقفه صاحب الفضيلة المفتي السابق محمد المختار السلامي حفظه الله والذي عزل من منصبه لرفضه أن يكون مجرد بوق للباطل! ولا يختلف عن ذلك موقف المفتي الأسبق محمد الحبيب بالخوجة (مد الله في عمره) رئيس مجمع الفقه الإسلامي (التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة)! هؤلاء هم علماء تونس وليس الغريب من عمل بعلمهم وفتاويهم إنما الغريب عن تونس من استغرب فتواهم واستفتى الجهال أوالمعادين للدين والتقاليد!
 
ومقتنع بأن أصحاب العلم في تونس لا يجرؤون على القول بعدم فرضية “الحجاب” وأذكر هنا أن مجموعة من طالبات جامعة الزيتونة ذهبن سنة 1992 للشيخ الدكتور مختار التليلي أستاذ الفقه بالجامعة يستفتينه في جواز نزع “الحجاب” تحت الإكراه الذي يتعرضن له، استمع لسؤالهن ثم صمت طويلا ولم ينطق بحرف حتى تركنه وانصرفن وكأنه قال بأنه هو الآخر مكره على الصمت وذلك منه أضعف الإيمان رحمه الله تعالى فقد توفي منذ حوالي سنة.   
 
ومقتنع أيضا بأن فضيلة المفتي الحالي لو وجه له نفس السؤال الذي وجهه الطاهر الحداد لوالده رحمه الله لأجاب بنفس جواب والده (والله أعلم). ولكن سلطتنا تريد من علمائنا أن يكونوا مجرد تماثيل فولكلورية صامتة تضفي بهم “الشرعية” وتزين بهم المراسم!
 
ومقتنع كذلك بأن دعوى محاربة “الزي الإسلامي” تأتي لغرابته عن تقاليدنا وديننا دعوى باطلة!
ومقتنع أكثر أنه لو عادت الطالبات والتلميذات والعاملات إلى الأزياء التقليدية القديمة مثل السفساري أو ما يعادله لقابلتهم ضجة أكبر لأن هذه الأزياء ليست مرنة  ولا تسمح بالعمل في الورشات أو المخابر العلمية! ويكون في ذلك مُحقا من يحتج بأن هذه الأزياء لا تتماشى وضرورات العصر! فأمهاتنا ومن سبقهن ما كن يحتجن هذه الألبسة إلا للسفر أو التنقل من مكان لآخر ومقابلة الغرباء. وقد كان يفي بحاجتهن.
وأما اللباس الحالي فإنه يحقق شرط السترة لمن تريد ويسمح بممارسة النشاط المطلوب! ولذلك انتشر في كل العالم دون أن تزعم “أمة” أنه تقليد خاص بها أو تتبرأ منه أخرى لأنه غريب عنها ( عدا النظام الأتاتوركي والنظام البورقيبي).
تزعمون أن لا مشكلة لكم مع اللباس التقليدي وإنما مشكلتكم مع لباس طائفي دخيل وذلك محض كذب ونفاق لأن زعيمكم الراحل بورقيبة الذي يعتبر “مجتهد عصركم” و”شيخ طريقتكم”، لما مد يده الآثمة لينزع عن التونسية المسلمة حجابها لم يكن حجابا من الطراز الحالي وإنما كان “سفساري” تونسي أصيل والصورة إلى حد الآن موجودة!! 

ثم أليست كل الألبسة التي نلبسها الآن رجالا ونساء غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا لم يعرفها أجدادنا!                                                                    (يتبع إن شاء الله)

 
(*) الحجاب المقصود هو اللباس الإسلامي المعروف حاليا والمصطلح عليه أحيانا بالخمار وليس المقصود الحجاب الذي رفضه الطاهر الحداد وعمل رحمه الله محقا على إزالته وهو حجب النساء في البيوت ومنعهن من الخرج لطلب العلم أو الرزق!


 

 

دعوة إلى العودة إلى ملابس الحشمة والحياء حتى إسقاط المنشور 108

مرسل الكسيبي (*)

 

مع احتدام الجدل في تونس حول قضية الزي الاسلامي المصطلح عليه شعبيا وعربيا بالحجاب ,ومع تصاعد نبرات المواجهة الكلامية بين أنصار بعض الأطراف الحكومية المسؤولة وكثير من المعارضين والحقوقيين حول أحقية الدولة في املاء زي نسائي معين على مواطناتها,فانه بات من اللافت للنظر اختفاء بعض الأطراف الايديولوجية المغالية في الانتصار للحداثة من باب القمع وراء عملية التحريض ضد الحجاب كاختيار ديني محض بعيد كل البعد عن القناعات السياسية,ولعله من المفيد في هذا الصدد التذكير ببعض الكتابات غير المسؤولة حول الموضوع والتي لقيت احتفاء كبيرا على الغراء الصباح التونسية.

لم تكن الصباح كصحيفة عريقة مسؤولة بلاشك عن هذا النمط من الكتابات فكما هو معلوم في أبجديات العمل الاعلامي أن المقالات أو حتى الافتتاحيات هي تعبيرة حرة عما يراود أصحابها من رؤى وأفكار,ولم تكن أقوال كتابها يوما قرانا منزلا أو كان أصحابها “أنبياء” لايمشون في الأسواق. غير أن الصباح أخضعت ومنذ مدة في ظل تردي واقع الاعلام وتقييد حريته الى رقابة شبه صارمة استطاعت التخلص منها نسبيا في الأشهر الأخيرة وبشكل لافت للانتباه دون أن يعني ذلك تجاوزا منها للخطوط السياسية الحمراء.

وبالعودة الى موضوع الحجاب الذي كانت الصباح أكثر المتعاطين معه من خلال أقلام لم تعكس الرأي الاخر وحججه,فانه من اللافت للانتباه انزلاق الموضوع الى مواجهة شبه امنية في بعض الجامعات والمعاهد من خلال محاولات فرض قسرية لمنع ارتدائه في بعض المؤسسات التعليمية والتربوية. ومع دخول الموضوع الى مرحلة متقدمة من الجدل جاءت تصريحات الرئيس بن علي لتلقي بمزيد من الاضاءات حول الموقف المتشنج واللامسؤول الذي أدلى به الدكتور الهادي مهني في مسامرة دينية ورمضانية,لتقدم هذه التصريحات الرئاسية انتصارا لموقف الدفاع عن الحياء والحشمة في بلد الخضراء ولكن مع احتراز لافت من الرئيس بن علي على اللباس الطائفي الدخيل.

وفي الوقت الذي كنت أظن ان كلام الرجل الأول للدولة التونسية قد حسم الموضوع من خلال اعطاء تعليمات بالكف عن التصريحات المستفزة في الغرض والكف عن الحملات الأمنية التي تشوه صمعة تونس وتعطي ذريعة للاسلام الاحتجاجي والفرقاء السياسيين  بترويج صورة سلبية عن الحكم في ظل عدم الاستجابة لنداءات الاصلاح والمصالحة الوطنية,فانني فوجئت هذا اليوم الجمعة 20 رمضان 1427 بدخول “النساء الديمقراطيات” و”الحزب الاجتماعي للتحرر” والصحافة التونسية في حملة تصريحات وبيانات تنسف مقولات الحريات الأساسية وضرورة الدفاع عنها ولاسيما اذا تعلقت بحريات خاصة وشخصية…ولقد لفت نظري أيضا دخول حركة النهضة على الخط رسميا في الموضوع كما الحزب الديمقراطي التقدمي منذ يومين على الأقل من باب الانتصار للحرية الفردية في مجال الزي-ولو أنني حبذت ابتعاد النهضة عن الموضوع من باب عدم توفير الذرائع السياسية لخلفيات هذه المصادرة الحكومية.

واذا كنت لا أستغرب ولم أستغرب ولن استغرب موقف ما يسمى بالنساء اللاديمقراطيات عفوا الديمقراطيات من الموضوع بحكم مواقفهن السابقة والمعادية لقيم الأصالة بدعوى الحداثوية,الا أن انضمام الحزب الاجتماعي للتحرر الى هذه الجوقة اللاديمقراطية كان لدي من باب عناصر الوصول الى لحظة التنوير الأدبية والسردية خاصة وان تسميته ترمز قطعا الى قيم الليبيرالية.

اما عن الصحافة التونسية المغلوبة على امرها فحدث ولاحرج يوم أن غدى بعضها يقدح في الأعراض ويفبرك قصصا جنسية عن المعارضين والمناضلين والمناضلات بما لايتقبله عقل أو يرنو اليه خيال,وبالتالي فان “الطير يغني وجناحه يرد عليه”,أي أن ما تروج له في حق الحجاب هو من قبيل ترديد بعض الأناشيد السياسية الجاهزة لبعض الأطراف المتنفذة في الحكم والمعادية قطعا لقيم العروبة والاسلام وحتى ماتقتضيه قيم الحداثة والعقل من مرونة وتسامح وعدم حض على الحقد العقدي والديني والسياسي.

ولعله لايفوتني التنويه الى الموقف الرئاسي الذي يمكن أن ناخذه على محمل الايجابية والتنويه بحكم أنه انتصر الى الحشمة والحياء والزي التونسي الأصيل ثم ما ورد تجاهه من توضيحات على لسان مستشار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بن ضياء ولو بشكل غير مباشر حيث اعرب هذا المسؤول السياسي الرفيع عن تمسك تونس بالزي التقليدي مثل السفساري والملية.

وبناء على هذه التصريحات السياسية السامية فانني أتوجه بنداء صادق وعاجل وذكي الى نساء تونس وحرائرها من التلميذات والطالبات والموظفات في القطاع العمومي من أجل العودة الى الزي التونسي التقليدي كبديل يرفع الحرج السياسي والأمني الذي ترتب عن التطبيق الجائر للمنشور الفضيحة 108,وأعتبر أنه من واجب الحكومة التونسية بعد أن توضحت الأمور تفسيريا من خلال مالمقصود بمفهوم الزي الطائفي,أعتبر أن من واجبها توفير مستحضرات نسيج السفساري والملة والملابس التونسية التقليدية المحتشمة وذلك من باب الحرص على تطبيق تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية ومن ثمة عدم ترك السوق التونسية خالية من هذه المستحضرات ولاسيما اذا ماعلمنا ان صناعة السفساري والحرايرية كانت قد انقرضت منذ عقود في ظل ماعرفته البلاد من موجات تحديث اصرت على استهداف الأزياء النسائية التونسية الأصيلة.

انها دعوة صادقة للمرونة السياسية والذهنية في مواجهة عقد السياسة والايديولوجيات تجاه قطعة قماش أخذت شكل الحجاب الحديث واتهمت بالطائفية والدخيلة وكأن ملابس الدجينز والتنورة الفاضحة والقصيرة وماالى ذلك من ملابس شفافة تدفقت علينا من كل عواصم العالم تحت مسميات الموضة لم تكن يوما دخيلة ومستوردة!!! 

انني آمنت ومازلت مؤمنا بحق الجميع في الاختيار الحر للملبس ,ولكن أمام تشنج بعض الجهات النافذة في الحكم تجاه هذا الموضوع واستعمالها للعصا الغليظة في تحديد ملابس الناس ومن ثمة اتخاذه ذريعة لافساد قنوات اتصال جارية من أجل مصالحة وطنية حقيقية, فانني أدعو الى التمسك الحرفي بمواقف رئيس الجمهورية التونسية في معرض لقاء له مع وزير الشؤون الدينية السيد أبو بكر الأخزوري وذلك بالعودة الى كل الملابس التونسية التقليدية الموفية بغرض الحياء والحشمة لنلقي بذلك جميعا بالمنشور 108 في غياهب مزابل التاريخ.  

(*) لمراسلة الكاتب يرجى الاتصال على العنوان الاتي : reporteur2005@yahoo.de

 

(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 13 أكتوبر 2006)

 

 

حول الضجة المحيطة بظاهرة الحجاب

سليم الزواوي
 
عادت مجددا قضية الحجاب لتطفو على السطح وتشغل حيزا من اهتمام الرأي العام. ولعل المثير في المسألة أن ظاهرة الحجاب تبدو كما لو أنها مطاردة من الأجهزة الإدارية في شكل حملات مطردة من دون الوصول إلى نتيجة، وهذا ما يجعلها محلّ تعاطف غير واع من قبل أوساط عديدة في المجتمع.
في هذا السياق تتأكد من جديد محدودية المقاربة الأمنية غير المستندة إلى رأي عام مستنير يخرج اللباس من الخلفية الدينية ويحرّره من التوظيف السياسي، ويجعله محض اختيار شخصي محكوم بالذائقة الجمالية وتقليعات العصر.

