الجمعة، 10 أكتوبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3062 du 10.10.2008

 archives : www.tunisnews.net 


حــرية و إنـصاف :اعتداء خطير على السيد زهير مخلوف و السيدة سهام بن سدرين  و الأستاذ الأزهر السمعلي

pdinfo : خبر عاجل : الأمن السياسي يعنف « سهام بن سدرين »و السيد زهير مخلوف

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع : تدمير موقع كلمة الالكتروني واعتداء بوليسي جديد على الصحفية سهام بن سدرين

أم زياد : ضربــــــــــــــــــــــــــوا كلمة

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن : إحالة مجموعة من الطلبة على المحكمة .. !

 حرية و إنـصاف :أخبار الحريات في تونس:مدير و قيم عام يعتديان بالعنف اللفظي على المحجبات و يمنعانهن من الدراسة

حــرية و إنـصاف :أخبار الحريات في تونس: تأجيل النظر في قضية الناشطين الحقوقيين ببنزرت

حــرية و إنـصاف :تواصل الاعتداء على رمزي الرمضاني

جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي  : إعتصام تضامني مع أهالي الحوض المنجمي

الحزب الديمقراطي التقدمي : دعــــــــــــــــــــــــــــــوة

زهير مخلوف : الحقائق البيّنات في مقتل فيصل بركات

أحمد قعلول : رسالة الى ابناء حركة النهضة

المسلم الصغير :النمري والحركة: ضيّعتموني صغيرا وحمّلتموني خصامكم كبيرا

الطاهر الرمة : رد هادئ على  عبد الحميد خلفة

مرسل الكسيبي :بين الزعيمين : تأبيد المنفى أو العودة للوطن

pdinfo : حوار مع السيد » مرسل الكسيبي »

محمد بن عبد الرحمن خليف: ليس هذا بعُشّكِ فادرُجي

القائمة البريدية لموقع الشيخ عبدالرحمن خليف رحمه الله وجعل الجنة مثواه

آكي : الطيب البكوش لوكالة « آكي »: إلغاء عقوبة الإعدام لا يتعارض ومقاصد الإسلام

رويترز : الرئيس التونسي يعين أمينا عاما سابقا للحزب الحاكم مستشارا له

رويترز : المركزي التونسي: بنوك تونس تتمتع بدرجة سيولة عالية

كونا : محافظ البنك المركزي التونسي يؤكد عدم تاثر بلاده بالازمة المالية العالمية

رويترز : وكالة: تونس تتوقع ارتفاع النمو إلى 6% في 2009

الصباح : تحسين معدل انتاج الحبوب و الطاقة الكهرونووية بتونس

الطريق الجديد : في المجلس  الأعلى للتنمية : حوار ثري لا يجب أن يبقى بين أربعة جدران

الصباح : تراجع تونس بأربع مراتب في التصنيف العالمي للمنتدى

الصباح : 7 أشهر من الحوارات حول ملف البطالة : ما هي الحصيلة؟ : توصيات بالجملة… مع تمسك بـ«الثوابت»

صالح عطية : على خلفية الندوة الوطنية للتشغيل : حوار معمق.. جدل مثير.. ومقاربات في حجم المشكل وخطورته

عادل القادري : لماذا لم تتقلص نسبة البطالة في السنوات الأخيرة؟

وات : اتفاقية شراكة في مجال إدماج المساجين المفرج عنهم

محسن المزليني : من السلع المغشوشة إلى الفواتير المبهمة : من يحمي المستهلك التونسي من التعديات؟

أ.د. أحمد بوعزّي‏ : الطلبة لا يحصلون على منابهم من النمو

مغاربية : شريط سينمائي تونسي جديد يثير قانون الإرث للنقاش

صالح سويسي : «هي فوضى» يفتتح الدورة 22 لمهرجان قرطاج

الغد : اللاعب النيجيري انيرامو يأمل الحصول على الجنسية التونسية

نورالدين الفريضي : اجتماع وزراء المال في حوض المتوسط والاتحاد الأوروبي : الأزمة المالية تهدد مشاريع الشراكة اليورو ـ متوسطية

عبد السّلام بو شدّاخ : لا تنمية بدون ضمان حقّ الإختلاف والعمل فيما فيه اتفاق

   توفيق المديني : المأزق الأفغاني.. والبحث عن تسوية مع «طالبان»


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

www.kalimatunisie.blogspot.com


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 شوال 1429 الموافق ل 10 أكتوبر 2008 بيان  

اعتداء خطير على السيد زهير مخلوف و السيدة سهام بن سدرين  و الأستاذ الأزهر السمعلي

 
في تصعيد خطير ، تعرض مساء هذا اليوم الجمعة 10/10/2008 المناضل الحقوقي السيد زهير مخلوف العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف إلى اعتداء بالعنف الشديد من قبل خمسة و عشرين عونا من أعوان البوليس السياسي عندما كان يهم بدخول العمارة التي يوجد بها مقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات صحبة صديقه الأستاذ و الباحث في المناجم السيد الأزهر السمعلي أين يقام لقاء تضامني مع السجينة السياسية الأستاذة زكية الضيفاوي ، إذ اعترض سبيلهما عدد غفير من أعوان البوليس السياسي في باب العمارة و منعوهما من الدخول و اعتدوا عليهما بالعنف الشديد و السب و الشتم و اقتادوهما من نهج انقلترا إلى نهج كمال أتاتورك مع ما صاحب ذلك من تهديد و وعيد للسيد زهير مخلوف ، و قبل ذلك تم منعه من الدخول إلى مقر فرع تونس لمنظمة العفو الدولية أين كانت تقام ندوة نظمها الفرع للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام علما بأن السيد زهير مخلوف منخرط في منظمة العفو الدولية منذ سنة 1990 و هو عضو ناشط فيها. كما تعرضت السيدة سهام بن سدرين الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات للاعتداء بالعنف اللفظي و المادي و الدفع و السب و الشتم بأقذع الأوصاف عندما حاولت الدخول إلى العمارة التي يوجد بها مقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات هذا المساء و لما أرادت الاتصال بالسيد مصطفى بن جعفر لإعلامه بمنعها من الدخول عمد أحد أعوان البوليس السياسي إلى ضرب هاتفها بساقه فتطاير من يدها و سقط أرضا ثم هجم عليها أربعة أعوان و دفعوها بالقوة ليمنعوها من الصعود إلى مقر التكتل و أمطروها بوابل من السب و الشتم. و حرية و إنصاف 1) تستنكر الاعتداء على الناشطين الحقوقيين و تندد بما وقع للسيدة سهام بن سدرين و ما تعرض له المناضل الحقوقي السيد زهير مخلوف و الأستاذ الأزهر السمعلي من اعتداء. 2) تطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات التي تكررت و أصبحت سياسة ممنهجة تمارسها السلطة ضد النشطاء الحقوقيين. 3) تذكر السلطة بالتزاماتها فيما أمضت عليه من معاهدات دولية تلزمها بحماية النشطاء الحقوقيين و بتحمل مسؤوليتها فيما يحصل من تجاوزات لا مبرر لها. 4) تدعو إلى محاكمة المعتدين.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


خبر عاجل الأمن السياسي يعنف « سهام بن سدرين »

حاصرت أعوان الامن بالزي المدني مقر « التكتل من أجل العمل و الحريات » ، و تعمدت منع عدد من الشخصيات الحقوقية و الإعلامية من الوصول للمقر للمشاركة في لقاء تضامني مع السجينة الساسية « زكية الضيفاوي » . و في تصعيد خطير من نوعه أقدم 4 أعوان على تعنيف الناشطة الحقوقية « سهام بن سدرين » و إفتكاك هاتفها الجوال مع العلم أن موقع مجلة « كلمة » التي تشرف عليها السيدة « بن سدرين » تعرض البارحة على عملية قرصنة نتج عنها تدمير القاعدة المعلوماتية للموقع.  
علمنا من مصادر حقوقية أن السيد زهير مخلوف تعرض منذ قليل إلى الإعتداء بالعنف من طرف عناصر الأمن السياسي . و في إتصال هاتفي مع « مخلوف » أفادنا أن أعوان الأمن قاموا بمنعه من الوصول إلى مقر الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية للمشاركة في ندوة نظمها الفرع من أجل إلغاء عقوبة الإعدام ووصف هذا المنع بالتصعيد الخطير بإعتباره منخرط صلب الفرع منذ سنة 1990 . و أضاف أن عناصر الأمن لم يكتفوا بذلك وواصلوا تجاوزاتهم حيث وقع ملاحقته إلى ساحة « برشلونة » و إخراجه بالقوة من مقر « التكتل من أجل العمل و الحريات » أين تقام أمسية تضامنية مع المناضلة « زكية الضيفاوي » .
معز الجماعي

(المصدر : pdinfo  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

تونس في 10 أكتوبر 2008 تدمير موقع كلمة الالكتروني واعتداء بوليسي جديد على الصحفية سهام بن سدرين

  تعرض الموقع الإعلامي على شبكة الانترنت « كلمة تونس » إلى اعتداء الكتروني تسبب في تدمير محتواه وحجبه من الشبكة. وقد تعذّر على إدارة الموقع منذ صبيحة الأربعاء 8 أكتوبر/تشرين الثاني نشر أية مواد جديدة أو تصفح الموقع. الأمر الذي يستوجب إعادة بنائه وإطلاقه على الشبكة من جديد. وصرّحت سهام بن سدرين رئيسة تحرير الموقع « إنّ الأجهزة التونسية هي الجهة الوحيدة المستفيدة من ضرب الموقع الذي تحجبه على متصفحي الانترنت في تونس، ولا يستبعد وقوفها وراء هذا الهجوم الالكتروني بتكليف محترفي القرصنة في هذا المجال خارج تونس أو داخلها ». ويأتي هذا الهجوم ثلاثة أشهر بعد تجديد موقع كلمة كقاعدة بيانات وبث متعدد. وكانت مواقع مستقلة أخرى قد تعرضت للقرصنة أو التدمير في مناسبات سابقة مثل نشرية « تونس نيوز » اليومية في شهر أبريل 2008 ومدوّنة القاضي مختار اليحياوي في نوفمبر 2005 وغيرهما. كما أنّ مواقع إعلامية وحقوقية وسياسية تونسية ودولية محجوبة في تونس منذ سنوات عديدة شأنها شأن مواقع بث كالديلي موشن و »يوتيوب ». اعتداء على نشطاء في الطريق العام قامت عناصر  من البوليس السياسي بالزي المدني بالاعتداء بالضرب والشتائم البذيئة على الصحفية سهام بن سدرين وقطعوا عليها الطريق وسط العاصمة في نهج أنقلترا عندما كانت متوجهة لتلبية دعوة حضور تظاهرة تضامنية مع سجينة الرأي الكاتبة زكية الضيفاوي المعتقلة منذ جويلية/يوليو الماضي وحكم عليها بأربعة أشهر و15 يوما سجنا. كما اعتدى أعوان البوليس السياسي بالعنف المادي واللفظي على الناشط الحقوقي زهير مخلوف خلال توجهه لنفس التظاهرة بمقر حزب التكتل من أجل العمل والحريات. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع : – يعتبر أنّ ضرب موقع كلمة الالكتروني اعتداء على حرية التعبير ومحاولة لإسكات إحدى الأصوات الإعلامية الحرة، كما أنّه خرق للمعاهدات الدولية التي تضمن حرية التعبير. -يستنكر استخدام العنف مع نشطاء حقوق الإنسان والاعتداء على حق الاجتماع.   عن المرصد نائبة الرئيس نزيهة رجيبة

 
ضربوا كلمة
بقلم أم زياد بعد صيف طويل و ثقيل من المعاناة و الصراع مع المرض كنت أستعد للعودة إلى الكتابة و قد استرجعت عافيتي ..و لكن هيهات ان تكون العافية في بلد مريض، أجواءه موبوءة الظلم والغدر والنذالة تمتد من جديد الى موقع كلمة فتمسح محتواه و تعطله. المضروب واحد… و الضاربون كثر ويجب أن يدانوا وأن تكشف حقيقتهم: النظام هو الآمر بضرب موقعنا لأنه نظام قراصنة و قطّاع طرق ..و خاصة إذا كانت تلك الطرق موصلة إلى حقيقة النظام البشعة مثل الطريق التي تسلكها كلمة. وما دام الأمر كذلك فإن فعلة النظام الجديدة دليل جديد يدين النظام ويدل على حقيقته بل على مدى فزعه من رؤية وجهه في مرايا الإعلام الحر الذي لا يداري ولا ينافق ولا يضحّي بالحقيقة تحت أي مسمّى ولا من أجل مكسب. الذي نفذ الضربة هو يد تونسيّة لمهندس أو مهندسة كمبيوتر أدمن قراءة « كلمة » و غيرها من مواقع المقاومة المواطنة وأولع على الأرجح بمحتوياتها وانبهر بشجاعة الكاتبين فيها ولكنه قطع ما يحب يوم جاءته الأوامر بذلك . وهذا لا يمكن أن يكون رجلا لأن في الرجل رجولة و لا امرأة لأن في المرأة مروءة ولا مواطنا ولا وطنيا لأن المواطن يدافع عن حقوقه ولا يضرّ بها والوطنيّ يسهّل مهمّة المناضلين الوطنيين ولا يعطّلهم.. إنّه مجرّد آلة خرساء صمّاء تحرك « بالريموت كونترول » إلى أن تخرب فيرمى به في « الخردة ».. بل هو يعمل مقابل طعام بطنه كل ما يؤمر بفعله بلا مراعاة لكرامة أو أخلاق أو ضمير. و لكن دائرة ضاربي « كلمة » و أخواتها أوسع ممّا ذكرنا بكثير و ليسوا جميعا من النظام و ذيوله بل فيهم أيضا المعارض الديمقراطي الذي يتجاهل « كلمة » و أشباهها و يقصيها من كل مناصرة و مساندة ودعم معنوي ربما لأنها تزعجه باستقلاليتها وقد تحرج بانتقاداتها له حسّه « الديمقراطي » و « إيمانه » بفضائل  حرية التعبير أو ببساطة لأنه « قانونيّ ». وكلمة ممنوعة من حقها في الصدور القانوني بسبب الظلم والساكتين عليه وأكاد أقول المتواطئين. أولئك و هؤلاء على ما يبدو بينهم من اختلاف -مشتركون- وبنفس الدرجة –في الاعتداء على الرأي الحر و في تخلف هذا البلد الذي يتفاقم و لا يتراجع فهذا يقترف الجرم و الآخر يشاهده و يسكت عليه و الآن لننظر و نرى كم من حزب و كم من جمعية و كم شخصية وخاصة كم وسيلة إعلام ستقول إنّ كلمة محرومة من الوجود القانوني رغم سعيها المتواصل إلى ومحرومة من الدعم المادي والسياسي وتنشر عنوانها على الانترنت وتعبّر عن مواقف واضحة من الاعتداء الغاشم الجديد الذي تعرضت إليه كلمة.  وإلى اللقاء في الموقع الجديد لكلمة لأنه سيكون لها موقع جديد إلى أن ينجلي الظلمان :ظلم البغاة وظلم ذوي القربى.  
(المصدر :  موقع كلمة  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

 
الحرية لكل المساجين السياسيين » الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr     تونس في 10 أكتوبر 2008   

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « :

إحالة مجموعة من الطلبة على المحكمة .. !

* نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2008 في  القضية عدد 11937 التي يحال فيها ما يسمى بخلية سيدي بوزيد التابعة لمجموعة سليمان ، و هم  كل من : بلال بن عبد الحق جلالي و طاهر بن أحمد عاصي و رياض بن الأمين عمري و هشام بن عبد الرزاق المنافقي و ماهر بن الأمين عمري و جنيدي بن صالح رابحي و رمزي بن محمد الحكيم بكاري و محمد الصغير بن الأمين عمري و منعم بن علي رابحي  و جمال بن محمد بن صغير قدري و الطاهر بن الهادي زويدي و رياض بن محمد الهادي بن صالح زويدي و سامي بن بوصالح بن أحمد ربعاوي و علي بن العيدي عمري ، و المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم إرهابي   والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال اسم و رمز للتعريف بتنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وبنشاطه و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و توفير أسلحة و متفجرات و غيرها من المواد المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية  و استعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية و توفير معلومات لفائدة تنظيم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية و الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية .    و قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 28 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة  أنور أولاد علي و المختار الجلالي و كريم الصالحي و سمير ديلو و أنور الحجلاوي  . *  نظرت  الدائرة الجنائية 12  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  رضا الدرويش  أمس الخميس 09 أكتوبر 2008 في  القضية عدد 11943 التي يحال فيها بعض الطلبة و هم كل من : شكري تريك و عبد الله المحجوبي و منصور محجوبي و حبيب الحفصي  ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية بقصد ارتكاب أعمال إرهابية داخل تراب الجمهورية  و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الاطلاع عليه من أفعال  و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية   .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 16 أكتوبر 2008 لجلب أحد المتهمين الموقوفين  ، و قد حضر للترافع عن المتهمين الأساتذة لحمادي الحنيشي و عزة الشابي و سمير بن عمر.  و تجدر الإشارة  إلى أن أحد الشبان المحالين في هذه القضية و هو طالب بالجامعة  تنسب له الأبحاث أنه كان ينتمي إلى مجموعة سليمان و صعد معهم إلى جبل عين طبرنق ثم غادرهم قبل اندلاع الاشتباكات المسلحة مع أعوان الأمن  . و كان الحكم الابتدائي قضى بتبرئة الحبيب الحفصي و بسجن باقي المتهمين  مدة تتراوح  بين عام و أربعة أعوام    . *  نظرت  الدائرة الجناحية السادسة  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  فوزي الجبالي  أمس الخميس 09 أكتوبر 2008 في سلسلة من القضايا التي يحال فيها طلبة من أجل عقد اجتماعات غير مرخص فيها و الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم إرهابية  ، و هم على التوالي  كل من : –  القضية عدد 2008/17213 المحال فيها طارق بن محمد بن على عوينى (مولود في 18/12/1974 )،  و قد ترافع عنه محاميه الاستاذ سمير بن عمر ثم قررت هيئة المحكمة تأجيل النطق بالحكم لجلسة 16 أكتوبر 2008 . –  القضية عدد 2008/18385 المحال فيها كل من :  صابر بن محمد لطفي بن محمد المسا كنى (مولود في 11/12/1979 ) – يلحسن بن حمودة بن محمد داود (مولود في 17/01/1980 ) – محمد المنذر بن الأسعد بن عزا لدين بالصمرة (مولود في 17/09/1979 ) – محمد الصالح بن على بن محمد الصالح بالطيب (مولود في 14/09/1978 ) – محمد بن صالح بن احمد الزريبي (مولود في 17/07/1974 ) – حازم بن محمد بن الصادق مجدوب (مولود في 30/04/1970 ) – محمد أمين بن عبد السلام بن محمد حنفى (مولود في 04/11/1982 ) – سامي بن المنوبى بن سالم الصغير(01/07/1964 ) . و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 10 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة روضة المهذبي و وحيد رجب و المنذر بن ملوكة و سمير بن عمر    . –  القضية عدد 2008/11911 المحال فيها كل من :  منور بن الشافعي بن صالح الرحمونى ( مولود في 14/02/1984 ) – عبد الباسط بن عبد الستار بن مصطفى حلول ( مولود في 14/06/1983 ) – على بن صالح بن علي بن على ( مولود في 25/04/1985 ) – صالح بن إبراهيم بن صالح واردي ( مولود في 22/10/1983 ) – على بن الازهر بن على بن فرج الله ( مولود في 05/02/1983 ) – محمد بن مفتاح بن محمد بو رأس ( مولود في 10/10/1985 ) – كريم بن حسن بن محمد نصري ( مولود في 11/11/1985 ) – صالح بن الشافعي بن صالح الرحمونى ( مولود في 02/11/1977 ) – رمزي بن عياد بن عمار الساكت ( مولود في 02/11/1982 ) – بلال بن الصادق بن حسن الشعبانى ( مولود في 15/03/1983 ) – يوسف بن احمد بن عمار بن يوسف ( مولود 17/01/1983 )  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 08 ديسمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر و جمال مارس و حسان البجار و معز المجدوبي     . –  القضية عدد 2008/15193 المحال فيها كل من :  حافظ بن علي و اسماعيل بن صالح و عاطف الهنودي و محمد بن خليفة .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 27 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة نجلاء الزين و بوبكر بن علي و بوبكر بالثابت و سعيدة العكرمي     . و تجدر الإشارة إلى أن أغلب المتهمين المحالين  في هذه القضايا هم من زملاءالدراسة لبعض أعضاء مجموعة سليمان . *  نظرت الدائرة الجنائية الرابعة  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي   يوم الاربعاء  08 أكتوبر 2008 في  القضايا  عدد 16182 و 16183 و 16184 و 16185 و 16186  التي يحال فيها عمر بن علي بن مبروك النمري ، و ذلك من أجل المشاركة في عصابة مفسدين  . و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 29 أكتوبر 2008 استجابة لطلب الدفاع . و تجدر الاشارة الى أن السيد عمر النمري كان من المغتربين المنتمين الى حركة النهضة و قد اختار العودة الى تونس خلال هذه الصائفة و اعترض على الأحكام الغيابية الصادرة ضده و القاضية بسجنه لعشرات السنين                      عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية                                          

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 شوال 1429 الموافق ل 09 أكتوبر 2008

أخبار الحريات في تونس

 

1)    مدير و قيم عام يعتديان بالعنف اللفظي على المحجبات و يمنعانهن من الدراسة: عمد مدير معهد بورقيبة النموذجي بتونس المدعو توفيق العزوزي و تابعه القيم العام المدعو فاخر بودن طيلة هذا الأسبوع إلى غلق أبواب المعهد المذكور ما عدا باب واحد و وقفا عنده ليمنعا دخول التلميذات المحجبات ، و عند محاولتهن التخفيف من لباسهن و ذلك بلبس غطاء الرأس على الطريقة التقليدية التونسية  » التقريطة  » أو باستعمال الأغطية الحديثة للرأس ك  » الكاسكيت  » و  » المارسييز  » عمد هذا المدير بمعية القيم العام المذكور إلى منعهن من الدخول مشترطيْن عليهن نزع جميع غطاء الرأس في الشارع قبل الاقتراب من المعهد و انهالا عليهن شتما و سبا و كلاما بذيئا و فحشا ناعتيْن إياهن بأقذع الصفات. 2)    حرمان ابن سجين سياسي من جواز سفر:  تقدم الشاب إسلام شورو ابن السجين السياسي ورئيس حركة النهضة السابق الدكتور الصادق شورو المعتقل حاليا بسجن المرناقية بطلب للحصول على جواز سفر إلى مركز شرطة مرناق بتاريخ 12/02/2008 و رسم المطلب تحت عدد 76 ، و منذ ذلك التاريخ و الشاب إسلام شورو يتردد على مركز الشرطة المذكور و يكاتب كل الجهات المعنية دون جدوى. و حرية و إنصاف تعتبر أن في هذا عقاب و حرمان لا مبرر لهما لشاب من حقه المشروع دستورا و قانونا في الحصول على جواز سفر ربما بسبب أن أباه سجين سياسي و رئيس سابق لحركة النهضة و تطالب بتسليم الشاب إسلام شورو جواز سفره كما تدعو إلى تسليم كل المساجين السياسيين و المسرحين منهم و عائلاتهم جوازات سفرهم.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com   تونس في 10 شوال 1429 الموافق ل 10 أكتوبر 2008  

أخبار الحريات في تونس

1)      تأجيل النظر في قضية الناشطين الحقوقيين ببنزرت:

 مثل اليوم الجمعة 10/10/2008 أمام المحكمة الابتدائية ببنزرت بوصفها محكمة استئناف لأحكام الناحية كل من السادة الناشطين الحقوقيين علي النفاتي ( سجين سياسي سابق ) و خالد بوجمعة ( عضو منظمة حرية و إنصاف ) و عثمان الجميلي و فوزي الصدقاوي ( عضوي الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ) للنظر في استئناف الحكم الصادر ضدهم عن ناحية بنزرت في القضية عدد 81453 بتاريخ 05/08/2008 و القاضي بسجن كل من السيدين عثمان الجميلي و علي النفاتي مدة ستة أشهر نافذة و إسعاف السيدين خالد بوجمعة و فوزي الصدقاوي بتأجيل تنفيذ الأشهر الستة المحكوم بها ضدهم. و قد وقع تأخير القضية في جلسة اليوم للمفاوضة و التصريح بالحكم لجلسة يوم 24/10/2008.
2) اعتداء بالعنف على مواطن من قبل أعوان بالزي المدني:

بلغتنا رسالة من منزل بورقيبة صادرة عن السيد سيف الدين بن مصطفى بن علي الهمامي ذكر بها أنه يتعرض منذ مدة إلى مضايقات من قبل أعوان البوليس السياسي الذين ينتصبون بمركز حرس المرور بمنزل بورقيبة ، كما ذكر أنه تم الاعتداء عليه و تمزيق ملابسه يوم 24/09/2008 من قبل العون حاتم ولد الشباط و عو آخر معه مصحوبيْن برئيس الفرقة المسمى رضا. و قد تولى الأعوان المذكورون الاستيلاء على هاتفه الجوال، حصل كل ذلك على مرأى و مسمع من كل الحاضرين طالبا من المنظمة الوقوف إلى جانبه و مساندته. 3) خالد العيوني مضرب عن الطعام منذ عيد الفطر: دخل السجين السياسي السيد خالد العيوني المعتقل حاليا بسجن المرناقية في إضراب مفتوح عن الطعام منذ صباح يوم عيد الفطر المبارك الموافق لغرة أكتوبر 2008 للمطالبة بإطلاق سراحه و للتعبير عن احتجاجه الشديد على سوء المعاملة الذي يتعرض له من قبل إدارة و أعوان السجن المذكور و يطالب بعزله عن مساجين الحق العام و برفع التضييقات المسلطة عليه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس   الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 شوال 1429 الموافق ل 09 أكتوبر 2008

تواصل الاعتداء على رمزي الرمضاني

 

تم عزل السيد رمزي الرمضاني المعتقل حاليا بسجن الناظور من ولاية بنزرت بأمر من المحكمة إثر الاعتداء عليه يوم الثلاثاء 7/10/2008 من طرف البوليس بقاعة المحكمة و قد وقع التجريح في المحكمة و طلب لسان الدفاع تأخير القضية لتمكينه من إتمام إجراءات التجريح طبقا لمقتضيات الفصل 296 من مجلة الإجراءات الجزائية و قد صدر حكمان قاسيان ضد الشاب رمزي الرمضاني في القضيتين عدد 11482 و عدد 11597 و ذلك بسجنه مدة خمس سنوات في كل قضية كل ذلك وقع في غياب لسان الدفاع الذي اضطر لمغادرة قاعة الجلسة أمام هول ما رأى من أعمال تعذيب فظيعة.  و قد تمكنت عائلته من زيارته صباح هذا اليوم بالسجن المذكور و عاينت آثار العنف الذي تعرض له أمام أنظار الدائرة الجنائية السابعة و العشرين بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي منوبي بن حميدان و تمثلت الأضرار في صعوبة تحريك فكه الأسفل بحيث أصبح غير قادر على الأكل كما عاينت وجود تورم و انتفاخ و زرقة بيديه و ساعديه و ساقيه و بقية أجزاء بدنه و أصبح يمشي بصعوبة و قد أعلمته إدارة السجن بأن المحكمة أصدرت أمرا بإبقائه في عزلة تامة. و قد سبقت محاكمة السيد رمزي الرمضاني في قضايا أخرى من أجل نفس التهم و صدرت أحكام ضده بالسجن مدة أربعة و عشرين عاما بحيث يصبح مجموع الأحكام أربعة و ثلاثين عاما. و حرية و إنصاف 1) تطالب بإطلاق سراح الشاب رمزي الرمضاني و رفاقه و كل مساجين الرأي. 2) تعتبر أن ما صدر عن الدائرة الجنائية السابعة و العشرين برئاسة القاضي منوبي بن حميدان على غاية من الخطورة خاصة و أن المحامين الذين تولوا الدفاع عن رمزي الرمضاني و زملائه عبروا عن سخطهم عما عاينوه من اعتداء بالعنف الشديد أمام أنظار المحكمة المذكورة و داخل قاعة الجلسة و ما عاينه رئيس فرع الهيئة الوطنية للمحامين بتونس العاصمة الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني. 3) تؤكد على أن ما جرى فيه مس خطير من هيبة المحكمة و من كرامة المحاماة و اعتداء على حرمة الجسد و على حق الدفاع و ذلك بمباركة من المحكمة و أمام أنظارها. 4) تطالب بإعادة المحاكمات و مراجعة الأحكام الصادرة ضد المتهمين في قضايا السلفيين. 5) تطالب بإلغاء القانون عدد 75 المؤرخ في 10/12/2003 6) تطالب بمحاكمة المعتدين من أجل ارتكابهم لأعمال تعذيب فظيعة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

إعتصام تضامني مع أهالي الحوض المنجمي

تضامنا مع أهالي الحوض المنجمي تنظم جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إعتصاما بمقرها  الكائن بنهج قسنطينة . قابس ، و ذلك يوم الأحد 12 أكتوبر من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا  (المصدر : pdinfo  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

 
يدعوكم الحزب الديمقراطي التقدمي إلى محاضرة متبوعة بنقاش بعنوان الأزمة المالية وانعكاساتها على تونس يلقيها السيد فراس جبلون الخبير في الشؤون المالية بلندن وعضو اللجنة المركزية يوم الثلاثاء 14 أكتوبر على الساعة 18 بمقره الكائن بـ 10 نهج آف نوهال، تونس الدخول حر
 (المصدر : pdinfo  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

