الثلاثاء، 25 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2771 du 25.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب “: تواصل مسلسل المحاكمات ..و سيل الأحكام ..!

حرّية و إنصاف: أحمد البوعزيزي على فراش الموت

حرّية و إنصاف:نقلة تعسفية من أجل نشاط نقابي

حرّية و إنصاف: اعتقال العوينتي و ستهم و العريبي بنابل

الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسةبرقية مسانـدة إلى الإخوة الأساتذة المضربون عن الطعام في مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي

الأساتذة المضربون عن الطعام  – لجنة الإعلام والاتصال: بلاغ عــــاجل الجامعة العامة للمهن والخدمات: لا لهشـاشـة الشّـغـل لا للطرد التعسّـفـي رابطة الشباب القومي العربي:  تظاهرة احتفالية  بمدينة بني حسان بالساحل التونسي في اطار الاحتفال بالذكرى الاولى لاستشهاد البطل الفجر نيوز: يوم التدوينة البيضاء في تونس  يو بي أي: البرلمان التونسي يصدق على البروتوكول بشأن المتفجرات من مخلفات الحرب وكالة نوفوستي الأنباء :سفن من الأسطول البحري الحربي الروسي تصل قاعدة تونس البحرية الرئيسية

رويترز: مهرجان دولي يحتفي بالزيتون في تونس

شبكة الأخبار العربية محيط :تونس تمنح ترخيص جديد للتنقيب عن النفط الصباح: أمام ارتفاع الكلفة – هل أضحى امتلاك مسكن صعب المنال؟

مغاربية:

عائلات تونسية تدفع أبناءها نحو ممارسة كرة القدم الطاهر العبيدي: تونس نيوز .. أيها الباقون كالقمح كالزرع في أراضينا.. عزالدين محمود: الحزب الإسلامي  زوبعة سياسيّة  وأن  أسّس عبدالحميد العدّاسي: المعاق والحيّ المهدّم مرسل الكسيبي: في تونس : رياح جديدة تهب داخل هياكل التجمع محمد العروسي الهاني: في الصميم وضع النقاط على الحروف معضلة التشغيل حلولها مازالت بعيدة والتعقيدات متواصلة د/ بشبر عبد العالي شمام:رؤية تقويمية لإسهامات الشاطبي وابن عاشور المقصدية:الجزء الثاني الهادي بريك: تبادل التهاني بين المسلم وغير المسلم.

جمال الدين أحمد الفرحاوي: كم ضاع فيك المكان


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 ديسمبر2007 متابعات إخبارية 

كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب “: تواصل مسلسل المحاكمات ..و سيل الأحكام ..!

 
أصدرت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري في ساعة متأخرة من مساء أمس  الإثنين 24 ديسمبر 2007  أحكامها في القضية عدد 13695 التي أحيل  فيها كل من : كريم البلومي و حمدي العبيدلي و أيمن الملكي و عمر سلامة و زياد العبيدي و بسام اليحياوي و فيصل الهوش و مجدي الزريبي و ميمون علوشة و ماهر بزيوش بمقتضى قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ”  ، و قد نال كريم البلومي عقوبة بـ 5 سنوات سجنا في حين كان من نصيب بقية المتهمين حكم بالسجن لمدة عامين . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 25 ديسمبر 2007

 

أحمد البوعزيزي على فراش الموت

دخل السجين السياسي السابق السيد أحمد البوعزيزي مرحلة متقدمة و خطيرة جدا من مراحل مرضه العضال ( السرطان ) حيث أنه لم يتناول الطعام منذ أسبوع كامل و تتم تغذيته عبر الحقن serum واكتفى الطبيب بإعطائه جرعات عالية من المسكنات.

و حرية و إنصاف تحمل مسؤولية وصول الحالة الصحية للسجين السياسي السابق السيد أحمد البوعزيزي إلى حافة الموت للسلطة التي تباطأت في علاجه و لم تفرج عنه إلا بعد أن استفحل مرضه كما تحمل المسؤولية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي ثبت تقصيره في الإبطاء بمده بالدواء في الوقت الضروري و تحمل المسؤولية أيضا لكل المنظمات و الهيئات التي لم تهتم بالحالة الصحية المتدهورة للسجين السياسي السابق و تذكّر الجميع بأن وضعيات مشابهة و مماثلة يعيشها مساجين سياسيون داخل و خارج السجن تعدّ بالمئات يجب الاهتمام بوضعياتهم حتى لا يكون مصيرهم كمصير الهاشمي المكي و لخضر السديري و عبد المجيد بن طاهر …و غيرهم كثير.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 25 ديسمبر 2007

 

نقلة تعسفية من أجل نشاط نقابي

قررت النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بنابل الاعتصام بالمقر الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل و ذلك يومي الجمعة و السبت 28 و 29 /12/2007 تضامنا مع الكاتب للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بنابل السيد الفهري الغول معلم تطبيق بالمدرسة الأساسية 2 مارس 1934 بنابل الذي سلطت عليه بقرار من المدير الجهوي للتعليم الأساسي بنابل نقلة تعسفية إلى ريف نوال قرب مدينة بني خلاد على خلفية دوره في إضرابات النقابة التي وقعت في شهري أفريل  و ماي من السنة الفارطة.

و حرية و إنصاف تعتبر أنه ليس من حق الادارة تسليط العقوبات على الناشطين النقابيين لا لشيء إلا لأنهم مارسوا حقهم المشروع  في الاضراب للمطالبة بحقوقهم المهنية كما تستنكر لجوء الادارة إلى عقوبات عفا عنها الزمن من أجل التشفي و الانتقام من الناشطين النقابيين.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 25 ديسمبر 2007

 

اعتقال العوينتي و ستهم و العريبي بنابل

وقع إيقاف كل من أيوب بن رفيق العوينتي ( تلميذ ) و محمد بن أحمد بن محمد ستهم ( مهندس أول خريج المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس) و ابراهيم بن محمد العريبي ( طالب بالمركب الجامعي بنابل ) أصيلي منطقة دار شعبان الفهري و ذلك يوم الاثنين 17/12/2007 و قد تم التحقيق معهم طيلة يوم كامل بمنطقة الأمن بنابل قبل أن يفرج عنهم ، و تتواصل معاناة الشبان الثلاثة الذين يقع استدعاؤهم باستمرار للمنطقة المذكورة في مناسبات مختلفة ليفرج عنهم بعد ذلك ، و قد طلب من ابراهيم بن محمد العريبي التعاون مع البوليس السياسي كشكل من أشكال الضغط النفسي .

و حرية و إنصاف التي طالما نددت بالاعتقالات العشوائية و المضايقات المستمرة التي يتعرض لها خيرة شباب تونس من تلامذة و طلبة و إطارات تعتبر أن هذه المضايقات فيها تعدّ صارخ على الحقوق الأساسية للمواطن و من شأنها تعميق شدة الاحتقان الحاصل في البلاد.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


 

الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة

برقيـــــــة مسانــــــدة إلى الإخوة الأساتذة المضربون عن الطعام في مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي

 
  1)      نحن مكونات المجتمع المدني المجتمعين اليوم الأحد 23/12/2007 بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة وبدعوة من لجنة المساندة الوطنية للأساتذة المضربون عن الطعام نبلغكم مساندتنا المطلقة لنضالكم من اجل حقكم في الرجوع إلى سالف عملكم. 2)      نحمل وزارة التربية والتكوين المسؤولية الكاملة على ما قد يترتب عن إضراب الجوع نتيجة تماديها في الصمت تجاه قضية فصل الأساتذة الثلاثة. 3)      نناشد كافة النقابيين ومكونات المجتمع السياسي والمدني مزيد من الالتفاف والدعم للأساتذة المضربين عن الطعام دفاعا عن أحد الحقوق الأساسية وهي الحق في العمل وممارسة الحق النقابي.  نشد على أيديكم وإلى الأمــــــــــــــام. الكاتب العام لهيئة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة الحبيب الشايبي


تونس في 24/12/2007   بـــــــلاغ عــــــــاجل

 
دخل المضربون عن الطعام الثلاثة معز الزغلامي ومحمد المومني وعلي الجلولي يومهم الخامس والثلاثين ( اليوم 35 ) وقد شهدت حالتهم الصّحية تدهورا خطيرا وفق التّقرير الطبّي الذي رفعته  اليوم الاثنين 24 ديسمبر 2007 اللجنة الطبية المشرفة ، وإذ نسجّل صمودهم البطولي في وجه الظلّم وإصرارهم على الدّفاع عن حقهم في العمل و حركة التضامن الواسعة مع المضربين منذ 20 نوفمبر 2007 داخليا وخارجيا من خلال المساندات المختلفة والاحتجاجات العديدة والتّنديد بموقف وزارة التربية والتكوين التي تصرّ على قرار الطرد التعسفي، فإنه يهمنا أن نعلن حالة التدهور الخطير التي بلغته صحة المضربين وخاصة منهم الأستاذ معز الزغلامي تدهورا استوجب نقله على جناح السرعة إلى مركز طبي مختص لوضعه تحت المراقبة الصحية الدقيقة ، في حين رفض كل من علي الجلولي ومحمد المومني نقلهما إلى المستشفى-  رغم إصرار الطاقم الطبي. وفي هذا الظّرف الدّقيق من إضراب الجوع فإنّنا نهيب بكل الضّمائر الحرّة والقوى الدّيمقراطية أن تتحمّل مسؤوليّاتها في الدّفاع عن حقّ المضربين في الحياة وذلك بالدّفاع عن حقّهم في الشّغل كما نحمّل وزارة التّربية والتّكوين كامل المسؤوليّة عمّا قد يلحق صحّة المضربين من أضرار.     لجنة الإعلام والاتصال   للمساندة والإطلاع: 216.71.337.667 Fax : profexclu@yahoo.fre-mail : synd_tunis@hotmail.com              www.moumni2.maktoobblog.com www. Moumni3.com


 لا لـهشـــاشـــة الشّـــغـــــل  لا للـــــطـــــرد التعسّـفـي تونس في 24/12/2007 من الجامعة العامة للمهن والخدمات

إلى  السيد وزير الشؤون الاجتماعية التضامن والتونسيين بالخارج

 
تحية طيبة،   وبعد، يؤسفنا أن نبلّغ سيادتكم احتجاجنا على ما أقدمت عليه وزارة التربية والتكوين من طرد لثلاثة أساتذة معاونين – رغم كفاءتهم – لا لشيء إلا لأنهم مارسوا حقهم في النشاط النقابي. ونحيط علم سيادتكم أن الأساتذة محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي يدخلون يومهم الخامس والثلاثون لإضرابهم عن الطعام ووضعهم الصحي آخد في التدهور. سيدي الوزير، إن صيغة انتداب هؤلاء الأساتذة تندرج ضمن كل الصيغ الهشة للشغل والتي تعاني منها كل القطاعات وقطاع المهن والخدمات أبرزها وهو ما يستوجب مراجعة عاقلة وجادة لكل الأشكال الهشة للتشغيل التي تضر بالمصلحة العامة وبالتنمية بالبلاد. وفي الأخير نرجو من سيادتكم التدخل العاجل لفض مشكلة الأساتذة المضربين عن الطعام حتى يعودوا إلى سالف عملهم. والسلام الكاتب العام المنجي عبد الرحيم

تونس في 24 ديسمبر 2007   تدعو النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى حضور تجمع المساندة للأساتذة المطرودين تعسّفيا والمضربين عن الطعام  منذ 20 نوفمبر 2007 وهم معز الزغلامي ومحمد المومني وعلي الجلولي وذلك يوم الخميس 27 ديسمبر 2007 ببطحاء محمد علي بتونس على الساعة العاشرة صباحا.    عن النقابة العامة للتعليم الثانوي الكاتب العام الشاذلي قاري
 


رابطة الشباب القومي العربي هوية عربية – ثقافة تقدمية- وحدة قومية بسم الله الرحمان الرحيم ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم

دعـوة

تكريما لروح الشهيد الخالد شهيد الأمة والوطن الرئيس صدام حسين المجيد رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه وفي اطار الاحتفال بالذكرى الاولى لاستشهاد البطل ووفاء لأرواح كل من قضوا في سبيل الدفاع عن شرف هذه الامة الصامدة ودعما للجبهة الوطنية والقومية الاسلامية بقيادة القائد المجاهد السيد عزت ابراهيم حفظه الله ونصره على القوم الظالمين سوف يتم القيام بتظاهرة احتفالية وذلك يوم الجمعة 28/12/2007 بمدينة بني حسان بالساحل التونسي وذلك ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال. وهي مبادرة من طرف لجنة مساندة المقاومة في العراق وفلسطين وتشترك فيها العديد من المنظمات والأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية. والدعوة موجهة للجميع من أجل نصرة قضايا الوطن العادلة المجد للمقاومة الموت للخونة الخلود للشهداء المنسق العام عبدالرحمان الدريدي


 

يوم التدوينة البيضاء في تونس

   

 
الثلاثاء, 25. ديسمبر 2007 تونس – الفجر نيوز : نفذ اليوم المدونين التونسيين إضراب عن التدوين احتجاجا منهم على الرقابة المسلطة على المواقع والمدونات الالكترونية المستقلة تحت شعار يوم التدوينة البيضاء  ويأتي هذا الاضراب بعد تفاقم  القرصنة والتخريب لمعاقل الكلمة الحرة على الشبكة إذ تمت قرصنة العديد من المواقع المستقلة التونسية والمدونات الشخصية ومواقع الأحزاب السياسية المعارضة ومنع عديد المواقع التونسية في المهجر من التصفح في تونس.