 

إن جوهر الصراع في قضية الحجاب يكمن في المستوى الثقافي ولا يمكن حسمها على المدى البعيد إلا من مدخل تغيير وتجديد النظرة الاجتماعية لمسألة الهوية والدين، إذ لا ننسى أن دعاة الحجاب والمدافعين عنه إنما يجدون مبرراته انطلاقا من قراءة جامدة ومحافظة وحرفية لمعطيات النصوص الدينية، كما لا ننسى أن هؤلاء تساندهم في هذا الطرح الماضوي وسائل إعلام ضخمة من فضائيات خليجية ومواقع الكترونية تنصّب نفسها منابر أحادية لإنتاج الفتاوى والتوجهات المنغلقة على الهوية.

 

نعم إن المقاربة الحقوقية تقضي باحترام الاختيارات الفردية في اللباس وغيره من الشؤون الذاتية والشخصية، غير أنه ليس من الإنصاف ولا الحكمة الدفاع المثالي عن الحرية في ترويج خطاب موغل في التخلف والانغلاق والهوية المختزلة في أمور شكلية كالحجاب واللحية.
عموما إن الحجاب ليس مجرّد لباس عادي يعكس انحيازا ذوقيا وفرديا يتعيّن التسامح معه كغيره من أنواع اللباس وإنما هو مظهر سيميولوجي ناطق باسم خطاب ديني سلفي التوجه يتعيّن مواجهته ثقافيا من خلال إشاعة وعي ديني متنوّر يراعي مبادئ الدين وأخلاقياته في استقامة الفرد ومناعة المجتمع ضد أشكال التفسخ والانحلال.
 
(المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 520 بتاريخ 14 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.elwahda.org.tn/wehda.php?link=10&id_article=1332


قضية الحجاب في تونس بين الدين والاستغلال السياسي

سعيد دخمى
 
الإسلام يحارب من المسلمين قبل الغرب، و بالنسبة لتونس فمسألة الحجاب مسألة تدل على الاستخفاف بالمسلمين ليس في تونس بل في العالم الإسلامي، لقد خرج الآلاف من المسلمين في العالم في مسيرات عندما منعوا الحجاب في فرنسا، لكن كان أحرى و أولى أن نخرج لأجل الحجاب في الدول الإسلامية و العربية…

 

و الخطاب الرسمي الديني في تونس باهت جدّا، ولا يسمعه أحد، لأنه غير معقول، لأنه يسكت عن منكر معلوم للكافة، و لأن الدولة كما لا يخفى على أحد مستبدة، وتبًّا للدولة التي تتدخل في الدين وتفسيراته! أما الحجاب فهو مسألة فقهيّة بحتة، ومن حقّ المرأة أن تتبنى أي اجتهاد فيه، حتى لو رأت أن وجهها عورة وغطّته، فهذا واجبها وحقّها.. أما أن تَمنع الدولةُ ذلك فهذا خزي وقرف… فأي كارثة و أي عار من دولة تدعي أن دينها الإسلام !!! و الأدهى من هذا أن الأمر مخالف مع الدستور التونسي نفسه الذي كفل الحريات الأساسية للأشخاص بما فيها حرية ارتداء اللباس وضمنه الحجاب.

 

أما عن المسوغات التي تمنع بها السلطات التونسية فهي واهية شرعا و عقلا و أخلاقيا و تتنافى حتى مع مبادئ الليبرالية و الحداثة و الحرية التي يتسترون تحتها خدمة لمصالحهم السياسية و الاقتصادية الضيقة. فإذا رجعنا للجوهر فإن موقف السلطة يتعارض بشكل واضح مع حق الاختيار؛ لأن قضايا اللباس والطعام وطقوس الموت والحياة ليست من صلاحيات السلطة أو أي جهة أخرى. إنها حق مقدس يختاره الفرد بكل حرية.

 

و العجيب أن مبررات السلطات في شن تلك الحرب هي أن ارتداء الحجاب “مخالف لقانون الدولة”، بل الأعجب أن وزير “الشؤون الدينية”! برر في مناسبات عديدة منع الحجاب بأنه “لباس طائفي قادم لتونس من الخارج، ويرمز إلى شعارات سياسية”!، واصفاً إياه ب”النشاز”! متناسياً قول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) سورة الأحزاب 59، وقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) سورة النور.31

 

فدعوى أن الحجاب رمز ديني دعوى مرفوضة، فالحجاب ذو وظيفة وهي الستر والحشمة، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها ولكنها تطيع أمر ربها.
ودعوى الحفاظ على علمانية المجتمع لا تقوم على أساس منطقي سليم؛ لأن العلمانية في المجتمع الليبرالي معناها أن تقف الدولة موقف الحياد من الدين، فلا تقبله ولا ترفضه، ولا تؤيده ولا تعاديه وتدع حرية التدين أو عدمها للأفراد.

 

و من منطلق أن الحجاب “ظاهرة دخيلة” على تونس، و”نشازا” و”زيا طائفيا” و”ظاهرة غير مقبولة في تونس”، أليس سراويل الجينز و الميني والبكيني و الستريتش و القمصان الضيقة و ربطات العنق والقائمة طويلة كلها دخيلة على المجتمع التونسي فليعودوا إذن إلى ارتداء “السفساري” و”الملية” و”الفوطة والبلوزة” و السلهام و الجلباب و أزياء القرون الوسطى و ما قبلها أم أنهم يعتبرون نفسهم جزءا من الغرب و في هذه الحالة لا ضير من التشبه بهم !!!

 

فالحجاب لم يعد قضية تونس وحدها بل الكثير من الدول التي ترفع شعار العلمانية والتحرر وهي تقمع حرية الرأي و تكمم الأفواه…فلو كانوا يؤمنون حقا بحرية الرأي والفكر واللباس ووو… لاعتبروا لبس الحجاب حرية شخصية مثلما يعتبرون المجاهرة بالإفطار في رمضان حرية شخصية…ولكن مشكلة غلاة العلمانيين أنهم يتنازلون دائمًا عن قيمهم الليبرالية، إذا كان الخصم هو الإسلام، فمبادئهم التي يملئون بها صفحات الجرائد هي عندهم أصنام من حلوى فإذا جاعوا أكلوها!!!! حقيقة إنها حرب شريرة فاجرة على الإسلام وقيمه وتعاليمه، خدمةً للمشاريع التغريبية الصهيونية التي تعمل ليل نهارعلى تذويب هوية المسلمين، وإبعادهم عن دينهم وعقيدتهم..
 
(المصدر: مدونة “الصوت الحر” لسعيد دخمى (من المغرب الأقصى) بتاريخ 11أكتوبر 2006) الرابط: http://www.maktoobblog.com/dakhama

 

عبد العزيز بن ضياء:

لا نقبل التفسّخ… ولا العراء… ولا الـــزي الطائفـــي

 

بصراحته المعهودة تحدث السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهوية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية طيلة أكثر من ساعتين أمام عدد كبير من اطارات التجمع الدستوري الديمقراطي ووجوه المجتمع المدني في تونس…
بن ضياء تحدث بشفافية كبيرة وبوضوح تام وأجاب عن كل الأسئلة التي طرحت عليه وشملت مواضيع وملفات حساسة تشغل بال الساحة السياسية والاجتماعية في تونس
المناسبة كانت لقاء مفتوحا نظمته لجان التنسيق للتجمع بولاية تونس وحضره السيد منذر الفريجي والي تونس وعدد من نواب البرلمان وأعضاء مجلس المستشارين ليلة أمس الأول بضاحية البحيرة بالعاصمة.
ملفات ساخنة سلط عليها السيد عبد العزيز بن ضياء الضوء وكشف خفاياها وجوانبها والكثير من تفاصيلها مقدما بشأنها مواقف واضحة…
مسألة اللباس الطائفي في تونس وملف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقضية التشغيل اليوم وغدا ملفات تعرض لها بن ضياء في لقاء صريح ومباشر جمعه بعدد من الوجوه السياسية واطارات التجمع الدستوري الديمقراطي.
«اننا في تونس لا نقبل دروسا من أحد…» بهذه العبارة التي قالها السيد عبد العزيز بن ضياء بشدة وبحماس كبير أجاب عن سؤال تعلق بالتيار السلفي والزى الطائفي.
وقال بن ضياء أمام عدد كبير من اطارات التجمع ووجوه المجتمع المدني «إن بلادنا تونس هي بلاد القيروان والإمام خضر الحسين التونسي الذي كان إمام جامع الأزهر الشريف والإمام سحنون والطاهر والفاضل بن عاشور وأضاف إننا متجذرون في ديننا الحنيف وفي حضارتنا وفي هويتنا. وبيّن بن ضياء مكانة الدين الحنيف منذ التحول حيث ارتفع عدد المساجد وتم بعث وزارة خاصة بالشؤون الدينية واعطاء ابعاد كبيرة لكل المناسبات والاحتفالات الدينية.
 
* طائفي
 
وبخصوص الزي الطائفي شدد بن ضياء على أننا في تونس لا نقبل بما هو دخيل علينا ولن نقبل باللباس الطائفي الذي يرمز الى فئة معينة أو يعبر عن انتماء معين.
وقال : «إننا في تونس لنا أصالتنا ولنا لباسنا المحتشم الذي يحفظ كرامة المرأة ولنا ارثنا» وأضاف اننا مع كل ما يحافظ على كرامة المرأة وعلى الحشمة ذلك أن اللباس الطائفي يعني طائفة معينة…»
وبوضوح كبير قال بن ضياء أمام الحاضرين في اللقاء «إن خيارات الرئيس بن علي وإن كل توجهاتنا تجعلنا لا نقبل التفسخ ولا نقبل باللباس الذي فيه عراء وعدم الحشمة»…
وشدد القول «إننا لا نقبل بهذا».
وقال السيد عبد العزيز بن ضياء إن موقفنا واضح وهو إن كل ما هو آت من الخارج من اللباس وله دلالات ساسية نرفضة ونؤكد تمسكنا وقبولنا بكل لباسنا المتماشي مع ارثنا الكبير ومع تقاليد مثل «السفساري» و «التقريطة» و «البخنوق» و «الملية».
وبيّن بن ضياء ضرورة الوصول الى اتفاق حول الكثير من المسائل التي تهم ديننا مؤكدا أن مظاهر اللباس الطائفي لا علاقة لها بتعاليم الدين وإنما تعني دلالات سياسية وتعبر عن طوائف معينة لا علاقة لنا بها.
 
* مدني
 
وحول المجتمع المدني وتطور دوره أكد بن ضياء أنه ينبغي الاقرار اليوم بأننا نعيش عصر المجتمع المدني.
وقال «إنني من الذين يؤمنون بأن دور الأحزاب يتناقص ويتقلص ودور المجتمع المدني يتطور وإن قوة كل حزب سياسي لا بد أن تستند الى فروع المجتمع المدني والمستقبل هو للأحزاب التي لها ارتباط أكثر وتفرع أكثر وأقوى بالمجتمع المدني.
وطالب بن ضياء كل التجمعيين بالدخول في الجمعيات وبعث جمعيات يكون لها اشعاعها الوطني واشعاعها في الخارج.
وقال بن ضياء أمام اطارات وكوادر التجمع الدستوري الديمقراطي ان صوت الجمعيات هو الصوت المسموع وإن السياسة اليوم ميدانها الجمعيات.
وشدد بن ضياء على ضرورة التكوين السياسي لكل مناضلي وكوادر التجمع باعتبار أن التكوين مسألة جوهرية وتم بفضل القرارات التي اتخذها الرئيس بن علي بعث أكاديمية سياسية وتم تكوين العديد من الشبان سيكونون ذخيرة للحزب.
 
* تشغيل
 
وبخصوص ملف التشغيل في تونس أكد السيد عبد العزيز بن ضياء على حجم التحديات المطروحة الآن أمام الجميع في ظل عالم تشتد فيه المنافسة وفي ظل زحف البلدان الجديدة، ومنها الصين مما سيخلق معادلات أخرى في الأسواق.
وأكد بن ضياء على أن التشغيل يبقى أولوية مطلقة في اهتمام الرئيس بن علي وأن خيارات بن علي هي فتح فرص التعليم أمام الجميع بكل مراحله وأن الجامعة التونسية مفتوحة لكل حاملي شهادة الباكالوريا عكس العديد من البلدان الأخرى.
وقال بن ضياء ان نوعية طالبي الشغل في تونس تغيرت بفضل التعليم وانتشاره وسيصل عدد الطلبة في سنة 2012 : 500 ألف طالب وسيبلغ عدد الخريجين الـ100 ألف سنويا.
وبين بن ضياء أن التشغيل في السنوات القادمة سيكون التحدي الأكبر وهو ما يتطلب الاستعداد منذ الآن ومعاضدة جهود الدولة داعيا الى مضاعفة الانتاج والانكباب على العمل باعتبار أن التشغيل يبقى مسؤولية الجميع.
وانتقد بن ضياء العديد من السلوكيات في العمل والتي لا تساعد على كسب الرهان وتحقيق الأهداف ومواجهة المنافسة الكبيرة التي يعيشها العالم.
وبين السيد عبد العزيز بن ضياء بأنة بقدر دفاعنا عن العامل وحقوقه فإنه لا بد لنا من الدفاع عن المؤسسة.
وطالب بن ضياء بضرورة التحلي بالضمير المهني في العمل والعمل على الترفيع وتحسين المردودية.
لقاء بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وضع النقاط على الحروف بشأن ملفات عديدة تشغل اليوم بال الساحة السياسية والشارع التونسي ووضح الموقف بشأنها.
 