الحقائق البيّنات في مقتل فيصل بركات

 زهير مخلوف
تقدم إلي رجل أنيق مهذب لا أعرفه ناداني بالسيد فلان وسلمني استدعاء مصدره المحكمة الابتدائية بقصرالعدالة بتونس مرقون عليه اليوم والتاريخ موضوعه الإدلاء بشهادة.    وفي اليوم المعين والساعة المحددة توجهت إلى قاعة الجلسة فإذا بي أمام قاض قيل أن اسمه عبد الحق سالم بن المنصف نودي على أسماء أشخاص فوقفوا في الخانة المخصصة للمتهمين مازال يرن على مسامعي صدى أسمائهم ….عبد الفتاح..عبدالكريم ..توفيق .. شاكر.. بوكبوس..فاضل …المومني …الزمالي…صالح ..الناصري…الجنحاني..عادل فؤاد.. محسن…تملكني الذهول والاستغراب فكل هؤلاء الذين نادى عليهم القاضي أعرفهم معرفة جيدة. ثم تولى نداء الشهود ليقفوا قبالة المتهمين وكان عددهم كبيرا يفوق التسعين وكنت من بينهم وأذكر منهم عماد ،الصحبي ،محمد ،لطفي ،شكري ،حبيب ،التومي ،فيصل، جمال، بشير محسن، فرج الله،محمود  ، وديع ، محمد الخامس،زياد…….                                                             سألني القاضي هل تعرف هؤلاء المتهمين؟؟ فأجبت نعم كلهم. قال وهل تعرف المجني عليه  فيصل بركات؟؟ قلت نعم أعرفه كمعرفتي لأمي وأبي.  سألني عن آخر عهدي به؟؟ فأجبت في مركز الحرس والتفتيشات بنابل يوم 8 أكتوبر 1991. قال حدثني عنه وعن حاله يومها؟؟، فتحسرت وصمت هنيهة وانهمرت الدموع   على خدي وغالبت نفسي قبل أن أختنق بعبراتي  ونطقت بهدوء لأتخلص من حمٍل ظل يؤرقني لسنوات عديدة  وتكلمت لأستريح من إلحاح شهادة لطالما أتعبني كتمانها. وقلت : نعم هؤلاء هم الذين قتلوه وصلبوه على طريقة عصرهم الحديث وابتكارهم اللعين « الروتي » نعم هؤلاء الذين أدخلوا في شرجه عصا الحديد وسلخوا جلده بالتعذيب الشديد هؤلاء هم الذين نخروا لحمه ونزفوا دمه ونهشوا جسمه وهشموا عظمه وجلدوا جسده ونسفوا روحه ونغصوا حياة أهله ولم يرقبوا فينا إلا ولا ذمة….. استوقفني القاضي عن الاسترسال، وقال من قام بكل ذلك؟؟ قلت كل هؤلاء مشتركين يقودهم عبد الفتاح ولا أستثني منهم أحدا، لا عبد الكريم ولا توفيق ولا شاكر ولا بو كبوس ولا الفاضل ولا المومني ولا الزمالي ولا صالح ولا الناصري ولا الجنحاني أو عادل وفؤاد ومحسن ولا…ولا… حتى من ُيدعى كناية « شقشقلوا ».  نادى القاضي على عماد سأله نفس السؤال أجاب نفس الجواب ثم نادى محمد ثم الصحبي ثم لطفي فشكري فالحبيب ثم التومي ففيصل فبديع فجمال فبشير ففرج الله …لم يتخلف أحد ولم تختلف شهادة أي من الشهود فكانت كلها متماثلة    و متشابهة بل متطابقة، تواترت وتساندت فمُتّنت.ثم نودي على المتهمين وسألهم من قتل فيصل بركات؟؟؟؟؟ فصمتوا كلهم  …..                                            ثم نودي على والدة المجني عليه السيدة أم الخير وسألها عن مطالبها؟؟؟؟ فأجابت أما وقد ظهرت الحقيقة ولم يذهب دم ابني هباء منثورا فإني قد غفرت للمذنبين، ولي معه لقاء في جنة النعيم، ثم رفع القاضي الجلسة بعد ما طرق على الطاولة بمطرقته الثقيلة واستفقت على طرق باب بيتي وصوت زوجتي تقول ما بالك تبتسم وأنت في نومك هل ظفرت بكنز وأنت نائم ؟؟ فاستفقت متباطئا ، مكسور الخاطر فقد أدركت  أن كل ما حدث كان رؤيا، مجرد رؤيا،حينها تذكرت قول حسنين هيكل « …ولكن أحلام الرجال تضيق  »  فقررت أن أجعل الحلم حقيقة تصدح في الآفاق وتصدع ولا يضيق بها الرجال ولا تضيق عند الرجال وتقرع باب الجلادين والحكام فأخذت قلمي وتسَلحت بذاكرتي وكتبت، وأبت  إرادتي إلا أن تعرض الحكاية على مسمع كل الناس. وبادرت بكتابة ما عُلم عن قضية استشهاد فيصل بركات من حقائق ساطعات. لقد بدأت القضية في أوائل شهر أكتوبر 1991 حينما اعتقلت قوات الحرس والتفتيش بنابل بمعية أعوان من فرقة العوينة للحرس بتونس مجموعة كبيرة من الإسلاميين ضمت حوالي 90 فردا كنت من بينهم وفي صبيحة 8أكتوبر 1991اعتقل أعوان الحرس  فيصل بركات بمنزل قريب من نزل الكيوبس بنابل.  اُدخِل مقرات الحرس وهناك تفننوا في تعذيبه فقاموا أولا بتعليقه على هيئة « الروتي » (الدجاجة المصلية)وشرعوا في جلده بعد أن جردوه من كل ثيابه وقد شارك في عملية التعذيب كل أعوان الحرس والتفتيش بنابل فقد كان المطلوب الأول في كامل الولاية وهو أحد أهمّ المطلوبين في القطر لارتباطه بما سمي بمجموعة  » المروج « ، وقد كان التعذيب يتم على مرأى ومسمع كل الموقوفين باعتبار أننا كنا موجودين برواق مركز الحرس المطل على  مكتب النقيب والمكتب المقابل له على جهة اليمين وهما المكتبان اللذان تتم فيهما عمليات التعذيب وكنا جميعا نشاهد ونسمع كل  ما يحدث من تنكيل بالإخوة، كنا جميعا نشاهد كيف ربطوا قضيبه بخيط أبيض وكيف كانوا  يؤرجحونه وهو معلق على شكل « روتي » بين طاولتين وكيف أدخلوا بشرجه قضيبا حديديا وانهالوا عليه ضربا بالعصي الخشبية والبلاستيكية حتى أغمي عليه،وفجأة لم نعد نسمع صياحه ولا عويله ولكن سمعنا شخيرا متواصلا لبرهة معتبرة وما لبثوا أن دعوا أخوين  للدخول  إلى مكتبهم من أجل إسعافه كان أحدهما يعمل ممرضا والآخر أدخلوه للقيام بتخليص القضيب من الخيط .وتجدر الإشارة أنهم وضعوه في عباءة كنا نفترشها وقد حمله أربعة من بيننا وعبروا به الرواق وكان أحدهم يلقنه الشهادة والآخر يمسك بأصبعه ووضعوه في ردهة خارجية ما لبثوا أن أكدوا لنا  بعدها أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة وزاد تأكيد وفاته الأخوين اللذين كانا يعذبان في نفس المكتب الذي عذب فيه فيصل . لقد قام أعوان الحرس باستقدام الطاقم الطبي الذي كان يتابع أوضاعنا في الإيقاف وقد أكدوا  لهم وفاته فعمدوا إلى أخذه يوم 11/10/1991 إلى الطريق عدد26 الرابط بين منطقة الغرابي (أحواز منزل بوزلفة ولاية نابل) ومدينة قرنبالية وعندها قام رئيس مركز منزل بوزلفة الوكيل محسن بن عبد الله بالإعلام عن حادث مرور لمترجل مجهول الهوية وذلك بواسطة برقيتين الأولى عدد63 والثانية عدد64 بتاريخ 11أكتوبر1991 وقد وقع نقل جثة الشهيد إلى مستشفى مدينة نابل أين وقع تشريحها من طرف الدكتور الصادق ساسي والدكتور (حلاب) بتسخيرعدد 745 والذي أكد الآتي نحن الموقعون (الدكتور ساسي والدكتور حلاب  ) المعينين طبقا للتسخير رقم 745 الممنوح يوم 11 / 10 /1991 من طرف رئيس مركز حرس المرور بمنزل بوزلفة و ذلك من أجل القيام بفحص و تشريح جثة مجهول لتحديد سبب الوفاة. –         انفتاح حدقي واسع و دائم مزدوج –         Mydriase  bilaterale –         وجود عدة كدمات على مستوى الوجنة اليسرى و الشفة السفلى و الذقن. –         Présence d’ecchymoses de la pommelle gauche ,lèvre inferieur et le menton –         ورم دموي صغير تحت جلدة الرأس على مستوى الصدغ الأيمن . –         Petit hématome sous le cuir chevelu temporal droit –         كدمة مع انتفاخ على مستوى اليد اليمنى و الوجه الظهري للساعد الأيمن . –         Ecchymose et œdèmes de la main droite et la face dorsale de l’avant bras droit –         كدمة و فركة جلدية على مستوى الساعد الأيسر –         Ecchymoses et dermabrasion de l’avant bras gauche. –         كدمات عديدة موسعة مع انتفاخ كبير على مستوى الردفين –         Ecchymoses  étendues avec œdèmes très important des fesses  –         كدمات عديدة و فركة جلدية على مستوى الركبتين –         Ecchymoses et dermabrasion des deux  genous      . –         وجود جرحين منقطين على مستوى الساق اليسرى دون وجود أضرار عظمية تحتهما –         La jambe gauche est le siège de deux plaies punctiforme sans lésions osseuses sous jacente –         كدمة مع فركة جلدية على مستوى الساق اليمنى –         Ecchymoses et dermabrasions de la jambe droite. –         كدمات على مستوى أخماص القدمين. –         Ecchymoses de la plante des deux pieds أثناء التشريح. –         الجمجمة:  . CRANE ·        غياب أي كسر على مستوى الجمجمة. ·        Absence de tous fracture du crane ·        غياب أي ورم دموي جمجمي داخلي ·        Absence d’hématomes intracrâniens ·        غياب أي ورم دماغي داخلي Absence d’hématomes intracérébral ·        غياب أي فيضان أو نزيف دموي باطني أو انجذاب دماغي ·        Absence d’inondation ventriculaire ou d’engagement cérébral  –         الرئتين .poumons ·        احتقان دموي رئوي شامل يمس كامل مساحة الرئتين و لا يستثني إلا قسمين من الرَوم العلوي للرئة اليسرى . ·        Congestion pulmonaire intéressant la totalité des deux poumons ne laissant valides que 2 segments du lobe supérieur du poumon gauche      –         القلب: Coeur ·        متوقف أثناء فترة الضخ ، لا يحمل أضرار على مستوى الشرايين أو الصمامات ·        Cœur arrêté en systole ne comporte pas de lésions vasculaires ou valvulaires. –         المعدة: estomac ·        متمددة و لكنها خالية من الأطعمة ·        Estomac dilate est. vide d’aliments ·        ورم دموي صغير على مستوى الحوض الأمامي مع ثقب على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج. ·        Petit hématome du pelvis avec perforation de la jonction recto sigmoïdienne  الاستنتاج:la mort serait étendue consécutive à une insuffisance respiratoire aigue en relation avec la congestion pulmonaire من المرجح أن الموت ناجم عن عجز تنفسي حاد مرتبط بالاحتقان الدموي الرئوي الموسع. (انتهى تقرير التشريح الشرعي)    وعلى إثره وقع التعرف على جثة الهالك من خلال البصمات فاستقدموا والده السيد الهادي بركات للتعرف على جثة ابنه وأمضوه على وثيقة تزعم أن ابنه توفي بحادث مرور، ووقع دفنه بعد ذلك تحت حراسة أمنية مشدّّدة، ودون الكشف عن جسمه أو وجهه لعائلته.  وبتاريخ 6نوفمبر 1991 أذن قاضي التحقيق بفتح محضر بحث ضد مجهول فر إثر حادث مرور كان ضحيته الهالك فيصل بركات .  وفي 03 مارس 1992 أذن القاضي بحفظ القضية مؤقتا لعدم ثبوت هوية وشخصية الجاني . ولم يفتح تحقيق إلا بعد 10 أشهر من صيحات ودعوات ومطالب المنظمات الحقوقية وشهرين بعد صدور تقرير رشيد إدريس  رئيس الهيئة العليا لحقوق  الإنسان والحريات الأساسية المكلف من رئاسة الجمهورية بالتحقيق في الوفيات المشبوهة . وفي 15 أكتوبر 1992 طالبت منظمة العفو الدولية من وزارة الخارجية التونسية بإعادة فتح التحقيق في الوفاة المشبوهة لفيصل بركات مدعمة طلبها بما خلص إليه تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يشرف عليها رشيد إدريس والذي استنتج في تقريره الصادر في 13 جويلية 1992 أن عددا من حالات الوفيات قد حصلت في ظروف غامضة ومشبوه فيها، منها حالة 1 عبد العزيز المحواشي  2عبد الرؤوف العريبي 3عامر دقاش 4 عبد الوهاب عبيدلي 5 فتحي الخياري كما أن هناك حالتان مشبوه في وفاتهما  وهما حالة  فيصل بركات ورشيد الشماخي وُأذن بفتح تحقيق في الغرض طبقا للفصل 36 من مجلة الإجراءات الجزائية وقد دعمت منظمة العفو الدولية مطلبها بتقرير أعده الدكتور (ديريك بوندار Derrick ponder في فيفري 1992 ومحتواه إن الأضرار الموصوفة في تقرير التشريح لا تتوافق مع حادث مرور الذي من المفروض أنه تعرض إليه الضحية سواء بوصفه مترجلا أو دارجا, ممتطي دراجة نارية أو راكب سيارة . إن الأضرار الملاحظة هي نتيجة لضربات متتالية موجهة من طرف شخص أو عدة أشخاص وإن نوعية الأضرار و الجروح و خاصياتها تنفي أية إمكانية أن يكون الضحية قد وجهها لنفسه بصورة متعمدة إن تقرير التشريح ينص على وجود ورم دموي صغير على مستوى الحوض الأمامي مع ثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج perforation de la jonction recto sigmoïdienne  و من غير المرجح بالمرة أن تكون هذه الأضرار ناتجة عن حادث مرور لأنه لو تم ذلك بالفعل لكانت مصاحبة بكسور خطيرة للحوض لم تقع ملاحظتها بالتقرير التشريحي الأول هذه النوعية من الأضرار تكون بالضرورة ناتجة عن إدخال عنصر أو جسم أجنبي في الشرج ولا بد أن يكون هذا العنصر الأجنبي قد وقع إدخاله على الأقل على مدى 15 سنتيمتر – إن الثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج يمكن أن يقود إلى موت فوري نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية مع اضطراب مصاحب في إيقاع القلب و احتقان دموي رئوي موسع و تضخم دموي داخل الرئتين كل هذه العوامل تكون مصاحبة للموت المفاجئ وهي بالتدقيق الحالة التي نحن بصدد فحصها وذكرها. – إن تقرير التشريح لا ينص على وجود أية أضرار باستثناء ثقب ملتقى نهاية الأمعاء الغليظة مع الشرج ولم  يذكر أي مرض يمكن أن يكون  سببا مباشر في حدوث الموت . -هناك كدمات وقعت معاينتها على أخماص القدمين و هذه الأضرار تعتبر غير عادية وغير مألوفة في حوادث المرور و إن التفسير الوحيد و المنطقي لهذه الكدمات على مستوى أخماص القدمين هو أنها ناتجة عن ضربات متتالية وقع توجيهها بواسطة أداة أو آلة ثقيلة -تقرير التشريح تعرض كذلك لكدمات موسعة مع انتفاخ كبير و هام على مستوى الردفين . هذه الأضرار تكون نادرة جدا في حوادث المرور و حتى إذا وقعت معاينتها في مثل هذه الفرضية تكون مصاحبة حتما بكسور عظمية وهو ما لم تقع معاينته في هذه الحالة, يبقى التفسير الوحيد و المنطقي هو أن هذه الكدمات على مستوى الردفين هي ناتجة عن ضربات متتالية بعصا أو أداة بلاستيكية. و تلخيصا لكل ما سبق  فإن تقرير التشريح يشير إلى أن الضحية توفيت في أعقاب إدخال قصري في الشرج لجسم أجنبي على مسافة لا تقل عن 15 سنتمتر و قد وقع ضرب الضحية على أخماص القدمين و على الردفين قبل و فاته , أما الأضرار الأخرى التي وقعت معاينتها في أماكن مختلفة من جسم الضحية تتطابق مع آثار ضربات أخرى . إن مجموع هذه الأضرار يشير إلى آثار عنف جسدي مطلقا و يؤكد الاتهامات بممارسة التعذيب و المعاملات اللاإنسانية التي وقع التعبير عنها . إن الأضرار في مجملها  و خاصة التي وقعت معاينتها على مستوى الشرج و القدمين و الردفين لا يمكن أن تتطابق مع الأضرار التي تحصل عادة نتيجة حادث مرور . إن التفسير الرسمي للوفاة يفقد كل مصداقيته على ضوء معطيات تقرير التشريح   « وبتاريخ 22 سبتمبر 1992 أذن الوكيل العام للجمهورية بإعادة فتح تحقيق في وفاة فيصل بركات وعين ثلاثة أطباء منهم الدكتور غشام وهو أحد الذين شككوا بتقرير(بوندار) وخلصوا إلى أن إدخال جسم خارجي في شرجي الهالك كما يزعم( بوندار) يخلف جرحا في مستوى حافة الشرجي وهذا لم يشر إليه تقرير التشريح الأول للدكتور الصادق ساسي وأن الجروح الواردة في التقرير كانت غير دقيقة وغامضة ، وهكذا  حفظت القضية لعدم كفاية الأدلة. وبعد المكتوب الرسمي عدد14 لسنة  1994   والتي بعثت به لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، أذن الوكيل العام للجمهورية لقاضي التحقيق بفتح بحث من جديد في هذه القضية باعتبار ورود شهود يؤكدون وفاة المجني عليه تحت التعذيب (محمد مخلوف، شاكر اسكندر، والمسدي، ولطفي الديماسي ) وهم من أوردهم السيد خالد مبارك الموكل بمتابعة القضية لدى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، إلا أن الشهود الثلاثة وتحت الضغط والترهيب والخوف امتنعوا عن الإدلاء بشهادتهم رغم أن الشاهد الرابع أكد معرفته للشهيد ومعاينته تعذيبه ووفاته وقدم للسيد خالد مبارك تسجيلا صوتيا في ذلك إلا أن السلطة قامت بتهديده بالقتل من طرف عنصرين من عناصر الحرس والتفتيش وذلك في شط مدينة بني خيار من  ولاية نابل وبالتحديد في مرفأ بني خيار  وذلك قصد ثنيه عن شهادته . ووقع إيقاف زوجته وسجنها لمدة سنتين نكاية بزوجها وذلك في 23 ماي 1996 انطلاقا من نشاطات قديمة من مثل الحضور في دروس بالمساجد وذلك سنة 1988 و1989 والانتماء لحركة النهضة المحظورة وذلك سنة 1989.  وفي 20 جويلية 1994 قدم السيد خالد مبارك للحركة ضد التمييز والتعاون  بين الشعوب تقريرا Le Mouvement contre le racisme pour l’amitié entre les peuples. مفصلا في الغرض يؤكد وفاة الشهيد فيصل تحت التعذيب والتي بدورها راسلت سفير تونس في فرنسا للبحث معه في خصوص هذا الملف غير أن سفير تونس اكتفى برد مقتضب معتبرا  فيه أن الوفاة  كانت نتيجة حادث مرور. إثر ذلك وبطلب من منظمة العفو الدولية ترشح ثلاثة أطباء متخصصين في الطب الشرعي ليفحصوا تقرير الأطباء التونسيين ،وتقرير بوندار، وتقرير تشريح الجثة الذي أعده الصادق ساسي .وكان ردهم كالآتي   الأستاذ  فورنيي fournierمن جامعة   René descente     بباريس في 10/10/1994 يشير إلى: أن تقرير التشريح يمكن اعتباره مقتضبا جدا و لا يحمل أي عنصر أو دليل لتحديد السبب الحقيقي للوفاة فأغلب الأضرار المعاينة يمكن ربطها بحادث مرور لكن هناك عنصرين يجعلنا نستبعد هذه الفرضية: -إن الثقب على مستوى ملتقى القسم النهائي للأمعاء الغليظة مع الشرج لا يمكن تفسيره عبر آلية التخفيض أو الكبح الفجائي و التي يمكن ربطها بضرر عظمي على مستوى الحوض. -إن الأضرار على مستوى أخماص القدمين من الصعب تصورها في الإطار المنصوص عليه. إن فرضية الوفاة تتطابق مع المعاينات التي وقع القيام بها أثناء الفحص بالعين المجردة. إن هذه النوعية من الوفيات التي تقع معاينتها في حالات ممارسة العنف و كذلك أحيانا خارج إطار العنف أو التعذيب وقع ذكرها في بعض حالات الفحص المهبلي أو الشرجي و عمليات البزل المختلفة ( بزل الحاجز الرئوي, بزل السائل النخاعي…) صدمات على مستوى الخصيتين ,صدمات على مستوى الضفيرة الشمسية (عصبات عضلية متحابكة ) أو على مستوى العنق.  إن فهم آلية حدوث هذه النوعية من الوفاة مازالا مجهولا و لكن معاينة وجود احتقان دموي رئوي في مثل هذه الحالة أمر اعتيادي. و بالتالي  و اعتماد على ما ورد من معطيات في الملف وفي غياب معطيات أخرى أكثر دقة و التي تتعلق بالحالة الصّحية و الإكلينيكية السابقة و كذلك وجود أو غياب مواد مسممة –فإن فرضية الوفاة عبر آلية التعطيل على إثر إدخال قصري متعمد و صادم لجسم أجنبي داخل الشرج تبقى مرجحة إلى أبعد الحدود. -أما الدكتور كنيخت    Knight من جامعة walés  (والز) فيقول في تقريره لقد بحثت في ترجمة تقرير التشريح القصير جدا والذي وقع إعداده من طرف المستشفى الجهوي بنابل والذي يتعلق بشخص متوفى مجهول, و قد قرأت كذلك تقرير الأستاذ   pounder وبعض المقتطفات من رد الحكومة التونسية. أريد أن أقول في هذا الصدد أني أوافق على كل الاستنتاجات التي وردت في تقرير الأستاذ   pounderو أرفض رد الحكومة بما فيه الرأي الإضافي لأساتذة الطب الشرعي التونسيين الثلاثة و التي كانت ملاحظاتهم غير مقبولة بالمرة . إن الأمر يتعلق  بشخص عمره 25 سنة و الذي –إلى أن يأتي ما يخالف ذالك –يمكن اعتبار سجله الصحي في مثل هذا السن خاليا من أي مرض عضوي و خاصة بما يتعلق بمنطقة الشرج و الجزء النهائي من الأمعاء الغليظة . إن سبب الوفاة المذكور في تقرير التشريح الذي يمكن اعتباره ملخصا موجزا لأن أي تقرير للتشريح مهما كان نوعه لا يمكن أن يكون بمثل ذلك الإيجاز – هو معلومة ليست لها أية فائدة و لا تشير البتة إلى المرض الحقيقي الذي أدى إلى حصول الوفاة ، إن التقرير هو فقط عبارة عن إعلان أو تصريح بسيط عن الطريقة النهائية التي تمت بها الوفاة وليس السبب الأصلي للوفاة وبالتالي ليست له أية فائدة أو جدوى. إن التشريح قد كشف عن وجود كدمات على مستوى أخماص  القدمين وثقب في الأمعاء الغليظة على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج وكدمات كبيرة وانتفاخ هام على مستوى الردفين وكدمات أخرى مختلفة  في الوجه واليدين والرأس والساقين، إن الجرح الوحيد الذي بإمكانه أن يؤدي إلى الوفاة هو الثقب على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج. وفي غياب وجود مرض عضوي خطير معلن مثل السرطان أو التهاب حاد في الأمعاء الغليظة….. فان السبب الوحيد للوفاة لا يمكن أن يكون إلا الجرح الثاقب. هذا الجرح الثاقب لا يمكن أن يحدثه – في غياب جرح بطني خطير- إلا إدخال أداة أو آلة في الشرج، وهذه الفرضية يمكن أن تقع من دون إلحاق أضرار بالشرج إذا تم تزليق آلة رقيقة وحادة في نفس الوقت مثلا قضيب رقيق في الشرج وبالتالي فان الاعتراضات التي عبر عنها الأساتذة الثلاثة تعتبر غير مبررة إذا اعتمدت على غياب أضرار وجروح في الشرج. إن الكدمات المتواجدة في أخماص القدمين لا يمكن أن تكون ناتجة إلا عن ضربات وقع تسديدها  أثناء عملية تعليق على مستوى الساقين (الفلقة) وكذلك الكدمات والانتفاخ الموجود على الردفين كانوا نتاجا نموذجيا لضربات وقع تسديدها على تلك المنطقة من الجسم. إني متفق كليا مع الأستاذ Pounder  وأوافق على أن الموضوع لا يتعلق بحادث مرور بل إننا أمام وضعية أضرار وجروح وقع إحداثها بصورة متعمدة للأمعاء بإدخال أداة رقيقة في شرج شخص تعرض قبلها إلى ضربات عديدة على القدمين والردفين.               أخيرا فإن التقرير الثالث الذي أعده الأستاذ Thomsen من جامعة   Odense بالدنمرك يوم 11/11/1994 يشير في ما يخص تقرير التشريح : – إن الأضرار الموصوفة أعلاه لا تتطابق مع أي نوع معروف من حوادث المرور , لأن خاصياتها تتطابق أكثر مع أضرار ناتجة عن ضربات مسددة عمدا بواسطة أداة صادمة و بالتالي فإن النزيف على مستوى أخماص القدمين يعبر بقوة عن نوع من التعذيب معروف تحت اسم « الفلقة » وذلك بتسديد ضربات على أخماص القدمين بواسطة هراوة أو أدوات مماثلة. و إنه من النادر جدا أن  نلاحظ ثقبا على مستوى القسم النهائي من الأمعاء الغليظة مع الشرج من دون وجود كسر مصاحب على مستوى الحوض الأمامي و هذا الضرر يشير بصورة أرجح إلى عملية تعذيب تتم بإدخال أداة في أنبوب الشرج. -أما الأضرار الأخرى فكلها تشير إلى توجيه ضربات عنيف و قوية من طرف شخص أو عدة أشخاص عن طريق آلة صادمة. إن سبب الوفاة المصرح بها ليست له أية أهمية لأن الاحتقان الدموي الرئوي هو دائما طور ثانوي يأتي لينضاف إلى وضعية مرضية  أخرى سابقة. و بالتالي إذا اعتمدنا على معطيات التقرير الموجز للتشريح المتوفر لدينا, نستطيع أن نعتبر أنه من المرجح و الأقرب إلى المنطق و الواقع – أن سبب الوفاة كان الثقب على مستوى الجدار المعوي الذي وقع معاينته. perforation de la jonction recto sigmoïdienne  .   وقد ردّت السلطة بأن الأطباء الثلاثة كنيخت وطومسون وفورنيي لم ُيعدّوا تقريرا طبيا بل مجرد  تعليقات وتقريرا مضادا لا غير . واتهمتهم بالانحياز لرأي بوندار واتهمت خالد مبارك بتحريف الحقائق بزعمه أن الشهود تعرضوا للضغط والهر سلة والتهديد واعتبرت أن استدعاء الأشخاص الذين اتهمهم السيد خالد بالقيام بتعذيب فيصل لا يكون إلا بقرائن وأدلة وهذا ما لم يحصل، وشككت في التفويض الممنوح لخالد مبارك من طرف الشقيق الأكبر السيد جمال بركات  خاصة بعد موت الأب في 14 ديسمبر 1995 . وهنا لابد من الإشارة أن هناك أكثر من 90 فردا شاهدوا  وحضروا وفاة فيصل بركات يوم 8 أكتوبر 1991 ، جلهم مستعدون للإدلاء بشهادتهم إذا فتح تحقيق مستقل بضمانات دولية. وتوجد شهادات موثقة من شهود تؤكد وفاة فيصل بركات في مقرات مركز الحرس والتفتيش بنابل يوم 8 أكتوبر 1991 فما على السلطة القضائية إلا إعادة فتح ملف القضية من جديد على ضوء المعطيات الجديدة وما عليها إلا الأمر باستخراج الجثة للتأكد من عدم وجود أي كسور بالحوض كما زعم  الأطباء التونسيون (فرضية    الحادث  ) .      وفي 6 CAT   نوفمبر 1996 قدم خالد مبارك  تقريرا جديدا للجنة مناهضة التعذيبCAT  والتي بدورها نقلته إلى الحكومة التونسية في 23 جانفي 1997 أكدت فيه كل المعطيات القديمة الواردة في البلاغ عدد4  لسنة 1994 لتخلص أن المسار الذي أخذته القضية المستندة لفرضية حادث مرور باطلة شكلا ومــــــضمونا حيث لم تحترم الوقت القانوني   لإثارة   مثل هذه القضايا في المحاكم وهي سنة واحدة من تاريخ حادث المرور بينما القضية رفعت سنة 1995 من طرف المحامي محمد أحمد المرحول وعقدت جلستها في 9 أكتوبر 1995 فحكمت ب 10آلاف دينار كتعويض .  وفي 2 أكتوبر 1996 وفي جلسة الاستئناف عدّل التعويض ب12 ألف دينار، هذا ويجدر القول أن عائلة فيصل بركات –باستثناء الهادي -رفضت تسلم التعويض إيمانا منها بأن فيصل لم يمت بحادث مرور كما زعموا بل توفي تحت التعذيب.،كما أنها ظلت إلى حد اللحظة الراهنة ترفض هذا التعويض لأن السلطة ترفض دوما فتح تحقيق جاد و مستقل لا يستند إلى فرضية حادث المرور وقد قررت اللجنة  CAT  في 17 نوفمبر 1997 وفي دورتها 19 قبول السيد خالد مبارك كخصم ضد الدولة التونسية في ملف مقتل فيصل بركات واعتبرت اللجنة CAT الدولة غير جادة في التحقيق في القضية على أساس الفرضية الثانية (التعذيب) طبق الفقرة 5 من الفصل عدد22 من الاتفاقية  .وقد بعثت السلطة التونسية للهيئة ردا بتاريخ 12 ديسمبر 1997 تمسكت بكل مزاعمها السابقة وشككت في تقارير الأطباء وتفويض جمال بركات شقيق فيصل لخالد مبارك. وفي 10  نوفمبر 1999 خلصت الهيئة إلى الملاحظات والانتقادات التالية: -الدولة التونسية متهمة بتقصيرها في فتح تحقيق في وفاة فيصل بركات على أساس الفرضية الثانية ( وهي التعذيب) رغم التوصية بذلك من طرف رشيد إدريس في جويلية 1992 وتوصية المنظمات غير الحكومية في 22 سبتمبر 1992. -تؤكد الهيئة أن الدولة التونسية خرقت الفصل 12 و13 من اتفاقية مناهضة التعذيب التي أمضتها تونس في جويلية 1988 والتي تقضي بالتحرك الفوري وفتح تحقيق جدي كلما ظهرت أسباب معقولة يعتقد أن فعلا أو عملا تعذيبيا قد وقع. -تستغرب حفظ القضية من طرف قاضي التحقيق بعد ورود  تقرير الدكتور غشام وزملاءه. -تستغرب حفظ القضية للمرة الثانية من طرف قاضي التحقيق اثر المراسلة 14 لسنة 1994 والتي دعت إلى الاستماع إلى الشهود بطرق متاحة يستطيع معها كشف الحقيقة منها التأكد من الدفاتر الممسوكة في مراكز الإيقاف التي تؤكد وجود هؤلاء الشهود موقوفين في نفس فترة وفاة فيصل وكان من الأجدى أن يقوم القاضي من التحقق من المتهمين المذكورين والاستماع إليهم ومكافحتهم مع الشهود. ودعت الهيئة حسب الفصل 5/111 من النظام الداخلي الدولة التونسية استخراج الجثة  في غضون 90 يوما والتأكد من وجود كسور في الحوض كما زعم الأطباء التونسيون (فرضية الحادث) أو عدم وجود كسور وبالتالي ترشّح فرضية التعذيب. وآخر اجل حدد لاستخراج الجثة هو آخر فيفري 2000 ولم تستجب السلطة التونسية لذلك، علما بان السيد جمال بركات شقيق الشهيد قام بإيداع مطلب لدى مساعد وكيل الجمهورية السيد علي البحري في 25 أفريل 2008 يرجوه فيه إخراج الجثة من القبر من اجل إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة بحضور الخبراء ’ والى حد الآن لم يتلقى جوابا. وهنا لابد من الإشارة أن هناك 90 فردا شاهد وحضر وفاة ومقتل فيصل بركات تحت التعذيب يوم 8 أكتوبر 1991 جلهم مستعدون للإدلاء بشهاداتهم إذا فتح تحقيق مستقل وضمانات دولية .  وتوجد شهادات عديدة موثقة تؤكد وفاة فيصل بركات في مقرات مركز الحرس والتفتيش بنابل في 8 أكتوبر 1991 فما على السلطة القضائية باعتبار المعطيات الجديدة إلا إعادة  فتح ملف القضية من جديد . ثم إن رئاسة الجمهورية أمرت بفتح تحقيق في كل الوفيات المشبوهة .وقد أشار السيد رشيد إدريس رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في جويلية 1992 أن حالة فيصل بركات من الحالات المشبوهة غير أنه وقع حفظ الملف . والسؤال المطروح : لماذا  ؟؟؟؟؟؟  وتجدر الإشارة أن المجلة الجزائية تجيز فتح تحقيق جديد إذا وردت معلومات جديدة تخص الملف في غضون  10 سنوات معلومات عن عائلة الشهيد الأب  الهادي بركات 19-4-1931 توفي 14-12-1995 الأم خيرة الماطري 13-2-1939 الأبناء جمال بركات 1968 محمد الهادي 1970 قيــــــــس1972 حاتــــــــم 1974 هيكــــــــل 1977 الشهيد  فيصل بركات مولود في 4-5-1966  استشهد في 8-10-1991 زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة منزل بوزلفة وتعليمه الثانوي بمعهد منزل بوزلفة تحصل على الباكالوريا في جوان 1988 درس بكلية العلوم بتونس إختصاص رياضيات وفيزياء . عضو بالإتحاد العام التونسي للطلبة من سنة 1989 إلى وفاته  . حوكم سنة 1987 بثلاث سنوات سجن من اجل الانتماء   لحركة النهضة في الختام لم أجد ما أنعاك به   غير هذه الأبيات لشاعرنا الكبير( بتصرف) والتي تقول:                  « تونس » الحديثة قد علت وتقدمت   ********    في صنعة  التعذيب والتقرين                    وتفننت كي لا يمل معذب          ********     في العرض والإخراج والتلوين                   أسمعت ما يلقى البريء ويصطلي ********   حتى يقول أنا المسيء خذوني                  أسمعت بالآهات تخترق الدجى     ********     رباه عدلك إنهم قتلوني                  إن كنت لم تسمع فسل عما جرى   ********     مثلي ولا ينبئك مثل سجين                 قتلته طغمة « تونس » أبشع قتلة      ********     لا بالرصاص ولا القنا المسنون                  بل علقوه كالذبيحة هيئت            ********      للقطع والتمزيق بالسكين                 فإذا السياط عجزن عن إنطاقه      ********      فالكي بالنيران خير ضمين                 ومضت ليال والعذاب مسجر       ********      لفتى بأيدي المجرمين رهين                 لم يعبئوا بجراحه وصديدهـــــا     ********      لم يسمعوا لتأوه وحنين                 (أدخلوا الحديد بشرجه ثاقبا          ********     أمعاءه ويلهم من شياطين)                 قالوا اعترف أو مت فأنت مخير   ********      فأبى إلا اختيار منون                وجرى الدم الدفاق يسطر في الثرى ********     يا إخوتي  استشهدت فاحتسبوني                   لا تحزنوا اني لربي ذاهب        * *******     أحيا حياة الحر لا المسجون                  سأعيش معتصما بحبل عقيدتي    ********    وأموت مبتسما ليحي ديني  

