الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année N 3486 du 08.12.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


عبدالله الزواري:”من جديد نحن هنا….”

عياشي الهمامي، محمد عبّو، راضية النصراوي :بيــان

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:مصير مجهول لمجموعة شبان نابل المعتقلين وعائلاتهم في حيرة

عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس

السبيل أونلاين:إتحاد الطلبة يحتج على قرار السلطة الإنفراد بالإنتخابات الجامعية

الهيئة السياسية لحركة التجديد:بــــــلاغ

عريضة نقابية وطنية(مفتوحة لكافة المهتمين بالشأن النقابي من البلدان الشقيقة و الصديقة)

النقابة الجهوية للتعليم الاساسي:بيــــان

الناصر الظاهري:تحركات احتجاجية في قطاع التعليم – سيدي بوزيد

عطية عثموني:أزمة المدرسة الى أين؟

بيان الاتحاد الجهــوي بجندوبة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الشهيد فرحات حشــاد

إسماعيل دبارة :تواصل ردود الفعل المندّدة بسجن الصحافيّين بن بريك ومخلوف

صالح عطية:السنة السياسية انطلقت من البرلمان مبادرات سياسية ونقابية تدعو إلى ميثاقين اجتماعي وتنموي

الأمين العام للحزب في حديث صحفي لصحيفة “الإعلان” الأسبوعية:”مطالبتنا فرنسا بالاعتذار والتعويض ليست للمزايدة السياسية

الصباح:امرأة حامل، خامس وفاة بأنفلونزا الخنازير فــــي تونــــــــس

رويترز:تونس تفكك شبكة دولية لتهريب الآثار وتحجز مجموعات أثرية نادرة

الصباح:مصرف «الزيتونة» في عيون البنوك التجارية: ديناميكية مالية جديدة… والحريف، الرابح الأكبر

عبد القادر بن سويسي:الفزع ليس من الأرقام و لكن من عدم الأمانة في نقلها ( تعقيب على مقالة أ. فوزي بن مراد/ جريدة الموقف)

العجمي الوريمي:غضب في جنيف

د.خــالد الطراولي:مآذن سويسرا وحجاب هولندا  ومستقبل المسلمين في الغرب

رضوان السيد:سويسرا والمآذن والإسلام في أوروبا

توفيق المديني:حرب أوباما في أفغانستان

أخبار العالم:اردوغان يتوعد إسرائيل برد مزلزل إذا انتهكت الاجواء التركية

فهمي هويدي :(ضغينة) الدكتور البرادعى


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


بسم الله الرحمان الرحيم “من جديد نحن هنا….”


 بعد غروب شمس يوم الأحد، قدم بعض أعوان الأمن إلى منزل السيد الطاهر الحراثي رجل التربية التعليم  و السجين السياسي السابق بقرية “سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان… لم يكن الطاهر هناك فلقمة الأطفال تستدعي الكدح طوال النهار و زلفا من الليل…. و أعلمته أم أبنائه بالخبر…تساؤلات عدة دارت بخيال الطاهر… لم يرتكب المسكين محذورا يخشى ان يثير حفيظة هؤلاء لذلك ذهبت به الظنون مذاهب بررها تفاؤله و يقينه بعدم وجود أي شيء يمكن أن يبرر و عاد الأعوان اليوم الاثنين السابع من ديسمبر، ليس لهم من شغل غير هذا الذي قضى زهرة شبابه في غياهب السجون.. و كان الوعيد: لا تغادر القرية في أي اتجاه دون استئذان و موافقة.. كان الطاهر يحدثه نفسه بتخفيف نسبي عليه.. لكن  كان الأمر على نقيض ما كان ينتظر…  بحث طويلا عن سبب يمكن أن يكون وراء هذا التحذير… لم يجد شيئا… التمس لهم عذرا…فلم يظفر بطائل.. السيد الطاهر الحراثي أعيد للسجن بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية التي وضعوها حسب أهوائهم.. و ها هو مجددا في مرمى النار… كان هذا قبل أيام قلية من يوم التضامن الوطني..   نعم هكذا يكون التضامن………..   للاتصال بالسيد الطاهر الحراثي: 0021696243492   عبدالله الزواري 8 ديسمبر 2009
 


عياشي الهمامي، محمد عبّو، راضية النصراوي
بيــان


حرّر في سليانة بتاريخ 8 ديسمبر 2009   نحن المحامين الممضين أسفله نعلن أنّنا مُنعنا عشية اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 من زيارة منوّبنا السيد توفيق بن بريك الموقوف حاليا بسجن سليانة، وذلك رغم حصولنا على بطاقة زيارة من الوكالة العامة لدى محكمة الاستئناف بتونس، ورغم وعود السيد وزير العدل وحقوق الإنسان للأستاذ بشير الصيد عميد المحامين بإنهاء المنع. نذكّر بأنّ الدفاع مُنع كلّيا من زيارة السيد توفيق بن بريك منذ ما قبل الجلسة المنعقدة يوم 19 نوفمبر الماضي، في خرق صارخ للقانون. نعتبر أنّ هذه الممارسات تؤكّد الطابع السياسي للقضيّة وتعزّز خشيتنا على صحّة منوّبنا وسلامته المعنوية والجسدية. نطالب بوضع حدّ لهذه الممارسات التي تشكّل اعتداء خطيرا على حق الدفاع، وبرفع كلّ التضييقات المسلّطة على المنوّب.   عياشي الهمامي، محمد عبّو، راضية النصراوي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 21 ذو الحجة 1430 الموافق ل 08 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)السلطة تمنع المحامين من زيارة الصحفي توفيق بن بريك: منعت إدارة سجن سليانة اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 المحامين الأساتذة راضية النصراوي ومحمد عبو والعياشي الهمامي من زيارة الصحفي توفيق بن بريك المعتقل حاليا بالسجن المذكور باسم التعليمات رغم أن المحامين قد تحصلوا على إذن بالزيارة من السلطات المعنية، في مخالفة صريحة للقانون وفي تناقض صارخ مع الدستور والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية. 2)إدارة سجن المرناقية تمنع عائلة سجين الرأي المضرب عن الطعام رياض اللواتي من الزيارة: منعت إدارة سجن المرناقية اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 عائلة سجين الرأي رياض اللواتي بحجة أنه معاقب بالسجن المضيق، علما بأن سجين الرأي قد أعلم عائلته في الزيارة الفارطة (الثلاثاء الماضي) أنه قرر الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للاحتجاج على المعاملة القاسية التي يتعرض لها والوضعية السيئة التي يعيشها. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب رياض اللواتي لا يزال موقوفا في انتظار محاكمة. 3)تواصل اعتقال مجموعة شبان نابل بوزارة الداخلية: تواصل أجهزة البوليس السياسي احتجاز كلا من المنجي بن عبد الله ومحمد الأسود وجلال بوبكري وأحمد عطي الذين اقتيدوا خلال الأيام الماضية من مقر فرقة الإرشاد السياسي بنابل إلى وزارة الداخلية حسبما صرّحت به الفرقة نفسها لعائلات الموقوفين يوم الجمعة 04  ديسمبر 2009 ، علما بأنه تم اعتقالهم منذ غرة ديسمبر 2009، ولا تزال عائلاتهم تجهل سبب اعتقالهم وهي تخشى على مصيرهم. 4)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

منظمة حرية وإنصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس:+21671340860

مصير مجهول لمجموعة شبان نابل المعتقلين وعائلاتهم في حيرة


السبيل أونلاين – تونس – خاص   ما تزال أجهزة البوليس التونسي تحتجز مجموعة شبان نابل وهم كل من المنجي بن عبد الله ، محمد لسود، جلال بوبكري وأحمد عطي ، وقد أحيل المعتقلون خلال الأيام الماضية من طرف فرقة الإرشاد السياسي بنابل إلى وزارة الداخلية حسبما صرّحت به الفرقة نفسها لعائلات الموقوفين يوم الجمعة 04 ديسمبر 2009 .   وقد أعتقل كل من المنجي بن عبد الله ، ومحمد لسود يوم الثلاثاء 01 ديسمبر 2009، وجلال بوبكري وأحمد عطي يوم الإربعاء 02 ديسمبر ، وعبّرت عائلاتهم عن قلقها الشديد على مصيرهم وتشعر بحيرة بعد مرور أكثر من أسبوع على إعتقالهم .   يذكر أن عائلة المنجمي بن عبد الله قامت بتقديم شكوي رسمية إلى وكيل الجمهورية بقرمبالية يوم الخميس 03 ديسمبر الجاري.   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 08 ديسمبر 2009)  


عريضة : دفاعا عن كرامة الصّحافيين وحريّاتهم .. دفاعا عن مستقبل تونس

 


نحن الصحفيين التّونسيين الموقّعين على هذه العريضة، إذ نستحضر نضالات شعبنا المجيدة من أجل الحرية والتقدم، وإذ نتابع ما آلت إليه أوضاع الحريات العامة والفردية في البلاد وعلى رأسها حرية الصحافة من تدهور مأسوي، بلغ ذروته في الآونة الأخيرة بحملة تشويه وموجة اعتداءات سافرة طالت عددا من الزملاء الصحفيين نعلن للرأي العام الوطني والدّولي ما يلي: أولا : تضامننا الكامل مع زملائنا الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال الإهانة أو الاعتداء المادي أو المعنوي أو السجن. ثانيا : رفضنا منطق التهديد والوعيد الذي بات يطوق الأقلام الحرة ويصادر حقّها المهني في متابعة الشأن العام ونقل الحقائق إلى المواطن التونسي. ثالثا : تنديدنا بالأقلام المعروفة التي تعودت هتك الأعراض وتوزيع تهم التخوين المجاني للوطن سواء على شخصيات عامة أو على زملاء لنا هم محلّ تقدير كبير وندعو القضاء للقيام بدوره في ملاحقة مرتكبي الثلب والتشهير بأعراض الناس. رابعا : رفضنا الهيمنة الرسمية على قطاعنا والتي بدت مفضوحة في الانقلاب الذي استهدف المكتب المنتخب لنقابة الصحفيين والإتيان بآخر استهلّ مسيرته بتزكية جعلته طرفا في حملة انتخابية يفترض بالصحفيين أن يبقوا فيها على مسافة واحدة من الجميع وبالوقوف موقف المتفرج إزاء حملة الاعتداءات على الصحافة والصحفيين. وندعو إلى رفع اليد عن نقابتنا لتمثل الإرادة الحرة المستقلة للصحفيين التونسيين. خامسا: تأكيدنا على أنّ من جوهر مهنتنا وصميم واجبنا تجاه ضمائرنا وشعبنا أن نتطارح الشأن العام ونقدم حقيقة الواقع للمواطن بقطع النظر عن معارك السياسيين فلهم حساباتهم ولنا قيم مهنتنا القائمة على نقل الحقائق واحترام تعددية الآراء والاستقلالية تجاه الجميع. عاشت الصحافة التونسية حرّة مستقلة الموقّعون: 1- كمال العبيدي – صحفي – الولايات المتحدة الأميركية 2- نزيهة رجيبة “أمّ زياد” – كلمة – تونس 3- ناجي البغوري – صحفي – الصحافة – تونس 4. زهير لطيف – صحفي – بريطانيا 5. رشيد خشانة – رئيس تحرير – الموقف – تونس 6. محمد كريشان – صحفي ومذيع أخبار- الجزيرة – قطر 7. لطفي حجي – صحفي – تونس 8. ليلى الشايب – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 9. نجيبة الحمروني – رئيسة تحرير – مجلة “كوثريات” – تونس 10. بشير واردة – صحفي – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 11. نوفر الرامول – صحفية ومذيعة أخبار – الجزيرة – قطر 12. الهادي يحمد – صحفي – إسلام أون لاين – فرنسا 13. سكينة عبد الصمد – صحفية – مؤسسة التلفزة التونسية – تونس 14. فتحي إسماعيل – صحفي – الجزيرة – قطر 15. ألفة الجامي – صحفية – قناة الصباح الإخبارية – الكويت 16. آمال وناس – صحفية – الجزيرة – قطر 17. عبد الباقي خليفة – مراسل صحفي – البوسنة 18. نبيل الريحاني – صحفي – الجزيرة – قطر 19. إسماعيل دبارة – صحفي – الموقف – تونس 20. بسام بونني – صحفي – الجزيرة – قطر 21. سفيان الشورابي – صحفي – الطريق الجديد والأخبار اللبنانية – تونس 22. الطاهر العبيدي – صحفي – فرنسا 23. لطفي الحيدوري – صحفي – كلمة – تونس 24. ريم بن علي – صحفية – تونس 25. توفيق العياشي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 26. أيمن الرزقي – صحفي – قناة الحوار – تونس 27. سامي فراد – صحفي – تلفزيون البحرين – البحرين 28. محمد بوعود – صحفي – الوحدة – تونس 29. محمود العروسي – صحفي – الطريق الجديد – تونس 30. محمد الفوراتي – صحفي – الشرق – قطر 31. جمال دلالي – صحفي – قناة الحوار – بريطانيا 32. رمزي الدوس – صحفي ومنتج أخبار – الجزيرة – قطر 33. المولدي الزوابي – صحفي – كلمة – تونس 34. فرحات العبار – صحفي – الجزيرة – قطر 35. نور الدين العويديدي – صحفي – الجزيرة – قطر 36. سلمى الجلاصي – صحفية – الشعب – تونس 37. عادل القادري – صحفي – الوحدة – تونس 38. حسن الجويني – صحفي – وكالة الأنباء الفرنسية – قبرص 39. زياد الهاني – صحفي – الصحافة – تونس 40. علي عثماني – صحفي – استاد الدوحة – قطر 41. عائدة الهيشري – صحفية – المستقبل – تونس 42. صبري الزغيدي – صحفي – الشعب – تونس 43. حسن المرزوقي – صحفي – الجزيرة الوثائقية – قطر 44. نادرة بوكسرة – صحفية – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 45. أمامة الزاير – صحفية – الطريق الجديد – تونس 46. نجلاء بن صالح – صحفية – مجلة حقائق – تونس 47. ثامر الزغلامي – صحفي – مؤسسة الإذاعة التونسية – تونس 48. أسماء سحبون – صحفية – الشروق – تونس 49. طه البعزاوي – صحفي – كلمة – تونس 50. نور الدين المباركي – صحفي – الوطن – تونس 51. جمال العرفاوي – صحفي – الصحافة – تونس 52- محمد الحمروني – صحفي – الموقف والعرب القطرية – تونس 53. معز الباي – صحفي – كلمة – تونس 54. عادل الثابتي – سكرتير تحرير – مواطنون – تونس 55. علي بوراوي – صحفي – فرنسا 56. آمال البجاوي – صحفية – وكالة تونس إفريقيا للأنباء – تونس 57- بدر السلام الطرابلسي – صحفي – تونس 58- منذر القروي – صحفي – الجزيرة نت – قطر 59- المنجي الخضراوي – صحفي – الشروق – تونس 60- هندة العرفاوي – صحفية – مواطنون – تونس 61- زهير حمداني – صحفي – الجزيرة نت – قطر 62- عادل البرينصي – صحفي – الصحافة – تونس   هذه العريضة مفتوحة فقط للصحفيين التونسيين الذين يمتهنون الصحافة حصرا. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة الصحفية والمؤسسة وبلد العمل إلى العنوان التالي freepresstunisie@yahoo.fr  

إتحاد الطلبة يحتج على قرار السلطة الإنفراد بالإنتخابات الجامعية


السبيل أونلاين – تونس – خاص   أعلنت وزارة التعليم العالي التونسية يوم 03 ديسمبر 2009 ، عن موعد تنظيم انتخابات الطلبة للعام الدراسي 2009 / 2010 ، وذلك يوم الإربعاء 16 ديسمبر بداية من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا ، وقد عبّر الإتحاد العالم لطلبة تونس عن احتجاجه على الخطوة التى تجري قبل العطلة بـ 3 أيام وهو ما يحرم آلاف الطلبة من ممارسة حقهم الانتخابي ، وإعتبرها مواصلة لـ”نهج الانغلاق تجاه المنظمة الطلابية والانفراد بالراي تجاه الجامعة” ، وأكد أن المجالس العلمية ظلت على حالها مجالس استشارية صورية تفتقد لسلطة القرار ولا تحترم تمثيلية الطلبة داخلها .   وقال الإتحاد في بيان حصل السبيل أونلاين على نسخة منه ، أن الإنتخابات ستجري دون “توفر أدنى شروط المشاركة الديمقراطية” ، وأكّد تمسكه بـ”الحوار المسؤول والجدي الذي يعزز استقلالية الاتحاد العام لطلبة تونس ويدعم المكاسب الوطنية في الجامعة والبلاد” .   ولم يقع تشريك أو إعلام المنظمة الطلاّبية بقرار إجراء الإنتخابات ولا موعدها ، وقال المكتب التنفيذي للإتحاد أن المنظمة تمرّ بظروف غير عادية قلما عرفتها والجامعة التونسية عموما ، حيث حرم الهيكل الطلابي القانوني من عقد مؤتمره العام ثلاث مرات متتالية ، وحجب التمويل العمومي خلال السنتين الأخيرتين ، كما دعمت السلطة الإنشقاق داخله وأغلقت باب التفاوض معه ولم تعترف بهياكله المنتخبة ، كما وقع إعتقال وملاحقة بعض قياداته ونشطائه وطرد بعض مناضلية تعسفيا .   وأشار المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس ، إلى أن الإنتخابات لن يتوفر فيها تكافئ في الفرص ، بالانحياز المطلق ” لطلبة التجمع” وتمكينهم من كل التسهيلات والدعم اللوجستي وحرمان المنظمة الطلابية النقابية من أبسط حقوقها القانونية .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 08 ديسمبر 2009)  

الهيئة السياسية لحركة التجديد

بــــــلاغ


إنّ الهيئة السياسية لحركة التجديد المجتمعة يوم الأحد 6 ديسمبر 2009   – أمام تفاقم ظاهرة المحاكمات التي يتعرض إليها عديد الطلبة والصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان في قضايا مفتعلة ترمي إلى محاصرة النشاط النقابي الطلابي والتضييق على الحريات العامة والفردية ومنع منظمات المجتمع المدني المستقلة من القيام بدورها في النهوض بالحياة الجمعياتية.   – وأمام تكرار مظاهر العنف والملاحقة والاعتداءات الجسدية والمعنوية ضد الخصوم السياسيين والشخصيات الناشطة في المجتمع المدني والحملات التشويهية ضدهم من قبل بعض الصحف المأجورة دون ردع أو عقاب.   – تطالب السلط بتحمل مسؤولياتها في إيقاف التدهور الذي يؤدي إلى القطيعة وبالإفراج عن كافة المعتقلين من طلبة وصحافيين وحقوقيين وإيقاف كل التتبعات ضدهم وفتح حوار جدّي ومسؤول مع الأحزاب السياسية وكل مكونات المجتمع المدني، باعتباره الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة.