(المصدر: صحيفة “الشروق” التونسية الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

الحياء والحشمة… باللباس التونسي… وليس بالأزياء المستوردة !!

 

لا جدال في أن الوسطية والاعتدال هما في صميم رسالة الاسلام… الذي انتشر في بقاع عديدة من العالم بفضل سماحة تعاليمه وبفضل ما حوتْه من اعتدال صيّر مريديها قدوة حسنة ظهرت فأقنعت… الاسلام أيضا هو دين تطور ودين علم وأخذ بأسباب الحياة.. وليس غريبا في هذا الباب ولا من باب المصادفة أن تكون كلمة ـ اقرأ ـ أول كلمة تنزل على نبي الرحمة… ودين بهذه المواصفات وبهذه الأسس لا يمكن أن يشدّّ الناس الى الوراء، بل هو يدفعهم دفعا الى الاقبال على الحياة والامساك بناصية العلوم والمعرفة وتوظيفها لفائدة الإنسان…

 

غير أن سوء الفهم والتقدير أحيانا أو الغلوّ في التفسير أحيانا أخرى قد يفضيان الى بروز مظاهر غريبة عن المجتمع يحاول البعض اللجوء اليها او التمسك بها كعنوان للهوية او كمطية لخدمة انتماء سياسي بطريقة مُقنّعة تسعى الى ركوب الدين او توظيفه… وفي الحالتين فإن هذه المظاهر تبقى مرفوضة… وفي طليعتها ظاهرة الزي الطائفي التي بدأت تنتشر في بعض الأوساط في الشارع التونسي… والتي يصل فيها سوء الفهم او التقليد او الغلوّ بالبعض الى حدّ ارتداء أزياء وافدة علينا من دول أخرى لها تقاليد وعادات ومذاهب أخرى… حتى ان المرء ليتساءل أحيانا إن كان في تونس التي شكّلت على الدوام منارة للعلم والحداثة ومدرسة للتنوير والتطوير والتحديث، او في شوارع طهران أو كابول… أزياء سوداء تحوّل المرأة التي اكتسبت كل حقوقها وكل مقومات مواطنتها الى «شبح» يسعى… أو لحى تطلق ويتفنن البعض في طلائها بالحناء لتحيلنا مباشرة الى دول آسيوية لها ظروفها ولها تقاليدها ولها فهمها للدين… وهي ظروف وتقاليد وفهم تختلف عن نظيراتها في تونس…

 

وبالمحصلة فإن هذه المظاهر التي يراد لها أن تكون عنوان انتماء وتعبيرا عن هوية تصبح خطرا محدقا بالانتماء وبالهوية معا.. لأنها تشكل خطرا مباشرا على الحداثة وعلى التطور وعلى كل المكاسب التي راكمها المجتمع ولأنها ببساطة تزرع بذرة الانبتات والتبعية… وبكل تأكيد فإن الانتماء والهوية ليسا زيا طائفيا قادما من ساحات بعيدة.. ولا هما لحية نطلقها.. بل هما تشبّع بالقيم وبالمبادئ وبالتعاليم السمحة التي جاء بها القرآن الكريم والتي أفاض في الحديث عنها وشرحها الرسول الأكرم ے… الانتماء والهوية أيضا ليسا انغلاقا وهروبا الى عصور غابرة، كما انهما في المقابل ليسا تقليدا أعمى لتقاليع تنتشر في المجتمعات الغربية وليسا تفسخا ولباسا يكشف المفاتن ويخدش الحياء. المسلم الحقيقي هو المسلم الممسك بتعاليم دينه والمتأصل في حضارته والمقبل على العلوم والتكنولوجيا.. والذي يقول للعالم ها أنذا أعيش عصري وأنافس وأتفوق في مجالات العلم والتكنولوجيا مع تمسكي بخصوصياتي الحضارية وبأسس هويتي العربية ـ الاسلامية…

 

وأصل المفارقة التي تطرحها هذه الظاهرة أننا نجد من يعدّل بوصلته على تيارات ومظاهر غريبة عنا ومسقطة على مجتمعنا اسقاطا، فالحشمة والحياء من صميم ديننا الحنيف ومن صلب مجتمعنا المعتدل المتوازن… ويمكن بالتالي أن تتوفرا ولكن ليس على الطريقة الوافدة المستوردة بل على الطريقة التونسية الاصيلة النابعة من صميم عاداتنا وتقاليدنا المتعارف عليها في كل المدن والأرياف.

 

إن المظاهر التي بتنا نشهدها هنا وهناك من انتشار للزي الطائفي كعنوان خاطئ للحياء والحشمة والتي أشار اليها سيادة الرئيس في لقائه بوزير الشؤون الدينية تفترض حوارا عميقا ورصينا حتى يعي كل التونسيين والتونسيات أن عناوين الحياء والحشمة ليست في زي طائفي أسود وليد بيئة اجتماعية وثقافية غير بيئتنا أو حتى لحية مطلية بالحناء ولا في الانغلاق داخل صدفة… ذلك أن الاسلام دين عمل وحياة ودين يحث على العمل وعلى الأخذ بأسباب القوة.. وهو أعظم من أن نحصره في زي طائفي أو في تفاصيل المظهر على حساب المضمون والجوهر..

 

وهنا تكمن المعادلة الحقيقية : كيف ننخرط في الحداثة ونعيش العصر مع تمسكنا بخصوصياتنا الحضارية وبقيمنا الدينية في تسامحها واعتدالها وبعيدا عن كل مظاهر التوظيف السياسي او الانتماء الطائفي الذي يسعى جهارا للمتاجرة بإيمان الناس وتوظيفه في خدمة أهداف دنيوية الدين منها براء… بل هو يدعونا لمقاومتها في سياق مقاومتنا لكل غلوّ أو تطرّف في الفهم والتفسير… حتى تبقى الأمة أمة وسطا كما ورد في الذكر الحكيم.
 
(المصدر: بطاقة “بالمناسبة” بدون توقيع بصحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

 


انعقاد الندوة الدورية للكتاب العامين للجان تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي

 

تونس 13 اكتوبر 2006 (وات) احتضنت دار التجمع يوم الجمعة فعاليات الندوة الدورية للكتاب العامين للجان تنسيق التجمع الدستورى الديمقراطي التي اشرف عليها السيد الهادى مهني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي بحضور الامين العام المساعد الاول والامناء العامين المساعدين والاطارات العليا بالادارة المركزية للتجمع.

 

وابرز الامين العام للتجمع بالمناسبة الدور الكبير الذى يضطلع به الكتاب العامون للجان التنسيق في تنشيط الحياة السياسية بالجهات وفي دفع المسيرة التنموية باختلاف مجالاتها بما يتلاءم ونسق التطور الذى تشهده البلاد في ظل السياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي.

 

واشار الي اهمية الاستعداد للمواعيد المقبلة وفي مقدمتها الاحتفال بالذكرى 19 للتحول مؤكدا ان هذه الذكرى المجيدة ستكون مناسبة لتجديد التعبير للرئيس زين العابدين بن علي عن مشاعر الوفاء والاعتزاز بما تحقق للبلاد من مكاسب وانجازات دعمت مكانها بين الامم وتاكيد الالتفاف حول خياراته الرائدة.
ودعا الي الحفاظ علي هذه المكاسب والسعي الجاد الي مزيد دعمها وتعزيزها موصيا بتكثيف التحرك الميداني والاقتراب اكثر فاكثر من المواطنين ورصد تطلعاتهم والاصغاء الي مشاغلهم ومواصلة اليقظة من خلال العمل على نشر قيم الاعتدال والتسامح والوسطية واشار في هذا الاطار الى العناية الموصولة والمتزايدة التي يوليها رئيس الدولة للدين الاسلامي الحنيف ولكافة القائمين علي شعائره.

 

واكد في هذا السياق ان تكريس القيم السمحة للدين الحنيف تشكل الحصن المنيع للقطع مع التوظيف السياسي للاسلام بغية تحقيق مارب هو منها براء.
واوصى الامين العام للتجمع بتكثيف فرص الحوار وتنشيط الهياكل القاعدية والتنسيق مع مكونات النسيج الجمعياتي وسائر المنظمات الوطنية ومزيد العناية بالتكوين السياسي والنشاط الفكرى دعما للزاد المعرفي للمناضل التجمعي.
 
(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 13 أكتوبر 2006)

الحزب الاجتماعي التحررى

الزى الطائفى عنوان شقاق وخروج عن الاجماع

 

تونس 12 اكتوبر 2006 ( وات ) – اكد الحزب الاجتماعي التحررى انشغاله ازاء مسالة الزى الطائفي التى تحولت الى موضوع صراع لا يخلو من المغالطة معتبرا ان حقيقة هذا الصراع هى التباين بين النهج العقلاني على اختلاف مكوناته وتيار التعصب والغلو الذى ابرزت التجارب انه لا يفوت فرصة دون بث الفوضى واثارة الفتنة داخل المجتمع .
ولاحظ الحزب في بيان اصدره مكتبه السياسي المجتمع يوم الاربعاء ان استهداف مكاسب الحداثة في تونس يتزامن مع اجندة خطط لها وترمي الى تحييد المجتمع عن مشاغله الحقيقية والزج به في متاهات قضايا هامشية يمثل مجرد طرحها اهدارا للطاقات الذهنية والى تاخيره عن تحقيق مهامه التاريخية الحقيقية تلك المهام التي اثبت الواقع الملموس ان تونس تتقدم نحو انجازها يوما بعد يوم بخطى ثابتة وبمثابرة معترف لها بها من اكثر الموءسسات العالمية صرامة ومصداقية .
ولاحظ الحزب الاجتماعي التحررى ان الجدل حول الزى الطائفى لا يعدو ان يكون المدخل لاعادة طرح الملف الديني ضمن استراتيجية تراهن على نسف قواعد السلم المدني واخراج مفهوم الدين عن سياق العقل والتنوير داعيا الى صيانة الحريات الشخصية من كل اشكال العسف عبر مواجهة الفكر الكلياني وتعبيراته السلفية وعبر توسيع مجال الحريات العامة ونشر ثقافة التسامح والحوار.
واكد المكتب السياسي تفهمه للموقف الرسمي تجاه الزى الطائفي خاصة وان التاريخ السياسي العربي الاسلامي يبرز ظهور الزى المميز كعنوان شقاق وخروج عن الاجماع مشددا على ضرورة الحفاظ على نقاوة الرسالة الدينية بتركها خارج دائرة الصراع السياسي صونا لها ولهوية المجتمع.
 
(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 12 أكتوبر 2006)


 
في اثبات جديد لحيادية الادارة في تونس والفصل التام بين الادارات العمومية والحزب الحاكم ؟؟؟؟

 

العمدة يرفض تسليم وثيق إدارية

 
توجهت السيدة حبيبة الوسلاتي زوجة السجين رياض الوسلاتي إلى مكتب عمدة المنطقة التي تقطنها بجهة سكرة المدعو حسن  الرفرافي قصد الحصول على شهادة في كفالة زوجها السجين رياض الوسلاتي لعائلته ولأبويه المقعدين والتي أرادت المسكينة أن تقدمها للمحكمة لتنظر بعين الرأفة لسجين لم يرتكب أي فعل سوى مواظبته على الصلاة في المسجد الملاصق لمنزله لكنه أوقف منذ 3 أشهر اختفت أخباره خلال العشرون يوما الاولين ثم ظهر في السجن محلا تحت طائلة قانون الارهاب وهي الظاهرة التي تسعى السطات التونسية عبر الزج بابرياءفي السجن اثباتها لايهام حليفتها امريكا بانخراطها في الحملة الدولية على الارهاب. وقد رفض عمدة المنطقة المدعو حسن الرفرافي والمعروف بانتماءه للتجمع وسلطاته الامنية المشبوهة تسليمها هذه الوثيقة 
قمة التشفي والانتقام لا من المساجين بل ومن عائلاتهم.

السيد رئيس هيئة تحرير جريدة الموقف تحية عطرة وبعد
نتوجه إليكم وننحن على ثقة كما عودتمونا صوت من لا صوت له ومنبر من لا منبر له
    تحولت يوم الاثنين زوجة السجين رياض الوسلاتني اسيدة حبيبة الوسلاتي إلى عمدة المنطقة التي تقطن بها وذلك لاستخراج وثيقة ادارية تتمثل في كفالة زوجها لأبويه العجوزين .لكن العمدة وهو المدعو حسن الرفرافي المعروف بانتماءه الحزبي للتجمع وعلاقته الأمنية وملاحقته لكل الاسلاميين رفض مدها بالوثيقة وهي التي كانت تريد تقديمها للمحكمة لترأف بحال عائلة كاملة يعيلها السجين رياض الوسلاتي .
امعان في التنكيل والتشفي لافقط بالمساجين السياسيين بل بعائلاتهم الأبرياء حتى في تسليم وثيقة ادارية فهل تذهب المسكينة إلى دولة اخرى لاستخراج هذه الوثيقة. 