8 أكتوبر 2008 الناشط الحقوقي : زهير مخلوف            

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

رسالة الى ابناء حركة النهضة

 

أحمد قعلول
اتسع خلال الأشهر الاخيرة النقاش بين عدد من الاقلام لابناء ومناضلي حركة النهضة. من اهم سمات هذا النقاش كونه مال الى الحدة بحيث اصبح تعبيرا عن خصام اكثر من كونه تعبيرا عن اراء مختلفة ووجهات نظر متحاورة.  كما اتسمت الكثير من الكتابات بتوجيه النقد لاشخاص الكاتبين في ضمائرهم ومقاصدهم واتهام كل طرف للاخر في مسلكه فطرف يعيب على الاخر تشدده وتطرفه واخر يعيب على مقابله انحلاله وركونه للظلم وخيانته. واخيرا فان المواضيع التي تركز عليه هذا النقاش والتلاسن اخذ طابع الحزبية واهمل في جله القضايا الوطنية العامة فلم يعد يناقش التوجهات السياسية تحليلا واستنتاجا بقدر ما غلب عليه التوتر وحتى ان صدر عن بعض المساهمين في هذا النقاش الحاد تحليلا ورايا قرء ضمن الخصومة والتراشق وصنف في احد المعسكرين. وقد غلب هذا النقاش الحاد صدوره من ابناء النهضة المهجرين مع ان بعض شضاه بدا يمس بعض المسرحين والمحاصرين من ابناء النهضة داخل البلاد ما يهدد بادخال هذه المساحة الهشة من الجسم الاسلامي التونسي ضمن دائرة هذا السجال والجدل والتلاسن فتعم بذلك البلوى. ما اريد ان ان اقوله لاخواني واساتذتي في هذه الحركة المباركة ولست الا مذكرا بما علمونا وما تعلمناه: لا شك ان الحوار  والتعبير عن الاختلاف مطلوب بل ضروري فهو دليل حياة في الجسم زد على ذلك فان جسما بحجم حركة النهضة لا يسعه ان يشتغل بهيمنة راي وتوجه واحد عليه؛ بقدر ما يسعه ويعينه على العمل قدرته على ادارة الاختلاف وصناعة الراي العام داخله وانتاج القرارت التي عادة ما تكون معبرة عن غلبة الراي في قضية ما وفي وقت ما. وقد اثر عن الرسلو صلى الله عليه وسلم قوله  » لا تجتمع أمتي على ضلالة ». ونحن اذا نظرنا في هذا الحديث ريت ينفي الضلالة نفيا مطلقا ولا يثبت الحق، وهذا اعلاء لعملية انتاج الراي « الاجتماع » ضمن سياق الجماعة المسلمة. ما يسمح لنا بالقول ان للحق والصواب اوجه محتملة وراجحة وانما تزيد قيمة الصواب اذا ما اجتمع عليه الناس وصوبوه وانساقوا إليه اذ لا قيمة لحق وصواب ينكره الناس او يكرهون عليه. ونحن في هذه الحركة لا يسعنا الا ما نجتمع ونتوافق عليه لا ما ينتصر به الواحد منا على الاخر. ولذلك فان تطور التعبير عن الاختلاف داخل اي جسم الى هذا المستوى من التوتر يهدد الجسم كله ويمس ضرره الجميع وزد على ذلك وفي اطار الحديث عن حركة النهضة التونسية هذه الحركة التي تمثل اهم تعبيرة سياسية جماعية منظمة تبغي الاصلاح في تونس وتواجه من طرف سلطة اقل ما يقال فيها انها خصم سياسي ماسك بمقاليد الدولة وان هذا الخصم وان اقتنع ان محاولة استئصال الحركة باستعمال العنف غير مجدية ما يعني انه ربما او هو يفكر في اساليب اخرى للتعامل مع الحركة الاسلامية ومع الازمة التي تعاني منها البلاد عموما فان هذه السلطة اذا ما رات هذا الضعف والخصومة في منازع سياسي واجتماعي فانها لا شك اما ستسعى لاذكاء هذه الخصومة او الى انتظار نتائجها كي تتحاور ان اضطرت الى ذلك او رات مصلحة في ذلك مع طرف ضعيف منخفضة مطالبه التفاوضية؛ فبين اذا ان تواصل هكذا خصومة مضر بالطرفين وبالتوجهين. ولا شك ان الجميع حريص على هذه الحركة المباركة ومن الحرص عليها الحرص على ابنائها ولا يصح في هذا المجال من الاختلاف الضن ان ما يراه احدنا هو الحق وان ما يراها الاخر هو الباطل فنحن نختلف فيما يتسع له الاختلاف ولذلك فالمناسب في هذا السياق سوق الكلام باللين من احدنا الى الاخر والدعوة الى التقارب وعدم الحرص على تحقيق نصر في معركة نحن ساحتها فمن يريد ان ينتصر في ساحة يكون جزءا من جسمه الخاسر فيها فترانا كمن يميل على يديه او رجليه بالقطع والجلد او على وجهه بالجرح وعينه بالفقإ والعياذ بالله. انا هنا لست ادعو الى التوقف عن التعبير عن الراي ولكن هي تذكرة لاخواني من ابناء حركة النهضة باننا ابناء حركة اسلامية تحكمنا قيم واداب في الحديث ويربطنا اول ما يربطنا الود الذي ملأ الله به قلوبنا الواحد للاخر والالفة وقد امتن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بتاليف قلوب المؤمنين ولم يمتن عليه بتاليف عقولهم اذ قال جل من قائل في سورة الانفال « وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  » فجعل تأليف القلوب من علامات قوته  وعزته تعالى وقدرته ومن امارات حكمته. والخشية ان يؤدي هذا الخصام والتلاسن الذي بدا ينتشر بيننا الى التفرقة المذمومة فيصير حالنا الى ما ذم الله تعالى ويكون ذلك علامة عن عدم الاعتصام بحبل الله ومخالفة لامره اذ قال في سورة ال عمران « وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ » فمن منا يريد الخروج من نعمة الله ومن منا يود ان يخرج اخوه من هذه النعمة وهل سيسعد احدنا بهلاك اخيه لا شك ان هذا ليس من تربيتنا ولا من خلقنا ولا ما نتمناه لاعدائنا فكيف باخواننا. لقد كان بين الصحابة من يميل الى الشدة ومنهم من يميل الى اللين اجتهادا ورايا وقد صحح الله في مقامات الاجتهادات التي ذهبت اليها الجماعة المسلمة  وخطاهم والرسول بينهم ومع ذلك فان الله اكد على ضرورة التشاور والاخذ بالراي، اونما المنهي عنه هو ما يؤدي الى الفرقة والخصومة. كنت في مضى في غير هذا المقام الكريم استشهدت بحديث عن الفتنة يستشير فيها احد الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا يكون حاله فيها ويروي رواة الحديث على اختلاف رواياتهم ما يمكن الاستشهاد به في مجال الاداب اذ يخبرون عن الرسول صلى الله عليه وسلم نصحه لذلك الصحابي بلزوم بيته وكسر سيفه وانه ان دخل عليه ان لا يدافع عن نفسه وان يكون عبد الله المقتول على ان يكون عبد الله القاتل. واني ارى ان هذا ه مقام النصح بهذا وان يختار احدنا ان يكون عبد الله المقتول لا عبد الله القاتل وان اراد احدنا النصح للحركة وللبلاد فكلنا يعلم المسالك الحسنة في ذلك والاساليب المناسبة له. وأخيرا كلمة الى السلطة: ان كانت تريد اصلاحا لحالها ولحال البلاد وذلك ما نرجوه ان حركة النهضة وبشهادة الجميع عندما امتحنت برغبة السلطة في استئصالها صمدت امام اغراءات العنف واغراق البلاد في مستنفعه، في وقت كان استعمال العنف في مقاومة الظلم سلعة رائجة وعقيدة جذابة. ومهما كانت اخطاء الحركة فهي لم تتجاوز الحد السياسي والحركة ان كانت في وضع حرج يبرره طول المحنة وبلوغ القلوب الحناجر فان السلطة بل الدولة الان في وضع تعلم السلطة انه غير مريح كما ان السلطة تدرك ان السعي لشق هذه الحركة سيكون مضرا بمصالحها ذاتها. فعلى السلطة ان تختار مع من تريد التعامل مع حركة نضجت وبينت بالتجربة عن نضجها السياسي ودفاعها عن المصلحة الوطنية وهي اليوم تمد يدها لكل الخيرين من اهل البلاد من اجل المساهمة في الخروج من هذا المازق. او ان تعول على ضعاف هذا الجسم فتساهم من خلال اضعافه في انتاج جيل اخر من الشباب المتحمس والمفتقر للتوجيه والحكمة ولكن المتشبث بالدفاع عن مطامحه واحلامه المشروعة امام التوجهات الاستئصالية المتنكرة لمصالح الشعب والبلاد، حاله في ذلك مثل حال شباب حركة النهضة بعد ضرب الموجة الزيتونية هنا سيخسر الجميع  فحركة النهضة ليست تعبيرا عن طموحات ثقافية فقط بل هي تعبير عن حركية المجتمع في دفاعه عن نفسه وهذه الحركة تمد يدها للسلطة وهذه فرصة تاريخية للدولة تقترب بها من خلال التصالح مع نفسها ومع الشعب ومكوناته وحركة النهضة جزء اساسي منها. مع العلم ان هذه الحركة لن تنفع السلطة ان كانت ضعيفة فاقدة للشرعية والمشروعية.  

النمري والحركة: ضيّعتموني صغيرا وحمّلتموني خصامكم كبيرا

 

المسلم الصغير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لم أجاوز السابعة عشر من عمري حين بدأت المحنة في تونس، وقد وجدت نفسي وثلة من شباب/ أطفال الحركة في دوامة عاصفة لا تبقي ولا تذر، وكان حينها يسود بيننا شعور أن المرحلة قد استعجلتنا، وأنا استهلكنا قبل أن ننضج، وأن إخواننا لم يدخرونا لمرحلة قادمة فانتهينا قبل أن نبدأ، ثم زل بعد ذلك من زل، وضل من ضل وترنح من ترنح وصمد من صمد. ووجدنا أنفسنا في مواجهة حملة ليس لنا فيها إلا الصبر، ولم نستطع فيها حتى الفرار لتقليل الخسائر، فواجهنا السجن والتشريد وصابرنا لنعود إلى مقاعد الدراسة ولنأخذ طريقنا من جديد. فمنا من بلغ ما كان يتمنى، ومنا من قصر به الجهد أو المال أو الحظ أو الوقت، وكلنا في دائرة قدر الله يجهد. كنت ممن حالفهم الحظ بمتابعة الدراسة رغم الظروف القاهرة، ثم رأيت أفق العمل مسدودا فتركت البلاد دون تردد، ولم أندم على ذلك لحظة ولم أستشر أحدا من الحركة عند خروجي، بل خرجت سيد نفسي أطلب حريتي لمّا رأيت الظلام قد ادلهم ولم أعد أرى لليل بلدي فجرا قريبا، وقد صدق الله حدسي والآن إذ أرى إخواننا يختصمون ويبز بعضهم بعضا بالقول ويتبادلون التهديد فيما بينهم فلا أجد لهم غير قول امرئ القيس عن أبيه حين بلغه خبر مقتله: ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا أما أنتم فقد ضيعتموني صغيرا وحملتموني خصامكم كبيرا، أراكم ونفسي قد منعنا النصر لأنا لم نكن له أهلا، والآن لم تسعنا حتى الهزيمة، فلا نحن أهل النصر كنا ولا نحن أهل الهزيمة صرنا، بل صار البعض يلمح ويلوح لإخوانه بأن يجعل هزيمتهم أشد مرارة. ففيما تتنافسون وتتخاصمون وعلى ماذا؟ أعلى تفرقكم شذر مذر وضياع أمركم ويأسكم؟ أم تتنافسون أيكم ينجح أكثر في تعرية أخيه وهتك ما ستر الله من أخطائه؟ كم كنت أسمع من حديث أبله عن بلاهة الرئيس وقلة عقله، فمع قلة عقله استطاع أن يستدرجكم وحاشيته إلى أن تتهالكوا فيما بينكم على سفاف من الدنيا أما عن الأخ النمري، فما رأيت أحدا سأله هذه الأسئلة التي سأطرحها عليه الآن، وأتمنى أن يجيب عنها حتى يتدارك ما بينه وبين الله عز وجل أقدم يا أخي الفاضل بأنه لا أحد يعلم ما هي تونس وما حجم ضراوة وبدائية نظامها المستبد كمن عاش فيها وقاسى أهوال السجن الضيق أولا، ثم السجن الموسع بعد إطلاق سراحه. وكيف كان يلاحق في نفسه ويضيق عليه في رزقه وينكل به وبعائلته حتى بلغ بهم الأمر إلى تهديد مدير المدرسة الحرة ليطردني من المعهد والحمد لله أنه لم يفعل، وفي كل مرة كانوا يأتون إلى البيت ويعرضون التعاون، وما أشد صلفهم ما كانوا يريدون التعاون إنما يقولون لك أنت تساعدنا وجيفة كلب فوق رأسك ولست بصاحب فضل علينا، هذا هو نظام تونس وما أحسبه عامل أحدا بغير هذا وإن جمل كلماته. أخي النمري حين غادرتُ تونس كانت أمامي جميع هذه المعطيات وعلى أساسها غادرت، وأنا على يقين بأن شيئا لم يتغير في البلاد، كل شيء على حاله، بله ازداد كلاب الشرطة خبرة في معاملتنا وتنويع الأساليب معنا، وما حالك إلا شهادة على هذا.. أخي النمري أنا لا أعرفك ولا أتهمك ولا أتهم نواياك، وقد شب عودي الآن وصرت أتميز ما يقوله حتى خصومك وأعرف ما يقبل منه وما يرد، وأحيانا تمدني الذاكرة بشيء من ماضي أحوال مخالفيك فأبتسم لسفه عقلي إذ أحسنت الظن بما كانوا يقولون، وليس هذا اتهاما لشخصهم بل اتهام لطريقة تفكيرهم. أخي النمري أنا أتهم نوايا النظام الذي جربت قسوته على جلدي، وأعلم أنه يأتيك من حيث تظن نفسك آمنا، فيلاعبك من حيث تظن نفسك تلاعبه، ويستخدمك من حيث تظن أنك تستخدمه. فأسألك إذا بالله بالله بالله عليك ثلاثا أن تصدقني القول هل دخلت البلاد كما يدخلها أي إنسان، بمعنى أنك لم تتعرض إلا لما يتعرض له أي مسافر من إجراءات روتينية؟ هل اتصل بك ممثل أو مبعوث من النظام، وهل طلب منك بعض الخدمات أو ساومك أو هددك، أو طلب منك أمرا لا يرضيك  لنفسك أو لإخوانك؟ هل طلب منك ثمن ما لدخولك وخروجك؟ فإن كان فأخبرنا عنه بالله عليك مهما كان هذا الثمن قليلا؟ أذكرك أخي النمري آخرا بحادثة عمار ابن ياسر حين أجاب قريشا إلى كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ثم ذهب إلى رسول الله (ص) يسأله فكتب الله صدق إيمانه في آية تتلى إلى يوم القيامة:من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم‏.فأخي النمري إن أخبرتنا بما حصل معك حقا فلن يدفعني ذلك شخصيا إلى الشك فيك، بل سأكون شاهدا لك بالإيمان، ولكن إخبارك بما وقع سيعرفنا بنظام تونس هل صدقت توبته أم ما زال على نفاقه الذي عهدناه؟ قلها أخي النمري في الدنيا قبل أن تجيب عن هذا على رؤوس الأشهاد يوم القيامة. قلها اليوم ولا تبع آخرتك بدنيا غيرك؟ قلها ونجادل بها عنك يوم القيامة. افد إخوانك كما فعل ذاك المؤمن، الذي ذهب عني اسمه، حين ناور العدو وأظهر له المودة ثم لما اقترب من إخوانه أخبرهم بالحقيقة فنجووا. قلها فقد يكون لك بها الجنة. وأخيرا أعتذر لك عن اسمي المستعار لأني أخفيه حتى أفوت الفرصة على الكلب أن يعض بريئا ولست أتخفى عنك أنت فلن تعرفني حتى وإن أخبرتك من أنا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (المصدر:  موقع الحوار.نت ( ألمانيا) بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

رد هادئ على  عبد الحميد خلفة

   

الطاهر الرمة   

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) النور مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)    الأحزاب الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فلا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)    البقرة   نتجاوز  عما كتبه القارئ من كيل الإتهامات الكاذبة مثل الجهل و الدس و غيرها  من الترهات و التفاهات و التي لا تصدر  إلا من شخص لا يحسن العيش إلا مع هذه الأوصاف و فيها ( تونس نيوز بتاريخ 08-10-2008)، و لا نضيع وقتنا أكثر و نقول:   قال : ~هذه الآية لا تكفي لتربية خلق الله جل و على~ قلت : حدثنا ‏ ‏هاشم بن القاسم ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏مبارك ‏ ‏عن ‏ ‏الحسن ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن هشام بن عامر ‏ ‏قال أتيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقلت يا أم المؤمنين ‏ ‏أخبريني بخلق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت كان خلقه القرآن فالمؤمن يأخذ تربيته وخلقه من القرآن كاملا بكل سوره و آياته و منها التي شرحت لنا معنى الرجولة ، و قد أوردت للفائدة بعض الآيات.(انظر أعلى) قال :  ، و يرى الطاهر رمة أن يضيف لها من علمه الغزير قلت : أنا لست عالما ولا شيخا كما بدا منك تهكما. بل أنا طالب علم (الشرعي)، و أطلبه حثيثا من شيوخنا الكرام من أمثال الشيخ الغنوشي و الشيخ عبدالمجيد النجار و الشيخ محمد الزمزمي و الشيخ الهادي بريك، و من دائرة أوسع الشيخ يوسف القرضاوي، و غيرهم كثر، ولو علمت أنك عالما أو شيخا لأتيتك هرولة طلبا للعلم حقيقة ليس تهكما. قال :  فيقول « فتزود فإن خير الزاد التقوى والرجولة »..   قلت : هذه قولة أو حكمة، صنفها كما شئت. وهي ليست قرآنا (كما تصورت تهكما)  روي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: « الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها » رواه الترمذي عن أبي هريرة وروي عن ابن عمر رضي الله عنه موقوفًا على أنه قال: (خُذِ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت) وفي نهج البلاغة أن أمير المؤمنين -كرم الله تعالى وجهه – قال: (خذ الحكمة أنى كانت فهي الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن)، وقال أيضًا: (الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق) قال : تأدبوا مع القرآن يا خلق الله، قلت : شكرا على النصيحة وجزاك الله خيرا  قال : يا شيوخ آخر الزمان، يا… قلت : تركنا لك المشيخة في أول  الزمان و آخره قال :  و تأكد انك لو حرصت على ما أوصاك الله به -أي التقوى- قلت : تأكد أني حرصت على ما أوصاني به أبي من تقوى و رجولة و نسأل الله الثبات. و اعلم جيدا أنه ما من أب ورجل إلا و قد أوصى إبنه بالتقوى و الرجولة ، و لا أحسب أن أباك رحمه الله حيا و ميتا قد غفل عن ذلك، و لا أحسبك أنك ستغفل ذلك عند وصيتك لإبنك.  قال : لفتح الله عليك بكلام آخر يدخل القلوب.. قلت : نسأل الله أن يفتح الله علينا و عليكم و جميع القراء بالخير و أن يصلح القلوب. قال : وتأكد ذلك،أن لواطلع أباك رحمه الله على ماكتبت لرده عليك.. قلت : لقد كتبت ما كتبت و أبي بجانبي و لم يرده ، فلا تجهد نفسك في ما لا ناقة لك فيه و لا جمل قال : ثم أنت لا ترى فائدة في تحليل يعتمد المربعات السود و البيض بل ترفض هكذا تحليل حتى و إن كانت مثلثات أو غيرها.. قلت : ليس المهم الشكل بل المحتوى و الجدوى و النتيجة قال : فلماذا لا تتواصل مع الرجولة التي تتحدث عنها و تتواصل مع فهمك للواقع برجولة و تعلنها حربا على الظلم و تجاهدفي الله حق جهاده.. قلت : أنا أحسب نفسي كذلك و لا أزكي نفسي، فكيف أنت ؟ قال : تواصل مع أفكارك حتى النهاية و كن رجلا.. قلت : أنا أفعل ذلك و أنا كذلك (كما أوصاني أبي) . فكن أنت كما أوصاك أبوك

بين الزعيمين : تأبيد المنفى أو العودة للوطن ؟

 

