الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2996 du 05.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


خــالد الطــراولي: وداعــا يـا أبـي، وسامح الله حاكم البـلاد!

حــرية و إنـصاف:محاكمة غريبة الأطوار : سجن بالنفاذ و سجن بالتأجيل في نفس الملف

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :صدور الأحكام في القضية الملفقة ضد نشطاء بنزرت

والمجلس الوطني للحريات: بنزرت: أحكام بالسجن على معتقلي عيد الجمهورية والبوليس السياسي يهين القضاء علنا

بنزرتي حر: بنزرت تحت الحصار أو المحاكمة التاريخية المشهودة للحرية وحقوق الانسان

حــرية و إنـصاف:التومي المنصوري يدخل في غيبوبة كاملة

عبد الرؤوف العيادي: بيان إلى الرأي العام

فرانس 24 : الرئيس بن علي يعلن ترشحه لولاية خامسة

العرب: تونس: مؤتمر الحزب الحاكم يحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة

نور الدين العويديدي : تونس: مؤتمر «التحدي» هل ينجح في مواجهة التحديات؟

رويترز: القذافي يؤيد ترشح بن علي لانتخابات الرئاسة في تونس

الجزيرة.نت : القذافي في تونس: الاتحاد المتوسطي محاولة استعمارية جديدة

وات: القائد معمر القذافي يلتقي عددا كبيرا من الشخصيات والاطارات النسائية التونسية

وات: في لقاء مع الأدباء والمفكرين التونسيين : القائد معمر القذافي يدعو إلى تفعيل العمل المشترك على الصعيدين المغاربي والعربي

رويترز: القذافي: ايران لن تصمد أمام التحديات الغربية

يو بي أي: جامعة تونسية تمنح العقيد القذافي دكتوراه فخرية

وات : صدور العدد الجديد من مجلة ‘الدفاع’

موقع زياد الهاني: الرئيس محمد بن صالح يؤبّــــن الزميلة المرحومة اعتزاز القبسي

عن الموقع: القائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف

د . خالد طراولي:متـى يهنئنـا السيد الرئــيس ؟

صلاح الدين الجورشي : محاولة موضوعية لفهم الإسلام السياسي

محمد شمام يدعو إلى مجاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني ( 4 )

زهير الخويلدي :علمنة الدين شرط إمكان قيام الديمقراطية

الشاهد التونسي: صحفي واحد و تحليلان

محمـد العروسـي الهانـي: إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الخالد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة عملاق التاريخ وصانع الاستقلال

توفيق المديني :حين تأكل الثورة الفلسطينية أبناءها

فهمي هويدي : العرب ضيعوا فرصتهم في إفريقيا

الجزيرة.نت : هل أصيب ألكسندر سولجنتسين ‘بالسكتة الأدبية’؟  

العرب: مصادر لبنانية: الضابط السوري الذي اغتيل كان على صلة قوية بعماد مغنية

هدى سلامة : لا خلافات مع حزب الله بسبب مصرع ‘عماد مغنية’..

خالد أبو بكر : قائد جديد لجيش تركيا مكسب لـ ‘العدالة


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

وداعــا يـا أبـي، وسامح الله حاكم البـلاد!

 

خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr لقد بلغني نعيك وأنا بعيد عنك، لم ترني ولم أرك منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث التقينا في الحج سنة 1996، وكانت آخر مرة ملأت ناضري برؤياك ورؤيا الوالدة…ثم كان الفراق..، فلا أنت تستطيع التنقل بعدما قُطِعت رجلك وتراخت أعضاءك، حتى تأتي إلى منفاي، ولا أنا سمحت لي الظروف بعد أن حُجز جواز سفري لسنين… كانت آخر كلمة لي معك في الهاتف أني كلما سألتك عن حالك إلا وأجبت بصوت لا أكاد أسمعه… الحمد لله الحمد لله.. ثم غبت عني… سوف لن أصطحبك يا أبي إلى مثواك الأخير ولن أكون آخر من يودعك في قبرك، قبل أن تأتيك ملائكة الرحمان…سامحني يا أبي فما في الأمر حيلة، لقد خيّر ابنك بين الدنيا والآخرة وقد اخترت الأخيرة وهذا ما ربيتني عليه… لقد عشتَ بعيدا عني وعشت بعيدا عنك وسوف تذهب إلى مثواك وأنا بعيد عنك، هكذا سطرت الأقدار، وهكذا نالنا جور الأوطان… ولكن لا تحزن، فإن الأيام دول، وسوف نلقى بعضنا يوم غد، فما أنت إلا سابق وأنا لاحق، ولن يفرقنا لا حاكم ولا محكوم، حيث عدالة السماء… وإني أرجو من الله أن يجمعني وإياك في جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. لن أنسى يا أبي فضلك بعد الله عليُ، فقد أديتَ الواجب وزيادة…علمتني حب الوطن، ولازلت أحبه ولا أرى له غيري الدهرَ مالكا..، علمتني ديني، وأرشدتني إلى الصلاة وأنا عمري 6 سنوات، وأخذتني معك إلى جامع « براك الجمال » بباب الخضراء بالعاصمة طوال طفولتي، ومنذ ذلك الحين ماتركتها أبدا ما حييت والحمد لله، ومنها فقهت أن هذا الدين إذا عُرفت مقاصده، وفُهمت روحه، ووُعيت مبادئه وثوابته، قادر على رفاهنا في الدنيا والآخرة… لم يجمعنا طيلة هذه السنين الطويلة إلا الهاتف، وكم كنت تريد رؤيتي، لم أحدثك ما كانت ترويه أمي عنك، عن بكائك لعدم لقائي وما كنت تخفيه عني وأخفيه عنك، سامحني يا أبي… وقد قلت لك ولأمي لو قيل لي يا خالد ما هي أمنيتك، لقلت دون تردد أن أضم أمي وأبي إلى أحضاني ولو للحظة من الزمن، ثم خذوا الدنيا وما فيها، لكن الزمن لم يرحمنا وحاكم البلاد سامحه الله لم يرع شيبتك وعجزك ولهفك ولهف الوالدة… ذنبي أني أحببت هذه البلاد، وذنبك أنك أحببت أحد أبنائها، ذنبي أني غلبت حب وطني وديني وهمّ الناس، وذنبك أنك قبلت الخيار… ها أنك تغادر هذه الديار ولعل مرارة عدم لقائي اصطحبتك، فسامحني سامحني..، ذهبتَ ولا تحمل حقدا على من حرموك رؤياي، وكنت كثيرا ما تقول لي في الهاتف « متى تأتي يا خالد.. » وأجيبك « ربي كريم ولن نعطل »… فكنت تقول « ربي يهديهم ربي يهديهم »… ذهبتَ ولم تحمل حقدا لحاكم البلاد إذ كنتَ تقول « إن هذا الحرمان الذي أصابني الله به لعله تخفيف ذنوب… » عرفتك لم تترك صلاة الفجر في المسجد أكثر من ثلاثين سنة، ولم تلجأك غير انهيار صحتك إلى الركون إلى المنزل…عشت عابدا، ومت عابدا، وسوف تلقى الله عابدا..، ألم تروي لي ذات مرة أنك رأيت الجنة في المنام، ورأيت ثياب من دخلها مرصوفة، ورأيت لباسا لك بينهم… أعلم أنك ذهبتَ وحيدا دوني، وستلقى الله وحيدا..، وهذه حسرتي وهذا ألمي..، يقيني أنك لن تكون وحيدا في قبرك..، لن تكون وحيدا في مرقدك..، فقد سلمتك إلى أيد كريمة…فيا ملائكة الرحمة كوني به رحيمة، يا ملائكة السماء كوني به حليمة،  فما بدل ولا غير ولكن كان صواما عابدا محتسبا أمره عند الله… لن أخون العهد يا أبي، لن أتخلى عن ديني، لن أتخلى عن وطني، لن أتخلى عن المشروع، فهي إحدى الحسنيين، إما نجاح ونصر وعيش كريم، وإما غربة ومنفى وعمل « ومن مات غريبا مات شهيدا » أودعك يا سيدي من وراء البحار وفي القلب حسرة، وفي العين دمعة وفي الصدر زفرة، وأنا وحيد في منفاي.. لن أكون في الموعد…فإلى لقاء قريب بين يدي الرحمان…، فإذا سمعت يا سيدي المنادي ينادي « لمن الحكم اليوم، لمن الحكم اليوم.. »، فذلك صوت الرحمان، ولن يجيبه أحد، وسيجيب نفسه… »لله الواحد القهار »..، فإذا سمعته وإنا سامعوه… فاعلم أن اللقاء قريب..، فإلى اللقاء…إلى اللقاء… « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي » رحمــك الله يا أبــي  
تعزية في هذه المناسبة الأليمة يتقدم فريق‘تونس نيوز’ بتعازيه للدكتور خالد الطراولي سائلين الله تعالى أن يتغمد والده برحمته الواسعة وأن يجعل الجنة مثواه وأن يرفعه في عليين وأن يُلحقنا به جميعا مؤمنين وموحدين. لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05/08/2008 الموافق ل 03 شعبان 1429

محاكمة غريبة الأطوار سجن بالنفاذ و سجن بالتأجيل في نفس الملف

نظرت الدائرة الجزائية بمحكمة الناحية ببنزرت برئاسة القاضي فتحي بالحسين صبيحة هذا اليـــوم 05 أوت 2008 في القضية عدد 81453 و التي أحيل فيها كل من السادة : فوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي ( عضوي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين) و خالد بوجمعة (عضو منظمة حرية و إنصاف) و علي النفاتي ( سجين سياسي سابق ) بعد أن وجهت لهم تهم و قضايا مفتعلة بسبب نشاطهم الحقوقي و أصدرت في حقهم الدائرة المذكورة الأحكام التالية :  عثمان الجميلي و علي النفاتي ( 6 أشهر مع النفاذ العاجل) فوزي الصدقاوي و خالد بوجمعة (6 أشهر مع  تأجيل التنفيذ) علما و أنه قد وقعت جملة من الانتهاكات نذكر منها : -الحضور المكثف للبوليس السياسي -منع ممثلي الجمعيات الحقوقية و الأحزاب السياسية حضور المحكمة -كما تم الاعتداء على الأستاذ عبدالوهاب معطر بالعنف الجسدي نتج عنه كسر نظارته و ذلك اثر احتجاجه على منع زوجته من دخول قاعة المحكمة و الاعتداء عليها بالكلام البذيء بحضر القاضي. -الاعتداء بالعنف الجسدي و اللفظي على العديد من النشطاء الحقوقيين نذكر منهم : حامد المكي (ابن الشهيد الهاشمي المكي) : نقل إلى المستشفى في حالة إغماء بعد أن رفض أعوان الحماية المدنية نقله و إسعافه دون أخذ التعليمات. هبة المكي (ابنة الشهيد الهاشمي المكي) تعرضت إلى الدفع بالقوة و إلى الكلام البذيء. وليد بن رمضان (صهر الشهيد الهاشمي المكي)   تعرض إلى جرح بليغ على مستوى الرأس. حمزة حمزة (عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف) تعرض إلى اللطم و الركل و الضرب العشوائي مما خلف له رضوضا على مستوى الظهر و الرأس. تقوى البوعزيزي ( ابنة الشهيد أحمد البوعزيزي)  وقع جرها من رأسها و ضربها على مستوى الظهر. ياسين البجاوي ( الحزب الديمقراطي التقدمي ) تعرض إلى اللطم و الركل و الضرب العشوائي. هذا وقد تمت ملاحقة النشطاء الحقوقيين و منعهم حتى من دخول المقاهي. و حرية و إنصاف – تستنكر هذه المحاكمة المفتعلة و التوظيف القضائي من قبل السلطة لتصفية خصومها. – تدين الاعتداءات الجسدية و اللفظية من قبل البوليس السياسي على النشطاء الحقوقيين. -تطالب بفتح تحقيق في هذه الاعتداءات و محاكمة الجنات. – تطالب بإسقاط الأحكام و إطلاق سراح المحكومين بالسجن على الفور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام زهير مخلوف  


 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“   الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 05 أوت 2008

صدور الأحكام في القضية الملفقة ضد نشطاء بنزرت :  عدم سماع الدعوى في تهمة … الإعتداء على الأخلاق الحميدة .. ! ،

و السجن النافذ للجميلي و النفاتي ، و المؤجل للصدقاوي و بوجمعة  بتهمة التظاهر .. !

 

 
عاشت مدينة بنزرت طيلة صبيحة اليوم 05 أوت 2008 حالة حصار بوليسي مطبق بمناسبة محاكمة النشطاء الحقوقيين فوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي و خالد بوجمعة و علي النفاتي  و قد تم نصب حواجز أمنية على طول الطريق الرابط بين تونس و بنزرت  و التدقيق في هويات المحامين و النشطاء القادمين من تونس مرات عديدة  ، و قد عمدت عناصر البوليس السياسي التي قدمت من العاصمة إلى الإعتداء على النشطاء و على عائلات الموقوفين ، فقد تم الإعتداء بالعنف الشديد على ابني الشهيد الهاشمي المكي هبة و حامد  و على صهرهما وليد رمضان ، و على تقوى البوعزيزي ( ابنة الشهيد الهاشمي المكي ) و على النشطاء الحقوقيين طارق السوسي ( الذي تم طرحه أرضا و الدوس عليه بالأقدام ) و ياسين البجاوي و علي الوسلاتي ، كما  انهال 6 من أعوان البوليس السياسي  بالضرب و اللكم  على الناشط الحقوقي حمزة حمزة ، و قد امتدت الإعتداءات إلى حرم المحكمة حيث قام أحد أعوان أمن الدولة بالإعتداء باللكم على الأستاذ عبد الوهاب معطر  ( مما خلف كسر نظارتيه ) على مرأى و مسمع من موظفي المحكمة .. ! و قد ترافع عدد كبير من المحامين  من بينهم الأساتذة أحمد نجيب الشابي و مختار الطريفي و سمير ديلو و محمد عبو ( الذي انسحب احتجاجا على ظروف المحاكمة ) و العياشي الهمامي و عبد الوهاب معطر و آسيا بالحاج سالم و عبد الناصر العويني و ياسر طرشاق   ، و بيّن المحامون ( أصالة عن أنفسهم و نيابة عن الأساتذة  سعيدة العكرمي و فدوى معطر و محمد النوري و عبد الرؤوف العيادي و نور  الدين البحيري ) بطلان إجراءات التتبع لتزوير المحاضر التي تم تحريرها بإدارة أمن الدولة ثم  نسب تحريرها  ، كذبا ، لفرقة الشرطة العدلية ببنزرت ، فضلا عن تذييلها ببصمة إبهام الموقوفين و الحال أنهم من مستوى تعليمي جامعي و أن القانون التونسي يوجب اشتمال المحضر على إمضاء الموقوف أو التنصيص على امتناعه عن ذلك .. ! و طالب المحامون بالسماح لشهود النفي بحضور الجلسة (  بعد أن منعهم الطوق البوليسي من الإقتراب من مبنى المحكمة )  و بعد المفوضة أصدر القاضي الأحكام التالية : عدم سماع الدعوى في حق جميع المتهمين بخصوص جريمة الإعتداء على الأخلاق الحميدة . السجن مدة 6 أشهر مع النفاذ في حق عثمان الجميلي و علي النفاتي  بخصوص جريمة المشاركة في مظاهرة لم يتم الإعلام بها . السجن مدة 6 أشهر مع تأجيل التنفيذ  في حق فوزي الصدقاوي و خالد بوجمعة   بخصوص جريمة المشاركة في مظاهرة لم يتم الإعلام بها . و قد غادر الصدقاوي و بوجمعة السجن المدني ببنزرت على الساعة الخامسة و 10 دقائق ، و الجمعية إذ تبارك الإفراج عن عضويها  المناضلين فوزي الصدقاوي و خالد بوجمعة ( العضو كذلك بجامعة ببنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي ) فإنها تطالب بالإفراج الفوري عن السجينين السياسيين السابقين  عثمان الجميلي و علي النفاتي  خاصة بعد أن ثبت تزوير المحاضر بنص الحكم الذي لم يلتفت للكم الهائل من العبارات النابية المنسوب ، باطلا ، للمتهمين التلفظ بها .. أفيستغرب ممن زوّر البعض أن يدلّس الكل .. !؟ كما تستغرب الجمعية ما عمدت له إدارة السجن المدني ببنزرت من تسريح الصدقاوي و بوجمعة في مكان ناء بعيد عن العمران بتعلة تفادي تجمهر النشطاء .. ! ..  اليوم الثلاثاء 05 أوت 2008 محاكمة سياسية في بنزرت لفوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي و خالد بوجمعة و علي النفاتي  بتهمة الإعتداء على الأخلاق الحميدة  و التظاهر .. و غدا الإربعاء 06 أوت 2008 محاكمة سياسية في تونس لمحمد بن سعيد بتهمة عدم الإمتثال لإشارة عون أمن  .. و يوم 14 أوت 2008 محاكمة سياسية في قفصة  لزكية الضيفاوي و فوزي الألماس و معمّر عميدي وعبد العزيز بن سلطان وعبد السلام الذوادي وكمال بن عثمان  ونزار شبي بتهم: « الإضرار بملك الغير والاعتداء على الأخلاق الحميدة والعصيان الواقع من أكثر من 10 أشخاص دون سلاح وهضم جانب موظف عمومي ورمي مواد صلبة وإحداث الهرج والتشويش.، هؤلاء جميعا لا يحاكمون ، بالطبع ،  من أجل آرائهم ..بل يسجنون من أجلها .. ! عن الجمعيـة الهيئـــــــــــة المديــــــــــرة  

بنزرت: أحكام بالسجن على معتقلي عيد الجمهورية والبوليس السياسي يهين القضاء علنا

 

 
قضت محكمة الناحية يينزرت اليوم 5 أوت 2008 بالسجن لمدة ستة أشهر نافذ على كل من علي النفاتي (سجين سياسي سابق) وعثمان الجميلي (الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين) وبستة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ لكل من فوزي الصدقاوي (الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين) وخالد بوجمعة (الحزب الديمقراطي التقدمي). وقد وجهت لهم تهمة التجمهر في الطريق العام والاعتداء على الأخلاق الحميدة. وكان النشطاء الأربعة قد أوقفوا ظهر يوم 25 جويلية بعد أن شاركوا صبيحة ذلك اليوم في وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية بنزرت بمناسبة الاحتفال بعيد الجمهورية شارك فيها عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين، ورفعت خلالها شعارات تطالب بالحريات وتعارض الرئاسة مدى الحياة. وبحسب محاميهم فإنّ الموقوفين الأربعة قد تم جلبهم من بنزرت إلى محلات أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس وتم إجبارهم على وضع بصمة الإبهام على محاضر مزوّرة رفضوا التوقيع عليها. وقد شهدت محكمة الناحية ببنزرت هذا اليوم سابقة خطيرة تمثلت في سيطرة البوليس السياسي على المحكمة ورفض تطبيق تعليمات قاضي الناحية، حيث منع فريق من البوليس السياسي تم استقدامه من تونس العاصمة النشطاء من حضور المحاكمة أو الاقتراب من المحكمة واعتدت على عدد منهم بالضرب أمام مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  مما استجوب نقل أحدهم (حامد المكّي) إلى المستشفى كما رفض بكل تحدّ الامتثال لأمر قاضي الناحية بالسماح بدخول زوجة الأستاذ عبد الوهاب معطر بدخول قاعة المحكمة رغم حصور القاضي على عين المكان بل وصل الأمر حد الاعتداء بالعنف على الأستاذ معطر  وشتم الحاضرين أمام أنظار القاضي.   والمجلس الوطني للحريات: -يعبّر عن استنكاره لما حدث هذا اليوم من إهانة للقضاء والمحامين من قبل البوليس السياسي  الذي أصبح يتصرف وكأنّه فوق القانون وأجهزة الدولة. ويطالب بفتح تحقيق جدّي في ما صدر عنه من تطاول واعتداءات ومعاقبة المسؤولين الذين أمروا بذلك. -يعتبر أنّ هذه القضية ملفقة وفاقدة لجميع أركانها المادية والسبب الأصلي الذي يحاكمون من أجله هو حق هؤلاء المناضلين في التعبير ولذلك يطالب بوقف جميع التتبعات ضدهم وإطلاق سراحهم. -يندد بالاعتداءات التي أصبحت تتكرر بمناسبة كل محاكمة سياسية ضد المدافعين والنشطاء ويطالب السلط بوضع حد للسلطة المطلقة المخولة للأجهزة الأمنية في تعاملها مع ممثلي المجتمع المدني.  تونس في 05 أوت 2008 عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين  


بنزرت تحت الحصار أو المحاكمة التاريخية المشهودة للحرية وحقوق الانسان

   

بنزرتي حر و »عافس في النظام »  