الجنسية التونسية لسهى عرفات

بمقتضى الأمرعدد 2497 لسنة 2006 المؤرخ في 18 سبتمبر 2006 منحت السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل أرملة الزعيم الراحل ياسر عرفات وابنتها زهوة بنت ياسر عرفات الجنسية التونسية. وبذلك تصبح كل من السيدة سهى وابنتها زهوة حاصلتين على الجنسية التونسية إلى جانب الجنسية الفلسطينية.

 
مقاهي القيروان أمام تضاعف عدد المقاهي بالقيروان بطريقة تبدو عشوائية يتعين تظافر جهود جميع الأطراف المعنية من مصالح جهوية ومختصة وبلدية لتنظيم عملية افتتاح المقاهي والحرص على بقائها ضمن الاطار القانوني الذي هو فوق الجميع.
 
مائوية الصادقية تحتفل جمعية قدماء المدرسة الصادقية هذه الأيام بمائويتها، وتتويجا لمختلف التظاهرات التي أقيمت بالمناسبة تنظم الجمعية حفل استقبال على شرف الصادقيين تحت شعار «ملتقى الأجيال» وذلك يوم غد السبت على الساعة التاسعة ليلا بالمدرسة الصادقية.
 

نشاط نوادي الليونس بصفاقس

 قامت نوادي الليونس بصفاقس خلال شهر رمضان بعدة أنشطة فقد تولى نادي الليونس السور الذي انبعث مؤخرا التكفل بختان أكثر من 20 طفلا من عائلات من ذوي الحاجة بالتعاون مع مصحتين خاصتين بصفاقس كذلك الشأن لنادي اليونس طينة الذي قام بنفس المبادرة.

 
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

 

 

ذكرى القمع المسلح للانتفاضة الشعبية بقصر هلال

مختار اليحياوي
 
يصادف اليوم (12 أكتوبر 2006) الذكرى 28 لقمع الإنتفاضة الشعبية بقصر هلال. و تعتبر هذه الواقعة حدثا هاما باعتبارها تشكل منعرجا في التاريخ الحديث للبلاد التونسية. و يمكن اعتبارها بداية التحول الفعلي في تاريخ البلاد السياسي من النظام المركزي القوي لنظام الدكتاتورية و الإستبداد لأكثر من اعتبار.   فهي تؤشر لأول مرة على التقاء مصالح السلطة مع الفساد في التوجه نحو سياسة القمع في تسيير شؤون البلاد.   و هي تؤرخ لأول مرة في تاريخ تونس يحرك فها الجيش التونسي لمواجهة مواطنين عزل لإخماد احتجاجاتهم.   و هي تضع حدا للشرعية التاريخية التي استند إليها الحزب الحاكم للإنفراد بالحكم و ذلك بالانتفاض على نظامه في معقله بقصر هلال الذي شهد تأسيسه منذ نصف قرن (سنة 1938). النص التالي الذي يؤرخ لهذه الأحداث وقعت تعريبه عن كتاب المؤرخ التونسي مصطفى كريم : الدولة و المجتمع في تونس البورقيبية و الصادر بالفرنسية سنة 2003.
 
»جاءت الحوادث الخطيرة التي حصلت في قصرهلال في أكتوبر 1977 لتؤشر بصورة واضحة على طبيعة العقلية السائدة سواء لدى الإطارات العليا للمؤسسات الإقتصادية التابعة للدولة أو لدى الأعوان الإداريين و السياسيين التابعين للحكومة التونسية تجاه الشغالين و ممثليهم النقابيين.
 
احتجاجا على تصرفات المدير العام لشركة النسيج بقصر هلال (سوجيتكس) و الذي قام بحرق كمية هامة من الأقمشة – 700,000 متر مربع – تضررت بفعل مياه الأمطار رغم النداءات التي ما انفك العمال و نقابتهم يوجهونها لإدارة الشركة لحثها على اتخاذ الإحتياطات اللازمة لحماية مخزونات الأقمشة من التلف بفعل الأمطار، و أمام رفض إدارة الشركة مسنودة في ذلك من السلط المحلية القيام بمعاينة عملية الإتلاف من طرف السلط المختصة قام عمال الشركة بالتوقف عن العمل لمدة ساعتين يوم الإثنين 10 أكتوبر بداية من الساعة الثالثة بع الزوال. و قد حصل هذا الاحتجاج في ظروف مأزومة، أهم سماتها سعي إدارة الشركة لإعادة هيكلتها بدعوى عدم المردودية، وهي خطة نتج عنها قبل ذلك تسريح المئات من العملة و كان الغرض منها خوصصة الشركة. بينما يعتبر عمال الشركة أنهم يملكون الحجة على مردودية الشركة و تفوق قدرتها التنافسية، و أنه وقع تعمد سوء التصرف بصفة منهجية في الشركة من طرف الإدارة و أن عملية إحراق مخزونات الأقمشة كانت عن قصد لإيجاد المبررات لتنفيذ خطة إعادة الهيكلة. بل أن إدارة الشركة لم تتورع عن اللجوء للإستفزاز و التحدي و التهديد و التعدي على العملة و ممثليهم لتنفيذ غرضها. و أمام المساندة المطلقة التي لقيها مديرها من طرف السلط التي رفضت مطلب المعاينة تطور التوقف عن العمل إلى إضراب عام وقع إقراره بالإجماع بما في ذلك مسؤولي الشعبة المهنية التابعة للحزب الحاكم داخل المؤسسة ووقع الإلتزام به بصفة سلمية.
 
غير أنه عوض محاصرة الإضراب في إطار النزاعات الإجتماعية التي يقع حلها بالحوار بين النقابيين و الإدارة، قررت السلط المحلية ووزارة الداخلية الذين رفضوا كل تدخل لمعاينة سوء التصرف، التدخل هذه المرة و المسك بزمام الأمور في مواجهة الإضراب. و كالعادة تقرر اللجوء للقوة و قمع العمال المضربين الذين كانوا يواصلون المطالبة بمعاينة الأقمشة المحروقة. و رغم محاولات الكاتب العام للإتحاد الجهوي بالمنستير و نائب الجهة بالبرلمان بقصد الوصول إلى وفاق جاء تصلب السلطة و مطالبتها بإنهاء غير مشروط للإضراب للحيلولة دون أي حل. و في نفس الوقت كانت قوات البوليس و فرق النظام العام التي تمثل فيالق النخبة للشرطة تتوارد على قصرهلال. و في يوم الإربعاء 12 أكتوبر 1977 على الساعة الثالثة بعد الزوال و بينما كان الإضراب يتواصل بكل هدوء فوجئ العمال المتواجدون بالساحات الخارجية للمؤسسة بهجوم مركز و عنيف عليهم تقوم به فيالق النظام العام التي انقضت عليهم فجأة ودون سابق إنذار و قامت بملاحقتهم خارج المؤسسة. و استنفر هذا الهجوم سكان قصر هلال الذين هبوا لنصرة العمال و مؤازرتهم و تطورت الأحداث بصفة غير محسوبة وتحولت إلى مواجهات بين السكان المدنيين و قوات البوليس. و عوض البحث عن مخرج  خيرت الحكومة يوم 14 أكتوبر دعوة الجيش للتدخل و تكليفه لأول مرة بقمع إضراب عمالي. و قد أدى هذا التدخل حسب عديد الشهادات إلى سقوط قتلى و جرحى بين السكان المدنيين.  و لكن الأخطر من ذلك أن هذه الأزمة حملت أكثر من دلالة ذات مغزى. فهي قد حصلت في قلب الساحل بمدينة قصر هلال أين ولد الحزب الحر الدستوري وعلى بعد 5 كلمترات من المنستير مسقط رأس رئيس الدولة و الوزير الأول. و لكن هذه الأحداث و تدخل الجيش لم تكن في الحقيقة سوى عملية تدريب أولية بالنسبة لأحداث 26 جانفي 1978 عندما دفعت فرق عصابات مليشيا الحزب الدستوري البلاد إلى الفوضى لتبرير إعلان حالة الطوارئ العامة و تدخل الجيش و هو ما تسبب في مئات القتلى والجرحى بدعوى إخضاع المركزية النقابية”.

“الوسط التونسية” ونصف الكأس المثقوب !!

علي بن غذاهم
 
يبدو ان صحيفة الوسط التونسية  بدات تصيبها عدوي” نصف الكاس المثقوب”  التي يرجع فضل ابتكارها  الي الفيلسوف التونسي  الهاشمي الحامدي  فقد عنونت   خبر لها  حول تصريح” للحبر الاعظم البابا “زين العابدين بن علي في فتوي له حول موضوع “اللباس الطائفي ” المسمّي  حجابا او خمارا عند رجعيي ورجعيات المجتمع التونسي !! ومليار ونصف رجعي  في العالم الإسلامي باستثناء طائفة  التجمع الدستوري  الدّيمقراطي الاسلامية التقدّمية !!
 
الوسط  عنونت الخبر بالقول: بن علي :تونس حريصة علي الحياء !!؟؟ ولا نعرف هل القائمون علي الوسط قد فهموا تصريح” البابا ” بن علي  علي انّه  حرص منه علي الحياء ؟؟؟ ام ان محتوي التصريح اجمالا  يدلّ علي الحرص علي الحياء ؟؟ لماذا لم تعنون الخبر مثلا  بالقول : الرئيس بن علي : يرفض الحجاب ويعتبره  لباسا طائفيا؟؟  ام انّ خط تحرير الوسط اصبح  يكتب  اعتمادا  علي قاعدة  : ويل للمصلّين ؟؟ وقاعدة نصف الكاس المملوء !! او المثقوب كما اسمّيه انا ؟؟


متى نتوقف عن المبالغات عند الحديث عن بورقيبة..؟

الحبيب أبو وليد المكني
 
طالعنا منذ أيام مقالين عن الرئيس التونسي الراحل بورقيبة الأول بقلم الدكتور خالد شوكت بعنوان “بورقيبة مجدد الإسلام ” و الثاني يبدو أنه ممضى تحت اسم مستعار ـ علي بن غذاهم ـ بعنوان بورقيبة عدو الإسلام و الديمقراطية ” . فأن تكون شخصية عامة مثيرة للجدل إلى حد كبير فذلك ليس جديدا ، و لكن أن يكون تقييمنا متناقضا لهذا الحد فذلك من شأنه أن يمثل مشكلة في المعايير و يكشف أن الهوة بين المثقفين التونسيين عميقة بقدر يستحيل ردمه أو أن الأمر يتعلق بنوع من المبالغة في القول والحكم لم تعد تليق بنا إذا كنا فعلا نؤمن بتنسيق الجهود في كنف القبول بالتنوع و الاختلاف ..
 
نحن لسنا بصدد الحديث عن شخصية قديمة تفصل بيننا وبينها قرون طويلة حتى يختلط علينا الأمر إلى هذا الحد ولكن المسألة تتعلق بشخصية مؤسس دولة تونس الحديثة التي عايشها هذا الجيل من الكتاب و يعرفون عنها أكثر مما يعرفونه عن آبائهم و أجدادهم …
 
و لا ندري لماذا يريد البعض رفع هذا الرجل إلى درجة ” مجدد للدين الإسلامي ” في حين يجتهد الآخرون في النزول به إلى الدرك الأسفل بإلصاق تهمة الكفر به و الرجل قد فارق الحياة منذ بضع سنين وكان قبل ذلك قد أرغم على التخلي عن عرشه وفقد سلطة القرار التي كان شديد التمسك بها …ونحن لا نعترض على اختلاف هؤلاء الكتاب في تقييم عطاء هذه الشخصية التي كانت محورية في حياة تونس المعاصرة و نظن أن الجدل سيتواصل بينهم لأن كلا منهم سيركز اهتمامه عن جوانب ليبرزها و يتغافل عن أخرى قصد تأييد وجهة نظر يؤمن بها أو رد حجة يروم تفنيدها ولكن اعتراضنا فقط على تجاوز المعقول في الاختلاف لأن ذلك سيثير الشك حول شهادتنا عنه في أذهان الأجيال القادمة و قد ينتقل هذا الشك إلى ما هو أبعد من ذلك من الروايات التاريخية والدراسات العلمية… ونعتقد أنه لم تعد فائدة تذكر من أعمال التنقيب و التفتيش في قلب رجل ميت لإثبات كفره أو الارتقاء به إلى منزلة الصالحين فذلك أمر لم تعد منه فائدة و الأجدر بنا بدلا من ذلك أن نترك الأمر للمؤرخين والدارسين من مختلف الاختصاصات الذين سيفيدوننا بالكشف عن خبايا هذه التجربة الغنية في تاريخ تونس الحديث لتبقى مصدرا للإفادة والاعتبار
 
1 ــ أمثلة من المبالغات
 
أذكر أننا ونحن شباب في الجامعة التونسية ، كنا بحسنا المعارض لبورقيبة و نظامه نرفض حتى الاعتراف باستقلال البلاد عن المستعمر بل كان من المتفق عليه بيننا رغما عن اختلاف التيارات و تناقض المرجعيات ، الحديث عن الاستعمار غير المباشر حتى نجرد بورقيبة من الصفة التي يؤكد الإعلام الرسمي على نسبتها إليه” محرر البلاد ،أب الاستقلال ” كنا نحيي ذكرى الاستقلال في 20 مارس على أنها ذكرى لصفقة عمالة و خيانة الكفاح الوطني . وكنا حريصين على الترويج لقراءة جديدة لتاريخ الكفاح التحريري تجرد بورقيبة من أي دور وطني و تؤكد على كونه عميلا للاستعمار لا يتأخر عن توظيف كل شيء في سبيل الوصول إلى هدفه .
 