مرسل الكسيبي (*) قصة السيد عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول السابق العائد الى المغرب الأقصى بعد منفى استمر 15 عاما قصة يبدو أنها أصبحت في الذاكرة السياسية لكثير من التونسيين طي النسيان , اذ نسي الكثيرون عودة هذا الأخير من منفاه في تشرين من سنة 1980 بعد صدور عفو ملكي عنه في أغسطس من نفس السنة . حكم على رئيس وزراء المغرب سابقا غيابيا في جلسات محاكم مراكش مابين سنة (1969 – 1975) , ولم تحل هذه الأحكام القاسية بينه وبين التواصل مجددا مع المؤسسة الملكية , اذ سعى جاهدا الى طي صفحة الماضي بين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والملك الحسن الثاني ومن ثمة قفل عائدا الى وطنه بعد أن أيقن جيدا بأنه لامجال لمنازعة الملك في شرعية العرش التي التصقت بمسيرة التحرير في تاريخ الحركة الوطنية المغربية … عبد الرحمن اليوسفي كان رجل المعادلة السياسية الصعبة في التاريخ الحديث للمغرب الأقصى اذ لاحديث عن تاريخ البلد منذ حقبة الستينات دون المرور على ذكر اسم الرجل الذي تولى منصب عميد سلك المحاماة ونشط قبل ذلك عضوا في حزب الاستقلال وشغل بعد ذلك عضوية الأمانة العامة بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ومسؤولية المندوب الدائم للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثم عضوية المكتب السياسي لهذا الحزب ومنصب كاتبه العام في وقت لاحق الى أن عينه الملك الراحل الحسن الثاني رئيسا لوزراء المغرب مابين فبراير 1998 وأكتوبر 2002 . عبد الرحمن اليوسفي كان نموذجا للسياسي البراغماتي الناجح الذي لم يتقيد بمقولات المعارضة العربية التقليدية التي تقوم على تصنيف الناس في خانة الخونة أو المناضلين الشرفاء لتضع نفسها أمام حالة فشل مستمر نتاج خلطها بين مقتضيات العقائد الدينية ومقتضيات متغيرات الواقع السياسي في أطره المحلية أوماجاوره من أوضاع اقليمية ودولية  . قصة أردت أن أذكر بها اليوم قادة المعارضة التونسية بالمهجر وأساسا المنصف المرزوقي وراشد الغنوشي ليـتأملوا جيدا في حيثياتها حتى يدركوا  بأن اليات العمل السياسي تختلف كليا عن تقاليد العمل الحقوقي الرابطي أو تقاليد العمل الدعوي الذي يغرق في الوعظ والطهورية حتى وان قدم نفسه في واجهة الحزب سياسي . إبراهيم طوبال وموعظة تاريخية أخرى من هو ابراهيم طوبال ؟ ابراهيم طوبال : (1343 ـ 1410هـ/1924 ـ 1990م) سياسي و دبلوماسي ولد في المهدية بتونس، ودرس بالصادقية , انخرط في الثورة الجزائرية، واحتضنته الجزائر بعد انتصارها، فكانت له مكانته الخاصة هناك. ألَّف عدة كتب منها: ـ البديل الثوري في تونس ـ سقوط البورقيبية. اتكأ إبراهيم طوبال على حد ذكر الكاتب المعروف صالح القلاب على إرث صالح بن يوسف وسمعته وتاريخه في معارضته الخارجية وتنقل مناصرة للمشروع القومي الناصري مابين عواصم كثيرة، من القاهرة الى دمشق الى بغداد الى بيروت الى باريس، وقد استقر بالمنفى الى أن فقد الأمل نهائياً في العودة الى تونس في عهد رفيق نضاله الزعيم الحبيب بورقيبة . نشط ابراهيم طوبال رحمه الله في القضية التونسية أيام معارك التحرير فكان ثالث ثلاثة أسماء اشتهرت في سماء تونس أيام الكفاح ضد الاستعمار … حلم ابراهيم طوبال بالعودة الى تونس وتردد في ذلك كثيرا  وبلغ به العداء الى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مبلغا عظيما حتى رفض العودة في ظل حكمه …, الى أن توفاه الأجل بعد معاناة مع المرض العضال فعاد الى تراب الوطن ميتا  بعد أن حلم بالعودة اليها من باب القادة العظام وهو على قيد الحياة  … حدثني صديقي الفاضل الدكتور أحمد القديدي بأن ابراهيم طوبال نصح من قبل مقربين له بتليين الجناح لرفيق دربه بورقيبة فرفض ذلك وأبى واشترط مااشترطه اخرون في المعارضات العربية , فكان أن أمد الله تعالى في عمر هذا الأخير أكثر من عمر طوبال وطويت رحلة المنفى بوفاته خارج التراب الوطني … لايشك عاقل في وطنية ابراهيم طوبال أو كفاحه ضد الاستعمار أو نضاله من أجل وحدة المغرب العربي أو حتى تحرير فلسطين …, لكن القارئ الحصيف يقف عند نهايات النهج اليوسفي سياسيا حيث غابت المرونة السياسية والحصافة والبراغماتية فانتهت الرحلة الى حياة على هامش الحدث التونسي وصناعة دولة الاستقلال والمشاركة في مسيرة البناء والاعمار … المعارضة تتحول في لحظة من اللحظات الى قدسية جامحة ترفض العالم من حولها وتقرأ في غيرها النقصان التام و »الغباء » , وهو مايجعلها في النهاية على هامش الأحداث والتاريخ وان كانت المبادئ التي انبعثت اليها عند التأسيس في غاية الأناقة والجمال … درس اخر نتعلمه من حياة الراحل ابراهيم طوبال الذي لم يعرف كيف يتوج نضاله العظيم بالمشاركة السياسية الناجحة مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في بناء الدولة الحديثة المستقلة … بعض المعارضة والفارق هنا كبير جدا مع الوطني الكبير الراحل ابراهيم طوبال رحمه الله … بعض المعارضة حين تصاب بداء الاطلاقية في اكتناز الحقيقة وتنتقل الى مرحلة تسفيه المكاسب الوطنية وتصبح مهامها منحصرة في اطار تبخيس ماينجزه الاخرون , سواء باتهام الحكم بتحويل الوطن الى ماخور في البحر الأبيض المتوسط أو برفض الترحم على من هم في عداد الموتى كما حصل يوما ما حين وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة …أو عبر ادخال أحزابها في منافسات سياسية غير موزونة …, مثل هذه المعارضة كفيلة بأن تقود عشرات الالاف من مناضليها الى الماسي والكبوات حتى وان صدقت نوايا هؤلاء وكانوا على درجة عالية من الثقافة والوطنية … لايصادر أحد حق المعارضة في النقد الهادف والبناء أو حقها في المطالبة بالاصلاح والتطوير أو الحاحها على موضوعات الحريات , ولكن مع حضور المرونة والبراغماتية في الفعل السياسي والاعتراف بما تحقق للوطن من مكاسب  وعدم الانخراط في رؤية عدمية لاترى من البلد الا مناطق النقص والسواد … (*) كاتب وإعلامي من تونس (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

حوار مع…   الضيف عدد 4 السيد » مرسل الكسيبي »  ( رئيس تحرير مجلة الوسط التونسية)
  * ملاحظة من إدارة الموقع  : ما ورد من مواقف و أراء في نص الحوار لا تعبر عن موقف الحزب الديمقراطي التقدمي و لا أعضاء إدارة موقعه الإلكتروني .   *بدبي أنفو : مرحبا بك ضيفا على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي. *الضيف : الأخ العزيز معز أشكرك الشكر الجزيل وأشكر الإخوان في الحزب الديمقراطي التقدمي على إتاحة هذه الفرصة من أجل رفع الالتباس وتبيان جملة من المواقف التي تحتاج في هذا الظرف التاريخي إلى حسن البيان . *بدبي أنفو : أعلنت مجلة « الوسط التونسية » في بلاغ نشر على مواقع الأنترنات عن توسيع هيئة تحريرها بإضافة عناصر جديدة ، و تضمن نفس البلاغ الإعلان عن ظهور جديد للمجلة على مستوى المضمون الإعلامي . إلى من تعود فكرة هذه القرارات ؟ و إلى ماذا تهدف؟ * الضيف : تعود فكرة هذه القرارات إلى مؤسس الصحيفة وثلة من إخوانه الذين راقبوا مسارها على مدار ثلاث سنوات فكان أن اهتدوا بعد سلسلة من الحوارات إلى ضرورة التمايز عن بقية المواقع والمنابر التونسية التي باتت نسخة مطابقة للأصل أحيانا في مضامين النشر والإعلام , هذا علاوة على لبس في الخط الفكري والسياسي للصحيفة , إذ كثيرا ماوظف بعض الإخوان في حركة النهضة التونسية موقع الصحيفة من أجل التشويش على مساعي جادة وحثيثة من أجل رأب الصدع بين السلطة ومكونات عريضة للساحة الإسلامية المعتدلة , وهو ماساهم حقيقة وفي مناسبات عدة في إفشال مساعي فك الاشتباك بين تيار شبابي صاعد ومجدد وبين سلطة عبرت لنا في مناسبات عدة عن استعدادها للتعاطي مع ملف الظاهرة بأقدار من المرونة والايجابية . على العموم من هذا المنطلق تقرر مراجعة التجربة بعد الإقرار بحق مفتوح للآخرين في تبني مايشاؤون من توجهات سياسية مع حق الاحتفاظ لدينا بما نراه صالحا من رؤى وسياسات  . * بدبي أنفو : في المقابل أعلن الإعلامي الطاهر العبيدي و عدد من مؤسسي مجلة الوسط عن الإنسحاب من هيئة التحرير إحتجاجا على ما ذكرت و رفضا للبرنامج الجديد للمجلة . كيف تقبلت هذا القرار ؟ ماهو تعليقك عليه؟ * الضيف : هذا قرار قديم مضت عليه سنتان ونصف وليس له علاقة بحيثيات الحاضر مع الإشارة إلى أن هذا الأخير لم يكن يوما ما في النواة الصلبة للتأسيس , إذ كانت الفكرة يومها منبعثة من رحم أفكار الثلاثي د.أحمد القديدي  ود.خالد شوكات ومرسل الكسيبي الذي تفضلتم بإجراء هذا الحوار معه إذ أشهد الله رب العالمين وأتحمل المسؤولية أمام خالقي في ذلك يوم الدين أن هؤلاء فقط هم من أسسوا الوسط وقد تحملت مع الأخ شوكات العبئ الأكبر في تصور أركان الصحيفة وأقسامها ثم توليت بعد ذلك التنفيذ بعد أن تأخرت إجابة صديقنا الفاضل د.شوكات في ظل مغادرته في شهر أفريل 2006 باتجاه الوطن تونس . لقد أشركت السيد العبيدي من باب الرغبة في توسيع هيئة المحررين وأعلنت عن اسمه في إحدى الافتتاحيات مجاملة بعد طلب شخصي منه ولقد استأنست فيه خيرا بناء على طلب من الأخ خالد شوكات لكنني شعرت في الإبان بأنه لم يكن معي على قدر عال من الصفاء وتوقعت منه أن يفعل فعلته التي فعل في ظل تجربة له سابقة مع مجلة مرايا التي صدرت من باريس . على العموم لقد تجاوزت وصفحت في حق هؤلاء الإخوان ويبقى الاختلاف في الرأي مع الأدب في القول والعمل حقا مشروعا . * بدبي أنفو : تواجه المجلة ممثلة في شخصك عدة إنتقادات و إتهامات وصلت إلى درجة التخوين . بماذا تجيب على من وضعك في هذا الإطار ؟ * الضيف : لايحق لأي كان أن يستعمل صك التخوين في وجه مخالفين له في الرأي , ويكفي أن يعلم الجميع بأنني قدمت في عائلتي شهداء وقضيت مايناهز 17 سنة في المنفى وحرمت من التمتع بأحلى مراحل العمر بين أحضان دفئ العائلة حتى يتأكد هؤلاء من أن تخوينهم لي أو لغيري لن يصدنا بإذن الله عن رفع لواء كلمة الحق أو المضي قدما فيما نراه صالحا لبلدنا وشعبنا عبر التأسيس لنواة مصالحة وطنية شاملة وصادقة. * بدبي أنفو : ألا تجعلك هذه الإنتقادات تعيد النظر أو مراجعة ما أقدمت عليه بخصوص المجلة ؟ * الضيف : هذه الانتقادات تقوينا بإذن الله ولن تضعفنا وسنعمل على الاستفادة من كل الصادق والمخلص منها قدر الإمكان , غير أن ذلك لن يثنينا عن توخي النهج الذي نراه الأصلح لاخراج واقع الاعلام وواقع الشأن العام من حالة القطيعة والاحتقان , وهو مايعني أننا سنحتفظ للصحيفة بخط تحريري ينشد الوفاق الوطني والبناء كبديل عن الغرق في أتون الحقد المستمر والكراهية مع الاجتهاد واسعا في تغطية النقائص والثغرات كما المنجزات والمشاهد المشرقة في ربوع تونس. * بدبي أنفو : أستاذ مرسل ، تعلم جيدا أنه لا يمكن زيارة موقع المجلة إنطلاقا من تونس إلا عبر تقنية البروكسي . ألا تلاحظ أن هذا الإجراء التعسفي يتضارب مع خطابك الذي أصبح يوصف بالموالي للسلطة؟ * الضيف : أعلم هذا جيدا وأنا متأكد بأن مثل هذا الإجراء ليس في محله ولكن أعتقد جازما بأنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الحجب بين الناس وبين الوسط , وأميل إلى أن السلطات التونسية بصدد التفكير في مراجعة قرار اتخذ بعد أسبوعين من إصدارها , وعلى العموم فان ماحققته الوسط برغم هذا الحجب على مستوى خطاب المصالحة الوطنية وترسيخ نهج الاعتدال في الفكر العربي والإسلامي مع الإيمان الراسخ بفضائل الحداثة هو محل حديث الناس في الداخل والخارج برغم محاولات مستمرة للتشويش على الوسط من قبل إخوان قاسمتهم ألام وآمال النضال بالوسط المعارض . * بدبي أنفو : سياسيا ، المتتبع لمقالاتك يرصد أنك كثير المديح للحكومة التونسية . هل نفهم من ذلك إعترافا منك يضاف إلى قائمة الإعلاميين المثمنين لنجاح السلطة في برامجها الساسية ، الإقتصادية و الإجتماعية…؟ * الضيف : نعم هناك نجاحات حققتها السلطة في برامجها الاجتماعية والاقتصادية والاعمارية ومن يخالف هذا الرأي فهو مجانب حتما للحقيقة , وهذا الانطباع ينقله التونسيون في حلهم وترحالهم كما استمعت له من مئات المواطنين الألمان أو الأوربيين وحتى العرب الذين زاروا تونس , إذ ينقل هؤلاء صورة رائعة وجميلة عن أيام أو أسابيع قضوها على أرض تونس … وإذا اختلفنا مع الإخوان في الحكومة في الرصيد السياسي لتوق جامح في محاكاة تجارب في الشرق والغرب في الفضاء العام أو لرغبة ملحة في تقوية الجبهة الداخلية والوطنية حقوقيا فان ذلك لايعفينا من أن نعترف بأن رصيد تونس على الصعيد التنموي أو الصحي أو التعليمي أو الاعماري أو الخدماتي أو البحثي أو الفني أو الرياضي هو في حجم المأمول من بلد لايتوفر على إمكانات مادية ضخمة تتوفر عليها بلدان نفطية لم تحقق ماحققته تونس في ظرف تاريخي وجيز … إذا ليس مديحا أن نقول الحقيقة وليس ثلبا أن نطالب بسد الثغرات وتجاوز العقبات في إطار وطني شامل . * بدبي أنفو : نبقى في السياسة الوطنية ، ماذا تنتظر من المعارضة و الحكومة في الإنتخابات التشريعية و الرئاسية لسنة 2009 . * الضيف : ننتظر من الجميع حكومة ومعارضة تجاوز تشخيص المعركة الرئاسية والقبول بالرئيس بن علي سلطة مرجعية عليا تواصل معنا المشوار على طريق الإصلاح والتطوير في مختلف المجالات , وللمعارضة الإسهام في بيان أوجه الخلل أو النقصان في المجال السياسي أو غيره مع الإقرار بأن تونس ليست بذلك القبح المزعوم الذي يصوره عليها من استطابوا العيش بعواصم غربية معروفة أو من استباحوا تحريض عواصم النفوذ العالمي ضد قراراتها السيادية . إنني حتما مع الدمقرطة والإصلاح وتحصين جبهتنا الحقوقية ولكن ألح على أن يكون ذلك في اطار النضال الوطني الداخلي الرصين وبمعزل عن تشكيل اللوبيات في هذه العاصمة الأجنبية أو تلك . * بدبي أنفو : كلمة حرة إلى :      – الإعلامي الطاهر العبيدي : غفر الله لي ولك وليكن حب تونس والفضيلة أسمى من الانتصار للذات البشرية الفانية .     – أعضاء حركة النهضة المهجرين: هم اخواني في الوطن والدين وأرجو منهم جميعا أن يتأملوا فيما كتبت بعيدا عن منطق الحزبية الضيقة ومن منطلق الرغبة في معانقة تجربة سياسية اسلامية تونسية أكثر عقلانية واتزانا وابتعادا عن المغامرات ومنازعة السلطان .    – الرئيس « بن على » : الرئيس بن علي رئيس للجمهورية التونسية وهو أكبر من أن أتوجه له بكلمة , غير أني سأتوجه بهذه الكلمة الى اخواني في الحكومة التونسية جميعا لافتا نظرهم الى ضرورة التكتل والتوحد الوطني في مواجهة مايعرفه العالم من تحولات اقتصادية وسياسية كبرى , وهو مايعني أن تونس في حاجة ماسة الى كل أبنائها وأن سبيل الصفح والتسامح في التعامل مع مكونات الطيف السياسي المختلف هو الضامن لتجنيب بلادنا مخاطر هذه التحولات … اننا جميعا أمام مخاطر أزمة اقتصادية عالمية شاملة ومخاطر حروب جديدة قد تندلع على أراضي أو تخوم منطقتنا العربية وان مواجهة هذه التحديات بأقدار من التسديد والنجاح لن يكون الا في ظل لحمة الصف الداخلي وتوسيع دائرة المشورة . وفقهم الله جميعا الى مافيه خير تونس ورفاه شعبها . * بدبي أنفو : شكرا على رحابة صدرك و أحي فيك روحك الحوارية العالية ، إلى اللقاء في مواعيد قادمة الضيف : وشكرا لكم أخ معز مجددا على إتاحة هذه الفرصة الحوارية الثمينة وبوركت مساعيكم من أجل عمل إعلامي وطني , حر ونزيه.   حاوره : معز الجماعي   (المصدر : pdinfo  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

ليس هذا بعُشّكِ فادرُجي

 

محمد بن عبد الرحمن خليف:  
ليس هذا بعشك فادرجي نشرت مجلة  » حقائق  » الصادرة بالفرنسية مقالا أساء فيه صاحبه إلى الشيخ عبدالرحمن رحمه الله . وقد تولى ابن الشيخ محمد كتابة الرد التالي . رد على مقال مجلة حقائق الناطقة بالفرنسية : http://www.realites.com.tn/home/Realites-Lire-Article?=&a=1080996  ليس هذا بعُشّكِ فادرُجي بسم الله الرحمن الرحيم اطلعت على مقال نشر بمجلة حقائق عدد 1186 تحت عنوان : » رمضان و الصيف : النقاش السرمدي » وقد اتصل كاتب المقال بالسيد عبد الستار عمامو الذي ادعى في كلامه أن الشيخ عبد الرحمن خليف – رحمه الله – (وهو والدي ) قد أمر بالإفطار في رمضان عام 1982 نظرا لحرارة الطقس التي وصلت إلى 51 ° بالقيروان و التي أدت إلى وفاة بعض الأشخاص . بل ذهب به الأمر إلى الادعاء أن الشيخ خليف فتح باب منزله و شرب ماء على الساعة الواحدة ظهرا حتى يتبعه الناس . و أقول ردا على هذه الأراجيف و الأكاذيب : في عام 1982 كنت أشتغل طبيبا في مستشفى ابن الجزار بالقيروان و لم أسمع و لم أر شخصا توفي من ارتفاع درجة الحرارة في رمضان بالذات . و هذه أولى الكذبات . الكذبة الثانية حين ادعى أن الشيخ خليف أمر الناس بالإفطار في رمضان . و بحكم أني كنت أقطن في نفس بيت والدي آنذاك فأنا أؤكد و أقسم أن شيئا من هذا لم يحدث قط لا عام 1982 و لا قبله و لا بعده . مع العلم بأن الوالد – رحمه الله – كان مصابا بمرض السكري و لم يعمل برخصة الإفطار إلا قبل ثلاث سنوات من وفاته عام 2006 . فكان يصوم رمضان كاملا حتى عام 2003 . بل كان أثناء رمضان الذي يفطر فيه , يأكل متخفيا من أحفاده الصغار حتى لا يسوء ظنهم بجدهم المريض . أما الكذبة الثالثة فهي حين يؤكد ( هكذا ) أن الشيخ خليف فتح باب داره على الساعة الواحدة ظهرا و شرب الماء ليحفز الناس على الإفطار .فأي افتراء و أي بهتان هذا ؟ وكيف يعتمد صاحب المقال على كلام مكذوب و ملفق من طرف شخص لا صلة له بعبد الرحمن خليف لا من قريب و لا من بعيد ؟ ثم إنه لو كان– صاحب المقال أو صاحب الكلام – أمينا ما نقل هذه الخرافات إلا بعد التثبت من الأمر لأن الموضوع يتعلق بالدين و رحم الله الإمام مالك حين قال :  » إن هذا العلم دين فانظروا على من تأخذوا دينكم  » .فهل نأخذ أحكام الشرع من أفواه القصاصين ؟ و الدجالين ؟ ولو قام أحدهما بجهد بسيط فبحث في موقع الشيخ خليف بشبكة الانترنت لوجد ما يناقض مزاعمهما في ركن الفتاوى .ففي أحد الأسئلة الخاصة بالصوم لما سئل عن صوم العاجز قال بالحرف الواحد : » فلا يمكن أن يتقدم شخص لا عذر له و يقول نصوم شتاء نظرا لحرارة الطقس صيفا .هذا حرام . فالصوم فرض معين في وقت معين  » فهل يحتاج هذا الكلام إلى شرح أو تأويل ؟ و الذي يؤكد كذب هذا  » المؤرخ المزعوم  » جهله بتاريخ تونس و تاريخ القيروان بصفة خاصة . فلقد حوكم والدي – رحمه الله – عام 1961 لأنه وقف ضد سياسة إفطار الناس في رمضان بدعوى تقوية الإنتاج ..و كاد أن يُعدم . فكيف يعقل أن يحاكم شيخ في عام 1961 لأنه قاوم الإفطار في رمضان يومئذ ثم يقوم هو نفسه بإفطار الناس في رمضان 1982 ؟ إن هذا الكلام لا يصدر إلا عن جاهل أو عن متجاهل للتاريخ لغاية في نفسه ؟ و إني أقول لصاحب المقال و للسيد عمامو : لقد هزلت حتى بدا من هزالها * * * كلاها و حتى سامها كل مفلس و إني على يقين أنه لو كان والدي – رحمه الله – حيا ما تجرأ السيد عمامو و لا أمثاله على مثل هذا الكلام و نشره في التلفزة أو في الصحافة . و في الأخير أعلمكم أني أحتفظ بحقي في التتبع القضائي ضد الصحفي و السيد عمامو إذا لم يصدر هذا الأخير بلاغا صحفيا ينفي فيه ما نسب إليه في المجلة المذكورة و في قناة 21 ثم يعتذر عما صدر منه من كلام يسيء لسمعة الشيخ عبد الرحمن خليف في الأوساط العلمية الدينية الوطنية و العالمية والشعبية بصفة عامة . و صدق الله العظيم القائل  » إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) » – النحل . الدكتور محمد بن عبد الرحمن خليف – القيروان (المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمان خليف بتاريخ 10 أكتوبر 2008) الرابط:http://www.cheikhelif.net/site/site.php

بسم الله الرحمن الرحيم

القائمة البريدية لموقع الشيخ عبدالرحمن خليف رحمه الله وجعل الجنة مثواه

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته نقدم لكم في هذا العدد كل ما تم نشره من مواد على الموقع خلال شهر رمضان 1429. كلمة الموقع http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=12&l=6&d=1 سلسلة أحاديث صفة الجنة تتضمن خمسة دروس شرح فيها الشيخ رحمه الله مشاهد من حياة  أصحاب  الجنة الدرس الأول من أحاديث صفة الجنة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2 الدرس الثاني من أحاديث صفة الجنة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=86 الدرس الثالث من أحاديث صفة الجنة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=87 الدرس الرابع من أحاديث صفة الجنة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=88 الدرس الخامس من أحاديث صفة الجنة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=89 الفتاوى أسئلة في الصيام صوم المصاب بالصرع http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14 صيام العاجز http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=87 الاحتلام في رمضان http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=88 خروج المذي من الصائم http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=90 التجشؤ في نهار رمضان http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=91 الفرق بين نية الفطر و الإفطار بالنية http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=92 أفطرت متعمدا في صيام نافلة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=14&f=93 أسئلة في الحج الإحرام من الطائرة أم من جدة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=16   انتقض وضوئي أثناء السعي http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=16&f=98   الهدي للمفرد الغير قادر http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=16&f=99   التمتع بالعمرة لشخص آخر http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=16&f=100 اللقطة في غير الحرم http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=16&f=101 سؤال في الزكاة أسقطت دينا لي عليه ثم اعتبرته زكاة مالي    

 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=15&f=96 سؤال في الصلاة    قراءة الفاتحة إثر الصلاة المكتوبة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=13&f=89 سؤال في المعاملات حكم قرض السكن http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=6&f=94     سؤال في قراءة القرآن     قراءة القرآن على الأموات بمقابل http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=2&f=95 سؤال في المتفرقات :    حكم تلقين الميت  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=12&f=102   سلسلة أحاديث أشراط الساعة  :    الدرس الأول من أحاديث أشراط الساعة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=90   الدرس الثاني من أحاديث أشراط الساعة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=91     الدرس الثالث من أحاديث أشراط الساعة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=92     الدرس الرابع من أحاديث أشراط الساعة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=93     الدرس الخامس من أحاديث أشراط الساعة  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=2&d=94    خطب جمعة  : مبادئ الإسلام و تعاليمه : خطبة سجلت للتلفزيون الألماني 1979 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=11&k=50 خطبة رمضانية من عام 1994 أجاب فيها الشيخ عن سؤال : هل بقي  علي من الدين شيء  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=13 خطبة رمضانية من عام 2004  تحدث فيها الشيخ عن أحكام زكاة الفطر وآداب العيد ثم رثا ياسر عرفات  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=12&k=52       قراءة مع الشرح لفصول من كتاب ‘ مشاهد الناس بعد الموت’. (سجلت سنة 2001)  : الدرس الأول من قراءة في كتاب مشاهدالناس بعد الموت – المشهد العام http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14 الدرس الثاني من قراءة في كتاب مشاهدالناس بعد الموت: مشاهد المكرمين http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14&d=96 الدرس الثالث من قراءة في كتاب مشاهدالناس بعد الموت:تابع مشاهد المكرمين  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14&d=97 الدرس الرابع :قراءة مع الشرح لفصول من كتاب ‘ مشاهد الناس بعد الموت : مشاهد من التشهير http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14&d=98 الدرس الخامس: قراءة مع الشرح لفصول من كتاب ‘ مشاهد الناس بعد الموت’ : مشاهد التشهير http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14&d=99 الدرس السادس قراءة مع الشرح لفصول من كتاب ‘ مشاهد الناس بعد الموت’  : مشاهد التشهير  http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=14&d=100 كتب علمية جديدة  : في الفقه :    العرف الناشر  في شرح و أدلة فقه  ابن عاشر  http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/3rf_nacher.pdf الملخصات الفقهية الميسرة   http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/Lkhs-feqh_shjr.PDF     الفقه على المذاهب الأربعة  -عبدالوهاب خلاف   http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/feqh-4_khallef.pdf في العقائد و المذاهب :     الخداع و التنصير – شهود يهوه و خدعة التنصير الجديد http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/khadi3ah.pdf   الكاروز : التنصير في بلاد المسلمين http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/karooz.pdf في المتفرقات سحنون مشكاة علم و نور و حق  http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/souhnun.pdf      الإمام المازري  http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/mezri.pdf الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور -حياته و آثاره http://www.cheikhelif.net/site/livres_scientifiques/mtbachur.pdf  
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته  


 

الطيب البكوش لوكالة « آكي »: إلغاء عقوبة الإعدام لا يتعارض ومقاصد الإسلام

تونس – قال رئيس مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان، الطيب البكوش إن « الحق في الحياة يتناقض والحكم بالإعدام مهما كانت الأسباب » مضيفا أن إلغاء هذه العقوبة لا يتعارض مع مقاصد الدين الإسلامي، على حد وصفه وأشار البكوش في تصريحات أدلى بها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بمناسبة اليوم العالمي لتعليق عقوبة الإعدام الجمعة إلى أن المعهد العربي لحقوق الإنسان يعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان في البلاد العربية، بـ »مفهومها الشامل غير القابل للتجزئة، وفي طليعتها الحق في الحياة الذي يتناقض والحكم بالإعدام مهما كانت الأسباب »، منوها بأن المؤسسة الحقوقية التي يديرها « لا تختلف في ذلك عن منظمات حقوق الإنسان ذات المرجعية الكونية التي تستند إليها المنظومة الأممية لحقوق الإنسان ». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي قرارا غير ملزم يدعو إلى تعليق عالمي لتنفيذ عمليات الإعدام. وقد اعتمد القرار 104 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، مقابل 54 دولة ضده وامتناع 29 أخريات عن التصويت من جهة ثانية قال الطيب البكوش أن  » إلغاء عقوبة الإعدام لا يتعارض مع مقاصد الإسلام الذي ترك الباب مفتوحا للصيغ البديلة مثل الدية وغيرها  » معتبرا « ان فكرة تعطيل تنفيذ أحكام الإعدام في بعض الدول العربية  » تمثل مرحلة انتقالية هامّة قبل الإلغاء لأنها توفر الظروف النفسية الملائمة لتجاوز عواطف الانتقام البدائية وتغليب العقل والتمكّن من شرح الأسباب لتهيئة الرأي العام  » معتبرا ان الدول التي بادرت بتعطيل هذه الأحكام قد اتخذت « قرارا حكيما »، حسب وصفه. هذا وقد قامت عدة دول عربية من بينها الجزائر و موريتانيا و تونس بتعطيل تنفيذ إحكام الإعدام منذ سنوات وهو ما مثل في نظر المدافعين عن حقوق الإنسان مخرجا للدول العربية من حيث عدم تعارضها مع الدعوات الأممية الحقوقية من جهة لإلغاء الإعدام و عدم التعارض مع مقتضيات الشريعة من جهة ثانية . و في رده على سؤال حول تأثير تشبث الولايات المتحدة و الصين و إيران بتطبيق أحكام الإعدام وهو ما يدفع دولا أخرى الى الإبقاء على هذه العقوبة قال البكوش ان « كلّ دولة قد تكون قدوة لغيرها في اتجاه أو في آخر » و ان  » توسيع رقعة الدول المعطّلة أو الملغية ظاهرة جديرة بالاهتمام وتدلّ على أن حملة المنظمات غير الحكومية تساهم جديّا في تحقيق تقدّم في هذا المجال « ، حسب قوله . يذكر ان المعهد العربي لحقوق الإنسان كان قد ساهم منذ سنتين في تنظيم أول ندوة عربية حول هذا الموضوع نشرت أعمالها في نسختين عربية وانكليزية (المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 10 أكتوبر 2008) الرابط:http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/CultureAndMedia/?id=3.0.2567214049  

 

الرئيس التونسي يعين أمينا عاما سابقا للحزب الحاكم مستشارا له
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الجمعة ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عين الهادي مهني الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم مستشارا له في خطوة تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل. وقالت صحيفة (الحرية) الناطقة بلسان الحزب الحاكم انه « تم تعيين الهادي مهني وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية ». وشغل مهني منصب الأمين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي لعدة سنوات ويتمتع بخبرة في مجال العمل الحزبي قبل ان يتم إحلاله بمحمد الغرياني منذ نحو شهرين. وتجري في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2009 انتخابات رئاسية وبرلمانية في تونس يسعى خلالها الحزب الحاكم الى دعم سيطرته على الحياة السياسية في البلاد. ويستأثر التجمع الدستوري الديمقراطي بنحو 80 بالمئة من مجموع 189 مقعدا في البرلمان التونسي. وفي تونس ثمانية أحزاب معارضة صغرى ستشارك أغلبها في الانتخابات المقبلة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
 
