فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
10ème année, N°3853 du10.12.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
السبيل اولاين:الموت المحقق يتهدد السجين السياسي السابق حمادي الورتتاني
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان:بيـــــان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بــيــان:إلى الرأي العام,:منع الاحتفال بذكرى ألأعلان العالمي لحقوق ألإنسان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة:مَن يقدر على إعادة الفرحة لعائلة العامل عبد الرزاق المشرقي؟
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فـــــرع جندوبـــــــــــة:بيــــــــــان إصدار حكم بإدانة الصحفي المولدي الزوابي وانقلاب موازين العدالة
رياض حجلاوي وحبيب غيلوفي:أوقفوا التعذيب في تونس، الآن! (تقرير)
أحمد نجيب الشابي على الجزيرة مباشر السبت 11 ديسمبر 2010
جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي:دعــــــــــوة
مسؤول العلاقات الخارجية بالحملة محمد عبد الكريم في حوار مع السبيل أون لاين
كلمة:جديد ويكي ليكس: فساد النظام التونسي وطبيعة علاقاته المغاربية
كلمة:ترجمة لوثائق ويكيليكس حول تونس
أ ف ب:تونس ترى ان تسريبات ويكيليكس لا مصداقية لها
رويترز:تونس: تسريبات ويكيليكس لن تؤثر في العلاقات مع واشنطن
أ ف ب:منظمة: التعذيب، ممارسة “مزمنة ومنتشرة” عبر العالم
كلمة:بعد الحجب ، موقع جريدة “الأخبار” اللبنانية يتعرض للقرصنة
كلمة:قلق على مصير البحارة المختطفين
الجزيرة:محكمة تونسية تغرّم صحفيا
الصباح:وزير العدل وحقوق الانسان:فض لخلافات بين الرابطيين بعيدا عن المزايدات أو التوظيف السياسي
الصباح:تفاصيل أصناف ورتب الناخبين:القائمة النهائية للمترشحين لمكتب جمعية القضاة
الصباح:تقدم في إنجاز حل لأزمة الرابطة
عضو النقابة الجهوية المكلف بالإعلام:بنزرت -سجنان:اعتداء…و إضراب
محمد العيادي:لكل هذه الأسباب أطالب برحيل الإدارة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية .
مراسلة خاصة:مرة أخرى.. في تالة ! ! ! ! ! ! ! أين مصداقية الامتحانات؟؟؟
عادل القادري:في منتدى التقدم : النقابي والسياسي بين الاستقلالية والتبعية
معتمدية وبلدية قصرهلال تحاصران المجتمع المدني*منظمة العفو الدولية نموذجا*
نور الدين العويديدي:”وجنى الجنتين دان”.. نورك ملأ قلبي حبيبتي الصغيرة
القدس العربي:ويكيليكس: السفيرة الأمريكية في القاهرة رجحت احتمال موت مبارك كرئيس بدلاً من التنحي طوعياً
الجزيرة نت:مبارك لميتشل: لا تصدقوا الإيرانيين
محمود المبارك:عالم الفضائح
خالد شمت:ويكيليكس: لا أمل لتركيا في أوروبا
الجزيرة نت:أميركا مهتمة بصحة عباس وفياض
القدس العربي:قراصنة ويكيليكس يهددون الحكومة البريطانية بشل مواقعها إذا سلمت أسانج للسويد
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm
الموت المحقق يتهدد السجين السياسي السابق حمادي الورتتاني
بلغت الحالة الصحية للسجين السياسي السابق حمادي الورتتاني مرحلة خطيرة حيث أصبح يتهدده الموت المحقق ، نتيجة الترويع التى تعرض له وعائلته أثناء المداهمات البوليسية ، والتعذيب في مركز بوقطفة وكذلك في السجن ، وأيضا بسبب الإهمال الصحي المتعمّد داخل السجون ,وحمادي بن عبد الله بن عبد الرحمان الورتتاني من مواليد 07 – 06 – 1952 ، وهو أصيل منزل جميل من ولاية بنزرت ، متزوج وأب لثلاثة أبناء ، مصاب بسرطان الكبد والقولون في مرحلة متقدمة ، وأيضا بمرض القلب والسكري .
أعتقل الورتتاني أوّل مرّة سنة 1987 ، وحوكم بثلاث سنوات وتسع أشهر سجنا ، قضى منها ستة أشهر وخمسة عشرة يوما ثم أفرج عنه في إطار العفو العام بعد تولي الرئيس بن علي الحكم .
وأعيد اعتقاله سنة 1991 بعد مداهمة منزله ، بدعوى إخفاء السيد على النفاتي القيادي في حركة النهضة في منزله ، وخضع الى أشكال قاسية من التعذيب بمركز الإيقاف ببوقطفة بولاية ببنزرت ، منها نتف شعر لحيته واللكم والركل والضرب بالعصى قبل أن يخلى سبيله ، وتعرض بعد ذلك في مناسبات متكررة الى الاعتقال لمدة بضعة أيام ثم يطلق سراحه .
ثم أعيد إعتقاله مجددا بتاريخ 08 جويلية 1995 بعد مداهمة منزله ، وخضع للتعذيب الشديد ، وأدخل السجن أين تعرض إلى أشكال جديدة من التعذيب والحرمان من الدواء وزيارة العائلة ، وذلك داخل السجن المدني ببنزرت ، وحوكم بتسع سنوات نافذة من أجل الانتماء الى حركة النهضة .
وقال السجين السياسي السابق في تسجيل (فيديو) خاص بالسبيل أونلاين ، أنه ترك ثروة قبل دخوله السجن تقدر بحوالي أربع مائة ألف (400000) دينار ، وحين غادر السجن وجد نفسه مدان للشركات ، وقد تعرض منذ إيداعه السجن الى عملية إفلاس قسرية ، وحوكم من أجل اصدار شيكات بدون رصيد بأحكام فاقت 61 سنة ، وحرم من الزيارة مدّة ناهزت الأبع سنوات ، وقد أصيب بتوعك في رجليه ولم يلقى الإهتمام الطبي في السجن,وقد ترتب عن تلك الظروف الصحية والإجتماعية آثرا نفسية بالغة القسوة الى حدّ أنه لما زارته ابنته سارة في السجن حسبها أخته شريفة ، وقد قضى مدّة سجنه كلها مريضا ولم يقع اسعافه بالمعالجة وكان يعطى مسكنات عند إشتداد الآلام , وبمجرّد خروجه من السجن بادر بدورة معالجة على حسابه الخاصة اكتشف على اثرها أنه مصاب بداء السرطان في القولون والكبد ، وقد أجريت عليه عملية جراحية في نوفمبر 2008 ، ثم باشر بروتوكول المعالجة بالكيمياوي في 12 حصّة .
ثم أجرى بعدها عملية جراحية ثانية بعدما اكتشف طبيبه أن المرض قد استفحل بشكل غير متوقع ، ووصف له بروتوكولا جديدا للمعالجة بالكيمياوي بـ 12 حصة أكمل تسع حصص الى حدّ الآن ، و هو الى جانب ذلك يتعاطى الآن المخدّر _ الفاليوم والمورفين – ، إضافة إلى أنه مصاب بالسكري ومرض القلب .
وإتهم حمادي الورتتاني إدارة السجن بالتقصير في معالجته والإهمال الصحي المتعمّد الأمر الذي أدى إلي استفحال مرضه ، ويعتبر أن تعمّد افلاسه وإخضاعة الى كل تلك الظروف القاسية ، قد فاقم الأمراض التي نخرت جسده ، مشيرا إلى أن ما أصاب رفاقه بالسجن من أمثال الهاشمي المكي وأحمد البوعزيزي والمنجي العيّاري وغيرهم هو نتيجة الإهمال الصحي المتعمّد داخل السجون خلال سنوات الجمر في تسعينات القرن المنصرم، وحمّل السلطة التونسية نتيجة ما آلت إليه حالته الصحية من تدهور خطير والتي تقوده الى الموت المحقق ولكن بشكل بطيء , من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف (لمصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme تونس في 10 ديسمبر 2010 بيـــــان
تحيي بلادنا اليوم مثل كل بلاد العالم الذكرى الثانية والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في وضع يتميز بتقلص احترام هذه الحقوق وتعدد الانتهاكات وغياب حلول للعديد منها رغم مطالبة المجتمع المدني والسياسي بضرورة تحقيقها. وتأسف الرابطة لحصول هذه الانتهاكات التي تطالب بوضع حد لها وتقف على البعض منها.
فلا تزال الرابطة ممنوعة من إنجاز مؤتمرها السادس ولا يزال مقرها المركزي محاصرو يمنع دخوله على غير أعضاء الهيئة المديرة ولا تزال مقرات فروعها محاصرة بدون وجه قانوني وهياكلها ممنوعة من القيام بدورها في رصد الانتهاكات ونشر ثقافة حقوق الإنسان كما حصل أخيرا وبصفة متكررة لمقري فرعي قليبية قربة وبنزرت في حين أن الهيئة المديرة ومختلف الفروع مستعدين لتجاوز الأزمة في إطار حل وفاقي رابطي مع مختلف مكونات الجسم الرابطي يحترم استقلالية الرابطة وضرورة قيامها بالمهام التي بعثت من أجلها. ويأمل الرابطيون تجاوز هذا الوضع الذي أضر بالرابطة وبمصلحة البلاد بعد استئناف الحوار إثر خطاب السيد رئيس الجمهورية يوم 07 نوفمبر 2010.
كما لا تزال عديد الجمعيات المستقلة التي طالبت بحقها في النشاط القانوني ممنوعة منه بدون وجه حق وأنشطتها محاصرة والعديد من نشطائها محل هرسلة ويتعرضون في عديد الحالات إلى اعتداءات جسدية ومادية ومعنوية. والرابطة تذكر مرة أخرى أن ما يستهدفهم من ممارسات وإجراءات مناف للقانون وينتهك الحقوق الأساسية مما يستوجب وضع حد له.
ويتواصل التضييق على القضاة المتمسكين بالمكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين المنتخب سنة 2004 والذي نشط من أجل استقلال القضاء وزيادة عدد الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى للقضاء وتستعمل حركة نقل القضاة لمزيد الاضرار بالبعض منهم كما حصل أخير للكاتبة العامة السيدة كلثوم كنو التي أبعدت من تونس إلى القيروان ثم إلى توزر ويتواصل خصم الأجورللبعض بدعوى ضرورة الحضور في كامل الأوقات الإدارية وتجميد الترقية والمراقبة الأمنية المتواصلة التي تستهدفهم.
ولا يزال قياديي الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي بقفصة المسرحين منذ أكثر من سنة يطالبون بإرجاعهم إلى سالف عملهم بدون نتيجة ويتعرضون لمضايقات أمنية متكررة. والرابطة تجدد مطالبتها تمكينهم من حقوقهم ووضع حد للاعتداءات التي تستهدفهم.
ويقبع في السجن الآن وفي ظروف قاسية الصحفي الفاهم بوكدوس والسيد حسن بن عبد الله منسق لجنة العاطلين عن العمل بالرديف ومراسل جريدة البديل الإلكترونية تنفيذا لأحكام بأربعة سنوات وشهر سجنا على خلفية تغطيتهما لأحداث الحوض المنجمي كما لا يزال سجناء المظيلة قابعين في السجن. والرابطة تجدد مطالبتها بإطلاق سراحهم جميعا.
كما تأسف الرابطة لتواصل انتهاك الحريات العامة وخصوصا منها حق التعبير بمضايقة صحف المعارضة بمختلف الوسائل والضغوطات مما اضطر بعض مسؤوليها للقيام بإضرابات جوع، كحرمانها من الإشهار العمومي وهي ممارسات تهدف إلى خنقها ماليا. كما أن خوصصة جزء من المجال الإعلامي السمعي البصري يتم بدون مساواة وبعيدا عن الشفافية رغم تقديم العديد من المطالب للحصول على رخص استغلال من طرف إعلاميين مهنيين مشهود لهم بكفاءتهم.
وتأسف الرابطة للتضييق المتواصل وأحيانا المنهجي على حرية الإبحار بشبكة الأنترنت بقطع التواصل عن عديد المواقع التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات أو التابعة لفعاليات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة وقطع خطوط الاتصال بالشبكة وحجب مدونات وعناوين إلكترونية مما دفع بالعديد من المبحرين وخاصة الشباب منهم للاحتجاج بأشكال مختلفة مثل حركة “سيب صالح”.
وتستنكر الرابطة التمشي الآخذ في الانتشار بتنظيم قضايا حق عام للصحفيين والإعلاميين الذي طال السادة توفيق بن بريك الذي تعرض ابنه البالغ من العمر 14 سنة لمضايقات يوم 08 ديسمبر 2010 من طرف أنفار طلبوا منه الاستظهار بهويته وهددوه بالتجنيد. كما طالت هذه القضايا كل من زهير مخلوف والفاهم بوكدوس وحسن ن عبد الله والمولدي الزوابي ومن قبلهم سليم بوخذير، وتندد بالاعتداءات الجسدية التي طالت هذا الأخير والسيد توفيق العياشي الصحفي بجريدة الطريق الجديد وغيرهما.
وتطال هذه الممارسات الجسم الطالبي الذي يتعرض العديد من نشطائه منذ سنوات إلى تنظيم قضايا حق عام في حقهم بسبب نشاطهم النقابي ويقبع الآن عدد منهم بالسجون ويتواصل تنظيم المحاكمات ضدهم في جهات مختلفة من البلاد في ظروف تفتقر للشروط الدنيا للمحاكمة العادلة، وتؤكد الرابطة مرة أخرى على ضرورة إطلاق سراحهم وحفظ جميع الملفات المثارة ضدهم وتمكينهم من القيام بنشاطهم النقابي بحرية.
كما أن حق التظاهر والتجمع شبه ممنوع ويتعرض حق الاجتماع لانتهاكات تطال الجميع من حقوقيين ونشطاء وجمعيات وأحزاب غير معترف بها، وحتى الأحزاب القانونية تتعرض أنشطتها للتضييق كما يحصل للحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد،وهي أحزاب لم يتمكن حتى من كراء قاعات خاصة لتنظيم أنشطتها.
كما يتواصل منع عديد المواطنين من حساسيات معارضة من حقهم الأساسي في التنظم الحر بفرض ترخيص مسبق غير دستوري ومناف للمعاهدات الدولية ذات الصلة، وتتواصل محاصرة العدد الكبير منهم ومنعهم من النشاط وإحالة بعضهم على القضاء كما حصل أخيرا لمجموعة من مواطنين بقبلي في علاقة بحركة النهضة. وتتواصل الملاحقات الأمنية وحتى الاعتداءات ضد العديد من قياديي تلك الحساسيات مثلما حصل للسيد حمة الهمامي الذي فرض في الأيام الأخيرة حصار على منزله من طرف عدد كبير من أعوان الأمن بالزي المدني يراقبون تحركاته ويروعون عائلته وخاصة ابنته ، و وكذلك السيد عمار عمروسية من حزب العمال الشيوعي التونسي الذي تعرض للاعتداء بالعنف في عديد المناسبات من طرف أعوان الامن، وما يتعرض له السادة علي العريض وعبد الكريم الهاروني والصادق شورو وغيرهم من المساجبن السابقين من حركة النهضة من حصار وملاحقة واعتداء على حريتهم الشخصية وأيضا ما يتعرض له الأستاذ محمد جمور القيادي في حزب العمل الوطني الديمقراطي من مضايقات أمنية وتتبعات جبائية جائرة. كما تأسف الرابطة لتواصل انتهاك حرية التنقل داخل البلاد بمنع النشطاء من التنقل من جهة إلى أخرى لحضور فعاليات ومن بينهم عضو الهيئة المديرة السيد الهذيلي عبد الرحمان الذي يخضع علاوة على ذلك إلى محاصرة أمنية لصيقة مستمرة أو بمنع السفر بدون وجه حق كما حصل أخيرا للسيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة ببنزرت ومن قبله السيدة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب وغيرهما، أو بعدم تسليم جواز السفر الذي يطال العديد من المواطنين والنشطاء من بينهم السيد عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة والسيد عبد اللطيف بوحجيلة الذي اضطر مرة أخرى لشن إضراب عن الطعام طويل المدة ولم يتحصل على الوثيقة إلى حد الآن. وتستغرب الرابطة من تواصل الممارسات غير القانونية التي تخضع تسليم جواز السفر لنشطاء المجتمع المدني والحساسيات السياسية “لمصادقة” مصالح مركزية لا مبرر لها بالنصوص القانونية.
كما تستنكر الرابطة تواصل تطبيق قانون دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب غير الدستوري على المئات من الشباب المتهمين بالارهاب في إطار محاكمات تفتقر للشروط الدنيا للمحاكمة العادلة وإصدار أحكام كثيرا ما تكون قاسية من أجل مجرد نقاشات ولقاءات حصلت بين بعضهم لم تتبع بأفعال تعاقب عليها المجلة الجزائية، وعلى أساس محاضر بحث لم تحترم الإجراءات القانونية وسجلت بها اعترافات أكد المعنيون أنها انتزعت منهم تحت التعذيب المادي والمعنوي.
والرابطة إذ تستنكر بشدة ممارسة التعذيب مهما كانت الأفعال المنسوبة للمتهم وكانت قد ثمنت سن الفصل 101 مكرر من المجلة الجزائية الذي يجرم تلك الأفعال، فهي تستغرب الرفض شبه المنهجي لإجراء تحقيقات قضائية جدية كلما دفع متهم أمام القضاء بتعرضه للتعذيب أو عندما يتقدم مواطن بشكاية للقضاء، مما ما يشجع مرتكبيه على مواصلته شعورا منهم بالإفلات من العقاب.
عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – . 75 شارع فرحات حشاد بنزرت 7001
بنزرت في 10 ديسمبر 2010
بــيــان إلى الرأي العام, منع الاحتفال بذكرى ألأعلان العالمي لحقوق ألإنسان
كلما صدرت تصريحات عن أصحاب القرار في السلطة التونسية, مغلفة بالانفراج والحلول الخاصة بمظلمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان, إلا وتبين في الواقع والتطبيق العكس تماما لما جاء في هذه البيانات المزوقة بالجد والعزم.أعلن فرع بنزرت, منذ أسبوع, عن عزمه تنظيم احتفال بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان يوم 10 ديسمبر الجاري. إلا ان وبداية من يوم 8 الجاري بدأ البوليس يتكاثر حول مقر الفرع – إضافة الى الفريق الذي يحاصره ومسكن رئيس الفرع بصورة دائمة ليلا نهارا منذ سبتمبر 2005. أما اليوم وهو ميعاد الاحتفال المذكور, لم تفاجئنا أعداد البوليس الذي غص به محيط فرع الرابطة ثم أقفلوا الجزء الهام من الشارع حتى لايقترب منه أى كان من المواطنين. كذلك جميع مداخل ومنافذ مدينة بنزرت مراقبة حيث تراقب كل المارة والسيارات : وكأن البلاد علي أبواب حرب, ذلك أن البوليس قد أقام حواجز في أغلب الطرقات المؤدية الي مدينة بنزرت : مدخل الطريق السريعة, الطريق الوطنية عدد 8 وكذلك في بطريق تينجة منزل بورقيبة وطرق سجنان وتسكراية حيث منع بعض الماضليبن من الوصول إلي بنزرت وهو فرع الرابطة بماطر.