 

البرلمان التونسي يصدق على البروتوكول بشأن المتفجرات من مخلفات الحرب

 
تونس/25 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: صدق البرلمان التونسي خلال جلسة عامة عقدها اليوم الثلاثاء برئاسة فؤاد المبزع على مشروع قانون بتعلق بالموافقة على إنضمام تونس إلى البروتوكول بشأن المتفجرات من مخلفات الحرب.  ويندرج هذا البرتوكول ضمن إطار إتفاقية الأمم المتحدةحول حظر أو تقييد إستعمال أسلحة تقليدية(1980)،التي تدعو إلى وضع حد للخسائر الناجمة عن إستخدام الأسلحة في النزاعات،وخاصة منها البشرية والأضرار المادية التي تعيق التنمية الإقتصادية وإعادة التعمير.  وينص البروتوكول المذكور على آليات عملياتية تكفل تفعيل الأحكام المتعلقة بالحد من أثار المتفجرات التي تخلفها النزاعات،إلى جانب حث الأطراف الموقعة عليه على المساهمة بصفة فردية أو في إطار تعاون مشترك في ما بينها أو بين منظمات دولية أو إقليمية متخصصة في الحد من مخاطر مخلفات الحروب.  وقال وزير الدفاع التونسي كمال مرجان إن هذا البروتوكول يندرج في إطار القانون الدولي الإنساني،معتبرا أنه من البديهي إنضمام تونس إلى هذا البروتوكول،لاسيما وأنها كانت مسرحا لعدد من المعارك العسكرية.  وأكد أن هناك كميات كبيرة من المتفجرات من مخلفات الحرب العالمية مازالت موجودة حتى الآن في كل مناطق البلاد في البر كما في البحر،حيث يعمل الجيش التونسي من أجل إزالتها.  وأشار في هذا السياق إلى أن الجيش التونسي تمكن خلال الفترة ما بين الأول من يناير/كانون الثاني،والسابع عشر من الشهرالجاري من إبطال مفعول 648 قذيفة ومتفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية.


سفن من الأسطول البحري الحربي الروسي تصل قاعدة تونس البحرية الرئيسية

 
موسكو، 25 ديسمبر (كانون الأول). نوفوستي.  وصلت اليوم سفن من مجموعة السفن الضاربة في الأسطول البحري الحربي الروسي التي تقوم برحلة طويلة إلى بنزرت القاعدة البحرية التونسية الرئيسية. وقال العقيد البحري إيغور ديغالو مساعد القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي إن مرور السفن الروسية بقاعدة بنزرت يهدف إلى مواصلة تعزيز العلاقات الودية والتعاون المثمر بين روسيا وتونس.  وسيلتقي قائد الأسطول الشمالي مكسيموف خلال الزيارة كما أضاف المسؤول في الأسطول البحري الحربي الروسي مع أندري بولياكوف سفير روسيا في تونس وممثلي السلطات المدنية في بنزرت وقائد القاعدة التونسية البحرية. وبدأت مجموعة السفن الضاربة التي تتكون من حاملة الطائرات الثقيلة “الأميرال كوزنيتسوف” والسفينتين المضادتين للغواصات العملاقتين “الأميرال ليفتشينكو” و”الأميرال تشبانينكو” والطيران المحمول على السفن وسفينتي التموين “سيرغي أوسيبوف” و”نيقولاي تشيكير” في 5 ديسمبر رحلة طويلة تشمل شمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. لقد عاود الأسطول البحري الحربي الروسي تواجده الدائم في مختلف مناطق المحيط العالمي. فسبق أن أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف: “تنص خطتنا للفترة الممتدة حتى 3 فبراير عام 2008 على قيام قطع البحرية الروسية بحملة طويلة إلى شمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وتستهدف هذه الحملة تأمين التواجد البحري العسكري الروسي الدائم وضمان سلامة ملاحة السفن الروسية”. وستقوم القطع البحرية الروسية وسفن والتموين بزيارة موانئ دول أجنبية أخرى وستشارك في تدريبات مشتركة مع سفن الأساطيل البحرية الحربية الأجنبية. ومن المفروض أن تلتحق بالمجموعة في البحر الأبيض المتوسط مجموعة أخرى تمثل أسطول البحر الأسود الروسي تتكون من الطراد الصاروخي “موسكو” وعدة سفن تموين. (المصدر: وكالة نوفوستي الأنباء (روسيا) بتاريخ 25 ديسمبر 2007)

تونس تمنح ترخيص جديد للتنقيب عن النفط

 
تونس: قررت الحكومة التونسية منح ترخيص جديد لشركتين تونسيتين لاستكشاف البترول في منطقة الوسط الغربي التونسي. وبموجب هذا الترخيص الذي يحمل اسم “دولاب الوسط” ستقوم الشركة التونسية “توبيك” والمؤسسة التونسية للانشطة البترولية باعمال الاستكشاف في مساحة تغطي 224 كلم مربع. وتحدد الاتفاقية التي أوردتها وكالة الأنباء القطرية “قنا” ووقعها عن الحكومة التونسية عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية من جهة ومحمد التومي المدير العام للشركة التونسية “توبيك” وخالد بالشيخ الرئيس المدير العام للشركة التونسية للانشطة البترولية من جهة اخرى الشروط التي ستنجز بمقتضاها الشركة عمليات الاستكشاف في إطار ترخيص “دولاب الوسط” وفي إطار ترخيص البحث اذا ما تم التحول من طور الاستكشاف إلى طور البحث. ويعد هذا ثاني ترخيص للبحث عن البترول تمنحه الحكومة التونسية خلال هذا الشهر وذلك في إطار السعى لتغطية اكثر ما يمكن من احتياجاتها والحد من انعكاسات ارتفاع الأسعار في السوق الدولية على اقتصادها وجهودها التنموية. وتجدرا الإشارة إلى أن تونس أعلنت مؤخرا عن زيادة هى الثانية من نوعها هذا العام في أسعار المحروقات وتشمل جميع أنواع الوقود النفط والغاز. (المصدر:  شبكة الأخبار العربية محيط  بتاريخ 25 ديسمبر 2007)


مهرجان دولي يحتفي بالزيتون في تونس

Tue Dec 25, 2007 6:16pm GMT تونس (رويترز) – افتتحت يوم الثلاثاء بمدينة القلعة الساحلية التي تقع جنوب شرقي العاصمة تونس دورة جديدة من المهرجان الدولي للزيتونة التي تعد احد اهم المصادر التنموية في البلاد. وافتتحت الدورة رقم 40 من المهرجان بتدشين معرض للفنون التشكيلية للرسام التونسي محمد الزواري. وتقام ضمن أنشطة مهرجان الزيتونة الذي يستمر حتى الخامس من يناير كانون الثاني المقبل عروض موسيقية ومسرحية ومعارض للفنون التشكيلية. وعرضت في اليوم الاول من المهرجان مسرحية “غربة” من اخراج نجيب قزام من تونس. وبالاضافة للبعد الثقافي يكتسي المهرجان بعدا اقتصاديا حيث تنظم ندوة حول المجالات الجديدة في الاستثمار الزراعي وتثمين انتاج زيت الزيتون عبر تحسين الجودة. وزيت الزيتون والتمور من اهم صاردات تونس الزراعية حيث يشكل زيت الزيتون أكثر من 7 بالمئة من مجموع الصادرات التونسية. وقال المنظمون انه سيتم اشراك سياح في الحفل السنوي لجني الزيتون. وتشتهر القلعة الكبرى باسم مدينة المليون زيتونة. وتدرس الندوة الفكرية السنوية للمهرجان لهذا العام موضوع “الهوية المقومات والتحديات” ويشارك فيها عدة مفكرين من بينهم غانم هنا من سوريا وعبد الملك منصور المصعبي من اليمن وجيلبرتو جيزيبي من ايطاليا وفرج شوشان من تونس.


اقتصادي / تونس / تحرير العملة المحلية

 
تونس 16 ذوالحجة 1428 هـ الموافق 25 ديسمبر2007 م واس حدد محافظ البنك المركزي التونسي توفيق بكار أربع مبادئ أساسية تمكن بلاده من تحرير عملتها // الدينار// تحريرا كاملا تتمثل في دعم القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي والتحكم في التوازنات الأجمالية على المدى المتوسط والبعيد عبر حصر العجز الجاري لميزان المدفوعات ومستوى عجز ميزانية في حدود تقل عن 3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي والتحكم في التداين الخارجي والتداين العمومي فضلا عن إتاحة مرونة أكبر على نظام سعر الصرف . وتحدث في لقاء صحفي عقده في تونس عن مراحل البرنامج التنفيذى للتحرير المالي الخارجي الذى أنطلق في نوفمبر 2006م والذي يرتكز على تعميق تحرير العمليات الجارية وتحريرعمليات رأس المال وتطوير منظومة حسابات المقيمين بالعملة الصعبة أو بالدينار القابل للتحويل وتشريع عفو عن مخالفات الصرف. وأشار إلى أن قانون العفو عن مخالفات الصرف يهدف أساسا إلى تسوية الوضعيات العالقة وتعبئة المزيد من موارد التمويل الخارجية بهدف تعزيز مدخرات البلاد من العملات وتوظيفها في تمويل الاقتصاد المحلي . // انتهى // 1142 ت م
 
(المصدر: وكالة الأنباء السعودية “واس” بتاريخ 25 ديسمبر 2007 )


عائلات تونسية تدفع أبناءها نحو ممارسة كرة القدم

مع تضاعف رواتب لاعبي كرة القدم للملايين، تدفع الأسر التونسية أطفالها لممارسة كرة القدم عوض الدراسة.

 
النص والصور لجمال العرفاوي من تونس لمغاربية – مع انطلاق موسم الماركاتو في تونس تنطلق الصحف الشعبية في نقل أخبار بيع وشراء لاعبي كرة القدم وتطرح أرقاما خيالية تطير عقول الكثير من العائلات ومن ورائها الأطفال الصغار الذين يحلمون بأن يصبحوا نجوما لكرة القدم.. وفي هذا الجو تختلط الشائعات بالأخبار الصادقة ولكن الحقيقة الوحيدة التي يعرفها الحالمون من عشاق كرة القدم ومن ورائهم عوائلهم أن الصفقات التي يتابعونها مثمرة حتى في أسوأ الأحوال . ” 250 ألف دينار مقابل إمضاء عقد بموسمين هذا رقم لن يحققه أفضل خريجي الجامعات التونسية حتى وإن اشتغل ليلا نهارا” هذا هو استنتاج ابراهيم اللواتي الدي كان يحدثنا وبين يديه صحيفته المفضلة. كان يحدثنا بشغف كبير تلفه حسرة على زمن ضاع ولن يعود. “كان اللاعبون في زماني يحصلون على بضعة دنانير وبدلة محترمة في حال فوزهم ببطولة الدوري ويكتفون طوال الموسم بالحصول على معاليم التنقل ولتر من الحليب أما اليوم فكل شيء تغير فلم تعد لعبة كرة القدم مجرد هواية بل أصبحت مهنة لا يقدر عليها من هب ودب لأنها أصبحت مثمرة وضربة حظ واحدة يتحول أي لاعب من الطبقة السفلى الى ملياردير”. ونظرة ابراهيم لا تتقاسمها معه قلة من المجتمع بل تحولت إلى شبه إجماع بين التونسيين على مختلف طبقاتهم، فممارسة رياضة كرة القدم لم تعد حكرا على أبناء المناطق الشعبية بل إن أبناء العائلات الميسورة أصبحوا يتطلعون إلى المجد والثراء من خلال الاحتراف في ناد كبير لكرة القدم . الطفل كريم اليعقوبي، الذي لم يتجاوز ربيعه الثاني عشر، يتدرب الأن في إحدى فرق العاصمة يحفظ عن ظهر قلب قيمة آخر العقود التي أمضى عليها لاعبون تونسيون للعب في فرق أوروبية وخليجية. ” أنا أعرف أن عصام جمعة لاعب الترجي الرياضي التونسي حصل من نادي نانت الفرنسي على ما يقارب عن المليار أما عبد الكريم النفطي فكان أفضلهم لأنه قبض من ناد خليجي نصف مليار مقابل المشاركة في مباريات عديدة أما أفضل صفقة على الإطلاق فإن ياسين الشيخاوي اللاعب السابق للنجم الرياضي الساحلي هو من سيحققها إذا ما أمضى عقده مع نادي زوريخ السويسري والتي ستقدر بالمليارات”. وبكل ثقة في النفس يضيف الطفل كريم “بإمكانك أن تتأكد من هذه الأرقام بنفسك أما عن صفقة القرن فإنها ستكون معي بعد خمس سنوات”. وفي كل صائفة تتحول حدائق النوادي الرياضية الكبرى إلى خلية نحل تتزاحم حولها العائلات لتمكين أبنائها من فرصة الاختبار، قال سمير الهاشمي “كان علي أن أصل مع بزوغ أول خيط من خيوط شمس الصيف القائضة حتى يتمكن ابني من دخول ملعب الاختبار عليه أن يفوز بمكان في صفوف النادي”. وعند سؤاله عن سن ابنه فرد علي بافتخار “عمره الآن إحدى عشر عاما وأعتقد أن لديه إمكانات كبيرة وسيكون له صيت في المستقبل عليكم أن تتذكروا هذا الاسم إنه مكرم الهاشمي”. وعند سؤاله إن كان ابنه موفقا في تقسيم وقته بين الدراسة والتمارين رد علي بعد تردد “إلى حد الآن هو موفق في ذلك ونتائجه ليست سيئة وعلى أية حال ما يهمني الآن هو أن يوفق في النادي ويقتلع مكانه ويصير نجما”. “ولن تنفعه دراسته إلا لإمضاء عقد سمين مع ناد كبير”. ويسألني السيد سمير وهو يغمز بعينه إن كنت مطلعا على الاحصاءات حول البطالة في صفوف الجامعيين “ألم تسمع بعقود حقي والشيخاوي وجمعة ووو”. وفي تصريح لمغاربية يرى الحبيب الشابي الإعلامي والباحث الاجتماعي “أصبحت الرياضة مصدرا من مصادر الارتقاء الاجتماعي” التي توفر “رأس مال مادي وآخر رمزي بهما يمكن للعديد من الأسر التونسية أن تتجاوز مشاكلها المادية وكأن مقولة اقرأ ياولدي التي كانت سائدة في الأوساط الشعبية أخدت مكانها مقولة كور يا ولدي – أي العب الكرة يا ولدي”. وكثيرا ما يشاهد الأولياء من الجنسين على جنبات الملاعب وهم يراقبون أداء أبنائهم في ملاعب الاختبارات وهم يحثونهم على تقديم أفضل ما لديهم، ويحاول بعضهم أن يقيم علاقات مودة مع الممرن ليمنح أطفالهم فرصة قد لا يستحقونها . قالت لنا السيدة نعيمة الورتتاني ” لقد تركت كل شيء خلفي من شؤون العائلة والبيت لأرافق ابني هيثم ثلاث مرات في الأسبوع، عله يفلح في هذا الميدان بعد أن تكررت خيباته في التعليم وأنا لست مرتاحة لهدا المدرب لأنه لا يبدي أي اهتمام بابني”. وبعد أن أطلقت تنهيدة طويلة “آت الى هنا وأتحمل مشاق الطريق وأتحمل التعليقات والكلام البذئ من بعض الجمهور…ولكن أتمنى أن يفلح ابني وينسيني في يوم من الأيام ما عانيته من هموم الدنيا ولكن أعتقد أن حتى الانتماء لفريق كرة القدم يحتاج إلى وساطات “. ولكن السيد عبد المجيد الجلاصي اللاعب السابق بنادي الترجي الرياضي التونسي الذي يقوم الآن بالإشراف على تدريب فريق النادي رد علينا بسخرية ونحن نسأله إن كان الانتماء الى ناد كبير مثل الترجي الرياضي يحتاج إلى وساطات. ” أتعرفون هناك شيئان لا يمكن التوسط فيهما الأول هو الغناء لأن الجمهور سيكتشف موهبتك حال ما تقف أمامه وتغني والشيء الثاني هو كرة القدم فما أن تكون لاعبا جيدا أو لا تكون “. أما السيد عبد السلام عزوز وهو مدرب بإحدى الفرق المدرسية فقد أكد لنا “إن النجم الصدفة هو بضاعة نادرة”، وأضاف ” لقد أصبحت رياضة كرة القدم صناعة قائمة بذاتها…واليوم أصبحت الفرق تصنع نجومها وتهيئ الخبراء لاصطياد النجوم، ولا أعتقد أن هؤلاء الأطفال الحالمين بالثروة من وراء كرة القدم يعرفون هذه الحقيقة”. الطفل معز بن هيبة اعترضنا وهو يحمل حقيبة رياضية يسير بسرعة نحو ناديه الرياضي سألناه إن كان يسعى من وراء الانضمام لنادي كرة القدم من أجل الهواية أم من أجل الشهرة والمال، فرد علينا بكلام الواثق من نفسه ” إننا في عصر الاحتراف وكل شيء بمقابل “. (المصدر: موقع “مغاربية” (التابع لوزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 21 ديسمبر 2007) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/reportage/2007/12/21/reportage-01