الخبر كما أوردته صحيفة الحرية، لسان حال التجمع الدستوري الديمقراطي يوم 10 أكتوبر ‏2008‏‏ تعيين علمنا انه تم تعيين السيد الهادي مهني وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية. الرابط:http://www.alhorria.info.tn/article/?ID=297&page=article&article=20973

 
المركزي التونسي: بنوك تونس تتمتع بدرجة سيولة عالية
تونس (رويترز) – قال محافظ البنك المركزي التونسي يوم الجمعة ان البنوك التونسية لديها سيولة وفيرة متاحة وهي في منعة من الأزمة المالية العالمية. وقال المحافظ توفيق بكار انه لا توجد مخاوف على القطاع المالي في تونس اذ لا توجد أسباب اندلاع الازمة المالية العالمية وعوامل انتشارها في تونس. واضاف أن السوق التونسية تحت السيطرة وتتمتع بسيولة قوية وان الفائض يبلغ 615 مليون دينار (476.37 مليون دولار). وقال ان البنك يدخر 1.530 مليار دينار جاهزة للضخ بالسوق في أي وقت اذا دعت الضرورة. وبدأت الازمة المالية تؤثر على سوق المال التونسية رغم أن المستثمرين الاجانب لا يمثلون سوى جزء صغير من نشاط البورصة. وارتفع المؤشر القياسي للبورصة 29 بالمئة خلال الفترة من بداية عام 2008 حتى منتصف سبتمبر ايلول لكنه انخفض بعد ذلك لتتقلص مكاسبه هذا العام الى 19 بالمئة. وتراجع المؤشر 1.5 بالمئة الى 3065.32 نقطة يوم الجمعة. وقال بكار انه لا يوجد سبب منطقي لتراجع أداء البورصة اذ أن مشاركة المستثمرين الاجانب في رأس مال السوق منخفضة وليس لها تاثير كبير على السوق. وأضاف أنه علاوة على ذلك فان نتائج النصف الاول جاءت طيبة ومن ثم فلا داعي للقلق. وقال المحافظ ان تونس في منعة من الازمة المالية لانها خفضت بشكل كبير الدين الوطني ورفضت فتح الباب على مصراعيه أمام جعل الدينار عملة قابلة للتحويل بشكل كامل. وقال انه لا يمكن لاي دولة أن تحمي نفسها من الاثار الاقتصادية للاضطرابات المالية العالمية وتراجع النمو. وأضاف أن من الضروري دعم القدرة على المنافسة وفتح أسواق جديدة. وتتوقع تونس تحقيق نمو بنسبة 5.1 بالمئة هذا العام انخفاضا من توقعات حكومية سابقة بنمو بنسبة 6.1 بالمئة. وبحسب مسودة للميزانية طرحت الاسبوع الحالي تتوقع تونس تحقيق نمو بنسبة ستة بالمئة في العام القادم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 أكتوبر 2008)


محافظ البنك المركزي التونسي يؤكد عدم تاثر بلاده بالازمة المالية العالمية
تونس – (كونا) – اكد محافظ البنك المركزى التونسي توفيق بكار هنا اليوم عدم تأثر بلاده بالازمة المالية العالمية لافتا الى ان اسباب اندلاع هذه الازمة وعواملها لا تتواجد في تونس. وعزا بكار خلال مؤتمر صحفي عقده هنا اليوم ذلك الى الى ان « الوضع في تونس مغايرا تماما لما تشهده الساحة المالية العالمية باعتبار ان القروض العقارية التي تسببت في اندلاع الازمة لايتجاوز حجمها 10 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي التونسي مقابل 87 بالمائة بالولايات المتحدة على سبيل الذكر ». واوضح بكار ان القروض العقارية مؤطرة فى تونس « بحيث انها لايمكن ان تتجاوز 80 بالمائة من ثمن العقار فيما يمكن ان تصل مدة تسديد القرض الى 25 سنة للتخفيف من اعباء الخلاص. كما فسر بقاء بلاده في مأمن من تداعيات الازمة المالية العالمية بعدم انتشار عمليات التسنيد التي اقتصرت على عمليتين لم يتجاوز مبلغهما الاجمالي 100 مليون دينار (الدولار يساوي دينار و200 مليم تونسي) مع الاشارة الى ان التسديد فى تونس لا يمكن ان يشمل سوى القروض السليمة ولا يمكن ان يمتد الى القروض المصنفة. وشدد بكار على ان البنك المركزي التونسي بادر منذ اندلاع الازمة في اغسطس 2007 الى اتخاذ عدد من الاجراءات للسيطرة على القنوات التي يمكن من خلالها ان تمتد اثار هذه الازمة الى الساحة المالية التونسية والتي تشمل توظيف الموجودات من العملة بالخارج واللجوء الى الاسواق المالية العالمية والاستثمار الاجنبي بالبورصة التونسية. واوضح ان توظيف الموجودات من العملة الصعبة يتم اساسا عبر البنك المركزي الذي يقوم بتامين سلامتها فيما لا تمثل الاستثمارات الاجنبية بالبورصة التونسية سوى 25 بالمائة من الرسملة الجملية للبورصة 90 بالمائة منها على ملك مستثمرين مرجعيين « وهو ما لا يشكل خطرا على البورصة ».  وفيما يتعلق باللجوء الى السوق المالية العالمية اوضح محافظ البنك المركزي التونسي ان هامش الاقتراض على الاسواق المالية العالمية هو في ارتفاع بالنسبة لكل البلدان لاسيما الصاعدة منها « ولو انها لم تتسبب في الازمة ». واكد انه قد تم تلافي هذه الكلفة الاضافية في تونس « بالعدول عن تعبئة موارد خارجية على الاسواق العالمية خلال سنة 2008 وسيكون الشان كذلك سنة 2009 » مشيرا في السياق ذاته الى ان « السيولة التي تميز السوق الداخلية يمكن ان توفر البديل الوطني للاقراض الخارجي ». وخلص بكار الى القول انه « وبصفة عامة فان الاسباب التي تولدت عنها الازمة غير متوفرة في تونس » موضحا ان السبب الرئيسي لاندلاع هذه الازمة هو توسع البنوك الامريكية بصفة مبالغ فيها فى منح القروض العقارية المسماة « قروض سوبرايم » او القروض عالية المخاطر لفائدة شريحة من الحرفاء محدودة الدخل مقابل نسبة فائدة متغيرة. وقال ان هذا النوع من القروض شهد خلال الفترة (2001-2006) رواجا هاما في سياق انتعاشة سوق العقارات الامريكية نتيجة انخفاض اسعار الفائدة الامريكية الى واحد في المائة في يونيو 2003 مقابل 5ر6 بالمائة في نهاية سنة 2000 « مما دفع بالعديد من البنوك والمؤسسات المالية الى التوسع والتساهل في الاقراض ». واوضح بكار انه قد نجمت عن ذلك لاحقا خسائر تجاوزت ال500 مليار دولار فضلا عن الخسائر الاضافية التي يتوقع تسجيلها بحوالي 1400 مليار دولار طبقا لصندوق النقد الدولي في ظل تواصل التقلبات الخطيرة التي شهدتها الاسواق المالية العالمية بسبب مناخ انعدام الثقة بين مختلف الاطراف المتدخلين في هذه الاسواق لاسيما السوق النقدية الدولية « التي اصبحت في شبه توقف ». واشار محافظ البنك المركزي التونسي ايضا الى دور لجنة اليقظة التي تم انشاؤها في البنك المركزي التونسي وكذلك اللجنة التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي باحداثها في وقت سابق برئاسة الوزير الاول (رئيس الوزراء) لمتابعة الظرف الاقتصادي والمالي العالمي واقتراح التدابير الملائمة عند الاقتصاء للتوقي من التاثيرات السلبية للمستجدات العالمية على الاقتصاد التونسي. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كُـونا) بتاريخ 10 أكتوبر 2008)

 
وكالة: تونس تتوقع ارتفاع النمو إلى 6% في 2009
تونس (رويترز) – أفادت وكالة أنباء تونس افريقيا للانباء يوم الخميس أن تونس تتوقع تسارع نمو الاقتصاد الى ستة بالمئة العام القادم مما يقدر بنحو 5.1 بالمئة في 2008 وذلك بفضل اصلاحات داعمة للاستثمار ستعزز نشاط القطاع الخاص. ونقلت الوكالة الرسمية عن مسودة لميزانية 2009 عرضت على مجلس الوزراء  » يهدف منوال التنمية الذى حددت على أساسه ميزانية الدولة للسنة المقبلة الى تحقيق نسبة نمو تقدر بستة بالمئة … مقابل 5.1 بالمئة منتظرة لسنة 2008 . » وأضافت « يتطلب تحقيق هذه الاهداف دفع الاستثمار ولا سيما في القطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة العالية والنهوض بالتصدير في ظل محيط عالمي تشتد فيه المنافسة » مما يساعد على زيادة توفير فرص العمل. ولتوفير فرص العمل أولوية في تونس التي تجاهد لتوظيف جيش متزايد من الشبان المتعلمين تعليما جيدا. ويشكل خريجو الجامعات جانبا كبيرا من 88 ألف باحث عن وظيفة يدخلون السوق سنويا. وقالت الوكالة ان البلد يهدف الى ابقاء معدل التضخم تحت السيطرة عند 3.5 بالمئة في 2009 « وذلك حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن من ناحية والرفع من القدرة التنافسية » للاقتصاد. وتتوقع الحكومة لمعدل التضخم خمسة بالمئة هذا العام. وتعتزم الحكومة زيادة الانفاق في العام القادم الى 17.2 مليار دينار (13.26 مليار دولار) من 16.7 مليار في 2008 . وقالت الوكالة ان الحكومة تتوقع رصد 850 مليون دينار لصندوق يدعم أسعار بعض السلع الاساسية و890 مليونا أخرى لدعم واردات الوقود. وبحسب تقرير التنافسية العالمي 2008-2009 للمنتدي الاقتصاد العالمي فان اقتصاد تونس هو الاكثر تنافسية في المغرب العربي وافريقيا. وتطمح تونس الى تعزيز متوسط نمو الناتج المحلي الاجمالي نحو نقطين سنويا في الاعوام القادمة مدعومة باصلاحات مصرفية وتحرير التجارة والسوق وتحرك باتجاه سعر صرف معوم بالكامل. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 أكتوبر 2008)


 
تحسين معدل انتاج الحبوب
سجل موسم الحبوب انطلاقته في ظروف طيبة واكبتها حركية حثيثة لتأمين  مستلزمات الانتاج بمختلف المناطق. ويتميز هذا الموسم بالشروع في تنفيذ الخطة الوطنية للنهوض بقطاع الزراعات الكبرى والتي تهدف الى بلوغ معدل انتاج 27 مليون قنطار من الحبوب على امتداد خمس سنوات. الطاقة الكهرونووية بتونس
حددت الدراسة المتعلقة بمشروع الطاقة الكهرونووية بتونس موقعان من بين مائة موقع تمت دراستها لتركيز محطة كهرونووية  طاقة انتاجها بين 600 وألف ميغاوات.. ويوجد الموقع الأول بالشمال والموقع الثاني بالجنوب.. وستتم دراسة هذين الموقعين دراسة معمقة.. على أن يقع سنة 2011 اختيار الموقع المناسب والكشف عن مكانه وذلك لتركيز محطة كهرونووية في غضون سنة 2020. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)  


 
في المجلس  الأعلى للتنمية حوار ثري لا يجب أن يبقى بين أربعة جدران
التأم المجلس الأعلى للتنمية برئاسة الوزير الأول صباح يوم السبت 27 سبتمبر الماضي بنزل « المرادي » بقمرت للنظر في التقرير السنوي حول التنمية لسنة 2008 المتضمن أيضا الإنجازات التي حصلت سنة 2007  والانجازات المنتظرة لسنة 2008 إضافة إلى توقعات سنة 2009 . ومعلوم أن المجلس يتركب من الوزارات المعنية و »المنظمات الوطنية » و »الأحزاب السياسية » علما بأن هذا المصطلح لا ينطبق في القانون إلا على الأحزاب التي لها نواب في البرلمان وهو إقصاء غير منطقي وغير مقبول… وقد شارك في هذا المجلس نيابة عن حركة التجديد السيد أحمد إبراهيم الأمين الأول الذي أعطيت له الكلمة بعد الأمناء العامين لكل من التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتركيين وحزب الوحدة الشعبية، إلا أن هذا الترتيب يبدو أنه لم يرق لا لوكالة الأنباء الرسمية ولا لجريدة « لابراس » الحكومية ولا لقناة 7 التلفزية، التي ارتأت جميعها اتباع « بروتوكول » آخر يقدم على حركة التجديد كل الأحزاب الأخرى بناء على ما دأبت عليه تلك الوسائل « الإعلامية » من تمييز ضد حركة التجديد ومحاباة للأحزاب الدائرة في فلك السلطة مجازاة لها على مواقفها « المنسجمة » المعروفة … كما قدمت جل وسائل الإعلام باستثناء جريدة « الصباح » تلاخيص لمختلف الأطراف حرصت فيها على صنصرة كل نفس نقدي إن وجد، وكأن الحوار لا يمكن في نظرها أن يكون إلا مع وبين « بني وي وي ». فإلى متى سيتواصل هذا التعامل المتخلف لوسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية مع حركة التجديد والتعتيم المفروض على مواقفها، التي يشهد كل من حضر مختلف المجالس العليا القطاعية والعامة على جدية إضافاتها  وثراء مساهماتها التي تقدمها من منطلق وطني بوصفها حزبا معارضا مسؤولا  لا ينكر الإيجابيات كلما وجدت ولكنه يوجه الانتقادات والمقترحات بعيدا في نفس الوقت عن التطبيل والمجاملة ومنطق التحامل والمزايدة العقيمة؟ ومتى تقلع السلط عن تطيرها من الرأي المخالف وإصرارها على أن تبقى التعددية سجينة جدران مقرات الأحزاب المعارضة وأعمدة صحفها محدودة التوزيع وفي أحسن الحالات سجينة قاعات الحوار المغلقة التي تلتئم فيه المجالس العليا والندوات « الاستشارية »؟ في انتظار أن ترفع (متى؟) عن الاعلام الوطني كبالات الهيمنة والاحتكار نقدم فيما يلي نص مداخلة أحمد إبراهيم في المجلس الأعلى للتنمية: …………………….. سيدي الوزير الأول رئيس المجلس، سيدي وزير التنمية والتعاون الدولي، أيها السادة والسيدات،  تفاعلا مع الوثائق التي تفضلت وزارة التنمية بمدنا بها ومع تقرير السيد الوزير الأول في افتتاح هذه الجلسة، وفي نفس الوقت الذي أعبر فيه عن تثميني للمجهودات المبذولة في ظل ظروف عالمية صعبة، أود تقديم بعض الملاحظات تتعلق ب: – النمو والاستثمار، – التشغيل، –  الدخل الفردي ومسألة القدرة الشرائية، – مردودية منظومة التربية والتكوين.  1) فيما يخص النمو والاستثمار، سأنطلق من المذكرة الملحقة بالوثائق حول « النتائج المنتظرة ل 2008 ومشروع منوال التنمية ل 2009 »: نقرأ في ص.2 من هذه المذكرة أن من العناصر التي تلعب دورا رئيسيا في النمو هناك « تنامي حصة الأنشطة ذات المحتوى المعرفي المرتفع في الناتج الإجمالي »، كما تؤكد نفس المذكرة على الارتفاع في نسبة الاستثمار الجملي والاستثمار الخارجي. هاتان النقطتان فيهما قول: – أولا: فيما يتعلق بحصة « الأنشطة ذات المستوى المرتفع » تجدر الإشارة إلى أن نظرة سريعة إلى تركيبة التجارة الخارجية والصادرات تبين نقصا لافتا للنظر في تنوع المنتوجات المصدرة حيث تكاد تقتصر هذه المنتوجات على القطاعات التي تشهد تقهقرا مطردا في الإقبال عليها في السوق العالمية والتي هي في نفس الوقت ذات قيمة مظافة ضعيفة، وهذا ما يجعل الحديث عن ارتفاع مستوى الأنشطة التي هي وراء تلك المنتوجات محل تساؤل… ثانيا: فيما يتعلق بالاستثمار، تقول المذكرة  (ص.2) أن نسبة الاستثمار الجملي المنتظرة سترتفع إلى 25,1 %من الناتج الإجمالي ونسبة الاستثمار الخارجي  سترتفع إلى 5,6 % من نفس الناتج الإجمالي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من أين جاء هذا الارتفاع؟ الجواب نجده في « التقرير السنوي حول التنمية لسنة 2008 – الجزء الأول – المحتوى الجملي »، ص. 247 تحت عنوان: »تكوين رأس المال الإجمالي الثابت حسب القطاعات ». فالزيادة بما بين 1200 و1300 مليون دينار التي حصلت في 2007 مقارنة ب2006 نجد فيها بين 700 و800 م.د متأتية من المحروقات (أي الصناعات الاستخراجية للمحروقات).. وهذا لا يبدو لي أنه يعني زيادة ذات معنى في الاستثمار الخارجي لأن هذا القطاع ليس قطاعا مشغلا ولا يعكس « جاذبية » خاصة للصناعة التونسية، علاوة على ما يترتب عن خصوصية هذا القطاع من نقل هام للمداخيل إلى الشركات الأجنبية المعنية. والاستنتاج المنطقي الذي نخرج به هو أن النقص أو العجز في الاستثمار ما زال قائما دون تطور يستحق كل هذه الإشادة مقارنة بالمعدل التاريخي لنسبة الاستثمار بتونس التي تحوم حول ال 26 %. ثم ما تبرزه الوثائق من ارتفاع مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار، هل هو كاف على الأقل من ناحية نوعية الاستثمار؟ في الحقيقة ما زالت قضية توفير الشروط لإعطاء الدفع المطلوب للاستثمار مطروحة: أي ظروف المنافسة -إصلاح القطاع البنكي – مزيد حفز المبادرة الخاصة بتجاوز أزمة الثقة في المستقبل لدى المستثمرين بسبب غياب الشفافية الكافية في المعاملات والعروض – ضمان مبدأ علوية القانون على الجميع مهما كان قربهم أو بعدهم من السلطة ومراكز القرار – الدور الاستراتيجي للدولة التي تبين الأزمة المالية العالمية اليوم كم هو أساسي، الخ…  2) ملاحظتي الثانية لها علاقة بالتشغيل ،حيث آفاق « الخروج من عنق الزجاجة » كما  يقال لا تبعث على الإفراط في التفاؤل، وحيث يجب أن يكون التشخيص صحيحا. ولكي يكون التشخيص صائبا يجب التركيز على العناصر أو الأبعاد الثلاثة الرئيسية التالية التي يتطلب كل واحد منها معالجة خصوصية (ciblée): – البعد الجهوي أي الاختلال الحالي بين شرق البلاد وغربها مع فروقات في نسبة البطالة ما زالت ب 15 نقطة وأكثر، – البعد النوعي (gender) حيث الفروق بين الرجال والنساء في نسبة البطالة ما زالت ب 5 نقاط وأكثر، – البعد العمري حيث تضرب البطالة فئة الشباب وخاصة حاملي الشهادات العليا… وفي هذا المضمار سأكتفي بلفت النظر إلى إلى نقطة واحدة: ما من شك في أن الاعتمادات المرصودة والبرامج المخصصة لتشجيع الإندماج محترمة بل هي أحيانا هامة جدا، ولكن هل هي مستعملة على الوجه الناجع المطلوب؟؟ من المستفيد من برامج الإدماج والإمكانيات والتشجيعات المخصصة للمشغلين الذين ينتدبون أصحاب الشهادات في إطار ال SIVP وغيره؟ من المفروض أن يستفيد منها في المقام الأول الشبان الذين تعترضهم صعوبات اندماج أكثر من غيرهم… لكن الممارسة تبين مع الأسف واقعا معاكسا للمنطق إذ أن المعاملة الفعلية السائدة هي معاملة « بالمقلوب » حيث أن الإعانات يستفيد منها من هم أقل حاجة إليها من غيرهم: التقييم الذي تم في شهر أوت المنصرم في إطار لجان الاستشارة الوطنية حول التشغيل يبين أن ثلاثة أرباع المنتفعين هم من خريجي كليات الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من الشعب « النبيلة » في حين أن خريجي كليات العلوم والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لا ينالون إلا أقل من الربع… فنحن هنا إزاء وضعية غير منطقية وغير عادلة يجب أن يقع تصحيحها حالا لما فيها من تعميق غير مقبول للحيف الاجتماعي والفوارق الجهوية، لأن المحرومين من فرص الاندماج المهني هم أنفسهم المحرومون من فرص التوجيه المدرسي والجامعي، أي أبناء الفئات الفقيرة والجهات المهمشة…  3) ملاحظتي الثالثة استوحيتها من الصفحة 8 من المذكرة – الملحق (الفقرة الأخيرة) حيث نقرأ من ناحية : » الارتقاء بالدخل الفردي إلى أكثر من 5000 د. » ومن ناحية أخرى  » المحافظة على المقدرة الشرائية لمجمل الشرائح الاجتماعية وخاصة منها الفئات الضعيفة.. » … وملاحظتي هي في شكل تساؤل: لماذا « المحافظة » فقط؟؟ المحافظة ذاتها غير مضمونة بالنظر إلى التضخم ولكن إذا كانت نسبة النمو المقدرة 6,1 % وإذا كان معدل الدخل الفردي سيزيد بحوالي 500 د. فلماذا لا يستفيد من ذلك الأجراء ومحدودو الدخل في شكل تحسين لظروف عيشهم عبر الرفع من مقدرتهم الشرائية؟ هذا ما يتطلبه الإنصاف وضرورة عدم تحميل التضحيات للشغالين والفئات الضعيفة …  4) الملاحظة الرابعة والأخيرة تتعلق بمنظومة التربية والتكوين في جميع مراحلها. في هذا المجال لا بد من تشخيص جريئ لنقاط الضعف الهيكلية، ولا بد من إرادة واضحة في إصلاح جوهري لكامل هذه المنظومة. فمواطن الخلل الهيكلية تتطلب حلولا حقيقية، سواء منها الاختلالات المرتبطة بظاهرة الانقطاع التي تجعل 140.000 تلميذ يغادرون المدرسة كل عام (ومنهم 80.000 لم ينهوا التعليم الأساسي)، أو الاختلالات المتعلقة بالتفاوت بين الجهات الذي ما يزال مصدر انشغال. من ذلك مثلا أن حظوظ التوجيه نحو الشعب « النبيلة » أرفع بمرتين أو ثلاثة في المناطق الساحلية منها في المناطق الداخلية. إضافة إلى ذلك هنالك الاختلالات المتعلقة بانحدار المستوى الذي تدل التقييمات العالمية مثل PISA على مدى عمقه: أكثر من ثلاثة أرباع التلاميذ في سن 15 سنة لا يصلون إلى المستوى الأدنى (أي 1 في سلم تصاعدي من 1  إلى 5 أو 6) بينما نجد0 9 % من التلاميذ الكوريين مثلا في  الدرجة 2 فما فوق. مثال آخر: 90 في المائة من المترشحين للبكالوريا آداب ليس لهم المعدل في اللغات، لا العربية ولا الفرنسية ولا الانكليزية وأغلب الطلبة وخريجي التعليم العالي يعانون من ضعف فادح  في التعبير والتخاطب والاتصال…  وملخص القول أن النجاح في رفع تحديات التنمية يفترض تشخيصا جديا ودون مجاملة أو رضاء بالذات لحقيقة الوضع الذي عليه الطاقات، وللعوائق، وهذا لم ألمسه مع الأسف في الوثائق. .مهما يكن من أمر فإن الحوار لا بد أن يتكثف ويتوسع ويخرج من المناسبات الاستثنائية مثل هذه ويقلع عن الروتين وعن » التطير » من الرأي المخالف ويسمح لجميع الحساسيات دون إقصاء يالاجتهاد بكل حرية وتقديم المقترحات في وسائل الإعلام  الوطنية  التي يجب أن تنفتح لجميع الآراء كل أسبوع دون انتظار الحملة الانتخابية مرة في كل خمس سنوات… وأنا أتوجه هنا  باسم حركة التجديد نداء إلى حوار وطني حر ومتواصل في قضايا التنمية. وأكتفي بالتأكيد في الختام على ضرورة: 1- إصلاح هيكلي شامل لمنظومة التربية والتكوين والتعليم العالي 2- تشخيص الأسباب التي تجعل الاقتصاد لا ينتج مواطن شغل كافية رغم المجهودات المبذولة وهو ما يستلزم إعادة النظر جديا في الاختيارات المتبعة في اتجاه اضطلاع الدولة بدورها الاستراتيجي كاملا 3- إدخال إصلاح عميق على سوق الشغل وآليات الانتداب والإدماج بوجه يضمن تكافؤ الفرص أمام فرص التشغيل بعيدا عن كل حيف وكل محاباة ومحسوبية وظاهرة « الأكتاف » عموما 4- سن سياسة تنمية جهوية جديدة تقطع مع الاختلال المزمن في التوازن بين شرق البلاد وغربها مما يستلزم إخراج المناطق الداخلية من التهميش والعزلة باعتماد نمط جديد من التهيئة الترابية يقوم على إعطاء الأولوية للجهات المحرومة 5- ربط نمط التنمية بالإصلاح السياسي في اتجاه تجاوز الطابع الشكلي للتعددية إلى نظام ديمقراطي فعلا لا قولا، نظام يسمح لجميع الطاقات وجميع الحساسيات دون إقصاء بالمساهمة في إيجاد الحلول للمعضلات الوطنية ويضمن المشاركة الحرة والمقتنعة (والاقتناع يقترض حرية النقد والانتقاد ) لجميع المواطنين في رسم الاختيارات ومراقبة تنفيذها عبر مؤسسات ديمقراطية حقا. شكرا على الاستماع والسلام عليكم.  
(المصدر : جريدة « الطريق الجديد »  بتاريخ 04 أكتوبر 2008)

 
تصنيف: المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس تراجع تونس بأربع مراتب في التصنيف العالمي للمنتدى
تونس ـ الصباح: جاءت تونس في المرتبة 36 عالميا في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس حول التنافسية الشاملة للاقتصاد من بين 134 دولة شملها التقرير مقابل المرتبة 32 عالميا من بين 131 دولة العام الماضي حسب البيانات الصادرة عن المنتدى. وتولى شكيب نويرة رئيس المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يوم امس تقديم نتائج التقرير  لثلة من الاعلاميين. واحتلت تونس المرتبة الخامسة عربيا والاولى افريقيا حيث احرزت على مؤشر 58،4 نقطة ويتراوح سلم التصنيف من نقطة واحدة الى 7 نقاط. ويعتمد المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في اعداد مؤشر التنافسية على 12 محورا وهم المؤسسات الادارية والبنية التحتية واستقرار الاقتصاد الكلي ومحور الصحة والتعليم الابتدائي ومحور التعليم العالي والتكوين ومحور جدوى سوق الخبرات وجدوى سوق الشغل وتطوير السوق المالية والقدرة التكنولوجية وحجم السوق وتطوير الأعمال ومحور التجديد. وتجمع هذه المحاور في ثلاث اصناف رئيسية وهي «عوامل الاقتصاد» و«جدوى الاقتصاد» و«التجديد». وجاءت تونس في المرتبة 35 عالميا في مجال العوامل الاساسية والمرتبة 53 في مجال جدوى الاقتصاد والمرتبة 30 في مجال التجديد وتطوير العوامل. وتتكوّن محاور مؤشر التنافسية من 113 مكونة 79 منها متأتية من عملية سبر آراء المشاركين في منتدى دافوس و34 مكونة متأتية من المؤسسات الدولية. نبيل الغربي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)
 

 
7 أشهر من الحوارات حول ملف البطالة: ما هي الحصيلة؟
توصيات بالجملة… مع تمسك بـ«الثوابت»