عريضة نقابية وطنية (مفتوحة لكافة المهتمين بالشأن النقابي من البلدان الشقيقة و الصديقة)

دفاعا عن ديمقراطية العمل النقابي و تصديّا للعنف و التجميد المسلّطين على النقابيين مبادرة أوليّة بتاريخ 06 ديسمبر 2009 : 36 إمضاء  


نحن الإطارات النقابيّة و النقابيين القاعديين و كافّة المهتمّين بالشّأن النقابي الممضين أسفله، بعد متابعتنا للمستجدّات الحاصلة بالاتحاد العام التونسي للشغل، و المتمثّلة خاصّة في تعرّض المناضلين النقابيين من جهة صفاقس : زهير اللجمي و نعمة النصيري و حسن المسلمي للعنف المادّي و اللّفظي، و موجة التجميد و التجريد التي عادت لتضرب العديد من المسؤولين النقابيين خاصة بجهة صفاقس، و في العديد من الجهات و القطاعات الأخرى و آخرها زغوان (1) و العدليّة (2)، و اعتبارا لخطورة هذه التطوّرات فإنّنا : أ‌-      نستنكر الاعتداءات البدنيّة و اللفظيّة المتكرّرة التي ما فتئ يتعرّض لها المناضلون النقابيون بجهة صفاقس من قبل مليشيات محسوبة على القيادة الجهويّة للاتحاد لا همّ لمن يحرّكها سوى القضاء على كلّ توجّه مخالف و على كلّ نفس تقدّمي و مناضل بالجهة. ب‌-   نرفض قرارات التجميد عن النشاط النقابي المتّخذة في شأن الإخوة : نعمة النصيري (02 سنتان)، الكاتبة العامة للفرع الجامعي للعدلية بصفاقس، وحسن المسلمي (04 سنوات)، الكاتب العام للفرع الجامعي للتجهيز بصفاقس، و محمد المثلوثي (04 سنوات)، الكاتب العام للنقابة الأساسية للمالية بصفاقس، معتبرين هذه القرارات استهدافا لحريّة التعبير و حقّ الاختلاف داخل المنظمة. ت‌-  نستنكر حرمان نقابيي صفاقس المحالين على لجنة النظام من حقّهم القانوني في الإطّلاع على الملفّات، وكلّ التجاوزات الأخرى التي حصلت بمناسبة موجة الإحالات على لجان النظام، و نعتبر ذلك خرقا صارخا و فاضحا لقوانين المنظّمة و استهدافا مبيّتا لهم. ث‌-  نعتبر أنّ ما جدّ مؤخّرا بجهة صفاقس، و بجهات أخرى، يؤكّد مرّة أخرى سعي بعض الأطراف داخل الاتحاد إلى الاستفراد بالرأي و مصادرة حريّة التعبير و حقّ الاختلاف و استهداف كلّ نفس مناضل داخل المنظّمة ضاربين بذلك المبادئ الأساسية و الآليّات الضروريّة لديمقراطية العمل النقابي و نذكّر في هذا السياق بحملات التجميد و التجريد و إنهاء التفرّغات التي شهدتها عديد الجهات و القطاعات منذ انتهاء أشغال مؤتمر المنستير (2006) و تجنّد البعض لمحاولة تمرير مراجعة الفصل العاشر من القانون الأساسي للمنظّمة. ج‌-  نعتبر أنّ تجميد بعض المناضلين النقابيين و تجريدهم من مسؤولياتهم النقابيّة في الوقت الذي يستهدفون فيه بتلفيق الملفّات ضدّهم و إحالتهم أمام المحاكم إعادة لما وقع خلال تحرّكات الحوض المنجمي و بمثابة الضّوء الأخضر للزجّ بهم في السجون. و نحن إذ ننبّه إلى خطورة مثل هذا المسار على الحركة النقابية و على مصالح العمّال و مستقبل منظّمتهم  فإنّنا نطالب ب : 1)إلغاء قرارات التجميد المتّخذة ضدّ نقابيي صفاقس، و كلّ الجهات و القطاعات المذكورة و التي استهدفت مؤخّرا، و محاسبة كلّ من ثبت تورّطه في ممارسة العنف ضدّ النقابيين. 2)حفظ كلّ الملفّات  كلّ من ثبت في شأنه ممارسة العنف ضدّ النقابيين. 2)و على مصالح العمّال و مستقبل منظّمتهم ا صارخا و فاضحا لقوانين المنظّمةالمشابهة و إلغاء العقوبات المتّخذة ضدّ كافّة النقابيين المحالين على لجان النظام على خلفيّة دفاعهم على حريّة التعبير و الحقّ في الاختلاف و عن التسيير الديمقراطي لهياكل الاتحاد.  3)احترام قوانين المنظّمة و الكفّ عن اعتماد سياسة المكيالين عند التعامل مع من ثبت خرقه للنظام الداخلي و القانون الأساسي للاتحاد. – للإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية  للعنوان التالي : soutien_syndical@ yahoo.fr مع ذكر الاسم و اللقب , القطاع و الجهة أو البلد بالنسبة للأشقاء و الأصدقاء من خارج تونس, و الصفة ( أي نقابي أو ناشط نقابي و المسؤولية النقابية إن وجدت) ، بوضوح. ———– (1)    نورالدين الهمامي (05 سنوات)، مناضل نقابي من قطاع التعليم الثانوي بزغوان، وإبراهيم بن قبلي (قرابة 03 سنوات)، عضو الاتحاد الجهوي للشغل يزغوان علما و أنّ قائمة المجردين بهذه الجهة مرشّحة للتّضخّم. (2)    رضا المعيوفي (06 أشهر)، عضو نقابة العدلية ببن عروس، و كمال الكوساني (06 أشهر)، عضو نقابة العدلية بتونس الكبرى. الإمضاءات الأوليّة : 1 نورالدين الورتتاني التعليم العالي و البحث العلمي – صفاقس جامعي و نقابي 2 الطيب بوعائشة التعليم الثانوي – تونس كاتب عام سابق وعضو النقابة العامة للتعليم الثانوي 3 فرج الشباح التعليم الثانوي – تونس كاتب عام سابق وعضو النقابة العامة للتعليم الثانوي 4 إبراهيم الزغلامي الصناديق الاجتماعية – سوسة نقابي 5 حمادي بن ميم التعليم الثانوي – تونس عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمنزه – تونس 6 جيلاني الهمامي البريد و الاتصالات – تونس عضو سابق بالجامعة العامة للبريد 7 زهير الجويني التعليم الثانوي – تونس عضو سابق بالنقابة العامة للتعليم الثانوي 8 بشير الحامدي التعليم الأساسي – تونس نقابي 9 رمزي الزغدودي التعليم الأساسي – جندوبة عضو الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 10 محسن الماجري التعليم الثانوي – جندوبة عضو الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بجندوبة 11 محمد بن عمار التعليم الثانوي – تونس عضو النقابة الأساسية بتونس 12 النفطي حولة التعليم الثانوي – بن عروس عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنعروس 13 نبيل الحمروني التعليم الثانوي – صفاقس كاتب عام النقابة الأساسية بصفاقس الغربية 14 عبد السلام الككلي التعليم العالي و البحث العلمي – منوبة / تونس كاتب عام النقابة الأساسية بكلية العلوم الإنسانية بمنوبة 15 محمد العيادي التعليم الثانوي – قابس نقابي مستقل و منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية 16 حسين المبروكي التعليم الثانوي – الرديف / قفصة عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة و كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالرديف 17 الطاهر الزيات التعليم الثانوي – أم العرائس / قفصة عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بأم العرائس / قفصة 18 عبد الحق العبيدي الصحة – باجة الكاتب العام المساعد السابق للنقابة الأساسية للصحة بباجة 19 رجب مقري التعليم الثانوي- الكاف نقابي 20 عادل المراق الضمان الاجتماعي – تونس عضو سابق بالنقابة الأساسية بتونس 21 النّوبي بالحاج التعليم الثانوي – الهوارية – نابل عضو النقابة الأساسية بالهوارية 22 عادل غزالة الشؤون الإجتماعية – تونس كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد التونسي للتضامن الإجتماعي 23 فيصل النوري التعليم الثانوي – حمام الزريبة – زغوان عضو النقابة الأساسية بحمام الزريبة 24 خالد سويد الناظور – زغوان كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل بالناظور 25 نورالدين العبّاسي التعليم الثانوي – باردو عضو النقابة الأساسية بباردو 26 الجيلاني الهمامي التعليم الثانوي – تونس عضو النقابة الجهوية بتونس و النقابة الأساسية بباردو 27 ظافر الصغير التعليم الأساسي – تونس نقابي 28 عادل بوضيافي التشغيل – تونس نقابي بتونس 29 رشيد المقدمي الصحة – تونس نقابي بالصحة بتونس 30 فوزي الترخاني التعليم الأساسي – بوسالم – جندوبة عضو النقابة الأساسية 31 سالم العبيدي التجهيز و الإسكان و الأشغال العمومية – جندوبة كاتب عام الفرع الجامعي 32 حسن العشّي التجهيز و الإسكان و الأشغال العمومية – جندوبة عضو الفرع الجامعي 33 عمار العبيدي عملة التربية – جندوبة عضو النقابة الأساسية بجندوبة 34 منير السمراني التعليم الثانوي – بوسالم – جندوبة عضة النقابة الأساسية بجندوبة 35 صادق الشوّالي التعليم الثانوي – بوسالم – جندوبة نقابي 36 محسن حجلاوي التعليم العالي و البحث العلمي – تونس كاتب عام النيابة الأساسية للمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس المصدر:منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


النقابة الجهوية للتعليم الاساسي بيــــان  


سيدي بوزيد في 7-12-2009 -الى السيد وزير التربية والتكوين -الى السيد وزير العدل وحقوق الانسان -الى السيد عميد المحامين بتونس – الي السيد والي سيدي بوزيد -النقابة العامة للتعليم الاساسي نحن اعضاء النقابة الجهوية للتعليم الاساسي بسيدي بوزيد وعلى اثر الاعتداء الصارخ بالعنف الشديد على زميلنامحمد الصالح حاجبي معلم تطبيق اول بالمدرسة الابتدائية 7 نوفمبر بسيدي بوزيد الغربية من طرف المحامي المدعو عماد بن عبد الكريم دالي داخل اسوار المؤسسة التربوية فاننا: -ندين ظاهرة العنف المسلطة ضد الاطار التربوي. -نطالب السلط القضائية باتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة وذلك بايقاف الجاني فورا. -نحمل السلطات المعنية المسؤولية كاملة عما ينجر عن ذلك من توتر شديد في المناخين التربوي والاجتماعي. -نعبر عن استعدادنا عن حرمة المؤسسة التربوية وكرامة المدرّس بكافة الوسائل النضالية المشروعة. عن النقابة الجهوية للتعليم الاساسي الكاتب العام عبد الكريم بكاري *ملاحظة: نفس نص هذه البرقية ارسلته كافة النقابات الاساسية للتعليم الاساسي والى نفس الجهات  


تحركات احتجاجية في قطاع التعليم – سيدي بوزيد

 


شهد قطاعي التعليم الاساسي والثانوي بجهة سيدي بوزيد سلسلة من التحركات الاحتجاجية اليوم 7-12-2009 دفاعا عن كرامة المربي محمد الصالح حاجبي وتضامنا معه ومع ابنه اللذين تعرضا الى اعتداء بالعنف الشديد من طرف المحامي عماد الدالي . وكذلك للتنديد بسلبية الادارة الجهوية للتربية والتكوين و وبالجهات القضائية المختصة والتي لم تحرك ساكنا . ونوجز هذه التحركات في النقاط التالية: -اضراب احتجاجي بيوم كامل في مدرسة 7نوفمبر اين يعمل الزميل محمد الصالح حاجبي ونسبة النجاح100*100 -تجمع معلمي مدارس 7 نوفمبر و شارع الجمهورية وحي الطيب المهيري امام مقر الادارة الجهوية للتربية والتكوين في حدود الساعة 10 صباحا حيث رددوا النشيد الوطني الرسمي وتداول على اخذ الكلمة مجموعة من اعضاء النقابة الجهوية للتعليم الاساسي والنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بسيدي بوزيد الغربية مؤكدين على استعدادهم لمواصلة التحركات الاحتجاجية وتوسيعها اذا لم يقع ايقاف الجاني واحالته على انظار العدالة وكذلك محاسبة ادارة معهد 9 افريل لتواطؤها مع المعتدي . – الابراق من قبل النقابة الجهوية للتعليم الاساسي وكافة النقابات الاساسية الى كل من وزير العدل وحقوق الانسان والى وزير التربية والتكوين والى عمادة المحامين والى والي الجهة والى النقابة العامة للتعليم الاساسي محذرين من مغبة عدم تطبيق القانون ومحاسبة المعتدي والمقصرين معبرين على استعدادهم لمواصلة الاحتجاج وتوسيعها -زيارة جماعية من قبل المعلمين وهياكلهم النقابية للزميل محمد الصالح حاجبي الذي اجريت عليه اليوم عملية جراحية مستعجلة على مستوى الانف نتيجة الاعتداء البدني الذي تعرض اليه – توقف اساتذة معهد9 افريل بسيدي بوزيد الغربية عن العمل لمدة15دق تضامنا مع المربي وتنديدا بالاعتداء – نفس الحركة الاحتجاجية قام بها اساتذة معهد سيدي بوزيد. -بيان من النقابة الجهوية للتعليم الا ساسي موج الى المعلمين والى الراي العام. وقد لاقت هذه التحركات النضالية مساندة كبيرة من كافة رجال التعليم وفي مختلف المعتمديات ومازال الموضوع يشهد عديد التفاعلات والتطورات والي قد يتوج باضراب جهوي في قطاع التعليم الاساسي ما لم ياذن السيد وكيل الجمهورية باقاف الجاني عماد الدالي وما لم تقع محاسبة ادارة معهد9 افريل الناصر الظاهري عضو النقابة الجهوية للتعليم الاساسي بسيدي بوزيد


أزمة المدرسة الى أين؟

 


تتعالى الأصوات منذ سنوات الى الان من جهات عديدة محذرة من العنف الذي اصبح المدرس ضحيته في استهداف ممنهج لهذا الاطار الذي “كاد ان يكون رسولا”. فماهي الاسباب و الخلفيات وراء هذا السلوك؟ يجمع المحللون على ان المدرسة قد تاثرت تاثرا بالغا بالاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي عرفتها بلادنا منذ بدايات التسعينات الى الان,و قد تجسمت تلك الاختيارات في المستوى التربوي في اعادة النظر عديد المرات في مضامين البرامج التعليمية لتواكب العصرفي غياب كامل للطرف النقابي الذي ما فتئ يحتج على السياسات التربوية المرتجلة التي انهكت المدرسة مع اتباع برامج مسقطة على الاساتذة و التلاميذ لا تستجيب وواقع المدرسة اليوم,و قد حاولت هذه السياسة ان تتماهى مع ما تدعو اليه العولمة التي اصبحت تعمل على افراغ الهويات الوطنية للشعوب مقابل فرض هوية كونية خدمة لمصالح الشركات المتعددة الجنسيات ,و قد استجابت بلادنا لهذا الاتجاه,و عملت على : _اعادة صياغة البرامج وفق املاءات صندوق النقد الدولي,وهو ما شوه ذهنية التلميذ و شخصيته فاصبح يجهل انتماءه الحقيقي,ولا يتماهى مع هويته الوطنية. _القوانين المسيرة و المنظمة للحياة المدرسية التي اصبحت لا تتلائم مع واقع المؤسسة اليوم بفعل الثورة المعلوماتية الهائلة التي اثرت تاثيرا مباشرا على عقلية المجتمع عامة و المتعلمين خاصة . _التسيير و التاطير,ان عملية التسيير عملية اساسية في المدرسة و رغم اهميتها فان السلطة ابت ان يكون اختيار المدير في المؤسسة خيارا ديمقراطيا ,عبر انتخابات حرة,بحيث تكون القاعدة الاستاذية هي التي تعطي للجهاز الاداري المشروعية,و في غياب ذلك يسمى المدراء حسب الولاءات الحزبية والسياسية و حسب الخدمات التي يمكن ان يقدمو ها للاجهزة الادارية و الامنية و السياسية التي تحكم البلاد. _التخريب الاعلامي:حيث ما فتئت وسائل الاعلام و خاصة الصحف الصفراء تروج لافكار تبخس المدرسة و العلم على حد السواء و قد ذهب العديد منها الى حد التحامل على الاساتذة و الاساءة اليهم معنويا و ادبيا في اتجاه تقديم صورة كاريكاتورية للمدرسة و للتلميذ و للمربي. هذه العوامل كلها ساهمت في تبخيس المدرسة و الحط من قيمتها التي كانت تتمتع بها في السنوات الماضية,و معها اهتزت صورة المدرس في ظل واقع اقتصادي صعب ساهم في تدهور المقدرة الشرائية للاستاذ مما جعله يلتجئ الى الدروس الخصوصية و هو ما ضاعف من تكالب عديد الاطراف عليه بحيث اصبح المدرس في مواجهة العنف بكل انواعه المادية و المعنوية من قبل كل الاطراف المتدخلة و حتى التي ليس لها علاقة مباشرة بالمؤسسة. ولابقاء هذا المشهد الماساوي قائما سعت الاطراف الادارية و السياسية الى توظيف عناصر تابعة لها لمنع النقابات من اداء وظيفتها عبر الادعاء بان النقابات تدافع عن الرداءة و تقدم حماية مفرطة الى المدرسين بشكل يجعلهم لا يقومون بواجباتهم المهنية و قد وصل الامر الى توظيف اطراف سياسية مشبوهة في هذا الاتجاه.من اجل ابقاء الوضع على ما هو عليه،يحدث كل ذلك و الوزارة تمعن في تهميش الدور النقابي و تحويله الى دور ديكوري لا يحق له التدخل في المسائل الجوهرية للمؤسسة التربوية. فالى متى ستبقى مؤسسة التربية و التعليم غريبة عن الطرف النقابي.؟؟ عطية عثمونيالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


الاتحاد الجهـوي للشغل بجندوبة جندوبــة 05 /12/2009

بيان الاتحاد الجهــوي بجندوبة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الشهيد فرحات حشــاد

 


أيها العمال أيها النقابيون: يحيي الشغالون بالفكر والساعد اليوم الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد على يد قوات الاستعمار الفرنسي الغاشم في محاولة منه للتصدي لتنامي الحركة الوطنية والنقابية آنذاك ومنعها من التوسع والانتشار في الأوساط الشعبية والعمالية .حدث الاغتيال بعد ست سنوات  فقط من تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946.ولكن رغم قصر المدة إلا أنها كانت حافلة بالانجازات والنضالات المدوية عاليا في سماء الساحة النقابية والوطنية عموما محققة بذلك أوسع انتشار داخل الأوساط العمالية ومعززة لوحدة صفها وراء قيادة واحدة.ولقد مثل تلازم النضال الاجتماعي والنضال الوطني في فلسفة القيادة المؤسسة للاتحاد عاملا حاسما في التوجه الجديد للحركة النقابية والوطنية.كما أن تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل والقطع مع النقابات الفرنسية باتجاه تحقيق استقلالية المنظمة كان له عميق الأثر في مراكمة الوعـي والنهوض الاجتماعي والوطني.علاوة على تنامي حركات التحرر الوطني في الوطن العربي وفي العالم وانتصار ثورات وطنية في عديد البلدان مما شكل إنذار بالخطر داخل معاقل الامبريالية العالمية.ومن الطبيعي أن تحاول قوى الاستعمار وعملاؤها بقوة الحديد والنار ضرب كل نفس تحرري وطني وتقدمي،جاء اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد ضمن أهم عناوينه ولكنه ترك وراءه أرثا نضاليــا ورصيدا ثريـا من التجارب والمبـادئ والانجازات مثلت مرجعا وقدوة للأجيال المتعاقبة ونبراسا حقيقيـا للحركة النقابية في الوطن العربي وإفريقيا وحتى في العالم. وحيث أن منظمتنا اليوم في حاجة أكثر من اي وقت مضى الى الثبات على تلك المبادئ والتوجهات والى تجذير الاستقلالية والممارسة الديمقراطية داخلها وتاكيد بعدها النضالي والتشديد على تلازم البعد الاجتماعي بالوطني ضمن خياراتها من خلال تنزيل الشعار والبيان والخطاب الى ممارسة نقابية مناضلة ومعبرة تعبيرا حقيقيا عن هموم ومطالب وطموحات العمال وكافة الفئات الشعبية،مدعوة الى التعامل مع أمهات القضايا كالتشغيل والتنمية والتامين على المرض والجباية والحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان…على قاعدة الالتزام بمرجعياتها الأساسية ولوائح مؤتمراتها كمهمات الانجاز وفق خطة نضالية واضحة لا مكان فيها للتلكا او المماطلة او التردد. واننا اذ نحيي في كل سنة من هذا التاريخ ذكرى اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد فإننا نرمي من وراء ذلك إلى بسط واقع الحال وما آلت إليه الأمور في بلادنا  تقييما ونقدا لرسم ملامح استحقاقات المرحلة القادمة فكريا ونضاليا وذلك لما تمثله من تحد لإمكان فيه إلا للمنتصر. أيها العمال أيها النقابيون إن النهج الليبرالي الذي انخرطت فيه بلادنا وما كرسه ذلك من تبعية معولمة لصناديق النهب الدولي والشركات الاحتكارية العالمية كان انعكاساته كارثيا ومدويا في شتى المجالات من هشاشة تشغيل وعلاقات شغلية يداس فيها القانون وتشريعات الشغل إلى التفريط في مؤسسات القطاع العام وانتصاب القطاع الخاص بديلا عنه إلى قوانين جباية زادت الفقير فقرا والغني ثراءا وعمقت التفاوت بين الفئات مما خلق حالة من الاحتقان فجرت يوم 05 ديسمبر2008 انتفاضة الحوض المنجمي بقفصة على خلفية التفاوت في التوزيع العادل للثروة والتنمية بين الجهات وعلى الشفافية المعدومة في ملف التشغيل الذي طغت عليه الجهوية والرشوة والمحسوبية . ولعل ضمن ملامح ذلك جهويا ما يحدق اليوم في قطاع السياحة تحديدا ذلك ان تعامل أرباب العمل بهذه المؤسسات وخاصة بنزل الصولجان الملكي بطبرقة هو عنوان لظهور فئة جديدة داخل مجتمعنا تعتبر نفسها فوق كل القوانين والأعراف وتنتفي معها كل سبل الحوار وما أقدم عليه صاحب هذا النزل من إجراءات تعسفية ضد بعض أعضاء النيابة النقابية والعمال وعدم التزامه بمحاضر الجلسات المبرمة بينه وبين الطرف النقابي برعاية تفقدية الشغل يدفع الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبــة لاتخاذ كل الأشكال النضالية لحماية الحق النقابي والمسؤولين النقابيين وحقوق العمال. أيها العمال أيها النقابيون: لقد مرت الجولة الفارطة من المفاوضات الاجتماعية 2008 -2010 وحصلنا فيها على يد فارغة وأخرى لا شيء فيها لاعتبار أن الزيادة المحققة خلالها لم ترتق إلى الحد المطلوب قياسا مع غلاء المعيشة ومع تهري القدرة الشرائية للمواطن ومع المحاذير الكثيرة التي كنا قد اشرنا إليها في بياننا بالمناسبة .ومن ضمنها الأخذ بعين الاعتبار الخصم الذي تم على الأجور لفائدة الصناديق الاجتماعية ولبرنامج التامين على المرض . هذا البرنامج الذي بدأت ملامحه تتلاشى شيئا فشيئا وخاصة فيما تعلق بمبدأ مراجعة الخارطة الصحية وإعادة هيكلة وتهيئة المؤسسات الاستشفائية. بل الأكثر من ذلك بدا التفكير في سياق الحلول الترقيعية لازمة الصناديق الاجتماعية في مراجعة منظومة التقاعد كشكل من أشكال الهروب إلى الأمام والناي عن مواجهة المشكل جذريا. أيها العمال أيها النقابيون ان ارتباط وتلازم البعد الاجتماعي والوطني في فكر حشاد لم يكن مقتصرا على القطر فقط بل تعدى ذلك ليأخذ موقعه الطبيعي قوميا وإنسانيا مقدما في ذلك قرابين من الشهداء النقابيين دفاعا عن فلسطين وعروبتها في معركتها مع الكيان الصهيوني الذي لا يزال جاثما غلى صدر امتنا العربية الى غاية الآن مدعوما بالامبريالية الأمريكية وعملائها من الرجعية العربية. أن ما حيك ويحاك من مؤامرات لتركيع القوى الحية والمناضلة لتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير وفرض واقع التطبيع على  الجماهير العربية سيظل يرتطم دائما بصخرة المقاومة المشتعلة و المستعمرة بالعراق وفلسطين ولبنان حتى تحرير الأرض كل الأرض. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مستقلا ديمقراطيا ومناضلا عن المكتب التنفيذي الكاتب العام سليم التيساوي  