أمام ارتفاع الكلفة هل أضحى امتلاك مسكن صعب المنال؟

تونس الصباح: “شقة تتكون من غرفة نوم وقاعة جلوس ومطبخ وحمام: الثمن 70 ألف دينار”.. “شقة تتكون من ثلاثة غرف في الطابق الرابع الثمن: 80 ألف دينار”.. “شقة للبيع ثمن المتر المربع الواحد مائة وخمسين دينارا”.. “ستيديو وسط العاصمة الثمن 50 ألف دينار”.. “منزل مستقل يتكون من ثلاث غرف ومأوى سيارة قريب من محطة المترو الخفيف الثمن مائة وأربعين ألف دينار” ..  هذه عينات من الأسعار المقترحة لمساكن قديمة بالعاصمة يرغب أصحابها في بيعها عن طريق أحد الوسطاء العقاريين أما المساكن الجديدة فأسعارها أرفع من هذا بكثير؟ كما أن أسعار المساكن الاجتماعية أصبحت بدورها لا تناسب المقدرة الشرائية لكثير من الراغبين في اقتناء مسكن.. وتكفي الإشارة في هذا الصدد إلى أن أسعار المساكن المعدة من قبل الشركة الوطنية العقارية للبلاد للتونسية (سنيت) تراوحت بين 27 ألف دينار في قرية بالمحمدية إلى ما يزيد عن 119 ألف دينار بحدائق المنزه.. أما الثمن التقديري للمساكن المعروضة للبيع خلال السنة الجارية من قبل شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية “سبرولس” فكانت بداية من أربعين ألف دينار بالسيجومي و تراوحت من 52 ألف دينار إلى 71 ألف دينار بوادي الليل منوبة وبداية من 45 ألف دينار  بدوار هيشر منوبة وبداية من ستين ألف دينار بالمدينة الجديدة 3 ببن عروس وبداية من 40 ألـف دينـار بمنـزل بورقيبـة وتراوحـت بـين 33 و50 ألف دينار بحي الرياض الخامس بسوسة.. والطريف أن هذه المساكن من الصنف الاقتصادي الجماعي والاقتصادي الاجتماعي الجماعي والاقتصادي نصف جماعي وتحتوي على غرفتين وقاعة استقبال وقلة منها تحتوي على ثلاث غرف وقاعة استقبال.. ولاشك أن غلاء أسعار المساكن هو الذي جعل امتلاكها حلما صعب المنال خاصة بالنسبة للراغبين في الاستقرار بالعاصمة والمدن الكبرى حيث يشتغلون.. ولكن رغم ذلك فإن ملكية المسكن تعد ضرورية لدى الأغلبية الساحقة من التونسيين.  رغبة جامحة في امتلاك المسكن تشير دراسات اجتماعية أجراها مختصون في علم الاجتماع بالجامعة التونسية إلى أن عدم امتلاك المسكن هو سبب جل الخصومات التي تنشب بين الأزواج والتي تنتهي في كثير من الأحيان بالطلاق وتشتت شمل العائلة.. كما أضحى امتلاك “قبر الحياة” في نظر جل العائلات التونسية الضامن الوحيد لحياة زوجية أكثر استقرارا وأمانا.. ورغم أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن السواد الأعظم من العائلات التونسية تمتلك مساكنها فإن الهاجس الوحيد للذين لا يمتلكون مساكن هو الظفر “بقبر للحياة” مثل بقية الناس خاصة وأن امتلاك مسكن في نظر المجتمع التونسي هو عنوان على النجاح الاجتماعي مثله مثل النجاح في الدراسة أوفي الحصول على الوظيفة القارة ذات الدخل المحترم أو امتلاك سيارة.. بل أصبح امتلاك المسكن هو أهم شرط ويمكن أن يكون الوحيد الذي تشترطه العائلة التونسية على من يرغب في مصاهرتها.. فقبل السؤال عن الأصل والنسب والمستوى الثقافي يسألون الخاطب الراغب في بنت الحسب والنسب :”عندك دار؟”. ونظرا لهذا الهوس بامتلاك المساكن والتهافت على اقتنائها فقد تضاءلت خلال السنوات الأخيرة فرص الظفر بها خاصة مع ارتفاع الكلفة التي يعتبرها الكثير من الناس “مشطة” ولا تناسب المقدرة الشرائية للمواطن.. هذا إضافة إلى قلّة الأراضي المهيأة لهذا الغرض وإلى إحجام المستثمرين عن بعث مشاريع سكنية معدة للكراء وتراجع عدد المساكن الاجتماعية المعروضة للبيع وتواصل ارتفاع ضغط الطلب على المساكن الموجهة للفئات الاجتماعية محدودة الدخل داخل الأقطاب العمرانية الهامة.. وأمام هذا الضغط وقبل مطلع العام الجديد تشهد شبابيك الوكالة العقارية للسكنى وشركة النهوض بالمساكن الاجتماعية والشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية ازدحاما ملحوظا من قبل العديد من المواطنين الراغبين في الاستفسار عن كيفية امتلاك مقسم معد للسكن أو سكن اجتماعي و للسؤال عن الأسعار المقترحة لكل صنف.. والملاحظ أن الكثير من التونسيين لا يحبّذون فكرة اقتناء أرض وبنائها بأنفسهم ويعتبرون أن الكلفة ستكون أكبر خاصة مع ارتفاع أسعار مواد البناء وكلفة اليد العاملة لذلك تجدهم يحبذون اقتناء مسكن جاهز كما أنهم يفضلون السكن المنفرد على السكن الجماعي لأن السكن الجماعي يحرمهم من إمكانية التوسعة.. لكن نلاحظ أن جل المشاريع الجديدة للسكن الاجتماعي هي من الصنف الجماعي وليس الفردي كما أن هناك توجهات لتكثيف السكن العمودي.. سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2007)

 

 

الحزب الإسلامي  زوبعة سياسيّة  وأن  أسّس

 

كثر الحديث عن تأسيس الحزب  إسلامي لكن ……

من السّذاجة  السياسيّة  من يتصوّر  أن ترخيص لحزب إسلامي   ترسم له السلطة  ملامحه وتفرض أشخاصه وتحدّد له أفكاره  وبرامجه    أن يستوعب التيّار الإسلامي  أو يحلّ المشكلة  المستعصيّة في تونس. ممكن أن  يوجد مع بقيّة التيّارات  الإسلاميّة لكن لا يكون بديل على تيّار أخذ شرعيّته بوطنيّته ونضالاته وتضحياته وهذا واقع الحال و لا ينفيه  احد.

 

كذلك من  السّذاجة المرفوضة   من يتصوّر أن يقع إصلاح سياسي في تونس قبل عمليّة إصلاح  داخلي للتجمّع (حزب السلطة)  بمراجعات  عميقة  لأفكاره  وبرامجه  تتماشى مع متطلّبات الشعب     وهذا لا يتحقّق إلاّ  بالتراجع الواضح والمعلن عن أفكار و ممارسات  وفتح ملفّات للتحقيق ومحاسبة الأطراف عليها  حتّى يكسب المصداقيّة  يضمن بها   أنصار و يضمن بها  تحالفات   ويستعد لخوض المنافسات السياسيّة  الشريفة إذا ما لم  يطرح  النظام (التجمّع) مصالحة  مع  الشعب لا ننتظر إنفراج سياسي من طرفه = بماذا سيتنافس مع التيّارات الأخرى؟ 

 

مع هذا  ومن باب المسووليّة ومصلحة البلاد يحتّم علينا  مع الإستقرءات والتشخيص والتحليل أن  نطرح أفكار  على السلطة  وعلى المعارضة  ولا يهمّ من يستجيب.

 

الآن نستطيع أن نجزم أن حركة النهضة نجحت  وطنيّا  في معركتها مع السلطة بالتحمّل والصبر و الإحتساب في سبيل سلامة البلاد والعباد  مقابل  ما تعرّضت له من  محنة عظيمة.

 ونجحت  سياسيّا في الحفاظ على وجودها والتمسّك بمنهجها  السلمي  الموصّل ولو لا تأصيل سياسة الحركة وفكرها  لما ثبت هذا المنهاج  رغم  الجرح العميق. ونجحت في توطيد علاقتها  بالمجتمع المدني  والأطراف السياسيّة داخليّا وخارجيّا.

 

وكما شاهدنا سعي ثلّة من أبناء النهضة في تقصير عمر المحنة بطرح  مشاريع مصالحة  بل قل مشاريع صلح  لانّ المصالحة تكون  نتيجة تفاهم والإتفاق بين طرفين لكن ما طرحه ثلّة من أبناء الحركة وأنا منهم  مشاريع صلح أيّ القبول  بالحدّ الأدنى لإيقاف المحنة  والنزيف  لكن السلطة تجاهلت و صفعتنا وردّت علينا  بمواصلة  المحنة والتنكيل بإخواننا وأخواتنا  رغم مرور أكثر من 15 سنة لكن الى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و لا زلنا نواصل ونبحث  في حلّ  لمصلحة البلاد  ولا يهدّد أحد.

  

لا بديل للسلطة من حسن  التعامل مع أمر الواقع الموجود  للنّجاح في إقناع كلّ الأطراف المضطهدة  من اليمين الى اليسار  لنسيان الماضي الأليم   والدخول في بداية صفحة جديدة= 

بالبدء في  مشروع  وطني  ويتبنّاه رئيس الدولة  والمخلصين من أركان النظام  في ما تبقّى له في فترته الرّئاسيّة وهذا خاضع أوّلا لمراجعة جذريّة  لسياسة  التجمّع  لو فكّر في التمسّك بالسّلطة  ديمقراطيّا.

— بإصدار عفو رئاسي  على كلّ المساجين السياسيين.

— بالموافقة لكلّ  التيّارات من أقصى اليمين الى أقصى اليسار  بالعمل السياسي  بما فيهم تيّارات إسلاميّة أخرى غير النهضة.

—  بالموافقة للنهضة بالعمل العلني (النهضة لها شرعيّة وليست في حاجة الى تأشيرة)  وهنا أقول  من صالح السلطة القبول بتيّارات  إسلاميّة اخرى  مع النهضة حتّى  تكون تعدّديّة إسلاميّة مع باقي التيّارات  العلمانيّة.

 

لا يفوتنا تشخيص الواقع في تونس

 

اليوم نحن في بداية  2008  من أولويات الشعب التونسي (9 ملايين مواطن)  

— البحث عن الحياة الكريمة بالإطعام من الجوع  وما يتطلّبه من شغل وزيادات في الأجور أو مساعدات إجتماعيّة أو منح بطالة للعاطلين و الخرّجين.

 — والأمن من الخوف  و ما يتطلّبه من إيقاف  الإضطهاد  والقمع  الذي يمارس بالشبهة والنيّة  (التيّار السلفي ) أو بالسّوابق(السجناء من أبناء النهضة) وباقي تيّارات المجتمع المدني و من إعلاميين وحقوقيين.

 

 أذا الشعب  التونسي  في أمسّ الحاجة الى العدالة  الحقيقيّة حتّى يتحقّق الأمن وهذا لا يتحقّق إلاّ ب

 سياسيّا = البدء في الإصلاح  الجدّي كما ذكرت سلفا

أمنيّا     = بإيقاف كلّ أشكال التتبّعات الغير قانونيّة  وإعطاء الأمان الى سلك القضاء حتّى يطبّقوا القانون.

إقتصاديّا = بإيقاف  إستنزاف إقتصاد  البلاد  بإرجاع ممتلكات الدولة الى الدولة   من مشاريع  مفوّت فيها بطرق غير سليمة   و أرجاع المشاريع الخاصة الى أصحابها  وبدفع  الأداءات  والضرائب المستحقّة للدولة  وعدم رضوخ السلطة   للمحتكرين حتّى تتوفّر متطلّبات الشعب من المواد لتنخفض الأثمان و ترتفع المقدرة الشرائيّة للمواطن.

 

السؤال

هل سيستفيد بن عليّ ممّا تبقّى له في فترة رّئاسته   حتّى نراه يسلّم السلطة لرئيس منتخب حتّى لو كان من الحزب الحاكم ما المانع يا ترى؟؟؟؟؟؟؟؟

 

أشهد الله أنّ ما كتبته بدون خلفيّة  فهو في  مصلحة تونس وبالأخصّ مصلحة الحزب الحاكم  بالدرجة الأولى  الذي تورّط في حقبة سوداء. وسيأتي يوم يشهد فيه بهذا السواد برهيان بسيّس قبل غيره  الذي تورّط في تضليل السلطة في جميع الميادين سياسيّا وإقتصاديّا وإجتماعيّا وثقافيّا وإخلاقيّا الى غير ذلك.