تونس ـ الصباح : مئات من رجال الاعمال والنقابيين والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين وممثلي الاحزاب السياسية والجمعيات والاعلاميين تابعوا امس الجلسة الختامية للندوة الوطنية للتشغيل.. التي وقع خلالها تقديم توصيات اللجان واحدة واحدة بحضور الوزير الاول السيد محمد الغنوشي وعدد من كبار المسؤولين في الدولة بينهم السادة حاتم بن سالم وزير التربية التكوين وعلي الشاوش وزيرالشؤون الاجتماعية وعفيف شلبي وزيرالصناعة وسليم التلاتلي وزيرالتشغيل.. فضلا عن عدد من مسؤولي الاحزاب واتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الشغل واتحاد الفلاحين.. رغم الصبغة الرسمية للحدث فقد كانت الندوة طوال يومين ـ خلال جلساتها الرسمية والمحادثات التي جرت على هامشها ـ فرصة للحوار بين مشاريع اقتصادية واجتماعية « متباينة ».. لاسيما فيما يتعلق بالاشكالية الرئيسية التي طرحت علنا او ضمنيا.. من وراء السطور وهي: هل يحتاج ملف البطالة بعض الاصلاحات للتخيف من حدته أم الى مراجعة شاملة لسياسة التنمية المعتمدة بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟  وقد تباينت وجهات النظر.. خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار بعض الورقات التي قدمها حزب الوحدة الشعبية والاتحاد الوحدوي الديمقراطي وبعض الخبراء القريبين من اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة.. حيث برزت نداءات لمضاعفة حجم تدخل الدولة.. « بعد الازمة المالية والاقتصادية المستفحلة في البلدان الراسمالية ».. كما كشفت بعض التوصيات الصادرة عن لجان الهيئة الوطنية للاستشارة مطالبة ملحة للدولة لتلعب أكثر دورا « اجتماعيا » تكريسا لمبادئ التضامن الاجتماعي والوطني وقيم العدالة الاجتماعية ومكسب التأمينات الاجتماعية.. الخ الفوارق بين بعض الجهات توصيات بعض اللجان أكدت علة عنصرالتباينات بين الجهات.. فيما يخص فرص التشغيل ونسب البطالة.. أوردت ورشة الجهات والتشغيل أنه « على الرغم من معدلات النمو والنتائج التي حققتها سياسات التشغيل النشيطة ظل معدل البطالة عند مستوى مرتفع نسبيا (14 بالمائة).. » و »رغم تقلص نسبة البطالة بنقطتين وطنيا فهناك 10 ولايات فقط معنية بهذا التصنيف.. » (أي أن نسبة البطالة في حوالي 14 ولاية تفوق الـ14 بالمائة).. ». « وبالنسبة لخريجي الجامعات فان نسبة البطالة وطنيا هي 17 بالمائة بينما تتجاوز النسبة في 12 ولاية 24 بالمائة ».. وتتباين نسب البطالة في الولاية الواحدة بين عدد من المعتمديات.. وهو ما يمكن تفسيره باختلاف فرص التنمية في الجهات.. ذلك أن نسبة الاسر التي بها كمبيوتر تتراوح حول 20 بالمائة في ولايات تونس واريانة وبن عروس مثلا.. لكنها في حدود 2 بالمائة فقط في ولايات القيروان والقصرين وسيدي بوزيد.. حسب تقرير نفس الورشة.. الذي قدم في الجلسة العامة ظهر أمس بحضور الوزير الاول وممثلي الحكومة.. 3 آلاف مؤسسة مشتركة  كيف ستتفاعل الحكومة مع مثل هذه الملاحظات ومع اقتراحات الورشات المختصة التي حوصلت نتائج حواراتها خلال 7 أشهر كاملة؟ الوزير الاول السيد محمد الغنوشي وعد بعرض التوصيات على رئيس الدولة زين العابدين بن علي وعلى الحكومة كي تستفيد منها ومن المقترحات العملية التي جاءت في عدد منها.. الا انه قدم ملاحظات سياسية مهمة جدا تختلف مع بعض التقييمات التي وصفها بـ »الايديولوجية » وغيرالدقيقة. واعتبر الغنوشي أن عصر القراءات الايديولوجية قد ولى.. وانه لا مجال لتوظيف بعض النقائص والصعوبات التي تمربها اقتصاديات العالم اليوم ـ والتي بدأت عام 2007 ـ للدعوة الى العودة الى انظمة (« اشتراكية ») ولّى عهدها وعرف الجميع فشلها.. وقال الغنوشي مرارا: « نحن نريد التقييم وعلى استعداد للتطويروالمراجعة.. لكن المراجعة لاتعني التراجع عن المكاسب والانجازات التي حققتها الدولة والمؤسسات الخاصة في تونس سواء كانت تونسية أم تونسية أجنبية مشتركة.. مثلما هوالحال بالنسبة لحوالي 3 الاف مؤسسة « اجنبية » تعمل في تونس وتساهم في التشغيل بنجاعة وراسمالها مشترك بالرغم من تصنيفها ضمن المؤسسات الاجنبية ».. 4 استنتاجات وحول حصيلة الاستشارة الوطنية للتشغيل والحوارات التي دارت خلال اليومين الماضيين بمشاركة ممثلي المعارضة ونقابات العمال ورجال الاعمال توقف الغنوشي عند4 استنتاجات هي: ـ أولا: الاجماع وطنيا حول أولوية التشغيل وصحة رهان البرنامح الرئاسي عليه ـ ثانيا: الاجماع حول ضرورة الرهان على خيارالنجاعة الاقتصادية ـ استثمارا وتسويقا وخدمات ـ لمعالجة معضلة البطالة. ـ ثالثا: تاكد الحاجة الى مزيد الرهان على الموارد البشرية وتحسين برامج التعليم والتكوين المهني حتى يكون المتخرجون من المدارس والمعاهد والجامعات مؤهلين على الاندماج في سوق الشغل. رابعا: التشغيل مسؤولية وطنية جماعية ومسؤولية القطاع الخاص اساسا.. لان الدولة تقوم بدورهاالاجتماعي دون تردد. المحروقات.. وصندوق التعويض  واعلن الوزير الاول في هذا الصدد انها قررت مضاعفة حجم تدخل صندوق التعويض الى مليار وخمسين مليـون دينـار (مقابـل 700 مليـون دينـار حالـيا و250 مليون دينار فقط قبل اعوام).  ورغم الانخفاض النسبي لاسعار المحروقات عالميا قررت الحكومة ترفيع دعمها للمحرقات من 400 الى 800 مليون دينار العام القادم.. ضمانا للتوازنات الاقتصادية والاجتماعية.. ضمن بقية التزاماتها ذات الصبغة الاجتماعية ومن بينها تخصيص أكثرمن 8 بالمائة من الميزانية للتعليم والتكوين والبحث العلمي.. واعتبرت كلمة الوزيرالاول ان تدخلات الدولة انقذت ثلت المؤسسات الصناعية الوطنية من الافلاس والغلق.. خلافا للتقديرات التي روجها كثيرمن الخبراء عند ابرام اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي.. لكن تدخلات الدولة لن تكفي وحدها وعلى المؤسسات الخاصة القيام بواجبها في دعم الاستثمار والتشغيل.. والاستفادة من الامتيازات والاعفاءات والتشجيعات التي منحتها لها الدولة وطنيا وجهويا.. 80 بالمائة من العاطلين ليسوا جامعيين وتعقيبا على التوصيات العديدة الصادرة عن ورشات الاستشارة الوطنية ومن بينها تلك التي اكدت على ضرورة تحسين اوضاع قطاع الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية واقتصاديات المعرفة لاستيعاب خريجي الجامعات الجدد.. سجل الوزيرالاول اهمية كثيرمن الافكاروالمقترحات التي قدمت لكنه اعلن في نفس الوقت ان 80 بالمائة من العاطلين عن العمل في تونس من خريجي الثانويات والابتدائيات.. وأن نصفهم (اي 40 بالمائة من المجموع العام لم يدرسوا في الثانويات وبعضهم لم يدرس في الابتدائيات).. أي أن 400 الف شاب تونسي من بين العاطلين عن العمل (الـ500 الف) يحتاجون الى فرص تكوين وتشغيل تتماشى ومؤهلاتهم العلمية والاجتماعية.. نجاح الحوار بين قوى المجتمع المدني  ولا شك أن كثيرا من القضايا التي طرحت وطنيا وجهويا وقطاعيا ـ على هامش الاستشارة الوطنية حول التشغيل ـ تستحق التعميق والمتابعة.. لكن الاهم حسب السيد منصر الرويسي رئيس اللجنة الوطنية لهذه الاستشارة هو نجاح ممثلي المجتمع المدني التونسي بكل مكوناته في مناقشة مختلف القضايا التي لها علاقة بملف التشغيل والبطالة برؤية ايجابية تقر بالمكاسب والانجازات وايجابيات سياسية التنمية المعتمدة مع البرهنة على الاستعداد لإثراء الحوار بمقترحات وافكار جديدة شارك فيها تجمعيون ومعارضون ومستقلون ونقابيون من مختلف التيارات.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)

 
على خلفية الندوة الوطنية للتشغيل: حوار معمق.. جدل مثير.. ومقاربات في حجم المشكل وخطورته
بقلم: صالح عطية ربما كانت « الندوة الوطنية للتشغيل » التي التأمت خلال اليومين الماضيين، الإطار الأكثر فعالية بين الأطر التي تلتقي لمناقشة شاغل من المشاغل الوطنية الهامة المطروحة على الدولة والمجتمع بمختلف مكوناته.. صحيح أنه سبق لوزارة التشغيل ـ على عهد السيد منصر الرويسي قبل عشر سنوات عندما كان مسؤولا على هذه الوزارة ـ أن جمعت مختلف الأطراف في ندوة مماثلة لتدارس موضوع التشغيل، ووضع استراتيجية وطنية لهذا الملف الذي كان يدق أبواب الألفية الجديدة بشكل ثقيل وضخم.. غير أن ما تخلل تلك الندوة من مقترحات وأفكار ومقاربات، لم يكن ـ في الحقيقة ـ في حجم التحدي الذي يطرحه ملف التشغيل، بحيث اتسمت تلك المقاربات بالطابع السياسوي في أغلبها.. ومع إطلالة القرن الجديد، الذي تزامن مع الانفجار الحاصل في تكنولوجيا المعلوماتية والمعرفة، وانفتاح الاقتصاديات بعضها على بعض، وانحسار أفق التشغيل وفرص العمل في الدول الفقيرة والصاعدة، وصولا إلى البلدان الغنية، كنتيجة أوتوماتيكية للتغيير الذي شهده مناخ العمل دوليا، كان عالم الشغل يشهد تحولا سريعا لكنه شديد الخطورة، باتت معه البطالة الخبز الذي يقتات منه الكثيرون، صاحب الشهادة العلمية وذاك الذي غادر مقاعد الدراسة مبكرا، أو أولئك الذين امتلأت بهم أروقة الأنهج والأزقة والشوارع في العاصمة وخارجها على حدّ السواء.. حاولت الحكومة في مرات عديدة، إيجاد الحلول لهذه المعضلة بشكل منفرد معوّلة على « نخبها ومفكريها واستراتيجييها »، لكن تعقيد ملف التشغيل وحساسيته، بل والخشية من تداعياته، جعل من غير الممكن الاستمرار في معالجة هذا الملف المتقلب، بذات الآليات القديمة التي أثمرتها ندوة العام 1999 وما تلاها من آليات حكومية عديدة استنفدت أغراضها وباتت بحاجة ماسة إلى « تعزيزات » فكرية وسياسية من مختلف أطياف المجتمع، سيما وأن المشكل تضخّم ولم يعد التعاطي معه حكرا على الحكومة، بقدر ما يعني جميع مكوّنات المجتمع المعنية بشكل مباشر بتداعياته والنتائج المترتبة عنه.. وربما لا نبالغ في شيء، إذا ما قلنا الأخيرة أن ندوة، مثلت إحدى الفرص الهامة، وقد تكون القليلة منذ سنوات عديدة، التي تلتقي خلالها جميع الأطراف، من أحزاب وفعاليات مجتمع مدني وحكومة بوزرائها ومسؤوليها و »عقولها المفكرة »، لكي تتعاطى مع ملف وطني شديد الحساسية وبالغ التعقيد.. ليس هذا فحسب، بل إن المقاربات التي قدمتها رموز الأحزاب السياسية، باختلاف أسمائها، ومع تفاوت واضح في أفق المعالجة وزاوية النظر، شكلت إضافة نوعية للندوة وللأسلوب الذي يفترض أن يعالج به مشكل في حساسية مشكل التشغيل.. لقد ساد الخطاب النقدي الواضح والشفاف من الجميع، بما في ذلك الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي، السيد محمد الغرياني، الذي تعامل مع الموضوع بوضوح ومن دون قفازات، فيما كان رئيس منظمة الأعراف، السيد الهادي الجيلاني، مثيرا في تدخله ولافتا الأنظار إلى أن رجال الأعمال، وبالتالي القطاع الخاص، ليس في وضع المتفرج على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، مقدما مقاربة تنأى عن لغة الاتهامات المتبادلة، أو محاولة وضع طرف دون آخر في الزاوية.. ولعل اللافت للنظر، وقد لا يكون من المستغرب إطلاقا، تدخل السيد محمد الغنوشي، الوزير الأول، الذي لم يحرص على توجيه الكرة في هذا الملعب أو ذاك، كما لم يستخدم خطابا يعكس حالة قصوى من الرضا عن الذات، بل كشف حقيقة الأمور بعقلية شفافة وواضحة، من دون القفز على المكاسب والمنجزات أو اتخاذها ذريعة لمحاصرة الرأي المخالف في هذه الندوة.. لقد أفصحت الفعاليات الحاضرة في هذه الندوة الوطنية على مقاربات ومعادلات يتعيّن الوقوف عندها، ومن بينها: ــ أن مشكل التشغيل يرتبط بمنظومة التربية والتعليم العالي، التي وصفها أكثر من طرف بكونها « غير ناجعة »، وأن المدخل الحقيقي لمعالجة جادة ومنتجة لملف التشغيل، تبدأ من المدرسة والمعهد والجامعة وليس العكس.. ــ حاجة الاقتصاد التونسي إلى إعادة هيكلة تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاقتصادية الحاصلة في العالم، خصوصا من حيث القطاعات ذات الأولوية في التنمية.. ــ أن الحكومة راهنت على الاستثمارات ذات القيمة المضافة الضعيفة، بما يجعل فرص الاستثمار في البلاد أقل من الإمكانات المتاحة فيها، والتي يمكن أن يوفرها المناخ الملائم في تونس سياسيا واجتماعيا وأمنيا.. ــ أن المؤسسة التونسية ليست وحدها حجر الزاوية في موضوع التشغيل، بقدر ما يتطلب الأمر مقاربات وآفاق أخرى يتعيّن التفكير فيها بشكل جماعي، بينها تشجيع المبادرة الخاصة في أوساط أصحاب الشهادات، بدلا من الاقتصار على فرص الشغل المتاحة في القطاع الخاص.. ــ أن التنمية الناجحة، لا يمكن أن تحصل من دون شراكة مع الأطياف السياسية في البلاد، بل إن توسيع الهامش الديمقراطي ومجالات الرأي والرأي الآخر في الإعلام التونسي، وبخاصة في التلفزيون والإذاعة، لم يعد مجرد إكسسوار، بقدر ما أصبح حاجة وضرورة لا مندوحة عنها.. ــ أن قضية التشغيل تحتاج إلى شفافية في مسألة توفير الأرقام والمعطيات الإحصائية المتعلقة بها، حتى لا يكون النقاش بهذا الشأن، من باب المزايدات الكلامية التي لا تفيد البلاد ولا العباد.. على أن هذه الندوة الوطنية للتشغيل، الثانية من نوعها التي تعقد في ظرف عشر سنوات، تستوجب إنشاء خلية متابعة للمقترحات التي تم طرحها من قبل جميع الأطراف الحاضرة، حتى لا تكون الندوة مجرد منبر للجدل الاقتصادي والسياسي، في وقت تحتاج فيه المجموعة الوطنية لكل فكرة أو مقترح، لا بد من أن تتحول إلى آلية وبرنامج عمل لاحتضان تلك الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل..  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)

لماذا لم تتقلص نسبة البطالة في السنوات الأخيرة؟
إن القراءة الأولية لتطور نسب البطالة في تونس تبين كملاحظة عامة بارزة أن الرقم الأسود الذي تخشاه كل الدول والحكومات لم ينزل عندنا طيلة أربع سنوات من سنة 2004 إلى سنة 2007 عن 14 بالمائة، وهذا بالرغم من تراجع معدلات النمو الديمغرافي في بلادنا وتوسع الاقتصاد غير المهيكل وأنواع البطالة المقنعة والمؤقتة وتعدد البرامج والآليات والصناديق والمشاريع المحدثة تحت عنوان النهوض بالتشغيل طيلة السنوات الأخيرة بالتوازي مع العدد المتضخم للمنتفعين بها بطريقة تبعث على الدهشة من عدم تزحزح الرقم المذكور وكأن نزيفا كامنا في المنظومات الحكومية يجعلها بلا جدوى أو مردودية و استمرارية. حيث بلغت طلبات الشغل سنة 2007 حسب مؤشرات الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل 522083 طلب، مقابل  142042 عرض شغل. أي أن نسبة العروض لا تتجاوز 27 بالمائة من الطلبات. ولعل المثير للتساؤل و الاستغراب أكثر أن عمليات التشغيل ( 124572 ) كانت دون عروض الشغل، مما يدعو في الجانب الإداري والتنظيمي قبل البحث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية الأعمق إلى ضرورة تفعيل عمل مكاتب التشغيل وتطوير ادائها ونجاعتها وسرعة استجابتها وتفاعلها مع تحولات ما يعرف بسوق الشغل. وكما هو متوقع تواصل الاختلال الجهوي سنة 2007 في عمليات التشغيل واستحوذت أهم الولايات الساحلية على أعلى الأرقام مثل صفاقس (15115 ) و سوسة ( 13548 ) و نابل ( 13540 ) و  بنزرت(12509) و تونس( 11094) والمنستير ( 9931 ).  في  المقابل تم تسجيل تراجع واضح بين سنتي 2004 و 2007 في ولايات قفصة والقيروان والكاف وباجة وقبلي وتطاوين…. ويعكس ذلك تعثر برامج التنمية وضعفها في هذا الجهات وعدم إقبال الباعثين الخواص على الاستثمار فيها رغم الحوافز والتشجيعات إلى جانب تواصل عدم التحكم في ظاهرة النزوح أو الهجرة الداخلية …  أما فيما يتعلق بنسب التشغيل والبطالة حسب الجنس، ومع احترامنا لمن تحدث في الندوة الوطنية الأخيرة حول التشغيل  عن زيادة عدد المشتغلات من الاناث بنسبة أكبر من عدد المشتغلين من الذكور، فإن الجدير بالملاحظة أن نسب نشاط الإناث بقيت ضعيفة ولم تتجاوز 25 بالمائة مقابل 68 بالمائة لدى الذكور بل إن الأرقام الرسمية تؤكد أن نسب البطالة لدى الذكور قد تقلصت نسبيا مقابل ارتفاعها عند الإناث من 17.2 بالمائة سنة 1999 إلى 17.8 بالمائة سنة 2007 . في الجانب القطاعي، وبالمقارنة بين سنتي 2006 و 2007 نلاحظ  تراجع عروض الشغل في قطاعات الفلاحة والصيد البحري و الطاقة والمناجم و البناء والأشغال العامة و السياحة و التجارة،  مقابل تسجيل زيادة نسبية في قطاعات الصناعات المعملية والنقل والإدارة. ورغم المجهودات المبذولة من قبل الدولة في السنوات الأخيرة لفائدة أصحاب الشهائد العليا فالملاحظ حسب الأرقام الرسمية أن نسبة البطالة لأصحاب مستوى التعليم العالي قد ارتفعت من 10.2 سنة 2004 إلى 19 بالمائة سنة 2007 في حين انخفضت لدى من ليس لهم أي مستوى تعليمي من 12.7 إلى 5.9 بالمائة وكذلك الشأن بالنسبة إلى أصحاب مستوى التعليم الابتدائي من 15.7 إلى 13.5 بالمائة. أما بالنسبة لذوي مستوى التعليم الثانوي فقد بقيت تقريبا مستقرة في حدود 15 بالمائة, وهذا ما يعكس عموما اختلالا مستمرا في العلاقة الرابطة بين منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي ومسالكها وقدراتها التشغيلية. و لئن شهدت تربصات الإعداد للحياة المهنية لحاملي شهادات التعليم العالي SIVP1 زيادة في إنجازاتها بنسبة تطور تفوق 23 بالمائة بين سنتي 2006 و 2007 فإن  تربصات الإعداد للحياة المهنية لذوي مستوى التعليم الثانوي SIVP2 قد تراجعت في المقابل بما يفوق 24 بالمائة، كما تقلصت عقود التشغيل والتكوين لذوي مستوى التكوين المهني CEF بنسبة  3.1 بالمائة وكذلك صندوق الإدماج والتأهيل المهني FIAP (- 10.6 بالمائة) ، أما صندوق 21 -21 فقد تطور نسبة إنجازاته بأكثر من 20 بالمائة . مجمل هذه المعطيات وغيرها كثير، وما تتضمنه من اختلالات ومفارقات رغم بعض المكاسب المحدودة، وبصرف النظر عن التبريرات المعهودة العاجزة عن مواجهة ما تنطق به الأرقام للوهلة الأولى، يؤكد أن المجهودات والبرامج الحكومية المتعلقة بالنهوض بالتشغيل في بلادنا قد فشلت في تحقيق ما رفعه الخطاب السياسي الرسمي سنة 2004 من تحديات وغايات. بما يدفعنا دون مواربة، إلى المطالبة بضرورة مراجعة جذرية غير قابلة للتأجيل لسياسة التشغيل في بلادنا بعد أن تبيّن بما لا يدع مجالا للشك أو المزايدة أنها لم تحقق أهدافها خلال السنوات الأربع الأخيرة. وهذا ما سنحاول من جهتنا في حزب الوحدة الشعبية أن نجيب عنه بالتفصيل والمقترحات العملية البناءة في برنامجنا الانتخابي لسنة 2009، بنفس روح المسؤولية الوطنية التي شاركنا بها في الندوات والاستشارات الأخيرة حول التشغيل، مستندين في ذلك إلى خلفيتنا الاشتراكية وإيماننا العميق بمبدأ العدالة الاجتماعية وضرورة تعزيز دور الدولة في توفير مواطن الشغل وإيلائه الأولوية الفعلية لجميع الخطط التنموية باعتباره الضامن الأول لكرامة الإنسان وعاملا أساسيا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي للبلاد . عادل القادري
(المصدر : جريدة الوحدة  بتاريخ 11 أكتوبر 2008)


اتفاقية شراكة في مجال إدماج المساجين المفرج عنهم

تونس 10 أكتوبر 2008 (وات) وقعت الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل وجمعية ادماج المساجين المفرج عنهم اتفاقية شراكة توفر اطارا لتنسيق التدخل المشترك بين الهيكلين فى الاحاطة الاجتماعية والنفسية والمساعدة على توفير مواطن شغل وموارد رزق للمساجين المسرحين. وانتظم للغرض موكب يوم الجمعة بمقر وزارة التشغيل والادماج المهني للشباب حضره الوزير السيد سليم التلاتلي الذى اكد بالمناسبة عناية الرئيس زين العابدين بن علي بالفئات الاجتماعية ذات الاحتياجات الخصوصية مبرزا دور مكونات المجتمع المدني في المساعدة على الاحاطة بهذه الفئات وحمايتها من مظاهر التهميش. وكانت مناسبة للاطلاع على برنامج عمل جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم من خلال المساهمة في التقليص من نسب العود الى السجون والاضطلاع بدور انساني في مجال الاحاطة بالمساجين المفرج عنهم واسرهم. وأكد الوزير الحرص على دعم الجمعية اعتبارا لدورها الاجتماعي الهام بتعيين مخاطبين للجمعية بمكاتب التشغيل والعمل المستقل ليكون حلقة وصل جهويا بين هذه الجمعية والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 10 أكتوبر 2008)


 
من السلع المغشوشة إلى الفواتير المبهمة
من يحمي المستهلك التونسي من التعديات
محسن المزليني ذكرت مصادر وزارة التجارة أنّ المراقبة الصحية حجزت منذ بداية شهر رمضان 27 ألفا و 712 كلغ من المواد الغذائية الفاسدة و240 لترا من الحليب والزيت غير الصالح للاستهلاك و393 علبة من الشكلاطة والياغورت و13 ألف و539 كيسا أسودا.  كما قامت فرق المراقبة بـ 9645 زيارة بكامل تونس تم على إثرها رفع 1096مخالفة منها 456 مخالفة في قطاع الخضر والغلال و143 بالنسبة للدواجن والبيض و226 في المواد الغذائية و102 في اللحوم و54 في الأسماك. غير أنّ هذه الأرقام رغم ضخامتها لا تمثل إلاّ النزر اليسير، حسب أهل الذكر، من عمليات التلاعب و التحيّل التي يتعرّض لها المواطن التونسي. تعديات تمثل مجرّد جزء ظاهر من جبل الجليد… جبل يتعاظم بفعل بركات « الانفتاح » على كل السلع سواء القادمة من شرق سور الصين العظيم وغيره من أصقاع الدنيا، إلى ممارسات التجار المحليين والمؤسسات التجارية سواء منها الحكومية أو الخاصّة. وفي جراب المواطن المغلوب على أمره حكايات وحكايات … اشتكى المواطن بشير بن مصطفى وهو من سكان أريانة مما اعتبره عملية تلاعب تعرّض لها بعد أن استجاب لعرض قدمته إحدى الشركات المزودة للأنترنت يقضي بمنح هدية للمشتركين تتمثل في هاتف نقال … غير أنّ هذه الهدية تبين له بعد تركيبها إنها لا تعمل. سارع بمراجعة المؤسسة التي أحالته  على الشركة المصنعة التي لم يسمع منها إلا ما يؤكّد أنّه خضع لعملية تلاعب « نحن لا نتحمل أي مسؤولية لأننا سلمنا شركة الأنترنت ألف جهاز « زائد » لتعويض ما يُتبيّن تلفه ». وبين الذهاب والإياب بين الشركتين انقلب شعور هذا المواطن من فرح بهذه الفرصة إلى إحساس مرّ بضعفه في مواجهة هذه الممارسات غير السليمة. وغير بعيد عن هذا، تتكرر شكايات المواطنين مع مجيء كل فاتورة استهلاك الكهرباء غير المرحّب بها. يكفي أن تقف في طابور الخلاص لتسمع العجائب: امرأة أكلت السنون الكثير من نظارتها وتركت الأيام العجاف على جسدها تضاريس هموم كثيرة زاد في عمقها مبلغ استخلاص قدّره العداد الذي لا يتسرب لحكمه شك بـ 100 دينار ونيف، وهي تولول وتؤكّد أنها لا تملك إلا غرفة واحدة بها فانوس يتيم. وفي مواجهتها عون يردّ ببرودة على غضبها « خلّص ثم اشتكي ». أما سمير فقد كان له مع هذه الفاتورة قصّة أخرى. يؤكّد أنه لا يملك من الأجهزة الكهربائية إلا الضروري فلا غسالة ولا أجهزة رفاهة مما عُرف عنها نهمها في استهلاك النور الكهربائي … يذكر سمير أنه طيلة سنة ونصف من الكراء لم يفرح بفاتورة تقل عن تسعين دينارا. وفي التفصيل ما لا يُفهم. استهلاك 479 كيلوات طيلة أربعة أشهر بثمن 134 مليما بقيمة 72.186 دينار ويُضاف إليها 4 دنانير خدمات وما لا يقل عن 14.480 دينار مجموع آداءات في تفصيلها  9.690 أداء على القيمة المُضافة (وكأننا نشارك الستاغ في أرباحها) و 4.790 دينار معلوم أبدي لإذاعة و تلفزة لا نُستشار في ما تنتج وتبث « ومن لحيته إفتل له حبلا » كما يقول مثلنا العامي. غير أنّ الأكثر غرابة في هذه الفاتورة عدم تطابقها مع التعريفة التي حددتها الشركة فمبلغ 134 مليما لا وجود له في القائمة. فلا هو 74 مليما كما هو مقرر للمستوى الاستهلاكي الأول (أقل من 51 كيلوات شهريا) ولا هو 90 مليما (للمستوى الثاني) أو حتى 131 مليما للمستوى الثالث (أقل من 300 كيلوات شهريا). فابحث عن منجم يفهم حكاية فاتورة من المفروض أن تكون مفهومة للجميع. ثم كيف يتم احتساب الكمية الجملية على قاعدة أعلى سعر أليس في ذلك تعدّ على حقوق المواطن إذ من المفروض أن يُقسّم السعر على أكثر من مستوى إحقاقا للحقوق. وفي نفس السياق يتساءل عماد عن هذه الكمية الهزيلة للمستوى الأول (أقل من 50 كيلوات شهريا) أليس فيه استبلاه وغبن للحريف، إذ يتم تجاوزها حتى لو كانت العائلة لا تملك غير فانوس وتلفاز؟ ويضيف  لقد رأت الشركة أن تغيّر عدادي القديم « الكسول عن العد » في نظرهم بعدّاد يعمل بمجرّد نيّة الفتح، فصارت الفاتورة كابوسا لا نفهم من رموزها شيئا وصارت العدادات تعمل وهي نائمة وليس لنا من حقّ التشكي إلا بإجراءات تطول وتثقل كاهل الشاكي. وغير بعيد عن هذه الممارسة غير الشفافة يمكن أن نضيف تفاصيل فاتورة الهاتف وما تحوي من عجائب الآداءات والقيمة المضافة. وآخر إبداعات الشركة آداء بعنوان « الإتاوة على الاتصالات »، وما يثيره المصطلح أولا من إيحاءات إلى جباية السلاطين ودواوين البايات و جوقة « المحلّة »، إضافة إلى ما تثيره من تساؤلات حول محلها من الإعراب وما تمثله « القيمة المضافة » سيئة الذكر من إثقال لكاهل المواطن. كما لا يقل نصيب شركة الماء الشروب من تشكيات وتساؤلات خاصّة عن اقترانها المضر بخلاص معلوم التطهير الذي بات يمثل نصف الفاتورة بمعنى أن الشركة تبيع الماء والأخرى تبيع تصريف كل الكمية ما رجع منها إلى القنوات وما ذهب أدراج الرياح، وما بين البيعين من ظلم وغبن. أما حكايات الشركات التجارية وبيع مواد غير مطابقة للمواصفات، أو عدم قبول إرجاع البضاعة التالفة أو التأخر في إمداد الحريف بما اشتراه، فقد باتت سلوكا يوميا لمعظم فضاءاتنا التجارية لم تفلح كل سياسات التأهيل في معالجتها. والأكيد في كل هذا أن المواطن يجد نفسه بلا سند أمام عقلية كاملة تبحث عن الربح بأسهل الطرق ولم تستوعب بعد أنّ ثقة الحريف هي رأسمال أي عملية اقتصادية. الاستهلاك الذكي ! وفي تصريح سابق أكّد الدكتور عبد الستار السحباني، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، أنّ الاستهلاك هو الذي بات يصنع الثروات في الحياة الاقتصادية المعاصرة وليس الادخار كما كان سابقا. وبالتالي فإن شفافية العملية الاستهلاكية ومصداقيتها هي أهم محرّك ومنتج للثروة. وهو ما تطلّب، حسب رأيه تكوين جمعيات تُعنى بالدفاع عن المستهلك وتمّ تجهيزها بأحدث الوسائل والمختبرات للتمكن من أداء عملها بالتوازي مع عمل المصالح العمومية. وأكّد أن فعاليتها كانت كبيرة إذ بات المستهلك يشعر أنّه ندّا لبقية الأطراف المتحكمة في العملية الاقتصادية وليس الحلقة الأضعف فيها مثلما هو الشأن الآن. وتساءل عن أداء منظمة الدفاع عن المستهلك في تونس وعن إطلالتها فقط قبل عيد الإضحى لتنصح المواطن بشراء الخراف من نقاط البيع القانونية أو عند التنبيه إلى مخاطر ارتفاع سعر المحروقات على الاقتصاد الوطني !. غير أن هذه السنة مثلت حدثا بالنسبة لأداء هذه المنظمة « غير الحكومية » التي  رأت النور سنة 1989وتمّ اعتبارها منظمة ذات مصلحة وطنية. أصدرت المنظمة العتيدة بيانا اتهمت فيه المواطن بالتكالب على تخزين السلع واعتبرته سببا في زيادة الأسعار وغلاء المعيشة، وهو ما أحدث امتعاضا واسعا من منظمة من المفترض أن تكون صوتا المستهلك وسنده في مواجهة بقية الفاعلين في الحقل الاقتصادي. غير أن هذه التساؤلات لم تثن الأطراف المسؤولة في هذه المنظمة عن البقاء في نفس الدائرة إذ اختارت لندوة أقامتها في بنزرت شعار « حس وطني واستهلاك ذكي » ودعا فيها المتدخلون إلى « تعديل السلوكيات الغذائية غير السوية وترشيد الاستهلاك » وإلى تضافر الجهود لتجذير عقلية حسن التصرف في النفقات العائلية وعبر استحداث « نوادي التربية الغذائية » إلى جانب دور وسائط الإعلام والإرشاد بكافة أشكالها.   هكذا يبدو مشهد المواطن التونسي في عملية الاستهلاك، صورة لكائن ضعيف لا حول له ولا قوّة في مواجهة من يرى فيه مجرّد كائن استهلاكي ومورد ربح. وهو مشهد مرشّح للاستمرار طالما لم يفهم المستهلك أنّه هو الحلقة الأقوى في العملية الاقتصادية وأنه هو غاية العملية الاستهلاكية ووسيلتها، وطالما أيضا لم تفهم بقية الأطراف أنّ ثقة المستهلك هو أهم ما يضمن استمرار العملية الإنتاجية وتطورها. (المصدر : جريدة الموقف  بتاريخ 10 أكتوبر 2008)  