تواصل ردود الفعل المندّدة بسجن الصحافيّين بن بريك ومخلوف

الحكومة التونسية تؤكّد أنّ المحاكمات لا علاقة لها بحريّة الصحافة

 


إسماعيل دبارة   مع تواصل ردود الفعل المُستنكرة لسجن الصحافيّين التونسيّين توفيق بن بريك وزهير مخلوف، كثّفت السلطات التونسيّة من بلاغاتها وردود ممثليها في الدول العربيّة والأجنبيّة المفنّدة للتقارير الحقوقية التي تحدّثت عن “سجن الصحافيين بسبب آرائهما وكتاباتهما النقدية لنظام الرئيس بن علي”. ويخشى صحافيون تحدّث معهم مراسل “إيلاف” في تونس من ” تأثير المحاكمات وسجن الصحافيين على مستقبل العمل الصحافي والحريات” لكنّ الكاتب والإعلامي محمد معالي يرى أنّ في تونس “مجموعة من الصحافيين أثبتت في كل الأوقات أنها متمسكة برفع راية الحريات”.   إسماعيل دبارة من تونس: يبدو أنّ قضية سجن الصحافيين التونسيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك التي أشعلت سجالاً دبلوماسيًّا بين تونس وعدد من العواصم الأوروبية مؤخرًا، تأبى النسيان، إذ ما زالت ردود الفعل المُستنكرة لسجن الصحافيين تتواتر من جهة و تقابلها من جهة ثانية بلاغات الحكومة التونسية التي تكذّب المزاعم القائلة بأنّ الصحافيين سجنا بسبب مواقفهما المعارضة للنظام .  آخر الردود التي تمّ تسجيلها صدرت عن منظمة العفو الدوليّة (آمنستي) التي أعربت عن “استنكارها لإدانة الصحافي والناشط الحقوقيّ زهير مخلوف لبثِّه شريط فيديو على موقع “الفيس بوك” كشف فيه التلوث المتفشي في مدينة نابل وافتقارها إلى الخدمات الأساسية” وكرّرت المنظمة دعوتها للإفراج عنه.   من جهتها، دانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سجن بن بريك ومخلوف وعبّرت عن “تعاطفها مع الصحافيين وعائلتيها”، مطالبة بالإفراج عنهما فورًا، وحفظ التهم الموجهة إليهما. وشجبت الرابطة في بيان لها ما سمتها “الإجراءات المجحفة التي ترافق سجنهما للتنكيل بهما وبعائلتيهما ومنعهما من أبسط الحقوق المضمونة للمساجين منها حق الزيارة للعائلة والمحامين وتوفير ظروف الإقامة المريحة والعناية الصحية اللازمة”. وحكم على توفيق بن بريك بالسجن ستة أشهر يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتهمة الاعتداء بالعنف على امرأة في الشارع. وفي الأسبوع الذي يلي الحكم على بن بريك، صدر حكم قضائيّ آخر يقضي بسجن زهير مخلوف الصحافيّ الالكترونيّ ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للغير عبر الإنترنت، وبدفع تعويض قدره 6000 دينار . وهو ما اعتبره الحقوقيون والصحافيون “عقابًا” لبن بريك ومخلوف على مواقفهما النقدية تجاه الحكومة .   من جهتها، شجّبت السلطات التونسيّة بشدة موقف منظمة “مراسلون بلا حدود” التي ندّدت باعتقال الصّحافيين . وقال مصدر قضائي” نحن نرفض بشكل قاطع الإدعاءات الصادرة عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، ودعوتها غير المسؤولة إلى الدول الأجنبية للتدخل في قضية حق عام بت فيها القضاء التونسي بشكل مستقل وشفاف”. ووصف المصدر انتقادات مراسلون بلا حدود بأنها “إدعاءات لا أساس لها من الصحة، وتدخل سافر في شأنها الداخلي “. وأكدت مصادر رسمية في تونس “أن يكون شخص ناشطًا حقوقيًّا أو صحافيًّا، فهذا لا يعني أنه فوق القانون وأنه مسموح له بارتكاب مخالفات”. وكانت منظمة “مراسلون بلا حدود قد طالبت الدول الغربية بـ “التدخل للإفراج عن توفيق بن بريك” مما أثار غضب الحكومة التونسيّة التي ردت على بلاغ المنظمة التي تعنى بحرية التعبير.   السفير التونسي بالمملكة العربيّة السعودية وصف في ردّ له نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية انتقادات “مراسلون بلا حدود” بـ”الاّ مسؤولة”. وشدّد السفير  نجيب المنيف في ردّه على ” رفض تونس القطعي والكلي للدعوات اللامسؤولة التي تطلقها منظمة “مراسلون بلا حدود”، لحثّ دول أجنبية على التدخل في قضايا حقّ عام تورّط فيها مواطنون تونسيون بغض النظر عن صفتهما الإعلامية وانتماءاتهما السياسية، خضعت لأنظار القضاء التونسي في كنف الاستقلالية والشفافية. وأكد السفير على أنّ القضايا التي تورّط فيها كل من توفيق بن بريك وزهير مخلوف “لا علاقة لها بحرية الصحافة، التي تحظى في تونس بكل الضمانات على مستوى النصوص التشريعية والممارسة الواقعية اليومية” .     سجن توفيق بن بريك وزهير مخلوف كان له وقع كبير على الأسرة الإعلامية في تونس ، إذ يخشى عدد من الصحافيين المستقلين من إمكانية تعرّضهم لمضايقات أخرى على خلفية تقاريرهم الإعلامية بعد اشتداد الرقابة و التضييقات على الصحف المعارضة والإعلاميين بعيد الانتخابات التي أجريت في 25 أكتوبر – تشرين الأول الماضي، وفاز فيها الرئيس بن علي بولاية خامسة. وعبّر عدد من الصحافيين ممن تحدثت معهم “إيلاف” عن “قلقهم من تأثير المحاكمات وسجن الصحافيين على مستقبل العمل الصحافي والحريات في تونس”.   يقول الكاتب والصحافي محمد معالي في تصريحات لإيلاف:” ليس هذا العقاب بسبب انتقاد سير الانتخابات فحسب، فملف الزميلين حافل بما يُغضب السلطة ويستدعي رد فعلها الذي خبرناه في مناسبات سابقة، و”زيارة” بن بريك لزنزانة السجن ليست الأولى، أعتقد أنّ نقد سير الانتخابات قد يكون سببًا كافيًا، ولكنه ليس الوحيد لفتح باب السجن أمام الصحافيين، واعتقال الزميلين ليس موجهًا لهما فقط، بل هو بمثابة رسالة تحذير لبقية زملائهما وفق مثلنا الشعبي “اضرب العروسة”. وإستنادًا إلى محمد معالي وهو ناشط ضمن “اللجنة التونسية لحماية الصحافيين ” فإنّ الصحافيين المنتقدين، يعيشون ظروفًا صعبة، وكذلك المؤسسات الصحافية الديمقراطية، وهذه المصاعب تشتد في بعض الظروف أكثر بسبب حملات الترهيب وأشكال الضغوط المختلفة التي خبرناها من السلطة”.   ويعتبر معالي أنّ” إرادة الصحافي في أداء عمله على النحو الذي يرتضيه لا تكفي لوحدها، ذلك لأن معركة حرية الصحافة باعتبارها جزءًا من معركة الحريات العامة والفردية، ليست مهمة الصحافيين لوحدهم، بل هي مهمة جميع القوى الديمقراطية بالبلاد، وتحقيق المكاسب أو وقوع انتكاسات أمر وارد تمامًا، ولكن ما يبدو جليًّا هو أن لدينا مجموعة من الصحافيين أثبتت في كل الأوقات أنها متمسكة برفع راية الحريات وهذا ما أثبتته التجربة في قطاعنا طوال سنوات وبمشاركة أجيال من الصحافيين في إطار جمعيتهم وفي صلب نقابة الصحافيين المستقلة وفي صفوف الإتحاد العام التونسي للشغل وكذلك في النقابة الوطنية للصحافيين حتى انقلاب 15 آب الماضي، وما بعث “اللجنة التونسية لحماية الصحافيين” أخيرًا إلا محطة أخرى على المسار نفسه.   وردًّا على سؤال “إيلاف” حول دوافع “التحامل الشديد” الذي أبدته بعض المنظمات التي تعنى بحرية الصحافة على غرار “مراسلون بلا حدود” تجاه واقع الحريات الصحفية والسجال الذي اندلع بينها وبين الحكومة التونسية، يرى معالي أنّ “الاتهامات التي تطلقها السلطات التونسية تخفي أكثر من مغالطة، فإذا كانت السلطة التونسية جادة في رفضها “التدخل الأجنبي” في شؤوننا الوطنية فلماذا تسعى لاستئجار بعض الأقلام الأجنبية للإشادة بـ”إنجازات” السلطة؟ ولماذا تصر على إعادة نشر بعض المقالات الإشهارية التي تنشر خارج البلد، وتدفع ثمنها “وكالة الاتصال الخارجي”. ويعتقد الكاتب الصحافيّ أن الحكومة  تشنّ حملات إعلاميّة ضد بعض الشخصيات وبعض المنظمات المدافعة عن الحريات مثل منظمة “مراسلون بلا حدود” عندما تنقد الممارسات التي تنال من الحريات بتونس ، ولكنها تصم آذاننا ببعض تصريحات المجاملة التي تطلقها، لغايات معروفة، شخصيات عُرفت بتوجهها اليميني وحتى العنصري في بلدانها والتي تدعي “صداقتها لتونس” على حدّ تعبيره.    (المصدر: موقع ايلاف (بريطانيا)  بتاريخ 08 ديسمبر 2009 )   


السنة السياسية انطلقت من البرلمان مبادرات سياسية ونقابية تدعو إلى ميثاقين اجتماعي وتنموي


تونس ـ الصباح: شهدت الاسابيع القليلة الماضية، جملة من المبادرات والافكار، قدمها سياسيون ونقابيون وبرلمانيون، في سياق تصورات تهدف الى تنشيط المشهد السياسي الوطني.   وايجاد مناخات جديدة اكثر فعالية في علاقة الحكومة بالاحزاب ومكونات المجتمع المدني، تكون قادرة على استيعاب استحقاقات المرحلة الراهنة وتحدياتها، التي تجمع عليها كل الاطراف والفعاليات، رغم اختلاف المنطلقات واتجاهات الرؤية..   فقد تمخضت اشغال مجلس النواب، خلال مناقشة ميزانية الحكومة لسنة 2010، عن مبادرة للسيد اسماعيل بولحية (رئيس الكتلة البرلمانية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين)، دعا من خلالها الى «انشاء وزارة للتنمية السياسية وحقوق الانسان»، واقترح السيد هشام الحاجي (رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الوحدة الشعبية)، «احداث آلية للحوار بين الاحزاب والحكومة، تقوم بذات الدور الذي لعبه» الميثاق الوطني» في وقت سابق… واعتبر السيد المنجي الخماسي (الامين العام لحزب الخضر للتقدم)، ان البلاد بحاجة الى «مجلس للحوار الوطني لمعالجة الملفات الكبرى»، فيما دعا الحزب الاجتماعي التحرري، الى «تشكيل هيكل جديد للحوار بين الاطراف السياسية والاجتماعية، يشرف عليه الوزير الاول»..   غير ان المبادرات لم تقتصر على قبة البرلمان، وانما تعدت ذلك الى ساحات اخرى لا تقل اهمية، عبر مبادرتين لافتتين سجلتهما الساحة الاجتماعية والسياسية في غضون الايام القليلة الماضية، وهما مبادرتان تصبان في نفس الاتجاه تقريبا، اتجاه الفاعلين السياسيين والنقابيين ضمن رؤية مشتركة وهيكل موحد، وان اختلف مضمون كل منهما والخلفيات التي حركته..   ميثاق اجتماعي..   فقد دعا السيد عبد السلام جراد، الامين العام لاتحاد الشغل في غضون الاسبوعين الماضيين، الى ضرورة ايجاد «ميثاق اجتماعي وطني»، يوضح العلاقات بين مختلف الاطراف الاجتماعية..   واوضح جراد خلال ندوة لقسم التكوين النقابي التأمت مؤخرا حول (تداعيات الازمة المالية العالمية)، ان من شأن هذا الميثاق «الحفاظ على مصالح كل طرف وحمايتها»..   وفي جملة تبدو ألفاظها مختارة بدقة، قال الامين العام لاتحاد الشغل، «باتت الضرورة تقتضي اليوم، ايجاد ميثاق وطني يضبط مصالح العمال ويضمن حقوقهم، دون ان يتسبب ذلك في خسارة لرأس المال»، عبر ضمان حقه، فيما وصفه بـ«الربح المعقول»…   ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الصباح»، فان القيادة النقابية تهدف من وراء هذه المبادرة/المقترح، الى ايجاد توافق مع منظمة الاعراف والحكومة خلال المرحلة المقبلة، يكون قادرا على الحفاظ على المكاسب الاجتماعية التي تحققت للشغالين عبر سلسلة المفاوضات والنضالات المختلفة، ويضمن ـ في ذات الوقت ـ سبلا لنجاعة المؤسسة بما يمكنها من خلق الثروة ومراكمتها، وهو ما يوفر شروط الاستقرار الاجتماعي بما يزيد في انتعاشة الاقتصاد، ويسهم في ايجاد مناخات استثمار في مختلف القطاعات..   ويبدو ان اتحاد الشغل اقتنع بأن الاقتصار على جولة المفاوضات الاجتماعية ليس كافيا لتوفير مناخ توفيقي بين النقابيين والاعراف، مهما كانت ايجابية جولة المفاوضات تلك وحصيلتها، سيما وان التجربة اوضحت انه بمجرد الانتهاء من المفاوضات، تبدأ «المناكفات» النقابية مع الاعراف على ملفات وقضايا واشكاليات بل ربما كانت سببا للدخول في تحركات نقابية مختلفة، وهو ما يعني استمرار علاقة الشد والجذب بين النقابيين وارباب الاعمال والمؤسسات، قد لا تكون البلاد مهيأة لها خلال الفترة القادمة، بحكم صعوبة الظرف الذي باتت ناصيته مرتبطة بجوانب عديدة ومعقدة في ان..   ميثاق تنموي..   اما المبادرة الثانية، فقد جاءت من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، التي دعا امينها العام السيد اسماعيل بولحية الى «ميثاق تنموي جديد» بين مكونات الساحة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يكون بمثابة «خريطة طريق» للمرحلة المقبلة، بحيث ينخرط الجميع في جهد التنمية التي يتم التوافق على توجهاتها ومضامينها وابعادها، ويلتزم كل طرف، من موقعه، بانجاحها، وهو ما سوف يجعل جميع الفاعلين في البلاد، من حكومة ومعارضة ومنظمات مهنية ونقابية ونسيج اقتصادي ومالي، مسؤولين عن نجاح «الميثاق التنموي»، مثلما يتحملون مسؤولياتهم في اخفاقه..   ولاشك ان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، التي تختزن مبادرات كثيرة من هذا القبيل وغيره منذ نشأتها، مدركة اليوم، ان التنمية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، تماما مثلما ان الاصلاح السياسي لابد ان يكون جهدا جماعيا ايضا وثمرة حوار وطني، وكما ان «لا تنمية اقتصادية من دون تنمية سياسية»، فانه لا تنمية سياسية ايضا بدون «توافق تنموي» على صيغة تجتمع حولها مختلف مكونات المشهد الوطني برمته.   انهما مبادرتان من مكونين مختلفين في المشهد الوطني، لكنهما يتفقان ـ على الاقل ـ حول ضرورة وجود ميثاق ذي ملامح اجتماعية واقتصادية، وهذا يعني ان ثمة حاجة لوضع رؤية مشتركة، سواء في النهج التنموي للبلاد، او في مستوى العلاقات الاجتماعية، او على صعيد المناخ الاجتماعي الذي ينبغي ان يهيمن خلال المرحلة المقبلة، رؤية تكون بمثابة البوصلة للجميع، في الحكم والمعارضة والمجتمع المدني والمنظمات المهنية..   فهل يكون لهاتين المبادرتين صدى، يمكن ان يترجم الى فعل وحراك وجهد، ام يبقى الامر في دائرة «الممكن الذهني» فحسب، كما يقول ابن خلدون؟ على أية حال، فان اللافت للانتباه في كل هذا المخاض، هو ان السنة السياسية الجديدة، قد انطلقت فعليا هذه المرة، من قبة البرلمان، وليس من دوائر الاحزاب او مكونات المجتمع المدني، وهذا يحسب لمجلس النواب بشكل واضح…   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 08 ديسمبر 2009 )  


دائرة الإعلام والاتصال الأمين العام للحزب في حديث صحفي لصحيفة “الإعلان” الأسبوعية:  “مطالبتنا فرنسا بالاعتذار والتعويض ليست للمزايدة السياسية

 