ورغم شدة الحصار تمكنت مجموعة من المناضلين من الوصول الي الشارع الذي يوجد به مقر الفرع حيث وقعت بعض المشادات بين البوليس والمناضلين.
إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت : -يتمسك بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في10 ديسمبر 1948 وكل المواثيق ذات الصلة والصادرة عن المنتظم الدولي. -لن يرضى بغير استقلال الرابطة أو تدجينها أو إحتوائها من طرف اي كان.
-يجدد وعده بأنه سيواصل النضال وفقا لميثاق الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, مهما كانت أنواع ردود الفعل المنتقمة. عن هيئة الفرع الرئيس عــلي بـن ســالم
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان( في السنة ال33 من وجودها القانوني= قبل 18 سنة من 07 نوفمبر87) فرع قليبية قربة( في السنة ال5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني عليه= بعد 10 سنوات من نوفمبر
مَن يقدر على إعادة الفرحة لعائلة العامل عبد الرزاق المشرقي؟
تفاعلا، وتجاوبا مع البيان الذي أصدره الإتحاد الجهوي للشغل بنابل بتاريخ08/ 12/2010، في شأن الأخ عبد الرزاق المشرقي وقضيته العادلة ضد شركة النقل، التي تعاملت معه كما تتعامل مع عجلة قديمة من عجلات إحدى حافلاتها، حيث لم تراع إنسانية العامل ولا سنه ولا أطفاله، حيث عاقبتهم مع أبيهم فأنزلت من أجرة أبيهم إلى النصف تقريبا، مما أدى بهم إلى نوع من الخصاصة والحرمان، فجعل أبوهم يشتكي ويعرض حاله، لكن صوته ذهب أدراج الرياح، فالتجأ إلى دار الإتحاد الجهوي للشغل بنابل، وهناك نفّـذ إضرابه عن الطعام، دفاعا عن حقوقه التي سُلِبت منه، ظلما واستكبارا .
ونحن نساند الأخ، عبد الرزاق، في مطالبته بحقوقه ، كما نشكر كل من وقف معه وسانده في الإتحاد الجهوي بنابل وفي الإتحاد العام التونسي للشغل وكل الديمقراطيين الذين وقفوا معه في إضرابه،هذا، الذي برهن به على شجاعته وتحضره، حيث لم يكن له سلاح( أبيض ولا أسود) ليستعمله في معركته ضد ظالميه وآكلي حقوقه، بل استعمل جسده وروحه، التي تملكه ويملكها.
إن إضراب عبد الرزاق عن الطعام ما زال متواصلا، في الإتحاد الجهوي للشغل بنابل، بعيدا عن عائلته وأطفاله، الغارقين في الهموم والأحزان، دون أن تكون لهم القدرة على تقديم العون لعائلهم الوحيد. فأين ” التونسي للتونسي رحمة”؟ وأين التآزر والتضامن؟ وهل تتصورون أن الأخ عبد الرزاق يطالب بما ليس من حقه؟ إنه ببساطة كان يتقاضى أجرا، وبقضايا كيدية ظالمة حبكها ضده من تعود على اصطياد الفُرَسِ وافتعال المشاكل، ونسج المؤامرات الدنيئة ضد الأبرياء البسطاء- بكل ذلك كان عبد الرزاق ضحية، ضحية نالها العقاب دون ذنب اقترفته، فوجد عبد الرزاق نفسه مُحاطا بشبكة من الإدّعاءات الواهية، والنتيجة أن مُرتبه نزل إلى النصف وكذلك درحته المهنية وسلم ترقياته، ومن هنا لم يكن بيديه إلا جسده يحارب به أعداء حياته وحياة أطفاله الأبرياء.
فيا أيها النقابيون الشرفاء كونوا مع أخيكم عيد الرزاق المشرقي، لأن ما حدث له فقد يحدث لأي واحد منكم. ويا أيها الإتحاد العام التونسي للشغل كن مع إبنك عبد الرزاق، لأنه ليس له ما يحميه ويعيد الأمل إليه وإلى أطفاله إلاّ أنت، وسوف يساندك كل الأحرار والديمقراطيين، باعتبار أن القضية ليست قضية عبد الرزاق فحسب ولكنها قضية الراع الطويل بين العمال ومصّاصيّ دمائهم وآكلي مجهوداتهم، فمن يقدر، اليوم على إعادة الفرعة إلى أطفال عبد الرزاق؟ إنهم ينتظرون عودة أبيهم إليهم سالما معافى ، يحمل إليهم أجرته الكاملة وبدرجته المناسبة في السلم القديم الذي كان فيه؟
إننا نُكبر كل جهد يُقَدّم إلى الأخ عبد الرزاق، وكل كلمة خير وكل موقف مساند، وكل حل، شامل، لقضيته، دون وعود كاذبة ولا إغراءات خيالية وهمية، إذ يكفي المسكين ما مُلأ به من وعود، جعلته، لو كان من حَفَظَة الشعر، لجعل يردد، بأعلى صوته ما قاله المتنبي، مُعَرِّيا الواهمين الكذبة، :
” جودُ الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا كان الجودُ” وعبد الرزاق ليس في حاجة إلى الوعود الكاذبة بل هو في حاجة ماسّة إلى حل جذري لمشكلته التي افتعلوها ضدة، وبمباركة من بعض الفعاليات المحسوبة على النقابة، سامحها الله وأرجعها إلى سواء السبيل، هكذا يقول عبد الرزاق متنهدا، ونقول له:” لكن الله لا يسامح إلاّ من أذنب في حقه ، أما المذنب في حق الإنسان فلن يسامحه الله إلاّ إذا سامحه الإنسان، وهو أيضان وبالتالي، لن يسامحه إلاّ إذا ساهم معه في استرداد حقه المسلوب، الذي ظُلِم من أجله، وبخلاف ذلك لا سماح ولا مسامحة، ولا هم يحزنون، لكن مهما افترقت بنا السبل فسنلتقي إن كنا صادقين ولمصلحة الإنسان عاملين” قليبية في 09/12/2010 رئيس الفرع: عبد القادر الدردوري
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فـــــرع جندوبـــــــــــة جندوبة في 09/12/2010
بيــــــــــان إصدار حكم بإدانة الصحفي المولدي الزوابي وانقلاب موازين العدالة
أصدرت المحكمة الابتدائية بجندوبة بتاريخ 08/12/2010 حكما بثبوت إدانة الصحفي المولدي الزوابي بالخطية والغرامة في القضية عدد 3960 من اجل ارتكابه جريمتي العنف والقذف المنسوبتين اليه.
وكانت القضية المذكورة تعلقت به اثر تعرضه بتاريخ 01 افريل 2010 إلى اعتداء بالعنف الشديد والسب والشتم وافتكاك أوراقه ومعداته من قبل شخص معروف بانتمائه للحزب الحاكم اغتاض من مقال صحفي حرره الإعلامي المذكور .
وكان الصحفي بادر في الحين بالتشكي من الاعتداء الذي تعرض له إلى النيابة العمومية بمحكمة جندوبة الابتدائية إلا انه بعد إجراء الأبحاث الأمنية تقرر حفظ شكايته،وفوجئ باستدعائه الى محكمة الناحية بجندوبة لمقاضاته من اجل ارتكابه العنف والقذف تجاه خصمه الذي اعتدى عليه في الأصل. وكانت محكمة الناحية قضت بالتخلي عن النظر في القضية بسبب تقرير اختبار طبي اذنت باجراءه وافاد ان الشاكي “المعتدي في الأصل” حصلت له نسبة سقوط من جراء الاعتداء الذي استهدف له من قبل الصحفي. فتعهدت المحكمة الابتدائية بجندوبة بملف القضية واصدرت حكمها المشار اليه اعلاه.
ولقد تابعت هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان كافة اطوار القضية ابحاثا وجلسات، وتؤكد الهيئة ان محاكمة الصحفي المولدي الزوابي شابتها خروقات قانونية كبيرة ولم تراعى فيها المعايير الدنيا للمحاكمة العادلة.وتمثلت الانتهاكات القانونية بالخصوص في ما يلي:
اولا: عدم اجراء البحث والتحقيق في الحين من قبل النيابة العمومية بمحكمة جندوبة الابتدائية حال ان ممثلها عاين آثار الاعتداء على الصحفي وكانت الحالة مندرجة بموجب القانون في حالات التلبس.
ثانيا: تكليف رئيس مركز امن بالبحث في الافعال حال انه مطعون في حياده لسبق تشكي الصحفي به قضائيا واداريا من اجل تجاوز السلطة في العديد من المرات، واصرار النيابة العمومية على المضي في قرار التكليف رغم إعلامها بالطعن المذكور.
ثالثا:حرمان الصحفي من طرف الباحث المطعون في حياده من الادلاء بتصريحاته على الوجه المطلوب وعدم تمكينه من تقديم وسائل دفاعه وشهوده. رابعا:عدم تنفيذ محكمة الناحية عند تعهدها بالقضية لقرار أصدرته يقضي بسماع تصريحات الطرفين وتلقي ما لديهما من بينة وشهود ومؤيدات. خامسا:اعتماد المحكمة التي أصدرت الحكم على تصريحات شهود لم يقع تلقيها وفق احكام الاجراءات ومطعون في مضمونها.
سادسا:اعتماد المحكمة التي اصدرت الحكم على تقرير اختبار طبي مطعون فيه لتضمنه إصابة زاعم الضرر “المعتدي في الأصل”بنسبة سقوط دائمة حال انه مصاب بنسبة سقوط أخرى بسبب خصومة حق عام سابقة مع الغير ،ولم يتعرض لها تقرير الاختبار الطبي المذكور.
إن هيئة فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تؤكد تضامنها ومساندتها المطلقة للصحفي المولدي الزوابي في ما تعرض له والذي كان دائما مستهدفا وضحية لاعتداءات متنوعة من أطراف أجهزة السلطة :
– تندد بحكم الإدانة الصادر ضده ظلما من اجل أفعال لم يقترفها وتحول بموجبه من مركز الضحية إلى موقع الجاني ما يمثل قلبا لأبسط مبادئ القانون والعدل والإنصاف.
– تطالب بضمان حرية الإعلام ووضع حد للانتهاكات المتكررة التي تستهدف الصوت الصحفي الحر والمستقل.
– تطالب بضمان استقلال جهاز القضاء والكف عن توظيفه في تصفية الحساب مع الخصوم السياسيين ورجال الإعلام والصحافيين المستقلين.
عن الهيئة الرئيس الهادي بن رمضان
أوقفوا التعذيب في تونس، الآن! التعذيب سياسة ممنهجة للنظام التونسي
رياض حجلاوي وحبيب غيلوفي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظمت بعض الجمعيات الحقوقية تجمعا في ساحة حقوق الإنسان بباريس الخميس 9 ديسمبر2010، تحت شعار “معا ضد التعذيب في تونس” وقد حضره العديد من المناضلين وضحايا التعذيب من عدة بلدان أروبية (ألمانيا، سويسرا، فرنسا…) وتخللت الاجتماع العديد من الشعارات من مثل لا إرهاب ولا ترهيب أوقفوا التعذيب Non Non à la torture a bas la dictature
ورفعت عديد اللافتات المعبرة عن الاستنكار الواسع من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان لهذا الأسلوب الذي تتبعه السلطة التونسية وهو منافي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللشرائع السماوية التي تحرم تعذيب الإنسان
وقد تخللت الاجتماع تدخلات العديد من رؤساء الجمعيات الذين ركزوا في تدخلاتهم
على الاخلالات التي تقوم بها السلطة التونسية في مواصلتها لممارسة التعذيب ضد معارضيها وضد المدافعين عن حقوق الإنسان فبعد التصديق على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب تواصل السلطات التونسية ، أكثر من أي وقت مضى ، على الرغم من نفيهم لذلك ، لممارسة التعذيب.
فقد افتتح المداخلات الأستاذ كمال الجندوبي الذي أكد أن هذا التحرك ليس سوى بداية لسلسلة من التحركات بالتنسيق مع المنظمات الدولية و الإقليمية لإيقاف كل التجاوزات الحاصلة في تونس.
أما الدكتور المنصف المرزوقي فقد أكد أن التعذيب ليس ممارسات معزولة و لكنها سياسة ممنهجة تتبعها سلطة 7نوفمبر و عصابتها الأمنية و أن الخيار الأمثل هو تشكل حلف سياسي يعمل على إسقاط نظام الحكم.
أما إصرار كل المدافعين عن حقوق الإنسان في المضي قدما في تحركاتهم فقد كانت عنوان مداخلة العربي ألقاسمي رئيس جمعية الزيتونة الذي أكد أننا سنبقى متجندين للدفاع عن ضحايا التعذيب وفضح الجلادين حتى نحاصرهم وننهي معانات الشعب منهم. وقد أضحى التعذيب هو المنهجية والأسلوب الذي تحكم به السلطات التونسية البلاد والعباد فكانت محط التنديد من جميع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المدافعة عن حقوق الإنسان.
وتنفي السلطات التونسية ممارستها للتعذيب للتغطية على المسئولين للإفلات من العقاب، رغم أن ضحاياه كثيرون منهم من استشهد تحت التعذيب ومنهم من صرح به أمام المحكمة ومنهم من يكتبه الآن على صفحات الانترنيت والقائمة تطول وهذا التعذيب يمارس في مراكز الشرطة المحلية والسجون وحتى داخل وزارة الداخلية.
وقد تناقلته العديد من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم مأخوذا من المراسلات الدبلوماسية الأخيرة التي نشرتها ويكيلياكس.
في السنوات الأخيرة ، تمت ممارسة التعذيب بشكل واسع وبشع على المئات من الشباب باسم مكافحة الإرهاب على أساس من قانون 10 ديسمبر2003 السيئ الذكر. ونفس المعاملة الوحشية تعرض لها نشطاء الاحتجاج الاجتماعي السلمي للعام 2008 في منطقة الحوض ألمنجمي بقفصه الضحية الأخيرة للتعذيب الممارس من السلطة التونسية الطالب علي بن عون والذي أتهم زورا ب “التفكير في إحياء محظورة” ، وهي حركة في حركة النهضة. تعاهدت الجمعيات على مواصلة النضال بكل الأساليب المشروعة والمتاحة من أجل زوال أسلوب التعذيب من تونس حتى يجد الشعب أمنه وحريته. : الجمعيات الداعية لهذا الاجتماع – Solidarité Tunisienne – Comité pour le Respect des Libertés et des Droits de l’Homme en Tunisie – Association Ez-zeitouna en Suisse – Association Voix Libre – Fédération des Tunisiens pour une Citoyenneté des deux Rives – Commission Arabe des Droits de l’Homme – International Campaign for Human Rights in Tunisia – SOS Tunisien – Conseil Nationale des Libertés
أحمد نجيب الشابي على الجزيرة مباشر السبت 11 ديسمبر 2010
يستضيف برنامج “مباشر مع” على قناة الجزيرة مباشر السيد أحمد نديب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي السبت 11 ديسمبر، وذلك على الساعة السابعة بتوقيت تونس، التاسعة بتوقيت مكة المكرمة، السادسة بتوقيت غرينيتش.
ويتناول اللقاء الأوضاع التونسية وواقع حقوق الإنسان في تونس وتونس في وثائق ويكي ليكس.
جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي
دعــــــــــوة
في إطار برنامجها الاجتماعي تتشرف جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور فعاليات ندعوة حول ” أزمة الصناديق الاجتماعية ” و التي سيحاضر فيها كل من الإخوة محمد الهادي حمدة و عبد المجيد المسلمي و ذلك يوم السبت 11 ديسمبر بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بمقر الجامعة بنهج الأخت جوزفين تروكادرو سوسة .
الكاتبة العامة نهلة بن خليفة
مسؤول العلاقات الخارجية بالحملة محمد عبد الكريم في حوار مع السبيل أون لاين
حملة التنقل وجواز السفر..تبنينا قضية بوحجيلة وهدفنا تفعيل كل الجهود لخدمة حرية التنقل والحق في جواز السفر
السبيل أونلاين – باريس أعلن السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة يوم 30 نوفمبر المنصرم ، إيقاف إضرابه عن الطعام والذي دام خمسين يوما بعد تدهور حالته الصحية ، وذلك بالتنسيق مع “الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر” ، بعد أن تعهدت له الحملة في شخص منسقها العام الأستاذ نور الدين ختروشي بمواصلة العمل مع جميع مكونات الساحة الحقوقية في الداخل والخارج من أجل حقه في الجواز والمعالجة من الأمراض المزمنة التي أصابته في فترة سجنه التي استغرقت حوالي عشر سنوات .
وقال بوحجيلة أيضا أنه استجاب كذلك “للنداء الذي أطلقته المنظمات الحقوقية في الداخل يوم السبت (27/11) ، وذلك للحفاظ على حياته ، مؤكدا أنه لن يتنازل عن حقه في جواز السفر والعلاج بالخارج خاصة بعد أن تبنت حالته أكثر من جهة طبية أوروبية ، وهدد بالعودة إلى الإضراب مجددا من أجل تلك الحقوق .
وقد اتصل السبيل أونلاين بـ”الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر” (سيّب لخضر) ، للحديث حول تعاطي الحملة مع إضراب السجين السياسي السابق بوحجيلة ، والمفاوضات التي توجت بإنهاء إضرابه عن الطعام ، إضافة الى أسئلة تخص الحملة ، وقد وافانا مسؤول العلاقات الخارجية في الحملة الدكتور محمد عبد الكريم مشكورا بالإجابات وهذا نصّها :
اهتمت الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر بمطالب السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة الذي أضرب عن الطعام خمسين يوما ، فمنذ متى تعاطيتم مع إضراب بوحجيله ، وماهي التحركات التي نسقتموها لصالح قضيته ؟
حال علمنا بوضعية السيد عبد اللطيف بوحجيلة في الأيام الأولى من إضرابه عن الطعام ، تأثر كل فريق الحملة بتفاصيل هذه المأساة ، فالسيد بوحجيلة يضرب للمرّة الثانية منذ خروجه من السجن من أجل الحصول على الحق في المعالجة من الأمراض المزمنة والخطيرة التي أصابته أثناء فترة سجنه التي دامت حوالي عشر سنوات ، ومن أجل الحصول على جواز السفر ليتمكن من المعالجة بالخارج ، وقد شدنا كثيرا وضعه الصحي المأساوي التى ترق له القلوب فهو مصاب بمرض القلب والكلي وتعرض إلى جلطتين ، وحالته الصحية تستدعي بصفة ملحة التداوي فحياته مهددة في كل لحظة ، فبعد إطلاعنا على وضعية بوحجيلة انطلقنا بالاشتغال عليها وآلينا على أنفسنا التحرك في إتجاه إيجاد حل ولو ظرفي لإنقاذ حياته من موت وشيك .فبدأنا عملنا بالعمل على تدويل قضية بوحجيلة وإيصالها الي وسائل الإعلام وخاصة الى الفضائيات العربية وهو ما حصل فعلا ، ثم خصصنا له مساحة يومية في نشاط الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر ، ونوعنا المواد للتعريف والتحسيس بالقضية ، كما نسقنا الإتصال بالمنظمات الحقوقية بالداخل والخارج لتوجيه نداء الى بوحجيلة لوقف الإضراب حفاظا على حياته ، كما شاركنا في التجمع التي دعت له اللجنة العربية لحقوق الإنسان أمام القنصلية التونسية بباريس ، وبالتوزاي مع ذلك دخلنا في حوار مكثّف ومتواصل مع المضرب عن الطعام من أجل إقناعه بإنهاء إضرابه .