 

لا نريد أن نشاهد  مثل ما   شاهدنا آخر أيّام بورقيبة  المسيرات  والتأييد الى يوم الجمعة 6 نوفمبر 87 , نفسهم   وجدناهم  معنا في تأييد التغيير  يوم السبت 7 نوفمبر87.

أتمنّى  أن يلتقي العقلاء من السلطة والمعارضة  على مصلحة  البلاد والعباد للمساهمة في تأمين مستقبل أفضل حسب إمكنيات الشعب التونسي.

 

عزالدين محمود


تونس نيوز* .. أيها الباقون كالقمح كالزرع في أراضينا..

 
الطاهر العبيــدي taharlabidi@free.fr لعلني كالعشرات، كالمئات، كالآلاف من المواطنين والمواطنات،  من المتابعين والمتابعات، من المعارضين والمعارضات، من المستيقظين والمستيقظات، من الصاحين والصاحيات،  تعطلت لدينا كل الصور البلاغية والصور المجازية والصور الذهنية، ونحن نقرأ رسالة الانصراف لفريق تونس نيوز بعد سبع سنوات وسبع شهور من العطاء والانجاز، رغم رداءة الأحوال الجوية وانعدام الرؤيا، رغم غضب السماء، وشدّة البلاء، ضلت تونس نيوز شمعة تضيء ليالي السواد، وخلاصة الفعل المهجري بامتياز، وناطقا رسميا باسم المضطهدين وكل المسكونين بالبحث عن الغد التصاعدي الذي لا يأتي من فراغ، وعن  ذيّاك الوطن الذي لا يولد عبر السعال والسبات،  ولا يورق عبر التثائب والسهاد، وتعبيرا مشعاّ في عوالم الفعل والعطاء، وبلاغا باسم المضطهدين والواقفين دون انحناء، وبيانا رسميا باسم المنتفضين ضد القهر التناسلي، واستفزازا من أجل تحريض المواطن ضد نفسه للانتقال من سكونية الحجر، إلى حركية النار وجدلية الأسئلة… الواقفون على حدود التماس  قد أكون كما يكون غيري الذين قرؤوا كما قرأت رسالة الفراق، أحسّوا بلوعة الاغتراب، وشعروا بمرارة القرار، فلا أحد كان يتصور أن هذا الموقع الذي يحمل أحلام المنفيين والمهجّرين والمشرّدين، وبوّابة مفتوحة على هموم المسجونين والمعتقلين والمقهورين والمضربين ، وتجتمع حوله مختلف الأطياف ومختلف الرؤى ومختلف الألوان، وبات خيمة يستظل تحت أشرعتها كل المكتوين بلهيب الاضطهاد، والواقفين على حدود التماس، وصار وطنا نجتمع فيه لمعرفة أخبار العالم والبلاد، وأخبار الأصدقاء والأحباب، وكل تفاصيل القهر والاستبداد… لا أحد منا كان يتصوّر أن هذا الموقع الذي صاحبنا طيلة سنوات القحط وسنوات الجدب وسنوات السجن وسنوات القهر وسنوات الرفض، والذي كان مفتوحا على المنقبين عن الماء في النصوص الذي نشفت منها المياه…لا أحد كان يتوقع أن هذه النافذة ستوصد دون أن يكتمل وجه القمر، دون أن يتحرّر الوطن، ودون أن تغلق ملفات المحن… تونس نيوز .. أيها الباقون كالدمع في مآقينا نيابة عن نفسي الممزّقة بين هنا وهناك في هذا العصر العربي المهدّد بالذبح من الوريد إلى الوريد، وفي هذا الزمن الذي طعن فيه المنطق الجمالي للأشياء، فرغم كثرة السيوف وقلة الرؤوس الباقية، أجدني وأنا أتأمل بيان الاعتذار والاستسماح بالانصراف، تستيقظ في أعماقي كل الأسئلة الهوجاء، حول وضع هؤلاء كيف استطاعوا الاستمرار والظهور يوميا دون استثناء، دون عطل دون أعياد دون راحة على حساب الأهل والأبناء، سبع سنين وسبع شهور من التعب والسهر والشقاء، سبع سنوات بحساب أعوام الأرق، بحساب الأشهر العجاف، بحساب عشريتي الأذى والخلاصة  نهر من العطاء، من أجل معركة عنوانها الكرامة وتحرير الآراء، من أجل أن تصبح الكتابة تفعل ذات الفعل الذي تفعله الرياح والزلازل والأمطار … فهناك من يشقون من أجل الآخرين وهناك من يطفون على حساب الآخرين تماما كما هناك كتابة من أجل الآخرين، وكتابة لتعذيب الآخرين،  ومثلما هناك كتاّب أصابعهم من نار يحترقون مع الحروف والكلمات، هناك كتّاب الأنابيب الاصطناعية يترعرعون في مختبرات وزارات الداخلية، يولدون بمرسوم عسكري، ويتهاون متى تهاوت القصور…  إعلام يخاطب العقول وآخر يعقّم الفكر ويمجّد البطون وحيث هؤلاء الفريق الذي انحاز إلى هموم الناس، واختار الاستقلالية والحياد، وقدّم تضحيات جسام، وأسّس مدرسة إعلامية عنوانها التضحية وعشق الوطن وانتفاء الذات، فلم يسندوا لأنفسهم مناصب ولا مراتب ولا ألقاب، يشتغلون في صمت دون ثرثرة وفوضى كلام، متطوعون دون راتب دون أجر وبالمجان، وغيرهم دون حسد يبني القصور والمسابح ويكدّس الأموال، ويسافر في العالم ويذبح الكباش ويقضي عطل النقاهة ويتثاءب بالنضال، ولا يحسّون أن هذا الربان يدفعون من جيوبهم من راحة نسائهم من وقت أطفالهم الساعات الطوال، وبيوتهم صارت مخبرا لعشق الأوطان، ومحطة تاريخية فاصلة بين إعلام مستنير يسعى أن  يكون فعل رقيّ حضاري، وبين إعلام يخاطب الفراغ…  تونس نيوز.. أيها الحالمون بذيّاك الوطن… لا يمكننا هنا أن نقول لهؤلاء لماذا انتم متعسّفون، لأنكم أقفلتم أو تنوون إقفال موقع الأحلام، مع سابق الترصّد والإصرار، وأنكم بقراركم قد تقدّمون هدية مجانية للسلطة والنظام، قبل أن نقول لأنفسنا ماذا فعلنا نحن لهؤلاء، سوى بعض الاعتراف اللفظي الذي لا يحول دون تدفق فواتير الحرمان، ولا يعوّض نساء وأطفال شاركوا بالسهر والتعب والصبر وتحمّل مهمة تأثيث الأوطان، ماذا قدمنا لهؤلاء الذين يوميا يضعون أمامنا أطباقا جاهزة من التحاليل والنصوص والبيانات والعرائض والحوارات والنقاشات والأخبار، ليعفونا من عناء البحث والتجميع واللهث من مكان لمكان، ليختصروا لنا المسافات ويريحونا من الدق على الأزرار… لقد كانت رسالة الاستئذان بالانصراف نزيفا راحلا بلا دماء، وقلقا بحجم غضب الانتظار، ولحظة تمرّد وعصيان، وهمسا محجّبا لمعاناة لا يفقهها إلا من كان في الصفوف الأمامية على خط النار، وتطوّعا موجعا تحوّل إلى انشطار، وصبرا تجاوز حدود الزمن والمكان… وطن الكتروني تلتقي فيه الأضداد وإن كان هذا الموقع الذي يحترمه الكثير من القرّاء من مختلف الأطياف والأفكار والرؤى، لأنه أتاح الفرصة للجميع للتناظر والتحاور والتبارز والتخاطب وطرح الآراء، فلأنه اختار أن لا يكون إكسسوارا للطغاة والعملاء، وفضّل الاستقلالية والحياد، ورغم تشابك الحروف بالنصوص وبالعديد من المقاربات المتنافرة والمتشاجرة والمتقابلة والمتناطحة والمتعانقة، إلا أن هذا الموقع ظل محافظا على حسن الاستماع، وترك للقارئ حرية الحركة وحرية الاختيار، ورغم العديد من الضغوطات وحرارة المعارك بين مختلف الفرقاء، إلا أن المسئولين على هذا الموقع حافظوا على برودة الأعصاب، وتركوا الفضاء رحبا وكانت النتيجة تأسيس أرض تجتمع فوقها  مختلف الأضداد، لينجح الموقع في تجسيد وطن الكتروني تلتقي فيه مختلف الآراء، وينجح من حيث فشلت معارضة وأحزاب في  الجمع بين مختلف الفئات… ..يسافر فينا كما اللحن يسافر مع الأمواج يتساءل البعض ويتساءل الكثير من هؤلاء؟ الذين عبروا حواسيبنا وبريدنا الالكتروني دون صور ودون أسماء، وكانوا محل تقدير وترحاب، وباتوا يسكنونا كما يسكننا الشوق والحنين إلى الأيام الخوالي، إلى حيث تلك المدن والأرياف والفيافي والسباسب والتلال، والجبال والروابي وغابات الزيتون والليمون والبرتقال، والشواطئ والرمال إلى حيث ذكريات الطفولة والصبا والشباب، إلى حيث دفيء الأهل والعشيرة ونسائم الأوطان التي تسافر فينا كما يسافر اللحن مع نشيد الأمواج… فلا أحد منا وأنا أولهم  يعرف المشرفين على هذا الموقع الذين اختاروا الفعل دون ضجيج بعيدا عن الأضواء وفضلوا الانجاز بدل الخطب الجوفاء، غير أن آثارهم ستبقى علامة ضياء وسيذكرهم التاريخ  كما يذكر إخوان الصفاء… ——————————- * تونس نيوز / نشرية تونسية يومية تهتم بأوضاع حقوق الإنسان في تونس والعالم العربي، وهي موقع الكتروني يمتاز بفضاء رحب، مفتوحا على كل الحساسيات السياسية والفكرية، ومساحة شاسعة من الحرية السياسية، لها آلاف المشتركين في الداخل والخارج، وتحظى باحترام العديد من الأطياف السياسية ومختلف الفرقاء، بما فيهم جزء من السلطة التونسية، الذين ينشرون آرائهم في صفحاتها، نظرا لكسبها للمصداقية والحياد خلال سبع سنوات وسبع شهور من الصدور اليومي دون انقطاع، والمشرفين عليها هم نخبة من المتطوعين، الذين لم يعلنوا على أسمائهم طيلة كل هذه الأعوام، وهذه الأيام نشر الموقع رسالة استئذان بالانصراف، فانهالت عليهم الرسائل والطلبات الاحتجاجية من مختلف القراء، مما اضطرهم للعودة للصدور، تحت إلحاح المشتركين في كل أنحاء أوربا ومختلف المناضلين في الداخل التونسي، فقرروا العودة حتى موفى شهر ابريل القادم تحت ضغط القرّاء…  (المصدر: صحيفة ” الحقائق الدولية ” ( المملكة المتحدة ) بتاريخ 25 ديسمبر 2007)


 

 المعاق والحيّ المهدّم

 

لم يُعد يخفى على كلّ متابع أنّ السيّد الطاهر بلحسين مدير قناة الحوار التونسية قد وطّن نفسه على معارضة التيّار الإسلامي في تونس معارضة ترقى في بعض مراحلها إلى “البغض المهذّب”. وهو – حسب بعض التحليلات – ما يجعله يصمد في وجه الآلة التونسية الظالمة ويمرّر بعض ما يهمّ الشأن التونسي العام تحت قاعدة “هذه بتلك”.

 

وما يهمّني في هذه العجالة ليس الـتأنيب أو المؤاخذة وإنّما الشكر على الملفّات التي ما فتئت قناة الحوار تنكبّ عليها. وهي ملفّات تهمّ الشأن العام دون تفرقة بين هذا وذاك أو بين جهة وأخرى إلاّ بما كان من ميل قلبيّ مسموح به في المحبّة، قد تبرزه في بعض الأحيان المدد الممنوحة لهذا الموضوع أو ذاك.

 

تهديم حيّ

أبرزت القناة – مشكورة – أوضاع تونسيين تعرّضت منازلهم إلى الهدم، بحجّة وجود الحيّ (حيّ فطومة بورقيبة ببوسالم) الذي يسكنونه تحت طائلة وادي مجردة الذي قد يعمّهم بمياهه إذا ارتفع منسوبه.

التفكير في ترحيل هؤلاء الأهالي إلى أماكن مرتفعة (ربوة الروماني) أكثر أمانا، تفكير صائب وأمر جيّد يُشكر عليه المسؤولون رغم اعتباره من صلب مهامّهم التي ينتظرها الشعب منهم ورغم اللوم على البناء مبديّا ودون تخطيط في الأماكن الواقعة في مرمى الأنهار وغيرها من الجنود الطبيعيّة أو المستحدثة. غير أنّه لا بدّ لهذا التفكير أن يكون قد سُبِق بالإجراءات التالية:

         التفكير في تعويض مالكي تلك المنازل وخاصّة إذا لم تكن مصالح النّظام التونسي قد حذّرتهم أو منعتهم قبل الشروع في البناء في المواقع المنحفضة (وفي التقرير إشارة إلى وعد بالتعويض لم يوف به).

         تخصيص المكان الذي يقع إليه الترحيل (وقد عيّنت ربوة الرّوماني لذلك)، والتخصيص هنا يعني إنجاز حيّ جديد على ربوة الرّوماني بعدد المنازل التي تقع في حيّ فطّومة بورقيبة أو أكثر، قبل البدء بتهديم منزل واحد. ولئن يأتي الماء على البيوت (يراه المواطن قدر الله) أفضل من أن تأتي الآليات الهادمة والتي ذكّرت أهلنا في فطومة بورقيبة وقبلها في قفصة بما يجري على أيدي الصهاينة في فلسطين المحتلّة.

         إلزام مالكي المنازل بحيّ فطومة بورقيبة المزمع تحطيمه باحترام عقود الإيجار الممضاة بينهم وبين المستأجرين الحاليين حتّى بعد النقلة إلى ربوة الرّوماني وذلك بنفس الشروط السابقة كي لا يقعوا (المستأجرون) فريسة الجشع الذي صار يأكل من الكثير من التونسيين دون مراعاة لحالة المستأجر المسكين.

         إحداث المدرسة أو الوسيلة الموصلة إلى المدرسة القريبة كما التفكير في تقريب كلّ المرافق الضرورية من حيّ ربوة الرّوماني ممّا يجعل عمليّة الترحيل لا تؤثّر على أبنائنا المتمدرسين أو غيرهم من المرحّلين.