ليس معنى هذا أننا اليوم صرنا نرفض كل تلك ” الحقائق ” التي كانت تملأ رؤوسنا فهذا موضوع آخر يحتاج منا إلى دراسة و تحقيق بيد أن الأمر يتعلق كما أصبحنا نعتقد بمبالغة لم تعد تليق بنا ، فدور بورقيبة في تحرير البلاد تشهد به كل قرية ومدينة تونسية وكل جامع و ساحة عمومية وأن كل ماعدا ذلك هو اختلاف سياسي بين المناضلين الشرفاء بسبب اختلاف المرجعيات و الولاءات …
 
بورقيبة كان عند القوميين هو أب التجزئة و الانفصال و رمز التفريط و الاستسلام وهو عند الشيوعيين مؤسس نظام الكمبرادور الذي وضع إمكانيات البلاد البشرية و ثرواتها الطبيعية في خدمة القوى الإمبريالية ، و عند الإسلاميين هو في أحسن الأحوال المسؤول عن محاولة سلخ البلاد عن هويتها و ثقافتها الإسلامية و في أسوئها هو عدو لله ولرسوله و للمؤمنين …
 
و على سبيل الطرافة أتعرض هنا إلى حالة أخ و صديق كان يحلم باليوم الذي يُقصى فيه بورقيبة عن الحكم أو يقبضه الله إليه و يعدنا بإقامة وليمة تليق بالمناسبة السعيدة و لكنه بعد يوم من سماع نبأ الإطاحة ب “الطاغوت” كما نسميه وقع اعتقاله و زج به في السجن و لا أدري إلى اليوم هل وفى بعهده في غيابي أما أنه لا زال إلى اليوم وراء القضبان و لا بد أنه لذلك قد غير رأيه .
 
2 ــ بورقيبة يقرب من يواليه و يعادي من يعارضه
 
وبين الحسنات و السيئات تستشكل علينا الحقيقة حتى و نحن نستعرض فترة حكمه سنة وراء سنة . فالبلاد عرفت في عهده تجارب اقتصادية متناقضة فمن الاقتصاد المخطط والاشتراكية إلى نظام التوازن بين القطاعات ثم الليبرالية والانفتاح على الرأسمال الأجنبي . قرب إليه السيد احمد بن صالح صاحب المبادئ الاشتراكية ثم ألقى به في السجن وعين بدلا عنه السيد الهادي نويرة أحد كبار رجال الأعمال في البلاد ثم استبدله بشخص السيد محمد مزالي الوزير المثقف المؤمن بتعريب التعليم ومؤسسات الدولة رغم أن الرئيس مغرم بثقافة فرنسا و لغة فكتور هيغو . وعندما نسأل بعض الثقات ممن كان مقربا منه عن رأيه في تدين الرئيس أو كفره فإننا لا نجد من يجزم بإلحاده بل يميل أغلبهم إلى كونه مؤمنا بالله ولكنه مؤمن اكثر بأنه رجل عظيم وصاحب مشروع حضاري كبير كفيل بقهر التخلف و بناء الدولة العصرية القوية .لم تكن المرجعيات الأيديولوجية مهما كان نوعها مهمة لدى بورقيبة فهو الذي سمح بتجربة اشتراكية وتعميم نظام التعاضديات و التعاوينات وهو الذي وقع اتفاقية وحدة بين تونس وليبيا مع من يسمي نفسه بأمين القومية العربية وهو الذي سمح للسيد محمد مزالي بإعطاء جرعة تعريب كبيرة في برامج التعليم … باختصار شديد لم يكن بورقيبة خصما للإسلام ولا للعروبة و لا للاشتراكية لكنه كان خصما عنيدا لمن يعارضه أو يحاول الدعوة لفكرة من خارج نظامه ولعل من أكبر عيوبه أنه كان يستمع لمن يوسوس له ضد فلان أو فلتان لحرصه الشديد على كرسي الرئاسة ومسئوليته في صنع الفراغ من حوله حتى لا يكون هناك رجال يمكن أن يكونوا بديلا عنه و يحضون بثقة الشعب واحترامه و على هذا الأساس فإنه كان يقدم الولاء المطلق على الكفاءة ، الولاء هو الإله الذي يعبده بورقيبة و المعارضة هي التي يرفضها ويعمل على تصفيتها أيا كان لونها .
 
وعندما دخل قصره وانفصل عن عصره سنحت الفرصة للفرقاء من حاشيته بأن يفعلوا ما يريدون و يحققوا ما يحققون ولكنه كان قادرا إلى آخر عهده بالحكم على اللعب على التناقضات بينهم و المحافظة على التوازنات التي تترك له الكلمة الفصل حتى وهو في اشد لحظات ضعفه البدني .
 
3 ــ من المبالغة القول أن الصحوة هي رد على سياسة بورقيبة
 
من المبالغات أيضا ما يتردد على ألسنة رموز الحركة الإسلامية وهم يشرحون الأسباب التي تفسر انبعاث الصحوة في تونس فيقولون إنها ترتبط بالسياسية الدينية الذي كان يتبعها بورقيبة والتي ترمي إلى سلخ البلاد عن هويتها و إلحاقها بالحضارة الغربية وبالتالي فالصحوة في تونس هي رد على التغريب المنهجي الذي كان ينفذه هذا السلطان و غالبا ما يؤتى بموقف بورقيبة من الصيام و إلغاء نظام الأوقاف و رخصة تعدد الزوجات و تشجيع السفور و إلغاء الجامعة الزيتونية … على أنها دليل عداوة الرجل للحضارة العربية الإسلامية و الحقيقة ليست كذلك ، فبورقيبة كان على قناعة بأن المؤسسة الدينية الإسلامية في بلده غير قادرة على الوقوف في وجه مشروعه الذي كان يراه طموحا وكبيرا وعليه فالغالب أنه لم يكن يخشى المنافسة الجدية من المؤسسة التقليدية بل يراها فقط عامل جذب إلى الوراء ،وقد قرب من الزيتونيين من كان مواليا له و أبعد و اضطهد المخالفين له ، و لم تكن تهمه مرجعية الشخص ولكن هو حريص على ولائه المطلق لأنه يرى نفسه في معركة وأن الانضباط للقيادة هو ضرورة لا غنى عنها وليس من الصدف أنه كان يلقب نفسه بالمجاهد الأكبر و قائد الجهادين ..
 
أما لماذا نعتقد أنه من المبالغة القول بأن ظهور الصحوة الإسلامية في تونس كان ردا على سياسة التغريب التي كان ينتهجها نظام بورقيبة ؟ فالإجابة بسيطة و تتلخص في أن هذه الصحوة قد انبعثت في نفس الوقت في كل البلدان العربية و بنفس المواصفات و الأهداف و لا نظن أن فكر بورقيبة و سلطانه كانا منتشران في الأقطار الإسلامية إلى الحد الذي نفسر به انتشار هذه الظاهرة الإسلامية وبالتالي فالأرجح أن فكر بورقيبة هو أحد النماذج العلمانية التي كانت سائدة في كل هذه الأقطار و لو بشكل متفاوت لأنه ببساطة كان فكر تلك المرحلة بامتياز ، وبالتالي فمهما بالغنا في الحديث عن خصوصية التعريب في تونس البورقيبية فإن ذلك ليس سببا كافيا لتفسير نشأة الصحوة الإسلامية في ربوعها ، ونخشى أن يكون التأكيد المتواصل على ذلك هو تعبير عن مشاعر عدائية شخصية تجاه خصم سياسي انتقل إلى الرفيق الأعلى و خُتِمت صحيفته لتلقى بين يدي الرحمان الرحيم .
 
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 13 أكتوبر 2006)

مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى

    الحلقة الثالثــــــة

 

الشرط السادس : تشن الحرب في الاسلام من أجل الفقراء والعدل ثاني قيمة بعد توحيد الخالق سبحانه :

هذا وجه آخر من وجوه قوله سبحانه ” يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم “. كل ما في الاسلام حياة كريمة تليق بالانسان في كل أبعاده الذاتية والاجتماعية بما في ذلك الحرب المفروضة عليه فرضا من أعدائه بغرض إستئصال شافته . حري بالامة الاسلامية اليوم إعادة ترتيب مقومات وجودها وثوابت تجددها على أساس من الوحي الكريم قرآنا وسنة. الوعي بالثوابت العظمى ترتيبا وتصنيفا مقدمة لحسن التعبؤ بها وشرط لاستكمال أدوات المقاومة سياسيا داخليا وعسكريا خارجيا . لو قرأت القرآن الكريم لألفيت بيسر شديد بأنه كتاب يدعو بالحجة والبرهان إلى أمرين ليس لهما ثالث في مستوى الثوابت العظمى : توحيد الخالق سبحانه في العلاقة مع المالك الديان ولي النعمة قهرا ورحمة معا وإرساء أسس العدل والقسط بين الناس في سائر مستويات تعاملاتهم مع أنفسهم ومع غيرهم من الناس أجمعين . لا يتسع المجال هنا لبسط ذلك ولكن عليك بالرجوع إلى الكتاب العزيز ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ ” . جاء الاسلام في مناخات الاحتراب بين الناس بتقاليد جديدة لم يألفها الناس من قبل أبدا ولك أن تختصرها في كون الحرب لا تشن إلا دفاعا عن حياض مهددة أو نفيا لفتنة الاكراه المهينة لكرامة الانسان أو إقامة للعدل بين الناس ماليا وإقتصاديا فإذا شنت تلك الحرب المفروضة بعد إستنفاد كل محاولات الصلح والجنوح إلى السلم فإن غنائمها وأنفالها لا يستأثر بها المقاتلون الاقوياء بل تقسم بالسوية بين سائر الفقراء والمساكين والمحتاجين عامة مما قل من ذلك أو كثر . لم تكن المرأة مثلا في الحروب العربية قبل الاسلام لتطمع بحبة خردل من غنائم قنصها الرجال المحاربون الاقوياء بجلدهم وجرأتهم ولم يكن شيء من ذلك ليصل إلى المعدمين واليتامى من باب أولى وأحرى . شريعة الحرب قبل الاسلام هي شريعة الغاب النافذة بين الوحوش الكاسرة والسباع العادية .
 

بين الانفال والغنائم :

لما كان السياق في بداية السورة ـ سورة الانفال أو بدر ـ سياق إمتنان من ولي النعمة سبحانه على الصحابة الكرام ليطامنوا من غلواء إشرئباب أعناقهم إلى الاموال الكثيرة التي خلفتها المعركة .. أبى الوحي إلا أن يسميها أنفالا ـ وما هي بالانفال لغة وشرعا ـ بل سمى السورة بأسرها بذلك . ولما هدأت النفوس ورضيت بقسمة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام لذلك عدل الصورة فسماها غنائم وبين وجه قسمتها فقال سبحانه ” وإعلموا أن ما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وإبن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم إلتقى الجمعان والله على كل شيء قدير “. هي أنفال من جهة واهب الارزاق سبحانه ومالك الموت والحياة وهي غنائم من جهة جهد المقاتلين . تختلف الكلمات وتتنوع المصطلحات لتتكامل خدمة لرسالة التوحيد إذ الواحد الاحد سبحانه هو من ينفل عباده ما يشاء وبما يشاء وخدمة لرسالة العدل إذ يقتضي القسط بين الناس عدم بخسهم أجرهم . ذلك هو المدخل الصحيح لمعرفة الاسلام ودراسة الاسلام والتعبئة بالاسلام والدعوة إلى الاسلام . ذلك هو المنهج الوسطي المتوازن المعتدل حتى بين الله وبين عبده فضلا عما سوى ذلك.
 