 
عاشت مدينة بنزرت صبيحة يوم الثلاثاء  5 أوت، حصارا أمنيا شديدا نفذه أكثر من مائة بوليس بالزي الرسمي والمدني أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى محكمة الناحية سواء من جهة شارع فرحات حشاد أو طريق راسنجلة أو الشارع الرئيسي     7نوفمبر شمالا وجنوبا . فقد قطع الطريق المؤدي إلى المحكمة تماما على كل فئات المارة مترجلين وسائقي سيارات ودراجات نارية ودراجات عادية وكأننا في غزة المحاصرة بفلسطين أو  الأعظمية بالعراق الجريح. وفي مقابل ذلك هنالك غياب تام  لكل مظاهر التواجد الأمني والمروري في وسط البلاد وفوضى مرورية عارمة خلقت طوابير من السيارات والشاحنات الخفيفة والدراجات النارية . وللحقيقة لم أرى في حياتي استنفارا أمنيا بمثل هذه الكثافة منذ بداية التسعينيات أيام المواجة مع الاسلاميين، وكأن سنوات النضال الشعبي والشياسي والحقوقي قد عادت من جديد وبدأ الوعي الاستحماري السطحي الذي كرسه النظام بكل استماتة قد بدأ يذوب ويتآكل وقد بدأ الدر يرجع إلى معدنه رافضا الظلم والمحاكمات الصورية والخطاب المتخشب  الذي لم يعد يطيق سماعه أحد سوى المنافقين وبائعي ضمائرهم وكلاب حراسة النظام الاستبدادي المتآكل والفاقد للشرعية يوما بعد يوم. لم أكن أتصور حقيقة أن النظام على مثل هذا المستوى من الخوف من شعبه والجبن والتبرم من مواجهة الخطاب المعرج بهذه الصفة ولهذه الدرجة:. لقد أثبتت فئة قليلة ولكن صادقة وصلبة محتجة على المحاكمات وواقفة محجوزة في مستوى مقر محكمة الناحية سابقا، أي قرب مستشفى أمراض النساء والتوليد، كم هي قوية وقادرة على ارهاب النظام وارباكه، هذا النظام الذي يتبجح بالشعبية وبحيازة حزبه التسعيني الشائخ على حوالي مليوني مشترك لم يأتي منهم أحدا لحمايته وتلميع صورته أمام المارة ومكافحة المناضلين الحقوقيين. لقد أثبت هذا النظام حقا من حيث يدري أو لا يدري صدق تشخيص المعارضة له وصحة خطابها حوله ووجاهة أفكارها في ما يخص طبيعته، أي أنه ضعيف وفاقد للشعبية وعاجز عن الحوار وإدارة الصراعات بطريقة حضارية – هذه الكلمة التي كدت أكرهها من فرط ما أصم بها النظام وماكنته الإعلامية آذاننا –  وذلك عندما يلجأ دائما وبصفة أوتوماتيكية إلى البوليس والعنف والقضاء لإزالة التوترات  والاحتنقانات ومواجهة النضالات الحقوقية المدنية السلمية. فلقد أتى بحافلة كاملة مدججة بالبوليس السياسي والعادي من العاصمة ليسكت صوت أناس لم يفعلوا سوى محاولة مساندة ومآزرة زملائهم ورفقائهم في المنظمات الحقوقية وذلك عبر تسجيل حضورهم ووقفهم الصمت ولكن المعبر والرمزي جدا أمام المحكمة.  إنه قمة التخلف السياسي الذي ما بعده تخلف والذي يدل حقيقة على بدائية وتحجر وتكلس عقلية الفئة الحاكمة والمستشارين مهما علت شهاداتهم وتجمل خطابهم. إنهم جميعا مثل ( … ) اللاتي يأتين الفاحشة  ثم يتكلمن عن الشرف والأخلاق والرجولية. ولعل هذا هو ما يفسر اتهام النظام لمعارضيه بتهمة تثير الحزن بقدر ما تثير الاشمئزاز والقرف، انها تهمة التعدي على الأخلاق الحميدة. نعم أزلام النظام الذين ينطقون بالكلام البذيئ وسب الجلالة ولهم قاموس خاص، يكاد يشكل لغة بذاتها داخل اللغة التونسية، في إهانة وشتم  العارضين وخاصة الحقوقيين ثم يأتون ويقبضون على المناضلين باسم الأخلاق الحميدة والتصدي للألفاظ الجارحة. هذا هو العهر السياسي والبغاء القضائي والعماء المثقفاتي الأخرص الذي نزل بتونس إلى أسفل الدرجات رغم امكانيات أبنائها وذكائهم ومستواهم العلمي والحضاري.  ختاما إذا كان شعار حزب الله في لبنان « لقد انتصر الدم على السيف والشهيد على الدبابة »، فإن شعارنا في تونس « لقد انتصرت الكلمة على البوليس والمبادئ على القمع والترهيب والحقيقة على النفاق والتزييف »  


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05/08/2008 الموافق ل 03 شعبان 1429

التومي المنصوري يدخل في غيبوبة كاملة

 

 
دخل اليوم السجين السياسي السابق المضرب عن الطعام  السيد التومي المنصوري في غيبوبة كاملة و ذلك على الساعة 11.00 صباحا نقلته على إثرها عائلته إلى استعجالي القصور الذي أحاله بدوره الى استعجالي الكاف على سيارة إسعاف حيث بقي هنالك حوالي ثلاث ساعات أين تم فحصه من طرف طبيبين و أكدا له أن حالته الصحية سيئة للغاية . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام زهير مخلوف  


 

بيان إلى الرأي العام عبد الرؤوف العيادي، محام

 

 
دخولي إلى سجن المرناقية يوم السبت 2 أوت 2008 لم يكن تنفيذا في حقي لحكم قاض بالحبس، وإنّما كان زيارة محام لثلاثة من منوّبيه. لكن ما حصل لي من اعتداء بالعنف الشديد من مدير السجن إبراهيم منصور[1] وثلاثة من أعوانه ذكّرني في لحظات ثقيلة بما رواه لي عدة منوّبين عمّا طالهم من أعمال تعذيب وتنكيل بالسجن المذكور على يد من ذكر من الأعوان. ورسّخ لديّ القناعة بأنّ جهاز الإدارة هو أداة حرب لا يسلم من نارها فرد أو مجموعة بعد أن أصبح فاقدا للسيطرة حتى على ذاته لأنّ ما يحرّكه هو الخوف واستشعار الخطر من انكشاف أمر جرائمه المتراكمة. فهل تصدّق أنّ مشهد الانقضاض عليّ من طرف المدير وأعوانه دافعه كان مجرد عدم إذعاني لتسليمهم الهاتف المحمول الذي كان بمحفظتي، فقد تحوّل هذا الجهاز الصغير في نظر الإدارة إلى سلاح، وأيّ سلاح هو يجرّد منه العدوّ خاصة وأنّه مجهز بمصورة قادرة على نقل حقائق من شأنها نسف أكاذيب السلطة حول واقع الفضاء الذي تديره- والذي تسمّيه سجنا- في حين أنّه فضاء للإذلال والانتقام، كما أنّ الصورة كفيلة بالكشف عن جرائم التعذيب وتقصّي آثاره على أجسام السجناء بعد أن تحوّل منذ عقدين إلى أداة لإدارة الشأن العام بل أكثر من ذلك ارتقى إلى مستوى العقيدة والنهج الثابت لدى المتسلطين على رقاب هذا الشعب المغلوب على أمره. ولتأكيد قولي هذا فقد زرتها يومها السجين رمزي الرمضاني وهو شابّ أحيل في عدة قضايا ملفّقة بموجب قانون ما يسمّى بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب، وقد روى لي ما تعرض له من أعمال تعذيب فظيعة بإدارة أمن الدولة خلّفت له آثارا- رغم طول العهد منذ عام وأربعة أشهر- وكانت بادية بمعصميه وبالبطن أيضا الذي أفرغت فيه عهدت شحنات كهربائية ، أمّا السجين الثاني ويدعى حلمي الرطيبي وهو أيضا شاب طالب جامعي كان يمشي بصعوبة وقد عاينت تقيّح عدة جروح برجليه وقد أعلمني أنّه أصيب بمرض الجرب ورفضت الإدارة علاجه مما اضطرّه إلى الإضراب عن الطعام أكثر من أسبوع. تلك كانت حادثة الاعتداء وهذه أسبابها. غادرت السجن بعد السطو عليّ وسلبي جهاز الهاتف المحمول وذراعي اليمنى بها انتفاخ وآثار احمرار، غادرته وقد ترسخت لديّ القناعة أنّ البداية كانت اقتراف جريمة التعذيب وأصبحت بعدئذ وظيفة الإدارة تتجه نحو وجهتين: الاستمرار في التعذيب والتصدّي لمن يحاول الكشف عن الجريمة والمجرم ضدّ كائن من كان باللجوء إلى جميع الوسائل ولو باستعمال العنف. أمّا الخطة فقد باتت معلومة وتقتضي جعل جميع الفرق بالإدارة وما ألحق بها ممن انتسب إلى بقية القطاعات (قضاة، محامون، أطبّاء، صحفيون…) دون استثناء تتورط في الجريمة (الأصل) بشكل أو بآخر إذ بذلك فقط تتوسع دائرة الجريمة ويتعدّد متعاطوها وتنسج تلقائيا روابط التضامن بينهم ويصبح بعدئذ من الصعب الإقناع بوجودها وهي على هذا الحجم الذي يصيّرها صعبة التصديق بعد أن تحوّلت إلى منهج وعقيدة. هذه حادثة في مسيرة محام دافع على من أجرم ومن لم يجرم حتى انتبه إلى الأجرم. والله أعلم. [1]  أذكر أنّني كنت خلال شهر أكتوبر 2007 رفعت شكوى إلى وكالة الجمهورية بمنّوبة ضد المدير المذكور وبعض أعوانه إثر اقترافهم لجرائم التعذيب في حق كل من السجناء رمزي العيفي ووائل العمامي وأسامة العبادي إلاّ أنّ وكيل الجمهورية الذي رفض تضمينها اكتفى بعد عدة أسابيع بإسناد أعداد لها دون القيام بأيّ إجراء بحث فيها.

 
 

الرئيس بن علي يعلن ترشحه لولاية خامسة

 

 
كما كان منتظرا، أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ترشحه لولاية خامسة على رأس قصر قرطاج، واستغل بن علي فرصة انعقاد مؤتمر الحزب الحاكم ليؤكد مشاركته في استحقاق 2009 الرئاسي. فرانس 24 – يوسف زرارقة في مطلع العشرية الحالية قال وزير التربية التونسي السابق ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان محمد شرفي متنبأ ان الرئيس زين العابدين بن علي يتجه نحو رئاسة مدى الحياة. وتعهد محمد شرفي الذي وصفه كثيرون بوزير التربية ‘الأكثر تجددا’ بالنضال من أجل الديمقراطية والحيلولة دون سقوط تونس في الجمود السياسي. وقد فارق محمد شرفي الحياة في السادس من حزيران/يونيو الفارط دون أن يتمكن من تجسيد هدفه إيقاف المسار نحو احتكار السلطة. ولم تمر ستة أسابيع على رحيله حتى أعلن الرئيس زين العابدين بن علي المتربع على سدة الحكم منذ تشرين الثاني/نوفمبر 1987 ترشحه لولاية خامسة على رأس قصر قرطاج، ليصبح بذلك أقدم رئيس عربي في الحكم بعد الزعيم الليبي معمر القدافي والرئيس المصري حسني مبارك. وعلى خلاف عهدة الرئيس السابق حبيب بورقيبة، لا يسمح دستور تونس الحالي برئاسة مدى الحياة، ومع ذلك لا يشكل هذا عائقا أمام رغبة زين العابدين بن علي التربع طويلا على كرسي قصر قرطاج. وتعتقد بياتريس هيبو الباحثة في معهد العلوم السياسية بباريس وصاحبة كتاب حول الأوضاع في تونس ان زين العابدين بن علي ليس بحاجة لتعديل دستوري للمكوث مطولا في قصر قرطاج’، معتبرة ان أسلوب الحكم المتعامل به حاليا ‘يسمح باحتكار السلطة ويجعل من السباق الرئاسي مسارا شكليا’. انتهج زين العابدين بن علي منذ دخوله قصر قرطاج قبل 21 عاما سياستين متباينتين، فقد اتسمت فترة 1987-1990 بالانفتاح السياسي حيث عمل على تخفيف قبضة النظام على الحقل السياسي والمجتمع المدني. فقد أقر تعديلا دستوريا يحول دون ممارسة الرئاسة مدى الحياة، وحدد عدد الويلات الرئاسية إلى ثلاثة وقام بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والنقابيين الذين اكتظت بهم سجون البلاد. وفي مطلع التسعينيات أنتهج الرئيس بن علي سياسة متشددة حيال الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية والصحافة بحجة التصدي للخطر الأصولي. وبعد انتخابة في 1989 و1997 و1999، أقر بن علي عام 2002 تعديلا دستوريا جديدا لإسقاط بند تحديد عدد الولايات الرئاسية والترشح لمرة رابعة، وهو ما تم فعلا عام 2004 ليفتح الطريق أمام إمكانية مسيرة رئاسية طويلة. ومما ساهم في تشديد الاحتكار السياسي وانعدام إمكانيات التداول على السلطة أوضاع المعارضة في تونس، ويقول قادر عبد الرحيم الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات الإستراتيجية ان المعارضة تنعدم للمصداقية لدى المجتمع، والسبب في ذلك تعاونها مع السلطة في سنوات بن علي الأولى على رأس قصر قرطاج. ويعتبر قادر عبد الرحيم ان أعضاء المعارضة القلائل القادرين على مواجهة النظام اضطروا على الخيار بين المنفى والسجن، وهي الأوضاع التي تؤثر على نشاطات المعارضة وتمنعها من مزاولة عملها بفعالية على حد قول الباحثة بياتريس هيبو. (المصدر: موقع قناة فرانس 24 (فرنسا) بتاريخ 2 أوت 2008)

تونس: مؤتمر الحزب الحاكم يحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة

تونس – صالح عطية أنهى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس، مؤتمره الخامس أول من أمس، بالإعلان عن القائمة الجديدة المنتخبة لأعضاء اللجنة المركزية (ثاني سلطة قرار بعد المؤتمر في الحزب)، ورسم ملامح المرحلة المقبلة في البلاد خصوصا من الناحيتين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على القانون الداخلي المنظم للحزب، بشكل يقدم صورة عن ملامح القيادة المقبلة للحزب وتشكيلة الحكومة التي ستقود البلاد خلال السنوات القادمة.. المرشح الدستوري الأول.. ويبدو أن أحد أهم إفرازات مؤتمر الحزب الحاكم في تونس، هو قبول الرئيس بن علي ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2009، تلبية لنداء حزبه، ومناشدة عديد المنظمات والجمعيات وحتى بعض أحزاب المعارضة (المحسوبة على الموالاة).. ويعد بن علي بموجب هذا القرار، أول المرشحين لانتخابات 2009، من الزاوية القانونية والدستورية، في انتظار ترشيحات أخرى من أحزاب المعارضة الذين يستجيبون للشروط التي نص عليها التعديل الدستوري الإضافي، الذي صادق عليه البرلمان في قراءة ثانية قبل أسبوع.. وكان حزبان من معارضة الموالاة، أعلنا خلال مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي، عن قرارهما ترشيح رئيس الحزب الحاكم ورئيس الدولة، زين العابدين بن علي للانتخابات القادمة، في إطار ‘جبهة ديمقراطية وطنية’، أو في سياق ‘أغلبية رئاسية’.. ودعت كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري (ليبرالي)، إلى تشكيل ‘جبهة’ تجمع الحزب الحاكم والأحزاب والمنظمات الموالية للحكومة، على قاعدة التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة بمرشح وفاقي هو الرئيس بن علي، لكن التجمع الدستوري الديمقراطي، لم يقدم إجابة على هذا الموضوع خلال المؤتمر، ما يعني في نظر المراقبين أنه غير معني بمثل هذه المقترحات، أو على الأقل لا يفكر فيها في الوقت الراهن.. لكن مقترح ‘الجبهة الديمقراطية الوطنية’، أو ‘الأغلبية الرئاسية’، اللذين تقدم بهما الحزبان المعارضان، تعني انسحابهما من دائرة التنافس على الاستحقاقات الرئاسية القادمة.. وكان زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، أحمد نجيب الشابي، أعلن في وقت سابق ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام 2009، لكنه ترشيح غير قانوني ولا يسمح به دستور البلاد، مما يعني أنه لا يتجاوز دائرة ‘الترشح السياسي’ وبالتالي غير معني بمنافسة الرئيس التونسي، الذي يحكم البلاد منذ العام 1987.. الديمقراطية والتداول على الحكم.. من جهة ثانية، شدد الحزب الحاكم، سواء في لائحته السياسية أو من خلال خطاب زعيمه، الرئيس بن علي، على تعزيز المسار الديمقراطي والتعددية في البلاد، في ردّ على بعض المعارضين الذين أعربوا عن تخوفاتهم بشأن إمكانية تراجع الحكومة عن الديمقراطية خصوصا بعد الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع أحداث الحوض المنجمي، والتي أعطت الانطباع بإمكانية الارتداد عن المسار الديمقراطي، لذلك كان خطاب قيادة الحزب الحاكم في المؤتمر، واضحا بشأن التأكيد على التمسك بالديمقراطية كخيار لا مندوحة عنه في سياسات الحكومة خلال المرحلة المقبلة.. وأعلن الرئيس التونسي وقيادة الحزب الحاكم في ذات السياق، عن تمسكهما بمبدأ ‘التداول على السلطة’، وهو الأمر الذي مثّل محور مطالب بعض المعرضات التي توصف بـ ‘الراديكالية’ في تونس.. لكن التجمع الدستوري شدد على أن التداول على الحكم لا يعني ‘ترك السلطة’ أو ‘الانسحاب من الحكم’، وإنما يتم ‘على قاعدة الانتخابات والاحتكام لمضمون الدستور’ وبنوده والشروط التي يتضمنها.. ويرى مراقبون، أن هذا الإعلان الرئاسي والحزبي، يضع حدا للمطالب التي ما انفكت بعض الأحزاب السياسية ترفعها في بياناتها وشعاراتها وثقافتها الحزبية.. وقال زهير المظفر وزير الوظيفة العمومية في الحكومة التونسية، وأحد منظري الحزب الحاكم لـ ‘الشرق’، أن ‘التداول الذي يعني تسليم الحكم أو التخلي عن السلطة أو الانسحاب من كرسي الرئاسة، لا معنى له من الناحية السياسية والدستورية’، مشددا على أن ‘التداول على السلطة، لا يجد معناه إلا من خلال صندوق الاقتراع ورأي الشعب، فذلك هو الطريق إلى التداول، وهو ما تشير إليه، بل وتتضمنه مختلف الدساتير الموجودة حتى في اعرق الديمقراطيات في العالم، حيث لا يتم التنصيص على مبدأ التداول، وإنما على الانتخابات كقاطرة رئيسية للوصول إلى الحكم في أي بلد’.. والسؤال المطروح في الأوساط السياسية وفي دوائر النخب هو: كيف ستتعاطى الأحزاب المطالبة بالتداول مع هذه المقاربة الجديدة؟ أم أن موضوع التداول على السلطة قد حسم بهذا التحليل، وعبر وجهة النظر الحكومية هذه؟ قيادة حزبية جديدة على صعيد آخر، كشفت انتخابات مؤتمر الحزب الحاكم، عن ميلاد لجنة مركزية جديدة، صعد إليها عدد غير قليل من الشباب ونسبة معتبرة من العناصر النسائية، فيما غادرها بعض الوزراء وكفاءات تجمعية عالية المستوى في إطار سياسة ‘التشبيب’ وضخ ‘دماء جديدة’ كرستها قيادة الحزب في هذا المؤتمر.. وأفادت معلومات من دوائر المؤتمر، أن التعديلات التي أدخلت على القانون الداخلي للحزب، وبخاصة قرار الاقتصار على نائب واحد لرئيس التجمع بدلا من اثنين، اتخذ على خلفية بعض المناكفات الحزبية التي سبقت المؤتمر، وبخاصة بين الجيل القديم في الحزب والأجيال الجديدة التي التحقت بالحزب عد تسلم بن علي الحكم.. وهي المناكفات التي رفضتها قيادة الحزب خشية من الانقسامات داخل الحزب الحاكم، في وقت يستعدّ فيه التجمع لمرحلة دقيقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. مرحلة صعبة.. لكن الأمر المهم الذي تمخض عن المؤتمر، هي الإشارات التي تضمنها خطاب رئيس التجمع الدستوري، بشأن تحديات المرحلة المقبلة، والتي اعتبرت بمثابة ‘ناقوس الإنذار’ ونوع من دعوة كانت صريحة لـ ‘شدّ الأحزمة’ خلال المرحلة المقبلة، التي وصفها الرئيس التونسي بالدقيقة والحرجة من حيث الصعوبات الاقتصادية وتقلبات أسعار النفط والمنتجات الغذائية في السوق الدولية.. وتضمن خطاب بن علي وأدبيات الحزب معاني ‘روح التضحية والمغالبة’ لدى التونسيين، في إشارة إلى ضرورة التضحية، وهو ما اعتبر في رأي المراقبين، إعلان علني وضريح على دخول البلاد مرحلة ستتم مواجهتها بشعار ‘التحدي’ الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة.. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أوت 2008)


 

تونس: مؤتمر «التحدي» هل ينجح في مواجهة التحديات؟

   

نور الدين العويديدي     أنهى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس، يوم السبت الماضي، مؤتمره الخامس، الذي حمل شعار «التحدي». وكانت أبرز نتائج هذا المؤتمر اختيار الحزب الأكبر والأقدم في تونس للرئيس زين العابدين مرشحا له في انتخابات الرئاسة، التي ستجري في الربع الأخير من العام 2009، فضلا عن تجديد هياكل الحزب واختيار قيادة جديدة له. حزب التجمع سليل الحزب الدستوري، وهو الحزب الذي قاد الحركة الوطنية منذ سنة 1934، وجلب الاستقلال لتونس العام 1956. ومنذ ذلك الوقت التصق الحزب، الذي هيمن عليه الراحل الحبيب بورقيبة، بالسلطة واندمج فيها وتماهى معها تماهيا تاما. أما عن الرئيس ابن علي فقد حكم تونس منذ العام 1987، أي ما يزيد عن 21 عاما حتى الآن. وبنهاية العام 2014، تاريخ نهاية الدورة الرئاسية التي سيترشح الرجل لها العام القادم، يكون ابن علي قد حكم تونس لمدة 27 عاما، ليقترب بذلك من سلفه الراحل بورقيبة، الذي حكم تونس 31 عاما كاملة، وأزيح في انقلاب أبيض نفذه الرئيس الحالي. 21 عاما من الحكم مدة طويلة جدا في الديمقراطيات الحديثة، لكنها مدة عادية بالمقاييس العربية، حيث يحكم الرئيس مدى الحياة، أو يزاح في انقلاب عسكري. وتونسيا، فرغم نيل البلاد لاستقلالها عام 1956، إلا أن التونسيين لم يعرفوا في أكثر من نصف قرن من الزمن سوى رئيسين اثنين فقط هما بورقيبة وابن علي، في حين تداول في نفس الفترة 10 رؤساء على الولايات المتحدة الأميركية، وسينتخب الرئيس الحادي عشر قبل نهاية العام الحالي، وتداول 7 رؤساء على حكم فرنسا منذ العام 1956. استبشر التونسيون خيرا حين قدم ابن علي إلى السلطة العام 1987، مغدقا عليهم الكثير من الوعود، ساحبا البساط من تحت أقدام المعارضة، التي وجدت نفسها فجأة أمام خطاب رسمي يتبنى معظم مطالبها في حياة ديمقراطية حقيقية، وتداول سلمي على السلطة، واحترام للحريات العامة والفردية، واعتراف بالأحزاب السياسية الممثلة للمجتمع، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق فيما بعد. مضت السنوات الثلاث الأولى بشكل معقول، لكن التدهور سرعان ما استفحل مع نهاية العام 1990، إذ شهدت البلاد انتهاكا واسعا لحقوق الإنسان، مع عودة الصراع بين التيار الإسلامي والسلطة، وهو الوضع الذي لا تزال تونس تعاني من تبعاته ومخلفاته حتى الآن. بعد إقصاء التيار الإسلامي بالقوة من المشهد السياسي التونسي كانت القوى العلمانية تتوقع انفتاحا عليها من قبل أجهزة الحكم، لكن ذلك لم يحصل، وطال التعسف باقي القوى المعارضة، وتشاطر الإسلاميون والشيوعيون والقوميون العروبيون زنزانات السجون ذاتها. في مقابل تدهور أوضاع الحريات وحقوق الإنسان عرفت تونس نوعا من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي خلال معظم مرحلة حكم الرئيس ابن علي، قياسا بالأوضاع في دول الجوار العربية، وقياسا بالثروات التونسية المحدودة. لكن المعارضين، ومنهم السيد أحمد نجيب الشابي، يجادلون بأن تونس دفعت ضريبة كبيرة جدا مقابل الاستقرار الاقتصادي، وأنه كان بالوسع أن تكون أوضاع البلاد أفضل، من دون دفع ضريبة غالية على صعيد الحريات وحقوق الإنسان.   دورة جديدة وتحديات إضافية حين يُعاد ترشيح الرئيس ابن علي العام القادم لولاية رئاسية خامسة، مضمون فوزه بها من الآن، يكون الرجل قد لبث في الحكم 22 عاما كاملة، وبقي أمامه خمسة أعوام أخرى. وستواجه الرئيس الجديد القديم، في دورته الخامسة، تحديات جديدة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ستكون بمثابة امتحان قاس له ولخياراته الكبرى في الحكم. فمؤشرات الوضعين الاقتصادي والاجتماعي بدأت من الآن تشعل الأضواء الحمراء. وما مشكلة الحوض المنجمي في الجنوب التونسي، التي لا تزال ذيولها مستمرة، إلا مقدمة لمشكلات أخرى، حري بالحكم أن يبحث لها عن علاج غير العلاج الأمني، الذي يكبت المشكلات ولا يحلها. فالأزمة الاقتصادية العالمية، ممثلة في الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء، والتي تتوقع الأمم المتحدة أن تستمر حتى العام 2015، بما قد يقود إلى المجاعة في بعض أطراف البلاد، التي يضربها الجفاف منذ أعوام، وكذلك زحف البضائع الصينية، رخيصة الأثمان، على العالم، بما فيه تونس، وتأثيرات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، التي باتت تهدد الكثير من مؤسسات الإنتاج التونسية بالإغلاق، بفعل العجز عن منافسة بضائع أكثر جودة وأقل ثمنا، وتزايد اقتراض تونس من المؤسسات المالية الدولية، بما يفوق قدرتها على السداد، كلها تحديات تحتاج إلى علاج جاد وحقيقي، خلال الدورة الخامسة للرئيس ابن علي. أما سياسيا فإن استمرار الاشتباك مع التيار الإسلامي، ممثلا بحركة النهضة، ثم بالتيار السلفي حاليا، لم تكسب منه تونس سوى توتر مقيم بين الدولة والمجتمع، وخسرت تونس بموجبه الكثير من الكفاءات المؤهلة لخدمة البلاد ومواجهة التحديات التي تعترضها. إن تونس اليوم أحوج ما تكون لحياة ديمقراطية كان الرئيس ابن علي قد وعد بها التونسيين أول توليه الحكم العام 1987. فالبلاد في حاجة إلى ميثاق وطني جديد، أو إلى إحياء الميثاق القديم، الذي أنجز العام 1988، بما يرسي حالة من السلم الأهلي والمدني، وبما يجعل الحياة السياسية تعبيرا عما يجري في أعماق المجتمع، لا مجرد ديكور مصطنع، وبما يكتل قوى التونسيين في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة. لقد كشف التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، بمناسبة مؤتمره الخامس، عن أن عدد منخرطيه يبلغ 2.2 مليون، وهو ما يعني أكثر من خُمس الشعب التونسي، الذي يقدر بـ 10 ملايين نسمة. لكن إذا علمنا أن منخرطي الأحزاب هم في العادة فوق سن العشرين، فهذا يعني أن أكثر من ثلث التونسيين البالغين هم أعضاء في الحزب الحاكم. إن هذه الأرقام إن صحت، يفترض أن تشجع الحكومة على الانفتاح على المعارضة، وهي واثقة من نفسها، فلديها أكثر من نصف الناخبين، بما يجعلها تفوز في أي اقتراع فيه منافسة انتخابية حقيقية.. فهل تقبل التحدي؟؟.. للأسف فالمؤشرات حتى الآن لا توحي بذلك، ورفض ترشح السيد أحمد نجيب الشابي للانتخابات الرئاسية خير دليل. (*) كاتب صحافي تونسي    المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 5 أوت 2008   