وأمّا أن يكون الارتجال والتحبّط المفضيان إلى الفوضى كما أظهره التقرير، فذلك ممّا يزيد من شقاء وحسرة الفقير وممّا يذكي كراهيّتة – ربّما – للغنيّ الجشع وللظالم المتهوّر، وهو السبب الذي سيزيد – دون قصد من الفقير أو المظلوم – من إرهاب الظالم. وهو ما يحدث في تونس اليوم، وهو ما يجب تغييره. وتغييره لا يتطلّب منّا جهدا كبيرا إذ أنّه يتلخّص في “وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما”!…

 

المُعاق

جاء في التقرير كذلك الحديث عن شابّ وسيم قد بلغ من العمر 28 سنة يشتغل فيما أتيح له رغم أنّه حاصل على بطاقة إعاقة، يبدو متأدّبا ومسؤولا عن تصرّفاته، غير أنّ دورية “الحاكم” رأته غير منضبط وغير مرغوب فيه سيّما وقد انتسب إلى “ورغمّى” التي دعا عليها صاحب الزيّ المدني (والعسكريون في بلدي يلبسون الزيّ المدني) بقوله: “ايطيّح (وفي رواية يكبّ) سعدك وسعد ورغِمّى متاعك”، فأمروه بأن “هبّط راسك” إذ رفع الرأس نذير عزّ لا ينشدونه، وفهم منهم أنّ حرّيته تنتهي عند السابعة مساء. فليس له الحقّ في الخروخ بعد ذلك الوقت، لأنّ الجولان ليلا يُعدّ “تسكّعا”. فالليل ليس للمعوّقين وإنّما هو للعوّاق من المثمولين بمفعول الخمر أو الحشائش السامّة والسرّاق و”الحاكم” والنساء “المتحضّرات” ممّن تجاوز تعليمات المجتمع الأبوي. وقد ختم الشابّ المظلوم المكلوم قوله بـ”ان شاء الله ياخذوا جزاهم”. وأحسب أنّه لا يقصد جزاء “الحاكم” للـ”حاكم” ولكنّه يعني جزاء من الحاكم الديّان، ربّما يستعمل فيه عبادا من عباده أمثال هذا الشابّ الجيّد الذي وزّعوا عليه صفة وشهادة إعاقة لم يروه قد بلغ مستوى التعامل معها…

 

عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك


في تونس : رياح جديدة تهب داخل هياكل التجمع

 
مرسل الكسيبي* لايختلف العقلاء والمراقبون في أهمية ومركزية الدور الذي يلعبه التجمع الدستوري الديمقراطي في توجيه دفة القيادة السياسية للبلاد التونسية , فعلى مدار عشريتين قاد فيهما الرئيس بن علي مسار تجربة تحديثية موفقة على المستوى التنموي لازالت الأنظار تتجه الى رصيد تونس الحقوقي والسياسي المثير للجدل من خلال رصد تفاعلات وتطورات الفعل النخبوي داخل هياكل واحد من أكبر الأحزاب واكثرها تنظما عبر العالم . الحزب الحاكم في تونس شهد تأسيسه من قبل نخبة وطنية كثيرة الاعتزاز بانتمائها العربي والاسلامي وشديدة الانفتاح على قيم التحديث والاصلاح من خلال المزاوجة بين تراث جامع الزيتونة المعمور وتجارب خير الدين التونسي وزعماء لاحقين كثيرا مااعتزوا بتحرير ابن عاشور وتنوير المدرسة الصادقية . لم يكن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الا تواصلا مع ريادة الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي كتب عن الدستور والبرلمان وعن القيم الاصلاحية المنبثقة عن روح ومقاصد الاسلام , الا أن طموح بورقيبة القيادي سارع باقصاء الأول واستبعاده بعد محطة مؤتمر قصر هلال سنة 1934 , ليشهد الحزب الحاكم بعدها فرزا تنظيميا جديدا على خلفية المرونة السياسية وعلى خلفية الولاء للقيادة البورقيبية الجديدة المتطلعة لادارة العملية التفاوضية مع فرنسا بعد هزيمة النازية وعدم تورط الحزب الحر الدستوري في تعاون أثيم مع الهتلرية انذاك. الطموح القيادي الجارف جعل الزعيم بورقيبة يتخلص لاحقا من صالح بن يوسف حين رتب له عملية اغتيال محكمة دارت فصولها الدموية فوق واحدة من أكبر الحواضر الأوروبية . واذا كان البعض يعتقد جازما بأن بورقيبة كان عظيم التأثر بالتجربة الأتاتوركية الا أن اخرين يشهدون بحكم قربهم منه بأنه كان يغلب مصلحة استمراره في الحكم على ماسواها من مصالح , ومن ثمة فان بعض قناعاته الشخصية المتوغلة في التصادم مع رؤية جمهور العلماء المسلمين لم تكن في اعتقاد معاصرين له في القصر الا من قبيل بعض الزلات غير المفهومة بالنظر لما كان يصدر عنه من مواقف متشبعة بالنظر في النص الديني والاستشهاد بمحكم الايات . أزيح الستار على حكم الرئيس بورقيبة حين تغلب عليه المرض وقهرته الشيخوخة ولم تعد بعض حكوماته تصبر على حالة تخبط بعض قراراته المشحونة بجهل البطانة سوى بضعة اسابيع , ومن ثمة فقد كانت الفرصة التاريخية سانحة للرئيس بن علي من أجل انقاذ الوطن من حالة خرف كادت أن تلقي بالبلاد في متاهات مستقبل مجهول . أراد الرئيس بن علي تصحيح علاقة الدولة بالدين في أواخر الثمانينات حين فك الأقفال عن التعليم الزيتوني وشجع على علاقة أكثر مرونة بالاسلام والقائمين على احياء شعائره ومعارفه , غير أن هذه العلاقة سرعان ماأصيبت بالتوتر حين استطاع السيد محمد الشرفي التوغل مع نخبة لائكية مغالية في مختلف هياكل الدولة التعليمية والثقافية لتشهد تونس في ظل أخطاء سياسية فادحة ارتكبتها الحركة الاسلامية حالة من توظيف العداء بين الدولة والهوية الوطنية على خلفية شحن مقصود ومتعمد حركته مجموعات لائكية متطرفة تسربت الى مختلف اجهزة البلاد ومؤسساتها من باب استثمار الصراع بين أجهزة الحزب وحركة النهضة التونسية . كانت خطة تجفيف الينابيع واحدة من أسوء الخطط التي وسمت هذه الحقبة التي تألق فيها نجم الاستئصاليين الذين شكلوا حزبهم السري على أكتاف قائمة طويلة من الاف المعتقلين والمنفيين , غير أن سقوط الوزير المذكور وتحوله الى مجرد ذكرى أليمة مع جملة من التحولات الايجابية في المنتظم السياسي المغاربي وكثير من أمصار المنطقة العربية يضاف الى ذلك انفتاح الكثير من كوادر الحزب الحاكم على وسائل الاعلام المعاصر ساهم في اعادة الروح من جديد الى علاقة طبيعية بين الاسلام الحضاري وحزب أسسه قادة زيتونيون ومثقفون اصلاحيون عرفوا أوج تألقهم حين تصدوا للمؤتمر الأفخارستي واغرائات معركة التجنيس والثلث الاستعماري. اليوم تشهد تونس بداية عودة للهوية الحضارية المعتدلة من داخل هياكل حزب عريق استمد قوته ونجاحاته من رصيد علاقة مرنة وصادقة مع العروبة والاسلام كما الايمان الراسخ بالحرية أثناء مكافحة الاستعمار , ولعل ماسجله الحزب من تراجع سياسي أو انتخابي على بداية الثمانينات لم يكن الا نتيجة عملية لضبابية العلاقة بالديمقراطية والاسلام كمرجع ديني وحضاري . اذا استطاع الحزب الحاكم مزاوجة عملية التصحيح في العلاقة بالاسلام مع خطوات محترمة من الاصلاح السياسي والانفتاح على قوى الخير والبناء في مختلف المدارس الفكرية والسياسية الوطنية فان تونس ستشهد لامحالة ولادة تاريخ جديد يغنيها كل الغنى عن تاريخ وصمه المتطرفون والمختطفون للحزب الحاكم بأخبار الاعتقال والمحاكمة ومصادرة حقوق المواطنة … صراع هادئ بين التكنوقراط والوطنيين المتجردين لمصلحة تونس وبين المتأدلجين والمتسلقين الذين يسعون الى توريط الوطن في قمقم  تحوم حوله الكثير من الأسئلة والألغاز … اذ ماهي المصلحة من وراء كل هذا الكم من المعتقلين والمحاكمين والمنفيين غير الاساءة الى رصيد حزب وطني قاد معركة الاستقلال والبناء بنجاح , وتعثر في علاقة متينة بانتماء تونس الديني ورصيدها من الحريات والمأسسة !? الجواب سيأتي حتما من هياكل التجمع حين يعرف طريقه الى علاقة أفضل بالهوية والديمقراطية مع تجذر عملية التصحيح والاصلاح من داخل هياكله بطول البلاد وعرضها . (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 22 ديسمبر 2007)


 

 بسم الله الرحمان الرحيم                                               تونس في 2007/12/25 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                  بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 364                                                      مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي على موقع تونس نيوز               

في الصميم وضع النقاط على الحروف معضلة التشغيل حلولها مازالت بعيدة والتعقيدات متواصلة

 
أعود للحديث بكل صراحة ووضوح وصدق إلى موضوع التشغيل الذي يشغل بال الجميع ففي كل بيت وفي كل أسرة وفي كل عائلة في الريف والقرية والمدينة تجد الحديث صباحا مساء حول موضوع التشغيل وصعوبة الحصول على شغل وفي كل عام تتعقد الامور وكل شهر تسمع أخبار جديدة تزداد تعقيدا وصعوبة وشروط وتصعيد وإضافة جديدة للتصعيد والتعجيز ولست أدري لماذا هذا التعجيز خاصة في وزارة التربية والتكوين ففي عام2005  كانت الامور أفل تعقيد والانتدابات تتم على مراحل معروفة الكباس والتعاقد والانتدابات في التعليم الابتدائي وفي عام 2006 وقعت اجتهادات جديدة وتدخلات توعية والمقصود بالنوعية شروط التدخل أن يكون من الوزن الثقيل أو من جهات معنية أو دعم فكرة الأقربون أولى بالمعروف…وفي عام 2007 إزداد التفنن والاجتهاد والصعوبة والتعجيز وإدراج شروط جديدة الغاية منها مزيد الغربلة بغربال جديد مخصص للتعقيد وله خصوصيات منها إضافة 100 سؤال قبل إجراء الامتحان العادي الكباس الكتابي ثم الشفاهي لماذا هذه الإضافة الجديدة ووضع 100 سؤال في الامتحان الجديد التعجيزي في وقت قصير وأحيانا السؤال يتطلب التفكير والتركيز والوقت لماذا هذا التعصير ولماذا هذا الاجتهاد التعقيدي فهل الإجازة المسندة من وزارة التعليم العالي أصبح مشكوك فيها أم ماذا ام أن المجازين شهائدهم متفاوتة أم ماذا طالب شهادته قانونية والآخر غير قانونية أم ماذا ؟ وبعد هذه التجربة الجديدة المرة العقمية التي ولدت ميتة تاتي المرحلة الثانية الامتحان الكتابي والغربال يلعب دور هام والتدخلات والطرق الملتوية وبعدها المرحلة الأخيرة الامتحان الشفاهي ومن 62 ألف طالب شارك في هذه التجربة وما تفعله الغرابيل البشرية ماذا يحصل في النهاية نفرح 1950 أستاذ على 62ألف ونقول للعدد المهول 60500 مجاز إلى دورة قادمة إن شاء الله …وربحنا 600ألف دينار في خزينة الدولة بمعدل 10 دنانير لكل مشارك والعام الموالي يزداد العدد من 60 ألف إلى 90 ألف والعام الذي يليه 120 ألف وهكذا دواليك والأمل أصبح مفقود والإحباط هو السائد والحيرة والتهميش والبطالة وما ينجز عنها من مشاكل اجتماعية وانحراف وتفكير في الحرقان والموت في أعماق البحاروالعجوزة هازها الواد وهي تقول العام صابة ومسكين الشباب والصبر الجميل للعائلات والأسر ومزيد الصبر الجميل للأباء والامهات أماني خصوص انتداب 1300 معلم في الابتدائي لعام2008  فقد كانت الشروط هي الأخرى أكثر تعقيدا وتعجيزا يجب على المشارك في الإمتحانات أن يكون ناجح  بمعدل 12 على 20 لمدة 3 سنوات متوالية في التعليم العالي والمعدل شرط أساسي وقد أشرت في مقال سابق حول هذا الموضوع وقلت هذا والله التعجيز بعينه وإلا كيف يشرط معدل 12 على 20 بينما الطالب في الشعب الأدبية ينجح بمعدل 10 أو أكثر بقليل فهل شروط وزارة التربية والتكوين أكثر وأصعب وأدق وأكثر تعقيدا من وزارة الإشراف التعليم العالي والبحث العلمي التي لها اختصاصها ومكانتها ومصداقيتها ودورها العلمي أم ماذا ..؟ وقد أكدت في هذا المقال المشار إليه بان هذا الشرط سيجدعدة صعوبات وعراقيل ولا يتماشى مع الواقع ومع الشهائد العلمية والمواهب الأدبية وفعلا أنا لست من رجال التعليم العالي ولكن الحس الوطني والروح النضالية والتجربة والخبرة والموضوعية والواقعية والوطنية أكبر وأعمق من شهائد الدكتوراه النظرية التي تنظر للأشياء بمنظار سطحي ولا تشعر بواقع الشعب ولا تواكب مشاغل الشاب ومشاغل الحياة وقد صدقت التبوءات والرؤية وفي النهاية من 1300 شغور في التعليم الابتدائي شارك 500 طالب فقط أي ثلث الشغورات وهذا يحصل لأول مرة العدد المطلوب للشغورات لم يتوفر في مجال التشغيل لماذا هذا العجز وعدم الإقبال و الجواب هو نتيجة الشروط المحجفة والصعوبات الواضحة والتعجيز الملحوظ والتجربة فاشلة فهل بعدها انتظار لهذه التجارب الفاشلة والنظرة الفوقية وعدم احترام الرأي الآخر وعدم قبول النصائح وكذلك الانفراد بالرأي وعدم قبول لغة الحوار مع الأطراف النقابية والاجتماعية والتمسك بالرأي الغردي والاعتزاز بالأنانية وسماع الأقلية وغض الطرف على الأكثرية وعدم الاتعاظ بنصائح الكتاب و الإعلاميين وعدم الحوار مع الطلبة وغلق الأبواب أمامهم والكبرياء والاستعلاء على شريحة هامة من أهل الفكر والعلم والثقافة وأصحاب المهنة وهذا درس جديد لمن لا يحترم الرأي الآخر. قال الله تعالى :” وأمرهم شورى بينهم” صدق الله العظيم. ملاحظة : فهل استخلص العبرة سيادة الوزير… محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354