عندما تتحول الحرب المفروضة إستئصالا للاسلام ولحرية الاعتقاد منحة للفقراء والمساكين ونعمة لمن جاء بعدهم من أجيال المستقبل :

كانت الحروب ولن تزال مصدرا رئيسا كبيرا للثروات المالية والمادية العظيمة . ذلك شأن فطري جبلي طبيعي بقطع النظر عن مبعث الحرب عدلا أو ظلما . داء الاقتتال بين الناس قديم متأصل أخبر عنه القرآن الكريم ” بعضكم لبعض عدو ” وهي تشمل عداوة إبليس للانسان من ناحية كما تشمل عداوة بني آدم بعضهم لبعض ولذا كان أول دم أهريق في الارض هم دم أحد إبني آدم عليه السلام من قبل أخيه وسجل القرآن الكريم ذلك ليكون درسا وعظة ضمن سنة التدافع التي بنى عليها سبحانه كونه وخلقه . منهج الاسلام : الاعتراف بالطبيعة الفطرية والعمل على تهذيبها حسرا لشرها ومدا لخيرها وكل منهج مخالف لذلك إما حالم في المثاليات الخيالية أو يائس من الله وعبده معا . في تاريخنا المعاصر إنما تشن حروب الاحتلال العسكري لاجل إبتزاز الثروات الاقتصادية بالاساس مقصدا أوليا ثابتا ولا تعفى من ذلك حتى النظم العقائدية الشمولية أما ما يترتب عن ذلك من إحتلالات إستيطانية تعمل على تغيير الخارطة الثقافية للمجتمعات المضطهدة وغير ذلك من الاهداف فليست سوى أغراضا ثانوية بالقياس إلى المطلب الاقتصادي ولكم صدق من قال قبل سنوات بأن دخول إتفاقيات التجارة الحرة في يناير قبل عامين تقريبا هو إحتلال إقتصادي بكل ما في الكلمة من معنى . تلك هي سيرورة التعامل البشري أفرادا وقبائل ودولا وحكومات وشعوبا مع بعضهم بعضا في شأن تغذية الثروات الداخلية وتنميتها عبر التظالم والبغي وفرض الاحتلال . لم يشذ عن ذلك عصر ولا مصر . فلما جاء الاسلام قبل أربعة عشر قرنا كاملة أرسى تقاليد في العدل وأعرافا في القسط كريمة عجيبة.
 

خمس الثروة للفقراء والمحتاجين وأغلبهم ليسوا مقاتلين أصلا :

عملت بعض الاجتهادات على تعميم ذلك الحكم ـ تخميس الغنائم ـ ليشمل كل مال غنمه المسلم دون إقتصار على حالة حرب أو سلم وهي تستند في ذلك إلى قوله ” من شيء ” ولذا تجد اليوم في عالم الشيعة أنظمة مالية مشابهة من شأنها تحصين ظهر المجتمع وتأمينه من غوائل الفقر والفاقة وتسليحه بالمال الكافي لمواجهة الازمات الداخلية والخارجية إذ المال قوام الاعمال كما قالت العرب قديما وهو إجتهاد مناسب جدا لمقصد الاسلام في توزيع الثروة ” كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ” ولعله الانسب اليوم بسبب إحتلال الدولة للمجتمع إحتلالا غشوما يؤمم دفاعات الناس في حالي الحرب والسلم بالكامل لصالح الحزب الواحد الاوحد والزعيم المتأله . فإذا إقتصر أمر التخميس على غنائم الحرب دون غيرها فإن للفقراء والمحتاجين دوما نصيبهم المقدر وهو الخمس كاملا سيما أن أكثر أولئك لا يشاركون في الحرب والقتال بسبب ما قال فيه سبحانه ” والذين إذا جاؤوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه “. والحرب اليوم وبالامس وفي كل يوم تتطلب تجهيزا ذاتيا من ظهر ومؤنة وغير ذلك . بينما يرث المقاتلون الاخماس الاربعة الباقية دون إعفائهم من تكاليف التجهيز الحربي اللازم لكل مقاتل . كما برزت إجتهادات إسلامية أخرى مناسبة لما نحن بصدده تعمل على تخميس ما سماه الفقهاء بالركاز أي الثروات المعدنية الباطنية فإذا أضيفت إليها اليوم محاصيل الموائد البترولية العائمة تحت أرضنا في الخليج ومواقع أخرى فإنه آن للفقر الكافر أن يودع أمتنا دون رجعة وبذلك يتنزل القسط بين الناس وترسى قواعد العدل الاقتصادي بينهم وتؤوي بلداننا اللاجئين من كل صوب وحدب لاسباب سياسية وإقتصادية وعلمية وسياحية وإجتماعية وثقافية . كل ذلك مرهون بشرط واحد : إعادة الاعتبار لثاني ثوابتنا العظمى أي العدل والقسط .
 

الفاروق يوسع دائرة العدل بين الناس ويجتهد في القرآن الكريم خدمة لمقاصده العليا وثوابته العظمى :

الحديث عن الفاروق عمر عليه الرضوان ممتع إلى حد النشوة . إذا تناولت فتوحاته العقلية فيما نحن بصدده الان لماما دون إسهاب أنسيت فتوحاته العسكرية . أقول في نفسي أحيانا ما هو مستقبل الاجتهاد الاصولي لولم يكن في الامة الفاروق عليه الرضوان ؟ لما فتح الفاروق عليه الرضوان أرض السواد بالعراق هاله أن ينال المحاربون أربعة أخماس الارض المفتوحة عنوة دون إدخار شيء منها لاجيال لاحقة من الامة الكريمة . نظر في الكتاب العزيز فوجد آية تقسيم الغنائم صريحة واضحة لا لبس فيها فعاود القراءة فوجد في سورة الحشر آيات تسطر نظرية تكافل الاجيال المسلمة في كنف الامتداد الافقي الواسع لامة الشهادة على الناس صاحبة ميراث الكتاب . لم يعدل عن منهج الجمع بين سائر ما ورد في الكتاب العزيز بعين واعية وقلب خاشع وبصر ثاقب يرقب واقع حال الناس يومها كما يرقب أمة الاحباب ـ بالتعبير النبوي الكريم ـ التي لم تنشأ بعد ولكن فتوحاته العسكرية ومحاولاته الدعوية ستهدي إليها بحوله سبحانه.

شاور الاصحاب من أهل الرأي والذكر فوافقوه فولد أعظم إجتهاد أصولي فتح به الرحمان سبحانه لمن جاء بعد عبده الفاروق آفاقا واسعة لحسن الاجتهاد الاسلامي من أهله في محله . وبذا تبينت صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان وحال وعرف عرفها من عرفها وتنكبها من تنكبها . لم يقد الفاروق عمر عليه الرضوان في ذلك الاجتهاد سوى أمر واحد فحسب وهو : مصلحة الفقراء والمساكين والمحتاجين ليس في دولته فحسب وهي دولة لم تكن لتشرق الشمس ولا لتغرب سوى على تخومها المترامية الممتدة ولكن لدولة الاسلام التي ستطبق الافاق شرقا وغربا . إنه الامل العارم حين يملأ الفؤاد رجاء . إنه الفقه العظيم حين يزاوج بين القرآن الكريم وبين حاجات الواقع وبين المستقبل . إنه الفقه العمري الخالص عندما ينبغ في فقه الثوابت العظمى حسن علم وحسن ترتيب : توحيد للمالك الديان سبحانه وعدل مقسط مع كل الناس دون أدنى تمييز بسبب دين ولغة لا بل دون تمييز بسبب زمان ومكان . إنه فقه تكافل الاجيال . إنه فقه قوله سبحانه ” وأن هذه أمتكم أمة واحدة “.

 

لا سبيل لاسترجاع الامة بفقرائها ومساكينها ويتاماها وثكلاها وأراملها .. لثروتها الوطنية المغتصبة داخليا من لدن أذناب الامريكان والصهاينة وأزلامهم وخارجيا من لدن المؤسسات الدولية المالية الجائعة النهمة .. سوى بالمقاومة السياسية داخليا وبالمقاومة العسكرية خارجيا . لو لم يكن من سبب للمقاومة داخليا وخارجيا سوى إستعادة الثروة المغتصبة لحق فيها قول رسول العدل ونبي القسط عليه الصلاة والسلام ” من مات دون ماله فهو شهيد ” .
 
وإلى حلقة تالية تقبل الله صيامكم وصلاتكم وقيامكم .
 
الهادي بريك ــ ألمانيا

حقّ الإنسان في أن يكون لاأدريّا أو لادينيّا أو ملحدا الحلقة المغيّبة

د. رجاء بن سلامة
 
حقّ الإنسان في أن لا يعتنق أيّ دين من الأديان، فيكون لاأدريّا أو لادينيّا أو ملحدا، من الحقوق التي تتضمّنها المادّة 19 من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وهي : “لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.”
 ورغم ما تضمّنه الميثاق العربيّ لحقوق الإنسان من نقائص، فإنّه يكفل مبدئيّا هذا الحقّ للمواطن العربيّ، فالمادّة 30 منه تنصّ على ما يلي:
1- لكل شخص الحق في حرية الفكر والعقيدة والدين، ولا يجوز فرض أية قيود عليها إلا بما ينص عليه التشريع النافذ.
2- لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده أو ممارسة شعائره الدينية بمفرده أو مع غيره إلا للقيود التي ينص عليها القانون والتي تكون ضرورية في مجتمع متسامح يحترم الحريات وحقوق الإنسان، لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة، أو لحماية حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية. هذا من حيث الحقّ، أمّا من حيث الواقع، فإنّ اللاّأدريّين، واللاّدينييّن والملحدين من أصول إسلاميّة موجودون وكثيرون في مجتمعاتنا. إلاّ أنّهم في زمن الظّلمات الذي نعيشه اليوم، لا يجهرون بمعتقداتهم أو يلجؤون إلى التّعبير عنها بوضوح في بعض المواقع الألكترونيّة، وقلّما يمضون مقالاتهم وبياناتهم بأسمائهم الحقيقيّة.
 وهذا هو المؤشّر الحقيقيّ لمدى التّسامح وقبول الاختلاف، فالملحد من ذوي الأصول المسيحيّة أو اليهوديّة أو البوذيّة يمكنه أن يجهر بإلحاده دون أن يخشى طائلة رجال الدّين المسيحيّ أو اليهوديّ أو البوذيّ أو المؤمنين العاديّين بهذه الأديان، أمّا الملحد أو اللاّأدريّ أو اللاّدينيّ ممّن ولد في أسرة إسلاميّة، فهو لا يجرؤ على الجهر بمعتقده والتّعبير عنه في الفضاء العموميّ، لأنّ حكم الرّدّة سيلاحقه في البلدان التي تعمل بنظام الشّريعة، وسلطان شيوخ الإفتاء يمكن أن يعرّضه إلى القتل أو النّفي أو حياة التّشرّد، ويمكن أن يعرّضه المؤمنون المتطوّعون للبحث عن كباش الفداء إلى اللّجم والتّهديد، فيحوّلون حياته إلى جحيم.
 
والنّتائج التي نخرج بها من هذا التّقديم، ونودّ الإسهام بها في الجدل الرّاهن حول التّسامح وحوار الأديان وحرّيّة التّعبير هي التّالية:
1-        يمكن للإنسان أن يولد مسلما، وأن يكون لاأدريّا أو لادينيّا أو ملحدا، ويبقى مع ذلك مسلما بانتمائه الثّقافيّ والحضاريّ، وهذا ما صرّح به الكاتب الجزائريّ المرحوم جمال الدّين بن الشّيخ في الثّسعينات، وكان آنذاك يدرّس الأدب العربيّ في الجامعة الفرنسيّة. فقد نشرت له مجلّة فرنسيّة حوارا يحمل عنوان “أنا مسلم ملحد”، ولا أذكر أنّه اضطهد لذلك أو اضطرّ إلى حياة التّشرّد، بل أذكر فقط أنّ إحدى الحكومات العربيّة أجبرت الطّلاّب الذين كان يشرف على أطروحاتهم بأن يتملّصوا من إشرافه ويوجدوا لهم أستاذا آخر. فهل كانت “قوانين الجمهوريّة” تحميه بما فيه الكفاية، أم أنّ مدّ الإسلام التّكفيريّ والجهاديّ لم يكن مستشريا كما هو الحال اليوم؟ 
ومن بين الأهداف التي أنشئت “جمعيّة بيان الحرّيّات” بفرنسا من أجلها هو التّمييز بين الإسلام والإسلام السّياسيّ، والتّمييز بين الإسلام باعتباره دينا والإسلام باعتباره حضارة أو ثقافة. وللتّذكير، فإنّني أسوق العبارة الأولى من البيان الأوّل الذي أصدرته مجموعة بيان الحرّيّات سنة 2004 قبل أن تتحوّل إلى جمعيّة، وكان لي شرف إمضائه وترجمته إلى العربيّة : ” نحن النّساء والرّجال الموقّعين على هذا البيان، من ذوي الثّقافة الإسلاميّة وفينا من هو مؤمن ومن هو لاأدريّ ومن هو ملحد، نعلن إدانتنا بكلّ شدّة  ..إلخ.” فرجال الدّين لا يمكن أن يمثّلوا مجتمعاتهم، لا لوجود تعدّد للأديان داخل الدّولة الواحدة، بل لوجود سبل مختلفة في الانتماء إلى الإسلام أو المسيحيّة أو غير ذلك.
 