القذافي يؤيد ترشح بن علي لانتخابات الرئاسة في تونس

   

تونس 5 اغسطس اب /رويترز/  قال الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الثلاثاء انه سعيد بقرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الترشح للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ووصف قراره بالتاريخي. وقال القذافي //لقد اثلج صدورنا القرار التاريخي لبن علي بالترشح للاستمرار في قيادة التحول الذي قاده منذ 7 نوفمبر 1987//. وقال الرئيس التونسي بن علي يوم الاربعاء الماضي انه سيرشح نفسه لإعادة انتخابه لفترة ولاية جديدة للعام المقبل في خطوة قد تمدد بقاءه في السلطة حتى 2014. وأضاف القذافي //نحن نهنئ أنفسنا ونهنئ الشعب التونسي بهذا القرار، ونحن كلنا ثقة بان بن علي هو القادر على مواصلة قيادة مسيرة البلاد//. واشاد القذافي بما حققته تونس من مكاسب وقال// نحن نرى تونس بعد هذه المدة القصيرة قد تحولت في كل المجالات// وتولى بن علي السلطة في تونس عام 1987 عندما أعلن الاطباء ان الرئيس الحبيب بورقيبة في ذلك الوقت يعاني من اعراض الشيخوخة وغير مؤهل للحكم. ويتوقع على نطاق واسع ان يفوز بن علي بالانتخابات المقبلة لغياب منافس جدي يحظى بنفس التأييد. وارتقى التعاون الليبي الى اعلى مستوياته بين البلدين في الاعوام الاخيرة واصبح التعاون بينها نموذجا في المنطقة حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2007 نحو ملياري دولار.   (المصدر: وكالة (رويترز) للانباء بتاريخ 5 أوت  2008)  
 

القذافي في تونس: الاتحاد المتوسطي محاولة استعمارية جديدة

                 

جدد الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين 4 أوت 2008 في تونس رفضه مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا أنه سيتسبب في انقسام الاتحاد الإفريقي، واعتبره محاولة استعمارية جديدة. وقال القذافي مخاطبا مفكرين وفنانين في اليوم الثاني من زيارته لتونس ‘لدينا علاقات طيبة مع جميع دول الاتحاد الأوروبي، لكن لا نقبل أن ندخل في الاتحاد من أجل المتوسط’. وأضاف أن ‘أفريقيا ملاذنا، أفريقيا بيتنا، ولن نخرج من بيتنا ونخرق قرارات الاتحاد الأفريقي’، وتابع قائلا ‘لا أريد أن ننعزل عن أفريقيا ونعلق آمالا غير مؤكدة على أوروبا’. استعمار جديد وأكد القذافي أن هذا المشروع ‘محاولة استعمارية جديدة لإعادة إحياء خريطة الإمبراطورية الرومانية واستعادة الدول الاستعمارية لمستعمراتها القديمة باستخدام نفس الأساليب التي استخدمها نابليون بونابرت في استعماره لمصر، والإيطاليون في استعمارهم لليبيا’. واعتبر أن انضمام الدول العربية إلى هذا الاتحاد ‘موقف أملاه الضعف العربي’، واقترح ‘على المندمجين في المشروع أن ‘يشترطوا على الجانب الأوروبي أن يتم التعويض عن مرحلة الاستعمار الأوروبي لتثبت أوروبا حسن نواياها وحتى لا يتكرر الاستعمار’. وكان الزعيم الليبي قد أعلن رفضه فكرة الاتحاد من أجل المتوسط خلال قمة عربية مصغرة في طرابلس سبقت إطلاق هذا المشروع يوم 13 يوليو/ تموز في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وضمت قمة طرابلس يوم 10 يونيو/ حزيران الماضي الرؤساء السوري بشار الأسد والتونسي زين العابدين بن علي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، إضافة إلى رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أوت 2008 نقلت عن وكالات الأنباء)  

القائد معمر القذافي يلتقي عددا كبيرا من الشخصيات والاطارات النسائية التونسية

 

 
تونس 5 جويلية 2007 (وات) كان للقائد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم الاثنين بضفاف البحيرة من الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية لقاء مع عدد كبير من الشخصيات والاطارات النسائية والناشطات في المجال الاجتماعي وخاصة لفائدة المراة والاسرة والطفولة وتناول اللقاء مسائل تتعلق بالخصوص بالوحدة العربية والوحدة الافريقية والاتحاد المغاربي الى جانب وضع المراة في افريقيا والتحديات السياسية والتنموية التي تجابه بلدان القارة السمراء واكد قائد الثورة الليبية خلال هذا اللقاء ان القارة الافريقية تعاني من افات العصر الثلاث وهي الفقر والجهل والمرض رغم ما تزخر به من ثروات باطنية وبشرية هامة مشيرا الى ان الاعلان عن الاتحاد الافريقي خلال اجتماع سرت بليبيا يوم 9 سبتمبر 1999 شكل منطلقا لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة بين الدول الافريقية لكنه يظل غير كاف في غياب الوعي بالتحديات التي يفرزها الوضع السياسي والاقتصادى العالمي الجديد وبين ان الافتقار الى لغة موحدة وتعدد اللهجات تعتبر من ابرز التحديات التي تجابهها القارة الافريقية والتي تحول دون قيام تنمية فاعلة وناجعة بالاضافة الى تفشي الحروب الاهلية وتدهور الاوضاع الاجتماعية والافتقار الى التشريعات التي تنظم الحياة الزوجية والاسرية وتحمي حقوق المراة والطفل باعتبارهم اجيال الغد ومستقبل القارة وابرز في هذا الصدد حرص ليبيا على النهوض باوضاع الفئات الاجتماعية ولا سيما المراة من خلال مشروع القذافي للشباب والطفل والمراة الذى توفق الى تحسين مختلف الموءشرات الاجتماعية والاستجابة لحاجيات ومشاغل هذه الشرائح وفي خصوص الوحدة العربية لاحظ القائد الليبي انه رغم الجهود المبذولة منذ القديم لارساء وحدة عربية من المحيط الى الخليج على اساس القومية العربية الا ان هذه الجهود باءت بالفشل لاسباب عديدة وهو ما يفسر ضعف ووهن العالم العربي واوضح ان طبيعة العصر اليوم لم تعد تفرض قيام قوميات لحماية نفسها والدفاع عن مصالحها لا سيما مع بروز مفهوم العولمة مضيفا ان التحديات الراهنة اقوى من ان تواجهها دولة وطنية بمفردها وهو ما يستوجب قيامها داخل وحدة او تكتل قوى وبين ان الاتحاد الاوروبي الذى يضم اليوم 27 دولة ذات عملة واحدة وسوق استهلاكي واحد وقوة انتاجية واحدة وموقف سياسي واحد يشكل اليوم قوة قائمة الذات على مسرح الاحداث العالمية وتطرق من جهة اخرى الى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط فلاحظ ان الفراغ الذى يطرحه الفضاء المتوسطي رغم ما يمثله من قوة جذب هو سبب بروز فكرة هذا المشروع وفي ما يتعلق باتحاد المغرب العربي ثمن القائد معمر القذافي حرص الرئيس زين العابدين بن علي الدوءوب على تفعيل هذا المكسب المغاربي رغم ما يحيط به من عوائق تحول دون الاضطلاع بدوره على الوجه الاكمل وفي رده عن اقتراح حول امكانية قيام شراكة فاعلة بين النسيج الجمعياتي التونسي والليبي اكد قائد الثورة الليبية ان العلاقات الثنائية جيدة بل وممتازة على جميع المستويات وهو ما يشجع على ارساء تعاون مثمر وشراكة بناءة بين الجمعيات بالبلدين الشقيقين واعرب في ختام اللقاء عن سعادته وابتهاجه والشعب الليبي كافة بقرار اخيه الرئيس زين العابدين بن علي قبول الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة سنة 2009 قائلا في هذا الصدد بالخصوص ‘ ان ليبيا تحب الرئيس زين العابدين بن علي وتطمئن له وتتمنى بقاءه قائدا لتونس الشقيقة’. وكانت كل من السيدات فوزية الخالدى الامينة العامة المساعدة للتجمع الدستورى الديمقراطي المكلفة بالمراة وعزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية والسيدة العقربي رئيسة الجمعية التونسية للامهات قد عبرن قبل ذلك عن ترحيبهن بضيف الرئيس زين العابدين بن علي المبجل الذى تتزامن زيارته مع احتفالات تونس باعلان رئيس الدولة قراره الاستجابة لنداء حزبه وشعبه وقبول الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وثمن حرص رئيس الدولة الثابت على تعزيز مكانة المراة صلب الاسرة والمجتمع وفي الحياة العامة في كنف المساواة والشراكة التامين مع الرجل بما يترجم قناعة سيادته الراسخة بان النهوض بالمراة شرط اساسي لتطور المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة والمستديمة. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 5 أوت 2008)  


في لقاء مع الأدباء والمفكرين التونسيين : القائد معمر القذافي يدعو إلى تفعيل العمل المشترك على الصعيدين المغاربي والعربي

 
تونس 4 أوت 2008 (وات) التقى القائد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم ظهر يوم الاثنين بقصر السعادة بالمرسى عددا كبيرا من الادباء والمفكرين التونسيين وذلك بحضور السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث. وأكد قائد الثورة الليبية خلال هذا اللقاء الذي تناول جملة من القضايا الفكرية والسياسية الراهنة قاريا ودوليا اهمية التكتلات الاقليمية في ضوء التحولات العميقة التي افرزتها العولمة ومن اجل مجابهة التحديات وإيجاد موطئ قدم للعرب والأفارقة في عالم يحكمه منطق المصالح الاقتصادية والمالية. وقال في هذا الصدد ان عصر ‘الدولة الوطنية قد ولى’. ودعا في سياق متصل الى تفعيل العمل المشترك على الصعيدين المغاربي والعربي سيما عبر تنشيط اللجان المشتركة على المستويين الثنائي ومتعدد الاطراف من اجل تحقيق الاندماج المنشود بين الاقطار العربية. تثمين حرص الرئيس بن علي على بناء صرح الاتحاد المغاربي ولاحظ القائد معمر القذافي ان التعاون المغاربي والعربي لم يرتق بعد الى المستوى المنشود من حيث الكثافة والجدوى بل ان اغلب الاقطار العربية تقيم علاقات اقوى واكثر متانة مع البلدان الغربية من تلك التي تقيمها مع شقيقاتها. وثمن عاليا في هذا المضمار حرص الرئيس زين العابدين بن علي على بناء صرح الاتحاد المغاربي بالرغم من كل الصعوبات قائلا ‘ان الرئيس زين العابدين بن علي هو أكثر القادة حرصا على قيام اتحاد المغرب العربي’. وبخصوص الاتحاد المتوسطي جدد القائد معمر القذافي التعبير عن موقفه تجاه هذا المشروع. وشدد قائد ثورة الفاتح من سبتمبر على تمسكه بتوجهاته الافريقية معتبرا ان مستقبل شمال افريقيا مرتبط بالقارة السمراء وان المصلحة المادية وكذلك القراءة الواقعية للامور تفرض تحقيق الوحدة الافريقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا. كما اثار القائد القذافي مسائل عديدة اخرى منها قضية اللغة العربية وانحسارها المتزايد بسبب تنامي استخدام اللهجات المحلية في وسائل الاعلام السمعية والبصرية وايضا ايمانه بان الامازيغ ينحدرون من اصول عربية وهم السكان الاصليون لشمال افريقيا. وأشار الى ان الخلاف بين السنة والشيعة يندرج ضمن سياسة /فرق تسد/ التي تنتهجها بعض القوى الدولية من أجل تأجيج الانشقاقات والمشاحنات المذهبية وتهيئة الارضية لتحقيق مصالحها. من جهة اخرى تحدث القائد معمر القذافي مطولا عن معاناة ليبيا من الحظر الجوى الظالم الذى كان قد فرض عليها في سنوات خلافها العميق مع الغرب مشيرا الى ان بلاده توفقت الى تخطي تلك المحنة بفضل دعم بلدان القارة الافريقية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 4 أوت 2008)

القذافي: ايران لن تصمد أمام التحديات الغربية

     

تونس (رويترز) – توقع الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الثلاثاء انه لن يكون بمقدور ايران الصمود في حال اتخاذ قرار دولي ضدها قائلا ان ما تقوم به حاليا ليس سوى مكابرة.   وقال القذافي الذي كان يتحدث اثناء منحه دكتواره فخرية « ما تقوم به ايران مجرد مكابرة ولو ان هناك قرارا ضدها فسيكون مصيرها نفس مصير العراق ».   وفسر الزعيم الليبي توقعه بانهيار ايران في حال شنت ضدها حرب « بان التحديات اكبر من قدرتها على مواجهتها لوحدها ».   وتطرق القذافي الى موضوع ايران اثناء حديثه عن ضرورة قيام  » دول قومية » عبارة عن تكتلات قوية تجمع عدة دول مضيفا ان « الدول الوطنية » التي لا تندمج في فضاءات اقليمية ستندثر ».   واعتبر القذافي ان « ايران ليست اقوى من العراق » وقال انه  » لايمكنها ان تصمد ».   واستدل بمصير يوغوسلافيا السابقة نتيجة عزلتها الدولية وقال  » من كان يتصور ان يوغوسلافيا يكن ان تختفي في رمشة عين ».   وتهدد واشنطن واسرائيل باللجوء للخيار العسكري ضد ايران بسبب انشطتها النووية في حال فشل الحل الديلوماسي. ويتهم الغرب ايران بتطوير برامجها النووية سرا بينما تقول ايران انها بصدد تطوير طاقتها النووية لغايات تكنولوجية سلمية.    (المصدر: موقع الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أوت 2008)  

جامعة تونسية تمنح العقيد القذافي دكتوراه فخرية

   

تونس / 5 أغسطس-آب / يو بي أي: منحت جامعة السابع من نوفمبر بقرطاج التونسية اليوم الثلاثاء درجة الدكتوراه الفخرية في الحضارة العربية والإسلامية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يزور حاليا تونس. وتم منح هذه الدكتوراه الفخرية للعقيد القذافي خلال حفل أقيم بالمناسبة بمقر المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا التابع لجامعة السابع من نوفمبر حضره الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا التونسي، ورؤساء الجامعات التونسية، وعدد من الفاعليات الأكاديمية العلمية والفكرية التونسية. وقال الوزير التونسي خلال هذا الحفل إن منح الدكتوراه الفخرية للعقيد الليبي يعد « تقديراً له على ما يبذله من أعمال وجهود نبيلة في خدمة قضايا الحق والعدل والسلم والرفاه،ولما يبذله من مجهودات لدفع حوار الحضارات وتمازج الثقافات بما يعزز الإنتماء العربي الإفريقي ويزيد من إنفتاح مجتمعاتنا على المجتمعات الأخرى ». وسبق للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن حصل على عشرات درجات الدكتوراه الفخرية التي منحتها له العديد من كبريات الجامعات في أنحاء عديدة من العالم . وكانت جامعة السابع من نوفمبر التونسية قد منحت في وقت سابق أكثر من دكتوراه فخرية لرجال سياسة وفكر وأعمال منهم الأمير الوليد بن طلال الذي حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة خلال شهر مايو/آيار من العام الماضي.    
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 5 أوت 2008)

صدور العدد الجديد من مجلة ‘الدفاع’

 

تونس 5 أوت 2008 (وات) صدر العدد الجديد من مجلة ‘الدفاع’ التي تصدرها وزارة الدفاع الوطني والتي جاء غلافها موشحا بصورة للرئيس زين العابدين بن علي القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو يدشن القاعدة الجوية بقابس. وتضمن العدد الجديد للمجلة على مجموعة من المقالات تعلق احداها بالندوة الوطنية للتاريخ العسكري حول ‘التراث العسكري’. وفي ملف العدد نقرأ مقالا مطولا حول الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاحداث ساقية سيدي يوسف. واكدت المجلة ان هذه الذكرى تعد رمزا خالدا للكفاح المتضامن بين تونس والجزائر. وجاء في مقال اخر ان حوادث الساقية مثلت حلقة اولى من سلسلة معارك الجلاء عقبتها معارك الحدود الجنوبية ثم معركة الجلاء التام عن بنزرت واستكمال السيادة سنة 1963 . وفي مقال اخر تحدثت المجلة عن الاتفاقية الدولية لنزع الاسلحة الكيمياوية التي امضتها تونس منذ جانفي 1993 وصادقت عليها في 3 مارس 1997 من منطلق حرصها على تثبيت مبادئ السلم والامن في العالم. واوردت المجلة مجموعة من الاخبار المتفرقة بعضها رياضي والبعض الاخر يهم مختلف الانشطة التي سجلت في الاونة الاخيرة لتعزيز التعاون العسكري مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 5 أوت 2008)


 الرئيس محمد بن صالح يؤبّــــن الزميلة المرحومة اعتزاز القبسي  

قام الزميل الرئيس محمد بن صالح عصر يوم الإثنين 4 أوت 2008 بتأبين فقيدة الصحافة الزميلة اعتزاز القبسي التي وافاها الأجل المحتوم في اليوم السابق، وتمّ دفنها في مقبرة عائلتها بمدينة مكثر خلال موكب مهيب حضره جمع غفير من المشيعين. الرئيس محمد بن صالح أشاد بخصال الفقيدة التي عملت إلى جانبه في وكالة تونس إفريقيا للأنباء. ودعا للاقتداء بصبرها وتفانيها في عملها ودماثة أخلاقها. اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر.. ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه. بسم اللّه الرحمان الرحيم: « وبشّر عبادي الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل » صدق اللّه العظيم
 ( المصدر : موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 5 اوت 2008)  http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/08/blog-post_836.html


بسم الله الرحمن الرحيم القائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف حصاد  شهر رجب 1429

 

 
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كلمة الموقع :
كذب متعمد و ابتداع متجدد

http://www.cheikhelif.net/site/site.php

خطب مسموعة :

حديث   ‘ يا علي….’ مكذوب   ..و خطر وضع الحديث http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=8&k=29 رسالة إنذار إلى تاركي الصلاة  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=9 من حرارة الصيف إلى نار جهنم  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=11   

خطب مقروءة :

  الأسرة المسلمة  : الطريق إلى السعادة الزوجية http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=10 أحلام العرسان في محك الزمان  (1)  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=10&k=32 أحلام العرسان في محك الزمان (2) http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=10&k=33 الدروس: فقه الصلاة : 7 دروس http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=12 تفسير القرآن : 9 دروس بقية تفسير سورة يس http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1 قاعدة فقهية في الرضاعة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=13

سيرة الصحابة : 2 درسان

مواقف و كرامات للصحابة رضي الله عنهم http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=4 قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=4&d=81

المحاضرات:    الندوة الإسلامية السادسة عشر حول الإعجاز القرآني 1989

  الشيخ عبد الرحمن خليف في ‘ القراءات من عناصر الإعجاز القرآني’ الجزء الأول  فيديو http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15  صوتي  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=20 الشيخ عبد الرحمن خليف في ‘ القراءات من عناصر الإعجاز القرآني’ الجزء الثاني فيديو http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=24 صوتي http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=21 الدكتور المغربي يوسف الكتاني  في ‘ الإعجاز العلمي في القرآن ‘ فيديو http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=28 صوتي http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=27 مداخلة الشيخ عبد الرحمن  خليف حول شهادات غربية عن عظمة الرسول صلى الله عليه و سلم فيديو http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=25 صوتي http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=22       الجزء الأول من النقاش : فيديو http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=26  صوتي  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=23  بقية النقاش :  http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=8 حتى : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=18   و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