  أدلى الأمين العام للحزب الأخ أحمد اينوبلي بحديث صحفي لصحيفة “الإعلان” الأسبوعية نشر اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2009.فيما يلي نصه كاملا:   أحمد الاينوبلي لـ”الإعلان”:   “مطالبتنا فرنسا بالاعتذار والتعويض ليست للمزايدة السياسية”   في علاقة بتطورات ومستجدات المشهد السياسي الوطني اثر الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة التقت “الإعلان” بالأستاذ أحمد الاينوبلي الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وتطارحت معه عدة مواضيع من أهمها وأبرزها عودة الحديث بقوة عن الطابور الخامس وهو مجموعة من المستقوين بالأجانب… وانتقادات بعض الأصوات وحتى بعض الأطراف الرسمية الفرنسية لواقع الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية في تونس، وكذلك مبادرة “الوحدوي” في مطالبة فرنسا بضرورة الاعتذار لتونس عن الحقبة الاستعمارية مع تقديم تعويضات عن الأضرار التي ألحقتها تلك الفترة بالبلاد والناس والتي لقيت استحسانا واسعا خاصة لدى أوساط سياسية رسمية ومعارضة ومستقلة بالإضافة إلى الاتهامات التي وجهها الحزب إلى بعض الأطراف والجهات بمحاولات التشويه والتشويش للمس من مصداقية هذه المبادرة… فكان الحوار التالي: أجرى الحوار محمد علي بللطيفة   * لقيت مبادرتكم بمطالبة فرنسا الاعتذار لتونس عن الحقبة الاستعمارية مع تقديم تعويضات عن الأضرار التي ألحقتها تلك الفترة بالبلاد والناس استحسانا واسعا خاصة لدى أوساط سياسية رسمية ومعارضة ومستقلة…، فما هي تفاصيل هذه المبادرة؟ مبادرتنا في مطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار للشعب التونسي عن حقبة الاحتلال وجبر الضرر عن سنوات القهر والنهب الممنهج هي ليست للمزايدة السياسية كما يعتقد البعض وليست شعارا انتخابيا كما يراها شق آخر ،فهي بالأساس مطلب أصيل يتنزل في عمق رؤية حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المناهض للاستعمار بكل أشكاله القديمة والمستحدثة أو ما يسمى بالاستعمار الجديد أو الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية التي تمارس عبر وسائط عدة دون حاجة إلى تحريك الأساطيل والقاذفات والجيوش النظامية للمستعمرين الجدد. وهذه المبادرة متأصلة في مبادئ وثوابت الحزب الوطنية ومنسجمة مع معاهدة جينيف لسنة 1949 التي أدانت الاستعمار وأقرت مبدأ حق تقرير المصير للدول المحتلة وبالتالي هي مبادرة تجد أساسها القانوني في المعاهدات الدولية ومنظومة حقوق الإنسان التي تنادي بها الدول الكبرى حاليا وهي ذاتها الدول الاستعمارية سابقا والتي تحاول فرض هيمنتها حاضرا تحت هذه العناوين النبيلة والإنسانية ونحن نرى أن حق الشعوب في الحصول على اعتذار ممن سلبها حريتها وحقوقها وعطّل سيرة نمائها وتقدمها لعقود تتنزل في جوهر حقوق الإنسان لان حقوق الإنسان ليست حقوق أفراد بقدر ما هي حقوق شعوب بأكملها وحق شعب تونس الذي صُودرَ خلال فترة الاحتلال ثابت وغير قابل للتقادم كما أن المطالبة به لا يتناقض مع ما تعلنه الدولة الفرنسية بكونها” دولة الحقوق والحريات والتقدمية الإنسانية فهي أم حقوق الإنسان والديمقراطية “فما دامت هي كذلك فعليها أولا أن تعتذر وتبادر بجبر الأضرار التي ألحقتها بالشعوب التي عانت من آثار احتلالها كي تنسجم مع ما تعلنه من قيم ومبادئ سامية ذات علاقة بحقوق الإنسان. فاعتذار فرنسا لشعبنا وجبر أضراره انسجام أيضا مع المواثيق الدولية التي أقرت مبدأ إدانة الاحتلال، لهذا وليس كله، نعتبر نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن المبادرة لها مرجعيتها القانونية والسياسية والثقافية ذات الصلة بحقوق الإنسان من منظور أشمل وأبعد من الفردية تجد لها أصولا أخلاقية وذات علاقة بحوار الحضارات والأبعاد الإنسانية التي تعلنها الدولة الفرنسية نفسها وما تبشر به العولمة من أخوة إنسانية في مواجهة الإرهاب العالمي. ولماذا جاءت المبادرة في هذا الوقت بالذات؟ أطلق الحزب هذه المبادرة أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لما تتميز به هذه الاستحقاقات من أهمية لدى المواطن ووسائل الإعلام، والتي رأينا بأنها تمثل مناسبة مساعدة على انتشار المبادرة وجذب الاهتمام بها وبمضامينها وأبعادها وكذا انسجاما مع ما طرحه الحزب من مبادرات أهمها ضرورة قيام حوار وطني أسسه الولاء للوطن واستقلال قراره ورفض الاستقواء بالأجنبي لغاية النهوض بالداخل والانحياز لخط المقاومة وانتهاج نهج الممانعة الوطنية والعربية ونحن نعتقد أن مطالبة الاستعمار بالاعتذار وجبر الأضرار تمثل خط الدفاع الأول عن الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية في مواجهة محاولات الهيمنة تحت مسميات عديدة ومغالطات متعددة وهذا ما دعانا سابقا إلى الدعوة إلى بناء الجبهة الداخلية بناءا توافقيا يحصّن المنجزات ويحمي المكتسبات ويفتح الآفاق نحو التقدم بثبات وكانت دعوتنا هذه مستمدة من فهمنا لأبعاد الدعوات المتكررة ومن الدول الكبرى إلى دمقرطة العالم الثالث من كونها دعوة إلى الاستعمار الجديد أو الهيمنة، وتجلى ذلك بوضوح من خلال احتلال العراق وتدميره باسم نشر “الديمقراطية” وساعد على ذلك طابور من الجواسيس والخونة للوطن جاؤوا إلى العراق على ظهور دبابات أمريكا الغازية باسم حقوق الإنسان  والحريات، فذهب العراق وذهبت معه الحقوق والحرية لشعب بأكمله لفائدة الغزاة وأعوانهم وأريدَ للمشهد أن يتكرر في كل قطر عربي لا يطيع سياسة البيت الأبيض وأغرى المشهد ومغانمه عديد الدول الغربية لو لا صمود المقاومة في العراق وتنبّه غالبية النخب العربية لذلك إلا من اختار منهم أن يكون “جلبيا” نسبة لأحمد جلبي بالعراق. * علمنا أنكم تتهمون بعض الأطراف والجهات بمحاولات التشويه والتشويش للمس من مصداقية هذه المبادرة وجديتها، فماذا حدث بالضبط؟ تلك حقيقة ثابتة حيث يأتي ممن يدعي في السياسة علما وفي حقوق الإنسان فروسية ليقول إن هذه المبادرة لم تبرز إلى الوجود إلا بعد تصريحات وزير خارجية فرنسا تجاه تونس وان السلطة دفعت الحزب إلى ذلك، هذا ما قاله بعض الأشخاص الذين هالهم مطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب التونسي الذي دفع أبناؤه ضريبة الدم وضحت أجيال من الشهداء بالروح من أجل سيادة الوطن وهؤلاء من يحاول تشويه المبادرة والتشويش عليها لا يتنزل فعلهم إلا في بوتقة الدفاع عن فرنسا واستحقوا بامتياز العار والذل  صفة “الحركيون الجدد” وأعوان العمالة وهذا لم يعد خافيا على أحد بأنهم “جلبيون” (نسبة للخائن احمد جلبي بالعراق). وعلى عكس ما يحاول ترويجه هؤلاء فإننا نقول لهم ولكل من صدّق ادعائهم وتشويهاتهم عن حسن نية بأن تصريحات كوشنير جاءت لاحقة في الزمن للمبادرة أي يوم 10 نوفمبر 2009 وعليه فلماذا لا تكون تصريحات الساسة الفرنسيين حول تونس هي ردة فعل متشنجة على مبادرة مطالبة فرنسا بالاعتذار كما أن تشنج أتباعهم بتونس اتجاه المبادرة هي ردة فعل بائسة ومفضوحة لأنها كشفت مخططاتهم “الجلبية”(نسبة لأحمد الجلبي). وللتذكير فان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أطلق مبادرته ضمن برنامجه الانتخابي الذي تم ترويجه للعموم يوم 12 أكتوبر 2009 وقد تضمنت الفقرة رقم 59 منه حرفيا “مطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار الرسمي لشعب تونس عن عقود الاستعمار والهيمنة البغيضة وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها سياساتها الاستعمارية بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنويا” كما أعلنت ذلك شخصيا يوم 14 أكتوبر 2009 شفاهيا يوم افتتاح الحملة الانتخابية للحزب وهذا موثق بالصوت والصورة كما بثت ذلك قناة الجزيرة في ذات اليوم أي يوم 14 أكتوبر 2009 في نشرتها المغاربية…. ويوم 15 أكتوبر 2009 نشرت وكالة الأنباء الصينية برقية حول موضوع مطالبة فرنسا بالاعتذار وفي نفس اليوم نشرت عدة مواقع الكترونية النص الكامل لكلمة افتتاح الحملة الانتخابية وقد تضمنت المبادرة وقد تداولتها عديد وكالات الأنباء. * تصاعدت مؤخرا حدة انتقادات بعض الأصوات وحتى بعض الأطراف الرسمية الفرنسية لواقع الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية في تونس… فما هو تعليقكم على ذلك؟ نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ننزل هذه الانتقادات وهذه الأصوات في سياقها الذي كنا دائما نحاول التنبيه إليه وهي محاولة المساس باستقلالية القرار الوطني والسيادة الوطنية تحت يافطة حقوق الإنسان والحريات، أو ما يعرف بدمقرطة العالم الثالث على الطريقة ذاتها التي اتبعت في العراق وهي في واقعنا الوطني محاولة للابتزاز والهيمنة والإلحاق بفرنسا وقد اوجدوا أدوات ذلك الطابور الذي يشكل حزب فرنسا بتونس أولائك الذين يعتبرون فرنسا هي أمهم الحاضنة ولا تعنيهم تونس (ولدينا في هذا الصدد عدة أمثلة موثقة) إلا أن تكون تابعة لفرنسا ولا حساب لديهم للشهداء الأبرار ولا لمناضلي الحركة الوطنية … أقول هذا وأؤكد مرة أخرى أن هؤلاء لهم فرصة العودة إلى حضن الوطن والانتصار لقضاياه العادلة وأمامهم مبادرة مطالبة فرنسا بالاعتذار وجبر الأضرار فلينتصروا لها ويحملوها مطلبا شرعيا وجديا انتصارا لتونس وشعبها وشهدائها الأكرام من الجميع فالفرصة مازالت قائمة. * وبماذا تفسرون عودة الحديث بقوة عن الطابور الخامس المستقوي بالأجانب على حساب الوطن وحرمته؟ أعتقد أن هناك وعي وإدراك لوجود هذا الطابور فعليا وهو أصبح غير خاف على كل متتبع لتفاصيل الأحداث لذلك برز الحديث عن الاستقواء بالأجنبي في الآونة الأخيرة ولعل مبادرة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في مطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويض أسقطت الأقنعة على عدة وجوه صدعت الآذان أصواتها المرتفعة عن التقدمية والحداثة والتحضر والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ولمّا حانت اللحظة للدفاع عن حقوق شعب بأكمله استلت خناجر التشويه والتشكيك والسبّ غير الأخلاقي محاولة للهروب من الدفاع عن الوطن واستحقاقاته أي أنهم فرّوا من المعارك الحقيقية باختلاق معارك وهمية في محاولة يائسة لإخفاء انتمائهم للطابور الخامس.   (*المصدر: صحيفة “الإعلان” العدد1981 – من الثلاثاء 8 ديسمبر إلى الخميس 10 ديسمبر)  


امرأة حامل، خامس وفاة بأنفلونزا الخنازير فــــي تونــــــــس

 


 تونس-الصباح: سجلت مساء أول أمس حالة الوفاة الخامسة بفيروس أنفلونزا الخنازير في تونس.وتعلقت حالة الوفاة الجديدة بامرأة حامل في الشهر الرابع ،سنها أقل من 30 سنة وهي أصيلة ولاية المهدية.     وأشارت مصادر وزارة الصحة أن المرأة قدمت إلى المستشفى الجامعي بالمهدية يوم الجمعة الفارط على الساعة 11 صباحا في حالة صحية متعكرة ،فقد كانت تعاني من اضطرابات حادة في التنفس.   كما يؤكد المصدر ذاته أن المرأة خضعت إلى عناية فائقة في قسم الانعاش حيث وضعت تحت التنفس الاصطناعي وتم تمكينها من الأدوية اللازمة قبل أن تتوفى عشية يوم الأحد الفارط.   تضيف مصادر وزارة الصحة أن المرأة الحامل التي توفيت لم تجر التلقيح الخاص بأنفلونزا الخنازير رغم تأكيدات المصادر الطبية السابقة بأن النساء الحوامل هن من بين الحالات ذات الأولوية للحصول على التلاقيح نظرا لمناعتهن الضعيفة خلال فترة الحمل.   20 ألف جرعة جديدة   وتؤكد في السياق ذاته وزارة الصحة أنه تم توفير تلاقيح فيروس AH1N1  الخالية من الإضافات (non adjuvent) والتي تقدم للنساء الحوامل وكذلك للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهرا.وقد تم في مرحلة أولى توفير 10 آلاف جرعة وصلت منذ حوالي 10 أيام كما ينتظر جلب حوالي 20 جرعة أخرى من التلاقيح الخالية من الإضافات وذلك خلال الأسبوع الجاري.    وبإمكان النساء الحوامل الاتصال بالطبيب المباشر والحصول على وصفة طبية لإجراء التلقيح .   ألف حالة مؤكدة   يصل بذلك عدد الوفيات منذ بداية انتشار فيروس AH1N1  في تونس إلى 5 حالات ،توزعت بين 3 حالات في ولاية المهدية، فإلى جانب حالة الوفاة الأخيرة المتعلقة بالمرأة الحامل شهدت أيضا ولاية المهدية حالتي وفاة تعلقت الأولى بشاب يبلغ من العمر 34 عاما ويعاني من مرض الكبد وشملت الثانية امرأة في العقد السادس من عمرها.   كما توفي في ولا ية صفاقس كهل يبلغ من العمر 55 سنة وتوفي شاب في العاصمة يبلغ من العمر 36 عاما ويعاني من مرض القلب.   وبشأن تطورات الوضع الوبائي في تونس إلى حد الآن ،أشار السيد نور الدين عاشور مدير المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس أنفلونزا الخنازير بلغ ألف حالة.   منى اليحياوي   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 08 ديسمبر 2009 )  


تونس تفكك شبكة دولية لتهريب الآثار وتحجز مجموعات أثرية نادرة


تونس (رويترز) – قال مصدر قضائي في تونس يوم الاثنين ان السلطات التونسية ألقت القبض على أفراد شبكة دولية متخصصة في تهريب الاثار وضبطت مجموعات مهمة من القطع الاثرية النادرة. وهذه أول مرة يعلن فيها عن تفكيك شبكة دولية لتهريب الاثار وضبط قطع اثرية نفيسة في الاعوام الاخيرة. ونقلت وكالة الانباء الحكومية عن مصدر قضائي قوله ان السلطات قامت “بحملة تفتيش لمحلات بجهات مختلفة من البلاد وتمكنت من حجز كمية هامة من القطع الاثرية الهامة”. ولم يذكر تفاصيل عن انواع الاثار المحجوزة او تاريخها. وقال انه تم ايقاف 21 شخصا من هذه الشبكة المتخصصة في تهريب الاثار من بينهم تونسيون واجانب لم يحدد جنسياتهم. واضاف ان البحث لا يزال جاريا لتعقب اخرين ضالعين في هذه القضية. وقالت وسائل اعلام في وقت سابق هذا العام ان مخطوطات نادرة سرقت من متحف رقادة الشهير بمدينة القيروان التي تعرف ايضا باسم عاصمة الاغالبة. وتسعى تونس المعروفة بمتاحفها الرومانية التي تحوي لوحات فسيفسائية نادرة وقطعا اثرية متنوعة لحماية متاحفها عن طريق تشديد الرقابة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 ديسمبر 2009)  


مصرف «الزيتونة» في عيون البنوك التجارية:  ديناميكية مالية جديدة… والحريف، الرابح الأكبر

 


تونس ـ الصباح: يعتبر احداث بنك «الزيتونة» الذي تتم فيه المعاملات بين الطرف الممول والحريف وفق الشريعة الاسلامية الحدث الأبرز لهذه السنة في عالم المال والأعمال.    وخلال جولة بين أروقة الصالون الدولي للخدمات النقدية والبنكية المنعقد من 3 الى 6 ديسمبر الجاري شدّ الجناح المخصص لمصرف «الزيتونة» انتباه الزوار بديكور جذاب بلونيه الأسود والأخضر الضاربين في عمق الأصالة والتراث وبفريق عمل يتقد نشاطا وحيوية يجيب عن استفسارات وتساؤلات الزوار بحرفية ومهنية عالية تنبئ بميلاد بنك جديد من المؤكد أنه سيحظى بمكانة هامة في السوق المالية التونسية لتفرد خدماته وتميزها عن سواها.   بلال درنوعي، مدير ادارة قنوات التوزيع بالبنك العربي لتونس اعتبر أن التنافس حافز للإبداع والاضافة، فدون منافسة تغيب الانتاجات الجديدة ويركد السوق، وهو يبارك قدوم أي منتوج جديد من شأنه أن يساهم في تطوير المعاملات المالية والرفع من جودة الخدمات المقدمة للحريف. وفي نهاية المطاف يبقى الحريف هو الحكم والفيصل لأنه سيختار ما يناسبه من عروض وما يتماشى مع امكانياته المادية..   وتساءل السيد بلال دروني عن استراتيجية العمل المتبعة في المصرف والتي حصرها في اتجاهين، فإما أن يتبع بنك «الزيتونة» سياسة المرحلية ويركز في البداية على تقديم خدماته لفئة معينة من الحرفاء، أو يغزو السوق بتقديم خدمات مختلفة ومتنوعة تتلاءم واحتياجات جميع الفئات والأعمار.. والأيام القليلة القادمة كفيلة بالرد عن هذه التساؤلات وفق محدثنا.   أما عن طبيعة الخدمات المقدمة والملائمة للشريعة الاسلامية «فأكيد أنها ستلقى رواجا كبيرا للرافضين للربا شكلا ومضمونا»، بحسب المتحدث.   لمَ لا..؟   سفيان الهواري مدير اتصال بالتجاري بنك اعتبر أن بنك «الزيتونة» مثال يقتدى في هذا المجال في بلادنا، إذ من شأنه أن يحثّ البنوك التجارية على بعث منتوجات جديدة مبنية على الشريعة الاسلامية ولمَ لا بعث فروع تابعة لها متخصصة في ترويج المنتوجات المستلهمة من الدين الإسلامـــــــي…   وبالنسبة للسيد سفيان فإن الجميع في تونس ينتظر ما ستقدمه هذه التجربة الجديدة مع اشارته الى  أن “جودة الخدمات هي الميزة الأساسية الفارقة بين بنك وآخر”…   نبيل الزيدي مدير تسويق بالتجاري بنك أفاد من جهته بأن بنك «الزيتونة» سيخلق ديناميكية جديدة في السوق، “لأنه سيقدم منتوجات مختلفة عن الموجود وما يعرفه أن العديد من الدول الأوروبية تقوم بتدريس الخدمات المبنية على الطريقة الاسلامية في كلياتها لأن البنوك الاسلامية فرضت نفسها في السوق الأوروبية واستقطبت شرائح كبيرة من المهاجرين المسلمين الذين يخيّرون دائما أن يتوخوا المنهاج الاسلامي في معاملاتهم المالية”.   رهانات وتحديات   عابد الشعباني رئيس فرع بالشركة التونسية للبنك اعتبر أن لكل بنك حرفاءه وحصته من السوق، والجميع بمن فيهم أصحاب البنوك بنتظرون ما سيقدمه بنك «الزيتونة» … وفي اعتقاده فإن الشريحة التي ستستفيد من الخدمات المقدمة كبيرة ولا يستهان بها، لأن هناك من يربط المعاملات البنكية المتعارف عليها بمفهوم الحلال والحرام وبالتالي لا يتعامل مع البنوك التجارية، كما أن هناك من تعوزه الامكانيات لمحدودية وتواضع دخله فيعجز عن الاقتراض وفق الطريقة التقليدية وهما شريحتان ستستفيدان من خدمات البنك الجديد.   ومن النقاط التي أثارها عن طريقة عمل بنك «الزيتونة»  أنه سيكون ملتزما بتعليمات البنك المركزي من جهة، وما تنص عليه الشريعة الاسلامية ومتطلبات السوق، مما يضاعف من جهة أخرى من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.   كما أن الاقتصاد التونسي منفتح على الخارج ومرتبط بالتقلبات والتغيرات العالمية وبالتالي يتساءل محدثنا «هل يستطيع بنك «الزيتونة» اذا سلمنا جدلا بأنه سيتوجه في معاملاته الى فئة خصوصية، الصمود أمام الأزمات المالية العالمية وتكون له القدرة على مجابهتها»؟ مستخلصا أن «أمام بنك “الزيتونة” رهانات وتحديات كبرى»..   أما عن تجربة البنوك الاسلامية في الدول الأخرى، فالمؤكد أن بنك «الزيتونة»  سينسج على منوالها ويستفيد من خبراتها، خصوصا أنها حققت أرقام معاملات كبرى. وعن الفئة المستهدفة فستشمل وفق محدثنا “التونسيين والمستثمرين العرب الذين تعودوا على التعامل مع البنوك الاسلامية”.   المـــــرابحة   سهام بن خليفة كاهية مدير بالبنك التونسي العربي الدولي تحمست للفكرة وأفادتنا بأنها توجهت خصيصا للجناح المخصص لبنك «الزيتونة»  للتعرف بالتفصيل عن نوعية الخدمات المقدمة من طرفه، وعن الفرق بين البنك الاسلامي والبنك التجاري فهو حسب رأيها يتمثل في نقاط من بينها أن البنوك العادية تتحصل اثر تقديمها لقرض على العمولة والفائض التي يختلف وفق المدة المنصوص عليها وحجم القرض.   أما بالنسبة لبنك «الزيتونة»  فمعاملاته ترتكز أساسا على هامش الربح، أي عقد بيع بالتكلفة الشرائية زائد قيمة ربحية معلومة ومتفق عليها بين الشاري والبائع، وهو ما يطلق عليه بالمرابحة.   كما أن البنوك العادية وفي حالة منحها لقرض لبعث مشروع ليست ملزمة بتتبع الباعث في كافة مراحل مشروعه، بل وفقا لرغبته وبطلب منها وبنسب أخرى من الفواض تختلف حسب المبلغ المقترض.   أما بالنسبة لبنك «الزيتونة»  فإنه ملزم آليا بتتبع الباعث في كافة المراحل بما أنه شريك له (أي ما يطلق عليه بالمضاربة) وهي علاقة شراكة بين المستثمر والبنك والمناول  (الحريف) لتنفيذ مشروع اقتصادي والتصرف فيه على مستوى الانجاز والاستغلال والتطوير على أن يقاسمه الأرباح.   فهل يؤسس بنك «الزيتونة»  لنظام مالي جديد في تونس؟ وهل سينسج المستثمرون ورجال الأعمال على منواله في مستقبل الأيام؟    لمياء ورغي    (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 08 ديسمبر 2009 )   