2-        لا يكفي أن يعلن رجال الدّين الإسلاميّ ونساؤه، أو المسلمون المدافعون عن الإسلام، لا يكفي أن يعلنوا عن تسامحهم إزاء المسيحيّة واليهوديّة، بل لا يكفي أن يعلنوا عن تسامحهم إزاء الأديان الوثنيّة، فعليهم أن يقبلوا التّعايش مع هذه الفئات التي لا تعتنق أيّ دين من الأديان، وأن يسمحوا لهم بالتّعبير عن معتقداتهم وآرائهم، ويكفّوا عن أفعال اللّعن والاستعاذة، ويكفّوا عن نعت هؤلاء بالكفر، بل يسمّونهم بما يسمّون به أنفسهم، وتلك أولى قواعد الحوار.
 
3-        وتبعا لذلك، فإنّ كلّ ادّعاء للتّسامح والحوار يكون ادّعاء كاذبا ما لم يقم شيوخ الإفتاء والمسؤولون عن الهيئات والمنظّمات الإسلاميّة الحكوميّة وغير الحكوميّة بالخطوة الضّروريّة التي هي الحدّ الأدنى للتّسامح، والشّرط الأوّليّ لإيجاد قواعد عيش مشترك، وهي إبطال حكم الرّدّة على المسلم، وهو ما دعا إليه مصلحون متديّنون كالتّونسيّ محمّد الطّالبيّ أو المصريّ جمال البنّا.
 
وعلى تنظيمات الإسلام السّياسيّ التي تعدّ حركة الإخوان المسلمين أبرزها أن تعلن إبطالها لهذا الحكم، وقبولها بوجود اللاّأدريّين واللاّدينيّين والملحدين إذا أرادت فعلا أن يصدّق النّاس رغبتها في التّغيير الدّيمقراطيّ، وفي قبول التّعدّديّة.
 
4-        من حقّ كلّ كاتب ومبدع أن ينتقد الأديان، وينتقد منظوماتها اللّاهوتيّة ورجالها، وما على المعنيّين بالدّفاع عن الأديان إلاّ أن يردّوا الكلام بكلام، لأنّ أدنى قواعد الحوار والتّسامح هو أن لا نشهر السّيف في وجه من أشهر القلم.
والدّفاع عن المفكّرين المضطهدين يجب أن لا يتمّ على أساس الاستدلال على إسلامهم وصحّة عقيدتهم وبراءتهم من الكفر، بل على أساس حقّ كلّ إنسان في التّعبير، وحقّ كلّ إنسان في نقد الأديان ومؤسّساتها وتصوّراتها. فالقيود على حرّيّة التّعبير ليست الغاية منها حماية  والمنظومات الفكريّة والميتافيزيقيّة والرّموز، بل غايتها حماية الأفراد الأحياء، ولذلك فإنّ هذه القيود لا تتعدّى في البلدان الدّيمقراطيّة الثّلب والتّحريض على العنف والتّمييز العنصريّ.
 
5-على الدّول العربيّة أن لا تكتفي بالإجراءات الأمنيّة الدّفاعيّة لتكفل حماية المفكّرين الذين تمّ تكفيرهم أو تهديدهم، بل عليها أن تستصدر القوانين التي تجرّم التّكفير والتّحريض على العنف بدافع دينيّ. نقول هذا ونحن ندرك صعوبة استصدار مثل هذه القوانين في الكثير من البلدان العربيّة التي يسيطر على برلماناتها ممثّلو الإسلام السّياسيّ، أو تنهج حكوماتها نهج المهادنة للإسلام السّياسيّ ولكن من حقّنا أن نأمل ونطمح ونطالب.
 
فالحرّيّة ليست شيئا نحصّله أو لا نحصّله في قبضة اليد، بل هي أفق نصبو إليه، ويجب أن نصبو إليه لأنّ اليأس أمر لاأخلاقيّ، ولأنّ الجبن والمواقف التّكتيكيّة الباردة لا يتغذّى منها سوى أعداء الحرّيّة، ولا تزيدهم إلاّ عزما على إرهاب حملة القلم بصراخهم وعويلهم وتهديداتهم.
 
* جامعية تونسية
 
(المصدر: موقع شفاف الشرق الأوط بتاريخ 11 أكتوبر 2006 )
 

مسامرة رمضانية حول صراع الحضارات

 
د.أحمد القديدي-الوسط التونسية:
استقبلت في بيتي بباريس في ليلة رمضانية مقمرة جمعا من زملاء جامعة السربون، كنت واياهم منذ عقدين طلاب علم في قسم الحضارة الاسلامية نعد رسالات دكتوراه دولة حول مختلف وجوه حوار الحضارات، قبل استفحال مفهوم صراع الحضارات، باشراف أستاذنا المستعرب دومينيك شوفالييه. و كان معنا في ذلك العهد المثقف اللبناني الذي اختطفته قنبلة ارهابية في بيروت منذ عام الصحفي الدكتور سمير قصير. و قد أردت أن أتعمق مع الزملاء الكرام بعد عشرين سنة من تعاقب الأحداث في أسرار التحولات الكبرى التي هزت العالم والأمة الاسلامية وغيرت التوازنات القديمة و المواجهات التقليدية بين غرب رأسمالي وشرق شيوعي أو بين شمال غني و جنوب فقير،و أقامت بين المسلمين و الغرب أسوارا عالية من العداء و الريبة و في أحيان كثيرة من الحروب الدموية كما في العراق و أفغانستان و لبنان وفلسطين،و قبلها في البوسنة و الهرسك، وربما غدا في ايران أو باكستان أو جمهوريات اسيا الوسطى ذات الأغلبية المسلمة.

 

و تبادلت الرأي و التحليل مع تلك النخبة التي يؤهلها تخصصها الأكاديمي للابتعاد عن الميل مع رياح الايديولوجيات و مغازلة العواطف العربية الجياشة بما يريد الناس أن يسمعوا من لذيذ الشعارات و معسول العبارات، فكان السمر مفيدا غاية الافادة، خاصة ونحن مهمومون بنفس الهموم العربية، و يعيش أغلبنا في مدن أوروبا اختيارا أو اضطرارا، وبالتالي نتقاسم معايشة التصادم اليومي مع المفاهيم الخاطئة والجهالات المتراكمة التي يتعاطى بها الرأي العام هنا في الغرب مع القضايا السياسية والحضارية التي نواجهها و التي تتعلق بالعلاقات الاسلامية الغربية، في مرحلة من أخطر مراحل التاريخ الحديث دقة وحساسية و توظيفا.

 

و اكتشفت من خلال حديث الاخوة الكرام بأن بينهم اتفاقا ضمنيا لم نحدده من قبل وهو الايمان بأننا ندخل مع الغرب مرحلة جديدة حاسمة من التصادم، يغذيها من الجانب الغربي مخطط المتعصبين من الصهاينة العنصريين و الانجيليين الجدد الذين تحركهم من مناطق الخفاء مصالح مالية و استراتيجية للشركات العابرة للقارات أو ما يسميه علماء الاقتصاد بحكومة الظل النافذة و التي تسيطر على انتاج و توزيع المواد الأولية و الطاقة و أغلب مراكزها ورؤوسها المدبرة مستقرة في مانهاتن مع فروع و وكلاء بلندن و باريس و برلين وفي القارات الخمسة. و لسنا نحن العرب الذين نفضح هذه اللوبيات، لأن عالم الاقتصاد الفائز بجائزة نوبل عام 2001 الأستاذ جوزيف ستيغليتز و الذي كان نائب رئيس للبنك العالمي و مستشارا للرئيس كلنتن، خصص لهذه القوى السرية كتابا صدر هذا الأسبوع باللغات الأوروبية بعنوان (عالم مختلف)، و كذلك أكبر علماء الحضارة و الللغات الأمريكي ناحوم شومسكي في كتابه بعنوان( نحو الهيمنة على العالم ) و الذي رفعه بيده الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز منذ أيام من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في خطابه العاصف، و كذلك عالم الاقتصاد الأمريكي الذي كان مرشحا للرئاسة الأمريكية ليندن لاروش الذي يكتب أسبوعيا في هذا المحور في مجلته( أنتليجنس اكزيكيتف ريفيو).

 

و يقر زملائي بأن هذه القوى العاتية في الغرب و في اسرائيل هي التي بدأت منذ بداية التسعينات تضع نظريات صدام الحضارات، على لسان صمويل هنتنجتن، و نظريات نهاية التاريخ على لسان فرنسيس فوكوياما، و نظريات ضرورة الحرب على المسلمين على لسان ناتان شارنسكي الوزير الاسرائيلي الذي أعلن الرئيس بوش بأنه يعتبر كتابه منهج عمل وطريقة تعامل سياسي مع الاسلام، و نصح وزراءه بمطالعته و الاستنارة به.
ثم بعد الحادي عشر من سبتمبر الغامض و الغريب، تحول الغرب الى الهجوم الكاسح ضد ما اعتبره جيوب مقاومة للهيمنة الغربية( أو منابع للارهاب ) و شن الحروب الاستباقية لكن تحت شعار ادخال الناس أفواجا الى جنة الديمقراطية و لو بالسلاسل! و كما كان متوقعا فقد ردت الشعوب المسلمة الفعل بالرجوع الى الأصول و اللجوء الى الملاذ الحضاري الأمين، فكانت الانتخابات هنا و هناك -اذا ما تمت- مؤشرات لا تخطؤها العين على العودة العارمة للقيم الأصلية كموقف صمود ضد المظالم الساطعة و المذابح الشرسة في فلسطين و العراق و أفغانستان و لبنان و الشيشان (حيث اغتيلت السبت الماضي احدى الاعلاميات المدافعات عن ضحايا غروزني في موسكو). و اليوم يواصل غلاة العنصرية بجناحيها الصليبي والصهيوني السير في الطريق الخطأ، بتكريس خطاب الكراهية و الحقد لا ضد التطرف الذي ندينه وهو تطرف موجود في كل الأديان بل ضد الاسلام و حضارته و مصالح المؤمنين به، في حملات جديدة أصبحت لا تفرق بين اسلامي و علماني و لا بين سلطة ومعارضة و لا بين غني و فقير و لا بين سني و شيعي. فالضربة القادمة التي ربما تستهدف شعبين مسلمين أحدهما سني و الثاني شيعي يقع اليوم و في أكثر من مختبر قرار التمهيد لها و تهيئة الرأي العام العالمي للقبول بها، رغم تحذيرات الشرفاء من مثقفي الولايات المتحدة وأوروبا و حتى نزهاء اليهود.
قال زملائي : أليس الأجدر بالنخب العربية اليوم أن تعيد حساباتها مهما كانت مواقعها في السلطة أو في المعارضة لتجديد خطاب التعامل مع الغرب و تكثيف الجهود لجمع كلمة الأمة، عوض مواصلة طريق الضلال الحضاري بتأبيد الجدل العقيم حول الايديولوجيات والشعارات و الزعامات ، بينما نحن جميعا نركب في مركب واحد بدأت عواصف الأعداء المتربصين تهب عليه لاغراقه، و نحن في سنة من النوم و غفلة من التاريخ. و كان القمر كاملا في سماء باريس يعلن منتصف الشهر الفضيل، و لم تكن لدينا وسيلة غير الفضائيات العربية لاعلان موعد السحور و سماع مدفع الامساك و أكثرنا ضارب في أرض أوروبا بعيدا عن الأهل و الأبناء و الأحفاد. و لله الأمر من قبل و من بعد.
 