متـى يهنئنـا السيد الرئــيس ؟
د . خالد طراولي المشهد السياسي المغربي يدخل علينا بين الفينة والأخرى بصور جميلة، تؤكد في الحقيقة عمق الثقافة السياسية المحلية وتبلور الإطار العام نحو منازل أكثر صفاء وأقل غيوما. نعم المشهد العام ليس جنات بابل المعلقة، فالمطلق ليس بعدا نعالج به السياسة، ولكن النسبي يجعل من المغرب الشقيق سباقا ولو بكثير من البطء أحيانا، في عديد الأبواب المفتوحة عنده والمغلقة عند الآخرين!  ما يهمنا في هذه الكلمات المصففة التي نطرحها في هذه الأسطر هي الرسالة التي وجهها العاهل المغربي لتهنئة حزب العدالة والتنمية المغربي بالقيادة الجديدة معتبرا إياها من خلال مضمون الخطاب  أنها ذات مسؤولية وحكمة على نفس المستوى المنتظر من بقية الأحزاب الأخرى… كانت الرسالة تطمينا وتأكيد موقف أن الحزب ليس مسقطا، ليس نشازا، ولكنه جزء معتبر من التركيبة السياسية للبلاد ولا أحد يستطيع الطعن في وطنيته أو مصداقية برامجه، أو يقزم من كفائته ومن المنتظر منه لخدمة شعبه. هذا هو المغرب السياسي بإيجابياته وسلبياته، بتعقيداته وآماله، والطريق لا يزال طويلا ولا شك ولكن هناك القليل القليل الذي يمكن أن يمثل انطلاقة صائبة… هذا هناك في بلدي الكريم الآخر… في المغرب الشقيق! قكيف حالي هنا في وطني ومسقط رأسي في تونس العزيزة !!!  الكل يتقدم، ونحن ثابتون، الخارطة السياسية عند الجيران تتحرك، والمشهد السياسي التونسي يعيش الجمود… موريطانيا تدخل تجربة التداول منذ أكثر من عام، الجزائر تتململ في إطار من الحرية النسبية رغم هناته، ليبيا تتحدث عن بوادر مصالحة سياسية، الكل يتحرك نحو الأفضل وتونس لا زالت قابعة تنتظر… لن أكرر في الحقيقة كلاما بدأت تمله الأذواق، رغم أن التكرار في بعض مناحي الحياة، يعيد ويذكر وينبه ويربي ثقافة وعقلية… الوضع التونسي المتأزم والمنغلق لم يعد مفاجأة القريب والبعيد وجذب أطراف الحديث حوله أصبح يوتر أعصاب البعض لأنه إعادة لذكر سنوات الجدب، وطلب متواصل ومتكرر للخضرة في بلاد الخضراء!!! ورغم غياب الأنوار وعمق الظلام السائد على الأطراف، فإني أنتظر هذه التهنئة على الشاكلة المغربية لجميع أحزابنا من قبل رئيس البلاد! والتهنئة ليست في الحقيقة كلمة ولكنها مشهد ومسار وثقافة وعقلية وبرنامج عمل وفعل وتفاعل، ولعل البعض سوف يزيد… وسياسة! الحركة الإسلامية إجمالا باختلاف مكوناتها ليست إسقاطا على بلدانها، ليست منبتة عن واقعها، ليست عنصرا خارج التاريخ يعمل وخارج التاريخ يموت، ولكنها وليدة حراك وتاريخ ومسار، وليدة حاجة ولعله فراغ تملأه من أجل الصالح العام. هذه الحقيقة التي وعتها بعض بلداننا على قلتها لم تستطع أن ترسو في عقليات بعض حكامنا وتونس مثال حي في هذا المجال…فمتى تأتينا التهنئة ويخلص أصحاب الشأن في تونس أنه لا يمكن ليّ عجلة التاريخ ولا القفز على البديهيات التي تكاد تلمسها في كل ميادين الظاهرة الاجتماعية على عمق الظاهرة الإسلامية حركة وصحوة… سيقول البعض: ‘كلام مثالي’… ولكن لا ننسى أن عديد الأعمال الكبيرة انطلقت من طوباويات وحتى أحلام عابرة، إذا كانت وراءها إرادة الجبال وعزم الرسل، واسألوا التاريخ وافتحوا كتابه شرقا وغربا… سيقول آخرون إنه عدم فهم للواقع وتعقيداته وركوب غير موفق وقفز في الفضاء، وليست المسألة رفع سماعة أو خطّ كلمات… وأقول مجددا الكلمة فعل والإرادة تقتلع الجبال الراسيات والعزيمة تصدقهما أو تخذلهما! سيقول فصيل آخر ‘استنى يادجاجة’… وتتلاحق الأمثلة التونسية في هذا الباب معبرة عن الخيبة والأمل المفقود! ولكن نفس الأمثلة تنقذني…’اللي يستنى خير من اللي يتمنى’ وهو تعبير عن هذا المزيج المتدافع بين السقوط والوقوف، والذي يحدد وجهته الإنسان وحده! كلماتي ليست رسالة… لأني أعرف العنوان، وليست دعوة…لأنها سبقتها دعوات، وليست نداء… فليست الصحراء أمامي، وليست مبادرة… فهذا ليس منزلها… ولكن حديثي هذا هو تذكير بقيم الخير التي يمكن أن يحملها الحاكم والمحكوم، تذكير بأن تونس تسع الجميع دون غضب أو تشنج أو إقصاء…تذكير بأن الوقت قد حان ليدخل شعب بأكمله التاريخ، ليدخل جيل بأسره التاريخ، ليدخل شخص، إن أراد، وهو ميسر، منصة التاريخ! حديثي إلى رئيس البلاد، وهو الذي يتابع كما بلغنا كل ما ينشر على النات ويهم البلاد، وإلى المؤسسة الرئاسية بما تحمله من أبعاد وتشابك مصالح وقوى نفوذ وتنافس، بين الداخل والخارج، والفرد والمجموعة والخاص والعام، حديثي أن الهاتف لا يبعد كثيرا عن المنضدة وأن القلب لم يتغير مكانه فهو دائما على اليسار ويحمل عنصر الرحمة والتجاوز، وأن العقل يرتب البيت بكل رشد ويبني ويبدع إذا أراد وعزم، وأن الخير لتونس وأهل تونس في صفاء مناخها المجازي والحقيقي على السواء. (المصدر: رســالة اللقــاء الإصلاحي رقـم [33]بتاريخ 4 أوت 2008)  


محاولة موضوعية لفهم الإسلام السياسي
صلاح الدين الجورشي (*) قد لا يوجد بلد في العالم يضم عددا ضخما من الكفاءات والعلماء والخبراء في مختلف الميادين مثل الولايات المتحدة التي هاجرت إليها آلاف العقول المبدعة من كل مكان، بحثا عن الاستقرار وفرص الإبداع. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن أصحاب القرار، خاصة في المجال السياسي، كانوا دائما على استعداد للاستفادة من هذا الكنز العظيم والنادر عندما يضعون السياسات لقيادة العالم. بل خلافا لذلك، قد تتخذ الإدارة الأميركية، مثلما حدث مع إدارة الرئيس بوش الابن، مواقف غبية تدل على جهل مركب بشعوب كثيرة، وبالأخص المنطقة العربية. من هؤلاء الخبراء الذين استقروا بالولايات المتحدة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ميشيغان الدكتور «محمد أيوب»، وهو منسق برنامج الدراسات الإسلامية بالجامعة نفسها، إضافة إلى ارتباطاته بالعديد من الجامعات والمعاهد العليا في دول كثيرة. ويعود هذا الاهتمام به إلى كونه يُعتبر من بين أبرز الخبراء في مجال حركات الإسلام السياسي بأميركا. آخر مؤلفاته التي أثارت اهتمام الباحثين في هذا المجال كتاب تحت عنوان «الأوجه المتعددة للإسلام السياسي.. الدين والسياسة في العالم الإسلامي». وقد استعرض في كتابه هذا عددا من التجارب المهمة في الدول الإسلامية ذات الموقع الاستراتيجي الحيوي مثل باكستان وتركيا وماليزيا. وقد ذكر خلال الأمسية التي نظمها له منتدى الجاحظ بتونس أن الذي دفعه لتأليف هذا الكتاب عدم رضاه عن الأسلوب الذي يتعامل به عموم الباحثين والإعلاميين مع قضايا الإسلام. وأشار في هذا السياق إلى ظاهرة «الخبراء» الذين يملؤون شاشات التلفزيون بالولايات المتحدة للتحدث عن الإسلام والإسلاميين في حين أنهم جهلة، لا يملكون المؤهلات الدنيا التي تمكِّنهم من معرفة هذا المجال. فعلا هناك تساهل ليس فقط لدى الأميركيين، وإنما أيضا لدى عموم الغربيين في التعامل مع الإسلام والعالم الإسلامي، من دون إدراك للتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنجر على مثل هذا السلوك الإعلامي الأرعن. وقد تجلَّى ذلك في أوحش صورة عندما احتل الأميركيون بلدا عظيما وعريقا مثل العراق. الملاحظة الثانية التي يسوقها الدكتور أيوب تخص العلاقة بين الإسلام والسياسة، والتي تقدَّم لدى الرأي العام الغربي، بما في ذلك أغلب الأكاديميين، على كونها حالة استثنائية في العالم. وهو إذ يقر بأن الحركات الإسلامية، وبالأخص جماعات العنف قد أسهمت كثيرا في تركيز هذه الفكرة لدى الرأي العام الدولي، غير أنه قد أثبت في كتابه أن العلاقة بين الدين والسياسة كانت في التجارب التاريخية ولا تزال علاقة قوية في مختلف الأديان. ويؤكد أن هذه العلاقة في المسيحية هي أقوى مما عليه في الإسلام الذي يوجد به منصب على شاكلة منصب البابا. أما «التوراة» فهي من وجهة نظره «وثيقة سياسية أكثر منها كتابا دينيا». وينتهي إلى الاعتقاد أن الإسلام قد يكون أكثر الديانات القابلة لاستيعاب مكاسب العلمنة وإقامة نوع من المسافة بين المجالين الديني والسياسي، مشيرا بالخصوص إلى أن المدارس الفقهية قد نمت داخل المجتمع المدني وليس في أحضان السلطة. ويعتبر أن مقاومة الاستعمار والإمبريالية هي التي أسهمت بقوة في توحيد المجالين خلال الحقبة الاستعمارية، ووفرت من وجهة نظره الأرضية الملائمة لبروز ما يسميه بحركات الإسلام السياسي من باكستان وآسيا الوسطى وصولا إلى العالم العربي، أي: أن قسوة السياسات الغربية وانتهاجها أسلوب القمع والهيمنة قد دفعا المسلمين إلى اللجوء إلى هوياتهم الدينية والقومية للدفاع عن وجودهم ومصالحهم الحيوية. وبناء عليه يعتقد أنه كلما ازداد حجم التدخل من قِبَل الدول الغربية في شؤون دول العالم الإسلامي، إلا وعزز ذلك من صعود الإسلام السياسي، وقوَّاه ووفر له الفرص ليصبح الممثل الأقوى في هذه المجتمعات. أما بالنسبة للحركات الإسلامية، فهو يرى فيها نتاج عملية التحديث والعصرنة ورد فعل عليها. ورغم طابعها السياسي الحاد، فإنه يعتبرها حركات اجتماعية بامتياز، وقابلة للتغير في خطابها ومضمون رسالتها. وضرب مثالا على ذلك بالجماعية الإسلامية في باكستان، التي انطلقت مع مؤسسها أبوالأعلى المودودي حزبا سياسيا ينطلق من شعار الحاكمية لله، ليتحول تدرجيا إلى حزب يقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية، وذلك عندما أصبحت له جماهير تطالب باحترام الحريات. لكن محمد أيوب لا يعتقد أن مشاركة الإسلاميين في انتخابات نزيهة وديمقراطية من شأنها أن تجعلهم بالضرورة متفوقين باستمرار. قد يحدث ذلك في أول انتخابات ينزلون إليها بعد حرمان طويل مثلما هو الشأن في مصر، لكن فيما سيتعامل معهم الناس كأي حزب آخر، ويقيسون مدى قدرتهم على حل المشكلات التي يعانونها، وهو ما حدث للجماعة الإسلامية الباكستانية، التي حصلت في الانتخابات الأخيرة على نسب ليست كبيرة. فشعار «الإسلام هو الحل» هو شعار أجوف، لأن رفعه أو التلويح به لا يضمن في حد ذاته التوصل إلى معالجة حقيقية وفعلية للمشكلات المطروحة. وتجارب ممارسة الحكم تكشف عادة عن عورات الأحزاب والجماعات الحاكمة. إن محمد أيوب صوت آخر يضاف إلى أصوات عدَّة، تطالب بقراءة هادئة وموضوعية لتجارب الإسلام السياسي، بعيدا عن التشنج الأيديولوجي، وهو الأسلوب الذي يحبذه بعض الجهلة، سواء في الغرب أو بين ظهرانينا. أشخاص يتصورون أنهم عبر إطلاق النار اللفظي يمكن أن يقتلوا الفيل. ولكن إذا اجتمعت الأيديولوجية والجهل فإننا بالضرورة سنجد أنفسنا أمام رافد جديد لدعم ظواهر التطرف والتعصب في مجتمعاتنا وفي أماكن كثيرة من العالم. (*) باحث وصحافي تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أوت 2008)


 

محمد شمام يدعو إلى مجاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني ( 4 )

بسم الله الرحمان الرحيم حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – الحلقة الحادية عشرة أدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني (4) أين نحن وحركة النهضة من المرحلة التأسيسية لدعوة الإسلام

   