الفزع ليس من الأرقام و لكن من عدم الأمانة في نقلها

( تعقيب على مقالة أ. فوزي بن مراد/ جريدة الموقف 27/11/2009 )


الأستاذ عبد القادر بن سويسي     إطلعت على مقالة الأستاذ فوزي بن مراد بجريدة الموقف الصادرة يوم 27/11/2009 بعنوان : ” أرقام مفزعة …تشهد بسوء التصرف ” ، و لأول وهلة تألمت من ” تبذير أموال المحامين ” و تساءلت عن سر صمت أعضاء مجلس الهيئة على هـذه التجاوزات رغم أن الأمر يتعلق بمسؤوليتهم الجماعية عن التصرف و أخذتني الهواجس إلى وجود ” تورط جماعي ” أو ” تواطئ بالصمت ”  ، و خيرت قبل “المؤاخـذة بالظـن ” أن أسلك مسلك المحامي في التعامل مع التقارير و مؤيداتها ، و عوض البحث عن التقارير المالية لمجلس الهيئة في مقرها كما دعا لذلك كاتب المقال بحثت عنها في أدراج مكتبي وإذا بالأمر على غير ما صور بسطور المقالة . فقد ورد بالمقالة حرفيا :” تكاليف سيارة العميد للسنة القضائية 2007-2008 –قيمة ما يستهلكه من بنزين 22500،097 د … تكاليف سيارة العميد للسنة القضائية 2008-2009 –قيمة ما يستهلكه من بنزين 8600.779 د …” . و الحــال أن التقرير المالي لإدارة صندوق الهيئة للسنة القضائية 2007-2008 بالصفحة 18 منه ورد به حرفيا :” قصاصات بنزين 22.097،500 د.ت – صرف قصاصات بنزين لفائدة السيد العميد لتغطية أنشطته و تحركاته بصفته تلك و لتغطية تنقلات و تحركات أعضاء مجلس الهيئة المقيمين بسوسة و صفاقس و أعضاء الفروع و ذلك للقيام بمهامهم و حضور جلسات مجلس الهيئة و مجلس إدارة الصندوق و ندوات الفروع و الندوات العلمية و التكوينية و لتنقل ممثل عن الجهات في فرع تونس و عضو مجلس الهيئة الوطنية القاطن خارج العاصمة لتسهيل حضوره جلسات مجلس الفرع و الهيئة ، كما تم تمكين الزملاء المحامين الذين شاركوا في الدفاع عن قضايا الحوض المنجمي و القصرين من قصاصات بنزين لمساعدتهم على القيام بواجبهم المهني .” . أما التقرير المالي للسنة القضائية 2008-2009 بالصفحة 18 منه ورد به حرفيا :” قصاصات بنزين 8.779،600 د.ت  – صرف قصاصات البنزين لتغطية أنشطة العميد و تحركاته ، و رئيس و كاتب عام فرعي سوسة و صفاقس لحضور جلسات المجلس ، و أحد الزملاء من أعضاء مجلس الهيئة الذي يقطن خارج العاصمة .” . و لا يحتاج لتدقيق بمقارنة ما ورد بالمقال بما ورد في التقريرين الماليين ، أن الأرقام – علاوة على ما ورد بها من أخطاء في النقل – فهي محرفة بتخصيصها ” بسيارة العميد ” بل “بشخص العميد” ذاته و هو ما يفهم من إصرار كاتب المقال على إستعمال ضمير مذكر يعود على العميد لا على السيارة ( ” قيمة ما يستهلكه من بنزين ” ) ، و الحال أنها من خلال التقارير المالية يتأكد أنها تهم تغطية قصاصات البنزين تتجاوز مصاريف العميد كما حاول تقديمه لتغطي مصاريف أعضاء مجلس الهيئة من غير المقيمين بالعاصمة لحضور جلسات المجلس و بقرار من مجلس الهيئة و قد نقل التقرير الأدبي للسنة القضائية 2007-2008 في صفحته 10 أن المجلس عقد ثلاثين جلسة كما شملت المصاريف تحمل المجلس لمصاريف تنقل معظم الزملاء النائبين في قضايا الحوض المنجمي و من المعلوم لمن تابع هذه القضايا أنها لصبغتها العادلة فقد تداول على النيابة فيها أكثر من خمسين زميلا و تنقلوا إلى أكثر من ستين جلسة بقفصة . و إعادة الأرقام إلى سياقها الحقيقي يكشف عدة حقائق : أولها أن الأرقام الحقيقية لا تثير الفزع لأنه بتوزيعها على مجمل الأنشطة المذكورة تبقى مصاريفا عادية ، و لكن ما يثير الفزع حقيقة هو عدم الأمانة في نقلها و هي ظاهرة ميزت و للأسف المدة النيابية للهيئة الحالية و تورط فيها الكثير بالتسريب والتجزئة و إعادة التركيب و التسويق ، و المتضرر من كل ذلك هي سمعة مهنة المحاماة وشرفها و وحدتها و ثقة المحامين في هياكلهم و ثقة الرأي العام في المحامين و المحاماة ، و الثانية هي أن جريدة الموقف التي نحترم مواقفها و نضال محرريها بنشرها لمقال يعتمد أرقاما غير صحيحة دون التأكد المسبق و معطيات محرفة تمس من ذمم القائمين على مهنة المحاماة سقطت فيما تتظلم منه و يتظلم منه مديرها المسؤول ، ألا وهو هجوم الجرائد الصفراء على رموز المجتمع المدني المستقل . و لا ريب أن المقال في تعليقه على ما جـد يوم 06/11/2009 بمقر مجلس الهيئة قدم على أنه تجاوز مناقشة قانونية الجلسة و مـر إلى الأهم ، و لكنه فيما لم يصرح به عبر عن حقيقة ما يستبطن ، فهو يسوق لقرارات لا يمكن الدفاع عنها و لا تصمد أمام القانون و منطق المؤسسات بأرقام يريد إعطائها دلالة يفزع منها القارئ و هي بصدق تصميم قوانين الرياضيات فيها تفزع من محاولة التلاعب بها وترفضه و تعلن فشله بتجرد و دون مراعاة لجهة المحاول لتجرد الأرقام وقواعد تطبيقها . و قــد يشاركني القارئ من خلال مقاربة هــده الإجراءات بما يحاول تقديمه على أنه تبرير له ودفع لتسويقه أن المقال جاء من حيث يعلم كاتبه أو لا يعلم كجزء من ” فوضى ” يريـد بها محركوها أن تكون ” خلاقة ” لفائدة أهدافهم و مصالحهم ، و هي بالدفع نحو الفوضى كافية في حــد ذاتها لتكون متنافرة ومتناقضة مع مصالح عموم المحامين و المحاماة و تحمل في طياتها أسباب رفضها .   المحامي لدى الإستئناف بنابل  


غضب في جنيف

 العجمي الوريمي      أرسلت إليّ إحدى الأخوات من سويسرا رسالة، بعد استفتاء يوم الأحد 29 نوفمبر حول منع بناء المآذن على الأراضي السويسرية، تعبّر فيها عن صدمتها واستيائها من نتائج هذا الاستفتاء، وهي تعكس شعور آلاف المسلمين المقيمين بسويسرا، وتعبّر عن موقفهم من تنامي العداء تجاه الجالية الإسلامية، تشير فيها إلى ضرورة مراجعة خيارات المسلمين في أوروبا، إذ ذهبت نتائج الاستفتاء بالكثير من الآمال العريضة في أن يتغلّب منطق التّعايش والوئام والاحترام بين الأديان والثقافات والقوميّات والأجناس على منطق العداء والاستعلاء والتمييز والتّعصّب والعنصرية. عندما وقعت حادثة الرّسوم الكاريكاتيريّة المسيئة للرسول محمّد صلى الله عليه وسلّم، دعا الشّيخ القرضاوي إلى يوم غضب، وقال إن من حقّ الأمّة الإسلاميّة أن تعلن احتجاجها وتعبّر عن غضبها. وكما خرج الآلاف في أنحاء عديدة من العالم في مظاهرات للتّنديد بالمجازر الصهيونية في حقّ الشعب الفلسطيني في غزّة.. شذّ البعض فأدانوا الضحيّة عوضا عن جلاّدها بدعوى أنّ المقاومة تصرّفت بتهوّر ولا مسؤوليّة، وأنها التي جرّت العدوان على شعبها، وحين انتصرت أرادوا سرقة انتصارها.. شذّ آخرون فدافعوا عن صاحب الرّسوم بدعوى أنّ ذلك يدخل في باب حرّيّة التعبير، خالطين بينها وبين إيذاء مشاعر الآخرين والتّشريع لجعل قسم من الإنسانيّة موضوعَ استهزاءٍ من طرف قسمٍ آخر يحتكر معايير الخير والحقّ والجمال دون سندٍ أخلاقي قيمي معياري موضوعي ومقنع. إنّ التّصويت لصالح منع بناء المآذن في سويسرا مثله مثل الرّسوم الدنماركية يحتاج إلى وقفة وإلى يقظة.. فالنّموذج الديمقراطي الغربي في شكله السويسري المتقدّم هو بصدد الانحراف إلى هذه الهتلريّة الجديدة.. فلسفة القتل الثّقافي الرّحيم، فبعد أن لم يعد بالإمكان تكرار الهتلريّة على نطاق واسع، يعمد اليمين إلى إيجاد تطبيقات لها على مساحات محدودة لكنّها خطرة لأنّ شرّها خفيّ على الغافلين، وإذا كانت الهتلريّة شرّا مطلقا منفلتا من عقاله ينشب أنيابه في اللّحم الحيّ فإنّ الهتلريّة الجديدة ردّة مظلمة تلقي بظلالها على مساحات الحريّة فتقلّصها إلى حدّها الأدنى، فهي عداء يلتهم الاختلاف وهويّة تطحن الآخر. قالت الأخت المسلمة في رسالتها: “إنّي أصبحت أرى العداء في نظرتهم إلينا وفي نظرتهم إلى المرأة المحجّبة بالذّات”، وما يؤكّد تلك العدوانيّة أنّ الملصق الإشهاري الدّعائي لليمين العنصري يتمثّل في أربع مآذن خلف وجه امرأة يغطّي رأسها ويخفي وجهها نقاب.. إنّ هذا الملصق وحده يمثّل اعتداءً على الإسلام وعلى المسلمات وتكريساً للصّورة النّمطيّة عن المسلمين وعن دينهم.. الصّورة التي تمّ التقاطها بعيون غشّاها الحقد وتمّ تحميضها في مخابر الاستشراق وتركيبها بعناية إعلام مصاب بعقدة التّفوّق وبالجهل بحضارة الآخر وسموّ رسالته. وفي كتابه “مستقبل الطبيعة الإنسانيّة” يذكر الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس أنّ العلمنة ستظلّ مشروعا ناقصا، وأنّها لن تكتمل دون مساواة بين ذوي المرجعيّة الدّينيّة وذوي المرجعيّة غير الدّينيّة.. ولأنّ العلمانيّة تحوّلت إلى لادينيّة فإنّها كشفت عن حدودها وعجزها عن أن تكون إطارا سياسيّا يستجيب إلى مقتضيات المجتمع الحديث. إنّ نتائج الاستفتاء حول بناء المآذن في سويسرا يدلّ على أنّ الثّلمة المشار إليها في المثال الدّيمقراطي العلماني آخذة في الاتّساع، وأنّه لا يسير نحو الاكتمال بل نحو الأزمة، وأنّ هذه الأزمة تمدّ بجذورها إذا ما استأنسنا بفلسفة الفيلسوف الفرنسي لفيناس في “الرّفض الرّاديكالي الخالص لكلّ ما يشكّل الحلف الإنساني القائم على احترام الآخر والشعور بالمسؤوليّة تجاهه ومنحه الأولويّة”. الصّدمة من نتيجة الاستفتاء لم تحصل للمسلمين وحدهم، ومواقف الاستياء والإدانة جاءت من شتّى الأطراف ومن كلّ أنحاء العالم بدءا من الأساقفة السويسريين إلى الفاتيكان فالأمانة العامّة للمؤتمر الإسلامي ومفتي الدّيار المصريّة والعديد من المراجع الدّينيّة والعلماء من أمثال السيّد محمد حسين فضل الله إلى المنظّمات الإسلاميّة والإنسانيّة ومنها منظّمة العفو الدّوليّة التي رأت في نتيجة الاستفتاء انتهاكا لحريّة المعتقد، إلى جانب موقف رئاسة الاتحاد الأوروبي التي استغربت طرح الأمر للاستفتاء أصلا، فموقف وزير خارجيّة فرنسا برنار كوشنير الذي قرأ في النتيجة المعلنة تعبيراً عن عدم قبول الآخر. ويمكن للديمقراطيّة المباشرة -حينما يُساء استخدام آليّاتها ومنها الاستفتاء- أن تتحوّل إلى نوع من الاستبداد الدّيمقراطي وشكل من أشكال دكتاتوريّة الأقليّة.. ويكون الاستبداد مضاعفا عندما يكون في حقّ أقليّة دينيّة تقهرها أقليّة مُغايرة متوسّلة إلى ذلك بقنطرة الأغلبيّة. إنّ اللجوء إلى الاستفتاء غرضه فرضُ وضع لا رجعة فيه بعد أن أصبح وجود المسلمين واقعا راسخا في الحياة السويسرية المعاصرة، وبعد أن صار الإسلام حقيقة ثقافيّة وعامل إثراء ولم يعُد عنصرا دخيلا، إذ إنّ المسلمين في أوروبا أوروبيون بمواطنةٍ منقوصة من جهة الحقوق كاملة من جهة الواجبات، ومن حقّهم أن يأملوا وأن يُطالبوا بمساواة كاملة، فشرائح واسعة منهم تنتمي إلى النّخبة فما بالك بمن هم اليوم أوروبيّون بالمولد لا بالإقامة فقط وهم ينتمون إلى الأمّة الإسلاميّة برابطة العقيدة ليس أكثر. إنّ الديمقراطيّة في بلداننا العربية والإسلاميّة ما تزال نبتة غريبة ولكنّها في الغرب حديقة مزهرة ظنّ المسلمون الذين هاجروا بدينهم أو طلبا للعلم والرّزق أنّهم سيتفيّؤون ظلالها لا يُنغّص حياتهم المطمئنّة حاقد أو متعصّب طالما أنّهم لا يحملون لبلد الإقامة غير الخير والسّلام، وبمقدار صدقهم في حسن المعاملة وإيمانهم بضرورة العيش معاً كانت خيبة أملهم في من جابَهَ حقَّهم في حريّة الاعتقاد والعبادة بالمصادرة والمنع. إنّ الديمقراطيّة نضال يوميّ، ولا بدّ لمن ارتضاها مضمونا لنظامه السّياسي أو آليّة لتنظيم اختلافاته أن يقبل بثمراتها حلوها ومُرّها، أمّا أن يرفض دكتاتوريّة الأقلّيّة وإن كانت بستار الديمقراطيّة فليس معناه أنّ العيب فيها أو أنّ الخطأ في الالتزام بها، بل في توظيف ممكناتها بما يُنافي مبدأها وروحها ومقاصدها، وكما أكّد المفكّر وعالم الاجتماع الفرنسي آلان توران فإنّ الديمقراطيّة تُقاس بمقدار ما تسمح به من التنوّع وليس بما تُفرزه من أقليّة أو أغلبيّة فالأغلبيّة لا تصنع حقّا أو تدلّ على الصّواب وإنّما تدلّ على أنّ رأيا ما أو موقفا أو برنامجا أو شخصا أو مترشّحا.. له من المناصرين والدّاعمين في لحظة التّصويت قوّة عدديّة أكثر أو أقلّ، فرجحان الكفّة مؤقّت حتّى وإن بدا وكأن لا رجعة فيه، فهو مؤشّر على ميزان القوى “الآن وهنا”. لا أقول ذلك كي تجد فيه الجالية المسلمة في سويسرا وغيرها عزاءً وتسليةً، وإنّما يقينا منّي بأنّ في هذا التحدّي حافزا إضافيّا للمسلمين لمزيد التألق والتّضامن، فالأقليّة اليمينيّة العنصريّة كسبت جولة لا محالة، لكن من تكون هي حتّى تُطفئ نور الله أو تُصادر مستقبل هذا الدّين. إنّ غضب المسلمين في سويسرا ممّا يستشعرون أنّه استهداف لوجودهم وحرّيّتهم وهويّتهم في حاجة إلى أن يجد صدى في ضمير الأمّة الإسلاميّة المٌطالبة بإعلاء صوتها باسم الإيمان والإخاء الإنساني لشجب نزعات الإقصاء والانغلاق والأنانيّة والكراهية والدّعوة إلى كلمة سواء وعهد حضاريّ إنسانيّ يُعيد الطّمأنينة والوفاق والاحترام لمن ينشدها ويستحقّها.     (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 08 ديسمبر 2009  )