متى دخلتم مع بوحجيلة في مفاوضات ايقاف الاضراب عن الطعام ، وما هي حيثاتها ؟
كنا نتابع الحالة يوما بيوم الى أن بلغ الإضراب يومه الخامس و الأربعين ، وقدرنا أن حالة عبد اللطيف بوحجيلة الصحية لا تحتمل المزيد وأن حياته في خطر ، وانه من الواجب علينا أن نحاول إقناعه بضرورة وقف اضرابه ، ونجحنا بصعوبة في إقناعه بجدوى إيقاف الإضراب مقابل التحرك وطنياً ودولياً من أجل استعادته حقه في التنقل وفي الحصول على جواز السفر ، و دامت المفاوضات بضعة أيام وشهدت نقاشات صعبة وأخذ ورد ، وعرفت تفاصيل كثيرة يصعب حصرها ، ليقتنع السيد بوحجيلة في الأخير بجدوى انهاء الإضراب .
تعهدتم له في شخص منسّق الحملة السيد نور الدين ختروشي ، بمواصلة النضال من أجل تحقيق مطالبه ، فماهي الخطوات التي تنوون اتخاذها في هذا الاتجاه ؟
نحن نعتبر أن قضية السيد عبد اللطيف بوحجيلة ، من الأمثلة النموذجية لموطنيين تونسيين كثيرين تسبب حرمانهم من وثائقهم الشخصية وحرياتهم الخاصة ، وتحديدا في موضوع حرية التنقل والسفر ، تسبب في مآسي حقيقية ، ذلك أن المواطن الذي يُحرم من الجواز تفوّت عليه الفرصة في مصالح كثيرة مثلما يحصل مع السيد بوحجيلة بشأن العلاج الضروري بالخارج أو في شؤون أخرى كثيرة مثل الحج والتزاور العائلي وفرص الحياة الأخرى المتعددة . والمجموعة المشرفة على الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر ستعمل جاهدةً من أجل استعادة السيد بوحجيلة حقه في الجواز والسفر للعلاج ، وستوظّف كل امكانتها لقضية ستبقى أولوية لدينا كما تعهدنا ، فبالإضافة إلى التحسيس بقضية بوحجيلة وغيرها من القضايا المتعلقة بحرية التنقل وجواز السفر لدى الرأي العام الوطني والدولي والتى تمس التونسيين بالداخل والخارج المحرومين من جوازات سفرهم أو الممنوعين من التنقل الحرّ داخل تراب الجمهورية ، وسنعمل على توظيف كل الأرصدة الإعلامية والحقوقية والقانونية لصالحها وسيتصاعد نسق الحملة ويتفاعل مع التطورات لتحقيق الأقصى من المكاسب في هذا الملف تحديدا .
هل تنوون تتويج هذه الحملة بمنتظم جمعياتي لخدمة قضية حرية التنقل والحق في جواز السفر والذي تضرر منه المئات بل لعله الآلاف في تونس سواء في الداخل أم في الخارج ، أم أن وسائل عملكم لا تقتضي تأسيس جمعية ، وهل هناك سقف زمني لهذه الحملة ؟
الجمعيات الحقوقية التونسية في الداخل والخارج تقوم بعمل جبار للدفاع عن حقوق المواطنين، لذلك فنحن لا نعتبر أن تكوين جمعية أمر ضروري في الوقت الحالي لخدمة هذه القضية بل إن الأهم لدينا هو تفعيل دور الأفراد والجمعيات الحقوقية و العمل على توحيد جهودها لحل هذه المعضله، فعملنا تعبوي و تنسيقي بالأساس ولا نطمح لمزاحمة أحد على الساحة، كما نؤكد على أن السقف الوحيد الذي نرتضيه لحملتنا هو تمتع كل تونسي بحقهم في جواز السفر وهو هدف لا نراه عزيزاً على شعب نال استقلاله منذ أكثر من خمسين سنة .
هل لديكم اتصالات مع السلطات الرسمية أو تنوون القيام بذلك لبحث قضايا الأشخاص المتضررين في قضية التنقل وجواز السفر ، خاصة وأنها الجهة الوحيدة التي بيدها إنهاء تلك القضايا ؟
ليس لدينا في الوقت الحالي اتصالات بالسلطة ولكننا نعتبرها طرف أساسي لإيجاد حل جذري لهذه القضية، و هي مطالبة بفتح أبوابها للتحاور مع المنتظم الحقوقي في سبيل إنهاء هذه المأساة، ونحن لن نتوقف عن العمل والمطالبة بهذا الحق الدستوري وعملنا هذا يحتم علينا التفاعل والتنسيق مع الجميع بدون استثناء لتحقيق هذه المصلحة .
هناك قضايا خطيرة في تونس من وجهة نظر حقوقية مثل التعذيب و قضايا مساجين الرأي وملاحقة المساجين السياسيين السابقين وقضايا الفساد المالي والإصلاح السياسي وغيرها ، ألا ترون أن مثل هذه القضايا أولى من قضية حرية التنقل والحق في جواز السفر على أهميتها ؟
كل القضايا الحقوقية بدون استثناء تفرض علينا العمل على إيجاد حلول لها، ولا يجب أن ننسى أن الحقوق كل لا يتجزأ فاحترام الحرمة الجسدية والفكرية للمواطن أمر مقدس لكنه لا يلغي حاجتنا في النضال على جميع المستويات والمطالبة بكل الحقوق فلا يوجد حق أقل أهميةً أو إلحاحا من حق آخر،و الأولوية المطلقة تكمن في تبني كل القضايا بصدق ونضالية وترك الحسابات السياسية على جهة، فنجاحنا في تحقيق مطلب ولو بسيط في ظاهره هو نجاح للحركة الحقوقية ورصيد مستقبليٌ لها لخوض معارك أخرى.
جديد ويكي ليكس: فساد النظام التونسي وطبيعة علاقاته المغاربية
حرر من قبل التحرير في الخميس, 09. ديسمبر 2010 جاء في تسريبات رشحت عن موقع ويكيليكس الثلاثاء تناولت مناقشات بين الرئيس التونسي ودبلوماسيين أمريكيين أن بن علي قال أن الإخوان المسلمين سوف يصلون إلى الحكم في مصر والمسالة فقط في نظره مسألة وقت لا غير.
ونقلت الوثيقة المؤرخة في 3 مارس 2008 وكتبها السفير الأمريكي روبرت غوديك عن الرئيس التونسي قوله بعد لقائه ب دافييد وولش: “أن جماعة الإخوان المسلمين ستسيطر على الحكم في مصر الآن أو لاحقا.”
واعتبر الرئيس التونسي أن سوريا تمثل تهديدا للمنطقة لأنها تساند إيران وهو ما من شأنه أن يسبب مشكلات عديدة في المنطقة، حسب ما جاء في نص الوثيقة. كما أضاف الرئيس التونسي أنه لا يثق في الشيعة، كما اعتبر العقيد القذافي إنسانا غير طبيعي.
وفيما يتعلق بالصحراء الغربية قال بن علي أن الجزائر هي المسؤولة عن المأزق المستمر وان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مسؤول عن شلل مؤسسات اتحاد المغرب العربي.
وأضافت الوثيقة أن تونس تلعب دورا معتدلا في علاقتها بإسرائيل حيث رفضت المقاطعة العربية للبضائع الإسرائلية ، وشاركت في مناقشات هادئة مع مسؤوليين إسرائليين أفضت إلى عديد الإيجابيات .
من جهة أخرى، أوردت برقية مؤرخة في جويلية 2008 أن التونسيين يكرهون ليلى بن على ويعتبرون أنها تنتهك النظام انتهاكا صارخا، ويعد بالحسن الطرابلسى شقيق زوجة الرئيس الأكثر فسادا وتورطا والأكثر ابتزازا للحصول على رشاوى، حسب ما جاء في البرقية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 ديسمبر 2010)
ترجمة لوثائق ويكيليكس حول تونس
حرر من قبل قسم التحرير كلمة تونس في الخميس, 09. ديسمبر 2010 يقدم فيق التحرير بكلمة تونس حصريا ترجمة إلي اللغة العربية لبعض من الوثائق المنشورة من قبل ويكيليكس حول الأوضاع العامة بتونسحفظ عبر: السفير روبرت غوديك للأسباب 1.4 (ب) و(ث)
المقدّمة:
أوّلا: استنادا إلى التقرير السنوي لمنظّمة الشفافية العالمية وملاحظات مصادر السفارة، فإن الفساد المالي في تونس في تفاقم. فسواء كان الأمر متعلقا بالسيولة المالية أو الخدمات أو الأراضي أو الممتلكات أو حتّى يختك نفسه، فإنّ عائلة الرئيس بن علي اشتهرت بطمعها فيها ولا بدّ أن تحصل عليها بكلّ الطرق. وإضافة لحكايات العائلة الحاكمة الغامضة، فإنّ التقرير عن التونسيين يشير إلى انخفاض في مستوى الفساد بسبب تداخل عمل الشرطة والديوانة وعدد من الوزارات.
ويبدو الوقع الاقتصاديّ لهذا الواقع واضحا على المستثمرين التونسيين، الذين يخشون الذراع الطويلة “للعائلة”، فيفضّلون تجنّب الاستثمار في مشاريع جديدة، الأمر الذي يجعل من نسق الاستثمار الداخلي منخفضا ونسبة البطالة عالية (المرجع خ. د.). هذه الأنباء المتواترة عن الفساد، متفاعلة مع التضخّم المتزايد ونسبة البطالة المتصاعدة، ساعدت على مزيد توتير العلاقة مع الحكومة التونسية، وأسهمت في الاحتجاجات الأخيرة بالجنوب الغربي التونسي (مرجع أ.).
نعتقد أن من ذكروا أعلاه هم أسوأ المنحرفين، ويطيب لهم البقاء في الحكم. ولا نرى أنّ هذا النظام يمكن إصلاحه. نهاية الملخّص —————– نهاية الأفق ——————- ثانيا(س) استنادا لمؤشّر منظّمة الشفافية العالمية لسنة 2007، فإنّ توقّعات الفساد في تونس تزداد سوءا. فق تراجع ترتيب تونس من 43 سنة 2005 إلى 61 سنة 2007 (متخلفة عن 179 دولة) بحصيلة نقاط 4.2 (1 للأكثر فسادا و10 للأقلّ). ورغم أنّه من العسير ضبط أرقام دقيقة عن الفساد والتثبّت من نسبه، فإنّ مصادرنا جميعها تؤكّد أن الوضع يتطوّر في الاتجاه السيّئ. وحين سؤل عن الفساد أهو في تراجع أم في تفاقم أم باق على حاله، أجاب ******* بيأس “طبعا هو في تفاقم”، معلنا أن الفساد لا يمكنه أن يزيد لكنّ المجرمين يبحثون عن مزيد ومزيد من فرص جديدة. مضيفا بدعابة عن التضخّم أن حتّى معاليم الرشوة ارتفعت “فعون أمن يوقفك على الطريق في دورية مرورية لا يكلّفك 20 دينارا فقط بل الآن أصبح يكلّف أكثر من 40 أو 50 دينارا” —————– كلّ شيء داخل العائلة —————–
كثيرا ما تذكر العائلة الموسّعة للرئيس بن علي على أنها معقل الفساد. وبما أنّها كثيرا ما تشبّه بالمافيا، فإن مجرّد إشارة غامزة إلى “العائلة” تدلّ على أيّ عائلة تقصد. وعلى ما يبدو، فإنّ نصف رجال الأعمال التونسيّين يستطيعون الارتباط ببن علي عبر المصاهرة، كما أن الكثير من هذه العلاقات استفاد أصحابها من هذا الارتباط.
وتثير زوجة بن علي – ليلى – وعائلتها الواسعة – آل الطرابلسي – نقمة شديدة لدى التونسيين. وكثيرا ما تردّد تلميحات حول فساد آل الطرابلسي وتحكى نكات عن قلّة تربيتهم ومستواهم الاجتماعي المتدنّي وطمعهم الشديد.
ورغم أن البعض من هذه الشائعات يرجع إلى احتقار مظاهر الإثراء السريع لدى جماعة الطرابلسي، فإن التونسيين يؤكّدون أن آل الطرابلسي يستعملون سياسة ليّ الذّراع واستغلال النفوذ بتوظيف النّظام لتحقيق مآربهم، وهو ما يكرّس كره الناس لهم.
ويعتبر شقق ليلى بلحسن الطرابلسي الأكثر سلطة بين أفراد العائلة ومعروف عنه أنه متورّط بشكل كبير في المخطّطات الفاسدة التي هزّت مجلس إدارة البنك التونسي (مرجع ب.) في خصوص الاستيلاء على الممتلكات وابتزاز العمولات.
فإذا تركنا مسألة السوابق جانبا، فإن استثمارات بلحسن الطرابلسي واسعة وتشمل مجال الطيران والكثير من النّزل والفنادق وأحد محطّتي الراديو الخاصتين بتونس، ومركّبات لتجميع السيّارات، نيابة شركة فورد، مؤسّسة استثمار عقّاري، والقائمة تطول. (انظر المرجع ز. من أجل قائمة أشمل لمجالات استثماره).
ومع ذلك، فإنّ بلحسن هو واحد من إخوة وأخوات عشرة معروفين لليلى، كلّ واحد منهم له أبناؤه. ومن بين أفراد هذه العائلة الواسعة، يعتبر المنصف شقيقها وعماد ابن أخيها بشكل خاصّ من أهمّ رجال الفاعلين الاقتصاديّين.
رابعا: لقد ترك الرئيس الأمور تمضي، مع تأكيد العديد من التونسيّين أنه يقع استغلاله من طرف عصبة الطرابلسي، وأنه لا علم له بتجاوزاتهم وبممارساتهم. ************، وهو من المدافعين الأوفياء عن الحكومة وعضو في **************** أخبر السفير بأن المشكلة ليست بن علي، وإنما “العائلة” التي تتجاوز الحدود وتكسر القواعد. ومع ذلك فمن العسير الاعتقاد بأن بن علي ليس على علم – على الأقلّ – بشكل عامّ بمشكلة الفساد المستشري.
وهذا ما ينعكس أيضا في التقسيم الجغرافي للإقطاعيّات بين آل بن علي وآل الطرابلسي، حيث نركّز عصبة بن علي على منطقة الوسط الساحلي بينما تتمركز عمليّات عصبة الطرابلسي حول تونس الكبرى وبالتّالي تحوز على النصيب الأكثر من الشائعات.
كما أنّ فرع بن علي من العائلة وأبناءه وأصهاره من الزواج الأوّل متورّطون بدورهم في العديد من القضايا. فبن علي لديه 7 أشقّاء وشقيقات من بينهم المرحوم المنصف – تاجر المخدّرات المعروف – الذي حوكم بالسجن 10 سنوات غيابيّا أمام القضاء الفرنسي. ولديه أيضا 3 بنات من زوجته الأولى نعيمة الكافي: غونة ودرصاف وسيرين متزوّجات حسب الترتيب من سليم زرّوق وسليم شيبوب ومروان المبروك، وكلّهم من رجال الأعمال الهامّين والمؤثّرين.
——————————————– هذه الأرض أرضك، هذه الأرض أرضي ——————————————–
خامسا: مع ازدهار الاستثمار العقاري وارتفاع أسعار الأراضي، يغدو امتلاك الملكيّات العقارية أو الأراضي في المكان المناسب إمّا نعيما أو تذكرة ذهاب بدون عودة نحو فقدان الملكية. ففي صيف 2007 تلقّت ليلى بن علي رقع امتلاك لأراض مرغوبة في قرطاج من قبل الحكومة التونسية وبدون مقابل، من أجل الاستثمار في بناء المدرسة الخاصّة الدولية قرطاج (مرجع ف.) وبالإضافة إلى الأرض، تلقّت المدرسة 1.8 مليون دينار (1.5 مليون دولار أمريكي) هديّة من الحكومة التونسية، وفي ظرف بضعة أسابيع أنشأت الحكومة طرقا وإشارات ضوئيّة بالمفترقات لتسهيل الوصول إلى المدرسة. ولقد أبلغنا أن السيدة بن علي باعت المدرسة الدولية بقرطاج لمستثمرين بلجيكيّين، لكنّ السفارة البلجيكيّة تعذّر عليها إلى الآن نفي أو تأكيد الخبر. ويؤكّد ************* أن المدرسة وقع بيعها بمبلغ هامّ، لكن غير محدّد.
مشيرا إلى أن صفقة كهذه تمثّل ربحا صافيا، حيث أن السيدة بن علي تلقّت الأرض والبنية التحتية ومعها مكافأة ضخمة كلّ ذلك بدون كلفة. سادسا: إنشاء قصر هائل مقابل إقامة السفير العام الماضي. وقد أخبرتنا عديد المصادر أن هذا المسكن هو على ملك صخر الماطري، صهر الرئيس بن علي وصاحب راديو الزيتونة. وكان المالك الأصلي قد وقع طرده من قبل الوزارة الأولى التونسية لأجل استغلال الملكية من قبل إدارة المياه، لتمنح لاحقا للماطري من أجل استعماله الخاصّ.
كما روى صاحب مقهى قصّة مماثلة لموظّف بالسفارة، حيث أخبره كيف أن بلحسن الطرابلسي أكرهه على التفويت في مقهى كان على ملكه في موقع متميّز. وصرّح صاحب المقهى أن الطرابلسي قال له أن بإمكانه أن يفعل ما يطلبه؛ ف‘ن لم تكن 50 دينارا كافية كرشوة لرجال الشرطة، فإن الطرابلسي تكفيه مكالمة واحدة “لحلّ الإشكال”.
———— اليخت المطلوب ————
سادسا: سنة 2006، أبلغنا أن أقارب بن علي عماد ومعز الطرابلسي (أبناء أخ زوجته) قاما بسرقة يخت لرجل أعمال فرنسيّ واسع العلاقات، هو برونو روجر، رئيس لازارد-باريس. وقد كتبت الصحف الفرنسية بشكل واسع عن السرقة، التي برزت إلى النور حين اكتشف اليخت بعلاماته المميّزة مطليّا حديثا وراسيا بميناء سيدي بوسعيد.
ولقد خلق روجر المؤثّر بقوّة في المؤسّسات الفرنسية حالة من التوتر في العلاقات الثنائية وحسب التقارير فقد أعيد اليخت بسرعة إلى مالكه. وعادت قضيّة سرقة اليخت إلى البروز على السطح سنة 2008 بسبب برقية تفتيش للشرطة الدولية في حق الطّرابلسيّين الاثنين. وفي ماي، عرض الشقيقان أمام المحاكم التونسية، في محاولة لإرضاء العدالة الدولية. غير أن التقارير لا توضح نتيجة القضيّة.
—————— أرني أموالك ——————
يبقى القطاع المالي التونسي ضحيّة لادّعاءات جدّية حول الفساد وسوء التصرّف المالي. فرجال الأعمال التونسيون يقولون ساخرين أن أهمّ علاقاتك هي تلك التي تقيمها مع مدير بنكك، ممّا يعكس أهمّية العلاقات الشخصيّة على حساب مخطّطات العمل القويّة في الحصول على التمويل. إن مخلّفات استناد المعاملات البنكية لقاعدة العلاقات الشخصية هي معدّل القروض غير المثمرة والبالغة 19 بالمائة، والتي تبقى عالية رغم كونها أقل من نسبة 25 بالمائة لسنة 2001 (المرجع ذ.).