 

كم ضاع فيك المكان

وترحل لست تدري عدد المرات التي صرت فيها تعيد الرحيل ولا كم مسارا سلكت تحاول عودا ودرب المجيء يحيد بدربك عنك يميل وترحل  نحو الجنوب تهيم بقلبك تعانق بالبصر المستحيل شموخ النخيل وشمس ِهناك يصافحك الدفء تمتد إليك  الخيوط شعاعا يردك عشقا  لذاك الأصيل  وترحل لا لست تدري كم مرة توغل في السفر كم يا تسافر كم يا يخالفك المستقر كم ضاع فيك المكان كم تاه منك المقر كم يا تسافر تبحث عنك كم يا تتيه تضيع العناوين فيك…..كم يا يوزعك اللآمقر وترحل  لمراكش لأرض هناك يطرزها عبق الذكريات لساحة الفناء تجيــــئ لباب دكالة لباب الرب للدوديات يصافحك النخل أنى حللت وتهوى الكتابة في الأمسيات وترحل تنسحب نحو الهنا  من هناك  تحاول تخرج من برد غربتك تبحث الدفء حيث النخيل  حيث الصباح يجيء يعانقه النور وتملؤه  من عطرها  قطرات الورود وترحل ونأيا تجيء لذاك الوجود رحيلا تجيء  ونأيا يعانقه  المستحيل    وينتفي السمت تغيب بخاصرة الصمت كل الحدود ووحدك تمضي هناك وتأبى أناك تجيء لدرب  يعود  وحدك ويسحبك النص يمتصك من ثنايا الحروف مدادا يوزعه الآخرون سؤالا تعددت الإجابات فيه وغابت عن الرد فيه الـــردود سترحل ثم يا ستجيء وتمضي تعود ولكنك لا تعود يبعثرك الحرف  في الكلمات  وينأى بك الصمت عبر الوعود سترحل عائدا من هناك ولكنِك في المدى لا تعود جمال الدين أحمد الفرحاوي مراكش /لندن 14/19  ديسمبر 2007

 


 

 بسم الله الرحمن الرحيم

رؤية تقويمية لإسهامات الشاطبي وابن عاشور المقصدية

 الجزء الثاني

 
كتبه: د/ بشبر عبد العالي شمام 2 -الجوانب الإيجابية لمنهج الشاطبي: أ / إفراده المقاصد بجزء خاص وتوسعه فيها: لم يجر الشاطبي على سنن من سبقه من الأصوليين في الاكتفاء بإشارات مقصدية متفرقة في بعض المباحث الأصولية؛ وإنما أفرد لها جزءا مهما من مؤلفه”الموافقات” وتوسع فيها توسعا كبيرا، وقعد قواعدها وأصل لها وفصل، فأفاد في معظم ذلك وأجاد، على أن الكلام عن المقاصد لدى الشاطبي ليس منحصرا في الجزء المخصص لها من الموافقات بل هي مبثوثة في جميع مباحث الكتاب حتى قال محمد الزحيلي: ” الموافقات هو كتاب في أصول الفقه على طريقة خاصة لم يسبق إليها، لأنه جمع بين مبادىء الأصول وأسرار الشريعة” ( ) ، وقال دراز” لم تقف به الهمة في التجديد والعمارة لهذا الفن عند حد تأصيل القواعد وتأسيس الكليات المتضمن لمقاصد الشارع في وضع الشريعة، بل جال في تفاصيل مباحث الكتاب أوسع مجال، وتوصل باسقرائها إلى استخراج درر غوال لها أوثق صلة بروح الشريعة, وأعرق نسب بعلم أصول الفقه”( )، وعلى هذا يمكنني القول بأن الشاطبي وفق لإعادة صياغة علم أصول الفقه على أسس مقصدية. 2/ إدخاله مقاصد المكلفين ضمن البحث الأصولي : حيث قسم الجزء الخاص بالمقاصد إلى مقاصد الشارع ومقاصد المكلف وتظهر أهمية هذا التقسيم في تنبهه إلى أثر معرفة مقصد المكلف في توجيه نظر المفتي عند النطق بالفتوى، ذلك أن قطع أي صلة بين مقصد الشارع ومقصد المكلف والفتوى على أساس هذه القطيعة يؤدي إلى تشوهات في الفهم والممارسة بسبب اتخاذ بعض الناس أحكام الشرع وسائل لتحقق مصالح ضيقة حددتها اعتبارات بعيدة عن مراعاة مقصد الشرع في النتيجة والمآل وإن حافظت عليها في الصورة والشكل. وكدليل على تنبه الشاطبي لهذا الأمر قرر قاعدة عبر عنها بقوله: ” قصد الشارع من المكلف أن يكون قصده في العمل موافقا لقصده في التشريع”( ) وقال: ” لما ثبت أن الأحكام شرعت لمصالح العباد كانت الأعمال معتبرة بذلك (…) فإذا كان الأمرفي ظاهره وباطنه على أصل المشروعية فلا إشكال. وإن كان الظاهر موافقا والمصلحة مخالفة فالفعل غير صحيح وغير مشروع لأن الأعمال الشرعية ليست مقصودة لأنفسها، وإنماقصد بها أمور أخر هي معانيها، وهي المصالح التي شرعت لأجلها، فالذي عمل من ذلك على غير هذا الوضع فليس على وضع المشروعات”( )، وقال: ” كل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شرعت له فقد ناقض الشريعة؛ وكل من ناقضها فعمله باطل”( ) ، ويوضح ـ رحمه الله ـ بطلان ذلك العمل رغم موافقته ظاهرا لمطلوب الشارع بقوله: ” إن المشروعات إنما وضعت لتحصيل المصالح ودرء المفاسد، فإذا خولفت لم يكن في تلك الأفعال التي خولف بها جلب مصلحة ولا درء مفسدة”( ). 3 / بناء منهج متكامل للكشف عن المقاصد: دعوى كون مقصد الشارع هو كذا أمر في غاية الخطورة إذ الخطأ فيه تترب عليه أخطاء كثيرة بحسب ما يترتب على ذلكم المقصد من أحكام، من أجل ذلك كان حريا أن تضبط عملية الكشف عن مقصد ما ونسبته إلى الشارع الحكيم بخطوات منهجية محددة حتى لا يقول من شاء على الله بما شاء، وبهذا يكون الشاطبي ” قد فتح للعلماء الباب الحقيقي لولوج عالم المقاصد” ( ) مع أكبر ما يمكن من ضمانات الإصابة ومنع التلاعب بأحكام الدين والتقول على الله ورسوله بالظن والتخمين بدعوى تحقيق مقصد الشارع. 4 / إعادة صياغة علم الأصول وفق قواعد مقصدية جامعة: تأصيل القواعد الجامعة كما هو سمة ظاهرة لمنهج الشاطبي ـ كما تقدم ـ( ) هو أيضا مظهر من مظاهر عبقريته وسبقه. وتقعيد القواعد يدل على تمكن الباحث من مادة بحثه، ذلك أن القاعدة بما هي اختصار مركز لعشرات المسائل لا يقتدر عليها إلا من ملك ناصية العلم الذي يقعد له وأحاط بفهم أصوله وفروعه، ولا أحسب الشاطبي إلا كذلك، حتى قال دراز: ” تشعر وأنت تقرأ في الكتاب كأنك تراه وقد تسنم ذروة طود شامخ، يشرف منهعلى موارد الشريعة ومصادرها يحيط بمسالكها، ويبصر بشعابها فيصف عن حسن ويني قواعده عن خبرة، ويمهد كليات يشدها بأدلة الاستقراء من الشريعة ” ( ). ([1]) المصدر السابق 2/ 385. ([2]) المصدر السابق 2/ 333 ([3]) المصدر السابق: نفس الإحالة. ([4]) أحمد الريسوني: نظرية المقاصد عند اللإمام الشاطبي/ 318, الدار العالمية للكتاب الإسلامي, دمشق, والمعهد العالمي للفكر الإسلامي, الولايات المتحدة الأمريكية, ط2, 1412هـ1992م. ([5]) مقدمة دراز لشرحه على الموافقات: 1/8.  (المصدر: موقع السبيل أونلاين نت بتاريخ 24 ديسمبر 2007)
 

 

تبادل التهاني بين المسلم وغير المسلم.

 كتبه: الهادي بريك – ألمانيا

 لا شك أن مثل تلك الأسئلة هذا زمنها وهذا موسمها. زمنها هو زمن تقديم الذيول على الرؤوس أي زمن إنخرام سلم فقه الأولويات عند المسلم ( فقه مراتب الأعمال كما سماه إبن القيم ) وهو زمن يسألك فيه ألف ألف سائل عن حكم تهنئة جاره الكتابي بعيد ميلاد المسيح عليه السلام ولا يسألك فيه ربما سائل واحد عن حكم الدعوة إلى الإسلام في هذه البلاد وعن منهاجها القيم الذي فصله سبحانه في كتابه بما يحفظ به ذكره الحكيم. وهو موسمها لأننا نعيش في هذه الأيام الأخيرات من عامنا الميلادي الجاري 2007 إحتفالات أعياد الميلاد التي تطبق الآفاق شرقا وغربا حتى أضحت في أيامنا هذه أكبر حدث عالمي تقريبا.يمكن لك أن تصرف سائلا عنها بإختصار جوابك بالإباحة والجواز وربما تفلح في ذلك مع عشرة من مثله ولكن لا بد أن يعترض طريقك من يشغب عليك بقول إبن تيمية عليه الرحمة والرضوان وهو ما وقع لي قبل لحظات فكان سبب كتابة هذه الكلمات ذلك أن صديقا عزيزا في مدينة ( فولفسبورغ الألمانية ) إتصل بي لتوه يشكو أحد أحداث الأسنان سفهاء الأحلام ممن تشبث بقول إبن تيمية بعدم جواز ذلك. قلت لصديقي : عليك بمجلد ” فتاوى معاصرة ” للإمام القرضاوي تجد فيه ضالتك وزيادة. ولكنه أصر علي أن ألخص له المسألة وأن أبعث بها إليه مكتوبة ثم قلت في نفسي : لم لا يكون الأمر منشورا لعل ألف سائل وسائل آخر بقي في نفسه من هذا الأمر شيء فهي مناسبة إذن لا لبيان الحكم الشرعي فيها فحسب ولكن ـ وهو الأهم عندي مطلقا ـ لبيان الدليل الشرعي الجامع بين الثابت الأصلي والمتحول العصري ومن لم يرعو للدليل ساطعا كالشمس في ضحاها فلا يليق بك سوى قول ربك سبحانه ” سلام عليكم ” لئلا تقع من حيث لا تشعر في إستخفاف من لا يوقنون وكثير منهم منا لحما ودما.

 هذه آفة أحداث الأسنان :آفة أحداث الأسنان أنهم يتخذون مرجعهم الأول قول هذا وذاك وأكثر من يتخذون هم من غير الأصحاب الكرام ولا حتى من التابعين المعروفين بل والأنكى من ذلك أنهم من غير أهل الرأي الفقهي السديد ممن بقي أو إندثر من مثل المذاهب الثمانية المتعبد بها إلى يوم الناس هذا بإجماع الأمة كلها دون أدنى نكير من صاحب علم وحامل فقه. آفة أولئك أنهم يهملون أم الكتاب من الكتاب أي القرآن الكريم رغم أن الله تعالى قال فيه بصريح العبارة ” فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ” وقال العلماء بإجماع صريح ثابت : الرد إلى الله يعني الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول يعني الرد إلى السنة.آفة أولئك أن تراتبية المرجعية الشرعية في أذهانهم مصرمة مشوشة فهي لا تبدأ بالقرآن ثم بالسنة ثم بالإجماع ثم بالقياس ثم بالإستصلاح ثم بالإستحسان ثم بالإستصحاب ثم بالعرف ثم بسد الذرائع ثم بما إختلف فيه من بعدها .. ولكن تبدأ بقول فلان في القرآن الكريم ورأي فلان في السنة ويا ليت فلانا هذا أو فلانا ذاك من الأصحاب أو من التابعين أو حتى من المجتهدين المقبولين بإجماع الأمة من أهل القرون الأولى.آفة أولئك أنهم يتخذون من إبن تيمية مرجعا فيما يناسب أهواءهم وينبذونه فيما لا يرضي نزواتهم ولقد صدق من قال بأن من علامة عظمة الرجل أن يختلف فيه الناس فريقان من مثل ما وقع لسيد فدائيي الإسلام علي كرم الله وجهه وللفقيه المجاهد إبن تيمية عليه الرحمة. آفة أولئك أنهم يتجاهلون أهم قاعدة فقهية أصولية لا يشم رائحة الفقه من جهلها أو تجاهلها وهي ” لا ينكر تغير الأحكام أو الفتاوى بتغير موجباتها ” وموجباتها أضحت في زماننا هذا : عشرة. آفة أولئك أنهم يتجاهلون الزمن الذي أفتى فيه إبن تيمية بعدم جواز تبادل التهاني بين المسلم وغير المسلم وهو جهل فادح مسقط في حق من يتصدى للفتوى بل في حق من يتصدى لنقل الفتوى. إبن تيمية كان يعني بذلك زمانه أي ظهور التتار المتغلب على العاصمة العباسية بغداد فكان لا يسعه سوى أن يفتي بعدم جواز ذلك لبناء جدار صد منيع بين محتل معتد وبين مؤمن جارت عليه عاديات الليالي فإستبيحت عاصمته وديست بيضته.آفة أولئك أنهم لا يميزون بين الحكم الشرعي وبين الفتوى ولا بين الحكم الشرعي المبني على دليل صحيح صريح قطعي ثابت متيقن فهو لا يتبدل أبدا إلا لضرورة أو حاجة يتأخر عنها بقدرها ثم يعود إلى سالف عهده .. وبين الحكم الشرعي المبني على دليل صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح أو غير صحيح غير صريح وكل تلك المستويات الثلاثة هي منبت الفتوى في الإسلام.آفة أولئك أنهم لا يدركون أن الفتوى إنما سميت كذلك ولم تسم حكما شرعيا لمناسبة زمانها ومكانها وحالها وعرفها وصاحبها وكل أسباب متغيراتها وهي : عشرة بالتمام والكمال.آفة أولئك أنك إذا سألت واحدا منهم عن الدليل : يقول لك : الدليل قول فلان أو علان. من ذا تعلم أن الفقه بعيد عنهم بسبب أن إجتهادت وأقوال وآراء الناس كائنا من كانوا ولو كانوا الأصحاب أنفسهم فضلا عمن دونهم .. لا يحتج بها ولكن يحتج لها. أي أن الدليل إما أن يكون من قرآن أو من سنة أو من إجماع أو من قياس أو من مصلحة أو من إستحسان أو من غير ذلك مما هو معروف عند العلماء وطلبة العلم من مصادر التشريع الإسلامي.آفة أولئك بإختصار شديد جدا هي : إنقلاب مراتب العلم عندهم ليضحى قول فلان مقدما وقول رب فلان مؤخرا.هذه هي منهجية الفقيه المسلم لإستنباط حكم شرعي ( مسألة تبادل التهاني بين المسلم وغير المسلم نموذجا ) :القرآن الكريم : سؤالان لا بد منهما : أولا : 

هل أن تلك المسألة كلية أو فرعية وإذا كانت فرعية فما هي كليتها؟

ثانيا : هل ورد في شأنها في القرآن الكريم شيء سواء كانت كلية أو فرعية وما هي طبيعة الوارد فيها أصوليا؟

الجواب : أولا : المسألة فرعية دون أدنى ريب فالتهنئة جزء من العلاقة وليس العكس وكليتها هي العلاقة بين المسلم وغير المسلم.