 
الطلبة لا يحصلون على منابهم من النمو
أ.د. أحمد بوعزّي‏ ارتفع الناتج المحلي الإجمالي (أو الخام) من 8,68 مليار دينار سنة 1988 إلى 45,74 مليار سنة 2008 وذلك بالدينار الجاري، ‏أما إذا أخذنا دينار سنة 1990 كمقياس فإن هذا الناتج وصل إلى 24,88 مليار بالدينار القار، وهو ما يعني أن تونس أصبحت ‏أثرى مما كانت عليه قبل رين سنة سواء استعملنا الدينار الجاري أو أسعار سنة 1990 وارتفع بذلك معدّل الدخل الفردي. ‏ ‏ لكن هل أن هذا الثراء قد أفاد كل فصائل الشعب وكل قطاعات الدولة أم استفاد منه البعض دون الآخر لنأخذ قطاع التعليم العالي مثالا. يمكن أن نقول أن هذا القطاع هو من أهم قطاعات الدولة نظرا لكونه يكوّن مهارات في كل ‏الميادين، الصناعية والتجارية والفلاحية والخدمات بأنواعها، ونوعية التكوين الذي يتلقاه الطالب في الكلية تؤثر حتماً على جودة ‏الإنتاج الاقتصاد الذي سيساهم ذلك الطالب في تطويره عند تخرجه.‏ وقد تطورت ميزانية وزارة التعليم العالي خلال العشريتين الماضيتين تطورا ملحوظا إذ تضاعفت عشر مرات ونصف لتمر من ‏حوالي 92 مليون دينار إلى حوالي 974 مليون بالدينار الجاري، وتطورت نسبتها من الناتج المحلي الإجمالي لل إلى 2,1 ‏بالمائة سنة 2008 بعدما كانت 1,1 بالمائة سنة 1988، كما تطور عدد الطلبة ثماني مرات في نفس الفترة ليبلغ 350 ألف طالب ‏سنة 2008 وتطور في نفس الوقت عدد المدرسين بمختلف أصنافهم خمس مرات ليصل إلى أكثر من 18600 مدرس سنة ‏‏2008 بما فيهم أصناف جديدة ت إلى ألتعليم الثانوي وغير حاصلة على الشهادات التي تخول لها الانتماء إلى هيأة التدريس ‏في التعليم العالي ورغم هذه الانتدابات فقد حدث تدهور صغير في نسبة التأطير التي مرت من 11 طالب للأستاذ الواحد إلى 18 ‏طالب حاليا هذا دون الحديث على نوعية التأطير وتغطّي ميزانية وزارة التعليم العالي كلفة تدريس الطلبة لمدّة سنة، وإن تذهب ميزانية التصرّف إلى دفع أجور الأساتذة ‏والموظفين الإداريين والتقنيين والعملة في الوزارة وفي مؤسسات التعليم العالي بأصنافها وإلى خلاص فواتير الكهرباء والماء ‏والورق والحبر إلى غير ذ من مصاريف التسيير اليومي للمؤسسات فإن ظروف دراسة الطلبة تتأثر أكثر بميزانية التجهيز التي ‏تصرف عادة للبنايات من تشييدها وصيانتها وتأثيثها وتكييفها وتهويتها ولتوسيع وتأثيث المكتبات وتطويرها ورقمنتها ولتجهيز ‏المختبرات العلمية وقاعات الإنترنات ولتثبيت الشة المعلوماتية ولبناء قاعات للمراجعة وورشات وقاعات الأشغال التطبيقية ‏التي تجعل من التعليم أكثر اتّصالا بواقع المجتمع الاقتصادي سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى البحث والتأطير. ‏ فهل استجاب تطوّر الميزانية إلى هذه المتطلبات ؟ ‏ يلاحظ المراقبون أن ميزانية  الوزارة تتسم بتضخّم التصرف على التجهيز، إذ تدحرجت نسبة ميزانية التجهيز من الميزانية ‏العامة للوزارة من 43 بالمائة سنة 1991 إلى 17 بالمائة سنة 2004 لتعود للارتفاع قليلا لتبلغ 23 بالمائة سنة 2008. ويعزو ‏تطور ميزانية التصرف لزيادة عدد الموظفين ولنشاط النقات التي استطاعت أن تجعل زيادة الأجور تغطّي غلاء المعيشة ولو ‏جزئيا. أما التطور الإجمالي لميزانية التجهيز فيرجع كله تقريبا إلى تشييد البنايات الجديدة التي آوت الطلبة المتزايدين من سنة إلى ‏أخرى إذ تطور عدد المؤسسات الجامعية من 38 في موسم 87/88 إلى 194 في سم 08/09. ‏وقد أدّى ضغط توفير قاعات التدريس إلى تجاهل المكتبات حيث تقلصت مساحتها وعدد كتبها نسبيا مقارنة بما كانت عليه في ‏الثمانينات وإن لم تكن حالتها آنذاك مرْضية، كما لم يقع اقتناء التجهيزات العلمية والبيداغوجية الضرورية لتعليم عصري ومرتبط ‏بالواقع قتصادي والاجتماعي مما أدى إلى تعويض الدروس التطبيقية بأخرى نظرية مشكوك في مردودها التكويني. وكما أفادنا ‏به مشغل أجنبي جاء إلى تونس لانتداب مهندسين تونسيين لفائدة شركة عالمية فقد نتج عن هذه الحالة عدم جاهزية المتخرجين ‏للعمل مباشرة. نفس السبب يجعل عارضي شغل في تونس يطالبون بثلاث سنوات خبرة فأكثر. ‏ تغويل ميزانية التصرف على حساب ميزانية التجهيز جاء أيضا من تضخيم ساعات التدريس مقارنة بما هو معمول به في أمريكا ‏الشمالية وأوروبا، برامج الدراسة في المعاهد والكليات تفرض على الطالب التونسي حضور 30 بالمائة من اروس النظرية ‏زائدة على ما هو مفروض على الطالب الشمال أمريكي أو الأوروبي، وهذه الدروس الزائدة عن الحاجة عادة ما تُعطي بلغة ‏أجنبية لا يستطيع عديد الأساتذة التعبير بها ولا يفهم أغلب الطلبة تعابيرها ودقائق معانيها.‏ باختصار، تقلّص نسبة ميزانية التجهيز أدّىى إهمال المكتبات والمختبرات وإلى إغراق الطلبة بساعات دروس نظرية وتنج ‏عن ذلك عدم ملاءمة كفاءة المتخرّجين مع سوق الشغل في المؤسسات الاقتصادية المتطورة سواء محليا أو عالميا كما ساهم أيضا ‏في تدهور جودة التعليم العالي وشهاداته بصفة عامّة ولا يمكن أن نقول أن ميزانية وزارة التعليم العالي لم تتطوّر فقد ارتفعت نسبتها من الناتج المحلي الإجمالي كما أسلفنا ولكن عندما ‏ندرس تطوّر ما يرجع لكل طالب من هذه النسبة فإن البيان المصاحب يبيّن لنا أن ما يرجع من الثروة الوطنية لكل طالب قد ‏تدهور كثيرا في عشريتين الماضيتين سواء إن اعتبرنا ميزانية التجهيز أو ميزانية التصرّف، أي أن نسبة ما تصرفه الدولة على ‏كل طالب قد انخفضت بصورة ملحوظة. فعلى مستوى ميزانية التجهيز مرّ مناب كل طالب من الناتج المحلي الإجمالي من 0,63 بالمليون سنة 1988 إلى 0,14 بالمليون ‏هذه السنة، مما يعني أن مناب الطالب الواحد من الناتج المحلّي الإجمالي تدهور قرابة الأربع مرات ونصف خلال هذه الفترة. ‏وهذا ما خلق أزمة كبيرة  إسكان الطلبة مثلا وفي توفّر قاعات التدريس كما انعدمت تقريبا قاعات المطالعة ومُنع الطلبة من ‏الولوج إلى المكتبات لاختيار الكتب كما تعطّل برنامج « بيروني » الذي اقترضت تونس من أجل إنجازه قرابة الثلاثين مليون دينار ‏في التسعينات من البنك الدولي ونحن الآن نسد بفوائده دون الانتفاع بثمرته، ولو عدّدنا كل ما لا ينتفع به الطلبة مقارنة بما هو ‏موجود في الخارج لملأنا صفحة بكاملها، الشيء الذي جعل إطارات الوزارة (الذين هم أساسا أساتذة جامعيون يعرفون جيدا حالة ‏التعليم العالي في تونس) يتدبّرون منحا من الوزارة لفائدة أائهم للدراسة في الخارج وفي فرنسا بالخصوص مما يبوّب جزءا هاما ‏من الميزانية لحل مسائل شخصية مما يزيد من ترسيخ عقلية المحسوبية في البلاد. أما على مستوى ميزانية التصرف فقد انخفض مناب كل طالب بدوره من 1,80 بالمليون سنة 1988 إلى 0,47 بالمليون هذه ‏السنة، مما يعني أن مناب الطالب الواحد من الناتج المحلّي الإجمالي تدهور قرابة الأربع مرات. وهذا ما يفسر انخفاض المنحة ‏التي يتحصل عليها الطلبة الممنون إذا اعتبرناها بالدينار القار وكذلك تقلّص نسبة الذين يحصلون عليها.‏ ‎ ‎ خلاصة القول، رغم تطوّر عدد الطلبة وتضاعفه ثماني مرّات في العشريتين الماضيتين ورغم تطوّر ميزانية وزارة التعليم العالي ‏عشر مرّات ونصف بالدينار الجاري خلال نفس الفترة ورغم تطور الناتج المحلّي الإجمالي بدوره أربع مرّات ونصف فإن توزيع ‏الثروة لم يتطوّر بعدالة بل تزايد الحيف من سنة إلى أخرى وكانت ضحيته الطالب التونسي الذي يجد صعوبات مادية جمّة ‏لمواصلة دراسته ولا يتلقّى التكوين الجيد الذي يعتمد على الدروس التطبيقية التي تهيؤه للشغل أكثر  الدروس النظرية، وهو ما ‏يجعل منه « مشروع متخرج عاطل » رغم إرادته. الحل لا يكمن في زيادة الميزانية وكفى ولكن في استعمالها بحنكة وذكاء وفي فرض التصرف السليم في تبويبها وصرفها ‏‏(‏bonne gouvernance‏). لأن عجز الحكومة عن تطوير الاقتصاد ليستوعب المتخرجين من المعاهد والكليات لا يكفي وحده ‏لتفسير الأزمة الحالية في ميدان تشلخريجين، فعجزها عن توفير تكوين جامعي عصري يعتمد على الطالب قبل كل شيء ‏ويوفّر له المكتبة والمختبر والإنترنات نتج عنه عدم تلاؤم نوعية التكوين مع سوق الشغل. (المصدر: صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي (أسبوعية – تونس)، العدد 467 بتاريخ 10 أكتوبر 2008)
 

 
شريط سينمائي تونسي جديد يثير قانون الإرث للنقاش

يحاول شريط سينمائي جديد مثير للجدل أن يسترعي الانتباه لكيفية تحديد الشريعة الإسلامية لتوزيع التركة بين الورثة الذكور والإناث. وعشية صدور الفيلم، تواجه مخرجته الانتقاد بإثارة مخالفات شرعية حول مسألة حقوق البنت. كتبه جمال العرفاوي من تونس لمغاربية دافعت كلثوم برناز المخرجة السينمائية التونسية عن شريطها السينمائي الجديد ‘نصف محبة’ الذي أثار الجدل لتطرقه للطريقة التي يجب أن يقسم فيها الإرث بين الإناث والذكور واحتمال عدم المساواة بينهما. واتهمت المخرجة بمخالفة الشريعة الإسلامية، لكنها ردت بالزعم أن الفيلم لا يسعى إلى إحداث فتنة أو التشكيك في النص الديني الذي يحدد الطريقة التي يجب أن يقسم فيها الإرث بين الإناث والذكور. في تصريح لمغاربية قالت برناز ‘أنا لا أمارس السياسة أو الفقه. أنا مخرجة سينمائية وفنانة أريد أن أناقش قضية الإرث من الزاوية الإنسانية والاجتماعية’. وقالت برناز إنها عندما كتبت السيناريو تحدثت مع الكثير من أهل الفقه الإسلامي ورجال القانون، حتى أولئك الذين عرفوا بتطرفهم الديني. وأضافت قائلة ‘القضية غير مطروحة في تونس ولم يتجرأ أي كان على طرحها سينمائيا. أنا أعلم أن هناك عريضة وطنية تدعو إلى المساواة في الإرث بين الجنسين’. ويعرض الشريط قصة سليم وسليمة التوأمين الذين ماتت أمهما عند ولادتهما وبقيا يعيشان مع والدهما، وبعد موت أمها تكتشف سليمة أن نصيبها من الميراث هو نصف ما يحق لشقيقها. وأمام هذا الارتباك تسأل أباها عما إذا كان ذلك يعود إلى أن الآباء لا يحبون بناتهم إلا ‘نصف محبة’. فيسمعها والدها، المحامي المتعلم في فرنسا والمتشبع بأصول الماركسية، الآية القرآنية الواردة في صورة النساء التي تشير إلى تقسيم التركة وكذا في القانون. ويموت الوالد بعد مدة ويوزع الأخ التركة حسب الشريعة ويبقى مصير سليمة مجهولا. وهو الأمر الذي ترفضه الممثلة سهام مصدق التي صرحت لمغاربية، حسب رأيها، بأنه ‘ليس من الحكمة أو الشرع أو الإنسانية أن تحرم فتاة لأنها امرأة من ميراث هي الأولى به’. وزعمت مصدق أنها تعرف الكثير من العائلات ممن اتفقوا على تقسيم ميراثهم بالتساوي مع أخواتهم البنات. أما محمد رجاء فرحات كاتب الحوار فقد أكد لمغاربية أن إعادة طرح قضايا المرأة في السينما التونسية هو-حسب قوله-تأكيد على أن المرأة في المجتمعات الإسلامية مازالت تحت المجهر من كل الزوايا قانونيا وثقافيا وحضاريا، والشريط يتعرض إلى واحدة من هذه النواحي. وتساءل فرحات ‘ما ذنبنا إن كانت لنا جرأة في طرح قضايا المرأة وتعرية المستور؟’. ويضيف قائلا إن حقيقة أن ‘هذه القضية لا جدال فيها من ناحية النص الديني لا يمنعنا من طرحها من الزاوية الإنسانية والاجتماعية’. وتساءل أيضا ‘هل يتعطل الفكر إذا ما غضب الأصوليون؟’. وعلمت مغاربية أن شريط ‘نصف محبة’ سيكون ضمن قائمة الأفلام الرسمية في أيام قرطاج السينمائية التي ستنطلق بعد أيام. وتوقع الكثيرون ممن يعملون بالقطاع أن يتم توجيه انتقادات لاذعة من قبل التيارات الإسلامية للفيلم. وقبل سنتين، استطاعت خديجة الشريف رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات حسب قولها أن تجمع إمضاءات على العريضة التي تتبنى الإدعاء بالمساواة في الإرث. وما زالت هذه الجمعية تتابع القضية سعيا للوصول إلى تغيير القوانين الجارية بما يخالف الشريعة. ورغم مساندة من غالبية الأحزاب اليسارية في تونس، فقد لقي مطلب الجمعية معارضة قوية من طرف التيارات الدينية المعتدلة، التي اعتبرته ‘انتهاكا للنص الديني واعتداء على الأحكام الشرعية’. لكن التونسيين أنفسهم يختلفون في الرأي بشأن المسألة. سهام الماجري وهي طالبة في العشرينات من عمرها قالت إنها ترفض أن تكون القسمة بين الأبناء ‘لابد من تقنينها عبر تجاوز العقدة الدينية ولن يتم ذلك إلا باجتهاد رجال الدين’. أمال بن براهيم ، وهي تاجرة في الأربعينات من عمرها ترى الأمر من زاوية مختلفة بحيث قالت ‘أعتقد أن موضوع تقسيم الإرث هو قضية عائلية ولا تحتاج إلى تدخل فيها’. وأضافت ‘العائلات تعرف مصالح أبنائها وبالتالي فإنه لا لزوم لطرح القضية دينيا أو قانونيا’. (المصدر: موقع ‘مغاربية’ (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 8 أكتوبر 2008)

 
«هي فوضى» يفتتح الدورة 22 لمهرجان قرطاج
تونس – صالح سويسي     تنطلق الدورة الثانية والعشرون لأيام قرطاج السينمائية في 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل وتستمر حتى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) وتشهد حضوراً مكثفاً لتجارب سينمائية من المنطقة العربية ومن إفريقيا وآسيا وأميركا وبريطانيا، كما تشهد المسابقة الدولية مشاركة أحدث أفلام السينما العربية والإفريقية. وفيما اتجهت النيّة لتنظيم حفل الإفتتاح بالمسرح البلدي للعاصمة، تأكد رسميّاً أن قاعة «الكوليزي» بالعاصمة التونسية ستحتضن هذا الحفل الذي يعرض فيه تكريماً للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين فيلمه الأخير «هي فوضى». أما لجنة تحكيم الدورة الجديدة فستتكون من عدد من الأسماء العربية والإفريقيّة والأوروبية منهم عزت العلايلي من مصر وايمانويل بيار وهي ممثلة فرنسية والسينمائي التونسي النوري بوزيد وياسمينا رضا من الجزائر وكاتيا رحمانو من نيجيريا. وستشهد المسابقة الرسميّة للمهرجان حضوراً عربيّاً وافريقيّاً كبيراً إلى جانب الأفلام العالمية التي ستعرض على هامش المسابقة الدولية. ومن بين الأفلام العربية المشاركة الفيلم المغربي «ما الذي تريده لولا» لنبيل عيوش الذي أحدث ردود فعل كبيرة في مصر وجرى سحبه من حفلة افتتاح الدورة الماضية لمهرجان الإسكندرية الدولي للسينما. كما تشارك مصر بفيلمين طويلين هما «عين شمس» لإبراهيم بطوط و«جنينة السمك» ليسري نصر الله، كما تشارك الجزائر بفيلمين للمخرجين عمر حجار والياس سالم. أما الندوة الفكرية للمهرجان فتحمل عنوان «التكنولوجيا الجديدة وانعكاساتها على الأفلام ذات التكلفة الضعيفة». يذكر أنّ «أيام قرطاج السينمائية» مهرجان سينمائي يعقد في تونس مرة كل سنتين، وهو تأسس عام 1966 ببادرة من الناقد الطاهر شريعة وتشرف عليه وزارة الثقافة التونسية. ويعدّ أقدم مهرجان سينمائي في دول الجنوب لا يزال يعقد دوراته بانتظام. ويحتوي البرنامج الرسمي لهذه السنة إضافة إلى المسابقة الرسمية التي تقدم «التانيت الذهبي»، على قسم للبانوراما مفتوح للأفلام العربية والإفريقية، وأقسام أخرى منها «القسم الدولي» وهو مفتوح لأحدث الأفلام الضخمة مهما كان مصدرها، وقسم «تكريم» لسينما إحدى الدول المشاركة أو لإحدى الشخصيات السينمائية الشهيرة. إضافة إلى «ورشة المشاريع» وترمي إلى تنمية مشاريع الأفلام الإفريقية والعربية بتمكينها من «دعم للسيناريو»، وقسم مسابقة فيديو للأشرطة الطويلة والقصيرة مع المحافظة على الطابع الإفريقي والعربي. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 أكتوبر 2008)  

 
اللاعب النيجيري انيرامو يأمل الحصول على الجنسية التونسية
تونس – أبدى النيجيري مايكل انيرامو مهاجم الترجي رغبته في الحصول على الجنسية التونسية في خطوة لتعزيز منتخب « نسور قرطاج » لكرة القدم. ونقلت صحيفة الاخبار الاسبوعية عن انيرامو قوله: « أتمنى الحصول على الجنسية التونسية لأني مهتم باللعب مع المنتخب الوطني وتوظيف امكاناتي وخبرتي لصالحه ». وأضاف: « منتخب تونس يشارك بانتظام في نهائيات كأس امم افريقيا كما انه لا يغيب عن نهائيات كأس العالم كما اني مقتنع بأنه لن تتم دعوتي للعب بألوان منتخب نيجيريا ». وأوضح مهاجم الترجي ان التجارب الناجحة للاعبين حصلوا على الجنسية … (المصدر: صحيفة « الغد » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 10 أكتوبر 2008) الرابط :http://www.alghad.jo/?news=365632

اجتماع وزراء المال في حوض المتوسط والاتحاد الأوروبي … الأزمة المالية تهدد مشاريع الشراكة اليورو ـ متوسطية

لوكسمبورغ – نورالدين الفريضي    أعرب وزراء المال في بلدان أوروبا والبحر المتوسط عن قلقهم من عواقب الأزمة التي تعصف بأسواق المال، على مسار التنمية واستقرار الأوضاع الاجتماعية في بلدان الضفة الجنوبية الشرقية للمتوسط. وقالت وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد في نهاية الاجتماع المشترك في لوكسمبورغ، إن الجانبين «قلقان من تداعيات أزمة أسواق المال التي تطال اقتصادات بلدان المنطقة بدرجات متفاوتة، والخوف من أن تؤثر سلباً في تدفق الاستثمارات التي تحتاج إليها المنطقة لتنفيذ مشاريع مقررة في نطاق مسيرة برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط». وذكّر وزير المال المصري رئيس الجانب المتوسطي، بأن «الاتحاد من أجل المتوسط يوفر إطاراً للتشاور بين البلدان المتوسطية والأوروبية حول أزمة أسواق المال». وتخوّف مصدر في البنك الأوروبي للاستثمار « من أن تؤدي الأزمة المالية إلى تباطؤ حركة النمو في بلدان الجنوب بعد أن كانت سجلت معدلات تفوق 4 في المئة في 2007». وبحث وزراء المال في الاتحاد الأوروبي ونظراؤهم في بلدان جنوب شرقي حوض المتوسط، ووزراء بلدان أوروبية غير أعضاء في الاتحاد، تأثيرات الأزمة المالية وتباطؤ النمو وارتفاع أسعار منتجات الغذاء والمحروقات. وقالت لاغارد إن «أخطار تباطؤ النمو حقيقية». ويعد الاجتماع، الأول منذ إطلاق «مسيرة برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» في اجتماع القمة في باريس في 13 تموز (يوليو) الماضي. وبحث الوزراء وممثلو البنك الأوروبي للاستثمار أولويات التمويل وفق خطة المشاريع الستة التي حددتها القمة. وقال رئيس البنك فيليب مايشتات إن «آلية التسهيلات اليورو ـ متوسطية للاستثمار والشراكة» (فيميب) كانت أجرت دراسة جدوى حول خطة لتنظيف البحر المتوسط، واستخلصت نحو 40 نقطة ساخنة يتوجب تنظيفها. وسيبدأ بتنفيذ أول مشروعين في كل من المغرب وتونس في الأشهر المقبلة. كما يجري البنك دراسات جدوى حول «المنصات اللوجيستية» الضرورية لتنفيذ مشاريع الطرق البحرية السريعة، وتقتضي تطور البنية التحتية في الموانئ ونقاط ترابطها مع وسائل النقل الأخرى. وأفاد البيان الوزاري أن «مشاركة القطاع الخاص تكتسب أهمية خاصة» في تنفيذ هذه المشاريع. وعرضت آلية «فيميب» المساعدة والتعاون مع القطاعات المعنية بتنفيذ مشاريع «الطاقة الشمسية»، واكتسب البنك الأوروبي للاستثمار تجربة مفيدة من خلال مساهمته في تنفيذ محطتين شمسيتين تستخدمان نوعين من التكنولوجيا لإنتاج الكهرباء في اسبانيا. و»ينصح البنك باختيار أفضل النوعين، إذ أبدت بلدان متوسطية اهتمامها بتطوير الطاقة الشمسية لتغطية حاجاتها المحلية. وكانت مجموعة خبراء وضعت دراسة طموحة تشجع في الأمد البعيد تعميم تطوير الكهرباء الشمسية في مناطق الجنوب وربطها بشبكات الكهرباء في جنوب أوروبا. وبحث وزراء المال فكرة إنشاء مركز إقليمي للتدريب المهني في مرسيليا بمشاركة البنك الدولي. ودعموا المبادرة الاسبانية الايطالية بوضع آلية متخصصة في دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة. وذكّر البيان المشترك بأن «المبادرة المتوسطية لتطوير الأعمال تهدف إلى دعم الكيانات القائمة في البلدان الشريكة والعاملة في مجال مساندة المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة من خلال تحليل حاجاتها وإيجاد حلول للصعوبات التي تواجهها في الحصول على تمويل واستيراد التكنولوجيا». وستكون المشاركة في تمويل المبادرة مفتوحة وعلى أساس طوعي من بلدان الضفتين. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أكتوبر 2008)  


بسم الله الرحمان الرّحيم
بالحوار يتحقق النصر على الأعداء المسلمين يسعى بذمّتهم ادناهم و هم يد على من سواهم  بالحوار بين الفرقاء من المسلمين يتحقق الأمن و السلام  
العودة حق واسترداده واجب
لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية   الحكمة تقتضي ترك عقلية استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر « التقارب بين أتباع المذاهب الإسلامية فريضة وضرورة يحتمها الواقع ويوجبها الدين ».