ولقد أكّدت مصادر السفارة بجلاء أنّ العديد من هذه القروض تحصّل عليها رجال أعمال تونسيّون أثرياء يستغلّون علاقاتهم القويّة بالنظام لتفادي الخلاص. (المرجع ج.).
إن تراخي الرقابة على القطاع البنكي يمثّل هدفا مثاليّا للاستغلال، مع العديد من الحكايات عنمخطّطات “العائلة الحاكمة”. وتشكّل التحويرات الأخيرة في البنك التونسي (المرجع ب.)، بصعود زوجة وزير الخارجية لرئاسة مجلس إدارتها وعضوية بلحسن الطرابلسي له، آخر الأمثلة على ذلك. وحسب ممثل عن الكريدي أجريكول Crédit Agricole، فإن مروان المبروك، وهو صهر آخر لبن علي، اقتنى 17 بالمائة من حصص بنك الجنوب سابقا (التجاري بنك حاليّا) مباشرة قبل خصخصتها. هذه النسبة (17 بالمائة) تعدّ حيويّة للحصول على حقّ الإشراف بما أن صاحبها يصبح أغلبيّا، حيث أن 35 في المائة فقط من حصص البنك خصخصت. وقال ممثل الكريدي أجريكول أن المبروك حصل على تمويله من بنوك أجنبية مع مكافأة مجزية من الفائز بالعطاء الإسباني المغربي سانتاندر-التجاري وفاء الذي دفع في نهاية المطاف إلى المبروك. ويروي ************ أنه في الفترة التي ما يزال فيها في بنكه، كان دائما يتلقّى مكالمات من حرفاء فزعين يخربونه أن بلحسن الطرابلسي يطلب منهم مالا. ولم يصرّح إن كان ينصحهم بالدّفع.
———————– استشراء الظاهرة ———————–
ثامنا: في الوقت الذي تمثّل فيه حكايات الفساد في أعلى مستوى أكثرها جلاء متكرّرة أكثر من مرة، فإن التونسيّين يقولون أنهم يتعرّضون لمستوى أقلّ من الفساد في حياتهم اليوميّة وأكثر تكرارا، فخطايا تجاوز السرعة يمكن أن يقع تجاهلها، والحصول على جواز سفر يمكن تسريعه والعادات يمكن تجاوزها — كلّ شيء له ثمنه. ويعتقد أن هبة لصندوق 26-26 الحكومي من أجل التنمية أو لجمعيّة بسمة للمعوّقين – جمعيّة ليلى بن علي الخيريّة – كفيل بتسهيل الأمور.
حياة لواني (محميّة)، وهي عضو مجلس نواب ذات علاقات متشعّبة، تعرّضت لضغوطات متصاعدة من الحكومة التونسية، بعد أن رفضت إعطاء أموال لفريق كرة قدم تابع للطرابلسي. ويقول ************ أن عناصر الديوانة يطالبونه في كلّ مرة بدفع 10 آلاف دينار لإدخال بضاعته من الديوانة، ولم يبيّن إن كان يستجيب لطلبهم أم لا.
تاسعا: إن المحاباة تلعب دورا هامّا حتّى في منح التدريس وفرص التشغيل. فمعرفة الأشخاص المناسبين في وزارة التعليم العالي قد يكفل لك القبول في أحسن الكليات أو الحصول على منحة للدراسة بالخارج.
يؤكّد أحد الرعايا الخارجيّين للسفارة أن مدير التعاون الدولي الذي يعرفه من مدّة طويلة عرض عليه أن يمنح ابنه بورصة دراسية بالمغرب على أساس معرفتهما ببعضهما. فإذا لم تكن تعرف شخصا مناسبا، فإن المال يمكن أن يكون الوسيلة. وهناك العديد من القصص عن تونسيين دفعوا لأعوان وزارة التعليم العالي حتى يدرجوا أبناءهم في أفضل المدارس التي يستحقّها من يحوز أفضل تحصيل دراسي.
أمّا الوظائف الحكومية – وهي مجزية في تونس – فيعتقد أنها تمنح حسب العلاقات. وقد أفادت التقارير أن والدة ليلى بن علي – الحاجّة نانا – عرفت بوساطتها في مجال إدراج الأبناء في المدارس العليا وكذلك التشغيل في الحكومة، عارضة خدماتها لتسهيل ذلك مقابل عمولة.
كما أنّ من بين الشكايات المرفوعة من محتجّي الحوض المنجمي بقفصة، إشارات إلى أنّ التشغيل بشركة فسفاط قفصة يخضع للعلاقات والرشوة. عاشرا: لا شكّ أن حكايات الفساد في العائلة تؤلم الكثير من التونسيين، لكنّ الإشاعات حول الاستيلاء على الأموال تثير القلق، خاصّة وأنّ المتنفّذين يقبعون خارج طائلة القانون. أحد المعارضين التونسيّين اشتكى من كون تونس لم تعد دولة بوليسيّة، بل أصبحت دولة تحكمها المافيا، وقال مستنكرا: “حتّى تقارير الشرطة ترفع إلى العائلة !”. لا يمكن إصلاح هذا النظام مع وجود هؤلاء المذكورين أعلاه وتمسّكهم بالبقاء في الحكم.
ذكرت ابنة وال سابق أنّ بلحسن الطرابلسي دخل مكتب والدها غاضبا – وبلغ به الأمر أن ألقى أحد الموظّفين أرضا وهو شخص مسنّ – بعد أن طلب منه الامتثال للقانون الذي ينصّ على وجوب توفير تأمين لفضاء الملاهي الخاصّ به. وأرسل والدها رسالة إلى الرئيس بن علي يدافع فيها عن قراره ويندّد بممارسات الطرابلسي. غير أن الرسالة لم تلق أبدا ردّا، وأقيل والدها من مهامّه بعدها بقليل.
تمكّنت الحكومة التونسية بفضل الرقابة الشديدة التي تمارسها على الصحافة من كتمان حكايات الفساد في العائلة وعدم نشرها. ويمثّل فساد العائلة خطّا أحمر خطرا بالنسبة للصحافة. ورغم أنّ سجن الممثل الكوميدي الهادي ولد باب الله في فيفري ارتبط مباشرة بالمخدّرات، إلا أن مجموعات حقوق الإنسان تشير إلى أنّ هذا الإيقاف جاء عقابا على عرض ب30 دقيقة سخر فيه الممثل من الرئيس ومن أصهاره (تونس ث.). كما عرضت المنظّمات الدولية المستقلّة للوضعية السجنية السيّئة الصحفي سليم بوخذير الذي وقع إيقافه لكونه لم يستظهر ببطاقة تعريفه ومن أجل الإساءة إلى عون أمن، مشيرة إلى أنّ التهم ذات علاقة وطيدة بمقالاته النقديّة للحكومة والفاضحة للفساد.
ويبقى الفساد موضوعا يتداول بصوت خفيض مع التفاتة حذرة إلى الخلف. يتبع … المصادر : Traduction Wikileaks المراجع A. TUNIS 615 أ. ;B. TUNIS 568 ب.; C. TUNIS 365 ت.; D. TUNIS 169 ث.; E. TUNIS 113 ج.; F. 07 TUNIS 1489 ح.;G. 07 TUNIS 1443 خ.;H. 07 TUNIS 1433 د.;I. 06 TUNIS 2848 ذ.; J. 06 TUNIS 1673 ر. K. 06 TUNIS 1672 ز. ;L. 06 TUNIS 1630 س. ;M. 06 TUNIS 1622 ش. ;N. 01 TUNIS 2971 ص. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 ديسمبر 2010)
تونس ترى ان تسريبات ويكيليكس لا مصداقية لها
قال وزير الشؤون الخارجية التونسي كمال مرجان الخميس ان التسريبات على موقع ويكيليكس “لا مصداقية لها” ولن يكون لها تأثير على العلاقات التونسية الامريكية. واكد الوزير خلال مناقشة مجلس المستشارين لمشروع ميزانية وزارة الخارجية لعام 2011 “ان تسريبات موقع ويكيليكس لن يكون لها تاثير على العلاقة مع واشنطن”. واشار الى ان “نفي هذا التاثير اتى ايضا على لسان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي معه الاثنين”. واكد مرجان ان هذه التسريبات “لا مصداقية لها ولا يمكن ان تؤخد في الاعتبار” على خلفية انها “تهم تقييمات شخصية لسفراء الولايات المتحدة وهى لا تعبر البتة عن مواقف امريكا”. وكشفت برقيات دبلوماسية اميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس ونقلتها صحيفة “لو موند” الفرنسية مساء الثلاثاء ان المحيط العائلي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي “اشبه بالمافيا” وان النظام التونسي “لا يقبل لا النقد ولا النصح”. وفي برقية مؤرخة في حزيران/يونيو 2008 ساقت السفارة الاميركية اكثر من عشرة امثلة عن اساءة استخدام النفوذ من قبل اقرباء الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. واوضح مرجان ان “محتوى بعض التقارير، عندما يتناول الشؤون الداخلية، هو مجرد نقل لاقاويل وافتراءات بعض المناوئين المتحاملين دوما على بلادنا ولا قيمة لها ولا يمكن ان تعكس واقع تونس”. ولفت الى ان “هذه التسريبات تهم تقارير تثير الالتباس حول مواقف بلاده وعلاقاتها مع اشقائها في المغرب العربي وبعض الدول العربية الاخرى”. واكد الوزير على “مواقف تونس المناصرة دوما لقضايا العدل والسلم في العالم و(التي) ترفض التدخل في شؤون الغير كما ترفض التدخل في شؤونها”.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
تونس: تسريبات ويكيليكس لن تؤثر في العلاقات مع واشنطن
تونس (رويترز) – قال وزير الخارجية التونسي كمال مرجان يوم الخميس ان التسريبات على موقع ويكليكيس المتعلقة بتونس لن تؤثر على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة.
واشارت وثائق نشرها موقع ويكليكيس نقلا عن تقارير سرية لسفراء امريكيين في تونس ان النظام التونسي لا يقبل النصح سواء من الداخل او الخارج وان الفساد آخذ في الازدياد.
وقال مرجان يوم الخميس متحدثا امام مجلس المستشارين “هذه التسريبات لن يكون لها تأثيرات على العلاقات بين البلدين.” واضاف ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ابلغته في محادثة هاتفية ان هذه التسريبات تقييمات شخصية لسفراء امريكيين “ولا تعبر عن مواقف أمريكا.” ومضى يقول ان محتوى بعض التقارير “هو مجرد نقل لاقاويل وافتراءات لبعض المناوئين المتحاملين دوما على بلادنا ولا قيمة لها ولا يمكن ان تعكس واقع تونس.”
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 ديسمبر 2010)
منظمة: التعذيب، ممارسة “مزمنة ومنتشرة” عبر العالم
لاحظت منظمة “التحرك المسيحي لالغاء التعذيب” (اكات) غير الحكومية في اول تقرير سنوي حول التعذيب ان هذه الممارسة “مزمنة ومنتشرة” في العالم ابتداء من اسلوب الاغراق في مياه حوض الحمام الاميركي الى الضرب بالفلقة على القدمين في الدول العربية. واستنتجت المنظمة بوضوح في تقرير نشرتها الخميس وشمل 22 بلدا من القارات الخمس ان “بالامكان بشكل معقول، اعتبار ان اكثر من نصف الدول الاعضاء في الامم المتحدة تمارس التعذيب” راسمة لوحة قاتمة للتعذيب عبر العالم من خلال هذه الدراسة. واعتبرت المنظمة ان التعذيب “مزمن في عدد كبير من الدول ويمارس بشكل منهجي” مشيرة الى “الانظمة التعسفية والدكتاتورية والعديد من الانظمة الاسلامية وكذلك الدول الضعيفة التي تمارس العنف السياسي”. وفي تقريرها بعنوان “عالم معذب” وصفت المنظمة وبشكل فظ احيانا طرق تعذيب تمارس في الدول التي شملتها الدراسة “من اريتريا التي تمارس طريقة الصلب وتطلق عليها اسم +المسيح+ الى اوزباكستان حيث كثيرا ما تمارس طريقة الغسل القسري بالماء والفلفل الحار”. وذكرت آن سيسيل انطوني رئيسة “تحرك المسيحيين لالغاء التعذيب” (اكات-فرنسا) من 2008 الى 2010، في مقدمة التقرير بانه اذا كانت حالات التعذيب التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة تتعلق بصحافيين ونقابيين ومدافعين عن حقوق الانسان فان “اغلبية الضحايا هم من المشتبه فيهم العاديين ومعتقلي الحق العام الذين ينتمون الى فئات الشعب الفقيرة والاكثر ضعفا”. وذكرت “اكات” بالمعنى الواسع الذي تستعمله الامم المتحدة للتعريف بالتعذيب وهو التسبب في آلام شديدة سواء كانت جسدية او معنوية بشكل متعمد سعيا لهدف معين مع تدخل احد اعوان الدولة. وفي افريقيا تقول “اكات” ان “الانظمة الدكتاتورية او الدكتاتورية الاتجاه مثل موريتانيا والسودان وزيمبابوي واثيوبيا واريتريا وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تجعل التعذيب وسيلة حقيقية للتحقيق والقمع في يد النظام الامني”. وكذلك اعتبرت ان “اللجوء الى الطرق العنيفة لا سيما التعذيب ما زال منتشرا في قوات الامن” في اميركا اللاتينية حيث يعتبر “من مخلفات دكتاتوريات عسكرية استمرت عقودا”. كذلك اشارت المنظمة الى خطر بعض قوانين مكافحة الارهاب وقالت ان “انتشار هذه القوانين سمح بتغطية العودة الى استعمال التعذيب كما يدل على ذلك الوضع في تونس”. ووجهت “اكات” اصابع الاتهام ايضا الى بعض الانظمة الديمقراطية الغربية بما فيها اسبانيا لما تمارسه من نظام الاحتجاز “اينكومونيكادو” (عندما يمنع سجين من الاتصال بشخص خارج مكان اعتقاله وما يترتب عن ذلك من سوء معاملة) وفرنسا “لسياستها العقابية التي تشجع القوانين القمعية” واكتظاظ سجونها. وانتقدت المنظمة ايضا العبارات البديلة التي تستخدمها بعض الدول مثل تعبير “ووتربوردينغ” التي تترجم ب”الايهام بالغرق” الذي يقلل من فداحة هذه الطريقة (المتمثلة في تثبيت السجين على لوح خشبي وسكب المياه على راسه حتى يشعر بالاختناق) وتعتبرها “اكات” “بدون ادنى شك” شكلا من اشكال التعذيب. وتاسست اكات سنة 1974 بهدف دعم ضحايا التعذيب وتوعية الراي العام بشان التعذيب وحكم الاعدام وحقوق الانسان وتقول ان لديها عشرة الاف منتسب واربعين الف مؤيد.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 9 ديسمبر 2010)
بعد الحجب ، موقع جريدة “الأخبار” اللبنانية يتعرض للقرصنة
حرر من قبل التحرير في الخميس, 09. ديسمبر 2010 بعد أن تم حجبها في تونس خلال الأسبوع الماضي تم يوم الخميس إغلاق الموقع الالكتروني لصحيفة الأخبار اللبنانية التي نشرت برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس الالكتروني تناولت بعض الدول العربية ومن بينها تونس. وشهد موقع الصحيفة قيام مجموعة من القراصنة باختطاف موقعها وتوجيه الزائرين إلى موقع سعودي للدردشة على الانترنت. وقد صرح أحد أعضاء آسرة تحريرها لوكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” أن “هذا العمل يعدّ قرصنة وننتظر التحقيق لمعرفة المسؤول عن الهجوم”. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 ديسمبر 2010)
قلق على مصير البحارة المختطفين
حرر من قبل التحرير في الخميس, 09. ديسمبر 2010 أعربت إحدى عائلات بحارة سفينة حنّبعل 2 المختطفين لراديو كلمة عن قلقها على ابنها الذي لم يتصل بهم إلا مرة واحدة منذ أن تم اختطافه يوم 11 نوفمبر الماضي.
وقالت أم البحار المختطف التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها أن ابنها اتصل بهم ليلة عيد الأضحى.
وأعربت عن تخوفها من تنصل مالكي السفينة من مسؤوليتهم في إنقاذ ابنها وجميع البحارة المختطفين الذين مضى على اختطافهم شهر كامل. وقالت الأم أنها اتصلت مرات عديدة بشركة “قابس للملاحة والسفن المجهزة بالصهاريج” التي يعمل بها البحارة المختطفون لكنها لم تتلق إجابات شافية حول مصير ابنها.
وناشدت الأم المسؤولين ومكونات المجتمع المدني التدخل لإنهاء مأساة البحارة المختطفين.