كانت الحلقات (7 و8 و9 و10) السابقة في هذه السلسلة في موضوع التوبة والاعتذار، حيث أعلنتُ في الأولى منها توبتي إلى الله واعتذاري إلى المتضررين ، ودعوت في الثانية حركة النهضة إلى التوبة والتصحيح ، ودعوت في الثالثة منها التونسيين إلى التوبة والرجوع إلى ربهم قبل أن يفاجئهم الموت فيرحلوا كما رحل من كانوا معنا ، وجعلت الرابعة رسالتي إلى كل محبي الحرية من أجل حرية آمنة وعميقة وشاملة.   يبدو أن حلقات التوبة هذه وخاصة منها الحلقة السابعة قد استفزت أخانا العزيز المنجي الفطناسي ، فكان منه موقف شد انتباهي كتبه كتعليق في موقع الحوارنت ، على رسالة الأخ العزيز مصطفى الونيسي التي نشرها عبر الإنترنيت يوم 16 جوان 2008 فجازاهما الله خيرا .   وليس همي في هذه الحلقات الدفاع عن نفسي ولكن بيان الحق والانتصار لحقائق ومفاهيم وقيم الإسلام . ومن أجل ذلك فأنا مع أصل ما دعا إليه الأخ الفطناسي بالدعوة إلى محاكمة قرآنية للأحداث وفق المنهج القرآني ، كما اجتهدت في بيانه في حلقات « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ». إن أي منهج آخر سيكون قاصرا عن تحقيق العدل واحقاق الحق ، وعن تحقيق المردود المرجو.   وتفاعلا مع موقف الأخ الفطناسي كانت هذه الحلقة الحادية عشرة في هذه السلسلة، وستكون في عدة أجزاء ، قدمنا الأول منها وقد كان وقفات مباشرة مع موقف الأخ الفطناسي ، ثم قدمنا الثاني الذي تناول مقدمات في الواقع وفي المنهجية نقدر أنها ستكون مساعدة وميسرة لتحقيق المحاكمة التي نصبو إليها ، ثم قدمنا الثالث منها ويتعلق بطبيعة محكمة الإسلام وحقيقتها ومناخها وروحها وهي طبيعة وحقيقة وروح بقدر إدراكها بقدر ما يحصل لنا فقه محكمة الإسلام وفقه تناولها للقضايا والأحداث .   ونحن الآن بصدد تقديم الجزء الرابع منها ويتعلق بمحاكمة حركة النهضة إلى مهمتها الأصلية، وإلى ما من أجله بعثت وهي مهمة بقدر وضوحها بقدر ما سيتبين لنا موقعها الآن من تلك المهمة ، وتبعا لذلك مدى ما حصل عنها من انزلاق ، وفيها من انحراف واختزال . وليس خافيا أهمية هذا في المحاكمة التي نحن بصددها.   تمهيد    حركة النهضة التونسية هي حركة من الحركات الإسلامية، همها إقامة الإسلام دعوة والتزاما ، فيما يليها من بلاد المسلمين (وهي تونس) ، متظافرة في ذلك مع كل الامكانيات التونسية الخيرة. هذه هي مهمتها الأصلية وهي مهمة كل الأنبياء والرسل ، ومهمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأين هي منها الآن؟ أين هي من مهمة إحياء الإسلام وإحياء على منهاج النبوة؟   وحتى نجيب على هذا السؤال سوف نحاكمها إلى مسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم في نسقها وسياق تطورها العام ، متوقفين عند العديد من العينات والمحطات بما تتجلى به الروح العامة والقيم والضوابط التي كانت تحكم تلك المسيرة.   لقد مرت دعوة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم – بعد أن شرفه الله بالنبوة والرسالة – من زاوية أدائها وتطورها بمراحل ثلاثة، وهي:‏   1 ـ  مرحلة التأسيس لدعوة الإسلام، ومدتها ثلاث سنوات‏.‏ 2 ـ  مرحلة إعلان الدعوة والصدع بها في أهل مكة، وذلك من بداية السنة الرابعة من النبوة إلى هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‏.‏ 3 ـ  مرحلة الدعوة خارج مكة وتبليغها للعرب ، من أواخر السنة العاشرة من النبوة‏ ، وتشمل العهد المدني إلى فتح مكة وإقبال الناس على دين الله أفواجا. 4 –  مرحلة التأسيس لدعوة الناس كافة وتبليغ الرسالة إلى العالم ، وتمتد من السنة السادسة للهجرة إلى آخر حياته صلى الله عليه وسلم‏.‏   هذا ما سيكون موضوع اهتمامنا في هذا الجزء والأجزاء الثلاث الموالية من هذه الحلقة إن شاء الله ، سنتناولها مرحلة مرحلة ، وسنعتمد فيها بالأساس كمرجع كتاب السيرة الشهير « الرحيق المختوم ».     المرحلة التأسيسية لدعوة الإسلام   1 – تأمل الرسول صلى الله عليه وسلم وتفكره قبل بعثته :   كان النبي صلى الله عليه وسلم – قبل بعثته – يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناه الحق، ويطالع بعقله وفطرته صحائف الحياة وشؤون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما فيها من خرافة، وعاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته ، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالا….‏   ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السَّوِيق والماء، ويذهب إلى غار حراء فيقيم فيه شهر رمضان، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه‏.‏   وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ‏.‏‏.‏‏.‏ دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله ‏.‏   2 – أول ما نزل من القرآن :   ولما تكامل له أربعون سنة بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر . فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن‏.‏    قالت عائشة رضي الله عنها‏ : أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيَتَحَنَّث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ قال‏:‏ (‏ما أنا بقارئ‏)‏، قال‏:‏ (‏فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ، قـال‏:‏ فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏‏ ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم‏}‏‏[‏العلق‏:‏1‏- 5‏]‏‏‏، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال‏:‏ (‏زَمِّلُونى زملونى‏)‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ (‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر، (‏لقد خشيت على نفسي‏)‏، فقالت خديجة‏:‏ (كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق).   3 – عبادة التفكر والتأمل الجامعة بين القراءتين كانت أول تكليف نزل به القرآن:   إن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما كان يقوم به من تأمل وتفكر، وبما كان يراه من رؤى منامية، كان يخترق بها ظواهر الوجود والحياة إلى أعماقها وحقائقها. وأعظم تلك الحقائق وأكبرها هي اثنتان:   أولاهما أن لها خالقا يتصف بكل صفات الكمال، وثانيتهما أن من كمال هذا الخالق أن كان خلقه لحكمة، وأنه لم يتركه بدون هداية لتحقيقها.   وهاتان الحقيقتان هي من أكبر حقائق الغيب. ولقد قاربهما الرسول صلى الله عليه وسلم، بما أصبح به مهيئا لاتصال الغيب به وتعليمه علم ذلك الغيب، ليكون رسولا إلى الناس، مبلغا عن الله ذلك العلم الذي لا يعلمه أحد إلا بتعليمه له.   إن طريق التأمل والرؤى المنامية تتقدم بالإنسان ليخترق حواجز الظاهر إلى مشارف كليات تلك الحقائق، ولكن بإجمال وعموم. ولا يمكنه أن يتجاوزها إلى العلم والوضوح والتدقيق والتفصيل إلا بالوحي، وذلك ما نزل به القرآن في أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم. إن ما نزل عليه هو تثبيت وتزكية وتكميل لما وصل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من علم .   تتحدث تلك الآيات بل تأمره بقراءتين:   القراءة الأولى: أن يقرأ باسم ربه ( بهذا الوضوح والتدقيق) الذي خلق ( كل الخلق ومن ذلك) خلق الإنسان من علق ( بهذا الوضوح والتدقيق ) . والقراءة في الخلق (الآفاق) وفي الإنسان ( الأنفس ) يكشف عن حقائق كبيرة وهامة ( آيات  ) هادية.   القراءة الثانية: وأن يقرأ في العلم الهادي ( الوحي الذي يوحي به الله إلى رسله ) الذي تكون به كرامة الإنسان ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهو العلم الذي علمه الله لعباده عن عالم الغيب عن طريق رسله والذي جعل له القلم ليدون ويثبت في الكتب.   وهكذا نرى أن أول ما نزل من القرآن يأمر بقراءتين : إحداهما القراءة باسم الله في خلقه ، والأخرى القراءة في المسطور بالقلم من وحي الله . والرسول بما كان يقوم به من اعتكاف للتأمل كان يقوم بالقراءة في الخلق، والآيات توجهه فيها إلى أن تكون باسم الله ، وأن يجمع إليها القراءة في المسطور الذي ليس هو بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم غير الوحي القرآني. وفي هذا أمر بأول تكليف وهي عبادة التفكر والتأمل، وهي أهم عبادة وأرقاها لجمعها بين القراءة في كتاب الله، والقراءة في خلق الله وهي آياته.   4 – أين نحن من عبادة التأمل والتفكر؟ :   بعد تبين هذا التكليف الأول الهام والخطير ، في واقع بشري طغت فيه الظواهر ، وتعقدت فيه الحقائق ، تصبح هذه العبادة ضرورية . وقد انصرف عنها الناس إلى الجانب الظاهر منها وهو طلب القراءة والعلم بالمعنى المباشر. نعم هذا مطلوب ولا شك ، وضروري ولا شك، ولكن ذلك علم قد لا يتجاوز عادة الظواهر « يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون » ، وحتى ما يتعلق منها بعلم الآخرة (الدين والشرع) فيقف ذلك عند رسومها وأشكالها وكمها وحجمها ، دون فقه حقائقها . إن فريضة التفكر وتأمل – كما تأمر به آيات سورة العلق – هي الفريضة التي تعيد إلى الوجود والحياة والخلق والعلم وعلوم الشرع…. عمقها وحقائقها.   والسؤال الكبير المطروح علينا جميعا ، وعلى حركة النهضة بصفة خاصة، هو أين نحن من هذه العبادة ؟ إذ بقدر إهمالها سنكون ضائعين عن الحقائق ، ونكون مغمورين في الظواهر بكل ما فيها من لخبطة وتلبيس وتسطيح كما هو واقع حالنا .    وقد كتب جيدا عن هذه العبادة السيد هارون يحي ، العالم والداعية التركي، في كتاب له بعنوان « فن التأمل »، قدم له بما يلي:   (هل تفكرت يوماً في حقيقة وجودك، كيف حملتك أمك ثم ولدتك، فجئت الى هذا العالم ولم تكن من قبل شيئاً؟ هل تأملت يوماً كيف تنبت تلك الأزهار المزروعة في أحواض غرفة الجلوس من قلب تراب أسود فاحم موحل بألوان زاهية وشذىً عطر؟ هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها؟ هل تفكّرت يوماً بأن قشور الفاكهة المهملة هي في حقيقتها أغلفة حافظة عالية الجودة، وبأن هذه الفاكهة – كالموز والبطيخ والبرتقال مثلاً- موضبة في داخلها بطريقة تحفظ طعمها وشذاها؟ هل تدبّرت يوماً كيف يمضي العمر حثيثاً، فتذكرت أنك سوف تشيخ وتصبح ضعيفاً وتفقد جمالك وصحتك وقوتك؟ هل فكرت في ذلك اليوم الذي سوف يرسل الله فيه ملائكة الموت لترحل معهم عن هذا العالم؟ هل تساءلت يوماً لماذا يتعلق الناس بدنيا فانية فيما هم بحاجة ماسة الى المجاهدة من أجل الفوز بالآخرة؟ ان الانسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكير، ومع ذلك فإن معظم الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب، حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر أبداً!..   في الحقيقة كل انسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية بمداها، وما ان يبدأ الانسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها، حتى يتبدى له الكثير من الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل. وهذا الأمر في متناول أي شخص، وكلما استغرق الانسان في تأمل الحقائق، كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج الانسان في حياته سوى هذا التفكر والمجاهدة الدؤوبة من بعده..   إن الهدف من هذا الكتاب هو دعوة الناس الى » التفكير كما ينبغي »، وإبراز الوسائل التي تساعدهم على ذلك. فالانسان الذي لا يتفكر يبقى بعيداً كليّاً عن إدراك الحقائق ويعيش حياةً قوامها الإثم وخداع الذات، وبالتالي فإنه لن يتوصل الى مراد الله من خلق الكون، ولن يدرك سبب وجوده على الأرض.. فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لسبب، وهذه حقيقة ذكرها عز وجل في القرآن الكريم بقوله: وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين؟ ما خلقناهما الا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون؟ [الدخان: 38-39] ، وقوله: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا ترجعون؟ [المؤمنون: 115]   اذاً على كل انسان أن يتفكر في الغاية من خلقه لأن ذلك له علاقة مباشرة به أولاً، وبكل ما يراه حوله في الكون وكل ما يعرض له في حياته تالياً. ان الانسان الذي لا يتفكر، لا يدرك الحقائق الا بعد الموت حين يقف بين يدي ربه ليلقى حسابه، وحينها يكون الأوان قد فات. والله تعالى يذكر في محكم كتابه إن كل الناس سوف يتفكرون عندما يعاينون الحقيقة في يوم الحساب : وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي [الفجر: 23-24 ]   لقد أعطانا الله جلّ وعلا الفرصة للتفكر واستخلاص العبر ورؤية الحقائق في هذه الحياة الدنيا لنفوز فوزاً عظيماً في الآخرة، فأنزل الكتب السماوية، وأرسل الرسل داعياً الناس عبرهم للتفكر في أنفسهم وفي خلق الكون من حولهم : أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى، وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون؟ [الروم:8] )   5 – شمول حضور الله وذكره :   وإذا كانت عبادة التأمل بالمعنى الذي تقدم هي ما تضمنه أول ما نزل من القرآن من تكليف ، فقد تضمن أيضا قاعدة إيمانية عظيمة وهي قاعدة شمول حضور الله شمولا يمسح الخلق والأمر والحياة والسلوك . والترجمة العملية لذلك يكون ذكرا دائما وشاملا كما عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن تلقى هذه الآيات.   يتحدث عن هذا كله سيد قطب رحمه الله معلقا عن أول ما نزل من القرآن فيقول :   (بهذا المقطع الذي نزل في اللحظة الأولى من اتصال الرسول [ ص ] بالملأ الأعلى وضعت قاعدة التصور الإيماني العريضة . .   كل أمر . كل حركة . كل خطوة . كل عمل . باسم الله . وعلى اسم الله . باسم الله تبدأ . وباسم الله تسير . وإلى الله تتجه . وإليه تصير .   والله هو الذي خلق . وهو الذي علم . فمنه البدء والنشأة , ومنه التعليم والمعرفة . . والإنسان يتعلم ما يتعلم , ويعلم ما يعلم . . فمصدر هذا كله هو الله الذي خلق والذي علم . .(علم الإنسان ما لم يعلم). .   وهذه الحقيقة القرآنية الأولى , التي تلقاها قلب رسول الله [ ص ] في اللحظة الأولى هي التي ظلت تصرف شعوره , وتصرف لسانه , وتصرف عمله واتجاهه , بعد ذلك طوال حياته . بوصفها قاعدة الإيمان الأولى .   قال الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه: »زاد المعاد في هدي خير العباد » يلخص هدي رسول الله [ ص ] في ذكر الله:   « كان النبي [ ص ] أكمل الخلق ذكرا لله عز وجل . بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه . وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرا منه لله , وإخباره عن أسماء الرب وصفاته وأحكامه وأفعاله ووعده ووعيده ذكرا منه له , وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده وتحميده وتسبيحه ذكرا منه له , وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكرا منه له . وسكوته وصمته ذكرا منه له بقلبه . فكان ذاكرا لله في كل أحيانه وعلى جميع أحواله . وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائما وقاعدا وعلى جنبه , وفي مشيته وركوبه , وسيره ونزوله , وظعنه وإقامته.) ( في ظلال القرآن)   فأين نحن من هذا الحضور وهذا الشمول، وهذا الذكر ، في شؤون كل واحد منا ، وفي شؤون حركة النهضة الداخلية والخارجية ، وفي مختلف معاملاتها؟ وأين نحن من هذا خاصة في الشأن السياسي ، وشأن الخصومة والصراع ، وفي شأن الخطاب والبيانات ، وفي الحوارات والاتفاقات…؟   إن انحسار هذا الحضور، وهذا الشمول، وهذا الذكر، هو انحسار يفتح الباب واسعا للبراغماتية والعلمانية ، ولما يجرانه معهما من انزلاقات وانحرافات، وذلك ما نحن على مشارفه كما تقدم بيانه في مواقع سابقة.   6 – مرجعية أهل الإيمان: استمداد القيم من السماء لا من الأرض واستمداد الشريعة من الوحي لا من الهوى   لم يتضمن أول ما نزل من القرآن التكليف بعبادة التأمل كسبيل للوصول إلى الحقائق وكشفها والعيش معها  فقط ، ولا شمول حضور الله وذكره بما يغلق المنافذ دون البراغماتية والعلمانية أيضا، بل حدد أيضا مرجعية المؤمن التي يستمد منها قيمه وشرائعه، ويسمو بها عن قيم الأرض وشرائع الهوى إلى قيم السماء وشرائع الوحي.   يعبر سيد قطب رحمه الله على هذه الحقيقة بأسلوبه معلقا على أول ما نزل من القرآن فيقول: (وقفت أمام هذا الحادث الذي طالما قرأناه في كتب السيرة وفي كتب التفسير، ثم مررنا به وتركناه، أو تلبثنا عنده قليلا ثم جاوزناه!   إنه حادث ضخم بحقيقته . وضخم بدلالته . وضخم بآثاره في حياة البشرية جميعا . . وهذه اللحظة التي تم فيها هذا الحادث تعد – بغير مبالغة – هي أعظم لحظة مرت بهذه الأرض في تاريخها الطويل .   ما حقيقة هذا الحادث الذي تم في هذه اللحظة ؟   حقيقته أن الله جل جلاله , العظيم الجبار القهار المتكبر , مالك الملك كله , قد تكرم – في عليائه – فالتفت إلى هذه الخليقة المسماة بالإنسان , القابعة في ركن من أركان الكون لا يكاد يرى اسمه الأرض . وكرم هذه الخليقة باختيار واحد منها ليكون ملتقى نوره الإلهي , ومستودع حكمته , ومهبط كلماته , وممثل قدره الذي يريده – سبحانه – بهذه الخليقة .   وهذه حقيقة كبيرة . كبيرة إلى غير حد . تتكشف جوانب من عظمتها حين يتصور الإنسان – قدر طاقته – حقيقة الألوهية المطلقة الأزلية الباقية . ويتصور في ظلها حقيقة العبودية المحدودة الحادثة الفانية . ثم يستشعر وقع هذه العناية الربانية بهذا المخلوق الإنساني ; ويتذوق حلاوة هذا الشعور ; ويتلقاه بالخشوع والشكر والفرح والابتهال . . وهو يتصور كلمات الله , تتجاوب بها جنبات الوجود كله , منزلة لهذا الإنسان في ذلك الركن المنزوي من أركان الوجود الضئيلة !   وما دلالة هذا الحادث ؟   دلالته – في جانب الله سبحانه – أنه ذو الفضل الواسع , والرحمة السابغة , الكريم الودود المنان . يفيض من عطائه ورحمته بلا سبب ولا علة , سوى أن الفيض والعطاء بعض صفاته الذاتية الكريمة .   ودلالته – في جانب الإنسان – أن الله – سبحانه – قد أكرمه كرامة لا يكاد يتصورها , ولا يملك أن يشكرها . وأن هذه وحدها لا ينهض لها شكره ولو قضى عمره راكعا ساجدا . .   ما آثار هذا الحادث الهائل في حياة البشرية؟   فأما آثار هذا الحادث الهائل في حياة البشرية كلها فقد بدأت منذ اللحظة الأولى . بدأت في تحويل خط التاريخ , منذ أن بدأت في تحويل خط الضمير الإنساني . . منذ أن تحددت الجهة التي يتطلع إليها الإنسان ويتلقى عنها تصوراته وقيمه وموازينه . . إنها ليست الأرض وليس الهوى . . إنما هي السماء والوحي الإلهي .   ومنذ هذه اللحظة عاش أهل الأرض الذين استقرت في أرواحهم هذه الحقيقة . . في كنف الله ورعايته المباشرة الظاهرة . عاشوا يتطلعون إلى الله مباشرة في كل أمرهم . كبيره وصغيره . يحسون ويتحركون تحت عين الله . ويتوقعون أن تمتد يده – سبحانه – فتنقل خطاهم في الطريق خطوة خطوة . تردهم عن الخطأ وتقودهم إلى الصواب . . وفي كل ليلة كانوا يبيتون في ارتقاب أن يتنزل عليهم من الله وحي يحدثهم بما في نفوسهم , ويفصل في مشكلاتهم , ويقول لهم:خذوا هذا ودعوا ذاك !    لقد ولد الإنسان من جديد باستمداد قيمه من السماء لا من الأرض , واستمداد شريعته من الوحي لا من الهوى.) (في ظلال القرآن)   وليست هذه المرجعية مرجعية مجردة ومجنحة بل هي مرجعية ترفع معها كل مخلوقات الله. ليست المرجعية هي الكتاب المسطور (الوحي والقرآن) فقط كما يتبادر في الأذهان عادة ، بل ومعه الكتاب المنظور أيضا باعتباره كتاب الآيات الموصلة إلي الكتاب الأول والدالة عليه بعبادة التأمل، ولذلك لم يأت التكليف في أول ما نزل من القرآن بالقراءة في الكتاب المسطور فقط بل وفي كتاب الله المنظور أيضا.   7 – جبريل ينزل بأمر أداء الرسالة بلاغا والتزاما :   قال ابن حجر‏:‏ انقطع الوحي أيامًا‏ ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود. فلما حصل له ذلك وأخذ يرتقب مجىء الوحى أكرمه الله بالوحي مرة ثانية‏.، ونزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ‏‏وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ‏وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 1-‏ 7‏]‏‏)‏   هذا ثاني ما نزل من القرآن وهي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم ‏، وتشتمل على نوعين من التكليف مع بيان ما يترتب عليه‏:‏   النوع الأول‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير، وذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ ومعناه‏:‏ حذر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عما هم فيه من الغى والضلال وعبادة غير الله المتعال‏.‏   النوع الثاني‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم في بقية الآيات بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته، والالتزام بها في نفسه؛ ليحرز بذلك مرضاة الله ، ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله ، ويصبر على ذلك من غير أن يمن على أحد يريد أجرا دنيويا‏.‏   فقوله‏:‏ ‏{‏وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ‏}‏ معناه‏:‏ خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ‏}‏ المقصود الظاهر منه‏:‏ تطهير الثياب والجسد، إذ ليس لمن يكبّر الله ويقف بين يديه أن يكون نجسًا مستقذرًا‏.‏ وإذا كان هذا التطهر مطلوبًا فإن التطهر من أدران الشرك وأرجاس الأعمال والأخـلاق أولـى بالطـلب. وقولــه‏:‏ ‏{‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ معناه‏:‏ ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ‏}‏ أي‏:‏ لا تحسن إحسانًا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل في هذه الدنيا‏.‏ أما الآية الأخيرة ففيها تنبيه على ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم في الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده وبتحذيرهم من عذابه وبطشه، فقال‏:‏ ‏{‏وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ‏}‏.   لقد تضمنت هذه الآيات النداء العلوى بانتداب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل، وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏، كأنه قيل‏:‏ إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم‏؟‏ وما لك والراحة‏؟‏ وما لك والفراش الدافئ‏؟‏ والعيش الهادئ‏؟‏ والمتاع المريح‏!‏ قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب، قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الطويل الشاق، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد‏.‏   إنها كلمة عظيمة رهيبة تنزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش في البيت الهادئ والحضن الدافئ، لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء‏.‏   وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظل قائمًا بعدها أكثر من عشرين عامًا؛ لم يسترح ولم يسكن، ولم يعـش لنفسه ولا لأهله‏.‏ قام وظل قائمًا على دعوة الله ، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض، عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى، عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عامًا؛ لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد منذ أن سمع النداء العلوى الجليل، وتلقى منه التكليف الرهيب‏.‏‏.‏‏.‏ جزاه الله عنا وعن البشرية كلها خير الجزاء‏.‏   خاتمة:   وفي خاتمة هذه المرحلة وإجمالا لما سبق أقول: إن المعاني التي تضمنها أول ما نزل من القرآن كما تقدم بيانها هي معاني كلية تأسيسية لرسالة الإسلام ، لم يعد معها مجال إلا للتشمير على ساعد الجد وهو ما نزل ثانيا به الوحي، مباشرة بعد ما أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم نفَسَه من المفاجأة الأولى.   إنه كما رأينا أن أول ما نزل من القرآن كان وثيق الصلة بعبادة التأمل التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند نزول تلك الآيات، فكذلك نرى أن ثاني ما نزل من القرآن هو وثيق الصلة بما كان مهموم به صلى الله عليه وسلم وقتها وهو ما نزل أولا.    ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ‏} هذا أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والإنذار، ولكن تبليغ ماذا؟ وإنذار بماذا؟ لاشك أنه بما أنزل إليه من الوحي إلى حد تلك اللحظة. إن ما سبق نزوله مطلوب أن يبلغ إلى الناس وأن ينذروا به، ومطلوب أيضا أن يُطبق وأن يُعمل ويلتزم به حتى يكون التبليغ والإنذار سليما .   إن المطلوب إذن أن تبلغ تلك المعاني التي توقفنا عندها سابقا. وآيات سورة المدثر هذه لا تعدو إلا بيانا صريحا بمقتضيات ما نزل أولا. ويمكن أن نقول أنه بما نزل أولا ثم بما نزل ثانيا، قد توضحت وتحددت أصول الإسلام والرسالة والدعوة وأسسها. وكل ما جاء بعدها ما هو إلا تفصيل وبيان وتكميل لها حتى تم في حجة الوداع  « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا »(المائدة 3)   ومثل هذا الإجمال للرسالة مهم جدا، لأنه يُمكّن من مقارنة ما نحن عليه الآن مع تلك الأصول، وهي مقارنة تكشف عن المفارقة الشاسعة بينهما. إننا ضعنا مع الفروع والتفاصيل ، ففرطنا في الكليات والأصول، وانزلقنا بعيدا عنها سواء تجاه التفاصيل والفروع، أو تجاه اهتمامات متولدة ومهمشة (من مثل مضاعفات الصراع). هذا هو حال الواقع التونسي وحال حركة النهضة.   بقلم محمد شمام للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها :  العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986   وإلى الجزء القادم إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل


علمنة الدين شرط إمكان قيام الديمقراطية

                                                    