مآذن سويسرا وحجاب هولندا  ومستقبل المسلمين في الغرب

د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr …وضعت إيطاليا أسطولها الجوي لحمل كل المهاجرين المسلمين إلى ديارهم بعد أن وافق البرلمان بأغلبية فاقت 90 بالمأئة إلى طرد المسلمين من البلاد… وفي هولندا دعى الرئيس الجديد وهو من أقصى اليمين إلى إلزام المسلمين بحمل شارة خضراء على ثيابهم حتى يقع تمييزهم عن بقية الشعب… وفي فرنسا وافق البرلمان على سحب الجنسية من الفرنسيين المسلمين وطرد كل المسلمين المهاجرين إلا إذا أعلنوا تنصرهم واستبدلوا أسمائهم… وفي إسبانيا فرض على المسلمين على ألا يتزوجوا من غير جنسهم وألا ينجبوا أكثر من واحد حتى ينتهي نسلهم في القريب…أما في بريطانيا فقد كانت الملكة أكثر رحمة وطلبت من الإتحاد الأوروبي أن يكون عمله موحدا بتخصيص موازنة للقيام بجسر جوي وبري وبحري بين أوروبا وبلاد الإسلام لحمل المسلمين رعايا وجالية اليها… هذا كابوس ولا شك ولعله حلم بعض العقول المريضة وأمل بعض السياسيين المتطرفين، ولكنه يبقى إلى حدود هذا الزمان الرديء قصة من الخيال العلمي أو السياسي ونتمنى ألا يتجاوز ذلك! من هنا مرت المــآذن نعم هذا من الخيال ولكن أحداثا غريبة تقع قريبا من حينا ومواقف وتعابير وفضائح تحملها أمواج عاتية، كنا نظنها من الخيال فأصبحت واقعا يمشي ييننا ويقض مضاجعنا! من كان يتخيل أن في بلاد ترفع عنوان الحياد واحترام حقوق الإنسان ودستورها يؤكد على حرية المعتقد، أن يقع استفتاء حول هذه الحرية ذاتها، هل نعطيها للبعض ونسحبها عن الآخرين؟ لقد قررت سويسرا بأغلبية الثلثين تقريبا حضر إنشاء المآذن على أرضها! من كان يصدق أنه في بلاد التسامح والتعارف والقبول الذي عرفت به هولندا أن يتجرأ رئيس أحد الأحزاب الكبيرة والمتطرفة إلى الدعوة لسن ضريبة ضد الحجاب ب 1000 أورو لكل امرأة تحمله! قصص تقارب الخيال ولكنها ليست كذلك، هي مواقف وواقع يتحرك نحو المجهول المليء بالمفاجآت غير السارة إذا شاء له القدر أن يتمكن ويتصاعد… حقيقة مرة ولا شك وتستدعي أكثر من وقفة وأكثر من مراجعة، ليست غابتي التهويل فنتيجة الاستفتاء لم تفاجأني وأنا الذي أعيش في الغرب منذ قرابة ربع القرن، ولكنها أفصحت عن المكنون الذي تحمله بعض العقول وما تفرزه ثقاقة الجهل والرفض والخوف والعداء. السؤال المطروح دون كثير حديث، مالعمل؟ ماهي الأرض التي نقف عليها؟ ماهي الأوراق التي بأيدينا؟ هل لنا من ذنب نحمله تجاه هذا التردي؟ هل لنا ضلع ونصيب في الوصول إلى هذا المنحى؟ وهل من الممكن تغيير بوصلة العداء والاسلاموفوبيا التي اجتاحت العقول الصغيرة والكبير؟. لماذا وصلت صورة الإسلام والمسلمين إلى الحضيض وما هي مسؤوليتنا كمسلمين أوروبيين في ذلك وماهو دورنا في تغيير هذا المعطى نحو أطر أفضل وأسلم للجميع. نعم للخارج عن الوطن الأوروبي الدور الكبير في تشويه صورة الإسلام، فمن هنا مرت أحداث 11 سبتمبر ومن هنا مر الإرهاب الذي ضرب انقلترا وإسبانيا وتشوهت الصورة وأصبح الإسلام عند الكثير حتى من لا يحمل داخله أي كره سابق أو عداء للإسلام، إلى وحش، وأصحابه إلى برابرة وغزاة. لقد خدمت هذه الأحداث وهذا الجهل تفاقم التطرف والخوف والكراهية عند عامة الناس، واستغل بعض المهمشين سياسيا هذا البعد وأشعل الفتيل حتى يجد له مكانا تحت الشمس وبرنامجا جديدا يلوكه أطراف الليل والنهار تخويفا وترويعا واشتعلت النيران من كل جانب وحصل الحريق…وكان لعبا بالنار! نحن على مفترق طريق رهيب وخطير، وإذا كنا لا نستطيع أو هكذا يخيل لنا أننا لا نستطيع تغيير المعطى الخارجي، نعم إن عديد العوامل تبدو أكثر صعوبة في الإحاطة بها مباشرة، نعم إن أسبابا يحملها الطرف المقابل في الإثارة والاستفزاز، ولكن هل من دور لنا في كل هذا البركان الذي تزعزع بنيانه؟ وهل لنا من دور جديد لترميم البناء حتى لا يقع ويسرف السيل الجميع؟ إني أجزم أننا نحمل مسؤولية وأوراقا عدة لتغيير وجهة المسار إذا وعينا دورنا ومسؤوليتنا التاريخية. فإما أن يتواصل التواجد الإسلامي بكل ما يحمل من هفوات وأخطاء حتى يقع المحظور، أو نتدارك اليوم ولا نجعل من  تغييب المآذن في سويسرا تغييبا لعقولنا وحسن أعمالنا. فهم الواقع جزء من نجاح التفاعل معه إذا أردنا أن نفهم دورنا فعلينا تشخيص واقعنا والوعي بأطرافه وخطاباته، ورغم أن هذا الواقع الذي يعيشه المسلمون يحمل أطرافا عادلة وحقوقية وذات أخلاق وقيم، فالضفة المقابلة التي تحمل هذا التوجس والريبة أو الكراهية والعداء تنقسم إلى ثلاثة مضارب: 1 / صنف مسيّر لا مخير وهم من عوام الشعب، من يعلن توجسه أو عداءه جهرا أو يخفيه، والحقيقة التي تواجهك في هذا الجانب وتفاجئك هو سهولة تشكيل عقول العامة والاستخفاف بها وقودها حيث يراد لها، وقد كنت أخال سابقا أن موت الوعي واستحمار الجماهير ويسر غشها وقابليتها للإتباع عواطفها ومشاعرها كان حكرا على بلدان العالم الثالث حيث الوعي المغشوش والإعلام المسير والتمدرس والتعلم المنقوص مع استبداد سياسي مما يولد فكرا جماهيريا معتلا وشعوبا قابلة لانقياد على وقع جهل مدقع وفقرا وجورا وحيفا ونوما هادئا حتى أذان الفجر! والمجتمع الأوروبي يحمل داخله نصيبا وافرا ممن يحملون هذه القابلية للانقياد والاستدراج، فالحالة الاقتصادية الهشة التي يعيشها العديد من الأفراد تدفعهم إلى البحث عن المسؤول وتجد سهلا رميها على الأجنبي، مدفوعة لذلك من قبل مهرجين سياسيين يعملون بقوة على استغلال هذا الباب كمدخل انتخابي نحو السلطة. 2 / صنف سياسي يبحث على موقع ومكاسب سياسية تؤهله للحكم والسلطة، أوجد لنفسه برنامجا حزبيا يستند أساسا على معاداة كل ما هو أجنبي مع نصيب أوفى لإسلام والمسلمين. خطابهم يتركز أساسا على التخويف ودغدغة مشاعر الكراهية والعداء لكسب التفاف الجماهير. 3 / صنف علماني لائكي حتى النخاع، يحمل تصورات ومقاربات فكرية علمانية صريحة، كان يظن أن معركته مع الدين قد حسمت منذ أكثر من قرن، وسقطت المسيحية مغشية عليها وخرجت من الحلبة السياسية وغادرت السلطة وتهمش دورها الثقافي والاجتماعي حتى أصبحت دعابة عند البعض. هذا الضمور الديني لدى العامة بدأ يتغير عند طرف جديد دخل الساحة دون سابق إعلام حيث ظهرت الجالية المسلمة وهي تحمل دينا جديدا يحمل مقاربة نوعية للحياة وموازيا في السلوكيات والمظاهر واكتسح بعض الشيء المجال الخاص والعام وكانت المواجهة. فالعلمانيون لم يقبلوا عودة المقدس إلى الساحة واستشعروا خطرها وهولوا الإسلام الزاحف والمهيمن وسارعوا إلى مواجهته جهرا وسلما عن علم أو عن جهل واستدعي في ذلك التاريخ والتراث مع قلة فهم أو سوئه. مالعمــــل ؟ رغم أن الإجابة تتطلب أكثر من ورقة وندوة وخطة، ولكن نظرا لإلزامات النشر سنقف عند رؤوس أقلام جديدة وقد تعرضنا سابقا في مقالا منشور “نحن والغرب” إلى بعض هذه الاشكاليات وتجاوزها : 1 / العمل الهادئ والصامت بعيدا عن الصخب الإعلامي، فليس من مصلحة المسلمين الخوض في كل واقعة والرد على كل استدراج وإثارة، وما أكثرها فكل حدث تقريبا داخليا أو خارجيا إذا حمل شحنة من السلبيات، فإن البحث لدى المهاجر والإسلام عن إمكانية علاقة بينهم، يحدث حوارات هامشية يركبها أصحاب البحث في الأدران، سرعان ما تتفاقم وتحرق الأخضر واليابس، فإن وقعت حادثة وحمل صاحبها اسما عربيا فإن السبب يتعداه وتصبح طائفة، ومن ورائها ثقافتها ودينها، محل اتهام. 2 / فهم فقه الأولويات وتنزيله على الواقع المهجري، وكم هو عقيم فهمنا لهذا الفقه في باب الفقه العام فما بالك وهو يتنزل في فقه الأقليات وكم هي القواعد المنسية في هذا الباب والتي تخول خروجا وحلولا غير منبتة عن واقعها ولكن تفقه مرحلتها وتتفهم مسار واقعها، من مثل الفرائض والأصول أولى بالتقديم من النوافل والفروع، والأكثر مفسدة أولى بالدرئ من الأقل مفسدة، وغيرها كثير. فماهو الأهم وما هو المهم؟ ماهو الواجب وماهو المستحب، ماهو الحرام وما هو المكروه، أليست مصلحة المسلمين من مصلحة العامة؟ أليس تقديم الأوجب على الواجب والواجب على المستحب وأن نتساهل في السنن والمستحبات ما لانتساهل في الفرائض والواجبات كما يقول الشيخ القرضاوي؟ بين المؤذنة والمسجد هناك فقه للأولويات، بين المسجد والمدرسة الإسلامية هناك فقه للأولويات، بين الحجاب والنقاب هناك فقه الأولويات وأكثر، وفي هذا الباب يمكن أن يندرح القبول بالمسموح به والرضا حتى بالأقل من المسموح إذا كان ذلك يعطل مصالح الإسلام والمسلمين ويشوه الصورة لدى العامة والخاصة، فكان يمكن مثلا أن نسحب البساط ممن أرادوا الاستفتاء في سويسرا حول المآذن بالقبول الوقتي أو النهائي ببناء مساجد بدون مآذن، فالأهم هو إقامة الجماعة تحت سقف واحد في مسجد واحد سواء كان يحمل صومعة أو لا يحملها، ولذلك لا يمكن أن يستقيم عمل والفكر سقيم والمنهج مغيب أو مهمش. 3 / العمل الجدي والممنهج والموحد وطويل المدى فوجود المسلمين لم يزل حديثا وتاريخهم القديم والحديث مع مضيفيهم لا يزال تشوبه عوامل منغصة لعلاقة مهتزة، فمن هنا مرت الحروب الصليبية، ومن هنا مر الاستعمار. وكل هذا لا يمكن فسخه من التاريخ ومن المخيال الشعبي ويجب تفهمه وعدم تحريكه أو السقوط في إثارته وتحريك أوجاعه. إن وجود المسلمين في الغرب ليس وجود أقلية عابرة ومسافر استظل بأغصان شجرة حتى يمر السحاب ولكنه وجود دائم واستقرار تام في أوطانهم يفرحون لفرحها ويحزنون لأحزانها، هي أوطانهم ولا وطن لهم غيرهم لهم ما لها وعليهم ما عليها. 4 / توحيد الكلمة، وتوحد المواقف، ووحدة الصف، لا تعني وجود هيئة وحيدة جامعة، وهو حلم لا يزال بعيد المنال، ولكن حمل نفس الهم والعمل الرصين الموحد للوصول إلى الهدف. ولعل تضارب المواقف والتنافس غير البريء أحيانا بين المنظمات والهيئات، ولدا تشرذما للمسلمين في الساحة الغربية حيث دخلت الولاءات الخارجية للوطن الأم دخولا غير طيب أحيانا، وساهمت في توجس النفوس وريبتها. وللنخبة جاهلة كانت أو متعلمة الدور البارز في هذا الباب وتحمل مسؤولية عظيمة أمام الله أولا وأمام التاريخ في نجاح استقرار المسلمين أو فشله. وقد عشت أخيرا فصلا محزنا من هذا السقوط حيث وافق عمدة البلدة التي أسكنها على منح المسلمين قصر الرياضة البلدي لكي يؤدوا صلاة العيد عوضا عن مسجدَيهم، لكن الجميع تخاصموا كل يريد النصيب الأكمل والحضور الأوفى، وفتح كل طرف مسجده يوم العيد مع القصر البلدي وتدفق المصلون وعاش الجميع موقف ذهول وحزن وحياء، فإلى أين المسير والقبلة واحدة وأماكن الصلاة ثلاثة وعمدة البلدة المسيحي الديانة يسهر على جمعهم!!! 5 / لا يجب أن ينسى المسلمون أنهم لا يزالون ضيوفا حتى وإن وصل وجودهم إلى الجيل الثالث والرابع فالمخيال الشعبي كما ذكرت متأزم وكثيرا ما تسمع من البعض “لا تنسوا أنكم ضيوف عندنا” وهي مقولة حقيقية وبقطع النظر عمن يحملها عنصرية أو عداء وكراهية فلنا أن نفعلها في صالح هذا الوجود واستقراره السليم، وسلوكياتنا في هذا الباب هي التي سوف تبني لنا صرحا فوق الأرض أو سراديب تحت الأرض. ولعل دينا مثل الإسلام وهو يركز على جانب السلوكيات والمعاملات الاجتماعية مع الضيف والجار والصاحب والرفيق والصديق والمنافس وحتى العدو، والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، من شأنه أن يدفع المسلمين إلى مزيد تفعيل هذا المقدس الجميل والحافل والتركيز التام على جانب السلوكيات لإيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام أولا وتوضيح حالة المنتمين إليه ثانيا وإبلاغ رسالة التعارف واللقاء ثالثا. فلا يمكن أن تبني علاقة ثقة متبادلة مع مضيفك وأنت تشعره بموقفك المهتزة وسلوكياتك السلبية والمنفّرة. 6 / الكيف ثم الكيف ثم الكيف، فالمسلمون يلمسون ولا شك تجارب الآخرين وهم يستقرون في هذه البلاد وكيف وصلت أقليات أخرى بكل هدوء وتواجدت في أكثر من منبر وإطار وحمت نفسها وسعت إلى خدمة طائفتها وأوطانها الجديدة وليس من باب أوسع من العلم والتربية، فلا يمكن أن تنال رضاء الناس واحترامهم لك وأنت تملأ سجونهم بأبنائك، لا يمكن أن تنال رضاهم وهم يرون فيك عالة عليهم تستغل كرمهم وتستجدي عطفهم وتعيش على مساعدتهم  ولست بانيا ومساهما في إقامة صرح مجتمعاتهم. فلو سعى هذا الجيل إلى تحديد هدف وحيد وسليم وهذا يعيدنا إلى فقه الأولويات، إلى تكريس كل قواه وطاقته وأوقته وماله إلى بناء الطفل المتعلم والمتربي والطالب المتحصل على الشهائد والواعي، وذلك عبر تكاتف عنصر الأسرة والمدارس الإسلامية وأصحاب الشأن الإسلامي من منظمات وهيئات، لكنا وصلنا إلى بناء محطات سليمة نحو الأفضل والتفاعل الإيجابي مع هذه المجتمعات. ختاما إن مستقبل المسلمين في الغرب في أيديهم وفي عقولهم وليس عند الآخرين، حتى إن كان البحر الذي يحمل سفينتهم بحر الظلمات، والنوايا الخبيثة تحيط بهم من كل جانب وفي كل حين، ولكن لا ننسى أن في هذه الضفة أيضا أناسا طيبين وأصحاب مبادئ وقيم أصيلة ولا يجب تجاهلهم أو تهميش دورهم، وهذه الشعوب كما تُملأ شرا يمكن أن تُملأ خيرا وهو تحدينا الكبير ودورنا المسؤول والهادف. والإسلام دين جميل ولكن عجَز أصحابه في التعبير عن جماله، واليوم الذي يستطيع فيه المسلمون في الغرب أن يوصلوا رسالة الجمال التي يحويها دينهم إلى محيطهم بمواقفهم وسلوكياتهم، فإنهم يكونون قد وضعوا الركائز الصحيحة لوجودهم كمواطنين صالحين مصلحين داخل أوطانهم متشبثين بمبادئهم وثوابتهم ومنفتحين على الناس
ينشر بالتوازي مع موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ديسمبر 2009

 


سويسرا والمآذن والإسلام في أوروبا

 