وكان قراصنة صوماليون اختطفوا السفينة حنبعل 2 في خليج عدن قبالة السواحل اليمنية يوم 11 نوفمبر الماضي وعلى متنها 31 بحارا منهم 23 تونسيا وطالبوا – حسب بعض التسريبات الإعلامية – بفدية تقدّر ب7.2 مليون يورو لقاء تحرير الباخرة وأفراد طاقمها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 09 ديسمبر 2010)
محكمة تونسية تغرّم صحفيا
خميس بن بريك-تونس
قضت المحكمة الابتدائية بمحافظة جندوبة شمال غرب تونس أول أمس الأربعاء بتغريم الصحفي مولدي الزوابي، الذي اعتبر هذا الحكم “جائرا” ووصفه بأنه “حلقة من حلقات استهداف الصحفيين”. وألزمت المحكمة الزوابي -الذي يحاكم منذ أشهر بتهمة الاعتداء على شخص- بدفع غرامة 300 دينار (207 دولارات) من أجل العنف الشديد وغرامة أخرى مثلها من أجل القذف العلني. وأدان الزوابي هذا القرار متمسكا ببراءته، وقال إنه هو من تعرّض للاعتداء وليس العكس، في حين اتهم محاموه المحكمة بـ”الامتثال لتعليمات السلطة” التي قالوا إنها “تقف وراء المحاكمة” لردع موكلهم عن نشاطه الصحفي. ويأتي صدور الحكم بحق الزوابي بعد محاكمة كل من الصحفي فاهم بوكدوس، الذي يقضي حاليا عقوبة بالسجن لأربع سنوات، وتوفيق بن بريك وزهير مخلوف، اللذين سجنا ستة وأربعة أشهر على التوالي هذا العام في قضايا اعتبرت “ملفقة” من قبل السلطة، التي تنفي بشدّة ضلوعها في ذلك. “من مشتك إلى معتد” وتعود أطوار قضية الزوابي -الذي يعمل في قناة الحوار التونسية وإذاعة كلمة (المحظورتين)- إلى الأول من أبريل/نيسان الماضي حينما اشتكى من أنه كان عرضة لاعتداء “خطير” من قبل شخص يدعى خليل المعروفي، قال الزوابي إنه عضو في الحزب الحاكم و”معروف بسوابقه العدلية”. وأكد الزوابي للجزيرة نت أنه رفع في ذلك اليوم شكوى للنيابة العمومية التي طلبت منه التظلّم إلى مركز الشرطة بمحافظة جندوبة، غير أن الشرطة “امتنعت” عن تدوين بعض أقواله ضدّ من اعتدى عليه، حسب قوله. وفي يونيو/حزيران الماضي، استدعت الشرطة الزوابي مجددا للتحقيق معه لكن بوصفه متهما وليس مشتكيا، بعدما رفع خصمه قضية ادعى فيها أن الصحفي اعتدى عليه في الطريق. ومنذ ذلك الوقت أصبح الزوابي متهما، وشهدت محاكمته سلسلة من الجلسات وسط موجة انتقادات. وطلبت لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود من السلطة الكف عن ملاحقة الزوابي ورفع القيود عن الصحفيين. ورغم أن الحكم اقتصر على تغريمه ولم توجه إليه عقوبة بالسجن، فإن الزوابي يشعر بأن حقه كان “مهضوما”، ويقول للجزيرة نت “أنا أدين هذا الحكم مهما كانت درجته، لقد أصبحت في نظر القانون مجرما وذا سوابق عدلية”. ويضيف “لقد تم قلب الموازين وتحولت من ضحية إلى معتد قصد تجريمي. أنا أعتبر هذه الإدانة حلقة من حلقات استهداف الصحفيين وحرية التعبير”. وسبق أن نشر الزوابي، وهو عضو في الحزب الديمقراطي المعارض، سلسلة من التقارير ذات الصبغة الاجتماعية، تحدث فيها عن تفشي الفساد بمحافظة جندوبة وانتقد سياسة الحكومة. تورط القضاء ويقول الزوابي إنّه لم يتمتع بشروط المحاكمة العادلة بدعوى أنه شابتها الكثير من “الإخلالات”، ويقول “لقد رفضت المحكمة الاستجابة لمطالبنا بينما امتثلت لجميع مطالب الخصم”. ويقول المحامي الهادي المناعي، أحد أعضاء لجنة الدفاع عن الزوابي، إن المحكمة رفضت إعادة القضية إلى التحقيق ورفضت إعادة الكشف على الخصم الذي يزعم وجود أضرار بدنية، كما رفضت مطلبا لاستجواب شهود الخصم، وأضاف “كل هذا لا يدل على حياد القضاء”. وتابع في حيدث للجزيرة نت “للأسف لا توجد استقلالية للقضاء في بلادنا، كنا نعلم منذ البداية أن هذه القضية مفبركة، وكنا سنستغرب حقا لو استجابت المحكمة لمطالبنا”. ورغم أن فريق الدفاع ما زال لم يحسم موقفه بعد، فإن هناك نية قوية للذهاب باتجاه استئناف القضية من أجل إسقاط الدعوى بحق الزوابي.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
وزير العدل وحقوق الانسان فض الخلافات بين الرابطيين بعيدا عن المزايدات أو التوظيف السياسي
باردو ـ وات ـ ابرز السيد الازهر بوعوني وزير العدل وحقوق الانسان ريادة المكاسب المسجلة منذ التحول في مجال حقوق الانسان والحريات الاساسية مشيرا الى ان تونس جعلت من النهوض بالقطاع خيارا جوهريا ودعامة اساسية في تكريس دولة القانون والمؤسسات. واكد حرص الوزارة على تنفيذ ما اقره الرئيس زين العابدين بن علي من اجراءات هامة ومتنوعة لفائدة القطاع ورجال القضاء مبينا ان اشادة واعجاب الهيئات المتخصصة واللجان الاممية بالتقارير الوطنية الدورية حول حقوق الانسان يقيم الدليل على صواب التمشي التونسي في هذا الشأن. واوضح ان القرارات التي اتخذها رئيس الدولة في هذا المجال بمناسبة الذكرى 23 للتحول تندرج في اطار مزيد اثراء وتعزيز منظومة حقوق الانسان والحريات الاساسية. وفي ما يتعلق بملف الرابطة التونسية لحقوق الانسان اشار الوزير الى ضرورة ان يتم فض الخلافات بين الرابطيين وتخطي أزمة هذا الهيكل الحقوقي الهام بعيدا عن المزايدات او التوظيف السياسي مجددا التأكيد على أن الرابطة مكسب وطني يتعين المحافظة عليه بتغليب روح التفاهم والمسؤولية واعلاء المصلحة الوطنية. وردا على استفسار حول امكانية مزيد احكام التشريع الوطني لحماية المستثمرين الاجانب من التحيل اوضح الوزير ان التشريع الوطني في هذا الشان متطور مؤكدا حرص الدولة على ضمان مقومات الثقة والاستقرار للمستثمرين الاجانب وهو ما يفسر اقبالهم على تونس كوجهة للاستثمار. واضاف ان عمليات التحيل التي تستهدف المستثمرين الاجانب نادرة ومعزولة ولا ترتقي الى مستوى الظاهرة ويمكن ان تشمل حتى المستثمرين التونسيين بما يجعل امكانية وضع تشريع خاص بالمستثمرين الاجانب في هذا الشان امرا غير وارد. وأوضح من جهة اخرى ان الوزارة اعدت مشروع قانون يضبط اليات مكافحة الجريمة المعلوماتية بهدف ترشيد استعمال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال وتقنين الانحرافات المسجلة في المجال. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2010)
تفاصيل أصناف ورتب الناخبين القائمة النهائية للمترشحين لمكتب جمعية القضاة
أصدر المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين يوم أمس الخميس بلاغا رسميّا قال فيه أن أعضاءه اجتمعوا للنظر في صحّة ترشّحات القضاة لعضويّة مكتب الجمعية في المؤتمر الثالث عشر المقرّر عقده يوم الأحد 19 ديسمبر 2010 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بنزل “المرادي” بضاحية قمرت بتونس العاصمة تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي ورئيس المجلس الأعلى للقضاة، واختار المكتب التنفيذي وضع المؤتمر تحت شعار” في تطوير آليات العمل القضائي ترسيخ لقيم العدل وثقافة حقوق الإنسان”.
وعملا بمقتضيات الفصل 22 من القانون الأساسي للجمعية وبعد نظره في جملة المطالب المقدمة من طرف القضاة المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي في الآجال القانونية، أصدر المكتب التنفيذي القائمة النهائية للترشحات المقبولة وتضم 18 مترشحا حسب القائمة التالية:
1- كريم المهدي: وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس 2- جلال الزواوي: مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس 3- فيصل البوسليمي: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 4- زهير الماجري: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة 5- فتحي بوخريص: وكيل رئيس المحكمة الابتدائية ببن عروس 6- حمادي الشنوفي: قاضي تحقيق أول بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية 7- عدنان الهاني: (قديم) رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 8- آسيا العيّاري: (قديم) رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 9- وليد عاش الله: قاضي المؤسسة بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 10- المنصف البرهومي: وكيل رئيس المحكمة العقارية بتونس 11- رياض الغربي: (قديم) رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 12- خديجة المزوغي: (قديم) قاضي ناحية قرطاج 13- عدنان الماطوسي: المساعد الأول لوكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بباجة 14- نجيب العرعوري: قاض بالمحكمة الابتدائية بزغوان 15- سلوى سلامة: قاضي السجل التجاري بالمحكمة الابتدائية بأريانة 16- طارق ابراهم: (قديم) رئيس المحكمة الابتدائية بأريانة 17- الطاهر بن تركية: (قديم) رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بنابل 18- ياسين الزمني: قاض لدى دائرة المحاسبات
وقرّر المكتب التنفيذي أن الاقتراع خلال المؤتمر سيكون شخصيا وبدون توكيل وأنّ السبعة الأوائل الذين تحصلوا على أغلب الأصوات من المترشحين هم أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية وفي صورة تساوي الأصوات بين آخر المترشحين يقع حسم النتيجة بالقرعة وذلك بحضور رئيس المؤتمر ورئيس لجنة الفرز والمترشحين المعنيين. وتضم جمعية القضاة التونسيين حوالي ألفي قاض كالتالي:
1800 قاضي من الصنف العدلي يرجعون بالنظر لوزارة العدل وحقوق الإنسان، بالاضافة إلى حوالي 200 قاضي من الصنف الاداري ينتمون الى مجلس الدولة المتكون من المحكمة الادارية ودائرة المحاسبات ويرجعون بالنظر إلى الوزارة الأولى بحيث يكون المجموع 2000 قاض. ويبلغ عدد القضاة العدليين 1800 قاض موزعين على ثلاث رتب كالتالي:
الرتبة الأولى وتضم 800 قاض والرتبة الثانية وتضم 600 قاض والرتبة الثالثة وتضم 400 قاض. ويمثل قضاة الرتبة الأولى القضاة الذين لهم أقدمية بين سنة واحدة وعشر سنوات أو أكثر بقليل فيما يمثل قضاة الرتبة الثانية القضاة الذين لهم أقدمية بين 11 سنة و20 سنة ويمثل قضاة الرتبة الثالثة القضاة الذين لهم أقدمية تتجاور 20 سنة فما أكثر (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2010)
تقدم في إنجاز حل لأزمة الرابطة
أنجزت لجنة الوساطة المكلفة بملف الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، جلسة مهمة مساء أمس، جمعت الوسطاء الخمسة بأربعة أعضاء من الهيئة المديرة للرابطة، وبمثلهم من مجموعة الشاكين. وعلمت «الصباح» من مصادر مختلفة أن هذه الجلسة عرفت تقدما ملموسا تمثل في الاتفاق على مبدإ المراوحة في تطبيق قاعدة الـ7/3 والـ7/4، وفق خصوصيات الفروع السبعة… على أن يتم الاتصال لاحقا بفرع باب بحر، وفرع تونس المدينة، كل على حدة… قصد الإعداد لسيناريو حل وفاقي عام.
وعلمت «الصباح» أنه تم الاتفاق على أن تتواصل جلسات التفاوض بين الأطراف المعنية، بعد اجتماع الهيئة المديرة للرابطة… ووصف عدد من الذين حضروا لقاء أمس الأجواء الجديدة للمفاوضات بالإيجابية والواعدة، في انتظار قطع خطوات أخرى نحو الحل النهائي.
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2010)
بنزرت -سجنان اعتداء…و إضراب
في غياب الوقفة الحازمة في معالجة أسبابه يبقى العنف في الوسط المدرسي ظاهرة مرضية تهدد التلاميذ و المدرسين على حد السواء، تعطل سير العملية التعليمية و تكشف فشل الخيارات التربوية.
الضحية هذه المرة أستاذة الانجليزية بالمدرسة الإعدادية بسجنان التي تعرضت للتعنيف و السب والشتم و وابل من الألفاظ النابية على مرأى و مسمع من تلاميذها بقسمها في غياب إدارة تخاذلت في تطبيق النظام التأديبي سابقا. أما المعتدي فهو تلميذ راسب بالسنة الثامنة أساسيي أصر على الدخول للقسم دون تسوية غياب بالأمس.
لم تنجو الأستاذة إلا حين غادرت القسم حوالي الساعة 10 و 20 دقيقة من يوم الجمعة 10 ديسمبر 2010 لتلتحق بقاعة الأساتذة،أين تجمع الأساتذة للتنديد بالاعتداء السافر على زميلتهم و تحميل الإدارة مسؤولية حماية المدرسين أثناء القيام بواجبهم المهني ثم الدخول في إضراب احتجاجي ناجح من الساعة 11 إلى الساعة 12تحت إشراف نقابتهم الأساسية و مساندة من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت والاتحاد المحلي للشغل بسجنان الذي أصر كاتبه العام على الالتحاق بالمدرسة والتواجد إلى جانب المضربين.
روج الأساتذة عريضة ضمنوها تنديدهم بالعنف المسلط على زميلتهم و استعدادهم للدفاع عن كرامة الأساتذة بكافة الوسائل المشروعة. عضو النقابة الجهوية المكلف بالإعلام
لكل
هذه الأسباب أطالب برحيل الإدارة العامة للشركة الوطنية للسكك الحديدية .
بداية أحي كل سائقي القطارات الذين نفذوا يوم أمس الخميس 09 / 12 / 2010 إضرابا احتجاجيا فجئيا بداية من الساعة الواحدة زولا تضامنا مع زميلهم سائق القطار الذي كان طرفا في حادث تصادم بين قطارين في شهر سبتمبر الفارط حيث تم ايقافه يوم أمس بعد خروجه من المستشفى وظهور نية لتحميله مسؤولية حادث التصادم كما أؤكد أن الإضراب حق شرعي لكل العمال وان تبعاته ومضاره تتحملها الإدارة التي كان عليها تكييف وضعيتها والتصرف وفق الظروف الطارئة التي خلقها الإضراب.
كنت يوم أمس مثل مئات المسافرين في محطة الارتال ببرشلونة في حدود الساعة الثانية ظهرا , وجدت أمورا غريبة جدا المحطة تعج بالمسافرين كل الشبابيك مغلقة وكل اللافتات الضوئية التي تنشر مواعيد انطلاق ووصول القطارات مطفئة , فقط كان هناك تسجيل صوتي يتيم يتكرر كل 10 او 15 عشرة دقيقة ” نعتذر عن تأخير موعد انطلاق ووصول القطارات ” …
عندما تحاول أن تحصل على توضيح أو معلومة محددة حول زمن التأخير او الموعد القادم لانطلاق القطار لا تحصل على أي شيء , كل الأبواب مغلقة ومن تجده في طريقك من موظفي الشركة لا يعرف شيئا . المحطة في شلل تام والمسؤولون غائبون والمواطنون حائرون ولا احد يستطيع أن يفهمنا الوضعية هل علينا الانتظار أو البحث عن وسيلة نقل أخرى ؟
قررت بعد قرابة ساعتين من الدوران في حلقة مفرغة البحث عن وسيلة أخرى للعودة إلى قابس لكن من الضروري أن انقل صورة عن المعاناة التي تركتها في محطة الارتال ببرشلونة … كان هناك العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمسننين و ونساء بأطفال صغار ورضع والجميع في وضع لا يحسد عليه ويجهلون كيفية التصرف في غياب من يرشدهم ومن يفهمهم الوضعية. لقد اظهر الإضراب عجز الإدارة العامة على التعامل مع الأزمات الطارئة , كانت غائبة تماما وربما اكتفت بإجراء حوار مع المضربين ونسيت ألاف المواطنين الذين تسببت لهم في إرباك وإزعاج وربما أشياء أخرى …كان من الضروري منذ بداية الإضراب تشكيل خلية أزمة على مستوى محطة برشلونة تتولى تسيير الأمور إلى حين عودة الرحلات إلى طبيعتها لكن للأسف كانت الإدارة العامة او من يمثلها غائبة تماما وكأنها في عداد الأموات .
كان يمكن لبعض الإجراءات البسيطة لو اتخذت يوم أمس بصفة عاجلة أن تخفف من انعكاسات الإضراب على المواطنين خاصة الفئات التي لا يمكنها أن تتحمل قدرا كبيرا من المتاعب , كان يمكن كراء حافلات لتامين العودة الضرورية للعشرات والمئات ذوي الحالات المستعجلة , كان يمكن التكفل ببعض الوضعيات الخاصة لتوفير بعض من شروط الراحة لها كان يمكن فعل الكثير ولو بإجراءات بسيطة …
ما قامت به الإدارة العامة مشكورة هو شريط صوتي يكرر كلمات رتيبة زادت المواطنين قلقا على قلق وغموضا على غموض .
إن إدارة على هذا القدر من الابتكار في مواجهة الأزمات الطارئة تستحق أن ترحل وبصفة عاجلة بل إن إجراءاتها العاجلة يوم أمس تؤكد أن هذه الإدارة تؤسس للخراب والفشل وربما كان البعض من إجراءاتها السابقة سببا في حادث تصادم القطارين الأليم .
لكل هذه الأسباب أطالب برحيل هذه الإدارة العامة كما أطالب بإعادة فتح التحقيق في أسباب حادث تصادم القطارين في شهر سبتمبر الفارط وتكوين لجنة محايدة من الخبراء وان لزم الأمر استدعاء خبراء من الخارج لتحديد المسؤوليات من جديد .
محمد
مرة أخرى.. في تالة ! ! ! ! ! ! ! أين مصداقية الامتحانات؟؟؟
أثناء الأسبوع المغلق للثلاثية الأولى من السنة الدراسية 2010/2011 قام ناظر الدراسات بمعهد ابن شرف بتالة بتسريب فرض تأليفي في مادة العربية مستوى سنة رابعة ثانوي إلى تلميذة تدرس بالمعهد وقد انتشر الخبر بين التلاميذ ليلة الامتحان و قام أحدهم بالاتصال باستاذه لاعلامه بالموضوع عن طريق الهاتف العمومي وقد اتصل الاستاذ باحد زملائه ثم انتقلا الى المعهد واتصلا بالمدير الذي تاكد من تسرب الفرض حيث وجدوا أحد ملفات الاختبار مفتوحا و منقوصا من نسخة مع العلم ان هذه الملفات كانت متواجدة بمكتب السيد الناظر مما استوجب تغيير الفرض في وقت متأخر و في الغد اتصل المدير صحبة الاستاذين بالتلاميذ الذين أكدوا ان الفرض تسرب عن طريق الناظرلكن الغريب هو موقف الادارة التي تريد التعتيم على الموضوع رغم تقديم الاساتذة لتقرير مفصل و مشفوع بشهادة التلاميذ جدير بالذكر ان هذا ” المسؤول” يشغل خطة مستشار بلدي ضمن قائمة الحزب الحاكم وهو ما يعطيه حصانة من التتبعات حسب تصريحاته. مراسلة خاصة
في منتدى التقدم : النقابي والسياسي بين الاستقلالية والتبعية
نظم منتدى التقدم يوم 26 نوفمبر 2010 بمقر جريدة الوحدة لقاء فكريا بعنوان ” النقابي والسياسي بين الاستقلالية والتبعية” مع الأستاذ عدنان المنصر بمناسبة صدور كتابه “الدّر ومعدنه”.
وقد افتتح هذا اللقاء السيد هشام الحاجي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية بكلمة رحب فيها بضيف المنتدى وكذلك بالأستاذ عميرة علية الصغير ومن خلالهما بممثلي الجامعة التونسية والباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية وبشكل خاص بالمدرسة التاريخية التي لها تراثها في تونس مشيرا إلى الجيل الجديد الذي ينتمي إليه الأستاذ عدنان المنصر بمشاغل ومقاربات أخرى في التعامل مع أرشيف الحركة الوطنية سواء المكتوب منه أو الشفوي الذي يعرف بأرشيف الصدور، وهي إشكاليات هامة بقدر ما تتعلق في رأيه بالماضي بقدر ما قد تلقي أضواء على الحاضر وربما على المستقبل، ومنها العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وبين الحزب الدستوري وفيما بعد الدولة والأسس التي انبنت عليها، وهي علاقة طبعت في نظره التاريخ الاجتماعي والسياسي في تونس، وأشار إلى المتغيرات الجديدة في إطار العولمة حيث لم تعد المسألة محددة بالحيز الوطني (بالمعنى الجغرافي). وأكد أهمية ما تشهده الساحة الثقافية في تونس من إصدارات للكتب والاحتفاء بها مبرزا من خلال منتدى التقدم دور الأحزاب في الدفع بالحركية الفكرية والاستماع المفيد إلى المثقفين والمفكرين بما يخرج بها من الطابع الظرفي أو الآني لترسم الاستراتيجيات وتكون قادرة على التعاطي مع المستجدات وتزيد من بذلها وإشعاعها. كما جدّد في سياق ترحيبه بالسيد محمد الكيلاني كمؤسس للحزب الاشتراكي اليساري التعبير عن موقف حزب الوحدة الشعبية المساند لحقه الشرعي في التواجد القانوني العلني.