 زهير الخويلدي عن إيلاف    » المدهش خلال هذه الحقبة هو تواجد الخروج من الدين مع العودة إلى اكتشافه »[1]   ثمة رأي شائع يعرف العلمانية على أنها فصل الدين عن المجال العام سواء في التدبير السياسي للمجتمع أو عند رسم الغايات النهائية للحياة الإنسانية ويفهم التنوير على أنه إخفاء للرموز الدينية من الحياة المدنية وتحييد للمقدس في عملية الحراك الاجتماعي ويتحفظ على قيام النظريات السياسية على أساس قراءة تأويلية اجتهادية لما توفره المعتقدات الدينية من أفكار عامة حول المعاملات الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والتنظيم الإداري بل يصل به الأمر إلى تبني خيارات لااعتقادية مادية من أجل الدفاع عن العلمانية وينادي بتجفيف المنابع اللاهوتية والحسم مع الرؤى الميتافيزيقية الغيبية ويتصور أن ذلك هو جوهر الديمقراطية الحقيقية ويعارض وجود هيئات ثقافية وحقوقية واجتماعية لها مرجعية دينية ويعتبر ذلك تهديدا لمكاسب الحداثة والدولة العصرية وهذا التصور يتبناه الكثير من الناشطين والمثقفين الذين يزعمون أنهم تحديثيين وتقدميين. بيد أن مثل هذا الرأي يؤدي إلى ارتكاب عدة أخطاء ويسجن نفسه في بوتقة ضيقة ولا يرى الأمور سوى من جانب واحد ويسيء التعامل مع واقعه ويفضل الحكم السكوني الثابت على عالم من الحياة المتحرك والمتدفق الذي يعيشه الناس والذي يلعب فيه العامل الديني أحيانا دورا مركزيا، كما أنه لا يستطيع أن يقتلع هذا البعد العقائدي من جذوره ولا يتمكن بالفعل من تحييده من الصراع الاجتماعي بل نراه يعطي للموقف الإيماني المضاد مبرر الدفاع عن نفسه والتواجد بقوة ويصل الأمر أن توظفه الأنظمة الشمولية والإمبراطوريات المعولمة لفائدتها من أجل تحقيق المزيد من السيطرة والتوسع. هذا الرأي الشائع يناقشه مارسيل غوشيه في كتابه: « الدين في الديمقراطية » ويرد عليه بالحجة الساطعة والبرهان الواضح مبينا أن علمنة الدين لا تعني إلغاء لدوره في الحياة العامة والإلقاء به إلى هامشية الحياة الخاصة بل فهمه والتعرف على الإمكانيات الهائلة التي يحتوي والتي لا تزال صالحة لتوجيه الناس وحفز الهمم نحو تحقيق التنمية والتقدم.  كما أن دمقرطة المجتمعات لا تفترض أفول الآلهة واختفاء المقدس وثورة ضد الإيمان واعتبار عقيدة الجمهور عقيدة باطلة بل بالعكس ترتبط بالانطلاقة في عالم الروح وتحقيق وثبة جدلية بين النظر والعمل عن طريق الإيمان والإخلاص والصدق ودون هذه القيم السمحة لا يقدر أي فعل سياسي راشد أن يتخلص من الفساد والتسلط والأنانية ليؤسس الصلاح والبذل ويتحلى بروح المسؤولية أين تترك الفرصة لكي يستيقظ صوت الضمير في أفراد المجتمع فتسود بينهم مبادئ الإخاء والتعاون وتتقوى اللحمة الاجتماعية وينصرفون نحو العمل والعطاء من أجل الفضاء المشترك الذي يربط بينهم. قد يقول البعض إن هذه محاولة لإصلاح السياسة عن طريق الأخلاق ولجعل الأخلاق مستخلصة من الدين وهو ما يدفع إلى طرح الأسئلة التالية: ما المقصود بالديمقراطية؟ وماذا نعني بالدين؟ وكيف ينبغي أن نفهم العلمنة؟ وما العلاقة بين هذه المستويات الثلاثة: العلمنة، الدين ، الديمقراطية؟ قد تطرح الإشكالية على النحو التالي: هل تحتاج الديمقراطية إلى إقصاء للرموز الدينية من المجال العام أم إلى قراءة علمية للظاهرة الدينية؟ وهل تفهم العلمنة على أنها خروج عن الدين وتهميش له أم عودة إليه تفهما وعقلنة؟ ما معنى دين مدني؟ وهل يجوز أن نتحدث عن حداثة دينية مثلما نتحدث عن حداثة جمالية أو حداثة علمية بعد القرن السابع عشر ميلادي؟ إذا كان من اللازم التخلص من الثيوقراطية باعتبارها فكرة قروسطية تجعل حق الإنسان تابع لحق الله وتسقط في الخلط بين الحكومة الدينية والحكومة المدنية وتضفي المشروعية على بعض الأنظمة الشمولية باعتبار أن البعض من الحكام يعتبرون أنفسهم ظل الله في الأرض ويصدرون القرارات بوحي الهي فهل المطلوب للتخلص من هذه المزاعم الكاذبة إقامة حكومة دينية على مرتكزات علمانية أم السعي نحو تشييد حكومة علمانية ذات مرجعية دينية؟ هل يجوز لنا أن نتحدث عن علمانية دينية وعن دين مدني؟ كيف تؤمن العلمانية بالدين ويجد الفضاء الديني طريقه إلى العلمنة الجذرية؟ هذه الإشكاليات يمكن معالجتها بالقول أن الدين اعتقاد وإيمان وافتراض وجود قوى غيبية ينبغي العمل على إرضائها وأخذها بعين الاعتبار ونصوص مقدسة متعالية على الواقع التاريخي يجب الرجوع إليها،أما العلمنة فهي العقلنة والتأويل والتدبر التفكيري وإخضاع الظواهر الإنسانية المتنوعة للمنهاج العلمي قصد تفسيرها وفك رموزها وإدراك حقيقتها والكشف عن مقاصدها ومعانيها، بينما تفيد الديمقراطية مشاركة الناس مشاركة فعالة في تسيير الشأن العام وذلك بالقطع مع عقلية الحكم الفردي والتسيير الفوقي وتعمل على مأسسة الحياة السياسية والاجتماعية وضمان حقوق الأفراد. في هذا السياق يقول مارسيل غوشيه:  » هناك منعطف في العلاقات بين الأديان والسياسة. هذا المنعطف الذي بلغت فيه العلمانية في أوروبا مرحلة جديدة يحتاج إلى تحليل عميق وليس هذا للإجابة عن سؤال يتزايد طرحه: ما معنى أن يحكم الإنسان بعد أن تخلص كما يقول من سلطة الآلهة؟ وإنما أيضا لمعرفة دوافع القلق الذي تنتجه العلمانية في مجتمع يطالب بها وكذلك لمعرفة الصيغ والصعوبات الجديدة التي تواجهها الديمقراطية، في مرحلة تبدو فيها المفارقة كبيرة: تراجع الديني يخلخل فكرة السياسة التي قامت وتطورت سابقا لمواجهته. تراجع الديني يدعو إذن إلى إعادة تعريف السياسة والديمقراطية معا. »[2] تقوم الأطروحة اللازمة والضرورية لحضارة اقرأ من أجل الاستئناف والتقدم والتنوير على إيمان عميق بأن الديمقراطية لن تتأسس كنمط من الحكم الصالح عندنا ولن يقع تفعيل آلياتها وجذب الناس إلى مؤسساتها وبناها التحتية إلا بإيجاد علاقة معينة مع العامل الديني تكون في شكل مصالحة وتفهم وعقلنة وعلمنة له مع تأكيد المرور من مرجعية الدين إلى مرجعية السياسة على مستوى تحيد شرعية السلطة وشكلها ودورها والعلاقات الناتجة عنها باستعادة المجتمع الاستقلالية في تنظيم ذاته بنفسه دون اللجوء إلى معايير متعالية عنه. لكن ما حاجة البشرية إلى العلمانية؟ وكيف نشأت ؟ إذا نظرنا إلى الأديان التوحيدية الثلاث الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام نجد حضروا بارزا لإشكالية العلاقة بين اللاهوت والسياسة وان بشكل متفاوت،فإذا كانت السياسة حاضرة بشكل مكثف في نصوص التوراة وإذا كان الإنجيل خاليا من أية إشارة إلى مسألة الحكم مهتما بالروحانيات وقد عوضت الإمبراطورية هذا الغياب بالتحالف الرسمي مع الكنيسة من اجل إضفاء المشروعة على نظامها السياسية وتعهدها نشر المسيحية وحماية تابعيها ودور عبادتها من كل اعتداء فان ثنائية السياسة والدين تطرح بشكل حرج داخل الإسلام الذي يزعم البعض أنه دين ودولة ويرى البعض الآخر أنه دين وأمة. والحق أن التاريخ الإسلامي لم يعرف نمط الدولة الدينية التي يحكم فيها الملوك باسم الحق الإلهي ولكن وجد الفقهاء إلى جانب الحكام وقد تقاطع الفريقان فوظف الحكام الفقهاء من أجل تبرير ممارساتهم وتعامل الفقهاء بحذر مع رجال السياسة من أجل المحافظة على وحدة الأمة واتقاء شر الفتنة ولكن هناك من الفقهاء الذين مارسوا وظيفة المحاسبة والمراقبة للحكام وطبقوا عليهم مبدأ ألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد نجح عدد قليل في ذلك بينما تعرض البقية إلى البطش والتنكيل وهناك البعض من الحكام الذين حاولوا تهميش دور الفقهاء وإبعادهم عن شؤون الحكم ومقبل ذلك قربوا بعض الفلاسفة والحكماء ولكن القانون العام الذي حكم العلاقة بين الشأن الديني والشأن السياسي في الإسلام هو الانفصال الهادئ والحذر بين الطرفين والكل يمارس سلطته على المجال الذي يخصه وتارة يأخذ بعين الاعتبار وجود الآخر وتارة يهمش دوره ونادرا ما يدخلان في صراع. غاية المراد أنه لا توجد دولة دينية واكليروس بالمعنى الدقيق في الإسلام وحتى وان ادعى البعض وجود ذلك فهو ليس سوى تحريف وتزييف وابتعاد عن حقيقة التدين الصافية ومتاجرة بالدين ومحاولة للزج به في مجالات لم يعد لها أصلا. إن تأصيل العلاقة مع الظاهرة الدينية لن تتم إلا بالكف عن الإبعاد والفصل والتفريق والإقصاء والاستئصال والتحييد لأنها أفعال أثبتت التجربة التاريخية عدم جدواها وإفلاسها خاصة وأن الحرب ضد المقدس تساهم في إذكاء ناره وعودته بقوة ومحاولته فرض نفسه بعنف على المجال العام. من جهة مقابلة يقول جمال البنا دفاعا عن العلمانية في الإسلام: »إذا كانت العلمانية هي توثين الإنسان وليس عبادة الله والاعتراف بالحياة الدنيا وجحود الآخرة فلا جدال في مخالفتها بل ومناقضتها للإسلام. ولكننا لا نفهم العلمانية بهذا الشكل. ولكن أنها الفصل بين الدولة والدين. بمعنى أن الدولة لا تمارس مهام دينية ولا تعني بمناشط دينية وإنما تدع الدين للناس تؤمن به كما تشاء، بل لعل الدولة العلمانية قد تناصر الكنائس دون أن تتدخل في عمل الكنائس أو تسمح للكنائس بالتدخل في عملها والشواهد عديدة فحرية الاعتقاد مقررة للجميع والكنائس قائمة في الدول العلمانية بل وهناك أحزاب مسيحية… »[3] 1)    إن سبب هذا التضارب في الآراء يعود إلى سوء الفهم للعلمانية والخلط بين العلمانية تكون العين مفتوحة والعلمانية تكون العين مكسورة وبين العلمنة أي عرض كل شيء على محك العلم واللائكية كفكرة سياسية تعني إعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله أي التمييز بين شؤون الآخرة وشؤون الدنيا، كما أن هذا التباين في التصورات ترجع إلى سوء فهم للإسلام واعتبار أحكام الفقهاء هي التي تمثل وجهة نظر الإسلام من العلمانية وكذلك الوقوع في الخلط بين الأبعاد الثلاثة التي يتفرع إليها كل دين: – المعنى الأول يعنى بالنصوص المكتوبة والمقدسة لدى الأديان. – المعنى الثاني يراد منه النظريات والآراء والعقائد التي ترجع إلى أكثر من حقل معرفي( فقه، أخلاق، إلهيات، عرفان، فلسفة) بل يشمل بعضها الآراء والنظريات الوضعية كالتاريخ والجغرافيا. – المعنى الثالث يقصد منه تجربة التدين الشخصية الطبيعية عند كل فرد أو جماعة. عندئذ يمكن التمييز في كل دين بين جانب دنيوي وجانب أخروي وبين ماهو مجال للقداسة والتعظيم وماهو مجال للنظر والتدبر والاستفادة الدنيوية لأن  » الدين شأن مقدس ولكن لابد من القبول بحقيقة أن تصورنا له موضوع بشري دائما »[4] وتحول الأديان إلى عوامل انحطاط ومحافظة ناتج عن الخلط بين هذين المستويين ووقوعه ضحية التوظيف البرغماتي والاستغلال الايديولوجي، في هذا السياق يقول الإيراني محمد خاتمي: »إن الضرر والأذى يلحقان بجوهر الدين عندما يتصور الإنسان – أيا كان- أن ما يتصوره عن الدين هو الدين بعينه لأن هذا يعني خنق كل رؤية أو فكرة أو نظرة أخرى »[5]. ان علمنة الدين هو الشرط الضروري لقيام ديمقراطية في الحالة العربية طالما أن تجارب الإصلاح الديني هي التي قادت نحو إحداث إصلاح سياسي وطالما أن وراء كل تجربة ديمقراطية ناجحة تقف محاولة تفهمية تأويلية للنصوص الدينية.  ان التفكير في الخروج من الدين نهائيا هو ممكن من ناحية الاعتقاد والنظر والمعرفة ولكنه غير ممكن من ناحية الاجتماع والتربية والسياسة لأن الوظيفة البارزة للأديان هو تمتين العلاقات بين الأفراد وإسناد أهداف نهائية للحياة وتقوية وازع الضمير والإيثار في وجدان الناس.  تلك هي الفكرة نخرج بها بعد مطالعتنا لكتاب مارسيل غوشيه عن دور الدين في الديمقراطية والغريب أن البعض من التحديثيين يقبلون اعتماد بعض الأحزاب السياسية الغربية على المسيحية أو اليهودية ويرفضون أي دور ممكن للإسلام في تفعيل انطلاقة قاطرة الديمقراطية،فلماذا نقبل فكرة المسيحي الديمقراطي ونرفض فرضية المسلم الديمقراطي؟ أليس دراسة التيارات السياسية ذات المرجعية الدينية دراسة علمية يسهم من التقليل من الخوف من الإسلام والتخويف به المتصاعدة هذه الأيام؟   كاتب فلسفي  


صحفي واحد و تحليلان

 

 
الصباح—الشرق القطرية—الشاهد التونسي يوجد عدد من الصحفيين التونسيين الذين يعملون في ذات الوقت في صحف صادرة في تونس و كمراسلين لصحف صادرة خارجها. من بين هؤلاء الصحفي صالح عطية الذي يعمل بالأساس في جريدة « الصباح » التونسية في الوقت الذي يشتغل فيه مراسلا لصحيفة « الشرق » القطرية. و يبدو من المثيرا للإهتمام مقارنة طريقة الكتابة الصحفية في هذه الحالة و بخاصة عندما يتعلق الأمر ليس بمجرد تقرير نقل إخباري بل أيضا تحليل إخباري لنفس الموضوع مثل تحليل نتائج مؤتمر حزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » الحاكم المنتهية أشغاله نهاية الأسبوع الأخير. تحليلان لنفس الحدث صدر التحليل الإخباري الأول لهذا الحدث من قبل صالح عطية في صحيفة « الصباح » يوم الأحد 3 أوت الفارط بعنوان « ما هي ملامح المرحلة المقبلة سياسيا و اجتماعيا؟ » (يمكن الاطلاع على المقال كاملا على هذا الرابط). في حين صدر التحليل الإخباري الثاني من قبل نفس الكاتب في صحيفة « الشرق » القطرية الصادرة يوم الثلاثاء 5 أوت بعنوان « تونس: مؤتمر الحزب الحاكم يحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة » (يمكن الاطلاع على المقال كاملا على هذا الرابط). كانت مقدمة مقال « الصباح » كما يلي: « أنهى التجمع الدستوري الديمقراطي، مؤتمره الخامس امس بالاعلان عن القائمة الجديدة المنتخبة لاعضاء اللجنة المركزية، وادخال تعديلات على القانون الداخلي للحزب، فيما تضمن خطاب رئيس التجمع، الرئيس زين العابدين بن علي ملامح المرحلة المقبلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فماهي أبرز ملامح هذه المرحلة؟ وبأي أجندا سيدخلها التجمع الدستوري الديمقراطي؟ ». و كانت مقدمة مقال « الشرق » كما يلي: « أنهى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس، مؤتمره الخامس أول من أمس، بالإعلان عن القائمة الجديدة المنتخبة لأعضاء اللجنة المركزية (ثاني سلطة قرار بعد المؤتمر في الحزب)، ورسم ملامح المرحلة المقبلة في البلاد خصوصا من الناحيتين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى إدخال تعديلات على القانون الداخلي المنظم للحزب، بشكل يقدم صورة عن ملامح القيادة المقبلة للحزب وتشكيلة الحكومة التي ستقود البلاد خلال السنوات القادمة ». و يمكن مقارنة تركيبة النصين و تسلسل الأفكار فيهما فيما يلي: تحليل « الصباح » يتكون من الفقرات التالية حسب العناوين الفرعية المرافقة لها: أولا: فقرة بعنوان « الملف السياسي » ورد في بدايتها ما يلي: « يمكن القول ان مؤتمر التجمع الدستوري تمخض عن ثلاث نتائج هامة في سياق الحديث عن الجانب السياسي. 1 ـ ويأتي قبول رئيس التجمع، ترشيحه للانتخابات القادمة المقررة في العام 2009، في مقدمة العناوين البارزة للمشهد السياسي الحزبي (الخاص بالتجمع) والوطني المتعلق بالترشحات للاستحقاق الانتخابي القادم.. ومعنى ذلك ان الرئيس بن علي، يعد اول المرشحين لانتخابات 2009، من الزاوية القانونية والدستورية، في انتظار ترشحات اخرى من احزاب المعارضة الذين يستجيبون للشروط التي نص عليها التعديل الدستوري الاضافي، الذي صادق عليه البرلمان في قراءة ثانية مؤخرا.. لكن مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي، تمخض كذلك، عنه قراران اتخذهما كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري، يقضيان بترشيح رئيس التجمع للانتخابات الرئاسية القادمة، سواء في اطار مقترح «الاغلبية» الرئاسية الذي قدمه الامين العام لـ «ح.د.ش» اسماعيل بولحية. او مقترح «الجبهة الديمقراطية الوطنية» الذي رفعه الامين العام للتحرري، المنذر ثابت.. وهو ما يعني من الناحية العملية، انسحاب حزبين معارضين من دائرة التنافس على الاستحقاقات الرئاسية. ». كما ورد فيها أيضا: « اعلان رئيس الدولة ورئيس التجمع، على تمسكه بمبدإ التداول على السلطة على قاعدة الانتخابات والاحتكام لمضمون الدستور وبنوده واحكامه والشروط التي يتضمنها.. ويضع هذا الاعلان الرئاسي: حدا للمطالب التي ما انفكت بعض الاحزاب السياسية ترفعها في بياناتها وشعاراتها وثقافتها الحزبية.. ومعنى ذلك، ان التداول الذي يعني «تسليم الحكم» او «التخلي عن السلطة» او «الانسحاب من كرسي الرئاسة» لا معنى له من الناحية السياسية والدستورية كما اوضح ذلك السيد زهير مظفر في الندوة الصحفية خلال المؤتمر. وبعبارة اخرى، فان التداول على السلطة، لا يجد معناه الا من خلال صندوق الاقتراع ورأي الشعب، فذلك هو الطريق الى التداول، وهو ما تشير اليه، بل وتتضمنه مختلف الدساتير الموجودة حتى في اعرق الديمقراطيات في العالم، حيث لا يتم التنصيص على مبدإ التداول، وانما على الانتخابات كقاطرة رئيسية للوصول الى الحكم في اي بلد. والسؤال المطروح في الاوساط السياسية وفي دوائر النخب هو: كيف ستتعاطى الاحزاب المطالبة بالتداول مع هذه المقاربة الجديدة؟ ام ان موضوع التداول على السلطة قد حسم بهذا التحليل، وعبر وجهة النظر الحكومية هذه؟ ». ثانيا: فقرة بعنوان « لجنة مركزية جديدة » ورد في بدايتها ما يلي: « من جهة اخرى، كشفت انتخابات المؤتمر عن ميلاد لجنة مركزية جديدة للحزب الحاكم، بلغت نسبة التجديد فيها قرابة الخمسين بالمائة.. لجنة صعد اليها عدد غير قليل من الشباب ونسبة معتبرة من العناصر النسائية الى جانب كفاءات تجمعية عديدة.. فيما غادرها بعض الوزراء واطارات تجمعية عالية المستوى في اطار «سياسة» كرستها قيادة الحزب في هذا المؤتمر، عنوانها الرئيسي، «التشبيب» وضخ «دماء جديدة» على هذه اللجنة.. ». ثالثا: فقرة بعنوان « تعديلات هامة » تضمنت في بدايتها ما يلي: « ومثلما يجري في كل مؤتمرات الاحزاب تقرر ادخال تعديلات عديدة على القانون الداخلي للحزب، في مقدمتها، قرار الاقتصار على نائب واحد لرئيس التجمع بدلا من اثنين ». رابعا: فقرة بعنوان « مرحلة صعبة و دقيقة » تضمنت في بدايتها ما يلي: « على صعيد اخر، كان الخطاب الافتتاحي لرئيس الدولة، وكذا كلمته الختامية للمؤتمر، بمثابة «ناقوس الانذار» لطبيعة المرحلة المقبلة، التي وصفها بالدقيقة والحرجة من حيث الصعوبات الاقتصادية وتقلبات اسعار النفط والمنتجات الغذائية في السوق الدولية، لكن رئيس الدولة ركز في ذات السياق على «روح التضحية والمغالبة» لدى التونسيين، واشار الى طموحهم الكبير ورغبتهم في العيش الكريم، وهو ما جعل بعض المراقبين يتوقفون عند هذه الكلمات، في اشارة الى دخول البلاد مرحلة ستتم مواجهتها بشعار «التحدي» الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة، مثلما كان شعارا لمؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي.. ». مقابل ذلك يتكون تحليل « الشرق » من الفقرات التالية حسب العناوين الفرعية المرافقة لها: أولا: فقرة بعنوان « المرشح الدستوري الأول » ورد في بدايتها ما يلي: « ويبدو أن أحد أهم إفرازات مؤتمر الحزب الحاكم في تونس، هو قبول الرئيس بن علي ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2009، تلبية لنداء حزبه، ومناشدة عديد المنظمات والجمعيات وحتى بعض أحزاب المعارضة (المحسوبة على الموالاة).. ويعد بن علي بموجب هذا القرار، أول المرشحين لانتخابات 2009، من الزاوية القانونية والدستورية، في انتظار ترشيحات أخرى من أحزاب المعارضة الذين يستجيبون للشروط التي نص عليها التعديل الدستوري الإضافي، الذي صادق عليه البرلمان في قراءة ثانية قبل أسبوع.. وكان حزبان من معارضة الموالاة، أعلنا خلال مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي، عن قرارهما ترشيح رئيس الحزب الحاكم ورئيس الدولة، زين العابدين بن علي للانتخابات القادمة، في إطار « جبهة ديمقراطية وطنية »، أو في سياق « أغلبية رئاسية ».. ودعت كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري (ليبرالي)، إلى تشكيل « جبهة » تجمع الحزب الحاكم والأحزاب والمنظمات الموالية للحكومة، على قاعدة التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة بمرشح وفاقي هو الرئيس بن علي، لكن التجمع الدستوري الديمقراطي، لم يقدم إجابة على هذا الموضوع خلال المؤتمر، ما يعني في نظر المراقبين أنه غير معني بمثل هذه المقترحات، أو على الأقل لا يفكر فيها في الوقت الراهن.. « . وقع إختتام هذه الفقرة بما يلي: « وكان زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، أحمد نجيب الشابي، أعلن في وقت سابق ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام 2009، لكنه ترشيح غير قانوني ولا يسمح به دستور البلاد، مما يعني أنه لا يتجاوز دائرة « الترشح السياسي » وبالتالي غير معني بمنافسة الرئيس التونسي، الذي يحكم البلاد منذ العام 1987.. ». ثانيا: فقرة بعنوان « الديمقراطية و التداول على الحكم » ورد في بدايتها ما يلي: « من جهة ثانية، شدد الحزب الحاكم، سواء في لائحته السياسية أو من خلال خطاب زعيمه، الرئيس بن علي، على تعزيز المسار الديمقراطي والتعددية في البلاد، في ردّ على بعض المعارضين الذين أعربوا عن تخوفاتهم بشأن إمكانية تراجع الحكومة عن الديمقراطية خصوصا بعد الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع أحداث الحوض المنجمي، والتي أعطت الانطباع بإمكانية الارتداد عن المسار الديمقراطي، لذلك كان خطاب قيادة الحزب الحاكم في المؤتمر، واضحا بشأن التأكيد على التمسك بالديمقراطية كخيار لا مندوحة عنه في سياسات الحكومة خلال المرحلة المقبلة.. وأعلن الرئيس التونسي وقيادة الحزب الحاكم في ذات السياق، عن تمسكهما بمبدأ « التداول على السلطة »، وهو الأمر الذي مثّل محور مطالب بعض المعرضات التي توصف بـ « الراديكالية » في تونس.. لكن التجمع الدستوري شدد على أن التداول على الحكم لا يعني « ترك السلطة » أو « الانسحاب من الحكم »، وإنما يتم « على قاعدة الانتخابات والاحتكام لمضمون الدستور » وبنوده والشروط التي يتضمنها.. « . كما تضمنت هذه الفقرة فيما بعد ما يلي:  » ويرى مراقبون، أن هذا الإعلان الرئاسي والحزبي، يضع حدا للمطالب التي ما انفكت بعض الأحزاب السياسية ترفعها في بياناتها وشعاراتها وثقافتها الحزبية.. وقال زهير المظفر وزير الوظيفة العمومية في الحكومة التونسية، وأحد منظري الحزب الحاكم لـ « الشرق »، أن « التداول الذي يعني تسليم الحكم أو التخلي عن السلطة أو الانسحاب من كرسي الرئاسة، لا معنى له من الناحية السياسية والدستورية »، مشددا على أن « التداول على السلطة، لا يجد معناه إلا من خلال صندوق الاقتراع ورأي الشعب، فذلك هو الطريق إلى التداول، وهو ما تشير إليه، بل وتتضمنه مختلف الدساتير الموجودة حتى في اعرق الديمقراطيات في العالم، حيث لا يتم التنصيص على مبدأ التداول، وإنما على الانتخابات كقاطرة رئيسية للوصول إلى الحكم في أي بلد ».. والسؤال المطروح في الأوساط السياسية وفي دوائر النخب هو: كيف ستتعاطى الأحزاب المطالبة بالتداول مع هذه المقاربة الجديدة؟ أم أن موضوع التداول على السلطة قد حسم بهذا التحليل، وعبر وجهة النظر الحكومية هذه؟ ». ثالثا: فقرة بعنوان « قيادة حزبية جديدة » تضمنت في بدايتها على ما يلي: « على صعيد آخر، كشفت انتخابات مؤتمر الحزب الحاكم، عن ميلاد لجنة مركزية جديدة، صعد إليها عدد غير قليل من الشباب ونسبة معتبرة من العناصر النسائية، فيما غادرها بعض الوزراء وكفاءات تجمعية عالية المستوى في إطار سياسة « التشبيب » وضخ « دماء جديدة » كرستها قيادة الحزب في هذا المؤتمر.. « . رابعا: أخيرا فقرة بعنوان « مرحلة صعبة » تضمنت ما يلي: « لكن الأمر المهم الذي تمخض عن المؤتمر، هي الإشارات التي تضمنها خطاب رئيس التجمع الدستوري، بشأن تحديات المرحلة المقبلة، والتي اعتبرت بمثابة « ناقوس الإنذار » ونوع من دعوة كانت صريحة لـ « شدّ الأحزمة » خلال المرحلة المقبلة، التي وصفها الرئيس التونسي بالدقيقة والحرجة من حيث الصعوبات الاقتصادية وتقلبات أسعار النفط والمنتجات الغذائية في السوق الدولية.. وتضمن خطاب بن علي وأدبيات الحزب معاني « روح التضحية والمغالبة » لدى التونسيين، في إشارة إلى ضرورة التضحية، وهو ما اعتبر في رأي المراقبين، إعلان علني وضريح على دخول البلاد مرحلة ستتم مواجهتها بشعار « التحدي » الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة.. ». تعليق « الشاهد التونسي » -المقارنة بين المقالين تشير بشكل واضح أننا أساسا بصدد تحليل واحد و ليس تحليلين سواء من حيث المحتوى أو الصياغة أو التراكيب. و حتى الفقرة المضافة في مقال « الشرق » بعنوان « الديمقراطية و التداول على الحكم » مستنسخة أساسا بالكامل من نهاية الفقرة الأولى من مقال « الصباح ». و هكذا العمل الأساسي الذي قام به الصحفي في مقال « الشرق » هو تعديلات طفيفة على صياغة المقدمة و تغيير عناوين فقرات مقال « الصباح ». -أحد الفروق القليلة و البديهية بين التحليلين هو إضافة أو تعويض بعض الكلمات و المصطلحات المتوقعة بفعل إختلاف الإطار و المتلقي من تونسي إلي قطري أو عربي بشكل عام. ينطبق ذلك مثلا على إضافة تعبير « الحاكم » عند ذكر « التجمع » أو قول « بن علي » (الشرق) عوض « رئيس الدولة » (الصباح). -أخيرا هناك اختلاف طفيف في المحتوى يتمثل في إضافات خاصة بمقال « الشرق ». يتعلق ذلك خاصة بخاتمة الفقرة الأولى و التي ضمنت إشارة إلي « الترشح السياسي » لأحمد نجيب الشابي ثم الإشارة إلي « الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع أحداث الحوض المنجمي » و « الانطباع بإمكانية الارتداد عن المسار الديمقراطي ». ليس من الواضح إن كانت هذه إضافات قصد الكاتب تخصيصها لمقال « الشرق » و من ثمة امتنع بشكل ذاتي من نشرها في مقال « الصباح » أم أنها كانت جزءا من مقال « الصباح » و لم يتمكن من نشرها. -بشكل عام يمكن القول أنه إذا كان من المفهوم أن تتشابه التقارير التي تتضمن معطيات إخبارية حتى عند كتابتها من قبل نفس الصحفي فإنه من غير المفهوم لماذا يجب نشر نفس « التحليل الإخباري » تقريبا في صحيفتين مختلفتين و بتاريخين مختلفين. و لا يتعلق تساؤلنا هذا باختيارات الصحفي فقط بل أيضا باختيارات صحيفة « الشرق » أيضا. من جهة أخرى عندما ينشر في صحيفة دولية يعدل الكاتب جزئيا في أسلوبه و خاصة من حيث بعض المعطيات التي يمكن أن تمثل « إشكالا » في حالة نشرها في صحيفة محلية.  (المصدر: مدونة الشاهد التونسي  بتاريخ 5 أوت 2008) الرابط:http://tunisian-observer.blogspot.com/2008/08/blog-post.html  