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 12 أكتوبر 2006)


حراك سياسي واجتماعي في المغرب لـ تطهير الحياة العامة بعد فضائح فساد الانتخابات الأخيرة

 

 الرباط ـ القدس العربي – من محمود معروف
 
يعرف المغرب منذ عدة اسابيع حراكا سياسيا واجتماعيا لـ تخليق الحياة العامة والدفع بمنظمات المجتمع المدني لدور اكبر في مراقبة السلطات والادارة والاحزاب. ويعود هذا الحراك الي ما عرفته انتخابات جرت في الثامن من ايلول/سبتمبر الماضي من فساد كشف انتماء الفاسدين الي مختلف التيارات السياسية وايضا الكشف عن تورط مسؤولين امنيين كبار في شبكات تهريب المخدرات. وحفلت الصحف المغربية بتقارير حول عدد كبير من قضايا الفساد الخطيرة مثل شبكات الاتجار في الأعراض وتجارة الجنس، خلايا لجماعات اصولية متشددة تدعو للعنف واستشراء المال الحرام في انتخابات مجلس المستشارين الأخيرة وتواطؤ بارونات المخدرات والتهريب مع مسؤولين أمنيين من رتب مختلفة وأجهزة متعددة. وتشكلت لمواجهة هذه الظواهر التي كانت في السابق معششة في الحياة المغربية دون الكشف عنها جمعيات لتخليق الحياة العامة اخذت اسماء متعددة ووجدت في السهرات الرمضانية فرصة لعقد ندوات واجتماعات تقرأ الظواهر وتوصي بآليات لمحاربتها. وفي هذا الاطار دعا حزب البديل الحضاري ذو التوجهات الاصولية المعتدلة الي تشكيل جبهة وطنية لمحاربة الفساد. وقال بلاغ للحزب ارسل للقدس العربي ان ملفات الفساد التي تطرح أبانت عن حجم الهشاشة التي تطال دواليب الدولة، وتهدد مسار الانتقال نحو الديمقراطية، وتعرقل مجهودات الطي النهائي لملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وتكرس الافلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية. واوضح البلاغ ان المغرب اصبح أمام آلة فساد وافساد رهيبة تقف حجر عثرة أمام أية مبادرة أمل باتجاه توافق وطني حقيقي لبناء دولة القانون والديمقراطية، آلة فساد وافساد تكرس البؤس والحرمان والتفقير والتهميش في صفوف أبناء وطننا الحبيب وتحمي المصالح غير المشروعة للضالعين في هذه المأساة الوطنية، أولئك الذين يقتاتون من واقع الفساد والافساد هذا ويمدونه بوسائل الاستمرار والهيمنة . واضاف البلاغ بكل صراحة وشجاعة الخرق قد اتسع علي الراقع، وحجم خيانة الأمانة والوطن والشعب قد بلغ حدا بات يهدد مصير المغرب ووحدة ترابه وشعبه، ويرسم معالم مستقبل كالح لن تنفع معه الخطابات المتخشبة والمؤامرات السياسوية . وندد الحزب الذي حصل علي رخصة العمل السياسي في وقت سابق من العام الماضي بما وصفه انتهازية حزبية وقال لقد أبانت كل المؤشرات عن نية وعزم ملك البلاد علي شن حرب علي كل مناطق الفساد ومنابت الافساد التي امتدت حتي طالت أمن القصور . واضاف المؤسف أنه في الوقت الذي يبدي فيه القصر ارادة حازمة في التصدي لمافيا الفساد والمفسدين، تُظهر بعض الفعاليات الحزبية انتهازية مقيتة، تعاكس تيار الحداثة والحكامة الرشيدة، ان عبر التغاضي المشين عن استعمال المال الحرام في انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين أو احتضان ضالعين في تهريب المخدرات والبشر. مما يؤدي الي تشويه كل المسلسل الانتخابي ودفع المواطنين الي المزيد من العزوف عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، بما لا يخدم مسعي المغرب الحديث في توسيع مساحات المشاركة الشعبية، لكي تعكس المؤسسات المنبثقة عنها، بحق، الوجه الشريف والمشرق لمغرب القرن 21 . وبدأت النيابة العامة في عدد من المدن المغربية التحقيق مع 12 عضوا في مجلس المستشارين فازوا في الانتخابات التي جرت في ايلول/سبتمبر الماضي وكشف تنصت علي هواتف هؤلاء افسادهم للعملية الانتخابية من خلال شرائهم اصوات الناخبين الكبار وينتمي هؤلاء الي تيارات سياسية مختلفة. وبلغ عدد الأشخاص الذين أحيلوا لحد الآن علي القضاء 67 شخصا مرتبطين بافساد تلك الانتخابات بتهم الرشوة والحصول ومحاولة الحصول علي صوت ناخب أو عدة ناخبين بفضل هدايا أو تبرعات قُصد بها التأثير علي تصويتهم . وأوضح بلاغ لوزارة العدل المغربية أنه بناء علي نتائج التحريات التي قامت بها الشرطة أجري تحقيق في مواجهة كل من قامت ضده شبهات كافية علي تورطه في بعض الأفعال التي يجرمها القانون وقال البلاغ أن الأمر يتعلق بـ35 شخصا منهم12 أعلن فوزهم في انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين وخمسة برلمانيين ونائب برلماني لم يتم انتخابه في الاستحقاقات المشار اليها سابقا و17 شخصا منهم من يشتغل في سلك الوظيفة العمومية أو في القطاع الخاص أو منتخب جماعي. وأشار المصدر الي أنه في سياق الأبحاث التي أمرت بها النيابات العامة بناء علي الشكايات المقدمة لها أو بصفة تلقائية استنادا لما وصل الي علمها ولما تناولته الصحافة تمت متابعة32 شخصا آخرين، أحيلوا علي المحاكم الابتدائية المختصة لمحاكمتهم حول ما هو منسوب اليهم من خرق للقوانين الانتخابية، علما بأن الأبحاث ما زالت جارية بشأن 166 قضية 12 منها كانت موضوع شكايات مقدمة من طرف أشخاص أو هيئات، و154 قضية أحيلت تلقائيا من طرف النيابات العامة علي الشرطة القضائية. وكان وزيرا العدل والداخلية وقعا في بداية الصيف الماضي وثيقة حول الحرص علي سلامة الممارسة الانتخابية من جميع الشوائب والخروقات المشينة المفضية الي التأثير علي ارادة الناخبين مع رصد جميع الحالات المرتبطة باستعمال المال لشراء الذمم واجراء الأبحاث والتحريات الضرورية بشأنها لضبط كل المخالفين لأحكام القانون وتقديمهــــــم الي العدالة. ونفت مصادر قضائية أن يكون المستشارون المتابعين سيحضرون جلسة افتتاح البرلمان اليوم الجمعة وقالت انهم لن يتمكنوا من مغادرة المدن التي يقطنون بها وذلك تنفيذا لأمر قضائي وسيطلب منهم الالتزام اليوم بقرار توقيع كل منهم علي المحضر لدي الضابطة القضائية. ووجه حزب البديل الحضاري نداء الي كل شرفاء المغرب علي اختلاف انتماءاتهم السياسية والمرجعية من سياسيين وجمعويين وحقوقيين ومفكرين ومثقفين واعلاميين واقتصاديين، من أجل بناء جبهة وطنية لمناهضة الفساد تتأسس علي أرضية ميثاق وطني يرجع اليه الجميع ويكون بمثابة مدونة سلوك للتصدي لأي فاسد وأية عملية افساد، جبهة من أجل التصدي للتطرف والعنف مهما كان مصدره ومبرراته ومن أجل التصدي للرشوة ونهب المال العام وللتهريب والمخدرات والاتجار في الأعراض والتصدي لاستعمال المال الحرام في الانتخابات وشراء الذمم وللفساد الاداري وحماية المكتسبات ودعم أية خطوة اصلاحية وللحيلولة دون استمرار عدم المحاسبة والافلات من العقاب، جبهة من أجل القيام بالاصلاحات السياسية والدستورية . وقال البلاغ ان بناء الجبهة الوطنية لمناهضة الفساد ضرورة تاريخية ومطلب آني، اذ بدون تطهير جهاز القضاء والأجهزة الساهرة علي أمن المواطنين من الفاسدين، وبدون بناء أحزاب خالية من مزوري الانتخابات ومروجي المخدرات، وبدون متابعة ومحاكمة ناهبي المال العام ومرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، فان التمترس بمقولات الانتقال الديمقراطي والمشروع الحداثي يصبح لغوا وكلام ليل يمحوه النهار. ودعا الحزب الفاعلين السياسيين والحقوقيين لخوض المعركة في الاتجاه الصحيح عوض الانشغال بمعارك تافهة لا تعمل الا علي تقسيم المجتمع المغربي الي جزر وقبائل متناحرة لا تعرف الا خطاب العنف والاقصاء، واستغلال أحداث معزولة من أجل الدفع في اتجاه ايجاد اصطفافات تعلي من الخطاب الاستئصالي الذي أثبت خطورته علي أمن المغرب واستقراره. من جهة اخري قالت مصادر حقوقية مغربية ان الناشط الامازيغي أحمد الدغرني الأمين العام للحزب الأمازيغي الديمقراطي المغربي والكاتب العام السابق للمجس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية بالمغرب و محامي بالرباط تعرض لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين صدموا سيارته من الخلف وارتمت في حفرة وسط غابة مهجورة بالمنعرج الخطير الذي يربط حي رياض /الرباط بطريق السيار نحو تمارة وقال الدغرني انه تعرض بعد الحادث لاساءات من رجال الدرك. وتصدر في عدد من المدن المغربية عرائض التضامن مع الدغرني.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

حزب يميني دنماركي ينشر رسما مُسيئا للنبي محمد علي موقعه الالكتروني

 

كوبنهاغن ـ اف ب- نشر حزب اليمين المتطرف الدنماركي امس الخميس رسما كاريكاتوريا ساخرا للنبي محمد (صلي الله عليه وسلم) علي موقعه الالكتروني بعد ايام علي بث شريط فيديو يسيء الي النبي اثار غضبا في العالم الاسلامي. وعرض حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) علي موقعه الالكتروني نشرته لشهر ايار (مايو) التي تضمنت انتقادا لكتاب الماني حول النبي ورسما جاء في الكتاب الذي نشر قبل عامين. والرسم الذي نشر امس الخميس يظهر النبي في سن متقدمة ملتصقا بعائشة احدي زوجاته وهي في التاسعة من العمر مع طفل بين ذراعيها مع تعليق جاء فيه عندما يحب النبي . وقال المتحدث باسم الحزب سورن سوندرغارد امس الخميس ان نشر هذا الرسم ليس من باب الاستفزاز. وصرح لوكالة فرانس برس نشرنا هذا الرسم قبل خمسة اشهر ولم نضعه علي الانترنت لاستفزاز اي كان . واضاف ان اي رد فعل اليوم سيكون ضربا من الجنون .
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أكتوبر 2006)

وزير بريطاني يُـقـرّ بالتفكير في قصف قناة الجزيرة

  

 

أقر وزير الداخلية البريطاني السابق ديفد بلانكيت بأنه حث رئيس الوزراء توني بلير على خرق القانون الدولي وقصف مكتب قناة الجزيرة في بغداد أثناء الحرب على العراق. وقالت صحيفة ديلي ميرور في عددها الصادر اليوم إن “الوزير السابق -الذي تعرض لسلسلة من الفضائح- كشف عن هذا الإشهار في مقابلة مع البرنامج الوثائقي (دسباتشز) والذي ستبثه القناة التلفزيونية الرابعة الاثنين المقبل”.
ونقلت الصحيفة عن بلانكيت أنه اعتبر الجزيرة حينها “هدفا مشروعا وضرب عرض الحائط بأي احتجاجات بأن قصف القناة سيكون غير شرعي بموجب القانون الدولي لكونها مؤسسة مدنية”، مشيرة إلى أن الوزير السابق “اقترح على حكومة الحرب مهاجمة جهاز إرسال قناة الجزيرة في بغداد”.
الصحفية إيزابيل تانغ التي أجرت المقابلة مع الوزير السابق سألته عما إذا كان قد شعر بالقلق من أن اقتراحه شكل خرقا لقواعد الاشتباك فرد بالقول “لم يكن هناك أي قلق من طرفي لاقتناعي بأن حربا كانت تجري ولا يمكن السماح لأي بث تلفزيوني غير مرغوب فيه بالاستمرار”.
وأشارت ديلي ميرور إلى أن تانغ احتجت على إجابة الوزير السابق وشددت على أن قناة الجزيرة كانت هدفا مدنيا، فرد عليها بلانكيت “حسنا، لا أعتقد أن هناك أهدافا في أي حرب يمكنك استثناؤها لعدم وجود عسكريين داخلها إذا كانت تحاول كسب معركة الدعاية بالنيابة عن عدوك”.
 وسئل بلانكيت عما إذا كان اقتراحه ضد القانون الدولي، فقال “لا أعتقد ولدقيقة واحدة أننا فكرنا مرتين في الحروب السابقة أن نضمن لآلة دعاية على تراب بلد نقوم بغزوه أن تكون قادرة على القيام بالدعاية ضدنا”.
ونوهت الصحيفة بأن قناة الجزيرة في بغداد تعرضت للقصف من قبل الأميركيين مما أدى إلى مقتل الصحفي طارق أيوب بعد مرور أسبوعين على طلب بلانكيت من بلير مهاجمتها.
 وكانت الصحيفة قد كشفت العام الماضي نقلا عن مذكرة مسربة من تفاصيل نقاشات دارت بين بلير والرئيس الأميركي جورج بوش حول قناة الجزيرة، أن رئيس الوزراء البريطاني تمكن من إقناع الرئيس الأميركي بعدم مهاجمة مقر قناة الجزيرة في العاصمة القطرية الدوحة.
 وقد تعرضت مكاتب القناة للقصف الأميركي في أفغانستان أثناء الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة لغزو البلاد وإسقاط حكومة طالبان عام 2001.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 أكتوبر 2006  نقلا عن وكالة يو بي آي للأنباء)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

23 septembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1587 du 23.09.2004  archives : www.tunisnews.net مركز دعم الديمقراطية في العالم العربي: إعـلان تأسيس

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.