من جهته أشار الأستاذ عدنان المنصر في مداخلته إلى أن هذا اللقاء يمثل تجربته الأولى في مستوى مناقشة مسائل أكاديمية في فضاء حزبي. وأبرز الجهد المبذول من المؤرخ الذي يقوم بعملية مسح توثيقي لكل ما يهم موضوعه، مؤكدا أن ذلك الجهد يستحق أن يتجاوز أسوار الجامعة المغلقة إلى الساحة العامة لأن الإشكاليات المطروحة لا تهم الأكاديميين فقط، خصوصا إذا اعتزم الباحث نشر كتابه ووجد نفسه مضطرا إلى القيام بذلك على نفقته الخاصة بعيدا عن ناشر لا يعطيه مستحقاته ولا يوزع الكتاب، وهذا الجهد الإضافي ربما كان الباحث في غنى عنه لو أن الهياكل المعنية تقوم بدورها على النحو المطلوب، ملمحا في هذا المجال إلى أن نشاط مركز النشر الجامعي تشوبه العديد من النقائص.
وإثر استعراض أهم محاور كتابه ” الدرّ ومعدنه: الخلافات بين الحزب الدستوري والحركة النقابية في تونس 1924 ـ 1978 ـ جدلية التجانس والصراع” مثلما تم تقديمها في عدد سابق من جريدة الوحدة، لاحظ الأستاذ عدنان المنصر أن المنهج الذي اتبعه لتناول الإشكالية الأساسية (الاستقلالية النقابية في تونس) والإشكاليات المتفرعة عنها لم يكن تخطيطا حدثيا، وإنما القيام بدراسة تأليفية حول قضية العلاقة بين النقابي والسياسي، النقابي ممثلا في الحركة النقابية بمراحل حياتها الثلاثة: جامعة عموم العملة التونسيين الأولى (1924/1925 ) والجامعة الثانية (1937) ثم الاتحاد العام التونسي للشغل، أما السياسي فيمثله الحزب الدستوري (الحر القديم والحر الجديد والاشتراكي)، وقد تناول قضية الاستقلالية النقابية ضمن ثلاث دوائر اهتمام ، أولاها من خلال تأسيس النقابات حيث لاحظ وجود دستوريين منذ البداية في أولى المجموعات التي بادرت بالتأسيس النقابي، ومن خلال الخطاب (خطاب الدستوريين وخطاب النقابيين)، ثم في الفصل الثاني من الاحتواء إلى الصدام من خلال تتبع الاستراتيجية العامة في تعامل الحزب الدستوري مع الحركة النقابية، بينما تناول في الفصل الثالث مسألة البرامج وموقعها من الصراعات الحزبية النقابية وخاصة مع البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي قدمه أحمد بن صالح في مؤتمر الاتحاد في سبتمبر 1956.
وقد أعقب تقديم الكتاب ومداخلة الأستاذ عدنان المنصر نقاش ثري شارك فيه كل من نبيل درغوث ونصرالدين بن حديد ومحمد الكيلاني وعميرة علية الصغير وسليم الزواوي ورضا بن حسين وهشام الحاجي وبلقاسم حسن ومحمد فاتح الكافي، حيث لاحظ بعض المشاركين أن الشهادات التاريخية لرجال السياسة بقدر ما هي مهمة بقدر ما يطغى عليها ويوجهها الجانب الذاتي ومن هنا يأتي دور المؤرخ للتمحيص والمقارنة. ولاحظ أحد المتدخلين أن العلاقة بين الحركة النقابية والحزب الدستوري والحركة الوطنية قد سبق أن تناولها مؤرخون آخرون مثل عبد السلام بن حميدة ومصطفى كريم ولطفي الشايبي متسائلا عن نقاط الاختلاف والالتقاء والإضافة بين مقارباتهم ومقاربة عدنان المنصر. وحول أسباب عدم احتدام الأزمة الأولى بين الاتحاد والحزب/الحكومة سنة 1956 فقد ارتأى أحد المتحاورين أن الغالب على النقابيين في تلك المرحلة منطق المشاركة في مشروع بناء الدولة الوطنية، بينما أثارت أزمة 1978 رد فعل واسع لأن الحركة النقابية كانت في منطق قطيعة وبصدد الابتعاد عن السلطة التي بدأت تظهر عليها علامات التحجر والتهرم، حيث تميزت فترة السبعينات ببروز الحركة الطلابية و ظهور المرض على بورقيبة والتساؤلات حول مستقبل تونس بعده ومسألة الخلافة. واعتبر البعض أن الخروج من منطق الزعامات الشخصية وصراعاتهم التي كانت بالأساس وراء الانقسامات والأزمات إلى منطق المؤسسات وتكاملها كفيل بتغيير أسس العلاقة والانتقال من ثنائية الاستقلالية والتبعية إلى التشاركية والتوازن. كما لاحظ البعض الآخر أن الحزب الدستوري لم يكن الحزب الحاكم من 1924 إلى 1956 ولذلك فإن مصطلح السياسي ينطبق أكثر على السلطة وحتى حين تأسست الدولة الوطنية المستقلة أصبحت تتعامل بوصفها سلطة سياسية مع الاتحاد حتى وإن كان النقابيون (عاشور والتليلي وبن صالح) من الدستوريين. كما تمت الإشارة إلى أنه من المفارقات التي ميزت الحركة النقابية في تونس أنه وقع التأسيس لها وتزعمها أصيلو مناطق ليست صناعية أوعمالية مثل الحامة (الجامعة الأولى) والمطوية (الجامعة الثانية) وقرقنة (الاتحاد العام التونسي للشغل). وتساءل أحد المشاركين عن مدى تغييب مفهوم السيرورة التاريخية الطويلة (بروديل) بالتركيز على محطات تاريخية معينة مثل 1924 و1937 و 1956 و1978. كما اعتبر رأي آخر أن الموضوع المطروح يثير أيضا إشكالية الدولة القطرية وجدلية السلطة والنفوذ داخل هذه الدولة بين المؤسسات السياسية والمدنية، في حين أنه ليس هناك ما يحتم الصراع بين الاتحاد والحزب لأن لكل منهما مجاله (الدولة والنقابة) ولو أنه يحاول توسيع مجاله الفعلي وتقزيم الطرف الآخر، مع التلميح إلى المتغيرات التي ستتفاقم في المستقبل مع قيام نقابات متجاوزة للدولة على شاكلة الشركات المتعددة الجنسيات. وأكد أحد المتدخلين أن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يكن مستقلا عن الحزب الدستوري قبل سنة 1978، معطيا ثلاث مؤشرات أحدها تكليف أحمد بن صالح في الستينات بخمس وزارات ومسؤوليته أثناء مؤتمر بنزرت سنة 1964 في تحويل الحزب إلى الاشتراكية الدستورية ومن نتائجها هيمنة الحزب الواحد على كل المنظمات والهيئات وتركيز الشعب المهنية التي ما زلنا نعاني تبعاتها إلى اليوم، و ثانيا مشاركة اتحاد الشغل مع الحزب الدستوري منذ 1955 في إطار الجبهة القومية في كل الانتخابات حتى الثمانينات ولم يتجرأ على الخروج من الوفاق السياسي وشارك في انتخابات 1981 التعددية في إطار نفس الجبهة، كما أسهم بعض العمال التابعين للاتحاد (عمال الموانئ بتعليمات من الحبيب عاشور) في ضرب الحركة الطلابية سنة 1972 وملاحقة الطلبة في الشوارع، أما الذي أحدث التغيير باتجاه الاستقلالية في صلب الاتحاد وفق هذا الرأي فقد كان اليسار النقابي الذي ناضل وقدم التضحيات من أجل الخروج عن ذلك الانصهار بين اتحاد الشغل والحزب الدستوري، وقد تلا ذلك التصعيد في المواقف خروج الحبيب عاشور من الديوان السياسي (أواخر 1977) ولو أنه بقي إلى آخر حياته دستوريا صلبا لم يندم على شيء حسب شهادة أحد المتدخلين مع الإشارة إلى أن عبارة “عاد الدر إلى معدنه” بعد السيطرة على الاتحاد من قبل الحزب الدستوري في منتصف الثمانينات استعملها حسب بعض المشاركين بورقيبة وليس مزالي. وتم التأكيد في أثناء النقاش أن مسألة احترام الاستقلالية النقابية متعلقة بنمط المجتمع و العلاقة بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني، باعتبار أن كل الأحزاب والطبقة السياسية في تونس متورطة بشكل أو بآخر في رؤية وممارسات خاطئة تقوم على السعي إلى الهيمنة على المنظمات والجمعيات والنقابات التي يهدف من يدخل إليها إلى الحصول على الأغلبية ثم تحويلها إلى شبه خلية حزبية مما يؤكد غلبة السياسي على النقابي في تونس، والسبب في ذلك يعود إلى ثقافة سياسية سائدة تشكو عجزا ديمقراطيا في المجتمع، ولم تسلم من ذلك، في نظر أحد السياسيين المشاركين في النقاش، أي منظمة أو جمعية (النقابات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وكذلك أمنستي والاتحاد العام لطلبة تونس وحتى الجمعيات الثقافية مثل نوادي السينما) ولكن المسألة الديمقراطية لا تأتي بقرار سياسي وإنما هي عملية نضج تاريخي. وإذا كان كتاب عدنان المنصر قد توقف عند حقبة تاريخية معينة (1978) شهدت تحولا اجتماعيا هاما بأن صارت القواعد آتية من الجامعة ومن المناطق المحرومة (في مرحلة شهدت بدايات الخوصصة والطفرة السياحية والتوجهات الليبرالية اقتصاديا وتفاقم موجات النزوح) وكانت إضرابات النقل والتعليم الثانوي منذ سنة 1975 مؤشرا هاما لذلك الحراك الاجتماعي، فقد تم التذكير بأن مشكلة الاتحاد والحركة النقابية في تونس قد تواصلت خصوصا في الثمانينات (مع نقابة الشرفاء) وشهدت تجربة جديدة من خلال مساهمة الاتحاد ببرنامج اقتصادي واجتماعي قدّم سنة 1984 في المؤتمر السادس عشر للاتحاد وكانت محاولة ثانية للاستقلالية ثم حدثت أزمة أخطر. وتمت الإشارة إلى أن الاتحاد، الذي أصبح منذ السبعينات ملاذا لليساريين والمعارضين وسعت جميع الأحزاب إلى أن يكون لها صوتها السياسي داخله الذي لم يعد حكرا على السلطة، قد تورط في الصراعات السياسية على السلطة، خصوصا مع الحبيب عاشور الذي كان طرفا في تحالفات سياسية ضد نويرة ثم ضد مزالي، أما فكرة تحويل الاتحاد إلى حزب عمالي في الثمانينات فقد تم التصدي لها بحجة أن الاتحاد لم يعد تابعا للحزب الدستوري أو بالأحرى للدساترة الغاضبين بل أصبح يمثل فسيفساء من الأحزاب أسهمت في زيادة الضبابية والتوظيفات المتصارعة مع غياب الفضاءات التي يمارس فيها المواطن اهتمامه بالشأن العام مما يدعو الجميع إلى العمل على تعميق قيم الحرية والتعددية الفعلية. في حين رأى بعض المتدخلين أنه لا ينبغي محاسبة النقابي والسياسي في مراحل تاريخية سابقة لم تكن الديمقراطية محورها الأساسي بثقافتنا وتطلعاتنا اليوم. وفي نقطة منهجية أخرى تم التساؤل عن سبب عدم اعتماد المؤرخ وقد عمد إلى التحليل السياسي الذي قد لا يكون من اختصاصه إلى المقارنة مثلا مع المغرب التي عرفت تجارب حزبية مختلفة أنتجت تعددية نقابية حقيقية لم تشهدها تونس. وفي هذا السياق تم التذكير باختلاف الرؤى لعلاقة النقابي والسياسي في العالم حسب الخلفية الايديولوجية بين الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والعمالية (حيث التوازن بين النقابي والسياسي و أحيانا تفوق النقابي) وبين الأحزاب الشيوعية (تبعية النقابي للسياسي) التي تأثر بها الزعيم بورقيبة (مثل الفاشيين) من الناحية التنظيمية وليس من الجانب الايديولوجي أوالمبدئي. وتم التنويه بأهمية دور الإعلام النقابي من خلال جريدة الشعب ولا سيما في السبعينات. كما تم السؤال عن إمكانية الحديث عن علاقة النقابي والسياسي في غياب تحليل طبقي للمجتمع، لا سيما وأن التبلور الطبقي (تطور الطبقة العاملة) كان لا يزال هشا ومتواضعا في تونس ولم يكن من الواضح أن القيادات النقابية تمثل مصالح الطبقة العاملة في تلك الفترة.
وفي تعقيبه على بعض الملاحظات والتساؤلات الواردة في أثناء النقاش أكد الأستاذ عدنان المنصر أنه ليس هناك موضوع قتل بحثا وتساءل عما قدمته الدراسات السابقة في تاريخ الحركة النقابية من أجل محاولة فهم إشكالية تأليفية لقضية العلاقة بين السياسي والنقابي، مشيرا إلى أن تناول المؤرخين (مثل الأستاذ مصطفى كريّم) لقضية 1937 كان ذي خلفية سياسية متمحورة في فترة السبعينات حول الاستقلالية النقابية التي لم تكن في رأيه تمثل شيئا يذكر بالنسبة إلى تلك الأزمة أو لبلقاسم القناوي الذي كان مهتما أكثر بعد الانقلاب عليه وتنصيب الهادي نويرة بسداد ديونه، وقد تجاهل التاريخ الرسمي للاتحاد ومقراته زعيم التجربة النقابية الثانية في تونس (لا توجد صورة له مع الزعماء التاريخيين للحركة النقابية) رغم اعتبارها امتدادا للتجربة التأسيسية الأولى (جامعة محمد علي الحامي). وفنّد الأستاذ عدنان المنصر الرأي القائل بأن التحليل هو مهمة السياسي والحدث هو مهمة المؤرخ، معتبرا أن ذلك يعيدنا إلى مدرسة قديمة في التأريخ ، بل يرى أن كل شيء في التاريخ سياسي. والمهم بالنسبة إلى التاريخ كأحد العلوم الإنسانية هو احترام المنهج العلمي وعدم التحديد المسبق لما نريد الوصول إليه أو إغفال أي وثيقة أو مصدر لاعتبار سياسي أو ايديولوجي مع الاستعداد لتحمل ثمن شجاعتنا العلمية. وأشار بالاستناد إلى شهادة السيد محمد الصياح، إلى أنه من الطبيعي أن تسعى الأحزاب إلى السيطرة على النقابات فقد تعود المتحزبون على أن ينظروا للنقابات كأحد الفضاءات التي يجب غزوها وكسبها، والمشكل هنا أن الأمر يتعلق بمجتمع سياسي يؤسس لمجتمع مدني وهذا في اعتقاده نظرة مقلوبة للأشياء فالمفروض أن يدخل السياسيون إلى النقابة كأفراد مواطنين وليسوا مكلفين بمهمة من طرف أحزابهم مذكرا بأنه حتى في أعتى الأزمات كان هناك متحزبون ملتزمين بهذا الفصل ويدافعون عن نقابتهم، نجدهم مثلا في الحزب الدستوري مثل الطاهر الحداد الذي يعتبر كتابه “العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية” من أوفى المصادر بالاستناد إلى الوثائق الأرشيفية كما يقول عنه أحمد الدرعي أن المشكلة التي اصطنعت لمهاجمته عند صدور كتابه “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” كان سببها الأصلي أن الطاهر الحداد فضح اللجنة التنفيذية للحزب الدستوري (القديم) وموقفها المتخاذل من جامعة محمد علي، وكان ذلك الكتاب فرصة لتصفية الحساب. وحول مدى اعتبار الجامعة الأولى والجامعة الثانية واتحاد الشغل منظمات مجتمع مدني بالمعنى الحديث أوضح الأستاذ عدنان المنصر أن التجارب الثلاثة استندت إلى عامل الانتماء والولاء القبلي أو الجهوي أو المحلي حتى أنه اعتبر أن تدمير جامعة القناوي كان أيضا نتيجة الصراع بين الحوامية وبين المطاوة الذين كانوا يمثلون أيضا لوبيات مهنية وأكبر جاليات منظمة في تونس العاصمة مذكرا بأن أول إضراب قوي قامت به جامعة عموم العملة الثانية ( المطاوة) كان ضد استعمال الشاحنات في نقل البضائع، وقد اشترطت في مناقشاتها مع الإقامة العامة حول إضراب “الكرارطية” عدم تشغيل السوافة على أساس أنهم ليسوا تونسيين بل جزائريون، وهذا مثال يدل في رأيه على أن المسالة تبدو ظاهريا وكأنها صراع من أجل الاستقلالية ولكن الواقع أعقد بكثير، حيث نجد أيضا دور العصبيات القبلية والجهوية والتضامن العائلي في مواجهة طول الإضراب (مثل عمال الميناء) والإنفاق على العائلات التي تنقطع عنها الأجور ودعم الصمود النقابي. وكل ذلك يدفع في رأي الأستاذ عدنان المنصر إلى التساؤل حول جواز تسمية هذه التنظيمات بأنها عصرية و حديثة وهي التي تمثل مرآة لكل التشكل السياسي والاجتماعي لتونس في القرن العشرين، في حين أنها شيء مركب على جوهر قد يكون إقطاعيا أو ما قبل رأسمالي أفرز هذه النتيجة على المستويين السياسي والنقابي وربما يكون ذلك مستمرا إلى اليوم. عادل القادري ـ جريدة الوحدة
معتمدية وبلدية قصرهلال تحاصران المجتمع المدني *منظمة العفو الدولية نموذجا*
عرفت مدينة قصرهلال منذ عهد الحماية على أنها كانت منارة حضارية متميزة تزخر بنشاطها الصناعي،وبحركيتها التجارية اللذان ولّدا وبصفة مبكّرة بيئة اصلاحية متميزة تجسمت في الاندراج في بواكير العمل السياسي عبر تنظيماته وهيئاته المختلفة،وفي بروز حركة تعاونية أصيلة منذ العقد الأول من القرن العشرين سبقت انطلاق حركة محمد على الحامي.وقد دعمت كل هذه المظاهرانبلاج نورحركة ثقافية تركزت في ازدهار العمل الجمعياتي المتمحور أساسا حول العمل الخيري والنشاط التربوي،وكذلك أيضا في نشأة وتطور الحركة المسرحية بامكانيات محلية بحتة ،ثم بوصول بعض الرموز الوطنية. ولعل من المفارقات العجيبة الغريبة أن تغيبنوأن تنعدم مثل هذه الحركية في مدينتنا الحالية ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين فأدخلت المدينة قسرا وباشراف تجمعي متميز في غيبوبة شملت كل مظاهر الحياة الجمعياتيةوالثقافية والصحية والتربوية ساهمت فيه بتفوق كل الأطراف القائمة على الساحة المحلية من معتمدية وبلدية تجمعية وجامعة تجمع التير استحقت جميعها وبامتياز كامل الحصول على “جائزة اغتيال المجتمع المدني بقصرهلال”؟؟؟ ولعل آخر المستجدات في هذا الملف أن منظمة العفو الدولية(فرع تونس) وتحديدا منه مجموعة المنستير أرادت وفي اطار الاحتفال بالذكرى الثانية والستون للاعلان العالمي لحقوق الانسان تنظيم تظاهرة بعنوان”البيئة وحقوق الانسان” فطلبت المجموعة من المعتمدية ،ومن البلدية على حد سواء تمكينها من فضاء مناسب تسهيلا لتنظيمها فلم ترد أيا منهما؟؟؟وبرغم توفق هذه المجموعة في ادراج تنظيم التظاهرة بفضاء خاص يوم الأحد12 ديسمبر2010 واتخذت التراخيص والاجراءات اللازمة التي تعفى منها عادة الهياكل والتظاهرات التجمعية،فقد أرادت المجموعة تعليق اعلام ببهو بلدية قصرهلال،وأرادت في الآن نفسه دعوة أعضاء المجلس البلدي للحضور فوقع التعامل معها كما لوكانت منظمة ارهابية يخشى على كل مواطن وخاصة التجمعي أن يتواصل معهاخشية العواقب.وطالما أن الدعوة كانت جماعية فان أيا من الأعضاء الحاضرين لم يقبل بتسلّم الدعوة،أما الاعلام فقد طلب أحد الموظفين بعد سؤال الكاتب العام للبلدية بأن المطلوب هو ارسال مكتوب رسمي وانتظار الرد؟؟؟ ان كل هذه الهياكل هي تجمعية لاريب ويفترض فيها مبدئيا الالتزام بالتوصيات،وبالمقولات الواردة في الخطب الرسمية،وفي البرامج المختلفة”تونس الغد”،و”تونس لرفع التحديات”،فكيف يمكن تقييم موقف المعتمدية والهيكل البلدي،ومن ورائهما جامعة التجمع من هذه التظاهرة الجمعياتية،ونحن نعلم بأن هناك وزارة كاملة للبيئة وللتنمية المستقيمة،ونعلم أيضا مدى اهتمام السلطة القائمة بهذا القطاع الاستراتيجي المراهن عليه بامتياز؟؟؟ أما المجلس البلدي بقصرهلال والذي يفترض فيه أنه يمثّل مجموع متساكني المدينة حتى مع بقائهم يوم الانتخاب في منازلهم،هذا المجلس المدمن على تنظيم أيام الجباية المفتوحة دعما لرأس المال المشترك،كان يفترض فيه أيضا التفاعل ايجابيا مع هذه الدعوة توفيرا للفضاء وقبول الدعوة لأن منظمي التظاهرة والمشاركين فيها هم من دافعي الجباية المحلية،فكيف تريدون من المواطن أن يتعامل معكم في قابل الأيام وأنتم تتصرفون كمجرد خلية تجمعية يفترض فيها أيضا أن لا تجبي الضرائب والرسوم الا من منتسبي التجمع دون غيرهم؟؟؟؟؟
“وجنى الجنتين دان”.. نورك ملأ قلبي حبيبتي الصغيرة
نور الدين العويديدي
قبل يومين.. وما يومان في العمر بكثير، نورت بيتي شمعة مضيئة وقمر منير، وعطرتها زهرة فواحة, أضافت إلى حياتي بهاء وألقا وجمالا.. إنه حدث سعيد عظيم جميل جلل، كله رقة وروعة وبهاء وجلال، إلا ما فيه من سهر موصول، ونوم مقطع محطم كنوم فرخ حمام يخشى كواسر الطير، لكنه لذيذ رغم ما فيه من تعب ونصب، كأن الحياة إنما تؤتينا شيئا، وتأخذ منا بديلا عنه شيئا.. ولكن ما أعطتنيه أجمل وأروع من كل ما أخذت مني.. فلتأخذ النوم كما تشاء.