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  5 أوت 2008 الرسالة رقم 455 على موقع الانترنت   بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

 إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الخالد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة عملاق التاريخ وصانع الاستقلال

   

في جو من الخشوع والتاثر والوفاء أحيي المناضلون الأوفياء أصحاب المبادئ والقيم والثوابت ذكرى ميلاد الزعيم الخالد عملاق التاريخ المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله وكالعادة والسنة الحميدة حضر موكب أحياء الذكرى السادة محمد الصياح مدير الحزب سابقا. وأحمد قلالة المدير العام للإدارة الجهوية بوزارة الداخلية السابق ومحمد بن نصر الوالي السابق وصالح البحوري والي متقاعد وعبد الله بشير المناضل المعروف ومجموعة من المناضلين الأوفياء للزعيم الخالد من أصحاب المبادئ والقيم وشارك في موكب إحياء الذكرى الأخوان محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية وعبد الحميد العلاني كاتب عام مساعد لجمعية الوفاء وأبى بكل تلقائية وتطوع ونخوة واعتزاز أن يشارك في إحياء الذكرى المجيدة الدكتور خالد شوكات رئيس المركز العربي الاستراتيجي للديمقراطية في الدول العربية بهولندا تقديرا منه ووفاء لصانع الاستقلال وبطل التحرير ومحرر العقول وصانع معجزة نور العلم ومحرر المرأة كما حضر الموكب المناضل محمد الهادي الجريبي من أبناء الجالية التونسية بفرنسا. وقبل بداية الموكب في مدخل الروضة التي تؤوي جثمان الزعيم الخالد والتي تسمى روضة آل بورقيبة حضر عدد هام من التلامذة والأطفال والسياح الأجانب وطافوا بأرجاء التربة واطلعوا على اللوحات المكتوبة التي تخلد ذكرى مناقب الزعيم وبصماته وانجزاته وقد استقبل الأخوة الرفقاء الأوفياء السيد الحبيب بورقيبة الأبن مرفوقا بحرمه ونجله مهدي وأحفاده وحفيداته وبهذه المناسبة تقدم السيد محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة وصافح نجل الزعيم وأهداه نسخة من كتباه الجديد بعنوان الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار من من شيم المناضلين اعترافا بالجميل لصانع معجزة السيادة والحرية والمجد والكرامة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة. وأبى صاحب الكتاب إلا أن يقرأ كلمة الاهداء التي  وصف فيها ما يلي : * « أهدي نسخة من كتابي عربون محبة ووفاء، وتقدير لروح الزعيم الخالد والرمز العملاق الحبيب بورقيبة إلى نجله الحبيب بورقيبة الابن رجل الوفاء وصاحب الأنفة وعزة النفس والشهامة والكرامة إجلالا وإكراما لتضحيات الرمز الخالد على الدوام. وقد تأثر نجل الزعيم بهذه الكلمة وتسلم الكتاب المهدى بعد النسخ التي تم إهدائها مؤخرا لسيادة رئيس الدولة والتجمع ونائب رئيس التجمع والأمين العام للتجمع. والسيد محمد الصياح مدير الحزب السابق صاحب تقديم الكتاب وتم توزيع نسخ من الكتاب للسادة أحمد قلالة ومحمد بن نصر وخالد شوكات ومحمد الهادي الجريبي وقبلها إلى السيد خليفة الجبنياني والي المنستير صديق صاحب الكتاب مناضل دستوري. وأثناء تقديم الكتاب للسيد الحبيب بورقيبة الإبن في ساحة الروضة أبى الأخ العروسي الهاني إلا أن يقدم الدكتور خالد شوكات الذي قدم من هولندا للمشاركة في إحياء الذكرى وفاء لروح الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وذكر الأخ العروسي الهاني بخصال الدكتور خالد شوكات ومساهمته الفاعلة في الحوار التلفزي الذي خصصته قناة العربية بعنوان « زمن بورقيبة » في 6 حلقات العام المنصرم 2007 وابدع في الحلقة الختامية الدكتور خالد شوكات وأعطى حق الزعيم مما جعل المشاهدين في كل مكان يتابعون الحلقة بكل اهتمام وعناية. وقد تأثر نجل الزعيم الراحل بهذا التقديم وتم التقاط صور تذكارية تخلد الذكرى المجيدة. وعلى إثر ذلك دخل الروضة الجميع وبعد الاستماع إلى تلاوة آيات من الذكر الحكيم والدعاء من طرف الشيخ المقرأ تقدم السيد محمد بن نصر الوالي السابق والقى كلمة مؤثرة أبرز فيها خصال ومناقب الرمز الخالد واختتمها بدعاء، مؤثر للغاية كان له الأثر البالغ في نفوس الحاضرين وطاف الجميع بالروضة وتلوا فاتحة الكتاب على روح الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة وفي مقدمتهم والدته فطوم بورقيبة ووالده علي بورقيبة وأم الحبيب بورقيبة الأم الوفية والزوجة الصبورة مفيدة بورقيبة. وعلى إثر هذه الجولة المؤثرة والتي لها أكثر من معنى وأبعاد أخلاقية غادر كل الاخوة المرافقين لنجل الزعيم الروضة في جو من الخشوع  والتاثر والاعتبار وفي بهو الروضة صافح الأوفياء بكل حرارة نجل الزعيم الخالد وودعوه والعيون كلها وفاء وإكبار وإجلال لمن صنع ملحمة الاستقلال وأسس الجمهورية وبنى الدولة. رحم الله الزعيم الحبيب بورقيبة الذي سيبقى عبرة للأجيال و »الله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » صدق الله العظيم. سيدا كنت، سيدا سوف تبقى، تحتفي باسمك الحبيب العصور ***  تشهد الأرض والسماء وما بينهما، بأنك الكبير الكبير. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي الجهوي والمحلي حتى تأخذ كل جهة نصيبها من ثمرة الاستقلال والتنمية وهذا حق شرعي للتونسيين الهاتف : 22.022.354  

حين تأكل الثورة الفلسطينية أبناءها

 

توفيق المديني   الدم ا الدم الذي يسيل غزيرا في قطاع غزة ، و تحديدا في حي الشجاعية ،الذي يعتبر رمزا للمقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضتين  الفلسطينيتن  الأولى و الثانية  في مواجهة الجيش الإسرائيلي ، نظرا لقربه من حدود العام 1948،  يحول القضية الفلسطينية، التي كانت في الأمس القريب ، قضية مركزية في المشروع النهضوي العربي، إلى جيب صغير  يتقاتل عليه الإخوة الأعداء، فيجعلان القضية الفلسطينية  شيئاً من الماضي، بينما كان العرب يرون فيها مستقبلهم . الدم الذي يغطي أرض فلسطين القابعة تحت الاحتلال الإستيطاني الصهيوني ، الذي ما انفك يعمل ليلا نهارا على تهويدها، يطوي صفحة من تاريخ الشعب الفلسطيني، الذي بات يرى بأم عينيه ، كيف أن الوطنييين من حركة فتح  و الجهاديين الإسلاميين من حركة حماس  الذين ناضلوا من أجل الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني و تحرير الأرض السليبة ، َيتِيهُون في الطريق بعد أن أعمت السلطة بصيرتهم ، والحال هذه هم يقتلون قضيتهم وينتحرون. الوطنيون من حركة « فتح « ، و الإسلاميون من حركة « حماس »، سقطوا في أتون اقتتال داخلي همجي، ذهب ضحيته عشرات القتلى و الجرحى،  لتعزيز مواقع سلطوية  وهمية. فقد شهد قطاع غزة خلال هذا الأسبوع أعنف موجة من الاقتتال الداخلي منذ  الانقلاب  الذي نفذته حركة « حماس  » في قطاع غزة في يونيو2007،حين   تمكنت هذه الأخيرة من السيطرة على حي الشجاعية، باعتباره آخر موقع عسكري قوي لحركة « فتح » في قطاع غزة. لاشك أن هذا الاقتتال هو النتيجة غير المعقولة أو التناقضية للإنتفاضة الثانية  التي لعبت  فيها الحركة الإسلامية في فلسطين دورا رياديا، ولإخفاق الحركة الوطنية المنظمة والمتمحورة حول حركة فتح التي كان يقودها الرئيس الراحل ياسر عرفات، و التي عجزت تاريخيا في  التوصل إلى تحقيق هدفها عبر التفاوض مع « إسرائيل  » في خلق د ولة فلسطينية في قطاع غزة و الضفة الغربية  . وكانت الدوافع العميقة المفجرة للإنتفاضة الثانية 28 سبتمبر 2000 تكمن في السياسة الصهيونية التي تستخدم القوة القهرية و القمعية (الحصارات، واغتيال المسؤولين و الإذلال على نقاط العبور، التي تفضح عذاب شعب بأكمله في مقاومته الإحتلال وقد تخلى عنه المجتمع الدولي) و التي تلتهم الأرض الفلسطينية (عبر التوسع في الاستيطان )، إضافة إلى رفض السيد عرفات العرض الأميركي – الصهيوني الذي قدم له في مفاوضات كامب ديفيد ، والذي هو بكل تأكيد يتناقض مع مقياس القانون الدولي الذي يفرض على « إسرائيل » أن تنسحب من جميع الأراضي التي احتلتها في العام 1967، و أن تفكك جميع المستوطنات و من ضمنها تلك القائمة في القدس الشرقية، زد إلى ذلك  فساد و عجز و عدم فعالية مؤسسات السلطة الفلسطينية. وكان الحقد و الغضينة تجاه ما يسمى السلطة الفلسطينية بصورة غير صحيحة- السلطة ليست سوى وهم سلطة ، وعمليا فإنها برمتها إعادة تنظيم للاحتلال الصهيوني . بمعنى احتلال تحت ستار السيطرة الفلسطينية- وهو الذي مكن منطقيا حركة « حماس » من تحقيق فوز كاسح على حركة « فتح » في انتخابات يناير 2006، التي ظلت عاجزة عن تجديد نفسها  بعد رحيل مؤسسهاعرفات في عام 2004، على الرغم من المساندة القوية التي كانت تحظى بها من قبل قسم كبير من المجتمع الدولي. و في ظل الرفض التي كانت تصطدم به من أجل الهيمنة الكاملة على السلطة، إذ رفضت حركة « فتح « برئاسة الرئيس محمود عباس المسيطرة على الأجهزة الأمنية ، التعاون الكامل مع حماس في أجهزة السلطة، رغم أن حماس فازت منذ سنتين بأغلبية حاسمة في الانتخابات البرلمانية، واضطرت « فتح » إلى عدم قبول حسم الناخب الفلسطيني لأن كل العالم طلب منها ذلك، الولايات المتحدة، أوروبا، معظم الحكام العرب وبالطبع إسرائيل– حثوا فتح على عدم التعاون مع حماس في السلطة. في ظل هذا الرفض ، انطلقت « حماس » في ممارسة التحدي العسكري عبر تشكيل القوة التنفيذية التابعة لها، انطلاقا من قناعة لدى حماس أن العالم بأسره اتحد لإسقاطها. زعم  حماس مبرر. إسرائيل، أميريكا، الاتحاد الاوروبي وكذا الدول العربية – جميعهم حاولوا خنق الوليد في مهده. وبيد أجهزة فتح عشرات المقار والقيادات، ترغب حماس في أخذها لها. من ناحية ميزان السلاح، يوجد لقوات « حماس » تفوق في غزة. و هاهي « حماس » تحكم سيطرتها على قطاع غزة بأكمله بعد أن استولت على مقار ومؤسسات السلطة الفلسطينية الأمنية و العسكرية ، ورفعت أعلامها الخضراء عليهاواصفة هذا العمل بأنه « تحرير ثان »، وبعد أن سيطرت  أيضا على المواقع المسلحة القوية لحركة « فتح « . فالمعركة في قطاع غزة ليست حربا أهلية، بل مواجهة بين منظمتين عسكريتين تتصارعان على السيطرة على بؤر القوة على ظهر الشعب الفلسطيني . الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل تريدان و تشجعان هذا الإقتتال ، بهدف إضعاف قوة الإسلاميين ، وتصفية المقاومة. بيد أن نجاح « حماس » في السيطرة على واقع غزة ، خلق واقعا جديدا. واقع سلطتين فلسطينيتين: حماستان في غزة وفتح لاند في الضفة الغربية. وهكذا تحولت غزة ما بعد الانسحاب الصهيوني ، والتي كان يمكن لها أن تصبح نموذجا رائعا للاستقلال الفلسطيني، إلى حالة من الفوضى و الدمارو الاقتتال . فالسلطة وضعت تحت الحصار. لا مال. أجهزة التعليم، الصحة والخدمات تنهار. الفلسطينيون المحاصرون في غزة، أو الذين عاد الاحتلال إليهم في الضفة الغربية ، دخلوا في طورجديد يطوي  نهائيا المرحلة التي دشنتها اتفاقيات أوسلو الموقعة في 13سبتمبر 1993. فقد وقعت حركة « فتح » على اتفاق اوسلو وأقامت بموجبه السلطة الفلسطينية، ومنذ ست سنوات وأكثر لا يوجد أوسلو. ويبدو أنه حان الوقت ألا توجد سلطة. الفراغ السلطوي في غزة، وبعد ذلك في الضفة، لا يمكنه أن يبقى كذلك لزمن طويل، وسيتعين على إسرائيل أن تفرض هناك القانون والنظام – تعيد احتلال المناطق وتأخذ المسؤولية التي لا أحد في إسرائيل يريدها. الاقتتال الفلسطيني يدمر المجتمع الفسطيني.ففي مواجهة الاحتلال الصهيوني ، أظهر هذا المجتمع وحدته ، و قدرته على المقاومة في الانتفاضة الأولى ، التي حررت إسرائيل  من الأوهام التي ظلت تعيش عليها منذ انتصارها في الحرب الخاطفة عام 1967.و شكل هدف بناء دولة فلسطينية في قطاع غزة  و الضفة الغربية قاسما فيدراليا مشتركا لمختلف مكونات المجتمع الفلسطيني  المنظم في عدة محاور عائلية و عشائرية ، إذ تمكن الزعيم عرفات ، بسياسته ، ومعرفته الدقيقة لواقع شعبه، أن يحافظ على وحدته الوطنية. الآن الأوهام سقطت.و الدولة الفلسطينية المستقلة أصبحت بعيدة المنال من الناحية العملية على الأقل.و جاء مسار الاقتتال الفلسطيني الأخير ليعزز البلبلة و التشاؤم في صفوف الشعب الفلسطيني ، ويزيد من انهيار المشروع الوطني الفلسطيني ، و تفسخ القضية الفلسطينية على طريق التصفية.وبعدواحد و أربعين عاما من الهزيمة  العربية في عام 1967، التي مكنت الشعب الفلسطيني من أخذ زمام الأمور بنفسه عبر تجسيده خط المقاومة ، هاهو  مصير مشروعه الوطني يفلت من بين يديه لأول مرة. إنه زمن الثورة التي باتت تلتهم فيه، ومن دون خجل، أبناءها.    كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية)بتاريخ 5 اوت 2008)