ثانيا : ورد في العلاقة بين المسلم وغير المسلم ( ورود جماعة ينطبق على الإفراد ) آيتان في سورة الممتحنة قال فيهما الفقهاء أنهما من أجمل ( أجمل من الإجمال وليس من الجمال ) وأصرح ( الصراحة مما يسمى قديما قطعي الدلالة ) ما ورد في العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ومما يؤكد ذلك أن السورة مدنية ( لئلا يقال بنسخها حكما لو كانت مكية ) وورودهما بصيغة العموم ( وهو ما يتكفل به الإسم الموصول ” الذين ” ) وكون الصيغة وردت بالنفي ( أداة النفي ” لا ” ) أما النهي فقد تكفل به فعل النهي لحما ودما ( ينهاكم ) ومما يزيد كل ذلك تأكدا ورودها بصيغة تفيد الإستمرار والدوام أبدا ( صيغة المضارع ).لو توقفت برهة قصيرة لتحوصل معي المؤكدات اللفظية التي إختارها الوحي لتأكيد المسألة وفي الآن ذاته تحديا بلسان عربي مبين لمشركي قريش .. لألفيت عجبا : إجتماع النفي ( أقوى من النهي لأنه عام مطلق لا يقيد ولا يخصص ) مع النهي ( الوارد بكلمة النهي لحما ودما لتأكد المسألة ) في حال دوام مستمر لا ينقطع ( المضارع ) ولك أن تضيف إيراد إسم الجلالة الأعظم سبحانه فاعلا مرفوعا لتبين مصدر الأمر وتعظيمه وطاعته وورود الصيغة بالإسم الموصول العام ( الذين ).

 السؤال هو : هل أن جار صديقي العزيز من ( فولفسبورغ ) هو ممن قال فيهم سبحانه ” الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ” أو هو ممن قال فيهم سبحانه في الآية التالية ” الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم”؟.يسمى ذلك في الفقه : تحقيق المناط.ومعلوم أن تنزيل الحكم الشرعي يجب أن يكون كما يقول الفقهاء بالإفراد وليس بالجملة. أي إذا كان كل جيران صديقي العزيز من ( فولفسبورغ ) ممن قاتلوه في الدين وأخرجوه من داره وظاهروا على إخراجه ولم يكن جاره الذي يريد تهنئته بعيد ميلاد المسيح عليه السلام من أولئك .. فإن تطبيق قوله سبحانه الذي تكرر مرات في القرآن الكريم ” ولا تزر وازرة وزرة أخرى ” يقتضي أن يستثنى ذلك الجار غير المقاتل في الدين وغير المظاهر على الإخراج من الدار من ذلك الحكم أي المنع من تبادل التهاني.هل يدعي عي اليوم بأن الألمان يقاتلون المسلمين في الدين أو أنهم أخرجوهم من ديارهم أو ظاهروا على إخراجهم؟ حتى لو قام الألمان بالقتل فإن الحكم لا ينطبق لأن الله سبحانه عندما إستخدم هنا كلمة ” قاتل ” يعني مرادا محددا لأنه إستخدم في مواضع أخرى من الكتاب نفسه كلمة ” قتل “. طبعا هو يوجه خطابه إلى العرب وليس إلى أشباه العرب ممن يرطنون بلغات هجينة لا هي إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ثم يقولون عليه سبحانه بغير علم.بل إنه يمكن القول كذلك بأن إجتماع تلك الأفعال كلها هو القاضي بتبدل الحكم في الآية أي : فعل القتال ( وليس مجرد القتل ) وفعل الإخراج من الديار أو المظاهرة على ذلك. أرأيت معي كيف أن العملية ليست بسيطة كما يتصورها أحداث الأسنان لأنها مرتبطة باللغة وبتراكيبها وبالشرع وبمستوياته ثم بالواقع وتعقيداته وتوصيفاته. أرأيت كيف أن اللغة دون غيرها أخذت هنا صفحة كاملة ولما يطأ الإنسان شطآنها؟

 الجواب هو إذن : إذا كان جار صديقي ذاك بالتحديد في مدينة ( فولفسبورغ الألمانية ) لم يقاتله بالمعنى العربي المعروف للقتال حقيقة وليس كناية ولا مجازا ولم يكن ذلك القتال في الدين ولم يخرجه من بيته ..

 إذا كان ذلك كذلك فإن الحكم الشرعي هو : 1 ــ صديقي غير منهي من الله سبحانه عن بذل البر لجاره ذاك والبر ورد في شأن الوالدين حتى إرتبط بهما في الثقافة الإسلامية إرتباط حق لأن البر هو أعلى درجات الإحسان ومنه إشتق سبحانه له إسما ” إنه هو البر الرحيم “. أليس عجبا أن توصف العلاقة التي يبذلها المسلم لوالديه وحقهما عليه لا يرجحه سوى حق الله عليه .. بالوصف ذاته الذي وصفت به العلاقة مع غير المسلم غير المقاتل وغير المخرج من الديار أو المظاهر على ذلك؟ هو عجب دون أدنى ريب. ولكن السؤال هو فقه مكمن العجب. مكمن العجب هو : إبراز كرامة الإنسان عند الله سبحانه كائنا ما كان دينه ما لم يكن محاربا أو مقاتلا أو ظالما معتديا. المقصد من ذلك هو : تعليم المسلم ثاني ثابت في دينه بعد ثابت التوحيد الخالص : أي ثابت كرامة الإنسان ـ كل إنسان مطلقا ـ وفتح أبواب العلاقة مع الناس كافة لعل أسباب الهداية تأخذ إلى قلوبهم سبيلا فيكون صاحب تلك المبادرة من أرفع الناس عند الله ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين “.

2 ــ صديقي غير منهي من الله سبحانه بعد بذل البر لجاره غير المسلم ذاك بمثل ما يبذل البر لوالديه حيين وميتين .. عن بذل القسط إليه. القسط أبلغ من العدل. إذا تحمل العدل بين الناس مثقال حبة خردل في كفة هذا مما تعم به البلوى ويخرج عن نطاق الإنسان لدقته .. فإن القسط لا يتحمل ذاك والقسط منسوب إلى الله سبحانه لأنه أبلغ وأدق وأرق من العدل ” يوم نضع الموازين القسط ليوم القيامة ” و ” القسطاس المستقيم “. معنى ذلك هو : أن صديقي غير منهي بتحري كل صور وأشكال ووجوه القسط مع جاره غير المسلم ذاك دو غبنه في حقه ولو بمثقال حبة خردل.

3ــ ما معنى غير منهي عن كذا وكذا؟ بعض الناس يفهمون ذلك على أنه مستحب وليس واجبا بسبب وروده بصيغة ” لاينهاكم”. وهو خطأ. سبب الخطأ هو عدم فهم القرآن بحسب سياقه. السياق هنا هو سياق عام قد تجد فيه جارا غير مسلم فيكون شأنك معه كذلك وقد لا تجد وقد يسكن المسلمون جيرانا لغير المسلمين وقد لا يكون منهم ذلك ولو أمر به سبحانه بصيغ الأمر الأخرى لكان على المسلمين أن يبحثوا عن أولئك في أي مكان ليطبقوا قول ربهم ذاك ولكن لما كان الأمر محتمل الحدوث في الدنيا وليس محتوم الحدوث جاءت الصيغة ” لا ينهاكم “. أي أنها صيغة إخبارية والصيغة الإخبارية ملزمة مثلها مثل الصيغة الأمرية عند الحاجة إليها. الدليل الثاني على أن صيغة ” لاينهاكم ” رغم أنها إخبارية فإنها تفيد الوجوب حال الحاجة إليها هو أن عدم النهي لم يتوقف عند حد الإحترام أو عدم الظلم أو القيام بالواجب ولكن تجاوزت الصيغة كل ذلك مما هو مأمول ومنظور من صيغة ” لا ينهاكم ” .. تجاوزت كل ذلك إلى حدود البر والقسط أي أعلى درجات الإحسان والمعروف وأعلى درجات العدل. لو كانت صيغة ” لا ينهاكم” لا تفيد سوى الإستحباب عند الحاجة ـ وليس عند إنعدام الحاجة ـ لما كان مناسبا أن تبدأ الآية بصيغة قد يفهم منها قليل الفقه تهوينا ثم ترقى إلى أعلى درجات البر والقسط حيال المخالفين في الدين.

 4 ــ كيف يتجسد البر والقسط بعد أن أضحيا واجبين في حق صديقي العزيز من ( فولفسبورغ ) إزاء جاره غير المسلم؟ هل أن تهنئة صديقي جاره بعيد المسيح يدخل ضمن البر والقسط أم يخرج عنه؟ قال لي صديقي بالحرف الواحد : أنا أريد أن أهنئ جاري بقولي باللغة الألمانية ” frohe weihnachten ” وهي كلمة لا تحمل أي بعد ديني أبدا. لا يعني ذلك أن التهنئة بالعيد الديني لغير المسلمين محرم ولكن يأخذ حكم الجواز والإباحة مطلقا ويتحقق بالوجوب في حال الجار الذي تنطبق عليه المواصفات آنفة الذكر كلما كان مقيدا بضابط واحد هو : عدم إقرار غير المسلم على دينه لا بالحرف نطقا ولا بالعمل حركة وليس هناك تهنئة بحسب علمي تحمل إقرارا مثل ذاك بين شعوب وأمم الأرض كلها. صديقي إذن مكلف ـ بسبب طروء الحاجة ـ ببذل البر والقسط إلى جاره ولا شك أن أدنى درجات البر والقسط هي تهنئته بعيد الميلاد بل يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك لو شاء صديقي ذلك ورأى فيه مصلحة تحقق لدعوة الإسلام نصرا ويفتح على نفسه أغلى باب يمكن أن يفضي به مباشرة إلى جوار سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام في فراديس الجنة أي بهداية ذلك الجار غير المسلم من خلال الأسوة الحسنة : له أن يهديه هدية في عيده ويزوره في بيته ويأكل من أكله إلا ما كان حراما قطعا من مثل لحم الخنزير والخمر وغير ذلك مما هو معروف عند كل مسلم بالضرورة ويصافحه ويبتسم في وجهه ويخدمه في يوم عيده ويفعل معه وله كل شيء إلا شيئا لنا فيه نص من القرآن الكريم أو من السنة ( وليس من سواهما أبدا أبدا أبدا مطلقا ) .. نص صحيح صريح فيه نهي عن فعل كذا أو قول كذا وهذا نادر جدا جدا جدا.لا تنس أنه مكلف بالبر وليس مجرد الإحسان والمعروف ولا تنس أن المناسبة مناسبة عيد ولا تنس أن الرجل جار ولا تنس أنه جار كتابي وليس وثنيا ولا تنس أنه لا هو مقاتل ولا مخرج من الدار ولا مظاهر على ذلك ولا تنس أن صديقي داعية إلى الإسلام بكل ما أوتي : كلمة وبسمة وهدية وتحية وسلاما وزيارة وقدوة وإعانة …

 الخلاصة الأولى هي إذن : القرآن الكريم بصريحه المباشر يأمر بالبر والقسط مع كل مخالف في الدين لم يقاتل ولم يظاهر على الإخراج من الدار. الإنسان العاقل الذي هو مكلف بفهم القرآن الكريم يفهم بالضرورة إن كان عربيا أو متعربا على الأقل أن التهنئة هي فرع من تلك الكلية الكبرى التي جاءت بها آية الممتحنة. لكن أهم شيء هنا هو أن القرآن حاكم على كل ما سواه ولو كانت السنة نفسها فما وجدناه بعد ذلك في السنة مخالفا لهذا أولناه أو صرفناه مصرفه المناسب أو بحثنا في سنده أو في متنه أو في مختلف مقامات قالته وتنزله لنلفى بعد ذلك أن القطعي من القرآن الكريم لا يعارضه شيء فإما أن تجد سنة تعزره أو تبين مجمله أو تفسره وإما أن تجد سنة لا تفعل ذلك أي تخصص عمومه أو تقيد مطلقه وهو قليل جدا ولا يدخل مجال أم الكتاب من المحكمات القطعيات من مثل هذا الأمر.

 السنة النبوية : 1 ــ أخرج الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقالت له : يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة وهي راغبة ( أي في صلتها والإهداء إليها ) أفأصلها؟ قال : صلي أمك.هذا دليل أولي من السنة القولية ( أقوى من العملية بسبب ما قد يخترم هذه من مقامات إنما يميزها أهل التحقيق العلمي ) يؤكد المحكمات القرآنية التي وردت آنفا في شأن صلة المخالفين في الدين. المرأة هنا مشركة والكتابي في دين الله سبحانه أقرب إلينا وأولى من المشرك قطعا لأننا ننكح من هؤلاء ولا ننكح من أولئك وإشتراكات أخرى عقدية وعملية أخرى كثيرة. الحديث يكاد يكون في مستوى القرآن الكريم من حيث الصحة بسبب أن الشيخين هما راوياه وهما أصح كتابين بعد كتاب ربنا.كلمة ” صلي أمك ” هنا عامة لم يشأ عليه الصلاة والسلام تخصيصها حتى تؤوي إليها كل بر وإحسان ومعروف.