رضوان السيد ما صدّقتُ أن استفتاءً سيجرى في سويسرا في شأن منع بناء مآذن للمساجد هناك. وعندما استطاع الحزبان اليمينيان جمع التوقيعات الضرورية لإجراء الاستفتاء، ظللت مُصراً على أن السويسريين لن يُعطوا هذا الأمر أكثريةً معتبرة. وقد حدث الأمران بخلاف ما توقعتهُ وتوقّعه كثيرون من الأوروبيين والمسلمين في سويسرا وخارجها. وقد قادني الى هذين الاعتقادين أو غرَّني في شأنهما أن الصحافة السويسرية ووسائل الإعلام المرئية كانت في مجملها ضد هذا الأمر، وصوَّرته على أنه من صناعة اليمين والغوغاء. وبالفعل، فإن نسبة الذين صوَّتوا أو شاركوا في الاستفتاء بالتصويت لا يزيد عددهم على 35 في المئة من مجموع الناخبين. لكن نسبة الـ 57.5 في المئة بالموافقة على منع بناء المآذن تبقى عالية، أي حوالى المليون من مجموع السويسريين الذين يبلُغُ عددهم سبعة ملايين ونيفاً. وينبغي أن نستعرض أولاً حُجج الذين دعوا الى منع بناء المآذن بجانب المساجد. وأولُى تلك الحجج أنها تُخالف الطُرُز المعمارية في البلاد. وعندما حاججهم المُعارضون للاستفتاء بأن لا شذوذ في البناء، وإلا لسرى ذلك على المساجد نفسها، أجاب الداعون أنهم لا يحبذون بناء المساجد ايضاً، لكن المطالبة بالمنع في حالة المساجد فيها تحدٍ للحرية الدينية التي يضمنها الدستور. وكانت الحجة الثانية أن الأذان من المآذن يُزعج الناس ويعكّر سكينة المُدن وهدوءها.وأجاب المُعارضون بأن أكثر المآذن داخل المدن لا يُرفع فيها غير أذان الجمعة، ثم إن أكثر المساجد على حفافي المدن أو خارجها، والأذان لا يكاد يُزعج أحداً. وكانت الحجة الثالثة أنه مضت قرونٌ ما عرفت خلالها سويسرا غير الكنائس، وفي الإصلاح الكالفيني كان يستحيل على الكاثوليك أن يسيروا في الشوارع بلباس رجال الدين (الكاثوليك على الأقلّ). ولذا فإن هذه العمائر وتقاليدها تكاد تخرج عن حدود المقبول فضلاً على أن تكون مرغوبة! وهكذا فإن هذا التذمر من المآذن رمزٌ للتذمُّر من الخصوصيات الإسلامية كلها، بما في ذلك لحى الرجال وحجاب النساء. وقد أظهر أوروبيون آخرون التذمر من حجاب النساء المسلمات، ووصل ذلك الى حدود استصدار قوانين من البرلمانات لمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة. ولذا فإن أمر المآذن ومنعها هو بمثابة بدايةٍ، وإن نجح هذا الاستفتاء، فستليه استفتاءاتٌ تتناول لباس النساء والرجال، وقد تتناول المساجد داخل المدن في ما بعد! لقد أُجريت هذه النقاشات علناً وفي وسائل الإعلام طوال شهور. ومن خصائص النظام الفيديرالي السويسري جواز إجراء الاستفتاء على أي شيءٍ أو أمر، وهم يستشهدون على ذلك على الدوام بالتقييدات التي نالت من هويات الكاثوليك في بعض الكانتونات قبل ثلاثة قرون، ومن ضمن تلك الكانتونات كانتون جنيف. والطريف أنه في هذا الاستفتاء بالذات، ما كانت هناك أكثريةٌ مع المنع في جنيف بالذات، لأنها صارت مدينة عالمية، فتغيرت أمزجة سكانها من جهة، وشعرت فئاتٌ منهم أن اضطهاد المسلمين يمكن أن يُضر بالمصالح المالية والاقتصادية والأمنية للمدينة. وقد عبَّرت عن هذا التخوف وزيرة خارجية سويسرا ومسؤولون آخرون. أما الفاتيكان الذي عَبَّر عن استنكاره أيضاً، فقد كان في وعي رجالاته ما حدث للكاثوليك من قبل. ثم ان المسيحية دينٌ عالميٌ، ويمكن أن يتعرض لتحدياتٍ في ديار المسلمين نتيجة هذا الاستفتاء الغريب. هذا كل ما يمكن أن يُقال عن المُلابسات القريبة للاستفتاء السويسري. لكن ذلك ليس كل شيء أو أنه لا يقول الكثير عن الأهداف البعيدة والمغزى العام. فالظاهرة البارزة وراء ذلك كله هي الإسلاموفوبيا أو كراهية الإسلام. وهذا أمرٌ ليس استنتاجاً من عندنا أو ليس استنطاقاً لهذا الحدث فقط. بل هو ما تُقرره بحوثٌ ودراساتٌ ميدانيةٌ كثيرةٌ قامت بها مؤسسات تابعة للدول أو جمعياتٌ كنسية أو لحقوق الإنسان. وقدة عبَّرت تلك الكراهية عن نفسها حتى في الدول المشهورة بليبراليتها وعلمانيتها مثل الدنمارك وهولندا. أما في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ودول أوروبا الشرقية الجديدة فحدِّث ولا حرج. وتشير الدراسات المذكورة الى أسبابٍ «عقلانية» وأخرى غير عقلانية. أما الأسبابُ «العقلانية» – وهي ليست كذلك في الحقيقة – فالمُنافسة التي تُشكّلُها العمالة الأجنبية الرخيصةُ للعُمّال المهرة وغير المهرة في بلدان أوروبا، وسط تضاؤل الموارد والفُرص، ولا يُهم في نظر هؤلاء أن يكون ذلك صحيحاً أو موضوعياً، بل هو انطباعٌ عام. لكن المشكلة في هذه الحجة أو العِلّة أن سويسرا ليس فيها أكثر من 300 ألف مسلم، وأن المهاجرين اليها من غير المسلمين يبلغون أضعافاً مُضاعفة. والأمرُ كذلك في هولندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا والنمسا. إذ المعروف أن تحطُّم يوغوسلافيا اثار موجاتٍ من الهجرة البيضاء، فضلاً عن الهجرة السوداء (المسيحية والإسلامية) من كل أقطار أفريقيا تقريباً، ربما باستثناء جنوب افريقيا. ولا شك في أن السُود عانوا ويُعانون من الاضطهاد في سائر أنحاء أوروبا، لكن المشاعر تجاه المسلمين، سُمراً وبيضاً، تتجاوز ذلك كله. وقد صار الجزائريون والمغاربة مضرب مثَل في النفور منهم حتى لو لم يكونوا متدينين، وحتى لو كانوا قد قضوا في أوروبا (فرنسا) أجيالاً وأجيالاً. والسبب (العقلاني) الآخر يتصل بالإرهاب، ويتصل قبل ذلك بالاضطرابات العنيفة التي كان الشبان المسلمون يثيرونها في ضواحي المدن في فرنسا وغيرها. بيد أن العنف الاجتماعي تضاءل، كما أن الأحداث الإرهابية تكادُ تنعدم. لكن الذاكرة الجماعية لا تنسى بسهولة، وبخاصةٍ أن وسائل الإعلام لا تزال تتناقلُ أخبار القاعدة، واضطرار الأميركيين والأطلسيين لمكافحتها ومكافحة طالبان، وإرسال المزيد من الجنود الى أفغانستان. وبين الباحثين الاجتماعيين والسياسيين من يشير الى أن هذا العنف هو ردُّ فعلٍ وليس فعلاً، على أحداثٍ تجري خارج أوروبا أو داخلها. وهذا ما أشارت اليه وزيرة خارجية سويسرا عندما اعتبرت أن نتائج الاستفتاء تُهدّد الأمن والعلاقات بالدول الإسلامية – بمعنى أنها تنتظر ردود فعلٍ عنيفة على ذاك الحظر الرمزي على الإسلام، بحظر بناء المآذن. أما الأسباب غير العقلانية فحدِّث ولا حرج. فالأوروبيون ينفرون أو تنفر غالبيتهم من لباس المسلمات، ومن ظهور المساجد في مدنهم. وليس لهذا النفور سببٌ ديني، فقد غادرت المسيحيةُ أخلاد وممارسات الأكثرية من السكان منذ أزمان. ثم ان الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية ظلّت خلال العقدين الأخيرين أكثر الجهات تصدياً للإسلاموفوبيا، والعِلّةُ في الساسة أنهم ضعفاء أمام رغبات الناخبين الواقعيين والمحتملين. وهم لا يصارحون العامة بالإنكار خشية أن يستغلَّ ذلك اليمينيون في التصعيد من شعبيتهم. على أن اليساريين يقولون لهم إن هذا الجُبنَ غير مبررٍ بدليل ما حدث في سويسرا أخيراً، وفي الدنمارك وفرنسا قبل ذلك. فلا أحد يشكك في مشاعر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ومع ذلك فقد تحمس وزايدَ على السياسي اليميني المتطرّف «لوبان»، وتقدم الى البرلمان الفرنسي بمشروع قانون حظر الحجاب عام 2004. وكان المسؤولون الدنماركيون في سائر أنحاء العالم الإسلامي مستنكرين مسألة الصور الكاريكاتورية وما أحدثته، لكنهم ما فعلوا الكثير للحديث الى ناخبيهم ومواطنيهم في الداخل. وقد قال لي أستاذٌ فرنسيٌ انه سمع نقاشاً بين نائب يساري ومجموعة من الشباب حول كراهية الإسلام والمسلمين، وقد قال اثنان منهم للنائب إن المغاربة في شوارع باريس يذكرونهم بالحروب الصليبيةّ! وتدخل الأستاذ في الحديث وقال للشابين: لكن الفرنسيين والأوروبيين في الحروب الصليبية كانوا غُزاةً لا مغزوّين، فاستغربوا جميعاً وقالوا انهم لم يكونوا يعرفون ذلكّ! وبذلك، فإن هذه الظاهرة – والتي قد تكون لها أسبابها «المعقولة» في الأساس – تجاوزت تلك الحدود الى الأوهام والمخيلات الجماعية، بحيث ما عاد أحدٌ من حَمَلة شعائر الكراهية – فضلاً عن خصومهم – يُدرك لها سبباً أو يستطيعُ أن يذكر لها مبرراً معقولاً! وهكذا، فالساسة الأوروبيون أو بعضُهم ليسوا جبناء كما يظن اليساريون، بل يعتقدون أو يعتقد بعضهم أنهم انما يستجيبون رغباتٍ شعبية عميقة، ويقودونها الى نهاياتها «العقلانية». وهذا معنى المُعارضة شبه الجماعية الآن للدخول التركي الى الاتحاد الأوروبي. فقبل خمس أو ست سنوات كانت دولٌ أوروبيةٌ كبرى مثل المانيا وبريطانيا بل وفرنسا، تؤيِّد هذا الدخول، ولأسبابٍ سياسيةٍ واقتصادية. أما اليوم فما عاد سياسي أوروبي كبير يريد لنفسه مستقبلاً يُصرّح بتأييد ضم تركيا الى الاتحاد، وذلك باستثناء البابا الذي يُصرُّ على أيّ حالٍ على الهوية المسيحية لأوروبا! ويُعزّينا بعض الأساتذة الأصدقاء بأن هذه موجة لا تلبثُ أن تنحسر مثل موجات كراهية السود أو الفيتناميين. وقد يكون الأمر كذلك. لكن اللافت أن الإسلاموفوبيا تتناولُ المكروهين ودينهم وثقافتهم، وهو ما لم يتوافر في الموجات العنصرية ضد الشعوب الأخرى. فعندما قلّ مجيّء الفيتناميين الى فرنسا مثلاً تراجعت الصيحاتُ ضدَّهم. والمشكلة أننا بجوار أوروبا وستظل الهجرة احتمالاً قوياً قائماً. ثم لماذا الربط بين الإسلام والإنسان دائماً؟ فالهنديُّ مرحبٌ به، لكنه إذا كان مسلماً تغيرت النظرة. فهذا يعني أن هناك كراهيةً للإسلام من جانب أُناسٍ غير متدينين، ولا يهمهم أن يتدين الكاثوليك أو البروتستانت أو لا يفعلون، بل المهم ألاّ يكون المرءُ مسلماً من أيّ جهةٍ أتى. إن من الصعب الآن التفتيش عن مخرجٍ أو اقتراح حلول ما دامت الظاهرة موجودةً وناميةً وتتناولُ معظم الدول الأوروبية. ويرى مسلمون أوروبيون أن الأمر يقتضي الصبر والثبات وعدم اللجوء الى العنف. فالإسلام هو الدين الثاني أو الثالث في أوروبا بعد الكاثوليك والبروتستانت. وبعد عشرين عاماً ومن دون الدخول التركي سيكون عددُ المسلمين في أوروبا خُمسَ السكّان. وإذا طوروا مشاركتهم في النظام السياسي، فلن يستطيع أحدٌ اضطهادهم أو نفيهم أو ممارسة العنف الشعبي أو القانوني أو عنف الدول ضدهمُ. ويرى كثيرٌ من الشباب الناجحين العاملين مع الدولُ والشركات أن «الصبر» كلمةٌ سهلةٌ، لكنها غير عملية، فقد استكانوا طويلاً من أجل الحصول على الإقامة أو الجنسية، لكن شيئاً ما تغير باستثناء استحالة طردهم لأنهم صاروا مواطنين! فالمهم أن نعي أن العنف لا يحلُّ مشكلةً حتى لو كان ردَّ فعل، وأن خصوصيات الهوية التي نتمسكُ بها ليست سبباً كافياً لتبرير التمييز، كما أنها في الوقتِ نفسه ليست السبب الكافي لحماية الدين والكرامة.

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2009)  


حرب أوباما في أفغانستان

بقلم :توفيق المديني   منذ أن قدم قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، مطالبه في شهر أغسطس الماضي بزيادة عدد قواته بنحو 40 ألف جندي، عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ شهر سبتمبر الماضي عشرة اجتماعات لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، مع مساعديه الكبار من مدنيين وعسكريين، لمناقشة مطلب تعزيز القوات الأميركية العاملة في أفغانستان. بعد ثماني سنوات من الحرب في أفغانستان، وموت 800 جندي أميركي، وصرف أكثر من 200 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب، وبعد ثلاثة أشهر من التفكير العميق والدراسة التفصيلية للخيارات التي عرضت عليه، توصل الرئيس الأميركي إلى بلورة الإستراتيجية التي يفترض أنها تتضمن مخرجا للحرب في أفغانستان، التي ورثها من إدارة بوش السابقة. وقد أثلج قرار أوباما هذا صدور معارضيه من الجمهوريين الذين سخروا من «تردده»، بل حتى بعض «المحافظين الجدد» الذين رأوا في إكماله للمجهود الحربي في أفغانستان، تحقيقاً لنبوءاتهم وتبريراً لسياسات الإدارة السابقة، فيما أعرب الليبراليون الذين يشكلون قاعدته الحزبية والانتخابية، عن خشيتهم من تورط أميركا في حرب فيتنام جديدة. وهاهو الرئيس الأميركي باراك أوباما يحدد إستراتيجيته الجديدة التي طال انتظارها، ليربط ما وصف بأنه أهم قرار يتخذه في ولايته الأولى، بالتطورات الميدانية التي ستعجّل «حسمها» زيادة في عديد الجنود، إنما لفترة معينة. ففي خطاب ألقاه فجر الأربعاء 2 ديسمبر الجاري أمام طلاب الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت شمالي نيويورك، أعلن أوباما أنه ينوي إنهاء حرب أفغانستان وسحب معظم القوات في نحو 3 سنوات، وأن تسليم المهام للقوات الأفغانية، وبمعنى آخر سحب قوات أميركية وأطلسية، سيبدأ قبل «وقت طويل» من انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في يناير 2013، وتحديدا في يوليو العام 2011، كما ذكر مسؤولون في إدارته. وينوي الرئيس الأميركي، الذي بحث إستراتيجيته الجديدة مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ونظيره الباكستاني آصف زرداري، إرسال تعزيزات بما يقارب 35 ألف جندي إلى أفغانستان بحلول أغسطس 2010، في عملية انتشار سريعة تتدرج على 6 أشهر، غير أن وجودهم سيكون محدوداً في الزمن. ويأتي تدرج الانتشار على فترة قصيرة، في إطار إستراتيجية جديدة تبلغ تكاليفها المباشرة ما بين 25 و30 مليار دولار، وتقضي بتسريع المجهود الحربي للتصدي بشكل سريع للتصعيد الحالي في تحركات متمردي طالبان. غير أن التردد الدولي يزيد في تعميق الحرب وإطالتها، ما يعني في نهاية المطاف أن الحرب التي شنها الرئيس السابق جورج بوش باسم «الحرب على الإرهاب»، وجند لها تحالفا دوليا وحلف شمال الأطلسي، ستصبح ليس حرب الولايات المتحدة فحسب، بل حرب أوباما. ولاحظ الصحافي جيمس غوردون ميك أن أوباما سينهي سنته الأولى في البيت الأبيض، بعد زيادة عديد القوات في أفغانستان إلى مئة ألف جندي، مع بقاء أكثر من مئة ألف جندي في العراق، وأن المرشح أوباما المناوئ للحرب، سيكون رئيساً مسؤولاً عن أكثر من مئتي ألف جندي أميركي على جبهتين أفغانية وعراقية، وهو عدد يفوق عدد الجنود الأميركيين حتى خلال فترة الاندفاعة العسكرية لبوش في العراق سنة 2007.   تستهدف الإستراتيجية الأميركية القضاء على الوجود العسكري لحركة طالبان، التي باتت تسيطر على 70% من الأراضي الأفغانية خلال الشهور الأخيرة، وعلى قسم أساسي من 4 مليارات دولار، هي الأموال السنوية المتأتية من تجارة المخدرات في إقليم هلمند. فهل تمتلك أمريكا والدول الغربية الأخرى، مقاربة جديدة لبناء دولة حديثة في أفغانستان، تمتلك جهازا أمنيا وجيشا عصريين، قادرين على محاربة الإرهاب، حيث يتطلب تطوير الجيش الأفغاني أموالا باهظة؟   أم أنهم سيستمرون في دعم نظام حامد كرزاي الذي لا يحظى بشعبية محلية، وعاجز عن محاربة الفساد الذي ينخر أجهزة الدولة الأفغانية، علما أن إجمالي المساعدات التي حصلت عليها حكومته طيلة السنوات الماضية بلغ نحو 15 مليار دولار، إضافة إلى اعتماده على أمراء الحرب، الذين يشكلون دعائم التخلف والاستغلال في أفغانستان؟!   كاتب تونسي  (المصدر: صحيفة البيان(يومية-إماراتية) ،آراء وأفكار، بتاريخ 8  ديسمبر 2009)

 