أقام الله عز وجل نظام الوجود وميزانه على الخير والشر، وجعل الحياة تقدمهما لنا مخلوط أحدهما بالآخر، فما من شر إلا ويخالطه شيء من خير، وما من خير إلا وفيه بعض شر، فالله قد جعل حياتنا كدحا إليه، ومزج ماءها وتربها بالعناء، لأنه قد علم في علمه الأزلي أن “الإنسان ليطغى أن رآه استغنى”، فجعل له منغصات تحول بينه وبين الاستغناء المهلك إذ يؤدي إلى الطغيان، وتذكره أن ما من شيء خالص للخير والسعادة إلا رضا الله وجنات النعيم. فالحمد لله أن نور بيتي بطفلة حلوة عذبة كالسكر، جميلة كالورد، رائقة كالري بعد الضمأ، والحمد لله على سلامة أمها، والحمد لله أن تقبلها إخوتها قبولا طيبا حسنا.. وقد أسميناها جنى، أخذنا اسمها من قوله تعالى {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ}.
وإني لأسأل الله لها ولجيلها سعادة الدارين، والنصر والتمكين، وأن تعيش حياتها لأمتها أكثر من أن تعيشها لنفسها.. ورحم الله فارس الكلمة الشهيد سيد قطب إذ يلامس معنى بديعا حين يقول “إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية”، لأن الحياة، كما يضيف سيد الحكيم الشهيد، “ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة.. فجرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي، ومتى أحس الإنسان شعورآ مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا”. وشاعر الخضراء أبي القاسم الشابي يقول:
عش بالشعور وللشعور فإنما دنياك كون عواطف وشعور
وإني لأرجو لأبنتي وسائر أبنائي وكل الناس ومعهم نفسي أن يعيشوا سعداء، وأن يشعروا بهذه السعادة، وأن يروها مجسدة شجرة وارفة الظلال تظلهم جميعا، وأن يلقوا الله أتقياء أنقياء، يدخلون الدنيا ويخرجون منها بقلب سليم، وضمير مرتاح، وحصاد خير، حتى يكونوا ممن قال الله فيهم {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ}.
جنى هي الرابعة من أبنائي.. كلهم جاؤوا في زمن التهجير والاغتراب.. ثمار حلوة، وزهور مفتحة باسقة، نحاول أن ننسى بها وحشة الفراق ومرارة التهجير وما نكاد. فقبل عقدين وشهرين ويومين بالتمام، من هذا اليوم العاشر من ديسمبر 2010، خرجت وحيدا طريدا شريدا، ومثلي مئات من رفاق الدرب الطويل. وفي الغربة بدل الله الوضع من حال إلى حال، فقد نبت لنا فيها أهل وأبناء. دعوناهم فوقفوا كالحلم الجميل أمامي.
لقد جعل الله البنين مع المال من زينة الحياة الدنيا. والحمد له وحده حق الحمد، وله الشكر كل الشكر، أن رزقني منهما معا ما تحتاجه يدي حلالا، وأن يملأ قلبي سعادة.. لكنها سعادة تظل منقوصة وأنا أرى أبنائي يكبرون أمام عيني منفيين مثلي، وأي نفي.. إنه النفي الذي تفقد فيه المعاني مضامينها، والدالات مدلولاتها، فلا وطن لهم كما كان لي في أعمارهم وطن.. ولا شوق لهم لأرض محددة ووطن، كما لي للخضراء شوق وحنين كثيرا ما تترجمه الدموع وتكشف ستره الآهات والغصص، وأخشى أن لا تكون لهم قضية، كما كان لي في عمر أكبرهم قضية وهمّ.
ربما يكون أبنائي مواطنين عالميين، وما كنت يوما كذلك، ولعلي أبدا لن أكون. فأمهم من بلد وأبيهم من بلد وجواز السفر الذي يتنقلون به من بلد، وفي بلد رابع يعيشون.. يتنقلون بين القارات والبلاد، يسعون خلف أبيهم الباحث عن مستقر لا يكاد يجده حتى يحن إلى الرحيل، فأفقدهم كثرة الترحال معنى الوطن ومعنى المستقر. وإذ ينشؤون على هذا الوضع فإنهم يعتادونه.. أما أنا فأسير للحظة الميلاد وما أجمله وأشقاه من أسر.
أقول أحيانا في نفسي في حوار داخلي متكرر كثيرا ما يراودني دون أن يكف أو يمل: أفق من غفلتك أيها الغر، الذي لا يكبر ولا يتعلم، فالعالم قد تغير، والدنيا ليست ما عرفته منها يوما وما نشأت عليه، والمسلم كالغيث حيث ما حل نفع، ولا وطن للمرء إلا حيث يعيش موفور الكرامة والاحترام. فما الذي يدعوك للحسرة والهمّ، أيها الكهل الذي غادرك الشباب وأنت لم تستمتع به إلا قليلا، فالبلد الذي طردك، واستغنى عنك، وحرمك من خيره، وأبعد الله عنك شره، ما الداعي لتعلقك به، تفتأ تذكره متحسرا حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين؟
هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتي ويمور بعد ثواني.. هذا حديث الوجع وثمرة الأحزان، ينقضه حديث آخر فحواه أن المرء لا قيمة له خارج وطنه، وأن يوما في خدمة الوطن خير من عمر كامل في خدمة غيره، كالماء تسكبه في الصحراء، لا الماء يبقى ولا الصحراء ترتوي.. والفكر يتقلب بين الضدين لا يستقر على حال..
هذه جروح النفس يحييها مقدم ابنتي جنى، وهي جروح لم تندمل يوما، ولم تكف عن النزف والسيلان.. جروح خلفها عقدان وشهران ويومان من الغربة والوحشة والفراق والشوق المقيم.. جروح أوشكت أن تندمل ثم نكأت، ثم أوشكت أن تندمل ونكأت من جديد..
هي جروح أرجو أن لا تعرفها جنى ولا إخوتها، وأن يكون الغد خير من الأمس واليوم.. وأن تكون خاتمة العمر ومغامرة الوجود: {فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ}..
مرحبا بك بيننا يا جنى العمر.. حللت يا ابنتي الحبيبة أهلا، ونزلت بيننا منزلا سهلا.
ويكيليكس: السفيرة الأمريكية في القاهرة رجحت احتمال موت مبارك كرئيس بدلاً من التنحي طوعياً
2010-12-10 لندن- كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن سفيرة الولايات المتحدة لدى القاهرة مارغريت سكوبي رجحت احتمال وفاة حسني مبارك كرئيس بدلاً من تنحيه طوعاً عن السلطة. ونقلت صحيفة الغارديان الصادرة الجمعة عن الوثائق إن السفيرة سكوبي “توقعت في برقية دبلوماسية أرسلتها إلى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في أيار/ مايو 2009 أن يسعى الرئيس مبارك لاعادة انتخابه العام المقبل ويفوز حتماً في انتخابات لن تكون حرة ونزيهة”. وكتبت سكوبي في برقيتها “أن مبارك (82 عاماً) هو أكثر عرضة للوفاة في منصبه بدلاً من التنحي طوعياً أو استبداله في تصويت ديمقراطي معقول في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011، وإذا ما بقي على قيد الحياة فمن المرجح أنه سيرشح نفسه مرة أخرى ويفوز لا محالة”. وقالت “حين سُئل مبارك عن الخلافة ذكر أن هذه العملية ستتبع الدستور المصري، ولا أحد في مصر يعلم علم اليقين من الذي سيخلفه في نهاية المطاف ولا تحت أي ظرف من الظروف على الرغم من النقاشات المتواصلة حول مسألة الخلافة، غير أن المرشح الأكثر ترجيحاً لخلافته هو ابنه جمال مبارك، فيما يشير البعض إلى مدير المخابرات العامة عمر سليمان واحتمال قيام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بترشيح نفسه أيضاً”. واضافت “الرئيس مبارك هو أحد الناجين السياسيين وحافظ على قبضته على السلطة عن طريق تجنب المخاطر ويتمتع بصحة جيدة بشكل معقول لكنه يعاني من عجز في السمع في أذنه اليسرى، ويستجيب بشكل جيد لاحترام مصر ،غير أنه لا يتأثر بالمداهنة الشخصية، ونجا ثلاث مرات على الأقل خلال 28 عاماً من حكمه، وحافظ على السلام مع اسرائيل، كما نجا أيضاً من مخاطر حربين في العراق ومن عدم الاستقرار الأقليمي ما بعد العام 2003 ومن الأزمات الاقتصادية المتقطعة والتهديد الارهابي الداخلي المزمن”. وأشارت سكوبي في برقيتها إلى أن مبارك “نظر (وقتها) إلى الرئيس جورج بوش على أنه ساذج وخاضع لسيطرة مستشاريه وغير مستعد تماماً للتعامل مع عراق ما بعد صدام ولا سيما انتشار نفوذ ايران الاقليمي، وعبّر في مناسبات عدة عن أسفه لقيام الولايات المتحدة بغزو العراق وسقوط نظام صدام حسين.. واستمر في التشديد على أن العراق، في رأيه، يحتاج إلى ضابط قوي وصارم كزعيم، ونحن نعتقد أن مبارك كان يصف نفسه في هذا الطرح”. وقالت إن مبارك يعتقد أن تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل روتيني أدى إلى كارثة وأن كارثة أخرى تلوح في الأفق في أفغانستان وباكستان مع اتساع نفوذ المتطرفين، كما يرى أيضاً أن محاولات الولايات المتحدة تشجيع الاصلاح السياسي والشمولية في مصر قبل انتخابات 2011 كانت خاطئة وعلى نحو مماثل وعززت فقط عزمه على مقاومتها. واضافت سكوبي إن مبارك يراكم المتاعب ويخلق فراغاً محتملاً في السلطة من خلال رفضه تقاسم السلطة والحفاظ على سيطرة محكمة على مستشاريه البارزين، ولا يوجد لديه مستشار أو مقرّب واحد يستطيع التحدث حقاً بالنيابة عنه، ومنع مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق صلاحياتهم المقيدة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2010)
مبارك لميتشل: لا تصدقوا الإيرانيين
قال الرئيس المصري حسني مبارك للمبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل إنه لا يمانع انخراط الولايات المتحدة في محادثات مع الإيرانيين شريطة “أن لا يصدقوا كلمة واحدة يقولها الإيرانيون”. هذا ما تضمنته إحدى البرقيات التي سربها موقع ويكيليكس والصادرة من السفارة الأميركية بالعاصمة المصرية في 9 فبراير/شباط 2009. كما تضمنت البرقية توصية من السفيرة مارغريت سكوبي بأن تحسن الولايات المتحدة من تعاملها مع النظام المصري الذي يعد من أوثق حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. تقول البرقية الموجهة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون “فيما يخص الشؤون الإقليمية، لقد ضرب.. ميتشل على الوتر الصحيح في زيارته الأخيرة إلى القاهرة عندما قال للرئيس مبارك: جئت لأستمع وأصغي لنصحك”. لطالما شعر المصريون بأننا في أحسن الأحوال نتعامل معهم كتحصيل حاصل، والأسوأ من ذلك “نتعمد تجاهل نصائحهم ونحاول فرض رؤيتنا عليهم. تستطيعون شكر أبو الغيط لدور مصر الحيوي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وجهودها في ديمومة الاتفاق”.
تقليص المساعدات كما أوردت البرقية امتعاض الحكومة المصرية من تقليص المعونة الأميركية لمصر، ووضع الكونغرس الأميركي شروطا على بعض المساعدات. تقول البرقية إن المصريين يشعرون بالحرج من تخفيض المعونة الاقتصادية التي تمنحها الولايات المتحدة سنويا لهم من 415 مليون دولار عام 2008 إلى 200 مليون عام 2009، ويقولون إن ذلك سيرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة مستخفة بمصر وأنها لا تعني الكثير في المنطقة. البرقية بينت انزعاج الحكومة المصرية من استخدام الأموال الأميركية في ترويج الديمقراطية في مصر. وفيما يتعلق بالشق العسكري من المساعدات الأميركية لمصر، قالت البرقية إن المصريين يشعرون بالتمييز ضدهم، حيث إن المساعدات الأميركية البالغة 1.3 مليار دولار لم تتغير منذ ثلاثين عاما رغم التضخم الذي شهده العالم، بينما المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل في ارتفاع مضطرد. وتحث البرقية الإدارة الأميركية على الاهتمام أكثر بكسب رضا الحكومة المصرية التي عادة ما تطيب لها عبارات التفخيم والاحترام، إلا أن البرقية في الوقت ذاته تلفت النظر إلى أن مصر قد تكون في بعض الأحيان حليفا عنيدا ومتمردا وأن الابتعاد عن بعض الأمور قد يكون مستحسنا، مثل الحديث عن زعيم حزب الغد أيمن نور من قبل المسؤولين الأميركيين حيث إن ذكر هذا الموضوع يجعل الرئيس مبارك “يستشيط غضبا”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
عالم الفضائح
محمود المبارك إذا كان من سمة بارزة تميز عالم اليوم، فهي أنه أصبح عالم الفضائح, ذلك أن أسرار الدول لم تعد أسراراً كما ينبغي لها أن تكون، بل باتت أسرار الدول القوية والضعيفة على كل لسان وبشكل جريء وغير مسبوق.
ففضائح البرقيات المسماة “كيبل غيت” التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخراً، ربما آذنت بانصرام عصر الدبلوماسية السرية، ودشنت عصر “الدبلوماسية المفضوحة” التي تحمل معها تحديات تتناسب مع عالم التقنية الحديث، في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تحديات قد لا تروق أصحاب الخبرة العريقة من الدبلوماسيين الذين أفنوا أعمارهم في دفن أسرار حكوماتهم، التي ربما يكون كشف خبيئها سبباً لانهيار بعض تلك الحكومات.
وعلى الرغم من أن كشف مستور الحكومات ليس بالجديد ولا المفاجئ، فإن الجديد والمفاجئ الذي أبدعه الأسترالي جوليان أسانج يتمثل في الكم الهائل الذي لم تستشرفه أي من استخبارات الدول التي تزعم أنها ترقب دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء، وفي التوثيق الرسمي لهذه الفضائح والذي يصعب دحضه.
الأخطر من ذلك أن ما تم الكشف عنه -والذي يكفي لتغطية سطح الكرة الأرضية برمتها- ما هو إلا غيض من فيض ما هو قادم مما لا يعلمه إلا الله، الأمر الذي يحتم على حكومات الدول أن تتوقى صدمات مستقبلية محسوبة، بعد صدمتها الأخيرة غير المحسوبة.
بيد أن الملفت في فضائح البرقيات السرية هذه، هو الصورة المتباينة بين أسرار الولايات المتحدة وفضائح الدول العربية. فالوجه القبيح للوثائق المتعلقة بالحكومة الأميركية، يكمن في الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع “حلفائها” من ناحية، وأنها لم تحفظ سر أولئك “الحلفاء” من ناحية أخرى. أما فضائح الدول العربية والمسلمة فهي أعم وأخزى، إذ كشفت هذه الوثائق أن غاية بعض هذه الدول مقصور على كسب ود إسرائيل والولايات المتحدة على حساب مصالحها وشعوبها، ولعله السبب الذي من أجله تصر تلك الحكومات على أن يكون عملها الدبلوماسي سراً لا جهراً.
والحقيقة المرة التي كشفتها فضائح “كيبل غيت” أن دبلوماسية الدول العربية والإسلامية تشبه البكتيريا في عملها، فهي لا تعمل إلا في الظلام ولا تعيش إلا في الماء الراكد، أما حيث تصيبها أشعة الشمس أو يأتيها الماء الهادر من كل مكان، فإنها تموت وتغرق!
المثير للسخرية في أمر هذه البكتيريا التي تعشش في كامل جسد العالم العربي والإسلامي، أنه يراد لها أن تبقى من قبل العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة التي تحاول إيجاد “مضاد حيوي” ليس لإزالة هذه البكتيريا السياسية، وإنما لإبقائها بابتداع دبلوماسية “تجديد الثقة”، كما صرحت بذلك وزيرة الخارجية الأميركية!