لا تنمية بدون ضمان حقّ الإختلاف والعمل فيما فيه اتفاق

  

« واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم » (آل عمران 103) « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108)  » ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة »(النحل – 125)  » يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا،  » (النساء – 1) (الجزء الأوّل)  
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ اعتماد تقويم هجري موحد: إن اختلاف تاريخ الاحتفال بعيد الفطرهذه السنة بين اقطار العالم الاسلامي لا يعكس الوحدة المنشودة في المشاعر والمواقف و هو تعبيرعن تشرذم و تشتت هذه الأمة الاسلامية. حري بالأمة ان تتسائل عن الاولويات في الصراع من اجل الوجود او تشتيت الجهود في الاختلافات الفرعية الطائفية والمذهبية. شددت منظمة المؤتمر الاسلامي على لسان أمينها العام ، اعتبر ان هذا الوضع « يمثل التشرذم والتشتت والفرقة ويحدث بلبلة في الرأي العام فضلا عن انه لا يشكل مظهرا حضاريا في الوقت الذي تيسرت فيه السبل بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي من اجل تحديد المناسبات الدينية التي تجمع المسلمين » وهي التي تضم 57 عضوا و مقرها في مدينة جدة السعودية، على « اهمية التزام الدول الاعضاء بالقرارات التي اتخذتها المنظمة بخصوص التقويم الهجري الموحد وهو ما من شأنه ان يضع حدا لعوامل التفرقة والتشتت ويعكس وحدة المسلمين في اوقات اعيادهم واحتفالاتهم. كتب الدكتور عبدالمجيد النجار في شبكة الخوار بتارخ 27 سبتمبر 2008 : « حينما تشتدّ تلك المواجهة لتأخذ شكل تدافع صراعي عنوانه التنافي الذي يسعى  من خلاله كلّ طرف إلى نفي الطرف الآخر فإنّ حجم الضرر يتوسّع في كمّه وكيفه، وحينما يكون ذلك الصراع قائما على ظلم يشعر أحد الطرفين أنّه مسلّط عليه من قِبل الآخر فإنّ الضرر قد يبلغ مداه من العمق على واجهات متعدّدة، نائلا بالأساس من الطرف المظلوم أو الشاعر بأنه كذلك.  » قد يكون معهودا ما يترتّب على المواجهات الصدامية من ضرر يلحق النفوس والأجسام: ألما معنويا وماديا، أو يلحق بالأسر: معاناة عاطفية وتفكّكا في الروابط، أو يلحق بالأموال: تلفا لأعيانها أو عجزا عن تحصيلها، ولكن قد يغفل كثيرون عمّا تسبّبه تلك المواجهة من ضرر بالغ في المنهج الذي يتمّ به التفكير في تقدير الأمور وصناعة الحلول، ويتمّ به اتخاذ المواقف العملية لمواجهة الأحداث، وهو الأمر الذي يزداد استفحالا حينما يتوالى أمد الصراع، ويمتدّ في الزمن طويلا، وأخطر ما في هذا الضرر أنه يطال الآلة التي تتمّ  بها صناعة الأحكام، ألا وهي المنهج، فيمتدّ أثره بالسلب إلى كلّ ما تثمره تلك الصناعة من الأفعال والمكاسب والأعمال.  » وإن لهذه المقولة لمصداقا في الماضي والحاضر حتى لكأنها قانون تجري به الحياة الاجتماعية في كلّ زمان. في الماضي اشتبك الخوارج في صراع مرير مع الحكام ومع غيرهم من طوائف المسلمين، فكان من الثمار المرّة لذلك ما ترسّخ لديهم من منهج تكفيري أصبحوا يزِنون به كلّ الآراء والمواقف، وحدثت من ذلك فتن كقطع الليل لا تزال آثارها فاعلة إلى اليوم.  » والشيعة في صراعهم مع أولي الأمر من الحكّام اختزنوا شعورهم بالظلم حتى تحوّل إلى منهج تأويلي باطني أتى عند بعضهم بالتحريف على أصول من الدين، وإلى الحكم بالضلالة التي قد تصل إلى حدّ الكفر على كلّ مخالفيهم فيما يعتقدون.  » ولسنا اليوم في منجاة من أن ينطبق علينا هذا القانون، كما أنه لن يكون شفيعا لنا يحول دون ذلك حسنُ النوايا وصدق الضمائر والمصابرة على ما نعتقد أنه الحقّ؛ ولذلك فإن الصراع الذي تخوضه بعض أطراف المجتمع مع أطراف أخرى أو مع النظام الحاكم مرشّح هو أيضا إلى أن يفضي بنا إلى أخلال منهجية نلمح بعضا من إرهاصاتها بل بعضا من بوادرها فيما نقرأ من المقالات وما نشهد من المواقف؛ ولذلك وجب التنبيه إلى هذا الخطر حتى لا نفقد الميزان المنهجي الذي نزِن به الرؤى ونقدّر به المواقف، فتنكسر إذن مجاذفنا، ونلقي بأنفسنا إلى التهلكة ». لم يكن الحديث عن طوائف المسلمين لدى عامة الناس و لم يعرف تقسيمات تاريخهم إلا من خلال دراسات مختصة أو  ندوات جامعية ضيقة ولم تتعدى أعتاب هذه الملتقيات وانحسرت غالبا في مجموعة بحث وعلماء وها قد أصبحت الطائفية تقود الحاضر العربي ومعركة وجوده متجاوزة كل الخطوط الحمراء وسقط الإنسان المسلم ومعه حقوقه، وخرج علينا مارد من أعماق أعماق التاريخ، ظنناه ميتا وظنه البعض نائما فأيقظوه فكانت الفتنة. لم يتسائل الناس ان كانت الثورة الإسلامية في إيران ثورة كل المسلمين، وان كانت المقاومة اللبنانية مقاومة كل المسلمين، وان كانت النجاحات أو الانتصارات هنا وهناك انتصارات ونجاحات كل المسلمين، لم يخطر ببال الناس انها دولة شيعية ومقاومة شيعية، لم ينظر إلى أن الإمام الخميني كان فقيها شيعيا وأن نصر الله زعيم شيعي.. لم تهتم العامة ولا حتى الكثير من الخاصة وهي عالمة بذلك بهذه المرجعية، كل هم أن الجميع ينتسب إلى صرح الإسلام العظيم وأن هذه الشخصيات هم زعماء زعماء الأمة. العراق، كما هو معروف على نطاق واسع، لم يصبح مجتمعاً متعدد الطوائف بالأمس القريب، بل كان دائماً صورة مصغرة للتعددية الطائفية والإثنية في العالم الإسلامي. أن من المؤرخين المسلمين الذين يرون في العراق مختبراً لتعايش الجماعات في المجتمع الإسلامي؛ فشل التعايش في العراق هو فشل للاجتماع الإسلامي وما يشهده العراق منذ احتلاله قبل سبعة سنوات لا يبشر بخير كثير. فقد حكمت التعايش بين السنة والشيعة في العراق علاقات طبيعية طوال قرون، شابها قدر قليل ومتقطع من التوتر؛ بل أن عملية التحول نحو التشيع في صفوف العشائر بجنوب العراق جرت منذ منتصف القرن الثامن عشر بدون ردود فعل سنية ملموسة، بالرغم من أن العراق كان تحت سلطة عثمانية سنية. و الآن  تاريخ جديد للدولة العراقية الحديثة يروّج له في بعض الدوائرً، ولكن الحقيقة أن هذه الدولة لم تكن دولة السيطرة السنية، ولا هي دولة طائفية… نداء للشيخ و الدكتور والأستاذ  : كما كتب شكري الحمروني نداء الى راشد الغنوشي ومنصف المرزوقي وأحمد نجيب الشابي لما يشكلونه من ثقل في المعادلة السياسية ومن حضور رمزي واعتبارا منه ان يجعل منهم على السواء إما جزءا من الحل وطرفا فاعلا في عملية تطوير الحياة السياسية أو جزءا من المشكلة وسببا في تعطيل مسارات الإصلاح والتنمية في البلاد كما هو الحال اليوم. يقول شكري الحمروني :  » سأتعرض إلى خياراتكم السياسية وحصيلتها الكارثية طيلة العشريتين الماضيتين.لقد تحدثتم كثيرا حتى أطنبتم وبلغتم الحد عن تجاوزات السلطة فحولتم البلاد بأقلامكم و ألسنتكم إلى « هولوكوست نوفمبري » و »عصابة حكم » و « مافيا » « لا تصلح ولا تصلح » و »مجتمع حانق ثائر على وشك الانفجار » وما إلى ذلك من النعوت والأوصاف التي وصفت كل شيء إلا تونس ». ويسترسل فيقول :  » سأدافع عن وطني أولا ثم عن ضحايا بعض من خياراتكم، هذه الفئة المنسية التي دفعت ولا زالت الثمن باهظا لعنادكم و إصراركم على الهروب إلى الأمام، وسأدافع أيضا عن حقكم في الدفاع عن هذا الوطن الذي لا يمكن له أن يستغني عن خيرة أبنائه دون أن يدفع الثمن غاليا… إنكم حملتم السلطة مسؤولية كل شيء وفي المقابل من يتحمل مسؤولية العجز الهيكلي عن توحيد المعارضة…ومسؤولية محاكمة محمد القوماني…والحملة المسعورة ضد الدكتور عبد المجيد النجار…وانحسار دور المؤتمر من أجل الجمهورية…وإغلاق مقرات الحزب في وجه المخالفين للرأي…ومن المسؤول عن الصراع الإديولوجي العقيم بين الإسلاميين واليسار… وإضعاف لجنة 18 أكتوبر…والتنافس « اللاأخوي » بين الجمعيات الحقوقية والإنسانية…وتراجع نسبة المنخرطين في أحزاب المعارضة…وعزوف العديد من المعارضين عن الخوض في الشأن العام وخروجهم « للتقاعد السياسي المبكر »…  » وإعلان توبة قيادات متنفذة…والمردود الإعلامي الهزيل لبعض القيادات الأخرى…ومخالطة أجهزة الاستعلامات و المخابرات الأجنبية…والحصول على الدعم المالي والمعنوي من جهات عرفت بعدائها الشديد لقضايا الأمة… والدعوة لتنظيم انتخابات تحت إشراف أممي وبحضور القبعات الزرقاء…والحملة من أجل تغير قانون الميراث …وعدم الترحم على رئيس سابق…و ادعاء أن أسوأ ما في تونس شعبها…ورفض التوقيع على وثيقة أكس…والإعلان عن عدم الرغبة في إسناد الإسلاميين شهادة في الديمقراطية…و تحويل لجنة 18 أكتوبر إلى لجنة مساندة الترشح لانتخابات رئاسي عامين قبل موعدها… والتصريح بأن سبب إضراب الجوع والقدوم إلى باريس هو التمتع بالخمر وخدمات المومسات…وأن المعارضة « راطسة غريبة » إن لم تكن » مقرونية » فهي « إسلامية مسيحية »…وأن العائدين متساقطين، والباقين في منفاهم متقاعسين و »مستكرشين »، و »التائبين » مجانين، والمخالفين انفلاتيين، والواقعيين انبطاحيين… منذ أكثر من عشرين سنة والشيخ والدكتور والأستاذ ينشطون في ساحات المعارضة ولكنهم لم يوقعوا على بيان مشترك واحد. ستون سنة من النضال مجموعة والحصيلة لست أدري هل هي مدعاة للسخرية أم للإشفاق » آلاف الصفحات تم تحبيرها في السب والقذف والتنديد والاستنكار والبكاء والتظلم وتصفية الخصوم وقليلها في الدفع و البناء. ..فلو قمنا بجرد لما كتب خلال سنة لهالنا الأمر: سب وقذف واتهام واستعداء ونفث سموم… عندما لا يطال السلطة فإنه يطال أصدقاء وحلفاء الأمس. ستون سنة مجموعة ولم يتخرج من » مدارسكم » قادة أو شخصيات مرموقة من الجيل الجديد في غياب أي جهد للتأهيل. لقد أحدثتم فراغا رهيبا من حولكم فلا نكاد نجد من هو أهل لخلافتكم وحمل المشعل من بعدكم. أما من يمثل بديلا جديا فهو إما خارج الأطر التي استحوذتم عليها وزهدتم المناضلين فيها أوعازفا عن السياسة عاكفا على الشأن الخاص بعد أن رأى منكم الويلات. – عدد المناضلين والمقتنعين بخياراتكم في تراجع، والنزيف مازال مستمرا…ولكنكم لا تبالون وكأن شيئا لم يكن. هبوط مستوى النقاش وتدني أخلاقيات النضال بعد أن اكتسحت الساحة سلوكيات كانت بالأمس مستهجنة كتأليب البعض على البعض الآخر وإيغار الصدور والتخفي وراء الأسماء المستعارة وترويج الأكاذيب والإشاعات حتى صار كل شيء مباحا…  أردت لفت الانتباه والحض على إعمال المسؤولية وتحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن.أنتم لا تملكون تغيير الماضي ولكنكم تملكون القدرة عل توسيع دائرة الممكن ونحت معالم مستقبل أفضل لكم ولتونس.أنتم تملكون تحويل الحاقدين التي تعج بها أطركم إلى طاقات إيجابية هائلة في خدمة الوطن. أنتم تملكون المساهمة في رفع المعاناة عن المساجين والمغتربين والعاطلين والمهمشين سياسيا و اجتماعيا وإدخال السعادة إلى قلوب الملايين… أوليس هذا لب السياسة؟ فكروا في أجندة البلاد والمحرومين قبل أن تفكروا في أجنداتكم الخاصة…فكروا في تونس قبل أن تفكروا في قرطاج…زودونا وزودوا البلاد بأفضل ما عندكم: معرفتكم\تجربتكم\ذكاؤكم…لا تخصوها وتخصونا بغيض قلوبكم وسوء مزاجكم و أذى نرجسياتكم وحدة خطابكم…فالصبر على الكلمة الطيبة أفضل من الصبر على الغلظة والفظاظة، وحب تونس ورفع رايتها أفضل من احتقارها والإساءة إليها.هذا بعض ما كتبه الحمروني فهل آن الاوان ان نساهم في التغيير المنشود وإطفاء النيران المشتعلة في البلاد من كل جانب. كلام الدكتورالقرضاوي عن الاختراق الشيعي مُبالغ فيه :  أيهما أولي بالتحذير: الخطر الإيراني.. أم الخطر الصهيوني؟  الاستاذ محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين بمصر، علّق علي نصيحة الشيخ القرضاوي لجماعة الاخوان في مصر بالتخلي عن العمل السياسي لصالح العمل التربوي بقوله([1]): ـ جماعة الإخوان المسلمين لها ثلاث وظائف الأولي تربوية تهتم بإعداد الصف والكوادر، لتكون مؤهلة للدعوة لشمولية الإسلام ولتبليغ الرسالة بوحدة الصف والتمسك بالأخلاق والترابط والاتصال الدائم مع اللّه.. والوظيفة الثانية خاصة بالدعوة، وفيها كيف يتحرك الصف للارتقاء بالمجتمع فكريا وأخلاقيا وإيمانيا وتغليب القيم والمصلحة العامة علي الخاصة.. أما الوظيفة الثالثة فهي سياسية، حيث نحاول أن نصلح المؤسسات والأجهزة الإدارية للدولة من خلال القنوات الدستورية والشرعية بأن نصل إلي مجلس الشعب ونخوض انتخابات الشوري والمحليات واتحادات الطلاب والنقابات والهدف الرئيسي هو محاربة الفساد المستشري في جميع أجهزة الدولة..  والتصدي لاستبداد النظام الذي أدي إلي غلاء الأسعار وأزمات الخبز والبطالة والتعليم وغيرها.. قول في الكارهين للمصارحة: تمنى الدكتورالقرضاوي الذي لم يزعم يوما من الأيام انه معصوم من الخطأ مثل ما هو حال عند الشيعة فقد طلب القرضاوي ألا يكون ثناء أصحابه وتلاميذه سببا للذين ارادوا ان يلقّبوه بالإمام في حرمانه من ثواب أعماله التي يبتغي بها مرضاة الله عز وجل. وأشار إلى أنه كان متخوفا من عقد الملتقى بسبب « المدح والثناء الذي يمحق ثواب الأعمال في الآخرة »، مشيرا إلى الحديث الشريف القائل : » ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم »(صحيح مسلم). وقال الشيخ القرضاوي إنه يحب أن يخاطب الحاضرين في الملتقى من أصدقائه وتلاميذه بكلمة « إخواني »، معتبرا أن الأخوة أقوى صلة تجمع بين المسلمين مستشهدا بقول الله عز وجل: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ » (الحجرات/10) وقوله سبحانه: « فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا » (آل عمران/103). وذكر الشيخ القرضاوي أن الله ألهمه التحرر من التعصب فلم يتعصب لمذهب ولا جماعة ولا طائفة. وروى أنه كان حنفيا خلال دراسته بالأزهر لأن أحد أساتذته سجله ضمن الطلاب الحنفية رغم أنه كان يتمنى أن يكون شافعي المذهب. وقال ضاحكا : الآن أصبحت « حنفشيا »، في إشارة إلى أنه حنفي وشافعي ومتبع للمذاهب الفقهية الأربعة. وأشار الشيخ القرضاوي إلى أنه يستمد فقهه من جميع المذاهب والمدارس الفقهية، مبينا أنه يأخذ من كل مذهب أفضل ما فيه ويجمع الحق بعضه إلى بعض. كما أشار إلى أنه لا يحب أن يحصر نفسه ضمن جماعة إسلامية بعينها ويحب أن يكون تابعا للإسلام بشموله وسعته. وقال: « الجماعات تصب أتباعها في قوالب جامدة وأنا تمردت على القوالب ». وأضاف: « خالفت حسن البنا في رفضه للتعددية الحزبية وفي قوله إن الشورى معلمة لا ملزمة للحاكم.. وخالفت أبو الأعلى المودودي في قسوته على تاريخنا الإسلامي.. كما خالفت سيد قطب في كثير من آرائه رغم حبي وتقديري له ». وشدد على مسألة هامة في منهجه الدعوي، وهي تحرره من إرضاء الناس والسلاطين وحرصه على رضا ربه فيما يجتهد فيه ويفتي به. وأوضح أن « هناك دعاة وعلماء يسعون لإرضاء الخلق على حساب الخالق، وهناك من المفتين والمجتهدين من يفتون لإرضاء الحكام والسلاطين ». واعتبر أن إصدار الفتاوى لإرضاء الجمهور ونيل استحسانهم أخطر من إصدار الفتاوى لنيل رضا الحكام، مبينا أن « الذين يسعون لرضا الجماهير قلما ينكشفون، لكن الذين يرضون الحكام ينفضحون ». و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » (آل عمران 104) و قال تعالى « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97).  ان الشعوب ليسو في حاجة الى اوصياء ولا سيما ممن يخيّرون العيش في بلاد الغرب ليتكلموا باسم الشعب التونسي بدون حق و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه.وللحديث بقية إن ساء الله.  
باريس في 10 أكتوبر  2008  
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس  [1] –http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179817&IssueID=1174

المأزق الأفغاني.. والبحث عن تسوية مع «طالبان»
 
توفيق المديني بعد سبع سنوات من إطاحة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية نظام «طالبان» في أفغانستان، طلب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز التوسط مع مقاتلي «طالبان»، داعيا زعيم الحركة الملا محمد عمر للعودة إلى مسقط رأسه لتحقيق السلام والمشاركة في إعادة إعمار البلاد. وكانت السلطات الأفغانية أنكرت في الماضي وجود اتصالات مع ممثلي «طالبان». بيد أن رئيس الدولة الأفغانية اعترف، الثلاثاء الماضي، بأنه كتب إلى العاهل السعودي مرات عديدة منذ سنتين، يطالبه -بوصفه قائدا للعالم الإسلامي- بمساعدته من أجل إحلال السلام في أفغانستان. وتعتبر مبادرة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي طلب من المملكة العربية السعودية التوسط مع الملا محمد عمر، زعيم حركة «طالبان» الذي أجبر على الفرار في خريف سنة 2001، تعبيراً عن العجز. وكان القيادي البارز في حركة «طالبان» الملا براذر رفض الأسبوع الماضي المصالحة هذه، إذ قال في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية من مكان لم يكشف عنه: «نرفض عرضا للتفاوض من قبل«الدمية حامد كرزاي»، مشيراً «إنه يتحدث فقط ويفعل ما تبلغه إليه أميركا». ويمثل الرد الصارم هذا على الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، انحرافاً عن التصريحات الأخيرة. ويبدوأيضا أنه يتعارض وبياناً أصدره براذر نفسه في مارس الماضي، وجاء فيه أن «طالبان» يمكن أن تتعاون مع حكومة حامد كرزاي، ودعا إلى إنهاء القتال من طريق التفاوض.. وكان براذر قائداً عسكريا بارزاً عندما كانت «طالبان» تتولى السلطة في أفغانستان في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وهوالآن أبرز زعماء الحركة.. وجدد تهديد «طالبان» بالقتال إلى حين طرد آخر جندي من نحو 70 ألف جندي من قوات التحالف الدولي. وعلى الرغم من أن السلطات الأفغانية ظلت تحت حماية القوات الدولية، فإنها لم تنجح في تمديد سيطرتها خارج منطقة العاصمة كابول، إذ إن عملية بناء دولة حقيقية بالمعنى الحديث للكلمة لايزال يصطدم بالانقسامات الإثنية والعرقية التي تضرب جذورها عميقاً في البلاد. فأمراء الحرب هم الذين يفرضون قانونهم في الأقاليم. وبعد أن تكبدت هزائم عسكرية، بدأت قوات «طالبان» تخوض حرب استنزاف حقيقية ضد قوات حلف شمال الأطلسي والجنود الحكوميين الأفغان، وعادت بصورة أجرأ، وهي تقوم منذ سنتين بشن هجمات أكثر طموحاً وجرأة، كما أنها تقوم بالتمرد على حدود العاصمة كابول. ثم إن «أفغنة» الحرب، التي هي الهدف الرسمي للمجتمع الدولي، تراوح مكانها. مقاومة نوعية وتواجه قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مقاومة عنيفة وجديدة ومتدربة بشكل جيد، وربما هذا ما لم تأخذه قيادة الحلف بعين الاعتبار. فعلى الرغم من الدعم الأميركي المكثف للقوات البريطانية، فإن هذه الأخيرة تكبدت خسائر كبيرة، فضلا عن المجازر التي ترتكبها القوات الأطلسية بحق المدنيين، والتي أثارت ردود أفعال غاضبة من جانب الحكومة الأفغانية تجاه قوات الحلف، جراء ما قتلت من المدنيين. يقول الصحافي سيّد سليم شهزاد، مدير مكتب باكستان لصحيفة «آسيا أون لاين» (هونغ كونغ)، في مقالته المنشورة بصحيفة لوموند ديبلوماتيك، أكتوبر 2008، تحت عنوان :«انبثاق الطالبانيين الجدد في أفغانستان وفي باكستان»، ومع أنّ الطالبانيين الجدُد قد أعطوا، منذ 14يناير 2008، برهاناً جديداً على قدراتهم المستحدثة. فقد قامت عناصر من شبكة حقّاني بهجومٍ على فندق سيرينا في كابل.. فعلى غرار مقاتلي كشمير الذين دأبوا على الاندساس في الجهاز الأمني الهندي لكي يوجهوا ضرباتهم القوية، نظّم بعض رجال الميليشيات الأفغانية المتخفّين بلباس رجال الشرطة هجومهم بالتواطؤ مع عملاء من رجال الأمن المحلّيين ليقتلوا بضعة غربيين. وسوف تتكرر هذه الخطة خلال السنة، وخصوصاً عند محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في 27 أبريل 2008. وستقدّم عملية الفرار الجريئة التي قام بها أكثر من أربعة مئة عنصر من طالبان من سجن قندهار في يونيو الماضي، مثلاً آخر عن الأساليب الجديدة في التدريب وحروب العصابات التي نقلها المدرّبون الوافدون من كشمير أومن الجيش الباكستاني. لا بد من طالبان وإن طال القتال إنها المحاولة الحذرة التي قام بها الرئيس حامد كرزاي، والتي تأتي قبل سنة من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي من المؤكد أن الرئيس كرازاي سيكون ابرز مرشحيها من جديد. وتعكس المحاولة هذه إقراراً واقعياً بضعف النظام الأفغاني الذي لا يأخذ بعين الاعتبار أن مسألة تحقيق الاستقرار في البلاد تقتضي تقاسم السلطة مع أعدائه. وقد أسهم تفاقم انعدام الأمن في البلاد كلها، والمصاعب المتنامية لقوات حلف شمال الأطلسي في التصدي لمقاتلين طالبانيين أعادوا تنظيم صفوفهم بشكل جيد من جديد، إضافة إلى ضعف سلطة رئيس الدولة، هذه المحاولة التصالحية في وضح النهار أمراً محتوماً. وكانت السلطات الأفغانية قد وضعت برنامجا لهذه المصالحة، في كل أقاليم البلاد. بيد أن هذا البرنامج الذي يكاد ينحصر في الإطار الفردي، من خلال اقتراح تكوين مهني ودفع تعويضات للطالبانيين التائبين، لم يحقق نجاحا يذكر. كما أن دعوة رئيس الدولة حامد كرزاي للمصالحة جاءت ايضا بناء على الضغوطات التي مارسها زعماء القبائل الأفغانية على الرئيس الأفغاني لكي يفتح باب المفاوضات مع قادة حركة «طالبان»، الذين من دونهم، لا يمكن تصور إيجاد حل للأزمة الأفغانية في المستقبل. ومنذ بداية سنة 2008، كانت الولايات المتحدة الأميركية حساسة إزاء هذه الاستراتيجية، بعد ان انتقدت البريطانيين الذين حاولوا فتح باب المفاوضات مع حركة «طالبان» في سنة 2007. وهناك دول عربية عديدة، تدخلت لدى الرئيس حامد كرزاي حاثّة إياه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في أواسط شهر سبتمبر الماضي، لكي يتقرب من «طالبان». فبعد مرور سنوات على إسقاط «طالبان» لم يستطع البريطانيون وقوات حلف شمال الأطلسي الأخرى إحلال الأمن والسلام في جنوب أفغانستان الذي يتعرض يوميا لغارات قوات «طالبان».وينتشر نحو7800 جندي بريطاني في أفغانستان ضمن «قوة المساعدة الأمنية الدولية» التي يقودها حلف شمال الأطلسي (إيساف) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. فقد خسر البريطانيون وحدهم مائة جندي، وماتزال منطقة جنوب أفغانستان غير آمنة، بل إن «طالبان»عادت لتكون أجرأ على صعيد القيام بالهجمات العسكرية. اخفاقات الناتو وبعد أيام من دعوة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قائد حركة «طالبان»الملا محمد عمر للتفاوض، أشارت صحيفة الصنداي تايمز في عددها الصادر 5 أكتوبر 2008 بوضوح إلى حجم إخفاق واشنطن وحلفائها في أفغانستان، حيث أكد قائد الكتيبة الجوية الهجومية الـ16 في الجيش البريطاني،البريغادير – مارك كارلتون سميث- اكبر قائد عسكري بريطاني في أفغانستان، أنه لا ينبغي توقع نصر حاسم على طالبان، بل الاستعداد للتفاوض مع الحركة الافغانية المسلحة، ونصح سميث بخفض سقف التوقعات قائلاً: «إننا لن نربح هذه الحرب. والأمر بات يتعلق بخفض هذا النزاع إلى مستوى يمكن معه احتواء التمرد كي لايكون تهديدا استراتيجياً ويستطيع الجيش الأفغاني أن يسيطر عليه». ولم يستبعد القائد العسكري البريطاني ان تغادر قواته أفغانستان مخلفة وراءها موجة عنف قوية منحسرة ولكن ثابتة. وتأتي تصريحات القائد العسكري البريطاني عقب تسريبات لمذكرة ديبلوماسي فرنسي جاء فيها ان السفير البريطاني في كابول – شيرارد كاوبر كولز- قال له ان الخطة المتبعة في أفغانستان ستؤول إلى الإخفاق التام.‏ وفي خطوة تبرز المشكلات المالية والعسكرية التي تواجه الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي، والكثير منها يعمل أيضاً في العراق وأماكن أخرى، أعلن المسؤول الصحفي في وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) -جيف موريل- خلال الأيام الماضية، أن واشنطن طلبت من اليابان دفع ما يقدر بنحو17 مليار دولار لبناء جيش أفغاني. وأضاف موريل أنه ربما تكون هذه احدى الحالات التي يمكن فيها للدول التي لا ترغب في المساهمة بقوات قتالية ان تشارك في المهمة من خلال المساهمة المالية في تطوير الجيش الافغاني، وتعكس الحملة التي تشنها وزارة الدفاع الاميركية لتقسيم التكلفة ادراك المسؤولين الاميركيين ان بعض الحلفاء لن يرسلوا اي قوات على الرغم من الضغوط الشديدة التي تمارسها واشنطن.‏ استثمار الوقت أخيرا، إن حركة «طالبان» التي تعي جيدا أن الوقت يعمل لمصلحتها، تراهن على المزيد من تدهور الأوضاع في المنطقة، في مقابل انبعاث قوي وجيد لحركة «طالبان» في مناطق الحدود الأفغانية والباكستانية، ولاسيما في ظل بروز عوامل رئيسية ثلاثة. أولها: عودة الشباب إلى الانخراط في صفوف حركة «طالبان» بسبب إخفاق نظام حامد كرزاي الذي نصّبه الغرب، والذي لم يعرف كيف يتحرر من تأثير المجاهدين القدامى الذين خاضوا الحرب ضد السوفييت، والذين تحملوا مسؤوليات محلية أومناطقية، والعديد منهم أصبحوا حكاما لولايات، أي أمراء حرب، وتحولوا إلى ناهبين وفاسدين، من جراء دخول أموال المخدرات إلى جيوبهم، وقبولهم الرشاوى التي تعتبر عملة رائجة في أفغانستان. ثانيها: إن الولايات المتحدة الأميركية التي كسبت الحرب في سنة 2001، لم تترجم انتصارها العسكري إلى نصر سياسي وبناء نظام سياسي أفغاني يحظى بمشروعية وطنية، وهذا الإخفاق نابع من أمرين أساسيين: أولهما، عجز إدارة الرئيس بوش عن إيجاد تسوية سياسية تلبي طموحات جميع الأطراف الموجودة في أفغانستان، نظرا لتركيبة البلد القبلية وتداخل هذه التركيبة، مع وجود قبائل الباشتون التي تشكل الأكثرية في الجوار الجغرافي لأفغانستان، وتحديدا الجوار الباكستاني. وثانيهما، نقل مركز الحرب على الإرهاب من أفغانستان إلى العراق، ولاسيما بعد غزوه سنة 2003، وهذا يعني إخفاق استراتيجية بوش في مقاربته للحرب على الإرهاب، واعترافا بصحة وجهة نظر الديمقراطيين الذين يعتبرون أن أفغانستان هي مصدر المشاكل الأساسية في الإرهاب الدولي. ثالثها: إن الاستخبارات الباكستانية تتلقى اليوم سلسلة من الاتهامات الخطيرة من جانب القيادات العسكرية الأميركية، بسبب تنامي العمليات العسكرية الناجحة التي تقوم بها حركة «طالبان» داخل العمق الأفغاني، رغم التفوق العسكري لقوات الحلف الأطلسي.. نذكر على سبيل المثال، العمليات الانتحارية ضد فندق سيرينا، وسفارة الهند في كابول في شهر يوليوالماضي، ومحاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، والهجوم ضد سجن قندهار، والهجوم الذي قادته عناصر «طالبان» ضد القاعدة العسكرية الأميركية الرئيسية في خوست.. وأخيرا الكمين الذي نصب للقوات الفرنسية في منطقة صاروباي شرق كابول، وذهب ضحيته 10قتلى و21
جريحا من الجنود الفرنسيين يوم 18أغسطس الماضي.  
كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية) الصادرة يوم 10 أكتوبر 2008)

 

 

\Home – Accueil الرئيسي

 

Lire aussi ces articles

23 septembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2315 du 23.09.2006  archives : www.tunisnews.net AP:  Attentat de Djerba –

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.