اردوغان يتوعد إسرائيل برد مزلزل إذا انتهكت الاجواء التركية


في اول لقاء لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع صحيفة عربية، حذر اردوغان  اسرائيل من انتهاك الاجواء التركية و قال اردوغان “لو انتهكت إسرائيل أجواء تركيا ستتلقى ردا مزلزلا ” و اليكم نص الحوار الذي اجراه الكاتب الصحفي الكبير فهمي هويدي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والذي نشرته صحيفة الشروق المصرية: “عشية سفره إلى واشنطن قال رجب طيب أردوغان إن الوضع فى غزة ضمن جدول أعمال زيارته. مشيرا إلى أن الوضع فى القطاع لا ينبغى السكوت عليه. كما أعرب عن أمله فى أن تكون الزيارة التى سيقوم بها الرئيس حسنى مبارك إلى أنقرة يوم 15 من الشهر الحالى بمثابة نقطة تحول فى علاقات تركيا ومصر. وتمنى فى حديث مطول تطرق فيه إلى أمور عدة أن ينتهى الانقسام العربى حتى تتمكن الأمة العربية من الاحتشاد لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها. ــ1ــ كان ذلك هو لقائى الثانى مع الرجل. إذ التقيته فى المرة الأولى عام 1994 حين انتخب رئيسا لبلدية استانبول ممثلا عن حزب الرفاه. وجرى الحوار آنذاك حول مشكلات المدينة ومحنتها، بعد أن شاع الفساد فى إدارتها وتدهورت مرافقها. لم يكن يتحدث كعمدة منتخب فحسب، وإنما كعاشق للمدينة وحافظ لشوارعها، التى اضطرته ظروفه العائلية فى سنه المبكرة لأن يتجول فيها بائعا للبطيخ والسميط والمياه الغازية لكى يوفر مصروفات تعليمه. التى عجز أبوه عن احتمالها. إذ كان الأب الذى ينحدر من أصول جورجية يعمل جنديا بسيطا فى خفر السواحل. وهى المهنة الوحيدة التى أجادها منذ نزحت أسرته من شواطئ البحر الأسود لكى تستقر فى استانبول بعدما قتل الجد فى سنة 1916 أثناء صد الحملة الروسية والأرمنية التى استهدفت أراضى الدولة العثمانية فى سنوات أفولها. ولا أعرف إن كان لقب الأسرة له علاقة بهذه الخلفية أم لا، ولكن صاحبنا «الطيب» ظل يعرف طوال الوقت باسم «أردوغان» الذى يعنى فى اللغة التركية «الفتى الشجاع» («أر» تعنى القوى أو الشجاع و«دوغان» هو الطفل). استطاع الطيب أن يكمل تعليمه حتى التحق بإحدى مدارس «إمام وخطيب»، شأنه فى ذلك شأن غيره من أبناء الأسر المتدينة. لكنه تخصص فى الاقتصاد وإدارة الأعمال، وتخرج من المعهد العالى الذى صار الآن جامعة مرمرة، ثم ألقى بنفسه فى خضم العمل السياسى، تاركا ملاعب كرة القدم التى لمع نجمه فيها، وتحول إلى عنصر ناشط فى حزب الرفاه الإسلامى الذى أسسه أستاذه نجم الدين أربكان، الأمر الذى أوصله إلى منصب عمدة استانبول، وقاده بعد ذلك إلى السجن فى سنة 1998، حيث أمضى فيه ستة أشهر بعد اتهامه بالإساءة إلى العلمانية. خمسة عشر عاما مضت بين اللقاءين الأول والثانى، تحول فيها من عضو ناشط فى حزب الرفاه وعمدة استانبول إلى زعيم لحزب آخر باسم العدالة والتنمية وعمدة لتركيا كلها وأول «باشبكان» للجمهورية التركية الثانية(«باش» تعنى الرأس و«بكان» هو الوزير، وباشبكان هو رئيس الوزراء». ذكرته بلقائنا الأول فابتسم ابتسامة خفيفة تليق بمقام باشبكان بلغ من العمر 55 عاما، ورد بالعربية قائلا «أهلا وسهلا». وكأنه بذلك دعانى إلى الدخول فى الموضوع. ــ2ــ كنت أعلم أن مستشاريه وأجهزة وزارة الخارجية منهمكون منذ أيام فى التحضير لزيارته إلى واشنطن، فسألته عن الهدف منها. وعما إذا كانت زيارته قبل أسابيع معدودة لكل من إيران وباكستان لها علاقة بهذه الرحلة. فقال إن تركيا الحالية ليست مشغولة بشئونها الداخلية وعلاقاتها الثنائية بالولايات المتحدة فحسب، ولكنها أيضا مشغوله بمحيطها وثيق الصلة بانتمائها وعمقها الإستراتيجى. وهذا الانشغال جعلها حاضرة فى العديد من الملفات الإقليمية والدولية. فهى حاضرة فى ملفات الشرق الأوسط. وهى موجودة فى أفغانستان وترأس القوات الدولية هناك، ثم إنها معنية بالموضوع الإيرانى وتداعيات البرنامج النووى الذى يثار حوله لغط شديد فى الساحة الدولية. وعلاقاتها مع أرمينيا لكى تنجح أصبحت وثيقة الصلة بحل المشكلة القائمة بينها وبين أذربيجان بخصوص النزاع حول مقاطعة «ناجورنو كارباخ» التى اجتاحتها القوات الأرمنية قبل سنوات قليلة، كما أن الوضع فى قبرص يدخل فى صميم اهتمامنا ليس فقط بسبب قبرص التركية. ولكن أيضا لأنه مطروح فى سياق علاقتنا باليونان. وإضافة إلى كل ذلك فموضوع علاقتنا مع الاتحاد الأوروبى له مكانه فى جدول الأعمال. قلت له إن من بين تلك العناوين المهمة، تحتاج ملفات الشرق الأوسط إلى بعض التفصيل، خصوصا ما تعلق منها بفلسطين وإسرائيل وإيران. هز رأسه موافقا وقال إن أكثر ما يقلقه فى الشأن الفلسطينى حاليا هو وضع قطاع غزة، الذى تحول إلى سجن كبير مفتوح، يقف الجميع متفرجين عليه وغير مكترثين به. وهو أمر لا ينبغى السكوت عليه ليس فقط من جانب دول المنطقة، بل أيضا من جانب العالم المتحضر الذى يحترم حقوق الإنسان. فقد كان العدوان على غزة جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الفوسفور الأبيض ضد المدنيين العزل. وبعد العدوان الذى أدى إلى تدمير القطاع وقتل 1500 من سكانه وإصابة خمسة آلاف بجراح، عقد اجتماع شرم الشيخ الذى اتفق فيه على إعمار ما تم تدميره، وخصصت لذلك ملايين الدولارات، إلا أن القرار لم ينفذ. وبقيت خرائب غزة كما هى. والأدهى من ذلك أن الحصار استمر بحيث قطعت عن القطاع الحاجات الأساسية للناس. وقد سمعت أنهم اضطروا لاستخدام الأنفاق لتهريب الأغنام فى الاحتفال بعيد الأضحى. وهذا الوضع البائس وغير الإنسانى يتطلب بذل جهد خاص لعلاجه، ولذلك كان من الطبيعى أن يدرج على قائمة جدول أعمال الزيارة. أضاف السيد أردوغان قائلا: هناك أمران آخران يشغلاننا فى هذا السياق، الأول هو أن وقف الاستيطان من جانب إسرائيل الذى يعد شرطا ضروريا للعودة إلى مفاوضات السلام. والثانى هو أننا نقوم بدورنا فى التوسط بين إسرائيل وسوريا. وقد عقدت من الآن خمس جولات من المفاوضات بين الطرفين، وحين قلت له إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال إنه لم يعد مطمئنا إلى وساطة تركيا فى هذا الصدد، ويفضل وساطة فرنسا، علق قائلا: إننا توسطنا بناء على رغبة الطرفين، وإذا تلقينا هذه الرغبة مجددا فسوف نستجيب لها. وإذا لم نتلقها فلن نقوم بأى مبادرة من جانبنا. (٣) الحديث جرنا إلى الوضع الراهن للعلاقات التركية ــ الإسرائيلية، وقرار أنقرة منع إسرائيل من المشاركة فى مناورات «نسر الأناضول» السنوية مع الجيش التركى. فقال إنه لم يكن معقولا أن تجتاح إسرائيل غزة وتفتك بشعبها ثم نقول لجيشها تعال تدرب عندنا. ذلك أننا حكومة منتخبة جئنا بإرادة شعبنا، ولا نستطيع أن نتحدى مشاعر الشعب التركى الذى صدمه ما جرى أثناء العدوان على غزة. وكان احترام هذه المشاعر له دوره الحاسم فى خلفية قرارنا. فى ذات الوقت فإننا أردنا به أن نبلغ الإسرائيليين أيضا بأنهم لا يستطيعون تحت أى ظرف أن يستخدموا علاقتنا بهم ورقة فى عدوانهم على أى طرف ثالث. ذلك أننا فى هذه الحالة لن نقف محايدين أو مكتوفى الأيدى. قلت إن لدى معلومات تشير إلى أن إسرائيل كانت قد قامت باختراق الأجواء التركية لكى تقوم بعملية تجسس ضد إيران، وأن هذه الخطوة استفزت القيادة التركية، وكان لهذا الغضب دوره فى قرار إلغاء اشتراكها فى المناورات. وقد علق على هذه الملاحظة قائلا: إن المعلومة غير صحيحة. وبصوت حاسم أضاف: لو أن إسرائيل فعلت ذلك فإنها ستتلقى منا ردا مزلزلا. سألته عن نتائج زيارة بنيامين بن اليعازر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى الذى اصطحب معه 20 من كبار رجال الأعمال الإسرائيليين، وذكرت له أن بن اليعازر حين كان قائدا لإحدى وحدات الجيش فى حرب عام 67 أمر بقتل 70 من الأسرى المصريين بعد اعتقالهم، وكانوا خليطا من الضباط والجنود. رد الباشبكان قائلا: إن الرجل زارنا باعتباره وزيرا، وما فعله أثناء حرب ١٩٦٧ أمر يخص الحكومة المصرية، وقد تمت الزيارة فى إطار الاتفاقات المعقودة بين البلدين، وبعض هذه الاتفاقات لم تنفذها إسرائيل. سألته عما إذا كانت هذه الاتفاقات قد تمت فى عهد حكومة حزب العدالة والتنمية، فقال إن حكومته عقدت اتفاقا واحدا مع إسرائيل خلال السنوات السبع الأخيرة، وهى خاصة بشراء طائرات بغير طيار، وهذه لم تف بها حكومة تل أبيب وقد اضطررنا إلى استئجار تلك الطائرات لحاجتنا إليها، وأمام إسرائىل، مهلة بقى منها 40 يوما (ابتداء من الخميس 3/12)، إذا لم ينفذ فإنه سيفسخ، أما الاتفاقات الأخرى فكلها عقدت قبل عام 2002. كنت قد علمت أن مستشار الأمن القومى الإيرانى ورئيس وفدها لمباحثات البرنامج النووى سعيد جليلى قد وصل إلى أنقرة حاملا رسالة إليه، ولأن وزير الخارجية الدكتور أحمد داود أوغلو كان فى طهران قبل أيام معدودة فقد استنتجت أن الأمر له علاقة برحلته إلى واشنطن، وحين سألته فى هذه النقطة قال إن العلاقات الوثيقة بين تركيا وإيران ليست جديدة وقد وثقتها اتفاقية «شيرين» التى عقدت بين البلدين فى عام 1939، إذ بيننا تاريخ مشترك فى الثقافة والفنون إضافة إلى علاقاتنا الإيمانية. (لاحظ إنه لم يذكر الإسلامية ربما تحسبا للمحاذير القانونية التى يستخدمها غلاة العلمانيين ضده)، وأضاف أنه فضلا عن ذلك فالشأن الإيرانى أصبح من صميم عناصر الأمن القومى التركى، وإضافة إلى مشروعها النووى الذى نؤيده فى استخداماته السلمية، فهى موجودة فى العراق وأفغانستان ومطلة على باكستان ودول آسيا الوسطى (التى تصنف سياسيا ضمن العالم التركى) فى الوقت ذاته فإيران هى المصدر الثانى الذى نعتمد عليه فى الغاز بعد روسيا، لذلك فإن استقرار إيران أمر يهمنا للغاية وتوتر علاقاتها بالولايات المتحدة والغرب لابد أن يقلقنا. ولذلك فمن الطبيعى أن يستمر التشاور والتفاهم بيننا ولا غرابة فى أن يكون الملف الإيرانى مدرجا ضمن جدول أعمال زيارة واشنطن. 4 ــ كان السيد أردوغان قد صرح فى مؤتمر صحفى عقب زيارته لإيران بأن تعاون البلدين قادر على أن يملأ الفراغ فى المنطقة، وحين طلبت منه إيضاحا لذلك قلت إن هذا الجهد يظل غير كاف ما لم تنضم إليه مصر، لتصبح الضلع الثالث فى مثلث القوة فى الشرق الأوسط. وهو يعقب على كلامى قال إن التفاهم بين تركيا وإيران قطع شوطا بعيدا فى احتواء أمور كثيرة محيطة بالبلدين علما بأنهما أصبحا هما الأكثر تأثيرا فى المنطقة، وحجم التبادل التجارى بيننا 10 مليارات دولار الآن، نأمل فى أن يصل إلى 30 مليارا خلال فترة وجيزة، وما أقصده أن البلدين فى وضع يسمح لهما بالقيام بدور كبير فى الشرق الأوسط، دون أن يتدخل أى منهما فى الشئون الداخلية لأية دولة أخرى. أما مصر ــ أضاف ــ فهى الدولة العربية الكبرى التى لا غنى عن دورها وثمة تفاهم طيب بيننا كان له إسهامه فى وقف العدوان على غزة، ولدينا تعاون اقتصادى جيد معها، لكننا نتطلع إلى زيارة الرئيس مبارك فى الخامس عشر من شهر ديسمبر الحالى، وأملنا كبير فى أن تحقق تلك الزيارة طفرة نوعية تنقلنا إلى عهد جديد فى مسيرة التعاون التركى ــ العربى. عند هذه النقطة قطع أردوغان كلامه وقال إنه بعد زيارته الأخيرة إلى ليبيا أدرك أن الخلافات العربية استفحلت لدرجة أصبحت معها بحاجة سريعة إلى الاحتواء وأن الأمل معقود على الدول العربية الكبيرة أن تلعب دورا فى هذا الصدد. عندئذ قلت: بعد إلغاء تأشيرات الدخول مع سوريا أولا ثم الأردن وبعد ليبيا وألبانيا، ما هى خطوتكم التالية فى هذا الاتجاه؟ فى رده قال إن تركيا أمضت عقودا وهى غير قادرة على مخاطبة جيرانها، وقد اختلف الأمر تماما بما يعادل 180 درجة حيث مدت جسورها وأياديها إلى الجميع وحلت كل مشاكلها المعلقة مع الجيران ونحن نتطلع إلى يوم نتفق فيه على تأشيرة واحدة إلى كل الدول العربية، كما حدث مع أوروبا التى تسمح تأشيرة «شنجن» لزائرها بأن يتجول فى كل بلدان القارة باستثناء إنجلترا. قلت: هل هذا التوجه من إفرازات سياسة «العثمانية الجديدة»؟ قال: هذا المصطلح مغلوط ولا أحبذ استخدامه، فضلا عن أنه تعبير خاطئ يبتسر الماضى وينتقص من قدره. كما أنه يستدعى إلى الذاكرة مرحلة اندثرت ولا سبيل إلى إحيائها، وإن جاز لنا أن نتعلم دروسها ونستفيد منها. ونحن لا نسعى إلى إقامة مستقبل رومانسى يدغدغ مشاعر الناس لكننا نسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون الاقتصادى والتجارى المشترك لأن تبادل المصالح على نحو متكافئ يفتح الباب لاستقرار التعايش والسلام بين الشعوب، وهذه السياسة هى التى مكنت تركيا من تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية، لأنها لم تكن تعتمد على جهة واحدة فى تعاملاتها وإنما وزعت أنشطتها على دائرة واسعة فى الدول فتنوعت أسواقها ومن ثم تنوعت مواردها الاقتصادية. 5 ــ كنت قد بعثت مسبقا إلى مكتبه بالمحاور التي وددت أن يدور حولها الحديث وأوردت محورا يتعلق بعلاقة حكومته بالجيش الذى ظل يعد القوة الحقيقية صاحبة القرار فى تركيا منذ وصول الكماليين للسلطة وإلغاء الخلافة الإسلامية فى عشرينيات القرن الماضى، وهى العلاقة التى أصبحت محل لغط فى العام الأخير بعد اكتشاف ضلوع بعض قياداته فى منظمة أرجنكون السرية، وهى التى كانت وراء الكثير من الاغتيالات وأعمال الفوضى فى البلاد، خصوصا أن وثيقة عثر عليها مؤخرا تحدثت عن الإعداد لحملة اغتيالات ومظاهرات استهدفت إسقاط حكومة حزب العدالة. كذلك كنت أعلم أن السيد أردوغان بصدد عقد اجتماع مع قيادات الجيش لمناقشة تطورات الموضوع بعد استدعاء بعض قادة أسلحته السابقين للشهادة أمام محكمة مدنية لأول مرة فى التاريخ التركى المعاصر، لكن كبير مستشاريه قال لى إنه يخشى أن يساء فهم الكلام فى هذا الموضوع الحساس، وقد يظن البعض أن السؤال موحى به من قبل فريق أرودغان للتأثير على مسار الأحداث وقد قدرت حساباتهم الدقيقة وسألت رئىس الوزراء عن ملف منظمة أرجنكون فرد بإجابة مقتضبة قال فيها إن الأمر كله أمام القضاء ولا يجوز له قانونا أن يعلق على قضية معروضة على القضاء قبل أن يفصل فيها. حاولت أن ألتف حول الموضوع فسألته عن عدد مرات محاولات الاغتيال التى تعرض لها (معلوماتى أن إحداها كشفت فى الشهر الماضى) فقال إن الذى لا يعرفه من تلك المحاولات أكثر من الذى يعرفه، وإن الذى يعرفه لا يذكر عدد المرات فيه. غيرت الموضوع فى النهاية وسألته عما إذا كان متفائلا بالانضمام إلى الاتحاد الاوروبى رغم أن القوى المعارضة لذلك تتزايد فى أوروبا، فقال إن حكومته سمعت الكثير من الملاحظات خلال السنوات السبع الماضية لكن ذلك لم يثنها عن المضى فى الإصلاحات السياسية ومن ثم فغاية ما يمكن أن يقوله إنه متفائل بحذر. كنت قد تجاوزت التسعين دقيقة التى خصصت لى ونبهت إلى أن معاونى الباشبكان ينتظرونه فى حجرة مجاورة لإتمام مناقشة ملفات الرحلة إلى واشنطن، ولاحظت أنه بدأ ينظر إلى ساعته، فطويت أوراقى وانصرفت مؤجلا بقية أسئلتي إلى لقاء ثالث أرجو يتأخرعن عام ٢٠١٢، حين يرشح أردوغان نفسه رئيسا للجمهورية التركية. وهى المعلومة التى أصبحت أكبر سر معلن فى أنقرة. ” (المصدر: موقع “أخبار العالم” (تابع لوكالة جيهان الإخبارية – تركيا) بتاريخ 8 ديسمبر 2009)  


(ضغينة) الدكتور البرادعى

 


فهمي هويدي (*)  مشكلة الدكتور محمد البرادعى أنه طالب بإصلاح سياسى حقيقى فى مصر، وأنه شكك فى إمكانية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة فى ظل الأوضاع الراهنة. إن شئت فقل إن مشكلته أنه أخذ الموضوع على محمل الجد، فى حين أن ثمة توافقا ضمنيا على غير ذلك بين المشاركين فى اللعبة السياسية، بمقتضاه تقوم فى مصر مؤسسات شبيهة بتلك التى تتوفر للدول الديمقراطية. ولكنها ليست مثيلة لها بالضبط. بحيث يستوفى الشكل وتغيب الوظيفة. والفرق بيننا وبينهم فى هذه الحالة هو ذاته الفرق بين النظام الديمقراطى والفيلم الديمقراطى. البيان الذى أصدره المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية وعرض فيه للمواصفات، التى ينبغى أن تتوافر لأى انتخابات رئاسية حقيقية خيب آمال بعض الذين رحبوا به فى البداية. أعنى أولئك الذين أرادوا له أن يكون أحد المشاركين فى «الفيلم» المراد إنتاجه. ذلك أن المطلوب منافس محترم وقوى، لكى ينهزم أمام مرشح الحزب الوطنى، سواء كان الرئيس مبارك أو ابنه. وفى هذه الحالة ينجح الإخراج فى أن يصور الفيلم على نحو أفضل. لكن الرجل فيما صدر عنه بدا معتذرا عن التمثيل. ورفض أن يستخدم كـ«دوبلير» للبطل المنتظر. ليس ذلك فحسب، وإنما كشف أيضا عن العورات التى أريد لها أن تظل مستورة، ونكأ جراحا مسكوتا عنها، أريد للزمن أن يداويها، وأن تظل فى طى النسيان طول الوقت. ولذلك استحق الهجوم الذى شنته عليه أبواق موالاة الحكومة والحزب الوطنى. وهو هجوم لم ينتقد الأفكار التى طرحها فحسب، ولكنه تحول إلى حملة تجريح لشخصه، اتهمته بأنه رجل «مستورد» ومحسوب على الأمريكيين ومعدوم الخبرة السياسية. وذهبت إلى حد التشكيك فى وطنيته، والادعاء بأنه «ما زال يحمل ضغينة لبلاده» ــ هكذا مرة واحدة (!) أغلب الأقلام التى هاجمته كان أصحابها ممن احتفوا بالرجل وتباهوا به حين حصل على جائزة نوبل، كما عيرَّ به بعضهم أشقاءنا العرب حتى قال قائلهم ذات مرة: كم واحدا عندكم حصل على جائزة نوبل؟ لكنه بما تكلم استحق الآن أن يدرج اسمه فى القوائم السوداء. وهذا التحول من الحفاوة إلى الهجوم ليس مصادفة، ولكنه لم يتم إلا بعد إطلاق الضوء الأخضر، الذى ما إن تلقته الصحف القومية حتى شنت حملتها ضده. وكان ذلك واضحا فى تعليقات رؤساء تحرير تلك الصحف. آية ذلك أننا وجدنا أن صحيفة الأهرام نشرت ملخصا للبيان الذى أصدره فى الطبعة الأولى لعدد الجمعة 4 ديسمبر تحت عنوان يقول: «البرادعى يحدد موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة»، وهو عنوان موضوعى ومهنى. لكن حين صدرت الإشارة الخضراء فإن العنوان تغير فى الطبعة الثانية بحيث أصبح سياسيا وهجوميا. فأصبح كالتالى: البرادعى يطالب بانقلاب دستورى لترشيح نفسه للرئاسة! الملاحظات التى أبداها البرادعى ودعا فيها إلى توفير شروط النزاهة للانتخابات لا تختلف فى جوهرها كثيرا عن تحفظات رموز الجماعة الوطنية فى مصر، إلا أن الحملة المضادة شددت على حكاية الانقلاب الدستورى، وادعت أن الرجل يريد أن يفرض شروطه على المجتمع لكى يترشح للرئاسة. علما بأن الذين عدلوا 34 مادة فى الدستور دفعة واحدة، ومرروها على مجلس الشعب فى خمس دقائق، هم الذين أحدثوا الانقلاب على الدستور، وعبثوا بالشرعية المنقوصة، التى يستبسلون فى الدفاع عنها الآن. إن أسوأ ما فى الحملة الراهنة أنها تقنعنا بأنه فى ظل الوضع القائم لا أمل فى أى إصلاح سياسى، وأن من يريد أن يشارك فى العملية السياسية عليه أن يقبل بالمشاركة فى التمثيلية، التى تزوّر العملية الديمقراطية وتفرغها من مضمونها. وهو ما يضعنا أمام مفارقة مثيرة. خلاصتها أن الأصوات الوطنية فى مصر تطالب النظام القائم بأن يصحح نفسه بحيث يبادر إلى إجراء الإصلاح، ولكن أبواق النظام ورموزه تصر على إغلاق هذا الباب، على نحو يدفع الجماعة الوطنية إلى عدم التعويل عليه فى ذلك. وهو موقف لا يرتب إلا نتيجة واحدة هى أن تراهن تلك الجماعة على بديل آخر قد يرجى منه الخير المنشود ــ إن الدبة التى قتلت صاحبها باسم الغيرة عليه لم تفعل أكثر من ذلك! (المصدر: “الشروق” (يومية – مصر) بتاريخ 7 ديسمبر 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

Lire aussi ces articles

14 janvier 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2428 du 14.01.2007  archives : www.tunisnews.net CNLT: Morts suspectes dans les

En savoir plus +

23 janvier 2007

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2437 du23.01.2007  archives : www.tunisnews.net FEX -TMG:Les membres de l’IFEX-TMG

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.