هذا المضاد الحيوي الذي يتم تحضيره في مصانع الأدوية السياسية الأميركية بسرية أكثر حذراً، يتمثل في خلق جيل من “الدبلوماسيين الجدد” الذين عليهم أن يتعلموا من دروس هذا الجيل كيف يكذبون على شعوبهم دون أن يكتشفهم أحد، وألا يكترثوا كثيراً في حال اكتشاف كذبهم!
ولعل أول وأولى الدروس المستفادة في الجانب العربي والمسلم، أن “انعدام الثقة” الذي نتج عن إشاعة “الأسرار الدبلوماسية” يجب أن يكون دافعاً، ليس إلى “تجديد الثقة” مع الولايات المتحدة، وإنما إلى “خلق الثقة” الكاملة لدى حكومات الدول العربية والمسلمة، في أن تصرح بما تعتقده وتؤمن به، دون تردد.
بل إنه ليس من المبالغة القول إن اتباع طريق “الدبلوماسية المفضوحة” لأجل المطالبة بالحقوق الشرعية، قد يكون أكثر نفعاً من المضي في طريق “الدبلوماسية السرية”.
ذلك أن بعض الحقائق المكشوفة عكست إلى حد كبير، اختلاف أولويات الدول الخليجية والعربية مع حليفتها الولايات المتحدة. ففي الوقت الذي تؤكد فيه هذه الوثائق على خوفٍ مشروعٍ لعدد من الدول العربية من القوة المتنامية لإيران، لا تعكس هذه الوثائق أي قلق حقيقي رسمي في الجانب الأميركي للقوة الإيرانية النووية، فما السر في ذلك يا ترى؟!
في الوقت ذاته، ربما كان من الحكمة ألا تفرط حكومات الدول العربية والمسلمة في تفاؤلها مع “دبلوماسية تجديد الثقة” المزعومة هذه، ولتتذكر هذه الحكومات أن إحدى ركائز السياسة الأميركية الخارجية، هو ما أشرت إليه في مقال سابق باسم “سياسة الفضح” التي تنفرد بها الولايات المتحدة! الشواهد على ذلك كثيرة، ولعل أبرزها فضيحة سجن أبو غريب الغنية بالشهرة عن التعريف، والتي لم تمتد إليها يد ويكيليكس قط! إذ تم أخذ ونشر تلك الصور المخزية من قبل مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ومن غير وسيط!
شبيه بذلك جرائم القوات الأميركية التي تم فضحها من قبل خمسين محارباً أميركياً كانوا قد شاركوا في الغزو الأميركي على العراق، حين أدلوا بشهاداتهم لمجلة “ذي نيشن” الأميركية في عدد يوليو/تموز 2007، حيث تم نشر ما أحسبه “توثيقاً قانونياً لجرائم الحرب” من قبل هؤلاء المحاربين. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الصحافة الأميركية هي التي سربت فضيحة تعاون حكومة الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس مع إدارة الرئيس جورج بوش في الإعداد لإنشاء “فرقة موت” فلسطينية في غزة تحت قيادة قائد الأمن الوقائي السابق محمد دحلان، كما جاء في التفاصيل التي نشرتها مجلة “فانتي فير” الأميركية في عدد مارس/آذار 2008.
هذه الفضائح وغيرها الكثير مما لا يسع المجال لذكره، خرجت بأيدٍ أميركية رسمية وشبه رسمية، وغني عن القول إنه لم يصحب ظهور أي من تلك الفضائح كثير اكتراث أميركي. وإذا كانت الولايات المتحدة لا تجد غضاضة في فضح أسرارها، فلا غرابة إذاً أن يكون حفظها لأسرار حلفائها بنفس الطريقة التي تعامل بها أسرارها! الغريب أن أمتنا العربية والمسلمة لا تزال تتعلم من أخطائها في التعامل بالثقة الكاملة مع من تعلم جيداً أنه ليس أهلاً للثقة!
وإذا كان العالم السياسي الجديد يؤرخ بأحداث سبتمبر/أيلول 2001، فإن عالماً آخر جديداً بدأ منذ خروج ويكيليكس. ومن خلال هذا العالم الجديد جداً، تشرئب أعناق الرقباء في كل مكان لنشر أخبار “البكتيريا” التي لن تجدي كل المضادات الحيوية في منع انتشارها!
ولو نجحت جهود الاستخبارات الأميركية وغيرها من استخبارات العالم الغربي في إيقاف نشر المزيد من الفضائح من موقع ويكيليكس، فإن الأمر الذي يجب ألا يغيب عن أذهان السادة الغربيين أن “جيل ويكيليكس الجديد” لن يبقى رهينة شخص بعينه، وما قد يعجز عنه أسانج ربما تابعه مئات أو حتى آلاف من الأسانجيين القادمين، ولسان حالهم يقول: مرحباً بكم في “عالم الفضائح”! (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
ويكيليكس: لا أمل لتركيا في أوروبا
خالد شمت-برلين سلطت برقيات دبلوماسية أميركية سرية نشرتها صحيفة ديرتاجسشبيغيل الألمانية، الأضواء على حقائق جديدة تتعلق برفض الاتحاد الأوروبي لقبول تركيا في عضويته، وحالة الامتعاض المتصاعدة بين الأتراك تجاه أوروبا، ووصفت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمهووس بالعداء لتركيا. وذكرت البرقيات -التي نشرتها الصحيفة الألمانية نقلا عن موقع ويكيليس- أن مسؤولين أميركيين خرجوا من لقاءات عديدة مع دبلوماسيين أوروبيين بانطباع مفاده أن أنقرة لا أمل لها في دخول الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أن سعي الولايات المتحدة الدائب منذ فترة طويلة لإقناع الدول الأوروبية بقبول تركيا في صفوفها، واجه باستمرار استياءً شديدا من الأوروبيين.
وأوضحت البرقيات الأميركية أن واشنطن لديها قناعة بأن حصول أنقرة على عضوية الاتحاد الأوروبي سيعمق ارتباطها بالغرب، ويسهم في إقناع العالم بأن اتحاد الديمقراطيات الأوروبية ليس ناديا قاصرا على المسيحيين فقط.
واعتبرت الصحيفة أن تكرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعوته للأوروبيين للإعلان بوضوح عن موقفهم بشأن ما إذا كانوا يرفضون قبول بلاده في اتحادهم، يعكس أجواء استياء متزايد في تركيا من وقوف دول كألمانيا وفرنسا والنمسا حجر عثرة أمام مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. إصرار فرنسي ولفتت برقية نشرتها الصحيفة الألمانية إلى قول رئيس قسم أوروبا السياسي في وزارة الخارجية الأميركية فيليب غوردان إن الأوروبيين لا يبدون أدنى تأييد لتصور بلاده الداعم لدخول تركيا الاتحاد الأوروبي، وأوضح غوردان أن الفرنسيين هم أكثر المجاهرين بموقفهم في هذا الموضوع. ونقل الدبلوماسي الأميركي عن جان ديفد ليفي مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قوله له -خلال اجتماع جرى بينهما في سبتمبر/أيلول 2009- “نأمل تخلي الأتراك أنفسهم عن السعي للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وإذا نجحوا رغم كل المعارضات في استيفاء المعايير المطلوبة منهم للحصول على هذه العضوية، فإن هذا سيكون سيناريو مرعبا لباريس التي ستواجه هذا الوضع باستفتاء شعبي سيرفض فيه الفرنسيون قبول تركيا في أوروبا”.
وسجل الدبلوماسيون الأميركيون في برقياتهم السرية أن الحكومات الأوروبية غضبت بشدة من محاولة أنقرة لعب دور صوت العالم الإسلامي داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) أوائل عام 2009، ورفضها حينذاك انتخاب رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن أمينا عاما جديدا للحلف، بسبب موقفه من قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد (ص). موقف إسرائيل
وذكرت البرقيات الأميركية أن مسؤولين إسرائيليين عبروا أيضا لباريس عن امتعاضهم من الموقف الأوروبي الرافض لتركيا، واعتبروا أن إظهار أوروبا مشاعر الترحيب لأنقرة، سيسهم في تخلي الأخيرة عن الاهتمام بتعزيز علاقاتها العربية والإسلامية على حساب العلاقة مع تل أبيب. وحمل الدبلوماسيون الأميركيون في برقياتهم السرية ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسؤولية عن تنامي مشاعر الصدمة والغضب لدى المواطنين الأتراك تجاه أوروبا، وكشفوا عن تحفظ الجناح المتدين في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على مساعي الاقتراب من أوروبا، وتخوفه من أن يؤدي تناغم تركيا مع الاتحاد الأوروبي وحصولها على عضويته، إلى محو الإسلام والهوية الحضارية من البلاد. وقال الدبلوماسيون الأميركيون -في برقياتهم السرية العائدة إلى يناير/كانون الثاني الماضي- إنه “رغم المخاوف الغربية من سعي تركيا للاقتراب من العالم الإسلامي وانتهاجها سياسة خارجية مستقلة، فإن سياسة أنقرة العالمية ستبقى معتمدة في المستقبل على ثلاثة محددات مركزية، هي التعاون مع حلف الناتو، والتعاون مع الاتحاد الأوروبي في المجال الجمركي، والسعي للحصول على عضوية هذا الاتحاد”.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
أميركا مهتمة بصحة عباس وفياض
كشف موقع ويكيليكس أن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت إلى دبلوماسييها بدول الشرق الأوسط رسالة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول عام 2008 تطلب فيها جمع معلومات تفصيلية عن قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة الفلسطينية، وعن القدرات الاستخبارية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وعن صحة رئيس السلطة.
وأشارت البرقية التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن المعلومات المطلوبة ستوظف في تحديث خطط الوكالات الأميركية المعنية بالموضوع الفلسطيني، تسهيلا لإعادة ترتيب أولوياتها، ومساعدة السفارات نفسها في مجال إعداد خططها الإستراتيجية.
وتشمل المعلومات المطلوبة عناوين مكاتب الهيئات المستهدفة وأسماء قادتها ورتبهم وأرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني وأرقام حساباتهم في البنوك ونظام عملهم، وأي معلومات أخرى تفيد في هذا المجال.
وتشمل المعلومات المطلوبة كذلك مواقف الشخصيات المعنية في كل من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس والفصائل الأخرى، من القرارات الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإستراتيجيتهم التفاوضية ومواقع المرونة لديهم من العملية السياسية. القدس الشرقية
وتشمل المواضيع المطلوب الاستعلام عنها مستقبل التفاوض مع إسرائيل حول القضايا الثنائية، وتوسيع سيطرة السلطة الفلسطينية في اتجاه القدس الشرقية، وموضوع حق عودة اللاجئين إلى إسرائيل، والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، وموضوع تبادل الأراضي. وتضمنت البرقية إشارة إلى موقف الأطراف المعنية بالتفصيل حول قضايا الحل النهائي الخاصة بالترتيبات الأمنية والحدود واجتياز الحدود واللاجئين، وقضايا أخرى مثل المياه والاقتصاد والقضايا القانونية والأسرى والبنية التحتية والبيئة، ووضع القدس لجهة السيادة والحاكمية، والوصول إلى الأماكن المقدسة أو السيطرة عليها.
ودعت البرقية إلى إرسال معلومات عن مواقف الدول المجاورة كمصر والأردن والسعودية وسوريا ولبنان وليبيا والدول العربية الأخرى، وإيران وتصوراتها لموضوع السلام الفلسطيني الإسرائيلي.
وطلبت الخارجية الأميركية من دبلوماسييها معلومات حول وضع الفصائل المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية وكيفية صنع القرار فيها، والعلاقة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ومصادر تمويل منظمة التحرير وحركة حماس، وما إذا كانت هناك دلائل على فعالية السلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة لها، وفعالية رئيسها والتحديات الماثلة أمامه.
وأبدت الخارجية الأميركية اهتمامها بخطط الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقدراتها واهتمامها بمواصلة عملية الإصلاح فيها، وعلاقتها بأجهزة الاستخبارات الأجنبية وخصوصا في مجال التعاون والتدريب وتبادل المعلومات والتمويل، بما يتضمنه من التصدي لتهديدات “الإرهابيين” و”المتطرفين” الموجهة لعملية السلام.
هوية الخلفاء
وأبدت الخارجية الأميركية كذلك اهتمامها بالحصول على معلومات عن موقف القيادة الفلسطينية من واشنطن، ووضع رئيس السلطة ورئيس وزرائه الحالي، ومعلومات عن صحتهما، وتحديد هوية خلفائهما المحتملين، إضافة إلى معلومات عن مواقف القادة الفلسطينيين من خارج الحكومة من الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلاقة الخلفاء المحتملين لمسؤولي السلطة بالفصائل الفلسطينية وبإسرائيل.
وطالبت الخارجية الأميركية بمعلومات حول العلاقة بين فتح وحماس، وموقف حماس من المصالحة الفلسطينية، وردود فعل الحركة على استمرار مفاوضات السلام، وخطط كل من قادة حماس وفتح لإعادة ربط غزة بالضفة أو استمرار الفصل بينهما، وجهود مسؤولي السلطة لإدراج قادة حماس المنتخبين ضمن إستراتيجيات التفاوض الخاصة بعملية السلام.
وطالبت كذلك بمعلومات تفصيلية عن خطط السفر والمركبات التي يستخدمها كل من قادة السلطة الفلسطينية وحماس، ومعلومات شخصية ومالية عن أبرز قادة السلطة وحماس في غزة والضفة والخارج.
وأبدت الولايات المتحدة كذلك اهتماما بحجم البطالة في الأراضي الفلسطينية وخطط السلطة للتصدي لها، وكيفية صناعة القرار الاقتصادي في السلطة الفلسطينية، وخططها وخطواتها لتطبيق الإصلاح الاقتصادي وموازنتها.
خصومات القادة
وفي موضوع أجهزة الأمن الفلسطينية طلبت الخارجية الأميركية معلومات عن الخصومات بين قادتها، ومعلومات عن أجهزة الأمن في غزة وقياداتها واتصالاتها والبنية التحية لاستخباراتها، ومؤشرات عملها على مكافحة التجسس التي تقوم بها أجهزة أجنبية في أراضي السلطة الفلسطينية. واهتمت كذلك بالحصول على تفصيلات عن حجم اختراق ما أسمتها الجماعات الرافضة لبنية الأجهزة الأمنية، وبينها الاختراق الإلكتروني وقدراتها التقنية وأهدافها.
وطالبت الخارجية الأميركية دبلوماسييها بالحصول على معلومات عما سمته “مستوى الفساد لدى قادة فتح وحماس”، و”الأنشطة غير الشرعية” لقادة الحركتين في مجال تهريب الأسلحة والبشر وغسل الأموال، ونقل الأسلحة بصورة غير شرعية مع أفراد إسرائيليين.
المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ديسمبر 2010)
قراصنة ويكيليكس يهددون الحكومة البريطانية بشل مواقعها إذا سلمت أسانج للسويد
2010-12-10 لندن- هدد قراصنة كمبيوتر متضامنون مع ويكيليكس الحكومة البريطانية بشل مواقعها إذا ما قامت بتسليم جوليان أسانج مؤسس الموقع إلى السويد التي تطالب به لمحاكمته بتهم اغتصاب امرأتين.
وقالت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة اليوم الجمعة إن شبكة قوامها نحو 1500 من ناشطي الانترنت خرّبت مواقع (ماستر كارد) و (فيزا) والحكومة السويدية عن طريق الملايين من الزيارات الوهمية في اطار عملية اطلقت عليها اسم (عملية الرد)، بعد اعلان شركتي بطاقات الإئتمان توقفهما عن التعامل مع التبرعات المخصصة لموقع ويكيليس.
واضافت الصحيفة أن قراصنة ويكيليكس الذين يسمون أنفسهم (مجهولون) أعلنوا بأنهم سيستهدفون مواقع الحكومة البريطانية إذا ما سمحت بتسليم أسانج للسويد، ويخططون لضرب موقع أمازون لتجارة التجزئة على الانترنت.
ونسبت إلى ناشط الانترنت الأمريكي غريغ هوش الذي عمل سابقاً مع القراصنة قوله “إن هؤلاء سيستهدفون الحلقات الأضعف لأنهم يريدون رؤية النتائج، وسيلجأون في المرحلة الأولى إلى اختبار بعض المواقع قبل أن يقرروا”.
كما نقلت الصحيفة عن أحد قراصنة الكمبيوتر قوله “من المؤكد أنها حرب معلومات، والهدف الرئيسي الذي يقف وراءها هو أن المعلومات مجانية ولا يحق للحكومات الاحتفاظ بها، ووقعت هذه الحرب بعد نشر موقع ويكيليكس لهذه المعلومات”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات القراصنة تقوم على شن هجمات واسعة النطاق عن طريق اغراق المواقع المستهدفة بعدد كبير من الزيارات الوهمية يفوق طاقاتها الاستيعابية ويقود بالتالي إلى تعطيلها.
وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت أسانج مطلع الأسبوع الحالي بعد اصدار السلطات السويدية مذكرات اعتقال دولية بحقه، ورفضت محكمة وستمنستر إخلاء سبيله بكفالة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق حتى الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ومن جهة أخرى، تعطل الموقع الإلكتروني للمدعي العام الهولندي عدة ساعات في هجوم الكتروني على ما يبدو الجمعة، جاء بعد اعتقال مراهق يشتبه في عمله مع مخترقي أجهزة كمبيوتر (هاكرز) متعاطفين مع موقع ويكيليكس.
كما توقف الموقع الإلكتروني للشرطة الوطنية عدة مرات الجمعة.
وجاءت هذه الحوادث مع تكثيف السلطات الهولندية بحثها عن قراصنة انترنت متورطين في هجمات انترنت على المواقع الإلكترونية لشركات بطاقات الائتمان ماستر كارد وفيزا وباي بال.
ومن المحتمل إجراء المزيد من الاعتقالات في هولندا ودول أخرى وفقا لمكتب المدعي العام في لاهاي.
واحتجزت الشرطة مساء الأربعاء مراهقا (16 عاما) تردد انه تعاون مع مجموعة هاكرز مؤيدين لموقع ويكيليكس الالكتروني ويعتقد انهم وراء الهجمات. وتردد ان المجموعة استخدمت خادم (سيرفر) في هارليم بالقرب من امستردام في حملتها (عملية الانتقام).
ومن جانبه، نفى موقع ويكيليكس الالكتروني الجمعة أي صلة له بهجمات إلكترونية تعرضت لها شركات عالمية تعتبر معادية له وقال إنه لم يدعم أو يشجب الحملة الالكترونية.
وجاء في بيان نشره الموقع نقلا عن كريستن هرافنسن المتحدث باسم ويكيليكس أن الهجمات تعكس رأيا عاما فيما اقترفته الأهداف من أفعال. وذكر في بيان “يعتقد أن هذه الهجمات المعطلة للخدمات نبعت من جمع على الانترنت يعرف باسم مجهولون.. ولا صلة لويكيليكس بهذه المجموعة ولم يحدث اتصال بين أي من العاملين في ويكيليكس وأحد في مجموعة مجهولون.”
وتابع: لم يتلق ويكيليكس أي إخطار مسبق بأي من أفعال مجموعة مجهولون. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2010)