العرب ضيعوا فرصتهم في إفريقيا
فهمي هويدي (*)         من مفارقات حياتنا السياسية انه في حين تتنافس الدول الكبرى على إفريقيا، فان عالمنا العربي لا يزال يتمنع عليها، رغم أن عشرا من الدول العربية إفريقية. (1) حين زار الرئيس مبارك الأسبوع الماضي جنوب إفريقيا وأوغندا، احتل اسم إفريقيا مكانة على الصفحات الأولى من الصحف المصرية على الأقل. و هو ما استمر طوال أربعة أو خمسة أيام، الأمر الذي استصحب نشر تعليقات عنه تحدثت عن التعاون والتكامل في مجالات عدة، تجارية، زراعية ومائية. وتلك لغة جديدة نسبيا في إعلام المرحلة الراهنة، الذي أصبحت إفريقيا تذكر فيه مقترنة بأخبار المجاعات والحروب الأهلية، وغير ذلك من الكوارث التي تحيق بالبشر (تستثنى من ذلك مباريات كأس إفريقيا لكرة القدم). ولم يكن ذلك موقفا من الإعلام بقدر ما كان مرآة للحاصل في السياسة. ذلك أننا ينبغي أن نعترف بان الشأن الإفريقى تراجع في أولويات السياسة المصرية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، و ليس معروفا ما إذا كان التطور الأخير تعبيرا عن تصويب للرؤية الاستراتيجية – و هو ما نتمناه- أم انه أوثق صلة بالحسابات السياسية المرحلية. للدقة فإن التراجع ليس مقصورا على مصر وحدها، وإنما هو حاصل على المستوى العربي أيضا. الذي لم نلمس له اعتناء بتوثيق العلاقات مع بقية دول القارة الإفريقية.. و يعد الدور الليبي في هذا السياق حالة خاصة في دوافعه ومقاصده. ورغم انه دور مقدر في كل أحواله، إلا انه يتأثر كثيرا بالتقلبات السياسية، إضافة إلى انه يظل محدودا ومحكوما بسقف القدرات الليبية، التي إذا تميزت علي صعيد التمويل، إلا أنها تعانى من القصور في القدرات البشرية والفنية. لا مفر في هذا الصدد من الاعتراف أيضا بان العالم العربي لم يستطع أن يستثمر الميزات النسبية التي توافرت لعلاقته مع القارة الإفريقية، وعلى رأسها الجوار الجغرافي، الذي يشكل عنصرا بالغ الأهمية في توفير النجاح لتحقيق المصالح المشتركة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والتجاري. إضافة إلى الروابط التاريخية والدينية مع مسلمي شرق وغرب إفريقيا. وإذا كان مصطلح ‘المصالح’ يساق في معرض الحديث عن العلاقات العربية الإفريقية، إلا أن مصطلح ‘المصير’ هو الأدق في التعبير عن صياغة العلاقات المصرية الإفريقية، لسبب جوهري هو أن مياه النيل- شريان الحياة لمصر- تأتى كلها من قلب إفريقيا، و84٪ من تلك المياه تصل إليها من دولة واحدة هي إثيوبيا. (2) في الستينيات ، لم تكن مصر بحاجة لمن يذكرها بعلاقة المصير التي تربطها بالقارة السوداء. فقد كانت حاضرة بقوة في مختلف أنحاء القارة من خلال دورها في مساندة حركة التحرر الوطني من الاستعمار، الذي كان مخيما على القارة آنذاك. وفي تلك المرحلة الناصرية كان الدور السياسي موازيا لحضور اقتصادي قوى من خلال شركة النصر للتصدير والاستيراد، التي كان لها نشاطها الكبير في كل إفريقيا، وفي غربها بوجه اخص. لدى السيد محمد فائق، مدير مكتب الرئيس عبدالناصر للشؤون الإفريقية ثم وزير الإعلام في وقت لاحق قصص لا حصر لها عن التحرك المصري الواسع في مختلف أرجاء القارة وقتذاك وعن اهتمام الرئيس عبد الناصر بتفاصيل هذا الدور.. فهو يروى أن رئيس جمهورية الصومال شارمآركى كان في زيارة لأوروبا، وابلغ بأن الشركات الايطالية رفضت شراء ‘الموز’ محصول البلد الرئيسي ومصدر تمويل موازنته، وكانت تلك الشركات مازالت متحكمة في اقتصاد الصومال بعد رحيل الاستعمار الايطالي. جاء الرجل إلى القاهرة وعرض المشكلة على الرئيس عبدالناصر فقرر أن تشترى مصر كل الموز الصومالي. وما إن أعلن النبأ، حتى سارعت الشركات الايطالية إلى رفع الحظر، واشترت الموز بالسعر الذي حدده المنتجون. يتحدث الاستاذ فائق أيضا عن الجهد الذي بذل على مدى عدة سنوات للدخول إلى الأسواق الإفريقية، وهو ما اقتضى إجراء تعديل على ماكينات النسيج لتوفير أحجام القماش المصدر للأثواب التي يرتديها النيجيريون، وإجراء تعديل آخر على معاصر الزيوت لتصنيع زيت التخيل الذي تتوفر ثماره في العديد من دول القارة. وكانت نتيجة ذلك الجهد أن شركة النصر للتصدير والاستيراد استطاعت تسيير بواخر تحمل البضائع المصرية إلى الموانئ الإفريقية، الأمر الذي أدى إلى توفير السلع الهندسية والدراجات والمنسوجات ومختلف المنتجات المصرية في العديد من الدول الإفريقية. من النجاحات التي حققتها مصر في تلك المرحلة أنها قاومت بشدة الفكرة الاستعمارية الرامية إلى التفرقة بين جنوب الصحراء وشمالها، أو بين العرب والافارقة، وعملت على ضم قادة القارة وزعماء حركات التحرر فيها إلى حركة عدم الانحياز. كما فتحت أبواب القاهرة لممثلي تلك الحركات، الذين تحولوا إلى ركيزة الخطاب السياسي الذي عبرت عنه الاذاعات الموجهة. (3) في غياب مصر حدث تطوران مهمان للغاية. الأول هو التمدد الإسرائيلى في أنحاء القارة، الذي من تجلياته أن إسرائيل أصبح لها الآن ٤٥ سفارة في إفريقيا، هو رقم يعادل بالضبط عدد السفارات المصرية هناك. وهذا التمدد رصدته رسالة ماجستير مهمة نوقشت قبل أسبوعين فى معهد الدراسات الإفريقية اعدها الباحث حسين حمودة حول العلاقات الإسرائيلية الإفريقية منذ تأسيس الدولة العبرية، بتركيز خاص على الفترة التي اعقبت عام 1991 ، وحتى الوقت الراهن. وقد تتبع الباحث الدور الإسرائيلى في مختلف الأقطار الإفريقية، ولاحظ انه رغم الانتشار الواسع لها في القارة إلا أن 3% فقط من التجارة الخارجية الإسرائيلية مع إفريقيا، في حين أن 70% من تجارتها مع أوروبا. وخلص من ذلك إلى أن إسرائيل في إفريقيا مهتمة بالعائد السياسي أكثر من اهتمامها بالعائد الاقتصادي. ونبه إلى أن إسرائيل التي نافست بلجيكا في تصنيع الماس الإفريقي المستخرج من الكونغو، مهتمة باستخراج الثروات الطبيعية و بالاستثمار المباشر أو بالاشتراك مع طرف غربي آخر. ثم أنها أقامت كيبوتسات في كينيا لتصدير بعض السلع (منها الورد) لكي تفوت فرصة رفض منتجات بعض الكيبوتسات في أوروبا بحجة إنها مقامة على ارض محتلة. ومن الملاحظات المهمة التى ابداها أن السياسة الغربية والأمريكية الحريصة على فصل شمال القارة عن جنوبها، واعتبار الشمال ضمن الشرق الأوسط، والجنوب هو إفريقيا السوداء لها هدف خبيث يستبعد عشر دول عربية من القارة ويقحم معها إسرائيل و اعتبارها جزءا من الشرق الأوسط. التطور الآخر المهم في إفريقا هو ذلك التنافس على كنوز القارة وثرواتها المعدنية والنفطية بين الدول الكبرى. وإذا كانت فرنسا وانجلترا هما الدولتين اللتين كانت لهما اليد الطولى في استعمار إفريقيا ونهب ثرواتها، فان المتنافسين الجدد هما الولايات المتحدة الأمريكية والصين ( ثمة تقدير يرى أن ربع احتياجات الولايات المتحدة من النفط خلال العشرين سنة القادمة سيكون مصدره إفريقيا، وأن واشنطن تريد من ذلك أن تقلل من اعتمادها على نفط الشرق الأوسط). للدكتور فرج عبدالفتاح استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة بحث أخير سلط فيه أضواء قوية على العلاقات العربية الإفريقية. ومن الملاحظات التي سجلها أن الولايات المتحدة اصدرت عام 2000 قانون ‘الفرص والنمو’، الذي فتح الأبواب لاستيراد الصادرات الإفريقية بلا ضرائب جمركية و اشترط فقط أن تكون الدول المصدرة أكثر انفتاحا وديمقراطية. وقد استفادت 25 دولة افريقية جنوب الصحراء من هذه التسهيلات. ولان الصين تنافسها إفريقيا فإنها قررت في سنة 2006 رفع الضرائب على 190 سلعة من الصادرات الإفريقية، زاد عددها بعد ذلك حتى أصبحت 440 سلعة الآن. وهو ما أوصل حجم تجارة الصين مع إفريقيا إلى 45 مليار دولار في سنة 2007. من الملاحظات أيضا أن الولايات المتحدة أصبحت الشريك الاقتصادي الأول للقارة الإفريقية. تليها في الترتيب دول الاتحاد الأوروبي. أما الصين فتأتى في المرتبة الثالثة، وبعدها الهند التي تحاول تنشيط حضورها في الأسواق الإفريقية، وتعتبر جنوب إفريقيا الشريك التجاري الرئيسي لها في القارة. وللعلم فان الهند عقدت في شهر ابريل من العام الحالي مؤتمر قمة افريقية هندية، اسقطت فيه نسبة غير قليلة من ديونها على دول القارة، وقررت تقديم 500 مليون دولار سنويا للتنمية في دولها. وقبل ذلك في عام 2006 عقدت في بكين قمة صينية افريقية، وشهدت لشبونة في العام الذي يليه (2007) قمة افريقية أوروبية. واخيرا شكلت الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها القيادة المركزية الإفريقية ‘افريكوم’. (4) تشير الأرقام إلى أن 7% فقط من التجارة العربية تذهب إلى إفريقيا، وأن 10% فقط من تجارة الدول العربية يوجه إلى القارة ذاتها. وهو يجسد المفارقة التي سبقت الاشارة إليها، متمثلة في تمنع مصر والدول العربية عن استثمار الفرص الكبيرة المتاحة في إفريقيا، التي تتنافس عليها الدول الكبرى في الغرب و الشرق. و هو ما عقب عليه زميلنا احمد النجار رئيس تحرير التقرير الاقتصادي الاستراتيجى بقوله إن عرب النفط بوجه اخص ضيعوا فرصة تاريخية نادرة كان يمكن الافادة منها في إحداث طفرة اقتصادية كبيرة، حينما توافرت لهم فوائض مالية هائلة في السنوات الأخيرة، كان يمكن توجيه بعضها لاستثمار الموارد المتوافرة في إفريقيا. وهى ذات الفرصة التي افادت منها اليابان، حين استفادت من قاعدة الموارد المعدنية الموجودة في شرق و جنوب شرق آسيا ، في تطوير صناعات عملاقة، جعلتها مثلا في صدارة الدول المنتجة للالومنيوم، رغم أنها لا تملك أية خامات لتلك الصناعة. أين تكمن المشكلة إذن؟ لا غرابة في أن تسعى الدول الكبرى إلى اختراق الأسواق الإفريقية الغنية بمواردها الطبيعية و الهيمنة عليها، فهذه الدول لها استراتيجياتها ومخططاتها التي تخدم مصالحها. ونحن نخطئ إذا استسلمنا للغضب والاحتجاج إزاء ما يفعلونه، لان السؤال المهم هو أين استراتيجيتنا المقابلة ورؤيتنا السياسية الخاصة، ولماذا نظل نمد ابصارنا إلى الغرب دائما، ولا نحاول أن نتطلع إلى مواقع اقدامنا؟ إن المشكلة تكمن في خلل رؤيتنا الاستراتيجية وغياب القرار السياسي، بأكثر منها في مخططات الآخرين ومؤامراتهم. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أوت 2008)


 

هل أصيب ألكسندر سولجنتسين ‘بالسكتة الأدبية’؟

               

لعقود طويلة انتقد الأديب ألكسندر سولجنتسين النظام السوفياتي الذي دمر الإنسان جسدا وروحا حسب قوله, وكلفته معارضة هذا النظام منفى استمر عقدين, لكنه حين عاد إلى بلاده عام 1994 والاتحاد السوفياتي قد انهار, بدأ معارضة جديدة, هذه المرة ضد ثقافة غربية ‘ضعيفة ومنحطة بدأت تتسرب إلى بلاده روسيا التي يرى فيها مهد المسيحية الأرثوذكسية’. بدأ سولجنتسين -الذي توفي أمس بسكتة قلبية عن 89 عاما- نجاحه عام 1962 مع رواية ‘يوم في حياة إيفان دينيزوفيتش’ التي حكى فيها عن ‘طاحنات اللحم’ البشري في معسكرات الأشغال الشاقة التي أنشأها جوزيف ستالين. ستالين كان السبب في إرسال سولجنتسين إلى أحد هذه المعسكرات, حين ضبطت رسالة بعث بها إلى صديق عام 1945 -وكان حينها نقيبا في الجيش الأحمر- انتقد فيها الرجل ذا الشارب كما كان يسمي ستالين. إيفان دينيزوفيتش صورت رواية ‘يوم في حياة إيفان دينيزوفيتش’ نضال نجار ليبقى حيا في معسكر أشغال شاقة أرسل إليه مع نهاية الحرب العالمية, حاله حال سولجنتسين. لم تنشر الرواية حينها إلا لأن هرم القيادة السوفياتية تغير, وكان هناك رئيس اسمه نيكيتا خروتشوف حريص على إظهار عيوب سلفه. لكن برحيل خروتشوف عادت المتاعب لتلاحق سولجنتسين, وينتهي الأمر به عام 1973 بتجريده من جنسيته ثم نفيه في العام التالي إلى ألمانيا الغربية, بعدما نشر في باريس روايته الشهيرة ‘أرخبيل الغولاغ’ التي سمحت للملايين بمعرفة تفاصيل حياة معسكرات السخرة. شخصية لا تهادن غير أن الغرب الذي رأى في الكاتب نصيرا وفيا لقيمه داخل روسيا السوفياتية, اكتشف فيه شخصية لا تهادن أيضا, وفاجأ سولجنتسين أنصاره عندما قال في خطاب في هارفارد عام 1978 إن ‘الديمقراطية التعددية الغربية’ لا تصلح نموذجا لكل البلدان. في العام 1994 عاد سولجنتسين إلى روسيا من منفاه الأميركي, وقرر ليتعرف على وطنه من جديد أن يطوفه في رحلة دامت 56 يوما, وكم كانت خيبته حين اكتشف أن في روسيا كثيرين لم يقرؤوه, وقرر هو الانعزال في بيت بإحدى ضواحي موسكو ولم يكن يظهر للعلن إلا قليلا. احتقر سولجنتسين الرئيس الراحل بوريس يلتسين وحمله مسؤولية انهيار الاقتصاد وظهور طبقة متنفعين اشتروا كبريات المؤسسات الاقتصادية بثمن بخس, ورفض أن يتسلم منه أعلى وسام تقدير روسي. سولجنتسين وبوتين كما اختلف مع فلاديمير بوتين واتهمه بعدم فعل ما يكفي للقضاء على طبقة الأقلية الحاكمة, لكن أفكار الرجلين بدأت تدريجيا تلتقي, فقد رأى بوتين في سولجنتسين مرآة لانتقاداته الطويلة للغرب, وتأكيدا من أديب كبير لنظرة يحملها مفادها أن روسيا حضارة مختلفة لا تنطبق عليها معايير الديمقراطية الغربية, بما يقدم له ذلك من تبريرات في طريقة ممارسة الحكم. وصفه الرئيس الروسي الحالي ديمتري مدفيديف بأحد ‘أكبر مفكري القرن العشرين’، وقال عنه ميخائيل غورباتشوف إنه ‘لعب دورا محوريا في القضاء على نظام جوزيف ستالين الشمولي’. السكتة الأدبية لكن زوال هذا النظام الستاليني الشمولي كان تحديدا وراء نضوب إنتاج سولجنتسين الأدبي في السنوات الأخيرة كما قال الكاتب دي.أم توماس عام 1998، ‘فمنفاه بعيدا عن موضوعه الرئيسي -الستالينية والغولاغ- كشف عيوبه الكبرى’. وهكذا لم ير بعض النقاد في مجلدات ‘العجلة الحمراء’ التي عكف على كتابتها في السنوات الأخيرة وأرخ بها لروسيا ما قبل الثورة البلشفية, إلا كتبا رتيبة تفتقد إلى نار توهجت بها النجاحات الأولى. بالنسبة  لدي.أم توماس لم تكن نجاحات سولجنتسين إلا ‘إسقاطا لعنف فيه مكبوت كان يضطرم’، وعندما خبا العنف خبت النار في أعماله اللاحقة, فكان كمن أصيب ‘بالسكتة الأدبية’. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 4 أوت 2008 نقلت عن وكالات الأنباء)


 

مصادر لبنانية: الضابط السوري الذي اغتيل كان على صلة قوية بعماد مغنية

 

عواصم – وكالات قال مسؤول أمني لبناني رفيع المستوى إن العميد محمد سليمان الذي اغتيل يوم الجمعة, هو مستشار عسكري للرئيس السوري بشار الأسد, و «كان على صلة قوية بحزب الله». وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن «سليمان كان ضابط الاتصال السوري مع حزب الله». كما أشار المسؤول اللبناني إلى أن سليمان كان على صلة وثيقة أيضا بالقائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في فبراير الماضي. وكان مسؤولون سوريون شاركوا الأحد الماضي في تشييع الضابط سليمان. وقالت مصادر إن شقيقه ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري وضباطا كبارا آخرين حضروا جنازة سليمان ببلدة دريكيش شرقي طرطوس. ويشير حضور ماهر الأسد وهو أحد أقوى الشخصيات في سوريا إلى دور سليمان المحوري في هرم السلطة السورية وإلى مكانته بين أركان الدولة. وقال مصدر سوري لرويترز «هذا زلزال. منذ متى نسمع عن اغتيالات تقع بهذه الطريقة في سوريا». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سليمان كان شخصية أساسية في برنامج نووي مزعوم تتهم الولايات المتحدة سوريا بانتهاجه بعد أن أغارت إسرائيل على موقع في شرق سوريا العام الماضي. ولمحت حكومة دمشق التي تشارك في محادثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل إلى أن إسرائيل تقف وراء الهجوم وقالت إنها ستقدم سريعا دليلا «دامغا» على من الذي يقف وراء حادث الاغتيال. ولكن لم تكشف نتائج تحقيق رسمي قالت السلطات إنها أجرته. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أوت 2008)

لا خلافات مع حزب الله بسبب مصرع ‘عماد مغنية’.. سوريا: البيانوني وخدام وراء اغتيال العميد سليمان

 

 
دمشق – هدى سلامة – وكالات نفت مصادر سورية مطلعة أن يكون اغتيال العميد محمد سليمان المقرب من القيادة السورية في منتجع الرمال الذهبية في مدينة طرطوس الجمعة الماضي له أي علاقة بما حاولت بعض وسائل الإعلام الترويج له من أن هناك خلافا بين حزب الله اللبناني والقيادة السورية على خلفية اغتيال مغنية في دمشق. وشددت المصادر على أن من قام بالعملية له مصلحة بزعزعة الأمن في سوريا، مشيرة إلى أن سوريا شهدت في ثمانينيات القرن الماضي عمليات اغتيال وتصفيات لشخصيات سورية عسكرية وعلمية ومدنية نفذها الإخوان المسلمون، وتلك العمليات مشابهة للعملية التي اغتيل فيها العميد سليمان، وهذا ما يرجح بحسب المصادر إلا أن من تشار إليه الأصابع هو البيانوني وحليفه عبد الحليم خدام الذي دعا أكثر من مرة إلى زعزعة الأوضاع الداخلية في سوريا. واكدت مصادر جنائية أن عمليات المسح الجنائي لا تزال مستمرة، لافتاً إلى أن عملية الاغتيال تمت من البر وليس من البحر. وأكدت المصادر أن العميد محمد سليمان تربطه علاقات جيدة مع العقيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى علاقة سليمان مع اللواء آصف شوكت تشوبها بعض الحساسية نظراً للصداقة التي كانت تربط العميد سليمان باللواء علي يونس. إلا أن مصادر موثوقة أكدت أن سليمان كان يقف على مسافة واحدة من يونس وشوكت وتربطه علاقة جيدة مع كافة المسؤولين في سورية وهذا ما جعله شخصية محببة وموثوقة ومقربة من الرئيس بشار الأسد. وشارك مسؤولون سوريون امس في تشييع جنازة العميد محمد سليمان وقال موقع للمعارضة السورية على الانترنت ان سليمان المقرب من الرئيس السوري بشار الاسد تعرض لاطلاق نار في الرأس في فيلته المجاورة للبحر. وقال موقع آخر ان قناصا أطلق النار عليه من زورق. وحاصرت قوات الامن المنتجع لساعات ولم تشر وسائل الاعلام المحلية الى حادث القتل. وقالت مصادر ان ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري وضباطا كبارا اخرين حضروا جنازة سليمان ببلدة دريكيش شرقي طرطوس. ويشير حضور ماهر الاسد وهو احد أقوى الشخصيات في سوريا الى دور سليمان المحوري في هرم السلطة السورية والى مكانته بين اركان الدولة. وقال مصدر ‘هذا زلزال. منذ متى نسمع عن اغتيالات تقع بهذه الطريقة في سوريا’. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان سليمان كان شخصية اساسية في برنامج نووي مزعوم تتهم الولايات المتحدة سوريا بانتهاجه بعد ان اغارت اسرائيل على موقع في شرق سوريا العام الماضي. من جهتها ، أفادت صحيفة ‘هآرتس’ بأن مسؤولين في إسرائيل، يرجح أنهم من الاستخبارات، كانوا يلقبون سليمان بـ’مغنية السوري’، نسبة إلى القيادي العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل أيضا في دمشق في فبراير الماضي وقال المسئولون الاسرائيليون إن اغتياله حدث ‘بالغ الأهمية’. وأضافت هآرتس أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يخضع له جهاز المخابرات الخارجية الموساد، رفض التطرق إلى تقارير بشأن اغتيال سليمان وزعمت الصحيفة أن سليمان كان مسؤولا عن العلاقة بين سوريا وبين مغنية وحزب الله، وأن التنسيق الأساسي بين الجانبين نفذه مساعد مغنية، إبراهيم عقيل. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أوت 2008)


قائد جديد لجيش تركيا مكسب لـ ‘العدالة’

 

خالد أبو بكر – رويترز أنقرة– عين المجلس العسكري التركي قائد القوات البرية إيلكر باسبوج قائدا للقوات المسلحة، وهو جنرال يوصف بأنه من صقور العلمانية، عكس سلفه يسار بويوكانيت الذي كثيرا ما اصطدم صراحة مع حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. وتوقع المحلل السياسي التركي إبراهيم أقباب في تصريح لـ’إسلام أون لاين.نت’ أن ‘يتجنب باسبوج الدخول في مواجهة مفتوحة مع حزب العدالة والتنمية؛ بالنظر لميله لاستقرار تركيا، وازدهارها اقتصاديا’. وقالت قيادة الأركان في بيان اليوم الإثنين إن باسبوج سيتولى مسئولية ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلنطي ‘الناتو’ يوم 30 من أغسطس الجاري من الجنرال المتقاعد يسار بويوكانيت الذي غالبا ما اصطدم صراحة مع الحكومة. وتأتي هذه الخطوة في حين تأمل تركيا في تجاوز صراع طويل على السلطة بين المؤسسة العلمانية القوية التي تضم الجنرالات والقضاة وبين حزب العدالة والتنمية. مكسب للحزب الحاكم ومن جهته، يرى إبراهيم أقباب المحلل السياسي التركي أن تعيين إيلكر باسبوج على رأس المؤسسة العسكرية التركية يعد ‘مكسبا كبيرا لحزب العدالة والتنمية الحاكم؛ بالنظر إلى تمتعه بحس وطني عال يجعله ينحاز إلى استقرار تركيا سياسيا واقتصاديا، وهو ما يتحقق فعلا في ظل الحكومة الحالية’. وأضاف بقوله: ‘على الرغم من أن باسبوج رجل علماني لكنه لن يصعد الأمور مع الحزب الحاكم مثل سلفه الذي كان ينتقد الحكومة علنا، وله العديد من المواقف التي تدل على نزاهته وموضوعيته في الحكم على الأمور’. وأوضح أقباب بقوله: ‘المثال الأشهر على نزاهة هذا الرجل (باسبوج) هو وقوفه خلف الحكومة ومساعدتها على القبض على التنظيم الإرهابي المسمى أرجينيكون الذي خطط لعمل انقلاب تدريجي للإطاحة بالحكومة التركية الشهر الماضي؛ حيث قيل وقتها إنه نسق مع أردوغان للقبض على هذا التنظيم’. واعتبر المحلل السياسي التركي أن ‘تولي باسبوج قيادة أركان الجيش سيساعد على استقرار تركيا؛ لأنه حريص على مصلحة بلاده، وله نظرة إستراتيجية فاحصة، تجعله يؤيد التقدم الاقتصادي الذي يمضي الحزب الحاكم فيه قدما’. وفي السياق ذاته قال ولفانجو بيكولي المحلل في مجموعة يوراسيا لدراسات المخاطر السياسية ‘على عكس (القائد) المندفع بويوكانيت، فإن باسبوج معروف بطبيعته الهادئة الحذرة’. وواصل بقوله: ‘النتيجة ستكون احتمالا أقل للتصعيد المفاجئ في التوتر العسكري المدني، لكن في نفس الوقت ستكون مزيدا من الضغط السياسي الفعال من الجيش’. ويعتبر باسبوج واحدا من أبرز ضباط جيله، ومعروف عنه خبراته العسكرية والإستراتيجية الكبيرة، ويجمع بين ذكاء قوي، والتزام عميق بالعلمانية التركية. ورفضت أعلى محكمة تركية في 30 ـ 7 ـ 2008 محاولة من كبير المدعين لإغلاق حزب العدالة والتنمية، لكنها فرضت غرامات مالية عليه بسبب أنشطة مناهضة للعلمانية. وأعلن تعيين باسبوج إلى جانب عدد من الترقيات وقرارات التقاعد بعد الاجتماع السنوي للمجلس العسكري الأعلى في تركيا برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وسترسل قرارات المجلس إلى الرئيس التركي عبد الله جول للتصديق عليها. وسيتولى قائد قوات الأمن الجنرال إيسيك كوسانر -الذي يعتبر متشددا أيضا- قيادة القوات البرية، والجيش معروف بمكانته التي تكاد تسمو فوق النقد في تركيا، وأطاح الجيش بـ4 حكومات في 50 عاما، وكان أحدثها في عام 1997 حين شن حملة عارمة أجبرت حزب الرفاه الإسلامي الحاكم على ترك السلطة، وفي تلك الأثناء لم يكن الحزب الحاكم يحظى بالشعبية، على عكس الحال الآن مع حزب العدالة الذي يحظى بقبول غربي وأمريكي كبير. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 أوت 2008)

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

19 juillet 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2249 du 19.07.2006  archives : www.tunisnews.net Amnesty International: Action Urgente Pour

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.