 تنبيه لطيف جدا : بعض المتعجلين الذين إذا إنهزموا في مجال الدليل يحملون البر والقسط على محمل المادة أي أنه إذا جاز البر والقسط مع المخالفين في الدين تعاملا ماديا فإنه لا يجوز تعاملا معنويا وهي سخافة لا تستحق ردا في الحقيقة ولك أن تتصور دينا يأمر أتباعه بأنه لا بأس عليهم أن يهدوا الكافر غير المحارب هدية في عيده أو يزفون إليه تهنئة ولكن بشرط أن يكون ذلك في رداء خلق من تكشير الأنياب فلا بسمة ولا ضحكة ولا مصافحة ولا بشاشة ولا هشاشة. هؤلاء أجدر بهم حماقة نصارى تغلب الذين أقرهم الفاروق عليهم الرضوان على مسمى الجزية دون إسمها. هؤلاء فقدوا البوصلة الإسلامية لأن المقصد من تحالف مبنى الرجل الهادي المهنئ ضاحكا مبتسما مصافحا هاشا باشا مع معناه الذي يريد الهداية حقيقة وفعلا لذلك الضال أو المغضوب عليه .. المقصد من ذلك هو : بذل دعوة الإسلام للناس كافة سخية معطاءة في ثوب جميل سخي لعل الله يفتح قلوبهم بنا لدينه فيفوزون ونفوز جميعا. تصور معي بحسب فقه أولئك أن مسلما متزوجا من نصرانية يعيش معها في ألمانيا مثلا لا يهنئها بعيد الميلاد بينما تتوافد عليها التهاني والهدايا من كل صوب وحدب. هل طبق هذا قوله سبحانه ” وجعل بينكم مودة ورحمة “. أي مودة وأي رحمة بينهما وأي آية في النكاح بعد ذلك كما ورد في سورة الروم؟ النكاح يظل بعد ذلك آية سخيفة وليس آية عظيمة.لا بل تصور معي ألمانيا أسلم فقاطع أهله وأشقاءه ذكورا وإناثا بسبب أعياد الميلاد. أي معنى يصبح للإسلام عند أولئك؟ أليس هي المعاني التي تروجها أمريكا وحلفاؤها من الصهيونية والمادية والشيوعية والعلمانية والإلحاد والصليبية وغير ذلك؟تصور معي أن ألمانيا أسلم فلم يصاحب أمه الكتابية ( ولو كانت يهودية من قوم محاربين ) لقوله سبحانه ” فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا “؟ وذلك بمناسبة إحتفالها بعيد الميلاد في مثل هذه الأيام. هي تحتفل بها وتدعوه صباح مساء ليل نهار إلى الردة عن الإسلام والإسلام ينهاه عن أمر ويأمره بآخر والنهي والأمر متلازمان بالضرورة فإن إنسلخ أحدهما عن الآخر فإن الله تعالى يغضب : نهاه عن طاعتها وأمره بمصاحبتها بالمعروف. هل مصاحبتها بالمعروف لا تعني تهنئتها بعيد الميلاد وعدم إهدائها في هذه المناسبة شيئا محببا إلى قلبها؟

2 ــ أخرج الشيخان عن عائشة عليها الرضوان أن نفرا من اليهود دخلوا على النبي عليه الصلاة والسلام فلووا ألسنتهم بالتحية وقالوا ” السام ” عليك يا محمد. معنى السام : الموت. فقالت لهم عائشة : وعليكم السام واللعنة يا أعداء الله فلامها النبي عليه الصلاة والسلام. فقالت : ألم تسمع ما قالوا؟ قال : سمعت وقلت : وعليكم. ( يعني : الموت يجري علينا وعليكم جميعا ). ثم قال لها : يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله.أليس هذا دليلا آخر من السنة يعزر القرآن الكريم في وجوب ملازمة أقصى درجات البر والقسط مع غير المسلم الذي ليس في حالة حرب؟ لا بل إن هذا النفر من اليهود يحارب بلسانه تحايلا وليا وطعنا في الدين ولكن رغم ذلك إلتمس لهم عذرا عليه الصلاة والسلام وأوصى بالرفق حتى مع أمثالهم ممن يلوي الحديث ليغش الناس كلما لم يحمل السلاح ولم يقاتل.أليس ذلك دليلا على أنه إذا جاز ـ بل وجب ـ الرفق مع الغاش في حديثه وتحيته فإنه أوجب وأفرض مع من لم يفعل ذلك؟

 3 ــ لقد ثبت في السنة أنه عليه الصلاة والسلام عاد شابا يهوديا في مرض موته وفي الأثناء دعاه إلى الإسلام فأستأذن الشاب المريض أباه بعينه فقال له أبوه : أجب أبا القاسم فنطق بالشهادة ثم مات فقال عليه الصلاة والسلام : الحمد لله الذي نجاه بي من النار. ألا تقيس عيادة المريض من مرضى اليهود يومها على جار كتابي مسالم ربما أسدى خدمات لا حصر لها لصديقي في ( فولفسبورغ )؟ كيف يعود عليه الصلاة والسلام مريضا من مرضى اليهود ويمنعنا من بذل كلمة طيبة وتهنئة لكتابي آخر هو لنا جار بمناسبة عيده الشخصي الخاص أو عيده الوطني العام؟ ألا تقول في نفسك : ترى ماذا عساه قال له عليه الصلاة والسلام لما عاده وهو مريض؟ هل يمكن أن يقول له غير كلام طيب يرجو له فيه الشفاء والسلامة والعافية؟ هل تراه يزوره عابسا قمطريرا مقطب الحاجبين مدلهم الوجه؟ حاشاه عليه الصلاة والسلام.عجبا عجابا ورب الكعبة. بأي مقياس يدخل هذا الدين إلى أفئدتنا؟ أهل بالمقياس العربي المبين صاحب التحدي والمقياس العقلي الذي إستخدمه الوحي فقال ” أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ” أم هو مقياس عنوانه : أعيش في ألمانيا في القرن الحادي والعشرين أو الخامس عشر هجريا وأفكر بعقل ذاك الذي عاش في الشام في القرن السابع؟

 الخلاصة الثانية هي إذن : السنة تعضد القرآن الكريم وتعزره في وجوب بناء علاقة إسلامية ملؤها البر والقسط مع المخالفين في الدين ما لم يكونوا محاربين ظالمين معتدين. وهل بعد قول الله وقول رسوله عليه الصلاة والسلام من قول؟ أجيبونا يا أحداث الأسنان وسفهاء الأحلام.

 3 ــ فقه الصحابة الكرام :روي أن مجوسيا قال لإبن عباس : السلام عليكم. فقال له إبن عباس : وعليكم السلام ورحمة الله. فقال له أصحابه : تقول له : رحمة الله؟ فقال : أوليس في رحمة الله يعيش؟ إبن عباس هو ” ترجمان القرآن ” وهو ” حبر هذه الأمة ” أي بذلك وصفه الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

 4 ــ مصلحة الدعوة الإسلامية المعاصرة : قال تعالى : ” وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها “. هل يمكن أن يقال هنا أن التحية يجب أن تكون من مسلم فإذا كانت من غير مسلم فلا سمع ولا طاعة ولا ردا بمثل ولا بأحسن منه؟ لقد روي عن شيخ الفقهاء أبي حنيفة أن له جارا يهوديا يضع في طريقه الشوك طيلة أربعة عقود كاملة فلم يبذل له سوى الصبر وذات يوم لم يجد الإمام في طريقه شوكا كعادته فسأل عن جاره اليهودي فقيل إنه مريض فذهب يعوده وظل يسأل عن حاله طيلة أيام مرضه فلما شفاه الله سبحانه نطق بالشهادة التي أخرجته من النار بإذنه سبحانه. التوجه بالحديث في مصلحة الدعوة الإسلامية المعاصرة مخصوص بالدعاة الذين يحيون لها ويموتون لها ويصبحون عليها ويمسون عليها فهي التي ملكت زمام التفكير عندهم فلا ينظرون سوى من ثقبها الواسع ولا ينظر كل واحد من أولئك الدعاة في غير المسلم أنى كان إلا مادة للدعوة وطريقا إلى الجنة فإما أن يكون الداعية معه كما كان النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ” صادقا أمينا ” مع المشركين في مكة قبل البعثة وبعدها فيهدي به سبحانه قلوبا غلفا وآذانا صما وأعينا عميا وإما أن تكون الأخرى فيكون الداعية من خير الناس عند الله ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله …”.عندما قال عليه الصلاة والسلام ” تهادوا تحابوا ” هل يقصر الأمر على المسلمين؟ طبعا لا. لأن الحب الناشئ بينك وبين غير المسلم غير المحارب عن طريق الهدية المتبادلة هو خير طريق لك لتكون من خير عباد الله عنده سبحانه وهو خير طريق لغير المسلم ليفوز بالجنة ويزحزح عن النار. الخلاصة هي إذن :

 إذا كان القرآن الكريم والسنة الصحيحة الثابتة من أصح كتابين للشيخين .. إذا كان المنبع الصافي للإسلام صحيحا صريحا في أن العلاقة بين المسلم وغير المسلم يجب أن تكون من جانب المسلم علاقة إسلامية أخلاقية طيبة كريمة ملؤها البر والقسط ومن فروعهما التهادي والتهاني والتزاور والتعاون سيما مع أهل الكتاب أقرب غير المسلمين إلينا .. إذا كان ذلك كذلك فإنه لك أن تقول قولة مالك عليه الرضوان ” كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر “.إذا ثبت ذلك وهو ثابت مثبت قطعا لا شك فيه فإن فتوى إبن تيمية عليه الرحمة والرضوان فتوى صحيحة خاصة بزمانه ومكانه وحاله وعرفه ( أي مواجهة الإحتلال التتري ببناء جدار صد نفسي عتيد وهو ما نسميه اليوم المقاومة الصامتة أو المقاطعة الإيجابية وهو أمر ضروري لأنه فتوى مقتطعة مجتزأة من حكم شرعي أصلي كما فعل الفاروق مع حد السرقة عام الرمادة ومع المؤلفة قلوبهم وفعل ذو النورين مع ضوال الإبل وعلي عليه الرضوان مع عقد الإستصناع وغير ذلك مما لا يأتي على حصر).هل نغلب الفتوى على الحكم الثابت؟ لا يفعل ذلك سوى من كانت بضاعته في الفقه أدنى من مزجاة بل لا بضاعة أصلا.هاك مثلا رائعا في ذلك : أفتى اليوم كثير من الفقهاء بكراهة نكاح اليهودية. طبعا تلك هي فتوى وليست حكما شرعيا لأن الحكم الشرعي مخالف لذلك بالضرورة لما ورد صحيحا صريحا في سورة المائدة وهو معلوم من الدين بالضرورة. كيف خالفت الفتوى إذن الحكم الشرعي؟ خالفته بسبب قصرها على ما سماه الفقهاء : تخريج المناط وتهذيبه وهما عمليتان تسبقان تحقيقه. السبب هو إذن : حرب اليهود ضد الأمة بما يخشى من إفضاء ذلك النكاح إلى تقوية جانب المحاربين المعتدين على الأمة بسبب أن أغلب اليهود محاربون وليس كلهم بطبيعة الحال أي لنا في قضية فلسطين. فإذا تحررت فلسطين عاد الأمر إلى نصابه أي جاز الأمر وأبيح دون أدنى نكير إلا قيدا جديدا أو طبيعيا مما تفرزه الأيام من مثل كثرة عوانس المسلمين أو غير ذلك أو لحاجة عمرانية ( ديمغرافية ). معنى ذلك هو : أن إبن تيمية لو عاش إلى زماننا لفعل بكثير من أجزاء فقهه الذي صاغه لمواجهة الإحتلال التتري خاصة فيما يتعلق بحرب الحكام كما فعل الشافعي بفقهه بين العراق ومصر.أليس هو القائل ” ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين “. أليس هو الذي نهى أصحابه عن نهي مقارعي الخمرة عن إحتسائها معللا ذلك بإحتمال أخف الضررين. إذا كان بعض الساسة اليوم يكيلون في السياسة بألف ألف مكيال فإن كثيرا ممن ينتسب إلى العلم يفعل كذلك فينتقي ما يرضي غروره من فقه إبن تيمية وينبذ ما لا يرضي غروره.الخلاصة هي إذن أن التهاني والتهادي والتزاوز وكل أشكال المعاملة مع غير المسلمين غير المحاربين فيما هو حلال طيب من قول وحركة وعمل وسلعة وخدمة .. أمور لا حرج فيها ولا تثريب لأنه لم يرد فيها مانع شرعي قط من كتاب ولا من سنة ولأن الحاجة إليها ماسة اليوم بسبب حاجة الدعوة الإسلامية المعاصرة إلى إستيعاب الناس إليها ولأنها حاجة من حاجات الناس ولأجل حاجات الناس أباح علي ومن معه من الأصحاب الكرام عليهم الرضوان جميعا حتى أضحى إجماعا .. عقد الإستصناع وهو عقد باطل في الأصل لأنه عقد على مجهول.يستوي في ذلك العيد الشخصي الخاص ( من مثل عيد ميلاد الشخص وأحداث عائلية من ولادة وموت وغير ذلك ) مع العيد الديني العام أو الوطني أو القومي وليس من ضابط في ذلك سوى : إستخدام كلمات بأي لغة كانت مفهومة عند المخاطب المهنإ ليس فيها إقرار لباطل أبطله الإسلام بطلانا شرعيا صحيحا صريحا ثابتا قطعيا متيقنا لا يختلف فيه مسلمان ومعلوم أن كل صيغ التهاني اليوم بكل لغات العالم فيها مجاملات ومكارمات من حسن القول لا تتطرق إلى قضايا الحق والباطل فهي جائزة بالجملة.ولمن أراد التوسع في الموضوع فعليه بكتاب ” فتاوى معاصرة ” للإمام القرضاوي ( الجزء الثالث ـ صفحة 668 ـ 673).والله تعالى أعلم.

 الهادي بريك ـ ألمانيا.

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 24 ديسمبر 2007)  

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 février 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2097 du 17.02.2006  archives : www.tunisnews.net IFEX – News: Leading members

En savoir plus +

17 septembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3404 du 17.09.2009  archives : www.tunisnews.net   Kalima: Le journaliste Abdallah Zouari relaché apres

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.